مصابيح السنة

البغوي ، أبو محمد

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1987 م دَار الْمعرفَة للطباعة والنشر والتوزيع مستديرة المطار - شَارِع البرجاوي ص. ب: 7876 تليفون: 834301 - 834332 - برقيًا معرفكار بيروت - لبنان

مصَابيحُ السُّنَّة [1]

مقدمة التحقيق

من أقوال العلماء في البغوي وكتابه • الشيخ الإِمام العلّامة، القدوة الحافظ، شيخ الإِسلام، محيي السنّة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفرّاء البغوي، الشافعي، المفسّر، صاحب التصانيف كشرح السنّة، ومعالم التنزيل، والمصابيح، وكتاب التهذيب في المذهب، والجمع بين الصحيحين، والأربعين حديثًا، وأشياء. (شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 439) • كان إمامًا جليلًا، ورعًا زاهدًا، فقيهًا محدّثًا مفسّرًا، جامعًا بين العلم والعمل، سالكًا سبيل السلف، له في الفقه اليد الباسطة. . وقدره عالٍ في الدين وفي التفسير وفي الحديث وفي الفقه، متّسع الدائرة نقلًا وتحقيقًا. (تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية 4/ 214) • وكان كتابُ "المصابيح" الذي صنَّفه الإِمام محيي السنّة، قامع البِدعة، أبو محمد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي، رَفَعَ اللَّهُ درجته، أَجْمَعَ كتابِ صُنِّفَ في بابه، وأَضْبَطَ لشوارد الأحاديث وأوابدِها. (الخطيب التبريزي، مشكاة المصابيح، المقدمة)

تمهيد

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تمهيد إن الحمدَ للَّهِ، نحمَدُهُ ونستَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونعوذ باللَّه من شُرور أَنْفسِنَا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71]. أما بعد، فهذا كتاب "مصابيح السنّة" من تأليف الإِمام المفسّر المحدّث الفقيه محيي السنّة وركن الدين، أبي محمد الحُسين بن مسعود بن محمد الفرّاء البغوي (516 هـ) وهومن أهم مصادر السنّة النبوية الشريفة، نظرًا لما تضمَّن مِنْ أحاديث في مختلف أبواب الدين، رواها البغويُّ بأسانيده المتّصلة إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكنه حذف أسانيده طلبًا للاختصار، وذكرها في سائر تصانيفه لمن طلبها. ولم يُودِع فيه مِنَ الأحاديث إلّا ما وافق وُجودُه في الكتب الستّة وغيرها ممَّا أجمعت الأمّة على قبوله، فصار الكتاب بذلك كالمستَخْرَج على هذه الكتب. فاحتلّ بذلك مرتبةً عالية من بين مصادر

الحديث الشريف، وأقبل العلماء عليه إقبالًا شديدًا، وألّفوا حوله الكتب الكنيرة، ما بين شرح، وتخريج. وقد جعل البغوي أحاديثه قسمين تحت كل باب، صِحاحًا وحِسانًا، مريدًا بالصحاح: ما أخرجه الشيخان البخاري (256 هـ) ومسلم (261 هـ) أو أحدهما، وبالحسان: ما أخرجه سائر الأئمة، مالك (179 هـ) والشافعي (205 هـ) والدارمي (255 هـ) وأحمد (241 هـ) وأبي داود (275 هـ)، والترمذي (279 هـ) والنسائي (303 هـ) وابن ماجة (275 هـ) وغيرهم، وهو اصطلاح خاص به، لكن معظم هذه الأحاديث من الصحاح باصطلاح الجمهور. وما كان فيه من ضعيف أو مرسل أو منسوخ أو معلول أو منكر ساقه لضرورة، فقد بَيَّنه وأوضحه. وقد قمنا بتحقيق هذا السفر النفيس من كتب السنّة النبوية المطهّرة، ليخرج بين يدي القارئ بطبعة محققة محررة، فقدَّمنا للكتاب بمقدمة بيَّنَّا فيها قيمته العلمية، وخرجنا أحاديثه، وعلَّقنا عليه بما يليق بجلالة قدره ويفيد المُطالِع فيه. كما ضممنا إليه في مقدمتنا أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن (18) حديثًا رماها الإِمام أبو حفص القزويني (750 هـ) بالوضع، وقد جاءت في الصفحات (77 - 96). وإننا نتوجه بالشكر العميم لمن كانت لهم أيادٍ بيضاء في إخراج هذا الكتاب لا سيّما الإِخوة رياض عبد اللَّه عبد الهادي، ومحمد عبد الرحمن المرعشلي وعامر البوتاري الذين ساهموا في تصحيح تجاربه، ووضع فهارسه. ورجاؤنا بهذا العمل شفاعة نبيِّنا المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللَّه بقلب سليم، واللَّه المستعان، وعليه التكلان، والحمد للَّه أولًا وآخرًا، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وكتبه يوسف المرعشلي بيروت، 1 ذي القعدة 1405 هـ

مقدمة التحقيق • دراسة المصادر المعتمدة في التحقيق. • ترجمة الإمام البغوي. • أهمية كتاب "مصابيح السنّة". • أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث "المصابيح". • منهج التحقيق ووصف النسخ الخطية للكتاب.

دراسة المصادر المعتمدة في التحقيق

دراسة المصادر المعتمدة في التحقيق جرت عادة العلماء من أئمتنا رحمهم اللَّه بذكر مصادرهم في مطالع كتبهم قبل الشروع فيها، ويعتبر هذا المنهج العلمي من أسمى مناهج الأمانة العلمية وأعلى درجات التوثيق. كما أن بذكر المصادر فائدة تحصل للقارئ، حيث أن قيمة الكتاب من قيمة مصادره المأخوذ منها، فإن كانت مصادره قوية موثوقة معتمدة عند جمهور العلماء، ارتاح إليها القارئ وحصل عنده طمأنينة في قراءته. حدثني الشيخ حسين أحمد عُسَيْران قراءة عليه، عن شيخه محمد العربي العَزُّوزِي، عن حسن عويدان الفيتوري الطرابلسي، عن صالح الفُلّاني المدني، عن محمد بن محمد فُلّاني، عن أحمد بن علي الشنّاوي عبّاسي، عن غَضَنْفَر الشريف النقشبندي، عن تاج الدين بن أحمد الكازروني عبد الرحمن، عن أبي الفتوح أحمد الطاوسي، عن المعمر بابا يوسف الهروي عن محمد بن شادابخت الفرغافي الفارسي، عن المعمّر أبي لقمان أحمد بن يحيى بن عمّار بن مقبل بن شاهان الختلاني، عن محمد بن يوسف الفربري، عن الإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا مسدّد قال حدثنا بشر قال حدثنا ابن عون عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ذكر

مصادر البغوي في هذا الكتاب

النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال في حجته: "لِيُبَلّغِ الشاهِدُ الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أدعى له منه". (¬1) وحدثني الشيخ حسين أحمد عُسَيْران إجازة، عن شيخه محمد العربي العَزُّوزِي، عن محمد بن جعفر الكتاني، عن علي بن ظاهر الوتري المدني، عن عبد الغني، عن والده أبي سعيد، عن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم العمري، عن والده محمد وفد اللَّه المكي، عن حسين بن علي العُجَيْمي وعبد اللَّه بن سالم البصري كلاهما عن عيسى المغربي، عن سلطان بن أحمد المزاحي، عن أحمد بن خليل السبكي، عن نجم الغَيْطي، عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن أبي العباس أحمد ابن أبي بكر الحنبلي، عن عثمان بن محمد التُّوزَري، عن أبي بكر محمد بن يوسف بن مُسْدي، عن أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء، عن أحمد بن عبد اللَّه بن جابر الأزدي، عن عبد اللَّه بن علي بن محمد الباجي، عن محمد بن أحمد بن عبد اللَّه الباجي، عن أبي العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن ماهان البغدادي عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر، عن أبي محمد أحمد بن علي بن الحسين القلانسي عن الإمام مسلم قال: حدثنا حسن بن الربيع، حدثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن محمد بن سيرين قال: "إن هذا العِلْمَ دِينٌ، فانظروا عَمَّنْ تَأخذون دينكم" (¬2). مصادر البغوي في هذا الكتاب: وقد ذكر الإِمام البغوي مصادره التي اعتمد عليها في تأليف هذا الكتاب، فقال في مقدمته: (أما بعد، فهذه ألفاظ صدرت عن معدن النبوة وسنن سارت عن معدن الرسالة وأحاديث جاءت عن سيد المرسلين وخاتم ¬

_ (¬1) من حديث لأبي بكرة رضي اللَّه عنه، رواه البخاري في صحيحه 1/ 158، كتاب العلم (3)، باب قول قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رُبَّ مُبَلَّغ" (9)، الحديث (67). (¬2) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه 1/ 14، باب بيان أن الإسناد من الدين (5).

ما الفرق بين المصدر والمرجع؟

النبيين هُنَّ مصابيح الدجى خرجت عن مشكاة التقوى مما أورده الأئمة في كتبهم)، ثم إنه حدَّد أسماء هؤلاء الأئمة في آخر كتاب المناسك، فقال: (فالصحاح منها ما أورده الشيخان محمد البخاري، ومسلم في كتابيهما الصحيحين) وقال: (وأردت بالحسان ما لم يخرّجاها في كتابَيْهما وخرّجها غيرهما من الأئمة مثل: أبي داود السجستاني، وأبي عيسى الترمذي، والنسائي. .)، ويُفهم من قوله: (مثل) أنه لم يعين جميع مصادره وأن هناك كثيرًا من الأئمة خرّج عنهم أحاديث كتابه سوى ما ذكر. وقد اتبعنا في تحقيق الكتاب منهجًا يعتمد على تخريج أحاديثه وردَّها لمصادرها الأصلية، واستعنّا في ذلك بالكتب التي وضعها الأئمة في تخريج أحاديث الكتاب نفسه، كما كان منهجنا في التحقيق أيضًا شرح غريب ألفاظ الأحاديث، والتعريف بأعلامه، وأماكنه، والتعليق على بعض أحاديثه، ورجعنا في ذلك لمصادر اللغة والغريب، وكتب التراجم والأعلام، والأماكن والبلدان. . وسنتكلم في هذه الدراسة عن مصادرنا موزعة حسب موضوعاتها، ونبيّن قيمة كل مصدر في عملنا، ومدى صلته بهذا الكتاب من قريب أو بعيد، وقد أفردنا في آخر الكتاب ثبتًا بأسماء هذه المصادر والمراجع رتّبناه حسب التسلسل الألفبائي لأسماء المؤلفين، حدّدنا فيها معلومات طبعه ونشره. ما الفرق بين المصدر والمرجع؟ يخلط كثير من الباحثين بين المصدر والمرجع مع أنَّ بينهما فرق كبير، فالمصدر هو الكتاب الذي يجمع علمًا معينًا لأول مرة، فيكون مصدرًا لمن جاء بعده، كموطأ الإِمام مالك، ومسند أبي داود الطيالسي، وصحيحَيْ البخاري ومسلم، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. . . وأما المرجع، فهو الكتاب الذي يجمعه صاحبه من مصادر سابقة عليه في علم من العلوم بصياغة جديدة، ومن الأمثلة على ذلك الكتب التي وُضِعَت بعد القرن الخامس الهجري في الحديث، واقتبست أحاديثها من

هل يعتبر كتاب مصابيح السنة مصدرا أم مرجعا؟

المصادر الأولى ككتب النووي، والذهبي، وابن حجر، والزيلعي، والسيوطي. . وتعود أهمية المراجع إلى أنها تجمع فوائد وفرائد حول المصادر، فتشرحها، أو تتكلم على رجالها نقدًا وتجريحًا، وعلى متونها تصحيحًا وتضعيفًا، وتمريضًا وتعليلًا، وقد تكتسب المراجع أهمية المصادر إذا تضمنت علومًا من مصادر مفقودة فتحفظها، أو غير منشورة، فتوفّرها للباحثين. وقد قمنا في عملنا بردّ كل حديث لمصدره، وفي حال فقد هذا المصدر، كنا نستعين بالمراجع التي حفظت مادة المصدر المفقود فَنُحِيل إليها، أو نستعين بها لشرح غريب ألفاظ الحديث، وتراجم رجالها. هل يعتبر كتاب مصابيح السنّة مصدرًا أم مرجعًا؟ جمع البغوي أحاديث هذا الكتاب بأسانيده المتصلة من شيوخه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولم يودعه من ألفاظ الأحاديث إلا ما وافق وجوده في الكتب الستة أو قاربه، نظرًا لمكانتها عند جمهور علماء المسلمين، وتقبّلهم لها بالقبول الحسن. وعلى ذلك فيمكن اعتبار هذا الكتاب كالمستخرج على الكتب الستّة، ومصدرًا من مصادر السنَّة. ونادرًا ما يخرّج فيه أحاديث لم يخرجها الأئمة الستّة في كتبهم وإذا فعل ذلك فلبيان حكم، أو زيادة إيضاح، كإيراده الحديثين (3524) و (3635). أقسام مصادر التحقيق: ويمكن حصر مصادر عملنا في التحقيق ضمن ثلاثة أقسام: أولًا - مصادر الحديث الأصلية كالكتب الستة، وغيرها. . . ثانيًا - المراجع الحديثية المساعدة في تخريج أحاديث الكتاب، كمشكاة المصابيح، وكشف المناهج ومرقاة المفاتيح وغيرها. . . ثالثًا - معاجم الرجال، واللغة، والبلدان، والكتب، ودوائر المعارف، والموسوعات وغيرها. . .

أولا: مصادر الحديث الشريف

أولًا: مصادر الحديث الشريف (*) 1 - الموطأ: للإِمام مالك بن أنس (179 هـ)، وهو من أقدم ما وصلنا من كتب الحديث النبوي الشريف، ويتضمن (1812) حديثًا وأثرًا بأسانيد عالية جدًّا، (ضافة للمسائل الفقهية الهامة، وهو مُرتَّب على كتب وأبواب الفقه، وقد روى الأئمة بعده أحاديثه بأسانيدهم، وضمّنوها في كتبهم، ومعظمها من الصحيح، وله روايات عديدة أضبطها رواية يحيى بن يحيى الليثي وقد اعتمدنا النسخةَ التي حقَّقها محمد فؤاد عبد الباقي، وذكر فيها تخريجات الحديث الموجود عند الشيخين البخاري ومسلم، وهي مضبوطة ومرقمة وفق "المعجم المفهرس"، وكنا نرجع "للمنتقى شرح الموطأ" للباجي، ولشرح الزرقاني في التعليق على أحاديث الموطأ. 2 - مسند أبي داود الطيالسي: للحافظ سليمان بن داود بن الجارود (204 هـ) وهو من أقدم المسانيد التي وصلتنا أيضًا، وتتضمن النسخة المطبوعة (2767) حديثًا، وهو ما وصلنا من أصل هذا المسند الكبير الذي فُقد الجزء الأكبر منه، وحفظته لنا مراجع المتأخرين، ككتب الزيلعي، والذهبي، وابن حجر، والسيوطي. وقد اعتمدنا الطبعة الصادرة عن دائرة المعارف العثمانية، والتي قامت بتصويرها دار المعرفة في بيروت وألحقتها بفهرس لأوائل الأحاديث. 3 - مسند الشافعي: للإمام محمد بن إدريس (254 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة التي رتَّبها محمد عابد السندي وسماها "ترتيب مسند الإمام الشافعي" والتي حققها يوسف علي الزواوي وعزَّت العطار الحسيني، وهي مرتَّبة على أبواب الفقه. ¬

_ (*) سردنا المصادر وفق التسلسل الزمني لوفيات أصحابها.

4 - المصنّف: لعبد الرزاق الصنعاني (211 هـ)، وهو كتاب كبير، يتضمن (19418) حديثًا بأسانيد عالية، وقد روى الأئمة هذه الأحاديث وضمنوها في كتبهم، وفيها عدد كبير من الصحيح، وقد اعتمدنا الطبعة التي حققها حبيب الرحمن الأعظمي، والصادرة عن المجلس العلمي بالهند. 5 - مسند الحميدي: لأبي بكر عبد اللَّه بن الزبير (219 هـ)، وهو من المسانيد الأولى التي وصلتنا أيضًا، ويتضمن (1300) حديثًا بأسانيد عالية، وقد اعتمدنا النسخة التي حققها حبيب الرحمن الأعظمي، والصادرة عن المجلس العلمي بالهند. 6 - كتاب الأموال: لأبي عبيد القاسم بن سلام (224 هـ)، وقد اشتمل على عدد كبير من أحاديث الخراج والزكاة والجهاد والفيء والغنيمة. . بلغت (1998) حديثًا بأسانيد عالية ضمنها الأئمة في كتبهم، وكان اعتمادنا على الطبعة التي حققها محمد خليل هراس. 7 - المصنف: لأبي بكر بن أبي شيبة، عبد اللَّه بن محمد (235 هـ)، وهو كتاب كبير يشتمل على عدد كبير من الأحاديث الصحيحة العالية الأسانيد والتي ضمنها الأئمة في كتبهم، وقد اعتمدنا الطبعة التي اعتنى بها عامر عمر الأعظمي، والصادرة في حيدرآباد بالهند. 8 - المسند: للإِمام أحمد بن حنبل (241 هـ)، وهو مِن أوسع دواوين السنَّة، ويحتوي على (30000) حديثًا تقريبًا، وكان اعتمادنا على الطبعة الأولى منه، والتي طبعت في المطبعة الميمنية بالقاهرة، لمطابقتها للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث، وكنا نستعين بشرحه "الفتح الربّاني" الذي وضعه الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا، وله فيه تعليقات وتخريجات على أحاديث المسند.

9 - سنن الدارمي: لأبي محمد عبد اللَّه بن عبد الرحمن (255 هـ)، وهو من السنن المعتبرة عند المحدّثين التي اشتملت على عدد كبير من الأحاديث الصحيحة، وقد اعتمدنا الطبعة التي حققها محمد أحمد دهمان. 10 - صحيح البخاري: المسمى بالجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، للإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل (256 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة المطبوعة مع شرحه "فتح الباري" لابن حجر، الذي قام بضبطه وترقيم كتبه وأبوابه المرحوم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وفق المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، والذي حفل بشروحات وتعليقات وتخريجات الحافظ ابن حجر. 11 - صحيح مسلم: المسمّى بالجامع الصحيح، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج (261 هـ)، وقد رجعنا للنسخة التي قام بضبطها وتحقيقها وترقيمها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، لمطابقتها أيضًا للمعجم المفهرس، وكنا نرجع لشرح الإمام النووي عليه للتعريف بغريب أحاديثه، أو التعليق عليه. 12 - سنن أبي داود: للإِمام سليمان بن الأشعث السجستاني (275 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة التي قام بتحقيقها وترقيمها الأستاذان عزّت الدعّاس وعادل السيّد، وهي قريبة بترقيمها من المعجم المفهرس، وكنا نرجع لمختصر المنذري، وشرح الخطَّابي، ومختصر ابن القيِّم فنستفيد من تخريجاتهم وتعليقاتهم، والكتب الثلاثة مطبوعة بتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه، ومجموعة في كتاب واحد. 13 - سنن الترمذي، أو الجامع الصحيح: للإمام محمد بن عيسى بن سورة (279 هـ) وقد اعتمدنا النسخة التي حقَّقها المرحوم أحمد شاكر،

وأكملها المرحوم محمد فؤاد عبد الباقي وابراهيم عطوه عوض وهي مرقمة، وقريبة من المعجم المفهرس، وكنَّا نرجع لشرح ابن العربي المالكي عليها، لضبط ألفاظها وشرح غريبها. 14 - سنن النسائي الصغرى، المعروف بالمجتبى من السنن: للإمام أحمد بن شعيب بن علي (303 هـ)، وقد اعتمدنا النسخةَ التي طبع معها شرح الإمام السيوطي، وحاشية السندي بعد أن قمنا بترقيم كتبها وأبوابها وفق "المعجم المفهرس"، فإن وَجَدْتَنا نُحِيلُ في الحواشي إليه بذكر رقم الكتاب والباب، فهو من عملنا. 15 - سنن ابن ماجه: لأبي عبد اللَّه محمد بن يزيد (275 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة التي حقَّقها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وهي مطابقة "للمعجم المفهرس"، وفيها زوائد السيوطي وحكمه على أسانيد الأحاديث، كما كنا نستعين بزوائد البوصيري، المسمى "مصباح الزجاجة" وله فيه تعليقات على أحاديثه. 16 - مسند أبي يعلى الموصلي: للإمام أحمد بن علي بن المثنَّى (307 هـ)، وقد اعتمدنا الطبعة التي حققها حسين سليم أسد، وقد صدر منها حتى كتابة هذه السطور ست مجلدات، كما رجعنا لكتاب "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي" للهيثمي نور الدين علي بن أبي بكر (807 هـ)، ولكتاب (مجمع الزوائد) لتخريج الأحاديث الموجودة في القسم الذي لم يطبع من المسند بعد. 17 - صحيح ابن خزيمة: لأبي بكر محمد بن إسحاق (311 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة التي حقَّقها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، وهي نسخة ناقصة غير كاملة، وهي ما عثر عليه المحقق من الأصل المخطوط.

18 - المستخرج على صحيح مسلم -أو- مسند أبي عوانة: ليعقوب بن إسحاق الإسفرائيني (316 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة التي حققها عبد الرحمن اليماني، والصادرة عن دائرة المعارف العثمانية بالهند. 19 - شرح معاني الآثار: لأبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (321 هـ)، وقد اعتمدنا الطبعة التي حققها محمد زهري النجار ومحمد سيّد جاد الحق. 20 - صحيح ابن حبان، المسمى "الأنواع والتقاسيم": لمحمد بن حبان البستي (354 هـ)، وقد اعتمدنا النسخَةَ التي رتَّبها ابن بلبان علاء الدين الفارسي، وسمّاها "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان" والتي ضبطها وعلَّق عليها الأستاذ عبد الرحمن محمد عثمان، ولكنه لم يكمل التحقيق، وقد استفدنا من القسم المطبوع منه، وكنا نرجع فيما لم يتوفر لنا من أحاديثه لكتاب "موارد الظمآن في زوائد ابن حبَّان" للحافظ الهيثمي، وله فيه تعليقات على أحاديثه. 21 - المعجم الكبير: للطبراني، أبي القاسم سليمان بن أحمد (360 هـ)، وهو كتاب كبير مرتب على أسماء الصحابة، وقد اعتمدنا الطبعة الأولى التي حققها حمدي عبد المجيد السلفي في بغداد. 22 - المعجم الصغير: للطبراني أيضًا، وهو مرتب على أسماء شيوخه، وقد اعتمدنا الطبعة التي صدرت في دلهي بالهند. 23 - سنن الدارقطني: لأبي الحسن علي بن عمر (385 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة التي حققها الشيخ اليماني، ومعها "التعليق المغني" للعظيم آبادي الذي علَّق على أحاديثه وخرجها.

24 - المستدرك على الصحيحين: للحاكم النيسابوري، أبي عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه (405 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة التي طبعت في حيدرآباد وطبع بأسفلها "تلخيص المستدرك" للذهبي، وله فيه تعليقات على أحاديث الحاكم. 25 - السنن الكبرى: للبيهقي، أحمد بن الحسين بن علي (458 هـ)، وقد اعتمدنا النسخة التي طبعت في حيدرآباد، وبأسفلها "الجوهر النقي في اختصار سنن البيهقي" للتركماني، وكنا نرجع لمختصر السنن للذهبي، الذي طبع منه مجلدان في مصر، وتوقف عند آخر كتاب الصلاة، وله فيه تعليقات على أحاديثه. 26 - شرح السنَّة: للبغوي صاحب هذا الكتاب نفسه، وهو كتاب كبير ضمنه كثيرًا من أحاديث المصابيح بأسانيده مع شرح لغريب ألفاظها واستنباطاتها الفقهية، وكان من أهم مصادرنا في التحقيق لا سيما في تحديد ألفاظ الأحاديث التي رواها البغوي ووقع فيها اختلاف عن ألفاظ الأئمة، وقد أشرنا لهذا الاختلاف في حواشينا. وقد اعتمدنا الطبعة التي حققها شعيب الأرنؤوط ومحمد زهير الشاويش. هذا بالإضافة إلى مصادر حديثية أخرى من الكتب المؤلفة في مواضيع متنوعة، منها كتب التفسير "كتفسير" الطبري و"تفسير وعبد الرزاق". . والفقه "ككتاب الأم" للشافعي، والتاريخ "كتاريخ الطبري" و"تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي، والأجزاء الحديثية المفردة كجزء "القراءة خلف الإمام" للبخاري، و"القراءة خلف الإمام" للبيهقي، و"عمل اليوم والليلة" للنسائي، و"عمل اليوم والليلة" لابن السني، و"المراسيل" لأبي داود، و"المراسيل"

ثانيا: المراجع الحديثية

لابن أبي حاتم، و"علل الحديث" لابن أبي حاتم الرازي وغيرها. . وقد أشرنا لهذه المصادر في الحواشي. ثانيًا: المراجع الحديثية وهي الكتب التي استعنا بها في تخريج أحاديث الكتاب أو التعليق على الضعيف منها والحكم على أسانيدها ومتونها، ونقصد بالمراجع الكتب التي وضعت بعد القرن الخامس الهجري، وتناولت بالشرح، أو التعليق مصادر الحديث التي وضعت قبل هذه الفترة. ذلك أن المحدِّثين لم يعتبروا الرواية بالإِسناد منذ أواسط القرن الرابع الهجري تقريبًا، وفي ذلك يقول الإمام البيهقي (458 هـ) فيما ينقله عنه ابن الصلاح في "مقدمته" ص 108: (فَمَنْ جاء اليوم بحديث لا يوجد عند جميعهم لم يُقبَل منه، ومَنْ جاء بحديث معروف عندهم فالذي يرويه لا ينفرد بروايته. والحجة قائمة بحديثه برواية غيره، والقصد من روايته والسماع منه أن يصير الحديث مسلسلًا بـ (حدثنا) و (أخبرنا)، وتبقى هذه الكرامة التي خُصت بها هذه الأمة شرفًا لنبيِّنا المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-) ولا يستغني الباحث في علوم الحديث الشريف عن كتب المتأخرين كالإِمام النووي، وابن القطان، والمنذري، والذهبي، والعراقي، والزيلعي، وابن حجر. . لما تضمنت من فوائد وأحكام حول دواوين السنّة الأصلية، وجمعٍ لشتات أقوال الأئمة فيها. أما المراجع التي استعنّا بها في عملنا، فمنها ما يدور حول كتاب "المصابيح" نفسه كشروحاته، وتخريجاته، ومنها مراجع عامة في التخريج والشرح.

1 - المراجع المتعلقة بكتاب "المصابيح"

1 - المراجع المتعلقة بكتاب "المصابيح": تيسَّر لنا -بعون اللَّه- عند تحقيق الكتاب أربعة مراجع تتعلق بالكتاب، واحد منها مخطوط، وثلاثة مطبوعة، وهي -حسب التسلسل الزمني لوفيات أصحابها: 1 - مشكاة المصابيح: للخطيب التبريزي، أبي عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه المتوفى بعد سنة (737 هـ)، وهو من أشهر كتب تخريج أحاديث المصابيح وأوسعها انتشارًا، وقد قام فيه الخطيب التبريزي بتكميله وتذييل أبوابه، فذكر الصحابي الذي روي الحديث عنه، وذكر الكتاب الذي أخرجه منه، وزاد على كل باب من صِحاحه وحِسانه فصلًا ثالثًا. وقد استفدنا منه في تخريج أحاديث الكتاب وتعيين رواة أحاديثه. لكنه اقتصر في تخريجه الحديث على بعض المصادر مع وجوده في غيرها، وله فيه أوهام كثيرة ذكرناها في مواضعها من الحواشي، فهو يعزو الحديث أحيانًا للشيخين، ويكون عند أحدهما فقط، ولا يكون الحديث متفقًا عليه لا لفظًا ولا معنى، وفي مثل هذه الحالة، كنا نفترض أن كلامه صحيحًا حتى يثبت لنا خطؤه بعدم وجود هذا الحديث في الكتاب الذي نصَّ عليه مع الاستئناس بتخريجات غيره من الأئمة للحديث. كالحديث (3038) عن ابن عمر في كتاب الجهاد، باب قسمة الغنائم والغلول فيها من قسم الصحاح من كتاب "المصابيح" قال: "نفلنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نفلًا سوى نصيبنا من الخمس، فأصابني شارِفٌ" والشارِف المسنّ الكبير. فقد عزاه الخطيب التبريزي في المشكاة 2/ 1169، الحديث (3991) فقال: (متفق عليه)، ولم نجده عند البخاري لا بلفظه، ولا بمعناه، وانفرد به مسلم، وكذا قال المِزّي في

تحفة الأشراف 5/ 409، الحديث (7005). كما أنه يهم في تعيين راوي الحديث أحيانًا، مثاله حديث: "إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة" في أول كتاب اللباس، قسم الصحاح في "المصابيح" جعله الخطيب التبريزي في المشكاة 2/ 1241، الحديث (4320) من رواية ابن عمر، وهو من رواية ابن عمر عن عمر رضي اللَّه عنه كما جاء في صحيح البخاري 10/ 285، وصحيح مسلم 3/ 1639، وقد نوّه الملا علي القاري في المرقاة 4/ 418 لهذا الأمر فقال: (وفي الجامع الصغير رواه أحمد والشيخان وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن عمر). والكتاب مطبوع ومتداول، وله عدة طبعات اعتمدنا منها النسخة التي حققها محمد ناصر الدين الألباني. 2 - كشف المناهج والتناقيح في شرح أحاديث المصابيح: للسلمى المناوي، صدر الدين أبي عبد اللَّه محمد شرف الدين بن إبراهيم السلمي الشافعي (748 هـ)، وقد عيّن فيه رواة الأحاديث من الصحابة، وذكر مخارج الأحاديث فذكر البخاري مثلًا، وحدَّد الكتاب الذي وُجد الحديث فيه داخل صحيح البخاري ككتاب الجهاد، وعلق على بعض الأحاديث تعليقات حديثية وفقهية على المذهب الشافعي تدل على تمكّن في العلم، وبالإجمال، فهو أكثر فائدة من كتاب الخطيب التبريزي وقد رجعنا للنسخة الخطية المحفوظة بمكتبة برلين، وهي عبارة عن الجزء الثاني فقط، وتبدأ من كتاب الإمارة والقضاء، ويرجع تاريخ نسخها لسنة سبع وتسعين وسبعمائة، وتجد الكلام عليها في ص (66) من هذه المقدّمة.

2 - المراجع الحديثية العامة

3 - مِرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: للمُلّا علي بن سلطان بن محمد القاري الحنفي (1014 هـ). وهو من الشروحات المتأخرة التي تناولت كتاب المشكاة كلمة كلمة، وفقرة فقرة، بالتعليق والشرح اللغوي والفقهي والحديثي، جمع فيه مؤلفه أقوال العلماء والشراح السابقين عليه، وقد رجعنا لهذا الكتاب في شرح غريب ألفاظ الأحاديث وضبطها دون الإِشارة اليه، وأشرنا لغيره من المصادر، وقد استعَنَّا بالطبعة التي ظهرت عام 1309 هـ في القاهرة. 4 - التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح: لمحمد إدريس الكاندهلوي الصدّيقي الحنفي، وهو من الشروحات المتأخرة الحافلة بالشروحات الفقهية على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة، وقد غلبت هذه الناحية في الكتاب على غيرها من التعليق على الأحاديث صحة وحسنًا وضعفًا، وعلى أسانيدها وتخريجاتها، وقد رجعنا للطبعة الوحيدة للكتاب الصادرة عن مطبعة الاعتدال بدمشق عام 1354 هـ. 2 - المراجع الحديثية العامة: وهي كتب الأئمة المتأخرين التي عُنيت بالمصادر الأولى تعليقًا على متونها وأسانيدها، والحكم على أحاديثها، وجمع أقوال الأئمة حول الحديث الواحد، وشرح غريب ألفاظها، واستنباط أحكامها، وقد رجعنا لهذه الكتب في تخريج أحاديث الكتاب، وضبط نصوصه، والتعليق على أحاديثه الضعيفة من أقوال الأئمة المتقدمين والمتأخرين، وأهم هذه المراجع حسب التسلسل الزمني لوفيات أصحابها: "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف"، للمزّي (571 هـ)، و"جامع الأصول" لابن الأثير (606 هـ)، و"مختصر سنن أبي داود" للمنذري (656 هـ)، و"شرح صحيح مسلم" للنووي (676 هـ)، و"تلخيص المستدرك" للذهبي (748 هـ)، و"نصب الراية" للزيلعي (762 هـ)،

ثالثا: المعاجم والموسوعات

و"المغني عن حمل الأسفار في الأسفار" للعراقي (806 هـ)، و"مجمع الزوائد" و"موارد الظمآن بزوائد ابن حبَّان" و"المقصد العلي بزوائد أبي يعلى الموصلي" و"كشف الأستار عن زوائد البزار" للهيثمي (807 هـ)، وكتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، و"المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" و"التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير" للحافظ ابن حجر العسقلاني (852 هـ)، و"المقاصد الحسنة" للسخاوي (952 هـ)، و"الجامع الكبير" و"الجامع الصغير" و"زهر الربى شرح المجتبى" من سنن النسائي، للسيوطي (911 هـ)، و"كنز العُمّال" للمتقِّي الهندي (975 هـ)، و"كشف الخفاء ومزيل الإلباس" للعجلوني (1162 هـ)، و"الفتح الرباني في ترتيب مسند الإِمام أحمد الشيباني" للبنا الساعاتي (1371 هـ). . . ثالثًا: المعاجم والموسوعات وهي الكتب التي رجعنا إليها في إعداد مقدمتنا للكتاب، والتي ضمَّنَّاها التعريف بالإِمام البغوي، وقيمة كتابه "المصابيح" وفي شرح غريب الأحاديث، والتعريف بالأعلام، والأماكن، والكلام على رجالها جرحًا وتعديلًا، وتندرج الكتب التي رجعنا إليها تحت ثلاثة أنواع: معاجم الرجال، ومعاجم اللغة، ومعاجم الكتب. 1 - معاجم الرجال: وهي الكتب التي رجعنا إليها للتعريف بالمؤلف الإمام البغوي، وبرواة الحديث، خاصة الضعيف، لبيان سبب ضعف الحديث، وأقوال أئمة الجرح والتعديل في الرواة. وهذه المعاجم على أنواع، منها: في السيرة: "السير والمغازي" لابن إسحاق (151 هـ)، و"السيرة

النبوية" لابن هشام (213 هـ)، و"السيرة النبوية" لابن سعد (230 هـ) الموجودة في أول طبقاته. في تراجم الصحابة: "الاستيعاب في أسماء الأصحاب" لابن عبد البَرّ (463 هـ)، و"أسد الغابة في معرفة الصحابة" لابن الأثير الجزري (630 هـ)، و"تجريد أسماء الصحابة" للذهبي (748 هـ)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (852 هـ). في طبقات المحدِّثين: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (230 هـ)، و"كتاب الطبقات" لخليفة بن خياط (240 هـ)، و"تذكرة الحفاظ" و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (748 هـ) و"طبقات الحفاظ" للسيوطي (911 هـ). في الثقات من المحدّثين: "تاريخ الثقات" للعجلي (261 هـ)، و"تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (385 هـ). في الجرح والتعديل: "التاريخ الكبير" و"التاريخ الصغير" للبخاري (256 هـ)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم الرازي (327 هـ). في رجال الصحيحين: "الجمع بين رجال الصحيحين" لابن القيسراني (507 هـ)، و"الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة" للعامري اليمني. في رجال الكتب الستة: "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للمزي (742 هـ)، و"الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستّة" للذهبي (748 هـ)، و"تهذيب التهذيب" و"تقريب التهذيب" لابن حجر العسقلاني (852 هـ)، و"خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" للخزرجي (923 هـ). في المراسيل: "المراسيل" لأبي داود السجستاني (275 هـ)، و"المراسيل" لابن أبي حاتم الرازي (327 هـ).

في المدلِّسين: "تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" للحافظ ابن حجر العسقلاني (852 هـ)، و"التأنيس بشرح منظومة الذهبي في أهل التدليس" للغماري، عبد العزيز بن محمد. في الضعفاء والمجروحين: "كتاب الضعفاء الصغير" للبخاري (256 هـ)، و"أحوال الرجال" للجوزجاني (259 هـ)، و"الضعفاء الكبير" للعقيلي (322 هـ)، و"كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين" لابن حبان البستي (354 هـ)، و"الكامل في الضعفاء" لابن عدي الجرجاني (365 هـ)، و"كتاب الضعفاء والمتروكين" للدارقطني (385 هـ)، و"ميزان الاعتدال" للذهبي (748 هـ)، و"لسان الميزان" لابن حجر (852 هـ). في كتب الوفيات: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (681 هـ)، و"فوات الوفيات والذيل عليها" للكتبي (764 هـ)، و"الوافي للوفيات" للصفدي (764 هـ)، و"شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد (1089 هـ). في التاريخ: "المختصر في أخبار البشر" لأبي الفداء (732 هـ)، و"دول الإسلام" للذهبي (748 هـ)، و"عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي (764 هـ)، و"مرآة الجنان" لليافعي (768 هـ)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (774 هـ)، و"النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي (874 هـ). . . وقد رجعنا لهذه الكتب في ترجمة الإمام البغوي. في طبقات الفقهاء: "طبقات الشافعية" للنووي (676 هـ)، و"طبقات الشافعية" للإسنوي (722 هـ)، و"طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (771 هـ)، و"طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (851 هـ)، و"طبقات الشافعية" لابن هداية اللَّه الحسيني (1014 هـ)، وقد رجعنا لهذه الكتب في ترجمة الإمام البغوي.

2 - معاجم اللغة

في الأنساب والكنى: "الكنى والأسماء" للدولابي (310 هـ)، "الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأسماء" لابن ماكولا (475 هـ)، و"الأنساب" للسمعاني (562 هـ)، و"اللباب في تهذيب الأنساب" لابن الأثير الجزري (630 هـ)، و"المغني في ضبط أسماء الرجال، ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم" للفتني الهندي (986 هـ). 2 - معاجم اللغة: وهي الكتب التي رجعنا إليها لضبط غريب الحديث، وشرح المعاني، ومن أهم هذه المعاجم: "غريب الحديث" للهروي (224 هـ)، و"الفائق في غريب الحديث" للزمخشري (538 هـ)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير الجزري (606 هـ)، و"لسان العرب" لابن منظور (711 هـ)، و"القاموس المحيط" للفيروزآبادي (817 هـ). و "المصباح المنير" للفيّومي (770). 3 - فهارس الكتب والمكتبات: وهي الكتب التي رجعنا إليها للتعرف على مخطوطات كتاب "المصابيح" ومطبوعاته، وما يتعلق به من شروحات وتخريجات، وأهم هذه الكتب: "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لحاجي خليفة (1067 هـ)، وذيله "إيضاح المكنون" لإسماعيل باشا البغدادي (1339 هـ)، و"معجم المطبوعات العربية والمعرّبة" لسركيس (1351 هـ)، و"تاريخ الأدب العربي" للمستشرق الألماني بروكلمان، و"معجم المخطوطات المطبوعة" للدكتور صلاح الدين المنجد، وفهارس المخطوطات الخاصة بالمكتبات العامة، وفهارس المطبوعات الخاصة بدور النشر. . . وننتقل بعد الكلام عن مصادر التحقيق للتعريف بالإمام البغوي، صاحب هذا الكتاب، للتعرف على مكانته العلمية، وعلى قيمة كتابه "المصابيح". * * *

ترجمة الإمام البغوي

ترجمة الإِمام البغوي (¬1) اسمه ونسبه وكنيته: هو أبو محمد، الحُسَيْن بن مَسْعود بن محمّد بن الفَرَّاء البَغَوِيّ، ركن الدين (¬2)، الملَقّب بـ "محيي السُنَّة"، يقول طاش كبرى زادة (¬3) (968 هـ) في كتابه "مفتاح السعادة": (ورأيت في بعض المجاميع أنه لُقِّب بـ "محيي السنّة"، وسبب ذلك أنَّه لما صنف "شرح السُنَّة" رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال له: أحْيَيْتَ سُنَّتي بشرح أحاديثي؛ فلُقَّب من ذاك اليوم بمحيي السنّة). ويُلَقَّب أيضًا بـ "الفَرَّاء" (¬4) و"ابن الفرّاء" نسبة إلى عمل الفِراء وبيعها، كما يقول ابن خلكان. ويُكَنَّى بـ "البَغَوِيّ" -بفتح الباء الموحّدة، والغين المعجمة وبعدها واو- نسبة التي "بَغْ" و"بَغْشُور"، يقول السمعاني (562 هـ) في كتابه ¬

_ (¬1) وضعنا في آخر الترجمة قائمة بأسماء المصادر والمراجع التي ترجمت للإمام البغوي. (¬2) ينفرد ابن خلكان بتلقيبه (ظهير الدين) في وفيات الأعيان 2/ 136. (¬3) طاش كبرى زادة، مفتاح السعادة: 2/ 91. (¬4) اختلفت المصادر في لقبه، فبعضهم يلقبه: الفرّاء، كما فعل ياقوت في معجم البلدان 1/ 167، وابن خلكان في وفيات الأعيان 2/ 136 و 137، وأبو الفداء في المختصر في تاريخ البثسر 2/ 229، غير أن الذهبي هو أول من لقّبه بابن الفرّاء، وأسند هذه الصنعة لأبيه في سير أعلام النبلاء 19/ 439.

مولده ونشأته ورحلاته

"الأنساب" (¬1): "البَغَوِيّ: هذه النسبة التي بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال لها: "بغ"، و"بَغْشُور"، دَخَلْتُها غيرَ مرّة، ونزلتُ بها، وكان بها جماعة من الأئمة والعلماء قديمًا وحديثًا)، ووصفها ياقوت (626 هـ) في "معجم البلدان" (¬2)، فقال: (بَغْشُور -بضم الشين المعجمة وسكون الواو وراء- بُلَيْدَةٌ بين "هراة" و"مرو الروذ"، شربهم من آبار عذبة، وزروعهم ومباطخهم أعذاء، وهم في برية ليس عندهم شجرة واحدة، ويقال لها: "بَغْ" أيضًا، رأيتها في شهور سنة 616، والخراب فيها ظاهر، وقد نُسِبَ إليها خلق كثير من العلماء والأعيان. . .). ويقول: (والنسبة إليها "بَغَويٌّ" على غير قياس على إحداهما). مولده ونشأته ورحلاته: لم يحدّد لنا سنة ولادته سوى ياقوت في "معجم البلدان"، حيث يقول: (ومولده في جمادى الأولى سنة 433). وقد انتقل من موطن رأسه "بغا" التي "مرو الروذ" بعد الستين وأربعمائة، حيث كان عمره سبعًا وعشرين عامًا، فأقام بها، وتلقى العلم على شيوخها، واتخذها وطنًا ثانيًا له، ولم يغادرها حتى توفي بها، وفي ذلك يقول السبكي (¬3) في "طبقات الشافعية الكبرى": (وسماعاته بعد الستين وأربعمائة)، ويقول: (ولم يدخل بغداد، ولو دخلها لاتّسعت ترجمته)، ويقول: (مات في شوال سنة ست عشرة وخمسمائة بمرو الروذ، وبها كانت إقامته)، ويقول في موضع آخر: (قال شيخنا الذهبي: ولم يحجّ، وأظنه جاوز الثمانين). غير أنَّ ابن تغري بردي (874 هـ) ينفرد من بين المصادر التي ترجمت ¬

_ (¬1) السمعاني، الأنساب 2/ 254. (¬2) ياقوت الحموي، معجم البلدان 1/ 468. (¬3) السبكي، طبقات الشافعية 4/ 215.

عائلته

للبغوي في كتابه "النجوم الزاهرة" (¬1) فيذكر له رحلة، يقول: (رحل إلى البلاد، وسمع الكثير)، لكنه لم يذكر هذه البلاد والذي نرجحه أنه رحل من بلده "بغشور" التي "مرو الروذ"، و"بنج ده"، وهما البلدان الوحيدان اللذان نصت عليهما سائر المصادر (¬2)، وأن أكثر سماعه للعلم كان في "مرو الروذ". وكانت نشأته -إضافة لما ذكرنا من رحلته في طلب العلم- نشاة الزاهد الورع، يقول ابن خلكان (681 هـ) في "وفيات الأعيان" (¬3): (ونقلت عنه -أي عن المنذري في الفوائد السفرية- أيضًا أنه ماتت له زوجة، فلم يأخذ من ميراثها شيئًا، وأنه كان يأكل الخبز البحت، فعذل في ذلك، فصار يأكل الخبز مع الزيت). ويقول الذهبي (748 هـ) في "سِيَر أعلام النبلاء" (¬4): (وكان لا يُلقي الدرسَ إلَّا على طهارة، وكان مقتصدًا في لباسه، له ثوب خام وعمامة صغيرة). ويقول في "تذكرة الحفاظ" (¬5): (كان من العلماء الربانيين، كان ذا تعبد ونسك، وقناعة بالسير). عائلته: لم تسعفنا المصادر إلّا بذكر ثلاثة من أفراد أسرته هم: أبوه، وأخوه، وزوجته. • أما أبوه، فيذكره الذهبي (748 هـ) في "سير أعلام النبلاء" (¬6)، حيث يقول: (وكان أبوه يعمل الفِراء ويبيعها). ¬

_ (¬1) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة 5/ 223. (¬2) ياقوت، معجم البلدان 1/ 468. (¬3) ابن خلكان، وفيات الأعيان 2/ 137. (¬4) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 441. (¬5) الذهبي، تذكرة الحفاظ 4/ 1258. (¬6) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 441.

عقيدته ومذهبه الفقهي

• وأما أخوه، فيذكره ياقوت (626 هـ) في "معجم البلدان" (¬1)، فيقول: (وأخوه الحسن، وكان أيضًا من أهل العلم، ذكره في التحبير -أي السمعاني- وقال: كان رحمه اللَّه رقيق القلب، أنشد رجل: ويومَ تولّت الأَظْعانُ عَنّا ... وقَوَّضَ حاضِرٌ وأَرَنَّ حَادِي مَدَدْتُ إلى الوَداعِ يَدِي وأُخْرى ... حَبَسْتُ بِها الحياةَ على فُؤادي فتواجد الحسن والفراء، وخلع عليه ثيابه التي عليه، مات سنة 529). • وأما زوجته، فيذكرها ابن خلّكان (681 هـ) في "وفيات الأعيان" (¬2)، فيقول: (ماتت له زوجة فلم يأخذ مع ميراثها شيئًا). عقيدته ومذهبه الفقهي: كان البغوي إمامًا من أئمة أهل السنة والجماعة، على عقيدتهم وسيرتهم، وفي ذلك يقول الإمام الذهبي (748 هـ) في "سير أعلام النبلاء" (¬3): (بورِك له في تصانيفه، ورُزِق فيها القبول التام لحسن قصده، وصدق نيّته، وتنافس العلماء في تحصيلها، وكان لا يُلقي الدرسَ إلّا على طهارة، وكان مقتصدًا في لباسه، له ثوب خام، وعمامة صغيرة، على منهاج السلف حالًا وعقدًا). ويقول ابن نقطة (629 هـ) في كتاب "الاستدراك" (¬4): (إمام، حافظ، ثقة، صالح). ويقول طاش كبرى زادة (968 هـ) في "مفتاح السعادة" (¬5): (وكان متورّعًا، ثبتًا، حجّة، صحيح العقيدة في الدين). ¬

_ (¬1) ياقوت، معجم البلدان 1/ 467. (¬2) ابن خلكان، وفيات الأعيان 2/ 137. (¬3) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 441. (¬4) ابن نقطة، الاستدراك (مخطوط بالظاهرية) الورقة 57/ ب. (¬5) طاش كبرى زادة، مفتاح السعادة 2/ 127.

ثقافته ومكانته العلمية

أما مذهبه الفقهي، فهو المذهب الشافعي، وهو من أئمته، وله فيه كتاب "التهذيب" الذي يُعتبر من الكتب المعتمدة عند الشافعية، وقد بلغ البغوي درجة الاجتهاد على ما ذكر الذهبي (748 هـ) في "تذكرة الحفاظ" (¬1): (الإِمام الحافظ، الفقيه المجتهد). وقد ذكره السبكي، تاج الدين (771 هـ) في "طبقات الشافعية الكبرى" (¬2)، فقال: (وكان إمامًا جليلًا، ورعًا زاهدًا، فقيهًا محدِّثًا، مفسّرًا، جامعًا بين العلم والعمل، سالكًا سبيل السلف، له في الفقه اليد الباسطة) وساق له مسائل من غرائب الفروع، وذكره طاش كبرى زادة (968 هـ) في "مفتاح السعادة" (¬3) في فصل أعيان الشافعية، وابن هداية اللَّه الحسيني (1014 هـ) في "طبقات الشافعية" (¬4) ووصفوه بالتقدم وعلو الشأن. ثقافته ومكانته العلمية: جمع البغوي اختصاصات متعددة في فروع العلم والمعرفة، كالتفسير، والقراءات، والحديث، والفقه، وفي ذلك يقول تاج الدين السبكي (771 هـ) في "طبقات الشافعية" (¬5): (فإنه جامع لعلوم القرآن والسنة والفقه، رحمه اللَّه). 1 - التفسير (¬6): وله فيه كتاب "معالم التنزيل" وهو من التفاسير المعتمدة، الخالية من ¬

_ (¬1) الذهبي، تذكرة الحفاظ 4/ 1257. (¬2) تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 214. (¬3) طاش كبرى زادة، مفتاح السعادة 2/ 351. (¬4) ابن هداية اللَّه الحسيني، طبقات الشافعية: 200. (¬5) تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 215. (¬6) وضعت الباحثة المعاصرة عفاف عبد الغفور حميد دراسة بعنوان: "البغوي ومنهجه في التفسير" وقد طبعت عام 1402 هـ/ 1982 م بدار الفرقان في عمان في (192) صفحة من القطع المتوسّط.

2 - الحديث الشريف

الإِسرائيليات، متوسط الحجم، جامع لأقاويل السلف، محلَّى بالأحاديث النبوية. وقد سئل ابن تيمية عنه في "الفتاوى" (¬1)، فقال: (أسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة). وقد طُبعَ أكثر من مرة، كانت آخرها طبعة دار المعرفة في بيروت عام 1405 هـ/ 1985 م بتحقيق خالد العك ومروان سوار في أربع مجلدات كبار. وقد وَصَفَ البغويَّ بالمفسّر كل من ترجم له، يقول عنه الذهبي (748 هـ) في "سير أعلام النبلاء" (¬2): (المفسّر، صاحب التصانيف)، ويقول في موضع آخر: (وله القدم الراسخ في التفسير)، وذكره السيوطي (911 هـ) في "طبقات المفسّرين" (¬3)، فقال: (كان إمامًا في التفسير)، وذكره الداودي (945 هـ) أيضًا في "طبقات المفسّرين" (¬4). 2 - الحديث الشريف: وله فيه أربعة من أشهر كتب الحديث، وهي: "شرح السنّة"، و"مصابيح السنّة" -وهو الكتاب الَّذي بين يديك- و"الجمع بين الصحيحين"، و"أربعون حديثًا"، ويأتي الكلام عنها مفصلًا في مبحث مؤلفاته. وقد لُقِّبَ البغوي بـ "محيي السنّة" لجهوده في الحديث الشريف جمعًا وشرحًا، يقول ابن خلّكان (681 هـ) في "وفيات الأعيان" (¬5): (وأوضح المشكلات من قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروى الحديث ودرّس). ووصفه ¬

_ (¬1) ابن تيمية، الفتاوى 2/ 193. (¬2) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 439. (¬3) السيوطي، طبقات المفسّرين: 39. (¬4) الداودي، طبقات المفسّرين 1/ 161. (¬5) ابن خلّكان، وفيات الأعيان 2/ 136.

3 - الفقه الشافعي

أبو الفداء (732 هـ) في "المختصر في تاريخ البشر" (¬1)، فقال: (الفقيه، المحدّث، كان بحرًا في العلوم). وكان البغوي يحرص على الإسناد، ويحدِّث على طريقة السلف الصالح سماعًا من شيوخه بالأسانيد المتصلة إلي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان الإسناد حتى عهده -أواخر القرن الخامس- مقبولًا كما يذكر ابن الصلاح في "مقدمة علوم الحديث" (¬2). إضافة التي ذلك، فالبغوي يذكر في تصانيفه من أخرج الأحاديث التي يرويها بأسانيده من أصحاب الكتب المعتمدة عند جمهور الأمة، كالشيخين، وأصحاب السنن والمسانيد والمصنفات والموطآت. . . ونادرًا ما يخرّج أحاديث لم يروها هؤلاء الأئمة في تصانيفهم. وسترى ذلك واضحًا في الكتاب الذي بين يديك. 3 - الفقه الشافعي: وله فيه كتاب "التهذيب"، يقول ياقوت الحموي (626 هـ) في "معجم البلدان" (¬3): (الفقيه العالم المشهور صاحب التصانيف التي منها: التهذيب في الفقه على مذهب الشافعي). و"التهذيب" كتاب فقهي محرّر مهذّب، مجرّد من الأدلّة غالبًا، لخّصه من تعليقة شيخه القاضي حسين المرورّوذي، وزاد فيه ونقص، وهو مشهور ومتداول عند الشافعية يفيدون منه وينقلون عنه، ويعتمدونه في كثير من المسائل، وقد أكثر النقل عنه الإمام النووي في "المجموع" والرافعي في "الشرح الكبير على الوجيز" وسائر فقهاء الشافعية في كتبهم. ¬

_ (¬1) أبو الفداء، المختصر في تاريخ البشر 2/ 229. (¬2) ابن الصلاح، مقدمة علوم الحديث (بتحقيق د. عتر) ص 108. (¬3) ياقوت، معجم البلدان 1/ 467.

4 - القراءات القرآنية

وقد وصف البغويَّ بالفقيه كل من ترجم له، يقول التاج السبكي (771 هـ) في "طبقات الشافعية" (¬1): (وقدره عال في الدين، وفي التفسير، وفي الحديث، وفي الفقه، متّسع الدائرة نقلًا وتحقيقًا، كان الشيخ الإمام -تقي الدين السبكي- يجل مقداره جدًّا ويصفه بالتحقيق مع كثرة النقل) وقال في باب الرهن من تكملة "شرح المهذّب": (اعلم أن صاحب التهذيب قَلَّ أن رأيناه يختار شيئًا إلا وإذا بُحث عنه وُجِدَ أقوى من غيره، هذا مع اختصار كلامه، وهو يدل على نبل كبير، وهو حريٌّ بذلك، فإنَّه جامع لعلوم القرآن، والسنَّة، والفقه، رحمه اللَّه). وتكاد المصادر تجمع على إمامته في الفقه، يقول الذهبي (748 هـ) في "سير أعلام النبلاء" (¬2): (الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ، شيخ الإِسلام، محيي السنّة، أبو محمد. . . الشافعي المفسّر، صاحب التصانيف). أما ابن العماد الحنبلي (1089 هـ) فيصفه في "شذرات الذهب" (¬3) بأنه: (عالِم أهل خراسان). 4 - القراءات القرآنية: فضلًا عن تفوّقه في العلوم السابقة، فقد كان الإمام البغويّ مبرزًا في القراءات القرآنية، وله فيها كتاب "الكفاية في القراءة" ذكره حاجي خليفة (1067 هـ) في كتابه "كشف الظنون" (¬4) ووصفه اليافعي (768 هـ) بالمقرئ، ¬

_ (¬1) تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية 4/ 215. (¬2) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 439. (¬3) ابن العماد، شذرات الذهب 4/ 48. (¬4) حاجي خليفة، كشف الظنون: 1499.

شيوخه

فقال في "مرآة الجنان" (¬1): (المحدث المقرئ صاحب التصانيف). أما الملّا علي القاري (1014 هـ)، فيقول في كتابه "مرقاة المفاتيح" (¬2): (وكان ماهرًا في علم القراءة). شيوخه: روى البغوي عن الشيوخ بعد الستين وأربعمائة، كما يذكر السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" 4/ 215 التفسير، والقراءات، والحديث، والفقه عن جمع كبير من علماء خراسان، نذكر منهم أسماء (37) شيخًا على ترتيب حروف الهجاء، وهو ما أسعفتنا المصادر (¬3) بذكره: 1 - أحمد بن أبي نصر الكوفاني، أبو بكر، شيخ الزهاد بهراة. 2 - أحمد بن عبد الرحمن الكتاني، أبو الحسن. 3 - أحمد بن عبد الرزاق الصالحي. 4 - أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد، أبو صالح النيسابوري، الحافظ الثقة، محدث وقته بخراسان، المتوفى سنة (470 هـ). 5 - أحمد بن محمد بن العباس الخطيب الحميدي، أبو سعد. 6 - أحمد بن محمد الشريحي، أبو سعد. 7 - إسماعيل بن عبد القاهر. ¬

_ (¬1) اليافعي، مرآة الجنان 3/ 213. (¬2) ملّا علي القاري، مرقاة المفاتيح 1/ 10. (¬3) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 440، وتذكرة الحفاظ 4/ 1257، والسبكي، طبقات الشافعية 4/ 214، والداودي، طبقات المفسّرين 1/ 161 - 162، والبغوي، معالم التنزيل.

8 - حسان بن سعيد، أبو علي، المنيعي المروزي، من أهل مرو الروذ، كان ثريًا سخيًا متواضعًا، عابدًا، توفي سنة (463 هـ). 9 - الحسين بن محمد بن أحمد، أبو علي المروزي، القاضي، الفقيه الشافعي في خراسان في وقته. يقول ابن خلكان (681 هـ): (وأخذ الفقه عن القاضي حسين بن محمد) (¬1) وعليه تفقّه البغوي وسمع منه الحديث، ويقول الذهبي (748 هـ): (تفقه على شيخ الشافعية القاضي حسين بن محمد المرو الروذي صاحب "التعليقة" قبل الستين وأربع مائة، وسمع منه) (¬2)، وكان البغوي من أخص تلامذة القاضي حسين، وفي ذلك يقول تاج الدين السبكي (771 هـ): (تفقّه على القاضي حسين وهو من أخصّ تلامذته به) (¬3). وقد لخّص تعليقته في كتاب "التهذيب". يقول حاجي خليفة (1067 هـ): (التهذيب في الفروع. . . لخّصه من تعليق شيخه القاضي حسين وزاد فيه ونقص) (¬4)، كما جمع فتاوى شيخه. يقول السبكي (771 هـ): (وله فتاوى مشهورة لنفسه غير فتاوى القاضي حسين التي علّقها هو عنه) (¬5). 10 - زياد بن محمد الحنفي، أبو الفضل، ويكثر من ذكره في تفسيره "معالم التنزيل". 11 - سعيد بن إسماعيل الضبي، أبو عثمان. ¬

_ (¬1) ابن خلكان، وفيات الأعيان 2/ 136. (¬2) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 440. (¬3) تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 214. (¬4) حاجي خليفة، كشف الظنون 1/ 517. (¬5) السبكي، المصدر السابق.

12 - عبد الباقي بن يوسف بن علي بن صالح بن عبد الملك، المراغي، أبو تراب، مفتي نيسابور، الفقيه الشافعي، المتوفى سنة (492 هـ). 13 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فوران الفوراني المروزي، أبو القاسم، ذكره التاج السبكي (771 هـ) في "طبقات الشافعية الكبرى" وقال: (كان إمامًا حافظًا للمذهب، شيخ أهل مرو، سمع الحديث وكان كثير النقل، روى عنه البغوي صاحب "التهذيب")، توفي سنة (461 هـ). 14 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن المظفر الداودي، أبو الحسن، البوشنجي، شيخ خراسان، الإمام الفقيه الصالح الزاهد، الأديب، الصوفي. 15 - عبد الكريم بن عبد الملك بن طلحة النيسابوري، أبو القاسم القشيري، شيخ خراسان في عصره زهدًا وعلمًا، المتوفى سنة (465 هـ). 16 - عبد اللَّه بن أحمد الطاهري، أبو سعيد. 17 - عبد اللَّه بن عبد الصمد بن أحمد بن موسى الجوزجاني، أبو محمد. 18 - عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم، أبو عمر المليحي الهروي، المحدِّث، راوي الصحيح عن النعيمي، كان صالحًا، أكثر عنه البغوي، توفي سنة 463 هـ. 19 - عبد الوهاب بن محمد الخطيب. 20 - عبد الوهاب بن محمد الكسائي. 21 - علي بن الحسين بن الحسن، أبو الحسن القرينيني، نسبة إلى ناحية بين مرو الشاهجان، ومرو الروذ.

22 - علي بن يوسف الجويني، أبو الحسن، المعروف بشيخ الحجاز، عمّ إمام الحرمين، المحدّث الصوفي، أملى بخراسان وتوفي سنة (463 هـ). 23 - عمر بن عبد العزيز بن أحمد يوسف الفاشاني، المروزي، أبو طاهر، الإمام الفاضل والفقيه البارع، والمتكلم، والأصولي. 24 - محمد بن أحمد التميمي. 25 - محمد بن عبد الرحمن النسوي، أبو عمرو. 26 - محمد بن عبد الصمد الترابي، أبو بكر المروزي، المتوفى سنة 463 هـ. 27 - محمد بن عبد اللَّه بن أبي توبة، أبو بكر. 28 - محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن المعلّم الطوسي. 29 - محمد بن عبد الملك المظفري السرخسي، أبو منصور. 30 - محمد بن علي بن محمد بن علي بن بويه الزرّاد. 31 - محمد بن الفضل بن جعفر الخَرَقي، نسبة التي خَرَق، قرية من قرى مرو. 32 - محمد بن محمد الشِّيرزي، أبو الحسن، نسبة إلي شيرز، قرية بسرخس. 33 - محمد بن أبي الهيثم الترابي، أبو بكر المروزي، المتوفى سنة 463 هـ. 34 - المطهر بن علي الفارسي. 35 - المظفر بن إسماعيل التميمي، أبو الفرج. 36 - يحيى بن علي الكشمهيني، أبو القاسم. 37 - يعقوب بن أحمد الصيرفي، أبو بكر النيسابوري، المتوفى سنة 466 هـ.

تلاميذه

تلاميذه: ترك البغوي آثارًا علمية محمودة في مجالين: تلاميذه الذين استفادوا منه، ورووا عنه، وكتبه التي خلّفها، وتذكر لنا المصادر من تلاميذه: 1 - أسعد بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف، أبو الغنائم البامنجي الخطيب، المتوفى سنة (548 هـ)، ذكره التاج السبكي في "طبقات الشافعية". 2 - الحسن بن مسعود البغوي، أبو علي، أخو الإمام البغوي، تفقه على أخيه، كما يذكر النووي (676 هـ). في طبقات الشافعية. 3 - عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن الحسين، أبو محمد النبهي، ابن أخي الحسين بن عبد الرحمن النبهي، تلميذ القاضي حسين. ذكره ابن العماد في "شذرات الذهب" 4/ 148. 4 - عبد الرحمن بن علي بن أبي العباس النعيمي الموفقي، الفقيه، المناظر، الورع، العابد، أقام عند أبي حامد الغزالي مدّة، وعند البغوي مدّة، وتوفي سنة (542 هـ). 5 - عبد الرحمن بن عمر الأصفر، أبو نعيم البامنجي. 6 - عبد الرحمن بن محمد، أبو القاسم بن أبي سعد الفارسي ثم السرخسي، الفقيه، الورع، المتوفى سنة (55 هـ). 7 - عبد اللَّه بن محمد بن المظفّر بن علي، أبو محمد المتولي البغوي. 8 - عمر بن الحسن بن الحسين الرازي، والد الإمام الرازي صاحب "التفسير الكبير"، ذكره طاش كبرى زادة (¬1). ¬

_ (¬1) طاش كبرى زادة، مفتاح السعادة 2/ 116.

9 - فضل اللَّه بن محمد النوقاني، نسبة إلى نوقان، قصبة طوس، أبو المكارم، وهو آخر من روى بالإجازة عن البغوي، توفي سنة ستمائة، ذكره الذهبي (¬1). 10 - مثاور بن فزكوه، أبو مقاتل الديلمي اليزدي، عماد الدين الفقيه، الأديب، الشاعر، الزاهد، المتوفى سنة (546 هـ) وكان من كبار تلامذة البغوي، كما يذكر التاج السبكي. 11 - محمد بن أسعد بن محمد بن الحسين بن القاسم، مجدالدين، أبو منصور المعروف بحَفَدَة العطاري الشافعي، من أهل نيسابور، أصله من طوس، وتفقه بها على الغزالي، كان من أئمة الدين وأعلام الفقهاء، حدّث بكتابي "معالم التنزيل" و"شرح السنّة" للبغوي. 12 - محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب المروزي الزاغولي. الفاضل، الصالح، العارف بالحديث، سافر إلى هراة ونيسابور، وسمع البغويَّ بمرو الروذ. 13 - محمد بن داود بن رضوان الإيلاقي، أبو عبد اللَّه، المتوفى سنة (539 هـ). 14 - محمد بن عمر بن محمد بن محمد الشاشي، أبو عبد اللَّه، الفقيه العابد، حدَّث عن البغوي بالأربعين الصغرى له، وتوفي سنة (556 هـ). 15 - محمد بن محمد بن علي الطائي الهمذاني، أبو الفتوح، الفقيه، المحدّث، الأديب، المتوفى سنة (555 هـ). ¬

_ (¬1) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 441.

مؤلفاته

16 - ملكدار بن علي بن أبي عمرو العمركي، القزويني، كان من أئمة المذهب الشافعي، توفي سنة (535 هـ). 17 - العماد التيمي. ذكره طاش كبرى زادة في "مفتاح السعادة" 2/ 410. مؤلفاته: ترك الإمام البغوي كتبًا متنوعة في التفسير، والقراءات، والحديث، والفقه، وقد لاقت كتبه قبول العلماء وذاع صيتها وانتشرت، وفي ذلك يقول الإمام الذهبي (748 هـ): (بورك له في تصانيفه، ورُزِق فيها القبول التام لحسن قصده، وصدق نيته، وتنافس العلماء في تحصيلها) (¬1). ولم تكن تصانيفه متخصّصة في فرع واحد من الفروع كالتفسير، أو الحديث، أو الفقه، بل كان إمامًا في جميعها، وفي ذلك يقول السيوطي (911 هـ) في "طبقات المفسّرين": (كان إمامًا في التفسير، إمامًا في الحديث، إمامًا في الفقه) (¬2). وقد وصلنا من كتبه أسماء (15) كتابًا، طبع منها (3)، ولا يزال مخطوطًا منها (6) والباقي مفقود لم يصلنا إلّا اسمه فقط عبر المصادر، وهذه قائمة بأسماء كتبه على حروف المعجم: 1 - أربعون حديثًا، نصّ عليه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 19/ 439. 1 (*) - إرشاد الأنوار في شمائل النبي المختار: وهو الكتاب الذي يليه. 2 - الأنوار في شمائل النبي المختار، ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" 1/ 195، ويسمّيه البغدادي في "هدية العارفين" 1/ 312: "إرشاد الأنوار في شمائل النبي المختار" أما بروكلمان، فيسميه في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 245: "الأنوار في ذكر بني ¬

_ (¬1) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 441. (¬2) السيوطي، طبقات المفسّرين: 38.

المختار" وهو تصحيف واضح في اسم الكتاب، ويحدّد وجود نسخة مخطوطة منه في مكتبة رانبور بالهند أول 659: 76. وقد عرض له الكتاني في "الرسالة المستطرفة" ص 88 وقال: (رتّبه على أحد ومائة باب على طريقة المحدّثين). 3 - ترجمة الأحكام في الفروع، بالفارسية، وهو كتاب في الفقه الشافعي، ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" 1/ 397، وتبعه عليه البغدادي في "هدية العارفين" 1/ 312. 4 - التهذيب في الفقه: ذكره ياقوت في "معجم البلدان" 1/ 467، وتبعه من ترجم للبغوي، وقد وصفه حاجي خليفة في "كشف الظنون" 1/ 517 فقال: (وهو تأليف محرّر، مهذّب، مجرّد عن الأدلّة غالبًا. لخّصه من تعليق شيخه القاضي حسين، وزاد فيه ونقص). ويعتبر هذا الكتاب من الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي، وقد أكثر النقل منه الإِمام النووي (676 هـ) في "المجموع شرح المهذب" وفي "روضة الطالبين"، وغيره من أئمة المذهب الشافعي في كتبهم. ويقع في أربع مجلدات ضخام. وقد ذكر بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" الترجمة العربية 6/ 244 وجود نسخة مخطوطة منه في دمشق، العمومية 48: 292 وفي القاهرة أول 3/ 212، وثان 1/ 507. وللتهذيب مختصران، ذكرهما حاجي خليفة: (الأول) لباب التهذيب: للشيخ الإمام حسين بن محمد المروزي الهروي الشافعي، أوله (الحمد للَّه المتعالي في كبريائه. . هذا لباب التهذيب مع اشتماله على مزيد التنقيج والترتيب). (والثاني): مختصر التهذيب، للشهاب أحمد بن محمد بن المنير الاسكندري، المتوفى سنة 683 هـ.

5 - الجمع بين الصحيحين: ذكره ابن خلكان في "وفيات الأعيان" 2/ 136، وتبعه من ترجم للبغوي. 6 - شرح "الجامع" للترمذي: ذكره بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" (الترجمة العربية) 6/ 245، ويوجد منه نسخة مخطوطة بالمدينة المنورة (مجلة ZDMG 90/ 109) وانظر الترجمة العربية 3/ 190. 7 - شرح السنَّة: ذكره ياقوت في "معجم البلدان" 1/ 467، وتبعه من ترجم للبغوي، وهو كتاب عظيم في الحديث قال البغوي في أوله: فهذا كتاب يتضمن كثيرًا من علوم الأحاديث، وفوائد الأخبار المروية عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من حلّ مشكلها، وتفسير غريبها، وبيان أحكامها، وما يترتب عليها من الفقه واختلاف العلماء، وجُمل لا يُستغنى عن معرفتها، وهو المرجوع إليه في الأحكام، ولم أودع فيه إلّا ما اعتمده أئمة السلف الذين هم أهل الصنعة المسلّم لهم الأمر، وما أودعوه كتبهم، وأما ما أعرضوا عنه من المقلوب والموضوع، والمجهول، واتفقوا على تركه، فقد صُنتُ هذا الكتاب عنه. . .). وله مختصرات كثيرة ذكرها حاجي خليفة في "كشف الظنون" 3/ 1040 - 1041، وبروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" (الترجمة العربية) 6/ 243. وقد طبع الكتاب بتحقيق شعيب الأرنؤوط وزهير الشاويش، ونشره المكتب الإسلامي في بيروت عام 1390 هـ في (16) مجلدًا. 8 - فتاوى البغوي: وقد ذكرها التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" 4/ 214 بقوله: (وله فتاوى مشهورة لنفسه). وذكر بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي"، الترجمة العربية 6/ 246 وجود نسخة مخطوطة منه في المكتبة السليمانية رقم 675: 3. 9 - فتاوى المرو الروذي وهي فتاوى شيخه القاضي حسين، جمعها

البغوي، وتوجد منها نسخة في الظاهرية (¬1) بدمشق رقم 2311 (374 فقه شافعي). 10 - الكفاية في الفروع: وهو مختصر في الفقه الشافعي بالأعجمية. انفرد بذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" 2/ 1499. 11 - الكفاية في القراءة: ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" 2/ 1499. 12 - المدخل إلى مصابيح السُّنَّة: نصَّ عليه بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية 6/ 235، ويوجد منه نسخة مخطوطة في مكتبة قولة بالقاهرة 1/ 94. 13 - مصابيح السنّة: وهو الكتاب الذي بين يديك، ويأتي الكلام عليه بالتفصيل في باب مستقل من هذه المقدمة -إن شاء اللَّه. 14 - معالم التنزيل: ذكره ياقوت في "معجم البلدان" 1/ 467، وتبعه في ذلك من ترجم للبغوي. وهو تفسير للقرآن، متوسط الحجم، جامع لأقاويل السلف في تفسير الآي، محلّى بالأحاديث النبوية التي جاءت على وفق الآيات، وبيان الأحكام، تجنب فيه البغوي إيراد ما ليس له صلة بالتفسير. وقد سئل ابن تيمية عنه فأجاب في "الفتاوى" 2/ 193: (أسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة). وذكر حاجي خليفة الكتب المؤلفة حوله في "كشف الظنون": 1726 فقال: (واختصره الشيخ تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن محمد الحسيني، المتوفى سنة 875) وذكر في الصفحة 1540 مختصرًا آخر للخازن: (لباب التأويل في معاني التنزيل في ثلاث مجلدات للشيخ علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الصوفي المعروف بالخازن المتوفى سنة 741. . . ذكر فيه أن معالم التنزيل للبغوي موصوف بالأوصاف المحمودة لكنها طويلة، فانتخب مع ضم فوائد ¬

_ (¬1) انظر فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية - الفقه الشافعي ص 201.

لخصها من كتب التفاسير بحذف الأسانيد، وجعل علامة للصحيحين، وذكر أسامي غيرهما، وعوّض عنها بشرح غريب الحديث وما يتعلق به). وذكر بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" الترجمة العربية 6/ 244 أيضًا له أربعة مختصرات وأن معالم التنزيل هو مختصر من تفسير "الكشف والبيان" للثعلبي (427 هـ)، وذكر مخطوطاته الكثيرة المتوزعة في أنحاء العالم. وقد طبع الكتاب على الحجر في بومباي عام 1269 هـ، وطبع أيضًا على الحجر في فارس بدون تاريخ في أربعة أجزاء، وأعيد طبعه في بومباي عام 1296 هـ و 1309 هـ، وطبع في القاهرة عام 1305 هـ وعام 1331 هـ على هامش "لباب التأويل" للخازن، وسنة 1345 هـ على هامش تفسير ابن كثير، وطبع في دار الفكر في بيروت عام 1404 هـ/ 1984 م، وقام بتحقيقه مؤخرًا الأستاذان خالد العك ومروان سوار ونشرته دار المعرفة في بيروت عام 1406 هـ/ 1986 م في (4) مجلدات. 15 - معجم الشيوخ: ذكره البغدادي في "هدية العارفين": 312، وتبعه بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" الترجمة العربية 6/ 246 لكنه أخطأ بذكر المصدر الذي نص على الكتاب، فقال: (ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب 2/ 138) والواقع أن الذي ذكره ابن حجر هو "معجم الصحابة" لأبي القاسم البغوي، عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز (317 هـ) جدّه الأعلى وهو كتاب في تراجم الصحابة، أما الكتاب الذي نحن بصدده، فهو من قبيل الفهرسة، والمشيخة، والبرنامج، وهي كتب درج العلماء على تأليفها، يضمنون فيها أسماء شيوخهم، ومروياتهم من الكتب والأجزاء عنهم.

وفاته

وفاته: يقول ابن خلكان في "معجم البلدان" 2/ 136: (توفي في شوال سنة عشر وخمسمائة بمرو الروذ، ودفن عند شيخه القاضي حسين، بمقبرة الطالقان، وقبره مشهور هنالك، رحمه اللَّه. ورأيت في كتاب "الفوائد السفرية" التي جمعها الشيخ الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري أنه توفي في سنة ست عشرة وخمسمائة، ومن خطّه نقلت هذا واللَّه أعلم). والراجح من هذين القولين ما ذكره المنذري (656 هـ) من أن وفاة البغوي هي سنة (516 هـ) وهو ما ذكره ياقوت الحموي (626 هـ) في "معجم البلدان" 1/ 467، وسائر المصادر التي ترجمت للبغوي بعد ياقوت واللَّه أعلم. مصادر ترجمة الإمام البغوي (¬1) 1 - البغوي (516 هـ) صاحب الترجمة نفسه في مشيخته. 2 - السمعاني (562 هـ) في التحبير في المعجم الكبير 1/ 213 - 214. 3 - ياقوت الحموي (626 هـ) في معجم البلدان 1/ 467. 4 - ابن نقطة (629 هـ) في الاستدراك (مخطوط) بالظاهرية رقم (423) الورقة 57/ ب - 58/ أ. 5 - ابن نقطة - المقييد لمعرفة رُواة السنن والأسانيد. (مخطوط) بالأزهرية رقم (137) مصطلح الحديث. 6 - ابن نقطة - تكملة الإكمال (مخطوط) في مكتبة عبد الستار القدسي في بغداد، الورقة 353. 7 - المنذري (656 هـ) في الفوائد السفربة. 8 - النووي (676 هـ) في طبقات الشافعية (مخطوط) بمكتبة الأوقات الغربية رقم (195) ق. 9 - ابن خلّكان (681 هـ) في وفيات الأعيان 2/ 136 - 137. 10 - الإسنوي (722 هـ) في طبقات الشافعية المسمى "مجموع ملخص المهمات" 1/ 205 - 206. ¬

_ (¬1) رتّبنا هذه القائمة حسب التسلسل الزمني للوفيات.

11 - ابن الصابوني (723 هـ) في تكملة إكمال الإكمال: 353. 12 - أبو الفداء (732 هـ) في المختصر في أخبار البشر 2/ 229. 13 - الخطيب التبريزي (737 هـ) في مشكاة المصابيح (مقدمة الكتاب). 14 - الطيبي (743 هـ) في أسماء الرجال (مخطوط) بالظاهرية رقم (6164) عام، الورقة (47). 15 - الذهبي (748 هـ) في سير أعلام النبلاء 19/ 439 - 443. 16 - الذهبي (748 هـ) تذكرة الحفاظ 4/ 1257. 17 - الذهبي (748 هـ) دول الإسلام: 267. 18 - الذهبي (748 هـ) الاعلام بوفيات الأعلام (مخطوط) بالظاهرية رقم (116) الورقة (206/ ب). 19 - الذهبي (748 هـ) العبر في خبر من غبر 4/ 37. 20 - الذهبي (748 هـ) تاريخ الإسلام (مخطوط) 4/ 222 - ب. 21 - الصفدي (764 هـ) في الوافي بالوفيات 13/ 63. 22 - ابن شاكر الكتبي (764 هـ) في عيون التواريخ 13/ 327 - 328. 23 - اليافعي (768 هـ) في مرآة الجنان 3/ 213. 24 - تاج الدين السبكي (771 هـ) في طبقات الشافعية الكبرى 4/ 214 - 217. 25 - ابن كثير (774 هـ) في البداية والنهاية 12/ 193، (وفي طبعة الكتب العلمية ببيروت 12/ 206). 26 - ابن قاضي شهبة (851 هـ) في طبقات الشافعية (مخطوط) بالظاهرية رقم (57) تاريخ، الورقة 193/ ب. 27 - ابن تغري بردي (874 هـ) في النجوم الزاهرة 5/ 223 - 224. 28 - السيوطي (911 هـ) في طبقات الحفاظ: 457. 29 - السيوطي (911 هـ) في طبقات المفسّرين: 38. 30 - الداودي (945 هـ) في طبقات المفسّرين 1/ 161 - 162. 31 - طاش كبرى زادة (968 هـ) في مفتاح السعادة (بتحقيق البكري) 1/ 189، 204، 2/ 102، 116، 128، 147، 351، 410، 573. 575؛ وفي طبعة دار الكتب العلمية ببيروت 1/ 175، 190، 2/ 91، 103، 113، 129، 317، 373، 529، 532. 32 - الملّا علي القاري (1014 هـ) في مقدمة مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح. 33 - ابن هداية اللَّه الحسيني (1014 هـ) في طبقات الشافعية: 200 - 201.

34 - ابن هداية اللَّه الحسيني أيضًا في أسماء الرجال الناقلين عن الشافعي أو المنسوبين إليه (مخطوط) بالظاهرية رقم (57) تاريخ، الورقة 65/ أ. 35 - حاجي خليفة (1067 هـ) في كشف الظنون: 195، 517، 599، 1040 - 1401، 1499، 1540، 1541، 1695، 1697، 1698 - 1702، 1726. 36 - ابن العماد (1089 هـ) في شذرات الذهب 4/ 48 - 49. 37 - الدهلوي، شاه عبد العزيز الهندى الحنفي (1239 هـ) في بستان المحدّثين: 52. 38 - البغدادي، إسماعيل باشا (1239 هـ) في هدية العارفين 2/ 311. 39 - القنوجي، صديق حسن خان (1307 هـ) في إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدّثين: 244. 40 - الخوانساري (1313 هـ) في روضات الجنّات: 246 - 248. 41 - الكتاني (1345 هـ) في الرسالة المستطرفة: 133. 42 - سركيس (1351 هـ) في معجم المطبوعات العربية: 573. 43 - بدران (1376 هـ) في تهذيب تاربخ دمشق 4/ 348 [ذكره تمييزًا]. 44 - بروكلمان (1376 هـ) في تاريخ الأدب العربي (بالألمانية) 1/ 363 - 364 والذيل 1/ 620. 45 - بروكلمان (1376 هـ) في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 234 - 244. 46 - بروكلمان (1376 هـ) دائرة المعارف الإسلامية (الترجمة العربية، الطبعة الأولى) 4/ 27 - 29. 47 - بروكلمان (1376 هـ) دائرة المعارف الإسلامية الطبعة الثانية 7/ 445 - 447. 48 - فهرس الكتبخانة المصرية 1/ 357 و 442، 3/ 212. 49 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهربة، الفقه الشافعي: 201. 50 - برنامج المكتبة العبدلية بتونس 1/ 117، 118. 51 - نور عثمانية كتبخانة باسطنبول 27/ 70 - 71. 52 - كتبخانة عاشر أفندي باسطنبول: 18. 53 - الزركلي (1396 هـ) في الأعلام 2/ 259. 54 - كحالة (معاصر) في معجم المؤلفين 4/ 61. 55 - المنجد (معاصر) في معجم ما ألّف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: 268. 56 - عفاف عبد الغفور حميد (معاصرة) في البغوي ومنهجه في التفسير. * * *

أهمية كتاب مصابيح السنة توثيقه وتسميته، طبعاته، منهجه، شروحاته ومختصراته

أهمية كتاب مصابيح السنّة توثيقه وتسميته، طبعاته، منهجه، شروحاته ومختصراته توثيق نسبة الكتاب وتسميته صحت نسبة هذا الكتاب للإمام البغوي، ولم يرتب بذلك أحد من العلماء، وسنذكر المصادر التي نصّت على الكتاب حسب التسلسل الزمني لوفيات أصحابها: إن أهم وأول ما نستند اليه في صحة نسبة الكتاب للبغوي هو نُسَخُهُ الخطيّة الكثيرة التي بلغت (40) نسخة، وشروحاته التي بلغت (42) شرحًا وقد جاء في مطلع النسخة المطبوعة ما نصّه: (قال الشيخ الإمام الأجل السيد محيي السنّة، ناصر الحديث، شيخ الإسلام ظهير الدين، قدوة الأمة، إمام الأئمة، أبو محمد، الحسين بن مسعود البغوي الفراء قدّس اللَّه روحه. أما بعد: فهذه ألفاظ صدرت عن صدر النبوّة، وسنن سارت عن معدن الرسالة، وأحاديث جاءت عن سيد المرسلين، وخاتم النبيين، هنّ مصابيح الدجى، خرجت عن مشكاة التقوى. . .). ونلاحظ عدم ذكر المؤلف لاسم الكتاب صريحًا، وإنما يذكر وَصْفًا لأحاديثه بأنها: مصابيح الدُّجى، وقد انزلق المستشرق بروكلمان (¬1) بهذا الوصف واعتبره اسمًا للكتاب. ¬

_ (¬1) بروكلمان، تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 245.

يُضاف إلى ذلك في توثيق الكتاب ما ذكره الأئمة الذين ترجموا للبغوي في كتبهم، ونسبوا له هذا الكتاب وأقدم من فعل ذلك ابن خلكان (681 هـ) في "وفيات الأعيان" 2/ 136 حيث يقول: (وصنّف كُتُبًا كثيرة منها. . . وكتاب المصابيح)، ونلاحظ اكتفاءه بذكر "المصابيح" من اسم الكتاب. ويذكره أبو الفداء إسماعيل بن كثير (732 هـ) في "المختصر في أخبار البشر" 2/ 229 فيقول: (صنّف كتبًا عديدة منها. . . والمصابيح في الحديث)، ونلاحظ إطلاقه تسمية جديدة للكتاب، ولعله يقصد من قوله: (في الحديث) موضوعَ الكتاب. ويذكره الخطيب التبريزي (737 هـ) في "مشكاة المصابيح" 1/ 3 فيقول: (كان كتاب المصابيح الذي صنّفه الإمام محيي السنّة. . .) وقد قام بتخريج أحاديث الكتاب، ولو كان لديه أدنى شك بنسبة هذا الكتاب للبغوي لما قام بتخريجه، ولَذَكر ذلك وبيَّنه، كما نلاحظ اعتماده اسم "المصابيح". ويذكره الذهبي (748 هـ) في "سير أعلام النبلاء" 19/ 440 فيقول: (صاحب التصانيف: كـ. . . والمصابيح) ويذكره في "تذكرة الحفاظ" 4/ 1257 فيقول: (صاحب. . . والمصابيح). ويذكره الصفدي (764 هـ) في "الوافي بالوفيات" 13/ 63 فيقول: (وصنّف. . . والمصابيح). ويذكره التاج السبكي (771 هـ) في "طبقات الشافعية الكبرى" 4/ 214 فيقول: (من مصنّفاته. . . والمصابيح). ويذكره ابن كثير (774 هـ) في "البداية والنهاية" 12/ 206 فيقول: (صاحب. . . والمصابيح في الصحاح والحسان)، ونلاحظ إطلاقه تسمية جديدة للكتاب لم يسبقه فيها أحد، وهي في وصف أحاديث الكتاب.

ويذكره ابن الأهدل (855 هـ) في "تاريخه" -الذي ينقل عنه ابن العماد- فيقول: (صنّف التصانيف النافعة منها. . . والمصابيح). ويذكره السيوطي (911 هـ) في "طبقات الحفاظ": 457 فيقول: (صاحب كتاب. . . والمصابيح). وفي "طبقات المفسرين": 38 (وله من التصانيف. . . والمصابيح). ويذكره الداودي (945 هـ) في "طبقات المفسّرين": 161 فيقول: (وله من التصانيف. . . والمصابيح). ويذكره طاش كبرى زادة (968 هـ) في "مفتاح السعادة" 1/ 189 و 2/ 102، 128، 147 فيقول (صاحب. . . والمصابيح). ويذكره حاجي خليفة (1067 هـ) في "كشف الظنون": 1698 ضمن حرف الميم باسم: (مصابيح السنة). وهو أول من نعلم أنه أطلق على الكتاب اسم "مصابيح السنّة"، ويسميه في موضع آخر: 1697 (مصابيح الدجى). ويذكره ابن العماد (1089 هـ) في "شذرات الذهب" 4/ 49 فيقول: (صنّف التصانيف النافعة منها. . . والمصابيح). ويذكره البغدادي (1239 هـ) في "هدية العارفين" 1/ 312 فيقول: (من تصانيفه. . . مصابيح السنة في 4719 حديثًا)، وقد تبع في تسمية الكتاب حاجي خليفة. ويذكره الكتّاني (1345 هـ) في "الرسالة المستطرفة": 133 فيقول: (مصباح السنة لأبي محمد البغوي) ونلاحظ خطأه في تسمية الكتاب بـ (مصباح) بدل (مصابيح). ويذكره بدران (1346 هـ) في "تهذيب تاريخ دمشق" 4/ 348 تمييزًا فيقول: (وأما صاحب "المصابيح" فهو الحسين بن مسعود).

قيمة الكتاب ومنهج البغوي فيه

ويذكره بروكلمان (1376 هـ) في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 235 فيقول: (كتاب مصابيح الدجى، أو مصابيح السنة، أو مصابيح السنن) وفي "دائرة المعارف الإسلامية" (الطبعة الأولى من الترجمة العربية) 4/ 28 فيقول في ترجمة البغوي: (وترجع شهرته في العالم الإسلامي إِلى مصنّفه في الحديث، المعروف بمصابيح السنّة). ويذكره سركيس (1351 هـ) في "معجم المطبوعات العربية": 573 في ترجمة البغوي فيقول: (مصابيح السنّة: طبع في جزءين في بولاق عام 1294 هـ ومعه "موطأ مالك"، وطبع في جزءين بمصر عام (1318 هـ). وقد أُعيد تصوير الطبعة البولاقية بدار القلم في بيروت مؤخرًا، مجردة من "موطأ مالك"، وكانت الطبعتان في حوزتنا أثناء التحقيق. وقد أكَّدَ أصحاب المصادر المذكورة صحّة نسبة الكتاب للبغوي، ولكنهم أَوْرَدوا له تسميات متعددة، فبعضهم يسميه: "المصابيح"، وبعضهم "المصابيح في الحديث"، و"المصابيح في الصحاح والحسان"، و"مصابيح السنة" و"مصابيح الدجى" و"مصابيح السنن". وقد رجحنا تسميته بـ"مصابيح السنة"، وهو ما اشتهر به الكتاب عند المتأخرين. وحول الخلاف في تسمية الكتاب يعلق النجفي المرعشي في حاشيته على "كشف الظنون": 1698 فيقول: (قيل: المؤلف لم يسمّ هذا الكتاب بالمصابيح نصًّا منه، وإنما صار هذا الاسم عَلَمًا له بالغلبة من حيث أنه ذكر بعد قوله: أما بعد فإن أحاديث هذا الكتاب مصابيح. . .). قيمة الكتاب ومنهج البغوي فيه قدّم البغوي لكتابه بمقدمة بيَّن فيها هدفه من تأليفه فقال: (أما بعد، فهذه ألفاظ صدرت عن صدر النبوة، وسنن سارت عن معدن الرسالة،

موارد البغوي في الكتاب

وأحاديث جاءت عن سيّد المرسلين وخاتم النبيين: هنّ مصابيح الدُّجى، خرجت عن مشكاة التقوى مما أوردها الأئمة في كتبهم جمعتها للمنقطعين إلى العبادة لتكون لهم بعد كتاب اللَّه حظًا من السنن، وعونًا على ما هم فيه من الطاعة). ثم شرع بذكر أحاديث الكتاب مجردة من الأسانيد، مرتّبة ضمن الكتب والأبواب، على أكمل ترتيب، فقد رتب البرقاني "الجمع بين الصحيحين" على فضائل الصحابة الرواة، ورتّب ابن الأثير "جامع الأصول" على حروف الهجاء، ورتّب الصغاني، والقضاعي، والإقليشي، كتبهم على ألفاظ متشابهات في أوائل الكلمات، ورتب النووي "رياض الصالحين" باعتبار الأخلاق والصفات. والمصابيح أحسن هذه الكتب ترتيبًا، لأنه وَضَعَ دلائل الأحكام على نهج يستحسنه الفقيه، ووضع الترغيب والترهيب على ما يقتضيه العلم ويرتضيه، ولو فكر أحد في تغيير باب عن موضعه لم يجد له موضعًا أنسب مما هو فيه. موارد البغوي في الكتاب: وقد حدَّد البغوي موارده في كتابه بقوله: (خرجت عن مشكاة التقوى مما أوردها الأئمة في كتبهم) وقد صرَّح ببعض أسماء هؤلاء الأئمة في موضع آخر بقوله: (أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري [256 هـ]، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري [261 هـ] رحمهما اللَّه في جامعيهما أو أحدهما) وبقوله (أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني [275 هـ]، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (279 هـ) وغيرهما من الأئمة) وزاد في آخر كتاب المناسك (والنسائي [275 هـ]، هذا ما صرَّح به تحديدًا في كتابه، ولكن يظهر أنه لم ينصّ على جميع المصادر التي أخذ منها، وإنما اكتفى بذكر بعضها عَرَضًا.

لماذا جرد البغوي أحاديث الكتاب من الأسانيد؟

أما الخطيب التبريزي (737 هـ) الذي قام بتخريج أحاديث الكتاب ورَدَّ كل حديث لمصدره، فقد حدَّد موارد الكتاب بشكل أدق وأشمل فقال في مقدمة مشكاة المصابيح: (فأودعتُ كل حديث منه في مقرّه، كما رواه الأئمة المتقنون والثقات الراسخون مثل: 1 - أبي عبد اللَّه، محمد بن إسماعيل البخاري [256 هـ]. 2 - وأبي الحسين، مسلم بن الحجاج القشيري [261 هـ]. 3 - وأبي عبد اللَّه، مالك بن أنس الأصبحي [179 هـ]. 4 - وأبي عبد اللَّه، محمد بن إدريس الشافعي [205 هـ]. 5 - وأبي عبد اللَّه، أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني [241 هـ]. 6 - وأبي عيسى، محمد بن عيسى الترمذي [279 هـ]. 7 - وأبي داود، سليمان بن الأشعث السجستاني [275 هـ]. 8 - وأبي عبد الرحمن، أحمد بن شعيب النسائي [303 هـ]. 9 - وأبي عبد اللَّه، محمد بن يزيد بن ماجه القزويني [275 هـ]. 10 - وأبي محمد، عبد اللَّه بن عبد الرحمن الدارمي [255 هـ]. 11 - وأبي الحسن، علي بن عمر الدارقطني [385 هـ]. 12 - وأبي بكر، أحمد بن الحسين البيهقي [458 هـ]. 13 - وأبي الحسن، رزين بن معاوية العبدري [524 هـ]، وغيرهم، وقليل ما هو). لماذا جرّد البغوي أحاديث الكتاب من الأسانيد؟ ويحدد البغوي منهجه في سرد أحاديث الكتاب بقوله في المقدمة: (وتركت ذكر أسانيدها حذرًا من الإِطالة عليهم، واعتمادًا على نقل الأئمة، وربما سمّيت في بعضها الصحابي الذي يرويه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لمعنَى دعا إليه). فهو يسرد تحت الباب جملة من الأحاديث بألفاظها فقط، دون ذكر

ألفاظ أحاديث الكتاب

الراوي من الصحابة، ولا من خرَّج هذه الأحاديث من الأئمة الذين استخرج أحاديثه عليهم، وأحيانًا قليلة، يذكر اسم الصحابي ليميز حديثه عن حديث صحابي آخر في الباب نفسه، وفي ذلك يقول الخطيب التبريزي (737 هـ) في مقدمة "مشكاة المصابيح": (ولما سلك رضي اللَّه عنه طريق الاختصار وحذف الأسانيد، تكلم فيه بعض النقاد، وإن كان نقله -وإنه من الثقات- كالإِسناد). وللوقوف على أسانيد أحاديثه، يمكن الرجوع لسائر مصنّفاته كـ"شرح السنّة" الذي اشتمل على كثير من أحاديث الكتاب مُسْنَدَةً، وتفسيره "معالم التنزيل" وغيرها. ألفاظ أحاديث الكتاب: اختلفت ألفاظ أحاديث الكتاب في نُسَخِهِ، كما اختلفت عن مصادر الأئمة الذين خرّجوا هذه الأحاديث. ويعود السبب في ذلك -كما أشرنا سابقًا- إلى أن المصنّف خرج أحاديثه في كتابه بأسانيده وألفاظه، واختار من ألفاظه ما توافق مع ألفاظ الأئمة أو كان قريبًا منها. أما الاختلاف في نسخه فيعود لمحاولة تصحيح أصحابها أو نُسّاخها ألفاظ الأحاديث من الكتب الستّة، وبقائها على أصلها في بعض النسخ. تقسيم أحاديث الكتاب إلى صحاح وحسان: اتبع البغوي منهجًا فريدًا في تصنيفه هذا الكتاب دون سائر كتبه، ولم يُسبق في هذا المنهج، ولم يتّبعه فيه أحد ممن جاء بعده، بل تعرَّض لنقد العلماء بسببه، وقد حدَّد هذا المنهج بقوله في مقدمة الكتاب: (وتجد أحاديث كل باب منها تنقسم إلى صِحاح وحِسان، أعني بالصحاح ما أخرجه الشيخان أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري رحمهما اللَّه في جامعيهما أو أحدهما، وأعني

انفراده باصطلاح الصحيح والحسن

بالحسان ما أورده أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي وغيرهما من الأئمة في تصانيفهم رحمهم اللَّه وأكثرها صحاح بنقل العدل عن العدل غير أنها لم تبلغ غاية شرط الشيخين في علو الدرجة من صحة الإسناد إذ أكثر الأحكام ثبوتها بطريق حسن، وما كان فيها من ضعيف أو غريب أشرت إليه، وأعرضت عن ذكر ما كان منكرًا أو موضوعًا). وقد التزم البغوي إلى حدٍّ كبر بخطته التي رسمها للكتاب، لكنه أودع فيه روايات مرسلة وضعيفة، مما حدا ببعض العلماء لانتقاد أحاديث الكتاب، حتى إن الإِمام القزويني (750 هـ) رمى (18) حديثًا منها بالوضع، وقد أجاب الحافظ ابن حجر عن هذه الأحاديث، ووضع في ذلك رسالة، تَجِدُها كاملة في آخر هذه المقدمة. كما أن العلماء قاموا بتخريج أحاديث الكتاب ووضعوا في ذلك التآليف الكثيرة. ثم إن هذا التقسيم الذي اعتمده البغوي في كتابه جعله ينزلق في كثير من الأحيان فيضع أحاديث في غير أبوابها، كما فعل في الحديث رقم (1886) و (2689). انفراده باصطلاح الصحيح والحسن: لقد اعتمد البغوي في هذا الكتاب اصطلاحًا خاصًا للحديث الصحيح والحسن، خالف به اصطلاح جمهور علماء الحديث، فالصحيح عنده -كما يصرّح- ما أخرجه الشيخان البخاري ومسلم، والحسن ما أخرجه غيرهما من الأئمة، بينما جاء تعريف الحديث الصحيح عند الجمهور على ما يذكره ابن الصلاح في "مقدمته" بأنه: (الحديث المسنَد الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذًا ولا معللًا) (¬1). ¬

_ (¬1) ابن الصلاح، مقدمة علوم الحديث (بتحقيق عتر): 10.

وجاء تعريف الحديث الحسن بأنه: (الذي لا يكون في إسناده من يُتهم بالكذب، ولا يكونَ شاذًا) (¬1). تُرى ما هو السبب الذي دفع البغويّ لاعتماد هذه المصطلحات الخاصة؟ أهو عدم نضوج علم مصطلح الحديث في عصره، أم هو عدم إلمامه به ومعرفته باصطلاحات الجمهور؟ أم هو اجتهاد خاص به خالف به جمهور العلماء مع معرفته باصطلاحاتهم؟ الراجح أنه اجتهاد خاص به مع معرفته باصطلاحات الجمهور، فقد كان علم مصطلح الحديث حتى عصر المؤلف قد وصل لدرجة رَسَتْ فيه قواعده، وظهرت فيه المؤلفات الكثيرة ككتاب "المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي" للرامهرمزي (360 هـ)، و"معرفة علوم الحديث" للحاكم النيسابوري (405 هـ) و"المستخرج على معرفة علوم الحديث" لأبي نُعَيْم الأصبهاني (430 هـ) استدرك فيه على الحاكم، و"الكفاية في علم الرواية" و"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" كلاهما للخطيب البغدادي (463 هـ). . . وغيرها الكثير. لكن البغوي بيَّن -في آخر كتاب المناسك من كتابه- مفهومه لهذه الاصطلاحات الخاصة بشكل أوضح فقال (جعلت أحاديث كل باب من هذا الكتاب قسمين: صحاحًا وحسانًا؛ فالصحاح منها ما أورده الشيخان محمد البخاري، ومسلم في كتابيهما الصحيحين. وشرطهما مراعاة الدرجة العليا في الصحة، وهو أن يكون الحديث يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. ولذلك الراوي الصحابي ثقتان من التابعين، ثم يرويه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابة، وله راويان من أتباع التابعين، ثم يرويه عنه من أتباع التابعين الحافظ المتقن المشهور، وله رواة من الطبقة الرابعة). ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 26.

(وأردت بالحسان ما لم يخرجاها في كتابيهما، وخرجها غيرهما من الأئمة مثل أبي داود السجستاني، وأبي عيسى الترمذي، والنسائي، ثم منها ما يكون صحيحًا بنقل العدل عن العدل إلى الصحابي، ولكن لا يكون للصحابي إلا راوٍ واحد بنقل العدل إلى العدل، وإلى التابعي، ولا يكون للتابعي إلَّا راو واحد). (ولم ينكر البخاري ومسلم أن يكون فيما لم يخرجاه من الأحاديث صحيح، فإنه رُوِيَ عن البخاري أنه قال: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف غير صحيح، وعن ابن حنبل رضي اللَّه عنه أنه قال: صحَّ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سبعمائة ألف حديث وكسر). (إلَّا أن طريق ما لم يخرّجه الشيخان لا يكون كطريق ما أخرجاه في علوّ الدرجة، فكان مسلم يخرّج الصحيح على ثلاثة أقسام في الدرجة، فلما فرغ من القسم الأول أدركته المنيّة رحمه اللَّه). (والغريب: يكون من حيث ما يعرض للراوي في روايته، وهو مع ذلك صحيح لكون كل واحد من نَقَلَتِهِ ثقة مأمون، وقد يكون بمخالفة واحد من الثقات أصحابه). (والضعيف: ما في إسناده مجروح أو مجهول، واللَّه أعلم بالصواب). من كلامه هذا نستطيع تحديد بعض مفاهيمه الخاصة في مصطلح الحديث، وهي: 1 - أن للحديث الصحيح عنده درجات، لم يخرِّج في كتابه منها إلاّ أعلاها مما أخرجه الشيخان، وهي أن يروي الحديث عن الصحابي المشهور ثقتان من التابعين، وعن التابعي راويان من أتباع التابعين شرط أن يكونوا من الحفاظ المتقنين المشهورين، وله رواة من الطبقة الرابعة. 2 - أن الحديث الحسن عنده هو الصحيح الذي أخرجه غير الشيخين ولم يكن على شرطهما من حيث علو الدرجة في الصحة، ويصرّح

انتقاد العلماء لمنهج البغوي

بذلك في قوله: (ثم منها ما يكون صحيحًا بنقل العدل عن العدل إلى الصحابي، ولكن لا يكون للصحابي إلا راوٍ واحد بنقل العدل إلى العدل، وإلى التابعي، ولا يكون للتابعي إلَّا راوٍ واحد). وهو بهذا يخالف الجمهور، لأن للصحيح عندهم درجات سبع فوق مرتبة الحسن، وعلى هذا فإن هناك كثيرًا من الأحاديث الصحيحة عند الجمهور جاءت عنده من الحِسان. وهذا يدل على مبلغ تشدّده رحمه اللَّه في التصحيح. انتقاد العلماء لمنهج البغوي: لقد تعرض البغوي بسبب اصطلاحه الخاص للحديث الصحيح والحسن لانتقاد علماء الحديث الذين جاءوا بعده، وفي ذلك يقول ابن الصلاح (643 هـ) في "مقدمة علوم الحديث" ص 34: (ما صار اليه صاحب "المصابيح" رحمه اللَّه من تقسيم أحاديثه إلى نوعين، الصحاح والحسان، مريدًا بالصحاح ما ورد في أحد الصحيحين، أو فيهما، وبالحِسان ما أورده أبو داود والترمذي وأشباههما في تصانيفهم، فهذا اصطلاح لا يُعرَف، وليس الحسن عند أهل الحديث عبارة عن ذلك، وهذه الكتب تشتمل على حسنٍ وغيرِ حسن كما سبق بيانه واللَّه أعلم). ويقول الإمام النووي (676 هـ) في كتابه "التقريب" (¬1): (وأما تقسيم البغوي إلى حسان وصحاح، مريدًا بالصحاح ما في الصحيحين، وبالحسان ما في السنن، فليس بصواب؛ لأن في السنن: الصحيح والحسن والضعيف والمنكر). ويقول الكتاني (1345 هـ) في الرسالة المستطرفة صفحة 133: (وكمصابيح السنة لأبي محمد البغوي قسّمها إلى صحاح وحِسان، مريدًا ¬

_ (¬1) النووي، التقريب، ص 5.

خطأ المستشرق "بروكلمان" في الكتاب

بالصحاح ما أخرجه الشيخان أو أحدهما، وبالحسان ما أخرجه أرباب السنن الأربعة مع الدارمي، أو بعضهم، وهو اصطلاح له). ويقول العلامة أحمد شاكر (1377 هـ) في دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الأولى من الترجمة العربية) 4/ 28، مادة: البغوي تعليقًا في الحاشية: (ثم هذا التقسيم للبغوي اصطلاح خاص به، ليس موافقًا لمصطلح أهل الحديث، بل هو اصطلاح غير صواب؛ لأنه يخلط الأمر على القارئ، فإن في كثير من كتب السنن الثلاث التي أخذ منها الحسان، وهي: أبو داود والترمذي والنسائي، أحاديث صحيحة جدًا، لا تقلّ في الصحّة عن درجة ما اتفق عليه البخاري ومسلم، وقد انتقد كثير من المتقدمين صنيع البغوي هذا، وأبانوا عن خطئه، وإن كان اصطلاحًا خاصًا به). قال حاجي خليفة: (وقد بلغت عدة أحاديث الكتاب (4719) حديثًا، منها المختص بالبخاري (325) حديثًا، ومسلم (875) حديثًا، ومنها المتفق عليه (1051) حديثًا) (¬1). خطأ المستشرق "بروكلمان" في الكتاب: وقد أخطأ المستشرق "بروكلمان" في "دائرة المعارف الإسلامية" (الطبعة الأولى من الترجمة العربية) 4/ 29 في وصف منهج البغوي في كتابه، فقال: (وقد جمعه من كتب السنّة السبعة الصحيحة، وبوّبه على أبواب، وقسم الأحاديث في كل باب إلى ثلاث طبقات: صحيحة أخذها من البخاري ومسلم، وحسنة أخذها من السنن، وغريبة وضعيفة). بَيان الخطأ: أنه أخطأ أولًا بقوله: (وقد جمعه من كتب السنة السبعة الصحيحة) وهذا الإِطلاق مما يَهِمُ فيه كثير من الناس. فكتب السنّة الصحيحة باتفاق جمهور علماء المسلمين اثنان فقط، هما صحيحي: البخاري ومسلم. وأما باقي ¬

_ (¬1) حاجي خليفة، كشف الظنون: 1698.

شروح الكتاب وتخريجاته

الكتب ففيها الصحيح والحسن والضعيف، مع أن منها ما اشترط صاحبه في إخراجه الصحّة كابن خزيمة وابن حبان والحاكم لكن لم يَسْلَم لهم ذلك. وأما قوله (وقسم الأحاديث في كل باب إلى ثلاث طبقات) فقد أبان خطأه فيه العلَّامة أحمد شاكر في حاشيته على كلام بروكلمان في المصدر نفسه، فقال: (ليس هذا النقل مطابقًا بالدقة لصنيع البغوي في المصابيح؛ لأنه قسم أحاديث الكتاب في كل باب إلى قسمين فقط: صحاح وحسان. ثم قال في الحسان: "وأكثرها صحاح بنقل العدل عن العدل، غير أنها لم تبلغ غاية شرط الشيخين في علوّ الدرجة، من صحّة الإسناد، إذ أكثر الأحكام ثبوتها بطريق حسن، وما كان فيها من ضعيف أو غريب أشرت إليه" فيفهم من هذا أنه لم يجعل قسمًا خاصًا للغريب والضعيف بل هو داخل قسم الحسان عنده، وأن الغرابة والضعف ليسا إلى الدرجة التي تمنع الأخذ بما ذكره في الحسان). أما الذي قسم أحاديث كتابه إلى ثلاث طبقات فهو الخطيب التبريزي في كتابه "مشكاة المصابيح" ويظهر أن الأمر التبس على المستشرق، فَلْيُتَنَبَّهْ لهذا. شروح الكتاب وتخريجاته (¬1) تقبَّل الناس هذا الكتاب بالقبول الحسن وأقبلوا عليه نسخًا وقراءة وحفظًا، وألفوا حوله المختصرات والشروح والتخريجات، ويذكر حاجي خليفة في كشف الظنون ص 1698 وبروكلمان في تاريخ الأدب 6/ 245 (الترجمة العربية) أسماء الذين ألفوا حول الكتاب، نذكرهم حسب التسلسل الزمني لوفياتهم: ¬

_ (¬1) رتَّبنا شروح الكتاب حسب التسلسل الزمني لوفيات أصحابها.

1 - أبو النجيب عبد القاهر بن عبد اللَّه السهروردي المتوفى سنة (563 هـ)، وله مختصر المصابيح. ذكره حاجي خليفة. 2 - محمد بن محمد أبو الحسن الخاوراني، من نواحي خلاط، لقي الغزالي، وأخذ عن الزمخشري، توفي في حدود سنة (571 هـ) وله "التلويح في شرح المصابيح" ذكره البغدادي في هدية العارفين 2/ 98. 3 - شهاب الدين فضل اللَّه بن حسين التُورَبُشْتي الحنفي، له شرح عليه سماه "الميسر" أوله: الحمد للَّه الذي شرع لنا الحق وأوضح دليله. . . إلخ)، وتوفي سنة (600 هـ). ذكره حاجي خليفة، وذكر بروكلمان أنه ألّفه سنة (712 هـ) ونص على وجود مخطوطتين له، واحدة في آصفية 3/ 256: 977 - 976، والثانية في راميبور أول 121: 419. 4 - أبو الحسن علي بن محمد المعروف بعلم الدين السخاوي، المتوفى سنة (643 هـ). ذكره حاجي خليفة. 5 - علي بن عبد اللَّه بن أحمد المعروف بزين العرب، قيل: إنه نخجواني، وقال الملّا علي القاري أنه مصري ألف ثلاثة شروح: كبير وأوسط وصغير، فرغ من الأوسط سنة (650 هـ). ذكره حاجي خليفة وبروكلمان ونص على وجود نسخة مخطوطة في برلين 1289، وليبزج ثان 185، والمتحف البريطاني أول 1573، ونور عثمانية 1109 - 1111، والسليمانية 284 - 285، وسليم آغا 217، والإسكندرية حديث 32، والقاهرة أول 1/ 363، ثان 1/ 128، والموصل 144: 53. 6 - القاضي ناصر الدين عبد اللَّه بن عمر البيضاوي المتوفى سنة (685 هـ)، شرحه في كتابه "تحفة الأبرار". ذكره حاجي خليفة، وبروكلمان، ونص على وجود نسخة مخطوطة في القاهرة أول 1/ 326، ونسخة في مكتبة

راغب 326، ونسخة في مكتبة كوبريلي 339 - 340، وفي نور عثمانية 1105 - 1106، وفي الموصل 156: 85، وفي بشاور 362، ويوجد منه نسخة في مكتبة الحرم المكي. 7 - ومن شروح المصابيح "مفتاح الفتوح" لمؤلف غير معروف، أوله (الحمد للَّه الذي قصرَ الأفهامَ عما يليق بكبريائه. . . إلخ) ذكر فيه أنه جمعه من "شرح السنّة"، و"الغريبين" و"الفائق" و"النهاية"، ووضع حروف الرموز لتلك الكتب، وفرغ منه في 21 رمضان سنة (707 هـ). 8 - أبو عبد اللَّه، إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفُقّاعي، المتوفى في جمادي الأولى سنة (715 هـ)، ذكره بروكلمان، ونص على وجود نسخة مخطوطة لشرح المصابيح له في الإسكندرية، حديث 32. 9 - الحسين بن محمود بن الحسن الزيداني، مظهر الدين، ألف كتاب "المفاتيح" سنة (720 هـ) وتوفي سنة (727 هـ)، ذكر بروكلمان وجود نسخ مخطوطة له في: برلين 1290، وباريس أول 6406، ونور عثمانية 1112، وقليج علي باشا 199، وراغب 325، والإسكندرية حديث 63، والقاهرة أول 1/ 427، وثان 1/ 128، وقولة 1/ 153، ومشهد 5/ 121: 393 - 394، وآصفية 1/ 368: 448، ورامبور أول 116: 387، وبنكيبور 5 (2) / 344، وباتنه 1/ 63: 642.أوله: (الحمد للَّه ملأ السماوات وملأ الأرض. . .) أورد في أوله مقدمة في اصطلاحات أصحاب الحديث وأنواع علومه، وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون. 10 - الشيخ وليّ الدين، أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الخطيب التبريزي (737 هـ) وله كتاب "مشكاة المصابيح" وسيأتي الكلام عليه مفصلًا في آخر هذا الفصل إن شاء اللَّه.

11 - شمس الدين محمد بن مظفر الخلخالي، المتوفى سنة (745 هـ)، وله شرح للمصابيح، ذكره حاجي خليفة. 12 - الشيخ محمد المناوي، المتوفى سنة (746 هـ)، له شرح للمصابيح اسمه "لباب الصدر" ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1541. وقد لخّصه ابن حجر وسماه "هداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة"، وسيأتي. 13 - صدر الدين، أبو عبد اللَّه محمد شرف الدين بن إبراهيم السلمي المناوي الشافعي، المتوفّى سنة (748 هـ)، شَرَحَ المصابيح وسماه: "كشف المناهيج والتناقيح في شرح أحاديث المصابيح"، أوله: (الحمد للَّه كاشف مصابيح الهدى، وجعلها نجاة. . . ذكر أن المصابيح هو الذي عكف عليه المتعبّدون، لكنه لطلب الاختصار لم يذكر كثيرًا من الصحابة رواة الآثار، ولا تَعَرَّض لتخريج تلك الأخبار، بل اصطلح على أن جعل الصحاح هو ما في الصحيحين أو أحدهما، والحسان ما ليس في واحد منهما، والتزم أن ما كان من ضعيف نبّه عليه، وأنّ ما كان منكرًا أو موضوعًا لم يذكره، ولا يشير اليه. فوقع له بعد ذلك أن ذكر أحاديث من الصحاح وليست في واحد من الصحيحين، وأحاديث من الحسان، وهي في أحد الصحيحين، وأدخَلَ في الحسان أحاديث ولم ينبّه عليها وهي ضعيفة واهية، وربما ذكر أحاديث موضوعة في غاية السقوط متناهية، فجعلتُ موضوع كتابي هذا لتخريج أحاديثه، ونسبتُ كلّ حديث إلى مخرّجه من أصحاب الكتب الستّة، فإن لم يكن الحديث في شيء من الكتب الستّة خرّجته من غيرها كمسند الشافعي، وموطأ مالك وغيرهما). ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 1701، وذكره بروكلمان في

تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 247، ونقل عن ابن العماد أن وفاة المناوي هي سنة (803 هـ) وذكر نسخ الكتاب المخطوطة في برلين (fol) 3394 ، والمكتبة الخالدية بالقدس 11/ 65، والقاهرة أول 1/ 389، وله ترجمة تركية بقلم جمال أفندي في نور عثمانية 1107 - 1108. وقد كانت بحوزتنا نسخة برلين أثناء تحقيق الكتاب. 14 - تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي، المتوفى سنة (756 هـ)، وله شرح سمّاه "ضياء المصابيح"، ذكره حاجي خليفة. 15 - أبو محمد بن محمد بن حسين الفضالي الفرغري السكاداري، المتوفى سنة (777 هـ)، وله "أسماء الصحابة والتابعين مما ذكره المصابيح". نص بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 247 على وجود نسخة مخطوطة منه في آيا صوفيا 39. 16 - غياث الدين، محمد بن محمد الواسطي البغدادي، مدرّس المستنصرية، المعروف بابن العاقولي، المتوفى سنة (797 هـ)، وله شرح للمصابيح سمّاه: "مفاتيح الرجاء"، ذكره حاجي خليفة، ونصّ بروكلمان على وجود نسخة مخطوطة له في المدينة المنوّرة 191. 17 - مجد الدين، أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، المتوفى سنة (817 هـ)، له شرح للمصابيح سمّاه "التخاريج في فوائد متعلّقة بأحاديث المصابيح"، ذكره حاجي خليفة. 18 - قره يعقوب بن إدريس الحنفي الرومي، القرماني، المتوفى سنة (833 هـ)، له شرح للمصابيح، ذكره حاجي خليفة. 19 - شمس الدين محمد بن محمد الجزري، المتوفى سنة (833 هـ)، له شرح للمصابيح سمّاه: "تصحيح المصابيح والتوضيح في شرح المصابيح"، ذكره حاجي خليفة.

20 - قطب الدين محمد النكيدي الأزنيقي، المتوفى سنة (821 هـ) وله "تلفيقات المصابيح"، ذكره حاجي خليفة. 21 - عبد اللطيف بن عبد العزيز بن ملك (فِرِشته)، ويسميه حاجي خليفة: محمد بن عبد اللطيف المعروف بابن الملك الرومي، وقد وضع شرحًا للمصابيح في حدود سنة (850 هـ)، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1701، فقال: (وهو شرح لطيف ممزوج كشرح أبيه للمشارق، أوّله: الحمد للَّه الذي بصّرنا بالصراط المستقيم. . . قال صاحب الأنوار: ترتيب الجمع بين الصحيحين على فضائل الصحابة الرواة، وترتيب ابن الأثير على حروف التهجي، والصغاني والقضاعي والإقليشي رتّبوها على ألفاظ متشابهات في أوائل الكلمات، والنووي والمديني وغيرهما رتبوه باعتبار الأخلاق والصفات، أو الأزمنة والأوقات، والمصابيح أحسن ترتيبًا من هذا الجمع؛ فإنه وَضَعَ دلائل الأحكام على نهج يستحسنه الفقيه، ووضع الترغيب والترهيب على ما يقتضيه العلم ويرتضيه، ولو فكّر أحد في تغيير باب عن موضعه لم يجد له موضعًا أنسب مما اقتضى رأيه). وذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 245 ونصّ على وجود نسخه المخطوطة وهي: راغب 322 - 324، السليمانية 282 - 283، نور عثمانية 1102 - 1104، القاهرة أول 1/ 362، ثان 1/ 128، سراييفو 38. 22 - ابن حجر العسقلاني، المتوفى سنة (852 هـ) وله كتاب "هداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة" ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 2030، وله أيضًا رسالة فيها أجوبة عن أحاديث رُمِيَت بالوضع من كتاب المصابيح، سنفصل الكلام عليها في آخر هذا الفصل ونوردها بتمامها إن شاء اللَّه.

23 - علاء الدين، علي بن محمد الشهير بمصنّفك، المتوفى سنة (875 هـ)، وضع شرحًا للمصابيح، ذكره طاش كبري زادة في مفتاح السعادة (بتحقيق البكري) 1/ 189، وقال: (ألّفه بإشارة حضرة صاحب الرسالة -صلى اللَّه عليه وسلم- لابن قرمان بقونية سنة 850 هـ)، وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1699. 24 - قاسم بن قطلوبغا الحنفي، المتوفّى سنة (875 هـ)، وله شرح للمصابيح، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1698. 25 - قطب الدين محمد الإزنيقي، محيي الدين محمد بن قطب الدين الإِزنيقي، المتوفى سنة (884 هـ)، وله شرح للمصابيح، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1699. 26 - شمس الدين أحمد بن سليمان المعروف بابن كمال باشا، المتوفى سنة (940 هـ)، وله شرح للمصابيح ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1699. 27 - الفضل بن الشمس السيواسي، ألّف "ضياء المصابيح" وهي حاشية على شرح ابن الملك، كتبها بإشارة من مفتي عصره، وحلّ فيها المواضع المشكلة من المتن، أولها: (الحمد للَّه الذي جعل العلم أعزّ الأشياء. . .) وهو في مجلد أتمّه سنة (1009 هـ)، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1702. 28 - أحمد الرومي الآق حصاري، المتوفى سنة (1041 هـ)، وله شرح للمصابيح، ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 246. 29 - يعقوب العفوي، المتوفى (1149 هـ) وله شرح سمّاه "المفاتيح" نص

عليه بروكلمان، وذكر له نسخة مخطوطة في العمومية، بروسه لي محمد طاهر: 202. 30 - ظهير الدين محمود بن عبد الصمد الفارقي، له شرح للمصابيح نصّ عليه حاجي خليفة في كشف الظنون: 1699. 31 - عبد المؤمن بن أبي بكر بن محمد الزعفراني، له شرح ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1701. 32 - خليل بن مقبل الحلبي، له شرح بسيط نصّ عليه حاجي خليفة في كشف الظنون: 1701. 33 - السخومي، له شرح للمصابيح، ذَكَرَه شارح الشفاء، ونصّ عليه حاجي خليفة في كشف الظنون: 1701. 34 - عبد الرحمن بن خليل، وله شرح سماه "تنوير المصابيح" وهو شرح ممزوج كشرح ابن الملك أوله: (الحمد للَّه الذي جعلنا من وَرَثَة الأنبياء. . .) وهو من المتأخرين؛ لأنه ينقل عن شرح زين العرب عليّ بن عبد اللَّه بن أحمد، المتوفّى بعد سنة (650 هـ)، وذكر أنه لم يكن له شرح يحتوي متنها، ولعلّه لم يَرَ شرح ابن الملك، عبد اللطيف بن عبد العزيز، المتوفى بعد سنة (850 هـ)، وذَكَرَ أن في النسخ اختلافات، فنبّه عليها، وأنه أجاب كما ذهب إليه المجتهدون بظاهر الحديث نصرة على أهل الرأي، على نهج ما سلكوا إليه، وأنه جمع فوائد الشروح، ولم يذكر المنقول عنه، ولا رواة كل حديث بتمامهم مخافة الإطناب، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1702. 35 - أحمد بن إبراهيم الحلبي، أبو ذر، له شرح ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1701.

36 - عثمان بن الحاج محمد الهروي، له شرح للمصابيح، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1702، أوله: (الحمد للَّه الذي شرح صدور العالمين. . .) وهو شرح مختصر متأخر عن البيضاوي؛ لأنه ذكره فيه، ونصّ بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 247 على وجود ثلاث مخطوطات للكتاب، الأولى في الإسكندرية، حديث 32، والثانية في سليم آغا رقم 216، والثالثة في السليمانية 288. 37 - شمس الدين محمد بن مظفر الخَلخالي، له شرح ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 247، ونصّ على وجود مخطوطة له في كمبردج أول 625. 38 - الأردبيلي، له شرح ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 247، ونص على وجود نسخة مخطوطة في الموصل 211: 64. 39 - عبد القاهر السَّهْرَوَرْدِي، له "غريب المصابيح"، نصّ بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 247 على وجود نسخة مخطوطة له في دمشق العمومية 71: 43. 40 - محمد بن عبد اللَّه البَخْشي، له "ترجمة الصحابة رواة المصابيح"، نصّ بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 247 على وجود نسخة مخطوطة منه في القاهرة ثان 1/ 70. 41 - مجهول، وله شرح ذكر بروكلمان وجود نسخ منه في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) 6/ 246 في برلين 1291، والمكتب الهندي الأول 151، وبولون 79، وبرنستون 222، والسليمانية 286 - 287، والقاهرة أول 1/ 363، وكييف، انظر كراتشكوفسكي في فهرسه الصادر في عام 1925 م، ص 92.

"مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزي

42 - ومن شروحه "الأزهار" ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1699. 43 - وللمؤلف نفسه مدخل إلى كتابه "المصابيح" ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (الترجمة العربية) ونصّ على وجود نسخة مخطوطة منه في مكتبة قولة بالقاهرة 1/ 94. وسنتكلم بشيء من التفصيل عن أهم هذه الكتب المتعلّقة بالمصابيح. " مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزي: قام الشيخ ولي الدين، أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الخطيب التبريزي، المتوفى سنة (737 هـ) بتخريج أحاديث المصابيح وبتكميله وتذييل أبوابه فذكر الصحابيَّ الذي روى الحديث عنه، وذكر الكتاب الذي أخرجه منه، وزاد على كل باب من صِحاحه وحِسانه -إلّا نادرًا- فصلًا ثالثًا، وسمى كتابه "مشكاة المصابيح"، فصار كتابًا كاملًا، فرغ من جمعه آخر يوم الجمعة من رمضان سنة (737 هـ)، وهو أشهر كتب تخريج المصابيح، وأوسعها انتشارًا. وقد طُبع مرارًا بالهند، فطبع في كلكتا عام 1257 هـ، 1319 هـ، وفي دهلي 1300 هـ، و 1890 م، وطبع في أمريتسار عام 1313 هـ - 1314 هـ، وطُبع طبع حجر في بومباي عام 1271 هـ، 1282 هـ، 1289 هـ، 1307 هـ، وطُبع مع ترجمة هندوستانية لمحمد قطب خان دهلوي في لاهور عام 1902 م، وطُبع طبع حجر في بطرسبرج سنة 1898 - 1899 م في مجلّدين. وطبع في قازان سنة 1909 م، وطبع على هامش: "مرقاة المفاتيح" للملّا علي القاري في القاهرة سنة 1309 هـ، وتَرْجَمَهُ ماتّويس إلى الإِنجليزية، وطبع في كلكتا عام 1809 م، و 1810 م، وطبع أخيرًا في المكتب الإسلامي ببيروت بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في (3) مجلدات.

شروح مشكاة المصابيح

• وللخطيب التبريزي ذيل على "المشكاة" عنوانه "كتاب أسماء رجال المشكاة" أتمَّه في العشرين من شهر رجب سنة (740 هـ)، وقد نص بروكلمان على وجود نسخه المخطوطة في بولون 249: 1. وهو مطبوع بآخر الطبعة الهندية. • كما ذيّل عليه أبو المجد شاه عبد الحق بن شاه بن سيف الدين الدهلوي، المتوفى سنة (1052 هـ) بكتاب "أسماء الرجال في مشكاة المصابيح" ونص بروكلمان على وجود نسخة مخطوطة له في رامبو ثان 288: 100، وباتنه 2/ 302: 2399. شروح مشكاة المصابيح ولكتاب "مشكاة المصابيح" شروح كثيرة، منها: • "الكاشف عن حقائق السنن" للحسن بن محمد الطيبي، المتوفى سنة (743 هـ) ذكره حاجي خليفة، ونص بروكلمان على مخطوطاته. وللطيبي أيضًا "أسماء رجال المشكاة"، ذكره بروكلمان. • "شرح الجرجاني"، المتوفى سنة (816 هـ)، ذكره بروكلمان ونص على مخطوطاته. • "منهاج المشكاة" لعبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الأبهري، المتوفى بحدود سنة (895 هـ)، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1700. • "فتح الإِله في شرح المشكاة" لابن حجر الهيتمي، المتوفى سنة (974 هـ)، ذكره بروكلمان ونص على مخطوطاته. • "مرقاة المفاتيح" للملا علي القاري الهروي، المتوفى سنة (1014 هـ)، طبع بالقاهرة سنة 1309 هـ في خمسة مجلدات، وقد استفدنا منه كثيرًا في تحقيقنا.

مختصرات مشكاة المصابيح

• "نجوم المشكاة" للصدّيق بن الشريف، فرغ من وضعه سنة (1033 هـ)، ذكره بروكلمان. • "حاشية مشكاة المصابيح" لجلال الدين الكَرْلاني -وعند حاجي خليفة: الكرماني- ذكره بروكلمان. • "تنقيح الرواة في أحاديث المشكاة" للمولوي السيد أحمد حسن، طبع بالهند سنة 1333 هـ في مجلدين. • "التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح" لمحمد إدريس الكاندهلوي، طبع للمرة الأولى بدمشق سنة 1354 هـ في أربعة أجزاء، وأعيد تصويره بالمكتبة الفخرية بديوبند - الهند عن طبعة دمشق، وقد كان بحوزتنا أثناء التحقيق، وهو يهتم بالاستنباطات الفقهية على المذهب الحنفي أكثر من اهتمامه بالتخريج وتصحيح الأحاديث. مختصرات مشكاة المصابيح • " سراج الهداية" لسراج الدين حسين بن بهاء الدين شاهْجَهاناباذي، ذكره بروكلمان. • "الرحمة المهداة تكملة المشكاة" لنور الحسن خان بن صادق بن خان، طُبع بالهند طَبْع حجر سنة 1301 هـ. * * *

أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح

أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح للحافظ ابن حجر العسقلاني رسالة تضمنت أجوبة حول (18) حديثًا في المصابيح رماها الإمام أبو حفص عمر بن علي بن عمر القزويني (750 هـ) بالوضع. وهذه الرسالة يوجد منها نسخة خطية في المكتبة البلدية بالإسكندرية، وتقع في (9) ورقات منقولة عن نسخة محمد بن محمد بن محمد الشهير بابن أمير حاج الحنفي، رحمه اللَّه، على ما ذكر في آخر النسخة، دون ذكر الناقل، كما يذكر ابن أمير الحاج أنه نقلها من خط شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني. ويرجع تاريخ تأليف الحافظ ابن حجر لهذه الرسالة على ما ذكره في آخر الرسالة لأواخر عام 850، أي قبل وفاته، رحمه اللَّه بسنة واحدة تقريبًا. وقد طبعت هذه الرسالة بآخر كتاب "مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزي، في الطبعة الصادرة عن المكتب الإسلامي في بيروت، ضمن المجلد الثالث ص- ص: 1773 - 1792 وسنوردها بتمامها قبل المباشرة بكتاب "المصابيح" إتمامًا للفائدة، كما أننا قمنا بتوزيع الكلام على كل حديث من أحاديثها داخل الكتاب في حاشيتنا، ليرى القارئ طلبه في موضعه، وهذا هو نص الرسالة كاملًا:

أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح نقلها عن خط الحافظ ابن حجر العسقلاني محمد بن محمد بن محمد المعروف بابن أمير الحاج الحنفي المتوفى سنة 879 هـ المجلد الأول

صورة السؤال

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رب افتح بخير، واختم بخير في عافية، آمين. الحمد للَّه رب العالمين، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فهذه أوراق مباركة تشتمل على سؤال عن أحاديث رميت بالوضع، اشتمل عليها كتاب "المصابيح" للإمام -محيي السنة- البغوي رحمه اللَّه، سئل عنها شيخنا الإمام خاتمة الحفاظ، قاضي القضاة شهاب الدين أحمد الشهير بابن حجر، تغمده اللَّه برحمته. ثم على جوابه عنها، وقف عليه العبد الضعيف (¬1) بخطه الشريف (¬2) ومنه نقلت. صورة السؤال ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي اللَّه عنهم أجمعين في الأحاديث التي استخرجها الشيخ الإمام سراج الملَّة والدين أبو حفص عمر بن علي بن عمر القزويني (¬3) رحمه اللَّه [750 هـ] من كتاب "المصابيح" للإمام محيي السنة تغمده اللَّه بغفرانه، وقال: إنها موضوعة. ¬

_ (¬1) هو صاحب الرسالة محمد بن محمد بن محمد، المعروف بابن أمير الحاج الحنفي (879 هـ). وقد ورد ذكره في آخر الرسالة. (¬2) يقصد بقوله (بخطه الشريف) أي بخط الحافظ ابن حجر العسقلاني، وقد أفصح عن ذلك في آخر الرسالة. (¬3) ترجم له الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 3/ 180.

1 - والأول منها في باب الإيمان بالقدر، وقال: فيه حديثان موضوعان: قوله: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة والقدرية" غريب. 2 - والثاني قوله "القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم". 3 - وفي باب التطوع: "صلاة التسبيح موضوعة؛ قاله الإمام أحمد بن حنبل، وكثير من الأئمة. 4 - وفي باب البكاء على الميت حديث موضوع، وهو قوله: "من عزَّى مصابًا فله مثل أجره". 5 - وفي كتاب الحدود حديث موضوع، وهو قوله: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، إلا الحدود". 6 - وفي باب الترجل حديث موضوع، وهو قوله: "يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام، لا يجدون رائحة الجنة". 7 - وفي باب التصاوير حديث موضوع، وهو قوله: "رأى رجلًا يتبع حمامة فقال: شيطان يتبع شيطانة". 8 - وفي كتاب الآداب حديث موضوع، وهو قوله: "إذا كتب أحدكم كتابًا فَلْيُتَرِّبْهُ فإنه أنجح للحاجة". هذا منكر. 9 - وفي باب حفظ اللسان والغيبة حديث موضوع، وهو قوله: "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه اللَّه ويبتليك". غريب. 10 - وفي باب المفاخرة والعصبية حديث موضوع، وهو قوله: "حبك الشيء يعمي ويصم".

11 - وفي باب الحب في اللَّه ومن اللَّه حديث موضوع، وهو قوله: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل". غريب. 12 - وفي باب الحذر والتأني حديث موضوع، وهو قوله: "لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم الا ذو تجربة". 13 - وفي باب الرفق والحياء وحسن الخلق حديث موضوع، وهو قوله: "المؤمن غرٌّ كريم، والفاجر خبٌّ لئيم". 14 - وفي باب فضل الفقر، وما كان فيه من عيش النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حديث موضوع، وهو قوله: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين". 15 - وفي باب الملاحم حديث موضوع وهو قوله: "إن الناس يمصِّرون أمصارًا، وإن مصرًا منها يقال له: البصرة، فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلأها ونخيلها وسوقها، وباب أمرائها". . الحديث. 16 - وفي باب مناقب علي ابن أبي طالب كرَّم اللَّه وجهه ثلاثة أحاديث موضوعة: أحدها: قوله "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير"، فجاء علي وأكل معه. غريب. قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع. وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: إنه ليس بموضوع. 17 - والثاني قوله: "أنا دار الحكمة وعليٌّ بابها". قال محيي السنة: "هذا حديث غريب لا يعرف عن أحد من الثقات غير شريك، وإسناده مضطرب". وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع" ذكره في "الموضوعات". 18 - والثالث: "يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك". واللَّه أعلم بالصواب. أفتونا أثابكم اللَّه تعالى.

صورة الجواب

صورة الجواب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد للَّه، وسلامه على عباده الذين اصطفى. أما بعد: فإن الفقير إلى عفو اللَّه الحليم الكريم، وقف على هذا السؤال، وتصدَّى للجواب عما تضمنته دعوى الحافظ سراج الدين القزويني تغمده اللَّه برحمته، من أن الأحاديث المذكورة موضوعة، ولو نقل لنا السائل لفظه لكان أولى، ولكن أقول بعون اللَّه تعالى: إن أكثر هذه الأحاديث لا يطلق عليه وصف الوضع، لعدم وجود شرط الحكم على الحديث بكونه موضوعًا، وها أنذا أوضح ذلك مفصلًا، بعد أن أذكر كلام أئمة الحديث في الموضوع. وبيان العلامة التي إذا وجدت جاز الحكم عليه بالوضع. قُرِئَ على المُسْنِد الكبير أبي الحسن علي بن محمد بن أبي المجد بقراءة شيخ النحاة الإِمام محب الدين ابن هشام وأنا أسمع، عن محمد بن يوسف بن عبد اللَّه بن المهتار قال: أخبرنا العلامة أبو عمرو تقي الدين عبد الرحمن الشهرزوري الشهير بابن الصلاح في كتابه "علوم الحديث" قال: (ويعرف الوضع بإقرار واضعه، أو ما يتنزل منزلة الإقرار، وبركاكة لفظه ومعناه). وزاد غيره: بأن ينفرد به راو كذاب عندهم، ولا يوجد ذلك الحديث عند غيره. وأن يكون منافيًا كما ثبت في دين الإسلام بالضرورة، فينفيه ذلك الخبر وهو ثابت، أو يثبته وهو ينفي. وهذه العلامات دلالتها على الموضوع متفاوتة، والأغراض الحاملة للوضع عند ذلك مختلفة. وإذا تقرَّر ذلك، عدت إلى بيان حكم كل حديث ادعى الحافظ المذكور أنه موضوع على ترتيب ما وقع في هذا السؤال بعون الملك الكبير المتعال.

الحديث الأول: حديث: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة والقدرية".

• الحديث الأول: حديث: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية". [الحديث: 83] قلت: أخرجه الترمذي وابن ماجه، ومداره على نزار بن حبان عن عكرمة عن ابن عباس، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". ونزار هذا، بكسر النون وتخفيف الزاي، وآخره راء، ضعيف عندهم، ورواه عنه ابنه علي بن نزار، وهو ضعيف، لكن تابعه القاسم بن حبيب. وإذا جاء الخبر من طريقين كل منهما ضعيف، قوي أحد الطريقين بالآخر، ومن ثَمَّ حَسَّنه الترمذي. ووجدنا له شاهدًا من حديث جابر، ومن طريق ابن عمر، ومن طريق معاذ وغيرهم، وأسانيدها ضعيفة، ولكن لم يوجد فيه علامة الوضع، إذ لا يلزم من نفي الإسلام عن الطائفتين إثبات كفر من قال بهذا الرأي، لأنه يحمل على نفي الإيمان الكامل، أو المعنى أنه اعتقد اعتقاد الكافر، لإرادة المبالغة في التنفير من ذلك، لا حقيقة الكفر. وينصره أنه وصفهم بأنهم من أمته. • الحديث الثاني: "القدرية مجوس هذه الأمة". [الحديث: 85] قلت: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه، كلهم من طريق عبد العزيز ابن أبي حازم عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال الترمذي: "حسن" وقال الحاكم بعد تخريجه: "صحيح الإسناد". قلت: ورجاله من رجال الصحيح؛ لكن في سماع [ابن] أبي حازم هذا -واسمه سلمة بن دينار- عن ابن عمر نظر، وجزم المنذري بأنه لم يسمع منه. وقال أبو الحسن بن القطان: قد أدركه وكان معه بالمدينة، فهو متصل على رأي مسلم. قلت: وهذا الإسناد أقوى من الأول، وهو من شرط الحسن، ولعل

الحديث الثالث: حديث صلاة التساييح.

مستند من أطلق عليه الوضع تسميتهم المجوس وهم مسلمون، وجوابه: أن المراد أنهم كالمجوس في إثبات فاعلين، لا في جميع معتقد المجوس، ومن ثم ساغت إضافتهم إلى هذه الأمة. • الحديث الثالث: حديث صلاة التساييح. [الحديث: 938] أما نقله عن الإمام أحمد، ففيه نظر، لأن النقل عنه اختلف ولم يصرح أحد عنه بإطلاق الوضع على هذا الحديث، وقد نقل الشيخ الموفق ابن قدامة عن أبي بكر الأثرم قال: سألت أحمد عن صلاة التسبيح، فقال: لا يعجبني، ليس فيها شيء صحيح، ونفض يده كالمنكر. قال الموفق: لم يثبت أحمد الحديث فيها، ولم يرها مستحبة، فإن فعلها إنسان فلا بأس. قلت: وقد جاء عن أحمد أنه رجع عن ذلك، فقال علي بن سعيد النسائي: سألت أحمد عن صلاة التسبيح، فقال: لا يصح فيها عندي شيء. قلت: المستمِر بن الريان عن أبي الحريراء عن عبد اللَّه بن عمرو؟ فقال: من حدثك؟ قلت: مسلم بن إبراهيم، قال: المستمر ثقة، وكأنه أعجبه. انتهى. فهذا النقل عن أحمد يقتضي أنه رجع إلى استحبابها. وأما ما نقله عنه غيره، فهو معارض بمن قوى الخبر فيها، وعمل بها. وقد اتفقوا على إنه لا يعمل بالموضوع وإنما يعمل بالضعيف في الفضائل، وفي الترغيب والترهيب، وقد أخرج حديثها أئمة الإسلام وحفاظه: أبو داود في "السنن" والترمذي في "الجامع" وابن خزيمة في "صحيحه"، لكن قال: إن ثبت الخبر، والحاكم في "المستدرك" وقال: (صحيح الإسناد) والدارقطني أفردها بجميع طرقها في جزء، ثم فعل ذلك الخطيب، ثم جمع

طرقها الحافظ أبو موسى المديني في جزء سماه "تصحيح صلاة التسابيح". وقد تحصل عندي من مجموع طرقها عن عشرة من الصحابة من طرق موصولة، وعن عدة من التابعين من طرق مرسلة. قال الترمذي في "الجامع"، باب "ما جاء في صلاة التسابيح" فأخرج حديثًا لأنس في مطلق التسبيح في الصلاة، زائدًا على أحاديث الذكر في الركوع والسجود، ثم قال: (وفي الباب عن عبد اللَّه بن عباس وعبد اللَّه بن عمرو، والفضل بن عباس، وأبي رافع). وزاد شيخنا أبو الفضل ابن العراقي الحافظ أنه ورد أيضًا من حديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب وزدت عليهما فيما أمليته من تخريج الأحاديث الواردة في: "الأذكار" للشيخ محي الدين النووي، عن العباس بن عبد المطلب، وعن علي بن أبي طالب، وعن أخيه جعفر بن أبي طالب، وعن ابنه عباس بن جعفر، وعن أم المؤمنين أم سلمة، وعن الأنصاري غير مسمى. وقال الحافظ المزي: (يقال: إنه جابر). فهؤلاء عشرة أنفس، وزيادة أم سلمة والأنصاري، وسوى حديث أنس الذي أخرجه الترمذي. وأما من رواه مرسلًا، فجاء عن محمد بن كعب القرظي، وأبي الجوزاء، ومجاهد وإسماعيل بن رافع، وعروة بن رويم، ثم روي عنهم مرسلًا كما روي عن بعضهم موصولًا. ° فأما حديث ابن عباس فجاء عنه من طرق، أقواها ما أخرجه أبو داود، وابن ماجه، وابن خزيمة، وغيرهم، من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عنه، وله طرق أخرى عن ابن عباس من رواية عطاء وأبي الجوزاء وغيرهما عنه. وقال مسلم فيما رواه الخليلي في "الإرشاد" بسنده عنه: "لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا".

وقال أبو بكر بن أبي داود عن أبيه: "ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غيره". ° وحديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، أخرجه أبو داود في "السنن" من طريق أبي الجوزاء: حدثني رجل له صحبة يرونه أنه عبد اللَّه بن عمرو. وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" من طريق عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو عن أبيه عن جده. ° وحديث الفضل، ذكره أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "قربان المتقين". ° وحديث أبي رافع، أخرجه الترمذي وابن ماجه، وقبلهما أبو بكر ابن أبي شيبة. ° وحديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، أخرجه الحاكم وقال: "صحت الرواية أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- علَّم جعفر بن أبي طالب هذه الصلاة"، وقال أيضًا: "سنده صحيح لا غبار عليه". وأخرجه محمد بن فضيل في "كتاب الدعاء" من وجه آخر عن ابن عمر موقوفًا. ° وحديث العباس، أخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين". ° وحديث علي، أخرجه الدارقطني. ° وحديث جعفر، أخرجه إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي في "فوائده". ° وحديث عبد اللَّه بن جعفر، أخرجه الدارقطني أيضًا. ° وحديث أم سلمة، أخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين". وأما المراسيل، فأخرجها سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي داود، والخطيب وغيرهم في تصانيفهم المذكورة، وقد جمعت طرقه مع بيان عللها، وتفصيل أحوال رواتها في جزء مفرد، وقد وقع فيه مثال ما تناقض فيه

الحديث الرابع: حديث "من عزى مصابا فله مثل أجره".

المتأولان في التصحيح والتضعيف، وهما الحاكم وابن الجوزي، فإن الحاكم مشهور بالتساهل في التصحيح، وابن الجوزي مشهور بالتساهل في دعوى الوضع -كل منهما [روى] هذا الحديث، فصرح الحاكم بأنه صحيح، وابن الجوزي بأنه موضوع. والحق أنه في درجة الحسن لكثرة طرقه التي يقوى بها الطريق الأولى، واللَّه أعلم. • الحديث الرابع: حديث "من عزَّى مصابًا فله مثل أجره". [الحديث: 1236] قلت: أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد اللَّه بن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. ورجاله رجال "الصحيحين" إلا علي بن عاصم فإنه ضعيف عندهم. قال الترمذي بعد تخريجه: "لا نعرفه مرفوعًا إلا عن علي بن عاصم. ورواه بعضهم عن محمد بن سوقة شيخ علي بن عاصم موقوفًا على عبد اللَّه بن مسعود. وقال الترمذي أيضًا: "أنكروه على علي بن عاصم، وعدوه من غلطه". وقال أبو أحمد بن عدي: رواه جماعة متابعة لعلي بن عاصم، سرقه بعضهم منه، وأخطأ فيه بعضهم. وأخرجه ابن عدي من حديث أنس بلفظ "من عزَّى أخاه المسلم من مصبته كساه اللَّه حلَّة"، وسنده ضعيف. وأخرجه أبو الشيخ في "كتاب الثواب" من حديث جابر بمعناه وأبو يعلى من حديث أبي برزة بلفظ آخر. وقد قلنا: إن الحديث إذا تعددت طرقه يقوى بعضها ببعض، وإذا قوي كيف يحسن أن يطلق عليه: إنه مختلق؟!

الحديث الخامس: حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود".

• الحديث الخامس: حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود". [الحديث: 2693] قلت: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث عائشة، وأخرجه ابن عدي من الطريق الذي أخرجه أبو داود منه وهو من رواية عبد الملك بن زيد من ولد محمد بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة وقال: "منكر بهذا الإِسناد، لم يروِه غير عبد الملك". قلت: وأخرجه النسائي من وجه آخر من رواية عطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة. وأخرجه أيضًا من طريق آخر عن عمرة، ورجالها لا بأس بهم، إلا أنه اختلف في وصله وإرساله، فلا يتأتى لحديث يروى بهذه الطرق أن يسمى موضوعًا. • الحديث السادس: "يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يجدون رائحة الجنة". [الحديث: 3444] أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس، ولم يقع عبد الكريم منسوبًا في "السنن" وفي طبقته آخر يسمى عبد الكريم يروي أيضًا عن عكرمة. فالأول وهو ابن مالك الجزري ثقة متفق عليه، أخرج له البخاري ومسلم. والآخر هو ابن أبي المخارق وكنيته أبو أميَّة ضعيف، فجزم بأنه الجزري، الحفاظ: أبو الفضل بن طاهر، وأبو القاسم بن عساكر، والضياء أبو عبد اللَّه المقدسي، وأبو محمد المنذري وغيرهم، وزاد أنه ورد في بعض الطرق منسوبًا كذلك. قلت: وهو مقتضى صنيع من صححه، كابن حبان، والحاكم.

الحديث السابع: حديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا يتبع حمامة، فقال: شيطان يتبع شيطانا" وفي رواية "شيطانة".

• الحديث السابع: حديث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى رجلًا يتبع حمامةً، فقال: شيطان يتبع شيطانًا" وفي رواية "شيطانة". [الحديث: 3485] قلت: أخرجه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد، وصححه ابن حبان، كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة ومحمد صدوق، في حفظه شيء، وحديثه في مرتبة الحسن، وإذا توبع بمعتبرٍ قُبِلَ، وقد يتوقف في الاحتجاج به إذا انفرد بما لم يتابع عليه ويخالف فيه فيكون حديثه شاذًا، لكنه لا ينحط إلى الضعف، فضلًا عن الوضع، وقد زاد بعضهم في هذا السند رجلًا، فأخرجه ابن ماجه من طريق شريك عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة، ومن طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو كالأول، وهذا ليس بقادح، لأن حمادًا أضبط من شريك، ويحتمل أن يكون أبو سلمة حدَّث به على الوجهين. • الحديث الثامن: "إذا كتب أحدكم كتابًا فَلْيَتَرَأَّبْهُ، فإنه أنجح للحاجة" ثم قال: (هذا منكر). [الحديث: 3622] قلت: أخرجه الترمذي من طريق حمزة عن أبي الزبير عن جابر، وقال: "هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحمزة عندي هو ابن عمرو النصيبي، وهو ضعيف في الحديث". وقال العقيلي: هو حمزة ابن أبي حمزة، واسم أبي حمزة ميمون، وأكثر ما يجيء في الرواية: حمزة النصيبي، ضعَّفوه. وقال ابن عدي وابن حبان والحاكم: "يروي الموضوعات عن الثقات". قلت: ومع ضعفه لم ينفرد به، بل تابعه أبو أحمد بن علي الكلاعي عن أبي الزبير، أخرجه ابن ماجه.

الحديث التاسع: حديث "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك".

قلت: فلا يتأتى الحكم عليه بالوضع مع وروده من جهة أخرى، وقد أخرجه البيهقي من طريق عمر بن أبي عمر عن أبي الزبير أيضًا. • الحديث التاسع: حديث "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه اللَّه ويبتليك". [الحديث: 3784] قلت: أخرجه الترمذي من طريق مكحول عن واثلة بن الأسقع، وقال: "حديث حسن غريب، ومكحول قد سمع من واثلة". وأخرج له شاهدًا يؤدي معناه من طريق ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله". وقال أيضًا: "حسن غريب". هكذا وصف كلًا منهما بالحسن والغرابة، فأما الغرابة فلتفرد بعض رواة كل منهما عن شيخه، فهي غرابة نسبية، وأما الحسن فلاعتضاد كل منهما بالآخر، وخالف ذلك ابن حبان، فقال: "لا أصل له من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-". • الحديث العاشر: حديث "حبك الشيء يعمي ويصم". [الحديث: 3816] أخرجه أبو داود من طريق خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذا. وأخرجه أحمد أيضًا من هذا الوجه مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أشبه. قاله المنذري. وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم وهو شامي صَدُوقٌ، طَرَقَهُ لصوص ففزع فتغير عقله، فعدّوه فيمن اختلط. ومعنى هذا الحديث أنه خبر يراد به النهي عن اتباع الهوى، فإنه من يفعل ذلك لا يبصر قبيح ما يفعله، ولا يسمع نصح من يرشده، وإنما يقع ذلك لمن لم يفتقد أحوال نفسه، واللَّه أعلم.

الحديث الحادي عشر: حديث "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل". غريب.

• الحديث الحادي عشر: حديث "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل". غريب. [الحديث:3903] قلت: أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، كلهم من طريق موسى بن وردان عن أبي هريرة به. وقال الترمذي: "حسن غريب" ولفظه "الرجل على دين خليله". وصححه الحاكم، ورجاله موثقون، إلا أن الراوي عن موسى مختلف فيه. • الحديث الثاني عشر: حديث "لا حكيم إلا ذو تجربة، ولا حليم إلا ذو عثرة". [الحديث: 3932] قلت: أخرجه أحمد، والترمذي والحاكم، من طريق عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، قال الترمذي: "حسن غريب"، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". قلت: وقد صحح ابن حبان هذه النسخة من رواية ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فأخرج كثيرًا من أحاديثها في "صحيحه". • الحديث الثالث عشر: حديث "المؤمن غرٌ كريم، والفاجر خبٌ لئيم". [الحديث: 3958] قلت: أخرجه أبو داود، والترمذي من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال الترمذي: "غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". قلت: وهو عندهما من طريق بشر بن رافع عن يحيى. وأخرجه الحاكم من طريق حجاج بن فرافصة عن يحيى موصولًا وقال: اختلف في وصله وإرساله.

الحديث الرابع عشر: حديث: "اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين"

قلت: وحجاج ضعفوه، وبشر بن رافع أضعف منه، ومع ذلك لا يتجه الحكم عليه بالوضع لفقد شرط الحكم في ذلك. • الحديث الرابع عشر: حديث: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين" فقالت عائشة: لم يا رسول اللَّه؟ قال: "إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا، يا عائشة، لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة، أحبّي المساكين وقرِّبيهم، فإن اللَّه يقربك يوم القيامة". [الحديث: 4055] قلت: أخرجه الترمذي من طريق الحارث بن أخت سعيد بن جبير عن أنس، وقال: (حسن غريب). وأخرجه ابن ماجه والحاكم، وصححه من حديث أبي سعيد، ولفظه أخصر من الأول. • الحديث الخامس عشر: حديث "إن الناس يمصرون أمصارًا، وإن مصرًا منها يقال لها البصرة، فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلأها ونخيلها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون، فيصبحون قردة وخنازير". [الحديث: 4192] قلت: أخرجه أبو داود في "كتاب الملاحم" من طريق موسى الحناط -بالحاء المهملة والنون- قال: لا أعلمه، إلا عن موسى بن أنس عن أنس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يا أنس! إن الناس يمصرون" ورجاله ثقات ليس فيه إلا قول موسى: لا أعلمه إلا عن موسى بن أنس. ولا يلزم من شكه في

الحديث السادس عشر: كان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- طير، فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير"

شيخه الذي حدثه به أن يكون شيخه فيه ضعيفًا، فضلًا عن أن يكون كذابًا، وتفرد به، والواقع لم يتفرد به، بل أخرجه أبو داود أيضًا لأصله شاهدًا بسند صحيح من حديث سفينة مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. • الحديث السادس عشر: كان عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طير، فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليكَ يأكل معي هذا الطير"، فجاء علي فأكل معه. غريب. قال ابن الجوزي: (موضوع). وقال الحاكم: (ليس بموضوع). انتهى. [الحديث: 4770] قلت: أخرجه الترمذي من طريق عيسى بن عمر عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدِّي عن أنس وقال: غريب لا نعرفه من حديث السدِّي إلا من هذا الوجه. وقد روي من غيره عن أنس، قال: والسدِّي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن سمع من أنس. قلت: أخرج له مسلم، ووثقه جماعة، منهم شعبة وسفيان ويحيى القطان. وأخرجه الحاكم من طريق سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس: كنت أخدم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقدم له فرخ مشوي فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير" فقلت: اجعله رجلًا من أهلي من الأنصار، فجاء علي فقلت: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على حاجة، ثم جاء فقلت ذلك، فقال: "اللهم ائتني كذلك"، فقلت ذلك فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "افتح" فدخل، فقال: "ما حبسك يا علي؟ " فقال: إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس. فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ " قلت: أحببت أن يكون رجلًا من قومي، فقال: "إن الرجل محب قومه".

الحديث السابع عشر: حديث "أنا دار الحكمة وعلي بابها"

وقال الحاكم: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسًا، ثم ذكر له شواهد عن جماعة من الصحابة، وفي الطبراني منها عن سفينة وعن ابن عباس، وسند كل منهما متقارب. • الحديث السابع عشر: حديث "أنا دار الحكمة وعلي بابها". غريب لا يعرف عن أحد من الثقات إلا عن شريك، وسنده مضطرب. [الحديث: 4772] قلت: أخرجه الترمذي من رواية محمد بن عمر الرومي عن شريك بن عبد اللَّه القاضي عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي، واسمه عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب بهذا، وقال: (غريب ورواه غيره عن شريك، ولم يذكروا فيه الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس)، انتهى كلام الترمذي. وحديث ابن عباس المذكور أخرجه ابن عبد البر في كتاب الصحابة المسمى بـ"الاستيعاب" ولفظه: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه". وصححه الحاكم، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس بهذا اللفظ، ورجاله رجال الصحيح، إلا عبد السلام الهروي، فإنه ضعيف عندهم، وذكر أبو أحمد بن عدي أنهم اتهموه به، وسرقه منه جماعة من الضعفاء، لكن أخرجه الحاكم من رواية عبد السلام المذكور، ونقل عن عباس الدوري سألت ابن معين عن أبي الصلت؟ فقال: ثقة. قلت: قد حدث عنه أبو معاوية بحديث "أنا مدينة العلم" فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة. ثم ساق الحاكم الحديث من طريق الفيدي المذكور. وهو بفتح الفاء بعدها ياء مثنَّاة من تحت. وذكر له شاهدًا من حديث جابر.

الحديث الثامن عشر: حديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي: "يا على! لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك"

• الحديث الثامن عشر: حديث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعلي: "يا على! لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" غريب. [الحديث: 4774] أخرجه الترمذي من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، وقال: (حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه). وقال علي بن المنذر: قلت: لضرار بن صُرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه غيرهما، والسبب في ذلك أن بيته مجاور المسجد، وبابه من داخل المسجد كبيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي، فشق على بعض من الصحابة، فأجابهم بعذره في ذلك. وقد ورد ذلك في حديث طويل لابن عباس أخرجه أحمد والطبراني بسند جيد. وقد وقع في بعض الطرق من حديث أبي هريرة أنَّ سكنى علي كانت مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المسجد يعني مجاورة المسجد. أخرجه أبو يعلى في "مسنده" وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص، أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد عن أبيه، ورواته ثقات، واللَّه أعلم. * * *

فصل في تلخيص من أخرج هذه الأحاديث من الأئمة الستة في كتبهم المشهورة على ترتيبها.

فصل في تلخيص من أخرج هذه الأحاديث من الأئمة الستة في كتبهم المشهورة على ترتيبها. (الأول): الترمذي، وابن ماجه، (وهو ضعيف). (الثاني): أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، (وهو حسن). (الثالث): أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، (وهو صحيح). (الرابع): الترمذي، (وهو ضعيف). (الخامس): أبو داود، والنسائي، (وهو حسن). (السادس): أبو داود، والنسائي، (وهو صحيح). (السابع): أبو داود، وابن ماجه، (وهو حسن). (الثامن): الترمذي، (وهو ضعيف). (التاسع): الترمذي (وهو حسن). (العاشر): أبو داود، (وهو ضعيف). (الحادي عشر): أبو داود، والترمذي، (وهو حسن). (الثاني عشر): الترمذي، (وهو حسن). (الثالث عشر): أبو داود، والترمذي، (وهو حسن). (الرابع عشر): الترمذي، (وهو ضعيف). (الخامس عشر): أبو داود، (وهو حسن). (السادس عشر): الترمذي، (وهو حسن). (السابع عشر): الترمذي، (وهو ضعيف، ويجوز أن يحسن). (الثامن عشر): الترمذي، (وهو ضعيف، وقد يحسن أيضًا). وجملة ذلك أنها كلها في بعصر كتب السنن الستة المشهورة أخرج كلهم بعضها، فعند أبي داود منها نصفها، وعند الترمذي منها أربعة عشر،

وعند النسائي منها اثنان، وعند ابن ماجه منها ستة، وقد ذكرنا من أخرج بعضها من غير الستة من الأئمة، كالإمام أحمد بن حنبل، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم في "صحاحهم" ولم يتبين أن فيها حديثًا واحدًا يتأتى الحكم عليه بالوضع، والعلم عند اللَّه تعالى. قاله وكتبه أحمد بن علي بن محمد بن محمد العسقلاني الأصل، المصري المولد والمنشأ؛ نزيل القاهرة، في أواخر سنة خمسين وثمانمائة حامِدًا مُصَلِّيًا مُسَلِّمًا. انتهى. * * * نقلت هذه الكراسة من خط العلامة محمد بن محمد بن محمد الشهير بابن أمير حاج الحنفي الحلبي رحمه اللَّه تعالى بمنه وكرمه وأعاد علينا من بركاته آمين. تمت والحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين. * * *

منهج التحقيق والنسخ الخطية للكتاب

منهج التحقيق والنُسَخُ الخطية للكتاب نهجنا في تحقيق هذا الكتاب الخطّة التالية: أولًا: قدّمنا للكتاب بدراسة تبيّن قيمته. ثانيًا: اعْتَنَيْنَا بنصّ الكتاب فقمنا بترقيم كتبه وأبوابه وأحاديثه وتوزيع نصوصه إلى أحاديث مستقلّة، واعتمدنا علامات الترقيم المتعارف عليها في أيامنا هذه من نقطة، وفاصلة، وعلامات الاستفهام والتعجب. . . وحدّدنا بداية الحديث ونهايته بالمزدوجتين هكذا ". . . "، ووضعنا الآية القرآنية ضمن العزيزتين هكذا {. . .}. وما كان زيادةً في بعض النسخ، ساقطًا من بعضها الآخر وضعناه ضمن حاصرتين هكذا [. . .] مع الإِشارة في الحاشية لمصدر هذه الزيادة، وأشرنا للإِدراج في الحديث من الرواة بالمعترضتين هكذا -. . . - كما قمنا بتشكيل ما يلتبس من أسماء الأعلام والأماكن والأشياء، وضبطنا الآيات القرآنية وأقوال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالشكل، كل ذلك بالاستناد لمصادر الحديث، والرجال، ومعاجم البلدان، وقواميس الغريب واللغة. . . ثالثًا: وضعنا حاشية في أسفل صفحات الكتاب ضمناها ما يلي: 1 - تخريج الآيات القرآنية. 2 - تخريج الأحاديث، وقد تحرّينا تعيين مصدر اللفظ الذي أورده المصنف واتبعنا في ذلك الخطة التالية: (أ) تعيين راوي الحديث من الصحابة قبل التخريج، في حال لم يعيّنه المؤلف.

(ب) تخريج الحديث (الصحيح) بعزوه للشيخين البخاري ومسلم أو أحدهما دون غيرهما من الأئمة. (ج) تخريج الحديث (الحسن) بعزوه للمتقدمين من الأئمة حسب وفياتهم هكذا: مالك (179 هـ) في "الموطأ"، أبو داود الطيالسي (204 هـ) في "المسند"، الشافعي (205 هـ) في "المسند"، الحميدي (219 هـ) في "المسند"، عبد الرزاق (211 هـ) في "المصنف"، أبو بكر بن أبي شيبة (235 هـ) في "المصنف"، الإمام أحمد (241 هـ) في "المسند"، الدارمي (255 هـ) في "السنن"، أبو داود السجستاني (275 هـ) في "السنن"، الترمذي (279 هـ) في "السنن"، النسائي (303 هـ) في "المجتبى من السنن"، ابن ماجه (275 هـ) في "السنن"، أبو يعلى الموصلي (307 هـ) في "المسند"، ابن خزيمة (311 هـ) في "الصحيح"، أبو عوانة (316 هـ) في "المسند"، الطحاوي (321 هـ) في "شرح معاني الآثار" و"مشكل الآثار"، ابن حبّان البُستي (354 هـ) في "الصحيح"، الطبراني (360 هـ) في "المعجم الكبير" و "الصغير"، الدراقطني (385 هـ) في "السنن"، الحاكم (405 هـ) في "المستدرك على الصحيحين"، البيهقي (458 هـ) في "السنن الكبرى". . . إضافة إلى مصادر أخرى لجأنا إليها في حال عدم وجود الحديث في المصادر المذكورة. 3 - لم نتعرض للحكم على الأحاديث تصحيحًا وتحسينًا وتضعيفًا في حاشيتنا لأنّ صاحب الكتاب قام بهذا العمل، وقسّم أحاديث كتابه إلى قسمين: صحاح وحسان، ولكونه بيّن الضعيف والغريب من ذلك، ولنا ملاحظة في هذا المجال: أن المؤلف، وأن وُفِّقَ لحد كبير في تقسيمه أحاديث الكتاب إلى صحاح وحسان، لكنه أورد أحاديث حِسان اختلف

العلماء في صحتها وضعفها، فرجّح المصنّف حُسنها حسب اجتهاده. وأما الأحاديث التي ذكرها ضمن الحسان وعلق عليها بالضعف فقد تعقّبناها عند الأئمة وبيّنا سبب ضعفها من كتبهم. وأما ما رماه القزويني بالوَضع من أحاديث الكتاب، فقد أجاب عنه الحافظ ابن حجر في رسالته التي أوردناها في الردّ على القزويني في مقدمتنا للكتاب، وفي حاشيتنا على هذه الأحاديث. 4 - ذكرنا الاختلاف الحاصل في الألفاظ بين النسخة الخطيّة والنسخ المطبوعة للكتاب؛ لأنّ المصنف لم يتقيد بألفاظ الأئمة، بل اعتمد على روايته لها بألفاظه عن شيوخه، فجاءت ألفاظه مغايرة لألفاظهم في أكثر الكتاب. 5 - عرّفنا بالغريب من الأعلام وقمنا بضبطه، وذلك بالرجوع للمصادر المختصة. 6 - عرفنا بالغريب من ألفاظ الحديث وقمنا بضبطه، وكان أكثر رجوعنا في ذلك لكتاب "مرقاة المفاتيح" للملا علي القاري، وقد أخذنا منه دون الإشارة له في مجمل الكتاب، وفي حال الرجوع لغيره من المصادر "كشرح السنّة" للمؤلف، و"الفائق" للزمخشري، و"النهاية" لابن الأثير، فقد عيّنّا المصدر. 7 - عرّفنا بالغريب من أسماء البلدان والمواضع، وذلك بالرجوع للمعاجم المختصة "كمعجم البلدان" لياقوت. . . 8 - لم نتعرّض للأحكام الفقهية المستنبطة من أحاديث الكتاب. 9 - وضعنا فهارس في آخر الكتاب تساعد في الحصول على مسائله بسهولة، كفهرس للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، ومسانيد الصحابة؛ والأعلام، والقبائل والجماعات، والأماكن والبلدان، وفهرسًا بالمقاييس والمعايير والمكاييل والأوزان.

النسخ الخطية للكتاب

النُسَخ الخطّيّة للكتاب: بَلَغَتْ النسخ الخطية لهذا الكتاب (41) نسخة، توزّعت في مساجد ومكتبات العالم، مما يدلّ على عظيم شهرته وانتشاره بين الناس، وإقبالهم عليه، ثم لما ظهرت الطباعة طُبع الكتاب الأول مرّة عام 1294 هـ في بولاق، ومعه "موطأ مالك" ثم طبع بالمكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة عام 1318 هـ، وعام 1355 هـ. نصّ بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" (الترجمة العربية 6/ 245) على وجود (39) نسخة خطّيّة للكتاب، واستدرك الدكتور صلاح الدين المنجد عليه فذكر في كتابه "معجم ما أُلِّفَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" ص 268 وجود نسخة أيضًا، وجاء في مجلة معهد المخطوطات العربية في القاهرة في عددها الخامس عشر، الجزء الثاني، الصادر في رمضان عام 1389 هـ - نوفمبر عام 1969 م، ص: 240 وجود نسخة خطية أيضًا في الخزانة الطلسية. أما النسخ التي ذكرها بروكلمان فهي: 1 و 2 - برلين 1280 - 1288؛ 3 - ليبزج ثان 185؛ 4 - ميونيخ أول 123؛ 5 - هايدلبرج (مجلة zs 6/ 218)؛ 6 - فينا 1649؛ 7 و 8 و 9 - باريس أول 719، 5497، 6606؛ 10 - هافنيا 55؛ 11 و 12 - المتحف البريطاني أول 1190، ثان 138 - 139؛ 13 و 14 - المكتب الهندي أول 149 - 150، 458 (مجلة Jras سنة 1939، ص 370)؛ 15 - ليدن 1740؛

16 - المدينة المنورة 33؛ 17 - بولون 77 - 78؛ 18 - الفاتيكان ثالث 972: 2؛ 19 - بريل، الطبعة الأولى 388، الطبعة الثانية 710؛ 20 و 21 - بطرسبرج رابع 941، ثالث 942؛ 22 - فاس، جامع القرويين 581 - 583؛ 23 - تونس، الزيتونة 2/ 200؛ 24 - سليم آغا 239 - 240؛ 25 - السليمانية 332 - 338؛ 26 - آيا صوفيا 912 - 929؛ 27 - راغب 355؛ 28 - نور عثمانية 1250 - 1269؛ 29 - يني جامع 281 - 291؛ 30 و 31 - القاهرة أول 1/ 422، ثان 1/ 148؛ 32 - قولة 1/ 152؛ 33 - جاريت 1372 - 1375، 152؛ 34 - الموصل 29: 102؛ 35 - طهران سبه سالار 1/ 307 - 308؛ 36 - مشهد 4/ 85: 263؛ 37 - آصفية 1/ 672: 76: 28؛ 38 - بنكيبوره (2) /344 - 347؛ 39 - باتنه 1/ 62: 630 - 633. 40 - وأما النسخة التي استدركها الدكتور صلاح الدين المنجد على بروكلمان فهي نسخة "صامصون" 840.

النسخ المعتمدة في التحقيق

41 - ويضاف إلى ذلك نسخة الخزانة الطلسية التي ذكرتها مجلة معهد المخطوطات، وبرجع تاريخ نسخها لعام 844 هـ وهي مكتوبة بخط نسخي جيد، رقمها: ط 28، ع 20 س. النُسَخ المعتمدة في التحقيق: اعتمدنا في تحقيق الكتاب على النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة برلين بألمانيا الغربية، وهي نسخة كاملة، ليس فيها سقط أو تلف، وإنما أصابتها الرطوبة في أولها ورُمّمت الورقتان الأولى والثانية منها بخطّ مغاير لخط الناسخ، وليس عليها ذكرٌ للسماعات والتملّكات، كما لم يذكر فيها إسناد، وهي مقابلة على أكثر من نسخة كما يصرخ الناسخ في أكثر من موضع. يعود تاريخ نسخها لشهر شوال من سنة أربع وثمانمائة كما جاء في آخر الكتاب، ولم يصرِّح الناسخ باسمه، وإنما اكتفى بقوله في آخر الكتاب: "تم بعون اللَّه وحسن توفيقه في تاريخ سنة أربع وثمانمائة، وقد وقع الفراغ من تحريره وتسويده في شوال، والحمد للَّه رب العالمين. تم". كما ظهر ختم مكتبة برلين في أسفل الصفحة الأخيرة. عدد أوراقها (304) ورقات، بمعدل (23) سطرًا في الصفحة الواحدة، يحتوي السطر الواحد على (12) كلمة تقريبًا، وقد كُتِبَتْ بخط النَّسْخ الجميل المضبوط بالشكل. وقد قمنا بمقابلة نصّ هذه النسخة مع النسخة المطبوعة بالمكتبة التجارية الكبرى بمصر حرفيًّا وهي مطبوعة عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية، وأشرنا لها في الحاشية باسم (المطبوعة)، وجَبَرْنا النص منهما متحرين الصواب في ذلك بالرجوع لمصادر الأحاديث وأشرنا في الحواشي للفوارق بينهما. ووضعنا ما انفردت به إحداهما ضمن حاصرتين

هكذا [. . .] مع الإشارة في الحواشي لمصدر الزيادة، وكنا نستأنس بالطبعة الأميرية، وهي على ما يظهر مطبوعة عن نسخة خطية أخرى بدار الكتب المصرية، وفيها اختلاف يسير جدًّا عن مطبوعة المكتبة التجارية. ومن الجدير بالذكر أن هناك سقطًا من النسخة المطبوعة جبرناه من المخطوطة ككثير من أسماء الصحابة رواة الأحاديث في أوائلها وأواخرها، بل إن هناك أحاديث بكاملها سقطت من المطبوعة، أثبتناها من المخطوطة كالحديث (712 ب) و (3422 ب)، ورواية في آخر الحديث (873) وغيرها. . . وكتبه يوسف عبد الرحمن المرعشلي * * *

صورة الصفحة الأولى من المخطوط

صورة الصفحة الثانية من المخطوط

صورة الصفحة الأخيرة من المخطوط

سندنا بكتاب "مصابيح السنة"

سندنا بكتاب "مصابيح السنة" يقول راجي رحمة ربه العليّ، يوسف بن عبد الرحمن المرعشليّ، غفر اللَّه له ولوالديه وزاده من نوافح جوده المِسْكى: أروي كتاب "مصابيح السنّة" بالسند المتصل التي مؤلفه الإمام البغوي بالإجازة العامة عن الشيخ حسن بن رامز القاطرجي، عن الشيخ المعمّر محمد ياسين الفاداني المكي حفظه اللَّه، عن المعمّر السيد علي بن علي الحبشي المدني، والشيخ عبد الستار بن عبد الوهاب الصديقي المكي، كلاهما عن المعمّر الكياهي نووي بن عمر البنتني، عن المعمّر محمود بن كنان الفلمباني، عن المعمّر عبد الصمد بن عبد الرحمن الفلمباني، عن السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل، عن العلّامة أحمد بن إدريس المكي، عن السيد محمد بن أبي بكر الشلّي المكي صاحب "المشرع الروي"، عن الشمس محمد بن العلاء البابلي، عن أحمد بن خليل السبكي، عن النجم محمد بن أحمد الغيطي، عن القاضي زكرياء بن محمد الأنصاري، عن العز بن عبد الرحيم بن الفرات الحنفي، عن الصلاح ابن أبي عمر، عن الفخر علي بن أحمد -عُرِفَ بابن البخاري- عن فضل اللَّه بن سعد النوقاني، عن المؤلف محيي السنّة الحسين بن مسعود البغوي الشافعي.

مقدمة المؤلف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى والصلاة التامة الدائمة على رسوله المجتبى محمد سيد الورى وعلى آله نجوم الهدى. قال الشيخ الإمام [الأجَلّ السيد] (¬1) محيي السنة، ناصر الحديث، شيخ الإسلام، ظهيرُ الدين، قدوة الأمّة، إمام الأئمة (¬2)، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (¬3) الفراء، قدَّسَ اللَّه روحه: أمّا بعد، فهذه ألفاظ صدرت عن صدر النبوة، وسنن سارت عن معدن الرسالة، وأحاديث جاءت عن سيد المرسلين وخاتم النبيين، هُنَّ مصابيح الدُّجى، خرجت عن مشكاة التقوى، ممّا أوردها الأئمة في كتبهم، جمعتها للمنقطعين إلى العبادة، لتكون لهم بعد كتاب اللَّه تعالى حظًا من السنن، وعونًا على ما هم فيه من الطاعة. وتركت ذكر أسانيدها حذرًا من الإطالة عليهم، واعتمادًا على نقل الأئمة، وربّما سمّيت في بعضها الصحابي الذي يرويه عن رسول اللَّه صلى ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين من النسخة المطبوعة، وليس في مخطوط برلين. (¬2) العبارة في مخطوطة برلين: ناصر الحديث تغمدّه اللَّه برحمته والرضوان، وأسكنه أعلى الجنانة. (¬3) العبارة في مخطوطة برلين: البغوي أحسن اللَّه عاقبة أمره.

اللَّه عليه وسلم لمعنى دعا إليه، وتجد أحاديث كل باب منها تنقسم إلى صحاح وحسان، أعني بـ (الصّحاح) ما أخرجه الشيخان: أبو عبد اللَّه محمد بن إسمعيل (¬1) الجعفي البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (¬2) رحمهما اللَّه، في جامعهما، أو أحدهما. وأعني بـ (الحِسان) ما أورده أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني وأبو عيسى محمد بن عيسى [بن سورة] (¬3) الترمذي وغيرهما من الأئمة في تصانيفهم رحمهم اللَّه وأكثرها صحاح بنقل العدل عن العدل غير أنها لم تبلغ غاية شرط الشيخين في علو الدرجة من صحة الإسناد إذ أكثر الأحكام ثبوتها بطريق حسن. وما كان فيها من ضعيف أو غريب أشرت إليه وأعرضت عن ذكر ما كان منكرًا أو موضوعًا (¬4) واللَّه المستعان وعليه التكلان. (روي) عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ، وإنما لِكلِّ امرِئٍ ما نَوى، فمنْ ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين زيادة: بن إبراهيم. (¬2) كلمة النيسابوري ليست في مخطوطة برلين. (¬3) كلمة: (بن سورة) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) جمع الشيخ الإمام سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن عمر القزويني المتوفى سنة (750 هـ) (18) حديثًا استخرجها من كتاب المصابيح وقال إنها موضوعة، وقد ألف الحافظ ابن حجر العسقلاني رسالة ردّ بها على القزويني، وبيّن فيها رتبة هذه الأحاديث، وقد وضعنا هذه الرسالة كاملة في آخر مقدمتنا لتحقيق الكتاب، ص ص: 75 - 96. كما وضعنا تعليقات الحافظ ابن حجر في حاشيتنا على هذه الأحاديث ضمن الكتاب.

كانتْ هِجرتُهُ إلى اللَّه وإلى رسولهِ، فهجرتُهُ إلي اللَّه وإلى رسولهِ، ومَنْ كانتْ هجرتُه إلى دُنيا (¬1) يُصيبُها أو امرأةٍ يتزوَّجُها فهجرتُه إلى ما هاجر إليه" (¬2). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (لدنيا)، وهو لفظ مسلم، وما أثبتناه من المطبوعة وهو الموافق للفظ البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 9، كتاب بدء الوحي (1)، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (1)، وفي 11/ 572، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب النية في الأيمان (23)، الحديث (6689). ومسلم في الصحيح 3/ 1515 - 1516، كتاب الإمارة (33)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنِّيَّة" (45)، الحديث (155/ 1907).

1 - كتاب الإيمان

1 - كِتَابُ الإِيمَانِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 1 - قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: "بينما نحنُ عندَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذْ طلعَ علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعرِ، لا يُرى عليهِ أثَرُ السفرِ، ولا يعرفُهُ منا أحدٌ، حتى جلسَ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فأسندَ رُكبتَيْه إلى رُكبتَيْهِ ووضَعَ يدَيْهِ على فخذَيْهِ، وقال: يا محمد أخبرني عن الإيمانِ، فقال: الإِيمانُ أنْ تُؤمنَ باللَّه وملائكتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليومِ الآخرِ، وتؤمِنَ بالقَدَرِ خيرهِ وشره، فقال: صدقتَ، قال: فأخبِرْني عن الإِسلام، قال: الإسلامُ أنْ تشهدَ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، وتُقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، وتصومَ رمضانَ، وتحُجَّ البيتَ إن استطعتَ إليه سبيلًا، قال: صدقتَ، قال: فأخبِرْني عن الإحسان، قال: الإِحسانُ أنْ تعبدَ اللَّه كَأنَّكَ تراهُ فإنْ لمْ تكُنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ، قال: فأخبِرْني عن السَّاعة، قال: ما المسؤولُ عنها بأعلمَ مِنَ السَّائلِ، قال: فأخبِرْني عن أماراتِها، قال: أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتَها، وأنْ ترى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البُنيانِ، قال: ثم انطلقَ فلبِثْتُ مليًا ثمّ قال لي: يا عمرُ أتدري مَنِ السَّائلُ؟ قلت: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ، قال: فإنَّهُ جبريلُ أتاكُمْ يُعلِّمكم أمرَ

دينِكُم" (¬1). (¬2) ورواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه وفي روايته: "وأنْ ترَى الحُفاةَ العُراةَ [العالةَ] (¬3) الصُّمَّ البُكْمَ مُلوكَ الأرض [في] (¬4) خمسٍ لا يَعلمُهُنَّ إلَّا اللَّه {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} (¬5) الآية" (¬6). 2 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بُنيَ الإِسلامُ على خمس: شهادةِ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والحجِّ، وصَوْمِ رمضان" (¬7). 3 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الإيمانُ بِضعٌ وسبعونَ شُعبةً، فأفضلُها قولُ لا إله إلّا اللَّه، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ، والحياءُ شُعبة مِنَ الإيمانِ" (¬8). ¬

_ (¬1) وفي مخطوطة برلين: (أمر دنياكم) وهو تصحيف. (¬2) والإِسلام والإِحسان (1)، الحديث (1/ 8)، وقوله: (أن تلد الأمة ربّتها) أي مالكها ومولاها، و (العالة): الفقراء. (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وهو من النسخة المطبوعة وليس عند مسلم واللفظ له. (¬4) ساقطة من مخطوطة برلين، وهي عند البخاري ومسلم. (¬5) لقمان (31)، الآية (34). (¬6) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 114، كتاب الإيمان (2)، باب سؤال جبريل النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (37)، الحديث (50). ومسلم في الصحيح 1/ 40، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان (1)، الحديث (7/ 10). (¬7) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 49، كتاب الإيمان (2)، باب دعاؤكم إيمانكم (2)، الحديث (8). ومسلم في الصحيح 1/ 45، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام (5)، الحديث (21/ 45) واللفظ للبخاري. (¬8) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 63، كتاب الإيمان (1)، باب بيان عدد شعب الإيمان (12)، الحديث (58/ 35) بلفظ: "الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة. . . ". وأخرجه البخاري في الصحيح 1/ 51، كتاب الإيمان (2)، باب أمور الإيمان (3)، الحديث (9) ولفظه: "الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإِيمان".

4 - [وعن عبد الله بن عمرو رضي اللَّه عنهما قال] (¬1)، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "المسلمُ مَنْ سلمَ المسلمون مِنْ لِسانِهِ ويدِهِ، والمهاجِرُ مَنْ هجرَ ما نهى اللَّه عنه" (¬2). 5 - و"لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى أكون أحبَّ إليهِ مِنْ والدِهِ وولدِهِ والناس أجمعين" (¬3) رواه أنس رضي اللَّه عنه. 6 - وقال: "ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وجدَ حَلاوةَ الإيمانِ: مَنْ كانَ اللَّه ورسولُهُ أحَّب إليهِ ممَّا سِواهُما، ومَنْ (¬4) أحبَّ عبدًا لا يُحبُّهُ إلّا للَّه، ومنْ يكرهُ أنْ يعودَ في الكُفْر بعدَ إذْ أنقذَهُ اللَّه منهُ كما يكرهُ أنْ يُلقى في النَّارِ" (¬5) رواه أنس. 7 - وقال: "ذاقَ طعْم الإيمانِ مَنْ رضي باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمَّدٍ رسولًا" (¬6) رواه العباس بن عبد المطلب. ¬

_ (¬1) إسناد هذا الحديث موضوع بآخره في نسخة برلين. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 53، كتاب الإيمان (2)، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (4)، الحديث (10) واللفظ له. ومسبم في الصحيح 1/ 65، كتاب الإيمان (1)، باب بيان تفاضل الإسلام (14)، الحديث (64/ 40) دون قوله: "والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه". (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 58، كتاب الإيمان (2)، باب حُب الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- من الإيمان (8)، الحديث (15). ومسلم في الصحيح 1/ 67، كتاب الإيمان (1)، باب وجوب محبة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين (16)، الحديث (70/ 44). (¬4) في مخطوطة برلين: (وروي) بدل (ومن) وهو تصحيف. (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 72، كتاب الإيمان (2)، باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان (14)، الحديث (21). ومسلم في الصحيح 1/ 66، كتاب الإيمان (1)، باب بيان خصال من اتصف بهنّ وجد حلاوة الإِيمان (15)، الحديث (67/ 43) واللفظ للبخاري. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 62، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أنّ من رضي باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- رسولًا فهو مؤمن (11)، الحديث (56/ 34).

8 - وقال: "والذي نفس محمدٍ بيدِهِ، لايسمعُ بي أحدٌ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ يموتُ ولمْ يُؤمِن بالذي أرْسِلْت بهِ، إلّا كانَ مِنْ أصحابِ النّار" (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 9 - وقال: "ثلاثةٌ لهم أجرانِ: رجلٌ مِنْ أهلِ الكتابِ آمنَ بنبيِّهِ وآمنَ بمحمدٍ، والعبدُ المملوكُ إذا أدَّى حقَّ اللَّهِ وحقَّ مَواليهِ، ورجل كانتْ عندهُ أمَةٌ يَطؤها فأدَّبها فأحسنَ تأدِيبَها وعلَّمَها فأحسنَ تعليمَها، ثمّ أعتَقَها فتزوَّجَها، فلهُ أجران" (¬2) رواه أبو موسى الأشعري رضي اللَّه عنه. 10 - وقال: "أمِرتُ أنْ أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يَشهدوا أنْ لا إله إلّا اللَّهَ وأنَّ محمَّدًا رسول اللَّه، ويُقيموا الصَّلاة، ويُؤتوا الزَّكاة، فإذا فَعَلوا ذلكَ عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُم وأموالَهُم إلَّا بحقِّ الإِسلام، وحسابُهم على اللَّه" (¬3) رواه ابن عمر رضي اللَّه عنهما. 11 - وقال: "مَنْ صَلَّى صلاتَنا، واستقبلَ قِبلتَنا، وأكلَ ذبيحتَنا، فذلكَ المسلمُ الذي لهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رسولهِ، فلا تخْفِروا اللَّهَ في ذِمَّتهِ" (¬4) رواه أنس رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 134، كتاب الإيمان (1)، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى جميع الناس (70)، الحديث (240/ 153). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 190، كتاب العلم (3)، باب تعليم الرجل أمته وأهله (31)، الحديث (97). ومسلم في الصحيح 1/ 134، كتاب الإِيمان (1)، باب وجوب الإيمان برسالة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى جميع الناس (70)، الحديث (241/ 154). واللفظ للبخاري دون قوله: "يطؤها". (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 75، كتاب الإيمان (2)، باب {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: (9) الآية (5)] (17)، الحديث (25). ومسلم في الصحيح 1/ 53، كتاب الإِيمان (1)، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه (8)، الحديث (36/ 22). واللفظ للبخاري. (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 496، كتاب الصلاة (8)، باب فضل استقبال القبلة (28)، الحديث (391). وقوله: (فلا تخفروا) أي لا تغدروا.

12 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "أتى أعرابيٌّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: دُلَّني على عَملٍ إذا عملتُهُ دخلتُ الجنّةَ، قال: تعبدُ (¬1) اللَّهَ ولا تشركُ به شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ المكتوبةَ، وتُؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ، وتصومُ رمضانَ، قال [الأعرابيُّ] (¬2): والذي نفسي بيدِهِ لا أزيدُ على هذا، ولا أنقُصُ منه. فلما ولَّى قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: مَنْ سرَّهُ أنْ ينظرَ إلى رجلٍ مِنْ أهلِ الجنةِ فلينظُرْ إلى هذا" (¬3). 13 - وعن سُفيان بن عبد اللَّه الثقفي قال: "قلتُ: يا رسولَ اللَّه قُلْ لي في الإِسلامِ قولًا، لا أسألُ عنهُ أحدًا غيركَ، قال: قُلْ آمنتُ باللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ" (¬4). 14 - وعن طلحة بن عُبيد اللَّه قال: "جاءَ رجلٌ من أهلِ نجدٍ ثائرُ الرأسِ، نسمعُ دَويَّ صوتهِ ولا نفقَهُ ما يقولُ، حتى دنا، فإذا هو يسألُ عنِ الإِسلام، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ، فقال: هلْ عليَّ غيرهُنَّ؟ فقال: لا، إلّا أنْ تطوَّعَ. قال: وصيامُ شهرِ رمضانَ. قال: هلْ عليَّ غيرُه؟ قال: لا، إلّا أنْ تَطوَّعِ. [قال وذكرَ لهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الزَّكاةَ. فقالَ: هَلْ عليَّ غيرُها؟ فقال: لا إلّا أنْ تَطَوَّعَ] (¬5). قال: فأدبرَ الرجلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزيدُ على هذا ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (أن تَعْبُدَ). (¬2) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وليس عند البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 261، كتاب الزكاة (24)، باب وجوب الزكاة (1)، الحديث (1397). ومسلم في الصحيح 1/ 44، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الإِيمان الذي يدخل به الجنة (4)، الحديث (15/ 14). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 65، كتاب الإيمان (1)، باب جامع أوصاف الإِسلام (13)، الحديث (62/ 38). (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو عند البخاري ومسلم.

ولا أنقُصُ منهُ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أفلحَ الرجل إنْ صدقَ" (¬1). 15 - وعن ابن عباس أنه قال: "إنَّ وفدَ عبدِ القيسِ لما أَتَوا النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: مَنِ القومُ -أو مَنْ الوفدُ؟ قالوا: ربيعةُ. قال: مرحبًا بالقوم -أو بالوفدِ- غيرَ خَزايا ولا نَدامَى. قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، إنّا لا نستطيعُ أن نأتيكَ إلّا في الشهر الحرام، وبيننا وبينكَ هذا الحيُّ من كُفارِ مُضَرَ، فمُرنا بأمرٍ فَصْلٍ نُخبرُ بهِ مَنْ وراءَنا وندخُلُ بهِ الجنَّة، وسألوهُ عنِ الأشربةِ، فأمرهُم بأربع ونهاهُمْ عن أربع: أمرهُمْ بالإِيمانِ باللَّهِ وحدَه، قال: أتدرونَ ما الإِيمانُ باللَّهِ وحده؟ قالوا: اللَّهُ ورسولهُ أعلمُ، قال: شهادةُ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، وإقامُ الصَّلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ، وصيامُ رمضانَ، وأنْ تُعطوا من المَغْنم الخُمُسَ ونهاهُمْ عن أربَع: عنِ الحَنْتَمِ، والدُّبّاءِ، والنَّقيرِ، والمُزفَّت (¬2). وقال: احفظوهنَّ وأخبِروا بهنَّ مَنْ وراءَكم" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 106، كتاب الإيمان (2)، باب الزكاة من الإِسلام (34)، الحديث (46). ومسلم في الصحيح 1/ 40 - 41، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإِسلام (2)، الحديث (8/ 11). قوله: (ثائر الرأس) أي أن شعره متفرق من ترك الرفاهية. (¬2) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/ 134: (الحنتم: بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة من فوق، هي الجرة، كذا فسرها ابن عمر في صحيح مسلم، وله عن أبي هريرة: الحنتم الجرار الخضر، [مسلم، الصحيح 3/ 1577 - 1583، كتاب الأشربة (36)، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم والنقير]، وروى الحربي في الغريب عن عطاء: أنها جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم. والدُّبّاء: بضم المهملة وتشديد الموحدة والمد، هو القرع، قال النووي: والمراد اليابس منه، وحكى القزاز فيه القصر. والنقير بفتح النون وكسر القاف: أصل النخلة ينقر فيتخذ منه وعاء. والمزفت بالزاي والفاء ما طلي بالزفت). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 129، كتاب الإيمان (2)، باب أداء =

16 - وعن عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وحوله عِصابةٌ من أصحابهِ: "بايعوني على أنْ لا تُشركوا باللَّهِ شيئًا، ولا تَسْرِقوا، ولا تَزْنوا، ولا تَقْتُلوا أولادَكم، ولا تأتوا ببُهتانٍ تفترونَهُ بينَ أيديكمْ وأرجُلِكُمْ، ولا تَعْصوا في مَعْروف، فمنْ وَفَى منكم فأجرُهُ على اللَّهِ، ومن أصابَ مِنْ ذلك شيئًا فعُوقبَ في الدُّنيا فهوَ كفارةٌ له، ومَنْ أصابَ مِنْ ذلك شيئًا ثمَّ سَتَرهُ اللَّه عليه فهُوَ إلى اللَّهِ، إنْ شاءَ عَفا عنهُ، وإنْ شاءَ عاقَبَهُ، فبايعناهُ على ذلك " (¬1). 17 - وعن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "خرجَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في أضحى -أو فطر- إلى المصلَّى، فمرَّ على النِّساءِ فقال: يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ، فإني أُريتُكنَّ أكثرَ أهلِ النارِ، فقُلْنَ: وبمَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: تُكثِرْنَ اللَّعْنَ، وتكفُرْنَ العَشير، ما رأيت مِنْ ناقِصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذْهبَ لِلُبِّ الرجلِ الحازِم مِنْ إحداكنَّ. قلن: وما نُقصانُ دينِنا وعَقْلِنا يا رسولَ اللَّه؟ قال: أليسَ شهادة المرأةِ نصف (¬2) شهادةِ الرجل؟ قُلن: بلى. قال: فذلك من نُقصان عَقلِها. قال: أليسَ إذا حاضَتْ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟ قُلن: بلى. قال: فذلك من نُقصانِ دينِها" (¬3). ¬

_ = الخمس من الإِيمان (40)، الحديث (53). ومسلم في الصحيح 1/ 47 - 48، كتاب الإيمان (1)، باب الأمر بالإيمان باللَّه تعالى ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وشرائع الدين (6)، الحديث (24/ 17). واللفظ للبخاري. (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 64، كتاب الإيمان (2)، باب "بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا" (11)، الحديث (18). ومسلم في الصحيح 3/ 1333، كتاب الحدود (29)، باب الحدود كفارات لأهلها (10)، الحديث (41/ 1709). (¬2) في مخطوطة برلين: (مثل نصف)، وهو لفظ البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 405، كتاب الحيض (6)، باب ترك الحائض الصوم (6)، الحديث (304). ومسلم في الصحيح 1/ 87، كتاب الإِيمان (1)، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات (34)، الحديث (132/ 80).

18 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "قال اللَّه تبارك وتعالى: كذّبَني ابنُ آدمَ ولم يكنْ له ذلك، وشَتمني ولمْ يكنْ له ذلك. فأمّا تكذيبُهُ إيَّايَ، فقوله: لن يُعيدَني كما بدأني، وليسَ أولُ الخلق بأهونَ عليَّ من إعادتهِ. وأما شَتمُهُ إيايَ فقوله: اتَّخذَ اللَّهُ ولدًا وأنا الأَحدُ الصمدُ لم ألِدْ ولم أُولَد، ولم يَكُنْ لي كُفوًا أحد". وفي رواية: "فسبحاني أن أتَّخذ صاحبةً أو ولدًا" (¬1) رواه ابن عباس رضي اللَّه عنهما. 19 - وقال: "قال اللَّه تعالى: يؤذيني ابنُ آدمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وأنا الدَّهرُ، أُقَلِّبُ اللَّيلَ والنَّهار" (¬2). رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 20 - وقال: "قال اللَّه تعالى: أنا أغنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّرْكِ، مَنْ عمِلَ عَملًا أشركَ فيه معِي غَيْري، تركتُهُ وشِرْكَهُ" (¬3) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 21 - وقال: "قال اللَّه تعالى: الكِبرياءُ ردائي والعظمةُ إزاري، فمنْ نازَعَني واحدًا منهما أدخلتُهُ النَّار" (¬4) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) الحديث الذي ساقه المصنف أخرجه البخاري بلفظه عن أبي هريرة في الصحيح 8/ 739، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (112)، باب (1)، الحديث (4974)، دون ذكر الرواية الثانية. وبلفظ مقارب عن ابن عباس، أخرجه أيضًا في المصدر نفسه 8/ 168، تفسير سورة البقرة (2)، باب {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ} (8)، الحديث (4482). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 574، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة الجاثية (45)، الحديث (4826). ومسلم في الصحيح 4/ 1762، كتاب الألفاظ من الأدب (40)، باب النهي عن سب الدهر (1)، الحديث (2/ 2246) واللفظ له. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2289، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب من أشرك في عمله غير اللَّه (وفي نسخة: باب تحريم الرياء) (5)، الحديث (46/ 2985). (¬4) أخرجه بلفظه: أحمد في المسند 2/ 248، 414 في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 4/ 350، كتاب اللباس (26)، باب ما جاء في الكبر (29)، =

22 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما أحدٌ أصبرُ على أذًى يسمعه مِنَ اللَّه تعالى، يَدَّعونَ له الولد ثم يُعافيهم ويرزُقهم" (¬1) رواه أبو موسى الأشعري رضي اللَّه عنه. 23 - وعن مُعاذ رضي اللَّه عنه قال: "كنت رِدْفَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم على حمارٍ ما بيني وبينُه إلّا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ فقال: يا معاذُ هلْ تدري ما حقُّ اللَّه على عبادِه؟ وما حقُّ العِبادِ على اللَّه؟ قلتُ: اللَّهُ ورسولُه أعلم. قال: فإنَ حَقَّ اللَّهِ على عبادِهِ أنْ يعبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحقُّ العبادِ على اللَّهِ أنْ لا يُعذَبَ مَنْ لا يُشركُ بهِ شيئًا. فقلت: يا رسول اللَّه، أفلا أبَشِّر به الناسَ؟ قال: لا، فَيتَّكِلُوا" (¬2). 24 - وقال: "ما مِنْ أحدٍ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه صِدْقًا مِنْ قلبهِ إلَّا حرَّمهُ اللَّهُ على النَّارِ" (¬3) رواه معاذ. ¬

_ = الحديث (4090). وابن ماجه في السنن 2/ 1397، كتاب الزهد (37)، باب البراءة من الكبر والتواضع (16)، الحديث (4174). بينما هو بمعناه عند مسلم في الصحيح 4/ 2023، كتاب البر والصلة (45)، باب تحريم الكبر (38)، الحديث (136/ 2620). (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 360، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: (51) الآية (58)] (3)، الحديث 7378). ومسلم في الصحيح 4/ 2160، كتاب صفات المنافقين (50)، باب لا أحد أصبر على أذى من اللَّه عز وجل (9)، الحديث (4/ 28049) واللفظ للبخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 58، كتاب الجهاد (56)، باب اسم الفرس والحمار (46)، الحديث (2856)، وفي 10/ 397 - 398، كتاب اللباس (77)، باب إرداف الرجل خلف الرجل (101)، الحديث (5967). ومسلم في الصحيح 1/ 58، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (10)، الحديث (48/ 30) (49/ 30). قوله (رِدْفَ) أي راكبًا خلفه. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 226، كتاب العلم (3)، باب من خصّ =

25 - وعن أبي ذر رضي اللَّه عنه، قال: "أتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وعليه ثوبٌ أبيضُ، وهو نائم، ثم أتيتُه وقد استيقظَ، فقال: ما مِنْ عبدٍ قال لا إله إلا اللَّهُ ثم ماتَ على ذلك إلّا دخلَ الجنَّة. قلتُ: وإنْ زَنى وإن سَرق؟ قال: وإنْ زَنى وإنْ سَرق. قلت: وإنْ زنى وإنْ سَرق؟ قال: وإنْ زَنى وإنْ سَرق. قلت: وإنْ زَنى وإن سرق؟ قال: وإنْ زنَى وإنْ سَرق على رَغْم أنفِ أبي ذر. وكان أبو ذر إذا حدَّث بهذا الحديث قال: وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذَر" (¬1). 26 - وعن عُبادة بن الصّامت رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلم قال: "من شهدَ أنْ لا إله إلّا اللَّهُ وحدهُ لا شريكَ له وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه، وأنَّ عيسى عبدُ اللَّهِ ورسولُه وابنُ أمَتِه وكلمتهُ ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، والجنةُ حقٌّ والنارُ حقٌّ، أدخلَهُ اللَّهُ الجنةَ على ما كانَ منَ العمل" (¬2). 27 - وقال عمرو بن العاص: "أتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقلت له: ابْسُطْ يمينكَ فلَأبايعْكَ، فبسطَ يمينَهُ، فقبضْتُ يدي، فقال: ما لَكَ ¬

_ = بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا (49)، الحديث (128). ومسلم في الصحيح 1/ 61، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (10)، الحديث (53/ 32). واللفظ للبخاري. (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 283، كتاب اللباس (77)، باب الثياب البيض (24)، الحديث (5827). ومسلم في الصحيح 1/ 95، كتاب الإيمان (1)، باب من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة ومن مات مشركًا دخل النار (40)، الحديث (154/ 94). واللفظ للبخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 474، كتاب الأنبياء (60)، باب قوله: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء (4) الآية (171)] (47)، الحديث (3435). ومسلم في الصحيح 1/ 57، كتاب الإِيمان (1)، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (10)، الحديث (46/ 28).

يا عمرو؟ قلتُ: أردتُ أنْ أشترطَ. قال: تشترطُ ماذا؟ قلت: أنْ يُغفرَ لي. قال: أما علمتَ يا عمرو أنَّ الإسلامَ يهدِمُ ما كانَ قبلَهُ، وأنَّ هجرةَ تهدِمُ ما كانَ قبلَها، وأنَّ الحجَّ يهدمُ ما كان قبلَهُ. [فبايعتُه على ذلك] (¬1) " (¬2). مِنَ الحِسَان: 28 - عن معاذ رضي اللَّه عنه قال: "قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أخبِرني بعملٍ يُدخلُني الجنَّة ويُباعدُني من النار، قال: لقد سألتَ عن عظيمٍ وإنّه ليسيرٌ على مَنْ يسَّره اللَّهُ عليه: تعبُدُ اللَّه ولا تشركُ بهِ شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزكاةَ، وتصومُ رمضانَ وتحج البيتَ، ثم قال: ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ: الصَّومُ جُنَّة، والصَّدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئ الماءُ النارَ وصلاةُ الرجلِ في جوفِ الليلِ، ثمّ تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حتى بلغ {يَعْمَلُونَ} (¬3) ثم قال: [ألا] (¬4) أُخبرك برأسِ الأمرِ وعمودِهِ وذِرْوةِ سنامِهِ، قلتُ: بلى يا رسولَ اللَّه، قال: رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصلاةُ، وذِروة سنامِهِ الجهادُ. ثم قال: ألا أُخبركَ بملاكِ ذلك كلِّه، قلت: بلى يا نبيَّ اللَّه. فأخذَ بلِسانِه وقال: كُفَّ عليكَ هذا. فقلتُ: يا نبيَّ اللَّه، إنّا لَمُؤاخذون بما نتكلَّمُ به؟ قال: ثكلتْكَ أُمُّك يا معاذُ، وهلْ يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجُوهِهِمْ، أو على مناخِرِهم، إلّا حصائدُ ألسنتهِمِ" (¬5). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وهو من المطبوعة، وليس عند مسلم. (¬2) هو من حديث مطول أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 112، كتاب الإيمان (1)، باب كون الإِسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج (54)، الحديث (192/ 121). (¬3) السجدة (32)، الآيتان (16 - 17). (¬4) من المطبوعة، وهي عند الترمذي. (¬5) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 231 في مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 5/ 11 - 12، كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة (8)، الحديث (2616) وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 2/ 1314 - 1315، كتاب الفتن (36)، باب كف اللسان في الفتنة (12)، الحديث (3973). قوله: (جُنَّةٌ) أي وقاية. أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات.

2 - باب الكبائر وعلامات النفاق

29 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ أحبَّ للَّه، وأبغضَ للَّه، وأعطى للَّه، ومنع للَّه، فقد استكملَ الإيمان" (¬1) رواه أبو أمامة. 30 - وقال: "أفضلُ الأعمالِ الحبُّ في اللَّه والبغضُ في اللَّه" (¬2) رواه أبو ذر. 31 - وقال: "المسلمُ من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة اللَّه والمهاجر من هجر (¬3) الخطايا والذنوب" (¬4) رواه فَضالة بن عُبيد. 32 - وعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أنه قال: "قلّما خَطَبنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلّا قال: لا إيمانَ لمنْ لا أمانةَ له، ولا دينَ لمنْ لا عهدَ له" (¬5). 2 - باب الكبائر وعلامات النفاق مِنَ الصِّحَاحِ: 33 - قال عبد اللَّه بن مسعود: "قال رجل: يا رسول اللَّه، أيُّ الذنبِ أكبر عند اللَّه؟ قال: أنْ تدعُوَ للَّه نِدًّا وهو خلقكَ. قال: ثمَّ أيٌّ؟ قال: ثم أَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 60، كتاب السُّنة (34)، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (16)، الحديث (4681)، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير 6/ 29، للضياء في المختارة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 6 - 7، كتاب السنة (34)، باب مجانبة أهل الأهواء وبُغضِهم (3)، الحديث (4599). (¬3) في مخطوطة برلين (من هاجر)، والتصويب من المطبوعة ومسند أحمد. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 21، 22، في مسند فضالة بن عبيد الأنصاري رضي اللَّه عنه. وقد عزاه للبيهقي في شعب الإيمان، الإمام التبريزي في مشكاة المصابح 1/ 17، الحديث (34/ 33). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 154، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه. والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 288، كتاب الوديعة، باب ما جاء في الترغيب في أداء الأمانات.

تقتلَ ولدكَ خشيةَ أنْ يَطعمَ معكَ. قال: ثم أيٌّ؟ قال: ثم أَنْ تزانيَ حَلِيلَةَ جارِكَ. فأنْزلَ اللَّهُ تَصْدِيقَها: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} (¬1) الآية" (¬2). 34 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الكبائرُ: الإِشراكُ باللَّه، وعقوقُ الوالدَيْن، وقتلُ النَّفْسِ، واليمينُ الغَمُوسُ" (¬3) رواه عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه. وفي رواية أنس: "وشهادةُ الزُّورِ" بدل "اليمينُ الغَمُوسُ" (¬4). 35 - وقال: اجتنِبُوا السَّبْعَ الموبقات: الشِّركُ باللَّه، والسِّحْرُ، وقَتلُ النَّفسِ التي حَرَّمَ اللَّه إلّا بالحق، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّولِّي يومَ ¬

_ (¬1) سورة الفرقان (25) الآية (68). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 12/ 187، كتاب الديات (87)، باب قول اللَّه تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: (4) الآية (93)] (1)، الحديث (6861). ومسلم في الصحيح 1/ 91، كتاب الإِيمان (1)، باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده (37)، الحديث (142/ 86). واللفظ للبخاري. (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 555، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب اليمين الغموس (16)، الحديث (6675). وفي 12/ 264، كتاب استتابة المرتدين (88)، باب إثم من أشرك باللَّه وعقوبته في الدنيا والآخرة (1)، الحديث (6920) بزيادة: "قلت: وما اليمينُ الغَمُوس؟ قال: الذي يقتطعُ مال امرئ مسلم هو فيها كاذب". قال ابن حجر في فتح الباري 11/ 555 - 556: (القائل، قلت: هو عبد اللَّه بن عمرو راوي الخبر والمجيب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ويحتمل أن يكون السائل من دون عبد اللَّه بن عمرو والمجيب هو عبد اللَّه أو من دونه). وقال ابن حجر في المصدر نفسه: (سميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 261، كتاب الشهادات (52)، باب ما قيل في شهادة الزور (10)، الحديث (2653). ومسلم في الصحيح 1/ 91 - 92، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الكبائر وأكبرها (38)، الحديث (144/ 88).

الزَّحفِ، وقذفُ المُحصناتِ المؤمناتِ الغافِلاتِ" (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 36 - وقال: "لا يَزني الزاني حينَ يَزني وهو مؤمنٌ، ولا يشربُ الخمرَ حينَ يشربُ وهو مؤمنٌ، ولا يَسرِقُ حينَ يَسرِقُ وهو مؤمن، ولا ينتهبُ نُهبةً يَرفعُ الناسُ إليهِ فيها أبصارَهم حينَ يَنتهبُها وهو مؤمن، ولا يَغُلُّ أحدُكُمْ حينَ يَغُلُّ وهو مؤمن، فإياكُمْ [و] (¬2) إياكُمْ" (¬3) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 37 - وفي رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "ولا يقتُلُ حينَ يقتُلُ وهو مؤمنٌ" (¬4). 38 - وقال: "آيةُ المنافق ثلاثٌ، وإنْ صامَ وصلَّى وزعمَ أنَّهُ مسلمٌ: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا ائْتُمِنَ خانَ" (¬5) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 393، كتاب الوصايا (55)، باب قول اللَّه تعالى: {إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء (4) الآية (10)] (23)، الحديث (2766). ومسلم في الصحيح 1/ 92، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الكبائر وأكبرها (38)، الحديث (145/ 89). (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 119، كتاب المظالم (46)، باب النُّهبى بغير إذن صاحبه (30)، الحديث (2475). ومسلم في الصحيح 1/ 76 - 77، كتاب الإيمان (1)، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية (24)، الحديث (100/ 57) و (103/ 57). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 114، كتاب الحدود (86)، باب إثم الزُّناة (20)، الحديث (6809). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 89، كتاب الإيمان (2)، باب علامة المنافق (24)، الحديث (33). ومسلم في الصحيح 1/ 78، كتاب الإيمان (1)، باب بيان خصال المنافق (25)، الحديث (107/ 59) و (109/ 59) واللفظ له.

39 - وقال: "أربعٌ مَنْ كُنَّ فيهِ كان مُنافِقًا خالصًا، ومَنْ كانتْ فيهِ خَصْلةٌ مِنهنَّ كانتْ فيهِ خَصلةٌ مِنَ النفاقِ حتى يدعَها: إذا ائْتُمِنَ خان، وإذا حدَّثَ كذبَ، وإذا عاهدَ غدرَ، وإذا خاصَم فجرَ" (¬1) رواه عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما. 40 - وقال: "مثلُ المنافِقِ كمثلِ الشَّاةِ العائرةِ بينَ الغنميْنِ، تَعِيرُ إلى هذه مرَّةً وإلى هذه مرَّةً" (¬2) رواه ابن عمر رضي اللَّه عنهما. مِنَ الحِسَان: 41 - عن صَفوان بن عسَّال رضي اللَّه عنه قال: "قال يهوديٌ لصاحبهِ: اذْهَبْ بنا إلى هذا النبيِّ. فقال له صاحبهُ: لا تقل (¬3) نبيٌّ، إنَّه لو سمعكَ كان له أربعُ أعيُنٍ. فأتَيا رسولَ اللَّه صلَى اللَّه عليه وسلم فسألاه عن تِسْع آياتٍ بيِّناتٍ، فقال لهما رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لا تُشرِكُوا باللَّه شيئًا، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقْتُلوا النَّفْسَ التي حرمَ اللَّه إلَّا بالحقِّ، ولا تمشُوا ببريءٍ إلى ذِي سُلطانٍ ليقتُلَهُ، ولا تَسْحَرُوا، ولا تَأْكُلوا الرِّبَا، ولا تَقْذِفُوا مُحصَنَة، ولا تَوَلَّوْا الفرارَ يومِ الزَّحْفِ، وعليكُمْ خاصَّةً اليهود أنْ {لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} (¬4) قال: فقبَّلَا يديْهِ ورِجْلَيْهِ وقالا: نشهدُ أنَّكَ نَبيٌّ. قال: فما يمنعُكُمْ أنْ تتَّبعوني. قالا: إنَّ داودَ دعا ربَّهُ أنْ لا يزالَ من ذُرِّيَّتِهِ نبيٌّ وإنَّا نخافُ إنْ اتَّبعناكَ (¬5) أنْ تَقْتُلَنَا اليهودُ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في المصدر السابق، الحديث (34). ومسلم في المصدر السابق، الحديث (106/ 58). واللفظ للبخاري. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2146، كتاب صفات المنافقين (50)، الحديث (17/ 2784). قوله: (العائرة) أي المتردّدة الحائرة لا تدري أيهما تتبع. (¬3) في مخطوطة برلين: (لا تقل له نبيٌّ)، وما أثبتناه موافق للفظ الترمذي. (¬4) سورة النساء (4) الآية (154)، وفي مخطوطة برلين: (أن لا تعتدوا)، ومعناه أن لا تعتدوا يوم السبت بأخذ الحيتان. (¬5) في مخطوطة برلين: (إن تَبِعْناك)، واللفظ عند الترمذي (إن أسلمنا). (¬6) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 239، 240 في مسند صفوان بن عسَّال المرادي رضي اللَّه =

فصل في الوسوسة

42 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ثلاثٌ من أصلِ الإيمانِ: الكفُّ عمَّنْ قال لا إله إلّا اللَّه، لا تُكفِّرْهُ بذنبٍ ولا تُخرجه من الإسلامِ بعمل، والجهادُ ماض مُذْ بعثَني اللَّه إلى أن يقاتلَ آخرُ أُمتي الدجالَ، لا يُبطلهُ جوْرُ جائر، ولا عَدلُ عادل، والإِيمانُ بالأقدارِ" (¬1). 43 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا زنى العبدُ خرجَ منه الإيمانُ، فكان فوقَ رأسِهِ كالظُلَّةِ، فإذا خرج (¬2) منْ ذلكَ العملِ رجعَ إليهِ الإيمان" (¬3). فصل في الوسوسة مِنَ الصِّحَاحِ: 44 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه ¬

_ = عنه. والتِّرمذي في السنن 5/ 305 - 306، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "ومن سورة بني إسرائيل" (18)، الحديث (3144)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). والنَّسائي في السنن 7/ 111 - 112، كتاب تحريم الدم (37)، باب السِّحر (18). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 40، كتاب الجهاد (9)، باب في الغزو مع أئمة الجور (35)، الحديث (2532). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 3/ 380: (والراوي عن أنس يزيد بن أبي نُشْبَةَ، وهو في معنى المجهول). (¬2) في المطبوعة (فرغ) وما أثبتناه موافق للفظ الترمذي. (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 5/ 66، كتاب السُّنة (34)، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (16)، الحديث (4690). والترمذي تعليقًا في السنن 5/ 15، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء لا يزني الزاني وهو مؤمن (11)، ضمن الحديث (2625). والحاكم في المستدرك 1/ 22، كتاب الإيمان، باب إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقرّه الذهبي.

عليه وسلم: "إنّ اللَّه تجاوَزَ عنْ أُمَّتي ما وَسوست به صُدورُهَا ما لمْ تعملُ به أو تتكلَّم" (¬1). 45 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ ناسٌ منْ أصحابِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى النبي فسألُوه: إنّا نجدُ في أنفُسِنَا ما يتعاظَمُ أحدُنَا أنْ يتكلَّمَ بِهِ. قال أوَ قَدْ وجدتُمُوهُ؟ قالوا: نعم. قال: ذاكَ صريحُ الإِيمانِ" (¬2). 46 - وقال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يأتي الشيطانُ أحدَكُمْ فيقول: مَنْ خلقَ كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: مَنْ خلقَ رَبَّك؟ فإذا بلغَهُ فليَسْتَعِذْ باللَّه ولْيَنْتَهِ" (¬3). 47 - وقال: "لا يزالُ الناسُ يتساءلونَ حتى يُقالَ: هذا خَلَقَ اللَّه الخلْقَ، فمنْ خلقَ اللَّه؟ فمنْ وجدَ مِنْ ذلكَ شيئًا فليقُلْ: آمنتُ باللَّه ورُسُلِهِ" (¬4). رواهما أبو هريرة رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 160، كتاب العتق (49)، باب الخطأ والنِّسيان في العتاقة والطلاق ونحوه (6)، الحديث (2528)، وفي 11/ 548 - 549، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب إذا حَنِثَ ناسيًا في الأيمان (15)، الحديث (6664). ومسلم في الصحيح 1/ 116 - 117، كتاب الإيمان (1)، باب تجاوز اللَّه عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر (58)، الحديث (201/ 127) و (202/ 127) واللفظ للبخاري. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 119، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الوسوسة في الإِيمان وما يقوله من وجدها (60)، الحديث (209/ 132). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 336، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3276). ومسلم في الصحيح 1/ 120، كتاب الإِيمان (1)، باب بيان الوسوسة في الإيمان (60)، الحديث (209/ 132). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 119 - 120، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الوسوسة في الإيمان (60)، الحديث (212/ 134) و (213/ 134).

48 - وقال: "ما مِنْكُمْ مِنْ أحدٍ إلّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قرينُهُ مِنَ الجِنِّ. قالوا: وإِيَّاكَ يا رسولَ اللَّه! قال: وإيَّايَ إلّا أن اللَّه أَعَانَنِي عليه فأسْلم فلا يأْمُرُني إلّا بخيْرٍ" (¬1) رواه ابن مسعود. 49 - وقال: "إنَّ الشيطانَ يجري مِنَ الإنسانِ مجرَى الدَّمِ" (¬2). 50 - وقال: "ما مِنْ بَني آدَمَ مَوْلُودٌ (¬3) إلّا يَمسُّهُ الشيطانُ حين يولد فيستهِلُّ صارخًا من مسِّ الشيطانِ، غيرَ مريمَ وابنِها عليهما السلام" (¬4) رواه أبو هريرة. 51 - وقال: "صِياحُ المولودِ حينَ يقعُ، نَزْعةٌ مِنَ الشيطانِ" (¬5) رواه أبو هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2168 - 2168، كتاب صفات المنافقين (50)، باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينًا (16)، الحديث (69/ 2814). (¬2) متفق عليه من رواية صَفيَّة بنت حُيَيّ، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 281 - 282، كتاب الاعتكاف (33)، باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه (11)، الحديث (2038). ومسلم في الصحيح 4/ 1712، كتاب السلام (39)، باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليًا بامرأة، وكانت زوجة أو محرمًا له، أن يقول: هذه فلانة، ليدفع ظن السوء به (9)، الحديث (24/ 2175). ومن رواية أنس، أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (23/ 2174). (¬3) في المطبوعة (ما مِن مولود من بني آدم) وما أثبتناه موافق للفظ البخاري. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 469، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [مريم (19) الآية (16)]، (44)، الحديث (3431). ومسلم في الصحيح 4/ 1838، كتاب الفضائل (43)، باب فضائل عيسى عليه السلام (40)، الحديث (146/ 2366) و (147/ 2366). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1838، كتاب الفضائل (43)، باب فضائل عيسى عليه السلام (40)، الحديث (148/ 2367).

52 - وقال عليه السلام: "إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَهُ على الماءِ، ثم يبعثُ سراياهُ يفتِنُونَ النَّاسَ، فأدناهُمْ منه منزلةً أعظمُهُمْ فِتنةً، يجيءُ أحدُهُمْ فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ: ما صنعْتَ شيئًا. قال: ثم يجيءُ أحدُهُمْ فيقولُ: ما تركْتُهُ حتى فرَّقْتُ بينَهُ وبينَ امرأَتِهِ، فيُدْنِيهِ منه ويقولُ نِعْمَ أنتَ" قال الأعمشُ: أُراهُ قال: "فيلتزِمُهُ" (¬1). 53 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ الشيطانَ قد أَيسَ من أنْ يعبُدَهُ المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ، ولكنْ في التحريشِ بينهُم" (¬2). رواهما جابر رضي اللَّه عنه. مِنَ الحِسَان: 54 - عن ابن عباسِ رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلّى اللَّه عليه وسلم جاءَهُ رجل فقال: إنّي أُحَدِّثُ نفسي بالشيء، لأَنْ أكون حُمَمَةَّ أحبُّ إليَّ مِنْ أن أتكلمَ بِهِ. قال: الحمدُ للَّه الذي رَدَّ أمرَهُ إلى الوسوسة" (¬3). 55 - وقال: "إنَّ للشيطان لَمَّةً (¬4) بابن آدم، وللملَك لَمَّةً، فأمَّا لَمَّةُ الشيطانِ فإيعادٌ بالشر وتكذيبٌ بالحقِّ، وأمَّا لَمَّةُ الملَكِ فإِيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ، فمنْ وجدَ ذلك، فلْيَعْلَمْ أنه مِنَ اللَّه، فليحمد اللَّه، ومَنْ وجدَ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية جابر مسلم في الصحيح 4/ 2167، كتاب صفات المنافقين (50)، باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس (16)، الحديث (67/ 2813) و (68/ 2813). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2166، كتاب صفات المنافقين (50)، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس (16)، الحديث (65/ 2812). (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 340، في مسند عبد اللُه بن عباس رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 5/ 336 - 337، كتاب الأدب (35)، باب في رد الوسوسة (118)، الحديث (5112). والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (420)، باب الوسوسة، الحديث (667). قوله (حُمَمَةً) أي فَحْمَة (ابن الأثير، النهاية 1/ 444). (¬4) قال القاري في المرقاة 1/ 119: (اللمَّة بالفتح مِن الإلمام، ومعناه النزول والقرب والإصابة. والمراد بها ما يقع في القلب بواسطة الشيطان أو الملك).

الأخرى، فليتعوذ باللَّه من الشيطان ثم قرأ: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ [وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا] (¬1)} (¬2) " (¬3) رواه ابن مسعود (غريب) (¬4). 56 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "لا يزال الناسُ يتساءلون حتى يقال: هذا خَلَقَ اللَّه الخلْقَ، فمَنْ خَلَقَ اللَّه؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: {اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ثم ليَتفُلَ عنْ يسارِهِ ثلاثًا وليستعذْ باللَّه من الشيطان" (¬5). 57 - عن عمرو بن الأحوص رضي اللَّه عنه قال: "سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول في حَجَّة الودَاع: ألا لا يجني جانٍ [إلَّا] (¬6) على نفسِهِ، ألا لا يجني جانٍ على ولدِهِ ولا مولودٌ على والدِهِ، ألا إنّ الشيطانَ قَدْ أيسَ أنْ يُعبَدَ في بلادِكُمْ هذِهِ أبدًا، ولكنْ ستكونُ له طاعة فيما تحتَقِرُونَ مِنْ أعمالِكُمْ فسيرضى بهِ" (¬7). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو ساقط من نسخة برلين، وليس عند الترمذي. (¬2) سورة البقرة (2) الآية (268). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 219، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "ومن سورة البقرة" (3)، الحديث (2988)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). (¬4) في مخطوطة برلين: (غريب، رواه ابن مسعود). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 91 - 92، كتاب السُّنّة (34)، باب في الجهمية (19)، الحديث (4721) و (4722). والنَّسائي في "عمل اليوم والليلة" (419)، باب الوسوسة، الحديث (661) (¬6) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو ساقط من نسخة برلين، والصواب إثباته كما عند الترمذي، وابن ماجه. (¬7) أخرجه: الترمذي في السنن 4/ 461 - 462، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء دماؤكم وأموالكم عليكم حرام (2)، الحديث (2159)، وقال: (وهذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 2/ 1015، كتاب المناسك (25)، باب الخطبة يوم النحر (76)، الحديث (3055).

3 - باب الإيمان بالقدر

3 - باب الإِيمان بالقدر مِنَ الصِّحَاحِ: 58 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "كتبَ اللَّه مقاديرَ الخلائقِ كلها قبلَ أنْ يخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألْفَ سَنَةٍ. قال: وكان عرشُهُ على الماءِ" (¬1). 59 - وقال: "كُلُّ شيءٍ بقَدَرٍ، حتى العجْزُ والكَيْسُ" (¬2) رواه عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما. 60 - وقال: "احتجَّ آدمُ وموسى عند ربِّهِمَا فحجَّ آدمُ موسى، قال موسى: أنتَ آدمُ الذي خلقكَ اللَّه بيَدِهِ، ونفخَ فيكَ مِنْ روحِهِ، وأسجدَ لكَ ملائكتَهُ، وأسكنَكَ في جنَّتِهِ، ثمَّ أَهبَطْتَ النَّاسَ بخطيئَتِكَ إلى الأرضِ؟ فقال آدمُ: أنتَ موسى الذي اصطفاكَ اللَّه برسالَتِهِ وبكلامِهِ، وأعطاكَ الألواحَ فيها تِبْيَان كُلِّ شيءٍ، وقرَّبَكَ نَجيًّا، فَبِكَمْ وجدتَ اللَّه كتبَ التوراةَ قبلَ أنْ أُخْلَقَ؟ قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدمُ: فهلْ وجدْتَ فيها: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (¬3) قال: نعم، قال أفتلُومُني على أنْ عَمِلْتُ عملًا كتبَهُ اللَّه عليَّ أَنْ أَعملَهُ قبلَ أنْ يخلُقَني بأربعينَ سنةً؟ قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: فحجَّ آدمُ موسى صلوات اللَّه عليهما" (¬4) [وفي رواية: "فقال موسى يا آدمُ أنتَ أبونا وأخرجتَنَا مِنَ الجنَّةِ، فقال آدمُ: يا موسى اصطفاكَ اللَّه بكلامِهِ وخَطَّ لَكَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2044، كتاب القدر (46)، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (2)، الحديث (16/ 2653). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2045، كتاب القدر (46)، باب كل شيء بقدر (4)، الحديث (18/ 2655). والكيس ضد العجز، وهو النشاط والحذق بالأمور. (¬3) سورة طه (20) الآية (121). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2043 - 2044، كتاب القدر (46)، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (2)، الحديث (15/ 2652).

التوراة بيدِهِ، تلومُني على أمرٍ قَدَّرَهُ اللَّه عليَّ قبل أَنْ يَخْلُقَنِي بأربعينَ سنة" (¬1) رواه أبو هريرة] (¬2). 61 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجمعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعينَ يومًا نطفةً، ثمّ يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثمّ يكونُ مُضغةً مثلَ ذلك، ثمّ يبعثُ اللَّه إليهِ ملَكًا بأربعِ كلماتٍ، فيكتُبُ اللَّه عملَهُ وأجلَهُ ورزقَهُ وشَقيٌّ أو سعيد، ثم يُنفخُ فيهِ الرُّوحُ، وإن الرجلُ ليعملُ بعملِ أهلِ النّارِ حتى ما يكونُ بينهُ وبينها إلّا ذراعٌ، فيسبِقُ عليه الكتابُ، فيعملُ بعملِ أهلِ الجنَّة فيدخل الجنة، وإنَّ الرجلَ ليعملُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ حتى ما يكونُ بينهُ وبينها إلّا ذراعٌ، فيسبِقُ عليه الكتابُ فيعملُ بعمل أهل النّارِ فيدخل النارَ" (¬3) رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه. 62 - وقال: "إنَّ العبدَ ليعملُ عملَ أهلِ النّارِ وإنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجنّةِ، ويعملُ عملَ أهلِ الجَنَّةِ وإنَّهُ مِنْ أَهْلِ النّارِ، وإنّما الأعمالُ بالخواتيم" (¬4). رواه سهل بن سعد الساعدي (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 505، كتاب القدر (82)، باب تحاج آدم وموسى عند اللَّه (11)، الحديث (6614). ومسلم في الصحيح 4/ 2042، كتاب القدر (46)، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (2)، الحديث (13/ 2652). (¬2) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو ساقط من مخطوطة برلين. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 303، كتاب بدء الخلق (59)، باب ذكر الملائكة (6)، الحديث (3208)، وفي 11/ 477، كتاب القدر (82)، باب (1)، الحديث (6594). ومسلم في الصحيح 4/ 2036، كتاب القدر (46)، باب كيفية الخلق الآدمي. . . (1)، الحديث (1/ 2643). (¬4) هو حديث مطول، متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 499، كتاب القدر (82)، باب العمل بالخواتيم (5)، الحديث (6607). ومسلم في الصحيح 1/ 106، كتاب الإيمان (1)، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه (47)، الحديث (179/ 112). واللفظ للبخاري. (¬5) وردت في المطبوعة: (ابن مسعود). والتصويب من مخطوطة برلين ومن مشكاة المصابيح =

63 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "دُعِيَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى جنازةِ صَبِيٍّ من الأنصارِ، فقلتُ: طوبى لهذا، عُصفورٌ من عصافيرِ الجنّةِ، لمْ يعمل سُوءًا. قال: أو غير ذلك يا عائشة، إنّ اللَّه خلقَ الجنّةَ وخلقَ النّار، فخلقَ لهذه أهلًا، ولهذه أهلًا، خلقهم لهما وهم في أصلابِ آبائهِم" (¬1). 64 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلّا وقد كُتِبَ مقعدُهُ مِنَ النّارِ ومقعدُهُ منَ الجنّةِ. قالوا: يا رسولَ اللَّه أفلا نَتَّكِلُ على كتابنا وندعُ العملَ؟ قال: لا، اعملوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له، أَمّا من كان من أهلِ السعادة فسَيُيسَّر لعمل السعادة، وأمّا من كان من أهل الشقاوة فسيُيسَّر لعملِ الشَّقاوةِ، ثمّ قرأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} (¬2) الآية" (¬3) رواه علي بن أبي طالب. 65 - وقال: "إنّ اللَّه كتبَ على ابنِ آدمَ حظَّهُ مِنَ الزِّنا، أدركَ ذلكَ لا محالة، فزنا العين النّظر، وزنِا اللِّسان المنطقُ (¬4)، والنَّفسُ تتمنّى وتشتهي، ¬

_ = ومرقاة المفاتيح، وقد أخرج البخاري ومسلم الحديث عن سهل بن سعد الساعدي رضي اللَّه عنه. (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2050، كتاب القدر (46)، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (6)، الحديث (31/ 2662). وقد ورد في المطبوعة من "المصابيح" عقب الحديث ما يلي: (رواه سهل بن سعد) والصواب حذفه من هذا الموضع -لأن الحديث من رواية عائشة- وإثباته في الحديث السابق. وطوبَى: اسم الجنة. وقيل: شجرة فيها. (¬2) سورة الليل (92) الآيتان (5 - 6). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 225، كتاب الجنائز (23)، باب موعظة المحدِّث عند القبر، وقعود أصحابه حوله (82)، الحديث (1362)، وفي 8/ 708 - 709، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، الأحاديث (4945 - 4949). ومسلم في الصحيح 4/ 2039، كتاب القدر (46)، باب كيفية الخلق الآدمي. . . (1)، الحديث (6/ 2647). واللفظ للبخاري. (¬4) كذا في المخطوطة والمطبوعة، واللفظ عند مسلم: (والنطق)، ولفظ الحديث له.

والفرج يُصدِّقُ ذلك أو (¬1) يُكَذِّبُه" (¬2) وفي رواية: "الأُذُنَانِ زِناهُما الاستماعُ، واليدُ زِناها البطْشُ، والرِّجلُ زِناها الخُطا" (¬3) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 66 - وعن عمران بن حُصيْن: "أنَّ رجلَيْنِ من مُزَيْنَةَ قالا: يا رسول اللَّه، أرأيتَ ما يعملُ الناسُ [اليومَ] (¬4)، ويكْدَحُونَ فيهِ، أشيءٌ قُضيَ عليهم ومضى فيهِم مِنْ قَدَرٍ سبقَ، أمْ فيما يُسْتَقْبَلُونَ. فقال: لا، بل شيءٌ قُضيَ عليهم ومضى فيهِم، وتصديقُ ذلكَ في كتابِ اللَّه عزَّ وجلّ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (¬5) " (¬6). 67 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يا أبا هريرةَ قد جَفَّ القلمُ بما أنتَ لاقٍ، فاختصِ على ذلكَ أو ذَر" (¬7). 68 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ قُلوبَ بني آدمَ كُلَّهَا بينَ إصبعينِ من أصابع الرَّحمنِ، كقلبٍ واحدٍ يُصرِّفهُ كيفَ يشاءُ. ثمّ قال ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (ويكذبه)، وهو لفظ البخاري، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 26، كتاب الاستئذان (79)، باب زنا الجوارح دون الفرج (12)، الحديث (6343). ومسلم في الصحيح 4/ 2046، كتاب القدر (46)، باب قُدّر على ابن آدم حظه من الزني وغيره (5)، الحديث (20/ 2657). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2047، كتاب القدر (46)، باب قدّر على ابن آدم حظه من الزني وغيره (5)، الحديث (21/ 2657). (¬4) ما بين الحاصرتين من صحيح مسلم. (¬5) سورة الشمس (91)، الآيتان (7 - 8). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2041 - 2042، كتاب القدر (46)، باب كيفية الخلق الآدمي، في بطن أمه (1)، الحديث (10/ 2650). (¬7) هذه شطرة من حديث. أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 117، كتاب النكاح (67)، باب ما يكره من التبتُّل والخِصاء (8)، الحديث (5076).

رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اللَّهمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا على طاعَتِكَ" (¬1) رواهُ عبد اللَّه بن عمرو (¬2) رضي اللَّه عنهما. 69 - وعن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِنْ مَولودٍ إلّا يُولَدُ على الفِطرَةِ، فأبواهُ يُهَوِّدانِهِ، أو يُنصِّرانِهِ أو يُمجِّسانِه، كما تُنْتَجُ البَهيمَة بَهيمةً جمعاء هل تُحِسُّونَ فيها مِنْ جَدعاءَ حتّى تكونُوا أنتمْ تَجدعونَها" ثم يقول (¬3): {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (¬4) " (¬5). 70 - وعن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه قال: "قامَ فينا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بخمسِ كلماتٍ، فقال: إنَّ اللَّه لا ينامُ ولا ينبغي له أَنْ ينامَ، يخفِضُ القِسْطَ ويرفعُهُ، يُرْفَعُ إليه عملُ الليلِ قبلَ عملِ النهارِ، وعملُ النهارِ قبلَ عَمَلِ الليلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَو كَشَفَهُ لَأحْرَقَتْ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2045، كتاب القدر (46)، باب تصريف اللَّه تعالى القلوب كيف شاء (3)، الحديث (17/ 2654). (¬2) تصحّف الاسم في المطبوعة إلى: (عبد اللَّه بن عمر). (¬3) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 3/ 249، كتاب الجنائز (23)، باب ما قيل في أولاد المشركين (92): (ظاهره أنه من الحديث المرفوع، وليس كذلك، بل هو من كلام أبي هريرة أدرج في الخبر، بيّنه مسلم من طريق الزبيدي عن الزهري). ووقع التصريح بذلك في رواية البخاري من طريق يونس عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، أخرجه في كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يُصلى عليه. (¬4) سورة الروم (30)، الآية (30). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 219، كتاب الجنائز (23)، باب إذا أسلم الصبى فمات هل يُصلى عليه (79)، الحديث (1358) و (1359) وفي 8/ 512، كتاب التفسير، تفسير سورة الروم (30)، الحديث (4775)، وفي 11/ 493، كتاب القدر (82)، باب اللَّه أعلم بما كانوا عاملين (3)، الحديث (6599). ومسلم في الصحيح 4/ 2047، كتاب القدر (46)، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (6)، الحديث (22/ 2658). وقوله: (جمعاء) أي سليمة الأعضاء. و (الجَدْعاء): مقطوعة الأطراف.

سُبُحَاتُ وَجْهِهِ ما انتهى إليهِ بصرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" (¬1). 71 - وقال: "يَدُ اللَّه ملْأَى، لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ سَحَّاءُ (¬2) الليلَ والنهارَ. أرأيتُمْ ما أنفقَ مُذْ خَلَقَ السماءَ والأرضَ، فإنه لم يَغِضْ ما في يَدِهِ، وكانَ عرشُهُ على الماءِ، وبيدِهِ الميزانُ يُخفِضُ ويَرْفَعُ" (¬3) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. وفي رواية: "يمينُ الرَّحمنِ ملْأَى سحّاء" (¬4). 72 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ ذَرَارِيِّ المشركينَ فقال: اللَّه أعلمُ بما كانوا عامِلين" (¬5). مِنَ الحِسَان: 73 - عن عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إن أوَّلَ ما خلقَ اللَّه تعالى القلمُ. فقال له: اكتُب، فقال: ما أكتب؟ قال: القدَر، ما كانَ وما هو كائنٌ إلى الأبد" (¬6). (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 161 - 162، كتاب الإيمان (1)، باب في قوله عليه السلام: إن اللَّه لا ينام. . . (79)، الحديث (293/ 179). أراد بالقسط القسم من الرزق الذي يصيب كلَّ مخلوق، وخفضه تقليله، ورفعه تكثيره. (¬2) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 8/ 353: (لا يغيضها: بالغين المعجمة والضاد المعجمة الساقطة، أي: لا ينقصها، وسحّاء: بمهملتين مثقلًا ممدود، أي: دائمة). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 352، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة هود (11)، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (2)، الحديث (4684). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 691، كتاب الزكاة (12)، باب الحث على النفقة (11)، الحديث (36/ 993). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 245، كتاب الجنائز (23)، باب ما قيل في أولاد المشركين (92)، الحديث (1384). ومسلم في الصحيح 4/ 2049، كتاب القدر (46)، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (6)، الحديث (26/ 2659). قوله: (ذراري) جمع ذرية، يعني أولادهم. (¬6) أخرجه الترمذي بلفظه، في السنن 4/ 458، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في الرضا بالقضاء (17)، الحديث (2155)، قال: (وهذا حديث غريب من هذا الوجه). وقد =

74 - وسُئلَ عمرُ بن الخطاب عنْ هذِهِ الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (¬1) الآية. قال عمر: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُسأَلُ عنها فقال: إنّ اللَّه خلقَ آدمَ، ثمّ مسحَ ظهرَهُ بيمينِهِ فاستخرَجَ منهُ ذُرِّيَّةً فقال: خلقْتُ هؤلاءِ للجنّةِ، وبعملِ أهل الجنّةِ يعملون، ثم مَسَحَ ظهرَهُ بيدِهِ فاستخرجَ منه ذُرِّيَّةً فقال: خلقْتُ هؤلاءِ للنّارِ وبعملِ أهلِ النّارِ يعملونَ. فقالَ رجلٌ: ففيمَ العملُ يا رسولَ اللَّه؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ اللَّه إذا خَلَقَ العَبْدَ للجنّةِ استعمَلَهُ بعملِ أهل الجنّةِ حتى يموتَ على عملٍ مِنْ أَعمالِ أهلِ الجنّةِ فيُدخِلُهُ بِهِ الجنّة، وإذا خلقَ العبدَ للنّارِ استعمَلَهُ بعملِ أهلِ النّارِ حتى يموتَ على عملٍ مِنْ أَعْمالِ أهلِ النّارِ فيُدخِلُهُ بِهِ النّار" (¬2). ¬

_ = أخرجه أيضًا من هذا الوجه في السنن 5/ 424، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "ومن سورة ن" (67)، الحديث (3319) وقال: (هذا حديث حسن غريب). وله طرق أخرى عن عبادة بن الصامت، أخرجه: أحمد في المسند 5/ 317، في مسند عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 5/ 76، كتاب السُّنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4700). (¬1) سورة الأعراف (7)، الآية (172). (¬2) أخرجه من طريق مسلم بن يسار الجهني: مالك في الموطأ 2/ 898 - 899، كتاب القدر (46)، باب النهي عن القول بالقدر (1)، الحديث (2). وأحمد في المسند 1/ 44 - 45، في مسند عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 5/ 79 - 80، كتاب السُّنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4703). والترمذي في السنن 5/ 266، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "ومن سورة الأعراف" (8)، الحديث (3075) وقال: (هذا حديث حسن). والنسائي في "السنن الكبرى" كما ذكره المِزي في تحفة الأشراف 8/ 113، الترجمة (10654). ولفظه عندهم: ". . . عن مسلم بن يَسَار الجُهنيّ، أن عمر بن الخطاب سُئل. . . " قال الترمذي في المصدر السابق: (ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر. وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلًا). وقد أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4704)، في رواية بإسناد موصول: ". . . عن مسلم بن يسار، عن نُعيم بن ربيعة، قال: كنت عند عمر بن الخطاب، بهذا =

75 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، قال: "خرجَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وفي يديهِ كتابانِ، فقال للذي في يدهِ اليُمنى: هذا كتابٌ مِنْ رَبِّ العالمينَ فيهِ أسماءُ أهلِ الجنّةِ وأسماءُ آبائهمْ وقبائلهِمْ ثمَّ أُجْمِلَ على آخِرِهِمْ فلا يُزَادُ فيهمْ ولا يُنقَصُ منهمْ أبدًا، ثمّ قال للذي في شِمالِهِ: هذا كتابٌ من ربِّ العالمينَ فيهِ أسماءُ أهلِ النّارِ وأسماءُ آبائِهِمْ وقبائِلِهِمْ ثمّ أُجْمِلَ على آخِرِهِمْ فلا يُزَادُ فيهمْ ولا يُنْقَصُ منهمْ أبدًا. ثمّ قال (¬1) بيدَيْهِ فنبذَهُمَا، ثمّ قال: فرغَ ربُّكُمْ مِنَ العِباد {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} (¬2) " (¬3). 76 - عن [ابن] (¬4) أبي خِزامَةَ عنْ أبيه قال: "قلت: يا رسول اللَّه، أرأيتَ رُقًى نسترقيهَا ودواءً نتداوَى بهِ وتُقاةً نَتَّقيها، هلْ تُردُّ مِنْ قدرِ اللَّه شيئًا؟ قال: ¬

_ = الحديث، وحديث مالك أتم"، يريد الحديث الذي ساقه المصنف. ونقل المنذري في نحتصر سنن أبي داود 7/ 73، عن أبي عمر بن عبد البر قوله: (ولكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من وجوه ثابتة كثيرة يطول ذكرها من حديث عمر بن الخطاب وغيره). (¬1) قال القاري في المرقاة 1/ 143: (ثم قال بيديه: أي أشار. العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، فتطلقه على غير الكلام واللسان فتقول قال بيده: أي أخذ، وقال برجله: أي مشى). (¬2) سورة الشورى (42)، الآية (7). (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 167، في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما. والترمذي في السنن 4/ 449 - 450، كتاب القدر (33)، باب ما جاء أن اللَّه كتب كتابًا لأهل الجنة وأهل النار (8)، الحديث (2141)، قال: (وهذا حديث حسن غريب صحيح). (¬4) ساقطة من المخطوطة والمطبوعة، وقد تبع البغوي بإسقاطها الترمذي، والصواب إثباتها كما عند أحمد وابن ماجه، فالحديث يُروى عن الصابي أبي خزامة وليس عن أبيه، وهو بزاي قبلها كسرة، ابن يَعْمَرْ، بفتح التحتانية وسكون المهملة، السعديّ، أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم، يقال اسمه زيد بن الحارث ويقال الحارث، وكلاهما وَهْمٌ وهو صحابي له حديث في الرُّقى، وقلبه بعض الرواة (ابن حجر: تقريب التهذيب).

هيَ [أيضًا] (¬1) مِنْ قَدَرِ اللَّه" (¬2). 77 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "خَرَجَ علينا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ونحنُ نتنازعُ في القَدَرِ فغضِبَ حتَّى احمَّر وجهُهُ فقال: أفبهذا أُمِرتُمْ أَمْ بهذا أُرْسِلْتُ إليكُمْ، إنّما هلكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ حينَ تنازَعُوا في هذا الأمرِ عَزَمْتُ عليكُمْ أنْ لا تنازَعُوا فيهِ" (¬3) (غريب). 78 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ اللَّه خلقَ آدمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جميعِ الأرضِ، فجاءَ بَنُو آدمَ على قَدْرِ الأرضِ، منهمُ الأحمرُ، والأبيض، والأسودُ، وبينَ ذلكَ، والسَّهلُ، والحَزْنُ، والخبيثُ والطَّيِّبُ" (¬4). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين من المطبوعة وهو ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند الترمذي. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 3/ 421، في مسند ابن أبي خزامة رضي اللَّه عنه. والتِّرمذي في السنن 4/ 399 - 400، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الرُّقى والأدوية (21)، الحديث (2065) وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه 2/ 1137، كتاب الطب (31)، باب ما أنزل اللَّه داء إلا أنزل له شفاء (1)، الحديث (3437)، واللفظ للترمذي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 443، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر (1)، الحديث (2133)، وقال: (وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المُرِّيِّ، وصالحٌ المُرِّيُّ له غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها). لكن يشهد له حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، بمعنى حديث أبي هريرة، أخرجه: أحمد في المسند 2/ 178، في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما. وابن ماجه في السنن 1/ 33، القدمة، باب في القدر (10)، الحديث (85)، في الزوائد: (هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات)، عزمتُ: أي أقسمت أو أوجبت. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 400، 406 في مسند أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 5/ 67، كتاب السُّنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4693). والتِّرمذي في السنن 5/ 204، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "من سورة البقرة" (3)، الحديث (2955)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). الحَزْن: بفتح الحاء وسكون الزاي، أي الغليظ.

79 - وعن عبد اللَّه (¬1) بن عمرو رضي اللَّه عنهما قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ اللَّه خلقَ خلقَهُ في ظُلْمَةٍ، فألقَى عليهِمْ مِنْ نُورِهِ، فمَنْ أصابَهُ مِنْ ذلكَ النُّورِ اهْتَدَى، ومَنْ أخطأهُ ضَلَّ، فلذلكَ أقولُ: جفَّ القلمُ على عِلمِ اللَّه" (¬2). 80 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُكثرُ أنْ يقول: يا مُقلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينكَ. فقلتُ: يا نبيَّ اللَّه آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فهلْ تخافُ علينا؟ قال: نعمْ، إنَّ القلوبَ بين أَصْبُعَيْنِ مِنْ أصابع اللَّه يُقَلِّبُهَا كيفَ يشاءُ" (¬3). 81 - وقال: "مَثَلُ القلبِ كريشةٍ بأرضٍ فلاةٍ تقَلِّبُها (¬4) الرياحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ" (¬5) رواه أبو موسى الأشعري رضي اللَّه عنه. 82 - عن علي رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يُؤمنُ عبدٌ حتَّى يُؤمنَ بأربعٍ: يشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه وأنِّي رسولُ اللَّه بعثَني بالحقِّ، ويؤمنُ بالموتِ وبالبعْثِ بعدَ الموتِ ويؤمنُ بالقَدَرِ" (¬6). ¬

_ (¬1) تصحّف الاسم في المطبوعة إلى: (عبيد اللَّه)، والتصويب من أحمد والترمذي. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 176، 197، في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما. والتِّرمذي في السنن 5/ 26، كتاب الإيمان (48)، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (18)، الحديث (2642)، وقال: هذا حديث حسن. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 3/ 112، 257، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه. والتِّرمذي في السنن 4/ 448، كتاب القدر (33)، باب ما جاء أن القلوب بين أُصبعي الرَّحمن (7)، الحديث (2140)، قال: (وهذا حديث حسن). وأخرجه مسلم من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، تقدم في الحديث (68). (¬4) في المطبوعة: (يقلّبها) بالياء، وهو في لفظٍ عند أحمد، وما أثبتناه لفظ الترمذي. (¬5) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 408، 419 في مسند أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه. وابن ماجه في السنن 1/ 34، المقدمة، باب في القدر (10)، الحديث (88). (¬6) أخرجه: الترمذي في السنن 4/ 452، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشرِّه (10)، الحديث (2145). وابن ماجه في السنن 1/ 32، المقدمة، باب في =

83 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي ليسَ لهما في الإِسلامِ نصيبٌ: المُرْجِئَةُ والقَدَرِيَّةُ" (¬1) (غريب). 84 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى ¬

_ = القدر (10)، الحديث (81). والحاكم في المستدرك 1/ 32 - 33، كتاب الإيمان، باب لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. واللفظ للترمذي. (¬1) أخرجه: الترمذي في السنن 4/ 454، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في القدريّة (13)، الحديث (2149)، قال: (وهذا حديث غريب حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 24، المقدمة، باب في الإيمان (9)، الحديث (62). وهذا الحديث مما استخرجه أبو حفص عمر بن علي بن عمر القزويني من كتاب "المصابيح" وقال إنه موضوع. وقد أجاب الحافظ ابن حجر عنه في أجوبته عن أحاديث "المصابيح" الحديث الأول (راجع صفحة 82 من مقدمتنا) فقال: (قلت: أخرجه الترمذي وابن ماجه، ومداره على نزار بن حبان عن عِكرمة عن ابن عباس، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب). ونزار هذا، بكسر النون وتخفيف الزاي، وآخره راء، ضعيف عندهم، ورواه عنه ابنه علي بن نزار، وهو ضعيف، لكن تابعه القاسم بن حبيب. وإذا جاء الخبر من طريقين كل منهما ضعيف، قوي أحد الطرفين بالآخر، ومن ثمَّ حسَّنه الترمذي. ووجدنا له شاهدًا من حديث جابر، ومن طريق ابن عمر، ومن طريق معاذ وغيرهم، وأسانيدها ضعيفة، ولكن لم يوجد فيه علامة الوضع، إذ لا يلزم من نفي الإسلام عن الطائفتين إثبات كفر من قال بهذا الرأي، لأنه يحمل على نفي الإِيمان الكامل، أو المعنى أنه اعتقد اعتقاد الكافر، لإرادة المبالغة في التنفير من ذلك، لا حقيقة الكفر. وينصره أنه وصفهم بأنهم من أمته). انتهى كلام ابن حجر. والمرجئة: من الإرجاء وهو التأخير، وهم فرقة يقولون: الأفعال كلها بتقدير اللَّه، وليس للعباد فيها اختيار، وأنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. والقدرية هم الذين يقولون: الخير من اللَّه والشر من الإِنسان، وإن اللَّه لا يريد أفعال العُصاة. وسمّوا بذلك لأنهم أثبتوا للعبد قدرة توجد الفعل بانفرادها واستقلالها دون اللَّه تعالى، ونفوا أن تكون الأشياء بقدر اللَّه وقضائه.

اللَّه عليه وسلم يقول: "يكونُ في أُمَّتي خسف ومسخٌ وذلكَ في المكذِّبينَ بالقَدَرِ" (¬1). 85 - وعنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "القَدَرِيَّة مجوسُ هذهِ الأُمَّة، إِنْ مَرِضُوا فلا تعودُوهم، وإنْ ماتُوا فلا تشهدُوهم" (¬2). 86 - وعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "لا تُجالسوا أهلَ القدرِ ولا تفاتحوهم" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 108، في مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما. وأبو داود في السنن 5/ 20 - 21، كتاب السُّنة (34)، باب لزوم السنة (7)، الحديث (4613). والترمذي في السنن 4/ 456، كتاب القدر (33)، باب (16)، الحديث (2152) واللفظ له. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 86، 125 من طريق عمر بن عبد اللَّه مولى غفرة عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 5/ 66، كتاب السنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4691) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن ابن عمر، واللفظ له. والحاكم في المستدرك 1/ 85، كتاب الإيمان، باب القدرية مجوس هذه الأمة، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر) ووافقه الذهبي. ومن رواية جابر، أخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 35، المقدمة، باب في القدر (10)، الحديث (92). وهذا الحديث مما استخرجه الإمام القزويني من كتاب "المصابيح" وقال: إنه موضوع. وقد أجاب الحافظ ابن حجر عنه في أجويته عن أحاديث "المصابيح" الحديث الثاني (راجع ص 82 من مقدمتنا) فقال: (قلت: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم [عن أبيه] عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال الترمذي: (حسن)، وقال الحاكم بعد تخريجه: (صحيح الإسناد). قلت: ورجاله من رجال الصحيح، لكن في سماع أبي حازم هذا -واسمه سلمة بن دينار- عن ابن عمر نظر، وجزم المنذري [مختصر سنن أبي داود 7/ 58، الحديث (4526)] بأنه لم يسمع منه. وقال أبو الحسن بن القطان: (قد أدركه وكان معه بالمدينة، فهو متصل على رأي مسلم). قلت: وهذا الإسناد أقوى من الأول، وهو من شرط الحسن، ولعل مستند من أطلق عليه الوضع تسميتهم المجوس وهم مسلمون، وجوابه: أن المراد أنهم كالمجوس في إثبات فاعلين، لا في جميع معتقد المجوس، ومن ثم ساغت إضافتهم إلى هذه الأمة). انتهى كلام ابن حجر. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 30، في مسند عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه. وأبو داود في =

87 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ستةٌ لعنتُهُمْ لعنَهُمُ (¬1) اللَّه وكلُّ نبيٍّ مجاب: الزائدُ في كتاب اللَّه، والمكذِّبُ بقدَرِ اللَّه، والمتسلِّطُ بالجبروتِ ليُعزَّ مَنْ أَذَلَّ اللَّه ويُذلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّه، والمستحِلُّ لحُرَمِ اللَّه، والمستحِلُّ منْ عِترتي ما حرَّمَ اللَّه، والتاركُ لسُنَّتي" (¬2). 88 - عن مَطَرَ بن عُكامِس رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه علي وسلم: "إذا قضَى اللَّه لِعبدٍ أنْ يموتَ بأرضٍ جعلَ لَهُ إليها حاجةً" (¬3). 89 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "قلت يا رسول اللَّه، ذَرَارِيُّ المؤمنين؟ قال مِنْ آبائهم. قلتُ: يا رسول اللَّه بلا عمل؟ قال: اللَّه أعلم بما كانوا عاملين. فقلتُ: وذرارِيُّ المشركين؟ قال: مِنْ آبائهم. قلتُ: [يا رسول اللَّه] (¬4)، بلا عمل؟ قال اللَّه أعلمُ بما كانوا عامِلين" (¬5). ¬

_ = السنن 5/ 84، كتاب السُّنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4710)، وفي 5/ 91، باب في ذرَارِيِّ المشركين (18)، الحديث (4720). (¬1) في مخطوطة برلين: (ولعنهم)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬2) أخرجه: الترمذي في السنن 4/ 457، كتاب القدر (33)، باب (17)، الحديث (2154). والحاكم في المستدرك 1/ 36، كتاب الإيمان، باب ستة لعنهم اللَّه وكلُّ نبي مجاب. وقال: (صحيح الإِسناد ولا أعرف له علة) وأقره الذهبي. وعترة الرجل: أخصّ أقاربه. وعترة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: بنو عبد المطلب، وقيل: أهل بيته الأقربون وهم: أولاده، وعلي وأولاده. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 227، في مسند مطر بن عُكامِس رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 4/ 452 - 453، كتاب القدر (33)، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كُتب لها (11)، الحديث (2146)، قال: (وهذا حديث حسن غريب) واللفظ له. ثم أخرجه من حديث أبي عزَّة في المصدر نفسه، الحديث (2147) وقال: (هذا حديث صحيح). (¬4) ما بين الحاصرتين من المطبوعة وهو ساقط من مخطوط برلين، وليس عند أبي داود. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 85، كتاب السُّنة (33)، باب في ذراريِّ المشركين (18)، الحديث (4712).

4 - باب إثبات عذاب القبر

90 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الوائدةُ والموؤودةُ في النَّارِ" (¬1). 4 - باب إثبات عذاب القبر مِنَ الصِّحَاحِ: 91 - عن البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "المسلم إذا سُئِلَ في القبر، يشهدُ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسول اللَّه، فذلكَ قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (¬2) وفي رواية عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} نزلتْ في عذابِ القبرِ، إذا قيلَ له: مَنْ رَبُّكَ وما دينُكَ ومن نبيُّكَ؟ فيقول: ربِّيَ اللَّه وديني الإسلامُ ونبيِّي محمدٌ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬3). 92 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبرهِ وتولى عنه أصحابُهُ، وإنّه ليسمَعُ (¬4) قرعَ نِعالِهِم، أتاهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 89 - 90، كتاب السُّنة (33)، باب في ذراريِّ المشركين (18)، الحديث (4717). ويفسّر الحديث بأن الوائدة في النار لكفرها وفعلها، والموْؤودة فيها لكفرها. وفي الحديث دليل على تعذيب أطفال المشركين. وقد تؤوّل الوائدة بالقابلة لرضاها به، والموْؤودة بالموْؤودةِ لها، وهي أم الطفل. (¬2) سورة إبراهيم (14)، الآية (27). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 231 - 232، كتاب الجنائز (23)، باب ما جاء في عذاب القبر (86)، الحديث (1369)، وفي 8/ 378، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة إبراهيم (14)، باب {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (2)، الحديث (4699). ومسلم في الصحيح 4/ 2201 - 2202، كتاب الجنة وصفة نعيمها (51)، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه (17)، الحديث (73/ 2871) و (74/ 2871). ولفظ الرواية الأولى للبخاري. (¬4) كذا في المطبوعة وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم واللفظ في مخطوط برلين (يسمع).

مَلَكانِ فيُقعدانه فيقولانِ: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ؟ لمحمد. فأمّا المؤمنُ فيقول أشهدُ أنه عَبدُ اللَّه ورسولهُ. فيقال له: انظُرْ إلى مقعدِكَ مِنَ النَّارِ، قد أبدلَكَ اللَّه بهِ مقعدًا من الجنّةِ، فيراهُمَا جميعًا. وأمّا المُنافِقُ والكافِر فيُقالُ له: ما كنتَ تقول في هذا الرجلِ (¬1)؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقولُ الناسُ، فيُقال له: لا دَرَيتَ ولا تَلَيتَ. ويُضربُ بمطرقة من حديدٍ ضربةً [بين أذنيه] (¬2) فيصيحُ صيحةً يسمعُها مَنْ يليهِ غيرَ الثقلَيْنِ" (¬3). 93 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ أحدَكم إذا ماتَ عُرِضَ عليهِ مقعدُهُ بالغداةِ والعَشيِّ، إنْ كان مِنْ أهلِ الجَنَّةِ فمنْ أهلِ الجنّةِ، وإنْ كان مِنْ أَهْلِ النّارِ فمنْ أهلِ النّارِ، فيُقالُ [له] (2): هذا مقعدُكَ حتى يبعثَكَ اللَّه إليه يومَ القيامَةِ" (¬4). 94 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ يهوديةً دخلتْ عليها [فذكرتْ عذابَ القبرِ] (2) فقالت: أعاذكِ اللَّه مِنْ عذابِ القبرِ. فسألتْ عائشةُ رسولَ اللَّه ¬

_ (¬1) العبارة في مخطوطة برلين: (ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللَّه به مقعدًا من الجنة فيقول لا أدري. . .) وهي مضطربة كما ترى لإعادة قول المؤمن فيها. (¬2) ما بين الحاصرتين من المطبوعة وهو ساقط من مخطوطة برلين، وهو موجود في لفظٍ عند البخاري. (¬3) متفق عليه: أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 205، كتاب الجنائز (23)، باب الميِّت يسمع خفق النعال (67)، الحديث (1338)، وفي 3/ 232، باب ما جاء في عذاب القبر (86)، الحديث (1374). ومسلم في الصحيح 4/ 2200، كتاب الجنة وصفة نعيمها (51)، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه (17)، الحديث (70/ 2870) واللفظ للبخاري. والمراد بالثقلين: الإنس والجن (ابن حجر، فتح الباري 3/ 240). (¬4) متفق عليه: أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 243، باب الميِّت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشى (89)، الحديث (1379). ومسلم في الصحيح 4/ 2199، كتاب الجنة وصفة نعيمها (51) باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه (17)، الحديث (65/ 2866).

صلى اللَّه عليه وسلم عنْ عذابِ القبرِ فقال: نعم، عذابُ القبرِ حقٌّ. فقالت عائشةُ: فما رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بعدُ صلَّى صلاةً إلّا تعوَّذَ باللَّه مِنْ عذابِ القبرِ" (¬1). 95 - عن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه، أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لولا أنْ لا تَدافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّه أنْ يُسمِعَكُمْ مِنْ عذابِ القبرِ. ثم قال: تَعَوَّذوا باللَّه مِنْ عذابِ النّار. فقالوا: نعوذُ باللَّه مِنْ عذابِ النّار. ثمّ قال: تعوَّذُوا باللَّه مِنْ عذابِ القبرِ. قالوا: نعوذُ باللَّه مِنْ عذابِ القبرِ. قال (1): تعوَّذُوا باللَّه مِنْ الفِتَنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ. قالوا: نعوذُ باللَّه مِنَ الفِتَنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ. قال (¬2): تعوَّذُوا باللَّه مِنْ فتنَةِ الدَّجَّالِ قالوا: نعوذُ باللَّه مِنْ فتنَةِ الدَّجَّالِ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 96 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا قُبِرَ الميِّتُ أتاهُ ملَكَانِ أسودانِ أزرقان، يُقالُ لأحدهِما المُنْكَرُ وللآخرُ النَّكيرُ. فيقولانِ: ما كُنْتَ تقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فيقولُ: هوَ عبدُ اللَّه ورسولُهُ، أشهدُ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه. فيقولان: قَدْ كنَّا نعلمُ أنَّكَ تقولُ هذا. ثمَّ يُفْسَحُ لهُ في قبرهِ سبعونَ ذِراعًا في سبعين، ثم يُنَوَّرُ لهُ فيهِ، ثمّ يقال له: نَمْ. فيقول: أرجِعْ إلى أهلي فأُخْبِرهُمْ. فيقولان: نَمْ كنومة العَرُوسِ الذي لا يُوقِظُهُ إلّا أحبُّ أهلِهِ إليه، حتى يبعثَهُ اللَّه مِنْ مَضْجَعِهِ ذلك. وإنْ كانَ مُنافِقًا (¬4) قال: سمعتُ الناسَ يقولونَ قولًا (¬5) فقلتُ مِثْلَهُ، ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 232، كتاب الجنائز (23)، باب ما جاء في عذاب القبر (86)، الحديث (1372). ومسلم في الصحيح 1/ 411، كتاب المساجد (5)، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر (24)، الحديث (125/ 586). واللفظ للبخاري. (¬2) في مخطوطة برلين: (ثم قال)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2200، كتاب الجنة وصفة نعيمها (51)، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه (17)، الحديث (67/ 2867). (¬4) في مخطوطة برلين زيادة: (أو كافرًا)، وليست عند الترمذي. (¬5) في مخطوطة برلين: (شيئًا)، وليستا عند الترمذي.

لا أدري. فيقولان: قَدْ كُنَّا نعلمُ أنَّك تقولُ ذلك. فيُقالُ للأرض: التئمي عليه. فتلتئمُ عليه [الأرض] (¬1)، فتختَلِفُ أضلاعُهُ، فلا يزالُ فيها مُعذبًا حتى يبعَثَهُ اللَّه مِنْ مضجَعِهِ ذلك" (¬2). 97 - ورواه البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يأتيه مَلَكَانِ فَيُجْلِسانِهِ فيقولان له: مَنْ رَبُّك؟ فيقول: ربي اللَّه، فيقولان له: ما دينُكَ؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بُعثَ فيكم؟ فيقول: هو رسول اللَّه، فيقولان: وما يُدريك؟ فيقول: قرأتُ كتابَ اللَّه فآمنُت بهِ وصدَّقْتُ، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفي الآخِرَةِ] (¬3)} (¬4) قال: فينادي مُنادٍ من السماءِ: أنْ صَدَقَ عبدي، فافْرِشوهُ مِنَ الجنَّةِ، وألبسوهُ مِنَ الجنَّةِ، وافتحُوا له بابًا إلى الجنَّة. قال: فيأتيه من رَوْحِها وطيبها، ويفسح لها فيها مَدَّ بصرِهِ. وأمّا الكافرُ فذكر موته، قال: ويُعادُ روحه في جسده، ويأتيه مَلَكَان فيُجلسانِهِ فيقولان: من ربُّكَ؟ فيقول: هَاه هَاه، لا أدري، فيقولان، له: ما دينُك؟ فيقول: هَاه هَاه، لا أدري، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فيقول: هَاه هَاه، لا أدري. فينادي مُنادٍ من السماء: أن كذب، فافرشوه من النّار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النّار. قال: فيأتيه من حَرِّها وَسَمُومِها. قال: ويُضَيَّقُ عليهِ قبرُهُ حتَّى تختلفَ فيهِ أضلاعُه، ثُمَّ يُقَيَّضُ لهُ أَعمى أصمٌّ معه مِرْزَبَّةٌ (¬5) ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وليس عند الترمذي. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 383، كتاب الجنائز (8) باب ما جاء في عذاب القبر (70)، الحديث (1071) وقال: (حديث حسن غريب). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص (197)، كتاب الجنائز (6)، باب في الميت يسمع ويسأل (33)، الحديث (780). (¬3) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وليس عند أبي داود. (¬4) سورة إبراهيم (14)، الآية (27). (¬5) قال القاري في المرقاة 1/ 171: (المسموع في الحديث تشديد الباء وأهل اللغة يخففونها، وهي التي يدق بها المَدَر ويكسر. . . وقال الطيبي: وإنما تشدد الباء إذا أُبدلت الهمزة =

من حديدٍ لو ضُرِبَ بها جبلٌ لصار تُرابًا، فيضربه بها ضَربةً يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلّا الثقلَيْنِ، فيصير تُرابًا، ثم يُعادُ فيه الرُّوح" (¬1). 98 - عن عثمان بن عفّان رضي اللَّه عنه: "أنَّه كان إذا وقفَ على قبرٍ بكى حتَّى يبُلَّ لحيتَهُ، فقيل له: تذكرُ الجنّة والنّار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إنّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: إنّ القبرَ أوّلُ منزلٍ مِنْ منازِلِ الآخرة، فإنْ نجا منهُ فما بعدَهُ أيسرُ منهُ، وإنْ لمْ ينجُ منهُ فما بعدَهُ أشدُّ منهُ. قال: وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما رأيتُ منظرًا قطُّ إلّا والقبرُ أفظعُ منهُ" (¬2) (غريب). 99 - وعن عثمان رضي اللَّه عنه قال: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا فرغَ منْ دفنِ الميِّتِ وقفَ عليهِ فقال: استَغْفِرُوا لأخيكم ثمّ سَلُوا له بالتثبيت، فإنه الآنَ يُسْأل" (¬3). ¬

_ = من الميم وهي: الإرْزَبَّة). وقد ذكرهما الفيروزآبادي في القاموس المحيط 1/ 75، باب الباء، فصل الراء، فقال: (الإرزبّة والمرزبّة مشددتان أو الأولى فقط: عصية من حديد). والمَدَر: محركة قطع الطين اليابس (الفيروزآبادي، القاموس المحيط 2/ 136 باب الراء، فصل الميم). (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 287 - 288، 295 - 296 في مسند البراء بن عازب رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 5/ 114 - 116، كتاب السُّنة (34)، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر (27)، الحديث (4753). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 63 - 64، في مسند عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 4/ 553، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في ذكر الموت (5)، الحديث (2308) وقال: (هذا حديث حسن غريب). وابن ماجه في السنن 2/ 1426، كتاب الزهد (37)، باب ذكر القبر والبلى (32)، الحديث (4267). (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 3/ 550، كتاب الجنائز (15)، باب الاستغفار عند القبر للميت (73)، الحديث (3221). والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 56، كتاب الجنائز، باب ما يقال بعد الدفن. وحسّنه النووي في الأذكار (147) كتاب أذكار المرض والموت، باب ما يقوله بعد الدفن.

5 - باب الاعتصام بالكتاب والسنة

100 - عن درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنهم قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُسلَّطُ على الكافرِ في قبرِه تسعة وتسعون تِنّينًا تَنْهَشُهُ وتلدغه حتى تقومَ الساعةُ، لو أنَّ تِنّينًا منها نَفَخ في الأرضِ ما أنبتتْ (¬1) خَضْراء" (¬2). 5 - باب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة مِنَ الصِّحَاحِ: 101 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليسَ منهُ فهوَ ردٌّ" (¬3). 102 - وعن جابر رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أمّا بعد، فإنَّ خيرَ الحديث كتاب اللَّه، وخيرُ الهُدى هُدى محمدٍ، وشرُّ الأُمورِ مُحدثاتُها، وكل مُحْدَثَةٍ بِدعةٌ، وكلُّ بِدعةٍ ضَلالة" (¬4). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (خضيرًا)، والتصويب من المطبوعة ومسند أحمد. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 3/ 38، في مسند أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، والدارمي في السنن 2/ 331، كتاب الرقاق، باب في شدة عذاب النار، وهذا لفظه. وأخرج الترمذي نحوه من طريق آخر عن أبي سعيد الخدري في السنن 4/ 639، كتاب صفة القيامة (38)، باب (26)، الحديث (2460)، وقال: (حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه). والتنِّين: حيّة عظيمة كثيرة السم. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 301، كتاب الصلح (53)، باب إذا اصطلحوا على صلح جَور فالصلح مردود (5)، الحديث (2697). ومسلم في الصحيح 3/ 1343، كتاب الأقضية (30)، باب نقض الأحكام الباطلة، وردّ محدثات الأمور (8)، الحديث (17/ 1718). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 592، كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة والخطبة (13)، الحديث (43/ 867) دون ذكر: "وكل محدثة بدعة". وهذه اللفظة وردت في حديث أخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 188، كتاب صلاة العيدين (19)، باب كيف الخطبة (22).

103 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أبغضُ النّاسِ إلى اللَّه ثلاثةٌ: مُلحِدٌ في الحرَم، ومُبتغٍ في الإسلام سنَّةَ الجاهلية، ومُطَّلبٌ دمَ امرئٍ مسلم بغير حقّ ليهريقَ دمَه" (¬1) رواه ابن عباس رضي اللَّه عنهما. 104 - وقال: "كلُّ أُمتي يَدخلونَ الجنَّة إلّا مَنْ أبى. قالوا: ومَنْ يأبى؟ قال: مَنْ أطاعني دخلَ الجنّةَ، ومَنْ عصاني فقد أبى" (¬2) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 105 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال: "جاءتْ ملائكةٌ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو نائمٌ فقالوا: إن لصاحبِكُم هذا مثلًا فاضرِبُوا له مثلًا، فقال بعضُهُمْ: إنّه نائمٌ، وقال بعضُهُمْ: إنَّ العيْنَ نائمة والقلبَ يَقْظانُ. فقالوا: مثلَهُ كمثلِ رجل بنى دارًا وجعلَ فيها مأدبةً وبعثَ داعيًا، فمنْ أجابَ الداعيَ دخلَ الدَّارَ وأكلَ من المأدُبة، ومَنْ لمْ يُجبِ الداعيَ لمْ يدخُلِ الدارَ ولمْ يأكلْ مِنَ المأدُبة. فقالوا: أوِّلُوها لهُ يَفْقَهْها، قال بعضُهُمْ: إنّه نائم، وقال بعضُهُمْ: إنّ العينَ نائمةٌ والقلبَ يقظانُ. فقالوا: فالدارُ الجنّةُ، والدّاعي: محمدٌ، فمنْ أطاعَ محمدًا فقد أطاعَ اللَّه، ومَنْ عصى محمدًا فقدْ عصى اللَّه، ومحمدٌ فرق بينَ الناس" (¬3). 106 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ ثلاثةُ رهطٍ إلى أزواجِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يسألونَ عن عبادةِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 215، كتاب الديات (87)، باب من طلبَ دم امرئ بغير حق (9)، الحديث (6882). (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 249، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (96)، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (7280). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 249، كتاب الاعتصام (96)، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (7281). ومحمد فرق بين الناس: روي مشددًا على صيغة الفعل [فَرَّقَ]، ومخفًا على المصدر [فَرَقٌ] كذا قاله الطيبي. وقال السيد جمال الدين: مصدر وصف به للمبالغة، أي فارق بين المؤمن والكافر والصالح والفاسق (القاري، المرقاة 1/ 181).

فلما أُخبِرُوا بها كانهم تقالُّوها، فقالوا: أين نحنُ مِنَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وقد غَفَرَ اللَّه لهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذنبهِ وما تأخر. فقال أحدُهم: أمّا أنا فأُصلِّي الليلَ أبدًا. وقال الآخر: أنا أصومُ النهارَ ولا أُفطِرْ. وقال الآخر: أنا أعتزلُ النِّساءَ فلا أتزوَّج أبدًا. فجاءَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إليهم فقال: أنتمُ الذين قُلتمْ كذا وكذا؟ أما واللَّه إني لأخشاكم للَّه وأتقاكم له، لكنِّى أصومُ وأفطِرْ، وأُصلِّي وأَرقُدْ، وأتزوجُ النساء، فمنْ رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي" (¬1). 107 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ما بالُ أقوامٍ يتنزَّهُونَ عنِ الشيءِ أصنَعُهُ، فواللَّه إنِّي لأعلَمهُمْ باللَّه وأشدُّهُم له خَشْية" (¬2). 108 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّتم أعلمُ بأمرِ دُنياكُم، إِذا (¬3) أمرتُكُمْ بشيءٍ منْ أمرِ دينكُمْ فخُذُوا بهِ" (¬4) [رواه رافع بن خَديج] (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 104، كتاب النكاح (67)، باب الترغيب في النكاح (1)، الحديث (5063). ومسلم في الصحيح 2/ 1020، كتاب النكاح (16)، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة (1)، الحديث (5/ 1401). وعند عبد الرزاق أن الرهط الثلاثة هم: علي بن أبي طالب، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعثمان بن مظعون. والرهط في اللغة: من ثلاثة الى عشرة. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 513، كتاب الأدب (78)، باب من لم يواجه الناس بالعتاب (72)، الحديث (6101). ومسلم في الصحيح 4/ 1829، كتاب الفضائل (43)، باب علمه -رضي اللَّه عنه- باللَّه تعالى وشدة خشيته (35)، الحديث (127/ 2356) و (128/ 2356). واللفظ للبخاري. (¬3) العبارة في المطبوعة: (فإذا) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1835 - 1836 كتاب الفضائل (43)، باب وجوب ما قاله -صلى اللَّه عليه وسلم- شرعًا (38)، الحديث (140/ 2362) دون لفظة: "أنتم أعلم بأمر دنياكم"، فإنها من حديث أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (141/ 2363). (¬5) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو ساقط من مخطوطة برلين.

109 - عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنّما مَثَلي ومَثَلُ ما بَعَثني اللَّه به كمثلِ رجُلٍ أتى قومًا فقال: يا قوم إنِّي رأيتُ الجيشَ بعَينَيَّ، وإنِّي أنا النَّذيرُ العُريانُ فالنَّجاءَ النَّجاءَ. فأطاعَهُ طائفةٌ مِنْ قومهِ فأدلجوا فانطلَقُوا على مَهَلِهِمْ فَنَجَوا، وكذَّبتْ طائفةٌ منهم فاصبحوا مكانَهُمْ فصبحَهُمُ الجيشُ فأهلكَهُمْ واجتاحَهُمْ. فذلك مثلُ من أطاعَني فاتَّبعَ ما جئتُ بهِ مِنَ الحقِّ، ومَثَلُ مَنْ عصاني وكذَّب بما جئت بهِ مِنَ الحقِّ" (¬1). 110 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: [إنّما] (¬2) مَثَلي كمثَلِ رجلٍ استوقدَ نارًا، فلمّا أضاءتْ ماحولها جعلَ الفراشُ وهذهِ الدوابُّ التي تقعُ في النَّارِ يقعنَ فيها، وجعلَ يحجُزُهُنَّ ويغلِبْنَهُ فيقتَحمنَ فيها. قال: فذلكَ مَثَلي ومَثَلُكم، أنا آخذٌ بحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ هلمَّ عنِ النّارِ هلمَّ عنِ النَّارِ فتغلِبوني تقحَّمُون فيها" (¬3). 111 - وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "مثلُ ما بعثَني اللَّه بهِ منَ الهُدَى والعلمِ كمثلِ الغَيْثِ الكثيرِ أصابَ أرضًا، فكانتْ منها طائفة طيبة قَبِلتِ الماءَ فأنبتتِ الكلأ والعُشْبَ الكثيرَ وكانتْ منها أجادبُ أمسكتِ الماءَ فنفعَ اللَّه بها الناسَ فشرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعوا وأصابَ منها طائفة أُخرى إنّما هيَ قِيعان لا تُمسكُ ماءً ولا تُنبتُ كلأ. فذلكَ مثلُ مَنْ فَقهَ في دينِ اللَّه ونفعَهُ اللَّه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 250، كتاب الاعتصام (96)، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (7283). ومسلم في الصحيح 4/ 1788، كتاب الفضائل (43)، باب شفقته -صلى اللَّه عليه وسلم- على أمته (6)، الحديث (16/ 2283). والعُريان من التعري. ضرَب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لنفسه ولما جاء به مثلًا بذلك لما أبداه من الخوارق والمعجزات الدالة على القطع بِصِدْقِهِ تقريبًا لأفهام المخاطبين بما يألفونه. (¬2) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو في لفظ البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 316، كتاب الرقاق (81)، باب الانتهاء عن المعاصي (26)، الحديث (6483). ومسلم في الصحيح 4/ 1789، كتاب الفضائل (43)، باب شفقته -صلى الله عليه وسلم- على أمته (6)، الحديث (18/ 2284).

بما بعثني بهِ فعلمَ وعَلَّم. ومثلُ مَنْ لمْ يرفعْ بذلكَ رأسًا ولم يقبلْ هُدَى اللَّه الذي أُرسِلْتُ بهِ" (¬1) رواه أبو موسى الأشعري رضي اللَّه عنه. 112 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "تلا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} (¬2) الآية. قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: فإذا رأيتِ الذينَ يَتّبعون ما تشابهَ منه، فأولئكَ الذينَ سمَّى اللَّه، فاحذَروهم" (¬3). 113 - وقال عبد اللَّه بن عمرو (¬4) رضي اللَّه عنهما: "هجَّرْتُ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومًا، فسمعَ صوتَ رَجلينِ اختلفا في آيةٍ فخرجَ يُعرفُ في وجههِ الغضبُ، فقال: إنما هلكَ مَنْ كانَ قبلكُمْ باختلافِهِمْ في الكتابِ" (¬5). 114 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ذروني ما تركتُكُمْ فإنّما هلكَ مَنْ كان قبلَكُمْ بكثرةِ سُؤالهمْ واختلافِهِمْ على أنبيائهِمْ فإذا أمرتُكُمْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 175، كتاب العلم (3)، باب فضل من علِمَ وعلَّم (20)، الحديث (79). ومسلم في الصحيح 4/ 1787 - 1788، كتاب الفضائل (43)، باب بيان مثل ما بعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الهدى والعلم (5)، الحديث (15/ 2282). (¬2) سورة آل عمران (3)، الآية (7). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 259، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة آل عمران (3)، باب {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} (1)، الحديث (4547). ومسلم في الصحيح 53/ 204، كتاب العلم (47)، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن (1)، الحديث (1/ 2665). واللفظ للبخاري. (¬4) وردت في المطبوعة: (عبد اللَّه بن عمر)، وهو خطأ. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2053، كتاب العلم (47)، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن (1)، الحديث (2/ 2666). وهجّرت: أتيت في الهاجرة أي الظهيرة (القاري، المرقاة 1/ 189).

بشيءٍ فأتُوا منهُ ما استطعتُمْ وإذا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شيءٍ فَدَعُوه" (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 115 - وقال: "إنّ أعظمَ المسلمينَ في المسلمينَ جرْمًا، مَنْ سألَ عَنْ شيءٍ لمْ يحرمْ فَحُرِّمَ من أجلِ مسألتِه" (¬2) رواه سعد بن أبي وقّاص رضي اللَّه عنه. 116 - وقال: "يكونُ في آخرِ الزمانِ دجَّالونَ كذَّابونَ، يأْتُونكُمْ مِنَ الأحاديثِ بما لمْ تسمعُوا أنتمْ ولا آباؤكم، فإيّاكُمْ وإيّاهُمْ، لا يُضلُّونكمْ ولا يفتِنُونَكُمْ" (¬3) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 117 - وقال: "لا تُصدِّقوا أهلَ الكتابِ ولا تُكذِّبوهم، و {قُولُوا آمَنَّا باللَّه وما أُنْزِلَ إلَيْنا وما أنْزِلَ} (¬4) الآية" (¬5) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 118 - وقال: "كفَى بالمرءِ كَذِبًا أَنْ يُحدِّثَ بكلِّ ما سَمِعَ" (¬6) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 251،كتاب الاعتصام (96)، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (7288). ومسلم في الصحيح 2/ 975، كتاب الحج (15)، باب فرض الحج مرة في العمر (73)، الحديث (412/ 1337)، وهذا لفظه. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 264، كتاب الاعتصام (96)، باب ما يُكرَه من كثرة السؤال (3)، الحديث (7289). ومسلم في الصحيح 4/ 1831، كتاب الفضائل (43)، باب توقيره -صلى اللَّه عليه وسلم-، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه (37)، الحديث (132/ 2358). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 12، المقدمة، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها (4)، الحديث (7/ 7). (¬4) سورة البقرة (2)، الآية (136). (¬5) أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 516، كتاب التوحيد (97)، باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها (51)، الحديث (7542). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 10، المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع (3)، الحديث (5/ 5).

119 - وقال: "ما مِنْ نبيٍّ بعثَهُ اللَّه في أُمَّتهِ قبلي إلّا كان لهُ مِنْ أُمّتهِ حوارِيُّونَ وأصحابٌ يأخذونَ بسنّتهِ ويقتدُونَ بأمرهِ. ثمّ إنّها تخلُفُ منْ بعدِهم خُلوفٌ يقولونَ ما لا يفعلون، ويفعلونَ ما لا يُؤمَرُون، فمنْ جاهدَهُمْ بيدِه فهوَ مؤمنٌ، ومَن جاهدَهُمْ بلسانهِ فهوَ مُؤمنٌ، ومَنْ جاهدَهُمْ بقلبهِ فهوَ مُؤمنٌ، ليسَ وراءَ ذلكَ منَ الإِيمانِ حبَّة خَرْدَلٍ" (¬1) رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه. 120 - وقال: "لا يزالُ من أُمتي أُمة قائمة بأمرِ اللَّه لا يضرُّهم مَنْ خذلَهُمْ ولا مَنْ خالَفَهُمْ حتى يأتيَ أمرُ اللَّه وهم على ذلك" (¬2) رواه معاوية رضي اللَّه عنه. 121 - وقال: "لا تزالُ طائفة مِنْ أُمّتي يُقاتِلُونَ على الحقِّ، ظاهرينَ إلى يومِ القيامةِ" (¬3) رواه جابر رضي اللَّه عنه. 122 - وقال: "مَنْ دعا إلى هُدًى كان لهُ مِنَ الأجرِ مثلَ أُجورِ منْ تَبِعَهُ لا ينقُصُ ذلكَ مِنْ أُجورِهِمْ شيئًا، ومَنْ دعا إلى ضلالةٍ كان عليهِ مِنَ الإِثمِ مثلَ آثامِ مَنْ تبعهُ لا ينقصُ ذلكَ مِنْ آثامهِمْ شيئًا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 70، كتاب الإيمان (1)، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان (20)، الحديث (80/ 50). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 632، كتاب المناقب (61)، باب (28)، الحديث (3641)، وفي 13/ 442، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} [النحل (16) الآيه (40)] (29)، الحديث (7460). ومسلم في الصحيح 3/ 1524، كتاب الإمارة (33)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق. . . " (53)، الحديث (174/ 1037). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 137، كتاب الإيمان (1)، باب نزول عيسى بن مريم. . . (71)، الحديث (247/ 156)، وفي 3/ 1524، كتاب الإمارة (33)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي. . . " (53)، الحديث (173/ 1923). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2060، كتاب العلم (47)، باب من سن سنة حسنة أو سيئة (6)، الحديث (16/ 2674). وقد صرح البغوي براوي هذا الحديث أنه أبو هريرة رضي اللَّه عنه بعد حديثين.

123 - وقال: "بدأَ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأَ، فطوبَى للغُرباءِ" (¬1). 124 - وقال: إنَّ الإيمانَ لَيَأْرِزُ إلى المدينةِ كما تَأْرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها" (¬2) روى هذه الأحاديث الثلاثة أبو هريرة رضي اللَّه عنه. مِنَ الحِسَان: 125 - عن رَبيعة الجُرَشي رضي اللَّه عنه أنه قال: "أُتيَ نبيُّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقيل له: لِتنمْ عينُك، ولْتسمعْ أذُنُك، ولْيَعقِلْ قلبُك. قال: فنامتْ عَيْني، وسمعَتْ أُذُني، وعَقلَ قلبي. قال: فقيل لي: سيّدٌ بَنى دارًا، فصنَعَ [فيها] (¬3) مأدُبةً وأرسلَ داعيًا، فمنْ أجابَ الداعيَ دخلَ الدارَ وأكلَ من المأدُبة ورضيَ عنهُ السيّدُ، ومَنْ لمْ يُجبِ الداعيَ لمْ يدخلِ الدارَ ولمْ يأكل من المأدُبة وسخطَ عليه السيّد. قال: فاللَّه السيّدُ، ومحمدٌ الداعي، والدارُ الإِسلامُ والمأدبةُ الجنّة" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 130، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (65)، الحديث (232/ 145)، وقد صرّح البغوي باسم أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الحديث (124) الآتي. (¬2) متفق عليه، أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه: البخاري في الصحيح 4/ 93، كتاب فضائل المدينة (29)، باب الايمان يأرز إلى المدينة (6)، الحديث (1876). ومسلم في الصحيح 1/ 131، كتاب الإيمان (1) باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (65)، الحديث (233/ 147). ويأرز: أي ينضم ويجتمع (ابن حجر، فتح الباري 4/ 93). (¬3) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وليس في المخطوطة ولا عند الدارمي. (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 7، المقدمة، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الكتب قبل مبعثه. وربيعة: هو ابن عمرو الجرشي، مختلف في صحبته، قتل يوم مرج راهط سنة أربع وستين، وكان فقيهًا، وثقه الدارقطني وغيره. (الحافظ ابن حجر، تقريب =

126 - عن أبي رافِعٍ رضي اللَّه عنه، أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا أُلفِيَنَّ أحدَكُمْ متكئًا على أريكتِه يأتيه الأمرُ مِنْ أمري مما أُمِرتُ به أو نُهيتُ عنه، فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتابِ اللَّه اتَّبعناه" (¬1). 127 - عن المقدام بن مَعْد يكرِب رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ألا إنّي أُوتيتُ القرآنَ ومثلَهُ معهُ، ألا يوشكُ رجل شبعانُ على أريكتهِ يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه مِنْ حلالٍ فأحلُّوه، وما وجدتمْ فيهِ مِنْ حرامٍ فحرِّمُوه، وإنما حرّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كما حرّم اللَّه، ألا لا يحلُّ لكم الحمارُ الأهليّ، ولا كلُّ ذي نابٍ من السِّباع، ولا لُقَطَةُ مُعاهِدٍ إلّا أن يستغني عنها صاحبُها، ومنْ نزلَ بقومٍ فعليهم أن يَقْرُوه، فإنْ لم يَقْرُوه فله أنْ يعَقِّبَهُمْ بمثلِ قَراه" (¬2). ¬

_ = التهذيب 1/ 247. والقاري، المرقاة 1/ 193). وقد تصحفت في الأصل المطبوع الى ربيعة بن طلحة الجرشي. (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 8، في مسند أبي رافع رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 5/ 12، كتاب السنة (34)، باب في لزوم السنة (6)، الحديث (4605). والترمذي في السنن 5/ 37، كتاب العلم (42)، باب ما نُهيَ عنه أن يقال عند حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (10)، الحديث (2663)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 6 - 7، المقدمة، باب تعظيم حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (13). والحاكم في المستدرك 1/ 108 - 109، كتاب العلم، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقرة الذهبي قوله: (لا ألفينّ) أي لا أجد وألقى. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 130 - 131، في مسند المقدام بن معد يكرب رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 114، المقدمة، باب السنة قاضية على كتاب اللَّه. وأبو داود في السنن 5/ 10 - 12، كتاب السنة (34)، باب في لزوم السنة (6)، الحديث (4604). والترمذي في السنن 5/ 38، كتاب العلم (42)، باب ما نُهيَ عنه أن يقال عند حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (10)، الحديث (2664)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). وابن ماجه في السنن 1/ 6، المقدمة، باب تعظيم حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (12). ويَقْرُوه: أي يضيفوه.

128 - عن العِرْباض بن سارية رضي اللَّه عنه قال: "قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: أيحسبُ أحدُكُمْ مُتكئًا على أريكتهِ يظنُّ أنّ اللَّه لمْ يُحرِّمْ شيئًا إلا ما في هذا القرآن، ألا وإنّي واللَّه قد أمَرْتُ ووعَظتُ ونَهيتُ عن أشياءَ، إنّها لمثلُ القرآنِ أو أكثر، وإنَّ اللَّه لم يُحلَّ لكم أنْ تدخلُوا بُيوتَ أهلِ الكتابِ إلّا بإذنٍ، ولا ضربَ نسائهمْ، ولا أكلَ ثمارهمْ، إذا أعطَوكُمُ الذي (¬1) عليهم" (¬2). 129 - وعن العِرْباض بن سارية قال: "وعظنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفتْ منها العُيونُ ووجِلَتْ منها القُلُوبُ، فقالَ قائلٌ: يا رسول [اللَّه] (¬3) كأنها موعظةُ مُودِّع فأوصِنا فقال: أُوصيكُمْ بتقوَى اللَّه والسَّمْعِ والطاعةِ وإنْ كانَ عِبدًا حبَشيًا، فإنهُ مَنْ يعِشْ منكُم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ، وإيَّاكُمْ ومُحدثات الأمورِ، فإنَّ كُلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضَلالة" (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (فرض) وليست عند أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 436، كتاب الخراج والإمارة (14)، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات (33)، الحديث (3050). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 255: في إسناده: أشعث بن شعبة المصيصي، وفيه مقال. (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 126 - 127 في مسند العرباض بن سارية رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 44 - 45، المقدمة، باب اتباع السنة. وأبو داود في السنن 5/ 13 - 15، كتاب السنة (34)، باب في لزوم السنّة (6)، الحديث (4607). والترمذي في السنن 5/ 44، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (16)، الحديث (2676)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 16، المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (6)، الحديث (43). قوله (بالنواجذ) أي الضواحك من الأسنان، وهي التي تبدو عند الضحك. ومعنى الحديث: أي تمسكوا بها كما يتمسّك العاض بجميع أضراسه.

130 - وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال: "خطَّ لنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خطًّا، ثم قال: هذا سبيلُ اللَّه. ثمّ خطَّ خطوطًا عن يمينهِ وعن شمالهِ، وقال: هذه سُبُلٌ، على كلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يَدعو إليه. وقرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} (¬1) الآية" (¬2). 131 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يؤمنُ أحدُكُمْ حتَّى يكونَ هواهُ تَبَعًا لما جئتُ بهِ" (¬3). 132 - مَنْ أَحيا سُنَّةً مِنْ سُنَّتي قدْ أُميتَتْ بعدي، فإنَّ لهُ منَ الأجرِ مثل أجور مَنْ عملَ بها مِنْ غيرِ أنْ ينقصَ مِنْ أجورهِمْ شيئًا، ومنِ ابتدعَ بِدعةَ ضلالةٍ لا يرضاها اللَّه ورسولُه كان عليهِ من الإِثمِ مثلُ آثامِ منْ عملَ بها لا ينقُصُ ذلكَ منْ أوزارِهمْ شيئًا" (¬4) رواه بلال بن الحارث المزني. ¬

_ (¬1) سورة الأنعام (6)، الآية (153). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 435، 465، في مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 67، المقدمة، باب في كراهية أخذ الرأي. والنسائي في "السنن الكبرى" على ما ذكره المزي في تحفة الأشراف 7/ 25، الترجمة (9215) و 7/ 49، الترجمة (9281). (¬3) عزاه الهندي في كنز العمال 1/ 217، الكتاب الأول في الإِيمان والإسلام، باب الاعتصام بالكتاب والسنة، للحكيم الترمذي وأبي نصر السجزي في الإبانة، وقال -السجزي-: (حسن غريب). وأخرجه بسنده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4/ 469، في ترجمة أحمد بن محمد الاسفراييني، رقم (2239). والبغوي في شرح السنة 1/ 212 - 213، كتاب الإيمان، باب رد البدع والأهواء، الحديث (104). وأورده النووي في "الأربعين النووية" الحديث (41)، وقال: (حديث صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح). (¬4) أخرجه: الترمذي في السنن 5/ 45، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (16)، الحديث (2677) وقال: (هذا حديث حسن). وابن ماجه في السنن 1/ 76، المقدمة، باب من أحيا سنة قد أميتت (15)، الحديث (210). والحديث ليس من رواية بلال بن الحارث، بل هو عند الترمذي موجه إليه من حديث =

133 - وقال: "إنَّ الدِّينَ ليَأرِزُ إلى الحجازِ كما تأرِزُ الحيّةُ إلى جُحْرِها، ولَيَعْقِلَنَّ الدِّينَ منَ الحجازِ معقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأسِ الجبلِ، إنَّ الدينَ بدأَ غريبًا ويرجعُ غريبًا، فطوبى للغرباءِ الذينَ يُصلحونَ ما أفسدَ الناسُ منْ بعدي منْ سُنَّتي" (¬1) رواه كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحَة عن أبيه، عن جده. 134 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لَيَأْتِيَنَّ على أُمَّتي كما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النَّعْل بالنَّعلِ حتَّى إنْ كان منهمْ مَنْ أتى أمَّهُ علانيةً لكانَ في أُمَّتي منْ يصنعُ ذلك، وإنّ بني إسرائيلَ تفرَّقتْ على ثِنتيْنِ وسَبعينَ مِلَّةً، وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ مِلَّةً، كلُّهمْ في النَّارِ إلا مِلَّةً واحدةً، قالوا: مَنْ هيَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: ما أنا عليهِ وأصحابي" (¬2) رواه عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما. 135 - وفي رواية معاوية: "واحدة في الجنّة وهي الجماعة، وإنه سيخرجُ في أُمَّتي قومٌ تتجارى بهم تلك الأهواءُ كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحبهِ، لا يبقى منهُ عِرْقٌ ولا مَفْصِلٌ إلّا دخَله" (¬3). ¬

_ = كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لبلال بن الحارث: "اعلم. قال: ما أعلم يا رسول اللَّه؟ قال: اعلم يا بلال. قال: ما أعلم يا رسول اللَّه؟ قال: أنه من أحيا سنة. . . ". وعند ابن ماجه من حديث كثير عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من أحيا سنة. . . ". (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 18، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (13)، الحديث (2630)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). والأُرْوِيّة: الأنثى من المَعِز الجبلي (القاري، المرقاة 1/ 203). ويأرز: أي ينضم إليها ويجتمع بعضه الى بعض (البغوي، شرح السنة 1/ 120، كتاب الإيمان، باب الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 26، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (18)، الحديث (2641)، وقال: هذا حديث مفسر غريب. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 102، في مسند معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنه.

136 - وقال: "لا تجتمعُ هذه الأمة -أو قال أمة محمد- على ضلالةٍ، ويدُ اللَّه على الجماعةِ، ومَنْ شَذَّ شذَّ في النَّارِ" (¬1) [رواه ابن عمر وأنس] (¬2). 137 - ويروى عن ابن عمر، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "اتَّبعوا السَّوادَ الأعظمَ، فإنه مَنْ شذَّ شذَّ في النَّارِ" (¬3). 138 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يا بُنيَّ إنْ قدرْتَ أن تُصبحَ وتمسيَ ليسَ في قلبكَ غِشٌّ لِأحدٍ فافعلْ. ثم قال: يا بُنَي وذلكَ مِنْ سنَّتي، ومَنْ أحبَّ (¬4) سُنَّتي فقد أحبَّني، ومَنْ أحبَّني كانَ معي في الجنَّة" (¬5). ¬

_ = وأبو داود في السنن 5/ 5 - 6، كتاب السُّنّة (34)، باب شرح السنّة (1)، الحديث (4597). (¬1) أخرجه: الترمذي عن ابن عمر رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 466، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في لزوم الجماعة (7)، الحديث (2167) ولفظه: ". . . ويد اللَّه مع الجماعة. . . "، قال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه)، وقال: (وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث). وابن ماجه عن أنس رضي اللَّه عنه في السنن 3/ 1302، كتاب الفتن (36)، باب السواد الأعظم (8)، الحديث (3950) ولفظه مقارب. في الزوائد: في إسناده أبو خلف الأعمى، واسمه حازم بن عطاء، وهو ضعيف، وقد جاء الحديث بطرق، في كلها نظر. قاله شيخنا العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي. (¬2) ما بين الحاصرتين من المطبوعة. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 115 - 116، كتاب العلم، باب من شذَّ شذَّ في النار. قوله: (السواد الأعظم) أي الجماعة الكثيرة، والمراد ما عليه أكثر المسلمين. (¬4) كذا في المطبوعة، واللفظ في مخطوطة برلين: (ومن أحيا)، وكذا هو عند الترمذي. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 46، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الأخذ بالسنّة واجتناب البدع (16)، الحديث (2678) ولفظه: ". . . ومن أحيا سُنتي. . . "، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

139 - وقال: "مَنْ تمسَّكَ بسُنَّتي عندَ فسادِ أُمَّتي فلهُ أجرُ مائة شَهيد" (¬1) رواه أبو هريرة. 140 - وعن جابر رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: حين أتاهُ عمرُ رضي اللَّه عنه فقال: "إنّا نسمعُ أحاديثَ منْ يهود تُعجِبُنا، أَفَتَرى أنْ نكتبَ بعضَها. فقال: أَمُتَهَوِّكُونَ أنتم كما تهوَّكَتِ اليهودُ والنَّصارى، لقدْ جئتُكُمْ بها بيضاءَ نقيَّة، ولوْ كان موسى حيًا ما وَسِعَهُ إلَّا اتِّباعي" (¬2). 141 - وعن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "منْ أكلَ طيِّبًا، وعملَ في سُنَّةٍ، وأمِنَ النَّاسُ بوائقَهُ دخلَ الجنَّةَ، فقال رجل: يا رسولَ اللَّه، إن هذا اليومَ في الناسِ لكثيرٌ، قال: وسيكونُ في قرونٍ بعدي" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه بلفظ مقارب الطبراني في "الأوسط" على ما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 172، كتاب الإيمان، باب في اتباع الكتاب والسنة. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 200 من حديث عبد العزيز بن أبي راود، رقم (398). وبلفظه التام أخرجه ابن عدي عن ابن عباس رضي اللَّه عنه في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 739، في ترجمة الحسن بن قتيبة المدائني. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 387 في مسند جابر رضي اللَّه عنه. وعزاه للبيهقي في "شعب الإيمان" الإمام التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 63، الحديث (177/ 38). وأمتهوِّكون: أي أمتحيّرون في دينكم. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 669، كتاب صفة القيامة (38)، باب (60)، الحديث (2520)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه). والحاكم في المستدرك 4/ 104، كتاب الأطعمة، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه) وأقرّه الذهبي. وفي سنده أبي بِشْر عن أبي وائل عن أبي سعيد، قال الترمذي في المصدر السابق: وسألت محمد بن اسماعيل [بخاري] عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث اسرائيل ولم يعرف اسم أبي بِشر. قوله (بَوَائِقَهُ) أي شروره.

142 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّكُمْ في زمانٍ مَنْ تركَ منكمْ عُشْرَ ما أُمِرَ بهِ هلكَ ثمَّ يأتي زمانٌ مَنْ عملَ منهمْ بعُشْرِ ما أُمِرَ بهِ نجا" (¬1) (غريب). 143 - عن أبي أُمامة [الباهلي] (¬2) رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما ضلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلّا أوتُوا الجَدَلَ، ثم قرأَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم هذه الآية: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (¬3) " (¬4). 144 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "نزلَ القرآنُ على خمسةِ وجوهٍ: حلالٍ، وحَرامٍ، ومحكمٍ، ومُتشابهٍ، وأمثالٍ، فأحُلُّوا الحلالَ، وحرِّموا الحرامَ، واعمَلُوا بالمحكم، وآمِنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال" (¬5). 145 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الأمرُ ثلاثة: أمرٌ بَيِّنٌ رُشدُه فاتَبعْهُ، وأمرٌ بَيِّنٌ غيُّهُ فاجتنِبْهُ، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 530، كتاب الفتن (34)، باب (79)، الحديث (2267)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عُيينة. (¬2) ما بين الحاصرتين من المطبوعة. (¬3) سورة الزخرف (43)، الآية (58). (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 252، 256، في مسند أبي أمامة رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 5/ 378 - 379، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الزخرف (45)، الحديث (3253)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 19، المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل (7)، الحديث (48). (¬5) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ولفظه: "فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم" على ما ذكره الإمام التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 64، الحديث (182/ 43).

وأمرٌ اختُلِفَ فيه فكِلْه إلى اللَّه عزَّ وجلَّ" (¬1). 146 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كان يقول: "لا تُشدِّدوا على أنفسِكُم فيُشدِّدَ اللَّه عليْكُمْ، فإنَ قومًا شدَّدوا على أنفُسِهم فشدَّدَ [اللَّه] (¬2) عليهم، فتلكَ بقاياهُمْ في الصَّوامعِ والدِّيار {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} (¬3) " (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 386 - 387، الحديث (10774) وفي أوله: "أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: إنما الأمور ثلاثة. . . ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 157، كتاب العلم، باب الأمور ثلاثة: (ورجاله موثقون). (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة ولا المخطوطة، وقد أثبتناه من لفظ أبي داود. (¬3) سورة الحديد (57)، الآية (27). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 209 - 210، كتاب الأدب (35)، باب في الحسد (52)، الحديث (4904). وهذا الحديث مقدّم عند الخطيب التبريزي في المشكاة 1/ 64 وعند القاري في المرقاة 1/ 209 قبل حديثَيْن. و (الصوامع) جمع صومعة، وهي موضع عبادة الرهبان من النصارى.

2 - كتاب العلم

2 - كِتَابُ العِلْمِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 147 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بلِّغوا عنِّي ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج، ومَنْ كذبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأْ مقعدَهُ مِنَ النَّارِ" (¬1). 148 - [وعن سَمُرة بن جُندَب والمغيرة بن شُعبة أنهما قالا: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬2): "منْ حدَّثَ عنِّي بحديثٍ يُرى أنَّه كذِبٌ فهُوَ أحدُ الكاذِبينَ" (¬3). 149 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ يُردِ اللَّه بهِ خيرًا يُفقهْهُ في الدِّينِ، وإنّما أنا قاسمٌ واللَّه يُعطي، ولا تزالُ منْ أُمتي أمةٌ قائمة بأمرِ اللَّه لا يضرُّهمْ مَنْ خَذَلَهُمْ ولا مَنْ خالفهُمْ حتى يأتيَ أمرُ اللَّه وهمْ على ذلك" (¬4) رواه معاوية رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) البخاري، الصحيح 6/ 496، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (50)، الحديث (3461). (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند مسلم. (¬3) مسلم، الصحيح 1/ 9، المقدمة باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكاذبين (1). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 164، كتاب العلم (3)، باب من يرد =

150 - قال صلى اللَّه عليه وسلم: "الناسُ معادنُ كمعادنِ الفضَّةِ والذَّهبِ خِيارُهم في الجاهليَّةِ خِيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهوا" (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 151 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لاحسد إلّا في اثنتَيْنِ: رجلٌ آتاهُ اللَّه مالًا فسلطهُ على هَلَكَتِهِ في الحقِّ، ورجلٌ آتاهُ اللَّه حكمةً فهُوَ يقضي بها ويُعلِّمُهَا" (¬2) رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه. 152 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عنهُ عملُهُ إلا منْ ثلاثةٍ: منْ صَدَقَةٍ جاريةٍ، أو عِلمٍ يُنتفَعُ بهِ، أو ولدٍ صالحٍ يدعُو لهُ" (¬3) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 153 - وقال: "مَنْ نَفَّسَ عنْ مؤمنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنيا نَفَّسَ اللَّه عنهُ كُربةً مِنْ كُربِ يومِ القيامةِ، ومَنْ يَسَّرَ على مُعسِرٍ يَسَّرَ اللَّه عليهِ في الدُّنيا والآخرة، ومَنْ سَتَرَ مُسلمًا سترهُ اللَّه في الدُّنيا والآخرة، واللَّه في عَوْنِ العبدِ ¬

_ = اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين (13)، الحديث (71)، وفي 6/ 632، كتاب المناقب (61)، باب (28)، الحديث (3641). ومسلم في الصحيح 2/ 718، كتاب الزكاة (12)، باب النهي عن المسألة (33)، الحديث (98/ 1037). واللفظ للبخاري. (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 525 - 526، كتاب المناقب (61)، باب قول اللَّه تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات (49) الآية (13)] (1)، الحديث (3493) و (3496). ومسلم في الصحيح 4/ 1958، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب خيار الناس (48)، الحديث (199/ 2526). دون ذكر "كمعادن الذهب والفضة". والحديث بلفظه أخرجه أحمد في المسند 2/ 539، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 165، كتاب العلم (3)، باب الاغتباط في العلم والحكمة (15)، الحديث (73). ومسلم في الصحيح 1/ 559، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه (47)، الحديث (268/ 816). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1255، كتاب الوصية (25)، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته (3)، الحديث (14/ 1631).

ما كانَ العبدُ في عَوْنِ أخيه، ومَنْ سلكَ طريقًا يلتمِسُ فيهِ عِلمًا سهَّلَ اللَّه لهُ بهِ طريقًا إلى الجنَّة، وما اجتمعَ قومٌ في مسجدٍ مِنْ مساجدِ اللَّه يتلونَ كتابَ اللَّه ويتدارسُونَهُ بينهُمْ إلا نزلتْ عليهِمُ السَّكينةُ وغشيتهُمُ الرَّحمةُ وحفَّت بهِم الملائكةُ وذكرهُمُ اللَّه فيمنْ عنده، ومَنْ بطَّأَ به عملُهُ لمْ يُسْرِعْ بهِ نسبُه" (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 154 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقضى عليهِ يومَ القيامةِ [ثلاثة] (¬2): رجلٌ استُشْهِدَ، فأتى بهِ اللَّه فعرَّفهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها. قال: فما عَمِلْتَ فيها؟ قال: قاتلْتُ فيكَ حتَّى استُشْهِدْتُ. قالَ: كذبتَ ولكنَّكَ قاتلتَ لأنْ يُقالَ رجل جَريءٌ فقد قيلَ. ثمَّ أُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجْهِهِ حتى أُلقيَ في النَّار. ورجلٌ تعلَّم العلمَ وعلَّمَهُ وقرأَ القُرآنَ، فأُتيَ بهِ فعرَّفهُ نِعَمَهُ فعرفَها. قال: فما عملْتَ فيها؟ قال: تعلمت العِلْمَ وعلَّمْتُهُ وقرأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذبتَ ولكنَّكَ تعلمتَ العِلمَ وعلَّمتهُ لِيُقالَ هو عالمٌ، وقرأتَ القرآنَ ليُقالَ هو قارئٌ، فقدْ قيلَ. ثم أُمِرَ بهِ فَسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلقيَ في النَّار. ورجلٌ وسَّعَ اللَّه عليهِ وأعطاهُ مِنْ أصناف المالِ كُلِّهِ، فأتيَ بهِ فعرَّفهُ نِعَمَهُ فَعرفَها. قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ مِنْ سبيلٍ تُحبُّ أنْ يُنفقَ فيها إلّا أنفقتُ فيها لكَ. قال: كذبتَ، ولكنَّكَ فعلتَ ليُقالَ هو جوَادٌ، فقدْ قيلَ. ثم أُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجهِهِ ثُمَّ (¬3) أُلقيَ في النَّار" (¬4) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2074، كتاب الذكر والدعاء (48)، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن، وعلى الذكر (11)، الحديث (38/ 2699). ولفظه: ". . . في بيت من بيوت اللَّه. . . ". (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند مسلم. (¬3) في المطبوعة (حتى) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1513 - 1514، كتاب الإمارة (33)، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (43)، الحديث (152/ 1905).

155 - وقال: إنَّ اللَّه لا يقبِضُ العِلْمَ انتزاعًا ينتزِعُهُ مِنَ العِبادِ، ولكنْ يَقبِضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتَّخذَ الناسُ رُؤسًا جُهَّالًا فسُئلوا فأَفْتَوْا بغيرِ علم فضلُّوا وأضَلُّوا" (¬1) رواه عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. 156 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَتَخَوَّلُنا بالموعظةِ في الأيامِ كراهةَ السَّآمَةِ علينا" (¬2). 157 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا تكلَّمَ بكلمةٍ أعادَها ثلاثًا حتى تُفهمَ عنه، وإذا أتى على قومٍ فسلَّمَ عليهِمْ سَلَّم عليهم ثلاثًا" (¬3). 158 - وعن أبي مسعود الأنصاري رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ دَلَّ على خَيْرٍ فلهُ مِثْلُ أجرِ فاعلِهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 194، كتاب العلم (3)، باب كيف يُقبض العلم (34)، الحديث (34). ومسلم في الصحيح 4/ 2058، كتاب العلم (47)، باب دفع العلم وقبضه (5)، الحديث (13/ 2673). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 162، كتاب العلم (3)، باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا (11)، الحديث (68). ومسلم في الصحيح 4/ 2172، كتاب صفات المنافقين (50)، باب الاقتصاد في الموعظة (19)، الحديث (82/ 2821). والتخول: التعهد وحسن الرعاية (القاري، المرقاة 1/ 225) وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/ 162: المعنى: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا. (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 188، كتاب العلم (3)، باب من أعاد الحديث ثلاثًا ليُفهم عنه (30)، الحديث (95). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1506، كتاب الإمارة (33)، باب فضل إعانة الغازي في سبيل اللَّه بمركوب وغيره (38)، الحديث (133/ 1893).

159 - وقال: "مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً فلهُ أجرُها وأجرُ مَنْ عملَ بها بعدَهُ، مِنْ غيرِ أنْ ينقُصَ مِنْ أُجورِهم شيءٌ، ومَنْ سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سيِّئَةً كان عليهِ وِزْرُها ووِزْرُ مَنْ عملَ بها بعدَهُ، مِنْ غيرِ أنْ ينقُصَ مِنْ أوازرِهم شيءٌ" (¬1) رواه جرير رضي اللَّه عنه. 160 - وقال: "لا تُقْتَلُ نفس ظُلمًا إلا كانَ على ابنِ آدمَ الأوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِها، لأنَّهُ أوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ" (¬2) رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه. مِنَ الحِسَان: 161 - عن أبي الدرداء رضي للُه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ سَلَكَ طريقًا يطلبُ فيهِ عِلمًا سَلَكَ اللَّه به طريقًا من طُرق الجنّةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتها رِضًا لطالبِ العلمِ، وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لهُ مَنْ في السَّماواتِ وَمَنْ في الأرضِ والحيتانُ في جَوْفِ الماءِ، وإنَّ فَضْل العالمِ على العابِدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البَدْرِ على سائرِ الكواكِبِ، وإِنَّ العُلماء وَرَثَةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياء لم يُوَرثوا دينارًا ولا دِرْهمًا، وإنَّما ورَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أخذَ بحظٍّ وافِرٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 705، كتاب الزكاة (12)، باب الحثّ على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة (20)، الحديث (69/ 1017). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 364، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب خلق آدم وذريته (1)، الحديث (3335). ومسلم في الصحيح 3/ 1304، كتاب القسامة (28)، باب بيان إثم من سن القتل (7)، الحديث (27/ 1677). وكِفْلٌ: نَصِيبٌ. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 196، في مسند أبي الدرداء رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 98، المقدمة، باب في فضل العلم والعالم. وأبو داود في السنن 4/ 57 - 58، كتاب العلم (19)، باب الحث على طلب العلم (1)، الحديث (3641)، وهذا لفظه. والترمذي في السنن 5/ 48 - 49، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (19)، الحديث (2682). وابن ماجه في السنن 1/ 81، المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (17)، الحديث (223). وصححه ابن =

162 - وقال أبو أُمامة الباهلي: "ذُكِرَ لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رَجُلَانِ أحدُهُما عابِدٌ والآخَرُ عالمٌ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضْلي على أدناكُمْ. ثم قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم: إنَّ اللَّه وملائكتَهُ وأهلَ السَّماوات والأرضِ حتَّى النَّملَةَ في جُحْرِها وحتَّى الحوتَ لَيُصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخير" (¬1). 163 - وقال أبو سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ النَّاسَ لكُمْ تَبَعٌ، وإنَّ رِجالًا يأتونكُمْ مِنْ أقطارِ الأرضِ يتفقَّهُونَ في الدِّينِ، فإذا أَتَوْكُمْ فاسْتوْصُوا بهِمْ خَيْرًا" (¬2). 164 - وقال: "الكلمةُ الحِكْمَةُ (¬3) ضالَّةُ الحكيم، فحيثُ وجدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بها" (¬4) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه (غريب). ¬

_ = حِبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (48 - 49)، كتاب العلم (2)، باب طلب العلم والرحلة فيه (3)، الحديث (80). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 50، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (19)، الحديث (2685)، وقال: (هذا حديث غريب). وقد أخرجه الدارمي عن مكحول -وهو من أجلاء التابعين، وكان معلم الأوزاعي (القاري، المرقاة 1/ 231) - مرسلًا، في السنن 1/ 88، المقدمة، باب في قال العلم الخشية وتقوى اللَّه، وأخرجه أيضًا عن الحسن مرفوعًا في السنن 1/ 97 - 98، المقدمة، باب فضل العلم والعالم. (¬2) أخرجه: الترمذي في السنن 5/ 30، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم (4)، الحديث (2650). وابن ماجه في السنن 1/ 91 - 92، المقدمة، باب الوصاة بطلبة العلم (22)، الحديث (249). وفي إسناده أبو هارون العبدي، قال الترمذي في المصدر السابق: قال يحيى بن سعيد: كان شُعبة يضعِّف أبا هارون العبدي، واسمه: عمارة بن جُوَين. (¬3) في مخطوطة برلين: (الكلمة الحكيمة) والصواب ما أثبتناه كما عند الترمذي. (¬4) أخرجه: الترمذي في السنن 5/ 51، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (19)، الحديث (2687)، وقال: (هذا غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، =

165 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "طلبُ العلمِ فريضةٌ على كُل مُسلمٍ" (¬1) رواه أنس رضي اللَّه عنه. 166 - وقال: "فقِيهٌ واحدٌ أشدُّ على الشيطانِ مِنْ ألفِ عابِدٍ" (¬2) رواه ابن عباس رضي اللَّه عنهما. 167 - وقال: "خَصْلَتَانِ لا تجتمعانِ في مُنافِق: حُسْنُ سَمْتٍ ولا فِقْهٌ في الدِّين" (¬3) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 168 - وقال: "مَنْ خَرَجَ في طَلَبِ العلمِ فهو في سبيلِ اللَّه حتَّى يرجِع" (¬4) رواه أنس رضي اللَّه عنه. ¬

_ = وإبراهيم بن الفضل المدني المخزومي [الراوي] يضعَّف في الحديث). وأخرجه ابن ماجه في السنن 5/ 1392، كتاب الزهد (37)، باب الحكمة (15)، الحديث (4169). ولفظهما: ". . . ضالة المؤمن. . . ". (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 81، المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (17)، الحديث (224). في الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف حفص بن سليمان. وقال السيوطي: سُئل الشيخ محي الدين النوويّ رحمه اللَّه تعالى عن هذا الحديث، فقال: إنه ضعيف، أي سندًا، وإن كان صحيحًا، أي معنى. وقال تلميذه جمال الدين المزّيّ: (هذا الحديث روي من طرق تبلغ رتبة الحسن). وهو كما قال، فإني رأيت له خمسين طريقًا، وقد جمعتها في جزء. انتهى كلام السيوطي. (¬2) أخرجه: الترمذي في السنن 5/ 48، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (19)، الحديث (2681)، وقال: (هذا حديث غريب). وابن ماجه في السنن 1/ 81، المقدمة، باب فضل العلماء والحثّ على طلب العلم (17)، الحديث (222). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 50، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (19)، الحديث (2684)، وقال: (هذا حديث غريب). والسمْت: الخلق والسيرة. (¬4) أخرجه: الترمذي في السنن 5/ 29، كتاب العلم (42)، باب فضل طلب العلم (2)، الحديث (2647)، وقال: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم فلم يرفعه.

169 - وقال: "مَنْ طَلَبَ العِلمَ كان كفَّارةً لما مضَى" (¬1) رواه (¬2) عبد اللَّه بن سخْبَرَة الأزدي رضي اللَّه عنه (ضعيف). 170 - وقال: "لنْ يشبعَ المؤمنُ مِنْ خَيْر يسمعُهُ حتَّى يكونَ مُنْتَهَاهُ الجنَّةُ" (¬3) رواه أبو سعيد الخدري رضي اللَّه عنه. 171 - وقال: "مَنْ سُئلَ عن عِلْمٍ علمَهُ ثمَّ كتمَهُ أُلْجِمَ يومَ القيامَةِ بِلِجَامِ مِنْ نار" (¬4) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 172 - وقال: "مَنْ طلبَ العلمَ ليُجارِيَ بِهِ العُلماءَ أو ليُمارِيَ بهِ السُّفهاءَ أو يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ الناسِ إليهِ أدخلَهُ اللَّه النَّار" (¬5) رواه كعب بن مالك رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 139، المقدمة، باب البلاغ، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وتعليم السنن. والترمذي في السنن 5/ 29، كتاب العلم (42)، باب فضل طلب العلم (2)، الحديث (2648)، وقال: ضعيف الإسناد، أبو داود [الراوي عن عبد اللَّه بن سخبرة] يضعَّف، ولا نعرف لعبد اللَّه بن سخبرة كبير شيء ولا لأبيه، واسم أبي داود: نُفيع الأعمى، تكلم فيه قتادة وغير واحد من أهل العلم. (¬2) في مخطوطة برلين: (ضعيف يروى عن عبد اللَّه بن سخبرة). (¬3) أخرجه: الترمذي في السنن 5/ 50 - 51، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة (19)، الحديث (2686)، وقال: حسن غريب. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 263، 305، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 4/ 67 - 68، كتاب العلم (19)، باب كراهية منع العلم (9)، الحديث (3658). والترمذي في السنن 5/ 29، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في كتمان العلم (3)، الحديث (2649)، وقال: (حديث حسن) وابن ماجه نحوه، في السنن 1/ 96، المقدمة، باب من سُئل عن علم فكتمه (24)، الحديث (261). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 32، كتاب العلم (42)، باب ما جاء فيمن يطلب بعلمه الدنيا (6)، الحديث (2654) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

173 - وقال: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلمًا مما يُبتغى بهِ وَجْهُ اللَّه، لا يتعلَّمُهُ إلّا ليُصيبَ بهِ عَرَضًا مِن الدُّنيا لمْ يَجِدْ عَرْفَ الجنَّةِ يومَ القيامَةِ" يعني ريحَهَا (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 174 - وقال: "نَضَّرَ اللَّه عبدًا سمعَ مقالَتي فحفِظَهَا ووَعَاهَا وأَدَّاهَا، فرُبَّ حامِلِ فِقْهٍ غيرِ فقيهٍ، ورُبَّ حاملِ فِقْهٍ إِلى مَنْ هو أفقهُ مِنْهُ. وقال: ثلاثٌ لا يُغَلُّ عليهِنَّ قلبُ [امرئٍ] (¬2) مسلم: إِخلاص العملِ للَّه، والنَّصيحةُ للمسلمينَ، ولزومُ جماعَتِهِمْ، فإنَّ دعوتَهُمْ تحيطُ مِنْ ورائِهِمْ" (¬3) رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 338، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 4/ 71، كتاب العلم (19)، باب في طلب العلم لغير اللَّه تعالى (12)، الحديث (3664). والترمذي وقال: (هذا حديث حسن) على ما ذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 255. وابن ماجه في السنن 1/ 93، المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به (23)، الحديث (252). والحاكم في المستدرك 1/ 85، كتاب العلم، باب مذمة تعلم علم الدين لغرض الدنيا، وقال: (هذا حديث صحيح، سنده ثقات، رواته على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. ولفظة "يعني ريحها" هذا تفسير من الراوي (القاري، المرقاة 1/ 236). (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، ولا عند الترمذي. (¬3) أخرجه: الشافعي في ترتيب المسند 1/ 16، كتاب العلم. والترمذي في السنن 5/ 34 - 35، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الحث على تبليغ السَّماع (7)، الحديث (2658). وعن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه، أخرجه: أحمد في المسند 5/ 183، في مسند زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 75، المقدمة، باب الاقتداء بالعلماء. وأبو داود في السنن 4/ 68 - 69، كتاب العلم (19)، باب فضل نشر العلم (10)، الحديث (3660). والترمذي في السنن 5/ 33 - 34، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع (7)، الحديث (2656)، وقال: (حديث حسن). وابن ماجه في السنن 1/ 84، المقدمة، باب من بلغ علمًا (18)، الحديث (230). ونضر اللَّه عبدًا: أي خَصَّه بالبهجة والسرور.

175 - وقال: "نَضَّرَ اللَّه امْرَءًا سَمِعَ مِنَّا شيئًا فَبَلغَهُ كما سَمِعَهُ، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى له مِنْ سامِعٍ" (¬1) رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه. 176 - وقال: "اتَّقُوا الحديثَ عنِّي إلّا ما عَلِمْتُمْ، فَمَنْ كَذبَ عليَّ مُتَعمِّدًا فليتبوّأْ مقعدَهُ مِنَ النّار. وقال: مَنْ قالَ في القُرْآنِ برأيهِ فليتبوّأْ مقعدَهُ مِنَ النّار" (¬2) رواه ابن عباس رضي اللَّه عنه. وفي رواية: "مَنْ قالَ في القُرآنِ بغيْرِ علمٍ فليتبوّأْ مقعدَهُ مِنَ النّارِ" (¬3). 177 - وقال: "مَنْ قالَ في القُرآنِ برأْيِهِ فأصابَ فقدْ أخطَأَ" (¬4) رواه جُندُب رضي اللَّه عنه. 178 - وقال: "المِراءُ في القُرآنِ كُفْرٌ" (¬5) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 437، في مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 5/ 34، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع (7)، الحديث (2657)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 85، المقدمة، باب من بلغ علمًا (18)، الحديث (232). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 199، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ما جاء في الذي يفسِّر القرآن برأيه (1)، الحديث (2951)، وقال: (هذا حديث حسن). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 199، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه (1)، الحديث (2950)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). (¬4) أخرجه: أبو داود في السنن 4/ 63 - 64، كتاب العلم (19)، باب الكلام في كتاب اللَّه بغير علم (5)، الحديث (3652). والترمذي في السنن 5/ 200، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه (1)، الحديث (2952)، وقال: (وقد تكلَّم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم). والنسائي في السنن الكبرى، على ما ذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 444، الحديث (3262). وجُندب هو ابن عبد اللَّه بن سفيان البجلي العَلَقيّ (القاري، المرقاة 1/ 239). (¬5) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 286، 300، 424، 475، 503، 528 في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 5/ 9، كتاب السنة (34)، باب النهي عن الجدال في القرآن (5)، الحديث (4603). والحاكم في المستدرك 2/ 223، كتاب =

179 - وقال عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: "سمعَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم قومًا يَتَدَارَؤُنَ في القُرآن، فقال: إنَّما هلكَ مَنْ كَانَ قبلَكُمْ بهذا، ضَربُوا كتابَ اللَّه بعضَهُ ببعضٍ، وإنَّما نَزَلَ كتابُ اللَّه يُصدِّقُ (¬1) بعضُهُ بعضًا، فلا تُكَذِّبُوا بعضَهُ ببعض، فما عملتُمْ منهُ فقولُوا، وما جهلتم فكِلُوهُ إلى عالمِهِ" (¬2). 180 - وقال: "ألا سألوا إذْ لم يعلَمُوا فإنّما شِفاءُ العِى السُّؤال" (¬3) رواه جابر. 181 - وقال: "أُنْزِلَ القُرآنُ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، لكلِّ آيةٍ منها ظهرٌ وبطنٌ، ولكلِّ حد مطلع" (¬4) رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه. 182 - وقال: "العلمُ ثلاثةٌ: آيةٌ مُحْكَمَةٌ أو سُنَّةٌ قائمةٌ، أو فريضةٌ ¬

_ = التفسير، باب الجدال في القرآن كفر، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقرّه الذهبي. والمراء في القرآن أي في متشابهه المؤدي إلى الجحود. (¬1) في مخطوطة برلين: (ليصدق)، والتصويب من المطبوعة ومسند أحمد. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 185، 195 - 196 في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما. وابن ماجه بمعناه في السنن 1/ 33، المقدمة، باب في القدر (10)، الحديث (85). في الزوائد: (هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات). ويتدارؤن في القرآن: أي يختلفون فيه. (¬3) هذه شطرة من حديث أخرجه أبو داود في السنن 1/ 239 - 240، كتاب الطهارة (1)، باب في المجروح يتيمم (127)، الحديث (336). والعِيُّ: الجهلُ. (¬4) أخرجه: البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 3/ 89 - 90، كتاب التفسير، باب كم أنزل القرآن على حرف، الحديث (2312). والطبري في جامع البيان 1/ 9، القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب. وابن حبان في موارد الظمآن للهيثمي، ص (440 - 441)، كتاب التفسير (28)، باب في أحرف القرآن (1)، الحديث (1781). والطبراني في "الأوسط" على ما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 152، كتاب التفسير، باب القراءات وكم أنزل القرآن على حرف.

عادِلَةٌ، وما كان سِوى ذلكَ فَهُوَ فَضْلٌ" (¬1) رواه عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه. 183 - وقال: "لَا يَقُصُّ إلّا أميرٌ أو مأمورٌ أو مُختال" (¬2) رواه عَوْف بن مالك الأشجعي رضي اللَّه عنه. 184 - وقال: "مَنْ أُفتيَ بغيرِ علمٍ كان إثمُهُ على مَنْ أفتاه. ومَنْ أشارَ على أخيهِ بأمْرٍ يعلَمُ أنَّ الرشْدَ في غيرِهِ فقدْ خانَهُ" (¬3) رواه أبو هريرة. 185 - وقال معاوية رضي اللَّه عنه: "إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نهى عن الأغلوطات" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 3/ 306، كتاب الفرائض (13)، باب ما جاء في تعليم الفرائض (1)، الحديث (2885). وابن ماجه في السنن 1/ 21، المقدمة، باب اجتناب الرأي والقياس (8)، الحديث (54). والحاكم في المستدرك 4/ 332، كتاب الفرائض، وسكت عنه، وقد ضعّفه الذهبي. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 160: وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو أول مولود ولد بأفريقية في الإسلام، وولي القضاء بها، وقد تكلم فيه غير واحد. وفيه أيضًا عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي أفريقية، وقد غمزه البخاري وابن أبي حاتم. قوله: (محكمة) أي غير منسوخة)، أو ما لا يحتمل إلّا تأويلًا واحدًا. و (فضل) أي من الفضول. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 23، 27، 28، 29 في مسند عوف بن مالك الأشجعي الأنصاري رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 4/ 71 - 72، كتاب العلم (19)، باب في القصص (13)، الحديث (3665). و (القصُّ) التكلم بالقصص والأخبار والمواعظ، وقيل: المراد به الخطبة خاصّةً. والمراد من الحديث النفي لا النهي. (¬3) أخرجه بلفظه أبو داود في السنن 4/ 66، كتاب العلم (19)، باب التوقِّي في الفتيا (8)، الحديث (3657). ومقتصرًا على الفصل الأول بنحوه: أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 57، المقدمة، باب الفتيا وما فيه من الشدة. وابن ماجه في السنن 1/ 20، المقدمة، باب اجتناب الرأي والقياس (8)، الحديث (53). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 65، كتاب العلم (19)، باب التوقِّي في الفتيا (8)، الحديث (3656). والأغلوطات: جمع أغلوطة أي عن سؤال المسائل التي يغالط بها العلماء لإِشكال فيها لما فيها من إيذاء المسؤول وإظهار فضل المسائل.

186 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا الفَرائضَ والقُرآنَ فإنِّي مَقْبُوضٌ" (¬1). 187 - وعن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أنه قال: "كُنَّا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فشخصَ ببصرهِ إلى السَّماءِ ثمّ قال: هذا أوانٌ يُخْتَلَسُ [فيه] (¬2) العلم مِنَ النَّاسِ حتّى لايقدِرُوا منهُ على شيء" (¬3). 188 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه روايةً: "يُوشِكُ أنْ يضرِبَ النَّاسُ أكبادَ الإبِلِ يطلُبُونَ العلمَ فلا يَجِدُونَ أحدًا أعلمَ مِنْ عَالِمِ المدينةِ" (¬4). قال ابنُ عُيينة: هو مالك رضي اللَّه عنه. ومثله عن عبد الرزّاق. وقيل هو العُمَرِيُّ الزَّاهِدُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 413 - 414، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في تعليم الفرائض (2)، الحديث (2091). قوله (مَقْبُوضٌ) أي سَأقْبَضُ أي أموت. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند الدارمي والترمذي والحاكم. (¬3) مِن حديث مطوَّل، أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 87، المقدمة، باب من قال العلم الخشية وتقوى اللَّه. والترمذي في السنن 5/ 31 - 32، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في ذِهاب العلم (5)، الحدبث (2653). وقال: (حسن غريب). والحاكم في المستدرك 1/ 99، كتاب العلم، باب هذا أوان يختلس العلم من الناس وقال: (هذا إسناد صحيح من حديث البصريين) ووافقه الذهبي. ومن طريق أخرى عن جُبَير بن نُفير عن عوف بن مالك، أخرجه: أحمد في المسند 6/ 26 - 27 في مسند عوف بن مالك الأشجعي رضي اللَّه عنه. والحاكم في المصدر السابق، وقال: (هذا صحيح وقد احتج الشيخان بجميع رواته) ووافقه الذهبي. قوله: (يختلس العلم من الناس) أي يسلب بسرعة علم الوحي فلا يقدروا منه على شيء من رسول اللَّه الذي كوشف باقتراب أجله. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 299، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 5/ 47 - 48 كتاب العلم (42)، باب ما جاء في عالِم المدينة (18)، الحديث (2680)، وقال: هذا حديث حسن. والحاكم في المستدرك 1/ 90 - 91، كتاب العلم، باب يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل. . . وقال: (على شرط مسلم) وأقرّه الذهبي. قوله: (أكباد الإبل) أي المحاذي لأَكْبَادِهَا، يعني يَرْحَلون ويسافرون في طلب العلم.

189 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، فيما أعلمُ، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ يَبْعَثُ لهذهِ الأُمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لها دينَهَا" (¬1). 190 - وعن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري أنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يحملُ هذا العلمَ مِن كُلِّ خَلَفٍ عُدُولهُ، ينفون عنهُ تَحْريفَ الغالين، وانتحالَ المُبْطلين، وتأويل الجاهلين" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 480، كتاب الملاحم (31)، باب ما يذكر في قَرْن المائة (1)، الحديث (4291)، وقال: (رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، لم يُجز به شراحيل). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 163: (وعبد الرحمن بن شريح الإسكندراني: ثقة، اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه. وقد عضل الحديث). وأخرجه: الحاكم في المستدرك 4/ 522، كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر بعض المجددين في هذه الأمة، وصححه. والطبراني في الأوسط بسند رجاله ثقات، على ما ذكره العجلوني في كشف الخفاء 1/ 282، الحديث (740). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 209، كتاب الشهادات، باب الرجل من أهل الفقه يسأل عن الرجل من أهل الحديث. وإبراهيم بن عبد الرحمن العذري تابعي، ذكره الهيثمي في ميزان الاعتدال 1/ 45، الترجمة (137).

3 - كتاب الطهارة

3 - كتاب الطهارة [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 191 - عن أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والحمدُ للَّه تملأ الميزانَ، وسُبحانَ اللَّه والحمدُ للَّه تملآن -أو تملأ- ما بينَ السماواتِ والأرضِ، والصّلاةُ نورٌ، والصّدقةُ بُرهانٌ، والصّبْرُ ضِياءٌ، والقُرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليك، كُلُّ (¬1) النّاسِ يَغْدُو، فبائعٌ نفسَهُ فَمُعْتِقُهَا أو مُوبِقُهَا" (¬2). وفي رواية: "ولا إلهَ إلّا اللَّه واللَّه أكبرُ يملآن ما بينَ السّماءِ والأرض" (¬3). 192 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "ألا أُخْبِرُكُمْ بما يمحو اللَّه بهِ الخطايَا ويرفَعُ بِهِ الدرجاتِ؟ إسباغ الوضُوءِ على المَكَارِهِ، وكَثْرَة الخُطَا إلى ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (وكل)، وهو لفظ الدارمي. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 203، كتاب الطهارة (2)، باب فضل الوضوء (1)، الحديث (1/ 223). (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 342، في مسند أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنه، وقد جمع بين الروايتين. والدارمي في السنن 1/ 167، كتاب الطهارة، باب ما جاء في الطهور. قال التبريزي في المشكاة 1/ 93، الحديث (1/ 281): لم أجد هذه الرواية في الصحيحين، ولا في كتاب الحُميدي، ولا في الجامع، ولكن ذكرها الدارمي بدل "سبحان اللَّه والحمد للَّه".

المساجِدِ، وانتِظارُ الصلاةِ بعدَ الصّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ" (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 193 - وقال: "مَنْ توضَّأَ فأحسنَ الوُضُوءَ خرجتْ خطاياهُ مِنْ جسدِهِ، حتَّى تخرجَ مِنْ تحتِ أظفارِهِ" (¬2) رواه عثمان رضي اللَّه عنه. 194 - وقال: "إذا توضَّأَ العبدُ المسلمُ -أو المؤمن- فغسلَ وَجهَهُ خرجَ مِنْ وَجهِهِ كُلُّ خطيئةٍ نظرَ إليها بعَيْنَيْهِ مَعَ الماءِ -أو معَ آخرِ قَطْرِ الماءِ- فإذا غسلَ يَدَيْهِ خرجَ مِنْ يديْهِ كُلُّ خطيئَةٍ بَطَشَتْها يداهُ مع الماءِ -أو مع آخرِ قَطْرِ الماءِ-[فإذا غسلَ رِجْلَيْهِ خرجِ كل خطيئة مَشَتْها رِجلاهُ مَعَ الماءِ -أو معَ آخرِ قطرِ الماءِ] (¬3) حتى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ" (¬4) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 195 - وقال: "ما مِنِ امرئٍ مُسلمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مكتوبةٌ، فيُحْسِنُ وُضوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلّا كانَتْ كَفَّارة لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، ما لَمْ يُؤْتِ كبيرةً، وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ" (¬5) رواه عثمان رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 219، كتاب الطهارة (2)، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره (14)، الحديث (41/ 251). وفيه: "فذلكم الرباط" مرتين. وجاء عند مالك في الموطأ 1/ 161، كتاب قصر الصلاة (9)، باب انتظار الصلاة والمشي إليها (18)، الحديث (55) ثلاث مرات مثل رواية المصنف. قوله: (سباغ الوضوء) أي إتمامه باستيعاب المحل بالغسل وتطويل الغرة، وتكرار الغسل ثلاثًا. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 216، كتاب الطهارة (2)، باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء (11)، الحديث (33/ 245). (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلن، وهي من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 215، كتاب الطهارة (2)، باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء (11)، الحديث (32/ 244). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 206، كتاب الطهارة (2)، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (4)، الحديث (7/ 228).

196 - وعن عثمان: "أنَّهُ توضَّأَ فأفرغَ على يديْهِ ثلاثًا فغسَلَهُمَا ثُمَّ مضمضَ واستنشَقَ (¬1)، ثمَّ غسلَ وَجهَهُ ثلاثًا، ثمّ غسلَ يدَهُ اليُمنى إلى المرفقِ ثلاثًا، ثمَّ غسلَ يدهُ اليُسرى إلى المرفقِ ثلاثًا، ثمَّ مسحَ برأسِهِ، ثمّ غسلَ رِجلَهُ اليُمنى ثلاثًا، ثمّ اليُسرى ثلاثًا، ثمّ قال: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم توضَّأ نحوَ وُضوئي هذا، ثمّ قال: مَنْ توضَّأ [نحو] (¬2) وُضوئي هذا ثم يُصلِّي ركعتَيْنِ لا يُحدِّثُ نفسَهُ فيهما بشيءٍ، غُفِرَ لهُ ما تقدمَ مِنْ ذَنبِهِ" (¬3). 197 - وقال: "ما مِنْ مُسلم يتوضأ فيُحسِنُ وُضُوءَهُ، ثمّ يقومُ فيُصلِّي ركعتَيْنِ مقبلًا (¬4) عليهِمَا بقلبِهِ ووجهِهِ إلّا وَجَبَتْ له الجنّة. ومَنْ توضَّأَ فأحسنَ الوُضوءَ ثم قال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللَّه وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ اجعلني من التوّابينَ واجعلني من المتطهِّرينَ، فُتِحَتْ لهُ ثمانيةُ أبوابٍ من الجنّة يدخلُ مِنْ أيِّها شاءَ" (¬5) رواه عُقبة بن عامر. ¬________ (¬1) جاء في حاشية مخطوطة برلين: (واستنثر) ورمز لها المحشي بالصحة. وهي في لفظٍ عند البخاري. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وهو في لفظٍ عند البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 259، كتاب الوضوء (4)، باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا (24)، الحديث (159)، وفي 4/ 158، كتاب الصوم (30)، باب سواك الرطب واليابس للصائم (27)، الحديث (1934). ومسلم في الصحيح 1/ 204 - 205، كتاب الطهارة (2)، باب صفة الوضوء وكماله (3)، الحديث (3/ 226) و (4/ 226). واللفظ للبخاري. (¬4) في مخطوطة برلين: (يقبل)، وما أثبتناه من المطبوعة، واللفظ عند مسلم: (مُقْبلٌ). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 259 - 210، كتاب الطهارة (2)، باب الذكر المستحب عقب الوضوء (6)، الحديث (17/ 234) دون قوله: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين". والقسم الأول من الحديث، إلى قوله: ". . . إلا وجبت له الجنة". هو من سماع عقبة بن عامر من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. والقسم الثاني "من توضأ فأحسن الوضوء. . . " إلى آخره، من سماع عقبة من عمر بن الخطاب عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقد أخرجه الترمذي عن عمر رضي اللَّه عنه بلفظ القسم الثاني التام، في السنن 1/ 77 - 78، كتاب الطهارة (1)، باب فيما يقال بعد الوضوء (41) الحديث (55)، وقال: (في =

198 - وقال: "إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يومَ القِيامَةِ غُرًا مُحَجَّلينَ مِنْ آثارِ الوُضوءِ، فَمَنِ استطاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ" (¬1). 199 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ حيثُ يبلُغُ الوَضُوءُ" (¬2) رواهما أبو هريرة رضي اللَّه عنه. مِنَ الحِسَان: 200 - عن ثوبان (¬3) أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اسْتَقِيمُوا ولَنْ تُحْصُوا، واعْلَمُوا أنَّ خيرَ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ، ولا يُحافِظُ على الوُضُوءِ إلّا مُؤمِنٌ (¬4) ¬

_ = إسناده اضطراب ولا يصح فيه شيء كبير) قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير 1/ 101، كتاب الطهارة (1)، باب سنن الوضوء (7)، الحديث (121): لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض، والزيادة التي عند الترمذي رواها البزار والطبراني في الأوسط من طريق ثوبان. (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 235، كتاب الوضوء (4)، باب فضل الوضوء (3)، والحديث (136). ومسلم في الصحيح 6/ 211، كتاب الطهارة (2)، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (12)، الحديث (35/ 246). والغُرُّ: جمع الأَغَرَّ، وهو الأبْيَضُ الوَجْهِ. والمُحَجَّلُ مِن الدَّواب التي قوائمها بِيضٌ. وهذا الحديث مؤخر في مخطوطة برلين بعد الحديث الذي يليه. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 219، كتاب الطهارة (2)، باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء (13)، الحديث (40/ 250). قوله: (الحلية) أي البياض والزينة. (¬3) تأخر اسم الراوي في مخطوطة برلين بعد الحديث. (¬4) أخرجه: مالك في الموطأ 1/ 34، كتاب الطهارة (2)، باب جامع الوضوء (6)، الحديث (36). وأحمد في المسند 5/ 280، 282، في مسند ثوبان رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 168، كتاب الوضوء باب ما جاء في الطهور. وابن ماجه في السنن 1/ 101 - 102، كتاب الطهارة (1)، باب المحافظة على الوضوء (4)، الحديث (277)، وهذا لفظه وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (69)، كتاب الطهارة (3)، باب المحافظة على الوضوء (16)، الحديث (164). والحاكم في المستدرك 1/ 130 كتاب الطهارة، باب لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن، من طرق عن ثوبان، صحح أحدها وقال: (على شرط الشيخين) وأقرّه الذهبي.

2 - باب ما يوجب الوضوء

201 - وقال: "من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات" (¬1) رواه ابن عمر رضي اللَّه عنه (غريب). 2 - باب ما يوجب الوضوء مِنَ الصِّحَاحِ: 202 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تُقْبَلُ صلاةُ مَنْ أحدثَ حتَّى يتوضَّأ" (¬2). 203 - وقال: "لا تُقْبَلُ صلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ، ولا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ" (¬3) رواه ابن عمر رضي اللَّه عنه. 204 - وقال علي رضي اللَّه عنه: "كنتُ رجلًا مذَّاءً، فكنتُ أسْتَحْيي أنْ أسألَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأمرتُ المِقْدادَ فسألَهُ فقال: يغسِلُ ذكَرَهُ ويتوضّأُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 50، كتاب الطهارة (1)، باب الرجل يجدد الوضوء من غير حدث (32)، الحديث (62). والترمذي في السنن 1/ 87، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء لكل صلاة (44)، الحديث (59)، وقال: (هو إسناد ضعيف). وابن ماجه في السنن 1/ 170 - 171، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء على الطهارة (73)، الحديث (512). في الزوائد: مدار الحديث على عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو ضعيف. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 234، كتاب الوضوء (4)، باب لا تقبل صلاة بغير طهور (2)، الحديث (135). ومسلم في الصحيح 1/ 204، كتاب الطهارة (2)، باب وجوب الطهارة للصلاة (2)، الحديث (2/ 225)، واللفظ للبخاري. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 204، كتاب الطهارة (2)، باب وجوب الطهارة للصلاة (2)، الحديث (1/ 224) والغُلول: الخيانة، وأصله السرقة من مال الغنيمة قبل القسمة (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 103). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 230، كتاب العلم (3)، باب من =

205 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "توضَّؤا مما مسَّتِ النّارُ" (¬1) وهذا منسوخ بما روي: 206 - عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أكلَ كَتِفَ شاةٍ ثمّ صلَّى ولم يتوضَّأ" (¬2). 207 - وعن جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رَجُلًا سألَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أنتوضَّأُ مِنْ لُحُومِ الغَنَمِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وإن شِئْتَ فَلا. قالَ: أَنتَوضَّأُ مِنْ لُحُوم الإبِلِ؟ قالَ: نعم. قال: أَأُصَلِّي في مَرابِضِ الغَنَمِ؟ قال: نعم. قال: أَأُصَلِّي في مبارِكِ الإِبِلِ؟ قال: لا" (¬3). 208 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا وجدَ أَحَدُكُمْ في بَطْنِهِ شيئًا فَأَشْكَلَ عليهِ، أخَرَجَ منهُ شيءٌ أمْ لا، فلا يخرُجَنَّ مِنَ المسجِدِ حتى يسمَعَ صَوْتًا أو يجدَ ريحًا" (¬4). ¬

_ = استحيا فامر غيره بالسؤال (5)، الحديث (132)، وفي 1/ 269، كتاب الغسل (5)، باب غسل المذي والوضوء منه (13)، الحديث (269). ومسلم في الصحيح 1/ 247 كتاب الحيض (3)، باب المذي (4)، الحديث (17/ 303). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 273، كتاب الحيض (3)، باب الوضوء مما مسّت النار (23)، الحديث (90/ 352). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 310، كتاب الوضوء (4)، باب من لم يتوضَّأ من لحم الشاة والسَّويق (50)، الحديث (207). ومسلم في الصحيح 1/ 273، كتاب الحيض (3)، باب نسخ الوضوء مما مست النار (24)، الحديث (91/ 354). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 275، كتاب الحيض (3)، باب الوضوء من لحوم الإبل (25)، الحديث (97/ 360). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 276، كتاب الحيض (3)، باب الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك (26)، الحديث (99/ 362).

209 - وقال عبد اللَّه بن عباس: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم شَرِبَ لبنًا فمضمضَ وقال: إنَّ لهُ دَسَمًا" (¬1). 210 - عن بُرَيْدَة: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم صلَّى الصَّلواتِ يومَ الفَتْحِ بِوضُوءِ واحدٍ ومسحَ على خُفَّيْهِ" (¬2) 211 - وعن سُوَيْد بن النُّعمان: "أنَّهُ خرجَ معَ رسولِ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم عامَ خيبرَ حتّى إذا كانوا بالصَّهْبَاءِ -وهيَ أدنى خيبر- نزل فصلَّى العصرَ ثمّ دعا بالأزْوادِ فلم يُؤْتَ إلّا بالسَّويقِ، فأمرَ بِهِ فثُرِّيَ، فأكلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأكَلنا، ثمَّ قامَ إلى المغربِ فَمَضْمَضَ ومَضْمَضْنَا، ثمّ صلَّى ولم يَتوضَّأْ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 212 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا وُضُوءَ إلَّا مِنْ صَوْتٍ أو رِيحٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 313، كتاب الوضوء (4)، باب هل يُمضمض من اللبن (52)، الحديث (211). ومسلم في الصحيح 1/ 274، كتاب الحيض (3)، باب نسخ الوضوء مما مست النار (24)، الحديث (95/ 358). واللفظ للبخاري. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 232، كتاب الطهارة (2)، باب جواز الصلوات كلها بوضوء واحد (25)، الحديث (86/ 277). وقد تأخر هذا الحديث بعد الذي يليه في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 312، كتاب الوضوء (4)، باب من مضمض من السَّويق ولم يتوضأ (51)، الحديث (209). وثُرِّيَ: أي بل بالماء لما لحقه من اليبس (الحافظ ابن حجر، فح الباري 1/ 312). والسويق: ما يُحْرَش من الشعير والحنطة. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 410، 435، 471 في مسند أبى هريرة رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 1/ 109، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من الريح (56)، الحديث (74)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 172، =

213 - وقال: "مِنَ المَذْيِ الوُضوءُ، ومِنَ المَنيِّ الغُسْلُ" (¬1) رواه علي. 214 - وقال: "مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ وتحريمُهَا التَّكبيرُ وتحليلُها التسليمُ" (¬2) رواه علي (¬3). 215 - وقال: إذا فَسَا أحدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬4) رواه علي. ¬

_ = كتاب الطهارة (1)، باب لا وضوء إلا من حدث (74)، الحديث (515). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 117، كتاب الطهارة، باب الوضوء من الريح يخرج من أحد السبيلين. (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 87، 109 - 110، في مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 1/ 193 - 194، كتاب الطهارة (1)، باب المني والمذْي (83)، الحديث (114)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 168، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من المذْي (70)، الحديث (504). واللفظ للترمذي. قوله (المذي) هو الماء الرقيق الذي يخرج عند الملاعبة والتقبيل. (¬2) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 100، كتاب الصلاة، باب ما يدخل به في الصلاة من التكبير. وأحمد في المسند 1/ 123، 129 في مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 175، كتاب الوضوء باب مفتاح الصلاة طهور. وأبو داود في السنن 1/ 49، كتاب الطهارة (1)، باب فرض الطهور (31)، الحديث (61). والترمذي في السنن 1/ 8 - 9، كتاب الطهارة (1)، باب مفتاح الصلاة الطهور (3)، الحديث (3)، وقال: (هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن). وابن ماجه في السنن 1/ 101، كتاب الطهارة (1)، باب مفتاح الصلاة الطهور (3)، الحديث (275). (¬3) تأخر هذا الحديث في مخطوطة برلين بعد حديثَيْن. (¬4) أخرجه عن علي بن طلق رضي اللَّه عنه أبو داود في السنن 1/ 141 - 142، كتاب الطهارة (1)، باب من يحدث في الصلاة (82)، الحديث (205). والترمذي في السنن 3/ 468 - 469، كتاب الرضاع (10)، باب ما جاء فى كراهية إتيان النساء في أدبارهن (12)، الحديث (1164) و (1166)، وقال: (حديث علي بن طلق حديث حسن). والنسائي في السنن الكبرى على ما ذكره المزي في تحفة الأشراف 7/ 471، الحديث (10344).

216 - وعن عليّ (¬1) رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "وِكاءُ السَّهِ العَيْنَانِ فمنْ نامَ فَلْيَتَوَضَّأ" (¬2). 217 - [قال: العَيْنَانِ وِكاءُ السَّهِ فإذا نامَتِ العَيْنَانِ استطلقَ الوِكاءُ" (¬3) رواه معاوية بن أبي سفيان (¬4)] (¬5). قال المصنف (¬6): وهذا في غير القاعد لما صحّ: 218 - عن أنس أنّه قال: "كانَ أصحابُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ينتظِرُونَ العِشَاءَ فينامونَ حتَّى تخفِقَ رُؤسُهم ثمّ يُصلُّونَ ولا يتوضَّؤُونَ" (¬7). ¬

_ (¬1) وقع خطأ في المطبوعة برواية هذا الحديث عن أبي هريرة، والصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 111، في مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 140، كتاب الطهارة (1)، باب في الوضوء من النوم (80)، الحديث (203). وابن ماجه في السنن 1/ 161، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من النوم (62)، الحديث (477). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 118، كتاب الطهارة، باب الوضوء من النوم. واللفظ لأبي داود. وكاء السّه: الوكاء ما يشد به الكيس وغيره ليحفظ ما فيه عن الخروج، والسه أي الاست أو حلقة الدُبر وقيل معناه الدُبر. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 97، في مسند معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 184، كتاب الوضوء باب الوضوء من النوم. والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 118، كتاب الطهارة، باب الوضوء من النوم. (¬4) وقع خطأ في المطبوعة برواية هذا الحديث عن علي، والصواب ما أثبتناه. (¬5) هذا الحديث غير موجود في نسخة برلين. (¬6) في مخطوطة برلين: (قال الشيخ الإِمام. . .). (¬7) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 12، كتاب الطهارة، باب ما يوجب الوضوء وما لا يوجبه. وأبو داود في السنن 1/ 137 - 138، كتاب الطهارة (1)، باب في الوضوء من النوم (80)، الحديث (200) دون قوله: "فينامون". وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 284: كتاب الحيض (3)، باب الدليل على أن نوم الجالس لا ينقض الوضوء (33)، الحديث (125/ 376) بنحوه دون قوله: "حتى تخفق رُؤوسهم".

219 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ الوُضوءَ على مَنْ نامَ مُضْطَجِعًا، فإنّهُ إذا اضْطَجَعَ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ" (¬1). 220 - وعن بُسْرة أنها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا مسَّ أحدُكمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬2). 221 - وما رُوي عن طلق بن علي "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم سُئِلَ عنهُ فقال: هَلْ هوَ إِلّا بضعةٌ مِنْكَ" (¬3) منسوخٌ لأن أبا هريرة رضي اللَّه عنه أسلم بعد قدوم طلق. ¬

_ (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 139، كتاب الطهارة (1)، باب في الوضوء من النوم (80)، الحديث (202). والترمذي في السنن 1/ 111، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من النوم (57)، الحديث (77). (¬2) أخرجه: مالك في الموطأ 1/ 42، كتاب الطهارة (2)، باب الوضوء من مسّ الفرج (15)، الحديث (58). والشافعي في الأم 1/ 19، كتاب الطهارة، باب الوضوء من مسّ الذكر. وأحمد في المسند 6/ 406، 407، في مسند بسرة بنت صفوان رضي اللَّه عنها. والدارمي في السنن 1/ 184 - 185، كتاب الوضوء باب الوضوء من مسّ الذكر. وأبو داود في السنن 1/ 126، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من مس الذكر (70)، الحديث (181). والترمذي في السنن 1/ 126، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من مسّ الذكر (61)، الحديث (82) وقال: (هذا حديث حسن صحيح). والنَّسائي في المجتبى من السنن 1/ 100، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من مس الذكر (118). وابن ماجه في السنن 1/ 161، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من مس الذكر (63)، الحديث (479)، وبسرة هي بنت صفوان. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 22، 23 في مسند طلق بن علي رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 127، كتاب الطهارة (1)، باب الرخصة في الوضوء من مسّ الذكر (70)، الحديث (182). والترمذي في السنن 1/ 131، كتاب الطهارة (1)، باب ترك الوضوء من مسّ الذكر (62)، وقال: (وهذا الحديث أحسن شيء روي في هذا الباب). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 101، كتاب الطهارة (1)، باب ترك الوضوء من مس الذكر (119). وابن ماجه في السنن 1/ 163، كتاب الطهارة (1)، باب الرخصة =

222 - وقد ووى أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إذا أفضَى أحدُكُمْ بِيَدِهِ إلى ذكرِهِ ليسَ بينَهُ وبينه (¬1) شيءٌ فليتوضَّأْ" (¬2). 223 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُقَبِّلُ بعضَ أزواجِهِ ثُمَّ يُصلِّي ولا يتوضَّأْ" (¬3) (ضعيف). 224 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "أكلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كَتِفًا ثمّ مسحَ يدَهُ بمسْحٍ كانَ تحتَهُ، ثمّ قامَ فصلَّى" (¬4). ¬

_ = في الوضوء، من مس الذكر (64)، الحديث (483). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (77)، كتاب الطهارة (3)، باب ما جاء في مس الفرج (29)، الحديث (207). (¬1) في الأصل المخطوط والمطبوعة: (بينها) والصواب ما أثبتناه كما جاء عند الأئمة الذين أخرجوا الحديث. (¬2) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 19، كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر. وأحمد في المسند 2/ 333، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (77)، كتاب الطهارة (3)، باب ما جاء في مس الفرج (29)، الحديث (210). والدارقطني في السنن 47/ 11، كتاب الطهارة، باب ما روي في لمس القبل والدبر والذكر والحكم في ذلك، الحديث (6)، والحاكم في المستدرك 1/ 138، كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، وقال: (هذا حديث صحيح) وأقرّه الذهبي. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 210، في مسند عائشة رضي اللَّه عنها. وأبو داود في السنن 1/ 123 - 125، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من القُبلة (69)، الحديث (178) و (179). والترمذي في السنن 1/ 133 كتاب الطهارة (1)، باب ترك الوضوء من القُبلة (63)، الحديث (86). والنسائي 1/ 104 - 155، كتاب الطهابة (1)، باب ترك الوضوء من القبلة (121). وابن ماجه في السنن 1/ 168، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من القُبلة (69)، الحديث (502). والدارقطني في السنن 1/ 135 - 142، كتاب الطهارة، باب صفة ما ينقض الوضوء وما رُوي في الملامسة والقُبلة. (¬4) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 132، كتاب الطهارة (1)، باب في ترك الوضوء مما مسَّت النار (75)، الحديث (189). وابن ماجه في السنن 1/ 164، كتاب =

3 - باب أدب الخلاء

225 - وعن أُم سلمة رضي اللَّه عنها: "أنَّها قرَّبتْ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم جَنْبًا مَشْوِيًّا فأكلَ منهُ ثمّ قامَ إلى الصَّلاةِ وما توضَّأَ" (¬1). 3 - باب أدب الخلاء مِنَ الصِّحَاحِ: 226 - عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أتيتُمُ الغائطَ فلا تستقبِلُوا القِبلَةَ ولا تَسْتَدْبِرُوهَا، ولكنْ شرِّقُوا أو غرِّبُوا" (¬2). قال المصنف (¬3): هذا الحديث في الصحراء، أما في البُنيان فلا بأس به لما رُوي: 227 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "ارْتَقَيْتُ فوقَ بيتِ حَفْصَةَ لبعضِ حاجَتِي، فرأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَقْضي حاجَتَهُ مُسْتَدْبِرَ القِبْلَةِ مُستقبِلَ الشَّأْمِ" (¬4). ¬

_ = الطهارة (1)، باب الرخصة في الوضوء مما غبرت النار (66)، الحديث (488). واللفظ لأبي داود. (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 307، في مسند أم سلمة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. والترمذي في السنن 4/ 272، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في أكل الشِّواء (27)، الحديث (1829)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريبٌ من هذا الوجه). والنَّسائي في المجتبى من السنن 1/ 108، كتاب الطهارة (1)، باب ترك الوضوء مما غيرت النار (123). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 498، كتاب الصلاة (8)، باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والمشرق (29)، الحديث (394). ومسلم في الصحيح 1/ 224، كتاب الطهارة (2)، باب الاستطابة (17)، الحديث (59/ 264). واللفظ للبخاري. (¬3) في مخطوطة برلين: (قال الشيخ الإمام). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 250، كتاب الوضوء (4)، باب التبرُّز في البيوت (14)، الحديث (148). ومسلم في الصحيح 1/ 225، كتاب الطهارة (2)، باب الاستطابة (17)، الحديث (62/ 266). وقوله (الشأم) أي الشام.

228 - وقال سلمان رضي اللَّه عنه: "نَهانا -يعني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم- أنْ نستقبِلَ القِبلَةَ بغائطٍ أو بَوْلٍ، أو أنْ نستنجِيَ باليمينِ، أو أنْ نستنجِيَ بأقلَّ مِنْ ثلاثةِ أحجارٍ، أو أنْ نستنجِيَ برَجِيعٍ أو بعظمٍ (¬1) " (¬2). 229 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أرادَ أنْ يَدخلَ الخَلاءَ قال: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الخُبثِ والخَبائِثِ" (¬3). 230 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "مَرَّ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بقبرَيْنِ فقال: إنّهما يُعذَّبان، وما يُعذَّبانِ في كبير، أمّا أحدهما فكانَ لا يستبرِئُ مِنَ البَوْلِ -ويروى: لا يستنْزِهُ مِنَ البَوْلِ- وأما الآخرُ فكانَ يمشي بالنَّمِيمةِ. ثم أخذَ جريدةً رطبةً فشقَّها نِصْفَيْنِ ثمَّ غرزَ في كُلِّ قبرٍ واحدةً وقال: لَعَلَّهُ أنْ يُخفِّفَ عنهُمَا ما لمْ يَيْبَسَا" (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوعة والمخطوطة: (أو عظم) والتصويب من صحيح مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 223، كتاب الطهارة (2)، باب الاستطابة (17)، الحديث (57/ 262). والرجيع: الروث والعذرة لأنه رجع أي رد من حال هي الطهارة إلى أخرى وهي النجاسة، وكل مردود رجيع (القاري، المرقاة 1/ 284). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 242، كتاب الوضوء (4)، باب ما يقول عند الخلاء (9)، الحديث (142). ومسلم في الصحيح 1/ 283، كتاب الحيض (3)، باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء (32)، الحديث (122/ 375). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 317 كتاب الوضوء (4)، باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله (55)، الحديث (216)، وفي 3/ 223، كتاب الجنائز (23)، باب الجريدة على القبر (81)، الحديث (1361)، وفي 10/ 469 كتاب الأدب (78)، باب الغيبة (46)، الحديث (6052). ومسلم في الصحيح 1/ 240 - 241، كتاب الطهارة (2)، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه (34)، الحديث (111/ 292). ورواية: "لا يستنزه" هي لمسلم، وأكثر الروايات: "لا يستتر" كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/ 318.

231 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اتَّقُوا اللَّاعِنِينَ. قالوا: وما اللّاعِنَانِ يا رسول اللَّه؟ قال: الذي يتخلَّى في طريقِ النَّاسِ أو في ظِلِّهِمْ" (¬1). 232 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا شَرِبَ أَحدُكُمْ فلا يتنفَّسْ في الإِناءِ، وإذا أتى الخلاءَ فلا يَمسَّ ذكرَهُ بيمينِهِ، ولا يتمسَّحْ بيمينِهِ" (¬2) رواه أبو قتادة. 233 - وعن أبي هريرة (¬3) رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ" (¬4). 234 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يدخلُ الخلاءَ، فأحمِلُ أنا وغُلامٌ إداوَةً مِنْ ماءٍ وعَنَزَةً، يستنجي بالماءِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 226، كتاب الطهارة (2)، باب النهي عن التخلي في الطرق والظلال (20)، الحديث (68/ 269) ولفظه: "اتقوا اللَّعَّانَينْ، قالوا: وما اللَّعَّانَانِ. . . ". ولفظ الحديث الذي ساقه المصنف أخرجه أبو داود في السنن 1/ 28، كتاب الطهارة (1)، باب المواضع التي نهى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن البول فيها (14)، الحديث (25). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 253، كتاب الوضوء (4)، باب النهي عن الاستنجاء باليمين (18)، الحديث (153). ومسلم في الصحيح 1/ 225، كتاب الطهارة (2)، باب النهي عن الاستنجاء باليمين (18)، الحديث (63/ 267). وقوله (استجمر) أي استنجى بالجمرة، وهي الحجر. (¬3) تأخر اسم أبي هريرة في مخطوطة برلين بعد الحديث. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 262، كتاب الوضوء (4)، باب الاستنثار في الوضوء (25)، الحديث (161). ومسلم في الصحيح 1/ 212، كتاب الطهارة (2)، باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار (8)، الحديث (22/ 237). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 250، كتاب الوضوء (4)، باب الامشنجاء بالماء (15)، الحديث (150)، وفي 1/ 575 - 577، كتاب الصلاة (8)، باب الصلاة إلى العَنَزَة (93)، الحديث (500). ومسلم في الصحيح 1/ 227، كتاب =

مِنَ الحِسَان:235 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا دخلَ الخلاءَ نَزَعَ خاتَمَهُ" (¬1) (غريب). 236 - قال جابر رضي اللَّه عنه: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أرادَ البَرَازَ انطلقَ حتّى لا يراهُ أَحَدٌ" (¬2). 237 - قال أبو موسى: "كنتُ معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ يومٍ، فأرادَ أنْ يبولَ فأتى دَمِثًا في أصلِ جِدارِ فبال، ثمّ قال: إذا أرادَ أحدُكُمْ أنْ يبولَ فليرتَدْ لبولِهِ" (¬3). ¬

_ = الطهارة (2)، باب الاستنجاء بالماء من التبرز (21)، الحديث (70/ 271)، واللفظ له. والعنَزَة: أطول من العصا وأقصر من الرمح فيها سنان. (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 25، كتاب الطهارة (1)، باب الخاتم يكون فيه ذكر اللَّه تعالى يدخل الخلاء (15)، الحديث (19)، وقال: (هذا حديث منكر). والترمذي في السنن 4/ 229، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين (16)، الحديث (1746)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). والنسائي في المجتبى من السنن 8/ 178، كتاب الزينة (48)، باب نزع الخاتم عند دخول الخلاء (53). وابن ماجه في السنن 1/ 110، كتاب الطهارة (1)، باب ذكر اللَّه عز وجل على الخلاء والخاتم في الخلاء (11)، الحديث (303). ولفظ أبي داود وابن ماجه: ". . . وَضَعَ خاتمه". (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 14، كتاب الطهارة (1)، باب التخلي عند قضاء الحاجة (1)، الحديث (2). وابن ماجه في السنن 1/ 121، كتاب الطهارة (1)، باب التباعد للبراز في الفضاء (22)، الحديث (335). واللفظ لأبي داود. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 396، في مسند أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 15، كتاب الطهارة (1)، باب الرجل يتبوأ لبوله (2)، الحديث (3). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 1/ 15: (فيه مجهول). ودَمِثًا: مكانًا لينًا سهلًا.

238 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أرادَ الحاجةَ لمْ يَرْفعْ ثوبَهُ حتَّى يَدْنُوَ مِنَ الأرضِ" (¬1). 239 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنّما أنا لَكُمْ مِثْلُ الوالِدِ فإذا ذَهَبَ أحدُكُمْ إلى الغائِطِ فلا يستقبِلَ القِبْلَةَ ولا يَسْتَدْبِرْها لغائطٍ ولا لِبَوْلٍ ولْيستنْجِ بِثلاثةِ أحجارٍ" ونهى عَنِ الرَّوْثِ والرِّمَّةِ، وأنْ يستنجِيَ الرَّجُلَ بيمينهِ (¬2). 240 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَتْ يدُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اليُمنى لطُهورِهِ وطعامِهِ، وكانتْ يدُهُ اليُسْرى لخلائِهِ وما كانَ مِنْ أذَى" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 171، كتاب الوضوء باب النهي عن استقبال القبلة بغائط أو بول. وأبو داود تعليقًا في السنن 1/ 22، كتاب الطهارة (1)، باب كيف التكشف عند الحاجة (6)، ضمن الحديث (14)، وقال: (ضعيف). والترمذي في السنن 1/ 21 - 22، كتاب الطهارة (1)، باب في الاستتار عند الحاجة (10)، الحديث (14). كلهم من حديث الأعمش عن أنس، قال الترمذي: (ويقال: لم يسمع الأعمش من أنس ولا من أحد من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وعن ابن عمر، أخرجه: الترمذي في المصدر نفسه من حديث الأعمش عن ابن عمر. وأبو داود في المصدر السابق من حديث الأعمش عن رجل عن ابن عمر. والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 96، كتاب الطهارة، باب كيف التكشف عند الحاجة، من حديث الأعمش عن القاسم بن محمد عن ابن عمر. (¬2) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 22، كتاب الطهارة، باب في الاستنجاء. والدارمي في السنن 1/ 172 - 173، كتاب الوضوء باب الاستنجاء بالأحجار. وأبو داود في السنن 1/ 18، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة (4)، الحديث (8). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 38، كتاب الطهارة (1)، باب النهي عن الاستطابة بالروث (36). وابن ماجه في السنن 1/ 114، كتاب الطهارة (1)، باب الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرِّمة (16)، الحديث (313). واللفظ للشافعي. والرِّمَّة: العظم البالي (الشافعي، المصدر السابق). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 265، في مسند السيدة عائشة رضي اللَّه عنها، وأبو داود في السنن 1/ 32، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء =

241 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا ذهبَ أحدُكُمْ إلى الغائطِ فليذْهَبْ معَهُ بثلاثةِ أحجارٍ يَسْتَطِيب بهنَّ، فإنّها تجْزِئ عنْهُ" (¬1). 242 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَسْتَنْجُوا بالرَّوْثِ ولا بالعِظامِ فإنَّها زادُ إخوانِكُمْ مِنَ الجِنّ" (¬2) رواه ابن مسعود رضي اللَّه عنه. 243 - وقال رُوَيْفِع بن ثابت رضي اللَّه عنه: قال لي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يا رُوَيفِعُ لعلَّ الحياةَ ستطولُ بكَ بعدي فأخبِرِ النَّاسَ أنَّ مَنْ عَقدَ لحيتَهُ أو تَقَلَّدَ وِترًا أو استنجى برجيعِ دابَّةٍ أو عظمٍ فإن محمدًا منه بَرِيءٌ" (¬3). 244 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنِ اكْتَحَلَ فليُوترْ، مَنْ فَعَلَ فقدْ أحسنَ وَمَنْ لا فلا حَرَجَ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فليُوتِرْ، مَنْ فعلَ فقدْ أحسنَ ومَنْ لا فلا حرجَ، ومَنْ أكلَ ¬

_ = (18)، الحديث (33)، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 113، كتاب الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين، وعزاه ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 111 للطبراني. (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 108، 133 في مسند عائشة رضي اللَّه عنها. والدارمي في السنن 1/ 171 - 172، كتاب الوضوء. باب الاستطابة. وأبو داود في السنن 1/ 37، كتاب الطهارة (1)، باب الاستنجاء بالحجارة (21)، الحديث (40). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 41 - 42، كتاب الطهارة (1)، باب الاجتزاء في الاستطابة بالحجارة دون غيرها (40). والدارقطني في السنن 1/ 54 - 55، كتاب الطهارة، باب الاستنجاء، الحديث (4)، وقال: (إسناد صحيح). وقوله (تجزئ عنه) أي تكفي. (¬2) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 29، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية ما يُستنجى به (14)، الحديث (18). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 37 - 38، كتاب الطهارة (1)، باب النهي عن الاستطابة بالعظم (35). دون ذكر: "فإنها زاد إخوانكم من الجنّ". (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 34 - 36، كتاب الطهارة (1)، باب ما ينهى عنه أن يستنجى به (20)، الحديث (36). والنسائي في المجتبى من السنن 8/ 135 - 136، كتاب الزينة (48)، باب عقد اللحية (12).

فما تخلَّلَ فليلفِظْ وما لاكَ بلسانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ، مَنْ فعلَ فقدْ أحسنَ وَمَنْ لا فلا حَرَجَ، ومَنْ أتَى الغائِطَ فليستَتِرْ، فإنْ لم يَجِدْ إلّا أنْ يجمَعَ كثيبًا مِنْ رَمْلٍ فليستدْبِرْهُ، فإنّ الشيطانَ يلعبُ بمقاعِدِ بني آدمَ، مَنْ فَعَلَ فقدْ أحسنَ ومَنْ لا فَلَا حرج" (¬1). 245 - وقال: "لا يبُولَنَّ أحدُكُمْ في مُسْتَحَمِّهِ [ثمَّ يغتسلُ فيهِ أو يتوضأُ فيه] (¬2) فإنَّ عامَّةَ الوسْواسِ مِنْهُ" (¬3) رواه عبد اللَّه بن مغفل رضي اللَّه عنه. 246 - وقال: "لا يَبُولَنَّ أحدُكُمْ في جُحْرٍ" (¬4) رواه عبد اللَّه بن سَرْجِس رضي اللَّه عنه. 247 - وقال: "اتَّقُوا المَلَاعَنِ الثلاثة: البَرَازَ في الموارِدِ وقارِعَةِ الطريقِ والظِّلِّ" (¬5) رواه مُعاذ رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 169 - 170، كتاب الوضوء، باب التستر عند الحاجة. وأبو داود في السنن 1/ 33، كتاب الطهارة (1)، باب الاستتار في الخلاء (19)، الحديث (35). وابن ماجه في السنن 1/ 121 - 122، كتاب الطهارة (1)، باب الارتياد للغائط والبول (23)، الحديث (337) و (338). واللفظ لأبي داود وقوله (كثيبًا من رمل) أي كومة. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند الترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو عند أبي داود، ولفظه: (ثم يغتسل فيه قال أحمد: ثم يغتسل فيه). (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 29، كتاب الطهارة (1)، باب في البول في المستحم (15)، الحديث (27). والترمذي في السنن 1/ 33، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية البول في المغتسل (17)، الحديث (21). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 34، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية البول في المستحم (32). وابن ماجه في السنن 1/ 111، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية البول في المغتسل (12)، الحديث (304). واللفظ لأبي داود. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 82، في مسند عبد اللَّه بن سَرْجِس رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 30، كتاب الطهارة (1)، باب النهي عن البول في الجُحْر (16)، الحديث (29). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 33، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية البول في الجُحْر (30). (¬5) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 29، كتاب الطهارة (1)، باب المواضع التي نهى =

248 - وقال: "لا يَخْرُج الرجُلانِ يضرِبان الغائطَ كاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا يتحدَّثَانِ، فإنَّ اللَّه يمقُتُ على ذلك" (¬1) رواه أبو سعيد رضي اللَّه عنه. 249 - وقال: "إنَّ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فإذا أتى أحدُكُمُ الخلاءَ فَلْيَقُلْ: أعوذُ باللَّه مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ" (¬2) رواه زيد بن أرقم رضي اللَّه عنه. 250 - وقال: "سِتْرُ ما بينَ أعيُنِ الجِنِّ وعَوْرَاتِ بني آدمَ إذا دَخَلَ أحدُهُمْ الخلاءَ أن يقولَ: بِسْمِ اللَّه" (¬3) رواه علي رضي اللَّه عنه (غريب) (¬4). ¬

_ = النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن البول فيها (14)، الحديث (26). وابن ماجه في السنن 1/ 119، كتاب الطهارة (1)، باب النهي عن الخلاء على قارعة الطريق (21)، الحديث (328). (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 3/ 36، في مسند أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 22، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية الكلام عند الحاجة (7)، الحديث (15). وابن ماجه في السنن 1/ 123، كتاب الطهارة (1)، باب النهي عن الاجتماع على الخلاء والحديث عنده (24)، الحديث (342). واللفظ لأبي داود. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 369، في مسند زيد بن أرقم رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 16 - 17، كتاب الطهارة (1)، باب ما يقول الرجل اذا دخل الخلاء (3)، الحديث (6). وابن ماجه في السنن 1/ 108، كتاب الطهارة (1)، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء (9)، الحديث (296). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص (61)، كتاب الطهارة (3)، باب ما يقول اذا دخل الخلاء (5)، الحديث (126)، (127). والحُشُوش: الكنف، وأصل الحش: جماعة النخل الكثيفة، وكانوا يقضون حوائجهم اليها قبل أن يتخذوا الكنف في البيوت، وفيه لغتان: حَش وحُش (الخطابي، معالم السنن -المطبوع مع مختصر سنن أبي داود- 1/ 15). (¬3) أخرجه: الترمذي في السنن 2/ 503 - 504، كتاب الصلاة (2)، باب ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء (426)، الحديث (606)، وقال: (هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي). وابن ماجه في السنن 1/ 109، كتاب الطهارة (1)، باب ما يقول الرجل اذا دخل الخلاء (9)، الحديث (297). واللفظ للترمذي. (¬4) العبارة في مخطوطة برلين: (غريب، رواه علي).

251 - وقالت عائشة: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا خرجَ مِنَ الخَلاءِ قال: غُفْرَانَكَ" (¬1). 252 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أتى الخلاءَ أتيتُهُ بماءٍ في تَوْرٍ أو رَكْوَةٍ فاستَنْجَى، ثمّ مسحَ يدَهُ على الأرضِ، ثمّ أَتَيْتُهُ بإناءٍ آخرَ فتوضَّأ" (¬2). 253 - وعن الحكم بن سفيان الثقفي [أنّه قال] (¬3): "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا بالَ توضَّأَ ونَضَحَ فَرْجَهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 155، في مسند عائشة رضي اللَّه عنها. والدارمي في السنن 1/ 174، كتاب الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء. وأبو داود في السنن 1/ 30، كتاب الطهارة (1)، باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء (17)، الحديث (30). والترمذي في السنن 1/ 12، كتاب الطهارة (1)، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء (5)، الحديث (7)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). وابن ماجه في السنن 1/ 110، كتاب الطهارة (1)، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء (10)، الحديث (300). والحاكم في المستدرك 1/ 158، كتاب الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الغائط، وقال: (هذا حديث صحيح) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 173، كتاب الوضوء، باب فيمن يمسح يده بالتراب بعد الاستنجاء. وأبو داود في السنن 1/ 39 - 40، كتاب الطهارة (1)، باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى (24)، الحديث (45). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 45، كتاب الطهارة (1)، باب دلك اليد بالأرض بعد الاستنجاء (43). وابن ماجه في السنن 1/ 128، كتاب الطهارة (1)، باب من دلك يده بالأرض بعد الاستنجاء (29)، الحديث (358). واللفظ لأبي داود. (وتَوْر): إناء من صُفر أو حجارة يتوضأ منه ويؤكل فيه، و (رَكْوَة): إناء صغير من جلد يشرب منه. (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 3/ 410، في مسند أبي الحكم أو الحكم بن سفيان رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 117، كتاب الطهارة (1)، باب في الانتضاح (64)، الحديث (166). والنَّسائي في المجتبى من السنن 1/ 86، كتاب الطهارة (1)، باب النضح (102). وابن ماجه في السنن 1/ 157، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في النضح بعد الوضوء (58)، الحديث (461). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 1/ 126: واختلف في سماع الثقفي هذا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

254 - عن [حُكَيْمَة بنت] (¬1) أُمَيْمَة بنت رُقَيْقَة، عن أُمِّها أنّها قالت: "كان للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قَدَحٌ مِنْ عَيْدانٍ تحتَ سريرِهِ يَبُولُ فيهِ باللَّيْلَ" (¬2). 255 - وقال عمر رضي اللَّه عنه: "رآني النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أبولُ قائمًا فقالَ: يا عُمَرُ لا تَبُلْ قائمًا" (¬3). قال الشيخ الإمام رضي اللَّه عنه: قد صحَّ: 256 - عن حُذَيْفَة: "أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم أتى سُباطَةَ قومٍ فبالَ قائمًا" (¬4). قيل: كان ذلك لعذر به. ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وأثبتناه من المخطوطة وسنن أبي داود. (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 28، كتاب الطهارة (1)، باب في الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده (13)، الحديث (24). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 31، كتاب الطهارة (1)، باب البول في الإناء (28). قال السندي في حاشيته على سنن النسائي 1/ 31، 32: (من عيدان: اختلف في ضبطه أهو بالكسر والسكون [عِيدان] جمع عود أو بالفتح والسكون [عَيْدان] جمع عَيْدانة بالفتح وهي النخلة الطويلة المتجردة من السعف من أعلاه إلى أسفله، وقيل الكسر أشهر رواية وردّ بأنه خطأ معنى لأنه جمع عود وإذا اجتمعت الأعواد لا يتأتى منها قدح لحفظ الماء بخلاف من فتح العين فإن المراد حينئذ قدح من خشب هذه صفته ينقر ليحفظ ما يجعل فيه). قال القاري في المرقاة 1/ 295: والصواب الذي عليه المحققون أنها عيدان بفتح العين المهملة. (¬3) أخرجه: الترمذي تعليقًا في السنن 1/ 17، كتاب الطهارة (1)، باب النهي عن البول قائمًا (8)، ضمن الحديث (12). وابن ماجه في السنن 1/ 112، كتاب الطهارة (1)، باب في البول قاعدًا (14)، الحديث (308). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 102، كتاب الطهارة، باب البول قاعدًا. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 328، كتاب الوضوء (4)، باب البول قائمًا وقاعدًا (60)، الحديث (224). ومسلم في الصحيح 1/ 228، كتاب الطهارة (2)، باب المسح على الخفين (22)، الحديث (73/ 273). والسُباطة: المزبلة والكناسة (ابن حجر، فتح الباري 1/ 328).

4 - باب السواك

4 - باب السواك مِنَ الصِّحَاحِ: 257 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لولا أنْ أشُقَّ على أُمَّتي لأمرتُهُمْ بتأخِيرِ العِشاءِ وبالسِّواكِ عندَ كُلِّ صلاةٍ" (¬1). 258 - وعن المِقْدامِ بن شُرَيح، عن أبيه أنَّه قال: "سألتُ عائشةَ رضي اللَّه عنها: بأي شيءٍ كانَ يبدأُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا دخلَ بيتَهُ؟ قالت: بالسِّواكِ" (¬2). 259 - وقال حُذَيْفَة: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا قامَ للتهجُّدِ مِنَ اللَّيْلِ يشوصُ فاهُ بالسِّواكِ" (¬3). 260 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "عَشْر مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشارِبِ، وإعفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 374، كتاب الجمعة (11)، باب السواك يوم الجمعة (8)، الحديث (887). ومسلم في الصحيح 1/ 220، كتاب الطهارة (2)، باب السواك (15)، الحديث (42/ 252). ولم يذكرا: "تأخير العشاء". وقد جاء ذكر فَضْلَيْ تأخير العشاء والسِّواك حديث أخرجه: أحمد في المسند 2/ 245 في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 40، كتاب الطهارة (1)، باب السواك (25)، الحديث (46). والنسائي 1/ 266 - 267، كتاب المواقيت (6)، باب ما يستحب من تأخير العشاء (20)، وهذا لفظه. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 220، كتاب الطهارة (2)، باب السِّواك (15)، الحديث (43/ 253). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 356، كتاب الوضوء (4)، باب السواك (73)، الحديث (245)، وفي 3/ 19، كتاب التهجد (19)، باب طول القيام في صلاة الليل (9)، الحديث (1136). ومسلم في الصحيح 1/ 220، كتاب الطهارة (2)، باب السواك (15)، الحديث (46/ 255). و (يشوص) أي يدلك.

واسْتِنْشَاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفَارِ، وغَسْلُ البَرَاجِمِ، ونَتْفُ الإِبْطِ، وحَلْقُ العَانَةِ، وانْتِقَاصُ الماءِ" يعني الاسْتِنْجَاء. قال الراوي: ونسيتُ العاشرةَ إلَّا أنْ تكونَ المَضْمَضَةَ" (¬1). وفي رواية: "الخِتانِ" بدل "إعفاءِ اللِّحْيَةِ" (¬2). مِنَ الحِسَان:261 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "السِّواكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ مَرْضاةٌ للرَّبِّ" (¬3). 262 - وقال: "أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ الحياءُ -ويُروى: الخِتان-، والتَّعَطُّرُ، والسِّواكُ، والنِّكاحُ" (¬4) رواه أبو أيوب. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 223، كتاب الطهارة (2)، باب خصال الفطرة (16)، الحديث (56/ 261). والبَرَاجِم: جمع بُرْجُمة وهي عقد الأصابع ومفاصلها كلها (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 150). (¬2) أخرجه عن عمار بن ياسر: أبو داود في السنن 1/ 45 - 46، كتاب الطهارة (1)، باب السواك من الفطرة (29)، الحديث (54). وابن ماجه في السنن 1/ 107، كتاب الطهارة (1)، باب الفطرة (8)، الحديث (294). وقد جاء ذكر الختان في حديث أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المصدر السابق 1/ 221، الحديث (49/ 257) بلفظ: "الفطرة خمس -أو خمس من الفطرة-: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، وقص الإبط، وقص الشارب". (¬3) ذكره البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في الصحيح 4/ 158، كتاب الصوم (30)، باب سواك الرطب واليابس للصائم (27). وأخرجه: الشافعي في الأم 1/ 23، كتاب الطهارة، باب السواك. وأحمد في المسند 6/ 47، 62، 124 في مسند عائشة رضي اللَّه عنها. والدارمي في السنن 1/ 174، كتاب الوضوء باب السواك مطهرة للفم. والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 10، كتاب الطهارة (1)، باب التركيب في السواك (5). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص (65)، كتاب الطهارة (3)، باب ما جاء في السواك (10)، الحديث (143). (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 421 في مسند أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 3/ 391، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في فضل التزويج والحث عليه (1)، الحديث (1080)، وقال: حديث حسن غريب.

5 - باب سنن الوضوء

263 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لا يَرْقُدُ مِنْ لَيْلٍ ولا نَهارٍ فيستَيْقِظُ، إلَّا يتَسَوَّكُ قبلَ أَنْ يتوضَّأْ" (¬1). 264 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يستاكُ، فيُعطيني السِّواكَ لأغسِلَهُ، فأبْدَأُ بِهِ فأستاكُ، ثمّ أغسِلُهُ وأدفَعُهُ إليه" (¬2) واللَّه المستعان. 5 - باب سنن الوضوء مِنَ الصِّحَاحِ: 265 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا استيقظَ أحدُكُمْ مِنْ نومِهِ فلا يغمِسْ يدَهُ في الإِناءِ حتَّى يغسِلَهَا ثلاثًا، فإنَّهُ لا يدري أينَ باتتْ يدُهُ" (¬3). 266 - وقال: "إذا استيقظَ أحدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فتوضَّأَ فلْيَسْتَنْثِرْ ثلاثًا، فإنّ الشيطانَ يبيتُ على خَيْشومِه" (¬4) رواه أبو هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 160، في مسند عائشة رضي اللَّه عنها. وأبو داود في السنن 1/ 47، كتاب الطهارة (1)، باب السواك لمن قام من الليل (30)، الحديث (57). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 44، كتاب الطهارة (1)، باب غسل السواك (28)، الحديث (52). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 263، كتاب الوضوء (4)، باب الاستجمار وترًا (26)، الحديث (162). ومسلم في الصحيح 1/ 233، كتاب الطهارة (2)، باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها ثلاثًا (26)، الحديث (87/ 278)، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 339، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3295). ومسلم في الصحيح 1/ 212 - 213، كتاب الطهارة (2)، باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار (8)، الحديث (23/ 238). واللفظ للبخاري. وقوله (خيشومه) أي أقصى أنفه.

267 - و"قيل لعبد اللَّه بن زيد بن عاصم: كيفَ كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يتوضّأ؟ فدعا بوَضُوءٍ فأفرغَ على يدِهِ اليُمْنَى، فغسَلَ يدَيْهِ مرَّتين، ثمّ مَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ ثلاثًا، ثمّ غسلَ وجهَهُ ثلاثًا، ثمّ غسلَ يديهِ مرتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إلى المِرْفَقَيْنِ، ثمّ مسَحَ رأسَهُ بِيَدَيْهِ فأقبَلَ بهما وأدبَرَ: بدأَ بمقدَّمِ رَأْسِهِ ثمّ ذهبَ بهما إلى قَفَاهُ، ثمّ ردَهُمَا حتّى رجعَ إلى المكانِ الذي بدأَ منهُ، ثمّ غسلَ رِجلَيْهِ" وفي رواية: "تمضمضَ واستنشَقَ ثلاثًا بثلاثِ غَرَفَاتٍ مِنْ ماء" وفي رواية: "مضمضَ واستنشقَ مِنْ كفٍّ واحدةٍ فعلَ ذلكَ ثلاثًا. وقال: مسحَ رأسَهُ فأقبلَ بهما وأدبرَ مرةً واحدةً. ثمّ غسلَ رِجلَيْهِ إلى الكَعْبَيْنِ" وفي رواية فمضمضَ واستنثَرَ ثلاثَ مرَّاتٍ مِنْ غرفةٍ واحدةٍ" (¬1). 268 - رُوي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "توضَّأ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مَرَّةً مَرَّةً" (¬2). 269 - وعن عبد اللَّه بن زيد: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم توضَّأَ مرَّتينِ مرَّتين" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 289، كتاب الوضوء (4)، باب مسح الرأس كلِّه (38)، الحديث (185)، وفيه 1/ 294، باب غسل الرجلين إلى الكعبين (39)، الحديث (186)، وفي 1/ 297، باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة (41)، الحديث (191)، وباب مسح الرأس مرة (42)، الحديث (192)، وفي 1/ 303، باب الوضوء من التَّوْر (46)، الحديث (199). ومسلم في الصحيح 1/ 210 - 211، كتاب الطهارة (2)، باب في وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (7)، الحديث (18/ 235). والسائل لعبد اللَّه بن زيد رجل مُبْهم كما ذكر الراوي يحيى المازني. (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 258، كتاب الوضوء (4)، باب الوضوء مرة مرة (22)، الحديث (157). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 258، كتاب الوضوء (4)، باب الوضوء مرتين مرتين (23)، الحديث (158).

270 - وروي عن عثمان رضي اللَّه عنه: "أنَّهُ توضَّأَ ثلاثًا ثلاثًا" (¬1). 271 - وقال عبد اللَّه بن عمرو: "رأى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم قومًا تَوَضَّأُوا وأعقابُهُمْ تلوحُ لم يمسَّهَا الماءُ فقال: ويلٌ للأعقابِ مِنَ النَّارِ، أسبِغُوا الوُضُوء" (¬2). 272 - وقال المغيرة بن شعبة: "إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم توضَّأَ فمسحَ بناصيَتهِ وعلى عِمَامَتِهِ وخُفَّيْهِ" (¬3). 273 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُحبُ التَّيَمُّنَ ما استطاعَ في شأنِهِ كُلِّهِ: في طُهُورِهِ، وتَرَجُّلِهِ، وتَنَعُّلِهِ" (¬4). مِنَ الحِسَان:274 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا لبسْتُمْ وإذا توضَّأْتُمْ فابْدَؤُا بمَيَامِنِكُمْ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 207، كتاب الطهارة (2)، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (4)، الحديث (9/ 230). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 214، كتاب الطهارة (2)، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (9)، الحديث (26/ 246). ونحوه عند البخاري في الصحيح 1/ 143، كتاب العلم (3)، باب من رفع صوته بالعلم (3)، الحديث (60). والعَقِبُ: مؤخّر القدم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 230 - 231، كتاب الطهارة (2)، باب المسح على الناصية والعمامة (23)، الحديث (81/ 274) و (83/ 274). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 523، كتاب الصلاة (8)، باب التيمُّن في دخول المسجد وغيره (47)، الحديث (426). ومسلم في الصحيح 1/ 226، كتاب الطهارة (2)، باب التيمن في الطهور وغيره (19)، الحديث (67/ 268). واللفظ للبخاري. (¬5) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 354، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 4/ 379، كتاب اللباس (26)، باب في الانتعال (44)، الحديث (4141) =

275 - وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسمَ اللَّه عليهِ" (¬1). 276 - وقال لَقيط بن صَبرة: "قلت: يا رسولَ اللَّه أخبِرْنِي عن الوُضُوءِ. قال: أسْبغِ الوُضُوءَ، وخَلِّلْ بينَ الأصابع، وبالِغْ في الاسْتِنْشَاقِ إلّا أن تكونَ صائمًا" (¬2). 277 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه ¬

_ = ولفظه: ". . . بأيامنكم". وابن ماجه في السنن 1/ 141، كتاب الطهارة (1)، باب التيمن في الوضوء (42)، الحديث (402)، وليس في روايته: "إذا لبستم". وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (66)، كتاب الطهارة (3)، باب البداء باليمين (13)، الحديث (147). (¬1) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 37 - 38، كتاب الطهارة (1)، باب التسمية عند الوضوء (20)، الحديث (25). وابن ماجه في السنن 1/ 140، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في التسمية في الوضوء (41)، الحديث (398). والدارقطني في السنن 1/ 73، كتاب الطهارة، باب التسمية على الوضوء، الأحاديث (7 - 10). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 43، كتاب الطهارة، باب التسمية على الوضوء. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 33، في مسند لقيط بن صَبرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 99 - 100، كتاب الطهارة (1)، باب في الاستنثار (55)، الحديث (142). والترمذي في السنن 3/ 155، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم (69)، الحديث (788)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 66، كتاب الطهارة (1)، باب المبالغة في الاستنشاق (71)، وفي 1/ 79، باب الأمر بتخليل الأصابع (92). وابن ماجه في السنن 1/ 142، كتاب الطهارة (1)، باب المبالغة في الاستنشاق (44)، الحديث (407)، وفي 1/ 153، باب تخليل الأصابع (54)، الحديث (448). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص (68)، كتاب الطهارة (3)، باب إسباغ الوضوء (15)، الحديث (159). والحاكم في المستدرك 1/ 471 - 148، كتاب الطهارة، باب الأمر بإسباغ الوضوء، وأقرّه الذهبي.

صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا توضَّأتَ فخلِّلْ أصابع يدَيْكَ ورِجْلَيْكَ" (¬1) (غريب). 278 - وقال المُسْتَوْرِدُ بن شدَّاد: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا توضَّأَ يَدْلُكُ أصابعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ" (¬2). 279 - وقال أنس: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا توضَّأ أخذَ كفًّا مِنْ ما فأدخَلَهُ تحتَ حَنَكِهِ فخلَّلَ بِهِ لحيتَهُ، وقال: هكذا أمرَنِي ربِّي" (¬3). 280 - وعن عثمان رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يُخلِّلُ لِحْيَتَهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 1/ 57، كتاب الطهارة (1)، باب في تخليل الأصابع (30)، الحديث (39)، وقال: (حسن غريب). وبنحوه ابن ماجه في السنن 1/ 153، كتاب الطهارة (1)، باب الأذنان من الرأس (53)، الحديث (447). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 229، في مسند المستورد بن شداد رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 103، كتاب الطهارة (1)، باب غسل الرجلين (58)، الحديث (148). والترمذي في السنن 1/ 57، كتاب الطهارة (1)، باب في تخليل الأصابع (30)، الحديث (40). وابن ماجه في السنن 1/ 152، كتاب الطهارة (1)، باب تخليل الأصابع (54)، الحديث (446). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 76 - 77، كتاب الطهارة، باب كيفية التخليل. واللفظ لأبي داود. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 101، كتاب الطهارة (1)، باب تخليل اللحية (56)، الحديث (145). والحاكم في المستدرك 1/ 149، كتاب الطهارة، باب تخليل اللحية ثلاثًا. (¬4) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 178 - 179، كتاب الوضوء، باب في تخليل اللحية. والترمذي في السنن 1/ 46، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في تخليل اللحية (23)، الحديث (32)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 148، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في تخليل اللحية (50)، الحديث (430). وابن حبان في "صحيحه"، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (67)، كتاب الطهارة (3)، باب ما جاء في الوضوء (14)، الحديث (54). والحاكم في المستدرك 1/ 149، كتاب الطهارة، باب تخليل اللحية ثلاثًا، وقال: (إسناد صحيح) ووافقه الذهبي. واللفظ للترمذي.

281 - عن أبي حَيَّة رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "رأيتُ عليًّا رضي اللَّه عنه توضَّأَ فغسلَ كفَّيْهِ حتّى أنقاهُما، ثمّ مَضْمَضَ ثلاثًا، واستنشَقَ ثلاثًا، وغسلَ وجهَهُ ثلاثًا، وذِرَاعَيْهِ ثلاثًا، ومسحَ برأْسِهِ مَرَّةً، ثمّ غسلَ قَدَمَيْهِ إلى الكعبَيْنِ، ثمّ قامَ فأخذَ فَضْلَ طَهُورِهِ فشَرِبَهُ وهو قائمٌ، قال: أحبَبْتُ أنْ أُرِيكُمْ كيفَ كانَ طُهُورُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1) ويُروى: "ثم تمضمضَ واستنْشَقَ ونَثَرَ بيَدِهِ اليُسرى، فعلَ ذلك ثلاثًا" (¬2) ويُروى: "ثم مضمضَ واستنْشَقَ بكفٍّ واحدةٍ ثلاثَ مرّات" (¬3). 282 - [وعن ابن عباس: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم مسحَ برأسِهِ ثلاثَ مرَّات" (¬4)] (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 67 - 68، كتاب الطهارة (1)، باب في وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كيف كان (37)، الحديث (48). والنسائي في السنن 1/ 70 - 71، كتاب الطهارة (1)، باب عدد غسل اليدين (79). وأخرجه أبو داود مختصرًا في السنن 1/ 83 - 84، كتاب الطهارة (1)، باب صفة وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (50)، الحديث (116). (¬2) هذه الرواية من حديث عبد خير عن علي رضي اللَّه عنه أخرجها: الدارمي في السنن 1/ 178، كتاب الوضوء باب في المضمضة. والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 67، كتاب الطهارة (1)، باب بأي اليدين يستنثر (74). (¬3) من حديث عبد خير عن علي رضي اللَّه عنه، أخرجه: النسائي في المجتبى من السنن 1/ 68، كتاب الطهارة (1)، باب عدد غسل الوجه (76)، وفي 1/ 69، باب غسل اليدين (77). وابن ماجه في السنن 1/ 142، كتاب الطهارة (1)، باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد (43)، الحديث (404) واللفظ للنسائي. وقد أخرج البخاري ومسلم هذه الرواية عن عبد اللَّه بن زيد بن عاصم يصف وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، تقدم الحديث (267). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 75، الحديث (11091)، بلفظ: "أن أعرابيًا أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه كيف الوضوء؟ فدعا رسول اللَّه-صلى اللَّه عليه وسلم- بوضوء فغسل يده اليمنى ثلاثًا ثم أدخل يده في الإناء ثم مضمض واستنشق ثلاثًا ثلاثًا ثم مسح برأسه وظاهر أذنيه مع رأسه ثم غسل رجليه ثلاثًا ثم قال: هكذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد تعدى وظلم". (¬5) هذا الحديث ساقط من مخطوطة برلين.

283 - وعنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم مسحَ برأسِهِ وأُذُنَيْهِ، باطِنِهِمَا بالسَّبَّابَتَيْنِ، وظاهِرِهما بإبهامَيْهِ" (¬1). 284 - وعن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ: "أنَّها رأت النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يتوضَّأُ، قالت: ومسحَ رأسَهُ ما أقبلَ مِنْهُ وما أدْبَرَ، وصُدْغَيْهِ وأُذُنَيْهِ مَرَّةً واحِدةً" (¬2) وقالت: "وأدخلَ أُصْبُعَيْهِ في جُحْرَيْ أُذُنَيْهِ" (¬3). 285 - وعن عبد اللَّه بن زيد: "أنَّه رأى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم توضَّأَ، وأنَّه مسحَ رأسَهُ بماءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 52، كتاب الطهارة (1)، باب مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما (28)، الحديث (36) وقال: (حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 74، كتاب الطهارة (1)، باب مسح الأذنين مع الرأس (85). وابن ماجه في السنن 1/ 151، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في مسح الأذنين (52)، الحديث (439). وابن خزيمة في الصحيح 1/ 77، كتاب الوضوء، جماع أبواب الوضوء وسننه، باب إباحة المضمضة والاستنثاق من غرفة واحدة (114)، الحديث (148). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 359، في مسند الرُّبَيّع بنت مُعوّذ بن عفراء رضي اللَّه عنها. وأبو داود في السنن 1/ 91، كتاب الطهارة (1)، باب صفة وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (50)، الحديث (129). والترمذي في السنن 1/ 49، كتاب الطهارة (1)، ما جاء أن مسح الرأس مرة (26)، الحديث (34)، وقال: (حديث حسن صحيح). (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 359، في مسند الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ بن عفراء رضي اللَّه عنها. وأبو داود في السنن 1/ 91 - 92، كتاب الطهارة (1)، باب صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- (50)، الحديث (131). وابن ماجه في السنن 1/ 151، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في مسح الأذنين (52)، الحديث (441). (¬4) أخرجه الترمذي بلفظه في السنن 1/ 50، كتاب الطهارة (1)، باب يأخذ لرأسه ماء جديدًا (27)، الحديث (35)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وأخرجه مسلم مطولًا في الصحيح 1/ 211، كتاب الطهارة (2)، باب في وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (7)، الحديث (19/ 236).

286 - وعن أبي أُمامة، ذكرَ وُضوءَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يمسحُ المأقَيْن، قال: وقال: الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأسِ" (¬1) وقيل هذا من قول أبي أُمامة. 287 - وعن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: "أنَّ أعرابيًّا سألَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ الوُضُوءِ، فأراهُ ثلاثًا ثلاثًا، ثمّ قال: هكذا الوُضُوءُ فمنْ زادَ على هذا [أو نقصَ] (¬2) فقدْ أساءَ وتعدَّى وظلَمَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 93 - 94، كتاب الطهارة (1)، باب صفة وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (50)، الحديث (134)، عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد وعن مُسدد وقتيبة عن حماد. قال أبو داود عقب الحديث: (قال سليمان: يقولها أبو أمامة. قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هو من قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أو من أبي أمامة، يعني قصة الأذنين). والترمذي في السنن 1/ 53، كتاب الطهارة (1)، باب أن الأذنين من الرأس (29)، الحديث (37)، عن قتيبة عن حماد، ونقل شك حماد كما نقله أبو داود. وابن ماجه في السنن 1/ 152، كتاب الطهارة (1)، باب الأذنان من الرأس (53)، الحديث (444) بلفظ: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الأذنان من الرأس". وكان يمسح رأسه مرة، وكان يمسح المأقين. والمأق: طرف العين الذي يلي الأنف، وفيه ثلاث لغات: ماق، ومأق مهموز، وموق (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 1/ 101). (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين وهي من رواية أبي داود. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 180، في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما. وأبو داود مطولًا في السنن 1/ 94، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء ثلاثًا (51)، الحديث (135). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 88، كتاب الطهارة (1)، باب الاعتداء في الوضوء (105). وابن ماجه في السنن 1/ 146، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في القصد في الوضوء (48)، الحديث (422). وابن خزيمة في الصحيح 1/ 89، كتاب الوضوء، جماع أبواب الوضوء وسننه، باب التغليظ في غسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث (136)، الحديث (174). وليس في رواية أحد منهم: "أو نقص" غير أبي داود.

288 - عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل رضي اللَّه عنه: "أنَّه سمعَ ابنَهُ يقولُ: اللَّهُم إنِّي أسالُكَ القَصْرَ الأبيضَ عَنْ يمينِ الجنَّةِ، قال: أيْ بُنَيَّ سَلِ اللَّه الجنَّةَ وتعوذْ بِهِ مِنَ النَّارِ، فإنّي سمعت رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: إنه سيكونُ في هذه الأمةِ قوْمٌ يعتدونَ في الطَّهُورِ والدُّعاءِ" (¬1). 289 - وعن أُبَيّ بن كعب رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، قال: "إنَّ للوُضُوءِ شيطانًا يُقالُ له الوَلْهَانُ، فاتَّقُوا وَسْوَاسَ الماءِ" (¬2) (ضعيف). 290 - عن مُعاذ بن جبل أنه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا توضّأَ مسحَ وجهَهُ بطَرَفِ ثَوْبهِ" (¬3) (غريب). 291 - ورُوي عن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت: "كانَ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم خِرْقَة يُنَشِّفُ بها بعدَ الوُضُوءِ" (¬4) وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 87 و 5/ 55، في مسند عبد اللَّه بن مغفل المزني رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 73، كتاب الطهارة (1)، باب الإسراف في الماء (45)، الحديث (96). وابن ماجه في السنن 2/ 1271، كتاب الدعاء (34)، باب كراهية الاعتداء في الدعاء (12)، الحديث (3864) وليس عنده لفظ: "في الطهور". وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (70 - 71)، كتاب الطهارة (3)، باب كراهية الاعتداء في الطهور (20)، الحديث (171) و (172). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 136، في مسند عُتَيّ بن ضمرة السّعدِيّ عن أبي بن كعب رضي اللَّه عنهما. والترمذي في السنن 1/ 84 - 85، كتاب الطهارة (1)، باب كراهية الإسراف في الوضوء بالماء (43)، الحديث (57). وابن ماجه في السنن 1/ 146، كتاب الطهارة (1)، باب مما جاء في القصد في الوضوء (48)، الحديث (421). (¬3) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 75، كتاب الطهارة (1)، باب في التَّمَنْدُل بعد الوضوء (40)، الحديث (54). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 186، كتاب الطهارة، باب التمسّح بالمنديل، وفي 1/ 236، كتاب الطهارة، باب طهارة الماء المستعمل. (¬4) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 74، كتاب الطهارة (1)، باب في التَّمْندُل بعد الوضوء (45)، الحديث (53). والحاكم في المستدرك 1/ 154. كتاب الطهارة، باب أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان له خرقة ينشف بها بعد الوضوء.

6 - باب الغسل

6 - باب الغسل مِنَ الصِّحَاحِ: 292 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا جلسَ أحدُكُمْ بينَ شُعَبِهَا الأربَعِ ثمّ جهدَهَا فقدْ وجبَ الغُسْلُ وإنْ لم يُنْزِل" (¬1). قال الشيخ الإِمام رحمة اللَّه عليه: وما رُوي: 293 - عن أبي سعيد الخُدريّ، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "الماءُ مِنَ الماءِ" (¬2) (منسوخ). وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "إنَّما الماءُ مِنَ الماءِ، في الاحْتِلَامِ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 395، كتاب النسل (5)، باب إذا التقى الختانان (28)، الحديث (291). ومسلم في الصحيح 1/ 271، كتاب الحيض (3)، باب نسخ "الماء من الماء" (22)، الحديث (87/ 348). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 269، كتاب الحيض (3)، باب إنما الماء من الماء (21)، الحديث (80/ 343) و (81/ 343)، وقد عقب مسلم على الحديث فروى بإسناده بن ابن الشخير قال: (كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَنْسَخ حديثه بعضه بعضًا كما ينسخ القرآن بعضه بعضًا)، ثمّ افتتح بابًا يلي باب "إنما الماء من الماء" وسماه: باب "نسخ الماء من الماء" وذكر فيه الأحاديث الناسخة. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 1/ 186، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء: أن الماء من الماء (81)، الحديث (112). وقد ذكر المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي 2/ 561، الحديث (2557) نسخ حديث "إنما الماء من الماء" واحتجاج البعض بحديث ابن عباس هذا الوارد عند الترمذي فقال: (إنما الماء من الماء) أي يجب الغسل بالماء من خروج الماء الدافق وهو المني سواء خرج بشهوة أم دونها من ذكر أو أنثى عاقل أو مجنون بجماع أو دونه وما دل عليه الحصر من عدم وجوبه بجماع لا إزال فيه الذي أخذ به جمع من الصحابة منهم سعد بن أبي وقاص وغيرهم كالأعمش وداود الظاهري: أجيب بأنه منسوح بخبر الصحيحين: "إذا جلس بين شعبها الأربع ثم أجهدها فقد وجب الغسل" زاد مسلم وإن لم ينزل لتأخر هذا عن الأول لما رواه أبو داود وغيره عن أبي بن كعب أنهم كانوا يقولون الماء من الماء رخصة رخصها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في أول =

294 - وقالت أُم سُلَيْم: "يا رسولَ اللَّه، إنَّ اللَّه لا يَسْتَحْيي مِنَ الحقِّ، فهلْ على المرأةِ مِنْ غُسْلٍ إذا احتَلَمَتْ؟ قال: نَعمْ، إذا رأتِ الماءَ. فغطَّتْ أُمُّ سَلَمَة وَجْهَهَا وقالت: يا رسولَ اللَّه، أو تَحْتَلِمُ المرأةُ؟ قال: نعم، تَرِبَتْ يَمينُكِ فبمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُها" (¬1) "إنَّ ماءَ الرَّجلِ غليظٌ أبيضُ، وماءَ المرأةِ رقيقٌ أصْفَرُ، فَمِنْ أَيِّهِما عَلَا أو سبقَ يكونُ منهُ الشَّبَهُ" (¬2). 295 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنابَةِ بدأَ فغسَلَ يَدَيْهِ، ثمَّ توضَّأَ كما يتوضَّأُ للصلاةِ، ثمَّ يُدخِلُ أصابِعَهُ في الماءِ فيُخَلِّلُ بها أُصولَ شعرِهِ، ثمّ يَصُبُّ على رأْسِهِ ثلاثَ غَرَفَاتٍ بيدَيْهِ، ثمّ يُفيضُ الماءَ على جِلْدِهِ كُلِّه" (¬3). ويُروى: "يبدأُ ¬

_ = الإِسلام ثم أمر بالغسل بعدها هكذا قرره صحبنا في الأصول ممثلين به نسخ السنة بالسنة وأما قول البعض نقلًا عن ابن عباس أنه أراد بالحديث نفي وجوب الغسل بالرؤية في النوم إن لم ينزل فيأباه ما ذكر في سبب الحديث الثابت في مسلم إنه قيل له الرجل يقوم عن امرأته، ولم يمن ماذا يجب عليه فقال إنما الخ نعم ذهب البعض إلى أنه لا حاجة لدعوى نسخه لأن خبر إذا التقى الختانان مقدم عليه لأن دلالته على وجوب الغسل بالمنطوق ودلالة الحصر عليه بالمفهوم والمنطوق مقدم على المفهوم بل في حجة المفهوم خلاف (م د عن أبي سعيد) الخدري قال خرجنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الاثنين إلى قباء حتى إذا كنا في بني سالم وقف على باب عتبان فصرخ به فخرج يجر إزاره فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعجلنا الرجل فقال عتبان يا رسول اللَّه أرأيت الرجل يعجل عن امرأته ولم يمن ماذا عليه فذكره (حم عن أبي أيوب) الأنصاري. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 228 - 229، كتاب العلم (3)، باب الحياء في العلم (50)، الحديث (130). ومسلم في الصحيح 1/ 251، كتاب الحيض (3)، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها (7)، الحديث (32/ 313). وأم سُلَيْم هي بنت ملحان والدة أنس بن مالك. (¬2) أخرجه مسلم برواية أم سليم في المصدر نفسه 1/ 250، الحديث (30/ 311). (¬3) متفق عليه: أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 360، كتاب الغسل (5)، باب الوضوء قبل الغسل (1)، الحديث (248). ومسلم في الصحيح 1/ 253، كتاب الحيض (3)، باب صفة غسل الجنابة (9)، الحديث (35/ 316).

فيغسِلُ يدَيْهِ قبلَ أنْ يُدْخِلَهُمَا الإناءَ، ثمَّ يفرغ بيمينهِ على شمْالِهِ فيغسِلُ فرجَهُ ثمَّ يتوضَّأُ" (¬1). 296 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قالت ميمونة: "وضعتُ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم غُسلًا فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ، وَصَبَّ على يَدَيْهِ فَغَسَلَهُما، ثُمَّ أَدْخَل يَمينَهُ في الإناءِ فَأَفْرَغَ بها على فَرْجِهِ ثم غَسَلَهُ بِشمَالِهِ، ثمّ ضربَ بشمالِهِ الأرضَ، فدلكها دَلْكًا شديدًا، ثمّ غسلَهَا، فمضمضَ واستنْشَقَ وغسلَ وجهَهُ وذِرَاعَيْهِ، ثمّ أفرغ على رأْسِهِ ثلاث حَفَنَاتٍ مِلءَ كَفَّيْهِ، ثمّ غسلَ سائرَ جسدِهِ، ثمّ تنحَّى فغسلَ قَدَميْهِ، فناولْتُهُ ثوبًا فلم يأخُذْهُ، فانطلقَ وهو يَنْفُضُ يَدَيْهِ" (¬2). 297 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إنَّ امرأةً سألت النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عن غُسْلِها مِنَ المحيضِ فأمَرَهَا كيفَ تغتَسِلُ، ثمَّ قال: خُذِي فِرْصةً مِنْ مِسْكٍ فتطهَّري بها. قالت: كيفَ أتطهَّرُ بها؟ قال: سُبحانَ اللَّه، تطهَّري بها. قالت: كيفَ أتطهَّرُ بها؟ فَاجْتَذَبْتُهَا إليَّ فقلتُ: تتَبَّعي بها أثرَ الدمِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 1/ 253 - 254، الحديث (35/ 316) و (36/ 316). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 384، كتاب الغسل (5)، باب نَفْض اليدين من الغُسْل عن الجنابة (18)، الحديث (276). ومسلم في الصحيح 1/ 254، كتاب الحيض (3)، باب صفة غسل الجنابة (9)، الحديث (37/ 317). (¬3) متفق عليه؛ أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 414، كتاب الحيض (6)، باب دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض (13)، الحديث (314). ومسلم في الصحيح 1/ 260 - 261، كتاب الحيض (3)، باب استحباب استعمال المغتسلة من الحيض فرصة من مسك في موضع الدم (13)، الحديث (60/ 332). الفِرْصة: هي بكسر الفاء وإسكان الراء وبالصاد المهملة وهي القطعة. والمِسْك: بكسر الميم وهو الطيب المعروف، هذا هو الصحيح المختار الذي رواه وقاله المحققون وعليه الفقهاء وغيرهم من أهل العلوم، وقيل مَسك بفتح الميم وهو الجلد أي قطعة جلد فيه شعر (النووي، شرح صحيح مسلم 4/ 14).

298 - وقالت أم سَلَمَة: "قلت: يا رسول اللَّه، إني امرأة أشُدُّ ضَفْرَ رأْسي، أفأَنْقُضُهُ لِغُسْلِ الجنابَةِ؟ فقال: لا، إنّما يكفيكِ أنْ تَحْثي على رأسِكِ ثلاثَ حَثَيَاتٍ، ثمّ تفيضينَ علَيْكِ الماءَ فَتَطْهُرين" (¬1). 299 - وقال أنس: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يتوضَّأُ بالمدِّ ويغتَسِلُ بالصَّاع إلى خَمْسَةِ أمدادٍ" (¬2). 300 - وعن مُعاذَة رضي اللَّه عنها أنها قالت، قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كُنْتُ أغتسِلُ أنا ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ إناءٍ واحدٍ بيني وبَيْنَهُ، فيبادِرُني فأقول: دَعْ لي، دع لي. قالت: وهُما جُنُبان" (¬3). مِنَ الحِسَان: 301 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن الرَّجُلِ يجدُ البَلَلَ ولا يَذكُرُ احتِلامًا؟ قال: يغتَسِلُ. وعَنِ الرَّجلِ يرى أنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ ولا يجدُ بللًا؟ قال: لا غُسْلَ عَلَيْهِ. قالَتْ أُمُّ سُليم: هَلْ على المرأةِ ترى ذلك غُسْلٌ؟ قال: نعَمْ، إنَّ النِّساءَ شَقَائِقُ الرِّجالِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 259، كتاب الحيض (3)، باب حكم ضفائر المغتسلة (12)، الحديث (58/ 330). و (ضَفْرَ) جمع ضفيرة، وهي الخصلة من الشعر. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 304، كتاب الوضوء (4)، باب الوضوء بالمد (47)، الحديث (201). ومسلم في الصحيح 1/ 258، كتاب الحيض (3)، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة (10)، الحديث (51/ 325)، وهذا لفظه. و (المُدّ) يساوي (605) غرامًا اليوم، و (الصاع) أربعة أمداد أي (2400) غرامًا. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 257، كتاب الحيض (3)، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة (15)، الحديث (46/ 321). ومعاذة هي بنت عبد اللَّه العدوي. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 256، في مسند عائشة رضي اللَّه عنها. وأبو داود في السنن 1/ 161 - 162، كتاب الطهارة (1)، باب في الرجل يجد البلة في منامه (95)، الحديث (236). والترمذي في السنن 1/ 189 - 195، كتاب الطهارة (1)، باب فيمن يستيقظ فيرى بللًا ولا يذكر احتلامًا (82)، الحديث (113). وأخرجه بمعنى =

302 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا جاوَزَ الخِتَانُ الخِتَانَ وجبَ الغُسل" (¬1). 303 - وقال: "تحتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جنابَةٌ، فاغْسِلُوا الشَّعرَ وَأَنْقُوا البَشَرة" (¬2) ويروى عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه (ضعيف). 304 - وقال علي رضي اللَّه عنه: إنّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ تركَ مَوْضِعَ شَعرةٍ من الجنابَةِ لَمْ يَغسِلْهَا، فُعِلَ بِهِ (¬3) كذا وكذا ¬

_ = القسم الأول إلى قوله: ". . . لا كسل عليه": الدارمي في السنن 1/ 195 - 196، كتاب الوضوء باب من يرى بللًا ولم يذكر احتلامًا. وابن ماجه في السنن 1/ 200، كتاب الطهارة (1)، باب من احتلم ولم ير بللًا (112)، الحديث (612). وقوله: "النساء شقائق الرجال" أي نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطباع، فكأنهن شققن من الرجال (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 1/ 161). (¬1) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 36 - 37، كتاب الطهارة، باب ما يوجب الغسل. وأحمد في المسند 6/ 161، في مسند عائشة رضي اللَّه عنها. والترمذي في السنن 1/ 180 - 182، كتاب الطهارة (1)، باب إذا التقى الختانان وجب الغسل (80)، الحديث (108) و (109) وقال: (حديث عائشة حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 199، كتاب الطهارة (1)، باب في وجوب الغسل إذا التقى الختانان (111)، الحديث (658). واللفظ لأحمد والترمذي. (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 171 - 173، كتاب الطهارة (1)، باب في الغسل من الجنابة (98)، الحديث (248)، وقال: (الحارث بن وجيه [الراوي] حديث منكر، وهو ضعيف). والترمذي في السنن 1/ 178، كتاب الطهارة (1)، باب تحت كل شعرة جنابة (78)، الحديث (106)، وقال: (حديث الحارث بن وجيه حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديثه، وهو شيخ ليس بذاك). وابن ماجه في السنن 1/ 196، كتاب الطهارة (1)، باب تحت كل شعرة جنابة (106)، الحديث (597). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 175، كتاب الطهارة؛ باب تخليل أصول الشعر بالماء وإيصاله إلى البشرة، وقال: (تفرد به موصولًا الحارث بن وجيه). (¬3) في مخطوطة برلين: (بها) وهو لفظ الدارمي.

من (¬1) النَّار. وقال عليٌّ رضي اللَّه عنه: فَمِنْ ثَمَّ عادَيْتُ رأسي" (¬2). 305 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لا يتوضَّأُ بعدَ الغُسْلِ" (¬3). 306 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يغسِلُ رأسَهُ بالخِطْمِيِّ وهو جُنُبٌ، يجتزئُ بذلك ولا يصبُّ عليه الماءَ" (¬4). ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة (في النار) وليست من لفظ أحد. ممّن خرج الحديث. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 94، 101، 133، في مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 192، كتاب الوضوء باب من ترك موضع شعرة من الجنابة. وأبو داود في السنن 1/ 173، كتاب الطهارة (1)، باب في الغسل من الجنابة (98)، الحديث (249). وابن ماجه في السنن 1/ 196، كتاب الطهارة (1)، باب تحت كل شعرة جنابة (106)، الحديث (599). وعاديت رأسي: أي فعلت برأسي ما يفعل بالعدو من الاستئصال وقطع دابره. (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 173، كتاب الطهارة (1)، باب في الغسل من الجنابة (98)، الحديث (250). والترمذي في السنن 1/ 179، كتاب الطهارة (1)، باب في الوضوء بعد الغسل (79)، الحديث (107)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 137، كتاب الطهارة (1)، باب ترك الوضوء من بعد الغسل (160)، وفي 1/ 209، كتاب الغسل والتيمم (4)، باب ترك الوضوء بعد الغسل (24). وابن ماجه في السنن 1/ 191، كتاب الطهارة (1)، باب في الوضوء بعد الغسل (96)، الحديث (579). والحاكم في المستدرك 1/ 153، كتاب الطهارة، باب كان لا يتوضّأ بعد الغسل، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 78 في مسند عائشة رضي اللَّه عنها بلفظ: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أراد أن يحرم غسل رأسه بخطمي. . . ". وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 176، كتاب الطهارة (1)، باب في الجنب يغسل رأسه بخِطّمِيّ (101)، الحديث (256) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 182، كتاب الطهارة، باب غسل الجنب رأسه بالخطمي، بلفظ الإِمام أحمد، والدارقطني في سننه 2/ 226 في كتاب الحج بلفظ الإِمام أحمد أيضًا. والخطمي: نبت يتنظف به.

7 - باب مخالطة الجنب ما يباح له

307 - وعن يَعْلى أنَّ نبيَّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّه حَيِيٌّ سِتيرٌ يُحبُّ الحَيَاءَ والتستُّرَ، فإذا اغْتَسَلَ أحدُكُمْ فليَسْتَتِرْ" (¬1) واللَّه الموفق. 7 - باب مخالطة الجنب ما يباح له مِنَ الصِّحَاحِ: 308 - قال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "لَقِيَني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا جُنُبٌ، فأخذَ بيدي فمشيتُ معَهُ حتى قعدَ، فَانْسَلَلْتُ فأتيتُ الرحلَ فاغتسلتُ، ثمّ جئتُ وهو قاعدٌ فقال: أينَ كنتَ يا أبا هُريرة؟ فقلت له: لقِيتَني وأنا جُنُبٌ، فكرِهْتُ أنْ أُجالِسَكَ وأنا جُنُبٌ. فقال: سُبْحَانَ اللَّه، إِنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُس" (¬2). 309 - و"ذكر عُمرُ رضي اللَّه عنه لِرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنَّهُ تُصيبُهُ الجَنابة مِنَ اللَّيْلِ، فقالَ لهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: توضَّأْ واغْسِلْ ذَكَرَكَ ثمَّ نَمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 224، في مسند يَعْلى بن أمية رضي اللَّه عنه، ولفظه: ". . . فليتوار بشيء". وأبو داود في السنن 4/ 302، كتاب الحمام (25)، باب النهي عن التَّعَرِّي (2)، الحديث (4012). والنَّسائي في المجتبى من السنن 1/ 200، كتاب الغسل (4)، باب الاستتار عند الاغتسال (7). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 391، كتاب الغسل (5)، باب الجُنب يخرج ويمشي في السُّوق وغيره (24)، الحديث (285). ومسلم في الصحيح 1/ 282، كتاب الحيض (3)، باب الدليل على أن المسلم لا ينجس (29)، الحديث (115/ 371). (¬3) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 393، كتاب الغسل (5)، باب الجُنب يتوضّأ ثم ينام (27)، الحديث (290). ومسلم في الصحيح 1/ 249، كتاب الحيض (3)، باب جواز نوم الجنب، واستحباب الوضوء له وغسل الفرج (6)، الحديث (25/ 306).

310 - وقالت عائشة رضىِ اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إِذا كانَ جُنُبًا فأرادَ أنْ يأْكُلَ أوْ يَنَامَ توضَّأَ وُضُوءَهُ للصَّلاةِ" (¬1). 311 - وعن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إِذا أتى أحدُكُمْ أهلَهُ، ثمَّ أرادَ أنْ يعودَ فليتوضَّأْ بينَهُمَا وُضُوءًا" (¬2). 312 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يطوفُ على نِسائِهِ بِغُسْلٍ واحدٍ" (¬3). 313 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَذْكُر اللَّه على كُلِّ أَحْيَانِهِ" (¬4). 314 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنَ الخلاءِ، فأُتِيَ بطعامٍ، فَذَكَرُوا لهُ الوُضُوء فقال: أُريدُ أنْ أصلِّيَ فأتوضَّأ؟! " (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 248، كتاب الحيض (3)، باب جواز نوم الجنب. . . (6)، الحديث (22/ 305). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 249، كتاب الحيض (3)، باب جواز نوم الجنب. . . (6)، الحديث (27/ 308). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 249، كتاب الحيض (3)، باب جواز نوم الجنب. . . (6)، الحديث (28/ 309). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 282، كتاب الحيض (3)، باب ذكر اللَّه تعالى في حال الجنابة وغيرها (30)، الحديث (117/ 373). والبخاري تعليقًا في الصحيح 7/ 401، كتاب الحيض (6)، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت. وفي 2/ 114 كتاب الأذان (10)، باب هل يتتبع المؤذن فاه ها هنا وها هنا (19). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 282 - 283، كتاب الحيض (3)، باب جواز أكل المحدث الطعام. . . (31)، الحديث (118/ 374).

مِنَ الحِسَان: 315 - قالت ميمونة رضي اللَّه عنها: "أجْنَبْتُ أنا ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فاغْتَسَلْتُ مِنْ جَفْنَة وفَضَلَتْ فيها فَضْلَةٌ، فجاءَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لِيَغْتَسِل مِنْهَا فقلتُ: إني قد اغْتَسَلْتُ منها. فاغْتَسَلَ وقال: إنَّ الماءَ ليسَ علَيْهِ جَنَابَةٌ" (¬1) وفي رواية: "إنَّ الماءَ لا يُجْنِب" (¬2). 316 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُجنِبُ فيغتَسِلُ ثمَّ يستَدْفِئَ بي قبلَ أن أَغْتَسِل" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية ابن عباس عن ميمونة: أحمد في المسند 6/ 330، في مسند ميمونة بنت الحارث زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. والدارقطني في السنن 1/ 52، كتاب الطهارة، باب استعمال الرجل فضل وضوء المرأة، الحديث (3). وبمعناه مختصرًا أخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 132، كتاب الطهارة (1)، باب الرخصة بفضل وضوء المرأة (33) الحديث (372). ومن حديث ابن عباس قال: "أجنب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وميمونة فاغتسلت ميمونة في جفنة. . ." أخرجه أحمد في المسند 1/ 337، في مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه. وعنه مختصرًا "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يغتسل بفضل ميمونة" أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 257، كتاب الحيض (3)، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة. . . وغسل أحدهما بفضل الآخر (10)، الحديث (48/ 323) والجَفْنَة: الصحفة الكبيرة. (¬2) أخرجه من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: "اغتسل بعض أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في جَفْنَة، فجاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليتوضأ منها -أو يغتسل- فقالت له: يا رسول اللَّه، إني كنت جنبًا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن الماء لا يُجنِب": أبو داود في السنن 1/ 55، كتاب الطهارة (1)، باب الماء لا يجنب (35)، الحديث (68). والترمذي في السنن 1/ 94، كتاب الطهارة (1)، باب الرخصة في فضل طهور المرأة (47)، الحديث (65)، وقال: (حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 132، كتاب الطهارة (1)، باب الرخصة بفضل وضوء المرأة (33)، الحديث (370). (¬3) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 210 - 211 كتاب الطهارة (1)، باب في الرجل يستدفئ بالمرأة بعد الغسل (91)، الحديث (123). وابن ماجه في السنن 1/ 192، كتاب الطهارة (1)، باب في الجنب يستدفئ بامرأته قبل أن تغتسل (97)، الحديث (580) واللفظ له.

317 - وقال علي رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يخرجُ مِنَ الخلاءِ فيُقْرِئُنا القُرآنَ ويأكلُ معنَا اللحمَ وكان لا يحجُبُهُ -أو لا يحجُزُهُ- عَنْ قِراءةِ القُرآنِ شيءٌ ليسَ الجنابة" (¬1). 318 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تقرأ الحائضُ ولا الجُنُبُ شيئًا مِنَ القُرآنِ" (¬2). 319 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "وَجِّهُوا هذه البُيوتَ عَنِ المسجِدِ، فإنِّي لا أُحِلُّ المسجِدَ لحائضٍ ولا جُنُبٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 84، 107، 124، في مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 155، كتاب الطهارة (1)، باب في الجنب يقرأ القرآن (91)، الحديث (229). والترمذي في السنن 1/ 273 - 274، كتاب الطهارة (1)، باب في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنبًا (111)، الحديث (146)، وقال: (حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 144، كتاب الطهارة (1)، باب حجب الجنب من قراءة القرآن (171). وابن ماجه في السنن 1/ 195، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة (105)، الحديث (594). (¬2) أخرجه: الترمذي 1/ 236، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في الجنب والحائض أنهما لا يقرآن القرآن (98)، الحديث (131). وابن ماجه في السنن 1/ 195، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة (105)، الحديث (595). والدارقطني في السنن 1/ 117 - 118، كتاب الطهارة، باب في النهي للجنب والحائض عن قراءة القرآن، الأحاديث (1 - 6). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 89، كتاب الطهارة، باب نهي الحائض عن قراءة القرآن. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 157 - 159، كتاب الطهارة (1)، باب في الجنب يدخل المسجد (93)، الحديث (232)، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 442، كتاب الصلاة، باب الجنب يمر في المسجد. وقوله: (وجهوا) أي حولوا أبواب البيوت.

320 - وقال: "لا تدخُلِ الملائكَةُ بيتًا فيهِ صُورةٌ ولا كلبٌ ولا جُنُبٌ" (¬1) رواه علي. 331 - وعن عمّار بن ياسر أنّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ لا تَقْرَبُهْمُ الملائكةُ: جيفةُ الكافِرِ، والمتضمِّخُ بالخَلوقِ، والجُنُبُ إلَّا أن يتوضَّأَ" (¬2). 322 - وفي الكتاب الذي كتبَهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعمرِو بن حَزْم: "أَنْ لا يَمَسَّ القُرآنَ إلَّا طاهِرٌ" (¬3). 323 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "مَرَّ رجلٌ على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو يَبُولُ فسلَّمَ علَيْهِ فلمْ يَرُدَّ عليهِ حتى كادَ الرَّجُلُ أنْ يَتوارى، فضربَ بيدَيْهِ على الحائطِ ومسحَ بهِما وجهَهُ، ثمّ ضربَ ضَرْبَةً أُخرى فمسحَ [بها] (¬4) ذراعَيْهِ، ثمّ رَدَّ على الرَّجُلِ السَّلامَ، وقال: إنّهُ لمْ يمنَعْني أنْ أرُد ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 83، 107، 139، 150، في مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 2/ 284، كتاب الاستئذان، باب لا تدخل الملائكة بيتًا فيه تصاوير. وأبو داود في السنن 1/ 153 - 154، كتاب الطهارة (1)، باب في الجنب يؤخر الغسل (90)، الحديث (227). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 141، كتاب الطهارة (1)، باب في الجنب إذا لم يتوضّأ (168). قوله (ولا جنب) أي الذي اعتاد ترك الغسل تهاونًا حتى يمرّ عليه وقت صلاة، فإنه مستخفٌ بالشرع. (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 4/ 404، كتاب الترجل (27)، باب في الخلوق للرجال (8)، الحديث (4180)، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 36، كتاب الحج، باب النهي عن التزعفر. قوله: (المتضمّخ) أي المتلطّخ (بالخلوق) هو طيب له صِبْغٌ تغلب عليه حُمْرَةٌ مع صُفْرَة. (¬3) أخرجه من رواية عبد اللَّه ابن أبي بكر بن حزم: مالك في الموطأ 1/ 199، كتاب القرآن (15)، باب الأمر بالوضوء لمن مسَّ القرآن (1)، الحديث (1). والدارقطني في السنن 1/ 121 - 122، كتاب الطهارة، باب في نهي المحدث عن مس القرآن، الأحاديث (1، 2، 4، 5). (¬4) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، ولا عند أبي داود.

8 - باب أحكام المياه

عليكَ السَّلام إلَّا أنِّي لَمْ أَكُنْ على طُهْرٍ" (¬1) وروي: " أنه لمْ يَرُدَّ علَيْهِ حَتَّى توضَّأَ ثمَّ اعتذَرَ إليْهِ فقال: إنِّي كَرِهْتُ أنْ أَذْكُرَ اللَّه إلَّا على طُهْرٍ" (¬2). 8 - باب أحكام المياه مِنَ الصِّحَاحِ: 324 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّهِ عليه وسلم: "لا يَبُولَنَّ أحدُكُمْ في الماءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجري ثمّ يغتَسِلُ فيهِ" (¬3). 325 - وقال: "لا يَغتسِلُ أحدُكُمْ في الماءِ الدَّائم وهو جُنُبٌ" (¬4) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 234، كتاب الطهارة (1)، باب التيمم في الحضر (124)، الحديث (330). والدارقطني في السنن 1/ 177، كتاب الطهارة، باب التيمم، الحديث (7). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 206، كتاب الطهارة، باب كيف التيمم، وفي 1/ 215، باب البداية بالوجه ثم باليدين. (¬2) أخرجه عن المهاجر بن قنفذ رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 4/ 345 و 5/ 80، 81، ولفظه: ". . . إلا على طهارة". وأبو داود في السنن 1/ 23، كتاب الطهارة (1)، باب أيرد السلام وهو يبول (8)، الحديث (17). والنسائي مختصرًا في السنن 1/ 37، كتاب الطهارة (1)، باب رد السلام بعد الوضوء (34). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (74)، كتاب الطهارة (3)، باب الذكر والقراءة على غير وضوء (25)، الحديث (189). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 346، كتاب الوضوء (4)، باب البول في الماء الدائم (68)، الحديث (239). ومسلم في الصحيح 1/ 235، كتاب الطهارة (2)، باب النهي عن البول في الماء الراكد (28)، الحديث (96/ 282). واللفظ للبخاري. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 236، كتاب الطهارة (2)، باب النهي عن الاغتسال الذي الماء الراكد (29)، الحديث (97/ 283).

326 - وقال جابر: "نهى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يُبالَ في الماءِ الرَّاكِدِ" (¬1). 327 - وقال السائب بن يزيد: " ذهَبَتْ بي خالَتي إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللَّه إنَّ ابنَ أُخْتِي وَجِعَ، فَمسحَ رأْسي ودَعَا لي بالبَرَكَةِ، ثمّ توضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئهِ، ثمَّ قُمْتُ خلفَ ظهرِهِ فنظرتُ إلى خاتمِ النُّبوَّةِ بينَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرٍّ الحَجَلَةِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 328 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا كانَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِل نَجسًا" (¬3) ويروى: "فإنَّه لا يَنْجُس" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 235، كتاب الطهارة (2)، باب النهي عن البول في الماء الراكد (28)، الحديث (94/ 281). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 296، كتاب الوضوء (4)، باب استعمال فضل وضوء الناس (40)، الحديث (190). ومسلم في الصحيح 4/ 1823، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات خاتم النبوة (30)، الحديث (111/ 2345). والحَجَلَة: واحدة الحجال، وهي بيت كالقبة يستر بالثياب ويكون له أزرار كبار. (¬3) أخرجه بلفظه الشافعي في الأم 1/ 4، كتاب الطهارة، باب الماء الراكد. وأخرجه: أحمد في المسند 2/ 27، في مسند عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما بلفظ: ". . . لم ينجسه شيء". والدارمي في السنن 1/ 187، كتاب الوضوء لا يقدر الماء الذي لا ينجس. وأبو داود في السنن 1/ 51، كتاب الطهارة (1)، باب ما ينجس الماء (33)، الحديث (63). والترمذي في السنن 1/ 97، كتاب الطهارة (1)، باب الماء لا ينجسه شيء (50)، الحديث (67). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 46، كتاب الطهارة (1)، باب التوقيت في الماء (44). كلهم بلفظ: ". . . لم يحمِلِ الخَبَثَ". وابن ماجه في السنن 1/ 172، كتاب الطهارة (1)، باب مقدار الماء الذي لا ينجس (75)، الحديث (517) و (518) بلفظ أحمد. و (القلتان) تساويان (190) ليترًا اليوم. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 52 - 53، كتاب الطهارة (1)، باب ما ينجس الماء (33)، الحديث (65).

329 - وقال أبو سعيد الخُدرِيّ رضي اللَّه عنه: "قيلَ يا رسولَ اللَّه، أنتوضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضاعَةَ، وهِيَ بئرٌ تُلْقَى فيها الحِيَضُ ولُحومُ الكلابِ والنَّتْنُ؟ فقالَ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ الماءَ طَهُورٌ لا يُنَجِّسُهُ شيء" (¬1). 330 - ورُوي عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "خُلِقَ الماءُ طَهورًا لا يُنجسُهُ إلَّا ما غيرَ طعمُهُ أو ريحُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه: الشافعي في ترتيب المسند 1/ 21، كتاب الطهارة، باب في المياه، الحديث (35). وأحمد في المسند 3/ 31، 86، في مسند أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 53 - 54، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في بئر بُضاعة (34)، الحديث (66). والترمذي في السنن 1/ 95 - 96، كتاب الطهارة (1)، باب أن الماء لا ينجسه شيء (49)، الحديث (66)، وقال: (حديث حسن). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 174، كتاب المياه (2)، باب ذكر بئر بُضاعة (1). وابن ماجه في السنن 1/ 173، كتاب الطهارة (1)، باب الحياض (76)، الحديث (519). والدارقطني في السنن 1/ 31، كتاب الطهارة، باب الماء المتغير، الحديث (15)، واللفظ للترمذي. (¬2) قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 14 - 15، كتاب الطهارة (1)، باب الماء الطاهر (1)، الحديث (3): (حديث روي أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "خلق اللَّه الماء طهورًا لا ينجسه شيء إلا ما غير طعمه أو ريحه" لم أجده هكذا، وقد تقدم في حديث أبي سعيد [الحديث السابق] بلفظ: إن الماء طهور لا ينجسه شيء" وليس فيه "خلق اللَّه" ولا الاستثناء). وفي الباب كذلك عن جابر بلفظ: "إن الماء لا ينجسه شيء" وفيه قصة، رواه ابن ماجه [السنن 1/ 173، كتاب الطهارة (1)، باب الحياض (76)، الحديث (520)] وفي إسناده أبو سفيان طريف بن شهاب، وهو ضعيف متروك، وقد اختلف فيه على شريك الراوي عنه. وعن ابن عباس بلفظ: "الماء لا ينجسه شيء" رواه أحمد [المسند 1/ 235] وابن خزيمة [الصحيح 1/ 48، كتاب الطهارة، جماع أبواب ذكر الماء باب نفي تنجيس الماء (70)، الحديث (91)، وفي 1/ 57 - 58، باب إباحة الوضوء بفضل غسل المرأة من الجنابة (84)، الحديث (109)] وابن حبان [الصحيح 2/ 389 - 390، كتاب الطهارة، باب المياه، الحديث (1229) و (1230)] , ورواه أصحاب السنن [أبو داود في السنن 1/ 55، كتاب الطهارة (1)، باب الماء لا يجنب (35)، الحديث (68). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = والترمذي في السنن 1/ 94، كتاب الطهارة (1)، باب الرخصة في فضل طهور المرأة (47)، الحديث (65) وقال: (حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 3 - 17، كتاب المياه (2). وابن ماجه في السنن 1/ 132، كتاب الطهارة (1)، باب الرخصة بفضل وضوء المرأة (33)، الحديث (370)، بلفظ: "إن الماء لا يجنب" وفيه قصة، وقال الحازمي: لا يعرف مجودًا إلا من حديث سماك بن حرب عن عكرمة، وسماك مختلف فيه وقد احتج به مسلم [ذكره ابن القيسراني في الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 204، الترجمة (763)]. وعن سهل بن سعد رواه الدارقطني [السنن 1/ 29، كتاب الطهارة، باب الماء المتغير، الحديث (4)]. وعن عائشة بلفظ: "إن الماء لا ينجسه شيء" رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى [عزاه لهما الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 214، كتاب الطهارة، باب ما جاء في الماء] والبزار [كشف الأستار 1/ 132، كتاب الطهارة، باب الماء لا ينجسه شيء، الحديث (249)] وأبو علي بن السكن في صحاحه، من حديث شريك، ورواه أحمد [المسند 6/ 172] من طريق أخرى صحيحة لكنه موقوف. وفي المصنف [ابن أبي شيبة، المصنف 1/ 143، كتاب الطهارة، باب من قال الماء طهور لا ينجسه شيء، والدارقطني [المصدر السابق, الحديث (8)] من طريق داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال: "أنزل اللَّه الماء طهورًا لا ينجسه شيء". وأما الاستثناء فرواه الدارقطني [المصدر السابق 1/ 28، الحديث (1)] من حديث ثوبان بلفظ: "الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه أو طعمه" وفيه رشدين بن سعد، وهو متروك، وقال ابن يونس: (وكان رجلًا صالحًا لا شك في فضله، أدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث). وعن أبي أمامة مثله، رواه ابن ماجه [السنن 1/ 174، كتاب الطهارة (1)، باب الحياض (76)، الحديث (521)] والطبراني [المعجم الكبير 8/ 123، الحديث (7503)] وفيه رشدين أيضًا، ورواه البيهقي [السنن الكبرى 1/ 259 - 260، كتاب الطهارة، باب نجاسة الماء الكثير إذا غيرته النجاسة] بلفظ: "إن الماء طاهر إلا إن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه" أو رده من طريق عطية بن بقية عن أبيه عن ثور عن راشد بن سعد عن أبي أمامة، وفيه تعقب على من زعم أن رشدين بن سعد تفرد بوصله. ورواه الطحاوي [شرح معاني الآثار 1/ 16، كتاب الطهارة] والدارقطني [المصدر السابق، الحديث (5)] من طريق راشد بن سعد مرسلًا بلفظ: "الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه أو طعمه" زاد الطحاوي: "أو لونه" وصحح أبو حاتم إرساله [ابن أبي حاتم في علل الحديث 1/ 44، كتاب الطهارة، الحديث (97)]، قال الدارقطني في العلل: هذا الحديث يرويه =

331 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "سألَ رجلٌ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه إنَّا نركبُ البحرَ ونحمِلُ مَعَنَا القليلَ مِنَ الماءِ، فإنْ تَوَضَّأنَا بهِ عَطِشْنَا، أفنتوضَّأُ بماءِ البحر؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هُوَ الطَّهُورُ ماؤُهُ، الحِلُّ مَيْتَتُهُ" (¬1). 332 - عن أبي زيد، عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنهما "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لَهُ ليلةَ الجِنِّ: ما في إدوَاتِكَ؟ قال، قلت: نبيذٌ، قال: تمرةٌ طيِّبَةٌ وماءٌ طَهُور. فتوضَّأَ مِنْهُ" (¬2). وقال الإِمام: هذا ضعيف، وأبو زيد مجهول. وقد صحَّ. ¬

_ = رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة، وخالفه الأحوص بن حكيم فرواه عن راشد بن سعد مرسلًا، وقال أبو أسامة عن الأحوص عن راشد، قوله قال الدارقطني: ولا يثبت هذا الحديث. وقال الشافعي: ما قلت من أنه إذا تغير طعم الماء وريحه ولونه كان نجسًا يروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من وجه لا يثبت أهل الحديث مثله، وهو قول العامة لا أعلم بينهم خلافًا. وقال النووي: اتّفق المحدثون على تضعيفه). انتهى كلام ابن حجر في التلخيص الحبير. (¬1) أخرجه: مالك في الموطأ 1/ 22، كتاب الطهارة (2)، باب الطهور للوضوء (3)، الحديث (12)، والشافعي في الأم 1/ 3، كتاب الطهارة. وأحمد في المسند 2/ 361، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، والدرامي في السنن 1/ 185، 186، كتاب الوضوء، باب الوضوء من ماء البحر. وأبو داود في السنن 1/ 64، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء بماء البحر (41)، الحديث (83). والترمذي في السنن 1/ 100، كتاب الطهارة (1)، باب في ماء البحر أنه طهور (52)، الحديث (69)، وقال: (حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 50، كتاب الطهارة (1)، باب ماء البحر (47). وابن ماجه في السنن 1/ 136، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء بماء البحر (38)، الحديث (386). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 450، في مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 66، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء بالنبيذ (42)، الحديث (84)، ولم يذكر: "فتوضأ منه". والترمذي في السنن 1/ 147، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء بالنبيذ (65)، الحديث (88)، وقال: (وأبو زيد رجل مجهول عند أهل =

333 - عن عَلقمة، عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أنّه قال: "لَمْ أَكُنْ ليلةَ الجِنِّ مَعَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 334 - عن كَبْشَة بنت كعب بن مالك رضي اللَّه عنهما، وكانت تحت ابن أبي قتادة: "أنَّ أبا قَتَادة دخلَ عليها فسكبَتْ لهُ وَضوءًا، فجاءتْ هِرَّةٌ تشربُ مِنْهُ فأصغى لها الإناءَ. قالت: فرآني أنظُرُ إليه، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ قالت: فقلت نعم، فقال: إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّها لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إنها مِنَ الطَّوَّافينَ عليكُمْ والطَّوَّافاتِ" (¬2). 335 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "رأيتُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يتوضَّأُ بفَضْلِها" (¬3). ¬

_ = الحديث، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث). وابن ماجه في السنن 1/ 135، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء بالنبيذ (37)، الحديث (384). والإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء، وجمعها: أَدَاوَى (ابن الأثير، النهاية 1/ 33، باب الهمزة مع الدال). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 333، كتاب الصلاة (4)، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن (33)، الحديث (152/ 450). وعلقمة هو ابن قيس النخعي. (¬2) أخرجه: مالك في الموطأ 1/ 22 - 23، كتاب الطهارة (2)، باب الطهور للوضوء (3)، الحديث (13). والشافعي في الأم 1/ 6 - 7، كتاب الطهارة، باب الماء الراكد. وأحمد في المسند 5/ 303، في مسند أبي قتادة رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 187 - 188، كتاب الوضوء باب الهرة إذا ولغت في الإناء. وأبو داود في السنن 1/ 60، كتاب الطهارة (1)، باب سؤر الهرة (38)، الحديث (75). والترمذي في السنن 1/ 153 - 154، كتاب الطهارة (1)، باب في سؤر الهرة (69)، الحديث (92). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 55، كتاب الطهارة (1)، باب سؤر الهرة (54). وابن ماجه في السنن 1/ 131، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء بسؤر الهرة (32)، الحديث (367). ولفظ: "والطوافات" عند أحمد في رواية وأبي داود والنسائي. واللفظ عند الباقين: "أو الطوافات". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 61، كتاب الطهارة (1)، باب سؤر الهرة (38)، الحديث (76). والدارقطني في السنن 1/ 66 - 67، كتاب الطهارة، باب سؤر الهرة، الحديث (1)، وفي 1/ 70، الحديث (20) و (21).

9 - باب تطهير النجاسات

336 - وقال جابر: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنتوضَّأُ بما أفْضَلَتِ الحُمُر؟ قال: نعم، وبما أَفْضَلَتِ السِّباعُ كُلُّها" (¬1). 337 - وقالت أُمّ هانئ: "اغتسلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم هو وَمَيْمُونَةُ في قَصْعَةٍ فيها أثرُ العَجين" (¬2). 9 - باب تطهير النجاسات مِنَ الصِّحَاحِ: 338 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا شرِبَ الكلبُ في إناءِ أحدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سبعًا" (¬3). 339 - وقال: "طُهُورُ إناءِ أحدِكُمْ إذا وَلَغَ فيهِ الكلبُ أنْ يغسلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ" (¬4) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 6، كتاب الطهارة، باب الماء الراكد. والدارقطني في السنن 1/ 62، كتاب الطهارة، باب الآسار، الحديث (2) و (3). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 249 - 250، كتاب الطهارة، يأب سؤر سائر الحيوانات سوى الكلب والخنزير. قوله (الحُمُرُ) جمع حمار، أي الأهليّة والوحشيّة. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 342، في مسند أم هانئ بنت أبي طالب رضي اللَّه عنها. والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 131، كتاب الطهارة (1)، باب ذكر الاغتسال في القصعة التي يعجن فيها (149)، وفي 1/ 202، كتاب الغسل (4)، باب الاغتسال الذي قصعة فيها إثر العجين (11). وابن ماجه في السنن 1/ 134، كتاب الطهارة (1)، باب الرجل والمرأة يغتسلان من إناء واحد (35)، الحديث (378). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 7 - 8، كتاب الطهارة، باب التطهير بالماء الذي خالطه طاهر لم يغلب عليه. و (القصعة): الظرف الكبير. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 274، كتاب الوضوء (4)، باب الماء الذي يُغسل به شعر الإنسان (33)، الحديث (172). ومسلم في الصحيح 1/ 234، كتاب الطهارة (2)، باب حكم ولوغ الكلب (27)، الحديث (90/ 279). واللفظ للبخاري. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 234، كتاب الطهارة (2)، باب حكم ولوغ الكلب (27)، الحديث (91/ 279).

340 - وقال أبو هريرة: "قامَ أعرابيٌ فبالَ في المسجد، فتناوَلَهُ النَّاسُ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: دَعُوهُ وأهريقُوا على بَولِهِ سَجْلًا -أَوْ ذَنُوبًا- مِنْ ماءٍ فإنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرينَ، ولم تُبْعَثوا مُعَسِّرين" (¬1). ويروى: "أنَّه دَعاهُ فقال: إنّ هذهِ المساجِدَ لا تَصْلُحُ لشيءٍ مِنْ هذا البَوْلِ ولا القَذَرِ، وإنَّما هِيَ لِذِكْرِ اللَّه والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرآن". أو كما قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم (¬2). 341 - قالت أسماء بنت أبي بكر رضي اللَّه عنها: "سأَلت امرأَةٌ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أرأَيْتَ إحدانا إذا أصابَ ثَوْبَها الدَّمُ مِنَ الحَيْضَةِ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إذا أصابَ ثَوْبَ إِحْداكُنَّ الدَّمُ مِنَ الحَيْضَةِ فَلْتَقْرُصْهُ ثمَّ لتَنْضَحْهُ بماء ثمَّ تُصلِّي فيه" (¬3) [وفي رواية "حتّيه ثم ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 323، كتاب الوضوء (4)، باب صبّ الماء على البول في المسجد (58)، الحديث (220). قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/ 324: قوله: "سَجْلًا" قال أبو حاتم السجستاني: هو الدلو ملأى، ولا يقال لها ذلك وهي فارغة. وقال ابن دريد: السَجْل دلو واسعة. وفي الصحاح: الدلو الضخمة. قوله: "أو ذنوبًا" قال الخليل: الدلو ملأى ماء. وقال ابن فارس: الدلو العظيمة. وقال ابن السكيت: فيها ماء قريب من الملء، ولا يقال لها وهي فارغة ذنوب. فعلى الترادف "أو" للشك من الراوي، وإلّا فهي للتخيير، والأول أظهر. (¬2) هذه الرواية من حديث أنس رضي اللَّه عنه: أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 237، كتاب الطهارة (2)، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد (30)، الحديث (100/ 285). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 410، كتاب الحيض (6)، باب غسل دم المحيض (9)، الحديث (307). ومسلم في الصحيح 1/ 240، كتاب الطهارة (2)، باب نجاسة الدم وكيفية غسله (33)، الحديث (110/ 291).

اقرصيه، ثم اغسليه بالماء"] (¬1) وفي رواية: "ثم اقْرُصيهِ ثُمَّ رُشِّيهِ بالماءِ وصلِّي فيه" (¬2). 342 - وعن سُليمان بن يَسار قال: "سألتُ عائشةَ رضي اللَّه عنها عن المنيِّ يُصيبُ الثَّوبَ فقالت: كنتُ أغسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فيخرُجُ إِلى الصَّلاةِ وأثَرُ الغَسْلِ في ثَوْبِهِ" (¬3). 343 - وعن عَلقمة والأسود، عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كنتُ أفرُكُ المنيَّ مِنْ ثَوْبِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ثمّ يُصَلِّي فيه" (¬4). 344 - عن أُمِّ قَيْس بنت مِحْصَن رضي اللَّه عنها: "أنَّها أتتْ بابنٍ لها صغيرٍ لمْ يأكُل الطَّعامَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فأجْلَسَهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في حجْرِهِ، فبالَ على ثَوْبِهِ، فدعا بماءٍ فنضَحَهُ ولم يَغْسِلْهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وهو من مخطوطة برلين، وهو قريب من لفظ للنسائي في المجتبى من السنن 1/ 195، كتاب الحيض (3)، باب دم الحيض يصيب الثوب (26). (¬2) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 6، كتاب الطهارة، باب الماء الراكد. والترمذي في السنن 1/ 254 - 255، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في غسل دم الحيض من الثوب (104)، الحديث (138). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 332، كتاب الوضوء (4)، باب غسل المني وفركه (64)، الحديث (230). ومسلم في الصحيح 1/ 239، كتاب الطهارة (2)، باب حكم المنيّ (32)، الحديث (108/ 289). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 238، كتاب الطهارة (2)، باب حكم المنيّ (32)، الحديث (105/ 288). وعلقمة وابن قيس النخعي، والأسود وابن يزيد النخعي. (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 326، كتاب الوضوء (4)، باب بول الصبيان (59)، الحديث (223). ومسلم في الصحيح 1/ 238، كتاب الطهارة (2)، باب حكم بول الطفل الرضيع وكيفية غسله (31)، الحديث (103/ 287). واللفظ للبخاري.

345 - وعن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " إذا دُبغ الإهابُ فقدْ طَهُرَ" (¬1). 346 - وقال عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما: "تُصُدِّقَ على مَولاةٍ لمَيْمُونةَ بشاةٍ، فماتَتْ، فَمَرَّ بها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: هَلَّا أَخَذْتُمْ إِهابَهَا فدبَغْتُمُوهُ فانتفَعْتُمْ بهِ؟ فقالوا: إنَّها مَيْتَةٌ. فقال: إنَّما حَرُمَ أَكْلُها" (¬2). 347 - وقالت سَوْدَة رضي اللَّه عنها زوج النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "ماتَتْ لنا شاةٌ فَدَبَغْنَا مَسْكَها، ثمّ ما زِلْنَا نَنبذُ فيه حتى صارَ شَنًّا" (¬3). مِنَ الحِسَان: 348 - عن لُبابة بنت الحارث أنها قالت: "كانَ الحُسَيْنُ بنُ عليٍّ رضي اللَّه عنهما في حجْرِ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَبَالَ، فقلتُ: أعْطِنِي إزارَكَ حتَّى أغسِلَهُ، قال: إنَّما يُغْسَلُ مِنْ بوْل الأُنثى، ويُنْضَحُ مِنْ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 277، كتاب الحيض (3)، باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (27)، الحديث (105/ 366). و (الإهاب) هو الجلدُ الغير المدبوغ. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 355، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة على موالي أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (61)، الحديث (1492)، وفي 4/ 413، كتاب البيوع (34)، باب جلود الميتة قبل أن تُدبغ (101)، الحديث (2221). ومسلم في الصحيح 1/ 276، كتاب الحيض (3)، باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (27)، الحديث (100/ 363). واللفظ له. (¬3) أخرجه: البخاريٍ في الصحيح 11/ 569، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب إذا حلف أن لا يشرب نبيذًا فشرب طِلاء أو سَكَرًا أو عصيرًا (21)، الحديث (6686). مَسْكها: بفتح الميم وبالمهملة أي جلدها. وشَنًّا: بفتح المعجمة وتشديد النون أي باليًا (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 11/ 569).

بَوْلِ الذَّكَرِ" (¬1). وفي رواية: "يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الجاريَةِ، ويُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الغُلامِ" (¬2). 349 - وقال: "إذا وَطِئَ بنَعْلِهِ أحدُكُم الْأَذَى فإنَّ التُّرابَ لهُا طَهُورٌ" (¬3). 350 - و"سألتْ امرأةٌ أُمَّ سَلَمَة رضي اللَّه عنها فقالت: إنِّي أُطيلُ ذَيْلي، وأمشي في المكانِ القَذِرِ. فقالتْ أُمُّ سلمَةَ: قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يُطَهِّرُهُ ما بَعْدَهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 339، 340 في مسند أم الفضل بن عباس رضي اللَّه عنهما. وأبو داود في السنن 1/ 261 - 262، كتاب الطهارة (1)، باب بول الصبي يصيب الثوب (137)، الحديث (375). وابن ماجه في السنن 1/ 174، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في بول الصبيّ الذي لم يطعم (77)، الحديث (522). وصححه الحاكم في المستدرك 1/ 166، كتاب الطهارة، باب ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية، وأقرّه الذهبي. (¬2) أخرجه من رواية أبي السَّمْح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أبو داود في السنن 1/ 262، كتاب الطهارة (1)، باب بول الصبي يصيب الثوب (137)، الحديث (376). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 158، كتاب الطهارة (1)، باب بول الجارية (190). وابن ماجه في السنن 1/ 175، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في بول الصبي الذي لم يطعم (77)، الحديث (526). وصححه الحاكم في المستدرك 1/ 166، كتاب الطهارة، باب ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية، وأقرّه الذهبي. (¬3) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 1/ 267، كتاب الطهارة (1)، باب في الأذى يصيب النعل (141)، الحديث (385) والحاكم في المستدرك 1/ 166، كتاب الطهارة، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 430، كتاب الطهارة، باب طهارة الخف والنعل. (¬4) أخرجه: مالك في الموطأ 1/ 24، كتاب الطهارة (2)، باب ما لا يجب منه الوضوء (4)، الحديث (16). وأحمد في المسند 6/ 290، في مسند أم سلمة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. والدارمي في السنن 1/ 189، كتاب الوضوء , باب الأرض يطهر بعضها بعضًا. وأبو داود في السنن 1/ 266، كتاب الطهارة (1)، باب في الأذى يصيب الذيل (140)، الحديث (383). والترمذي في السنن 1/ 266، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من المَوْطَأ (109)، الحديث (143). وابن ماجه في السنن 1/ 177، كتاب الطهارة (1)، باب الأرض يطهر بعضها بعضًا (79)، الحديث (531)، وذكر مالك أن السائل لأم سلمة هي أمّ ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

351 - عن المِقْدَامِ بن مَعْدِ يكرب رضي اللَّه عنه قال: "نهى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ لُبْسِ جُلودِ السِّباعِ والرُّكوبِ عليها" (¬1). 352 - وعن أبي المَليح عن أبيه رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نهى عن جُلُودِ السِّباعِ أنْ تُفْتَرشَ" (¬2). 353 - ورُوي عن أبي المَليح رضي اللَّه عنه: "أنَّهُ كَرِه ثَمنَ جُلُودِ السِّباعِ" (¬3) 354 - وعن عبد اللَّه بن عُكَيْم قال: "أتانا كتابُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ لا تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بإهابٍ ولا عَصَبٍ" (¬4). قيل هذا فيما لم يدبغ لما رُوي: ¬

_ (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 4/ 373، كتاب اللباس (26)، باب في جلود النمور والسباع (43)، الحديث (4131). والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 176 - 177، كتاب الفرع والعتيرة (41)، باب النهي عن الانتفاع بجلود السباع (7). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 74 , 75، في مسند أسامة الهذلي رضي اللَّه عنه. والدرامي في السنن 2/ 85، كتاب الأضاحي، باب النهي عن لبس جلود السباع. وأبو داود في السنن 4/ 374، كتاب اللباس (26)، باب في جلود النمور والسباع (43)، الحديث (4132)، والترمذي في السنن 4/ 241، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في النهي عن جلود السباع (32)، الحديث (1770) و (1771). والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 176، كتاب الفرع والعتيرة (41)، باب النهي عن الانتفاع بجلود السباع (7). وليس في رواية أحمد، وأبي داود، والنسائي ذكر: "أن تفترش". وأبو المليح هو ابن أسامة بن عمير الهذلي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 241، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في النهي عن جلود السباع (32)، الحديث (1770) ولم يذكر: "ثمن". (¬4) أخرجه: أبو داود في السنن 4/ 370 - 371، كتاب اللباس (26)، باب منْ رَوى أن لا ينتفع بإهاب الميتة (42)، الحديث (4127) و (4128). والترمذي في السنن 4/ 222، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في جلود الميتة إذا دُبغت (7)، الحديث (1729)، وقال: (حديث حسن، وليس العمل على هذا عند أكثر أهل العلم). والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 175، كتاب الفرع والعتيرة (41)، باب ما يدبغ به جلود الميتة (5). وابن ماجه في السنن 2/ 1194، كتاب اللباس (32)، باب من قال لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عصب (26)، الحديث (3613).

10 - باب المسح على الخفين

355 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَمَرَ أنْ يُستَمْتَعَ بِجُلُودِ المَيْتَةِ إذا دُبِغَتْ" (¬1). 356 - وعن ميمونة رضي اللَّه عنها قالت: "مرَّ على رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رِجالٌ يَجُرُّون شاةً، فقال: لو أخذْتُمْ إهابَهَا. قالوا: إنَّها مَيْتَةٌ. فقال: يُطَهِّرُهُ الماءُ والقَرَظُ" (¬2) ويروى: "دباغُها طَهُورُها" (¬3). 10 - باب المسح على الخفين مِنَ الصِّحَاحِ: 357 - "سُئلَ عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه عَن المَسْحِ على الخُفَّيْنِ، فقال: جَعلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثلاثةَ أيَّامٍ ولَيالِيَهُنَّ ¬

_ (¬1) أخرجه: مالك في الموطأ 2/ 498، كتاب الصيد (25)، باب ما جاء في جلود الميتة (6)، الحديث (18). وأبو داود في السنن 4/ 368، كتاب اللباس (26)، باب في أُهُب الميتة (41)، الحديث (4124). والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 176، كتاب الفرع والعتيرة (41)، باب الرخصة في الاستمتاع بجلود الميتة إذا دبغت (6). وابن ماجه في السنن 2/ 1194، كتاب اللباس (32)، باب لبس جلود الميتة إذا دبغت (25)، الحديث (3612). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 334، في مسند ميمونة بنت الحارث زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأبو داود في السنن 4/ 369، كتاب اللباس (26)، باب في أهب الميتة (41)، الحديث (4126). والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 174 - 175، كتاب الفرع والعتيرة (41)، باب ما يدبغ به جلود الميتة (5). وصححه ابن جان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (61)، باب الطهارة (3)، باب في جلود الميتة تدبغ (3)، الحديث (122). و (القَرَظُ) هو ورق السَّلَم، وهو نَبْتٌ يُدْبَغُ به. (¬3) أخرجه عن عائشة رضي اللَّه عنها: النسائي في المجتبى من السنن 7/ 174، كتاب الفرع والعتيرة (41)، باب جلود الميتة (4). والدارقطني في السنن 1/ 44، كتاب الطهارة، باب الدباغ، الحديث (10). وصححه ابن حبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (61)، كتاب الطهارة (3)، باب في جلود الميتة تدبغ (3)، الحديث (123).

للمُسافِر، ويومًا وليلةً للمُقيمِ" (¬1). 358 - عن المُغيرة بن شُعبة رضي اللَّه عنه: "أنَّه غَزا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم غَزْوَةَ تبوكَ، قال المُغيرةُ: فتبرَّزَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قِبَلَ الغائطِ، فحملتُ معهُ إداوةٌ قَبْلَ الفجرِ، فلمَّا رَجَعَ أخذتُ أُهريقُ على يَدَيْهِ مِنَ الإداوةِ، فغسلَ يَدَيْهِ ووجْهَهُ. وعليهِ جُبَّةٌ مِنْ صوفٍ، ذهبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِراعَيْهِ، فضاقَ كُمُّ الجُبَّةِ، فأخرجَ يَدَيْهِ مِنْ تحتِ الجُبَّة، وألقى الجُبَّةَ على مَنْكِبَيْهِ. وغسلَ ذِراعَيْهِ، ثمّ مسحَ بناصِيَتهِ وعلَى العِمامةِ، ثمّ أهويتُ لأنزِعَ خُفَّيْهِ فقال: دَعْهُما، فإنِّي أدْخَلْتُهُما طاهِرَتَيْنِ. فمسحَ عليهِما، ثمَّ ركِبَ ورَكِبْتُ، فانتهَيْنا إلى القَوْمِ وقدْ قامُوا إلى الصَّلاةِ يُصلِّي بهم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ رضي اللَّه عنه وقدْ ركعَ بهم ركعةً، فلمَّا أحسَّ بالنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ذهبَ يتأخَّرُ، فأَوْمأَ إليهِ، فأدركَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إحدى الرَّكْعتَيْنِ معهُ، فلمَّا سلمَ قامَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وقُمْتُ، فرَكَعْنا الرَّكْعَةَ التي سَبَقَتْنا" (¬2). مِنَ الحِسَان: 359 - قال أبو بَكرة رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّهُ أرخصَ للمُسافرِ ثلاثةَ أيَّامٍ وليالِيَهُنَّ، وللمُقيمِ يومًا وليلةً، إذا تطهَّرَ فلبِسَ خُفَّيْهِ أنْ يمسحَ عليهِما" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 232، كتاب الطهارة (2)، باب التوقيت في المسح على الخفين (24)، الحديث (85/ 276)، والسائل هو: شُرَيْح بن هانئ. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 317 - 318، كتاب الصلاة (4)، باب تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإِمام (22)، الحديث (105/ 274)، وفي 1/ 230، كتاب الطهارة (2)، باب المسح على الخفين (22)، الحديث (79/ 274) وباب المسح على الناصية والعمامة (23)، الحديث (81/ 274). (¬3) أخرجه: الشافعي في مختصر المزني (المطبوع آخر كتاب الأم)، ص (9)، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين. وابن ماجه في السنن 1/ 184، كتاب الطهارة (1)، =

360 - وقال صَفوان بن عسَّال رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأْمُرُنا إذا كُنَّا سَفْرًا أنْ لا نَنْزِعَ خفافَنا ثلاثةَ أيَّامٍ ولَيالِيَهُنَّ إلَّا مِنْ جنابةٍ، ولكنْ مِنْ غائطٍ وبَوْلٍ ونَوْمٍ" (¬1). 361 - عن المُغيرة بن شُعبة رضي اللَّه عنه قال: "وضَّأْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في غَزوَةِ تَبُوكَ، فمسحَ أعلى الخُفِّ وأسفلَه" (¬2). قال الشيخ الإِمام رضي اللَّه عنه: هذا مرسل لا يثبت، ويُروى متصلًا: ¬

_ = باب ما جاء في التوقيت في المسح للمقيم والمسافر (86)، الحديث (556) إلى قوله: "وللمقيم يومًا وليلة". وابن خزيمة في صحيحه 1/ 96، كتاب الوضوء جماع أبواب المسح على الخفين، باب الرخصة في المسح على الخفين للابسهما على طهارة (146)، الحديث (192). والدارقطني في السنن 1/ 194، كتاب الطهارة، باب الرخصة في المسح على الخفين، الحديث (1). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 276، كتاب الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين، وفي 1/ 281، باب رخصة المسح لمن لبس الخفين على طهارة. وأبو بكرة هو الصحابي نُفَيْع بن الحارث. (¬1) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 34 - 35، كتاب الطهارة، باب وقت المسح على الخفين. وأحمد في المسند 4/ 239، 240 في مسند صَفوان بن عسَّال المرادي رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 1/ 159، كتاب الطهارة (1)، باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم (71)، الحديث (96)، وقال: (حديث حسن صحيح). والنَّسائي في المجتبى من السنن 1/ 84، كتاب الطهارة (1)، باب التوقيت في المسح على الخفين للمسافر (98). وابن ماجه في السنن 1/ 161، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء من النوم (62)، الحديث (478). والدارقطني في السنن 1/ 197، كتاب الطهارة، باب الرخصة في المسح على الخفين، الحديث (15). وابن خزيمة في صحيحه 1/ 98 - 99، كتاب الوضوء جماع أبواب الوضوء وسننه، باب الرخصة في المسح على الخفين. . . (15)، الحديث (196). واللفظ للترمذي. (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 116، كتاب الطهارة (1)، باب كيف المسح (63)، الحديث (165). والترمذي في السنن 1/ 162، كتاب الطهارة (1)، باب في المسح على الخفين أعلاه وأسفله (72)، الحديث (97). وابن ماجه في السنن 1/ 182 - 183، كتاب الطهارة (1)، باب في مسح أعلى الخف وأسفله (85)، الحديث (550). والدارقطني في السنن 1/ 195، كتاب الطهارة، باب الرخصة في المسح على الخفين، الحديث (6).

11 - باب التيمم

362 - عن المُغيرة رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يمسحُ على الخُفَّيْنِ على ظاهرهِما" (¬1). 363 - وعن المُغيرة رضي اللَّه عنه قال: "توضَّأَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ومسحَ على الجَوْرَبَيْنِ والنَّعْلَيْنِ" (¬2). 11 - باب التيمم مِنَ الصِّحَاحِ: 364 - عن حُذَيفة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "فُضِّلْنا على النَّاسِ بثلاثٍ: جُعِلتْ صُفُوفُنا كصُفُوفِ الملائكَةِ، وجُعِلَتْ لنا الأرضُ كُلُّها مسجِدًا، وجُعِلَتْ تُرْبَتُها لنا طَهُورًا إذا لمْ نجِدِ الماءَ" (¬3). 365 - وقال عِمْران بن حُصَيْن رضي اللَّه عنه: "كُنَّا في سَفَرٍ معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فصلَّى بالنَّاسِ، فلمَّا انفتلَ إذا هو برَجُلٍ مُعتزلٍ ¬

_ (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 114، كتاب الطهارة (1)، باب كيف المسح (63)، الحديث (161). والترمذي في السنن 1/ 165، كتاب الطهارة (1)، باب في المسح على الخفين ظاهرهما (73)، الحديث (98)، وقال: حديث حسن. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 252، في مسند المغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 112، كتاب الطهارة (1)، باب المسح على الجوربين (61)، الحديث (159). والترمذي في السنن 1/ 167، كتاب الطهارة (1)، باب في المسح على الجوربين والنعلين (74)، الحديث (99)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 185، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين (88)، الحديث (559). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 371، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، الحديث (4/ 522).

لم يُصَلِّ مع القومِ، فقال: ما منعَكَ أنْ تصلِّيَ معَ القومِ؟ قال: أصابَتْني جنابةٌ ولا ماءَ. قال: عليكَ بالصَّعيدِ فإنَّه يكفيك" (¬1). 366 - قال عمَّار رضي اللَّه عنه: "كُنَّا في سَريَّةٍ فأجْنَبْتُ فتمعَّكْتُ فصلَّيْتُ، فذكرتُ للنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: إنَّما كانَ يَكفيكَ هكذا، فضربَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بكَفَّيْهِ الأرضَ ونفخَ فيهما، ثمَّ مسحَ بهما وجهَهُ وكفَّيْهِ" (¬2). وفي رواية, قال: "فأتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: إنما يَكفيكَ أنْ تضرب بيَدَيْكَ الأرضَ، ثمَّ تنفُخَ فيهما، ثمَّ تمسحَ بهما وجهَكَ وكَفَّيْكَ" (¬3). 367 - عن أبي الجُهَيْم بن الحارث بن الصِّمَّة قال: "مَرَرْتُ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو يبولُ فسلَّمْتُ عليه، فلمْ يَرُدَّ عليَّ حتَّى قامَ إِلى جِدارٍ فحتَّهُ بعصًا كانتْ معه، ثمَّ وضعَ يدَيْهِ على الجدارِ فمسحَ وجهَهُ وذِراعَيْهِ ثمَّ ردَّ عليَّ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 447، كتاب التيمم (7)، باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء (6)، الحديث (344). ومسلم في الصحيح 1/ 474 - 475، كتاب المساجد (5)، باب قضاء الصلاة الفائتة (55)، الحديث (312/ 682). و (الصعيد) هو التراب الطاهر. وقيل: وجه الأرض. (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 443، كتاب التيمم (7)، باب المتيمم هل ينفخ فيهما؟ (4)، الحديث (338). و (تَمَعَّكت) أي تمرّغت وتقلّبت في التراب. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 280 - 281، كتاب الحيض (3)، باب التيمم (28)، الحديث (112/ 368). (¬4) حديث أبي الجهيم بن الصِمَّة ليس في الصحيحين أو أحدهما بهذا اللفظ وإنما الموجود عندهما: "أقبل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من نحو بئر جمل فلقِيَهُ رجلٌ فسلَّم عليه فلم يردَّ عليه النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى أقبل على الجدارِ فمسح بوجهه ويَديه، ثم ردَّ عليه السلام" أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 441، كتاب التيمم (7)، باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصلاة (3)، الحديث (337). ومسلم في الصحيح 1/ 281، كتاب =

مِنَ الحِسَان: 368 - عن أبي ذرّ رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ الصَّعيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ المسلمٍ وإنْ لمْ يجِدِ الماءَ عَشْرَ سنِينَ، فإذا وجدَ الماءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فإنَّ ذلك خَيْرٌ" (¬1). 369 - قال جابر: "خَرَجْنا في سفرٍ فأصابَ رَجُلًا مِنَّا حجرٌ فشجَّهُ في رأسِهِ، فاحتلَمَ، فسألَ أصحابَهُ: هَلْ تجدُونَ لي رُخصةً في التَّيمُّمِ؟ قالوا: ما نجدُ لكَ رُخصةً وأنتَ تقدِرُ على الماءِ، فاغتَسَلَ فمات، فلمَّا قدِمْنا على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أُخْبِرَ بذلك. قال: قتلُوهُ قتلَهُمُ اللَّه، ألا سألُوا إذْ لمْ يعلَمُوا، فإنما شِفاءُ العِيِّ السُّؤالُ، إنَّما كانَ يَكفيهِ أنْ يتيمَّمَ ويُعَصِّبَ على جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثمَّ يمسحَ عليها، ويغسِلَ سائرَ جسدِهِ" (¬2)، ¬

_ = الحيض (3)، باب التيمم (28)، الحديث (114/ 369). وأما الحديث الذي ساقه المصنف أخرجه: الشافعي مختصرًا في الأم 1/ 48، كتاب الطهارة، باب كيف التيمم. والدارقطني في السنن 1/ 176 - 177، كتاب الطهارة، باب التيمم، الحديث (3) و (6). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 205، كتاب الطهارة، باب كيف التيمم، وأعله بالانقطاع. قال ابن حجر في فتح الباري 1/ 442 - 443: (والثابت في حديث أبي جهيم أيضًا بلفظ "يديه" لا ذراعيه فإنها رواية) شاذة. ومعنى حَتَّهُ: حَكَّهُ. (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 155، 180، في مسند أبي ذر الغفاري رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 235 - 236، كتاب الطهارة (1)، باب الجنب يتيمم (125)، الحديث (332). والترمذي في السنن 1/ 212، كتاب الطهارة (1)، باب التيمم للجنب إذا لم يجد الماء (92)، الحديث (124)، وقال: (حديث حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 171، كتاب الطهارة (1)، باب الصلوات بتيمم واحد (203)، إلى قوله: "عشر سنين". والحاكم في المستدرك 1/ 176 - 177، كتاب الطهارة، باب عدم الغسل للجنابة في شدة البرد، وقال: (حديث صحيح) وأقرّه الذهبي. قوله: (الصعيد الطيّب) أي التراب الطاهر. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 239 - 240، كتاب الطهارة (1)، باب في المجروح يتيمم (127)، الحديث (336). والدارقطني في السنن 1/ 189 - 190، كتاب الطهارة، باب جواز التيمم لصاحب الجراح، الحديث (3). و (العِيُّ): الجَهْلُ.

12 - باب الغسل المسنون

370 - عن عطاء بن يَسار، عن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنهما قال: "خرجَ رجُلان في سفرٍ وحضَرَت الصَّلاة وليسَ معهما ماءٌ فتيمَّما فصلَّيا، ثمّ وجدا الماءَ في الوقتِ فأعادَ أحدُهُما الصَّلاةَ ولمْ يُعِد الأخرُ، ثمَّ أتَيا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فذكرا ذلكَ، فقالَ للذي لمْ يُعِدْ: أصَبْتَ السُّنَّةَ وأجزأَتْكَ صلاتُكَ، وقال للذي توضَّأ وأعادَ: لكَ الأجرُ مرَّتَيْنِ" (¬1). والصحيح أن الحديث مرسل (¬2) عن عطاء ليس فيه ذكر أبي سعيد. 12 - باب الغسل المسنون مِنَ الصِّحَاحِ:371 - عن ابن عمر أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا جاءَ أحدُكُم الجُمعَة فَلْيَغْتَسِل" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 190، كتاب الوضوء، باب التيمم. وأبو داود في السنن 1/ 241، كتاب الطهارة (1)، باب في المتيمم يجد الماء بعد ما يصلي، في الوقت (128)، الحديث (338). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 213، كتاب الغسل والتيمم (4)، باب التيمم لمن لم يجد الماء بعد الصلاة (27). والدارقطني في السنن 1/ 189، كتاب الطهارة، باب جواز التيمم لصاحب الجراح، الحديث (1). والحاكم في المستدرك 1/ 178 - 179، كتاب الطهارة، باب كيف يفعل من احتلم وبه جراحة، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقرّه الذهبي وقال: (وابن نافع [الراوي] ثقة تفرد بوصله). (¬2) أخرجه: أبو داود في المصدر السابق 1/ 242، الحديث (339). والنسائي في المصدر السابق. والدارقطني في المصدر السابق، الحديث (2). والذهبي في تلخيص المستدرك 1/ 179. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 356، كتاب الجمعة (11)، باب فضل الغسل يوم الجمعة (2)، الحديث (877). ومسلم في الصحيح 2/ 579، كتاب الجمعة (7)، الحديث (2/ 844). واللفظ للبخاري.

372 - "غُسْلُ [يومِ] (¬1) الجمعةِ واجِبٌ على كُلِّ مُحْتَلِمٍ" (¬2) رواه أبو سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه. 373 - وقال: "حقٌّ على كُلِّ مُسلمٍ أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبعةِ أيَّامٍ يومًا يَغسِلُ فيه رأسَهُ وجَسَدَهُ" (¬3) [رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه] (¬4). مِنَ الحِسَان: 374 - عن سَمُرَة بن جُنْدب رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " مَنْ توضَّأَ يومَ الجمعةِ فَبِها ونِعْمَتْ، ومن اغتسَلَ فالغُسْلُ أفْضَلُ" (¬5). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، وهو عند البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 357، كتاب الجمعة (11)، باب فضل الغسل يوم الجمعة، الحديث (879). ومسلم في الصحيح 2/ 580، كتاب الجمعة (7)، باب وجوب غسل الجمعة على كل بالغ من الرجال (1)، الحديث (5/ 846). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 382، كتاب الجمعة (11)، باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان وغيرهم؟ (12)، الحديث (897). ومسلم في الصحيح 2/ 582، كتاب الجمعة (7)، باب الطيب والسواك يوم الجمعة (2)، الحديث (9/ 849). واللفظ للبخاري. (¬4) ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين، وهو ساقط من المطبوعة. (¬5) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 16، 22، في مسند سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 362، كتاب الصلاة، باب الغسل يوم الجمعة. وأبو داود في السنن 1/ 251، كتاب الطهارة (1)، باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة (130)، الحديث (354). والترمذي في السنن 2/ 369، كتاب الصلاة (2)، باب في الوضوء يوم الجمعة (357)، الحديث (497)، وقال: (حديث حسن). والنسائي في المجتبى من السنن 3/ 94، كتاب الجمعة (14)، باب الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة (9). قوله: (فَبِهَا ونِعْمَتْ) تُطْلَقُ للتجويز والتحسين.

375 - وقال: "مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ، ومَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬1) رواه أبو هريرة. 376 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يغتسِلُ مِنْ أربَعٍ: مِنَ الجنابةِ، ويومِ الجِمعةِ، ومِنَ الحِجامَةِ، وغَسْلِ الميِّتِ" (¬2). 377 - عن قَيْس بن عاصم رضي اللَّه عنه: "أَنَّهُ أسلمَ فأمَرَهُ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يغتسِلَ بماءٍ وسِدْرٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 272، 454، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 3/ 511 - 512، كتاب الجنائز (15)، باب في الغسل من غسل الميت (39)، الحديث (3161) و (3162). والترمذي في السنن 3/ 318، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في الغسل من غسل الميت (17)، الحديث (993) وقال: (حديث حسن). وابن ماجه في السنن 1/ 470، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في غسل الميت (8)، الحديث (1463)، بلفظ: "من غسل ميتًا فليغتسل". (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 248، كتاب الطهارة (1)، باب في الغسل يوم الجمعة (129)، الحديث (348)، وفي 3/ 511، كتاب الجنائز (15)، باب في الغسل من غسل الميت (39)، الحديث (3165). وعنها، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يُغتسل من أربع. . . " أخرجه: أحمد في المسند 6/ 152 في مسند عائشة رضي اللَّه عنها. وابن خزيمة في صحيحه 1/ 126، كتاب الوضوء، جماع أبواب غسل التطهير، باب الاغتسال من الحجامة ومن غسل الميت (192)، الحديث (256). والدارقطني في السنن 1/ 113، كتاب الطهارة، باب في وجوب الغسل بالتقاء الختانين وإن لم ينزل، الحديث (8). والحاكم في المستدرك 1/ 163، كتاب الطهارة، باب يغتسل من أربع، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. و (الحجامة): شق العرق لاستخراج الدم. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 61، في مسند قيس بن عاصم رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 251 - 252، كتاب الطهارة (1)، باب في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل (131)، الحديث (355). والترمذي في السنن 2/ 502 - 503، كتاب الصلاة (2)، باب في الاغتسال عندما يسلم الرجل (425)، الحديث (605)، وقال: (حديث حسن). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 109، كتاب الطهارة (1)، باب =

13 - باب الحيض

13 - باب الحيض مِنَ الصِّحَاحِ: 378 - قال أنسٌ "إنَّ اليهودَ كانُوا إذا حاضَتْ المرأةُ منهُمْ لمْ يُؤاكِلُوها، فسألَ أصحابُ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فأنزلَ اللَّه تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} (¬1) الآية. فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: اصنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلَّا النِّكاحَ" (¬2). 379 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كنتُ أغتَسِلُ أنا والنَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ إناءٍ واحدٍ وكِلانا جُنبٌ. وكانَ يأمُرُني فأتزِرُ فيُباشِرُني وأنا حائضٌ. وكان يُخرِجُ رأسَهُ إليَّ وهو مُعتكِفٌ فأغسِلُه وأنا حائض" (¬3). 380 - وقالت: "كنتُ أشربُ وأنا حائضٌ، ثمّ أُناوِلُهُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فيضَعُ فاهُ على مَوْضِعِ فيَّ فيشرَبُ، وأَتَعَرَّقُ العِرْقَ وأنا حائضٌ ثم أُناوِلُهُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فَيَضَعُ فَاهُ على موضِعِ فِيَّ" (¬4). 381 - وقالت [عائشة رضي اللَّه عنها] (¬5): "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يتَّكِئُ في حجْري وأنا حائضٌ، ثمّ يقرأُ القُرآنَ" (¬6). ¬

_ = غسل الكافر إذا أسلم (126). وابن خزيمة في صحيحه 1/ 126، كتاب الوضوء، جماع أبواب غسل الجنابة، باب استحباب غسل الكافر إذا أسلم بالماء والسدر (191)، الحديث (254). (¬1) سورة البقرة (2)، الآية (222). و (السدر) الورق المطحون من شجر ينبت بالأرياف. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 246، كتاب الحيض (3)، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله. . . (3)، الحديث (16/ 302). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 403، كتاب الحيض (6)، باب مباشرة الحائض (5)، الأحاديث (299 - 301). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 245 - 246، كتاب الحيض (3)، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله. . . (3)، الحديث (14/ 300). و (العرق) هو العظم الذي عليه بقيّة اللحم. (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬6) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 401، كتاب الحيض (6)، باب قراءة =

382 - وقالت: "قالَ لي النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ناوِلِيني الخُمْرَةَ مِنَ المسجِدِ. فقلت: إنِّي حائضٌ. فقال: إن حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ في يدِكِ" (¬1). 383 - وقالت ميمونة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصلِّي في مِرْطٍ، بعضُهُ على وبعضُهُ عليهِ، وأنا حائضٌ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 384 - قال أبو هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ أتى حائضًا أو امرأةً في دُبُرِها أو كاهِنًا فقدْ كفَرَ بما أُنزِلَ على مُحَمَّدٍ" (¬3) (ضعيف). ¬

_ = الرجل في حجر امرأته وهي حائض (3)، الحديث (297). ومسلم في الصحيح 1/ 246، كتاب الحيض (3)، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله. . . (3)، الحديث (15/ 301). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 245، كتاب الحيض (3)، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله. . . (3)، الحديث (11/ 298). و (الخُمرة) ما يُصَلى عليه من حَصير أو نسيج. (¬2) أخرجه عن ميمونة رضي اللَّه عنها: أحمد في المسند 6/ 330 في مسند ميمونة بنت الحارث زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وابن ماجه في السنن 1/ 214، كتاب الطهارة (1)، باب في الصلاة في ثوب الحائض (131)، الحديث (653). وأخرجه مسلم من حديث عائشة رضي اللَّه عنها في الصحيح 1/ 367، كتاب الصلاة (4)، باب الاعتراض بين يدي المصلي (51)، الحديث (274/ 514). وفي الصحيحين عن ميمونة قالت: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصلِّي وأنا حِذاءه وأنا حائض، وربما أصابني ثوبه إذا سجد" أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 488، كتاب الصلاة (8)، باب إذا أصاب ثوب المصلِّي امرأته إذا سجد (19)، الحديث (379). ومسلم في المصدر السابق، الحديث (273/ 513). والمِرْط: كساء من صوف أو خزّ يُؤْتَزَرُ به. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 408، 476، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 259، كتاب الوضوء باب من أتى امرأته في دبرها. وأبو داود =

385 - عن معاذ (¬1) بن جبل رضي اللَّه عنه قال: "سألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عمَّا يَحِلُّ للرجلِ مِنْ امرأتِهِ وهي حائضٌ؟ قال: ما فَوْقَ الإزار، والتَّعفُّفُ عن ذلكَ أفضل" (¬2) إسناده ليس بقوي. 386 - عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا وقعَ الرجلُ بأهلِهِ وهي حائضٌ فلْيَتَصَدَّقْ بنِصْفِ دِينارٍ" (¬3). ويُروى: "إذا كانَ دمًا أحمرَ فدينارٌ، وإذا كانَ أصفرَ فنِصْفُ دينارٍ" (¬4). ¬

_ = في السنن 4/ 225 - 226، كتاب الطب (22)، باب في الكاهن (21)، الحديث (3904). والترمذي في السنن 1/ 243، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض (102)، الحديث (135). والنسائي في السنن الكبرى على ما ذكره المزي في تحفة الأشراف 10/ 123 - 124، الحديث (13536). وابن ماجه في السنن 1/ 209، كتاب الطهارة (1)، باب النهي عن إتيان الحائض (122)، الحديث (639). واللفظ للترمذي. (¬1) هذا الحديث مؤخر بعد الذي بعده في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 146، كتاب الطهارة (1)، باب في المَذْي (83)، الحديث (213)، وقال: وليس هو بالقوي وعزاه ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 166 للطبراني. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 272، 325، في مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 254 - 255، كتاب الوضوء باب من قال: إذا أتى الرجل امرأته وهي حائض عليه الكفارة. وأبو داود في السنن 1/ 183، كتاب الطهارة (1)، باب في إتيان الحائض (106)، الحديث (266). والترمذي في السنن 1/ 244 - 245، كتاب الطهارة (1)، باب الكفارة في إتيان الحائض (103)، الحديث (136). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 153، كتاب الطهارة (1)، باب ما يجب على من أتى حليلته في حال حيضتها (182). وابن ماجه في السنن 1/ 210، كتاب الطهارة (1)، باب في كفارة من أتى حائضًا (123)، الحديث (640). واللفظ لأبي داود. (¬4) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 255، كتاب الوضوء باب من قال: إذا أتى الرجل امرأته وهي حائض عليه الكفارة. والترمذي في السنن 1/ 245، كتاب الطهارة (1)، باب الكفارة في إتيان الحائض (103)، الحديث (137)، واللفظ له.

14 - باب المستحاضة

14 - باب المستحاضة مِنَ الصِّحَاحِ: 387 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "جاءتْ فاطمةُ بنتُ أبي حُبَيْشٍ رضي اللَّه عنها إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللَّه، إنِّي امرأةٌ أُسْتَحاضُ فلا أطْهُرُ، أفادَعُ الصَّلاةَ؟ فقال: لا، إنَّما ذلك عِرْقٌ وليسَ بحَيْض، فإذا أقبَلَتْ حَيْضَتُكِ فدَعي الصَّلاةَ، وإذا أدبَرَتْ فاغسِلي عنكِ الدَّمَ ثمَّ صَلِّي" (¬1). مِنَ الحِسَان: 388 - عن عُرْوةَ بن الزُّبَيْر رضي اللَّه عنهما قال (¬2): قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حُبَيْش رضي اللَّه عنها: "إذا كانَ دمُ الحَيْضِ فإنَّهُ دَمٌ أسْوَدُ يُعْرَفُ، فإذا كانَ ذلكَ فأمْسِكي عَنِ الصَّلاةِ، فإذا كانَ الآخَرُ فَتَوَضَّئي وصَلِّي، فإنّما هو عِرْقٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 331 - 332، كتاب الوضوء (4)، باب غسل الدَّم (63)، الحديث (228)، وفي 1/ 409، كتاب الحيض (6)، باب الاستحاضة (8)، الحديث (306). ومسلم في الصحيح 1/ 262، كتاب الحيض (3)، باب المستحاضة وغسلها وصلاتها (14)، الحديث (62/ 333). واللفظ للبخاري. و (العِرْقُ) شرْيانٌ فيه في أدنى الرحِم، و (الاستحاضة) خروج الدم منه خارج أيام الحَيْض. (¬2) الورقة (23) بن مخطوطة برلين مُرَمَّمَة بخط مناير لخط الناسخ، وقد جاء فيها نقص في آخر كتاب الطهارة يقدّر بثلاثة أسطر، وقد جبرنا النقص من المطبوعة. (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 197، كتاب الطهارة (1)، باب من قال إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة (110)، الحديث (286). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 185، كتاب الحيض والاستحاضة (3)، باب الفرق بين دم الحيض والاستحاضة (6)، والدارقطني في السنن 1/ 207، كتاب الحيض، الحديث (5) و (6). والحاكم في المستدرك 1/ 174، كتاب الطهارة، باب أحكام الاستحاضة، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي.

389 - عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي اللَّه عنها: "أنَّ امرأةً كانتْ تُهراقُ الدَّمَ على عهدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فاسْتَفْتَتْ لها أُمِّ سَلَمَةَ رضي اللَّه عنها النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: لِتَنْظُرَ عددَ اللَّيالي والأيَّامِ التي كانتْ تَحيضُهُنَّ مِنَ الشَّهرْ قَبْلَ أنْ يُصيبَها الذي أصابَها، فلتُترُك الصَّلاةَ قَدْرَ ذلكَ مِنَ الشَّهْرِ، فإذا خلَّفَتْ ذلكَ فلْتَغْتَسِلْ، ثمَّ لِتَسْتَثْفِرْ بثَوْبٍ، ثمَّ لِتُصلِّي" (¬1). 390 - ويُروى عن عَديّ بن ثابت، عن أبيه، عن جده [قال يحيى بن مَعين: جد عَديّ اسمه دينار] (¬2)، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال في المُستحاضة: " تَدعُ الصَّلاةَ أيَّامَ أقرائها التي كانتْ تحيضُ فيها، ثمّ تغتسِلُ وتتوضَّأُ عندَ كُلِّ صلاةٍ، وتصومُ وتُصلِّي" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: مالك في الموطأ 1/ 62، كتاب الطهارة (2)، باب المستحاضة (29)، الحديث (105). والشافعي في الأم 1/ 60، كتاب الحيض، باب المستحاضة. وأحمد في المسند 6/ 293، 320 في مسند أم سلمة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. والدارمي في السنن 1/ 199 - 200، كتاب الوضوء باب في غسل المستحاضة. وأبو داود في السنن 1/ 187 - 188، كتاب الطهارة (1)، باب في المرأة تستحاض. . . (108)، الحديث (274). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 119 - 120، كتاب الطهارة (1)، باب ذكر الاغتسال من الحيض (134)، وفي 1/ 182 - 183، كتاب الحيض (3)، باب المرأة يكون لها أيام معلومة تحيضها كل شهر (3). وابن ماجه بمعناه في السنن 1/ 204، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في المستحاضة التي قد عدَّت أيام أقرائها. . . (115)، الحديث (623). والاستثفار: أن تشد ثويًا تحتجز به عن موضع الدم ليمنع السيلان. (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، وهو من المطبوعة، وقد ذكره الترمذي في السنن 1/ 221، كتاب الطهارة (1)، باب المستحاضة تتوضأ لكل صلاة (94). (¬3) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 202، كتاب الوضوء باب في غسل المستحاضة. وأبو داود في السنن 1/ 208 - 209، كتاب الطهارة (1)، باب من قال: تغتسل من طِهر إلى طُهر (113)، الحديث (297). والترمذي في السنن 1/ 220، كتاب الطهارة (1)، باب المستحاضة تتوضأ لكل صلاة (94)، الحديث (126) و (127). وابن ماجه في السنن 1/ 204، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في المستحاضة التي قد عدّت أيام أقرائها. . . (115)، الحديث (625). واللفظ للترمذي. و (القُرْءُ): فترة الحيض.

391 - وقالت حَمْنَة بنت جَحْش: "كُنْتُ أُستحاضُ حَيْضةً كثيرةً شديدةً، فجئتُ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أسْتَفْتيه، فقال: إنِّي أنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ، فإنَّه يُذْهِبُ الدَّمَ. فقلتُ: هو أكثرُ مِنْ ذلكَ. قال: تَلَجَّمي. قلتُ: هو أكثرُ من ذلك، إنما أثُجُّ ثجًّا. قال: إنَّما هيَ رَكْضَةً مِنْ رَكضاتِ الشَّيطانِ، فتحَيَّضي سِتةَ أيَّامٍ أو سَبْعَةَ أيَّامٍ في عِلمِ اللَّه، ثمَّ اغْتَسِلي، فَصَلِّي أرْبَعًا وعشرينَ ليلةً وأيَّامَها، أو ثلاثًا وعشرين ليلةً وأيَّامَها، وصُومي، وكذلك افعلي في كُلِّ شَهْرٍ كما تحيضُ النساءُ وكما يَطْهُرنَ، ميقاتَ حَيْضِهِنَّ وطُهْرِهِنَّ" (¬1). [وفي رواية: "وإنْ قَوِيتِ على أنْ تُؤخِّري الظُّهْرَ وتُعَجِّلي العَصْرَ فَتَغْتَسِلينَ وتجمعينَ بينَ الصَّلاتَيْنِ، وتُؤخِّرينَ المغْرِبَ وتُعجِّلينَ العِشاءَ ثم تَغْتَسِلينَ وتجمعينَ بينَ الصَّلاتينِ فافعلي، وصُومي إنْ قَدَرْتِ على ذلك. قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هذا أعجَبُ الأمرَيْنِ إليّ" (¬2) واللَّه المستعان] (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 60، كتاب الحيض، باب المستحاضة. وأحمد في المسند 6/ 439، في مسند حمنة بنت جحش رضي اللَّه عنها. وأبو داود في السنن 1/ 199 - 201، كتاب الطهارة (1)، باب من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة (110)، الحديث (287). والترمذي في السنن 1/ 221 - 225، كتاب الطهارة (1)، باب المستحاضة تجمع بين الصلاتين بغسل واحد (95)، الحديث (128)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 203، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في المستحاضة التي قد عدت أيام أقرائها. . . (115)، الحديث (622)، وفي 1/ 205، باب ما جاء في البكر إذا ابتدئت مستحاضة. . (117)، الحديث (627). والدارقطني في السنن 1/ 214 - 215، كتاب الحيض، الأحاديث (48 - 52). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 338 - 339، كتاب الطهارة، باب المبتدئة لا تميز بين الدين. والكُرْسُف: أي القطن، وأثجُّ ثجًّا: أي يسيل دمي سيلانًا فاحشًا ومنه قوله تعالى: {مَاءً ثَجَّاجًا} أي كثيرًا منهمرًا. (¬2) هذه الرواية لم نجدها في الأصول. التي بَيْن أيْدينا. (¬3) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو ساقط من مخطوطة برلين.

4 - كتاب الصلاة

4 - كِتَابُ الصَّلاةِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 392 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمعةُ إلى الجُمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مُكَفِّراتٌ لما بينهُنَّ إذا اجْتَنَبَ الكبائرَ" (¬1). 393 - وقال: "أرأيتُمْ لو أنَّ نهرًا ببابِ أحدِكُمْ يَغتسِلُ فيهِ كُلَّ يومٍ خَمْسًا هل يَبقى مِنْ دَرَنهِ شيءٌ؟ قالوا: لا. قال: فذلكَ مَثَلُ الصَّلواتِ الخَمْسِ يمحُو اللَّه بهِنَّ الخَطايا" (¬2) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 394 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه: "أنَّ رَجُلًا أصابَ مِنْ امرأةٍ قُبلةً، فأتى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأخبَرَهُ، فأنزلَ اللَّه تعالى: {وَأَقِمِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 209، كتاب الطهارة (2)، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة. . . (5)، الحديث (16/ 233). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 11، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب الصلوات الخمس كفارة (6)، الحديث (528). ومسلم في الصحيح 1/ 462 - 463، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات (51)، الحديث (283/ 667). و (الدَرَنُ): الوَسَخُ.

الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (¬1)، فقالَ الرَّجُلُ: يا رسولَ اللَّه، ألي هذا؟ قال: لجميعِ أُمَّتي كُلِّهم" (¬2). وفي رواية: "لَمِنْ عملَ بها مِنْ أُمَّتي" (¬3). 395 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "جاء رجلٌ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه إنِّي أصَبْتُ حدًا فأقِمهُ عليَّ: ولم يسألهُ عنه، وحضَرَتِ الصَّلاةُ فصلَّى مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فلمَّا قضى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم الصَّلاةَ قامَ الرجُلُ، فقال: يا رسولَ اللَّه إنِّي أصَبْتُ حدًّا فأقِمْ فيَّ كتابَ اللَّه تعالى. قال: أليسَ قد صلَّيْتَ معنا؟ قال: نعم. قال: فإنَّ اللَّه قَدْ غَفَرَ لكَ ذنبَكَ -أو حدَّكَ" (¬4). 396 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "سألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللَّه؟ قال: الصَّلاةُ لوقتها. ¬

_ (¬1) سورة هود (11)، الآية (114). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 8، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب الصلاة كفَّارة (4)، الحديث (526). ومسلم في الصحيح 4/ 2116، كتاب التوبة (49)، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (7)، الحديث (42/ 2763). واللفظ للبخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 355، كتاب التفسير (65)، سورة هود (11)، باب {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} (6)، الحديث (4687). ومسلم في الصحيح 4/ 2115 - 2116، كتاب التوبة (49)، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (7)، الحديث (39/ 2763). واللفظ للبخاري. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 12/ 133، كتاب الحدود (86)، باب إذا أقرّ بالحدّ ولم يبين (27)، الحديث (6823). ومسلم في الصحيح 4/ 2117، كتاب التوبة (49)، باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود (11) الآية (114)] (7)، الحديث (44/ 2764). واللفظ للبخاري. قوله (أَصَبْتُ حَدًّا) أي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا يستوجب عقوبةً.

قلتُ: ثمَّ أيّ؟ قال: برُّ الوالِدَيْنِ. قلتُ: ثمَّ أيُّ؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللَّه عزَّ وجلَّ. قال: حدَّثَني بهنَّ، ولو استَزَدْتُهُ لزادَني" (¬1). 397 - وقال: "بينَ العبدِ وبينَ الكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاة" (¬2) رواه جابر. مِنَ الحِسَان: 398 - عن عُبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " خَمْسُ صَلواتٍ افترضَهُنَّ اللَّه تعالى، مَنْ أحسَنَ وُضُوءَهُنَّ، وصَلاهُنَّ لوقتهِنَّ، وأتمَّ رُكُوعَهُنَّ وخُشُوعَهُنَّ، كانَ لهُ على اللَّه تعالى عهدٌ أنْ يغفرَ له، ومَنْ لمْ يفعلْ ليس له على اللَّه عهدٌ، إنْ شاءَ غفرَ له، وإنْ شاءَ عذَّبَه" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 9، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب فضل الصلاة لوقتها (5)، الحديث (527). ومسلم في الصحيح 1/ 90، كتاب الإيمان (1)، باب بيان كون الإيمان باللَّه تعالى أفضل الأعمال (36)، الحديث (139/ 85). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 88، كتاب الإيمان (1)، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة (35)، الحديث (134/ 82). (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 317، في مسند عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 295 - 296، كتاب الصلاة (2)، باب في المحافظة على وقت الصلوات (9)، الحديث (425). وبنحوه أخرجه: مالك في الموطأ 1/ 123، كتاب صلاة الليل (7)، باب الأمر بالوتر (3)، الحديث (14). والدارمي في السنن 1/ 370، كتاب الصلاة، باب في الوتر. والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 230، كتاب الصلاة (5)، باب المحافظة على الصلوات الخمس (6). وابن ماجه في السنن 1/ 448، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها (194)، الحديث (1401). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (86)، كتاب الصلاة (4)، باب فرض الصلاة (1)، الحديث (252).

399 - وقال: "صلُّوا خَمْسَكُمْ، وصُومُوا شَهْرَكُم، وأدُّوا زكاةَ أموالِكُمْ، وأطيعُوا ذا أمْرِكُمْ، تدخُلُوا جنَّةَ ربِّكُمْ" (¬1) رواه أبو أمامة. 400 - وقال: "مُرُوا أولادَكُمْ بالصَّلاةِ وهُمْ أبناءُ سَبْعِ سِنينَ، واضرِبُوهُمْ عليها وهُمْ أبناءُ عَشْرِ سنين، وفرِّقوا بينهُمْ في المضاجِعِ" (¬2) رواه سَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَنيّ. 401 - وقال: "العَهْدُ الذي بينَنا وبينَهُمُ الصَّلاةُ فمَنْ تركَها فقدْ كَفَر" (¬3) رواه بُرَيْدَة. ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 251، 262، في مسند أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 2/ 516، كتاب الصلاة (2)، باب فضل الصلاة (434)، الحديث (616)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحاكم في المستدرك 1/ 9، كتاب الإيمان، باب الخصال الموجبة لدخول الجنة، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقرّه الذهبي. (¬2) أخرجه أبو داود بلفظه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في السنن 1/ 334، كتاب الصلاة (2)، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة (26)، الحديث (495). وبمعناه عن سبرة بن معبد، أخرجه: أحمد في المسند 3/ 404 في مسند سبرة بن معبد رضي اللَّه عنه. وأبو داود في المصدر السابق 1/ 332، الحديث (494). والترمذي في السنن 2/ 259، كتاب الصلاة (2)، باب متى يؤمر الصبي بالصلاة (299)، الحديث (407)، وقال: (حسن صحيح). وليس عندهم ذكر التفريق في المضاجع. وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 230، كتاب الصلاة، باب الأمر بتعليم الصلوات والضرب عليها. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 346، في مسند بُرَيْدة الأسلمي رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 5/ 13 - 14، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء في ترك الصلاة (9)، الحديث (2621)، وقال: (حسن صحيح غريب). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 231 - 232، كتاب الصلاة (5)، باب الحكم في تارك الصلاة (8). وابن ماجه في السنن 1/ 342، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة (77)، الحديث (1079). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (87)، كتاب الصلاة (4)، باب فيمن حافظ على الصلاة ومن =

2 - باب المواقيت

2 - باب المواقيت مِنَ الصِّحَاحِ: 402 - عن عبد اللَّه بن عمرو (¬1) رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "وَقْتُ الظُّهْر إذا زالَت الشَّمسُ ما لَمْ يحضُرِ العَصْرُ، ووقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تصفَرَّ الشَّمسُ، ووقتُ صَلاةِ المغرب إذا غابتِ الشَّمْسُ ما لَمْ يَسقُطِ الشَّفَقُ، ووقْتُ صَلاةِ العِشاءِ (¬2) إلى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأوْسَطِ، ووقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فإذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فأمسِكْ عَنِ الصَّلاةِ، فإِنَّها تَطْلُعُ بينَ قَرنَيْ الشيطانِ" (¬3). 403 - عن بُرَيْدة: "أنَّ رجلًا سألَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عنْ وَقْتِ الصَّلاةِ، فقال: صَلِّ مَعَنا هذَيْنِ -يعني اليَوْمَيْنِ- فلمَّا زالتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بلالًا فأذَّنَ، ثمّ أَمَرَهُ فأقامَ الظُّهْرَ، ثمَّ أمَرَهُ فأقامَ العَصْرَ، والشَّمْسُ مُرتَفِعَةٌ بيضاءُ نقيَّةٌ، ثمَّ أمَرَهُ فأقامَ المَغْرِبَ حِينَ غابَتِ الشَّمْسُ، ثمّ أمَرَهُ فأقامَ العِشاءَ حِينَ غابَ الشَّفَقُ، ثمّ أمَرَهُ فأقامَ الفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الفَجْرُ. فلمَّا أنْ كانَ اليَوْمُ الثَّاني أمَرَهُ فأبْرَدَ بالظُّهْرِ، فأَنْعَمَ أنْ يُبْرِدَ بها، فصلَّى العَصْرَ والشَّمْسُ مُرتفعةٌ، أخَّرَها فَوْقَ الذي كان، وصلَّى المَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغيبَ الشَّفَقُ، وصلَّى العِشاءَ بَعْدَما ذَهبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وصلَّى الفَجْرَ فأسْفَرَ بها. ثمَّ قَالَ: أينَ السَّائلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلاةِ؟ ¬

_ = تركها (2)، الحديث (255). والحاكم في المستدرك 1/ 6 - 7، كتاب الإيمان، باب التشديد في ترك الصلاة، وقال: (حديث صحيح الإسناد، لا تعرف له علة) وأقرّه الذهبي. (¬1) وردت في مخطوطة برلين وفي المطبوعة: (عبد اللَّه بن عمر)، وهو خطأ. (¬2) إلى هنا انتهى ترميم الورقة (23) في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 427، كتاب المساجد ومواضيع الصلاة (5)، باب أوقات الصلوات الخمس (31)، الحديث (173/ 612) و (174/ 612).

فقالَ الرَّجُلُ: ها أنا، يا رسولَ اللَّه. قال: وَقْتُ صَلاتِكُمْ بينَ ما رأيْتُمْ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 404 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أَمَّني جِبرِيلُ عند بابِ البَيْتِ مَرَّتَيْنِ، فصلَّى بيَ الظُّهْرَ حِينَ زالَتِ الشَّمْسُ وكانَ الفَيْءُ مِثْلَ الشِّراكِ، وصَلَّى بيَ العَصْرَ حِينَ كانَ ظِلُّ (¬2) كُلِّ شيءٍ مِثْلَهُ، وصَلَّى بيَ المَغْرِبَ حِينَ أفطَرَ الصَّائمُ، وصَلَّى بيَ العِشاءَ حِينَ غابَ الشَّفقُ، وصَلَّى بيَ الفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائِمِ، وصَلَّى بيَ الغَدَ الظُّهْرَ حِينَ كانَ ظِلُّ (¬3) كُلِّ شيءٍ مِثْلَهُ، وصَلَّى بيَ العَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شيءٍ مِثْلَيْهِ، وصَلَّى بيَ المَغْرِبَ حِينَ أفطَرَ الصَّائمُ، وصلَّى بيَ العِشاءَ حِينَ ذهبَ ثُلُثُ الليلِ، وصَلَّى بيَ الفَجْرَ حِينَ أسْفَرَ، ثمّ التفتَ إليَّ فقال لي: يامُحمَّدُ، هذا وَقْتُ الأنبياءِ مِنْ قبلِكَ، والوقتُ ما بينَ هذيْنِ الوَقْتَيْنِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 428، كتاب المساجد (5)، باب أوقات الصلوات الخمس (31)، الحديث (176/ 613). قوله: (أبرد بالظهر) أي انتظر حتى تمّ انكسار وهج الحرّ في الظهر. وقوله (فأسفر) يقال أسفر الصبح إذا أضاء. (¬2) و (¬3) العبارة في مخطوطة برلين: (حين كان كل شيء مثل ظله). وهي عبارة في نسخة من نسخ الترمذي، وعبارة الشافعي في الأم: (حين كان كل شيء بقدر ظله)، وعبارة أبي داود: (حين كان ظفه مثله). وما أثبتناه من المطبوعة وهو لفظ أحمد، ولفظ الترمذي في نسخةٍ. (¬4) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 71، كتاب الصلاة، باب جماع مواقيت الصلاة. وأحمد في المسند 1/ 333، في مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 274 - 278، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في المواقيت (2)، الحديث (393). والترمذي في السنن 1/ 278 - 280، كتاب الصلاة (2)، باب مواقيت الصلاة (113)، الحديث (149). وابن خزيمة في صحيحه 1/ 168، كتاب الصلاة، باب فرض الصلاة على الأنبياء. . . (13)، الحديث (325). والدارقطني في السنن 1/ 258، كتاب الصلاة، باب إمامة جبريل، الأحاديث (6 - 9). قوله (الشراك) أي صيور النعل، وهو ما يُربَط به الحذاء ويُشَدّ.

3 - باب تعجيل الصلاة

3 - باب تعجيل الصلاة مِنَ الصِّحَاحِ: 405 - قال أبو بَرزة الأسْلَميّ رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصلِّي الهَجيرَ التي تَدْعونَها الأُولى حينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، ويُصلِّي العصرَ ثمّ يرجِعُ أحَدُنا إلى رحلِهِ في أقصى المدينةِ والشمسُ حَيَّةٌ، ونَسِيتُ ما قالَ في المَغرِبِ، وكانَ يَستحِبُّ أنْ يُؤخِّرَ العِشاء ولا يُحِبُّ النَّوْمَ قبلَها ولا الحديثَ بعدَها، وكان يَنفتِلُ مِنْ صلاةِ الغَداةِ حينَ يَعرِف الرجُلُ جليسَهُ، ويقرأ بالستِّينَ إلى المائةِ" (¬1). وفي رواية: "ولا يُبالي بتأخيرِ العِشاءِ إلى ثُلُثِ اللَّيْل" (¬2). 406 - وسئل جابر رضي اللَّه عنه عَنْ صَلاةِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: كانَ [النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم] (¬3) يُصلِّي الظُّهرَ بالهاجرةِ، والعصرَ والشَّمسُ حيَّةٌ، والمغربَ إذا وَجَبَتْ، والعِشاءَ إذا كَثُرَ النَّاسُ عَجَّلَ وإذا قلُّوا أخَّر، والصُّبحَ بغَلَس" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 26، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب وقت العصر (13)، الحديث (547). والهجير: وقت شدة الحر، وسميت الظهر بذلك لأن وقتها يدخل حينئذ. وتدحض الشمس: أي تزول عن وسط السماء، مأخوذ من الدحض وهو الزلق. والشمس حيّة: أي بيضاء نقية. وصلاة الغداة: أي الصبح (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 2/ 27). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 22، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب وقت الظهر عند الزوال (11)، الحديث (541)، وفي 2/ 251، كتاب الأذان (10)، باب القراءة في الفجر (104)، الحديث (771). ومسلم في الصحيح 1/ 447، كتاب المساجد (5)، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها (40)، الحديث (235/ 647) و (236/ 647) و (237/ 647). (¬3) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري، وهو من المطبوعة، وعند مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 47، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب وقت العشاء إذا اجتمع الناس أو تأخروا (21)، الحديث (565). ومسلم في =

407 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كُنَّا إِذا صلَّيْنا خلفَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالظَّهائرِ سجَدْنا على ثِيابِنا اتِّقاءَ الحرِّ" (¬1). 408 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إِذا اشتدَّ الحرُّ فأبرِدُوا بالصَّلاة" (¬2). وفي رواية: "بالظُّهرِ، فإنَّ شِدَّةَ الحرِّ مِنْ فَيْحِ جهنَّمَ" (¬3). 408 ب-"واشْتكَتِ النَّارُ إلى ربِّها فقالت: ربِّ أكلَ بعضي بعضًا، فأذِنَ لها بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيف، أشدُّ ما تجِدُونَ مِنَ الحرِّ، وأشدُّ ما تجِدُونَ مِنَ الزَّمْهرير" (¬4). ¬

_ = الصحيح 1/ 446، كتاب المساجد (5)، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها (40)، الحديث (233/ 646). واللفظ للبخاري، والسائل هو محمد بن عمرو بن الحسن بن عليّ. و (الهاجرة): اشتداد الحرّ في نصف النهار. (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 22 - 23، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب وقت الظهر عند الزوال (11)، الحديث (542). ومسلم في الصحيح 1/ 433، كتاب المساجد (5)، باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت في غير شدة الحر (33)، الحديث (191/ 620) واللفظ للبخاري. و (الظهائر): جمع ظهيرة. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 15، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب الإِبراد بالظهر في شدة الحر (9)، الحديث (533)، وفي 2/ 18، الحديث (536)، ومسلم في الصحيح 1/ 430، كتاب المساجد (5)، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر (32)، الحديث (180/ 615). (¬3) هذه الرواية من حديث أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 2/ 18، الحديث (538). و (فيح جهنم): نَفَسُها أو حرارتها أو غليانها. (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 18، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر (9)، الحديث (537)، وفي 6/ 330، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة النار وأنها مخلوقة (10)، الحديث (3260). ومسلم في الصحيح 1/ 431 - 432، كتاب المساجد (5)، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر (32)، الحديث (185/ 617) و (186/ 617).

409 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصلِّي العَصْرَ والشَّمْسُ مُرتفِعةٌ حيَّةٌ، فيذهبُ الذَّاهبُ إلى العَوالي فيأتيهِم والشَّمْسُ مُرتفعة، وبعضُ العَوالي مِنَ المدينةِ على أربعةِ أميالٍ أو نحوِهِ" (¬1). 410 - وعن أنس أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "تلكَ صلاةُ المُنَافِقِ (¬2)، يجلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ، حتى إذا اصفرَّتْ، وكانتْ بينَ قرْنَي الشَّيطانِ، قامَ فنقرَ أربعًا لا يذكُرُ اللَّه فيها إلَّا قليلًا" (¬3). 411 - وقال: "الذي تفُوتُهُ صَلاةُ العصرِ فكأنَّما وُتِرَ أهلهُ ومالهُ" (¬4) [رواه ابن عمر] (¬5). 412 - وقال: "مَنْ تَرَكَ صلاةَ العصرِ حَبِطَ عملهُ" (¬6) [رواه بريدة] (¬7) ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 28، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب وقت العصر (13)، الحديث (550). ومسلم في الصحيح 1/ 433، كتاب المساجد (5)، باب استحباب التبكير بالعصر (34)، الحديث (192/ 621) دون قوله: "وبعض العوالي. . . ". والميل يساوي (1687.5 مترًا). و (العوالي) جمع عالية، وهي أماكن معروفة بأعالي أرض المدينة. (¬2) في المطبوعة: (المنافقين)، وما أثبتناه من المخطوطة وهو لفظ مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 434، كتاب المساجد (5)، باب استحباب التبكير بالعصر (34)، الحديث (195/ 622). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 30، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب إثم من فاتته العصر (14)، الحديث (552). ومسلم في الصحيح 1/ 435، كتاب المساجد (5)، باب التغليظ في تفويت صلاة العصر (35)، الحديث (200/ 262). قوله (وُتِرَ) أي سُلِبَ وَأُخِذ، ومعنى الحديث: كأنما ققَدَ أهله وماله. (¬5) تصحفت في المطبوعة إلى: (ابن عمرو). وما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين. (¬6) أخرجه البخاري عن بريدة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 31، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب من ترك العصر (15)، الحديث (553)، وفي 2/ 66، باب التبكير بالصلاة في يوم غيم (34)، الحديث (594). (¬7) ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين، وهو ساقط من المطبوعة.

413 - وقال رافع بن خَديج: "كُنَّا نُصلِّي المغربَ معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فينصرِفَ أحدُنا وإنَّه ليُبصِرُ مَواقعَ نَبْلِهِ" (¬1). 414 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانُوا يُصلُّونَ العَتمةَ فيما بينَ أنْ يَغيبَ الشَّفَقُ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأولِ" (¬2). 415 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لَيُصلِّي الصبحَ فيَنصَرفُ النِّساءُ مُتَلفِّعاتٍ بمُرُوطِهِنَّ ما يُعرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ" (¬3). 416 - عن قتادة، عن أنس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ نبيَّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وزيدَ بنَ ثابِتٍ تَسحَّرا، فلمَّا فَرَغا مِنْ سَحُورِهما قامَ نبيُّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى الصَّلاةِ فصلَّى. قُلنا لأنس: كَمْ كَانَ بينَ فَراغِهِما مِنْ سَحُورِهما ودُخُولهما في الصَّلاةِ؟ قال: قدرُ ما يقرأُ الرجُلُ خمسينَ آيةً" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 40، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب وقت المغرب (18)، الحديث (559). ومسلم في الصحيح 1/ 441، كتاب المساجد (5)، باب بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس (38)، الحديث (217 - 637). (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 347، كتاب الأذان (10)، باب خروج النساء الى المساجد بالليل والغَلَس (162)، الحديث (864). و (العتمة) هي صلاة العشاء. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 349، كتاب الأذان (10)، باب انتظار الناس قيام الإمام العالم (133)، الحديث (867). ومسلم في الصحيح 1/ 446، كتاب المساجد (5)، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها، وهو التغليس (40)، الحديث (232/ 645). ومتلفعات: أي متجللات ومتلففات، ويمروطهنَّ: أي بأكسيتهنّ واحدها مِرط بكسر الميم (النووي، شرح صحيح مسلم 5/ 143 - 144). و (الغلس): ظُلمة آخر الليل. (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 54، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب وقت الفجر (27)، الحديث (576).

417 - عن أبي ذَرّ رضي اللَّه عنه قال: قال لي النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "يا أبا ذَرٍّ كيفَ بِكَ إذا كانتْ عليكَ أُمراءُ يُميتُونَ الصَّلاةَ -أو قال: يُؤَخَرُونَ الصَّلاةَ؟ قلتُ: يا رسولَ اللَّه فما تامُرُنِي؟ قال: صَلِّ الصَّلاةَ لِوَقْتها فإنْ أَدْرَكْتَها معهم فصلِّها (¬1) فإنَّها لك نافِلَة" (¬2). 418 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ أدركَ ركعةً مِنَ الصُّبْحِ قبلَ أنْ تطلُعَ الشَّمْسُ فقدْ أدركَ الصُّبْحَ، ومَنْ أدركَ ركعةً مِنَ العَصْرِ قبلَ أنْ تغرُبَ الشَّمْسُ فقدْ أدركَ العَصْر" (¬3). 419 - وقال: "إذا أَدْرَكَ أحدُكُمْ سَجدةً مِنْ صلاةِ العصرِ قبلَ أَنْ تغرُبَ الشَّمْسُ فلْيُتِمَّ صَلاتَهُ، وإذا أدركَ سَجدةً مِنْ صَلاةِ الصُّبحِ قبلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمسُ فلْيُتمَّ صَلاتَه" (¬4) رواه أبو هريرة. 420 - وقال: "مَنْ نَسِيَ صَلاةً أو نامَ عَنْها، فكفَّارتُها أنْ يُصلِّيها إذا ذكرها" (¬5) [رواه أنس. وفي رواية: "لا كفّارة لها إِلَّا ذلك" رواه أبو قتادة] (¬6). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (فَصَلِّه) وفي حاشيتها: (فصل)، وهو لفظ مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 448، كتاب المساجد (5)، باب كراهية تأخير الصلاة عن وقتها المختار (41)، الحديث (238). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 56، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب من أدرك من الفجر ركعة (28)، الحديث (579). ومسلم في الصحيح 1/ 424، كتاب المساجد (5)، باب من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك تلك الصلاة (30)، الحديث (163/ 608). (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 37 - 38، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب (17)، الحديث (556). (¬5) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 70، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها (37)، الحديث (597). ومسلم في الصحيح 1/ 477، كتاب المساجد (5)، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها (55)، الحديث (315/ 684). (¬6) ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين، وليس في المطبوعة.

421 - وقال: اليسَ في النوْمِ تَفْريطٌ، وإنَّما التَّفريطُ في اليَقَظَةِ، فإذا نَسِيَ أحدُكُمْ صَلاةً أو نامَ عنها فليُصلِّها إذا ذَكَرها" (¬1). ورواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه وزاد: "قالَ اللَّه تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (¬2) " (¬3). مِنَ الحِسَان: 422 - عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال له: "يا عليّ، ثلاثٌ لا تُؤخِّرْها: الصَّلاةُ إذا أتتْ، والجنازةُ إذا حَضَرَتْ، والأيِّمُ إذا وجدْتَ لها كُفْؤًا" (¬4). 423 - وقال: "الوقتُ الأوَّلُ مِنَ الصَّلاةِ رِضْوانُ اللَّه، والوقتُ الآخرُ عَفْوُ اللَّه" (¬5) رواه ابن عمر. 424 - وعن أُمِّ فَرْوَة رضي اللَّه عنها قالت: "سُئلَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟ قال: الصَّلاةُ لِأوَّلِ وَقْتِها" (¬6) (ضعيف). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 473، كتاب المساجد (5)، باب قضاء الصلاة الفائتة (55)، الحديث (311/ 681). (¬2) سورة طه (20)، الآية (14). (¬3) أخرجه مسلم بمعناه في الصحيح 1/ 471، كتاب المساجد (5)، باب قضاء الصلاة الفائتة (55)، الحديث (309/ 680). (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 105، في مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 1/ 320، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل (127)، الحديث (171). وقال: (حديث غريب حسن). والأيِّم: من لا زوج له رجلًا كان أو امرأة ثيبًا كان أو بكرًا. (¬5) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 321، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل (127)، الحديث (172)، وقال: (حديث غريب). والدارقطني في السنن 1/ 249، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر، الحديث (20) و (21). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 435، كتاب الصلاة، باب الترغيب في التعجيل بالصلوات في أوائل الأوقات. (¬6) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 374، 375، 440 في مسند أم فروة رضي اللَّه عنها. وأبو داود في السنن 1/ 296 كتاب الصلاة (2)، باب في المحافظة على وقت =

425 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "ما صَلَّى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صَلاةً لِوَقْتِها الآخِرِ (¬1) [إلا] (¬2) مَرَّتَيْنِ حتَّى قبضَهُ اللَّه تعالى" (¬3). 426 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تزالُ أُمَّتي بخيرٍ ما لم يُؤخِّرُوا المغربَ الى أنْ تَشتبِكَ النُّجومُ" (¬4) رواه أبو أيوب. 427 - وقال: "لولا أنْ أشُق على أُمَّتِي لأمرْتُهُمْ أنْ يُؤخِّرُوا العِشاءَ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ أو نِصْفِهِ" (¬5) رواه أبو هريرة (¬6). ¬

_ = الصلوات (9)، الحديث (426). والترمذي في السنن 1/ 319 - 320، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل (127)، الحديث (170). والدارقطني في السنن 1/ 247، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر، الأحاديث (8 - 14). (¬1) العبارة في حاشية مخطوطة برلين: (لآخر وقتها)، وليست لأحد من أصحاب الأصول. (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، وما أثبتناه هو من نسخةٍ للترمذي. (¬3) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 328، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل (127)، الحديث (174)، وقال: (حديث حسن غريب وليس إسناده بمتصل). والدارقطني في السنن 1/ 249، كتاب الصلاة، باب النهي عن الصلاة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر، الحديث (17). والحاكم في المستدرك 1/ 190، كتاب الصلاة، باب في مواقيت الصلاة، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقرّه الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 435، كتاب الصلاة، باب الترغيب في التعجيل بالصلوات في أوائل الأوقات. واللفظ للدارقطني. (¬4) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 291، كتاب الصلاة (2)، باب في وقت المغرب (6)، الحديث (418)، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 370، كتاب الصلاة، باب وقت المغرب. (¬5) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 250، 433 في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 1/ 310 - 311، كتاب الصلاة (2)، باب تأخير العشاء (124)، الحديث (167)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 226، كتاب الصلاة (2)، باب وقت صلاة العشاء (8)، الحديث (691). والحاكم في المستدرك 1/ 146، كتاب الطهارة، باب لولا أن أشق على أمتيّ. . .، وقال: (صحيح على شرطهما) وأقره الذهبي. (¬6) وقع اضطراب في المطبوعة برواية هذا الحديث عن معاذ بن جبل، والصواب أنه روى الحديث التالي.

428 - وقال: "أعتِمُوا بهذِهِ الصَّلاةِ، فإنَّكُمْ قد فُضِّلْتُم بها على سائر الأُمَمِ ولم تُصَلِّها أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ" (¬1) رواه مُعاذ بن جبل (¬2). 429 - وقال النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلِّيها لِسُقُوطِ القمرِ ليلةَ الثَّالِثة" (¬3). 430 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أسْفِرُوا بالفجْرِ فإنّه أعظَمُ للأَجْرِ" (¬4) رواه رافع بن خَديج. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 237 في مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 292 - 293، كتاب الصلاة (2)، باب في وقت العشاء الآخرة (7)، الحديث (421)، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 451، كتاب الصلاة، باب من استحب تأخير العشاء. وقوله: (أعتموا بهذه الصلاة) أي العشاء. (¬2) وقع خطأ في الأصل المطبوع برواية هذا الحديث عن أبي هريرة، والصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 270، 272، 274، في مسند النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 275، كتاب الصلاة، باب وقت العشاء. وأبو داود في السنن 1/ 291، كتاب الصلاة (2)، باب في وقت العشاء الآخرة (7)، الحديث (419). والترمذي في السنن 1/ 306، كتاب الصلاة (2)، باب وقت العشاء الآخرة (123)، الحديث (165) و (166). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 264 - 265، كتات المواقيت (6)، باب الشفق (19). والحاكم في المستدرك 1/ 194، كتاب الصلاة، باب وقت صلاة العشاء، وقال (إسناده صحيح) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 448 - 449، كتاب. الصلاة، باب من قال بتعجيل العشاء. قوله: (ليلة الثالثة) أي وقت غروب القمر في ليلة ثالثة من الشهر. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 142، 143، في مسند رافع بن خديج رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 277، كتاب الصلاة، باب الإسفار بالفجر. وأبو داود في السنن 1/ 294، كتاب الصلاة (2)، باب في وقت الصبح (8)، الحديث (424). والترمذي في السنن 1/ 289، كتاب الصلاة (2)، باب الإسفار بالفجر (117)، الحديث (154)، وقال: (حديث حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 272، كتاب المواقيت (6)، باب الإسفار (27). وابن ماجه في السنن 1/ 221، كتاب الصلاة (2)، باب وقت صلاة الفجر (2)، الحديث (672). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (89)، كتاب المواقيت (5)،=

فصل

فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 431 - عن عُمارة بن رُوَيْبَة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لنْ يَلِجَ النَّارَ أحدٌ صلَّى قبلَ طُلوعِ الشَّمْسِ وقبلَ غروبِهَا" يعني الفجرَ والعصر (¬1). 432 - وقال: "مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجنَّةَ" (¬2) [رواه أبو موسى] (¬3). 433 - وقال: "يَتَعاقَبُونَ فيكُمْ ملائكَة باللَّيْلِ وملائكَةٌ بالنَّهارِ، ويَجْتمِعُونَ في صَلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ العَصْرِ، ثمَّ يَعْرُجُ الذينَ باتُوا فيكُمْ فَيسأَلُهُمْ رَبُّهُمُ، وهو أعلمُ بهم: كيفَ تَركتُمْ عِبادي؟ فيقولونَ: تركناهُم وهم يُصلُّونَ، وأتَيْنَاهُم وهم يُصلُّونَ" (¬4) [رواه أبو هريرة] (¬5). 434 - وقال: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فهو في ذِمَّةِ اللَّه، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّه ¬

_ = باب وقت صلاة الصبح (1)، الحديث (263) و (264) و (265). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 457، كتاب الصلاة، باب الإسفار بالفجر. و (أَسْفِرُوا): أخّروا. (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 440، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاتي الصبح والعصر (37)، الحديث (213/ 634). (¬2) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 52، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب فضل صلاة الفجر (26)، الحديث (574). ومسلم في الصحيح 1/ 440، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاتي الصبح والعصر (37)، الحديث (215/ 635). و (البردَيْن): الفجر والعصر. (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬4) متفق عليه، من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 33، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب فضل صلاة العصر (16)، الحديث (555). ومسلم في الصحيح 1/ 439، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاتَيْ الصبح والعصر (37)، الحديث (210/ 632). (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

مِنْ ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بشيء يُدْرِكُهُ، ثمَّ يَكُبَّهُ على وجهِهِ في نارِ جهنَّمَ" (¬1) رواه جُنْدَب القَسْرِيّ. 435 - وقال: "لو يعلمُ النّاسُ ما في النداءِ والصفِّ الأوَّلِ ثمّ لم يجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليهِ لاستَهمُوا عليه، ولو يَعلمونَ ما في التَّهْجير لاستَبَقُوا إليهِ، ولو يَعلمونَ ما في العَتَمةِ والصُّبحِ لأتَوْهما ولو حَبْوًا" (¬2) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 436 - وقال: "ليسَ صلاةٌ أثقلَ على المنافِقينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشاءِ، ولو يَعلمُونَ ما فيهما لأتَوْهما ولو حَبْوًا" (¬3) [رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه] (¬4). 437 - وقال: "مَنْ صَلَّى العِشاءَ في جماعةٍ كَانَ كقِيامِ نِصْفِ ليلةٍ، ومَنْ صَلَّى العِشاءَ والفَجْرَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ ليلةٍ" (¬5) [رواه عثمان رضي اللَّه عنه] (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 454 - 455، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة (46)، الحديث (262/ 657). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 96، كتاب الأذان (10)، باب الاستهام في الأذان (9)، الحديث (615). ومسلم في الصحيح 1/ 325، كتاب الصلاة (4)، باب تسوية الصفوف وإقامتها (28)، الحديث (129/ 437). والتهجير: أي التبكير إلى الصلاة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 2/ 97). قوله: (لَاسْتهمُوا) أي لاقترعوا. و (حَبْوًا) أي زَحْفًا. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 141، كتاب الأذان (10)، باب فضل العشاء في الجماعة (34)، الحديث (657). ومسلم في الصحيح 1/ 451 - 452، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاة الجماعة (42)، الحديث (252/ 651). (¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬5) أخرجه مسلم عن عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 454، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة (46)، الحديث (260/ 656). (¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

438 - وقال: "لا يَغْلِبَنَّكُمْ الأعرابُ على اسم صلاِتكُمُ المغرِبِ. قال: وتقولُ الأعرابُ هي العِشاءُ" (¬1) رواه عبد اللَّه بن [مُغَفّل] (¬2) المُزَنيّ. 439 - وقال: "لا يَغْلِبَنكُم الأعرابُ على اسمِ صلاِتكُمُ العِشاءِ، فإنّها في كتابِ اللَّه تعالى العِشاءُ، فإِنَّها تُعْتِمُ بحِلابِ الإبِلِ" (¬3) رواه ابن عمر. 440 - وعن علي رضي اللَّه عنه "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قالَ يومَ الخَنْدَقِ: حَبَسُونا عَنْ الصَّلاةِ الوُسطى صَلاةِ العَصْرِ، مَلَأ اللَّه بُيوتَهُمْ وقُبورهُمْ نارًا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 43، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب من كره أن يقال للمغرب العشاء (19)، الحديث (563). وقوله: "قال: وتقول الأعراب. . . " قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 2/ 44: (وقد جزم الكرماني بأن فاعل قال هو عبد اللَّه المزني راوي الحديث، ويحتاج الى نقل خاص لذلك، وإلا فظاهر إيراد الإسماعيلي أنه من تتمة الحديث، فإنه أورده بلفظ: "فإن الأعراب تسميها" والأصل في مثل هذا أن يكون كلامًا واحدًا حتى يقوم دليل على إدراجه). (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، والتصويب من مخطوطة برلين، وانظر الإصابة للحافظ ابن حجر 2/ 372، الترجمة (4972). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 445، كتاب المساجد (5)، باب وقت العشاء وتأخيرها (39)، الحديث (229/ 644). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 195، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة البقرة (2)، باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة (2)، الآية (238)] (42)، الحديث (4533)، وفي 7/ 405، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب (19)، الحديث (4111). وفي 11/ 194، كتاب الدعوات (80)، باب الدعاء على المشركين (58)، الحديث (6396). ومسلم في الصحيح 1/ 437، كتاب المساجد (5)، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر (36)، الحديث (205/ 627).

4 - باب الأذان

مِنَ الحِسَان: 441 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الصَّلاةُ الوُسْطَى صَلاةُ العَصْرِ" (¬1). 442 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم "في قوله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (¬2) قال: تَشْهدُهُ مَلائكَةُ اللَّيْلِ ومَلائكَةُ النَّهارِ" (¬3). 4 - باب الأذان مِنَ الصِّحَاحِ: 443 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "ذَكَرُوا النَّارَ وَالنَّاقُوسَ، فَذَكَرُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، فَأُمِرَ بِلاَلٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ وَأَنْ يُوتِرَ الإِقَامَةَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 340، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في صلاة الوسطى (133)، الحديث (181)، وقال: (حديث حسن صحيح). وأخرجه مسلم بنحو حديث علي قبله في الصحيح 1/ 437، كتاب المساجد (5)، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر (36)، الحديث (206/ 628). (¬2) سورة الإسراء (17)، الآية (78). (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 474، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عه. والترمذي في السنن 5/ 302، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة بني إسرائيل (18)، الحديث (3135)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 220، كتاب الصلاة (2)، باب وقت صلاة الفجر (2)، الحديث (670). وبمعناه أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 137، كتاب الأذان (10)، باب فضل صلاة الفجر في جماعة (31)، الحديث (648). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 77، كتاب الأذان (10)، باب بدء الأذان (1)، الحديث (603). ومسلم في الصحيح 1/ 286، كتاب الصلاة (4)، باب الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة (2)، الحديث (3/ 378). واللفظ للبخاري. و (الناقوس) هي خثبة طويلة يضربها النصارى بأخرى أقصر منها لإعلام وقت الصلاة.

444 - قال أبو مَحْذُورة: "ألْقَى عليَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم التَّأْذينَ هو بِنَفْسِهِ، فقال: قل: اللَّه أكبرُ أكبرُ اللَّه أكبرُ اللَّه أكبرُ اللَّه أكبرُ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّه أشهدُ أنْ لا إله إلا اللَّه، أشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّه أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللَّه. ثمّ قال: ارجِعْ فمدَّ مِنْ صَوْتِكَ (¬1): أشهدُ أنْ لا إله إلا اللَّه أشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللَّه، أشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللَّه أشهدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّه، حيَّ على الصَّلاةِ حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفَلاح حيَّ على الفَلاح، اللَّه أكبرُ اللَّه أكبر، لا إله إلّا اللَّه" (¬2). مِنَ الحِسَان: 445 - قال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "كَانَ الأذانُ على عَهْدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، والإقامَةُ مَرَّةً مَرَّةً، غيرَ أنَّهُ يقولُ: قدْ قامَتِ الصَّلاةُ قَدْ قامَتِ الصَّلاة" (¬3). ¬

_ (¬1) في حاشية مخطوطة برلين: (وقل: أشهد. . .) وصححها الناسخ. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 287، كتاب الصلاة (4)، باب صفة الأذان (3)، الحديث (6/ 379)، وذكر في أوله: "اللَّه أكبر" مرتين فقط. قال النووي في شرح صحيح مسلم 4/ 81: (هكذا وقع هذا الحديث في صحيح مسلم في أكبر الأصول في أوله اللَّه أكبر مرتين فقط، ووقع في غير مسلم: اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر أربع مرات. قال القاضي عياض رحمه اللَّه: ووقع في بعض طرق الفارسي في صحيح مسلم أربع مرات). وأخرجه بلفظه التام: الشافعي في الأم 1/ 84، كتاب الصلاة، باب حكاية الأذان. وأبو داود في السنن 1/ 343، كتاب الصلاة (2)، باب كيف الأذان (28)، الحديث (503). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 6، كتاب الأذان (7)، باب كيف الأذان (5). وابن ماجه في السنن 1/ 234، كتاب الأذان (3)، باب الترجيع في الأذان (2)، الحديث (708). والدارقطني في السنن 1/ 233، كتاب الصلاة، باب في ذكر أذان أبي محذورة، الحديث (1). (¬3) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 270، كتاب الصلاة، باب الأذان مثنى مثنى والإقامة مرة. وأبو داود في السنن 1/ 350، كتاب الصلاة (2)، باب في الإقامة (29)، الحديث (510). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 21، كتاب الأذان (7)، باب =

446 - وعن أبي محذورة: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عَلَّمَهُ الأذانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كلمةً، والإقامةَ سَبْعَ عشْرَةَ كلمةً" (¬1). 447 - وعن أبي محذورة رضي اللَّه عنه قال: "قلتُ: يا رسولَ اللَّه علِّمْني سُنَّةَ الأذانِ، فذكَرَ الأذانَ وقال بعدَ قولهِ حيَّ على الفَلاحِ: فإن كانَ في صَلاةِ الصُّبحِ قُلتَ: الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، اللَّه أكبرُ اللَّه أكبرُ، لا إله إلّا اللَّه" (¬2). ¬

_ = كيف الإقامة (28). وابن خُزيمة في صحيحه 1/ 193، كتاب الصلاة، جماع أبواب الأذان والإقامة، باب ذكر الخبر المفسر لتثنية الأذان وإفراد الإقامة (37)، الحديث (374). وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (96)، كتاب المواقيت (5)، باب فيما جاء في الأذان (14)، الحديث (290). والدارقطني في السنن 1/ 239، كتاب الصلاة، باب ذكر الإقامة، الحديث (14). واللفظ لأبي داود. (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 3/ 409 و 6/ 401، في مسند أبي محذورة رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 271، كتاب الصلاة، باب الترجيع في الأذان. وأبو داود في السنن 1/ 342، كتاب الصلاة (2)، باب كيف الأذان (28)، الحديث (502). والترمذي في السنن 1/ 367، كتاب الصلاة (2)، باب الترجيع في الأذان (140)، الحديث (192) وقال: (حديث حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 4، كتاب الأذان (7)، باب كم الأذان من كلمة (4). وابن ماجه في السنن 1/ 35، كتاب الأذان (3)، باب الترجيع في الأذان (2)، الحديث (709). وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (95)، كتاب المواقيت (5)، باب فيما جاء في الأذان (14)، الحديث (288). والدارقطني في السنن 1/ 238، كتاب الصلاة باب ذكر الإقامة، الحديث (7). (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 340، كتاب الصلاة (2)، باب كيف الأذان (28)، الحديث (500). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 7، كتاب الأذان (7)، باب الأذان في السفر (6). وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (95)، كتاب المواقيت (5)، باب فيما جاء في الأذان (14)، الحديث (289).

448 - وعن بِلال رضي اللَّه عنه قال، قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تُثَوِّبَنَّ في شيءٍ مِنَ الصَّلاة إلَّا في صَلاةِ الفَجْرِ" (¬1) (ضعيف). 449 - وعن جابر: "أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال لبلال: إذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ، وإذا أَقَمت فاحْدُرْ، واجعلْ بينَ أذانِكَ وإقامَتك قَدْرَ ما يَفْرُغُ الآكِلُ مِنْ أَكلِهِ، والشَّارِب مِنْ شُرْبهِ، والمُعْتَصِرُ إذا دخلَ لِقضاءِ حاجتهِ، ولا تَقُومُوا حتَّى تَرَوْني [خَرَجْتُ] (¬2) " (¬3) (ضعيف). 450 - وقال: "مَنْ أذَّنَ فهو يُقيم" (¬4) رواه زياد بن الحارث الصُّدَائيّ. ¬

_ (¬1) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 378، كتاب الصلاة (2)، باب التثويب في الفجر (145)، الحديث (198) وقال: (حديث بلال لا نعرفه إلا من حديث أبي إسرائيل الملائي). وابن ماجه في السنن 1/ 237، كتاب الأذان (3)، باب السنة في الأذان (3)، الحديث (715). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 424، كتاب الصلاة، باب كراهية التثويب في غير أذان الصبح. و (التثويب): إعْلامٌ مَرّةً بعد أخرى. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من مخلوطة برلين، ولس عند الترمذي وابن عدي، والحاكم، والبيهقي. (¬3) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 373 - 374، كتاب الصلاة (2)، باب الترسل في الأذان (143)، الحديث (195) و (196). وأخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2649، في ترجمة يحيى بن مسلم البكاء. والحاكم في المستدرك 1/ 204، كتاب الصلاة، وقال الذهبي: (قال الدارقطني: عمرو بن فائد متروك) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 428، كتاب الصلاة، باب ترسيل الأذان. وترصل: أي تمهل وافصل الكلمات بعضها من بعض بسكتة خفيفة. واحدر: أي أسرع في التلفظ بها وصل بين الكلمات من غير درج ودمج. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 169، في مسند زياد بن الحارث الصدائي رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 352، كتاب الصلاة (2)، باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر (30)، الحديث (514). والترمذي في السنن 1/ 383 - 384، كتاب الصلاة (2)، باب من أذّن فهو يقيم (146)، الحديث (199). وابن ماجه في السنن 1/ 237، كتاب الأذان (3)، باب السنة في الأذان (3)، الحديث (717). والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 399، كتاب الصلاة، باب الرجل يؤذن ويقيم غيره.

5 - باب فضل الأذان وإجابة المؤذن

5 - باب فضل الأذان وإجابة المؤذّن مِنَ الصِّحَاحِ: 451 - عن معاوية رضي اللَّه عنه أنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "المؤذِّنُونَ أطولُ النَّاسِ أعناقًا يومَ القِيامَةِ" (¬1). 452 - عن أبي هريرة أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطُرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا. لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لاَ يَدْرِى كَمْ صَلَّى" (¬2). 453 - "لا يَسمعُ مَدَى صَوْتِ المؤذِّن جِنٌ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلّا شَهِدَ لهُ يومَ القيامَةِ" (¬3) رواه أبو سعيد الخُدَرِيّ رضي اللَّه عنه. 454 - وقال "إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولُوا مِثْلَ ما يقولُ، ثمَّ صَلُّوا عليَّ، فإنَّه مَنْ صَلَّى عليَّ صَلاةً صَلَّى اللَّه عليه بها عَشْرًا، ثمَّ سَلُوا اللَّه تعالى لي الوَسِيلَةَ، فإنَّها منزِلَةٌ في الجنَّةِ لا تَنْبَغِي إلّا لعبدٍ مِنْ عِبادِ اللَّه، وأرجو أنْ أكُونَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 290، كتاب الصلاة (4)، باب فضل الأذان (8)، الحديث (14/ 387). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 84 - 85 كتاب الأذان (10)، باب فضل التأذين (4)، الحديث (608). ومسلم في الصحيح 1/ 291 - 292، كتاب الصلاة (4)، باب فضل الأذان (8)، الحديث (19/ 389). و"التثويب" هنا الإقامة، والعامة لا تعرف التثويب إلا قول المؤذن في صلاة الفجر: "الصلاة خير من النوم" ومعنى التثويب: الإعلام بالشيء والإنذار بوقوعه (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 1/ 281، كتاب الصلاة، باب رفع الصوت بالأذان). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 87 - 888 كتاب الأذان (10)، باب رفع الصوت بالنداء (5)، الحديث (609).

أنا هُوَ، فَمَنْ سألَ في الوَسِيلَةَ حلَّتْ عليه الشَّفاعَةُ" (¬1) رواه عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. 455 - وقال عمر رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا قالَ المؤذِّنُ: اللَّه أكبرُ اللَّه أكبرُ، فقال أحدُكُم: اللَّه أكبرُ اللَّه أكبرُ، ثمَّ قالَ: أشهدُ أنْ لا إله إلّا اللَّه، قالَ: أشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللَّه، ثمّ قال: أشهدُ أنَّ مُحمدا رسولُ اللَّه، قال: أشهدُ أن مُحمدًا رسولُ اللَّه، ثمّ قال: حَيّ على الصَّلاة، قال: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّه، ثمّ قالَ: حَيّ على الفلاحِ، قال: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّه، ثمّ قال: اللَّه أكبرُ اللَّه أكبرُ، قال: اللَّه أكبرُ اللَّه أكبرُ، ثمّ قال: لا إله إلّا اللَّه، قال: لا إله إلّا اللَّه، خالصًا مِنْ قَلْبِهِ دخلَ الجَنَّةَ" (¬2). 456 - وقال: "مَنْ قالَ حِينَ يَسمعُ النِّداءَ: اللَّهمَّ ربَّ هذهِ الدَّعوة التَّامَّةِ والصَّلاةِ القائمةِ، آتِ مُحمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، [والدرجةَ الرفيعة] (¬3)، وابعثْهُ المقامَ المحمودَ الذي وعدْتَهُ، حلَّتْ لهُ شفاعَتِي يومَ القِيامَةِ" (¬4) رواه جابر. 457 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُغيرُ إذا طلعَ الفجرُ، وكانَ يستمِعُ الأذانَ، فإِنْ سَمِعَ أذانًا أمسكَ، وإلّا أغارَ، فسمِعَ رجُلًا يقولُ: اللَّه أكبرُ اللَّه أكبرُ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 88 - 289، كتاب الصلاة (4)، باب استحباب القول مثل قول المؤذن. . . (7)، الحديث (11/ 384). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (12/ 385) دون قوله: "خالصًا". (¬3) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 94، كتاب الأذان (10)، باب الدعاء عند النداء (8)، الحديث (614)، دون قوله: "والدرجة الرفيعة". وقال السخاوي في المقاصد الحسنة، ص (212)، الحديث (484): (الدرجة الرفيعة، المدرج فيما يقال بعد الأذان، لم أره في شيء من الروايات).

عليه وسلم: على الفِطْرَةِ. ثمّ قال: أشهدُ أنْ لا إله إلّا اللَّه. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: خرجْتَ مِنَ النَّارِ" فنظرُوا فإذا هو رَاعِي مِعْزَى (¬1). 458 - عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ قالَ حِينَ يَسْمَعُ المؤذِّنَ: أشهدُ أنْ لا إله إلّا اللَّه وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسوُلُهُ، رَضيتُ باللَّه ربًّا وبمُحَمَّدٍ رسولًا وبالإِسلام دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ" (¬2). 459 - وقال: "بَيْنَ كُل أذانَيْنِ صَلاةٌ، بينَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ -ثم قال في الثالثة:- لِمَنْ شاء" (¬3) رواه عبد اللَّه بن مُغفل. مِنَ الحِسَان: 460 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الأئمَّةُ ضُمناء، والمؤذِّنُونَ أُمناء فأرشدَ اللَّه الأئمةَ وغَفَرَ للمؤذِّنين" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 288، كتاب الصلاة (4)، باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان (6)، الحديث (9/ 382). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 290، كتاب الصلاة (4)، باب استحباب القول مثل قول المؤذن. . . (7)، الحديث (13/ 386). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 110، كتاب الأذان (10)، باب بين بين كل أذانين صلاة لمن شاء (16)، الحديث (627). ومسلم في الصحيح 1/ 573، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب بين كل أذانين صلاة (56)، الحديث (304/ 838). (¬4) أخرجه الشافعي بلفظه في الأم 1/ 87، كتاب الصلاة، باب اجتزاء المرء بأذان غيره. وبلفظ: "الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذِّنين" أخرجه: أحمد في المسند 1/ 462، 472، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 356، كتاب الصلاة (2)، باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت (32)، الحديث (517) و (518). والترمذي في السنن 1/ 402، كتاب الصلاة (2)، باب الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن (153)، الحديث (207). وفي رواية لأحمد في =

461 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ أَذَّنَ سَبْعَ سِنينَ مُحتسِبًا كُتِبَ له براءَة مِنَ النَّار" (¬1) 462 - وقال: "يعجَبُ ربُّكَ مِنْ راعي غَنَم في رأْسِ شَظِيَّةٍ للجبل يُؤَذِّنُ بالصَّلاةِ، ويُصلِّي، فيقولُ اللَّه عزَّ وجلَّ: انظُروا إلى عَبْدي هذا، يُؤذِّن ويُقيمُ الصَّلاة، يخافُ منِّي، قدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وأدخلْتُهُ الجنَّةَ" (¬2) رواه عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه. 463 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "ثلاثةٌ على كُثبانِ المِسْكِ يومَ القِيامَةِ عبدٌ أدَّى حقَّ اللَّه تعالى وحقَّ مَوْلَاهُ، ورجلٌ أمَّ قَوْمًا وهُمْ بِهِ راضُونَ، ورجلٌ يُنادي بالصَّلواتِ الخمسِ كُلَّ يومٍ وليلةٍ" (¬3) رواه ابن عمر (غريب). 464 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ = المسند 2/ 419: "الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشدَ اللَّه الأئمة وغفر للمؤذنين" صححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (158)، كتاب المواقيت (5)، باب الإمامة (33)، الحديث (363). (¬1) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 400، كتاب الصلاة (2)، باب فضل الأذان (152)، الحديث (206). وابن ماجه في السنن 1/ 240، كتاب الأذان (3)، باب فضل الأذان وثواب المؤذنين (5)، الحديث (727). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 157، في مسند عقبة بن عامر الجهني رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 2/ 9، كتاب الصلاة (2)، باب الأذان في السفر (272)، الحديث (1203). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 20، كتاب الأذان (7)، باب الأذان لمن يصلي وحده (26). و (الشظيّة) الصخرة العظيمة. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 26 في مسند عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما. والترمذي في السنن 4/ 355، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في فضل الملوك الصالح (54)، الحديث (1986)، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سفيان الثوري. و (الكثبان): ما ارتفع من الرمل، كالتلّ الصغير.

وسلم أنّه قال: "المؤذِّنُ يُغْفَرُ لهُ مدَى صَوْتهِ، ويَشْهَدُ له كُلُّ رَطْبٍ ويابسٍ، وشاهِدُ الصَّلاةِ يُكتَبُ له خَمْسٌ وعِشْرُونَ صلاةً، ويُكَفَّرُ عنه ما بينهُما" (¬1). 465 - وقال عثمان بن أبي العاص رضي اللَّه عنه: "قلتُ: يا رسولَ اللَّه اجعلْني إمامَ قَوْمِي. قال: أنْتَ إمامُهُم، واقْتَدِ بأضعفِهِم، واتخِذْ مؤذِّنًا لا يأخُذُ على أذانِهِ أجرًا" (¬2). 466 - وقالت أمُّ سلمة رضي اللَّه عنها: "عَلَّمني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ أقولَ عِنْدَ أذانِ المغرِبِ: اللَّهُمَّ هذا إقبالُ لَيْلِكَ، وإدْبَارُ نهارِكَ، وأصْواتُ دُعاتِكَ، فاغْفِر لي" (¬3). 467 - ورُوي: "أنَّ بِلالًا رضي اللَّه عنه أخذَ في الإقامة، فلمَّا أنْ قالَ: قدْ قامَتِ الصَّلاةُ. قالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أقامَها اللَّه وأدامَها. ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 411، 429، 461، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 353 - 355، كتاب الصلاة (2)، باب رفع الصوت بالأذان (31)، الحديث (515). والنسائي الى قوله: "كل رطب ويابس" في المجتبى من السنن 2/ 13، كتاب الأذان (7)، باب رفع الصوت بالأذان (14). وابن ماجه في السنن 1/ 240، كتاب الأذان (3)، باب فضل الأذان وثواب المؤذنين (5)، الحديث (724). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (96)، كتاب المواقيت (5)، باب فضل الأذان (15)، الحديث (292). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 217، في مسند عثمان بن أبي العاص رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 1/ 363، كتاب الصلاة (2)، باب أخذ الأجر على التأذين (40)، الحديث (531). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 23، كتاب الأذان (7)، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجرًا (32). والحاكم في المستدرك 1/ 199، كتاب الصلاة، وقال: (على شرط مسلم). (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 362، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول عند أذان المغرب (39)، الحديث (530). والترمذي في السنن 5/ 574، كتاب الدعوات (49)، باب دعاء أم سلمة (127)، الحديث (3589). والحاكم في المستدرك 1/ 199، كتاب الصلاة، باب الدعاء عند أذان المغرب، وقال: (حديث صحيح). وأقره الذهبي.

وقالَ في سائرِ الإقامةِ: كنحوِ حديثِ عمر في الأذانِ" (¬1). 468 - عن أنس أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يُرَدُّ الدُّعاءُ بينَ الأذانِ والإقامَةِ" (¬2). 469 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "ثِنْتَانِ لا تُرَدانِ: الدُّعاءُ عندَ النِّداء وعِندَ البأْسِ حينَ يَلحَمُ بعضُهم بعضًا" (¬3) ويُروى: "وتحتَ المَطَرِ" (¬4) رواه سهل بن سعد. 470 - وقال عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه: "قالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّه إنَّ المؤذِّنينَ يفضُلونَنَا. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: قُلْ كما يقولونَ، فإذا انْتَهيْتَ فسَلْ تُعْطَ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود عن أبي أمامة، أو عن بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في السنن 1/ 361 - 362، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول إذا سمع الإقامة (37)، الحديث (528)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 411، كتاب الصلاة، ما يقول إذا سمع الإقامة. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 3/ 119، 155، 225، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 358 - 359، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة (35)، الحديث (521). والترمذي في السنن 1/ 416، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة (158)، الحديث (212)، وقال: (حديث حسن صحيح). والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 168، باب الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة، الحديث (67 - 70). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (97)، كتاب المواقيت (5)، باب فضل الأذان (15)، الحديث (296). (¬3) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 272، كتاب الصلاة، باب الدعاء عند الأذان. وأبو داود في السنن 3/ 45، كتاب الجهاد (9)، باب الدعاء عند اللقاء (41)، الحديث (2540). والحاكم في المستدرك 1/ 198، كتاب الصلاة، وقال: (هذا حديث ينفرد به موسى بن يعقوب) وأقره الذهبي. و (يلحم) أي يقتل. (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر السابق، ولفظه: "ووقت المطر". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 360 كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول إذا سمع المؤذن (36)، الحديث (524). والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 157، باب الترغيب في المسألة إذا قال مثل ما يقول المؤذن، الحديث (44)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي =

فصل

فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 471 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ بلالًا يُنادي بليلٍ، فكُلوا واشربُوا حتى يُنادي ابنُ أُمِّ مَكْتُوم" (¬1). 472 - وقال: "لا يَمنعنَّكُمْ مِنْ سُحورِكُم أذانُ بلالٍ ولا الفجرُ المُستَطِيلُ، ولكن المُسْتَطِيرُ في الْأُفُق" (¬2) رواه سَمُرة بن جُنْدب. 473 - وقال مالك بن الحُويرِث رضي اللَّه عنه: "قدمتُ على رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنا وابنُ عمٍّ لي، فقال لنا: إذا سافَرْتُما فأَذِّنا، وأقِيما، ولْيُؤمَّكُما أكْبَرُكُما" (¬3). ¬

_ = في موارد الظمآن، ص (96)، كتاب المواقيت (5)، باب فضل الأذان (15)، الحديث (295). (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 99، كتاب الأذان (10)، باب أذان الأعمى (11)، الحديث (617)، وفي 2/ 101، باب الأذان بعد الفجر (12)، الحديث (620). ومسلم في الصحيح 2/ 768، كتاب الصيام (13)، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر. . . (8)، الحديث (38/ 1092). واللفظ للبخاري. وفي هذا الحديث جواز الأذان قبل طلوع الفجر، واستحباب أذان واحد بعد واحد، وذلك في رمضان. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 770، كتاب الصيام (13)، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر. . . (8)، الحديث (43/ 1094) بلفظ مقارب. وبلفظه التام أخرجه الترمذي في السنن 3/ 86، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في بيان الفجر (15)، الحديث (706)، وقال: (حديث حسن). والمستطيل: أي الكاذب. والمستطير: أي المنتشر المعترض (القاري، المرقاة 1/ 435). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 110، كتاب الأذان (10)، باب من قال: ليُؤذِّن في السفر مؤذن واحد (17)، الحديث (628)، وفي 2/ 111، باب الأذان للمسافر (18)، الحديث (630) و (631)، وفي 6/ 53، كتاب الجهاد (56)، باب سفر الاثنين (42)، الحديث (2848). ومسلم في الصحيح 1/ 466، كتاب المساجد (5)، باب من أحق بالإمامة (53)، الحديث (293/ 674).

474 - وعنه أنّه قال: "صَلُّوا كما رأيْتُمُوني أُصلِّي، وإذا حَضَرتِ الصَّلاةُ فلْيُؤَذِّنْ لكُمْ أحدُكُمْ ثمَّ لِيَؤمُّكُمْ أكبرُكُمْ" (¬1). 475 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حِينَ قفلَ مِنْ خَيْبَرَ سارَ ليلةً، حتَّى إذا أدركَهُ الكَرَى عرَّسَ، ونامَ هو وأصحابُهُ، فلمْ يستيقِظْ أحدٌ مِنَ الصَّحابَةِ حتى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ، فكانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَوَّلُهُمْ استِيقاظًا، فقال: اقتادوا، فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شيئًا ثمَّ تَوَضَّأَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأمرَ بلالًا فأقامَ الصَّلاةَ، فصلَّى بهِمُ الصُّبْحَ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قال: مَنْ نَسِيَ الصَّلاة فَلْيصَلِّها إذا ذكرَها، فإنَّ اللَّه تعالى قال: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} (¬2) " (¬3). 476 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ فلا تقُومُوا حتَّى تَرَوْنِي خَرَجْتُ" (¬4) رواه أبو قتادة. 477 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ولم: "إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ فلا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوها تَمْشُون وعلَيْكُمُ ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 111، كتاب الأذان (10)، باب الأذان للمسافر (18)، الحديث (631). وفي 10/ 438، كتاب الأدب (78)، باب رحمة الناس والبهائم (27)، الحديث (6008). (¬2) سورة طه (20)، الآية (14). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 471، كتاب المساجد (5)، باب قضاء صلاة الفائتة (55)، الحديث (309/ 680). والكرى: بفتح الكاف النعاس وقيل النوم، والتعريس نزول المسافرين آخر الليل للنوم والاستراحة (النووي، شرح صحيح مسلم 5/ 182). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 119، كتاب الأذان (10)، باب متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة (22)، الحديث (637) دون قوله: "خرجت". ومسلم في الصحيح 1/ 422، كتاب المساجد (5)، باب متى يقوم الناس للصلاة (29)، الحديث (156/ 604).

6 - باب المساجد ومواضع الصلاة

السَّكينَة، فما أدْرَكْتُمْ فصلُّوا، وما فاتَكُمْ فأتِمُّوا" (¬1) ويُروى: "فإنَّ أحدَكُمْ إذا كانَ يَعْمِدُ إلى الصَّلاةِ فهو في صَلاةٍ" (¬2) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه (¬3). 6 - باب المساجد ومواضع الصلاة مِنَ الصِّحَاحِ: 478 - قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "لما دَخَلَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم البيت دَعا في نواحيهِ كُلِّها ولم يُصَلِّ حتى خرجَ. فلمَّا خرجَ ركعَ ركعَتَيْنِ فىِ قُبُلِ الكَعْبَةِ وقال: هذِهِ القبلةُ" (¬4). 479 - وقال عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دخلَ الكعبةَ هو وأُسامَةُ بن زَيْدٍ وعُثْمَانُ بنُ طَلحةَ الحَجَبيُّ وبلالُ بن رَباح، فأغلقَها عليه ومكثَ فيها. فسألتُ بلالًا حينَ خرجَ: ماذا صنعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ قال: جَعَلَ عَمودًا عن يسارِهِ وعَمودَيْنِ عن يمينِهِ وثلاثةَ أعمدةٍ وراءَهُ، ثمَّ صلَّى" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 390، كتاب الجمعة (11)، باب المشي إلى الجمعة (18)، الحديث (908). ومسلم في الصحيح 1/ 420 - 421، كتاب المساجد (5)، باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة (28)، الحديث (151/ 602). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (152/ 602). (¬3) اكتفى المصنف في هذا الفصل بالصحاح ولم يورد من الحسان شيئًا. (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 501، كتاب الصلاة (8)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة (2) الآية (125)] (30)، الحديث (398). وأخرجه مسلم عن ابن عباس عن أسامة بن زيد رضي اللَّه عنهما في الصحيح 2/ 968، كتاب الحج (15)، باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره (68)، الحديث (395/ 1330). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 578، كتاب الصلاة (8)، باب الصلاة بين السَّواري في غير جماعة (96)، الحديث (505). ومسلم في الصحيح 2/ 966، كتاب الحج (15)، باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره (68)، الحديث (388/ 1329). وقد صلّى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذه الكيفية في غير جماعة، ولو صلاها بجماعة لانقطعت الصفوف، وتوحيدها مطلوب.

480 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "صَلاةٌ في مسجِدي هذا خيرٌ مِنْ ألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ إلَّا المسجدَ الحرامِ" (¬1). 481 - وقال: "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجِدَ: المسجِدِ الحرامِ، والمسجِدِ الأقصى، ومسجِدِي هذا" (¬2) رواه أبو سعيد الخُدْرِيّ رضي اللَّه عنه. 482 - وعن أبي هريرة (¬3) رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "ما بينَ بَيتي ومِنبَري رَوضةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي على حَوْضِي" (¬4). 483 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأتي مسجِدَ قُباءٍ كُلَّ سَبْتٍ ماشِيًا وراكبًا فيُصلِّي فيهِ ركعتَيْنِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 63، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (20)، باب (1)، الحديث (1190). ومسلم في الصحيح 2/ 1012، كتاب الحج (15)، باب فضل الصلاة بمسجدَي مكة والمدينة (94)، الحديث (505/ 1394). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 70، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (20)، باب مسجد بيت المقدس (6)، الحديث (1197). ومسلم في الصحيح 2/ 976، كتاب الحج (15)، باب سفر المرأة مع محرم الى حج وغيره (74)، الحديث (415/ 827). (¬3) تأخر اسم الراوي عقب الحديث في مخطوطة برلين. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 70، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (20)، باب فضل ما بين القبر والمنبر (5)، الحديث (1196). ومسلم في الصحيح 2/ 1011، كتاب الحج (15)، باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة (92)، الحديث (502/ 1391). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 69؛ كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (20)، باب من أتي مسجد قباء كل سبت (3)، الحديث (1193) وباب إتيان =

484 - وقال: "أحبُّ البلادِ إلى اللَّه تعالى مسَاجِدُها، وأبغضُ البلادِ إلى اللَّه تعالى أسواقُها" (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 485 - وقال: "مَنْ بَنَى للَّه تعالى مسجِدًا بَنَى اللَّه لهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ" (¬2) رواه عثمان رضي اللَّه عنه. 486 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال [رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬3): "مَنْ غَدا إلى المسجدِ أو رَاحَ، أعدَّ اللَّه لهُ نُزُلَهُ مِنَ (¬4) الجَنَّةِ كُلَّما غَدا أو راحَ" (¬5). 487 - وقال: "أعظمُ النّاسِ أجْرًا في الصَّلاةِ أبعَدُهُمْ فأبعَدُهُمْ مَمْشًى، والذي يَنتظِرُ الصَّلاةَ حتّى يُصَلِّيها مع الإمام أعظمُ أجرًا مِنَ الذي يُصَلِّي ثمَّ ينامُ" (¬6) رواه أبو موسى رضي اللَّه عنه. ¬

_ = مسجد قباء ماشيًا وراكبًا (4)، الحديث (1194). ومسلم في الصحيح 2/ 1016 - 1017، كتاب الحج (15)، باب فضل مسجد قُباء (97)، الحديث (516/ 1399) و (521/ 1399). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 464، كتاب المساجد (5)، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح، وفضل المساجد (52)، الحديث (288/ 671). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 544، كتاب الصلاة (8)، باب من بنى مسجدًا (65)، الحديث (450). ومسلم في الصحيح 1/ 378، كتاب المساجد (5)، باب فضل بناء المساجد (4)، الحديث (24/ 533). (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وقد تأخر اسم الراوي في مخطوطة برلين عقب الحديث. (¬4) في مخطوطة برلين (في)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 148، كتاب الأذان (10)، باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح (37)، الحديث (662). ومسلم في الصحيح 1/ 463، كتاب المساجد (5)، باب المشي الى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات (51)، الحديث (285/ 669). (¬6) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 137، كتاب الأذان (10)، باب فضل =

488 - وقال جابر: "أرادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنتقِلُوا قُرْبَ المسجدِ. فقال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا بَني سَلِمَةَ دِيارَكُم، تُكْتَبْ آثارُكُمْ، دِيارَكُمْ، تُكْتَبْ آثارُكم" (¬1). 489 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "سبعةٌ يُظلُّهُمُ اللَّه في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلَّهُ: إمامٌ عادلٌ، وشابٌ نشأَ في عِبادَةِ اللَّه تعالى، ورجُلٌ قلبُهُ مُعلَّقٌ بالمسجِدِ إذا خَرَجَ مِنْهُ حتَّى يَعودَ إليه، ورجُلاَنِ تحابَّا في اللَّه اجتَمَعَا عليهِ، وتفرَّقا عليه، ورجُلٌ ذكرَ اللَّه تعالى خالِيًا ففاضَتْ عَيْنَاهُ، ورجُلٌ دَعَتْهُ امرأَةٌ ذاتُ حَسَبٍ وجَمالٍ فقال: إنِّي أخافُ اللَّه، ورجُلٌ تَصَدَّقَ بصدَقَةٍ فاخْفاهَا حتَّى لا تعلمَ شِمالُهُ ما تُنْفِقُ يمينُهُ" (¬2). 490 - وقال: "صلاةُ الرجلِ في الجماعةِ تُضَعَّفُ على صلاتِهِ في بيتِهِ وفي سُوقهِ خَمْسُا (¬3) وعشرينَ ضِعفًا، وذلكَ أنَّهُ إذا تَوَضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ، ثمَّ خرجَ إلى المسجد لا يُخرجُهُ إلَّا الصَّلاةُ، لم يَخْطُ خُطوةً إلّا رُفِعَتْ له بها ¬

_ = صلاة الفجر في جماعة (31)، الحديث (651). ومسلم في الصحيح 1/ 460، كتاب المساجد (5)، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد (50)، الحديث (277/ 662). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 462، كتاب المساجد (5)، باب فضل كثرة الخطا الى المساجد (50)، الحديث (280/ 665). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 143، كتاب الأذان (10)، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد (36)، الحديث (660)، وفي 3/ 292 - 293، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة باليمين (16)، الحديث (1423)، وفي 12/ 112، كتاب الحدود (86)، باب فضل من ترك الفواحش (19)، الحديث (6806). ومسلم في الصحيح 2/ 715 - 716، كتاب الزكاة (12)، باب فضل اخفاء الصدقة (30)، الحديث (91/ 1031). ولفظهما: ". . . ذات منصب وجمال. . . " (¬3) في المطبوعة: (خمسة)، وما أثبتناه من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ البخاري.

درجةٌ وحُطَّ عنهُ خَطيئةٌ، فإذا صَلَّى لمْ تَزَلِ الملائكةُ تُصَلِّي عليهِ ما دامَ في مُصَلَّاهُ" وقال: "لا يزالُ أحدُكُم في صَلاةٍ ما دامَ ينتظِرها، ولا تزالُ الملائكَةُ تُصلِّي على أحدِكُمْ ما دامَ في المسجِدِ تقول: اللَّهمَّ اغفِرْ له اللَّهمَّ ارحَمْهُ ما لمْ يُحدِثْ" (¬1). 491 - وقال: "إذا دَخَلَ أحدُكُمُ المسجِدَ فليَقُلْ: اللَّهُمَّ افتَحْ لي أبوابَ رَحمَتِكَ، وإذا خرجَ فليَقُل: اللَّهمَّ إني أسالُكَ مِنْ فَضْلِكَ" (¬2). 492 - وقال: إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قبلَ أنْ يَجْلِسَ" (¬3). 493 - وقال كعب بن مالك رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لا يَقْدُمُ مِنْ سفرٍ إلَّا نهارًا في الضُّحى، فإذا قَدِمَ بدأَ بالمسجِدِ فصلَّى فيهِ ركعَتَيْنِ ثَمَّ جلسَ فيه" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 131، كتاب الأذان (10)، باب فضل صلاة الجماعة (30)، الحديث (647)، وفي 4/ 338 - 339، كتاب البيوع (34)، باب ما ذُكر في الأسواق (49)، الحديث (2119). ومسلم في الصحيح 1/ 459، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة (49)، الحديث (272/ 649) و (274/ 649). (¬2) أخرجه مسلم عن أبي حُميد -أو عن أبي أسيد- في الصحيح 1/ 494، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب ما يقول إذا دخل المسجد (10)، الحديث (68/ 713). (¬3) متفق عليه من رواية أبي قتادة السَّلَمي رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 537، كتاب الصلاة (8)، باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين (60)، الحديث (444). ومسلم في الصحيح 1/ 495، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب استحباب تحية المسجد بركعتين (11)، الحديث (69/ 714). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 193، كتاب الجهاد (56)، باب الصلاة إذا قدم من سفر (198)، الحديث (3088). ومسلم في الصحيح 1/ 496، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر أول قدومه (12)، الحديث (74/ 716) واللفظ له.

494 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ سَمِعَ رجُلًا ينشُدُ ضالَّةً في المسجدِ فَلْيَقُلْ: لا رَدَّها اللَّه عليكَ فإنَّ المساجِدَ لمْ تُبْنَ لهذا" (¬1). 495 - وقال: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هذِهِ الشَّجرةِ المنْتَنِةَ فلا يَقْرَبَنَّ مسجِدَنَا، فإنَّ الملائكَةَ تتاذَّى ممَّا يَتَأَذَّى منهُ الإِنسُ" (¬2). 496 - وقال: "البُزاقُ في المسجِدِ خَطيئةٌ، وكفَّارتُها دَفْنُها" (¬3). 497 - وقال: "عُرِضَتْ عليَّ أعمالُ أُمَّتِي حَسَنُها وسيِّئُها، فوجدتُ في محاسِنِ أعمالِها الْأَذَى يُماطُ عنِ الطَّريقِ، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النُّخَاعةَ تكونُ في المسجدِ لا تُدْفَنُ" (¬4). 498 - وقال: "إذا قامَ أحدُكُمْ إلى الصَّلاةِ فلا يبصُقْ عن يَسارِهِ أو تحتَ قدمِهِ فَيَدْفِنُها" (¬5) وفي رواية: "أو تحتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 397، كتاب المساجد (5)، باب النهي عن نشد الضالة في المسجد (18)، الحديث (79/ 568). (¬2) متفق عليه من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 339، كتاب الأذان (10)، باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكُرّاث (160)، الحديث (854) و (855). ومسلم في الصحيح 1/ 394، كتاب المساجد (5)، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أو نحوها (17)، الحديث (72/ 564) واللفظ له. (¬3) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 511، كتاب الصلاة (8)، باب كفارة البزاق في المسجد (37)، الحديث (415). ومسلم في الصحيح 1/ 390، كتاب المساجد (5)، بات النهي عن البصاق في المسجد (13)، الحديث (55/ 552). (¬4) أخرجه مسلم عن أبي ذَرّ رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 390، كتاب المساجد (5)، باب النهي عن البصاق في المسجد (13)، الحديث (57/ 554). و (النخاعة): البصاق. (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 512، كتاب الصلاة (8)، باب دفن النخامة في المسجد (38)، الحديث (416). ومسلم في الصحيح 1/ 389، كتاب المساجد (5)، باب النهي عن البصاق في المسجد (13)، الحديث (53/ 550). (¬6) متفق عليه من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنهما، أخرجه:=

499 - وقال: "لَعنةُ اللَّه على اليَهودِ والنَّصارَى اتَّخَذُوا قُبورَ أنبيائهم مَساجِدَ" (¬1). 500 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "ألا فلا تَتَّخِذُوا القُبُورَ مساجِدَ، إنِّي أنهاكُمْ عَنْ ذلك" (¬2). 501 - وقال: "اجْعَلُوا في بُيوتِكُمْ مِنْ صَلاتِكُمْ، ولا تَتَّخِذُوهَا قُبورًا" (¬3). مِنَ الحِسَان: 502 - [عن أبي أُمامة الباهلي رضي اللَّه عنه: "أنَّ حِبرًا مِنَ اليهودِ سألَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم: أيُّ البقاعِ خيرٌ؟ فسكتَ عنه، وقال: أَسكُتُ حتَّى يجيء جبريلُ. فسكتَ، ثمَّ جاءَ جبريلُ، فسأَلَهُ، فقال: ما المسؤولُ عنها بأعلَمَ مِنَ السَّائِلِ، ولكِنْ أسالُ رَبِّي تباركَ وتعالى. ثمَّ قال جَبريلُ: يا مُحَمَّدُ إنِّي دَنَوْتُ مِنَ اللَّه دُنُوًّا ما دَنَوْتُ مثله قطّ. قال: كيفَ كانَ ¬

_ = البخاري في الصحيح 1/ 509، كتاب الصلاة (8)، باب حك المخاط بالحصى من المسجد (34)، الحديث (408) و (409). ومسلم في المصدر السابق، الحديث (52/ 548). (¬1) متفق عليه من رواية عائشة وعبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 140، كتاب المغازي (64)، باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته (83)، الحديث (4443) و (4444). ومسلم في الصحيح 1/ 377، كتاب المساجد (5)، باب النهي عن بناء المساجد على القبور (3)، الحديث (22/ 531). (¬2) أخرجه مسلم عن جُندب رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 378، كتاب المساجد (5)، باب النهي عن بناء المساجد على القبور (3)، الحديث (23/ 532). (¬3) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 528 - 529، كتاب الصلاة (8)، باب كراهية الصلاة في المقابر (52)، الحديث (432). ومسلم في الصحيح 1/ 538، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (29)، الحديث (208/ 777).

يا جِبريلُ؟ قال: كانَ بيني وبينَهُ سبعونَ ألفَ حِجابٍ مِنْ نُورٍ، فقالَ: شَرُّ البِقاعِ أسواقُها، وخيرُ البقاعِ مساجِدُها" (¬1)] (¬2). 503 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ما بينَ المشرقِ والمغربِ قِبلةٌ" (¬3). 504 - وقال طَلْق بن علي: "خرجْنَا وَفْدًا إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فبايعناهُ، وصَلَّيْنَا معهُ، وأخبَرْنَاهُ أنَّ بأرضِنا بيعةً لنا. فقال: إذا أتيتُمْ أرضَكُمْ فاكسرُوا بِيعَتَكُمْ وانضَحُوا مَكانَها بهذا الماءِ واتَّخِذُوهَا مسجِدًا" (¬4). ¬

_ (¬1) عزاه السيوطي في الجامع الكبير 2/ 625 - 626 في مسند أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه عنه لابن زنجويه. وقد أخرجه عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما: أبو يعلى الموصلي على ما ذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 1/ 135 - 136، كتاب صفة الصلاة، باب بناء المساجد وتوسيعها، الحديث (500). وأخرجه ابن حبان في صحيحه 3/ 95، كتاب الصلاة، باب المساجد، الحديث (1590). والطبراني في المعجم الكبير على ما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 6، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد. وصححه الحاكم في المستدرك 2/ 7 - 8 كتاب البيوع، باب إن خير البقاع المساجد. . .، وأقره الذهبي. وعن جبير بن مطعم أخرجه البزار في مسنده، أورده الهيثمي في كشف الأستار 2/ 81، كتاب البيوع، باب ما جاء في الأسواق، الحديث (1252). (¬2) هذا الحديث من المطبوعة وليس في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه: الترمذي في السنن 2/ 173، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء أن ما بين المشرق والمغرب قبلة (256)، الحديث (344) وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 323، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب القبلة (56)، الحديث (1011). وفي هذا الحديث تحديد لقبلة أهل المدينة، وليس عامًا. (¬4) أخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 38 - 39، كتاب المساجد (8)، باب اتخاذ البيع مساجد (11)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (98)، كتاب المواقيت (5)، باب ما جاء في المساجد (16)، الحديث (304). و"انضحوا": رُشّوا.

505 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "أمرَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ببناءِ المساجِدِ في الدُّورِ، وأنْ تُنَطَّفَ وتُطَيَّبَ" (¬1). 506 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما أُمِرْتُ بتشييدِ المساجِدِ -قال ابن عباس- لَتُزَخْرِفُنَّها كما زَخْرَفَتِ اليهودُ والنَّصارى" (¬2). 507 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ مِنْ أشراطِ السَّاعةِ أنْ يَتَبَاهى النَّاسُ في المساجِدِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 314، كتاب الصلاة (2)، باب اتخاذ المساجد في الدور (13)، الحديث (455). والترمذي في السنن 2/ 489 - 490، كتاب الصلاة (2)، باب ما ذكر في تطييب المساجد (417)، الأحاديث (494 - 496). وابن ماجه في السنن 1/ 250، كتاب المساجد (4)، باب تطهر المساجد وتطييبها (9)، الحديث (758). وابن خزيمة في صحيحه 2/ 270، كتاب الصلاة، جماع أبواب فضائل المساجد، باب الأمر ببناء المساجد في الدور (574)، الحديث (1294). وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (98)، كتاب المواقيت (5)، باب ما جاء في المساجد (16)، الحديث (306). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 310، كتاب الصلاة (2)، باب في بناء المسجد (12)، الحديث (448). وأخرج البخاري قول ابن عباس تعليقًا في الصحيح 1/ 539، كتاب الصلاة (8)، باب بنيان المساجد (62). (¬3) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 327، كتاب الصلاة، باب في تزويق المساجد. وأبو داود في السنن 1/ 311، كتاب الصلاة (2)، باب في بناء المسجد (12)، الحديث (449). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 32، كتاب المساجد (8)، باب المباهاة في المسجد (2). وابن ماجه في السنن 1/ 244، كتاب المساجد (4)، باب تشييد المساجد (2)، الحديث (739). وابن خزيمة في صحيحه 2/ 281 - 282، كتاب الصلاة، جماع أبواب فضائل المساجد، باب من أشراط الساعة التباهي في المساجد (596)، الحديث (1322). وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (99)، كتاب المواقيت (5)، باب المباهاة في المساجد (17)، الحديث (308). واللفظ للنسائي وابن خزيمة.

508 - وقال: "عُرِضَتْ عليَّ أُجُورُ أُمَّتي حتَّى القَذَاةَ يُخرِجُها الرجُلُ مِنَ المسجِدِ، وعُرِضَتْ عليَّ ذُنُوبُ أُمَّتي، فلمْ أَر ذنبًا أعظمَ مِنْ سورَةٍ مِنَ القُرآنِ أو آيةٍ أُوتيها رجلٌ ثمَّ نَسِيَها" (¬1). 509 - وقال: "بَشِّر المشَّائينَ بالظُلَمِ الى المساجِدِ بالنُّور التَّامِّ يومَ القِيامَةِ" (¬2). 510 - وقال: "إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن اللَّه يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (¬3) " (¬4). 511 - وقال عُثمان بن مَظْعُون رضي اللَّه عنه: "يا رسولَ اللَّه ائذَنْ لنا في الاخْتِصَاءِ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ليسَ مِنَّا مَنْ خَصَى ولا مَنِ اخْتَصَى، إنَّ خِصَاءَ أُمَّتِي الصِّيامُ. فقال: ائذَنْ لنا في السِّياحَةِ فقال: ¬

_ (¬1) أخرجه عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 1/ 316، كتاب الصلاة (2)، باب في كنس المسجد (16)، الحديث (461). والترمذي في السنن 5/ 178 - 179، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (19)، الحديث (2916) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. و (القذاة): ما يقع في العين. (¬2) أخرجه عن بُرَيْدة الأسلَميّ رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 1/ 379، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في المشي الى الصلاة في الظلام (50)، الحديث (561). والترمذي في السنن 1/ 435، كتاب الصلاة (2)، باب فضل العشاء والفجر في الجماعة (165)، الحديث (223). (¬3) سورة التوية (9)، الآية (18). (¬4) أخرجه عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 68، 76، في مسند أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 278، كتاب الصلاة، باب المحافظة على الصلوات. والترمذي في السنن 5/ 12، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء في حرمة الصلاة (8)، الحديث (2617)، وفي 5/ 277، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "ومن سورة التوبة" (10)، الحديث (3093)، وقال: (حديث حسن غريب). وابن ماجه في السنن 1/ 263، كتاب المساجد (4)، باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة (19)، الحديث (802). واللفظ للترمذي و (يتعاهد): يخدم، وقيل يتردَّد.

إنّ سياحَةَ أُمَّتِي الجِهادُ في سَبيلِ اللَّه. فقال: ائذَنْ لنا في التَّرَهُّبِ. فقالَ: إنَّ تَرَهُّبَ أُمَّتِي الجُلُوسُ في المساجِدِ انتِظارَ الصَّلاةِ" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه البغوي بسنده المتصل بهذا اللفظ في شرح السنة 2/ 370، كتاب الصلاة، باب فضل القعود في المسجد، الحديث (484) من حديث سعد بن مسعود الصحابي رضي اللَّه عنه "أن عثمان بن مظعون أتى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه! ائذن لنا في الاختصاء. . . " ولم أجده عند أحد من أصحاب الأصول بهذا الإسناد، وسنده فيه مقال على ما ذكره ميرك (القاري، المرقاة 1/ 461) ويعني ميرك بذلك "رِشْدِين بن سعد" و"ابن أَنْعُم الإفريقي" أما "رِشْدِين بن سَعد" فذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 2/ 49 ونقل قول أحمد: (لا يُبالي عمّن رَوَى، وليس به بأس في الرقاق، وقال: أرجو أنه صالح الحديث). وأما "ابن أنعم" فذكره الذهبي أيضًا في الميزان 2/ 561 وقال: (كان البخاري يقويّ أمره، ولم يذكره في كتاب الضعفاء). • وحديث عثمان بن مظعون رضي اللَّه عنه صحيح ومشهور من رواية سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه، أخرجه الشيخان، وغيرهما، ولفظه عند البخاري في صحيحه 9/ 117، كتاب النكاح (67)، باب ما يُكره من التبتل والخصاء (8)، الحديث (5073) و (5074): "ردَّ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على عثمان بن مَظْعُون التَّبَتُّلَ، ولو أذِنَ له لاختصينا". وأخرجه مسلم في صحيحه 2/ 1020، كتاب النكاح (16)، باب استحباب النكاح (1)، الحديث (6/ 1042). • ومن رواية عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها أخرجه أحمد في المسند 6/ 226، عن عروة قال: "دخلت امرأة عثمان بن مظعون -أحسب اسمها خولة بنت حكيم- على عائشة وهي باذّة الهيئة، فسَأَلَتْها: ما شأنُكِ؟ فقالت: زوجي يقوم الليل. ويصوم النهار، فدخل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكرت عائشة ذلك له، فلقي رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عثمان فقال: يا عثمان! إن الرهبانية لم تكتب علينا، أَفَمَا لكَ فيَّ أُسْوَةٌ؟ فواللَّه اني أخشاكم للَّه، وأحفظكم لحدوده". • ومن رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه أخرجه أبو داود في السنن 3/ 12، كتاب الجهاد (9)، باب في النهي عن السياحة (6)، الحديث (2486) عن أبي أمامة "أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه! ائذن لي في السياحة. قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنَّ سِياحَةَ أُمَّتي الجهاد في سبيل اللَّه". • ومن رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه أخرجه أحمد في المسند 2/ 173، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "جاء رجل الى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه! ائذن لي أن أختصي، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: خِصاءُ أمتي الصيام والقيام".

512 - عن عبد الرحمن بن عائش رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "رأَيْتُ رَبِّي تَبارَكَ وتعالى في أَحْسَنِ صُورَةٍ فقال: فيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأ الأَعْلَى يا مُحَمّد؟ قلتُ: أنتَ أَعْلَمُ أَي رَبِّ -مَرَّتَيْنِ- قال: فَوَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَعَلِمْتُ ما في السَّماءِ والْأَرْضِ، ثُمَّ تلا هذه الآية: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (¬1) ثم قال: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأ الأَعْلَى يا مُحَمَّد؟ قلتُ: في الكَفَّاراتِ [والدَّرَجاتِ] (¬2)، قالَ: وما هُنَّ؟ قُلْتُ: المَشْيُ على الْأقْدَامِ إلى الجماعَاتِ، والجُلُوسُ في المساجِدِ خَلْفَ الصَّلواتِ، وإبلاغُ الوُضوءِ أماكِنَهُ في المَكَارِهِ، مَنْ يَفْعَلْ ذلكَ يَعِشْ بِخَيْرٍ وَيَمُتْ بِخَيْرٍ، ويكون مِنَ خَطِيئتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمهُ، ومِنَ الدَّرَجَاتِ إطْعَامُ الطَّعامِ، وبَذْلِ السَّلامِ، وأنْ يَقُومَ بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ قال: قُلْ اللهمَّ إنَّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ، وتَركَ المُنْكَراتِ وحُبَّ المساكين، وأَنْ تَغْفِرَ لي خَطِيئتِي وتَرْحَمَني وتَتُوبَ عَلَيَّ وإذا أَرَدْتَ فِتْنَةً في قَوْمٍ فَتَوَفَّني غَيْرَ مَفْتُونٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) سورة الأنعام (6)، الآية (75). (¬2) ليس في مخطوطة برلين، وهي موجودة في لفظ عند الترمذي، رقم (3234). (¬3) اختُلِفَ في هذا الحديث على عبد الرحمن بن عائش رضي اللَّه عنه، إذ عدّه البعض من الصحابة، ولم يعدّه آخرون، وعزا البعض الحديث إليه، وعزاه آخرون إليه عن ابن عباس، وإليه عن معاذ بن جبل، وإليه عن بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وسنفصل هذا الكلام تفصيلًا شافيًا إن شاء اللَّه فنقول: • أولًا: الاختلاف في صحبته: ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة 2/ 397 فقال: [5150 - عبد الرحمن بن عائش الحضرمي: قال ابن حِبّان (له صحبة)، وقال البخاري: (له حديث واحد إلا أنهم مضطربون فيه)، وقال ابن السكن: (يقال: له صحبة)، وذكره في الصحابة: محمد بن سعد، والبخاري، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو الحسن بن سميع، وأبو القاسم، والبغوي، وأبو زرعة الحراني وغيرهم. وقال أبو حاتم الرازي: (أخطأ من قال له صحبة) وقال أبو زرعة: (ليس بمعروف)، وقال ابن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = خزيمة والترمذي: (لم يسمع من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-)] وقد عده الحافظ ابن حجر من الصحابة إذ ذكره في القسم الأول ممن ثبتت صحبته. • ثانيًا: الحلاف في الحديث أخرج الأئمة هذا الحديث من أربع طرق: طريق عبد الرحمن بن عائش، وطريق ابن عباس، وطريق معاذ بن جبل، وطريق بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. 1 - أما طريق عبد الرحمن بن عائش فأخرجها الدارمي في السنن 2/ 126، كتاب الرؤيا، باب في رؤية الرب تعالى في النوم. وأخرجها الترمذي في السنن 5/ 369، كتاب تفسير القرآن (48)، باب: ومن سورة ص (39)، الحديث (3235) تعليقًا من قول البخاري، وأخرجه الطبري في تفسيره 7/ 162، في تفسير سورة الأنعام (6)، الآية (75): {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات، ص (378)، باب ما ذكر في الصورة، وعزاه السيوطي في تفسيره الدر المنثور 3/ 24 لابن مردويه. واختُلِفَ في هذه الطريق حول قول عبد الرحمن بن عائش: "سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-"، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة 2/ 397 - 399: [قال ابن عبد البر، وسبقه ابن خزيمة: (ولم يقل في حديثه: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا الوليد بن مسلم) كذا قالا، وأوردا ما أخرجه ابن خزيمة، والدارمي، والبغوي، وابن السكن، وأبو نعيم من طرق الى الوليد، حدثني ابن جابر، عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: "رأيت ربيّ في أحسن صورة فقال لي: يا محمد! فيم يختصم الملأ الأعلى؟ الحديث" قال الترمذي: (هكذا قال الوليد في رواية "سمعت" ورواه بشر بن بكر عن ابن جابر فقال في روايته عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهذا أصح)، وقال ابن خزيمة: ("سمعت" في هذا الحديث وهم فإن هذا الخبر لم يسمعه عبد الرحمن) ثم استدل على ذلك بما أخرجه هو والترمذي من رواية أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن عامر، عن معاذ بن جبل: فذكر نحوه، قال الترمذي: (صحيح) وقال أبو عمر وهو الصحيح عندهم. (قلت) -أي ابن حجر- لم ينفرد الوليد بن مسلم بالتصريح المذكور بل تابعه حماد بن مالك الأشجعي، والوليد بن يزيد البيروتي، وعمارة بن بشر، وغيرهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. فأما الوليد بن يزيد: فأخرجه الحاكم، وابن منده، والبيهقي من طريق العباس بن الوليد، عن أبيه، حدثنا ابن جابر، والأوزاعي، قالا: حدثنا خالد بن اللجلاج، سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: "صلى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم" =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = فذكر الحديث، وهذه متابعة قوية للوليد بن مسلم. لكن المحفوظ عن الأوزاعي ما رواه عيسى بن يونس والمعافى بن عمر أن كلاهما عن الأوزاعي، عن ابن جابر، أخرجه ابن السكن من رواية عيسى بن يونس وقال في سياقه: (سمعت خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وأما حماد بن مالك فأخرجه البغوي، وابن خزيمة من طريقه قال حدثنا ابن جابر، قال بينا نحن عند مكحول إذ به خالد بن اللجلاج فقال له مكحول: يا أبا عائش فقال: نعم، سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: "سمعت رسول للَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. . . " فذكر الحديث وفي آخره قال مكحول ما رأيت أحدًا أعلم بهذا الحديث من هذا الرجل. وأما رواية عمار بن بشر فأخرجها الدارقطني في كتاب الرؤية من طريقه حدثنا عبد الرحمن بن جابر فذكر نحو رواية حماد بن مالك وفيه كلام مكحول، وزاد: (وذكر ابن جابر عن أبي سلام أنه سمع عبد الرحمن بن عائش يقول في هذا الحديث أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر بعضه). وأما رواية شريك التي أشار اليها الترمذي فأخرجها الهيثم بن كليب في "مسنده"، وابن خزيمة والدارقطني من طرقه عن ابن جابر، عن خالد، سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وروى هذا الحديث يزيد بن يزيد بن جابر أخو عبد الرحمن عن خالد فخالف أخاه، أخرجه أحمد من طريق زهير بن محمد عنه عن خالد عن عبد الرحمن بن عائش عن رجل من الصحابة فزاد فيه رجلًا، ولكن رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره، وهذا منها. وقال أبو قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس أخرجه الترمذي وأبو يعلى من طريق هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي قلابة وقد ذكر أحمد بن حنبل أن قتادة أخطأ فيه، وقال أبو زرعة الدمشقي، قلت لأحمد: ابن جابر أيحدث عن خالد فذكره، ويحدث به قتادة عن أبي قلابة فذكره؟ فقال: القول ما قال ابن جابر. ورواه أيوب عن أبي قلابة مرسلًا لم يذكر قوته أحد، أخرجه الترمذي، وأحمد وكذا أرسله بكر بن عبد اللَّه المزني، عن أبي قلابة، أخرجه الدارقطني ورواه سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة فخالف الجميع قال عن أبي أسماء عن ثوبان، وهي رواية أخطأ فيه سعيد بن بشير. وأشد منها خطأ رواية أخرجها أبو بكر النيسابوري في "الزيادات" من طريق يوسف، عن عطية، عن قتادة، عن أنس، وأخرجها الدارقطني، و"يوسف" متروك. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = ويستفاد من مجموع ما ذكرت قوة رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بإتقانها، ولأنه لم يختلف عليه فيها. وأما رواية أبي سلام فاختلف عليه، وروى حماد بن مالك كما تقدم كرواية عبد الرحمن بن يزيد وخالفه زيد بن سلام، فرواه عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن عامر، عن معاذ، وقد ذكره مطولًا، وفيه قصة، هكذا رواه جهضم بن عبد اللَّه اليماني، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، أخرجه: أحمد، وابن خزيمة، والروياني، والترمذي، والدارقطني، وابن عدي وغيرهم. وخالفهم موسى بن خلف فقال: عن يحيى، عن زيد، عن جده، عن أبي عبد الرحمن السكسكي، عن مالك بن عامر، عن معاذ، أخرجه الدارقطني، وابن عدي، ونقل عن أحمد أنه قال: (هذه الطريق أصحها). (قلت) -أي الحافظ ابن حجر- فإن كان الأمر كذلك، فإنما روي هذا الحديث عن مالك بن عامر أبو عبد الرحمن السكسكي، لا عبد الرحمن بن عائش، ويكون للحديث سندان: ابن جابر، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش ويحيى، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن، عن مالك، عن معاذ، يقوي ذلك اختلاف السياق بين الروايتين، وأما قول ابن السكن: (ليس لعبد الرحمن بن عائش حديث غيره)، فقد سبقه الى ذلك البخاري. ولكن ليس في عبارته تصريح، بل قال: (له حديث واحد إلا أنهم يضطربون فيه). (قلت) -أي الحافظ ابن حجر- وقد وجدت له حديثًا آخر مرفوعًا، وله حديث ثالث موقوف: الأول أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" وفي "اليوم والليلة" من طريق أبي معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عائش قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: "من نزل منزلًا فقال أعوذُ بكلماتِ اللَّه التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ لَمْ يَرَ في مَنْزِلِهِ شَيْئًا يكرَهُهُ حَتى يَرْتَحلَ عَنْهُ" قال سُهَيْلٌ قال أبي: فرأيت عبد الرحمن بن عائش في المنام فقلت له: حدثك النبيُّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم هذا الحديث؟ قال: نعم، قال أبو نعيم: (تابعه موسى بن يعقوب الزمعي عن سهيل نحوه) وروينا في "الذكر" للفريابي من طريق إسماعيل بن جعفر، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عائش أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: "مَنْ قَالَ حينَ يُصْبحُ: لا إله إلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَريكَ له -الحديث" وفيه: فكان ناس ينكرون ذلك ويقولون لابن عائش: لأنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم؟ قال: نعم، فَأُرِيَ رجلٌ مِمَّنْ كانَ ينكر ذلك رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم =

513 - عن أبي أُمامة رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "ثلاثةٌ كُلُّهُمْ ضامِنٌ على اللَّه: رَجُلٌ خرجَ غازيًا في سبيل اللَّه فهو ضامنٌ على اللَّه حتى يَتوفَّاهُ فيُدْخِلَهُ الجنَّة أو يَرُدَّهُ، بما نالَ مِنْ أَجرٍ أو غنيمةٍ، ورجُلٌ راحَ إلى المسجِدِ فهو ضامِنٌ على اللَّه، [حتَّى يتوفَّاهُ فيُدْخِله ¬

_ = في المنام فقال: يا رسول اللَّه! أنت قلت كذا وكذا؟ فقص عليه حديثه، فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: صدق ابن عائش]. 2 - طريق ابن عباس: أخرجها أحمد في المسند 1/ 368 في مسند ابن عباس رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 366 - 367، كتاب تفسير القرآن (48)، باب: ومن سورة ص (39)، الحديثان (3233) و (3234). 3 - طريق معاذ بن جبل: أخرجها أحمد في المسند 5/ 243، والترمذي في السنن 5/ 368، كتاب تفسير القرآن (48)، باب: ومن سورة ص (39)، الحديث (3235) وقال: (هذا حديث حسن صحيح) وقال: (سألت محمد بن إسماعيل -البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال: هذا أصح من حديث الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال، حدثنا خالد بن اللجلاج، حدثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي قال، سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . فذكر الحديث: وهذا غير محفوظ، هكذا ذكر الوليد في حديثه عن عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروى بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر هذا الحديث بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن عائش عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا أصح، وعبد الرحمن بن عائش يسمع من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-). وأخرج الحديث ابن عدي في الكامل في الضعفاء 6/ 2344، في ترجمة موسى بن خلف وقال عقب الحديث: (واختلفوا في أسانيدها، فرأيت أحمد بن حنبل صحيح هذا الرواية التي رواها موسى بن خلف عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل قال: هذا أصحها). 4 - طريق عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أخرجها أحمد في المسند 4/ 66، وفي 5/ 378. (خلاصة): قال البيهقي في الأسماء والصفات، ص 380: (وكل هذه الطرق -عن عبد الرحمن بن عائش- ضعيف، وأحسن طريق فيه رواية جهضم -التى عول عليها الترمذي وهي منقطعة- ثم رواية موسى بن خلف) ونقل عن أحمد أنه قال هذه الطريق أصحها (ابن حجر، الإصابة 2/ 398) فيتحصل من طرق الحديث وشواهده أنه حسن، واللَّه أعلم. وقوله: (بردها) أي راحة الكف بها يعني راحة لطفه.

الجنَّةَ أو يَرُدَّه بما نال مِنْ أَجرٍ وغَنِيمةٍ] (¬1) ورجُلٌ دخلَ بيتَهُ بسلامٍ فهو ضامِنٌ على اللَّه" (¬2). 514 - وقال: "مَنْ خرجَ مِنْ بيتِهِ مُتطهرًا إلى صَلاةٍ مكتوبةٍ فأجرُهُ كأجرِ الحاجِّ المُحرِمِ، ومَنْ خرجَ إلى تَسبيحِ الضُّحى لا يُنصِبُهُ إلَّا إيَّاهُ فأجرُهُ كأَجرِ المُعْتَمِرِ، وصلاةٌ على إثر صلاةٍ لا لَغْوَ بينَهُما كِتابٌ في عِلِّيّين" (¬3). 515 - وقال: "إذا مَرَرْتُم برياضِ الجنَّةِ فارتَعُوا. قيلَ: يا رسولَ اللَّه وما رياضُ الجنَّة؟ قال: المساجِدُ. قيل: وما الرَّتْعُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: سُبحانَ اللَّه والحمدُ للَّه ولا إله إلَّا اللَّه واللَّه أكبر" (¬4). 516 - وقال: "مَنْ أتى المسجِدَ لشيءٍ فهو حظُّه" (¬5). 517 - عن فاطمة الكبرى رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا دخلَ المسجِدَ صَلَّى على مُحمَّدٍ وسَلَّمَ، وقال: رَبِّ اغفر لي ذُنوبي وافْتَح لي أبوابَ رحمتِكَ، وإذا خرجَ صلَّى على ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين والمطبوعة، وقد أثبتناه من سنن أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 16 - 17، كتاب الجهاد (9)، باب فضل الغزو في البحر (10)، الحديث (2494). ونسبه المنذري في مختصر سنن أبي داود 3/ 361 للبخاري ومسلم والنسائي، وليس عندهم، وأخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث 1/ 309، كتاب الغزو والسير، الحديث (927)، والحاكم في المستدرك 2/ 73، كتاب الجهاد، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 166، كتاب السير، باب فضل من مات في سبيل اللَّه. (¬3) أخرجه عن أبي أمامة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 5/ 268، في مسند أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 377 - 378، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في فضل المشي الى الصلاة (49)، الحديث (558) واللفظ له. (¬4) أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 532، كتاب الدعوات (49)، باب (83)، الحديث (3509) وقال: هذا حديث حسن غريب. (¬5) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضى اللَّه عنه في السنن 1/ 320، كتاب الصلاة (2)، باب في فضل القعود في المسجد (20)، الحديث (472). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 447، كتاب الصلاة، باب المسلم يَبِيتُ في المسجد، وفي 3/ 66، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد وفضل عمارتها بالصلاة فيها.

مُحمَّدٍ وسَلَّمَ، وقال: رَبِّ اغفِرْ لي ذُنوبي وافتَحْ لي أبوابَ فضلِكَ" (¬1) (ليس بمتصل). 518 - وعن عمرو بن شُعيب (¬2) عن أبيه، عن جده، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّهُ نهى عن تَناشُدِ الأشعارِ في المسجِدِ، وعن البيعِ والاشتِراءِ فيه، وأنْ يَتحلَّقَ النَّاسُ يومَ الجمعةِ قبلَ الصَّلاةِ في المسجِدِ" (¬3). 519 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا رأَيْتُمْ مَنْ يبيعُ أو يبتاعُ في المسجِدِ فقولوا: لا أربَحَ اللَّه تجارتَكَ، وإذا رأيتُمْ مَنْ ينشُدُ فيهِ ضالَّةً فقولوا: لا ردَّها اللَّه علَيْكَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه عن فاطمة بنت الحسين، عن جدتها فاطمة الكبرى: أحمد في المسند 6/ 282، في مسند فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. والترمذي في السنن 2/ 127 - 128، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول عند دخول المسجد (234)، الحديث (314)، وقال: (حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى). وابن ماجه في السنن 1/ 253 - 254، كتاب المساجد (4)، باب الدعاء عند دخول المسجد (13)، الحديث (771). واللفظ للترمذي. (¬2) في المطبوعة زيادة (رضي اللَّه عنه). (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 651، كتاب الصلاة (2)، باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة (220)، الحديث (1079). والترمذي في السنن 2/ 139، كتاب الصلاة (2)، باب كراهية البيع والشراء وإنشاد الضالة والشعر في المسجد (240)، الحديث (322)، وقال: (حديث حسن). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 47 - 48، كتاب المساجد (8)، باب النهي عن البيع والشراء في المسجد (22)، وباب النهي عن تناشد الأشعار في المسجد (23). وابن ماجه في السنن 1/ 247، كتاب المساجد (4)، باب ما يكره في المساجد (5)، الحديث (749)، وفي 1/ 359، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما جاء في الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة (96)، الحديث (1133). وابن خزيمة في صحيحه 2/ 274، كتاب الصلاة، جماع أبواب فضائل المساجد، باب النهي عن البيع والشراء في المساجد (581)، الحديث (1304)، وفي 2/ 275، باب الزجر عن إنشاد الشعر في المساجد (583)، الحديث (1306). (¬4) أخرجه: الدارمي في السنن 1/ 326، كتاب الصلاة، باب النهي عن استنشاد الضالة في المسجد. والترمذي في السنن 3/ 610 - 611، كتاب البيوع (12)، باب النهي عن =

520 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نهى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يُسْتَقادَ في المسجِدِ، وأنْ يُنْشَدَ فيهِ الأشعارُ، وأنْ تُقامَ فيه الحُدودُ" (¬1). 521 - عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نهَى عنْ هاتَيْنِ الشَّجرتَيْنِ -يعني البصلَ والثُّومَ- وقال: مَنْ أكلهُما فلا يَقْرَبَنَّ مسجِدَنا. وقال: إنْ كنتُمْ لا بُدَّ آكليهِما فأمِيتُوهُما طَبْخًا" (¬2). 522 - وقال: "الأرضُ كُلَّها مسجِدٌ إلّا المقبرَةَ والحمَّامَ" (¬3) [رواه ¬

_ = البيع في المسجد (75)، الحديث (1321)، وقال: (حديث حسن غريب). وابن خزيمة في صحيحه 2/ 274، كتاب الصلاة، جماع أبواب فضائل المساجد، باب الأمر بالدعاء على المتبايعين في المسجد (582)، الحديث (1305). والحاكم في المستدرك 2/ 56، كتاب البيوع، باب النهي عن البيع في المسجد. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. (¬1) أخرجه الترمذي تعليقًا في السنن 2/ 140، كتاب الصلاة، باب كراهية البيع والشراء. . . في المسجد (240)، ضمن الحديث (322). قال الطيبي: ولم يوجد في الأصول الرواية عنه [عن جابر]، وقال ميرك: صوابه عن حكيم بن حزام (القاري، المرقاة 1/ 468). وأخرجه عن حكيم بن حزام رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 434. وأبو داود في السنن 4/ 629، كتاب الحدود (32)، باب في إقامة الحد في المسجد (38)، الحديث (4490). والطبراني في المعجم الكبير 3/ 228، الترجمة (3130). والدارقطني في السنن 3/ 85، كتاب الحدود، الحديث (12). والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 328، كتاب الأشربة؛ باب لا تقام الحدود في المساجد. ويستقاد: يطلب القود أي القصاص وقتل القاتل بدل القتيل أي يقتص. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 19، في مسند قرة المزني رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 4/ 172، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل الثوم (41)، الحديث (3827). والنسائي في السنن الكبرى على ما ذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 281، الحديث (11080). (¬3) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 92، كتاب الصلاة، باب جمع ما يُصلَّى عليه. والدارمي في السنن 1/ 323، كتاب الصلاة، باب الأرض كلها طهور ما خلا المقبرة والحمام.

أبو سعيد الخدري] (¬1). 523 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نهى أنْ يُصلَّى في سبعةِ مَواطِنَ: في المَزبلةِ، والمَجزرَةِ، والمَقبرَةِ، وقارِعَةِ الطريقِ، وفي الحمَّامِ، وفي مَعاطِنِ الإبِلِ، وفوقَ ظهرِ بيتِ اللَّه تعالى" (¬2). 524 - وقال: "صَلُّوا في مَرابِضِ الغنمِ ولا تُصَلُّوا في أعطانِ الإبِلِ" (¬3) [رواه أبو هريرة] (¬4). ¬

_ = وأبو داود في السنن 1/ 330، كتاب الصلاة (2)، باب في المواضع التي لا تجوز فيها الصلاة (24)، الحديث (492). والترمذي في السنن 2/ 131، كتاب الصلاة (2)، باب الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام (236)، الحديث (317). وابن ماجه في السنن 1/ 246، كتاب المساجد (4)، باب المواضع التى تكره فيها الصلاة (4)، الحديث (745). وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (104)، كتاب المواقيت (5)، باب ما جاء في الصلاة في الحمام والمقبرة (28)، الحديث (338). والحاكم في المستدرك 1/ 251، كتاب الصلاة، باب الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة، وقال: (صحيح على شرط البخاري ومسلم) وأقره الذهبي. (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬2) أخرجه: الترمذي في السنن 1/ 177 - 178، كتاب الصلاة (2)، باب كراهية ما يُصلَّي إليه وفيه (258)، الحديث (346)، وقال: (إسناده ليس بذاك القوي). وابن ماجه في السنن 1/ 246، كتاب المساجد (4)، باب المواضع التي تكره فيها الصلاة (4)، الحديث (746). و (المجزرة): الموضع الذي تنحر فيه الذبائح. (¬3) أخرجه عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 451، 491، 509 في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 323، كتاب الصلاة، باب الصلاة في مرابض الغنم ومعاطن الإبل، والترمذي في السنن 2/ 180 - 181، كتاب الصلاة (2)، باب الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل (259)، الحديث (348)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 252 - 253، كتاب المساجد (4)، باب الصلاة في أعطان الإبل ومراح الغنم (12)، الحديث (768). واللفظ للترمذي. و (معاطن الإبل): مبارك الإبل حول الماء. (¬4) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.

7 - باب الستر

525 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "لعنَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم زائراتِ القُبورِ والمتَّخِذينَ عليها المساجِدَ والسُّرُجَ" (¬1). 7 - باب الستر مِنَ الصِّحَاحِ: 526 - قال عمر بن أبي سَلَمة رضي اللَّه عنه: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصلِّي في ثَوْبٍ واحِدٍ مُشْتَمِلًا بهِ في بيتِ أُمِّ سَلَمَةَ واضِعًا طَرَفَيْهِ على عاتِقَيْهِ" (¬2). 527 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يُصَلِّيَنَّ أحدُكُمْ في الثَّوْبِ الواحِدِ ليسَ على عاتِقَيْهِ مِنهْ شيءٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 229، 287، 324، 337، في مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 3/ 558، كتاب الجنائز (15)، باب في زيارة النساء القبور (82)، الحديث (3236). والترمذي في السنن 2/ 136، كتاب الصلاة (2)، باب كراهية أن يتخذ على القبر مسجدًا (238)، الحديث (320)، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 94 - 95، كتاب الجنائز (21)، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور (104). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 469، كتاب الصلاة (8)، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفًا به (4)، الحديث (356). ومسلم في الصحيح 1/ 368، كتاب الصلاة (4)، باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه (52)، الحديث (278/ 517) واللفظ له. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 471، كتاب الصلاة (8)، باب إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه (5)، الحديث (359). ومسلم في الصحيح 1/ 368، كتاب الصلاة (4)، باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه (52)، الحديث (277/ 516).

528 - وعنه، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا صلَّى أحدُكُمْ في ثَوْبٍ فلْيُخالِفْ بطرفَيْهِ على عاتِقَيْهِ" (¬1). 529 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم صَلَّى في خَميصةٍ لها أعلامٌ، فنظرَ الى أعلامِها نَظرةً، فلمَّا انصرفَ قال: اذهَبُوا بخَميصَتي هذه الى أبي جَهْمٍ واتوني بأنْبِجانيَّةِ أبي جَهْمٍ فإنَّها ألهتْني آنِفًا عنْ صلاتي" (¬2). وفي رواية: "كنتُ أنظُرُ الى عَلَمِها وأنا في الصَّلاةِ فأخافُ أنْ تَفْتِنَني" (¬3). 530 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ قِرامٌ لعائشةَ رضي اللَّه عنها سَتَرَتْ بهِ جانبَ بَيْتِها، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أمِيطي عنَّا قِرامَكِ، فإِنَّهُ لا تَزالُ تصاوِيرُهُ تَعْرِضُ في صَلاتي" (¬4). 531 - وعن عُقْبة بن عامِر رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "أُهدِيَ ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري بلفظ مقارب في الصحيح 1/ 471، كتاب الصلاة (8)، باب إذا صلَّى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه (5)، الحديث (360). وبلفظه التام أخرجه أبو داود في السنن 1/ 414، كتاب الصلاة (2)، باب جماع أبواب ما يُصلى فيه (78)، الحديث (627). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 482، كتاب الصلاة (8)، باب إذا صلَّى في ثوب له أعلام (14)، الحديث (373). ومسلم في الصحيح 1/ 391، كتاب المساجد (5)، باب كراهة الصلاة في ثوب له أعلام (15)، الحديث (62/ 556). واللفظ للبخاري. وخميصة: كساء مربع له علمان. والأنبجانية: كساء غليظ لا علم له (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 1/ 483). (¬3) أخرجه البخاري في المصدر السابق. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 484، كتاب الصلاة (8)، باب إن صلَّى في ثوب مُصلَّب أو تصاوير هل تفسد صلاته؟ (15)، الحديث (374). و (قِرَامٌ): سِتْرٌ.

لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَرُّوجُ حَريرٍ فلبِسَهُ ثمَّ صلَّى فيهِ، ثمَّ انصرَفَ فنزعَهُ نَزْعًا شديدًا كالكارِهِ لهُ، ثمّ قال: لا يَنْبَغي هذا للمُتَّقينَ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 532 - قال سَلَمة بن الأكْوَع: "قلتُ: يا رسولَ اللَّه إنِّي رجُلٌ أصيدُ فأُصلِّي في القَميصِ الواحِدِ؟ قال: نعمْ وازْرُرْه ولو بشَوْكةٍ" (¬2). 533 - وقال: "إنَّ اللَّه تعالى لا يقبَلُ صَلاةَ رجُلٍ مُسبلٍ إزارَهُ" (¬3). 534 - وقال: "لا تُقْبَلُ صَلاةُ حائضٍ إلَّا بِخِمارٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 484 - 485، كتاب الصلاة (8)، باب من صلَّى في فرّوج حرير ثم نزعه (16)، الحديث (375)، وفي 10/ 269، كتاب اللباس (77)، باب القباء وفَرّوج حرير وهو القباء، ويقال هو الذي له شَقٌّ من خلفه (12)، الحديث (5801). ومسلم في الصحيح 3/ 1646، كتاب اللباس والزينة (37)، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة. . . (2)، الحديث (23/ 2075). (¬2) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 90، كتاب الصلاة، باب الصلاة في القميص الواحد. وأحمد في المسند 4/ 49، 54 في مسند سلمة بن الأكوع رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 416، كتاب الصلاة (2)، باب في الرجل يصلي في قميص واحد (81)، الحديث (632). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 70، كتاب القبلة (9)، باب الصلاة في قميص واحد (15). وابن خزيمة في صحيحه 1/ 381، كتاب الصلاة، جماع أبواب اللباس في الصلاة، باب الأمر بزر القميص والجبة. . . (258)، الحديث (777) و (778). والحاكم في المستدرك 1/ 250، كتاب الصلاة، وقال: (حديث صحيح) وأقره الذهبي. ولفظ الحديث لأبي داود. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 67 في مسند حية التميمي -رضي اللَّه عنه-، وفي 5/ 379، في مسند شيخ من بني سليط رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، في السنن 1/ 419 - 420، كتاب الصلاة (2)، باب الإسبال في الصلاة (83)، الحديث (638). ومسبل إزاره: أي مرسله أسفل من الكعب تبخترًا وخيلاء. (¬4) أخرجه عن عائشة رضي اللَّه عنها: أحمد في المسند 6/ 150، 218، 259، في مسند عائشة -رضي اللَّه عنها-. وأبو داود في السنن 1/ 421، كتاب الصلاة (2)، باب المرأة، تصلي بغير نهار (85)، الحديث (641). والترمذي في السنن 2/ 215، كتاب =

535 - وعن أُمِّ سَلَمة: "أنَّها سألتْ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أتُصلِّي المرأَةُ في دِرْعٍ وخِمارٍ ليسَ عليها إزار؟ قال: [نعم] (¬1) إذا كانَ الدِّرْعُ سابِغًا يُغطِّي ظُهورَ قَدَمَيْها" (¬2) ووقفه جماعة على أُمِّ سَلَمة. 536 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عَنِ السَّدْلِ في الصَّلاةِ، وأنْ يُغطِّي الرجُلُ فاهُ" (¬3). ¬

_ = الصلاة (2)، باب لا تقبل صلاة المرأة إلا بخمار (277)، الحديث (377)، وقال: (حديث حسن). وابن ماجه في السنن 1/ 215، كتاب الطهارة (1)، باب إذا حاضت الجارية لم تصل إلا بخمار (132)، الحديث (655). وابن خزيمة في صحيحه 1/ 380، كتاب الصلاة، جماع أبواب اللباس في الصلاة، باب نفي قبول صلاة الحرة المدركة بغير خمار (256)، الحديث (775). والحاكم في المستدرك 1/ 251، كتاب الصلاة، وقال: (حديث صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. والدرع: القميص. (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، وليس عند أبي داود والحاكم. (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 420، كتاب الصلاة (2)، باب في كم تصلي المرأة (84)، الحديث (640)، وقال: (روى هذا الحديث مالك بن أنس) [الموطأ 1/ 142، كتاب صلاة الجماعة (8)، باب الرخصة في صلاة المرأة في الدرع والخمار (10)، الحديث (36)]، وبكر بن مضر، وحفص بن غياث، وإسماعيل بن جعفر، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق عن محمد بن زيد عن أمه أم سلمة، لم يذكر أحد منهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قصروا به على أم سلمة -رضي اللَّه عنها-). والحاكم في المستدرك 1/ 250، كتاب الصلاة، باب تصلي المرأة في درع وخمار. . .، وقال: (صحيح على شرط البخاري) وأقرّه الذهبي. وقد أخرجه أبو داود موقوفًا أيضًا في المصدر السابق، الحديث (639). (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 423، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في السدل في الصلاة (86)، الحديث (643). والحاكم في المستدرك 1/ 253، كتاب الصلاة، باب نهى عن السدل. . . وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. وأخرجه مقتصرًا على الشطر الأول: أحمد في المسند 2/ 95، 341، 345، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 2/ 217، كتاب الصلاة (2)، باب كراهية السدل في الصلاة (278)، الحديث (378). والسَّدْل: أن يلتحف بثوبه ويُدخل يديه من داخل (ابن الأثير، النهاية 2/ 355، باب السين مع الدال).

537 - وقال: "خالِفُوا اليَهودَ فإنَّهُمْ لا يُصَلُّونَ في نِعالِهِمْ ولا في خِفافِهِمْ" (¬1). 538 - وقال أبوسعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه: "بينما رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلِّي بأصحابِهِ إذْ خَلَعَ نعلَيْهِ فوضعَهُما عَنْ يَسارِهِ، فلمَّا رأى ذلكَ القومُ ألقَوْا نِعالهمْ، فلمَّا قضَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صلاتَهُ قال: ما حَمَلَكُمْ على إلقائكُمْ نِعَالِكُمْ؟ قالوا: رأَيْناكَ ألقيتَ نعلَيْكَ. فقال: إنَّ جِبريلَ أتاني فأخبَرَني أنَّ فيهما قَذَرًا، إذا جاءَ أحدُكُمْ المسجِدَ فلْيَنْظُرْ فإنْ رأَى في نعلَيْه قَذَرًا فلْيَمْسَحْهُ ولْيُصَلِّ فيهِما" (¬2). 539 - وقال: " إذا صَلَّى أحدُكُمْ فلا يَضَعْ نعلَيْهِ عَنْ يمينِهِ، ولا عَنْ يَسارِهِ فيكونَ على يمينِ غَيْرِهِ، إلّا أنْ لا يكونَ على يَسارِهِ أحدٌ، ولْيَضَعْهُما بينَ رِجْلَيْهِ أو لِيُصَلِّ فيهِما" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه عن شدَّاد بن أوْس رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 1/ 427، كتاب الصلاة (2)، باب الصلاة في النعل (89)، الحديث (652). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (107)، كتاب المواقيت (5)، باب الصلاة في النعلين (32)، الحديث (357). والحاكم في المستدرك 1/ 260، كتاب الصلاة، باب إذا صلَّى أحدكم فليخلع نعليه، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 3/ 20، 92 في مسند أبي سعيد الخدريّ رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 320، كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعلين. وأبو داود في السنن 1/ 426 - 427، كتاب الصلاة (2)، باب الصلاة في النعل (89)، الحديث (650). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (107)، كتاب المواقيت (5)، باب الصلاة في النعلين (32)، الحديث (360). (¬3) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 1/ 428، كتاب الصلاة (2)، باب المصلي إذا خلع نعليه أين يضعهما (90)، الحديث (654). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (107)، كتاب المواقيت (5)، باب الصلاة في النعلين (32)، الحديث (361). وأخرجه ابن ماجه بمعناه في السنن 1/ 460، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما جاء في أين توضع النعل إذا خلعت في الصلاة (205)، الحديث (1432).

8 - باب السترة

8 - باب السترة (¬1) مِنَ الصِّحَاحِ: 540 - قال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَغْدُو إلى المُصَلَّى والعَنَزَةُ بينَ يَدَيْهِ تُحْمَلُ وتُنْصَبُ بالمُصَلَّى بينَ يَدَيْهِ، فيُصلَّي إليها" (¬2). 541 - عن عَون بن أبي جُحَيْفة، عن أبيه أنه قال: رأيتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالأبْطَح في قُبَّةٍ حمراءَ مِنْ أدَمٍ، ورأيتُ بلالًا أخذَ وَضُوءَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ورأيتُ النَّاسَ يَبْتَدِرُونَ ذلكَ الوُضوءَ، فمَنْ أصابَ منهُ شيئًا تمسَّحَ بهِ، ومَنْ لم يُصِبْ أخذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صاحبِهِ. ثمَّ رأيتُ بلالًا أخذَ عَنَزةً فرَكَزَها، وخرجَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في حُلَّةٍ حمراءَ مُشَمِّرًا صلَّى إلى العَنَزَةِ بالنَّاسِ الظُّهْرَ ركعتَيْنِ، ورأيتُ النَّاسَ والدَّوَابَّ يَمُرُّونَ بين يَدَي العَنَزةِ" (¬3). 542 - عن نافع، عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُعَرِّضُ راحلتَهُ فيُصلِّي اليها. قلتُ: أفرَأَيْتَ إذا ¬

_ (¬1) السترة: ما ينصبه المصلي قُدّامه كي لا يمرّ بينه وبين قبلته أحد. (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 463، كتاب العيدين (13)، باب حمل العنزة أو الحربة بين يدي الإمام يوم العيد (14)، الحديث (973). والعَنَزة: أطول من العصا وأقصر من الرمح وفيها سنان كسنان الرمح (القاري، المرقاة 1/ 486). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 485، كتاب الصلاة (8)، باب الصلاة في الثوب الأحمر (17)، الحديث (376)، وفي 1/ 294، كتاب الوضوء (4)، باب استعمال فضل وضوء الناس (40)، الحديث (187)، وفي 2/ 112، كتاب الأذان (10)، باب الأذان للمسافر (18)، الحديث (633). ومسلم في الصحيح 1/ 360 - 361، كتاب الصلاة (4)، باب سترة المصلي (47)، الحديث (249/ 503) و (250/ 503) و (252/ 503). و (الأدم): الجلد.

هَبَّتِ الرِّكابُ؟ قال: كانَ يأخُذُ الرَّحْلَ فيُعَدِّلُهُ فيُصلِّي إلى آخِرَتِهِ" (¬1). 543 - عن موسى بن طَلْحَة، عن أبيه رضي اللَّه عنه (¬2) قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا وضعَ أحدُكُمْ بينَ يدَيْهِ مِثْلَ مؤخِرَةِ الرَّحْلِ فلْيُصَلِّ [إليها] (¬3) ولا يُبالِ بمنْ مرَّ وراءَ ذلك (¬4). 544 - عن أبي جُهَيْم قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لو يَعلَمُ المارُّ بينَ يَدَي المصلِّي ماذا عليهِ لكانَ أنْ يقفَ أربعينَ خيرًا له مِنْ أنْ يَمُرَّ بينَ يدَيْهِ". قال الراوي: لا أدري أقال أربعينَ يومًا أو شهرًا أو سنة (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، إلى قوله: "فيصلي إليها"، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 580، كتاب الصلاة (8)، باب الصلاة إلى الراحلة. . . (98)، الحديث (507). ومسلم في الصحيح 1/ 359، كتاب الصلاة (4)، باب سترة المصلي (47)، الحديث (247/ 502). وقوله: "قلت: أفرأيت. . . " أخرجه البخاري في المصدر السابق. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/ 580: (ظاهره أنه كلام نافع والمسؤول ابن عمر، لكن بيّن الإسماعيلي من طريق عبيدة بن حميد عن عبيد اللَّه بن عمر أنه كلام عبيد اللَّه والمسؤول نافع، فعلى هذا هو مرسل لأن فاعل يأخذ هو النبي صلى اللَّه عليه وسلم ولم يدركه نافع). (¬2) العبارة في المطبوعة: (عن موسى بن طلحة رضي اللَّه عنه عن أبيه). قال العجلي في تاريخ الثقات، ص (444)، الترجمة (1660): (موسى بن طلحة بن عبد اللَّه تابعي، ثقة). وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 284، الترجمة (1472): (ثقة جليل، من الثانية، ويقال إنه ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلم) وأبوه عبيد اللَّه التيمي صحابي مشهور. (¬3) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، وليس عند مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 358، كتاب الصلاة (4)، باب سترة المصلي (47)، الحديث (241/ 499). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 584، كتاب الصلاة (8)، باب إثم المار بين يدي المصلي (101)، الحديث (510). ومسلم في الصحيح 1/ 363 - 364، كتاب الصلاة (4)، باب منع المار بين يدي المصلي (48)، الحديث (261/ 507).

545 - وقال: "إذا صَلَّى أحدُكُمْ إلى شيءٍ يستُرُهُ مِنَ النَّاسِ فأرادَ أحدٌ أنْ يجتازَ بينَ يدَيْهِ فليَدْفَعْهُ، فإنْ أبى فلْيُقاتِلْهُ فإنَّما هو شَيْطانٌ" (¬1) [يرويه أبو سعيد] (¬2). 546 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "تَقطعُ الصَّلاةَ المرأةُ والحمارُ والكلبُ، وَيَقي ذلك مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلَ" (¬3). 547 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وسلم يُصلِّي مِنَ اللَّيْلِ وأنا مُعْتَرِضَةٌ بينهُ وبينَ القِبْلَةِ كاعْتراضِ الجَنازَةِ" (¬4). 548 - وقال عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما: "أقبلتُ راكبًا على أتانٍ، وأنا يومئذٍ قد ناهزتُ الاحتِلام، ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصلِّي بالنَّاسِ بمِنًى إلى غيرِ جِدارٍ، فمرَرْتُ بينَ يَدَيْ بعضِ الصفِّ فنَزَلْتُ وأرسَلْتُ الأتانَ ترتَعُ ودخلتُ الصفَّ، فلمْ يُنْكِرْ ذلكَ عليَّ أحَدٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، من رواية أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 581 - 582، كتاب الصلاة (8)، باب يرد المصلِّي مَن مر بين يديه (100)، الحديث (509). ومسلم في الصحيح 1/ 363، كتاب الصلاة (4)، باب منع المار بين يدي المصلي (48)، الحديث (259/ 505). (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 365 - 366، كتاب الصلاة (4)، باب قدر ما يستر المصلي (50)، الحديث (266/ 511). ومُؤْخِرَة الرّحْل: العود الذي في آخر الرّحْل. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 492، كتاب الصلاة (8)، باب الصلاة على الفراش (22)، الحديث (383) و (384). ومسلم في الصحيح 1/ 366، كتاب الصلاة (4)، باب الاعتراض بين يدي المصلي (51)، الحديث (267/ 512). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 571، كتاب الصلاة (8)، باب سُترة الإمام سُترة من خلفه (90)، الحديث (493). ومسلم في الصحيح 1/ 361، كتاب الصلاة (4)، باب سترة المصلي (47)، الحديث (254/ 504). وأتان: هي الأنثى من الحمير (الحافظ ابن حجر، نتح الباري 1/ 171، كتاب العلم، باب متى يصح سماع الصغير).

مِنَ الحِسَان: 549 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا صلَّى أحدُكُمْ فليَجْعَلْ تِلقاءَ وجهِهِ شيئًا، فإنْ لمْ يجِدْ فليَنْصِبْ عصَاه، فإنْ لمْ يَكُنْ معهُ عصًا فليَخْطُطْ خطًّا، ثمّ لا يضُرُّهُ ما مرَّ أمامَهُ " (¬1). 550 - وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا صَلَّى أحدُكُمْ إلى سُتْرَةٍ فلْيَدْنُ منها لا يقطَع الشيطانُ عليهِ صلاتَه" (¬2). 551 - وقال المِقْداد بن الأسْوَد: "ما رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يُصلِّي إلى عُودٍ، ولا عَمودٍ، ولا شجرةٍ، إلَّا جعلَهُ على حاجبِهِ الأيمنِ أو الأيسر، ولا يَصْمُدُ له صَمْدًا" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 249 في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 1/ 443, كتاب الصلاة (2)، باب الخط إذا لم يجد عصًا (103)، الحديث (689). وابن ماجه في السنن 1/ 303، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما يستر المصلي (36)، الحديث (943)، وأخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث 1/ 187، كتاب الصلاة، الحديث (534). وصحّحه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (117)، كتاب الإمامة، باب السترة للمصلي (50)، الحديث (457). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 270، كتاب الصلاة، باب الخط إذا لم يجد عصا، وقد اختلف العلماء في تصحيحه، انظر التلخيص الحبير 1/ 286. (¬2) أخرجه عن سهل بن أبي حَثْمة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 4/ 2، في مسند سهل بن أبي حثمة رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 446، كتاب الصلاة (2)، باب الدنو من السترة (107)، الحديث (695). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 62، كتاب القبلة (9)، باب الأمر بالدنو من السترة (5). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (117)، كتاب المواقيت (5)، باب السترة للمصلي (50)، الحديث (409). والحاكم في المستدرك 1/ 251 - 252، كتاب الصلاة، باب لا تصلوا إلا إلى سترة، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه: أحمد في المسند 6/ 4، في مسند المقداد بن الأسود رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 445، كتاب الصلاة (2)، باب إذا صلى إلى سارية أو نحوها، أين يجعلها منه (105)، الحديث (693). والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 272، كتاب الصلاة، باب السنة في وقوف المصلي. ويصمد له: أي لا يقصده بالعبادة.

9 - باب صفة الصلاة

552 - وقال الفضل بن عباس: "أتانا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم [ومعه عبَّاسٌ] (¬1) ونحنُ في باديةٍ لنا، فصلَّى في صحراءَ ليسَ بينَ يدَيْهِ سُترةٌ، وحمارةٌ لنا وكلبةٌ تعبَثان بينَ يدَيْهِ، فما بالَى بذلك" (¬2). 553 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يقطعُ الصَّلاةَ شيءٌ، وادْرَؤُوا ما استطَعتُمْ، فإنَّما هو شيطانٌ" (¬3). 9 - باب صفة الصلاة مِنَ الصِّحَاحِ: 554 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجُلًا دخلَ المسجِدَ ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جالِسٌ في ناحِيَةِ المسجِدِ، فصَلَّى، ثمَّ جاءَ فسلَّمَ عليهِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: وعلَيْكَ السَّلام، ارْجِعْ فصَلِّ فإنَّكَ لمْ تُصَلِّ. فرجَعَ فصلَّى، ثمَّ جاءَ فسلَّمَ، فقال: وعليك السَّلام، ارْجِعْ فصلِّ فإنَّكَ لمْ تُصلِّ حتَّى فعلَ [ذلك] (¬4) ثلاثَ مراتٍ، [فقالَ الرجُلُ: والذي بعثَكَ بالحقِّ ما أُحْسِنُ غيرَ هذا] (¬5)، فقال: عَلِّمْني يا رسولَ اللَّه. ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين. وقد تأخر عند أبي داود بعد "ونحن في بادية لنا". (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 211، 212 في مسند الفضل بن عباس رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 459، كتاب الصلاة (2)، باب من قال: الكلب لا يقطع الصلاة (114)، الحديث (718). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 65، كتاب القبلة (9)، باب ذكر ما يقطع الصلاة وما لا يقطع (7). واللفظ لأبي داود. (¬3) أخرجه عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 1/ 460، كتاب الصلاة (2)، باب من قال: لا يقطع الصلاة شيء (115)، الحديث (719). والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 278، كتاب الصلاة، باب الدليل على أن مرور الكلب وغيره بين يديه لا يفسد الصلاة. (¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وليس عند البخاري، وهو عند مسلم. (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، ومن لفظين عند البخاري، وهو موجود في لفظين عند البخاري، وعند مسلم واللفظ له.

فقال: إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فأسبغِ الوُضوءَ، ثمَّ استقبِل القِبلةَ فكبِّرْ ثمَّ اقرأ ما تيسَّرَ معكَ مِنَ القُرآنِ، ثمّ اركعْ حتَّى تَطمئنَّ راكعًا، ثمّ ارفَعْ حتَّى تَسْتَوِي قائمًا، ثمَّ اسجُدْ حتَّى تَطمئنَّ ساجِدًا، ثمَّ ارفعْ حتَّى تطمئنَّ جالسًا، ثمَّ اسجُدْ حتَّى تَطمئنَّ ساجدًا، ثمّ ارفعْ حتى تَسْتَوِيَ قائمًا، ثمّ افعلْ ذلك في صَلاتِكَ كُلِّها" (¬1). 555 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَسْتَفْتِحُ الصَّلاةَ بالتكبيرِ والقِراءَةَ بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وكانَ إذا ركعَ لمْ يُشْخصْ رأْسَهُ ولمْ يُصَوِّبْهُ ولكنْ بينَ ذلك، وكانَ إذا رفعَ رأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لمْ يَسْجُدْ حتَّى يَسْتَويَ قائمًا، وكانَ إذا رفعَ رأسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ لمْ يَسْجُدْ حتَّى يَسْتَوِيَ جالِسًا، وكانَ يقولُ في كُلِّ ركعتَيْنِ التَّحِيَّةَ، وكانَ يَفرشُ رِجْلَهُ اليُسرى ويَنْصِبُ رِجْلَهُ اليُمنى، وكانَ يَنْهَى عَنْ عُقْبَةِ الشَّيطانِ، وكانَ يَنهى أن يَفْتَرِشَ الرجُلُ ذِراعَيْهِ افْتِراشَ السَّبُعِ، وكانَ يَخْتِمُ الصَّلاةَ بالتسليمِ" (¬2). 556 - وقال أبو حُمَيْد السَّاعِدِيّ في نَفَرٍ مِنْ أصحابِ النَّبيِّ صلى عليه وسلم: "أنَّا أحفظَكُمْ لصَلاةِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، رأيتُهُ إذا ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 237، كتاب الأذان (10)، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم (95)، الحديث (757)، وفي 2/ 276 - 277، باب أمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم الذي لا يتم ركوعه بالإعادة (122)، الحديث (793)، وفي 11/ 36، كتاب الاستئذان (79)، باب من ردَّ فقال: عليك السلام (18)، الحديث (6251)، وفي 11/ 549، كتاب الإيمان والنذور (83)، باب اذا حَنِثَ ناسيًا في الأيمان (15)، الحديث (6667). ومسلم في الصحيح 1/ 298، كتاب الصلاة (4)، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (11)، الحديث (45/ 397) و (46/ 397). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 357 - 358، كتاب الصلاة (4)، باب ما يجمع صفة الصلاة. . . (46)، الحديث (240/ 498). ولم يصوبه: أي لم يخفضه خفضًا بليغًا بل يعدل فيه بين الإِشخاص والتصويب. وعُقبة الشيطان: فسره أبو عبيدة وغيره بالإقعاء المنهي عنه وهو أن يلصق إلييه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كما يفرش الكلب وغيره من السباع (النووي، شرح صحيح مسلم 4/ 213 - 214).

كبَّرَ جعلَ يدَيْهِ حِذاء مَنْكِبَيْهِ، وإذا ركع أمكَنَ يدَيْهِ مِنْ رُكبتَيْهِ، ثمّ هَصَرَ ظهرَهُ، فإذا رفعَ رأسَهُ استوَى حتَّى يعودَ كُلُّ فَقارٍ مكانَهُ، فإذا سجدَ وضعَ يدَيْهِ غيرَ مُفْتَرِشٍ ولا قابِضِهِما، واستقبَلَ بأطرافِ أصابعِ رِجلَيْهِ القِبلَةَ، فإذا جلسَ في الرَّكْعَتَيْنِ جلسَ على رِجلِهِ اليُسرَى ونصبَ اليُمنى، فإذا جلسَ في الرَّكعةِ الأخيرةِ قدَّمَ رِجلَهُ اليُسرَى ونَصَبَ الْأُخرى وقعدَ على مَقْعَدَتِهِ" (¬1). 557 - وقال سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يرفعُ يدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذا افتَتَحَ الصَّلاةَ، وإذا كبَّرَ للرَّكُوعِ، وإذا رفعَ رأْسَهُ منَ الرُّكُوعِ رفَعَهُما كذلك وقال: سَمِعَ اللَّه لمنْ حَمِدَهُ ربَّنا ولكَ الحمدُ، وكانَ لا يفعلُ ذلكَ في السُّجودِ" (¬2). 558 - وقال نافع: "كانَ ابنُ عُمَر إذا دخلَ [في] (¬3) الصَّلاة كبَّرَ ورفعَ يدَيْهِ، وإذا ركعَ رفعَ يدَيْهِ، وإذا قالَ سَمِعَ اللَّه لمنْ حَمِدَهُ رفعَ يدَيْهِ، وإذا قامَ مِنَ الرَّكعتَيْنِ رفعَ يدَيْهِ ورفعَ ذلك ابنُ عمرَ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 305، كتاب الأذان (10)، باب سُنَّة الجلوس في التشهد (145)، الحديث (828). وهصر ظهره: معناه ثنى ظهره وخفضه (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 1/ 357). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 218، كتاب الأذان (10)، باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء (83)، الحديث (735). ومسلم في الصحيح 1/ 292، كتاب الصلاة (4)، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام. . . (9)، الحديث (21/ 390). واللفظ للبخاري. (¬3) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة. والصواب إثباتهما كما في مخطوطة برلين وعند البخاري. (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 222، كتاب الأذان (10)، باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين (86)، الحديث (739).

559 - وروى مالك بن الحُويرِث: "عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم رفعَ اليَدَيْنِ إذا كبَّرَ، وإذا ركعَ، وإذا رفَعَ رأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وقال: حتى يُحاذِي بهِما أُذُنَيْهِ" (¬1). وفي رواية: " فُروعَ أُذُنَيْهِ" (¬2). 560 - وعن مالك بن الحُويرِث: "أنَّهُ رأى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلِّي، فإذا كانَ في وِتْرٍ مِنْ صَلاتِهِ لمْ يَنْهَضْ حتى يَسْتَوِيَ قاعِدًا" (¬3). 561 - وعن وائل بن حُجْر: "أنَّهُ رأى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رفعَ يدَيْهِ جنَ دخلَ في الصَّلاةِ وكبَّرَ، ثمَّ التحَفَ بثَوبهِ، ثمَّ وضعَ يدَهُ اليُمنى على اليُسرَى، فلمَّا أرادَ أنْ يركَعَ أخرجَ يدَيْهِ مِنَ الثَّوْب، ثمَّ رفعَهُما وكبَّرَ فركَعَ، فلمَّا قالَ: سَمِعَ اللَّه لمنْ حَمِدَهُ رفعَ يدَيْهِ، فلمَّا سجدَ سجدَ بَيْنَ كفَّيْهِ" (¬4). 562 - وقال سهل بن سعد: "كانَ الناسُ يؤمَرُونَ أنْ يضعَ الرَّجُلُ اليدَ اليُمنى على ذِراعِهِ اليُسرى في الصَّلاةِ" (¬5). 563 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 219، كتاب الأذان (10)، باب رفع اليدين إذا كبر. . . (84)، الحديث (737) دون قوله: "حتى يحاذي بهما أذنيه". ومسلم في الصحيح 1/ 293، كتاب الصلاة (4)، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام. . . (9)، الحديث (25/ 391). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (26/ 391). وفروع أذنيه: أي أعلى أذنيه (النووي، شرح صحيح مسلم 4/ 95). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 302، كتاب الأذان (10)، باب من استوى قاعدًا في وتر من صلاته ثم نهض (142)، الحديث (823). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 301، كتاب الصلاة (4)، باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام (15)، الحديث (54/ 401). (¬5) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 224، كتاب الأذان (10)، باب وضع اليمنى على اليسرى (87)، الحديث (740).

عليه وسلم إذا قامَ إلى الصَّلاةِ يُكبِّرُ حِينَ يقومُ، ثمَّ يكبِّرُ حِينَ يَركعُ، ثمَّ يقولُ: سَمِعَ اللَّه لمنْ حَمِدَهُ حِينَ يَرفعُ صُلبَهُ مِنَ الرَّكعةِ، ثمَّ يقولُ وهو قائمٌ: ربَّنا لكَ الحمدُ، ثمَّ يُكبِّرُ حِينَ يَهوي، ثمَّ يُكبِّرُ حِينَ يرفعُ رأْسَهُ، ثمَّ يكبِّرُ حينَ يسجُدُ، ثمّ يكبِّرُ حينَ يَرفعُ رأسَهُ، ثمَّ يَفعلُ ذلكَ في الصَّلاةِ كلَّها حتى يَقْضِيَها، ويُكبِّرُ حِينَ يقومُ مِنَ الثّنْتَيْنِ بعدَ الجُلوسِ" (¬1). 564 - وقال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أفضلُ الصَّلاةِ طولُ القُنُوتِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 565 - قال أبو حُمَيْد السَّاعِدِيّ في عَشَرَةٍ مِنْ أصحابِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنا أعلَمُكُمْ بصلاةِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قالوا: فَاعْرِضْ، قال: كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا قامَ إلى الصَّلاةِ رفعَ يدَيْهِ حتَّى يُحاذيَ بهِما مَنْكِبَيْهِ، ثمَّ يُكَبِّرُ، ثمَّ يقرأُ، ثمَّ يكبِّرُ، ويرفعُ يدَيْهِ حتَّى يُحاذِيَ بهِما مَنْكِبَيْهِ، ثمَّ يركَعُ ويضعُ راحَتَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ، ثم يعتدِلُ فلا يُصَبِّي رأسَهُ ولا يُقْنِعُ، ثمَّ يرفعُ رأسَهُ فيقولُ: سمعَ اللَّه لمنْ حَمِدِهُ، ثمَّ يرفعُ يدَيْهِ حتَّى يُحاذِي بهما مَنْكِبَيْهِ مُعتدلًا، ثمَّ يقولُ: اللَّه أكبرُ. ثمَّ يَهْوِي إلى الأرضِ ساجِدًا فيجافي يديهِ عنْ جَنْبَيْه ويفتح (¬3) أصابع رِجْلَيْهِ، ثمَّ يرفعُ رأسَهُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 272، كتاب الأذان (10)، باب التكبير إذا قام من السجود (117)، الحديث (789). ومسلم في الصحيح 1/ 293 - 294، كتاب الصلاة (4)، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة. . . (10)، الحديث (28/ 392). واللفظ للبخاري. (¬2) أخرجه مسلم عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 520، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب أفضل الصلاة طول القنوت (22)، الحديث (164/ 756). (¬3) عند أبي داود والترمذي وابن ماجه: "يفتخ" بالخاء المعجمة. قال الخطابي، في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود) 1/ 356: يفتخ أصابع رجليه: أي يلينها حتى تثني، فيوجهها نحو القبلة. والفتخ لين واسترسال في جناح الطائر.

ويَثْني رِجْلَهُ اليُسْرى فيقعُدُ عليها، ثمَّ يعتدِلُ حتَّى يرجِعَ كُلَّ عظمٍ في موضِعِه مُعتدلًا، ثمَّ يسجُدُ، ثمَّ يقولُ: اللَّه أكبر. ويرفعُ وَيثْني رِجلَهُ اليُسرى فيقعُدُ عليها، حتَّى يرجِعَ كُلُّ عظم إلى موضِعِهِ ثمَّ ينهضُ ثمَّ يصنعُ في الركعةِ الثانيةِ مِثْلَ ذلكَ، ثمَّ إذا قامَ مِنَ الركعتَيْنِ كبَّرَ ورفعَ يدَيْهِ حتَّى يُحاذِيَ بهِما مَنْكِبَيْهِ كما كبَّرَ عندَ افتِتاحِ الصَّلاة، ثمَّ يصنعُ ذلكَ في بقيَّةِ صلاتِهِ، حتَّى إذا كانَتِ السَّجدةُ التي فيها التسليمُ أخَّرَ رِجْلَهُ اليُسرى وقعدَ مُتورِّكًا على شِقِّه الأيسرِ، ثمَّ سَلَّم. قالوا: صدقتَ، هكذا كانَ يُصلِّي" (¬1) (صحيح). وفى رواية من حديث أبي حُمَيْد: "ثمَّ ركعَ فوضعَ يدَيْهِ على رُكبَتَيْهِ كأنَّهُ قابِضٌ عليهِما ووتَّرَ يدَيْهِ فنحَّاهما عَنْ جنبَيْهِ. وقال: ثمَّ سجدَ فأمكنَ أنفَهُ وجبهتَهُ الأرضَ، ونحَّى يدَيْهِ عنْ جنبَيْهِ، ووضعَ كفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وفرَّجَ بينَ فخذَيْهِ غيرَ حامِلٍ بطنَهُ على شيءٍ مِنْ فخِذَيْهِ حتَّى فرغِ، ثمَّ جلسَ فَافْتَرَشَ رِجلَهُ اليُسرى، وأقبلَ بصدْرِ اليُمنى على قِبلتِه، ووضعَ كفَّه اليُمنى على رُكبتِهِ اليُمنى، وكفَّهُ اليُسرى على رُكبتِهِ اليُسرى، وأشارَ بإصبعِهِ -يعني السَّبابَة" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 424، في مسند أبي حميد الساعدي رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 313 - 314، كتاب الصلاة، باب صفة صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأبو داود في السنن 1/ 467 - 468، كتاب الصلاة (2)، باب افتتاح الصلاة (117)، الحديث (730). والترمذي في السنن 2/ 105 - 108، كتاب الصلاة (2)، باب في وصف الصلاة (227)، الحديث (304) و (305)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 337، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب إتمام الصلاة (72)، الحديث (1061). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (133)، كتاب الموقيت (5)، باب صفة الصلاة (70)، الحديث (491). وقوله: "كان لا يصَبِّي رأسه ولا يقنعه" يقال: صبَّى الرجل رأسه يُصيبه إذا خفضه جدًا. وقوله: لا يقنعه معناه لا يرفعه، والإقناع رفع الرأس. (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 1/ 356). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 471، كتاب الصلاة (2)، باب افتتاح الصلاة (117)، الحديث (734) و (735). والترمذي إلى قوله: "فنحَّاهما عن جنبيه" في =

وفي رواية: "وإذا قعدَ في الركعتَيْنِ قعدَ على بَطْنِ قدمِهِ اليُسرى، ونصبَ اليُمنى وإذا كانَ في الرابعةِ أفْضى بوَرِكِهِ اليُسرى إلى الأرضِ وأخرجَ قَدَمَيْهِ مِنْ ناحيةٍ واحدة" (¬1). 566 - وعن وائل بن حُجْر: "أنَّهُ أبصَرَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم حِينَ قامَ إلى الصَّلاةِ رفعَ يدَيْهِ حتَّى كانتا بحِيالِ مَنْكِبَيْهِ، وحاذَى إبْهامَيْهِ أُذُنَيْهِ، ثمّ كبَّر" (¬2). وفي رواية: "يرفعُ إبْهامَيْهِ إلى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ" (¬3). 567 - وعن قَبيصة بن هُلْب، عن أبيه أنَّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَؤُمُّنا فيأخُذُ شِمالَهُ بيمينِهِ" (¬4). 568 - وعن رِفاعة بن رافِع أنَّه قال: "جاء رجُلٌ فصلَّى في المسجِدِ، ثمَّ جاءَ فسلَّمَ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال [لهُ] (¬5) النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أعِدْ صلاَتكَ فإنَّكَ لمْ تُصَلِّ. فقالَ: علِّمْني يا رسولَ اللَّه كيفَ أصلِّي. قال: إذا توجَّهْتَ إلى القِبلةِ فكبِّرْ، ثمَّ اقرأْ ¬

_ = السنن 2/ 45 - 46، كتاب الصلاة (2)، باب أنه يجافي يديه عن جنبيه في الركوع (193)، الحديث (260) وقال: (حديث حسن صحيح). (¬1) أخرجه: أبو داود في المصدر السابق 1/ 469، الحديث (731). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 465، كتاب الصلاة (2)، باب رفع اليدين في الصلاة (116)، الحديث (724)، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 25، كتاب الصلاة، باب من قال يرفع يديه حذو منكبيه. (¬3) أخرجه: أبو داود في المصدر نفسه 1/ 473، باب افتتاح الصلاة (117)، الحديث (737). والنَّسائي في المجتبى من السنن 2/ 123، كتاب الافتتاح (1)، باب موضع الإبهامين عند الرفع (5). واللفظ لأبي داود. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 226، 227، في مسند هُلْب الطائي رضي اللَّه عنه. والترمذي في السنن 2/ 32، كتاب الصلاة (2)، باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة (187)، الحديث (252)، وقال: (حديث حسن). وابن ماجه في السنن 1/ 266، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة (3)، الحديث (809). (¬5) ليس في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، وموجودة عند ابن حبَّان والحاكم في رواية.

بأُمِّ القرآنِ وما شاءَ اللَّه أنْ تقرأَ، فإذا ركَعْتَ فاجعَلْ راحتَيْكَ على رُكبتَيْكَ ومكِّنْ رُكُوعَكَ، وامدُدْ ظَهْرَكَ، فإذا رفعتَ فأقِمْ صُلْبَكَ، وارفَعْ رأسَكَ حتَّى ترجِعَ العِظامُ إلى مفاصِلِها، فإذا سَجَدْتَ فمكِّنْ للسُّجُودِ، فإذا رَفَعْتَ فاجلِسْ على فخذِكَ اليُسرى. ثمَّ اصْنَعْ ذلكَ في كُلِّ ركعةٍ وسَجْدَةٍ حتَّى تطمئنَّ" (¬1). وفي رواية: "إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فتوضَّأ كما أمرَكَ اللَّه، ثمَّ تشهَّدْ فأقِمْ (¬2)، فإنْ كانَ معكَ قُرآنٌ فاقْرَأْ، وإلَّا فاحْمَدِ اللَّه وكبِّرْهُ وهَلِّلْهُ، ثمَّ ارْكَعْ" (¬3). 569 - عن الفضل بن عبّاس أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم-: "الصَّلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ في كُلِّ ركعتَيْنِ، وتَخَشَّعُ، وتَضَرَّعُ، وتَمَسْكَنُ، ثمَّ تُقْنِعُ يدَيْكَ -يقول: ترفعُهما- إلى رَبِّكَ مُستقبلًا ببُطُونهِما وجهَكَ، وتقولُ: يا ربِّ يا ربِّ، ومَنْ لمْ يفعلْ ذلكَ فهو خِداجٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: الشافعي في الأم 1/ 102، كتاب الصلاة، باب من لا يحسن القراءة وأقل فرض الصلاة. وأحمد في المسند 4/ 340، في مسند رفاعة بن رافع الزرقي رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 305، كتاب الصلاة، باب في الذي لا يتم الركوع والسجود. وأبو داود في السنن 1/ 537 - 538، كتاب الصلاة (2)، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود (148)، الحديث (859). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 193، كتاب الافتتاح، باب الرخصة في ترك الذكر في الركوع. وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (131)، كتاب المواقيت (5)، باب صفة الصلاة (70)، الحديث (484). والحاكم في المستدرك 1/ 241 - 243، كتاب الصلاة، باب الأمر بالاطمئنان واعتدال الأركان في الصلاة. (¬2) في المطبوعة: (قائمًا)، والتصويب من مخطوطة برلين وسنن أبي داود والترمذي. (¬3) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 538، كتاب الصلاة (2)، باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود (148)، الحديث (861). والترمذي في السنن 2/ 102، كتاب الصلاة (2)، باب في وصف الصلاة (226)، الحديث (302)، وقال: (حديث حسن). (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 211 في مسند الفضل بن عباس رضي اللَّه عنه، وفي 4/ 167 في مسند المطلب عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم. والترمذي في السنن 2/ 225 - 226، كتاب الصلاة (2)، باب التخشع في الصلاة (283)، الحديث (385). وخداج: أي ناقص في الأجر والفضيلة.

10 - باب ما يقرأ بعد التكبير

10 - باب ما يقرأ بعد التكبير مِنَ الصِّحَاحِ: 570 - قال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يسكُتُ بينَ التكبير وبينَ القِراءةِ إسْكاتةً، فقلتُ: بأبي وأُمِّي يا رسولَ اللَّه، إسْكاتُكَ بينَ التكبيرِ وبينَ القِراءةِ ما تقولُ [فيه] (¬1)؟ قال: أقولُ: اللَّهمَّ باعِدْ بَيْني وبينَ خَطايايَ كما باعدْتَ بينَ المَشْرِقِ والمغْرِبِ، اللَّهمَّ نقِّني مِنَ الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهمَّ اغسِلْ خطايايَ بالماءِ والثلجَ والبَرَد" (¬2). 571 - وقال علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا قامَ إلى الصَّلاةِ قال -وفي رواية (¬3): كان إذا افتتحَ الصَّلاةَ كبَّرَ ثمَّ قالَ- وجَّهْتُ وجْهِيَ للذي فطرَ السَّماواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا مِنَ المُشركِينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحْيايَ ومَماتي للَّه رَبِّ العالمينَ لا شَريكَ لهُ وبذلكَ أُمِرْتُ وأنا مِنَ المُسلمينَ، اللَّهمَّ أنتَ الملِكُ لا إله إلَّا أنتَ، سُبحانكَ وبحمْدِكَ، أنتَ رَبِّيَ وأنا عبدُكَ، ظلمتُ نفسي واعترفْتُ بذَنْبي فأغْفِرْ لي ذنوبي جميعًا، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنتَ، واهْدِني لأحسَنِ الأخلاقِ، لا يهدي لأحسَنِها إلَّا أنتَ، واصْرِفْ عنِّي سَيِّئَها، لا يَصْرِفُ عنِّي سَيِّئَها إلَّا أنتَ، لبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، والشَّرُّ ليسَ إليكَ، أنا بكَ وإليْكَ، تبارَكْتَ وتعالَيْتَ، أستَغْفِرُكَ وأتُوبُ إليكَ. وإذا ركعَ قال: اللَّهمَّ ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند الشيخين، وهي من المطبوعة. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 227، كتاب الأذان (10)، باب ما يقول بعد التكبير (89)، الحديث (744). ومسلم في الصحيح 1/ 419، كتاب المساجد (5)، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة (27)، الحديث (147/ 598). (¬3) أخرجها مسلم في الصحيح 1/ 536، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (26)، الحديث (202/ 771).

لكَ ركَعْتُ، وبِكَ آمنْتُ، ولكَ أسْلَمْتُ، خشعَ لكَ سَمْعي، وبَصَري، ومُخِّي، وعَظْمي، وعَصَبي. وإذا رفعَ رأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قال: اللَّهمَّ ربَّنا لكَ الحَمْدُ مِلءَ السَّماواتِ والأرضِ وما بينهُما، ومِلءَ ما شِئْتَ مِنْ شيءٍ بعدُ. وإذا سجدَ قال: اللَّهمَّ لكَ سجَدْتُ، وبِكَ آمنْتُ، ولكَ أسلَمْتُ، سجَدَ وجْهِي للذي خلقَهُ وصَوَّرَهُ وشَق سَمْعَهُ وبصَرَهُ، فتباركَ اللَّه أحسنُ الخالِقينَ. ثمّ يكونُ مِنْ آخِرِ ما يقولُ بينَ التشَهُّدِ والتَّسْليمِ: اللهمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، وما أسْرَفْتُ، وما أنتَ أعلمُ بهِ منِّي، أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إله إلَّا أنتَ" (¬1). وفي رواية: والشرُّ ليسَ إليكَ، والمَهدِيُّ مَنْ هدَيتَ، أنا بكَ وإليكَ، لا مَنْجا مِنكَ ولا ملْجأ إلَّا إليكَ، تباركتَ [وتعالَيْتَ] (¬2) " (¬3). 572 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجُلًا جاءَ إلى الصَّلاةِ وقدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فقال: اللَّه أكبرُ، الحمدُ للَّه حَمدًا كثيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فيه. فلمَّا قضَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صلاتَهُ قال: أيُّكُمُ المُتَكَلِّمُ بالكلماتِ؟ لقدْ رأيتُ اثنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَها، أيُّهُمْ يرفعُها" (¬4). مِنَ الحِسَان: 573 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ قال: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدكَ، وتباركَ اسمُكَ، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 1/ 534 - 536، الحديث (201/ 771)، دون قوله: "سبحانك وبحمدك". وهذه اللفظة جاءت في رواية للشافعي في الأم 1/ 106، كتاب الصلاة، باب افتتاح الصلاة. (¬2) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة وعند الشافعي في الأم. (¬3) أخرجه الشافعي في المصدر نفسه. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 419 - 420، كتاب المساجد (5)، باب ما يقال بيت تكبيرة الإحرام والقراءة (27)، الحديث (149/ 600). قوله (حفزه): الحفز هو الحث والإعجال.

وتعالى جَدُّكَ [وجَلَّ ثناؤُكَ] (¬1) ولا إله غيرُك" (¬2) (ضعيف). 574 - عن جُبَيْر بن مُطْعِم: "أنَّهُ رأى رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلِّي صَلاةً قال: اللَّه أكبرُ كبيرًا، اللَّه أكبر كبيرًا، اللَّه أكبر كبيرًا، والحمدُ للَّه كثيرًا [ثلاثًا] (¬3)، وسُبحانَ اللَّه بُكرةً وأصيلًا -ثلاثًا- أعوذُ باللَّه مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، مِنْ نَفْخِهِ ونَفْثِهِ وهَمْزهِ" (¬4). 575 - عن سمرة بن جندب: "أنَّهُ حفِظَ عنْ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سكتتَيْنِ: سَكْتَةً إذا كَبَّرَ، وسَكْتَةً إذا فرغَ مِنْ قراءةِ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فصدَّقَهُ أُبيُّ بن كَعْب" (¬5). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، ولم يذكرها أحد ممّن خرّج الحديث. (¬2) أخرجه: أبو داود في السنن 1/ 491، كتاب الصلاة (2)، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك (122)، الحديث (776). والترمذي في السنن 2/ 11، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة (179)، الحديث (243). وابن ماجه في السنن 1/ 265، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب افتتاح الصلاة (1)، الحديث (806). والدارقطني في السنن 1/ 299، كتاب الصلاة، باب دعاء الاستفتاح بعد التكبير، الحديث (5)، وفي 1/ 301، الحديث (13). والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 34، كتاب الصلاة، باب الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك. (¬3) ساقط من المطبوعة. (¬4) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 80، 85 في مسند جبير بن مُطعم رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 1/ 486، كتاب الصلاة (2)، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (121)، الحديث (764). وبن ماجه في السنن 1/ 265، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب الاستعاذة في الصلاة (2)، الحديث (807). وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (123)، كتاب المواقيت (5)، باب فيما يستفتح الصلاة (61)، الحديث (443). والحاكم في المستدرك 1/ 235، كتاب الصلاة، باب دعاء افتتاح الصلاة، وقال: (صحيحِ الإسناد) وأقره الذهبي. وزادوا: "قال عمرو [الراوي]: هَمْزه المُوتَة، ونَفْثه الشِّعر، ونفْخه الكِبْر". وفي رواية أخرى لأحمد زيادة: "قلت: يا رسول اللَّه ما هَمْزه ونَفْثه ونَفْخه؟ قال: أما هَمْزه فالمُوتةُ التي تأخذ ابن آدم، وأما نَفْخه الكِبْر، ونَفْثه الشِّعر". والمُوتَة: نوع من الجنون والصرع يعتري الإنسان. (¬5) أخرجه: أحمد في المسند 5/ 7، 15، 20، 21، 23 في مسند سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن 1/ 283، كتاب الصلاة، باب في السكتتين. وأبو داود في =

11 - باب القراءة في الصلاة

576 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا نهضَ من الرَّكعةِ الثانيةِ استفتحَ القِراءةِ بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ولمْ يسكُتْ" (¬1). 11 - باب القراءة في الصلاة مِنَ الصِّحَاحِ: 577 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا صلاةَ لمْن لمْ يقرأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ" (¬2) ويروى: "لِمَنْ لمْ يقرأْ بأُمِّ القُرآنِ فصاعِدًا" (¬3). 578 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ صَلَّى صَلاةً لمْ يقرأْ فيها بأُمِّ القُرآنِ فهيَ خِداجٌ. ثلاثًا، ¬

_ = السنن 1/ 492 - 493، كتاب الصلاة (2)، باب السكتة عند الافتتاح (123). والترمذي في السنن 2/ 30 - 31، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في السكتتين في الصلاة (186)، الحديث (251)، وقال: (حديث حسن). وابن ماجه في السنن 1/ 275، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب في سكتتي الإمام (12)، الحديث (844). وابن حبان في صحيحه، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (124)، كتاب المواقيت (5)، باب السكتة في الصلاة (64)، الحديث (448). (¬1) أخرجه مسلم تعليقًا في الصحيح 1/ 419، كتاب المساجد. (5) باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة (27)، الحديث (148/ 599). وأخرجه موصولًا: الحاكم في المستدرك 1/ 215 - 216، كتاب الصلاة، باب إذا نهض في الثانية استفتح بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 196، كتاب الصلاة، باب في سكتتي الإمام، وصححه. (¬2) متفق عليه من رواية عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 236 - 237، كتاب الأذان (10)، باب وجوب القراءة. . . (95)، الحديث (756). ومسلم في الصحيح 1/ 295، كتاب الصلاة (4)، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (11)، الحديث (34/ 394). (¬3) أخرجه مسلم عن عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (36/ 394) و (37/ 394).

غيرُ تمامٍ. فقيلَ لأبي هريرة رضي اللَّه عنه: إنّا نكونُ وراءَ الإمام؟ قال: اقْرَأْ بها في نَفسِكَ، فإني سمعتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: قال اللَّهُ عزَّ وجلَّ: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْني وبينَ عَبْدي نِصْفَيْنِ، ولعَبْدِي ما سألَ، فإذا قالَ العبدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قالَ اللَّه: حَمَدني عَبْدي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قالَ اللَّه: أَثنَى عليَّ عَبْدي، وإذا قالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدي، وإذا قالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبَيْنَ عَبْدي ولعَبْدِي ما سألَ، وإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} قال: هذا لِعَبْدِي وَلعَبْدِي ما سألَ" (¬1). 579 - وعن أنس: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمرَ رضي اللَّه عنهما كانوا يفتَتِحُونَ الصَّلاةَ بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} " (¬2). 580 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أَمّنَ الإمامُ فَأمَّنُوا، فإنَّهُ مَنْ وافَقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائكةِ غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبِه" (¬3) وفي رواية "إذا أَمَّنَ القارِئُ فأمِّنُوا، فإنَّ الملائكةَ تؤمِّنُ، فمنْ وافَقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬4) وفي ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 296، كتاب الصلاة (4)، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (11)، الحديث (38/ 395). والخداج: النقصان (النووي، شرح صحيح مسلم 4/ 101). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 226 - 227، كتاب الأذان (10)، باب ما يقول بعد التكبير (89)، الحديث (743). ومسلم في الصحيح 1/ 299 - 300، كتاب الصلاة (4)، باب حجة من قال لايجهر بالبسملة (13)، الحديث (52/ 399). واللفظ للبخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 262، كتاب الأذان (10)، باب جهر الإِمام بالتأمين (111)، الحديث (780). ومسلم في الصحيح 1/ 307، كتاب الصلاة (4)، باب التسميع والتحميد والتأمين (18)، الحديث (72/ 410). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 200، كتاب الدعوات (80)، باب التأمين (63)، الحديث (6402).

رواية: "إذا قالَ الإمامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، فإنَّ الملائكةَ تقولُ: آمين، وإنَّ الإمامَ يقولُ: آمين، فمَنْ وافَقَ تأمينُهُ تأْمِينَ الملائكةِ غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬1). 581 - وعن أبي موسى الأشعري، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا صلَّيْتُمْ فأقِيمُوا صفوفَكُمْ، ثمَّ لْيُؤمَّكُمْ أحدُكُمْ، فإذا كَبَّرَ فكبِّرُوا، وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقُولُوا: آمين يُجِبْكُمُ اللَّه، فإذا كَبَّرَ وركعَ فكبِّرُوا وارْكَعُوا، وإِذا قالَ: سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَه فقولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، يسمَعُ اللَّه لَكُمْ" (¬2) وفي رواية: "وإذا قرأَ فأنْصِتُوا" (¬3). 582 - عن أبي قتادة: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقرأُ في الظُّهْرِ في [الرَّكعَتَيْنِ] (¬4) الأُولَيَيْنِ بأُمِّ الكِتابِ وسُورَتَيْنِ، وفي الرَّكعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ بأُمِّ الكِتابِ، ويُسْمِعُنا الآيةَ أحيانًا، ويُطيلُ (¬5) في الرَّكعةِ الأُولى ما لا يُطيلُ في الرَّكعةِ الثانية، وهكذا في العَصْرِ، وهكذا في الصُّبْحِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 266، كتاب الأذان (10)، باب جهر المأموم بالتأمين (113)، الحديث (782) دون قوله: "فإن الملائكة تقول: آمين وإن الإمام يقول آمين". وأخرجه بلفظه التام: أحمد في المسند 2/ 233، 270 في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 144، كتاب الافتتاح (11)، باب جهر الإمام بآمين (33). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 303 - 304، كتاب الصلاة (4)، باب التشهد في الصلاة (16)، الحديث (62/ 404). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (63/ 404). (¬4) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة وفي لفظ مسلم. (¬5) كذا في المطبوعة، وأما في مخطوطة برلين فاللفظ: (فيطول)، وهو لفظ البخاري. (¬6) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 260، كتاب الأذان (10)، باب يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب (107)، الحديث (776). ومسلم في الصحيح 1/ 333، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في الظهر والعصر (34)، الحديث (154/ 451) و (155/ 451).

583 - وقال أبو سعيد الخُدري: "كُنَّا نَحزرُ قِيامَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الظُّهْرِ والعَصْرِ، فَحَزَرْنَا قِيامَهُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ قَدْرِ قِراءةِ {الم (1) تَنْزِيلُ} السَّجْدَة -وفي رواية (¬1): في كُلِّ ركعةٍ قَدْرَ ثلاثينَ آيةً- وفي الأخْرَيَيْنِ قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ. وفي الرَّكعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ على قَدْرِ قِيامِهِ في الأُخْرَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وفي الأُخرَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ على النِّصْفِ مِنْ ذلك" (¬2). 584 - قال جابر بن سَمُرة: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في الظُّهْرِ بـ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} (¬3) -ويروى (¬4) بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (¬5) - وفي العَصْرِ نَحْو ذلك، وفي الصُّبْحِ أطولَ، مِنْ ذلك" (¬6). 585 - وقال جُبَيْر بن مُطْعِمْ: "سمعتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرَأُ في (¬7) المغرِب بالطُّور" (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 334، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في الظهر والعصر (34)، الحديث (157/ 452). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (156/ 452). (¬3) سورة الليل (92)، الآية (1). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 388، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في الصبح (35)، الحديث (171/ 460). (¬5) سورة الأعلى (87)، الآية (1). (¬6) أخرجه مسلم في المصدر السابق 1/ 337، الحديث (170/ 459). (¬7) في مخطوطة برلين: (قرأ)، وهو لفظ مسلم، وما أثبتناه من المطبوعة وهو لفظ البخاري. (¬8) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 247، كتاب الأذان (10)، باب الجهر في المغرب (99)، الحديث (765). ومسلم في الصحيح 1/ 338، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في الصبح (35)، الحديث (174/ 463).

586 - وقالت أم الفضل بنت الحارث: "سمعتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في المغربِ بـ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} (¬1) " (¬2). 587 - وقال جابر: "كانَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ يُصلِّي مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ثمّ يأْتِي قَوْمَهُ فيُصَلِّي بهِمْ، فصلَّى ليلةً مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم العِشَاءَ، ثمَّ أَتى قومَهُ فأمَّهُمْ فافتَتَحَ بسورةِ البَقرةِ، فانْحَرَفَ رجلٌ فسلَّمَ ثمّ صلَّى وحدَهُ وانصرفَ، فبلغَ ذلكَ مُعاذًا فقال: إنَّه مُنافِقٌ، فبلغَ ذلكَ الرجُلَ فأتَى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه، إنَّا قَوْمٌ نعملُ بأَيْدينا ونَسْقي بنواضِحِنا، وإنَّ مُعاذًا صلَّى بنا البارحةَ فقرأَ البقرةَ فتجوَّزْتُ، فزعم أنِّي مُنافِقٌ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يا معاذُ أَفَتَّانٌ أنتَ؟ -ثلاثًا- اقرأْ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (¬3) و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (¬4) ونحوهما" (¬5). 588 - وقال البراء: "سمعتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في العِشاءِ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} (¬6)، وما سمعتُ أحدًا أحسنَ صوتًا منهُ" (¬7). ¬

_ (¬1) سورة المرسلات (77)، الآية (1). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 246، كتاب الأذان (10)، باب القراءة في المغرب (98)، الحديث (763)، وفي 8/ 130، كتاب المغازي (64)، باب مرض النبي صلى اللَّه عليه وسلم ووفاته (83)، الحديث (4429). ومسلم في الصحيح 1/ 338، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في الصبح (35)، الحديث (173/ 462). (¬3) سورة الشمس (91)، الآية (1). (¬4) سورة الأعلى (87)، الآية (1). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 200، كتاب الأذان (10)، باب من شكا إمامه إذا طول (63)، الحديث (705)، وفي 10/ 515 - 516، كتاب الأدب (78)، باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولًا أو جاهلًا (74)، الحديث (6106). ومسلم في الصحيح 1/ 339 - 340، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في العشاء (36)، الحديث (178/ 465) و (النواضح): الإبل التي يُستسقى عليها. (¬6) سورة التين (95)، الآية (1). (¬7) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 250، كتاب الأذان (10)، باب الجهر =

589 - وقال جابر بن سَمُرة: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في الفَجْرِ بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (¬1) وَنَحْوِهَا" (¬2). 590 - وعن عمرو بن حُرَيْث رضي اللَّه عنه: "أنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في الفَجْرِ {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (¬3) " (¬4). 591 - وعن عبد اللَّه بن السَّائب رضي اللَّه عنه أنّه قال: "صلّى لنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الصُّبْحَ بمكَةَ، فاستفتحَ سُورَةَ (المُؤْمِنُونَ) حتَّى جاءَ ذِكْرُ موسى وهارونَ -أَو ذِكْرُ عيسى- أخذَتِ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم سَعْلَةٌ فَرَكَعَ" (¬5). 592 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَقْرَأُ في الفَجْرِ يومَ الجُمُعَةِ بـ {الم (1) تَنْزِيلُ} (¬6) في الرَّكْعَةِ الأُولَى، ¬

_ = في العشاء (100)، الحديث (767)، وفي 2/ 251، باب القراءة في العشاء (102)، الحديث (769)، وفي 13/ 518 كتاب التوحيد (97)، باب قول النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع سفرة، الكرام البررة. . . " (52)، الحديث (7546). ومسلم في الصحيح 1/ 339، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في العشاء (36)، الحديث (177/ 464). (¬1) سورة ق (50)، الآية (1). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 337، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في الصبح (35)، الحديث (168/ 458) و (169/ 458). (¬3) سورة التكوير (81)، الآية (17). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 336، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في الصبح (35)، الحديث (164/ 456). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 336، كتاب الصلاة (4) , باب القراءة في الصبح (35)، الحديث (163/ 456). (¬6) سورة السجدة (32)، الآيتان (1)، (2).

وفي الثانية: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} (¬1) " (¬2). 593 - وقال عُبَيْد اللَّه بن أبي رافع (¬3): "صلَّى لنا أبو هريرة رضي اللَّه عنه يومَ الجُمعة فقرأَ سُورةَ الجُمعةِ في السَّجْدَةِ الأُولَى، وفي الآخرة: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} (¬4)، فقال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ بهِمَا يومَ الجُمعة" (¬5). 594 - وقال النُّعمانُ بن بشير: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في العِيدَيْنِ وفي الجُمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (¬6) و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} (¬7)، وإذا اجتمعَ العيدُ والجُمعةُ في يومٍ واحدٍ قرأَ بهما في الصَّلاتَيْنِ" (¬8). 595 - و"سأل عمرُ بن الخطَّاب رضي اللَّه عنه أبا واقدٍ اللَّيْثيّ رضي اللَّه عنهما-: ما كانَ يَقرأُ بِهِ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم في الأضحى ¬

_ (¬1) سورة الإنسان (76)، الآية (1). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 377، كتاب الجمعة (11)، باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة (10)، الحديث (891). ومسلم في الصحيح 2/ 569، كتاب الجمعة (7)، باب ما يقرأ في يوم الجمعة (17)، الحديث (65/ 880) و (66/ 880). (¬3) ذكره خليفة بن خياط في كتاب الطبقات، ص (231)، في الطبقة الأولى من التابعين. (¬4) سورة المنافقون (63)، الآية (1). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 597 - 598، كتاب الجمعة (7)، باب ما يقرأ في صلاة الجمعة (16)، الحديث (61/ 877). (¬6) سورة الأعلى (87)، الآية (1). (¬7) سورة الغاشية (88)، الآية (1). (¬8) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 598، كتاب الجمعة (7)، باب ما يقرأ في صلاة الجمعة (16)، الحديث (62/ 878).

والفطرِ؟ فقال: كانَ يقرأُ فيهما بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (¬1) و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} (¬2) " (¬3). 596 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم قرأَ في ركعتي الفجرِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬4) ". 597 - وقال ابن عباس: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في ركعتي الفجر {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} (¬5) والتي في آل عمران {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (¬6) " (¬7). مِنَ الحِسَان: 598 - عن ابن عباس رضي اللَّهُ عنهما أنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم يَفتَتِحُ صلاتَهُ بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (ضعيف) (¬8) ". ¬

_ (¬1) سورة ق (50)، الآية (1). (¬2) سورة القمر (54)، الآية (1). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 607، كتاب صلاة العيدين (8)، باب ما يقرأ به في صلاة العيدين (3)، الحديث (14/ 891). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 502، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب ركعتي سنة الفجر. . . (14)، الحديث (98/ 726). (¬5) سورة البقرة (2)، الآية (136). (¬6) سورة آل عمران (3)، الآية (64). (¬7) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 502، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب ركعتي سنة الفجر. . . (14)، الحديث (100/ 727). (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، ذكره المزي في تحفة الأشراف 5/ 265 ضمن أطراف عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، الحديث (6537)، وقال أبو داود: (ضعيف)، وعزاه إلى أبي داود الزيلعي في نصب الراية 1/ 346 كتاب الصلاة، أحاديث البسملة، وقال: (رواه أبو داود في سننه. . .، وقال أبو داود: حديث ضعيف)، وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 234، كتاب الصلاة (4)، باب صفة الصلاة (4)، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = الحديث (350)، فقال: (وقال أبو داود: حديث ضعيف)، ولكنا لم نجده في نسخ سنن أبي داود المتوفرة لدينا وهي: نسخة بمقدمة للبنا الساعاتي، ونسخة بتحقيق عبد الحميد، ونسخة بتحقيق الدعاس، ونسخة مختصر سنن أبي داود للمنذري بتحقيق أحمد شاكر، وقد قال المزي في تحفة الأشراف 5/ 265 مما استدركه على أبي القاسم ابن عساكر عقب الحديث: (حديث أبي داود في رواية أبي الطيب بن الأشناني، ولم يذكره أبو القاسم) يعني ابن عساكر في الأطراف، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 14 أبواب الصلاة، باب من رأى الجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (181)، الحديث (245)، وقال: (هذا حديث ليس إسناده بذاك)، وأخرجه البزار في المسند، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 1/ 255، كتاب الصلاة، باب الجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، الحديث (526) ولفظه: "كان يجهر. . . "، وقال الهيثمي: (عند الترمذي أنه كان يفتتح الصلاة بها، لم يذكر الجهر، قال البزَّار: تفرّد به إسماعيل، وليس بالقوي في الحديث، وأبو خالد: أَحْسَبه الوالبي)، وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 80 - 81 ضمن ترجمة إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان (88)، وقال: (حديثه غير محفوظ، ويحكيه عن مجهول). وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 305 ضمن ترجمة إسماعيل بن حماد، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 304؛ كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في الصلاة. . . الحديث (8)، وأخرجه الحاكم في المستدرك ذكره الزيلعي في نصب الراية 1/ 345، فقال: (عند الحاكم في المستدرك عن عبد اللَّه بن عمرو بن حسان ثنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: "كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، انتهى. قال الحاكم: إسناده صحيح، وليس له علة! وقد احتج البخاري لسالم هذا، وهو ابن عجلان الأفطس، واحتج مسلم بشريك، انتهى. وهذا الحديث غير صريح. ولا صحيح، فأما كونه غير صريح، فإنه ليس فيه أنه: في الصلاة وأما غير صحيح، فإن عبد اللَّه بن عمرو بن حسان الواقعي كان يضع الحديث، قاله إمام الصنعة علي بن المديني، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: ليس بشيء، كان يكذب، وقال ابن عدي: أحاديثه مقلوبات، وفي قول الحاكم: احتج مسلم بشريك نظر، فإنه إنما روى له في "المتابعات" لا في "الأصول"). وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 234، الحديث (350)، وقال: وله طريق أخرى عند الحاكم. . .، وصححه وأخطأ في ذلك،. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 47 كتاب الصلاة، باب افتتاح القراءة في الصلاة. . .

599 - عن وائل بن حُجْر أنه قال: "سمعتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قرأَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقالَ: آمين مدَّ بها صوْتَهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) هذا الحديث جاء بخمسة ألفاظ، عن وائل بن حُجْر: (الأول): "قال آمين ومدَّ بها صوته"، (الثاني): "قال آمين ورفع بها صوته"، (الثالث): "قال آمين وأخفى بها صوته، أو خفض"، (الرابع): "قال آمين فسمعناها"، (الخامس): "فجهر بآمين". • أما اللفظ الأول فأخرجه: أحمد في المسند 4/ 316 ضمن مسند وائل بن حُجْر رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 27 أبواب الصلاة، باب ما جاء في التأمين (184)، الحديث (248). وأخرجه ابن حبان، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 236، كتاب الصلاة (4)، باب صفة الصلاة (4)، الحديث (353). وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 333 - 334، كتاب الصلاة (4)، باب التأمين في الصلاة. . .، الحديث (1). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 57، كتاب الصلاة، باب جهر الإمام بالتأمين. • وأما اللفظ الثاني فأخرجه: الدارمي في السنن 1/ 284، كتاب الصلاة، باب في فضل التأمين، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 574، كتاب الصلاة، باب التأمين وراء الإِمام (172)، الحديث (932). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 122، كتاب الافتتاح (11)، باب رفع اليدين حيال الأذنين (4). وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 334، كتاب الصلاة (4)، باب التأمين في الصلاة. . .، الحديث (2). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 57، كتاب الصلاة، باب جهر الإمام بالتأمين. • وأما اللفظ الثالث فأخرجه: أبو داود الطيالسي في المسند، ص (138) ضمن مسند وائل بن حجر رضي اللَّه عنه، الحديث (1024). وأخرجه أحمد في المسند 4/ 316، ضمن مسند وائل بن حُجْر رضي اللَّه عنه. وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 28، أبواب الصلاة، باب ما جاء في التأمين (184)، عقب الحديث (248)، وأخرجه أبو يعلى في المسند، عزاه إليه الزيلعي في نصب الراية 1/ 369 كتاب الصلاة، أحاديث التأمين. وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 334، كتاب الصلاة (4)، باب التأمين في الصلاة. . .، الحديث (4). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 232، كتاب التفسير، باب آمين بخفض الصوت. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 57، كتاب الصلاة، باب جهر الإمام بالتأمين.

600 - وعن أبي زهير النميري أنه قال: "خرجْنَا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ فأتَيْنَا على رجل قد أَلَحَّ في المسألةِ فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَوْجَبَ إن خَتَم! فقالَ رجلٌ من القومِ: بأيِّ شيءٍ يختمُ؟ قال: بآمين" (¬1). 601 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قرأَ في صلاةِ المغربِ بسورةِ الأعرافِ، فرَّقَها في ركعتين" (¬2). 602 - وقال عُقْبَة بن عامر: "كنتُ أقودُ لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ناقَتَهُ في السفرِ فقالَ لي: يا عقبةُ ألا أُعَلِّمُك خيرَ سورتينِ قُرِئَتَا؟ فَعَلَّمني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} قال: فَلَمْ يَرَنِي سُرِرْتُ بهما جدًا، فلمَّا نزلَ لصلاةِ الصبح صلى بهما صلاةَ الصبحِ (¬3) للناسِ، فلما فرغَ التفتَ إليَّ فقالَ: يا عقبةُ كيفَ رأيتَ" (¬4). ¬

_ = • وأما اللفظ الرابع فأخزجه: ابن ماجه في السنن 1/ 278، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب الجهر بآمين (14)، الحديث (855). • وأما اللفظ الخاص فأخرجه: أبو داود في السنن 1/ 574، كتاب الصلاة (2)، باب التأمين. . . (172)، الحديث (933). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 29، أبواب الصلاة، باب ما جاء في التأمين (184)، الحديث (249). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 577، كتاب الصلاة (2)، باب التأمين وراء الإمام (172)، الحديث (938)، والطبراني في المعجم الكبير 22/ 297، الحديث (756) ضمن قصَّة، والدولابي في الكِنى، ص 32، فيمن كنيته أبو زهير، وأخرجه ابن عبد البَرَّ في الاستيعاب 4/ 80 في الكنى، وقال: (وليس إسناد حديثه بالقائم. يقال اسمه فلان بن شرحبيل). (¬2) أخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 170، كتاب الافتتاح (11)، باب القراءة في المغرب. . . (67). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 392، كتاب الصلاة، باب من لم يطيق القراءة فيها بأكثر مما ذكرنا. (¬3) في مخطوطة برلين: (الفجر)، وهو لفظ النسائي والحاكم في رواية. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف 1/ 67، كتاب الصلاة، باب من كان يخفِّف القراءة في السفر. وأخرجه أحمد في المسند 4/ 149 - 150 ضمن مسند عقبة بن عامر رضي =

603 - وقال جابر بن سَمُرة: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في صلاةِ المغربِ ليلةَ الجمعةِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} " (¬1). 604 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "ما أُحصِي ما سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ في الركعتين بعدَ المغربِ وفي الركعتين قبلَ (¬2) صلاةِ الفجرِ بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬3). ¬

_ = اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 152، كتاب الصلاة (2)، باب في المعوذتين (354)، الحديث (1462). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 158، كتاب الافتتاح (11)، باب الفضل في قراءة المعوذتين (46). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 1/ 268، كتاب الصلاة، باب قراءة المعوذتين في الصلاة. . . (115)، الحديث (535). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 240، كتاب الصلاة، باب كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر. . . وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 394، كتاب الصلاة، باب في المعوذتين، وأخرج نحوه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (129)، كتاب المواقيت (5)، باب منه في القراءة في الصلاة (66)، الحديث (471). (¬1) أخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (146)، كتاب المواقيت (5)، باب فيما يقرأ في المغرب والعشاء ليلة الجمعة (94)، الحديث (552). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 391، كتاب الصلاة، باب قدر القراءة في المغرب، وذكره البغوي معلقًا في شرح السنة 3/ 81، باب القراءة في الصبح عقب الحديث (605)، فقال: (ورُوي عن جابر بن سمرة قال. . .). (¬2) العبارة في المطبوعة "بعد صلاة الفجر" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه كما في سنن الترمذي، والكامل لابن عدي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 296 - 297، أبواب الصلاة، باب ما جاء في الركعتين بعد المغرب. . . (319)، الحديث (431). وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 38، ضمن ترجمة عبد الملك بن الوليد بن معدان (994)، وقال: (لا يتابع عليه بهذا الإسناد). وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1945 - 1946 ضمن ترجمة عبد الملك بن الوليد بن معدان، وأخرج نحوه ابن ماجه في السنن 1/ 369، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما يقرأ في الركعتين بعد المغرب (111)، الحديث (1166)، دون ذكر ركعتي الفجر.

605 - وقال سليمانُ بن يسارٍ، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه (¬1): "ما صليتُ وراءَ أحدٍ أشبهَ صلاةً برسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من فلانٍ، قال سليمانُ (¬2): صليتُ خلْفَهُ فكانَ يُطيلُ الركعتينِ الأُوليَيْنِ من الظهرِ، ويُخَفِّفُ الأُخريينِ، ويُخَفِّف العصرَ ويقرأُ في الركعتينِ الأُوليينِ من المغربِ بِقِصَارِ المُفَصَّلِ، وفي العشاءِ بوسطِ المُفَصَّلِ، وفي الصبح بطِوال. المُفَصَّلَ" (¬3). 606 - وقال عبادة بن الصامت: "كنا خلفَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم في صلاةِ الفجرِ فقرأَ فَثَقُلَتْ عليهِ القراءةُ، فلمَّا فرغَ قالَ: لعلَّكم تَقْرَؤونَ خلفَ إمامِكُمْ، قلنَا: نعمْ يا رسولَ اللَّه، قال: لا تَفعلوا إلا بفاتِحَةِ الكتابِ، ¬

_ (¬1) عبارة المطبوعة: (رضي اللَّه عنهما) وليست في المخطوطة، وسليمان بن يسار ليس صحابيًا، بل هو تابعي جليل ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 331. (¬2) في مخطوطة برلين: (سليمان بن يسار). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 300، ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 167، كتاب الافتتاح (11)، باب تخفيف القيام والقراءة (61)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 270 - 271 مختصرًا إلى قوله: "ويخفف العصر"، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب القراءة في الظهر والعصر (7)، الحديث (827). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 1/ 261، كتاب الصلاة، باب ذكر الدليل على أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم إنما كان يقرأ بطولى الطوليين في الركعتين الأوليين من المغرب. . . (110)، الحديث (520). وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 214، كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة المغرب، مقتصرًا على القراءة في المغرب. وأخرجه ابن حبان بسند ابن خزيمة، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (127)، كتاب المواقيت (5)، باب منه في القراءة في الصلاة (66)، الحديث (463). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 388، كتاب الصلاة، جماع أبواب القراءة، طول القراءة وقصرها، و (المُفَصَّل) سُمّي مفصلًا لأن سورها قصار، كل سورة كفصل من الكلام، وهي من سورة الحجرات إلى البروج، وأما الأوساط: فمن البروج إلى سورة لم يكن، وأما القصار: فمن سورة لم يكن إلى آخر القرآن، هذا هو الذي عليه الجمهور.

فإنه لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بها (¬1) " وفي رواية قال: "وأنا أقولُ مالي يُنازِعُنِي القرآنُ! فلا تَقْرؤا بشيءٍ من القرآنِ إذا جهرتُ، إلا بِأُمِّ القرآنِ" (¬2). 607 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم انصرفَ من صلاةٍ جهرَ فيها بالقراءةِ، فقال: هل قرأَ معي منكم أحدٌ آنفًا؟ فقالَ رجلٌ: نعم يا رسولَ اللَّه، قال: إني أقولُ: ما لي أُنازَعُ القرآنَ! قال: فانتهى الناسُ عن القراءةِ مع النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فيما جهرَ فيه بالقراءة من الصلاةِ حينَ سَمِعُوا ذلكَ من رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 322 ضمن مسند عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 515، كتاب الصلاة (2)، باب من ترك القراءة. . . (136)، الحديث (823). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 311، أبواب الصلاة، باب ما جاء في القراءة خلف الإمام (232)، الحديث (311). وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 215، كتاب الصلاة، باب القراءة خلف الإمام، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 318، كتاب الصلاة (4)، باب وجوب قراءة أم الكتاب في الصلاة. . . الحديث (5). وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (127)، كتاب المواقيت (5)، باب القراءة في الصلاة (65)، الحديث (460). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 238، كتاب الصلاة، باب أم القرآن عوض من غيرها. . .، وأخرج نحوه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 141، كتاب الافتتاح (11)، باب قراءة أم القرآن خلف الإمام. . . (29). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 515 - 516، كتاب الصلاة (2)، باب من ترك القراءة. . . (136)، الحديث (824)، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 319، كتاب الصلاة (4)، باب وجوب قراءة أم الكتاب. . .، الحديث (9). وأخرج نحوه الحاكم في المستدرك 1/ 239، كتاب الصلاة، باب أم القرآن عوض من غيرها. . . (¬3) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 86 - 87، كتاب الصلاة (3)، باب ترك القراءة خلف الإمام. . . (10)، الحديث (44). وأخرجه أحمد في المسند 2/ 240، ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 516 - 517، كتاب الصلاة (2)، باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر (137)، الحديث (826). =

608 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ المُصلِّي يُنَاجي (¬1) ربَّه فلينظرْ ما يُناجيه به، ولا يجهرْ بعضُكم على بعضٍ بالقرآنِ" (¬2). 609 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إنّما جُعِلَ الإمامُ ليؤُتَمَّ بِهِ، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قرأَ فَأنصِتُوا" (¬3). ¬

_ = وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 118، أبواب الصلاة، باب (233)، وهو ما يلي باب ما جاء في القراءة خلف الإمام (232)، الحديث (312). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 140 - 141، كتاب الافتتاح (11)، باب ترك القراءة خلف الإمام. . . (28). وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (126)، كتاب المواقيت (5)، باب القراءة في الصلاة (65)، الحديث (454). وأخرج نحوه ابن ماجه في السنن 1/ 276، كتاب اقامة الصلاة. . . (5)، باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا (13)، الحديث (848). (¬1) كذا في مخطوطة برلين وعند مالك وأحمد، وفي المطبوعة (مناج) وهو لفظ البيهقي. (¬2) أخرجه مالك من رواية البياضي رضي اللَّه عنه في الموطأ 1/ 80، كتاب الصلاة (3)، باب العمل في القراءة (6)، الحديث (29)، وأخرجه أحمد من طريق مالك في المسند 4/ 344 ضمن مسند البياضي رضي اللَّه عنه. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 11 - 12 من طريق مالك، كتاب الصلاة، باب من لم يرفع صوته بالقراءة والبياضي هو عبد اللَّه بن الغنام، ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة 2/ 349، من القسم الأول. وأخرجه أحمد من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما في المسند 2/ 67 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 7/ 529، الحديث (20102) عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما. وأخرج نحوه الحاكم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المستدرك 1/ 235، كتاب الصلاة، باب إذا قام أحدكم يصلي إنما يقوم يناجي ربَّه. . .، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 7/ 439، الحديث (19674). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 420 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 404 - 405، كتاب الصلاة (2)، باب الإمام يصلي من قعودٍ (69)، الحديث (604). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 142، كتاب الافتتاح (11)، باب تأويل قوله عز وجل: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا =

610 - وقال عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى: "جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إني لا أستطيعُ أن آخُذَ من القرآنِ شيئًا فعلِّمْنِي ما يُجْزِئني، قالَ: قلْ سبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلا اللَّه، واللَّهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللَّه، قال: يا رسولَ اللَّه هذا للَّهِ فما لي؟ قال: قلْ اللَّهمَّ ارحمني وعافِنِي واهدِنِي وارزُقني" (¬1). 611 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (¬2) قال: سبحان ربي الأعلى" (¬3). ¬

_ = لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} [سورة الأعراف (7)، الآية (204)]. وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 327، كتاب الصلاة (4)، ذكر قوله صلى اللَّه عليه وسلم: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة. . .، الحديث (10). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 156 بزيادة بعده، كتاب الصلاة، باب من قال يترك المأموم القراءة فيما جهر فيه الإمام بالقراءة. وأخرج نحوه ابن ماجه في السنن 1/ 276، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب إذا قرأ الإمام فانصتوا (13)، الحديث (846) ولم يذكر فيه الإنصات. (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (109) ضمن مسند عبد اللَّه بن أبي أوفى رضي اللَّه عنه، الحديث (813). وأخرجه أحمد في المسند 4/ 353 ضمن مسند عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 521، كتاب الصلاة (2)، باب ما يجزئ الأميَّ. . . (139)، الحديث (832). وأخرجه النسائي في المجتبى، من السنن 2/ 143، كتاب الافتتاح (11)، باب ما يجزئ من القراءة لمن لا يُحْسِن القرآن (32)، وآخر روايته إلى قوله: "ولا قوة إلا باللَّه". وأخرجه ابن الجارود في المنتقى، ص 73 - 74، باب صفة صلاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، الحديث (189). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 223 - 224، باب صفة الصلاة، ذكر الخبر المدحض قول من أمر لمن لم يُحْسِن قراءة فاتحة الكتاب أن يقرأها بالفارسية، الحديث (1801). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 241، كتاب الصلاة، باب فضيلة سورة الإخلاص. (¬2) سورة الأعلى (87)، الآية (1). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 232 ضمن مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 549، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء في الصلاة (153)، الحديث (883). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 263 - 264، كتاب الصلاة، باب سبحان ربي الأعلى.

612 - ورُوِيَ عن أبي هريرة، رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قرأَ {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} (¬1) فليقلْ: بلى وأنا على ذلكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، ومَنْ قرأ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (¬2) فليقلْ: بلى، ومَنْ قرأَ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (¬3) فليقلْ آمَنَّا باللَّهِ" (¬4). 613 - وعن جابر أنه قال: "قرأ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على أصحابِهِ سورَةَ الرحمنِ فسكتوا، فقال: لقدْ قرأتُها على الجِنِّ فكانُوا أحسنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كلما أَتيتُ على قوله {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (¬5) قالوا: لا بشيءٍ من نِعَمِكَ رَبَّنا نكذبُ فَلَكَ الحَمْدُ" (¬6) (غريب). ¬

_ (¬1) سورة التين (95)، الآية (8). (¬2) سورة القيامة (75)، الآية (40). (¬3) سورة المرسلات (77)، الآية (50). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 249 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 550 - 551، كتاب الصلاة (2)، باب مقدار الركوع والسجود (154)، الحديث (887). وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 443، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة التين (84)، الحديث (3347) وساقه مختصرًا إلى قوله: "وأنا على ذلك من الشاهدين"، وعزاه المنذري في مختصر سنن أبي داود 1/ 423 للنسائي ولكن لم نجو الحديث في تحفة الأشراف 11/ 104 - 105 معزوًا إلى النسائي بل اقتصر في عزوه على أبي داود الترمذي، وكذلك في جامع الأصول 2/ 467، ولم نجده في المجتبى من السنن. (¬5) سورة الرحمن (55)، الآية (13). (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 399، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الرحمن (56)، الحديث (3291)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد)، وأخرج مثله البزار من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، ذكر الهيثمي في كشف الأستار 3/ 74، كتاب التفسير، باب سورة الرحمن، الحديث (2269)، وقال: (قال البزَّار: لا نعلمه يُروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم إلا بهذا الإسناد).

12 - باب الركوع

12 - باب الركوع مِنَ الصِّحَاحِ: 614 - قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أَقيموا الركوعَ والسجودَ فواللَّهِ إني لأراكم مِن بعدِي" (¬1). 614 ب- وقال البراء: "كانَ ركوعُ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وَسجودُهُ وجلوسُه بين السجدَتَيْن، وإذا رَفَعَ من الركوعِ ما خَلَا القيامَ والقُعُودَ، قريبًا من السَّواءِ" (¬2). 615 - وقال أنس: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا قالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حمدَهُ، قام، حتَّى نقول قد أَوْهَمَ، ثمَّ يسجدُ ويقعدُ بينَ السجدتينِ حتَّى نقولَ قد أوهمَ" (¬3). 616 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُكثرُ أن يقولَ في ركوعُهُ وسجودِهِ: سبحانَكَ اللَّهمَّ ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفرْ لي يَتَأوَّلُ القرآنَ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 225، كتاب الأذان (10)، باب الخشوع في الصلاة (88)، الحديث (742)، وقال في روايته: (وربما قال: من بعد ظهري). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 319 - 320، كثاب الصلاة (4)، باب الأمر بتحسين الصلاة. . . (24)، الحديث (110/ 425). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 276، كتاب الأذان (10)، باب حدِّ إتمام الركوع. . . (121)، الحديث (792). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 343، كتاب الصلاة (4)، باب اعتدال أركان الصلاة. . . (38)، الحديث (193/ 471). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 301، كتاب الأذان (10)، باب المكث بين السجدتين (145)، الحديث (821)، وفي روايته: (حتَّى يقول القائل: قد نسي). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 344، كتاب الصلاة (4)، باب اعتدال أركان الصلاة. . . (38)، الحديث (196/ 473). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 199، كتاب الأذان (10)، باب التسبيح والدعاء في السجود (139)، الحديث (817). وأخرجه مسلم في =

617 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ في ركوعِهِ وسجودِه: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكةِ والروحِ" (¬1). 618 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ألا إِني نُهيتُ أنْ أَقْرَأَ القرآنَ راكعًا أو ساجِدًا، فأمَّا الركوعُ فعظِّمُوا فيهِ الربَّ، وأمَّا السجودُ فاجتهدُوا في الدعاءِ فَقَمِنٌ أن يُستجَابَ لكم" (¬2). 619 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا قالَ الإمامُ: سمعَ اللَّهُ لِمَنْ حمدَهُ فقولُوا: اللهم رَبَّنا لك الحمدُ، فإنَّه مَن وافَقَ قولُه قولَ الملائكةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّم من ذنبِهِ" (¬3). 620 - وعن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إِذا رفعَ ظهرَه من الركوع قال: سمعَ اللَّهُ لمن حمدَه اللهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ ملء السماوات، وملءَ الأرضِ وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدٌ" (¬4). ¬

_ = الصحيح 1/ 350، كتاب الصلاة (4)، باب ما يقال في الركوع والسجود (42)، الحديث (217/ 484). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 353، كتاب الصلاة (4)، باب ما يقال في الركوع. . . (42)، الحديث (223/ 487). (¬2) أخرجه مسلم من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 1/ 348، كتاب الصلاة (4)، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع (41)، الحديث (207/ 479)، قوله: "قَمِن" أي جدير وخليق. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 283، كتاب الأذان (10)، باب فضل اللهم ربَّنا لك الحمد (125)، الحديث (796). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 306، كتاب الصلاة (4)، باب التسميع والتأمين. . . (18)، الحديث (71/ 409). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 346، كتاب الصلاة (4)، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (40)، الحديث (202/ 476).

621 - وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا رفعَ رأسهُ من الركوع، قال: ربَّنا لكَ الحمدُ ملءَ السماواتِ وملءَ الأرضِ وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ، أهلَ الثناءِ والمجدِ، أَحَقُّ ما قالَ العبدُ وَكُلُّنا لكَ عبدٌ، اللهم لا مانعَ لما أَعطيتَ ولا مُعطيَ لِمَا مَنعتَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منكَ الجدُّ" (¬1). 622 - عن رِفَاعة بن رافع أنه قال: "كنا نُصلِّي وراءَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فلما رفعَ رأسهُ من الركعةِ قال: سمعَ اللَّهُ لمن حَمدَه، فقالَ رجلٌ وراءَه: ربَّنا ولكَ الحمدُ كثيرًا طيبًا مباركًا فيهِ، فلما انصرفَ قال: مَن المُتَكلِّم؟ رأيتُ بضعةً وثلاثينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَها أَيُّهُم يكتبُها أَوَّلُ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 623 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تُجْزِئُ صلاةُ الرجلِ حتَّى يُقيمَ ظهرَهُ في الركوعِ والسجودِ" (¬3) (صحيح). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 347، كتاب الصلاة (4)، باب ما يقول إذا رفع رأسه. . . (45)، الحديث (205/ 477)، قوله: "ولا ينفع ذا الجد" أي لا ينفع ذا الغنى منك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك. (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 284، كتاب الأذان (10)، باب (126)، وهو ما يلي باب فضل "اللهم ربَّنا لك الحمد" (125)، الحديث (799). (¬3) أخرجه أحمد من رواية أبي مسعود البدري الأنصاري رضي اللَّه عنه في المسند 4/ 122 ضمن مسند أبي مسعود رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 533 - 534، كتاب الصلاة (2)، باب صلاة من لايقيم صُلْبَه. . . (148)، الحديث (855). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 51، أبواب الصلاة، باب ما جاء فيمن لا يقيم صلبه. . . (196)، الحديث (265). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 183، كتاب التطبيق (12)، باب إقامة الصلب في الركوع (88). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 282، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب الركوع في الصلاة (16)، الحديث (870). وأخرجه ابن حبان في الصحيح (بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان) 3/ 280، كتاب الصلاة، باب الإخبار عن نفي صلاة المرء إذا لم يقم أعضاءه. . .، الحديث (1883).

624 - عن عُقْبة بن عامر أنه قال: "لما نَزلَتْ {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (¬1) قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اجعلُوهَا في ركوعِكُم فلما نزلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (¬2) قال: اجْعَلُوهَا في سجودِكم" (¬3). 625 - عن عبد اللَّه بن مسعودٍ، أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا ركعَ أحدُكم فقالَ في ركوعِهِ: سبحانَ ربي العظيمِ ثلاثَ مراتٍ، فقد تَمَّ ركوعُه وذلك أَدناهُ، وإذا سجدَ فقالَ في سجودِه: سبحانَ ربي الأعلى ثلاثَ مراتٍ، فقد تمَّ سجودُه وذلكَ أَدناه" (¬4) (ليس بمتصلٍ). ¬

_ (¬1) سورة الواقعة (56)، الآية (74). (¬2) سورة الأعلى (87)، الآية (1). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 155 ضمن مسند عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه. وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 299، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 542، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول الرجل في ركوعه. . . (151)، الحديث (869). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 286، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب التسبح في الركوع والسجود (20)، الحديث (887). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 283، كتاب الصلاة، باب ذكر الأمر بالتسبح للَّه جل وعلا في الركوع. . .، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 477، كتاب التفسير، باب تفسير سورة الواقعة. (¬4) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 89، كتاب الصلاة، الباب السادس في صفة الصلاة، الحديث (249). وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 550، كتاب الصلاة (2)، باب مقدار الركوع. . . (154)، الحديث (886)، وقال: (هذا مرسل: عون لم يُدرِك عبد اللَّه). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 46 - 47، أبواب الصلاة، باب ما يقال في التسبيح في الركوع. . . (194)، الحديث (261)، وقال: (حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل، عونُ بن عبد اللَّه بن عتبة لم يَلْقَ ابنَ مسعود). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 287 - 288، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب التسبيح في الركوع (20)، الحديث (890). وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 343، كتاب الصلاة (4)، باب صفة ما يقول المصلي عند ركوعه. . .، الحديث (8).

13 - باب السجود وفضله

626 - عن حذيفة رضي اللَّه عنه: "أنَّه صلى مع النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فكانَ يقولُ في ركوعِهِ: سبحانَ ربي العظيمِ، وفي سجودِهِ: سبحانَ ربي الْأَعلى، وما أَتَى على آيةِ رحمةٍ إلَّا وقفَ وسألَ، وما أَتى على آيةِ عذابٍ إلا وقفَ وتَعَوَّذَ" (¬1) صَحيح. 13 - باب السجود وفضله مِنَ الصِّحَاحِ: 627 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أُمِرْت أن أسجدَ على سبعةِ أَعْظُمٍ: على الجبهةِ واليدينِ والركبتينِ وأطرافِ القدمينِ ولا نَكفِتَ الثيابَ والشَّعْرَ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (56) ضمن مسند حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه، الحديث (416). وأخرجه أحمد في المسند 5/ 382 ضمن مسند حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه. وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 299، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 543، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول الرجل في ركوعه. . . (151)، الحديث (871). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 48، أبواب الصلاة، باب ما جاء في التسبح في الركوع. . . (194)، من طريق أبي داود الطيالسي، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وأخرجه النسائي مختصرًا في المجتبى من السنن 2/ 190، كتاب التطبيق (12)، باب الذكر في الركوع (9)، إلى قوله: "سبحان ربي الأعلي" ومثله أيضًا. أخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 287، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب التسبح في الركوع. . . (20) , الحديث (888). (¬2) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 297، كتاب الأذان (10)، باب السجود على الأنف (134)، الحديث (812). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 354، كتاب الصلاة (4)، باب أعضاء السجود والنهي عن كفِّ الشعر. . . (44) ,الحديث (230/ 490)، قال في شرح السنة 3/ 137: (قوله: "ونُهي أن يكفت. . . " أي يضم ويجمع).

628 - وقال: "اعتدلُوا في السجود ولا يبسُطْ أحدُكم ذراعَيْهِ انبساطَ الكلبِ" (¬1). 629 - وعن البَرَاء بن عازِب أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا سجدتَ فضعْ كفيْكَ وارفَعْ مِرْفَقَيكَ" (¬2). 630 - وقالت ميمونة: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا سجدَ جافَى بينَ يديهِ، حتَّى لو أنَّ بُهْمَةً أرادَتْ أن تمرَّ تحتَ يديْهِ لَمَرَّتْ" (¬3). 631 - وقال عبد اللَّه بن بُحَيْنَة: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا سجدَ فرَّج بينَ يديهِ، حتَّى يبدُوَ بياضُ إبْطَيْهِ" (¬4). 632 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ في سجودِهِ: اللهم اغفرْ في ذنبي كلَّه، دِقَّه وَجِلَّه، وأَوَّلَه وآخرَه، وعلانيتَه وسِرَّه" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 301، كتاب الأذان (10)، باب لا يفترش ذراعيه في السجود. . . (141)، الحديث (822). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 355، كتاب الصلاة (4)، باب الاعتدال في السجود. . . (45)، الحديث (223/ 493). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 356، كتاب الصلاة (4)، باب الاعتدال في السجود. . . (45)، الحديث (234/ 494). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 357، كتاب الصلاة (4)، باب ما يجمع صفة الصلاة. . . (46)، الحديث (237/ 496)، دون ذكر عبارة المُجَافاة. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 554 - 555، كتاب الصلاة (2)، باب صفة السجود (158)، الحديث (898)، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 496، كتاب الصلاة (8)، باب يُبدي ضَبُعَيه. . . (27)، الحديث (390). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 356، كتاب الصلاة (4)، باب ما يجمع صفة الصلاة. . . (46)، الحديث (235/ 495). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 350، كتاب الصلاة (4)، باب ما يقال في الركوع. . . (42)، الحديث (216/ 483).

633 - وقالت عائشة: "فقدتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ليلةً من الفِراشِ فالتمستُهُ، فوَقَعَتْ يدي على بطنِ قدميْهِ -وهو في المسجدِ- وهما منصوبتان، وهو يقول: اللهم إني أَعوذُ برضاكَ من سخطكَ، وبمعافاتِكَ من عقوبَتِكَ، وأَعوذ بكَ منكَ، لا أُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أَثنيتَ على نفسك" (¬1). 634 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أقربُ ما يكونُ العبدُ مِنْ (¬2) ربِّه وهو ساجدٌ فأكثِروا الدعاء" (¬3). 635 - وقال: "إذا قرأَ ابنُ آدمَ السجدةَ فسجدَ، اعتزلَ الشيطانُ يبكي يقولُ: يا ويلتى أُمِرَ ابنُ آدمَ بالسجودِ فسجدَ فلهُ الجنةُ، وأُمِرْتُ بالسجودِ فأبيْتُ فلي النارُ" (¬4). 636 - قال ربيعة بن كعب الأسلمي: "كنتُ أبيتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فآتيهُ بِوَضُوئهِ وحاجتِهِ، فقالَ لي: سَلْ، فقلْتُ: أسألُكَ مرافقتَكَ في الجنّةِ، قالَ: أَوَ غَيْرَ ذلكَ؟ فقلتُ: هو ذاكَ، قال: فأَعِنِّي على نفسِكَ بكثرةِ السجودِ (¬5) للَّهِ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 352، كتاب الصلاة (4)، باب ما يقال في الركوع. . . (42)، الحديث (222/ 486). (¬2) تصحّفت في المطبوعة إلى (إلى)، والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬3) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 350، كتاب الصلاة (4)، باب ما يقال في الركوع. . . (42)، الحديث (215/ 482). (¬4) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 1/ 87، كتاب الإيمان (1)، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة (35)، الحديث (133/ 81). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 353، كتاب الصلاة (4)، باب فضل السجود. . . (43)، الحديث (489/ 226). قوله: "بِوَضوئه بفتح الواو، أي ماء وُضُوئه وطهارته.

637 - وقال مَعْدَان بن أبي طلحة (¬1): "لقيتُ ثوبانَ مَوْلَى رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم فقلتُ: أخبِرني بعمل يُدخلني اللَّهُ به الجنةَ؟ فقال: سألتُ عن ذلكَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: عليكَ بكثرةِ السجودِ للَّهِ، فإنَّك لا تسجدُ للَّهِ سجدةً إلا رفعكَ اللَّهُ بها درجةً وحطَّ عنكَ بها خطيئة" (¬2). مِنَ الحِسَان: 638 - عن وائل بن حُجْر أنه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا سجدَ وضعَ ركبتيهِ قَبْلَ يديهِ، وإذا نهضَ رفعَ يديهِ قبلَ ركبتيهِ" (¬3). 639 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "إذا سجدَ أحدُكم فلا يَبْرُكْ كما يبرُكُ البعيرُ وَلْيَضَعْ يديهِ قبلَ ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (رضي اللَّه عنه) ومعدان ليس بصحابي، ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 263، وقال: (شامي ثقةٌ). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 353، كتاب الصلاة (4)، باب فضل السجود (43)، الحديث (225/ 488). (¬3) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 303، كتاب الصلاة باب أول ما يقع من الإنسان على الأرض، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 524، كتاب الصلاة (2)، باب كيف يضع ركبتيه. . . (141)، الحديث (838). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 56، أبواب الصلاة، باب ما جاء في وضع الركبتين. . . (199)، الحديث (268). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 205، كتاب التطبيق (12)، باب رفع اليدين للسجود (36). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 286، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب السجود (19)، الحديث (882). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 1/ 319، كتاب الصلاة، باب البدء برفع اليدين من الأرض. . . (173)، الحديث (629). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 1/ 291، كتاب الصلاة، ذكر ما يُستحب للمصلي من وضع الركبتين. . .، الحديث (1903).

ركبتيهِ" (¬1) [قال الشيخُ رحمهُ اللَّه] (¬2): وحديثُ وائل بن حُجْر أثبتُ من هذا! وقيل: هذا منسوخٌ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 381 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 303، كتاب الصلاة، باب أول ما يقع من الإنسان على الأرض. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 525، كتاب الصلاة (2)، باب كيف يضع ركبتيه. . . (141)، الحديث (840). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 57 - 58، أبواب الصلاة، باب (200)، وهو ما يلي باب ما جاء في وضع الركبتين (199)، الحديث (269). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 207، كتاب التطبيق (12)، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان. . . (38). وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 255، باب ما يبدأ بوضعه في السجود. . .، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 344 - 345، كتاب الصلاة (4)، باب ذكر الركوع والسجود. . .، الحديث (3). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 99، كتاب الصلاة، باب من قال: يضع يديه قبل ركبتيه. (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين. (¬3) القول في نسخ الحديث هو لابن خزيمة، ذكره في الصحيح 1/ 318، كتاب الصلاة، باب ذكر خبر روي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم في بدئه بوضع اليدين قبل الركبتين عند إهوائه إلى السجود منسوخُ. . . (171)، ولكن قال ابن حجر في فتح الباري 2/ 291: (هذه من المسائل المختلف فيها. قال مالك: هذه الصفة أحسن في خشوع الصلاة -أي البدء باليدين- وبه قال الأوزاعي، وفيه حديث عن أبي هريرة رواه أصحاب السنن، وعُورِض بحديث عنه أخرجه الطحاوي، وقد روى الأثرم حديث أبي هريرة: "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يبرك بروك الفحل" ولكن إسناده ضعيف. وعند الحنفية والشافعية الأفضل أن يضع ركبتيه ثم يديه، وفيه حديث في السنن أيضًا عن وائل بن حُجْر قال الخطابي: هذا أصح من حديث أبي هريرة، ومن ثَمَّ قال النووي: لا يظهر ترجيحُ أحدِ المذهبينِ على الآخر من حيث السنة، اهـ. وعن مالك وأحمد رواية بالتخيير، وادعى ابن خزيمة أن حديث أبي هريرة منسوخُ بحديث سعد قال: "كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأمرنا بالركبتين قبل اليدين" وهذا لو صحَّ لكان قاطعًا للنزاع، لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، وهما ضعيفان. وقال الطحاوي: مقتضى تأخير وضع الرأس عنهما في الانحطاط ورفعه قبلهما أن يتأخر وضع اليدين عن الركبتين لاتفاقهم على تقديم اليدين =

640 - قال ابن عباس رضي اللَّه عنه: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ بين السجدتينِ: اللهم اغفِرْ لي وارحَمْنِي واهدِنِي وعافِني وارزقني" (¬1). 641 - وعن حذيفة: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ بينَ السجدتينِ: رب اغفرْ لي" (¬2). ¬

_ = عليهما في الرفع. وأبدى الزين بن المنير لتقديم اليدين مناسبة وهي أن يلقى الأرض عن جبهته ويعتصم بتقديمهما على إيلام ركبتيه إذا جثا عليهما. واللَّه أعلم). ولم يخرِّج الحازمي حديث أبي هريرة في كتابه الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ضمن مِظنَّته: باب ما جاء في التطبيق في الركوع، ص 84 - 86. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 371 ضمن مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 530 - 531، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء بين السجدتين (145)، الحديث (850). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 76، أبواب الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين (211)، الحديث (284). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 290، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما يقول بين السجدتين (23)، الحديث (898). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 262، كتاب الصلاة، باب الدعاء بين السجدتين. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 122، كتاب الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 398 ضمن مسند حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه برواية مطوَّلة. وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 303 - 304، كتاب الصلاة، باب القول بين السجدتين، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 544 - 545، كتاب الصلاة (22)، باب ما يقول الرجل في ركوعه. . . (151)، الحديث (874) برواية مطوَّلة، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 231، كتاب التطبيق (12)، باب الدعاء بين السجدتين (86)، برواية مطولة، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 289، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما يقول بين السجدتين (23)، الحديث (897). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 271، كتاب الصلاة، باب الدعاء بين السجدتين. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 121 - 122، من طريق أبي داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول بين السجدتين.

14 - باب التشهد

14 - باب التشهد مِنَ الصِّحَاحِ: 642 - قال ابن عمر: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا قعدَ في التشهدِ وضعَ يدَهُ اليُسرى على ركبتِهِ اليُسرى، ووضعَ يدَهُ اليُمْنَى على ركبتِهِ اليُمْنَى، وعقدَ ثلاثةً وخمسينَ وأشارَ بالسَّبَّابَةِ" (¬1) وفي رواية: "وضعَ يديهِ على ركبتيْهِ، ورفعَ إصبَعَهُ التي تلي الإبهامَ اليُمنى يدعو بها، ويدُه اليُسرى على ركبتِهِ باسِطَها عليها" (¬2). 643 - عن عبد اللَّه بن الزبير أنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا قعدَ يدعو وضعَ يده اليُمنى على فخذِه ويدَه اليُسرى على فخذِه اليُسرى، وأشارَ بإصبعهِ السبابةِ، ووضعَ إبهامَه على إصبعِهِ الوسطى، ويُلْقِمُ كفَّه اليُسرى ركبتَه" (¬3). 644 - قال عبد اللَّه بن مسعود: "كنا إذا صلينا معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قلنا: السلامُ على اللَّهِ -قبلَ عبادِهِ- السلامُ على جبريلَ، السلامُ على ميكائيلَ، السلامُ على فلانٍ فلما انصرفَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، أَقْبَلَ علينا بوجهِهِ فقال: لا تقولوا السلامُ على اللَّه، فإنَّ اللَّهَ هو السلامُ، فإذا جلسَ أحدُكم في الصلاةِ فليقلْ: التحياتُ للَّهِ والصلواتُ والطيباتُ، السلامُ عليكَ أيها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّه وبركاتُهُ، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّه الصالحينَ، فإنه إذا قالَ ذلك، أصابَ كلَّ عبدٍ صالحٍ في السماءِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 408، كتاب المساجد. . . (5)، باب صفة الجلوس. . . (21)، الحديث (115/ 580). قوله: "وعقد ثلاثة وخمسين" وهو أن يعقد الخِنصر والبنصر، ويرسل المُسبِّحة، ويضم الإبهام إلى أصل المسبِّحة. (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (114/ 580). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 408، كتاب المساجد. . . (5)، باب صفة الجلوس. . . (21)، الحديث (113/ 579).

والأرض- أشهدُ أن لا إله إلا اللَّهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه، ثمَّ ليتخَيَّرْ من الدعاءِ أعجبَهُ إليه فيدعوهُ" (¬1). 645 - وقال عبد اللَّه بن عباس: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يعلِّمنا التشهدَ كما يعلِّمنا السورةَ من القرآنِ فكانَ يقولُ: التحياتُ المباركاتُ الصلواتُ الطيباتُ للَّهِ، سلامٌ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللَّه وبركاتُهُ، سلامٌ علينا وعلى عبادِ اللَّه الصالحينَ، أشهدُ أنْ لا إله إلا اللَّهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللَّهِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 646 - عن وائل بن حُجْر رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "ثم جلسَ فافترشَ رجلَهُ اليُسرى، ووضعَ يدَه اليُسرى على فخذِهِ اليُسرى، وحدَّ مِرْفقَه اليُمنى على فخذِه اليُمنى، وقبضَ ثِنتينِ، وحلَّق حلقةً ثم رفعَ إصبعَهُ، فرأيتُهُ يُحركُها يدعو بها" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 13، كتاب الاستئذان (79)، باب السلام اسم من أسماء اللَّه تعالى. . . (3)، الحديث (6230)، سوى قوله: "لا تقولوا السلام على اللَّه" وقوله: "ثم ليتخيَّر من الدعاء. . . " فلم يذكر في هذا الموضع وإنما ذكرا برواية ثانية في الصحيح 2/ 320، كتاب الأذان (10)، باب ما يتخيَّر من الدعاء (150)، الحديث (835). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 301 - 302، كتاب الصلاة (4)، باب التشهد في الصلاة (16)، الحديث (55/ 402). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 302 - 303، كتاب الصلاة (4)، باب التشهد في الصلاة (16)، الحديث (60/ 403)، وقال الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 287: (ولم أجد في "الصحيحين" ولا في "الجمع بين الصحيحين" سلام عليك - وسلام علينا). وقال ابن الأثير الجزري في جامع الأصول 5/ 395، الحديث (3544): (أخرجه مسلم، وأبو داود والترمذي إلا أن الترمذي قال: "سلامٌ عليك - سلامٌ علينا" بغير ألف ولام)، وقد أخرجه الترمذي في السنن 2/ 83، أبواب الصلاة، باب (216)، وهوما يلي ما جاء في التشهد (215)، الحديث (290). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 318 ضمن مسند وائل بن حُجْر رضي اللَّه عنه. وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 314 - 315، كتاب الصلاة، باب صفة صلاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، =

647 - وعن عبد اللَّه بن الزبير: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يشيرُ بإصبعِهِ إذا دعا، ولا يُحَرِّكُها ولا يجاوزُ بصرُه إشارَتَهُ" (¬1). 648 - عن أبي هريرة: "أنَّ رجلًا كانَ يدعو بإصبَعَيْهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: أَحِّدْ أَحِّدْ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 587، كتاب الصلاة (2)، باب كيف الجلوس في التشهد (108)، الحديث (957). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 37، كتاب السهو (13)، باب قبض الثنتَيْن من أصابع اليد اليمنى. . . (34)، وأخرج نحوه الترمذي في السنن 2/ 85 - 86، أبواب الصلاة، باب ما جاء كيف الجلوس. . . (218)، الحديث (292)، وأخرج نحوه ابن ماجه مختصرًا في السنن 1/ 295، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب الإشارة في التشهد (27)، الحديث (912)، فذكر كيفية التحليق فقط. وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 1/ 354، كتاب الصلاة، باب صفة وضع اليدين على الركبتَيْن في التشهد. . . (223)، الحديث (714). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 132 من طريق ابن خزيمة كتاب الصلاة، باب من روى أنه أشار بها، ولم يحركها. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 3 ضمن مسند عبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 604، كتاب الصلاة (2)، باب الإشارة في التشهد (186)، الحديث (990). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 39، كتاب السهو (13)، باب موضع البصر عند الإشارة. . . (39). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 1/ 355، كتاب الصلاة، باب النظر إلى السَّبَّابة. . . (226)، الحديث (718). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 308، كتاب الصلاة، باب ذكر وصف ما يجعل المرء أصابعه عند الإِشارة. . .، الحديث (1935). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 132، كتاب الصلاة، باب السنة في أن لا يجاوز بصره إشارته. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 520 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 557، كتاب الدعوات (49)، باب (105)، وهو مما يلي باب في دعاء النبي صلى اللَّه عليه وسلم (103)، الحديث (3557). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 38، كتاب السهو (13)، باب النهي عن الإشارة بأصبعين. . . (37). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 536، كتاب الدعاء، باب رفع اليدين عند الدعاء، وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 288 للبيهقي في الدعوات الكبير.

649 - وعن ابن عمر أنه قال: "نهى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن يجلسَ الرجلُ في الصلاةِ وهو معتمدٌ على يديه" (¬1) ويروى عنه: "نهى أن يعتَمِدَ الرجلُ على يديهِ إذا نهضَ في الصلاةِ" (¬2). 650 - قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في الركعتين الأُوليينِ كأنه على الرضْفِ حتَّى يقومَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 2/ 197، كتاب الصلاة، باب الرجل يجلس معتمدًا على يديه. . .، الحديث (3054). وأخرجه أحمد في المسند 2/ 147 من طريق عبد الرزاق، ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 604، كتاب الصلاة (2)، باب كراهية الاعتماد على اليد. . . (187)، الحديث (992) من طريق عبد الرزاق. وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 1/ 343 - 344، كتاب الصلاة، باب الزجر عن الاعتماد على اليد. . . (211)، الحديث (692) من طريق عبد الرزاق. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 135، كتاب الصلاة، باب الاعتماد بيديه على الأرض. . .، من طريق عبد الرزاق. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 605، كتاب الصلاة (2)، باب كراهية الاعتماد على اليد. . . (187)، ضمن الحديث (992). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 135، بسند أبي داود، كتاب الصلاة، باب الاعتماد بيديه على الأرض. . . (¬3) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 96، كتاب الصلاة، الباب السادس في صفة الصلاة، الحديث (274). وأخرجه أبو داود الطيالسي في: المسند، ص (44) ضمن مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، الحديث (331). وأخرجه أحمد في المسند 1/ 386 ضمن مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 606، كتاب الصلاة (2)، باب في تخفيف القعود (188)، الحديث (995). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 202، أبواب الصلاة، باب ما جاء في مقدار القعود. . . (270)، الحديث (366). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 243، كتاب التطبيق (12)، باب التخفيف في التشهد الأول (105). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 269، كتاب الصلاة، باب صيغ الصلاة بعد التشهد. و (الرضف): الحجارة المُحْماة على النار.

15 - باب الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وفضلها

15 - باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وفضلها مِنَ الصِّحَاحِ: 651 - قال كعب بن عجرة: "سَألْنا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقُلْنا: يا رسولَ اللَّه! كيف الصلاةُ عليكم أهْلَ البَيْتِ، فإنَّ اللَّه تعالى قد علَّمنا كيف نُسَلِّمُ عليكَ؟ قالَ: قولوا اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ إنّك حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهمَّ بارِكْ على محمد وعلى آل محمد كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ إنك حَميدٌ مَجيدٌ" (¬1). 652 - وعن أبي حُمَيدٍ السَّاعِدِيّ رضي اللَّه عنه أنه قال: "قالوا يا رسولَ اللَّهِ! كيفَ نُصَلِّي عليكَ؟ قالَ: قولوا اللَّهمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وأزواجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ، وبارِكْ على محمَّدٍ وأزواجِهِ وذُرِّيَّتهِ كما باركتَ على إبراهيم، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ" (¬2). 653 - وقالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صلاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه عَشْرًا" (¬3). مِنَ الحِسَان: 654 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 408، كتاب الأنبياء (60)، باب (10)، الحديث (3370)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 305، كتاب الصلاة (4)، باب الصلاة على النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعد التشهد (17)، الحديث (66/ 406). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 169، كتاب الدعوات (80)، باب هل يُصَلَّى على غير النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم (33)، الحديث (6360). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 306، كتاب الصلاة (4)، باب الصلاة على النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعد التشهد (17)، الحديث (69/ 407). (¬3) أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 306، كتاب الصلاة (4)، باب الصلاة (4) على النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعد التشهد (17)، الحديث (70/ 408).

صلاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطيئاتٍ، ورُفِعَتْ لهُ عَشْرُ دَرَجاتٍ" (¬1). 655 - وقال: "إنَّ أَوْلَى الناسِ بي يَوْمَ القِيامَةِ أكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً" (¬2). 656 - وقال: "إنَّ لِلَّهِ مَلائِكةَ سَيَّاحِينَ في الْأَرْضِ يُبَلِّغُوني عَنْ أُمَّتي السَّلامَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في المجتبى من السنن 3/ 50، كتاب السهو (13)، باب الفضل في الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (55). وأخرجه أحمد في المسند 3/ 102، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص (219)، باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (643) وأخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث 2/ 169، كتاب ثواب الأعمال، الحديث (2001)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن 595، كتاب الأدعية، باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 550، آخر كتاب الدعوات: وقد فصّل السخاوي في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، ص 110 - 111 القول على طرق الحديث. (¬2) أخرجه الترمذي عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في السنن 2/ 354، كتاب الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى اللَّه عليه وسلم (352)، الحديث (484)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 177/1، في ترجمة عبد اللَّه بن كيسان (559)، وصحّحه ابن حبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (594)، كتاب الأدعية، باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (2389)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 21، في معجم عبد اللَّه بن مسعود، الحديث (9800)، وانظر فتح الباري 11/ 167. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 452 ضمن مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه والجهضمي في فضل الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ص 34، وأخرجه النسائي عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في المجتبى من السنن 3/ 43، كتاب السهو (13)، باب السلام على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (46). وعزاه المزي في تحفة الأشراف 7/ 21 للنسائي في "الكبرى". وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 317، كتاب الرقائق، باب في فضل الصلاة على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 421، كتاب التفسير، باب فضائل الصلاة =

657 - وقال: "ما مِنْ أحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلام" (¬1). 658 - وقال: "لا تَجْعَلُوا قَبْري عيدًا، وصَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُني حَيْثُ كُنْتُم" (¬2). 659 - وقال: "رَغِمَ أنفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أبَواهُ الكِبَرَ أَوْ أَحَدُهما فَلَمْ يُدْخِلاهُ الجَنَّةَ" (¬3). 660 - عن أبي طَلْحَةَ: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم جاءَ ¬

_ = على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وأقرّه الذهبي، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن: 594. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 527 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 534، كتاب المناسك (5)، باب زيارة القبور (100)، الحديث (2041). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 245، كتاب الحج، باب زيارة قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعزاه الخطيب التبريزي في "المشكاة" 1/ 291 للبيهقي في "الدعوات الكبير". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 367، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 534، كتاب المناسك (5)، باب زيارة القبور (100)، الحديث (2042). ووهم الخطيب التبريزي في المشكاة 1/ 292 فعزاه للنسائي، ولم نجده عنده، واكتفى المزِّي في تحفة الأشراف 9/ 490 بعزوه لأبي داود فقط. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 254 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. والبخاري في الأدب المفرد، ص (220)، باب من ذُكر عنده النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يصل عليه، الحديث (646)، والترمذي في السنن 5/ 550، كتاب الدعوات (49)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رغم أنفُ رَجُل (101)، الحديث (3545) وقال: (وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 549، كتاب الدعاء، باب رغم أنْفُ رَجُلٍ لم يُصَلِّ على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الفقرة الأولى من الحديث.

ذاتَ يومٍ والبِشْرُ [يُعْرَفُ] (¬1) في وَجْهِهِ، فقالَ: إنّه جاءَني جِبريلُ عليه السَّلامُ فقال: إنَّ رَبَّكَ يَقولُ: أما يُرْضيكَ يا مُحَمَّدُ أن لا يُصَلِّي عليكَ أحدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا ولا يُسَلِّمُ عليكَ أحَدٌ مِنْ أمَّتِكَ إلا سَلَّمْتُ عَلَيهِ عَشْرًا" (¬2). 661 - وعن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّه! إني أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَليكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتي؟ فقالَ: ما شِئْتَ، قلتُ: الرُّبعَ؟ قال: ما شِئْتَ، فإنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ، قلتُ: النصفَ؟ قالَ: ما شِئْتَ، فإنْ زِدْتَ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ: فالثُلُثَيْن؟ قالَ: ما شئتَ، فإنْ زِدْتَ فهوَ خَيْرٌ لكَ، قلتُ: أَجْعَلُ لكَ صَلاتي كلَّها؟ قال: إذًا تُكْفَى هَمُّكَ، ويُكَفَّرُ لكَ ذَنْبُكَ" (¬3). 662 - عن فَضالَةَ بن عُبَيْدٍ أنه قال: "دخلَ رجلٌ فصلَّى فقالَ: اللَّهمَّ اغفِرْ لي وارْحَمْني، فقالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: عَجِلْتَ أَيُّها المُصَلِّي، إذا صلَّيْتَ فقعدتَ فاحمَد اللَّهَ بما هو أهلُهُ، وصَلِّ عَلَيَّ، ثمَّ ادْعُهُ، قالَ: ثُمَّ صَلَّى رجلٌ آخرُ بَعْدَ ذلكَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وصلَّى على النبيِّ صلَّى ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 30، في مسند أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري رضي اللَّه عنه. وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 44، كتاب السهو (13)، باب فضل التسليم على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (47). وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 317، كتاب الرقائق، باب في فضل الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 420، كتاب التفسير، باب فضائل الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وأقرّه الذهبي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 636 - 637، كتاب صفة القيامة (38)، باب (23)، الحديث (2457)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). واللفظ عنده: "ويُغْفَرْ لكَ ذَنْبُكَ". وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 421، كتاب التفسير، باب أكثروا الصلاة في في يوم الجمعة وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه)، وأقرّه الذهبي.

16 - باب الدعاء في التشهد

اللَّه عليه وسلم، فقالَ لهُ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أَيُّها المُصَلِّي! ادعُ تُجَبْ" (¬1). 663 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "كنتُ أُصَلِّي، فلمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بالثَّناءِ على اللَّهِ تعالى، ثُمَّ بالصَّلاةِ على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنفْسي، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ" (¬2). 16 - باب الدعاء في التشهد مِنَ الصِّحَاحِ: 664 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يَدْعو في الصلاة: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منْ عذابِ القبرِ، وأعوذُ بكَ منْ فتنةِ المسيحِ الدجّال، وأعوذُ بكَ مِنْ فتنةِ المَحيا وفتنةِ المماتِ، اللَّهمَّ إنِّي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 637، كتاب الصلاة، أبواب الوتر، باب الدعاء (358)، الحديث (1481)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 516، كتاب الدعوات (49)، باب (65)، الحديث (3476)، وقال: (هذا حديث حسن). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 44 - 45، كتاب السهو (13)، باب التمجيد والصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصلاة (48). وأخرجه أحمد في المسند 6/ 18، في مسند فَضَالَة بن عُبَيْدٍ رضي اللَّه عنه. وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 268، كتاب الصلاة، باب آداب الدعاء بعد الصلاة، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا تُعْرَفُ له علّة ولم يخرّجاه) وقال الذهبي في "التلخيص": (على شرطهما). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 386، 400، 437، 445 ضمن مسند ابن مسعود، لكن دون ذكر الشاهد من الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، والترمذي في السنن 2/ 488، كتاب الصلاة، باب ما ذُكِرَ في الثناء على اللَّه والصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل الدعاء (416)، الحديث (593)، وقال: (حديث عبد اللَّه بن مسعود حديثٌ حَسَنٌ صحيح)، والطبراني في المعجم الكبير 9/ 61، ضمن معجم عبد اللَّه بن مسعود، الحديث (8414) وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 127 - 128، في ترجمة عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه دون ذكر الشاهد، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 153، كتاب الصلاة، باب الدعاء في الصلاة.

أعوذُ بكَ مِنَ المَأْثَمِ والمَغْرَمِ، فقالَ له قائلٌ: ما أكثرَ ما تستعيذُ مِنَ المَغْرَمَ! فقال: إنَّ الرجلَ إذا غَرِمَ حدَّثَ فكَذَبَ وَوَعَدَ فأخْلَفَ" (¬1). 665 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ فليتعوَّذْ باللَّهِ من أَرْبَعٍ: مِنْ عذابِ جهنَّمَ، ومِنْ عذابِ القَبْرِ، ومِنْ فتنةِ المَحْيا والمَماتِ، ومِنْ شَرِّ المَسيحِ الدَّجَّالِ" (¬2). 666 - وعن ابن عبّاس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم كان يُعَلِّمهم هذا الدعاءَ, كما يُعَلِّمهم السورةَ مِنَ القرآنِ يقولُ: قولوا اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِنْ عذابِ جهنَّمَ، وأعوذُ بكَ مِنْ عذابِ القبرِ، وأعوذُ بكَ مِنْ فتنةِ المسيحِ الدجَّالِ، وأعوذُ بكَ من فتنةِ المَحْيا والمَماتِ" (¬3). 667 - و"قال أبو بكر رضيَ اللَّه عنه للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: علِّمني دعاءً أدْعو به في صَلاتي، قالَ: قُلْ اللَّهُمَّ إني ظلمتُ نفسي ظُلمًا كبيرًا (¬4)، ولا يغفرُ الذنوبَ إلّا أنتَ، فاغفِرْ لي مغفرةً من عندِك وارْحَمْني، إنَّكَ أنتَ الغَفور الرَّحيم" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 317، كتاب الأذان (10)، باب الدعاء قبل السلام (149)، الحديث (832). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 412، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب ما يُستعاذ منه في الصلاة (25)، الحديث (129/ 589)، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: المَغْرَم: الدَّيْن. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 412، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب ما يُستعاذ منه في الصلاة (25)، الحديث (130/ 588). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 413، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب ما يُستعاذُ منه في الصلاة (25)، الحديث (134/ 590). (¬4) في مخطوطة برلين: (كثيرًا)، وهو لفظ البخاري وفي رواية مسلم: "كبيرًا -وقال قتيبة كثيرًا. . . ". (¬5) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمرو، رواه: البخاري في الصحيح 2/ 317، كتاب الأذان (10)، باب الدعاء قبل السلام (149)، الحديث (834). وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2078، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (48)، باب استحباب خفض الصوت بالذكر (13)، الحديث (48/ 2075).

668 - عن عامِرِ بنِ سَعْدٍ، عن أبيهِ، أنه قال: "كنتُ أرى رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يَمينهِ وعن يَسارِهِ حتَّى أَرى بياضَ خدِّه" (¬1) 669 - قال سَمُرَةُ بنُ جُنْدَبٍ: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلَّى صلاةً أقْبَلَ علينا بِوَجْهِهِ" (¬2). 670 - وقال أنسٌ: "كانَ النبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّم ينصرفُ عن يَمينِهِ" (¬3). 671 - قال عبدُ اللَّهِ بنُ مسعود رضي اللَّه عنهما: "لا يجعلُ أحدُكم للشيطانِ شيئًا من صلاتِهِ يَرى أنَّ حقًّا عليه أنْ لا ينصرِفَ إلّا عن يَمينهِ، لقدْ رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كثيرًا ينصرِفُ عن يَسارِهِ" (¬4). 672 - وقال البَراءُ: "كُنّا إذا صَلَّيْنا خلفَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أحْبَبْنا أنْ نكونَ عن يَمينهِ، يُقْبِلُ علَيْنا بوَجْهِهِ، قالَ: فسمعتُهُ يقولُ: ربِّ قِني عذابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ -أوْ تجمَعُ عبادَكَ" (¬5). 673 - قالت أمُّ سَلَمَةَ: "إنَّ النِساءَ في عَهْدِ رسول اللَّه صلى اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 409، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها وكيفيته (22)، الحديث (119/ 582). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 333، كتاب الأذان (10)، باب يستقبل الإِمامُ الناسَ إذا سلم (156)، الحديث (845). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 492، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين والشمال (7)، الحديث (61/ 708). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 337، كتاب الأذان (15)، باب الانفتال والانصراف عن اليمين والشمال (159)، الحديث (852). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 492، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين والشمال (7)، الحديث (59/ 707). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 492 - 493، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب استحباب يمين الإمام (8)، الحديث (62/ 709).

عليه وسلم كُنَّ إذا سَلَّمْنَ مِنَ المَكْتوبَةِ قُمْنَ، وثَبَتَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومَنْ صلَّى مِنَ الرِجالِ ما شاءَ اللَّهُ، فإذا قامَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قامَ الرِّجالُ" (¬1). 674 - وقال جابِرُ بن سَمُرَةَ: "كانَ -يعني رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم- لا يقومُ من مُصَلَّاهُ الذي يصلي فيه الصبحَ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمسُ، وكانوا يتحدَّثون فيأخذونَ في أمْرِ الجاهِلِيَّةِ فيَضْحَكون ويتَبَسَّم" (¬2). مِنَ الحِسَان: 675 - عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه أنه قال: "أخذ بيدي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: إنِّي لأَحِبُّكَ يا معاذُ! فقلتُ: وأنا أُحِبُّكَ يا رسولَ اللَّه! قالَ: فلا تَدَعْ أنْ تقولَ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ: اللَّهمَّ (¬3) أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وشكرِكَ وحُسْنِ عِبادَتِكَ" (¬4). 676 - وعن عبد اللَّه بن مسعود: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كان يُسَلِّمُ عن يَمينِهِ: السلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ، حتَّى يُرى بياضُ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وعن يَسارِهِ: السلامُ عَلَيْكُم ورحمةُ اللَّهِ حتَّى يُرى بياضُ خَدِّهِ الأَيْسَرِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 349، كتاب الأذان (10)، باب انتظار الناس قيام الإمام العالم (163)، الحديث (866). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 463، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح، وفضل المساجد (52)، الحديث (686/ 670). (¬3) في مخطوطة برلين: "رَبِّ"، وهو لفظ النسائي، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو لفظ أبي داود. (¬4) أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 244 - 245، في مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 180 - 181، كتاب الصلاة، أبواب الوتر، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1522). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 53، كتاب السهو (13)، باب نوع آخر من الدعاء (60). وأخرجه في "عمل اليوم والليلة". ص (187)، باب الحث على قول ربّ أعني. . . الحديث (109). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/ 424 كتاب الصلاة باب الساعة التي يكره فيها الصلاة، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 526 - 527، كتاب الدعوات (49)، باب (79)، الحديث =

677 - وعنه قال: "كانَ أكثرُ انصرافِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ صَلاتِهِ على شِقِّهِ الْأَيْسَرِ إلى حُجْرَتِهِ" (¬1). 678 - وعن المغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "لا يُصلِّي الإِمامُ في المَوْضِعِ الذي صَلَّى فيه حتَّى يَتَحَوَّلَ" (¬2). 679 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهاهُم أن يَنْصَرِفُوا قبلَ انْصِرافِهِ مِنَ الصلاة" (¬3). ¬

_ = (3499)، التسليم في الصلاة (221)، الحديث (295)، وقال: (حديث ابن مسعود حديث حَسَنٌ صحيحٌ)، ولم يذكر "حتَّى يُرى بَياضُ خدِّه". وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 63، كتاب السهو (13)، باب كيف السلام على الشمال (71). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 296، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب التسليم (28)، الحديث (914). (¬1) هذا الحديث جزء من حديث طويل لابن مسعود ولفظه "لا يجعل أحدكم للشيطان شيئًا من صلاته. . . ". أخرجه البخاري ومسلم، وقد تقدّم في الصحاح، الحديث (671). وأخرجه الإِمام أحمد في المسند 1/ 459، في مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 1/ 632، كتاب الصلاة، باب كيف الانصراف من الصلاة (204)، الحديث (1042)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 81، كتاب السهو (13)، باب الانصراف من الصلاة (100)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 300، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب الانصراف من الصلاة (33)، الحديث (930). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 409 - 410، كتاب الصلاة (2)، باب الإِمام يتطوّع في مكانه (73)، الحديث (616)، وقال: (عطاء الخراساني لم يدرك المغيرة بن شعبة). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 459، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، الحديث (1428). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 1/ 317: (وما قاله -أبو داود- ظاهر، فإن عطاء الخراساني ولد في السنة التي مات فيها المغيرة بن شعبة، وهي سنة خمسين من الهجرة على المشهور، أو يكون ولد قبل وفاته بسنة على القول الآخر) فالحديث ضعيف لانقطاعه. ومعنى الحديث أن يصلّي السنّة في غير موضع الفرض. (¬3) أخرجه الإِمام أحمد في المسند 3/ 240، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، في رواية طويلة. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 413، كتاب الصلاة (2)، باب فيمن =

17 - باب الذكر بعد الصلاة

17 - باب الذكر بعد الصلاة مِنَ الصِّحَاحِ: 680 - قال ابن عباس رضي اللَّه عنه: "كنتُ أَعْرِفُ انقضاءَ صلاةِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بالتَّكْبيرِ" (¬1). 681 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إلّا مِقدارَ ما يقولُ: اللَّهُمَّ أنتَ السَّلامُ، ومِنْكَ السَّلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجلال والإِكرام" (¬2). 682 - وقال ثوبان: "كانَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم إذا انصرفَ مِنْ صلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثلاثًا وقالَ: اللَّهُمَّ أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجَلالِ والإكرامِ" (¬3). 683 - وعن المغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنهما: "أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلّم كانَ يقولُ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ مَكْتوبَةٍ: لا إله إلّا اللَّهُ ¬

_ = ينصرف قبل الإِمام (77)، الحديث (624) وفي إسناده حفص بن بُغَيل المُرْهِبيُّ، وهو مجهول، لكن أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 320، كتاب الصلاة (4)، باب تحريم سبق الإِمام بركوع أو سجود ونحوهما (25)، الحديث (112/ 426) عن أنس بلفظ "صلى بنا رسول اللَّه ذاتَ يومٍ، فلما قضى الصلاة أقبلَ علينا بوجهه فقال: أيها الناس! إني إمامُكم، فلا تَسْبِقوني بالركوع ولا بالسجود، ولا بالقيام ولا بالانصراف، فإني أراكم أمامي ومن خلفي. . ." وقال النووي في شرح صحيح مسلم 4/ 150: (والمراد بالانصرافِ: السلامُ)، يعني أن لا يسلِّم المأموم في الصلاة قبل تسليم إمامه. (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 325، كتاب الأذان (10)، باب الذكر بعد الصلاة (155)، الحديث (842). ومسلم في الصحيح 1/ 410، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب الذكر بعد الصلاة (23)، الحديث (120/ 583). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 414، كتاب المساجد، ومواضع الصلاة (5)، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته (26)، الحديث (136/ 592). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث 135/ 591.

وحدَهُ لا شريكَ له، لَهُ الملكُ ولَهُ الحَمْدُ وهُوَ على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، اللهم لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ" (¬1). 684 - وعن عبد اللَّه بن الزبير أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا سَلَّمَ مِنْ صَلاتِهِ قالَ بصَوْتِهِ الأَعْلى: لا إلهَ إلّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولهُ الحَمْدُ وهُوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ، لا إله إلّا اللَّهُ ولا نَعْبُدُ إلّا إيَّاهُ، لَهُ النِّعمةُ، ولَهُ الفَضْلُ، ولَهُ الثّناءُ الحَسَنُ، لا إله إلّا اللَّهُ مُخْلِصينَ لَهُ الدينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرونَ" (¬2). 685 - وعن سَعْدٍ: "أنَّه كان يُعَلِّمُ بَنيه هؤلاءِ الكَلماتِ ويقولُ: إنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَتَعَوَّذُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ وأَعوذُ بكَ مِنَ البُخْلِ وأعوذُ بكَ مِنْ أَرْذَلِ العُمُرِ وأَعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيا وعذابِ القَبْرِ" (¬3). 686 - وعن أبي هُريرة رضي اللَّهُ عنه أنَّه قال: "قالوا يا رسولَ اللَّه! ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثورِ بالدَّرَجاتِ [العُلى] (¬4) والنَّعيمِ المُقيمِ [قالَ: كيف ذاكَ؟ قالوا] (¬5): صَلّوا كما صَلَّيْنا وجاهَدوا كما جاهَدْنا وأنْفَقوا مِنْ فُضولِ أَمْوالِهِمْ، وَلَيْسَتْ لنا أَمْوالٌ، قالَ: أَفَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ ¬

_ (¬1) متفقٌ عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 325، كتاب الأذان (15)، باب الذكر بعد الصلاة (155)، الحديث (844). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 414 - 415، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته (26)، الحديث (137/ 593). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 415 - 416، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب استحباب الذكر بعد الصلاة (26)، الحديث (139/ 594). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 35 - 36، كتاب الجهاد (56)، باب ما يتعوذ من الجبن (25)، الحديث (2822). (¬4) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري في اللفظ الذي أورده المصنف، وهي عنده في لفظ آخر، وعند مسلم. (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة ومخطوطة برلين، وأثبتناه من البخاري ومسلم.

قَبْلَكُمْ، وتَسْبِقُونَ مَنْ جاءَ بَعْدَكُمْ، وَلا يَأْتي أَحَدٌ بِمَثْلِ ما جِئْتُمْ بِهِ، إلّا مَنْ جاءَ بمِثْلِهِ! تُسَبِّحُونَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا، وتَحْمَدونَ عَشْرًا، وتُكَبِّرونَ عَشْرًا" (¬1). وفي رواية: "تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وتُكَبِّرونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثينَ" (¬2). 687 - وعن كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مُعَقِّباتٌ لا يَخيبُ قائِلُهُنَّ -أَوْ فاعِلُهُنَّ- دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكتوبةٍ: ثَلاثٌ وثَلاثونَ تَسْبيحَةً، وثَلاثٌ وثَلاثون تَحْميدَةً، وأَرْبَعٌ وثَلاثونَ تَكْبيرَةً" (¬3). 688 - وعن أبي هريرة أنّه قال، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثلاثًا وثَلاثينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ تَمامَ المائة: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمْدُ وهُوَ عَلى كلِّ شيءٍ قديرٌ، غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثلَ زَبَدِ البَحْرِ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 689 - عن أبي أُمامَةَ أنه قال: "قيلَ يا رسولَ اللَّهِ! أيُّ الدُّعاءِ أَسْمَعُ؟ قالَ: جَوْفُ الليلِ الآخِرُ، ودُبْرَ الصَّلَواتِ المَكْتوباتِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 132 - 133، كتاب الدعوات (80)، باب الدعاء بعد الصلاة (18)، الحديث (6329). و (أهل الدثور) أي المال الكثير. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 325، كتاب الأذان (10)، باب الذكر بعد الصلاة (155)، الحديث (843). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 416 - 417، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب استحباب الذكر بعد الصلاة (26)، الحديث (142/ 595). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 418، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب استحباب الذكر بعد الصلاة (26)، الحديث (144/ 596). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 418، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب استحباب الذكر بعد الصلاة (26)، الحديث (146/ 597). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/ 424 كتاب الصلاة، باب الساعة التي يكره فيها الصلاة، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 526 - 527، كتاب الدعوات (49)، باب (79)، الحديث =

690 - عن عُقْبَةَ بنِ عامِرٍ أنَّه قالَ: "أَمَرَني رَسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ أَقْرَأَ المُعَوِّذَتَيْنِ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ" (¬1). 691 - عن أنس أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لَأنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرونَ اللَّهَ مِنْ صَلاةِ الغَداةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمسُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وُلْدِ إسْمعيلَ، ولَأنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرونَ اللَّهَ مِنْ صَلاةِ العَصْرِ إلى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً" (¬2). 692 - وعن أَنَسٍ أنّه قالَ، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى الفَجْرَ في جَماعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ -قالَ- قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وسلم تامَّةٍ تامَّةٍ" (¬3). ¬

_ = (3499)، وقال: هذا حديث حسن. وأخرجه النسائي في عمل واليوم والليلة: 186 باب ما يُستحبّ من الدعاء دبر الصلوات المكتوبات، الحديث (108)، وعزاه المتقي في كنز العمال 114، لسعيد بن منصور في سننه. والحديث منقطع، تكلم عليه الزيلعي في نصب الراية 2/ 235. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 155، في مسند عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 181، كتاب الصلاة، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1523). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 68، كتاب السهو (13)، باب الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 73 - 74، كتاب العلم (19)، باب في القصص (13)، الحديث (3667). وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 105 لأبي يعلى وقال: (وفيه محتسب أبو عائد، وثقه ابن حبان وضعفه غيره)، وعزاه المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 164 لأبي يعلى أيضًا لكن بزيادة: "أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفًا"، وعزاه لابن أبى الدنيا بالشطر الأول، إلا أنه قال: "أحب إلي مما طلعت عليه الشمس". (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 481، كتاب الصلاة، باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتَّى تطلع الشمس (412)، الحديث (586)، وقال عقب الحديث: (هذا حديث حسن غريب). وقد تُكُلِّم في إسناده لكن في الباب ما يقوّيه. انظر: الترغيب والترهيب 1/ 164 - 165.

18 - باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه

18 - باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه مِنَ الصِّحَاحِ: 693 - عن مُعاوِيةَ بنِ الحَكَمِ السُّلَمِي أنه قالَ: "بَيْنا أَنا أُصَلِّي مَعَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وسلم إذْ عَطَسَ رَجُلٌ، فَقَلْتُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَماني القَوْمُ بِأَبْصارِهِمْ، فَقُلْتُ: ما شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إلَيَّ فَجَعلوا يَضْرِبُونَ بِأَيْديهمْ عَلى أَفْخاذِهِم، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَني سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَبِأَبي هُوَ وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعليمًا مِنْهُ، واللَّهِ ما كَهَرَني (¬1) ولا ضَرَبَني وَلا شَتَمَني، قال: إنَّ هذهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فيها شَيءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إنَّما هِيَ التَّسْبيحُ والتَّكْبيرُ وَقِراءَةُ القُرْآنِ -أو كما قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم- قلتُ: يا رسول اللَّه! إنِّي حَديثُ عَهْدٍ بِجاهِلِيَّةٍ، وقَدْ جاءَ اللَّهُ بالإِسْلامِ، وإِنَّ مِنّا رِجالًا يَأْتُونَ الكُهّان؟ قالَ: فَلا تَأْتِهِمْ، قُلتُ: ومِنّا رِجالٌ يَتَطَيَّرُونَ؟ قالَ: ذاكَ شَيءٌ يَجِدُونَهُ في صُدورِهِمْ، فَلا يَصُدَّنَّهُمْ، قلتُ: ومِنّا رِجالٌ يَخُطُّونَ؟ قالَ: كانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبياءِ يَخُطُّ فَمَنْ وافَقَ خَطَّهُ فَذاكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى: (نهرني) وهما بمعنى واحد، ومعنى كهرني أي زجرني. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 381 - 382، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته (7)، الحديث (33/ 537). وقوله: "يَتَطَيَّرُون" قال في "النهاية": الطِيَرَةُ بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي التشاؤم بالشيء. قال القاري في المرقاة: وقوله: "شيء يجدونه في صدورهم" يعني هذا وَهْمٌ ينشأ من نفوسهم ليس له تأثير في اجتلاب نفع أو ضر، وإنما هو شيء يسوّله الشيطان، وقوله: "خَطَّهُ" بالنصب على الأصح ونقل السيد جمال الدين عن البيضاوي أن المشهور خطه بالنصب فيكون الفاعل مضمرًا وروي مرفوعًا فيكون المفعول محذوفًا، اهـ. أي من وافق خطُّه خطَّه أي خطَّ ذلك النبي في الصورة والحالة وهي قوة الخاط في الفراسة وكماله في العلم والعمل الموجبين لها وقال ابن حجر أي في الصورة وقوة الفراسة التي هي نور في القلب يلقيه اللَّه فيه حتَّى ينكشف له بعض المغيبات عيانًا وإنما نشأ ذلك عن التحلي بكمال مَرْتَبَتَيْ العلم والعمل كما يشير إليه قوله عليه الصلاة =

694 - قال عبد اللَّهِ بن مَسْعودٍ رضي اللَّه عنه: "كُنَّا نُسَلِّمُ على النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهُوَ في الصَّلاة، يَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجاشِيِّ سَلَّمْنا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنا وقال: إنَّ في الصلاةِ لَشُغُلًا" (¬1). ¬

_ = والسلام: "إن في أمتي ملهمون" وقوله: "من أخلص للَّه أربعين صباحًا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه". (فذاك) أي فذاك مصيب أو يصيب أو يعرف الحال بالفراسة كذاك النبي وهو كالتعليق بالمحال قال الخطابي إنما قال عليه الصلاة والسلام من وافق خطه فذاك على سبيل الزجر ومعناه لا يوافق خط أحد خط ذلك النبي لأن خطه كان معجزة قال ابن الملك لأنهم ما كانوا صادفوا خط ذلك النبي حتَّى يعرف الموافقة من المخالطة لأن خطه كان علمًا لنبوته وقد انقضت والشيء إذا علق بأمر ممتنع فهو ممتنع قال ابن حجر ولم يصرح بالنهي عن الاشتغال بالخط لنسبته لبعض الأنبياء لئلا يتطرق الوهم إلى ما لا يليق بكمالهم وإن كانت فروع الأحكام مختلطة باختلاف الشرائع ومن ثم قال المحرمون لعلم الرمل وهم أكثر العلماء لا يستدل بهذا الحديث على إباحته لأنه علق الأذن فيه على موافقة خط ذلك النبي وموافقته غير معلومة إذ لا تعلم إلا من تواتر ونص منه عليه الصلاة والسلام أو من أصحابه أن الأشكال التي لأهل علم الرمل كانت لذلك النبي ولم يوجد ذلك فاتضح تحريمه قال ابن عباس الخط ما يخطه الحازي وهو علم قد تركه الناس يعني لعدم فائدته يأتي صاحب الحاجة الحازي فيعطيه حلوانًا أي شيئًا من الأجرة وبين يدي الحازي غلام معه ميل فيأتي إلى الأرض رخوة أو خشب فيخط خطوطًا بالعجلة كيلا يلحقها العدد ثم يمحو منها خطين خطين على مهلهه فإن بقي خطان فهو علامة النجح وإن بقي واحد فهو علامة الخيبة قال صاحب النهاية المشار إليه علم معروف وللناس فيه تصانيف كثيرة وهو معمول به إلى الآن ولهم فيه أوضاع وعلامات وإصطلاحات وأسهام وأعمال كثيرة ويستخرجون به الضمير وغيره وكثيرًا ما يصيبون فيه أي بحسب الاتفاق كما أن كثيرًا ما يخطؤون فيه بل الخطأ أكثر لأن كذبهم أظهر قال ميرك والحازي بالحاء المهملة والزاي الذي يحزر الأشياء ويقدرها بظنه ويقال للمنجم الحازي لأنه ينظر في النجوم وأحكامها بظنه وتقديره والحازي أيضًا الكاهن. (القاري، المرقاة 2/ 20). (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 72، كتاب العمل في الصلاة (21)، باب ما ينهى من الكلام في الصلاة (2)، الحديث (1199). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 382، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب تحريم الكلام في الصلاة (7)، الحديث (34/ 538).

695 - وعن مُعَيقيب: "أنَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلم قالَ في الرجلِ يُسَوِّي التُّرابَ حَيْثُ يَسْجُدُ قال: إنْ كانَ فاعِلًا فَواحِدَةً" (¬1). 696 - عن أبي هريرة أنه قال: "نَهى النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عن الخَصْرِ في الصَّلاةِ" (¬2). [وفي رواية: "نهى أن يُصَلِّي الرجلُ مُخْتَصِرًا" (¬3) معناه أن يأخذ بيده خاصرته] (¬4). 697 - وقالت عائشة: "سَأَلْتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ الالْتِفاتِ في الصَّلاةِ؟ فقالَ: هُوَ اخْتِلاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطانُ مِنْ صَلاةِ العَبْدِ" (¬5). 698 - عن أبي هُرَيْرَةَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوامٌ عَنْ رَفْعِهِمْ أَبْصارَهُمْ عِنْدَ الدُّعاءِ في الصَّلاةِ إلى السَّماءِ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصارُهُم" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 79، كتاب العمل في الصلاة (21)، باب مسح الحصى في الصلاة (8)، الحديث (1207). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 387، كتاب المساجد (5)، باب كراهة مس الحصى (12)، الحديث (47/ 546). (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 88، كتاب العمل في الصلاة (21)، باب الخصر في الصلاة (17)، الحديث (1220). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في المصدر نفسه، الحديث (1220). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 387، كتاب المساجد (5)، باب كراهة الاختصار في الصلاة (11)، الحديث (46/ 545). (¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين. (¬5) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 234، كتاب الأذان (10)، باب الالتفات في الصلاة (93)، الحديث (751). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 321، كتاب الصلاة (4)، باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة (26)، الحديث (118/ 429).

699 - عن أبي قَتادَةَ الْأَنْصارِي أنه قال: "رَأَيْتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَؤُمُّ الناسَ وأمامَةُ بنْتُ أبي العاصِ عَلى عاتِقِهِ، فإذا رَكَعَ وَضَعَها، وإذا رَفَعَ مِنَ السُّجودِ أَعادَها" (¬1). ويروى "رَفَعها" (¬2). 700 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ في الصَّلاةِ فَلْيَكْظِمْ ما اسْتَطَاعَ فَإِنَّ الشَّيطانَ يَدْخُلُ [فاهُ] (¬3) " (¬4). 701 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ عِفْريتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ البارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلاتي، فَأَمْكَنَني اللَّهُ مِنْهُ، فَأَخَذْتُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إلى (¬5) سارِيَةٍ مِنْ سَواري المَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُروا إلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخي سُلَيْمانَ {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} (¬6) فَرَدَدْتُهُ خاسِئًا" (¬7). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 590، كتاب الصلاة (8)، باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة (106)، الحديث (516). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 386، كتاب المساجد (5)، باب جواز حمل الصبيان في الصلاة (9)، الحديث (42/ 543). (¬2) أخرجها: البخاري في الصحيح 10/ 426، كتاب الأدب (78)، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (18)، الحديث (5996). (¬3) ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند مسلم. (¬4) أخرجه مسلم من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2293، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب (9)، الحديث (59/ 2995). (¬5) في مخطوطة برلين: (على)، والصواب ما أثبتناه كما في المطبوعة وعند البخاري، واللفظ عند مسلم: "إلى جنب". (¬6) سورة ص (38)، الآية (35). (¬7) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 554، كتاب الصلاة (8)، باب الأسير أو الغريم يُربط في المسجد (75)، الحديث (461). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 384، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة (8)، الحديث (39/ 541).

702 - وقال: "مَنْ نابَهُ شَيْءٌ في صَلاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإنَّما التَّصْفيقُ لِلنِساءِ" (¬1). 703 - وقال: "التَّسْبيحُ لِلرِجالِ، والتَّصْفيقُ لِلنِساءِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 704 - قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "كُنَّا نُسَلِّمُ عَلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهُوَ في الصَّلاةِ قَبْل أَنْ نَأْتيَ أَرْضَ الحَبَشَةِ فَيَرُدَّ عَلَيْنا، فَلَمَّا رَجَعْنا مِنْ أَرْضِ الحَبَشَةِ أَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، حتَّى إذا قَضى صَلاتَهُ قالَ: إنَّ اللَّهَ تَعالى يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ ما يَشاءُ، وإنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لا تَكَلَّمُوا في الصَّلاةِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري عن سهل بن سعد رضي اللَّه عنه ضمن حديث طويل في الصحيح 2/ 167، كتاب الأذان (10)، باب من دخل ليؤمّ الناس فجاء الإِمام الأول (48)، الحديث (684)، وفي 3/ 87 - 288، كتاب العمل في الصلاة (21)، باب رفع الأيدي في الصلاة لأمرٍ ينزل به (16)، الحديث (1218)، وفي 3/ 107، كتاب السهو (22)، باب الإشارة في الصلاة (9)، الحديث (1234)، وفي 5/ 297، كتاب الصلح (53)، باب ما جاه في الإِصلاح بين الناس (1)، الحديث (2690)، وفي 13/ 182، كتاب الأحكام (93)، باب الإِمام يأتي قومًا فيصلح بينهم (36)، الحديث (7190). وقوله (نَابَهُ) أي أصابَهُ. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 77، كتاب العمل في الصلاة (21)، باب التصفيق للنساء (5)، الحديث (1203). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 318، كتاب الصلاة (4)، باب تسبيح الرجل وتصفيق المرأة إذا نابهما شيء في الصلاة (23)، الحديث (106/ 422) وانفرد به البخاري من رواية سهل بن سعد رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (1204). (¬3) أخرجه بهذا اللفظ الإِمام الشافعي في المسند (بترتيب السندي) 1/ 119، كتاب الصلاة، باب فيما يمنع فعله في الصلاة، الحديث (351). وأخرجه بنحوه من هذا اللفظ النسائي في المجتبى من السنن 3/ 19، كتاب السهو (13)، باب الكلام في =

705 - وقال: إنما الصلاةُ لِقِراءَةِ القُرآنِ وذِكْرِ اللَّهِ تعالى فإذا كنت فيها فَلْيَكُنْ ذلكَ شَأْنُكَ" (¬1). 706 - قال ابن عمر: "قلتُ لِبِلالٍ: كيفَ كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كانُوا يُسَلِّمونَ عَلَيْهِ وهُوَ في الصَّلاةِ؟ قالَ: كانَ يُشيرُ بِيَدِهِ" (¬2). 707 - قال رِفاعَة بنُ رافع: "صَلَّيْتُ خَلْفَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، فَعَطَسْتُ، فَقُلْتُ: الحَمدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فيهِ مُبارَكًا عَلَيْهِ كَما يُحِبُّ رَبُّنا ويَرْضى، فَلمَّا صَلَّى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم انْصَرَفَ ¬

_ = الصلاة (20). وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 567 - 568، كتاب الصلاة (2)، باب رد السلام في الصلاة (170)، الحديث (924). وأخرجه أحمد في المسند 1/ 377 و 409 و 415 و 435 و 463، في مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه. وأخرجه: البخاري تعليقًا في الصحيح 13/ 496، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (42). (¬1) هذه فقرة من حديث طويل عن معاوية بن الحكم السلمي رضي اللَّه عنه. أخرجه أبو داود في السنن 1/ 573 - 574، كتاب الصلاة (2)، باب تشميت العاطس في الصلاة (171)، الحديث (931)، وقد تقدم في الصحاح، الحديث (693). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 204، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الإشارة في الصلاة (271)، الحديث (368)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وأخرجه النسائي في السنن 3/ 5، كتاب السهو (13)، باب رد السلام بالإشارة في الصلاة (6)، لكن وقع عنده "فسألت صُهَيْبًا" بدل "قلت لبلال" وكذلك أخرجه الشافعي في المسند (بترتيب السندي) 1/ 119، كتاب الصلاة، باب فيما يمنع فعله في الصلاة (8)، الحديث (352). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 141، كتاب الصلاة، باب الإشارة بالسلام في الصلاة (86)، الحديث (538). وقال الترمذي في المصدر السابق: (وحديثُ صُهَيْب حسن لا نعرفه إلا من حديث الليث عن بكير) وقال: (وكلا الحديثين عندي صحيح، لأن قصة حديث صهيب غير قصة بلال، وإن كان ابن عمر روى عنهما فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعًا).

فقال: مَنْ المُتَكَلِّمُ؟ قال رِفاعةُ: أنا يا رسول اللَّه، قال: وَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ ابْتَدَرَها بِضْعَةٌ وثَلاثونَ مَلَكًا أَيُّهُمْ يَصْعَدُ بِها" (¬1). 708 - عن أبي هُريرة قالَ، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ التَثاؤُبَ في الصَّلاةِ مِنَ الشَّيْطانِ فإذا تَثَاءَبَ أَحَدُكُم فَلْيَكْظِمْ ما اسْتَطَاعَ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 489، كتاب الصلاة (2)، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (121)، الحديث (773). وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 252، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة (296)، الحديث (404)، وقال: (حديث رفاعة حديث حسن). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 145، كتاب الافتتاح (11)، باب قول المأموم إذا عطس خلف الإِمام (36). لكن روي هذا الحديث من وجه آخر عن رفاعة ليس فيه ذكر العطاس. ولفظه: "كنا يومًا نُصَليِّ وراء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع اللَّه لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد. . . ". أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 284، كتاب الأذان (10)، باب (126)، الحديث (799). وأخرجه من هذا الوجه أيضًا أحمد في المسند 4/ 340 في مسند رفاعة بن رافع الزرقي رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 488، كتاب الصلاة (2)، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (121)، الحديث (770). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 196، كتاب التطبيق (12)، باب ما يقول المأموم إذا رفع رأسه من الركوع (22). وقد أجاب الحافظ ابن حجر عن اختلاف الحديثين في فتح الباري 2/ 286 فقال: (قال ابن بشكوال: هذا الرجل هو رفاعة بن رافع راوي الخبر، ثمَّ استدل على ذلك بما رواه النسائي وغيره عن قتيبة عن رفاعة بن يحيى الزرقي عن عم أبيه معاذ بن رفاعة عن أبيه قال: "صليت خلف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فعطست فقلت: الحمد للَّه" الحديث، ونوزع في تفسيره به لاختلاف سياق السبب والقصة، والجواب أنه لا تعارض بينهما بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا مانع أن يكني عن نفسه لقصد إخفاء عمله، أو كنى عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه، وأما ما عدا ذلك من الاختلاف فلا يتضمن إلا زيادة لعل الراوي اختصرها كما سنبينه، وأفاد بشر بن عمر الزهراني في روايته عن رفاعة بن يحيى أن تلك الصلاة كانت المغرب). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 206، كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية التثاؤب في الصلاة (273)، الحديث (370) وقال: (حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح). وتقدم تخريجه في قسم الصحاح عن مسلم، الحديث (700) لكن بدون قوله: "في الصلاة".

وفي رواية: "فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلى فِيهِ" (¬1). 709 - وقال: "إذا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عامِدًا إلى المَسْجِدِ فَلا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصابِعَهُ فإنَّهُ في الصَّلاةِ" (¬2). 710 - وقال: "لا يَزالُ اللَّهُ تَعالى مُقْبِلًا عَلى العَبْدِ وَهُوَ في صَلاتِهِ ما لَمْ يَلْتَفِتْ فإذا الْتَفَتَ أَعْرَضَ عَنْهُ" يرويه أبو ذر (¬3). 711 - وعن أنس أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يا أَنَسُ! ¬

_ (¬1) أخرجها الترمذي في السنن 5/ 86، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء إن اللَّه يحب العطاس ويكره التثاؤب (7)، الحديث (2746) وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وأخرجها: ابن ماجه السنن 1/ 310، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب ما يكره في الصلاة (42)، الحديث (968). وقال السيوطي في الزوائد: (في إسناده عبد اللَّه بن سعيد، اتفقوا على ضعفه). (¬2) أخرجه أحمد من رواية كعب بن عجرة رضي اللَّه عنه، في المسند 4/ 241، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 327، كتاب الصلاة، باب النهي عن الاشتباك إذا خرج إلى المسجد. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 380، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في الهدى في المشي إلى الصلاة (51)، الحديث (562). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 228، كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية التشبيك بين الأصابع (284)، الحديث (386). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 172 في مسند أبي ذر رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 331، كتاب الصلاة، باب كراهية الالتفات في الصلاة. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 560، كتاب الصلاة (2)، باب الالتفات في الصلاة (165)، الحديث (909). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 8، كتاب السهو (13)، باب التشديد في الالتفات في الصلاة (10).

اجْعَلْ بَصَرَكَ حَيْثُ تَسْجُد" (¬1). 712 - [وعن أنس قال: قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬2): "يا بُنَيَّ! إيَّاكَ والالتِفاتَ في الصلاةِ، فإنَّ الالتِفاتَ في الصَّلاةِ هَلَكَةٌ، فإنْ كانَ لا بُدَّ، فَفي التَّطَوُّعِ، لا في الفَريضَةِ" (¬3). 713 - ورُوِيَ عن ابن عباس: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَلْحَظُ في الصَّلاةِ يَمينًا وشِمالًا وَلا يَلْوي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ" (¬4). 714 - عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده رفعه قال: ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 284، في كتاب الصلاة، باب لا يجاوز بصره موضع سجوده، وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 427، في ترجمة عُنطُوانة رقم (1468) وقال عنه: (مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، روى عنه الربيع بن بدر، والربيع متروك) ثم قال عقب سرد الحديث: (ولا يُعرف إلا به) وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 303 في ترجمة عنطوانة وقال عنه: (لا يُدرَى من هذا، لكن تفرد به عُلَيْلَة بن بدرٍ واهٍ) وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 4/ 385: (الربيع هو عُلَيْلَة بالتصغير)، وقد تأخر هذا الحديث في مخطوطة برلين بعد الذي يليه. (¬2) ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين، وأما في المطبوعة فمكانه: (وقال). (¬3) أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في السنن 2/ 484، كتاب الصلاة، باب ما ذكر في الالتفات في الصلاة (413)، الحديث (589)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). وقد أخرج المجد ابن تيمية الحديث في المنتقى من أخبار المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث" (1089)، وقال: (رواه الترمذي وصححه) وقال العلامة أحمد شاكر في حاشيته على الترمذي (ولم نجد تصحيحه في أية نسخة من سنن الترمذي. والإِسناد صحيح، فإن علي بن زيد بن جدعان ثقة عندنا). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 275، في مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه. وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 483، كتاب الصلاة، باب ما ذكر في الالتفات في الصلاة (413)، الحديث (587)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 141، كتاب الصلاة، باب ما لا يضرّ من الالتفات في الصلاة (85)، الحديث (531).

"العُطاسُ، والنُّعاسُ، والتَّثاؤُبُ في الصَّلاةِ، والحَيْضُ، والقَيْءُ، والرُّعافُ (¬1) مِنَ الشَّيطانِ" (¬2). 715 - عن مُطَرِّف بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الشخير، عن أبيه أنه قال: "أتَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وهُوَ يُصَلِّي وَلِجَوْفِهِ أَزيزٌ كَأَزيزِ المِرْجَلِ مِنَ البُكاءِ" (¬3). 716 - [عن أبي ذر، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬4): "إذا قامَ أَحَدُكم إلى الصَّلاةِ فَلا يَمْسَحْ الحَصا فَإنَّ الرَّحْمَةَ تُواجِهُهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) في حاشية مخطوطة برلين: (كلها) وليست عند الترمذي، والرّعاف: دم الأنف. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 87، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء أن العطاس في الصلاة من الشيطان (8)، الحديث (2748): وقال عقب الحديث: (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفَهُ إلا مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ عَنْ أبي اليَقْظَانَ. قالَ: وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بُنَ إسْماعِيلَ -البخاري- عَنْ عَدِيَّ بْن ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قُلْتُ لَهُ: مَا اسْمُ جَدِّ عَدِيِّ؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي. وَذُكِرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِين قَالَ: اسْمُهُ دِينَارٌ). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 25، 26 في مسند مطرف بن عبد اللَّه عن أبيه رضي اللَّه عنهما، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 557، كتاب الصلاة (2)، باب البكاء في الصلاة (161)، الحديث (904)، واللفظ عنده: "كأزيز الرحى". وأخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية (بتحقيق الدعاس)، ص 165، باب ما جاء في بكاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (55)، الحديث (315)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 13، كتاب السهو (13)، باب البكاء في الصلاة (18)، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عزاه إليه الهيثمي في موارد الظمآن، ص (139)، كتاب المواقيت (5)، باب البكاء في الصلاة (82)، الحديث (522). وقال ابن عبد الهادي في المحرر في الحديث، ص 179: (وقد وَهِمَ في هذا الحديث من قال: أخرجه مسلم). والأزيز: الغليان، والمِرْجَل: القِدْر. (¬4) ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين، وفي المطبوعة: (قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-). (¬5) أخرجه من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 5/ 150، في مسند أبي ذر الغفاري رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 581، كتاب الصلاة (2)، باب في مسح الحصا في الصلاة (175)، الحديث (945)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 219، كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية مسح الحصا في =

717 - وقالت أمُّ سَلَمَةَ: "رَأَى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم غُلامًا لنا يُقالُ لَهُ "أفلح" إذا سَجَدَ نفَخَ، فقال: يا أَفْلَحُ! تَرِّبْ وَجْهَكَ" (¬1). 718 - وقال: "الاخْتِصارُ في الصَّلاةِ راحَةُ أَهْلِ النَّارِ" (¬2). 719 - وقال: "اقتُلوا الْأَسْوَدَيْنِ في الصَّلاةِ: الحَيَّةَ والعَقْرَبَ (¬3) " (¬4). ¬

_ = الصلاة (279)، الحديث (379)، وقال عقب الحديث (حديث أبي ذر حديث حسن)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 6، كتاب السهو (13)، باب النهي عن مس الحصا في الصلاة (7)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 327 - 328، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب مسح الحصا في الصلاة (62)، الحديث (1027). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 301، 323 في مسند أم سلمة رضي اللَّه عنها، والترمذي في السنن 2/ 220 - 221، كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية النفخ في الصلاة (280)، الحديث (381)، وقال: (حديث أم سلمة إسناده ليس بذاك). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 252، كتاب الصلاة، باب ما جاء في النفخ في موضع السجود. (¬2) أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 131، كتاب الصلاة، باب فيما نهي عنه في الصلاة (69)، الحديث (480)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 287، كتاب الصلاة، باب كراهية التخصر في الصلاة. (¬3) في مخطوطة برلين: (العقرب والحية). (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 2/ 233، 248، 255، 473، 490. وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 354، كتاب الصلاة، باب قتل الحية والعقرب في الصلاة، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 566، كتاب الصلاة، باب العمل في الصلاة (169)، الحديث (921)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 233 - 234، كتاب الصلاة، باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصلاة (287)، الحديث (390). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 10، كتاب السهو (13)، باب قتل الحية والعقرب في الصلاة (12)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 394، كتاب إقامته الصلاة (5)، باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصلاة (146)، الحديث (1245)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 256، كتاب الصلاة، باب يقتل الأسودين في الصلاة.

720 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلِّي تَطَوُّعًا والبابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ، فجِئْتُ فَاسْتَفْتَحْتُ، فَمَشَى فَفَتَحَ لي، ثُمَّ رَجَعَ إلى مُصَلَّاهُ، وذَكَرَتْ أنَّ البابَ كانَ في القِبْلَةِ" (¬1). 721 - عن عَليّ بن طلق أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا فَسا أَحَدُكُم في الصَّلاةِ فلينصَرِفْ وَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُعِدْ الصَّلاةَ" (¬2). 722 - وعن عائشةَ رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أَحْدَثَ أَحَدُكم في صَلاتِهِ فَلْيَأْخُذْ بِأنْفِهِ ثمَّ ليَنْصَرِفْ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 31، 234، في مسند أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 566، كتاب الصلاة (2)، باب العمل في الصلاة (169)، الحديث (922). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 497، كتاب الصلاة، باب ما يجوز من المشي والعمل في صلاة التطوع (421)، الحديث (601). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 11، كتاب السهو (13)، باب المشي أمام القبلة خطى يسيرة (14). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 141، كتاب الطهارة (1)، باب من يُحدث في الصلاة (82)، الحديث (205)، وفي كتاب الصلاة (2)، باب إذا أحدث في صلاته (193)، الحديث (1005)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 468، كتاب الرضاع (10)، باب ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن (12)، الحديث (1164) ضمن حديث طويل يتضمن أحكامًا أخرى وقال عقبه: (وفي الْبَابِ عَنْ عُمَرَ، وَخُزَيْمَةَ بْن ثَابِتٍ، وَابْن عَبّاسٍ وَأبِي هُرَيْرَةَ. وقَالَ: (حَدِيثُ عليِّ بْنِ طَلْقٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا -البخاري- يقول: لاَ أَعْرِفُ لِعَلِيَّ بن طلق عَنِ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- غَيْرَ هذَا الحَدِيثِ الوَاحِدِ. ولَا أَعْرِفُ هذَا الحَدِيث مِنْ حَديثِ طَلْق بن علي السُّحَيْمِي. وَكأنَّه رأى أنَّ هذَا رَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 666، كتاب الصلاة (2)، باب استئذان المحدث الإِمام (236)، الحديث (1114). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 184، كتاب الطهارة، باب إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه.

19 - باب سجود السهو

723 - وقال: "إذا أَحْدَثَ أَحَدُكُمْ وَقَدْ جَلَسَ في آخِرِ صَلاتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ فَقَدْ جازَتْ صَلاُتهُ" (¬1) (ضعيف). 19 - باب سجود السهو مِنَ الصِّحَاحِ: 724 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أَحَدَكُم إذا قامَ يُصَلِّي جاءَ الشَّيْطانُ فَلَبَّسَ عَلَيْهِ حتَّى لا يَدْري كَمْ صَلَّى، فإذا وَجَدَ ذلك أَحَدُكُمْ فَليَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ" (¬2). 725 - وعن أبي سعيد رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا شكَّ أَحَدُكم في صَلاتِهِ فَلَمْ يدْرِ كَمْ صلَّى، ثلاثًا أمْ أرْبعًا، فَليَطْرَحْ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ على ما اسْتَيْقَنَ، ثمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمسًا شَفَعَها بهاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ وَإِنْ كانَ صلَّى إتمامًا لِأرْبَعٍ كانتا ترغيمًا لِلشَّيطانِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه الترمذي في السنن 2/ 261، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الرجل يحدث في التشهد (300)، الحديث (408) وقال عقب الحديث: (هذا حديث إسناده ليس بذاك القوي، وقد اضطربوا في إسناده). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 104، كتاب السهو (22)، باب السهو في الفرض والتطوع (7)، الحديث (1232). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 398، كتاب المساجد (5)، باب السهو في الصلاة والسجود له (19)، الحديث (82/ 389). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 400، كتاب المساجد (5)، باب السهو في الصلاة والسجود (19)، الحديث (571/ 88). وأخرجه مالك في الموطأ 1/ 95، كتاب الصلاة (3)، باب إتمام المصلي ما ذكر إذا شك في صلاته (16)، الحديث (62) مرسلًا عن عطاء بن يسار، وقال ابن عبد البر: (هكذا روى الحديث عن مالك جميعُ الرواة مرسلًا).

726 - عن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسعودٍ: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم صَلّى الظُّهْرَ خمسًا، فقيلَ له: أَزيدَ في الصلاة؟ فقالَ وما ذاكَ! قالوا صليتَ خمسًا، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ وقال: إنّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكُم أَنْسى كما تَنْسَوْنَ، فإذا نَسِيتُ فَذَكِّروني، وإذا شَكَّ أَحَدُكُمْ في صَلاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوابَ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ ليُسَلِّمْ، ثمَّ يسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ" (¬1). 727 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "صلَّى بِنا (¬2) رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صلاةَ العَصْرِ فَسَلَّم في رَكعتينِ، فقامَ إلى خشبةٍ مَعْروضَةٍ في المَسْجِدِ، فاتَّكَأَ عَلَيْها كأنَّه غَضبان، وَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى على اليُسْرى، وشَبَّكَ بَيْنَ أصابِعِهِ، وَوَضَعَ خَدَّهُ الْأَيْمَن على ظَهْرِ كَفِّهِ اليُسْرى، وفي القَوْمِ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ رضوان اللَّه عليهما، فهاباه أن يُكَلِّماه، وفي القَوْم رَجُلٌ وفي يَدَيْهِ طُولٌ يقال له: "ذو اليدين" قالَ: يا رسولَ اللَّهِ أَقُصِرَتْ الصلاةُ أَمْ نَسيتَ؟ فقال: كلُّ ذلكَ لَمْ يَكُنْ، فقالَ: قَدْ كانَ بعضُ ذلكَ، فأَقْبَلَ على الناسِ فقال: أصَدَقَ ذو اليَدَيْنِ؟ قالوا: نَعَمْ، فتقدّم فَصَلَّى ما تَرَكَ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ وسَجَدَ مِثْلَ سُجودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رأسَهُ وكَبَّرَ ثُمَّ كَبَّر وسَجَدَ مِثْلَ سُجودِهِ أو أطول ثم رَفَعَ وَكَبَّرَ. -وقال عِمرانُ بنُ حُصَيْن- ثُمَّ سَلَّم" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 503 - 504، كتاب الصلاة (8)، باب التوجه نحو القبلة حيث كان (31)، الحديث (401)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 400، كتاب المساجد (5)، باب السهو في الصلاة والسجود له (19)، الحديث (89/ 572). (¬2) في المخطوطة والمطبوعة: (لنا) والتصويب من البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 468، كتاب الأدب (78)، باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم: الطويل والقصير. . (45)، الحديث (6051). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 403، كتاب المساجد (5)، باب السهو في الصلاة والسجود له (19)، الحديث (97/ 573).

728 - وقال عَبْدُ اللَّهِ بن بُحَيْنَةَ: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ الظُّهْرَ، فقامَ في الرّكْعَتَيْنِ الأولَيَيْنِ لَمْ يَجْلِسْ فَقامَ الناسُ مَعَهُ، حتَّى إذا قَضى الصَّلاةَ وانْتَظَرَ الناسُ تَسْليمَهُ كَبَّرَ وهُوَ جالِسٌ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قبل أَنْ يُسَلِّمَ ثُمَّ سَلَّمَ" (¬1) مِنَ الحِسَان: 729 - عن عِمرانَ بن حُصَيْنٍ رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ فَسَها، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَشَهَّدَ، ثُمَّ سَلَّمَ" (¬2) (غريب) (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 92، كتاب السهو (22)، باب ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة (1)، الحديث (1224). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 399، كتاب المساجد (5)، باب السهو في الصلاة والسجود له (19)، الحديث (86/ 570). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 63، كتاب الصلاة (2)، باب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم (202)، الحديث (1039). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 240 - 241، كتاب الصلاة، باب ما جاء في التشهد في سجدتي السهو (290)، الحديث (395)، وقال عقبه: (هذا حديثٌ حسن غريب). وأخرجه ابن حبان في الصحيح، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص (142)، كتاب الصلاة، باب سجود السهو (87)، الحديث (536) وقال الهيثمي عقب الحديث: (قلت: هو في الصحيح غير قوله: "وتشهد ثم سلم"). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 323، كتاب السهو، باب سجدة السهو بعد السلام، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 355، كتاب الصلاة، باب من قال: يتشهد بعد سجدتي السهو ثم يسلم. (¬3) قول المصنف (غريب) ذكره الترمذي عقب حديثه، ووجه الغرابة فيه ذكر التشهد بعد السجدتين وقبل التسليم، قال الحافظ ابن حجر في الفتح 3/ 79 بعد أن ذكر الحديث ونسبه إلى هؤلاء: "قال الترمذي: حسن غريب. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقال ابن حبان: ما روى ابن سيرين عن خالد غير هذا الحديث، انتهى. وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر. وضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما، ووهموا رواية أشعث، لمخالفته غيره من الحفاظ عن ابن سيرين، فإن المحفوظ عن ابن سيرين =

20 - باب سجود القرآن

730 - عن المُغِيرَةَ بنِ شُعْبَةَ، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "إذا قامَ الإِمامُ في الرّكْعَتَيْنِ، فَإِنْ ذَكَرَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوي قائمًا فَلْيَجْلِسْ، وإنْ اسْتَوى قائمًا فَلا يَجْلِسْ، وَيَسْجُد سَجْدَتَيْ السَّهْو" (¬1). 20 - باب سجود القرآن مِنَ الصِّحَاحِ: 731 - قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "سَجَدَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بـ (النجم)، وسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمونَ، والمُشْرِكُونَ، والجِنُّ، والإِنْسُ" (¬2). ¬

_ = في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد. وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضًا في هذه القصة: قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئًا. وقد تقدم في باب تشبيك الأصابع من طريق ابن عون عن ابن سيرين قال: نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم. وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإِسناد في حديث عمران، ليس فيه ذكر التشهد، كلا أخرجه مسلم [الحديث (101/ 574)]، فصارت زيادة أشعث شاذة. ولهذا قال ابن المنذر: لا أحسب التشهد في سجود السهو بثبت. لكن قد ورد في التشهد في سجود السهو عن ابن مسعود عند أبي داود والنسائي، وعن المغيرة عند البيهقي، وفي إسنادهما ضعف. فقد يقال: إن الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقي إلى درجة الحسن. قال العلائي: وليس ذلك ببعيد، وقد صح ذلك عن ابن مسعود من قوله، أخرجه ابن أبي شيبة". لكن الأحاديث الثلاثة الضعيفة مجتمعة تعارض الصحيح الوارد عند مسلم، فالزيادة في هذا الحديث غريبة، كما بينها الترمذي، واللَّه أعلم. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 629، كتاب الصلاة (2)، باب من نسي أن يتشهد وهو جالس (201)، الحديث (1036)، وقال عقب حديثه: (وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 381، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما جاء فيمن قام من اثنتين ساهيًا (131)، الحديث (1208). وللحديث متابعة من غير طريق جابر الجعفى، ذكرها الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 440، كتاب الصلاة، باب سجود السهو في الصلاة. (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 553، كتاب سجود القرآن (17)، باب سجود المسلمين مع المشركين (5)، الحديث (1071).

732 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "سَجَدْنَا مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في {إذا السَّماءُ انشَقَّتْ} (¬1) و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (¬2) " (¬3). 733 - وقال ابنُ عُمَرَ رضي اللَّه عنهما: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَقْرَأُ [آيةَ] (¬4) السَّجَدَةِ ونحنُ عِنْدَهُ فَيَسْجُدُ ونَسْجُدُ معه، فَنَزْدَحِمُ حَتّى ما يَجِدُ أَحَدُنا لِجَبْهَتِهِ مَوْضعًا يَسْجُدُ عَلَيْهِ" (¬5). 734 - وقال زيد بن ثابت: "قَرَأْتُ على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم {وَالنَّجْمِ} (¬6) فَلَمْ يَسْجُدْ فيها" (¬7). 735 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "سجدة (ص) (¬8) لَيْسَتْ مِنْ عَزائِمِ السُّجودِ، وقَدْ رَأَيْتُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَسْجُدُ فيها" (¬9). ¬

_ (¬1) سورة الانشقاق (84)، الآية (1). (¬2) سورة العلق (96)، الآية (1). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 406، كتاب المساجد (5)، باب سجود التلاوة (20)، الحديث (108/ 578). (¬4) ليست في مخطوطة برلين وليست عند البخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه بلفظه: البخاري في الصحيح 2/ 557، كتاب سجود القرآن (17)، باب ازدحام الناس إذا قرأ الإمام السجدة (9)، الحديث (1076) وبلفظٍ نحوه في 2/ 556، كتاب سجود القرآن (17)، باب من سجد لسجود القارئ (8)، الحديث (1075)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 405، كتاب المساجد (5)، باب سجود التلاوة (20)، الحديث (104/ 575). (¬6) سورة النجم (53)، الآية (1). (¬7) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 554، كتاب سجود القرآن (17)، باب من قرأ السجدة ولم يسجد (6)، الحديث (1072). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 406، كتاب المساجد (5)، باب سجود التلاوة (20)، الحديث (106/ 577). (¬8) سورة ص (38)، الآية (1). (¬9) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 552، كتاب سجود القرآن (17)، باب سجدة ص (3)، الحديث (1069).

736 - وفي رواية: "أَنَّهُ قَرَأَ {أولئكَ الذينَ هَدى اللَّهُ فَبِهُداهُمْ اقْتَدِهْ} (¬1) وقالَ: كانَ داودُ مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ أَنْ يَقْتَديَ بهِ فَسَجَدَها داودُ فَسَجَدَها النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬2). مِنَ الحِسَان: 737 - عن عَمْرو بنِ العاصِ رضي اللَّه عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أَقْرَأَهُ خَمْسَ عَشرَةَ سَجْدَة: مِنْهَا ثلاثٌ في المُفَصَّلِ، وفي سورَةِ الحَجِّ سَجْدَتَيْنِ" (¬3) (غريب) (¬4). 738 - عن عُقْبَةَ بنِ عامرٍ أَنَّهُ قال: قلت: "يا رسولَ اللَّه! فُضِّلَتْ سورةُ الحَجِّ بِأَنَّ فيها سَجْدَتَيْنِ؟ قالَ: نعمْ. وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا ¬

_ (¬1) سورة الأنعام (6)، الآية (91). (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 456، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ} (39)، الحديث (3421). وأخرجه في كتاب التفسير (65)، باب {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} (5)، الحديث (4632). وأخرجه باللفظ الذي أورده البغوي في كتاب التفسير (65)، باب سورة ص (38)، الحديث (4806) و (4807). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 120، كتاب الصلاة (2)، باب تفريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن (328)، الحديث (1401). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 335، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب عدد سجود القرآن (71)، الحديث (1057). وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 408، كتاب الصلاة، باب سجود القرآن، الحديث (8)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 223، كتاب الصلاة، باب خمس عشرة سجدة في القرآن. والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 314، كتاب الصلاة، باب من قال في القرآن خمس عشرة سجدة، وفي 2/ 316، باب سجدتي سورة الحج. (¬4) قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 9، كتاب الصلاة، باب سجود التلاوة والشكر (7)، الحديث (488): (حسنه المنذري والنووي، وضعفه عبد الحق وابن القطان، وفيه عبد اللَّه بن منين وهو مجهول، والراوي عنه الحارث بن سعيد العتيق، وهو لا يعرف أيضًا، وقال ابن ماكولا: ليس له غير هذا الحديث).

فلا يَقْرَأْهُمَا" (¬1) (ضعيف) (¬2). 739 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم سَجَدَ في صَلاةِ الظُّهْرِ، ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ، فَرَأَوْهُ أَنَّهُ قَرَأَ {الم (1) تَنْزِيلُ} (¬3) السجدة" (¬4). 740 - وعن ابن عُمَرَ رضي اللَّه عنهما أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَقْرَأُ القرآنَ، فإذا مَرَّ بالسَّجْدَةِ كَبَّرَ وسَجَدَ، وسَجَدْنَا مَعَهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 151، 155، في مسند عقبة بن عامر الجهني رضي اللَّه عنه. وأخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر، ص (289)، في باب ذكر الأحاديث عمن روى عنه أهل مصر من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 121، كتاب الصلاة (2)، باب تفريع أبواب السجود (328)، الحديث (1402). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 471، كتاب الصلاة، باب ما جاء في السجدة في سورة الحج (406)، الحديث (578)، وقال عقب حديثه: (هذا حديث إسناده ليس بذاك القوي). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 221، كتاب الصلاة، باب فضلت سورة الحج بسجدتين. وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 408، كتاب الصلاة، باب سجود القرآن، الحديث (9). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 317، كتاب الصلاة، باب سجدتي سورة الحج. (¬2) قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 9، كتاب الصلاة، باب سجود التلاوة والشكر (7)، الحديث (487) (وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وقد ذكر الحاكم أنه تفرد به، وأكده الحاكم بأن الرواية صحت فيه من قول عمر وابنه وابن مسعود وابن عباس وأبي الدرداء وأبي موسى وعمار، ثمَّ ساقها موقوفة عنهم، وأكده البيهقي بما رواه في المعرفة من طريق خالد بن معدان مرسلًا). (¬3) سورة السجدة (32)، الآية (1). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 507، كتاب الصلاة (2)، باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر (131)، الحديث (807)، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 207 - 208، كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 221، كتاب الصلاة. وعزاه ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 10 للطحاوي. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 125 - 126، كتاب الصلاة (2)، باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب أو في غير الصلاة (333)، الحديث (1413). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 1/ 279، كتاب الصلاة، باب استحباب سجود المستمع (131)، الحديث (557). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 222، كتاب الصلاة.

741 - وعنه أنه قال: "إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قرأَ عامَ الفَتْحِ سجدةً، فَسَجَدَ الناسُ كلّهُم، منهم الراكبُ والساجدُ على الأرضِ حتَّى أنّ الراكبَ لَيَسْجُدُ على يَدِهِ (¬1) " (¬2). 742 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لَمْ يَسْجُدْ في شَيْءٍ من المُفَصَّل مُنْذُ تَحَوَّلَ إلى المَدينةِ" (¬3). 743 - وقالت عائشةُ رضي اللَّه عنها: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ في سجودِ القُرآنِ بالليلِ: سَجَدَ وَجْهِي للذي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ" (¬4) (صحيح) (¬5). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (يديه) والصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 125، كتاب الصلاة (2)، باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب (333)، الحديث (1411). وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 279، كتاب الصلاة، باب صفة سجود الراكب (130)، الحديث (556). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 325، كتاب الصلاة، باب الراكب يسجد مومئًا، والماشي يسجد على الأرض. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 121، كتاب الصلاة (2)، باب من لم يَرَ السجود في المفصل (329)، الحديث (1403). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 313، كتاب الصلاة، باب من قال في القرآن إحدى عشرة سجدة. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 30، في مسند أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 126 - 127، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول إذا سجد (334)، الحديث (1414). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 474، كتاب الصلاة، باب ما يقول في سجود القرآن (407)، الحديث (580). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 222، كتاب التطبيق (12)، باب نوع آخر من الدعاء في السجود (70). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 220، كتاب الصلاة. وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 406، كتاب الصلاة، باب سجود القرآن، الحديث (2). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 325، كتاب الصلاة، باب ما يقول في سجود التلاوة. (¬5) قول المصنف: (صحيح) تبع به الترمذي في السنن حيث قال: (هذا حديث حسن صحيح)، وكذا صححه الحاكم في المستدرك، وأقره الذهبي في التلخيص وقال: على شرطهما. وقال ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 10: وصححه ابن السكن.

744 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّه! رَأَيْتُني الليلةَ وأنا نائِمٌ كأنِّي أُصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ، فَسَجَدْتُ، فَسَجَدَتْ الشَّجَرَةُ لِسُجودِي، فَسَمِعْتُها تَقولُ: اللهمَّ اكتبْ لي بها عِنْدَكَ أَجْرًا، وضَعْ عَنِّي بها وِزْرًا، واجْعَلْها لي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وتَقَبَّلْها مِنِّي كما تَقَبَّلْتَها مِنْ عَبْدِكَ داودَ -وقال ابنُ عبّاس رضي اللَّه عنهما- فَقَرَأَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم سجدَةً ثُمَّ سَجَدَ، فَسَمِعْتُه وهُوَ يقولُ مِثلَ ما أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عن قَوْلِ الشَّجَرَةِ" (¬1) (غريب) (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 472 - 473، كتاب الصلاة، أبواب الجمعة، باب ما يقول في سجود القرآن (407)، الحديث (579). وأخرجه في كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول في سجود القرآن (33)، الحديث (3424). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 334، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب سجود القرآن (70)، الحديث (1053). وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 282، كتاب الصلاة، باب الذكر والدعاء في السجود عند قراءة السجدة (134)، الحديث (562). وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 243، في ترجمة الحسن بن محمد بن عبيد اللَّه (289). وأخرجه ابن حبان في الصحيح، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن (178)، كتاب الصلاة، باب سجود التلاوة (156)، الحديث (691). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 219 - 220، كتاب الصلاة، باب حكاية سجدة الشجرة. (¬2) قول المصنف: (غريب) تبع به الترمذي حيث قال: (هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عباس لا نعرفه إلا من هذا الوجه). واختُلِفَ فيه على الحسن بن محمد بن عبيد اللَّه الذي تفرد به. فضعف العقيلي الحديث لأجله وقال: (لا يتابع عل حديثه، ولا يعرف إلا به) وقال أيضًا: (لهذا الحديث طرق فيها لين). لكن الحسن بن محمد ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 2/ 319، الترجمة (553) فقال: (أخرجا له حديثًا واحدًا في سجود الشجرة، واستغرب الترمذي حديثه -قلت- وحكى الذهبي عمن لم يسمه أن فيه جهالة، ولم يرو عنه غير ابن خنيس -قلت- وقد أخرج ابن خزيمة وابن حبان حديثه في صحيحهما، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الخليلي لما ذكر حديثه: هذا حديث غريب صحيح من حديث ابن جريج، قصد أحمد بن حنبل محمد بن يزيد بن خنيس، وسأل عنه، وتفرد به الحسن بن محمد المكي وهو ثقة). وقال =

21 - باب أوقات النهي

21 - باب أوقات النهي مِنَ الصِّحَاحِ: 745 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَتَحَرَّ أَحَدُكُمْ فَيُصَلّي عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ولا عِنْدَ غُروبِهَا" (¬1). وفي رواية: "إذا طَلَعَ حاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلاةَ حَتَّى تَبْرُزَ وإذا غابَ حاجِبُ الشَّمسِ فَدَعُوا الصَّلاةَ حَتّى تَغيبَ، ولا تَحَيَّنُوا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ ولا غُروبَها، فإنَّها تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطانِ" (¬2). 746 - وقال عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ: "ثلاثُ ساعاتٍ كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّي فيهِنِّ؛ وأَنْ نَقْبُرَ فيهِنَّ مَوْتانا: حينَ تَطْلعُ الشَّمْسُ ¬

_ = في التلخيص الحبير 2/ 10: (وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، رواه البيهقي، واختلف في وصله وإرساله، وصوب الدارقطني في العلل رواية حماد عن حميد بن بكر "أن أبا سعيد رأى فيما يرى النائم. . . " الحديث) لكن صحح الحاكم حديث ابن عباس فقال: (هذا حديث صحيح، رواته مكيون، لم يذكر واحد منهم بجرح، وهو من شرط الصحيح ولم يخرجاه)، وقال الذهبي في التلخيص: (صحيح ما في رواته مجروح). وصححه ابن خزيمة، وابن حبان. (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح عن ابن عمر رضي اللَّه عنه 2/ 60، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس (31)، الحديث (585). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 567، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها (51)، الحديث (289/ 828). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في موضعين من الصحيح عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما 2/ 58، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب الصلاة بعد الفجر حتَّى ترتفع الشمس (30)، الحديث (583). وأخرجه في 6/ 334، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3272 و 3273). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 68، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الأوقات التى نهي عن الصلاة فيها (51)، الحديث (291/ 829).

بازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يقومُ قائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تميلَ الشَّمسُ، وحينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ للغُروبِ حتَّى تَغْرُبَ" (¬1). 747 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسَ، ولا صَلَاةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتّى تَغيبَ الشَّمْسُ" (¬2). 748 - وقال عَمْرُو بن عبَسَةَ (¬3): "قَدِمَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وسلم المَدينَةَ، فَقَدِمْتُ المَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فقلتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ الصَّلاةِ؟ فقالَ: صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْصِرْ عَنْ الصَّلاةِ حَتّى (¬4) تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ، فإنَّها تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطانِ، وحينئذٍ يَسْجُدُ لها الكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ، فإنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضورَةٌ حتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عنْ الصَّلاةِ، فإنَّهُ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فإذا أَقْبَلَ الفَيْءُ فَصَلِّ، فإنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتْى تُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ أقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فإنَّها تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيطانِ، وحينئذٍ يَسْجُدُ لها الكُفَّارُ. قلتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ! فَالوُضُوءُ؟ حَدِّثْنِي عَنْهُ، قالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ، ويَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إلَّا خَرَّتْ خَطايا وَجْهِهِ وفيهِ وخَياشِيمهِ مع الماءِ، ثمَّ إذا غسَلَ وَجْهَهُ كما أَمَرَهُ اللَّهُ إلّا خَرَّتْ خَطايا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعْ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 568 - 569، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها (51)، الحديث (293/ 831). (¬2) متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 61، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس (31)، الحديث (586). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 567، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب الأوقات التي نُهيَ عن الصلاة فيها (51)، الحديث (288/ 827). (¬3) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (عنبسة) والتصويب من صحيح مسلم. وانظر الإِصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 3/ 5. (¬4) تصحفت في المخطوطة والمطبوعة إلى (حين)، والتصويب من مسلم.

الماءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ إلّا خَرَّتْ خَطايا يَدَيْهِ مِنْ أَنامِلِهِ مَعْ الماءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إلَّا خَرَّتْ خطايا رأسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعْ الماءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إلى الكعبيْنِ إلّا خَرَّتْ خطايا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعْ الماءِ فإنْ هُوَ قامَ فَصَلَّى، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عَلَيْهِ وَمَجَّدَهُ بالذي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ تَعالى إلا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (¬1). 749 - عن كَرِيبٍ رضي اللَّه عَنْهُ: "أنَّ ابنَ عَبّاسٍ، والمِسْوَرَ بنَ مَخْرَمَة، وعَبْدَ الرَّحْمنِ بنَ أَزْهَرَ رضي اللَّه عنهم أرْسَلُوهُ إلى عائِشَةَ رضي اللَّه عنها فقالوا له: اقْرَأْ عليها السلامَ، وَسَلْهَا عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ؟ قالَ: فَدَخَلْتُ على عائشةَ فَبَلَّغْتُهَا ما أَرْسَلُوني بِهِ، فقالَتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ، فَخَرَجْتُ إلَيْهِمْ فَرَدُّونِي إلى أُمِّ سَلَمَةَ، فقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَنْهَى عَنْهُمَا ثُمَّ رَأَيْتُهُ يُصَلِّيهِما، ثُمَّ دَخَلَ، فَأَرْسَلْتُ إلَيْهِ الجارِيَةَ فَقُلْتُ [قومي بجنبه] (¬2) قولي [له] (2): تقولُ أُمُّ سَلَمَةَ، يا رسولَ اللَّهِ! سَمِعْتُك تَنْهى عَنْ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ وأَرَاكَ تُصَلِّيهِمَا؟ قالَ: يا ابنةَ أبي أُمَيَّةَ! سألتِ عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ [اللَّتَيْنِ] (¬3) بعْدَ العَصْرِ، وإنَّهُ أَتَاني ناسٌ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ فَشَغَلُوني عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فُهُما هاتانِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 569 - 571، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب إسلام عمرو بن عبسة (52)، الحديث (294 - 832) وفي أوله قصة إسلامه رضي اللَّه عنه، ولم يذكرها البغوي هنا. ومعنى قوله (تسجر جهنم) أي توقد. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وهو من مخطوطة برلين وصحيح البخاري، وقد تصحفت العبارة في المطبوعة إلى: (فقلت له). (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 105، كتاب السهو (22)، باب إذا كُلِّمَ وهو يُصلي فأشار بيده واستمع (8)، الحديث (1233). وأخرجه في 8/ 86، كتاب المغازي (64)، باب وفد عبد القيس (69)، الحديث (4370). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 571 - 572، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد العصر (54)، الحديث (297/ 834).

مِنَ الحِسَان: 750 - عن قَيْس بن قَهْدٍ (¬1) رضي اللَّه عنه أنه قال: "رآني النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وأنا أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الصُّبْحِ، فقالَ: ما هاتانِ الرَّكْعَتانِ؟ فَقُلْتُ: إنِّي لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْ الفَجْرِ، فَسَكَتَ عَنْهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬2)، (غير متصل) (¬3). ¬

_ (¬1) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (قيس بن فهد) والتصويب من ابن حجر في الإِصابة 3/ 247، وضبطها بالقاف. (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 57، كتاب الصلاة، الباب الأول في مواقيت الصلاة، الحديث (169)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 447، في مسند قيس بن عمرو رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 51، كتاب الصلاة (2)، باب من فاتته -ركعتي الفجر- متى يقضيها (295)، الحديث (1267)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 284 - 285، كتاب الصلاة، باب ما جاء فيمن تفوته الركعتان قبل الفجر يصليهما بعد صلاة الفجر (313)، الحديث (422)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 365، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما جاء فيمن فاتته الركعتان قبل صلاة الفجر (104)، الحديث (1154)، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 2/ 164، كتاب الصلاة، باب الرخصة في أن يصلي ركعتي الفجر بعد صلاة الصبح (461)، الحديث (1116)، وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 74، كتاب الصلاة، فصل في الأوقات المنهي عنها، ذكر البيان بأن الزجر عن الصلاة بعد الغداة لم يرد به جميع الصلوات، الحديث (1554)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 483، كتاب الصلاة، باب من أجاز قضاء ركعتي الفجر بعد الفراغ من الفريضة، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 274 - 275، كتاب الصلاة، والدارقطني في السنن 1/ 384، كتاب الصلاة باب قضاء الصلاة بعد وقتها، الحديث (9). (¬3) قول البغوي (ليس بمتصل) تبع به الترمذي حيث قال: (وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل: محمد بن إبراهيم التيمي لم يَسْمَعْ من قيسٍ. وروى بعضهم هذا الحديث عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم: "أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج فرأى قيسًا" وهذا أصحُّ من حديث عبد العزيز عن سعد بن سعيد). لكن للحديث طرق يؤيد بعضها بعضًا، يرقى بها الحديث ويتصل، ذكرها العلامة أحمد شاكر في حاشيته على سنن الترمذي وهي: (الحديث رواه أيضًا أحمد 5/ 447، عن ابن نمير عن سعد بن سعيد، ورواه =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = أبو داود 1/ 489، وابن ماجه 1/ 182، من طريق ابن نمير. وقال أبو داود بعد روايته: "حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: قال سفيان: كان عطاء بن أبي رباح يحدث بهذا الحديث عن سعد بن سعيد. قال أبو داود: روى عبد ربه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث مرسلًا: أن جدهم زيدًا صلى مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذه القصة". وقوله في هذا المرسل: "زيدًا" خطأ من الناسخين في نسخ أبي داود، وليس في النسخ المعتمدة منه، كما أوضحه شارحه نقلًا عن الحافظ ابن حجر. ورواه أيضًا الحاكم 1/ 275 من طريق ابن نمير عن سعد بن سعيد. ورواه البيهقي 2/ 483 من طريق أبي داود، ورواه أيضًا 2/ 456 بإسنادين من طريق سفيان بن عيينة عن سعد بن سعيد. ورواية عطاء المرسلة، التي علقها الترمذي وأبو داود رواها ابن حزم في المحلى 3/ 112 - 113، من طريق الحسن بن ذكوان عن عطاء عن رجل من الأنصار. وظاهر هذا أنه متصل، ولكن بيان أبي داود والترمذي أبان أنه مرسل أيضًا، لأن الأنصاري الذي روى عنه عطاء هو سعد بن سعيد. ورواه أيضًا أحمد عن عبد الرزاق عن ابن جريج قال: "وسمعت عبد اللَّه بن سعيد أخا يحيى بن سعيد يحدث عن جده" الحديث. ونقله الحافظ في الإِصابة هكذا. ولم أجد ترجمة لعبد اللَّه بن سعيد في كتب الرجال، ولم يذكره الحافظ في تعجيل المنفعة، فالراجح عندي أن هذا خطأ من الناسخين، وأن صوابه "عبد ربه بن سعيد" وتكون هي الرواية التي أشار إليها أبو داود. وللحديث طريق آخر: رواه الحاكم 1/ 274 - 275 والبيهقي 2/ 483 من طريق الربيع بن سليمان "حدثنا أسد بن موسى حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبيه عن جده". ثم قال الحاكم: "قيس بن قهد الأنصاري صحابي، والطريق إليه صحيح على شرطهما" ووافقه الذهبي على تصحيحه. ونقل الشارح وغيره أنه رواه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحهما والدارقطني في سننه 1/ 384 كلهم من طريق الربيع، ونقل الحافظ في الإِصابة أنه رواه ابن منده من طريق أسد بن موسى، وأنه قال: (غريب تفرد به أسد موصولًا, وقال غيره عن الليث عن يحيى: أن جده، مرسل". وهذا التعليل من ابن منده لا يضعف به الإسناد، لأن أسد بن موسى ثقة، خلافًا لمن تكلم فيه بغير حجة. ثم هذه الطرق كلها يؤيد بعضها بعضًا، ويكون بها الحديث صحيحًا لا شبهة في صحته). =

751 - عن جُبَيْر بنِ مُطْعَمٍ، أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يا بني عَبْدِ مَنافٍ! مَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فلا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا طافَ بِهذا البَيْتِ، وصَلَّى أَيَّ ساعَةٍ شاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ" (¬1). 752 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عَنْ الصَّلاةِ نِصْفَ النَّهارِ حَتَّى تَزولَ الشَّمْسُ، إِلَّا يَوْمَ الجُمُعَةِ" (¬2). ¬

_ = كما ذكر هذه الطرق الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 188، والعلامة أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي في كتابه إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر. (¬1) أخرجه الشافعي في السنن 1/ 57 - 58، كتاب الصلاة الباب الأول في مواقيت الصلاة، الحديث (170). وأخرجه أحمد في المسند 4/ 80، في مسند جُبَيْر بن مطعم رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 70، كتاب المناسك، باب الطواف في غير وقت الصلاة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 449 - 450، كتاب المناسك (5)، باب الطواف بعد العصر (53)، الحديث (1894)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 220، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الصلاة بعد العصر وبعد الصبح لمن يطوف (42)، الحديث (868)، وقال: (حديث جبير حديث حسن صحيح). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 284، كتاب المواقيت (6)، باب إباحة الصلاة في الساعات كلها بمكة (41)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 398، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما جاء في الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت (149)، الحديث (1254)، وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 70، كتاب الصلاة، باب ذكر الخبر الدال على أن هذا الزجر أطلق بلفظة عام مرادها خاص، الحديث (1545). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 448، كتاب المناسك، باب لا يمنع أحد عن الطواف بالبيت، وقال: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وأقره الذهبي في التلخيص. وقال ابن عبد الهادي في المحرر في الحديث 1/ 163، (وقال بعض المصنفين الحذاق: رواه مسلم، وهو وهم). (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 139، كتاب الصلاة، الباب الحادي عشر في صلاة الجمعة، الحديث (408)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 464، كتاب الصلاة، باب ذكر البيان أن هذا النهي مخصوص ببعض الأيام دون بعض، وعزاه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 188 للأثرم، كما أخرجه البغوي في شرح السنة 3/ 329.

22 - باب الجماعة وفضلها

753 - وعن أبي قَتادَةَ رضي اللَّه عنهُ عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّه كَرِهَ الصَّلاةَ نِصْفَ النَّهارِ [حتَّى تزول الشمس] (¬1) إلا يوم الجمعة وقال إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة" (¬2) (وهذا غير متصل) (¬3). 22 - باب الجماعة وفضلها مِنَ الصِّحَاحِ: 754 - عن ابنِ عُمَرَ رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "صَلاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً" (¬4). 755 - وعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قال: "وَالذي نَفْسي بِيَدِهِ! لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ يُحْتَطَبُ، ثُمَّ آمُرَ بالصَّلاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ أخالِفُ إلىَ رِجالٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيوتَهُمْ، والَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ! لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عِرْقًا سَمينًا، أَوْ مِرْماتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ العِشاء" (¬5). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا في لفظ أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 653، كتاب الصلاة (2)، باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال (223)، الحديث (1083). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 464، كتاب الصلاة، باب ذكر البيان أن هذا النهي مخصوص. وعزاه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 189، للأثرم، وأخرجه البغوي في شرح السنة 3/ 329. (¬3) قول المصنف: (وهذا غير متصل) تبع به أبا داود حيث قال: (هو مرسل، مجاهد أكبر من أبي خليل، وأبو الخليل لم يسمع من أبي قتادة). وزاد الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 189: (وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. قال الأثرم: قدم أحمد جابر الجعفي عليه في صحة الحديث). قال البيهقى: (وله شواهد، وإن كانت أسانيدها ضعيفة) وذكرها. وقوله: (تُسْجَر) أي توقد. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 131، كتاب الأذان (10)، باب فضل صلاة الجماعة (30)، الحديث (645)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 450، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاة الجماعة (42)، الحديث (249/ 650). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 125، كتاب الأذان (10)، باب وجوب صلاة الجماعة (29)، الحديث (644). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 451، كتاب =

756 - وقالَ أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "أَتَى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رَجُلٌ أعْمَى فقالَ: يا رسول اللَّه! إنَّهُ لَيْسَ لي قائِدٌ يَقُودُنِي إلى المَسْجِدِ، فسَأَلَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعاهُ فقالَ: هَلْ تَسْمَعُ النِّداءَ بالصَّلاةِ؟ قالَ: نعم، قالَ: فَأَجِبْ" (¬1). 757 - وقالَ ابنُ عُمَرَ: "إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَأْمُرُ المُؤَذِّنَ إذا كَانَتْ ليلةً ذاتَ بَرْدٍ وَمَطَرٍ يقولُ: أَلا صَلّوا في الرِّحالِ" (¬2). 758 - وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا وُضِعَ عَشاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقيمَتْ الصَّلاةُ، فَابْدَؤا بالعَشاءِ، ولا يَعْجَل حتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ" (¬3). 759 - وقال: لا صلاةَ بِحَضْرَةِ طعامٍ وَلاَ وَهُوَ يُدافعُهُ الْأَخْبَثانِ" (¬4) ترويه عائشة رضي اللَّه عنها. ¬

_ = المساجد (5)، باب فضل صلاة الجماعة (42)، الحديث (251/ 651). والعرق -بسكون الراء- قطعة لحم. والمِرماتين هي ما بين ظلفي الشاة من اللحم (ابن حجر فتح الباري 2/ 129). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 452، كتاب المساجد (5)، باب يجب إتيان المسجد على من سمع النداء (43)، الحديث (255/ 653). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 112، كتاب الأذان (10)، باب الأذان للمسافرين (18)، الحديث (632)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 484، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الصلاة في الرحال في المطر (3)، الحديث (22/ 697). والرحال: البيوت والمساجد. (¬3) متفق عليه، من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنه أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 159، كتاب الأذان (10)، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة (42)، الحديث (673). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 392، كتاب المساجد (5)، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام (16)، الحديث (66/ 559). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 393، كتاب المساجد (5)، باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام. . . (6)، الحديث (67/ 560)، وقال البغوي في شرح السنة 3/ 359: (والمراد بالأخبثين: الغائط والبول).

760 - وقال: "إذا أقيمتْ الصَّلاةُ فلا صَلاةَ إلّا المَكْتُوَبةَ" (¬1). 761 - وقال: "إذا اسْتَأْذَنَتْ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إلى المَسْجِدِ فَلا يَمْنَعْها" (¬2). 762 - وقال: "إذا شَهِدَتْ إحْدَاكُنَّ المَسْجِدَ فَلاَ تَمَسُّ طِيبًا" (¬3). 763 - وقال: "أيُّما امْرأةٍ أصابَتْ بَخورًا فَلا تَشْهَدْ مَعَنَا العِشَاءَ الآخِرَةَ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 764 - عن ابن عمر، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكم المَساجِدَ، وبُيوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 493، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب كراهة الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن (9)، الحديث (63/ 710). (¬2) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 337، كتاب النكاح (67)، باب استئذان المرأة زوجها في الخروج إلى المسجد وغيره (116)، الحديث (5238) وهذا لفظه، وأخرجه في كتاب الأذان (10)، باب استئذان المرأة زوجها بالخروج إلى المسجد (166)، الحديث (873) وليس فيه "إلى المسجد". وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 326 - 327، كتاب الصلاة (4)، باب خروج النساء إلى المساجد (30)، الحديث (134/ 442). (¬3) أخرجه من رواية زينب الثقفية امرأة عبد اللَّه، مسلم في الصحيح 1/ 328، كتب الصلاة (4)، باب خروج النساء، إلى المساجد (30)، الحديث (142/ 443). (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه مسلم في الصحيح 1/ 328، كتاب الصلاة (4)، باب خروج النساء إلى المساجد (30)، الحديث (143/ 444). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 76 - 77 في مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 382، كتاب الصلاة (2)، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد (53)، الحديث (567)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 209، كتاب الصلاة، باب لا تمنعوا نساءكم المساجد، وقال: (على شرطهما).

765 - وقال: "صَلاةُ المَرْأَةِ في بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا في حُجْرَتِهَا وصَلاتُها في مَخْدَعِها أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا في بَيْتِهَا" (¬1). 766 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تُقْبَلُ لِامْرَأَةٍ صَلاةٌ تَطَيَّبَتْ لِهذا المَسْجِدِ حَتّى تَرْجِعَ فَتَغْتَسِلَ غُسْلَها مِنَ الجَنَابَةِ" (¬2). 767 - وعن أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "كُلُّ عَيْنٍ زانِيَةٌ، فَالمَرْأَةُ إذا اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِالمَجْلِسِ فَهِيَ كَذَا وكذا، يعني زانية" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن من رواية عبد اللَّه بن مسعود 1/ 383، كتاب الصلاة (2)، باب التشديد في خروج النساء إلى المساجد (54)، الحديث (570). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 209، كتاب الصلاة، باب خير مساجد النساء قعر بيوتهن، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه) ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 246، 297، 365، 444، 461 في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 401، كتاب الترجل (27)، باب ما جاء في المرأة تتطيب للخروج (7)، الحديث (4174)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 153 - 154، كتاب الزينة، باب اغتسال المرأة من الطيب، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1326، كتاب الفتن (36)، باب فتنة النساء (19)، الحديث (4002). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 133، كتاب الصلاة، باب المرأة تشهد المسجد للصلاة لا تمس طيبًا. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 400، 414، 418 في مسند أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه. وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 279، كتاب الاستئذان، باب في النهي عن الطيب إذا خرجت. وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 400 - 401، كتاب الترجل (27)، باب ما جاء في المرأة تتطيب للخروج (7)، الحديث (4173). وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 106، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة (35)، الحديث (2786) وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 153، كتاب الزينة، باب ما يكره للنساء من =

768 - عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، أَنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ صلاةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكى مِنْ صلاتِهِ وَحْدَهُ، وصلاتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكى مِنْ صلاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، وما كَثُرَ فهو أَحَبُّ إلى اللَّهِ" (¬1). 769 - عن أبي الدَّرْدَاء قالَ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَا مِنْ ثَلاَثَةٍ في قَرْيَةٍ ولا بَدْوٍ لا تُقامُ فِيهِمْ الصَّلاةُ إلّا قَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطانُ، فَعَلَيْكَ بالجماعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ القاصِيَةَ" (¬2). ¬

_ = الطيب. وأخرجه ابن حبان في الصحيح، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (355)، كتاب اللباس، باب طيب المرأة لغير زوجها (18)، الحديث (1474). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 396، كتاب التفسير، باب تفسير سورة النور، وقال: (وهو صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وصححه الذهبي في تلخيص المستدرك. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 375 - 376، كتاب الصلاة (2)، باب في فضل صلاة الجماعة (48)، الحديث (554). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 104 - 105، كتاب الإمامة (10)، باب الجماعة إذا كانوا اثنين (45). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 2/ 366 - 367، كتاب الصلاة، باب ذكر البيان أن ما كثر من العدد في الصلاة جماعة كانت الصلاة أفضل (6)، الحديث (1476). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 383، كتاب الصلاة، أبواب الإمامة والجماعة، باب ذكر البيان بأن المأمومين كلما كثروا كان ذلك أحب إلى اللَّه عزَّ وجلَّ، الحديث (2047). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 247 - 248، كتاب الصلاة (2)، باب أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والصبح. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 196، في مسند أبي الدرداء رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 371، كتاب الصلاة (2)، باب في التشديد في ترك الجماعة (47)، الحديث (547). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 106 - 107، كتاب الإِمامة (10)، باب التشديد في ترك الجماعة (48). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 2/ 371، كتاب الصلاة، أبواب الإمامة في الصلاة، باب التغليظ في ترك الجماعة في القرى والبوادي (12)، الحديث (1486). وأخرجه ابن حبان في الصحيح، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص (120)، كتاب الجماعة، باب ما جاء في الصلاة في الجماعة (55)، الحديث (425). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 246، كتاب الصلاة، باب ما من ثلاثة في قرية، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وصححه الذهبي في تلخيص المستدرك.

770 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ سَمِعَ المُنادي فَلَمْ يَمْنَعْهُ من اتَّباعِهِ عُذْرٌ، قالوا: وما العُذْر؟ قال: خَوْفٌ، أَوْ مَرَضٌ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلاة التي صَلَّاها" (¬1). 771 - وقال: "إِذا أُقِيمَتْ الصَّلاة وَوَجَدَ أَحَدُكُمْ الغائِطَ فَلْيَبْدَأْ بالغائِطِ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 373 - 374، كتاب الصلاة (2)، باب في التشديد في ترك الجماعة (47)، الحديث (551). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 260، كتاب المساجد والجماعات (4)، باب التغليظ في التخلف عن الجماعة (17)، الحديث (793). وأخرجه ابن حبان في الصحيح، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص (120)، كتاب الجماعة، باب ما جاء في الصلاة في الجماعة (55)، الحديث (426). وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 420، كتاب الصلاة، باب الحث لجار المسجد على الصلاة فيه إلا من عذر الحديث (4)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 246، كتاب الصلاة، باب من سمع الصلاة ينادى بها. . . (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن الأرقم رضي اللَّه عنه، مالك في الموطأ 1/ 159، كتاب قصر الصلاة في السفر (9)، باب النهي عن الصلاة والإِنسان يريد حاجة (17)، الحديث (49). وأخرجه أحمد في المسند 3/ 483، في مسند عبد اللَّه بن أرقم رضي اللَّه عنه وفي 4/ 35 في مسند عبد اللَّه بن أرقم رضي اللَّه عنه أيضًا مكررًا. وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 332، كتاب الصلاة، باب النهي عن دفع الأخبثين في الصلاة. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 68، كتاب الطهارة (1)، باب أيصلي الرجل وهو حاقن (43)، الحديث (88)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 261 - 263، كتاب الطهارة، باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء (108)، الحديث (142) وقال: (حديث عبد اللَّه بن الأرقم حديث حسن صحيح). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 110 - 111، كتاب الإِمامة (10)، باب العذر في ترك الجماعة (51). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 202، كتاب الطهارة وسننها (1)، باب ما جاء في النهي للحاقن أن يصلي (114)، الحديث (616). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 168، كتاب الطهارة، باب إذا أراد أحدكم أن يذهب إلى الخلاء، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك.

772 - وقال: "ثَلاثٌ لا يَحِلُّ لِأحَدٍ أَنْ يَفْعَلَهُنَّ: لا يَؤُمُّ رَجُلٌ [قَوْمًا] (¬1) فَيَخُصُّ نَفْسَهُ بالدُّعاءِ دُونَهُمْ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ، ولَا يَنْظُرُ في قَعْرِ بَيْتٍ قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ، ولَا يُصَلِّي وَهُوَ حَقِنٌ حَتّى يَتَخَفَّفَ" (¬2). 773 - عن جَعْفَر بن محمد، عن أبيه رضي اللَّه عنهما، عن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تُؤَخّر [وا] (¬3) الصَّلاة لِطعامٍ ولا (¬4) لِغَيْرِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة وأبي داود. (¬2) أخرجه من رواية ثوبان مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أحمد في المسند 5/ 280، في مسند ثوبان مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 69 - 70، كتاب الطهارة (1)، باب أيصلي الرجل وهو حاقن (43)، الحديث (90). وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 189، كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية أن يخص الإِمام نفسه بالدعاء (265)، الحديث (357)، وقال: (حديث حسن). وأخرج ابن ماجه القسم المتعلق بتخصيص الإِمام نفسه بالدعاء في السنن 1/ 298، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، ولا يخص الإِمام نفسه بالدعاء (31)، الحديث (923). قوله: (حَقِنٌ) أي يؤذيه البول أو الغائط من احتقانه. (¬3) لفظ أبي داود (لا تُؤَخَّرُ). (¬4) في مخطوطة برلين: (أو)، وما أثبتناه من المطبوعة وهو لفظ أبي داود. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 135، كتاب الأطعمة (21)، باب إذا حضرت الصلاة والعشاء (10)، الحديث (3758) , وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 260، كتاب الصلاة، باب إمامة جبريل. وهذا الحديث يخالف حديث ابن عمر: "إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فلا يقوم حتَّى يفرغ" وقد جمع الخطابي في معالم السنن 5/ 296 بينهما فقال: (وجه الجمع بين الحديثين أن الأول -أي حديث ابن عمر- إنما جاء فيمن كانت نفسه تنازعه شهوة الطعام، وكان شديد التوقان إليه، فإذا كان كذلك، وحضر الطعام، وكان في الوقت فضل بدأ بالطعام لتسكن شهوة نفسه. . . وأما حديث جابر فهو مما كان بخلاف ذلك من حال المصلي، وصفة الطعام، ووقت الصلاة وإذا كان الطعام لم يوضع، وكان الإِنسان متماسكًا في نفسه، وحضرت الصلاة وجب أن يبدأ بها ويؤخر الطعام).

23 - باب تسوية الصف

23 - باب تسوية الصف مِنَ الصِّحَاحِ: 774 - عن النُّعْمَانِ بنِ بَشيرٍ رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُسَوّي صُفوفَنا حَتَّى كَأَنَّما يُسَوّي القِدَاحَ، فَرَأَى رَجُلًا بادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِ فقال: عِبادَ اللَّهِ! لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجوهكم" (¬1). 775 - وقال: أَقِيمُوا صُفوفَكُمْ وتَرَاصُّوا، فإنِّي أَراكُم مِنْ وَراءِ ظَهْرِي" (¬2). وفي رواية: "أَتِمَّوا الصُّفوفَ" (¬3). 776 - وقال: "سَوُّوا صُفوفَكُمْ فَإنَّ تَسْوِيةَ الصُّفوفِ مِنْ إقامَةِ الصَّلاةِ" (¬4) وفي رواية: "مِنْ تَمامِ الصَّلاةِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 206 - 207، كتاب الأذان (10)، باب تسوية الصفوف عند الإِقامة وبعدها (71)، الحديث (717)، وليس عنده "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسَوي صفوفنا حتَّى كأنما يُسَوّي القداح، فرأى رجلًا باديًا صدره من الصف فقال: يا عباد اللَّه"، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 324، كتاب الصلاة (4)، باب تسوية الصفوف وإقامتها (28)، الحديث (128/ 436)، وقال المؤلف في شرح السنة 3/ 364: (القِدْحُ: ما يُقْطَعُ ويُقَوَّم من السهم قبل أن يُراشَ ويُرَكَّب نصله، فإذا ريش ورُكِّب نصله فهو حينئذ سَهْمٌ). (¬2) أخرجه بهذا اللفظ من رواية أنس رضي اللَّه عنه: البخاري في الصحيح 2/ 208، كتاب الأذان (10)، باب إقبال الإِمام على الناس (72)، الحديث (719)، وقوله "تراصُّوا" أي تلاصقوا حتَّى لا يكون بينكم فُرَجٌ (البغوي، شرح السنة 3/ 365). (¬3) أخرجها من رواية أنس أيضًا مسلم في الصحيح 1/ 324، كتاب الصلاة (4)، باب تسوية الصفوف وإقامتها (28)، الحديث (125/ 434). (¬4) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه البخاري في الصحيح 2/ 209، كتاب الأذان (10)، باب إقامة الصف من تمام الصلاة (74)، الحديث (723). (¬5) أخرجها من رواية أنس أيضًا مسلم في الصحيح 1/ 324، كتاب الصلاة (4)، باب تسوية الصفوف وإقامتها (28)، الحديث (124/ 433).

777 - وقالَ أبو مسعود الْأَنْصارِي رضِيَ اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَمْسَحُ مناكِبَنا في الصَّلاةِ، ويَقُولُ: اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفوا فَتَخْتَلِفَ قُلوبُكُم" (¬1). 778 - عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لِيَلِني مِنْكُمْ أُولو الْأَحْلَامِ والنُّهى ثُمَّ الذينَ يَلونَهُم [ثم الذين يلونهم] (¬2) -ثلاثًا- وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشاتِ الْأَسْواقِ" (¬3). 779 - وعن أبي سَعيدٍ الخُدْرِي: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رَأَى في أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا فقالَ لَهُمْ: تَقَدَّمُوا وائْتَمُّوا بي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لا يَزالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ" (¬4). 780 - وقال جَابرُ بنُ سَمُرَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم فَرَآنا حِلَقًا فقالَ: مَا لي أَرَاكُم عِزينَ؟ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فقالَ: أَلَا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائِكَةُ عِنْدَ رَبِّها؟ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّه! كيفَ تَصُفُّ المَلائِكَةُ عِنْدَ رَبهَا؟ قالَ يُتِمُّونَ الصُّفوفَ الأولى، ويَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 323، كتاب الصلاة (4)، باب تسوية الصفوف وإقامتها (28)، الحديث (122/ 432). و (المناكب) جمع مَنْكِبٍ وهو مجتمع رأس العضد والكتف. (¬2) ساقطة من المطبوعة، وليست عند مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 323، كتاب الصلاة (4)، باب تسوية الصفوف وإقامتها (28)، الحديث (123/ 432). و (أولو الأحلام) أي العقول، و (النُّهى): جمع نهية، وهو العقل الناهي عن القبائح، و (هيشات الأسواق): رفع الأصوات فيها. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 325، كتاب الصلاة (4)، باب تسوية الصفوف وإقامتها (28)، الحديث (130/ 438). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 322، كتاب الصلاة (4)، باب الأمر بالسكون في الصلاة (27)، الحديث (119/ 430)، "وعزين" يعني متفرقين مختلفين لا يجمعكم مجلس واحد (البغوي، شرح السنة 12/ 303).

781 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "خَيْرُ صُفوفِ الرِّجالِ أَوَّلُها، وشَرُّهَا آخِرُها، وخَيْرُ صُفوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أَوَّلُها" (¬1). مِنَ الحِسَان: 782 - [عن أنس قال] (¬2) قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "رُصّوا صُفوفَكُمْ وَقَارِبُوا بَيْنَها وحاذُوا بالْأَعْنَاقِ، فَوالذي نَفْسي بِيَدِهِ! إنِّي لَأرَى الشَّيْطانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّها الحَذَفُ" (¬3). 783 - وقال: "أَتِمُّوا الصَّفَّ المُقَدَّمَ ثُمَّ الذي يَليهِ، فما كانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة في الصحيح 1/ 326، كتاب الصلاة (4)، باب تسوية الصفوف وإقامتها (28)، الحديث (132/ 440). (¬2) ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين، وليس فيها: (قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-). (¬3) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 154، 260، في مسند أنس رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 434، كتاب الصلاة (2)، تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (94)، الحديث (667). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 92، كتاب الإِمامة (10)، باب حث الإِمام على رص الصفوف والمقاربة بينها (28)، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 3/ 22، كتاب الصلاة، أبواب الإِمامة، باب الأمر بالمحاذاة بين المناكب والأعناق في الصف (60)، الحديث (1545). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 458، كتاب الصلاة، باب ذكر الأمر بتسوية الصفوف حذر مخالفة الوجوه عند تركه، الحديث (2156). "والحَذَفُ": غَنَمٌ سُودٌ صِغارٌ (البغوي، شرح السنة 3/ 369). (¬4) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 233، في مسند أنس رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 435، كتاب الصلاة (2)، تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (94)، الحديث (671). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 93، كتاب الإِمامة (10)، باب الصف المؤخر (30)، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 3/ 22، كتاب الصلاة، باب الأمر بأن يكون النقص والخلل في الصف الآخر (61)، الحديث (1546). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 453، كتاب الصلاة، باب الأمر بإتمام الصف المقدم ثم الوقوف في الذي يليه، الحديث (2146).

784 - وقال: "إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الذينَ يَلونَ الصُّفوفَ الْأُولى وَمَا مِنْ خُطْوَةٍ أَحَبُّ إلى اللَّه مِنْ خُطْوَةٍ تَمْشيها تَصِلُ بها صَفًا" (¬1). 785 - ويُرْوى: "إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيامِنِ الصُّفوفِ" (¬2). 786 - وقال النعمانُ بنُ بَشِير رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُسَوِّي صُفوفَنا إذا قُمْنَا إلى الصَّلاةِ، فَإِذا اسْتَوَيْنَا كَبَّرَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية البراء بن عازب رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 4/ 285، 296، 304، في مسند البراء رضي اللَّه عنه. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 370، كتاب الصلاة (2)، باب في الصلاة تقام ولم يأت الإِمام ينتظرونه قعودًا (46)، الحديث (543). وفي 1/ 432، تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصف (94)، الحديث (664). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 90، كتاب الإِمامة (10)، باب كيف يقوم الإِمام الصفوف (25). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 3/ 24، كتاب الصلاة، باب التغليظ في ترك تسوية الصفوف (65)، الأحاديث (1551، 1552، 1556). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 454، كتاب الصلاة، باب ذكر مغفرة اللَّه جل وعلا مع استغفار الملائكة للمصلي في الصف الأول، الحديث (2148)، وفي باب ذكر مغفرة اللَّه جل وعلا مع استغفار الملائكة على الصفوف المبترة إذا كانت مقدمة، الحديث (2152). (¬2) أخرجه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها: أبو داود في السنن 1/ 437، كتاب الصلاة (2)، باب من يستحب أن يلي الإِمام في الصف (96)، الحديث (676). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 321، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب فضل ميمنة الصف (55)، الحديث (1005). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 455، كتاب الصلاة، باب ذكر مغفرة اللَّه جل وعلا واستغفار الملائكة للمصلي على ميامن الصفوف، الحديث (2151). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 103، كتاب الصلاة، باب ما جاء في فضل ميمنة الصف. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 270، في مسند النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه، وذكر الشطرة الأولى من الحديث. وأخرجه كاملًا بهذا اللفظ أبو داود في السنن 1/ 432 - =

24 - باب الموقف

787 - وروي: "أنَّهُ كانَ يقولُ عَنْ يَمينِهِ: اعْتَدِلُوا سَوُّوا صُفوفَكُمْ، وعَنْ يَسارِهِ اعْتَدِلُوا سَوُّوا صُفوفَكُمْ" (¬1). 788 - وقال: "خِيارُكم أَلْيَنُكُم مَناكِبَ في الصَّلاةِ" (¬2). 24 - باب الموقف مِنَ الصِّحَاحِ: 789 - قال عبدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: "بِتُّ في بَيْتِ خالَتي مَيْمُونَةَ فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يسارِهِ، فَأَخَذ بِيَدي مِنْ وَراءِ ظَهْرِهِ فَعَدَلَنِي كَذلِكَ مِنْ وَراءِ ظَهْرِهِ إلى الشِّقِّ الْأَيْمَنِ" (¬3). ¬

_ = 433، كتاب الصلاة (2)، تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (94)، الحديث (665). (¬1) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه. عنه: أبو داود في السنن 1/ 435، كتاب الصلاة (2)، تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (94)، الحديث (670). وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 460، كتاب الصلاة، باب ما يستحب للإمام أنَّ يأمر المأمومين بتسوية الصفوف عند قيامهم إلى الصلاة، الحديث (2159)، في حديث طويل. (¬2) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 1/ 435، كتاب الصلاة (2)، باب تسوية الصفوف (94)، الحديث (672). وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 3/ 29، كتاب الصلاة، أبواب الإمامة، باب فضل تليين المناكب في القيام في الصفوف (74)، الحديث (1566). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 103، كتاب الصلاة، باب إقامة الصفوف وتسويتها. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في موضعين من الصحيح 3/ 192، كتاب الأذان (10)، باب إذا لم ينو الإمام أن يؤم (59)، الحديث (699)، و 11/ 161، كتاب الدعوات (80)، باب الدعاء إذا انتبه من الليل (10)، الحديث (6316) ضمن حديث طويل، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 525 - 526، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (26)، الحديث (181/ 763).

790 - وقال جابِرُ رضي اللَّه عنه: "قامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلم لِيُصَلِّي، فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلم، فَأَخَذ بِيَدي فَأَدَارَني خَلْفَهُ حتَّى أَقَامَني عَنْ يَمينِهِ، ثمَّ جاء جَبَّارُ بنُ صَخْرٍ فَقَامَ عن يَسارِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فَأَخَذ بيَدَيْنا جَميعًا فَدَفَعَنَا حَتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ" (¬1). 791 - وقال أَنَسٌ: "صَلَّيْت أَنَا وَيَتِيمٌ في بَيْتِنا خَلْفَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وأُمُّ سُلَيْم خَلْفَنا" (¬2). 792 - وعن أَنَس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صَلَّى بِهِ وَبِأُمِّهِ -أَوْ خَالَتِهِ- قالَ: فَأَقَامني عَنْ يمينِهِ، وَأَقَامَ المَرْأَةَ خَلْفَنا" (¬3). 793 - عن أبي بَكْرَةَ: "أنَّهُ انْتَهَى إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وَهُوَ راكِعٌ، فَرَكَعَ قَبْلَ أنْ يَصِلَ إلى الصَّفِّ، ثمَّ مَشى إلى الصَّفِّ فَذَكَر ذلِكَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ، فقالَ: زادَكَ اللَّهُ حِرْصًا ولا تَعُدْ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 794 - عن سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ رضي اللَّه عنه، قالَ: "أَمَرَنَا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا كُنَّا ثَلَاثةً أنْ يَتَقَدَّمنَا أَحَدُنا" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2305 - 2306، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب حديث جابر الطويل (18)، الحديث (3010). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 212، كتاب الأذان (212)، باب المرأة وحدها تكون صفًا (78)، الحديث (727). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 458، كتاب المساجد (5)، باب جواز الجماعة في النافلة (48)، الحديث (269/ 660) (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 267، كتاب الأذان (10)، باب اذا ركع دون الصف (114)، الحديث (783). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 1/ 453، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي مع الرجلين (172)، الحديث (233).

795 - ورُوِيَ عن عَمَّار: "أَنَّهُ قامَ عَلَى دُكَّانٍ يُصَلِّي والنَّاسُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَتَقَدَّمَ حُذَيْفَةُ فَأَخَذَ على يَدَيْهِ فَاتَّبَعَهُ عَمَّارُ حَتَّى أَنْزَلَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ عَمَّارُ مِنْ صَلاتِهِ قالَ لَهُ حُذَيْفَةُ أَلَمْ تَسْمَعْ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: إِذَا أَمَّ الرَّجُلُ القَوْمَ فلا يَقِفُ في مقامٍ أَرْفَعَ مِنْ مقامِهِم؟ -أو نحو ذلك- قالَ عَمَّار: لِذلِكَ اتَّبَعْتُكَ" (¬1). 796 - وقد صَحَّ عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِي "أنَّه سُئِلَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ المِنْبَرَ؟ قالَ: هُوَ مِنْ أَثْلِ الغابَةِ، عَمَلَهُ فلانٌ مَوْلَى فُلانَة، وقامَ عليهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ وَكَبَّرَ، وقامَ النَّاسُ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ وَرَكَعَ، وَرَكَعْ النَّاسُ خَلْفَهُ، ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرى، فَسَجَدَ على الأرضِ، ثُمَّ عادَ إلى المِنْبَرِ، ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرى حتَّى سَجَدَ بالأَرْضِ، ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عدي بن ثابت الأنصاري قال: "حدثني رجل": أبو داود في السنن 1/ 399 - 400، كتاب الصلاة (2)، باب الإمام يقوم مكانًا أرفع من مكان القوم (67)، الحديث (598)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود (طبعة أحمد شاكر) 1/ 309، (في إسناده رجل مجهول). لكن ورد في معناه حديث آخر عند أبي داود الحديث (597) ولفظه: "حدثنا أحمد بن سنان وأحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي المعني، قالا: حدثنا يعلى، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، أنَّ حذيفة أمَّ الناس بالمدائن على دكان، فأخذ أبو مسعود بقميصه فجَبذَه، فلما فرغ من صلاته قال: الم تعلم أنهم كانوا ينهون عن ذلك؟ قال: بلى، قد ذكرت حين مددتني". وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 3/ 13، كتاب الصلاة، أبواب الإمامة، باب النهي عن قيام الإمام على مكان أرفع من المأمومين (43)، الحديث (1523)، وأخرجه ابن حبان في الصحيح 3/ 446، كتاب الصلاة، أبواب متابعة الإمام، باب ذكر خبر يوهم غير المتجر في صناعة العلم أن صلاة الإمام على موضع أرفع من المأمومين غير جائز، الحديث (2134)، والحاكم في المستدرك 1/ 210، كتاب الصلاة.

25 - باب الإمامة

فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ على النَّاسِ فقال: إنَّما صَنَعْتُ هذا لِتَأتَمُّوا بي، وَلتَعْلَمُوا صَلاتي" (¬1). 797 - عن عائِشَةَ رضي اللَّه عنها قالت: "صَلَّى النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في حُجْرَتِهِ والنَّاسُ يَأتَمونَ بِهِ مِنْ وَرَاءِ الحُجْرَةِ" (¬2). 25 - باب الإمامة مِنَ الصِّحَاحِ: 798 - عن أبي مسعودٍ الأَنْصَارِيِّ رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ تعالى، فَإِنْ كانُوا في القِراءَةِ سَواءً فَأَعْلَمُهُمْ بالسُّنَّةِ فَإِنْ كَانُوا في السُّنَّةِ سَواءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرةً، فَإِنْ كانُوا في الهِجْرَةِ سَواءً فَأَقْدَمُهُمْ سِنًّا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سُلْطانِهِ -ويُرْوَى في أَهْلِهِ- ولا يَقْعَدْ في بَيْتِهِ على تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ" (¬3). 799 - وقال: "إذا كانوا ثَلَاثَةً فَلْيُؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ وَأَحَقُّهُمْ بالإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) هذا الحديث صحيح، وقد ضمنه المصنف في قسم الحسان. وأخرجه البخاري في الصحيح 2/ 397، كتاب الحمعة (11)، باب الخطبة على المنبر (26)، الحديث (917). و (أثل الغابة): الطرفاء، نوع من الشجر، والغابة موضع ذو شجر على بعد تسعة أميال من المدينة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 671، كتاب الصلاة (2)، باب الرجل يأتم بالإمام وبينهما جدار (243)، الحديث (1126). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 110، كتاب الصلاة، باب صلاة المأموم في المسجد أو على ظهره أو في رحبته. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 465، كتاب المساجد (5)، باب من أحق بالإمامة (53)، الحديث (290/ 673) ورواية "في أهله" عنده برقم (291/ 673). "والتكرمة": الفراش ونحوه مما يبسط لصاحب المنزل، ويخص به، وهي بفتح التاء وكسر الراء (النووي، شرح صحيح مسلم 5/ 174). (¬4) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه مسلم في الصحيح 1/ 464، كتاب المساجد (5)، باب من أحق بالإمامة (53)، الحديث (289/ 672).

800 - وقال، إذا حَضَرَتْ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيُؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا" (¬1). مِنَ الحِسَان: 801 - قال: "لِيُؤَذِّنْ لَكُمْ خِيارُكُم وَلْيُؤُمُّكُمْ قُرَّاؤُكُمْ" (¬2). 802 - وقال أَنَسٌ رَضِيَ اللَّه عنه: "إِنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم اسْتَخْلَفَ ابنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَؤُمُّ النَّاسَ وَهُوَ أَعْمَى" (¬3). ¬

_ (¬1) ليس عند الشيخين أو أحدهما لفظ "وليؤمكم كثركم قرآنًا" وإنما الموجود عندهما رواية مالك بن الحُوَيْرث رضي اللَّه عنه المشهورة "أَتَيْتُ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَقَمْنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيمًا رفيقًا، فلما رأى شَوْقَنا إلى أهالينا قال: ارجعوا فكونوا فيهم، وعَلِّموهم وصَلوا، فإذا حَضَرْت الصلاة فلْيُؤَذِّنْ لكم أحَدُكم، وليؤمُّكم أكْبَرُكم". أخرجه البخاري في (8) مواضع من صحيحه هي: 2/ 110، كتاب الأذان (11)، باب من قال: ليؤذن في السفر مؤذن واحد (17)، الحديث (628)، وفي 2/ 111، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة (18)، الحديث (630) و (631)، وفي 2/ 142، باب اثنان فما فوقهما جماعة (35)، الحديث (658)، وفي 2/ 170، باب إذا استووا في القراءة فليؤمّهم أكْبَرُهُم (49)، الحديث (685). وفي 2/ 300، باب المكث بين السجدتين (140)، الحديث (819)، وفي 6/ 53، كتاب الجهاد (56)، باب سفر الاثنين (42)، الحديث (2848)، وفي 10/ 437 - 438، كتاب الأذان (78)، باب رحمة الناس والبهائم (27)، الحديث (6008)، وفي 13/ 231، كتاب أخبار الآحاد (95)، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد (1)، الحديث (7246). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 465، 466، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب من أحقِّ بالإمامة (53)، الحديث (292/ 674). (¬2) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 1/ 396، كتاب الصلاة (2)، باب من أحق بالإمامة (61)، الحديث (590). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 240، كتاب الأذان والسنة فيها (3)، الحديث (726). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 426، كتاب الصلاة، باب لا يؤذن إلا عدل ثقة. (¬3) رُوِي هذا الحديث عن ثلاثة من الصحابة: أنس بن مالك، وعبد اللَّه بن عباس وعائشة أم المؤمنين، رضي اللَّه عنهم، أما طريق أنس فأخرجها أحمد في المسند 2/ 192، في =

803 - عن مَالِكِ بنِ الحُويرِثِ قال: قالَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ زَارَ قَوْمًا فلا يَؤُمَّهُمْ، وَلْيُؤُمُّهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ" (¬1). 804 - عن أبي أُمامَةَ رضي اللَّه عَنْهُ، أَنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قالَ: ثَلَاثَةٌ لا تُجاوِزُ صَلاتُهُم آذانُهُمْ: العَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وامْرَأَةٌ باتَتْ وَزَوْجُها عليها ساخِطٌ، وإمامُ قَوْمٍ وهُمْ لَهُ كارِهون" (¬2) (غريب). (¬3) ¬

_ = مسند أنس، وأخرجها أبو داود في السنن 1/ 398، كتاب الصلاة (2)، باب إمامة الأعمى (65)، الحديث (595). وأما طريق ابن عباس فأخرجها الطبراني في المعجم الكبير 11/ 183، في معجم ابن عباس، الحديث (11435). وأخرجها البزار في مسنده، عزاه إليه الهيثمي في كشف الأستار عن زوائد البزار 1/ 230 - 231، كتاب الصلاة، باب إمامة الأعمى، الحديث (469). وأخرجها الطبراني في الأوسط، عزاه إليه الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 196، وأما طريق عائشة فأخرجها ابن حبان في الصحيح 3/ 441، كتاب الصلاة، باب جواز، إمامة الأعمى، الحديث (2125) وفي باب الإباحة للإمام أن يؤم بالناس وهو أعمى، الحديث (2126) وعزاه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 34 إلى أبي يعلى والطبراني. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 436 - 437، في مسند مالك بن الحويرث رضي اللَّه عنه، وفي 5/ 53 في بقية حديث مالك بن الحويرث رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 399، كتاب الصلاة (2)، باب إمامة الزائر (66)، الحديث (596)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 187، كتاب الصلاة، باب ما جاء فيمن زار قومًا لا يصلي بهم (264)، الحديث (356)، وقال عقب الحديث (هذا حديث حسن) وأشار العلامة أحمد شاكر في حاشيته أن في بعض نسخ الترمذي (حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 80، كتاب الإمامة (10)، باب إمامة الزائر (9)، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 3/ 12، كتاب الصلاة، أبواب الإِمامة، باب المنهي عن إمامة الزائر (41)، الحديث (1520). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 193، كتاب الصلاة، باب ما جاء فيمن أم قومًا وهم له كارهون (266)، الحديث (360)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 128، كتاب الصلاة، باب ما جاء فيمن أم قومًا وهم له كارهون. و (العبد الأبق) هو الهارب من سيّده. (¬3) قول المصنف (غريب) تبع به الترمذي، وقال العلامة أحمد شاكر في حاشيته على =

805 - وقال: ثلاثةٌ لا تُقْبَلُ مِنْهُمُ صلاةٌ: مَنْ تَقَدَّمَ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كارِهُونَ، وَرَجُلٌ أَتَى الصَّلاةَ دِبارًا -والدَّبارُ أَنْ يَأْتِيهَا بَعْدَ أَنْ تَفُوتَهُ- وَرَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّرَهُ" (¬1). 806 - وقال: "إنَّ مِنْ أشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَتَدَافَعَ أَهْلُ المَسْجِدِ لا يَجِدُونَ إمامًا يُصَلِّي بِهِمْ" (¬2). 807 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الجِهادُ واجِبٌ عَلَيْكُمْ مَعَ كُلِّ أَميرٍ برًّا أَوْ فَاجِرًا [وإن عَمِلَ الكَبَائِرَ] (¬3)، والصَّلاةُ واجِبَةٌ عَلَيْكُمْ خَلْفَ كُلِّ مُسْلِمٍ بَرًّا كَانَ أَوْ فاجِرًا، وإِنْ عَمِلَ الكَبائِرَ، والصَّلاةُ وَاجِبَةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا وإِنْ عَمِلَ الكبائِرَ" (¬4). ¬

_ = الحديث: (بل هو حديث صحيح، فإن أبا غالب ثقة، وثَّقَهُ موسى بن هارون الحمال، والدارقطني وغيرهما). (¬1) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه أبو داود في السنن 1/ 397 - 398 كتاب الصلاة (2)، باب الرجل يؤم القوم وهم له كارهون (63)، الحديث (593)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 311، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب من أم قومًا وهم له كارهون (43)، الحديث (970)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 128، كتاب الصلاة، باب ما جاء فيمن أم قومًا وهم له كارهون. (¬2) أخرجه من رواية سلامة بنت الحُرّ رضي اللَّه عنها أحمد في المسند 6/ 381، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 390، كتاب الصلاة (2)، باب في كراهية التدافع على الإمامة (60)، الحديث (581)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 314، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب ما يجب على الإمام (47)، الحديث (982). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 129، كتاب الصلاة، باب كراهية التدافع على الإمامة. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند أبي داود، وهي في لفظ الدارقطني. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 45، كتاب الجهاد (9)، باب في الغزو مع أئمة الجور (35)، الحديث (2533)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 56، كتاب العيدين، باب صفة من تجوز الصلاة معه، الحديث (6)، وأخرجه البيهقي في السنن =

26 - باب ما على الإمام

26 - باب ما على الإمام مِنَ الصِّحَاحِ: 808 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "ما صليت وراءَ إمام قطُّ أخفَّ صلاةً، ولا أَتَمَّ من النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، وإنْ كانَ ليَسمعُ بكاءَ الصبيِّ فيُخففُ مخافةَ أن تُفتَنَ أمُّه [من بكائه] (¬1) " (¬2). 809 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إني لأدخلُ في الصلاةِ وأنا أريدُ إِطالَتها فأسمعُ بكاءَ الصَّبي فأَتَجوَّزُ في صلاتي، مما أعلمُ من شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ من بكائه" (¬3). ¬

_ = الكبرى 3/ 121، كتاب الصلاة، باب الصلاة خلف من لا يحمد فعله، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير (بشرح المناوي) 3/ 365 لأبي يعلى في المسند، وقد تكلم الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 35 على الحديث فقال: (وهو منقطع، وله طريق أخرى عند ابن حبان في الضعفاء من حديث عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام عن أبي صالح عنه، وعبد اللَّه متروك، ورواه الدارقطني من حديث الحارث عن علي، ومن حديث علقمة والأسود عن عبد اللَّه -بن مسعود-، ومن حديث مكحول أيضًا عن واثلة، ومن حديث أبي الدرداء من طرق كلها واهية جدًّا، قال العقيلي: (ليس في هذا المتن إسناد يثبت)، ونقل ابن الجوزي عن أحمد أنَّه سئل عنه فقال: (ما سمعنا بهذا). وقال الدارقطني: (ليس فيها شيء يثبت)، وللبيهقي في هذا الباب أحاديث كلها ضعيفة غاية الضعف، وأصح ما فيه حديث مكحول عن أبي هريرة على إرساله، وقال أبو أحمد الحاكم: (هذا حديث منكر). (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري في اللفظ الذي ساقه المصنف ولا عند مسلم، وهو في لفظ آخر للبخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 201 - 202، كتاب الأذان (10)، باب من أخفَّ الصلاة عند بكاء الصبي (65)، الحديث (708)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 342، كتاب الصلاة (4)، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة. . . (37)، الحديث (190/ 469). (¬3) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 202، كتاب الأذان (10)، باب من أخفَّ الصلاة. . . (65)، الحديث (709)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 343، كتاب الصلاة 4، باب أمر =

810 - وقال: "إذا صلَّى أحدُكم للناسِ فليُخَفِّف، فإنْ فيهم السقيمَ، والضعيفَ، والكبيرَ، وإذا صلى أحدُكم لنفسِه فليطوِّل ما شاء" (¬1). 811 - عن قيس بن أبي حازم قال، أخبرني أبو (¬2) مسعود رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا قال: واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إني لأتأخرُ عن صلاةِ الغداةِ من أجلِ فلانٍ مما يطيلُ بنا، فما رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في موعظةٍ أشدَّ غضبًا منه يومئذٍ، ثمَّ قال: إنَّ منكم مُنَفِّرين فأيُّكم ما صلى بالناسِ فليتجوَّز، فإنَّ فيهم الضعيفَ والكبيرَ وذا الحاجةِ" (¬3). 812 - وقال: "يُصَلُّونَ لكم، فإن أَصابوا فلكم ولهم، وَإِن أَخْطأُوا فلكم وعليهم" (¬4). ¬

_ = الأئمة بتخفيف الصلاة. . . (37)، الحديث (192/ 470)، وأخرجه البخاري في المصدر نفسه، الحديث (707) من رواية أبي قتادة رضي اللَّه عنه. (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 199، كتاب الأذان (10)، باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء (62)، الحديث (703)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 341، كتاب الصلاة (4)، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة. . . (37)، الحديث (183/ 467). (¬2) تصحف الاسم في مخطوطة برلين التي (ابن مسعود) والتصويب من المطبوعة ومن صحيح البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 197 - 198، كتاب الأذان (10)، باب تخفيف الإمام في القيام. . . (61)، الحديث (702)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 340، كتاب الصلاة (4)، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة. . . (37)، الحديث (182/ 466). (¬4) أخرجه البخاري من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 187، كتاب الأذان (10)، باب اذا لم يُتِمّ الإمام وأَتَمَّ من خلفه (55)، الحديث (694). وقد خلا هذا الباب من الأحاديث الحسان.

27 - باب ما على المأموم من المتابعة وحكم المسبوق

27 - باب ما على المأموم من المتابعة وحكم المسبوق مِنَ الصِّحَاحِ: 813 - قال البَرَاءُ بن عازبٍ رضي اللَّه عنه: "كُنَّا نصلي خلفَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم فإذا قال: سمعَ اللَّهُ لمنْ حمده، لم يَحْنِ أحدٌ منا ظهْرَهُ حتَّى يضعَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم جبهتَه على الأرضِ". (¬1). 814 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "صلى بنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ يومٍ فلما قَضَى أَقْبَلَ علينا بوجهِهِ فقال: أيُّها النَّاس إني إمامُكم فلا تسبقوني بالركوعِ ولا بالسجودِ ولا بالقيامِ ولا بالانصرافِ، فإني أَراكم [من] (¬2) أمامي ومن خلفي" (¬3). 815 - عن أبي هريرة قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُعلِّمنا يقولُ: لا تُبادِرُوا الإمامَ، إذا كَبَّر فكبِّروا، وإذا قال: ولا الضالين، فقولوا: آمين، وإذا ركعَ فاركعوا، وإذا قال: سَمِعَ اللَّهُ لمن حَمِدَهُ، فقولوا: اللهم ربَّنا لك الحمدُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 295 - 296، كتاب الأذان (10)، باب السجود على سبعة أعظم (133)، الحديث (811)، وأخرجه مسلم في الصحيح 5/ 341، كتاب الصلاة (4)، باب متابعة الإمام. . . (39)، الحديث (197/ 474). (¬2) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي من المطبوعة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 320، كتاب الصلاة (4)، باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود أو نحوهما (25)، الحديث (112/ 426). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 283، كتاب الأذان (10)، باب فضل اللهم ربَّنا لك الحمد (125)، الحديث (769) مختصرًا، وأخرجه مسلم بتمامه في الصحيح 1/ 310، كتاب الصلاة (4)، باب النهي عن مبادرة الإمام. . . (20)، الحديث (87/ 415).

816 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنّما جُعِلَ الإمام لِيُؤتَمَّ بهِ، فلا تختلِفوا عليه، فإذا ركعَ فاركعوا، وإذا قال: سَمِعَ اللَّهُ لمن حَمِده فقولوا: اللهم ربَّنا لك الحمدُ، وإذا سجدَ فاسجدُوا، وإذا صلى جالسًا فصلُّوا جلوسًا أجمعون" (¬1). (قال الشيخ الإمام رحمه اللَّه) وقوله: "فصلُّوا جلوسًا" منسوخ لما روي: 817 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "لما ثَقُلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جاءَ بلالٌ يُؤْذِنُهُ بالصلاةِ، فقال: مُرُوا أبا بكرٍ أنَّ يصليَ بالناسِ، فصلَّى أبو بكرٍ تلك الأيامَ، ثمَّ إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وجدَ في نفسه خِفَّةً، فقام يُهَادَى (¬2) بين رَجُلَيْنِ، ورجلاه تخطان في الأرض حتَّى دخلَ المسجدَ، فلمَّا سمعَ أبو بكرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ يتأخرُ، فَأَوْمَأَ إليه رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم أَنْ لا يتأخرَ، فجاءَ حتَّى جلسَ عن يسارِ أبي بكرٍ رضي اللَّه عنه، فكانَ أبو بكرٍ يصلي قائمًا، وكانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي قاعدًا، يقتدي أبو بكرٍ بصلاةِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، والناسُ يقتدون بصلاةِ أبي بكرٍ" (¬3) وفي رواية: "يُسمِعُ أبو بكرٍ (¬4) الناسَ التكبير" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الصحيح 2/ 173، كتاب الأذان (10)، باب إنما جعل الإمام ليؤتم به. . (51)، الحديث (689)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 308، كتاب الصلاة (4)، باب ائتمام المأموم بالإمام (19)، الحديث (77/ 411). (¬2) يهادى بين رجلين: بفتح الدال، أي يمشي معتمدًا عليهما من ضعفه، وإحدى يديه على عاتق أحدهما، والأخرى على عاتق الآخر. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 172 - 173، كتاب الأذان (10)، باب إنما جُعِل الإمام ليؤتم به. . . (51)، الحديث (687)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 311 - 312، كتاب الصلاة (4)، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر. . . (21)، الحديث (90/ 418). (¬4) العبارة في مخطوطة برلين: (وأبو بكر يسمع الناس التكبير). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 203، كتاب الأذان (10)، باب من =

818 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أَمَا يخشى الذي يرفعُ رأسَهُ قبلَ الإمام أنْ يحوِّلَ اللَّهُ رأسَه رأسَ حمارٍ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 819 - عن عليّ ومعاذ بن جبل رضي اللَّه عنهما قالا، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أتى أحدُكم الصَّلاةَ والإمامُ على حالٍ، فليصنعْ كما يصنعُ الإمامُ" (¬2) (غريب). 820 - وقال: "إذا جئتم التي الصلاةِ ونحنُ سجودٌ فاسجدوا ولا تَعُدُّوه شيئًا، ومن أدرك الركعةَ فقد أدركَ الصلاة" (¬3)، ¬

_ = أسمع الناس تكبير الإمام (67)، الحديث (712)؛ وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 314، كتاب الصلاة (4)، باب استخلاف الإمام. . . (21)، الحديث (96/ 418). (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 182 - 183 كتاب الأذان (10)، الحديث (691)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 320، كتاب الصلاة (4)، باب تحريم سبق الإمام. . . (25)، الحديث (114/ 427). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 485 - 486، أبواب الصلاة، باب ما ذكر في الرجل يدرك الإمام وهو ساجد. . . (414)، الحديث (591)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعلم أحدًا أسنده، إلا ما روي من هذا الوجه)، لكن في سند الحديث "الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق" قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 152: (صدوق كثير الخطأ والتدليس). وقد عنعن روايته ولم يصرِّح بالسماع. (¬3) أخرجه أبو داود من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 1/ 553، كتاب الصلاة (2)، باب في الرجل يدرك الإمام ساجدًا كيف يصنع (156)، الحديث (893)، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 347، كتاب الصلاة، باب من أدرك الإمام قبل إقامة صلبه. . .، الحديث (2)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 216، كتاب الصلاة، باب من أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 89، كتاب الصلاة، باب إدراك الإمام في الركوع.

821 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من صلى للَّه أربعين يومًا في جماعةٍ يدركُ التكبيرةَ الأولى، كُتِبَتْ له براءتانِ: براءةٌ من النَّارِ وبراءةٌ من النفاقِ" (¬1). 822 - وقال: "من توضَّأَ فأحسنَ وُضوءَه ثم راحَ [المسجدَ] (¬2) فوجدَ الناسَ قد صَلَّوا، أَعطاهُ اللَّهُ تعالى مثلَ أجرِ مَنْ صلاها وحَضرها، لا ينقصُ ذلك من أجرِهم شيئًا" (¬3). 823 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "جاءَ رجلٌ وقد صلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: ألا رجلٌ يتصدَّقُ على هذا فيصلي معه؟ فقامَ رجلٌ فصلَّى معه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في السنن 2/ 7 أبواب الصلاة، باب ما جاء في فضل التكبيرة الأولى (178)، الحديث (241)، وعزاه ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 27 للبزار. (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه أبو داود من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 1/ 381، كتاب الصلاة (2)، باب فيمن خرج يريد الصلاة فسُبِق بها (52)، الحديث (564)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 111، كتاب الإمامة (10)، باب حد إدراك الجماعة (52). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 5 ضمن مسند أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 318، كتاب الصلاة، باب صلاة الجماعة في مسجد قد صُلِّي فيه مرة، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 386، كتاب الصلاة (3)، باب في الجمع في المسجد مرتين (56)، الحديث (574)، وأخرجه الترمذي في السنن 1/ 427 - 429 أبواب الصلاة، باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد صُلِّي فيه مرة (164)، الحديث (220)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 209، كتاب الصلاة، باب إقامة الجماعة في المساجد مرتين.

28 - باب من صلى صلاة مرتين

28 - باب من صلى صلاةً مرتين مِنَ الصِّحَاحِ: 824 - قال جابر رضي اللَّه عنه: "كان معاذُ بن جبلٍ رضي اللَّه عنه يصلي مع النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، ثمَّ يأتي قومَه فيصلي بهم" (¬1). قال جابر: "كانَ معاذُ بن جبل يصلي معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم العشاءَ، ثمَّ يَرجِعُ إلى قومِهِ فيصلي بهم العشاءَ، وهي له نافلةٌ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 825 - عن يزيد بن الأسود أنَّه قال: "شَهِدْتُ معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم حجَّتَهُ فصلَّيْتُ معَهُ صلاةَ الصبحِ في مسجدِ الخَيْفِ، فلما قضى صلاتَهُ وانحرفَ، فإذا هو برجُلَيْنِ في آخرِ القومِ لم يُصَلِّيا مَعَهُ، قال: عليَّ بهما، فَجِيءَ بهما تُرْعَدُ فرائصُهما قال: ما مَنَعَكما أن تُصَلِّيا معنا؟ فقالا: يا رسولَ اللَّهِ إنَّا كنا [قد] (¬3) صلَّينا في رِحالِنا، قال: فلا تفعلا، إذا صلَّيتما في رحالِكما ثم أَتيْتُما مسجدَ جماعةٍ فصلِّيا معهم، فإنها لكما نافلةٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 192، كتاب الأذان (10)، باب إذا طوَّل الإمام. . . (60)، الحديث (700)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 340، كتاب الصلاة (4)، باب القراءة في العشاء (36)، الحديث (181/ 465). (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 104، كتاب الصلاة، الباب السابع في الجماعة وأحكام الإمامة، الحديث (306)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنِّف 2/ 8، باب لا تكون صلاة واحدة لشتى، الحديث (2265 - 2266)، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 409، كتاب الصلاة، باب الرجل يصلي الفريضة خلف من يصلي تطوعًا، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 274، كتاب الصلاة، باب ذكر صلاة المفترض خلف المتنفل، الحديث (1)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 86، كتاب الصلاة، باب الفريضة خلف من يصلي النافلة. و (النافلة): الزيادة على الفريضة. (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 2/ 421، باب الرجل يصلي في بيته ثم يدرك الجماعة، الحديث (3934)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 160 - 161، ضمن مسند يزيد بن =

29 - باب السنن وفضلها

29 - باب السنن وفضلها مِنَ الصِّحَاحِ: 826 - عن أم حبيبةَ رضي اللَّه عنها أنها قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ صلى كلَّ يومٍ وليلةٍ ثنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا بُني له بيتٌ في الجنّةِ، أربعًا قبلَ الظهرِ، وركعتينِ بعدها، وركعتينِ بعدَ المغربِ، وركعتينِ بعدَ العشاءِ، وركعتينِ قبلَ صلاةِ الفجرِ" (¬1). 827 - وقال ابن عمر: "صليتُ مع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ركعتينِ قبلَ الظهرِ، وركعتينِ بعدَها، وركعتينِ بعدَ المغربِ في بيتِهِ، ¬

_ = الأسود العامري رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 317 - 318، كتاب الصلاة، باب إعادة الصلاة في الجماعة بعدما صلى في بيته، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 386 - 387، كتاب الصلاة (2)، باب فيمن صلى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم (57)، الحديث (575)، وأخرجه الترمذي في السنن 1/ 424 - 425، أبواب الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي وحده ثم يدرك الجماعة (163)، الحديث (219)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 112 - 113، كتاب الإمامة (10)، باب إعادة الفجر مع الجماعة لمن صلى وحده (54)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 122، كتاب الموقيت (5)، باب فيمن صلى في أهله ثم وجد الناس يصلون (57)، الحديث (434)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 244 - 245، كتاب الصلاة، باب إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك ... (¬1) أخرجه مسلم مختصرًا في الصحيح 1/ 502 - 503 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب فضل السنن الراتبة. . . (15)، الحديث (101/ 728)، ولكن الحديث بتمامه أخرجه الترمذي في السنن 2/ 274 أبواب الصلاة، باب ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة. . . (306)، الحديث (415)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 262 - 263 كتاب قيام الليل (20)، باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة. . . (66)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص 162 كتاب المواقيت (5)، باب الصلاة قبل الصلوات وبعدها (120)، الحديث (614).

وركعتينِ بعدَ العشاءِ في بيته، وحدثتني حفصة: أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يصلي ركعتينِ خفيفتينِ [في بيته] (¬1) حينَ يطلُعُ الفجرُ" (¬2) وفي رواية: "وكانَ لا يصلي بعدَ الجمعةِ حتَّى ينصرفَ فيصلي ركعتينِ في بيتِهِ" (¬3). 828 - وسئلت عائشةُ رضي اللَّه عنها عن صلاةِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم من التطوعِ فقالت: "كان يصلي في بيتي قبلَ الظهرِ أربعًا، ثمَّ يخرجُ فيصلي بالناسِ، ثمَّ يدخلُ فيصلي ركعتينِ، ويصلي بالناسِ المغربَ، ثم يدخلُ فيصلي ركعتينِ، ثمَّ يصلي بالناسِ العشاء، ثمَّ يدخلُ بيتي فيصلي ركعتينِ، وكان يصلي من الليلِ تسعَ ركعاتٍ فيهن الوترُ، وكانَ يصلي ليلًا طويلًا قائمًا، وليلًا طويلًا قاعدًا، فكان إذا قرأَ وهو قائمٌ ركعَ وسجدَ وهو قائم، وإذا قرأَ وهو قاعدٌ ركعَ وسجدَ وهو قاعدٌ، وكان إذا طلعَ الفجرُ صلى ركعتينِ، ثم يخرجُ فيصلي بالناسِ صلاة الفجرِ" (¬4). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 58 كتاب التهجد (19)، باب الركعتان قبل الظهر (34)، الحديث (1180 - 1181)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 504 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض. . . (15)، الحديث (104/ 729). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 425 كتاب الجمعة (11)، باب الصلاة بعد الجمعة وقبلها (39)، الحديث (937)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 504 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب فضل السنن. . . (15)، الحديث (104/ 729). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 504 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا. . . (16)، الحديث (105/ 730)، سوى قوله: "ثم يخرجُ فصلي بالناسِ صلاةَ الفجرِ" فهي من رواية أبي داود في السنن 2/ 43 كتاب الصلاة (2)، باب تفريع أبواب التطوع. . . (290)، الحديث (1250)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 112: (أدرج هذه الجملة في حديث عائشة مع أنها لم تكن في واحد من الصحيحين). والسائل لعائشة هو عبد اللَّه بن شقيق.

829 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "لم يكنْ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على شيءٍ من النوافلِ أشدَّ تعاهدًا منه على ركعتي الفجرِ" (¬1). 830 - و [عن عائشة قالت] (¬2) قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ركعتا الفجرِ خير من الدنيا وما فيها" (¬3). 831 - وقال: "صلوا قبلَ المغربِ ركعتينِ، صلوا قبلَ المغربِ ركعتينِ، قال في الثالثة: لمن شاء كراهية أن يتخِذها الناسُ سنةً" (¬4). 832 - و [عن أبي هريرة] قال [قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬5): "من كان منكم مُصلِّيًا بعدَ الجمعةِ فليُصَلِّ بعدَها أربعًا" (¬6). 833 - وفي رواية: "إذا صلى أحدُكم الجمعةَ فليُصلِّ بعدَها أربعًا" (¬7). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 45 كتاب التهجد (19)، باب تعاهد ركعتي الفجر. . . (27)، الحديث (1169)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 501 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب ركعتي سنة الفجر. . . (14)، الحديث (94/ 724). (¬2) ساقط من المطبوعة. (¬3) أخرجه مسلم من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، في الصحيح 1/ 501 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب ركعتي سنة الفجر. . . (14)، الحديث (96/ 725). (¬4) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مُغَفَّل المزني رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 59 كتاب التهجد (19)، باب الصلاة قبل المغرب (35)، الحديث (1183)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 573 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب بين كل أذانين صلاة (56)، الحديث (304/ 838). (¬5) ساقط من المطبوعة. (¬6) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 600 كتاب بالجمعة (7)، باب الصلاة بعد الجمعة (18)، الحديث (69/ 881). (¬7) المصدر نفسه، الحديث (67/ 881).

مِنَ الحِسَان: 834 - عن أم حبيبة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "من حافظَ على أربعِ ركعاتٍ قبلَ الظهرِ وأربع بعدَها حرَّمَه اللَّهُ على النَّارِ" (¬1). 835 - عن أبي أيوبَ رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أربعٌ قبلَ الظهرِ ليسَ فيهن تسليمٌ تُفْتَحُ لهنَّ أبوابُ السماءِ" (¬2). 836 - وروي: "أنَّه صلى اللَّه عليه وسلم كان يصلي أربع ركعاتٍ بعد الزوالِ، لا يسلِّمُ إلا في آخرهنَّ، وقال: إنها ساعةٌ تُفْتَحُ فيها أبوابُ السماءِ، فأُحِبُّ أن يصعدَ لي فيها عملٌ صالحٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 326 ضمن مسند أم حبيبة رضي اللَّه عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 52 كتاب الصلاة (2)، باب الأربع قبل الظهر وبعدها (296)، الحديث 1269)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 292 أبواب الصلاة، باب (317) وهو ما يلي: باب ما جاء في الركعتين بعد الظهر (316)، الحديث (427)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 265 كتاب قيام الليل (20)، باب الاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد (67)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 367 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب ما جاء فيمن صلى قبل الظهر أربعًا. . . (108)، الحديث (1160)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 312 كتاب صلاة التطوع، باب من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر. . . (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 53 كتاب الصلاة (2)، باب الأربع قبل الظهر وبعدها (296)، الحديث (1270)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 365 - 366 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب في الأربع الركعات قبل الظهر (105)، الحديث (1157). (¬3) أخرجه أحمد من رواية عبد اللَّه بن السائب رضي اللَّه عنه، في المسند 3/ 411 ضمن مسند عبد اللَّه بن السائب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 342 - 343 أبواب الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند الزوال (347)، الحديث (478).

837 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "رحم اللَّهُ أمْرءًا صلى قبلَ العصرِ أربعًا" (¬1). 838 - وروي [عن عليّ رضي اللَّه عنه] (¬2): "أنَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يُصلي قبلَ العصرِ أربعَ ركعاتٍ" (¬3). 839 - وروي عن علي رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي قبلَ العصرِ أربعَ ركعاتٍ يَفْصِلُ بينَهُنَّ بالتسليم على الملائكةِ المقرَّبينَ، ومَن تَبِعَهم مِن المسلمينَ والمؤمنين" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند ص 262 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، الحديث (1936)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 17 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 53 كتاب الصلاة (2)، باب الصلاة قبل العصر (297)، الحديث (1271)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 295 - 296 أبواب الصلاة، باب ما جاء في الأربع قبل العصر (318)، الحديث (430)، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 2/ 256 جماع أبواب صلاة التطوع بالليل، باب فضل صلاة التطوع قبل صلاة العصر (512)، الحديث (1193)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 162. (¬2) ليس في المطبوعة. (¬3) أخرجه أحمد من رواية علي رضي اللَّه عنه، في المسند 1/ 142، وهو جزءٌ من حديث اختصره المؤلف، ثمَّ أورده بسياق أتم في الرواية التالية. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 85 ضمن مسند علي رضي اللَّه عنه مطولًا، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 294 أبواب الصلاة، باب ما جاء في الأربع قبل العصر (318)، الحديث (429)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 119 - 120 كتاب الإمامة (10)، باب الصلاة قبل العصر (65) مطولًا، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 367 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء فيما يستحب من التطوع بالنهار (109)، الحديث (1161).

840 - وروي: "أنَّه صلى اللَّه عليه وسلم [كان يصلِّي] (¬1) قبلَ العصرِ ركعتينِ" (¬2). 841 - وقال: من صلى بعدَ المغرب ستَّ ركعاتٍ لم يتكلَّمْ فيما بَيْنَهُنَّ بسوءٍ عُدِلْنَ له بعبادةِ ثنتي عشرةَ سنةً" (¬3). 842 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "من صلى بعدَ المغربِ عشرينَ ركعةً بنى اللَّهُ له بيتًا في الجنّةِ" (¬4). 843 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "ما صلَّى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم العشاءَ قَطُّ فدخلَ عليَّ إلا صلى أربعَ ركعاتٍ أو ستَ ركعاتٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة: "وروي أنَّه صلى قبل العصر ركعتين"، والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين وسنن أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود من رواية علي رضي اللَّه عنه في السنن 2/ 54 كتاب الصلاة (2)، باب الصلاة قبل العصر (297)، الحديث (1272). (¬3) أخرجه الترمذي من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في السنن 2/ 298 - 299 أبواب الصلاة، باب ما جاء في فضل التطوع. . . (321)، الحديث (435)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 437 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب ما جاء في الصلاة بين المغرب والعشاء (185)، الحديث (1374). (¬4) أخرجه الترمذي معلقًا، فقال: (وقد روي عن عائشة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) في السنن 2/ 299 أبواب الصلاة، باب ما جاء في فضل التطوع. . . (321)، عقب الحديث (435)، وأخرجه ابن ماجه متصلًا في السنن 1/ 437 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الصلاة بين المغرب والعشاء (185)، الحديث (1373). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 71 كتاب الصلاة (2)، باب الصلاة بعد العشاء (305)، الحديث (1303)، وأورده المزي في تحفة الأشراف 11/ 420 ضمن أطراف عائشة رضي اللَّه عنها، الحديث (16143)، وعزاه للنسائي، وقال المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 477، كتاب الصلاة، باب من جعل بعد العشاء أربع ركعات أو أكثر.

30 - باب صلاة الليل

844 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: {إِدْبارَ النُّجُومِ} (¬1) الركعتينِ قبل الفجرِ و {أَدْبَارَ السُّجُودِ} (¬2) الركعتين بعدَ المغربِ" (¬3). 30 - باب صلاة الليل مِنَ الصِّحَاحِ: 845 - عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي فيما بين أن يَفْرُغَ من صلاةِ العشاءِ إلى الفجرِ إحدى عشرةَ ركعةً، يسلِّم من كل ركعتينِ ويُؤتِر بواحدةٍ، فيسجدُ السجدةَ من ذلك قدرَ ما يقرأُ أحدُكم خمسينَ آيةً قبلَ أنْ يرفعَ رأسَه، فإذا سكتَ المؤذنُ من صلاةِ الفجرِ وتبيَّن [له] (¬4) الفجرُ، قامَ فركعَ ركعتينِ خفيفتينِ، ثمَّ اضطجع على شِقِّه الأيمنِ، حتَّى يأتيَهُ المؤذنُ للإقامةِ فيخرجُ" (¬5). 846 - وقالت عائشة: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلى ¬

_ (¬1) سورة الطور (52)، الآية (49). (¬2) سورة ق (50)، الآية (40). (¬3) أخرجه الطبري في تفسيره 27/ 23، في تفسير الآية (49) من سورة الطور، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 392 - 393 كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الطور (53)، الحديث (3275). (¬4) ليست في المطبوعة، وأثبتناها من مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬5) قال في شرح السنة 4/ 7: (اتفقا على إخراجه من طرق عن ابن شهاب، وأخرجه مسلم عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث ويونس)، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 478 كتاب الوتر (14)، باب ما جاء في الوتر (1)، الحديث (994)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 508 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب صلاة الليل، وعدد ركعات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (17)، الحديث (122/ 736).

ركعتي الفجر فإنْ كُنْتُ مستيقظةً حدثني وإلا اضطجعَ [على شِقِّهِ الأيمن] (¬1) " (¬2). 847 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلى ركعتَي الفجرِ اضطجعَ على شِقِّهِ الأيمنِ" (¬3). 848 - وقال القاسم بن محمد، عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي من الليل ثلاثَ عشرةَ ركعةً منها الوِتر، وركعتا الفجرِ" (¬4). 849 - وقال مسروق: "سألتُ عائشةَ رضي اللَّه عنها، عن صلاةِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالليلِ؟ فقالت: سبعٌ وتسعٌ وإحدى عشرةَ [ركعة] (¬5) سوى ركعتَي الفجرِ" (¬6). ¬

_ (¬1) العبارة بين الحاصرتين من المطبوعة، والصواب حذفها لعدم وجودها في مخطوطة برلين ولا عند الشيخين: البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 44 كتاب التهجد (19)، باب الحديث بعد ركعتي الفجر (26)، الحديث (1168)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 511 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (17)، الحديث (123/ 743). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 109 كتاب الأذان (10)، باب من انتظر الإقامة (15)، الحديث (626)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 508 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (17) الحديث (122/ 743). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 20 كتاب التهجد (19)، باب كيف صلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (10)، الحديث (1140)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 510 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ... (17)، الحديث (128/ 738). (¬5) من مخطوطة برلين، وليست في المطبوعة ولا في لفظ البخاري. (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 20 كتاب التهجد (19)، باب كيف صلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (10)، الحديث (1139).

850 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اذا قامَ من الليلِ لِيُصلي افتتحَ صلَاته بركعتينِ خفيفتينِ" (¬1). 851 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا قامَ أحدُكم من الليل فليفتتحْ صلاتَه بركعتينِ خفيفتينِ" (¬2). 852 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنَّه قال: "بِتُّ عندَ خالتي ميمونةَ ليلةً والنبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عندَها، فَتَحَدَّثَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مع أهلِهِ ساعةً ثم رقدَ، فلما كان ثلثُ الليلِ الآخرُ أو بعضُه قعدَ فنظرَ التي السماء فقرأ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (¬3) حتَّى خَتَمَ السورةَ، ثمَّ قامَ إلى القِربةِ فأطلقَ شِناقَها ثم صبَّ في الجَفَنة (¬4)، ثمَّ توضأ وضوءًا حسنًا بين الوضوءينِ لم يُكْثِرْ وقد أَبْلَغَ، فقامَ يصلي، فقمتُ فتوضأتُ فقمتُ عن يسارِهِ، فأخذَ بأذني فأدارني عن يمينِهِ فَتَتَامَّتْ صلاتُه ثلاثَ عشرةَ ركعةً، ثمَّ اضطجعَ فنامَ حتَّى نفخَ، وكان إذا نامَ نفخَ، فآذَنَهُ بلالٌ بالصلاةِ فصلَّى ولم يتوضّأ، وكانَ في دعائه: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا -وزاد بعضهم (¬5) - وفي لساني نورًا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 532 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (26)، الحديث (197/ 767). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 532 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الدعاء في صلاة المستوي. . . (26)، الحديث (198/ 768). (¬3) سورة آل عمران (3)، الآية (190). (¬4) والشِناق: بكسر الشين خيط القربة الَّذي يشدُّ به فَمُها، والجفنة: قدح كبير. (¬5) جاء في الصحيحين من قول "كُريب" في آخر الحديث: (فلقيتُ رجلًا من ولد العباس فحدثني بهنَّ، فذكر: عصبي، ولحمي، ودمي، وشعري، وبشري، وذكر خصلتين).

-وذكر- وعصبي، ولحمي، ودمي، وشعري، وبشري" (¬1). وفي رواية: "واجعل في نفسي نورًا وأَعظِم لي نورًا" (¬2). وفي رواية: "اللهم أعطني نورًا" (¬3). وفي رواية: عن ابن عباس "أنَّه رقدَ عندَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فاستيقظَ فتسوَّكَ وتوضأَ وهو يقول {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (¬4) حتَّى ختمَ السورةَ، ثمَّ قامَ فصلى ركعتينِ أطالَ فيهما القيامُ والركوعَ والسجودَ، ثمَّ انصرفَ فنامَ حتَّى نفخَ، ثمَّ فعلَ ذلك ثلاثَ مراتٍ ست ركعاتٍ، كل ذلكَ يَسْتَاكُ ويتوضأُ ويقرأُ هؤلاء الآياتِ، ثمَّ أوترَ بثلاثٍ" (¬5). 853 - وعن زيد بن خالد الجُهَني رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "لأَرْمُقَنَّ صلاةَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم الليلةَ، فصلَّى ركعتينِ خفيفتين، ثمَّ صلى ركعتينِ طويلتينِ طويلتينِ طويلتينِ، ثمَّ صلى ركعتينِ وهما دونَ اللتينِ قبلَهما، ثمَّ صلى ركعتينِ وهما دونَ اللتينِ قبلهما، ثمَّ صلى ركعتينِ وهما دون اللتينِ قبلَهما، ثمَّ أَوْتَرَ فذلك ثلاثَ عشرةَ ركعة" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 116 كتاب الدعوات (80)، باب الدعاء اذا انتبه من الليل (10)، الحديث (6316)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 525 - 526 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (26)، الحديث (181/ 763). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 529 - 530 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الدعاء في صلاة الليل. . . (26)، الحديث (189/ 763). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 530 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الدعاء في صلاة الليل. . . (26)، الحديث (191/ 763). (¬4) آل عمران (3)، الآية (190). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر السابق. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 531 - 532 كتاب صلاة المسافرين. . . (6) باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (26)، الحديث (195/ 765). قوله (لأرمقنّ) أي لأرقبَنَّ وأحفظنَّ.

854 - قالت عائشةُ رضي اللَّه عنها: "لما بَدَّنَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وَثَقُلَ، كانَ أكثرُ صلاتِهِ جالسًا" (¬1). 855 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "لقد عرفتُ النظائرَ التي كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرِنُ بينهن -فذكر عشرينَ سورةً من أولِ المُفَصَّل على تأليفِ ابنِ مسعودٍ رضي اللَّه عنه- سورتينِ في كلِّ ركعةٍ، آخرُهنَّ حم الدخان، وعمَّ يتساءلون" (¬2). مِنَ الحِسَان: 856 - عن حذيفة رضي اللَّه عنه: "أنَّه رَأى رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصلي من الليلِ فكانَ يقولُ: اللَّه أكبر -ثلاثًا- ذا الملكوتِ والجَبَرُوتِ والكبرياءِ والعظمةِ، ثمَّ استفتحَ فقرأ البقرةَ، ثمَّ ركعَ فكانَ ركوعه نحوًا من قيامه يقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، ثمَّ رفع رأسه فكان قِيامُه نحوًا من ركوعِه يقولُ: لِرَبِّي الحمدُ، ثمَّ سجدَ فكان سُجودهُ نحوًا من قيامِهِ يقولُ: سبحانَ ربي الأعلى، ثمَّ رفعَ رأسَه، وكان يقعدُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 589 كتاب تقصير الصلاة (18)، باب إذا صلى قاعدًا ثم صحَّ. . . (25)، الحديث (1118)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 506 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا (16)، الحديث (117/ 732) واللفظ له، وبدَّن: بتشديد الدال من التبدين وهو الكبر والضعف، أي مسَّه الكبر وأسنَّ، ويروى بالتخفيف أي كثر لحمه، قاله ابن الملك، قيل: لم يوصف -صلى اللَّه عليه وسلم- بالسمن، فالمراد به أنَّه ثَقُل عن الحركة وضعف عنها. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 39 كتاب فضائل القرآن (66)، باب تأليف القرآن (6)، الحديث (4996)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 563 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ، وهو الإفراط في السرعة، واباحة سورتين فأكثر في كل ركعة (49)، الحديث (275/ 722)، ومعنى "على تأليف ابن مسعود" أي على جَمْعِهِ.

فيما بينَ السجدتينِ نحوًا من سجودِه يقولُ: ربِّ اغفرْ لي ربِّ اغفرْ لي، فصلى أربعَ ركعاتٍ قرأَ فيهنَّ البقرةَ وآلَ عمرانَ والنساءَ والمائدةَ" (¬1). 857 - عن عبد اللَّه بن عَمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يكتبْ من الغافلينَ، ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كُتِبَ من القانتينَ، ومن قامَ بألفِ آيةٍ كُتب من المُقَنْطِرين" (¬2). 858 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانت قراءَةُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بالليلِ يرفعُ طَوْرًا ويخفضُ طَوْرًا" (¬3). 859 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنَّه قال: "كانت قراءةُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم على قَدْرِ ما يَسمعُهُ مَن في الحجرةِ وهو [في] (¬4) البيت" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 398 ضمن مسند حذيفة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 544 - 545 كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده (151)، الحديث (874)، وأخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 145 - 146 باب ما جاء في عبارة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (50)، الحديث (270)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 199 - 200 كتاب التطبيق (12)، باب ما يقول في قيامه ذلك. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 118 كتاب الصلاة (2)، باب تحزيب القرآن (326)، الحديث (1398)، والمقنطرين: أي من المكثرين من الأجر، مأخوذ من القنطار وهو المال الكثير، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن: 172، كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة الليل (142)، الحديث (662)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: 258، باب قراءة ألف آية، الحديث (708)، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير: 815 للبيهقي في شعب الإيمان. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 81 كتاب الصلاة (2)، باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل (315)، الحديث (1328)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 310 كتاب صلاة التطوع، باب تحريض قيام الليل. (¬4) ساقط من المطبوعة، والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين وسنن أبي داود. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 81 كتاب الصلاة (2)، باب في رفع الصوت بالقراءة. . . (315)، الحديث (1327)، وأخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 164، باب ما جاء في قراءة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (54)، الحديث (314).

860 - وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يا أبا بكر مررتُ بكَ وأنتَ تصلي تخفِضُ صوتَك، قال [أبو بكر] (¬1): قد أَسْمَعْتُ مَن ناجيتُ يا رسولَ اللَّهِ، وقال لعمر: مررتُ بكَ وأنتَ تصلي رافعًا صوتَك، قال: أُوقِظُ الوَسْنَان وأَطردُ الشيطانَ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا أبا بكرٍ ارفعْ مِن صوتكَ شيئًا، وقال لعمر: اخفِضْ من صوتِكَ شيئًا" (¬2). 861 - عن أبي ذر أنَّه قال: "قامَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى أَصْبَحَ بآيةٍ، والآيةُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (¬3) " (¬4). 862 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا صلى أحدُكم ركعتي الفجرِ فليضطجعْ على يمينِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، وليس عند أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 81 - 82 كتاب الصلاة (2)، باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل (315)، الحديث (1329)، وأخرجه الترمذي في السنن 9/ 302 - 310 أبواب الصلاة، باب ما جاء في قراءة الليل (330)، الحديث (447)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 315 كتاب صلاة التطوع، باب تحريض قيام الليل، والوَسْنَان: النائم الَّذي ليس بمستغرق في نومه. (¬3) سورة المائدة (5)، الآية (118). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 149 ضمن مسند أبي ذر الغفاري رضي اللَّه عنه، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 177/ 2 كتاب الافتتاح (11)، باب ترديد الآية (79)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 429 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل (179)، الحديث (1350)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 241 كتاب الصلاة، باب قام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بآيةٍ حتَّى أصبح. . . (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 415 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 47 كتاب الصلاة (2)، باب الاضطجاع بعدها (293)، الحديث (1261)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 281 أبواب الصلاة، باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتى الفجر (311)، الحديث (420).

31 - باب ما يقول إذا قام من الليل

31 - باب ما يقول إذا قام من الليل مِنَ الصِّحَاحِ: 863 - قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا قامَ من الليلِ يتهجدُ قال: اللهم لكَ الحمدُ أنتَ قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهنَّ، ولكَ الحمدُ أنتَ نورُ السماواتِ والأرضِ ومَنْ فيهنَّ، ولكَ الحمدُ أنتَ مَلِكُ السماوات والأرضِ وَمَن فيهنَّ، ولكَ الحمدُ أنتَ الحقُّ، ووعدُكَ الحق ولقاؤُكَ حقٌّ، وقولُكَ حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والنبيونَ حقٌّ، ومحمدٌ صلى اللَّه عليه وسلم حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهم لكَ أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليكَ توكَّلْتُ، وإليك أَنَبْتُ، وبك خاصَمْتُ، وإليكَ حاكَمْتُ، فاغفر لي ما قدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ، وما أسررْتُ وما أعلنتُ وما أنت أعلمُ به مني، أنت المُقَدِّمُ وأنت المؤخِرُ لا إله إلا أنت" (¬1). 864 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ -تعني النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قامَ من الليلِ افتتحَ صلاتَه قال: اللهم ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، فاطرَ السماواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ، أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيه يختلفونَ، اهدِني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنِكَ، إنكَ تهدي مَن تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ" (¬2). 865 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من تَعَارَّ من الليلِ فقال: لا إلهَ إلا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 3 كتاب التهجد (19)، باب التهجد بالليل. . . (1)، الحديث (1120)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 532 - 533 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الدعاء في صلاة الليل. . . (26)، الحديث (199/ 769). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 534 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الدعاء في صلاة الليل. . . (26)، الحديث (200/ 770).

شي قديرٌ، سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللَّهِ ثم قال: ربِّ اغفر لي -أو قال- ثم دعا (¬1) استُجيبَ لهُ، فإن توضأ ثم صلى قُبِلَتْ صلاتُه" (¬2). مِنَ الحِسَان: 866 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا استيقظَ مِن الليلِ قال: لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَكَ، اللهم أستغفرُك لذنبي وأسألُك رحمتَك، اللهم زدني علمًا، ولا تُزِغْ قلبي بعدَ إذ هديتني، وهَبْ لي من لَدُنْكَ رحمةً إنَّكَ أنتَ الوهابُ" (¬3). 867 - عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "ما من مسلم يَبيتُ على ذكرٍ طاهرًا فَيَتَعَارُّ من الليلِ، فيسألُ اللَّهَ خيرًا إلا أعطاهُ إياه" (¬4). ¬

_ (¬1) كذا العبارة في المطبوعة، وفي المخطوطة: (ثم قال: رب اغفر لي أو قال اللهم اغفر لي ثم دعا. . .)، وعند البخاري: (ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا. . .). (¬2) أخرجه البخاري من رواية عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه، في الصحيح 3/ 39 كتاب التهجد (19)، باب فضل من تعارَّ من الليل فصلى (21)، الحديث (1154). قوله (تعارَّ): انتبه. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 306 كتاب الأدب (35)، باب ما يقول الرجل إذا تعارَّ من الليل (108)، الحديث (5061)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص (495)، باب ما يقول إذا انتبه من منامه، الحديث (865)، وابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (586)، كتاب الأذكار، باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أوى إلى فراشه (10)، الحديث (2359)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص (276)، باب ما يقول إذا تعار من الليل الحديث (761)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 540، كتاب الدعاء. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 241 ضمن مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 296 كتاب الأدب (35)، باب في النوم على طهارة (105)، الحديث (105)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 420 ضمن أطراف معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، وعزاه للنسائي في عمل اليوم والليلة، الحديث (11371)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1277 كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به إذا انتبه من الليل (16)، الحديث (3881)، وتعارَّ: أي انتبه وتحرك.

32 - باب التحريض على قيام الليل

868 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها سُئلت: "بمَ كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يفتَتِحُ إذا هبَّ من الليلِ؟ فقالت: كانَ إذا هَبَّ من الليل كَبَّر عشرًا، وحَمِدَ اللَّهَ عشرًا، وقال: سبحان اللَّهِ وبحمدهِ عشرًا، وقال: سبحان الملكُ القُدُّوس عشرًا، واستغفر عشرًا، وهلَّلَ عشرًا، ثمَّ قال: اللهم اني أعوذُ بك من ضِيْقِ الدنيا، وضِيْقِ يوم القِيامةِ عشرًا، ثمَّ يفتتِحُ الصَّلاةَ" (¬1). 32 - باب التحريض على قيام الليل مِنَ الصِّحَاحِ: 869 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يعقِدُ الشيطانُ على قافيةِ رأسِ أحدِكم إذا هو نامَ ثلاث عُقدٍ، يضربُ على كلِّ عقدةٍ: عليكَ ليلٌ طويلٌ فارقُدْ، فإن استيقظ فذكرَ اللَّهَ تعالى انحلَّتْ عقدةٌ، فإن توضأ انحلَّتْ عقدةٌ، فإن صلى انحلَّتْ عقدة، فأصبح نشيطًا طيِّبَ النفس، وإلا أصبحَ خبيثَ النفسِ كسلانَ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 143 ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 322 - 323 كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبحَ (110)، الحديث (5085)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 284 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من ضيق المقام يوم القيامة (63)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 431 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل (180)، الحديث (1356). (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 24 كتاب التهجد (19)، باب عقد الشيطان على قافية الرأس. . . (12)، الحديث (1142)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 538 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع، حتَّى أصبح (28)، الحديث (207/ 776) وعن القافية قال في شرح السنة 4/ 33: (وأراد بقافية الرأس، مؤخر الرأس).

870 - وقال المغيرة [بن شعبة] (¬1): "قامَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم من الليلِ حتَّى تَورَّمَت قَدَمَاهُ فقيل له: لِمَ تصنعُ هذا وقد غفرَ اللَّهُ لك ما تقدَّم من ذنبِكَ وما تأخَّرَ؟ قال: أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا" (¬2). 871 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "ذُكِرَ عندَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم رجلٌ فقيل: مازالَ نائمًا حتَّى أَصْبَحَ -ما قامَ إلى الصلاة- فقال: بالَ الشيطانُ في أُذُنِهِ" (¬3). 872 - وقالت أم سَلَمَة: "استيقظَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ليلةً فَزِعًا يقول: سبحانَ اللَّهِ! ماذا أُنزِل الليلةَ مِن الخزائنِ وماذا أُنزِل من الفتن، مَنْ يُوقِظُ صواحِبَ الحُجُراتِ -يريد أزواجَهُ- لكي يُصلِّين؟ رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ في الآخرة" (¬4). 873 - وقال: "ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حينَ يبقَى ثلثُ الليلِ الآخرُ يقول: مَن يدعوني فاستجيبَ له، مَن يسألُني ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 584 كتاب التفسير (65)، باب {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنَ ذَنْبِكَ. . .} [سورة الفتح (48)، الآية (2)] (2)، الحديث (4836)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2171 كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (50)، باب إكثار الأعمال، والاجتهاد في العبادة (18)، الحديث (79/ 2819). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 28 كتاب التهجد (19)، باب إذا نام ولم يُصلِّ بال الشيطان في أذنه (13)، الحديث (1144)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 537 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع. . . (28)، الحديث (205/ 774). (¬4) أخرجه البخاري من رواية هند بنت الحارث الفِراسية، عن أم سلمة رضي عنها، في الصحيح 13/ 20 كتاب الفتن (92)، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شرٌ منه (6)، الحديث (7069)، والمراد بالخزائن تعبير عن الرحمة لكثرتها وعزِّتها.

فأُعْطِيهِ مَن يستغفرني فأغفِرَ له" (¬1). وفي رواية: "ثم يبسطُ يديهِ يقول: من يُقرِضُ غيرَ عدومٍ ولا ظَلُومٍ؟ حتَّى ينفجرَ الفجرُ" (¬2). [وفي رواية: "يكون كذلك حتَّى يضيء الفجر ثم يعلو ربّنا إلى كرسيّه"] (¬3). 874 - وقال: "إنَّ في الليلِ ساعةً لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسألُ اللَّهَ تعالى خيرًا، مِن أمرِ الدنيا والآخرةِ إلا أَعطاهُ إيَّاهُ، وذلكَ كلَّ ليلةٍ" (¬4). 875 - وقال: "أَحبُّ الصلاةِ إلى اللَّهِ تعالى صلاةُ داودَ، وأَحبُّ الصيامِ إلى اللَّهِ صيامُ داودَ، كانَ ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ وينامُ سُدسَه، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا" (¬5). 876 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ -تعني رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم- ينامُ أولَ الليلِ ويُحيي آخِرَهُ، ثمَّ إن كانت له حاجةٌ ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 29 كتاب التهجد (19)، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل (14)، الحديث (1145)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 521 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل. . . (24)، الحديث (168/ 758). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة مسلم في الصحيح 1/ 522 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الترغيب في الدعاء. . . (24)، الحديث (171/ 758). (¬3) ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين، وهو ساقط من المطبوعة، والرواية أخرجها الدارقطني في كتاب النزول، صفحة 97 من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 415 كتاب الجمعة (11)، باب الساعة التي في يوم الجمعة (37)، الحديث (935)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 521 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء (23)، الحديث (166/ 757). (¬5) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 16 كتاب التهجد (19)، باب من نام عند السحر (7)، الحديث (1131)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 816 كتاب الصيام (13)، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به. . . (35)، الحديث (189/ 1159).

إلى أهلهِ قضى حاجتَه ثم ينامُ، فإن كانَ عندَ النداءِ الأولِ جُنبًا وثبَ فأفاضَ عليهِ الماءَ، وإن لم يكنْ جنبًا توضأ للصلاةِ ثم صلى ركعتينِ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 877 - عن أبي أُمامة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "عليكم بقيامِ الليلِ فإنه دَأبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبَةٌ لكم إلى رَبِّكم، وَمَكْفَرةٌ للسيئاتِ ومَنْهَاةٌ عن الإثمِ" (¬2) [وفي رواية: "وَمَطْرَدَةُ الداءِ عن الجسدِ" (¬3)] (¬4). 878 - وقال: "ثلاثةٌ يضحكُ اللَّهُ إليهم: الرجلُ إذا قامَ بالليلِ يصلي، والقومُ إذا صفُّوا في الصلاةِ، والقومُ إذا صفُّوا في قتالِ العدوِّ" (¬5). 879 - وقال: "أقربُ ما يكونُ الربُّ مِن العَبْدِ (¬6) في جوفِ الليلِ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 32 كتاب التهجد (19)، باب من نام أول الليل وأحيى آخره. . . (15)، الحديث (1146)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 510 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (17)، الحديث (129/ 739). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 553 كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (102)، عقب الحديث (3549)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 358 كتاب صلاة التطوع، باب تحريض قيام الليل، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 502 كتاب الصلاة، باب الترغيب في قيام الليل. (¬3) أخرجه الترمذي في المصدر السابق 5/ 552 - 553، الحديث (3549)، والبيهقي في المصدر السابق. (¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين وهو من المطبوعة. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 80، ضمن مسند أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، وأخرجه ابن ماجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، في السنن 1/ 73 القدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (200)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 4/ 42، باب التحريض على قيام الليل، الحديث (929). (¬6) في المطبوعة (العبد من الرب) والتصويب من مخطوطة برلين وسنن الترمذي.

الآخرِ، فإن استطعتَ أنْ تكونَ ممن يذكرُ اللَّهَ في تلكَ الساعةِ فَكُنْ" (¬1) (صحيح). 880 - وقال: "رحمَ اللَّهُ رجلًا قامَ من الليلِ فصلَّى، وأَيقظَ امرأتَه فَصَلَّت، فإن أَبَتْ نضحَ في وجهِهَا الماء رحمَ اللَّهُ امرأةً قامَتْ من الليلِ فصلَّتْ، وأيقظَتْ زوجَها (¬2) فإن أبَى نضحَت في وجهِه الماءَ" (¬3). 881 - وعن أبي أُمَامة أنَّه قال: "قيل: يا رسولَ اللَّهِ أيُّ الدعاءِ أَسْمَعُ؟ قال: جوفَ الليلِ الآخرَ، ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ" (¬4). 882 - وقال: "إنَّ في الجنّةِ غُرَفًا يُرَى ظاهِرُها من باطِنها، وباطُنها ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي من رواية عمرو بن عَبَسة رضي اللَّه عنه، في السنن 5/ 569 - 570 كتاب الدعوات (49)، باب (119) وهو ما يلي: باب في دعاء الضيف (118)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 279 - 280 كتاب المواقيت (6)، باب النهي عن الصلاة بعد العصر (35)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 396 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الساعات التي تكره فيها الصلاة (148)، الحديث (1251)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 309 كتاب صلاة التطوع، باب تحريض قيام الليل. (¬2) في المطبوعة هنا زيادة (فصلى)، وليست في مخطوطة برلين وسنن أبي داود. (¬3) أخرجه أحمد من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في المسند 2/ 250 ضمن مسند أبي هريرة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 73 كتاب الصلاة (2)، باب قيام الليل (307)، الحديث (1308)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 205 كتاب قيام الليل (20)، باب الترغيب في قيام الليل (5)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 424 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل (175)، الحديث (1336)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 309 كتاب صلاة التطوع، باب تحريض قيام الليل. (¬4) تقدم هذا الحديث تحت الرقم (689).

33 - باب القصد في العمل

من ظاهِرها أَعَدَّها اللَّهُ لمن أَلانَ الكلامَ، وأَطْعَمَ الطعامَ، وتابعَ الصيامِ، وصَلَّى بالليلِ والناسُ نيامٌ" (¬1) وفي رواية: "لمن أَطَابَ الكلامَ" (¬2). 33 - باب القصد في العمل مِنَ الصِّحَاحِ: 883 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُفْطِرُ من الشهرِ حتَّى نظنَّ أن لا يصومَ منه (¬3)، ويصومُ حتَّى نظنَّ أن لَا يفطرَ منه شيئًا، وكانَ لا تشاءُ أن تراهُ من الليلِ مصليًا إلا رأيتَهُ، ولا نائمًا إلا رأيتَه" (¬4). 884 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أحبُّ الأعمالِ إلى اللَّهِ تَعالى أَدْوَمُها وإن قَلَّ" (¬5). ¬

_ (¬1) أحمد في رواية أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنه، في المسند 5/ 343 ضمن مسند أبي مالك، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 168 كتاب المواقيت (5)، باب في صلاة الليل (132)، الحديث (641)، وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 388 إلى البيهقي في شعب الإيمان. (¬2) أخرجه أحمد من رواية علي رضي اللَّه عنه، في المسند 1/ 156 ضمن مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 673 كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة غُرَفِ الجنة (3)، الحديث (2527). (¬3) في المطبوعة زيادة (شيئًا) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 22 كتاب التهجد (19)، باب قيام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من نومه. . . (11)، الحديث (1141)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 812 كتاب الصيام (13)، باب صيام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في غير رمضان. . . (34)، الحديث (180/ 1158). (¬5) متفق عليه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 101 كتاب الإيمان (2)، باب أَحَبُّ الدين إلي اللَّه أَدْوَمُه (32)، الحديث (43)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 540 - 541 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب فضيلة العمل الدائم. . . (30)، الحديث (215/ 782).

885 - وقال: "خذوا من الأعمالِ ما تُطِيقونَ، فإن اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا" (¬1). 886 - وقال: "ليُصَلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا فَتَرَ فليقعدْ" (¬2). 887 - وقال: "إذا نَعِسَ أحدُكم وهو يصلي فَلْيَرْقُدْ حتَّى يذهبَ عنه النومُ، فإنَّ أحدَكم إذا صلى وهو ناعسٌ لا يدري لعلَّه يستغفرُ فَيَسُبُّ نفسَهُ" (¬3). 888 - وقال: "إنَّ الدينَ يُسْرٌ، ولن يُشَادَّ الدِّينَ أحدٌ إلا غَلَبَه، فسدِّدوا وقارِبُوا، وأَبشِروا (¬4)، واستَعِينوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشيءٍ من الدُّلْجَة" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 36 كتاب التهجد (19)، باب ما يكره من التشديد في العبادة (18)، الحديث (1151)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 542 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب أمر من نعس في صلاته. . . (31)، الحديث (220/ 785). (¬2) متفق عليه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 36 كتاب التهجد (19)، باب ما يكره من التشديد في العبادة (18)، الحديث (1150)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 541 - 542 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب أمر من نعس في صلاته. . . (31)، الحديث (219/ 784). (¬3) متفق عليه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 315 كتاب الوضوء (4)، باب الوضوء من النوم. . . (53)، الحديث (212)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 542 - 543 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب أمر من نعس في صلاته. . . (31)، الحديث (222/ 786). (¬4) في المطبوعة زيادة (ويسِّروا) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري. (¬5) أخرجه البخاري من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 1/ 93 كتاب الإيمان (2)، باب الدين يسرٌ. . . (29)، الحديث (39)، قال في شرح السنة 4/ 50: (سَدِّدُوا: أي اقصدوا السَّداد وهو الصواب. . .، وقيل: المقاربة القصد في الأمور، الذي لا غُلُوٌ فيه ولا تقصير) والغَدْوة والرَّوْحة: السير في أول النهار وآخرِه، وهما زمان الراحات والغفلات، والدُّلْجة: آخر الليل. وهو أفضل الساعات وأكمل الحالات.

889 - وقال: "مَنْ نامَ عن حزبِهِ، أو عن شيءٍ منه فقرأهُ فيما بينَ صلاةِ الفجرِ وصلاةِ الظهرِ، كُتِبَ له كأنما قرأَه من الليلِ" (¬1). 890 - وقال: "صَلِّ قائمًا، فإن لم تستطعْ فقاعدًا، فإن لم تستطعْ فعلى جَنْبٍ" (¬2). 891 - وقال: "مَن صلَّى قاعِدًا فله نصفُ أجرِ القائِمِ، ومَن صلَّى نائمًا فله نصفُ أجرِ القاعدِ" (¬3) [رواهما عمران بن حصين] (¬4). مِنَ الحِسَان: 892 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من أَوَى إلى فِراشِهِ طاهرًا يذكرُ اللَّهَ تعالى حتَّى يدركَه النُّعاسُ، لم يتقلَّبْ ساعةً من الليلِ يسألُ اللَّهَ شيئًا من خيرِ الدنيا والآخرةِ، إلا إعطاه إياه" (¬5). 893 - وقال: "عجِبَ ربُّنا من رجلينِ: رجلٌ ثارَ عن وِطائه ولِحافِه من بينِ حِبِّه وأهلِه إلى صلاِته فيقولُ اللَّهُ لملائكَتِه: انظروا إلى عبدي ثارَ عن فِراشِه ووِطائِه من بينِ حِبِّه وأهلِه إلى صلاتِه، رغبةً فيما عندي وشفقًا مما ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، في الصحيح 1/ 515 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب جامع صلاة الليل. . . (18)، الحديث (142/ 747). (¬2) أخرجه البخاري من رواية عمران بن حصين رضي اللَّه عنه -كما سيذكر المؤلف عقب الحديث الثاني-، في الصحيح 2/ 587 كتاب تقصير الصلاة (18)، باب إذا لم يُطِق قاعدًا صلى على جَنْب. . . (19)، الحديث (1117). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 586 كتاب تقصير الصلاة (18)، باب صلاة القاعد بالإيماء (18)، الحديث (1116). (¬4) ليست في مخطوطة برلين. (¬5) أخرجه الترمذي من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه، في السنن 5/ 540 كتاب الدعوات (49)، باب (93)، (بدون عنوان)، الحديث (3526)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص (470)، باب ثواب من أوى طاهرًا التي فراشه ... الحديث (807)، وأخرجه ابن السُّني في عمل اليوم والليلة، ص 262، باب ما يقول إذا أخذ مضجعه، الحديث (724).

34 - باب الوتر

عندي، ورجلٌ غزا في سبيلِ اللَّهِ فانهزمَ مع أصحابهِ فعلمَ ما عليهِ في الانهزامِ وما لَهُ في الرجوعِ، فرجعَ حتَّى هُريقَ دَمُه فيقولُ اللَّهُ تعالى لملائكَتِه: انظروا إلى عبدي رجعَ رغبةً فيما عندي، وشفقًا مما عندي حتَّى هُريقَ دمهُ" (¬1). 34 - باب الوتر مِنَ الصِّحَاحِ: 894 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" (¬2). 895 - وقال: "الوتر ركعة من آخر الليل" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، في المسند 1/ 416 ضمن مسند ابن مسعود رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 42 كتاب الجهاد (9)، باب في الرجل يشري نفسه (38)، الحديث (2536) مختصرًا، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 168 كتاب المواقيت (5)، باب فيمن قام من الليل إلى الصلاة (133)، الحديث (643)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 221 ضمن معجم عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، الحديث (10383)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 255 وعزاه: لأبي يعلى، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 112، كتاب الجهاد، باب قول اللَّه تعالى للملائكة في حقِّ الشهيد. والوِطَاء: الفراش اللَّين. قوله (حِبِّهِ) أي مَحْبُوِبِهِ. (¬2) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 477 كتاب الوتر (14)، باب ما جاء في الوتر (1)، الحديث (990)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 516 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل مثنى مثنى. . . (20)، الحديث (145/ 749). (¬3) أخرجه مسلم من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 1/ 518 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل مثنى مثنى. . . (20)، الحديث (153/ 752).

896 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصلي من الليلِ ثلاثَ عشرة ركعةً يوترُ من ذلكَ بخمسٍ لا يجلسُ في شيءٍ (¬1) إلا في آخرِها" (¬2). 897 - عن سعد بن هشام رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "انطلقنا إلي عائشة رضي اللَّه عنها فقلتُ: يا أمَّ المؤمنينَ أَنْبِئيني عن خُلُقِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم؛ قالت: أَلَستَ تقرأُ القرآنَ؟ قلت: بلى، قالَتْ فإن خُلُقَ نبى اللَّهِ كانَ القرآنَ؟ قلتُ: يا أمَّ المؤمنينَ أَنبِئيني عن وِتْرِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ قالت: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِواكَه وطَهُورَه فَيَبعثُه اللَّهُ ما شاءَ أن يبعثَه من الليلِ، فَيتسوَّكُ ويتوضأ ويُصلي تسعَ ركعاتٍ لا يجلسُ فيها إلا في الثامنةِ، فَيذكرُ اللَّهَ ويَحمَدُه ويدعُوه، ثمَّ ينهضُ ولا يُسلِّم فيصلي التاسعةَ، ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُه ويدعُوه، ثمَّ يسلِّمُ تَسليمًا يُسمِعُنا، ثمَّ يُصلِّي ركعتينِ بعدَ ما يُسلِّمُ وهو قاعدٌ، فتلكَ إحدى عشرةَ ركعةً، فَلَمَّا أَسَنَّ وأخذَ اللحْمَ أَوترَ بسبعٍ، وصنعَ في الركعتينِ مثلَ صنيعِه في الأولى فتلكَ تسعٌ يا بُنَيَّ، وكانَ نبيُّ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا صلى صلاةً أحبَّ أن يُداومَ عليها، وكان إذا غلبَهُ نومٌ أو وجعٌ عن قيامِ الليلِ صلى من النهارِ ثنتي عشرةَ ركعةً، ولا أعلمُ نبيَّ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قرأَ القرآنَ كلَّه في ليلةٍ، ولا صلى ليلةً إلى الصبحِ، ولا صامَ شهرًا كاملًا غيرَ رمضان" (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (منها) وليست في المخطوطة ولا عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 558 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأن الوتر ركعة. . . (17)، الحديث (123/ 737). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 512 - 514 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب جامع صلاة الليل. . .، الحديث (139/ 746) برواية مطولة. قوله (طَهوره): ماء وضوئه، وقوله (أَسَنَّ) أي كبر، وقوله (أخذ اللحم) أي ضعف.

898 - عن عبد اللَّه بن عمر أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اجْعَلوا آخرَ صلاتِكم بالليلِ وترًا" (¬1). 899 - وعنه عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "بادِرُوا الصبحَ بالوترِ" (¬2). 900 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن خافَ أن لا يقومَ مِن آخرِ الليلِ، فليُوترْ أولَّه، ومن طَمِعَ أن يقومَ آخِرُهُ فليُوترْ آخِرَ الليلِ، فإن صلاةَ (¬3) آخرِ الليلِ مشهودةٌ وذلكَ أفضلُ" (¬4) 901 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "مِن كُلِّ الليلِ أَوْتَرَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم مِن أولِ الليلِ وأَوْسَطِه وآخرِه وانتهى وِتْرُه إلى السَّحَرِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 488 كتاب الوتر (14)، باب ليجعل آخر صلاته وترًا (4)، الحديث (998)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 517 - 518 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل (20)، الحديث (151/ 751). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 517 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل مثنى. . . (20)، الحديث (149/ 750). (¬3) كذا في المطبوعة، وصحيح مسلم، والعبارة في مخطوطة برلين: (فإن الصلاة آخر الليل). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 520، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله (21)، الحديث (162 - 163/ 755). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 486، كتاب الوتر (14)، باب ساعات الوتر. . . (2)، الحديث (996)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 512، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الليل، وأن الوتر ركعة. . . (17)، الحديث (136/ 745).

902 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "أَوْصاني خليلي بثلاثٍ: صيامِ ثلاثةِ أيام مِن كلِّ شهرٍ، وركعتي الضحى، وأن أُوْتِرَ قبلَ أن أنامَ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 903 - عن غضيف بن الحارث أنَّه قال: "قلت لعائشة: أرأيتِ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يغتسلُ من الجنابةِ في أولِ الليلِ أَمْ في آخرِه؟ قالت: رُبَّما اغتسل في أولِ الليلِ ورُبَّما اغتسلَ في آخره، فقلت: الحمدُ للَّهِ الذي جعلَ في الأمرِ سَعَةً، قلتُ: كانَ يُوتِرُ في أولِ الليلِ أَمْ في آخِرِه؟ قالت: رُبَّما أَوترَ في أولِ الليل ورُبَّما أوترَ في آخرِه، قلت: كان يجهرُ بالقراءةِ أم يَخفِت؟ قالت: رُبَّما جهرَ ورُبَّما خَفَتَ، قلت: اللَّه أكبر، الحمد للَّه الذي جعلَ في الأمرِ سَعَةً" (¬2). 904 - وسُئلت عائشة رضي اللَّه عنها: "بِكَم كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُوتِر؟ قالت: كان يُوتِر بأربعٍ وثلاثٍ، وستٍ وثلاثٍ، وثمانٍ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 226، كتاب الصوم (30)، باب صيام البيض. . . (60)، الحديث (1981)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 499، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب صلاة الضحى. . . (13)، الحديث (85/ 721). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 47 ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 152 - 153، كتاب الطهارة (1)، باب في الجنب يؤخر الغسل (90)، الحديث (226)، وأخرجه النسائي مختصرًا في المجتبى من السنن 1/ 125، كتاب الطهارة (1)، باب ذكر الاغتسال أول الليل (141)، وأخرجه ابن ماجه مختصرًا في السنن 1/ 430، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل (179)، الحديث (1354)، وغُضَيف ذكره ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 3/ 183، القسم الأول فقال: (غُضيف بالتصغير، ابن الحارث. . .، أبو أسماء، حديثه عن الصحابة في السنن، ذكره جماعة في التابعين، وذكره السكوني في الصحابة، والبخاري، وابن أبي حاتم، والترمذي، وخليفة، وابن أبي خيثمة، والطبراني وآخرون، قال ابن أبي حاتم: أبو أسماء السكوني الكندي، له صحبة).

وثلاثٍ، وعشرٍ وثلاثٍ، ولم يكنْ يُوتر بأَنقصَ من سبعٍ، ولا بأكثرَ من ثلاثَ عشرةَ" (¬1). 905 - عن أبي أيوب أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الوِترُ حقٌّ على كل مسلمٍ، فمن أَحبَّ أن يُوتِرَ بخمسٍ فليفعلْ، ومَن أحبَّ أنْ يُوتِرَ بثلاثٍ فليفعلْ، ومَنْ أحبَّ أن يوتر بواحدةٍ فليفعل" (¬2). 906 - وقال: "إن اللَّه تعالى وِتْرٌ يحبُّ الوِتر فأَوتِروا يا أهلَ القرآنِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 149 ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 97، كتاب الصلاة (2)، باب في صلاة الليل (316)، الحديث (1326)، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 285 باب الوتر. والسائل هو عبد اللَّه بن أبي قيس. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 418 ضمن مسند أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 132، كتاب الصلاة (2)، باب كم الوتر (338)، الحديث (1422)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 238، كتاب قيام الليل (20)، باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب في الوتر (40)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 376، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الوتر بثلاث. . . (123)، الحديث (1190)، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 291، باب الوتر، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 22، كتاب الوتر، باب الوتر بخمس أو بثلاث. . .، الحديث (1)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 303، كتاب الوتر، باب الوتر حقٌ. (¬3) أخرجه أحمد من رواية علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، في المسند 1/ 110 ضمن مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 127 - 128، كتاب الصلاة (2)، باب استحباب الوتر (336)، الحديث (1416)، وأخرجه الترمذي في السنن 6/ 312، أبواب الصلاة، باب ما جاء أن الوتر ليس بحتم (333)، الحديث (453)، وأخرجه النسائي في المجتبي من السنن 3/ 228 - 229، كتاب قيام الليل (20)، باب الأمر بالوتر (27)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 370، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الوتر (114)، الحديث (1169)، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 2/ 136 - 137، كتاب الصلاة، باب ذكر الأخبار المنصوصة والدالة على أن الوتر ليس بفرض (433)، الحديث (1066).

907 - عن خارجة بن حُذافَة قال: "خرجَ علينا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إن اللَّهَ تعالى أَمَدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعَم: الوترُ، جعلَه اللَّهُ فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى أنْ يَطلُعَ الفجر" (¬1). 908 - وقال: "من نامَ عن وترٍ فليُصَلِّ إذا أَصبَحَ" (¬2). 909 - وسُئلت عائشةُ رضي اللَّه عنها: "بأي شيءٍ كان يوترُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ قالت: كان يقرأُ في الأولى بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (¬3) وفي الثانية بـ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الثالثة بـ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر وأخبارها، ص 259 - 260، ذِكْرُ الأحاديث وتسمية من روى عنه أهل مصر من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ممن دخلها. . .، وعدَّ منهم: خارجة بن حذافة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 128 - 129، كتاب الصلاة (2)، باب استحباب الوتر (336)، الحديث (1418)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 312، أبواب الصلاة، باب ما جاء في فضل الوتر (332)، الحديث (452)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 369، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الوتر (114)، الحديث (1168)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 35، كتاب الوتر، باب فضيلة الوتر، الحديث (1)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 306، كتاب الصلاة، باب الوتر حق، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 469، كتاب الصلاة، باب تأكيد صلاة الوتر. قوله (حمر النعم): الإبل، وحمر جمع أحمر وهي أعزّها. (¬2) أخرجه أحمد من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في المسند 3/ 31، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 137، كتاب الصلاة (2)، باب في الدعاء بعد الوتر (341)، الحديث (1431)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 330، أبواب الصلاة، باب ما جاء في الرجل ينام عن الوتر أو ينساه (342)، الحديث (465)، وأخرجه أيضًا مرسلًا من رواية زيد بن أسلم أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال. . .، الحديث (466)، وقال: (وهذا أصحُّ من الحديث الأول)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 375، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب من نام عن وترٍ أو نسيه (122)، الحديث (1188). (¬3) سورة الأعلى (87)، الآية (1).

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين" (¬1). 910 - وعن الحسنِ بن علي رضي اللَّه عنهما أنَّه قال: "علَّمَني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كلماتٍ أقولُهنَّ في قنوتِ الوِتِر: اللهم اهدِني فيمن هدَيت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتَوَلَّني فيمن تَوَلَّيْتَ، وباركْ لي فيما أعطيتَ، وَقِنِي شرَّ ما قضيتَ، فإنَّكَ تَقضي ولا يُقضَى عليكَ، [أنتَ تَمُنُّ ولا يُمَنُّ عليكَ، أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ إليك] (¬2)، وإنه لا يَذِلُّ مَنْ والَيْتَ تباركتَ ربَّنا وتعالَيْتَ" (¬3). 911 - وعن أُبي بن كعبٍ أنَّه قال: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 133، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقرأ في الوتر (339)، الحديث (1424)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 326، أبواب الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ به في الوتر (340)، الحديث (463)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 371، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء فيما يقرأ في الوتر (115)، الحديث (1173)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 305، كتاب الوتر، باب الوتر حقٌّ. والسائل هو عبد العزيز بن جُريج. (¬2) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند أحد ممن خرج الحديث من الأئمة. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 199، ضمن مسند أهل البيت رضوان اللَّه عليهم أجمعين، حديث الحسن بن علي رضي اللَّه عنهما، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 373، كتاب الصلاة، باب الدعاء في القنوت، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 133 - 134، كتاب الصلاة (2)، باب القنوت في الوتر (340)، الحديث (1425)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 328، أبواب الصلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر (341)، الحديث (464)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 248، كتاب قيام الليل (20)، باب الدعاء في الوتر (51)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 372، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في القنوت في الوتر (117)، الحديث (1178)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 172 كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر الدعاء في الوتر.

35 - باب القنوت

وسلم إذا سلَّم من الوترِ قال: سبحانَ الملكِ القُدُّوس ثلاثَ مراتٍ يرفعُ في الثالثةِ صَوْتَه" (¬1). 912 - وعن علي رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ في آخر وتْرِهِ: اللهم إني أعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ، وبمعافاتِكَ من عقوبَتِكَ، وأعوذُ بكَ منكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ أنتَ كما أَثنيتَ على نفسِك" (¬2). 35 - باب القنوت مِنَ الصِّحَاحِ: 913 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا أرادَ أن يدعوَ على أحدٍ، أو يدعوَ لأحدٍ قنتَ بعدَ الركوعِ فرُبَّما قال -إذا قال سمعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَه، ربَّنا لك الحمدُ- اللهم أَنْجِ الوليدَ بن الوليدِ، وسلمةَ بن هشامٍ، وعَيَّاشَ بن أبي ربيعةَ، اللهم اشدُدْ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 123، ضمن مسند أبي بن كعب رضي اللَّه عنه من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أُبي، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 137، كتاب الصلاة (2)، باب في الدعاء بعد الوتر (341)، الحديث (1430)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 235، كتاب قيام الليل (20)، باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي بن كعب في الوتر (37). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 96 ضمن مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 134، كتاب الصلاة (2)، باب القنوت في الوتر (340)، الحديث (1427)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 561، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء الوتر (113)، الحديث (3566)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 248 - 249، كتاب قيام الليل (20)، باب الدعاء في الوتر (51)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 373، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في القنوت. . . (117)، الحديث (1179).

وَطْأَتَكَ على مُضَرَ واجعلْها سِنينَ كَسِنِيِّ يوسفَ يجهرُ بذلك، وكانَ يقولُ في بعضِ صلاتِه: اللهم العنْ فلانًا وفلانًا لأحياءٍ من العربِ حتَّى أنزلَ اللَّهُ تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ} (¬1) الآية" (¬2). 914 - وقال عاصم الأحولُ: "سألتُ أنسَ بن مالكٍ رضي اللَّه عنه عن القنوتِ في الصلاةِ، كانَ قبلَ الركوعِ أو بعدَه؟ قال: قبلَه، إنما قنتَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بعدَ الركوعِ شهرًا، إنه كانَ بعثَ أُناسًا يقال لهم: القراءُ، سبعونَ رجلًا فأُصيبوا فقنتَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بعدَ الركوعِ شهرًا يَدعو عليهم" (¬3). مِنَ الحِسَان: 915 - قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "قنتَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم شهرًا متتابعًا في الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ، وصلاةِ الصبحِ، إذا قال: سمعَ اللَّهُ لمن حَمدَه من الركعةِ الآخرةِ يدعو على أحياءٍ ¬

_ (¬1) سورة آل عمران (3)، الآية (128). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 226، كتاب (65)، باب: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ} (19)، الحديث (4590)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 466 - 467، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة. . . (54)، الحديث (294/ 675)، قال ابن حجر في فتح الباري 8/ 226، عن الوليد، وسلمة، وعياش رضوان اللَّه عليهم: (وهربوا من المشركين، فعلم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمخرجهم فدعا لهم)، والوطأة: الشدة والعقوبة، والسنين: جمع سنة، وهو القحط. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 489، كتاب الوتر (14)، باب القنوت قبل الركوع، وبعده (7)، الحديث (1002)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 469، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة. . . (54)، الحديث (301/ 677).

من [بني] (¬1) سُلَيْمٍ -على رِعْلٍ، وذكوانَ، وعُصَيَّةَ- ويُؤَمِّنُ مَن خَلْفَهُ" (¬2). 916 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قنتَ شهرًا ثم تَرَكَه" (¬3). 917 - وعن أبي مالكٍ الأشجعي أنه قال، قلتُ لأبي: "إنك قد صليتَ خلفَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليِّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنهبم ههُنا بالكوفةِ نحوًا من خمسِ سنينَ أكانوا (¬4) يَقنُتونَ؟ قال: أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وأثبتناه من المخطوطة وسنن أبي داود. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 301 - 302 ضمن مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 143، كتاب الصلاة (2)، باب القنوت في الصلوات (345)، الحديث (1443). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 143 - 144، كتاب الصلاة (2)، باب القنوت في الصلوات (345)، الحديث (1445)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 203 - 204، كتاب التطبيق (12)، باب ترك القنوت (32)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 394، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر (145)، الحديث (1243). (¬4) كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة: (كانوا)، وكذا وقع في نسخ الترمذي اضطراب فيها. (¬5) أخرجه أحمد من رواية طارق بن أشيم -والد أبي مالك الأشجعي- رضي اللَّه عنه 6/ 394، ضمن مسند طارق بن أشيم، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 252، أبواب الصلاة، باب ما جاء في ترك القنوت (295)، الحديث (402)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 204، كتاب التطبيق (12)، باب ترك القنوت (32)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 393، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر (145)، الحديث (1241)، وأبو مالك الأشجعي هو: سعد بن طارق، ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 287، وقال: (ثقة).

36 - باب قيام شهر رمضان

36 - باب قيام شهر رمضان مِنَ الصِّحَاحِ: 918 - قال زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اتَّخذَ حُجْرةً في المسجدِ من حَصيرٍ، فصلَّى فيها لياليَ حتَّى اجتمعَ إليه ناسٌ، ثمَّ فَقَدوا صوتَه ليلةً وظنُّوا أنَّه قد نامَ فجعلَ بعضُهم يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إليهم، فقال: ما زالَ بكم الَّذي رأيتُ مِن صَنيعِكم حتَّى خشيتُ أن يُكتَبَ عليكم، ولو كُتِبَ عليكم ما قُمْتُمْ بهِ، فَصَلُّوا أيُّها الناسُ في بيوتكم فإن أَفضلَ صلاةَ المَرْءِ في بيتِهِ إلا الصَّلاةَ المكتوبة" (¬1). 919 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُرَغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أنْ يأمُرَهم فيه بعزيمةٍ، فيقول: من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبِهِ فتُوفيَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم والأمرُ على ذلك، ثمَّ كانَ الأمرُ على ذلكَ في خلافةِ أبي بكرٍ رضي اللَّه عنه، وصدرًا من خلافةِ عمرَ رضي اللَّه عنه" (¬2). 920 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا قضى أحدُكم الصَّلاةَ في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته فإن اللَّه جاعل في بيته من صلاته خيرًا" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 214 - 215، كتاب الأذان باب صلاة الليل (81)، الحديث (731)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 539 - 540، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب استحباب صلاة النافلة في بيته. . . (29)، الحديث (213/ 781). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 92، كتاب الإيمان (2)، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان (27)، الحديث (37)، مقتصرًا على ذكر قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 523، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب الترغيب في قيام رمضان. . . (25)، الحديث (174/ 759). (¬3) أخرجه مسلم من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، في الصحيح 1/ 539، كتاب =

مِنَ الحِسَان: 921 - قال أبو ذر رضي اللَّه عنه: "صُمْنا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فلم يَقُمْ بنا شيئًا من الشهرِ، حتَّى بقيَ سبعٌ، فقامَ بنا حتَّى ذهبَ ثلثُ الليلِ، فلمَّا كانت السادسةُ لم يَقُمْ بنا، فلمَّا كانت الخامسةُ قام بنا حتَّى ذهبَ شَطْرُ الليلِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذهِ الليلةِ، فقال: إن الرجلَ إذا صلى معَ الإمام حتَّى ينصرفَ، حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ، فلمَّا كانت الرابعةُ لم يَقُمْ بنا حتَّى بقيَ ثلاثٌ، فلمَّا كانت الثالثةُ جمعَ أهلَهُ ونساءَهُ والناسَ، فقامَ بنا حتَّى خَشِينا أنَّ يفوتَنا الفلاحُ -يعني السُّحور- ثم لم يقمْ بنا بقيةَ الشهرِ" (¬1). 922 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّ اللَّهَ تعالى ينزلُ ليلةَ النصفِ من شعبانَ إلي السماءِ الدنيا فيغفرُ لأكثرِ من عددِ شعرِ غَنَمِ كَلْبٍ" (¬2) (ضعيف). ¬

_ = صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب صلاة النافلة. . . (29)، الحديث (210/ 778). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 163 ضمن مسند أبي ذر رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 26 - 27، كتاب الصيام، باب فضل قيام شهر رمضان، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 105، كتاب الصلاة (2)، باب تفريع أبواب شهر رمضان، باب في قيام شهر رمضان (318)، الحديث (1375)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 169، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في فيام شهر رمضان (81)، الحديث (806)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 83 - 84، كتاب السهو (13)، باب ثواب من صلى مع الإمام حتَّى ينصرف (103)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 420 - 421، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في قيام شهر رمضان (173)، الحديث (1327). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 238، ضمن مسند عائشة رضي اللَّه عنها، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 116، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان (39)، الحديث (739)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 444، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان (191)، الحديث (1389)، "وغنم كلب" أي قبيلة بني كلب، وخصَّهم لأنهم أكثر غنمًا من سائر العرب.

37 - باب صلاة الضحى

923 - عن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "صلاةُ المرءِ في بيتِهِ أفضلُ من صلاتِهِ في مسجدي هذا إلا المكتوبة" (¬1). 37 - باب صلاة الضحى مِنَ الصِّحَاحِ: 924 - عن أم هانئٍ رضي اللَّه عنها أنها قالت: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم دخلَ بيتَها يومَ فتحِ مكةَ فاغتسلَ وصَلَّى ثمانيَ ركعاتٍ، فلم أَرَ [هُ يُصلي] (¬2) صلاةً قَطُّ أَخَفَّ منها، غيرَ أنَّه يُتمُّ الركوعَ والسجودَ وذاكَ ضحًى" (¬3). 925 - وقالت مُعاذَةُ: "سألتُ عائشةَ رضي اللَّه عنها كم كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي صلاة الضُّحى؟ قالت: أربعُ ركعاتٍ ويزيدُ ما شاءَ اللَّهُ" (¬4). 926 - عن أبي ذرٍّ قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُصبحُ على كلِّ سُلامَى من أحدِكم صدقةٌ، فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ ¬

_ (¬1) أخرجه بهذا اللفظ أبو داود في السنن 1/ 632 - 633، كتاب الصلاة (2)، باب صلاة الرجل التطوع في بيته (205)، الحديث (1044). وقد تقدم في الصحاح، الحديث (918). (¬2) من المطبوعة، وليست في لفظ البخاري ولا مسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 469، كتاب الصلاة (8)، باب الصلاة في الثوب الواحد. . . (4)، الحديث (357)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 498، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب صلاة الضحى (13)، الحديث (82/ 336). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 497، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب صلاة الضحى. . . (13)، الحديث (78/ 719)، ومعاذة: هي بنت عبد اللَّه العدوية ذكرها ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 614، وقال: (ثقة).

تَحميدةٍ صدقةٌ، وكل تهليلةٍ صدقةٌ، وكل تكبيرةٍ صدقةٌ، وأَمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ، ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ، ويجزئُ من ذلكَ ركعتانِ يركعُهما من الضُّحى" (¬1). 927 - وقال: "صلاةُ الأَوَّابينَ حينَ تَرْمَضُ الفِصالُ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 928 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "عن اللَّهِ تبارَكَ وتعالى أنه قال: يا ابنَ آدمَ اركع لي أربعَ ركعاتٍ من أولِ النهارِ أَكْفِكَ آخِرَه" (¬3). 929 - وقال: "في الإنسان ثلثمائةٍ وستونَ مَفْصِلًا، فعليه أنْ يتصدَّق عن كل مَفصِلٍ منه بصدقةٍ، قالوا: ومَن يُطيقُ ذلك يا نبيَّ اللَّه؟ قال: النخاعةُ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 498 - 499، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب صلاة الضحى. . . (13)، الحديث (84/ 720). قوله (سُلامى) جمع السلامية وهي الأنملة من أنامل الأصابع. (¬2) أخرجه من رواية أبي الدرداء رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 6/ 440، وأخرجه كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الأوّابين حين ترمض الفصال (19)، الحديث (143/ 748)، قال في شرح السنة: (قوله: "رَمِضَتْ الفصال" يريد عند ارتفاع الضحى، وذلك أن الفصال تبرك من شدة حرًا الرمضاء، وهو الرمل، لاحتراق أخفافها). (¬3) أخرجه من رواية أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 6/ 440، وأخرجه الترمذي من رواية أبي الدرداء، وأبي ذر رضي اللَّه عنهما في السنن 2/ 340، أبواب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى (346)، الحديث (475)، وأخرجه أحمد أيضًا من رواية نعيم بن همَّار رضي اللَّه عنه في المسند 5/ 286، ضمن مسند نعيم بن همَّار رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي من رواية نعيم بن همار رضي اللَّه عنه في السنن 1/ 338 كتاب الصلاة، باب في أربع ركعات في أول النهار، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 63، كتاب الصلاة (2)، باب صلاة الضحى (301)، الحديث (1289).

38 - باب التطوع

في المسجدِ تَدْفِنُها، والشيءُ تُنَحِّيه عن الطريقِ، فإن لم تجدْ فركعتا الضُّحى تُجزِئكَ" (¬1). 930 - وقال: "من صلى (¬2) الضحى ثِنتي عشرةَ ركعةً بنى اللَّهُ له قصرًا من ذهبٍ في الجنّةِ" (¬3) (غريب). 931 - وقال: "من قعدَ في مُصَلَّاهُ حينَ ينصرفُ من صلاةِ الصبحِ حتَّى يُسبِّحَ ركعتي الضحى، لا يقولُ إلا خيرًا غُفِرَ له خطاياهُ وإن كانتْ أكثرَ من زَبَدِ البحرِ" (¬4). 38 - باب التطوع مِنَ الصِّحَاحِ: 932 - قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لبلالٍ عندَ صلاة الفجرِ: "يا بلالُ حدَّثني بأَرْجَى عملٍ عَمِلْتَه في الإسلامِ؟ فإني سمعتُ دَفَّ نعليكَ بين يديَّ في الجنّةِ، قال: ما عملتُ عملًا أَرْجَى عندي [من] (¬5) أني لم أَتَطَهَّرْ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد من رواية بريدة الأسلمي رضي اللَّه عنه في المسند 5/ 358، ضمن مسند بريدة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 406، كتاب الأدب (35)، باب في إماطة الأذى عن الطريق (172) الحديث (5242). (¬2) في المطبوعة زيادة (من) وليست عند الترمذي وابن ماجه، ولا في المخطوطة. (¬3) أخرجه الترمذي من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في السنن 2/ 337، أبواب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى (346)، الحديث (473)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 439، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في صلاة الضحى (187)، الحديث (1380). (¬4) أخرجه أحمد من رواية معاذ بن أنس الجهني رضي اللَّه عنه، في المسند 3/ 438 - 439، ضمن مسند معاذ بن أنس رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 62، كتاب الصلاة (2)، باب صلاة الضحى (301)، الحديث (1287). (¬5) من المطبوعة، وهو لفظ مسلم.

طُهُورًا في ساعةٍ من ليلٍ ولا نهارٍ، إلا صليتُ بذلكَ الطُّهور ما كُتِبَ لي أنْ أُصَلِّيَ" (¬1). 933 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُعَلِّمُنا الاستخارَةَ في الأمورِ [كلِّها] (¬2) كما يُعَلِّمُنا السورةَ من القرآنِ يقولُ: إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ ثم ليقلْ: اللهم إني أَستخيرُكَ بعلمِكَ وأستقدرُكَ بقدرتِكَ، وأسألُكَ من فضلِكَ العظيمِ، فإنك تقدرُ ولا أَقدِرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنتَ علَّامُ الغيوبِ، اللهم إنْ كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ -ويُسمِّي حاجَتَهُ- خيرٌ لي في ديني ومَعاشي وعاقبةِ أمري [وآجِلِه] (¬3) فاقدرْه لي ويسِّرْه لي ثم بارِكْ لي فيه، وإن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفْهُ عني واصرفني عنه، واقدرْ لي الخيرَ حيث كانَ ثم أَرْضِني به" (¬4). مِنَ الحِسَان: 934 - قال علي رضي اللَّه عنه: [ما حدَّثني أحدٌ حديثًا إلا استحلفتُه، فإذا حلفَ لي صدَّقتُه، و] (¬5) حدَّثني أبو بكر الصديقُ رضي اللَّه عنه -وصدَقَ أبو بكرٍ- قال: سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "ما مِن ¬

_ (¬1) متفق عليه، من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 34، كتاب التهجد (19)، باب فضل الطهور. . . (17)، الحديث (1149)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1910، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل بلال رضي اللَّه عنه (21)، الحديث (108/ 2458). (¬2) من المطبوعة وليس في المخطوطة ولا عند البخاري. (¬3) من المطبوعة. واللفظ عند البخاري (أو قال: في عاجل أمري وآجله). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 48، كتاب التهجد (19)، باب ما جاء في التطوع مثنى. . . (25)، الحديث (1162). (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وأثبتناه من المطبوعة، ومن سنن أبي داود.

رجل يُذنِبُ ذنبًا ثم يقومُ فيتطهرُ ثم يصلي ثم يستغفر اللَّه تعالى إلا غفرَ اللَّهُ لهُ، ثمَّ قرأ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} (¬1) " (¬2). 935 - وقال حذيفة: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا حَزَبَه أمرٌ صَلَّى" (¬3). 936 - عن بُرَيْدَةَ أنه قال: "أصبحَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فَدَعا بلالًا فقال: بِمَ سَبقتني إلى الجنّةِ؟ ما دخلتُ الجنةَ قَطُّ إلا سمعتُ خَشْخَشَتَكَ أمامي، قال: يا رسولَ اللَّهِ ما أَذَّنتُ قَطُّ إلا صليتُ ركعتينِ، وما أَصابني حَدَثُ قَطُّ إلا تَوضأتُ عندَه، ورأيتُ أن للَّهِ عليَّ ركعتينِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: بهما" (¬4). 937 - عن عبدِ اللَّهِ بن أبي أَوْفَى أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من كانتْ له حاجةُ إلى اللَّهِ تعالى، أو إلى أحدٍ مِن بَني آدمَ ¬

_ (¬1) سورة آل عمران (3)، الآية (135). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 2، ضمن مسند أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 180، كتاب الصلاة (2)، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1521)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 228، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة آل عمران (4)، الحديث (3006)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 446، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في أن الصلاة كفَّارة (193)، الحديث (1395). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 388، ضمن مسند حذيفة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 78، كتاب الصلاة (2)، باب وقت قيام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الليل (312)، الحديث (1319) وحَزَبَهُ: أي أَهَمَّهُ. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 360، ضمن مسند بريدة الأسلمي رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 620، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه (18)، الحديث (3689)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 285، كتاب معرفة الصحابة، ذكر بلال بن رباح، باب المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة.

39 - باب صلاة التسبيح

فليَتوضأْ فليُحسنِ الضوء، ليُصلِّ ركعتينِ ثم ليُثنِ على اللَّهِ وليُصلِّ على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ثم ليقلْ: لا إلهَ إلا اللَّهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للَّهِ ربِّ العالمين، أَسألُكَ مُوجباتِ رحمتِكَ، وعزائمَ مغفرتِكَ، والغنيمَةَ مِن كلِّ برٍّ، والسلامةَ مِن كل إثمٍ، [والفوزَ بالجنةِ، والنجاةَ من النار] (¬1)، لا تدعْ لي ذنبًا إلا غَفرتَهُ، ولا همًا إلا فرَّجتَهُ، ولا حاجةً هي لك رضا إلا قضيتَها يا أرحمَ الراحمين" (¬2) (غريب). 39 - باب صلاة التسبيح (¬3) 938 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ للعباسِ بنِ عبدِ المطلبِ: يا عَمَّاهُ ألا أُعلِّمُكَ، ألا أَمنَحُكَ، ألا أَفعلُ بكَ عشرَ خصالٍ إذا أنتَ فعلتَ ذلكَ غُفِرَ لكَ ذنبُك أولُه وآخرُه، خطؤه وعمدُه، صغيرُه وكبيرُه، سرُّه وعلانيته، أن تُصلِّي أربعَ ركعاتٍ تقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسورةً، فإذا فرغتَ من القراءةِ قلتَ وأنتَ قائمٌ: سبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إله إلا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ خمسَ عشرةَ مرةً، ثمَّ تركعُ فتقولُها عشرًا، ثمَّ ترفعُ رأسَك من الركوعِ فتقولُها عشرًا، ثمَّ تهوي ساجدًا فتقولُها عشرًا، ثمَّ ترفعُ رأسَك من السجودِ فتقولُها عشرًا ثم تَسْجُدُ فتقولُها عَشرًا ثم ترفَعُ رأسك مِنَ السجودِ فتقولُها عشرًا قبل أن تقومَ، فذلك خمسٌ وسبعونَ في كلِّ ركعةٍ إنْ استطعتَ أن تُصلِّيَها في كل يومٍ مرةً فافعلْ، ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وليست عند أحد من أصحاب الأصول، وهي من المطبوعة. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 344، أبواب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الحاجة (348)، الحديث (479)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 441، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في صلاة الحاجة (189)، الحديث (1384)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 320، كتاب صلاة التطوع، باب صلاة الحاجة. (¬3) لم يفصل المؤلف أحاديث هذا الباب إلى صحاح وحسان -كما درج في الكتاب- بل سردها بعد العنوان، وهي على اصطلاحه من الحسان.

فإن لم تفعلْ ففي كل جمعة، فإن لم تفعلْ ففي كل شهرٍ، فإن لم تفعلْ ففي كل سنةٍ، فإن لم تفعلْ ففي عمرِكَ مرةً" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 67 - 68، كتاب الصلاة (2)، باب صلاة التسبيح (303)، الحديث (1297)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 442، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في صلاة التسبيح (190)، الحديث (1386)، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 2/ 223 - 224، جماع أبواب صلاة التطوع بالليل، باب صلاة التسبيح. . . (526)، الحديث (1216)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 318، كتاب صلاة التطوع، باب صلاة التسبيح، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 51 - 52، كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح، وهذا الحديث من مجموعة أحاديث، استخرجها الحافظ ابن المُلَقِّن من كتاب "مصابيح السنة" وقال إنها موضوعة وذكر سراج الدين ابن الملقِّن عن الإمام أحمد قوله في صلاة التسبيح: موضوعة، وأجاب الحافظ ابن حجر العسقلاني ضمن "أجوبته عن أحاديث المصابيح" فقال: (الحديث الثالث): حديث صلاة التسابيح. أما نقله عن الإمام أحمد، ففيه نظر، لأن النقل عنه اختلف ولم يصرح عنه بإطلاق الوضع على هذا الحديث، وقد نقل الشيخ الموفق بن قدامة عن أبي بكر الأثرم قال: سألت أحمد عن صلاة التسبيح، فقال: لا يعجبني، ليس فيها شيء صحيح، ونفض يده كالمنكر. قال الموفق: لم يثبت أحمد الحديث فيها، ولم يرها مستحبة، فإن فعلها انسان فلا بأس. قلت: وقد جاء عن أحمد أنه رجع عن ذلك، فقال علي بن سعيد النسائي: سألت أحمد عن صلاة التسبيح؟ فقال: لا يصحّ فيها عندي شيء. قلت: المستمر بن الريان عن أبي الحريراء عن عبد اللَّه بن عمرو؟ فقال: من حدثك؟ قلت: مسلم بن ابراهيم، قال: المستمر ثقة، وكأنه أعجبه. انتهى. فهذا النقل عن أحمد يقتضي أنه رجع إلى استحبابها. وأما ما نقله عنه غيره، فهو معارض بمن قوى الخبر فيها، وعمل بها. وقد اتفقوا على أنه لا يعمل بالموضوع وإنما يعمل بالضعيف في الفضائل، وفي الترغيب والترهيب، وقد أخرج حديثها أئمة الإسلام وحفاظه: أبو داود في "السنن" والترمذي في "الجامع" وابن خزيمة في "صحيحه"، لكن قال: إن ثبت الخبر، والحاكم في "المستدرك" وقال: "صحيح الإسناد" والدارقطني أفردها بجميع طرقها في جزء، ثمَّ فعل ذلك =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = الخطيب، ثمَّ جمع طرقها الحافظ أبو موسى المديني في جزء سماه "تصحيح صلاة التسابيح". وقد تحصل عندي من مجموع طرقها عن عشرة من الصحابة من طرق موصولة، وعن عدة من التابعين من طرق مرسلة. قال الترمذي في "الجامع". باب "ما جاء في صلاة التسابيح" فأخرج حديثًا لأنس في مطلق التسبيح في الصلاة، زائدًا على أحاديث الذكر في الركوع والسجود، ثمَّ قال: "وفي الباب عن عبد اللَّه بن عباس وعبد اللَّه بن عمرو، والفضل بن عباس، وأبي رافع". وزاد شيخنا أبو الفضل ابن العراقي الحافظ، أنه ورد أيضًا من حديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، وزدت عليهما فيما أمليته من تخريج الأحاديث الواردة في الأذكار للشيخ محي الدين النووي عن العباس بن عبد المطلب، وعن علي بن أبي طالب، وعن أخيه جعفر بن أبي طالب، وعن ابنه عباس بن جعفر، وعن أم المؤمنين أم سلمة، وعن الأنصاري غير مسمى. وقال الحافظ المزي: يقال: إنه جابر. فهؤلاء عشرة أنفس، وزيادة أم سلمة والأنصاري، وسوى حديث أنس الذي أخرجه الترمذي. وأما من رواه مرسلًا، فجاء عن محمد بن كعب القرظي، وأبي الجوزاء ومجاهد، وإسماعيل بن رافع، وعروة بن رويم، ثمَّ روي عنهم مرسلًا كما روي عن بعضهم موصولًا. فأما حديث ابن عباس فجاء عنه من طرق، أقواها ما أخرجه أبو داود، وابن ماجه، وابن خزيمة، وغيرهم، من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عنه، وله طرق أخرى عن ابن عباس من رواية عطاء وأبي الجوزاء وغيرهما عنه. وقال مسلم فيما رواه الخليلي في "الإرشاد" بسنده عنه: "لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا". وقال أبو بكر بن أبي داود عن أبيه: "ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غيره". وحديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: أخرجه أبو داود في "السنن" من طريق أبي الجوزاء، حدثني رجل له صحبة يرونه أنه عبد اللَّه بن عمرو. وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" من طريق عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو عن أبيه عن جده. وحديث الفضل، ذكره أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "قربان المتقين". وحديث أبي رافع أخرجه الترمذي وابن ماجه، وقبلهما أبو بكر ابن أبي شيبة. وحديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب أخرجه الحاكم وقال: "صحت الرواية أن =

939 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "إن أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإنْ صَلَحَت فقد أَفْلَحَ وأَنْجَحَ، وأن فَسَدَت فقد خابَ وخَسِرَ، فإن انتقصَ من فريضَتِه شيءٌ قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ؟ فيُكَمَّلُ بها ما انتقصَ من الفريضةِ، ثمَّ يكونُ سائرُ عَمَلِهِ على ذلك" (¬1). ¬

_ = النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- علَّم جعفر بن أبي طالب هذه الصلاة". وقال أيضًا: "سنده صحيح لا غبار عليه". وأخرجه محمد بن فضيل في "كتاب الدعاء" من وجه آخر عن ابن عمر موقوفًا. وحديث العباس، أخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين". وحديث علي، أخرجه الدارقطني. وحديث جعفر، أخرجه إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي في "فوائده". وحديث عبد اللَّه بن جعفر، أخرجه الدارقطنى أيضًا. وحديث أم سلمة أخرجه أبو نعيم في "قربان المتقين". وأما المراسيل، فأخرجها سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي داود، والخطيب وغيرهم في تصانيفهم المذكورة، وقد جمعت طرقه مع بيان عللها وتفصيل أحوال رواتها في جزء مفرد، وقد وقع فيه مثال ما تناقض فيه المتأولان في التصحيح والتضعيف، وهما الحاكم وابن الجوزي، فإن الحاكم مشهور بالتساهل في التصحيح، وابن الجوزي مشهور بالتساهل في دعوى الوضع -كل منهما [روى] هذا الحديث، فصرح الحاكم بأنه صحيح، وابن الجوزي بأنه موضوع. والحق أنه في درجة الحسن لكثرة طرقه التي يقوى بها الطريق الأولى. واللَّه أعلم). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 290 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه مختصرًا، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 540 - 541 كتاب الصلاة (2)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كل صلاة لا يتمها صاحبها تَتم من تطوعه" (149)، الحديث (864)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 269 - 270، أبواب الصلاة، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة (305)، الحديث (413)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 232 كتاب الصلاة (5)، باب المحاسبة على الصلاة (9)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 458 كتاب اقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة (202)، الحديث (1425)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 262 كتاب الصلاة، باب أول ما يحاسب به العبد. . .

40 - باب صلاة السفر

وفي رواية: "ثم الزكاةُ مثل ذلك، ثمَّ تُؤْخذُ الأعمالُ على حسبِ ذلك" (¬1). 940 - وعن أبي أمامة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما أذِنَ اللَّهُ لعبدٍ في شيءٍ أفضلَ من ركعتينِ يُصليهِما، وإن البِرَّ ليُذَرُّ على رأسِ العبدِ ما دامَ في صلاتِهِ، وما تَقَرَّبَ العبادُ إلى اللَّهِ تعالى بمثلِ ما خرجَ منهُ، يعني القرآن" (¬2). 40 - باب صلاة السفر مِنَ الصِّحَاحِ: 941 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم صلى الظهرَ بالمدينةِ أربعًا، وصَلَّى العصرَ بذي الحُلَيْفَةِ ركعتينِ" (¬3). 942 - قال حارثة بن وهب الخزاعي: "صلى بنا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ونحنُ أكثرُ ما كنَّا قطُّ وآمَنُه بِمِنى، ركعتينِ ركعتينِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 541 كتاب الصلاة (2)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كل صلاة لا يتمها صاحبها. . ." (149)، الحديث (866). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 268 ضمن مسند أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 176، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (17)، وهو ما يلي باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن. . . (16)، الحديث (2911). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 569، كتاب تقصير الصلاة (18)، باب يقصر الصلاة إذا خرج من موضعه (5)، الحديث (1089)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 480، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة المسافرين وقصرها (1)، الحديث (10/ 690). و (ذي الحليفة) ميقات أهل المدنية. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 563، كتاب تقصير الصلاة (18)، باب الصلاة بمنى (2)، الحديث (1083) وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 483 كتاب صلاة المسافرين (6)، باب قصر الصلاة بمنى (2) الحديث (20/ 696).

943 - قال يَعْلى بن أمية (¬1)، قلت لعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: "إنّما قال اللَّه تعالى: {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ} (¬2) فقد أمِنَ الناسُ؟ قال عمر: عَجِبتُ مما عجبتَ منه، فسألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم [عن ذلك] (¬3)؟ فقال: صدقةٌ تصدَّقَ اللَّهُ بها عليكم، فاقبلوا صَدَقَتَه" (¬4). 944 - وقال أنس: "خرجْنا مع النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مِن المدينةِ إلى مكةَ فكانَ يُصلي ركعتينِ ركعتينِ، حتَّى رجعْنا إلى المدينةِ، قيل له: [هل] (¬5) أَقَمتم بمكةَ شيئًا؟ قال: أَقمنا بها عشرًا" (¬6). 945 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنه: "أقامَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بمكةَ تسعةَ عشرَ يومًا يُصلي ركعتينِ" (¬7). 946 - وقال حفص بن عاصم: "صحبتُ ابنَ عمرَ في طريقِ مكةَ فصلَّى لنا الظهرَ ركعتينِ ثم جاءَ رَحْلَهُ وجلسَ، فرأَى ناسًا قيامًا فقال: ما يصنعُ ¬

_ (¬1) ذكره ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 630، القسم الأول فقال: (يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث الحنظلي حليف قريش. . .، روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وعن عمر، وعتبة بن أبي سفيان). (¬2) سورة النساء (4)، الآية (101). (¬3) من المطبوعة، وهي موجودة عند مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 478 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة المسافرين. . . (1)، الحديث (4/ 686). (¬5) من المطبوعة، وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم. (¬6) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 561 كتاب تقصير الصلاة (18)، باب ما جاء في التقصير. . . (1)، الحديث (1081)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 481، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة المسافرين. . . (1)، الحديث (15/ 693). (¬7) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 561، كتاب تقصير الصلاة (18)، باب ما جاء في التقصير. . . (1)، الحديث (1080).

هؤلاءَ؟ قلتُ: يُسبِّحون، قال: لو كنتُ مسبِّحًا أَتممتُ صلاتي، صحبتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فكانَ لا يزيدُ في السفرِ على ركعتين، وأبا بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ رضي اللَّه عنهم كذلك" (¬1). 947 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنه: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يجمعُ بينَ صلاةِ الظهر والعصرِ إذا كانَ على ظهرِ سَيْرٍ، ويجمعُ بينَ المغربِ والعشاءِ" (¬2)، ورواه ابنُ عمر (¬3)، وأنسٌ (¬4)، ومعاذ (¬5). 948 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُصلي في السفر على راحلتِه حيثُ توجَّهَتْ بهِ، يومئُ إيماءَ صلاةِ الليلِ إلا الفرائضَ، ويُوتِرُ على راحلتِهِ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري مختصرًا في الصحيح 2/ 577، كتاب تقصير الصلاة (18)، باب من لم يتطوع في السفر. . . (11)، الحديث (1101 - 1102)، وأخرجه مسلم مطولًا في الصحيح 1/ 479 - 480، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة المسافرين (1)، الحديث (8/ 689)، "وحفص بن عاصم"، ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 186، وقال: (ثقة). (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 579، كتاب تقصير الصلاة (18)، باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء (13)، الحديث (1107). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 579، كتاب تقصير الصلاة (18)، باب الجمع في السفر. . . (13)، الحديث (1106). (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 579، كتاب تقصير الصلاة (18)، باب الجمع في السفر (13)، الحديث (1108). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 490، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الجمع بين الصلاتين. . . (6)، الحديث (52/ 706). (¬6) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 489، كتاب الوتر (14)، باب الوتر في السفر (6)، الحديث (1000)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 487 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث تَوَجَّهَت (4)، الحديث (37 - 38/ 700).

مِنَ الحِسَان: 949 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كلُّ ذلكَ قد فعلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قَصَرَ الصَّلاةَ وأتمَّ" (¬1). 950 - وقال عمران بن حصين: "غزوتُ مع النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وشهدتُ معه الفتحَ، فأقامَ بمكةَ ثمانين عشرةَ ليلةً لا يُصلي إلا ركعتينِ، يقول: يا أهلَ البلدِ صلُّوا أربعًا فإنَّا سَفْرٌ" (¬2). 951 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنه: "صليتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم الظهرَ في السفرِ ركعتينِ، وبعدَها ركعتينِ، والعصرَ ركعتينِ، ولم يصلِّ بعدَها، والمغربَ ثلاثَ ركعاتٍ وبعدَها ركعتينِ" (¬3). 952 - وعن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ في غزوةِ تَبُوكَ إذا زاغتْ الشَّمْسُ قبلَ أن يرتحِلَ جمعَ بينَ الظهرِ والعصرِ، وأن تَرَحَّل قبلَ أن تَزيِغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظهرَ حتَّى ينزلَ للعصرِ، ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 182 الباب الثامن عشر في صلاة المسافر، الحديث (518)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 189، كتاب الصيام، باب القبلة للصائم، الحديث (44)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 142، كتاب الصلاة، باب ترك القصر في السفر غير رغبة عن السنة. (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 115 ضمن مسند عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، الحديث (858)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 430 ضمن مسند عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 23 - 24، كتاب الصلاة (2)، باب متى يُتِمُّ المسافر (279)، الحديث (1229)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 430، أبواب الصلاة، باب ما جاء في التقصير في السفر (391)، الحديث (545)، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 417، باب صلاة المسافر. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 437 - 438، أبواب الصلاة، باب ما جاء في التطوع في السفر (393)، الحديث (552)، وأخرجه المصنف بإسناده في شرح السنة 4/ 187، كتاب السفر، باب من لم يتطوع في السفر، الحديث (1035).

وفي المغربِ مثلَ ذلكَ، إن غابَت الشَّمْسُ قبلَ أن يرتحِلَ جمعَ بينَ المغربِ والعشاءِ، وإن ارتحَلَ قبلَ أن تغيبَ الشَّمْسُ أخَّرَ المغربَ حتَّى ينزِلَ للعشاءِ ثم جمعَ بينهما" (¬1). 953 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا سافرَ وأرادَ أنْ يتطوعَ استقبلَ القبلةَ بناقتِهِ فكبَّرَ ثم صلى حيثُ وَجَّهَهُ رِكابُه" (¬2). 954 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنه قال: "بعثني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في حاجةٍ فجئتُ وهو يصلي على راحلتِهِ نحوَ المشرقِ ويجعلُ السجودَ أخفضَ من الركوعِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 241 - 242 ضمن مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 356 كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 18 - 19، كتاب الصلاة (2)، باب الجمع بين الصلاتين (274)، الحديث (1220)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 438 - 439، أبواب الصلاة، باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين (394)، الحديث (553)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 285 كتاب المواقيت (6)، باب الوقت الذي يجمع فيه المسافرين بين الظهر والعصر (42). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 21، كتاب الصلاة (2)، باب التطوع على الراحلة والوتر (277)، الحديث (1225)، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 396 كتاب الصلاة، باب صفة صلاة التطوّع في السفر، الأحاديث (1 - 2 - 3). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 5، كتاب الصلاة باب استقبال القبلة بالناقة عند الإحرام. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 332، ضمن مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 356، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الراحلة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 22، كتاب الصلاة (2)، باب التطوع على الراحلة. . . (277)، الحديث (1227)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 182، أبواب الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على الدابة. . . (260)، الحديث (351)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 5، كتاب الصلاة، باب الإيماء بالركوع والسجود. . .

41 - باب الجمعة

41 - باب الجمعة مِنَ الصِّحَاحِ: 955 - [عن أبي هريرة قال] (¬1) قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "نحنُ الآخرون السابِقون يومَ القيامةِ، بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتابَ من قبلِنا وأُوتيناهُ مِن بعدِهم، ثمَّ هذا يومُهم الذي فُرِضَ عليهم -يعني الجمعةَ- فاختلَفوا فيه فهدَانا اللَّهُ له، والناسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليهودُ غدًا والنصارى بعدَ غدٍ" (¬2) وفي رواية: "نحن الآخِرونَ الأولونَ يومَ القيامةِ، ونحنُ أولُ مَن يدخلُ الجنةَ بيدَ أنهم" (¬3) وفي رواية: "نحن الآخِرونَ مِن أهلِ الدنيا والأولونَ يومَ القيامةِ المَقْضِيُّ لهم قبلَ الخلائِق" (¬4). 956 - وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "خيرُ يومٍ طَلَعَتْ عليهِ الشَّمْسُ يومُ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيه أُدخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرجَ منها، ولا تقومُ الساعةُ إلا في يومِ الجمعةِ" (¬5). 957 - وقال: "إنَّ في الجمعةِ لساعةٌ لا يوافِقها مسلمٌ يسألُ اللَّهَ ¬

_ (¬1) ساقط من المطبوعة. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 354 كتاب الجمعة (11)، باب فرض الجمعة. . . (1)، الحديث (876)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 585 كتاب الجمعة (7)، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة (6)، الحديث (19/ 855). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 1/ 585 - 586 الحديث (20/ 855). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 1/ 586 الحديث (22/ 856) من رواية أبي هريرة وحذيفة رضي اللَّه عنهما. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 585 كتاب الجمعة (7)، باب فضل يوم الجمعة (5)، الحديث (17/ 854).

فيها خيرًا، إلا أَعطاهُ إيَّاهُ قال: وهي ساعةٌ خفيفةٌ" (¬1) وفي رواية: "لا يوافِقُها مسلمٌ قائمٌ يصلي يَسألُ" (¬2). 958 - قال أبو موسى سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "هي ما بينَ أَنْ يجلِسَ الإِمامُ إلى أنْ تُقْضَى الصلاةُ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 959 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "خيرُ يومٍ طلعتْ عليهِ الشَّمْسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُهبطَ، وفيه ماتَ، وفيه تيبَ عليه، وفيه تَقومُ الساعةُ، وما من دابةٍ إلا وهي مُسِيخَةٌ يومَ الجمعةِ، من حينَ تُصبحُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شفقًا من الساعةِ إلا الجنُّ والإِنسُ، وفيه ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مسلم وهو يُصلي يسألُ اللَّهَ شيئًا إلا أعطاهُ إياه، قال أبو هريرةَ رضي اللَّه عنه: لقيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ سلامٍ فحدَّثتُه فقال عبدُ اللَّهِ بنُ سَلامٍ: قد علمتُ [أيضًا] (¬4) أيَّةَ ساعةٍ هي، هي آخرُ ساعةٍ في يومِ الجمعةِ، قال أبو هريرةَ: كيفَ تكونُ آخرَ ساعةٍ في يومِ الجمعةِ وقد قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لا يُصادِفُها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلي، وتلكَ ساعةٌ لا يُصلَّى فيها؟ فقال عبدُ اللَّه بن سلام: ألم يَقُلْ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: مَن جَلَسَ مجلِسًا ينتظرُ الصَّلاةَ فهو في ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 415 كتاب الجمعة (11)، باب الساعة التي في يوم الجمعة (37)، الحديث (925)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 584 كتاب الجمعة (7)، باب في الساعة التي في يوم الجمعة (4)، الحديث (15/ 852). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه الحديث (14/ 852). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 584 كتاب الجمعة (7)، باب في الساعة التي في يوم الجمعة (4)، الحديث (16/ 853). (¬4) ساقطة من مخطوطة برلين، وليست عند أبي داود.

الصلاةِ (¬1)؟ قال أبو هريرةَ رضي اللَّه عنه: بلى، فهو ذلك" (¬2). 960 ب-[قال أبو سعيد الخدري: "سألت رسول اللَّه صلى اللَّه "التمِسُوا الساعةَ التي تُرجى في يومِ الجمعةِ بعدَ العصرِ إلى غَيبوبةِ الشمسِ" (¬3). 960 ب-[قال أبو سعيد الخدري: "سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن الساعة التي في يوم الجمعة فقال: إني كنتُ أعلمها ثم أُنْسيتُها كما أُنْسيتُ ليلة القدر"] (¬4). ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة، وفي مخطوطة برلين: (فهو في صلاة)، وكذا عند أبي داود. (¬2) هذا الحديث مجتزأ من حديث طويل فيه قصة لقاء أبي هريرة مع كعب الأحبار ثم لقاؤه مع عبد اللَّه بن سلام، أخرجه بطوله مالك في الموطأ 1/ 108 - 110 كتاب الجمعة (5)، باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة (7)، الحديث (16)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 486 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 634 - 635 كتاب الصلاة (2)، باب تفريع أبواب الجمعة، باب فضل يوم الجمعة. . . (207)، الحديث (1046)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 362 - 363 أبواب الصلاة، باب ما جاء في الساعة التي تُرْجَى في يوم الجمعة (354)، الحديث (491)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 113 - 115 كتاب الجمعة (14)، باب ذكر الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 250، كتاب الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة. قال في شرح السنة 4/ 208: (قوله: "إلا وهي مُسيخةٌ" أي مصغية مستمعة، يقال: أصاخ وأساخ). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 360 أبواب الصلاة، باب ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة (354)، الحديث (489). والبغوي في شرح السنة 8/ 204، كتاب الجمعة، باب فضل يوم الجمعة، الحديث (1051). (¬4) هذا الحديث ساقط من المطبوعة، وقد ورد في مخطوطة برلين وسط حديث أبي هريرة السابق عقب قوله "إلا أعطاه إياه"، والذي يظهر واللَّه أعلم أن هذا الحديث مندرج في الحديث السابق لكنه غير مذكور عند الأئمة الذين خرجوا حديث أبي هريرة، وإنما نبّه لذلك ابن خزيمة في صحيحه 3/ 122، في كتاب الجمعة، باب ذكر إنساء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقت تلك الساعة (20)، الحديث (1741)، حيث قال: (عن أبي سلمة قال: قلت =

961 - وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجمعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه قُبِضَ، وفيه النفخةُ، وفيه الصعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه، فإنَّ صَلاتَكُمْ معروضَةٌ عليَّ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وكيفَ تُعْرَضُ عليكَ صلاتُنا وقد أَرَمْتَ؟ -يقولون (¬1) بليتَ- فقال: إن اللَّه، تعالى حرَّمَ على الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ" (¬2). ¬

_ = واللَّه لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أن يكون عنده منها علم، فأتيته فذكر حديثًا طويلًا وقال قلت: يا أبا سعيد إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فهل عندك منها علم فقال -وذكر حديث أبي سعيد وقال عقبه- ثم خرجت من عنده فدخلت على عبد اللَّه بن سلام فذكر الحديث بطوله). وكذا هو عند الحاكم في المستدرك 1/ 279 في كتاب الجمعة، فجعلا الداخل على عبد اللَّه بن سلام هو أبو سلمة، وليس أبو هريرة. (¬1) في مخطوطة برلين: (يقول) وهو تصحيف. (¬2) أخرجه أحمد من رواية أوس بن أبي أوس رضي اللَّه عنه، في المسند 4/ 8 ضمن مسند أوس بن أبي أوس الثقفي، وهو أوس بن حذيفة، وأخرجه الدارمي من رواية أوس بن أوس رضي اللَّه عنه، في السنن 1/ 369 كتاب الصلاة، باب في فضل الجمعة، وأخرجه أبو داود من رواية أوس بن أوس في السنن 1/ 635 كتاب الصلاة (2)، باب تفريع أبواب الجمعة، باب فضل الجمعة. . . (207)، الحديث (1047)، وأخرجه النسائي من رواية أوس بن أوس في المجتبى من السنن 3/ 91 - 92 كتاب الجمعة (14)، باب إكثار الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الجمعة (5)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 524 كتاب الجنائز (6)، باب ذكر وفاته ودفنه -صلى اللَّه عليه وسلم- (65)، الحديث (1636)، وأخرجه أيضًا عن "شداد بن أوس" في 1/ 345 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب في فضل الجمعة (79)، الحديث (1085)، وقال المزي في تحفة الأشراف 2/ 456 ضمن أطراف أوس بن أوس: (وذلك وهم منه)، والصواب: عن أوس بن أوس. وقد فرَّق ابن حجر بين: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس فقال في الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 92 القسم الأول، الترجمة: 315: (-أوس بن أوس الثقفي- روى له أصحاب السنن الأربعة أحاديث صحيحة من رواية الشاميين عنه، نقل عباس عن ابن معين: أن أوسَ بن أوس الثقفي، وأوسَ بن أبي أوس الثقفي واحد، وقيل: إن ابن معين أخطأ في ذلك، وإن الصوابَ أنهما اثنان، وقد تبع ابنَ معين على ذلك أبو داود وغيره، والتحقيق أنهما اثنان! ومن قال =

962 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} (¬1): يومُ القيامةِ، واليومُ الـ {مَشْهُودٌ} (¬2): يومُ عرفةَ، والـ {شَاهِدٍ} (¬3): يومُ الجمعةِ، وما طلعَت الشَّمْسُ ولا غرَبت على يومٍ أفضلَ منه، فيه ساعةٌ لا يوافِقها عبدٌ مؤمنٌ يدعو اللَّهَ بخيرٍ إلا استجابَ اللَّهُ له، ولا يستعيذُ من شيءٍ إلا أعاذهُ منه" (¬4) (غريب). ¬

_ = في أوس بن أوس: أوس بن أبي أوس أخطأ، كما قيل في أوس بن أبي أوس: أوس بن أوس وهو خطأ، وأما أوس بن أبي أوس، فاسم والده حذيفة كما سيأتي، 316 - أوس بن أبي أوس الثقفي- فرَّق بعضهم بينه وبين أوس بن حذيفة كما سيأتي). وقال في المصدر نفسه 1/ 94 - 95 الترجمة: 327: (-أوس بن حذيفة بن ربيعة بن أبي سلمة بن عميرة بن عوف، وقيل إن حذيفة هو ابن أبي عمرو بن عمرو بن عوف بن وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي، وهو أوس بن أبي أوس، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وصحَّ من طريقه أحاديث وهو والد عمرو بن أوس وجد عثمان بن عبد اللَّه بن أوس، قال أحمد: أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة وقال البخاري في تاريخه، وابن حبان: أوس بن حذيفة والد عمرو، ويقال هو أوس بن إبي أوس، ويقال أوس بن أوس: وقال أبو نعيم: اختلف المتقدمون في هذا، فمنهم من قال -فذكر الخلافات الثلاثة- ثم قال: وأما أوس بن أوس الثقفي فيروي عنه الشاميون، وقيل فيه: أوس بن أبي أوس أيضًا، ثمَّ قال: وتوفي أوس بن حذيفة سنة تسع وخمسين). قوله "فيه النفخة" أي النفخة الثانية التي توصل الأبرار إلى النعم الباقية، "وفيه الصعقة" أي الصيحة، والمراد بها الصوت الهائل، وهي النفخة الأولى، و"أَرَمْتَ" بفتح الراء، وسكون الميم، ويروى بكسر الراء. (¬1) سورة البروج (85) الآية (2). (¬2) سورة البروج (85) الآية (3). (¬3) سورة البروج (85) الآية (3). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 298 - 299 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 436 كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة البروج (77)، الحديث (3339).

42 - باب وجوبها

42 - باب وجوبها مِنَ الصِّحَاحِ: 963 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لَيَنْتَهِيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجماعاتِ، أو ليختِمنَّ اللَّهُ على قلوبهم ثم ليكونُنَّ من الغافلين" (¬1). مِنَ الحِسَان: 964 - عن أبي الجعد الضَّمْري أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "من تركَ ثلاثَ جمعٍ تهاونًا بها طَبَعَ اللَّهُ على قلبِهِ" (¬2). 965 - وقال: "من تركَ الجمعةَ من غيرِ عذرٍ فليتصدقْ بدينارٍ، فإن لم يجدْ فبنصفِ دينارٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية عبد اللَّه بن عمر، وأبي هريرة رضي اللَّه عنهم، في الصحيح 2/ 591 كتاب الجمعة (7)، باب التغليظ في ترك الجمعة (12)، الحديث (40/ 865). وقوله (ودعهم الجماعات) أي تركهم. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 424 - 425 ضمن مسند أبي الجعد الضمري رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 369 كتاب الصلاة، باب فيمن يترك الجمعة من غير عذر، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 638 كتاب الصلاة (2)، باب التشديد في ترك الجمعة (210)، الحديث (1052)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 373 أبواب الصلاة، باب ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر (359)، الحديث (500)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 88 كتاب الجمعة (14)، باب التشديد في التخلُّف عن الجمعة (2)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 357 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر (93)، الحديث (1125)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 280 كتاب الجمعة، باب التشديد في ترك الجمعة. (¬3) أخرجه أحمد من رواية سَمُرَةَ بن جُنْدَب رضي اللَّه عنه، في المسند 5/ 14 ضمن مسند سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 638 - 639 كتاب الصلاة (2)، باب كفارة من تركها (211)، الحديث (1053)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 89 كتاب الجمعة (14)، باب كفَّارة من ترك الجمعة من غير عذرٍ (3)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 358 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب =

43 - باب التنظيف والتبكير

966 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الجمعة على مَن سَمِعَ النداءَ" (¬1). 967 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "الجمعة على من آوَاهُ الليلُ إلى أهلِهِ" (¬2) (ضعيف). 968 - وقال: "تَجِبُ الجمعةُ على كل مسلمٍ إلا امرأةً أو صبيًا أو مملوكًا أو [مريضًا] (¬3) " (¬4). 43 - باب التنظيف والتبكير مِنَ الصِّحَاحِ: 969 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يغتسلُ رجلٌ يومَ الجمعةِ ويتطهرُ ما استطاعَ من طهرٍ، ويدَّهِنُ من دُهْنِهِ أو يَمَسُّ من طيبِ بيتِهِ، ثم يخرجُ فلا يُفَرِّقُ بين اثنينِ، ثمَّ يُصلي ما كُتِبَ له، ثمَّ يُنْصِتُ إذا تكلَّمَ ¬

_ = فيمن ترك الجمعة من غير عذرٍ (93)، الحديث (1128)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 153 كتاب المواقيت (5)، كتاب الجمعة، باب فيمن فاتته الجمعة (109)، الحديث (582)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 280 كتاب الجمعة، باب التشديد في ترك الجمعة. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 640 كتاب الصلاة (2)، باب من تجب عليه الجمعة (212)، الحديث (1056). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 376 - 377 أبواب الصلاة، باب ما جاء من كم تؤتى الجمعة (360)، الحديث (502). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة وموجودة عند مسلم. (¬4) أخرجه أبو داود من رواية طارق بن شهاب رضي اللَّه عنه في السنن 1/ 644 كتاب الصلاة (2)، باب الجمعة للمملوك والمرأة (215)، الحديث (1067)، وقال: (طارق بن شهاب قد رأى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يسمع منه شيئًا). وأخرجه البيهقي من طريق أبي داود في السنن الكبرى 3/ 172 كتاب الجمعة، باب من تجب عليه الجمعة.

الإِمامُ، إلا غُفِرَ له ما بينَه وبين الجمعةِ الأخرى" (¬1) وفي رواية: "وفضلُ ثلاثةِ أيامٍ" (¬2). 970 - وقال: "مَنْ مَسَّ الحَصَى فقد لَغَا" (¬3). 971 - وقال: "إذا كان يومُ الجمعةِ وقفَت الملائكةُ على بابِ المسجدِ يكتبونَ الأولَ فالأول، [وقال] (¬4): ومثلُ المُهَجِّر كمثل الذي يُهدي بدنةً، ثمَّ كالذي يُهدي بقرةً، ثمَّ كبشًا، ثمَّ دجاجةً، ثمَّ بيضةً، فإذا خرجَ الإمام طَوَوْا صحفَهم، ويستمعونَ الذكرَ" (¬5). 972 - وقال: "إذا قلتَ لصاحِبكَ يومَ الجمعةِ: أَنْصِتْ، والإمام يخطبُ، فقد لغَوْتَ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري من رواية سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 370 كتاب الجمعة (11)، باب الدُّهن للجمعة (6)، الحديث (883). (¬2) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 587 كتاب الجمعة (7)، باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة (8)، الحديث (26/ 857). (¬3) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 588 كتاب الجمعة (7)، باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة (8)، الحديث (27/ 857). قوله (من مسّ الحصى) قيل سوّاها للصلاة، وقيل لعب بها أثناء الخطبة. وقوله (فقد لغا) أي أتي بصوت مانع عن الاستماع. (¬4) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري ومسلم. (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 407 كتاب الجمعة (11)، باب الاستماع إلى الخطبة (31)، الحديث (929)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 587 كتاب الجمعة (7)، باب فضل التهجير يوم الجمعة (7)، الحديث (24/ 850)، و"المُهَجِّر" المُبَكِّر إلى الجمعة. و (البدنة) الناقة. (¬6) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 414 كتاب الجمعة (11)، باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب. . . (36)، الحديث (394)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 583 كتاب الجمعة (7)، باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة (3)، الحديث (11/ 851).

973 - وقال: "لا يُقيمَنَّ أحدُكم أخاهُ يومَ الجْمعةِ ثم يخالفُ إلى مقعدِه فيقعدَ فيه، ولكنْ يقولُ: افسَحُوا" (¬1) [رواه ابن عمر] (¬2). مِنَ الحِسَان: 974 - قال: "من اغتسلَ يومَ الجمعةِ، ولبسَ من أحسنِ ثيابِهِ، ومَسَّ من طيبٍ إن كان عندَه، ثمَّ أتى الجمعةَ فلم يتخطَّ أعناقَ الناسِ ثم صلى ما كَتَبَ اللَّهُ له، ثمَّ أنصتَ إذا خرجَ إمامُه حتَّى يفرغَ من صلاِتهِ، كانت كفارةً لما بينَها وبينَ جُمُعَتِهِ التي قبلَها" (¬3). 975 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ، وبَكَّرَ وابتكرَ، ومَشَى ولم يركبْ، ودَنَا من الإِمامِ واستمعَ ولم يَلْغُ، كان له بكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ: أجرُ صيامِها، وقيامِها" (¬4) [رواه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم بلفظ مقارب في الصحيح 4/ 1714 كتاب السلام (39)، باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح. . . (11)، الحديث (29/ 2178)، لكن الحديث بلفظه مرويّ عند مسلم عن جابر رضي اللَّه عنه في حديث خلفه. (¬2) من مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه أحمد من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنهما، في المسند 3/ 81 ضمن مسند أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 244 - 245 كتاب الطهارة (1)، باب في الغسل يوم الجمعة (129)، الحديث (343)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 283 كتاب الجمعة، باب من غسل يوم الجمعة ... (¬4) أخرجه من رواية أوس بن أوس رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 4/ 104، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 246 كتاب الطهارة (1)، باب في الغسل يوم الجمعة (129)، الحديث (345)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 367 - 368 أبواب الصلاة، باب ما جاء في فضل الغسل يوم الجمعة (356)، الحديث (496)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 97 كتاب الجمعة (14)، باب فضل المشي إلى الجمعة (12)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 346 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة (80)، الحديث (1087)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 282 كتاب الجمعة، باب من غسل يوم الجمعة. . .

أوس بن أوس] (¬1). 976 - وقال: "ما على أحدِكم أن وجد أن يتخِذَ ثوبينِ ليومِ الجمعةِ سِوَى ثَوبي مهنتهِ" (¬2). 977 - وقال: "احْضروا الذكرَ وادنْوا من الإمام، فإن الرجلَ لا يزالُ يتباعدُ حتَّى يُؤَخَّرَ في الجنّةِ، وإنْ دخلها" (¬3). 978 - وقال: "مَنْ تَخَطَّى رقابَ الناسِ يومَ الجمعةِ اتخذَ جسرًا إلى جهنَم" (¬4) (غريب). 979 - عن معاذ بن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نهى عن الخُبْوَةِ يومَ الجمعةِ والإِمامُ يخطبُ" (¬5). ¬

_ (¬1) من مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه أبو داود من رواية عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه عنه، في السنن 1/ 650 كتاب الصلاة (2)، باب اللبس للجمعة (219)، الحديث (1078)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 348 كتاب إقامة الصلاة ... باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة (83)، الحديث (1095). (¬3) أخرجه أحمد من رواية سَمُرَة بن جندب رضي اللَّه عنه، في المسند 5/ 11 ضمن مسند سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 664 كتاب الصلاة (2)، باب الدنو من الإمام عند الموعظة (232)، الحديث (1108)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 289 كتاب الجمعة، باب الأمر بحضور الذكر والدنو من الإمام، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 255 كتاب الجمعة، باب الترغيب في التبكير إلى الجمعة. . .، وقال: (رواه الطبراني والأصبهاني وغيرهما). (¬4) أخرجه من رواية معاذ بن أنس الجهني رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 437 ضمن مسند معاذ بن أنس رضي اللَّه عنه، وأخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر، ص 298 ضمن تسمية من روى عنه أهل مصر من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، عند ذكره معاذ بن أنس الجهني، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 388 - 389 أبواب الصلاة، باب ما جاء في كراهية التخطي يوم الجمعة (369)، الحديث (513). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 439 ضمن مسند معاذ بن أنس رضي اللَّه عنه، وأخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر، ص 297 عند ذكره معاذ بن أنس الجهني رضي اللَّه عنه، =

44 - باب الخطبة والصلاة

980 - وقال: إذا نَعَسَ أحدُكم يومَ الجمعةِ فليتحولْ من مجلسهِ ذلك" (¬1) [رواه ابن عمر] (¬2). 44 - باب الخطبة والصلاة مِنَ الصِّحَاحِ: 981 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كان يصلي الجمعةَ حين تميلُ الشَّمْسُ" (¬3). 982 - وقال سهل بن سعد: "ما كنا نَقِيلُ ولا نتغدى إلا بعدَ الجمعةِ" (¬4). ¬

_ = وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 664 كتاب الصلاة (2)، باب الاحتباء والإمام يخطب (234)، لحديث (1110)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 390 أبواب الصلاة، باب ما جاء في كراهية الاحتباء. . . (370)، الحديث (514)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 235 كتاب الجمعة، باب من كره الاحتباء في هذه الحالة، و"الحبوة" بضم الحاء وكسرها وفي القاموس المحيط 1/ 315 فصل الحاء، باب الواو والياء قال: (الحبوة) بالفتح، وهو ضم الساق إلى البطن بثوب أو باليدين. (¬1) أخرجه أحمد، في المسند 2/ 32 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 668 كتاب الصلاة (2)، باب الرجل ينعس والإمام يخطب (239)، الحديث (1119)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 404 أبواب الصلاة، باب ما جاء فيمن نَعَسَ يوم الجمعة. . . (379)، الحديث (526). (¬2) من مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 386 كتاب الجمعة (11)، باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس (16)، الحديث (904). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 427 كتاب الجمعة (11)، باب قول اللَّه تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ. . .} (40) [سورة الجمعة (62)، الآية 10)]، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 588 كتاب الجمعة (7)، باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس (9)، الحديث (30/ 859).

983 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا اشتدَّ البردُ بكَّر بالصلاةِ، وإذا اشتدَّ الحرُّ أَبْرَدَ (¬1) بالصلاةِ يعني الجمعةَ" (¬2). 984 - وقال السائب بن يزيد: "كانَ النداءُ يومَ الجمعةِ أَوَّلُه إذا جلسَ الإمامُ على المنبرِ، على عهدِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وعمرَ، فلمَّا كانَ عثمانُ وكَثُرَ الناسُ زادَ النداءَ الثالثَ على الزَّوْرَاءِ" (¬3). 985 - وقال جابر بن سَمُرَة: "كانت للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم خطبتانِ يجلسُ بينَهما يقرأُ القرآنَ ويُذَكِّرُ الناسَ، فكانت صلاتُه قَصْدًا، وخُطْبَتُه قصدًا" (¬4). 986 - وقال عمار: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إن طُولَ صلاةِ الرجل وقِصَرَ خُطبتِهِ مَئِنَّةٌ مِن فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاةَ وأقْصُروا الخطبةَ، وإنَّ من البيانِ لَسِحرًا" (¬5). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (بَرَّد)، وما أثبتناه من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 388 كتاب الجمعة (11)، باب إذا اشتد الحر يوم الجمعة (17)، الحديث (906). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 393 كتاب الجمعة (11)، باب الأذان يوم الجمعة (21)، الحديث (912)، و"الزوراء" بفتح الزاي، وسكون الواو، وبالراء، والمدِّ موضع في سوق المدينة، و"السائب بن يزيد" ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 283 وقال: (يعرف بابن أخت النمر، صحابي صغير له أحاديث قليلة. . .، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة). (¬4) أخرجه مسلم مجزَّءًا في الصحيح 2/ 589 - 591 كتاب الجمعة (7)، باب ذكر الخطبتين. . . (10)، الحديث (34/ 862)، وفي باب تخفيف الصلاة والخطبة (13)، الحديث (41/ 866)؛ و "القصد" هو التوسط في الأمور. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 594 كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة والخطبة (13)، الحديث (47/ 869)، و"المثنَّة" بفتح الميم، وكسر الهمزة، وتشديد النون، أي علامة فقهه.

987 - وقال جابر: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا خطبَ احمَرَّتْ عيناهُ وعلا صوتُهُ واشتدَّ غضبُهُ حتَّى كأنه مُنْذِرُ جيشٍ يقولُ: صَبَّحَكم ومَسَّاكم، ويقولُ: بُعِثْتُ أنا والساعةَ كهاتَيْنِ، ويَقْرُنُ بينَ أصبعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى" (¬1). 988 - وقال صفوان بن يعلى، عن أبيه: "سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ على المنبر {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (¬2) " (¬3). 989 - وقالت أم هشامٍ بنتُ حارثةَ بنِ النُّعمانِ: "ما أَخذتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (¬4) إلا عن لسانِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقرؤها كلَّ جمعةٍ على المنبرِ إذا خطبَ الناسَ" (¬5). 990 - عن عمرو بن حُرَيث: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم خطبَ وعليهِ عِمَامة سوداءُ قد أَرْخَى طرفَيْهَا بينَ كَتفَيْهِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 592 كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة والخطبة (13)، الحديث (43/ 867). (¬2) سورة الزخرف (43)، الآية (77). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 568 كتاب التفسير (65)، باب {وَنَادَوْا يَامَالِكُ. . .} (1)، الحديث (4819)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 594 - 595 كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة. . . (13)، الحديث (49/ 871). (¬4) سورة ق (50)، الآية (1). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 595 كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة. . . (13)، الحديث (51/ 873). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 990 كتاب الحج (15)، باب جواز دخول مكة بغير إحرام (84)، الحديث (452/ 1359).

991 - وعن جابر أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم وهو يخطُب: "إذا جاءَ أحدُكم يومَ الجمعةِ والإمام يخطبُ فليركَعْ ركعتينِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فيهما" (¬1). 992 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "من أدركَ ركعةً من الصلاةِ مع الإِمام فقد أدركَ الصَّلاةَ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 993 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يخطبُ خطبتينِ، كان يجلسُ إذا صعدَ المنبرَ حتَّى يفرغَ -أُراه [قال] (¬3) المؤذنَ- ثم يقومُ فيخطبُ، ثمَّ يجلسُ ولا يتكلمُ، ثمَّ يقومُ فيخطبُ" (¬4). 994 - وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا استَوَى عن المنبرِ استقبلناهُ بوجوهِنا" (¬5) (ضعيف). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 597 كتاب الجمعة (7)، باب التحية والإمام يخطب (14)، الحديث (59/ 875). قوله: (وليتجوَّز) أي ليخفّف. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 57 كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب من أدرك من الصلاة ركعة (29)، الحديث (580)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 424 كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب من أدرك ركعة من الصلاة (30)، الحديث (162/ 607). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة، وهي موجودة عند أبي داود. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 657 كتاب الصلاة (2)، باب الجلوس إذا صعد المنبر (227)، الحديث (1092)، وأخرج نحوه أحمد في المسند 2/ 35 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 383 أبواب الصلاة، باب ما جاء في استقبال الإِمام. . . (366)، الحديث (509).

45 - باب صلاة الخوف

45 - باب صلاة الخوف مِنَ الصِّحَاحِ: 995 - عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، عن أبيه، قال: "غزوتُ مَع رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قِبَلَ نجدٍ فوازَيْنا العدُوَّ فصَافَفْنَا لهم فقامَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي لنا، فقامَتْ طائفةٌ معه وأَقْبَلَتْ طائفةٌ على العدوِّ، فركعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمن معَهُ وسجَدَ سجدتين، ثمَّ انصرفوا مكانَ الطائفةِ التي لم تُصَلِّ، فجاؤا فركعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بهم ركعةً وسجدَ سجدتينِ ثم سلَّم، فقامَ كلُّ واحدٍ منهم فركعَ لنفسِهِ ركعتَهُ وسجدَ سجدتينِ" (¬1) ورواهُ نافعٌ، عن عبد اللَّه بن عمر، وزادَ [فيه] (¬2): "فإن كانَ خوفٌ هو أَشدُّ من ذلكَ صلوا رِجالًا قيامًا على أقدامِهم، أو رُكْبانًا مُسْتَقْبِلِي القبلةِ أو غيرَ مُستقبِلِيها" (¬3) قال نافع: لا أُرَى عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ ذكرَ ذلك إلا عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم. 996 - عن يزيد بن رُومَان، عن صالح بنِ خَوَّاتٍ، عمن صلى مع رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، يومَ ذاتِ الرِّقاع، صلاةَ الخوفِ: "أنَّ طائفةً صَفَّتْ مَعَهُ، وطائفةٌ وُجاهَ العدوِّ، فصلى بالتي معَه ركعةً ثم ثبتَ قائمًا، وأَتمُّوا لأنفسِهم ثم انصرفوا فصفُّوا وُجاهَ العدوِّ، وجاءَتْ الطائفةُ الأخرى فصلى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 429 كتاب الخوف (12)، باب صلاة الخوف (1)، الحديث (942)، و"نجد" اسم لكل ما ارتفع من الأرض، والمراد هنا نجد الحجاز، لا نجد اليمن. (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 199 كتاب التفسير (65)، باب {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا. . .} (44)، [سورة البقرة (2)، الآية (239)]، وقول نافع أورده البخاري عقب الحديث.

بهم الركعةَ التي بقيَتْ من صلاتِهِ ثم ثبتَ جالسًا وأَتمُّوا لأنفسِهم ثم سلَّم بهم" (¬1) ورواهُ القاسمُ، عن صالح بن خَوَّاتٍ عن سهل بن أبي حَثْمة رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم (¬2). 997 - وقال جابر: "أَقْبَلْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى إذا كنا بذاتَ الرِّقاعِ فنُودِيَ بالصلاةِ، فصلى بطائفةٍ ركعتينِ، ثمَّ تأخَّروا، وصَلَّى بالطائفةِ الأخرى ركعتينِ، فكانَت لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أربعَ ركعاتٍ وللقومِ ركعتانِ" (¬3). 998 - عن جابر أنه قال: "صلى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صلاةَ الخوفِ فَصَفَفْنَا خلفَهُ صَفَّيْنِ، والعدُوُ بَيْننَا وبينَ القِبلةِ، فَكَبَّرَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وكبَّرنا جميعًا، ثمَّ ركعَ وركعْنَا جميعًا، ثمَّ رفعَ رأسَه من الركوعِ ورفعْنَا جميعًا، ثمَّ انحدَرَ بالسجودِ والصفُّ (¬4) الذي يليهِ وقامَ الصفُّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 421 كتاب المغازي (64)، باب غزوة ذات الرِّقاع. . . (31)، الحديث (4129)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 575 - 576 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الخوف (57)، الحديث (310/ 842)، و"يوم ذات الرِّقاع" بكسر الراء في السنة الخامسة من الهجرة، وإنما سميت تلك الغزوة "ذات الرقاع" لأن أقدام الأصحاب قد نقبت، فشدوا الرقاع أي: الخرق على أرجلهم، فسميت ذات الرقاع. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 422 كتاب المغازي (64)، باب غزوة ذات الرِّقاع. . . (31)، الحديث (4136)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 575 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الخوف (57)، الحديث (309/ 841). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 426 كتاب المغازي (64)، باب غزوة ذات الرِّقاع. . . (31)، الحديث (4136)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 576 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الخوف (57)، الحديث (311/ 834)، و"ذات الرِّقاع" ذكر بيانها في الحديث السابق. (¬4) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 243: (يجوز بالنصب على أنه مفعول معه، وبالرفع على أنه عطف على فاعل انحدر).

46 - باب صلاة العيد

المؤخَّرُ في نحرِ العدوِّ، فلما قضَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم السجودَ وقامَ الصفُّ الذي يليهِ، انحدرَ الصفُّ المؤخَّرُ بالسجودِ ثم قاموا، ثمَّ تقدَّمَ الصفُّ المؤخَّرُ، وتأخَّرَ المُقَدَّمُ ثم ركعَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وركعْنَا جميعًا، ثمَّ رفعَ رأسَهُ من الركوعِ ورفعْنَا جميعًا، ثمَّ انحدَرَ بالسجودِ والصفُّ الذي يليهِ، الذي كانَ مُؤَخَّرًا في الركعةِ الْأُولى، وقامَ الصفُّ المؤخَّرُ في نحرِ العدوِّ، فلما قضى النبي صلى اللَّه عليه وسلم السجودَ والصفُّ الذي يليه، انحدرَ الصفُّ المؤخَّرُ بالسجودِ فسجدوا ثم سلَّم النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وسلَّمْنَا جميعًا" (¬1). مِنَ الحِسَان: 999 - عن جابر: "أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يُصلي بالناس صلاةَ الظهرِ في الخوفِ ببطنِ النخل فصلَّى بطائفةٍ ركعتينِ ثم سلَّم، ثمَّ جاءَ طائفةٌ أخرى فصلَّى بهم ركعتين، ثمَّ سَلَّم" (¬2). 46 - باب صلاة العيد مِنَ الصِّحَاحِ: 1000 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عيه وسلم يخرجُ يومَ الفطرِ والأضحى إلى المصلَّى فأَولُ شيءٍ يبدأُ به الصلاةُ، ثمَّ ينصرفُ فيقومُ مقابل الناسِ والناسُ جلوسٌ على ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 574 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الخوف (57)، الحديث (307/ 840)، قال النووي في شرح صحيح مسلم 6/ 127: (في نحرِ العدو: أي في مقابلته، ونحرُ كل شيءٍ أوله). (¬2) أخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 178 كتاب صلاة الخوف (18)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 60 باب صفة صلاة الخوف وأقسامها، الحديث (10)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 259 كتاب صلاة الخوف، باب الإمام يصلي بكل طائفة ركعتين، و"بطن النخل" اسم موضع بين مكة والطائف.

صفوفهم، فَيَعِظُهم ويوصِيهم ويأمُرُهم، وإن كانَ يريدُ أن يَقْطَعَ بعثًا قطعَهُ، أو يأمر بشيءٍ أَمَرَ به ثم ينصرفُ" (¬1). 1001 - عن جابر بن سَمُرَةَ أنه قال: "صليتُ مع النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم العيدين غيرَ مرةٍ ولا مرتينِ، بغيرِ أذانٍ ولا إقامةٍ" (¬2). 1002 - وقال ابن عمر: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأبو بكرٍ، وعمرَ يُصَلونَ العيدينِ قبلَ الخطبةِ" (¬3). 1003 - و"سُئل ابنُ عباس رضي اللَّه عنهما: شهدتَ مع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم العيدَ؟ قال: نَعَم خرجَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فصلَّى ثم خَطَبَ، ولم يذكر أذانًا ولا إقامةً، ثمَّ أتى النساءَ فَوَعَظَهُنَّ وذَكَّرَهنَّ وأَمَرَهن بالصدقةِ، فرأيتهنَّ يُهْوينَ (¬4) إلى آذانِهنَّ وحلوقِهنَّ يدفَعْنَ إلى بلال، ثمَّ ارتفعَ هو وبلالٌ إلى بيتِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 448 - 449 كتاب العيدين (13)، باب الخروج إلى المصلى. . . (6)، الحديث (956)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 605 كتاب صلاة العيدين (8)، الحديث (9/ 889)، و"يقطع بعثًا" أي جيشًا إلى ناحية في سبيل اللَّه، "قَطَعَه" أي أرسله. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 604 كتاب صلاة العيدين (8)، الحديث (7/ 887). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 453 كتاب العيدين (13)، باب الخطبة بعد العيد (8)، الحديث (963)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 605 كتاب صلاة العيدين (8)، الحديث (8/ 888). (¬4) قال القاري في المرقاة 2/ 247: (بضم الأول وكسر الثالث. في النهاية: يقال أهوى بيده إليه أي مدّها نحوه وأمالها إليه. ويقال: أهوى يده وبيده إلى الشيء ليأخذه). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 344 كتاب النكاح (67)، باب {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ} سورة النور (24)، الآية (58) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 602 كتاب صلاة العيدين (8)، الحديث (1/ 884). وراوي الحديث هو عبد الرحمن بن عابس، والسائل لابن عباس رجل مبهم لم يعيَّن. و (حلوقِهنّ) جمع حلق، وهو الحلقوم، أي ما فيهما من القرط والقلادة من الحليّ.

1004 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم صلَّى يومَ الفطرِ ركعتينِ لم يُصَلِّ قبلَها (¬1) ولا بعدَها" (¬2). 1005 - وقالت أم عطيَّة: "أُمِرْنَا أنْ نُخرِجَ الحُيَّضَ يومَ العيدينِ وذواتِ الخُدُورِ، فيشهدنَ جماعةَ المسلمينَ ودعوتَهم، وتعتزلُ الحُيَّضُ عن مُصَلَّاهُن، قالت امرأةٌ: يا رسولَ اللَّهِ إحدانا ليسَ لها جِلْبَابٌ؟ قال: لِتُلْبِسْها صاحبتُها من جِلْبَابِها" (¬3). 1006 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إن أبا بكر رضي اللَّه عنه دخلَ عليها وعندَها جاريتانِ في أيامِ مِنَى تُدَفِّفانِ وتضرِبَانِ -وفي رواية- تغنِّيانِ بما تَقَاوَلَتْ الأنصارُ يومَ بُعاث، والنبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مُتَغَشٍّ بثوبهِ، فانتهرَهُمَا أبو بكرٍ، فكشفَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عن وجهِهِ فقال: دَعْهُمَا يا أبا بكرٍ فإنها أيامُ عيدٍ -وفي رواية- يا أبا بكرٍ إن لكل قومٍ عيدًا وهذا عيدُنا" (¬4). ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (قبلهما ولا بعدهما)، والتصويب من المخطوطة وصحيحي البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 453 كتاب العيدين (13)، باب الخطبة بعد العيد (8)، الحديث (964)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 606 كتاب صلاة العيدين (8)، باب ترك الصلاة قبل العيد. . . (2)، الحديث (13/ 884). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 466 كتاب الصلاة (8)، باب وجوب الصلاة في الثياب. . . (2)، الحديث (351)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 606 كتاب صلاة العيدين (8)، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين. . . (1)، الحديث (12/ 890). و (ذوات الخدور) جمع خِدر، وهي الستور. (¬4) هذا الحديث مركب من روايتين دمجهما المصنِّف في كتابه، ولكنه جاء في الصحيحين مفرقًا، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 445 كتاب العيدين (13)، باب سنة العيدين لأهل الإسلام (3)، الحديث (952)، والرواية الثانية في المصدر نفسه 1/ 474 باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين. . . (25)، الحديث (987)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 607 - 608 كتاب صلاة العيدين (8)، باب الرخصة في اللعب. . . =

1007 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ لا يغدو يومَ الفطرِ حتَّى يأكلَ تَمَرَاتٍ ويأكُلُهنَّ وِترًا" (¬1). 1008 - وقال جابر: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا كانَ يومُ عيدٍ خالفَ الطريقَ" (¬2). 1009 - وقال البَرَاءُ: "خَطَبَنَا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يومَ النحرِ فقالَ: إن أولَ ما نبدأُ بهِ في يوينا هذا أن نصلِّيَ ثم نرجعَ فننحر، فمَنْ فعلَ ذلك فقدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قبلَ أنْ يُصَلِّي فإنما هو شاةُ لحمٍ عَجَّلَهُ لأهلِهِ ليسَ مِن النُّسُكِ في شيءٍ" (¬3). 1010 - وقال: "من ذبحَ قبلَ الصلاةِ فليذبحْ مكانَها أُخرى، ومَن لم يذبحْ حتَّى صلَّينا فليذبحْ على اسمِ اللَّهِ تعالى" (¬4). ¬

_ = (4)، الحديث (16 - 17/ 892)، و"تقاولت" أي تفاخرت، وعن "يوم بُعاث" قال ابن حجر في فتح الباري 2/ 441: (إن يوم بعاث يوم قتل فيه صناديد الأوس والخزرج، وبعاث بضم الموحدة وبعدها مهملة، وآخره مثلثة. . .، وهو: اسم حصن للأوس. . .، وقعة بعاث كانت قبل الهجرة بثلاث سنين، وهو المعتمد). (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 446 كتاب العيدين (13)، باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج (4)، الحديث (953). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 472 كتاب العيدين (13)، باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد (24)، الحديث (986). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 456 كتاب العيدين (13)، باب التبكير إلى العيد. . . (10)، الحديث (968)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1553 كتاب الأضاحي، (35)، باب وقتها (1)، الحديث (7/ 1961)، قوله: "شاة لحمٍ" فإن الشاة شاتان، شاة لحم يؤكل لحمها، وشاة نسك يتصدق بها للَّه تعالى. (¬4) متفق عليه من رواية جُنْدب بن عبد اللَّه بن سفيان البَجَلي رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 630 كتاب الذبائح والصيد (72)، باب قول النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- "فليذبح على اسم اللَّه" (17)، الحديث (5500)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1551 كتاب الأضاحي (35)، باب وقتها (1)، الحديث (1/ 1960).

1011 - وقال: "مَنْ ذَبَحَ قبلَ الصلاةِ فإنما يذبحُ لنفسِه، ومن ذبحَ بعدَ الصلاةِ فقد تَمَّ نُسُكُهُ وأصابَ سُنَّةَ المسلمينَ" (¬1). 1012 - وقال ابن عمر: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يذبحُ وينحرُ بالمصلَّى" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1013 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "قَدِمَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا كنا نلعبُ فيهما في الجاهليةِ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: قد أَبْدَلَكُم اللَّهُ بهما خيرًا منهما: يومَ الأضحى، ويومَ الفِطرِ" (¬3). 1014 - وقال بُرَيْدَة: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لا يخرُجُ يومَ الفِطرِ حتَّى يَطْعَمَ، ولا يَطْعَمَ يومَ الأضحى حتَّى يُصلِّي" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية البَرَاءِ بن عازِب رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 3 كتاب الأضاحي (73)، باب سنة الأضحية. . . (1)، الحديث (5546)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1552 كتاب الأضاحي (35)، باب وقتها (1)، الحديث (4/ 1961). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 471 كتاب العيدين (13)، باب النحر والذبح يوم النحر بالمصلى (22)، الحديث (982). (¬3) أخرجه البخاري في المسند 3/ 103 ضمن مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 675 كتاب الصلاة (2)، باب صلاة العيدين (245)، الحديث (1134)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 179 - 180 كتاب صلاة العيدين (19)، باب (1). (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 109 ضمن مسند بريدة بن حصيب الأسلمي رضي اللَّه عنه، الحديث (811)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 352 ضمن مسند بريدة رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 375 كتاب الصلاة، أبواب العيدين، باب في الأكل قبل الخروج يوم العيد، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 426 أبواب =

1015 - عن كثيرٍ بن عبدِ اللَّه، عن أبيه، عن جده: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كبَّرَ في العيدينِ في الْأُولى سبعًا قبلَ القراءةِ، وفي الآخرةِ خمسًا قبلَ القراءةِ" (¬1). 1016 - ورُويَ مرسلًا عن جعفر بن محمد "أن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمرَ كبروا في العيدين والاستسقاء سبعًا، وخمسًا، وصلّوا قبلَ الخطبةِ وجَهروا بالقراءةِ" (¬2). ¬

_ = الصلاة، باب ما جاء في الأكل يوم الفطر. . . (390)، الحديث (542)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 588 كتاب الصيام (7)، باب في الأكل يوم الفطر. . . (49)، الحديث (1756)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 156 كتاب المواقيت (5)، باب الأكل يوم الفطر (112)، الحديث (593). (¬1) أخرجه الترمذي من رواية كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف عن أبيه، عن جدّه، في السنن 2/ 416 أبواب الصلاة، باب ما جاء في التكبير في العيدين (386)، الحديث (536)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 407 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في كم يكبر الإمام في صلاة العيدين (156)، الحديث (1279)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 48 كتاب العيدين (7)، الحديث (23)؛ وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 286 كتاب صلاة العيدين، باب التكبير في صلاة العيدين، وقد عزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 452 - 453 للدارمي من رواية كثير بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن جده، وهذا وهم منه، وإنما أخرجه الدارمي من رواية عبد اللَّه بن محمد بن عمَّار، عن أبيه، عن جده. . .، في السنن 1/ 376 كتاب الصلاة، باب التكبير في العيدين، و"كثير" ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 132 فقال: (كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني المدني، ضعيف)، وذكره جدَّه في 2/ 75 فقال: (عمرو بن عوف بن زيد. . .، المزني صحابي مات في ولاية معاوية). (¬2) أخرجه الشافعي في المسند، ص 157 الباب الثاني عشر في صلاة العيدين، الحديث (457)، عن جعفر بن محمد أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، وأخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 3/ 292 كتاب صلاة العيدين، باب التكبير في الصلاة يوم العيد، الحديث (5678)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وجعفر ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 132 فقال: (جعفر بن محمد، بن علي، بن الحسين، بن علي بن أبي طالب. . .، المعروف بالصادق).

1017 - وسُئل أبو موسى: كيفَ كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يكبِّرُ في الأضحى والفِطرِ؟ قال: "كانَ يُكَبِّرُ أربعًا تكبيره على الجنائزِ" (¬1). 1018 - عن البَرَاء: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نُووِلَ يومَ العيدِ قوسًا فخطبَ عليه" (¬2). 1019 - ورُويَ مرسلًا: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا خطبَ يعتمدُ على عَنَزتِهِ اعتمادًا" (¬3). 1020 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنه قال: "شهدتُ [الصلاة] (¬4) معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في يومِ عيدٍ فبدأَ بالصلاةِ قبلَ الخطبةِ بغيرِ أذانِ ولا إقامةٍ، فلما قَضَى الصَّلاةَ قامَ متوكِّئًا على بلالٍ فحمدَ اللَّهَ وأثنَى عليهِ، ووعظَ الناسَ وذكَّرهم وحثَّهم على طاعته، ومضَى إلى النساءِ ومعَهُ بلالٌ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 416 ضمن مسند أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 682 كتاب الصلاة (2)، باب التكبير في العيدين (251)، الحديث (1153)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 289 - 290 كتاب صلاة العيدين، باب ذكر الخبر الذي روي في التكبير أربعًا. والسائل لأبي موسى هو سعيد بن العاص. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 679 كتاب الصلاة (2)، باب يخطب على قوس (249)، الحديث (1145). (¬3) أخرجه الشافعي في المسند، ص 145 من رواية عطاء، الباب الحادي عشر في صلاة الجمعة، الحديث (422)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 306 كتاب الجمعة، باب الإمام يعتمد على عصى أو قوس، أو ما أشبههما إذا خطب، من رواية عطاء وهو ابن أبي رباح مرسلًا. وقد وهم القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 255 حيث جعله من رواية عطاء بن يسار، و"العَنَزَة" هي رمح قصير. (¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة والمطبوعة، وهو لازم لصحة الكلام، كما عند أحمد والنسائي.

فأمرهنَّ بتقوى اللَّهِ ووعظَهنَّ (¬1) وذكَّرهنَّ" (¬2). 1021 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا خرجَ يومَ العيدِ في طريقٍ رجعَ في غيرِه" (¬3). 1022 - وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه: "أنَّه أصابهم مطرٌ في يومِ عيدٍ فصلَّى بهم النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم صلاةَ العيدِ في المسجدِ" (¬4). 1023 - ورُويَ "أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كتبَ إلى عمرو بن حزم وهو بِنَجْران: عَجِّلْ الأضحى وأَخِّرْ الفطرَ وذكِّرْ الناسَ" (¬5). ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة، والعبارة في المخطوطة: (وذكرهنّ ووعظهنّ). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 318 ضمن مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 186 - 187 كتاب صلاة العيدين (19)، باب قيام الإمام في الخطبة متوكئًا. . . (19)، قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 255: (قال الشيخ الجزري: حديث جابر هذا متفق عليه، ورواه النسائي وهذا لفظه، وكان من حقه أن يذكر في الصحاح، وإن اختلف اللفظ يسيرًا). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 338 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 378 كتاب الصلاة، باب الرجوع من المصلَّى من غير الطريق الذي خرج منه، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 424 أبواب الصلاة، باب ما جاء في خروج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى العيد. . . (389)، الحديث (541)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 412 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الخروج يوم العيد. . . (162)، الحديث (1301)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 156 كتاب المواقيت (5)، باب الخروج إلى العيد (111)، الحديث (592). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 686 كتاب الصلاة (2)، باب يصلي بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر (257)، الحديث (1160)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 416 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في صلاة العيد إذا كان مطر (167)، الحديث (1313). (¬5) أخرجه الشافعي من رواية أبي الحويرث، في المسند، ص 152 الباب الثاني عشر في صلاة العيدين، الحديث (442)، وأخرجه في الأم 1/ 232 كتاب صلاة العيدين، باب وقت الغدوّ إلى العيدين، وأخرجه البيهقي من طريق الشافعي في السنن الكبرى 3/ 282، كتاب صلاة العيدين، باب الغدو إلى العيدين. وأبو الحويرث هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث، ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 498 وقال: (مدني مشهور =

فصل في الأضحية

1024 - ورُويَ عن أبي عُمَيْر بن أنس، عن عمومةٍ له من أصحابِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّ رَكْبًا جاؤوا إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يَشهدُونَ أنهم رأَوْا الهلالَ بالأمس، فأمَرهم أنْ يُفْطِروا وإذا أصبحُوا يغدوا إلى مُصَلَّاهم" (¬1). فصل في الأُضْحِيَة مِنَ الصِّحَاحِ: 1025 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنه قال: "ضحَّى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم بكبشينِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبحَهما بيدهِ وسمَّى وكبَّر قال: رأيتُه واضِعًا قدمَه على صِفَاحِهِما ويَقولُ: بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أكبر" (¬2). ¬

_ = بكنيته، صدوق سيء الحفظ)، و"نجران" بفتح النون، وسكون الجيم، فَرَاءٌ، فألف، فنون، على وزن سلمان، بلد باليمن، وفي المطبوعة "عجِّل الأضحى" كما هي في مشكاة المصابيح 1/ 454 وفي مرقاة المفاتيح 2/ 57 ومعناها: عجِّل صلاته ليشتغل الناس بذبح الأضاحي، و"أخِّر الفطر" أي صلاته، واللفظ في مسند الشافعي "عجِّل الأضاحي"، وفي الأمّ "عَجّل الغدو إلى الأضحى". (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 57 ضمن مسند حديث رجال من الأنصار رضي اللَّه عنهم، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 684، كتاب الصلاة (2)، باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه يخرج من الغد (255)، الحديث (1157)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 180، كتاب صلاة العيدين (19)، باب الخروج إلى العيدين من الغد (2)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 529 كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في الشهادة على رؤية الهلال (6)، الحديث (1653)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 316، كتاب صلاة العيدين، باب، الشهود يشهدون على رؤية الهلال. . .، وأخرجه أحمد أيضًا من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، في المسند 3/ 279 ضمن مسند أنس بن مالك، وأبو عمير ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 456، فقال: (ابن أنس بن مالك الأنصاري، وقيل: اسمه عبد اللَّه ثقة .. . .، كان أكبر ولد أنس بن مالك). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 22 - 23، كتاب الأضاحي (73)، باب وضع القدم على صفح الذبيحة (13)، الحديث (5564)، وفي باب التكبير عند الذبح (14)، الحديث (5565)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1557، كتاب الأضاحي (35)، باب استحباب الضحية. . . (3)، الحديث (18/ 1966)، "وأملحين" من الملحة وهي بياض يخالطه السواد، و "أقرنين" أي طويلي القرن. . و"صفاحهما" جمع صفح وهو الجنب.

1026 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم أمرَ بكبشٍ أقْرَنَ يَطأُ في سوادٍ، وَيبْرُكُ في سوادٍ، وينظرُ في سوادٍ، فأتى به ليُضحِّيَ به، قال: يا عائشةُ هلُمِّي المِدْيَةَ ثم قال: اشْحَذِيهَا بحجرٍ، فَفَعَلَتْ ثم أخذَها وأخذَ الكبشَ فأَضجَعَه ثم ذبحه، ثمَّ قال: بسم اللَّه اللهم تَقَبَّلْ من محمدٍ وآلِ محمدٍ ومن أُمَّةِ محمدٍ ثم ضحَّى به" (¬1). 1027 - وعن جابر أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تذبَحوا إلا مُسِنَّةً إلا أن يَعْسر عليكم، فتذبَحُوا جَذَعَةً من الضَّأنِ" (¬2). 1028 - عن عُقْبَة بن عامر: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أعطاهُ غنمًا يقسِمُها على أصحابِهِ ضَحَايَا فبقيَ عَتُودَ فقال: ضَحِّ به أنتَ" (¬3). وفي رواية: "قلتُ: يا رسولَ اللَّه أصابني جَذَعٌ، قال: ضَحِّ به [أنت] (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1557، كتاب الأضاحي (35)، باب استحباب الضحية. . . (3)، الحديث (19/ 1967)، قوله: "يطأ في سواد" مجاز عن سواد القوائم، و"يبرك في سواد" عن سواد البطن، "وينظر في سواد" عن سواد العين، والمعنى أن باقيه أبيض، "وهَلُمِّي المدية" أي هاتيها. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1555، كتاب الأضاحي (35)، باب سن الأضحية (2)، الحديث (13/ 1963)، و"المُسِنَّة" هي الكبيرة بالسن، و"الجَذَعَة من الضأن" وهو ما يكون قبل السنة، لكِنْ يقيد بأنها تكون بنت ستة أشهر تشبه مالها سنة لعِظَمِ جثتها. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 9، كتاب الأضاحي (73)، باب أضحية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (7)، الحديث (5555)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1555 - 1556، كتاب الأضاحي (35)، باب سن الأضحية (2)، الحديث (15/ 1965). قوله (عتود) أي الصغير من أولاد المعز. (¬4) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، وفي لفظ مسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 4، كتاب الأضاحي (73)، باب قسمة الإِمام الأضاحي بين الناس (2)، الحديث (5547)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1556، كتاب الأضاحي (35)، باب سن الأضحية (2)، الحديث (16/ 1965).

1029 - وقال ابن عمر: "كَانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يذبحُ وينحرُ بالمصلى" (¬1). 1030 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "البقرةُ عن سبعةٍ والجَزُورُ عن سبعةٍ" (¬2). 1031 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا دخلَ العَشرُ وأرادَ بعضُكم أنْ يُضَحِّي فلا يمسَّ من شعرِهِ وَبَشَرِهِ (¬3) شيئًا" وفي رواية: "فلا يأخُذَن شعرًا ولا يُقَلِّمَنَّ ظُفْرًا" وفي رواية: "مَنْ رأى هلالَ ذي الحِجَّة وأرادَ أن يُضَحِّي فلا يأخذْ من شعرِه ولا مِن أظفارِه" (¬4). 1032 - وقال: "ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ فيهن أحبُّ إلى اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 471 كتاب العيدين (13)، باب النحر والذبح يوم النحر بالمصلى (22)، الحديث (982). (¬2) أخرجه مسلم بالمعنى في الصحيح 2/ 955، كتاب الحج (15)، باب الاشتراك في الهدي. . . (62)، الحديث (352/ 1318)، وأخرجه أبو داود بلفظه في السنن 3/ 239، كتاب الضحايا (10)، باب في البقر والجذور. . . (7)، الحديث (2808)، وقال الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 458: (رواه مسلم وأبو داود واللفظ له)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 262: (وهذا هو الداعي للمصنِّف -أي التبريزي- إلى ذكر أبي داود، مع أن ما في الفصل الأول -الصحاح- لا يسنده لغير الصحيحين، لكن "البغوي" لما أخذ لفظ أبي داود الثابت معناه في مسلم وجعله في الفصل الأول أَوْهَم أن اللفظ لأحد الصحيحين، فبين المصنِّف أن الذي في مسلم هو المعنى). و"الجَزُور" بفتح الجيم هو ما يجزر أي ينحر من الإبل خاصة. (¬3) في المطبوعة زيادة (وأظفاره) والصواب أنها في الرواية التالية. (¬4) أخرجه مسلم من رواية أم سلمة رضي اللَّه عنها، في الصحيح 3/ 1565، كتاب الأضاحي (35)، باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد التضحية أن يأخذ من شعره. . . (7)، الحديث (39 - 42/ 1977).

مِنْ هذِهِ الأيامِ العَشْرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّه! ولا الجهادُ في سَبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجهادُ في سَبيلِ اللَّه إلّا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِهِ فلمْ يرجِعْ من ذلكَ بشيء" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1033 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنه قال: "ذبحَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يومَ الذبحِ كَبْشَيْنِ أملَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ (¬2) مَوْجُوْءَينِ فلما ذبحهما قال: إِنّي وَجَّهتُ وجهيَ للذي فطر السَّماواتِ والأرضَ على مِلَّةِ إبراهيمَ حنيفًا ومَا أنا من المشركين إن صلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومَمَاتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا من المسلمينَ اللهم منكَ ولَكَ (¬3) عن محمدٍ وأُمَّتِهِ، بسم اللَّهِ واللَّهُ أكبرُ" (¬4) وفي رواية: "ذبَح بيدِهِ وقال: بسم اللَّهِ واللَّهُ أكبرُ، اللهم هذا عني وعمن لم يُضَحِّ مِن أُمَّتي" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما في الصحيح 2/ 457، كتاب العيدين (13)، باب فضل العمل في أيام التشريق (11)، الحديث (969)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 815، كتاب الصوم (8)، باب في صوم العشر (61)، الحديث (2438)، واللفظ له. (¬2) في مخطوطة برلين: (أقرنين أملحين). (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (وإليكَ)، والتصويب من مخطوطة برلين وأبي داود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 375، ضمن مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 75 - 76، كتاب الأضاحي، باب السنة في الأضحية، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 230 - 231 كتاب الضحايا (10)، باب ما يستحب من الضحايا (4)، الحديث (2795)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1043، كتاب الأضاحي (26)، باب أضاحي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3121)، قوله: "موجوءين" أي بفتح ميم، وسكون واو، فضم جيم، وسكون واو، فهمز مفتوح، أي خصيين. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 356 ضمن مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 240، كتاب الضحايا (10)، باب في الشاه يضحى بها عن جماعة (8)، الحديث (2810)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 100، كتاب الأضاحي (20)، باب (22)، وهو مما يلي باب العقيقة بشاة (20)، الحديث (1521).

1034 - عن حنشٍ أنه قال: رأيتُ عليًا يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ وقال: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَوْصَاني أن أُضَحِّي عنه" فأنا أُضَحِّي عنه" (¬1). 1035 - وعن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: "أَمَرَنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن نستشرِفَ العينَ والْأُذُنَ، وأن لا نُضَحِّيَ بِمُقابَلَةٍ، ولا مُدابَرَةٍ، ولا شَرْقاءَ، ولا خَرْقاءَ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 150، ضمن مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 227 - 228، كتاب الضحايا (10)، باب الأضحية عن الميت (2)، الحديث (2790)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 84، كتاب الأضاحي (20)، باب ما جاء في الأضحية عن الميت (3)، الحديث (1495)، "وحنش" قال عنه المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 95، كتاب الضحايا، باب الأضحية عن الميت، الحديث (2672): (وهو أبو المعتمر الكناني الصنعاني) وقد أخطأ في قوله: "الصنعاني" إذ الصنعاني كنيته: "أبو رشدين"! وقال عنه القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 265: (هو ابن عبد اللَّه السبائي قيل: أنه كان مع علي بالكوفة، وقدم مصر بعد قتل علي) وهذا خطأ! لأن "حنش" المذكور في الحديث كما ترجمه المزي في تهذيب الكمال 1/ 342 هو: (حنش بن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة الكناني، أبو المعتمر الكوفي)، لأن الراوي عن "حنش" هو "الحكم بن عتيبة" لا يروي إلا عن "حنش بن المعتمر" فتقرَّر أنه المراد، وليس الصنعاني. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 108، ضمن مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 77، كتاب الأضاحي، باب ما لا يجوز في الأضاحي، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 237 - 238، كتاب الضحايا (10)، باب ما يكره من الضحايا (6)، الحديث (2804)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 86، كتاب الأضاحي (20)، باب ما يكره من الأضاحي (6)، الحديث (1498)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 216، كتاب الضحايا (43)، باب المقابلة. . . (8)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1050، كتاب الأضاحي (26)، باب ما يكره أن يضحى به (8)، الحديث (3142 - 3143)، بسندين عن علي رضي اللَّه عنه، وقد وقع سقط عند تخريج الحديث في نسخة مشكاة المصابيح -ولعله من المحقق- وقد أرشدنا للسقط ملا علي القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 266 حيث قال: (رواه الترمذي، =

1036 - وعن علي رضي اللَّه عنه قال: "نهى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن يُضَحَّى بأَعْضَبِ القرنِ والْأُذُنِ" (¬1). 1037 - وعن البَراء بن عازب: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سُئل ماذا يُتَّقَى من الضحايا؟ فأَشارَ بيدِه فقال: أربعًا: العرجاءُ البَينُ ظَلْعُها، والعوراء البَيِّنُ عَوَرُها، والمريضةُ البينُ مرضُها، والعَجْفاءُ التي لا تُنْقي" (¬2). ¬

_ = وقال: حسن صحيح، نقله ميرك، وأبو داود، والنسائي، والدارمي، وابن ماجه، وانتهت روايته، أي رواية ابن ماجه)، بينما نص عبارة مشكاة المصابيح 1/ 460: (رواه الترمذي، وأبو داود، والنسائي، والدارمي! وانتهت روايته) فسقط ذكر ابن ماجه، ولم يفطن إلى ذلك المحقق، فأوهم أن الضمير يعود إلى الدارمي، بينما الصواب أن الضمير يعود لابن ماجه في قول التبريزي: (وانتهت روايته)، قوله: "أنَّ نستشرف العين والأذن" أي ننظر إليهما ونتأمل في سلامتهما من آفةٍ تكون بهما، وجاء في سنن أبي داود 3/ 238 عقب الحديث سؤال زهير، لأبي إسحاق، وهما من رجال سند الحديث، فقال: (فما المقابلة؟ قال: يُقطَعُ طرف الأذن، قلت: فما المدابرة؟ قال: يُقطع من مؤخر الأذن، قلت: فما الشرقاء؟ قال: تُشَق الأذن، قلت: فما الخرقاء؟ قال: تُخرَق أذنها للسِّمَة). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 83 ضمن مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 238، كتاب الضحايا (10)، باب ما يكره من الضحايا (6)، الحديث (2805)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 90، كتاب الأضاحي (20)، باب في الضحية بعضباء القرن والأذن (9)، الحديث (1504)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 217 - 218، كتاب الضحايا (43)، باب العضباء (12)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1051، كتاب الأضاحي (26)، باب ما يكره أن يضحى به (8)، الحديث (3145)، وجاء في سنن أبي داود 3/ 239، قول قتادة برقم (2806): (قلت لسعيد بن المسيب: ما الأعضب؟ قال: النصف فما فوقه)، أي مكسور القرن، مقطوع الأذن. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 482، كتاب الضحايا (23)، باب ما ينهى عنه من الضحايا (11)، الحديث (1)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 289، ضمن مسند البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 76، كتاب الأضاحي، باب ما لا يجوز في الأضاحي، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 235 - 236، كتاب الضحايا (10)، باب ما يكره من الضحايا (6)، الحديث (2802)، وأخرجه الترمذي =

1038 - وعن أبي سعيد أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسم يُضَحِّي بكبشٍ أَقْرَنَ فَحيلٍ، يَنظرُ في سوادٍ ويأكلُ في سوادٍ ويمشي في سوادٍ" (¬1). 1039 - عن مُجاشِعٍ -من بَني سُلَيْم- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقول: "إن الجَذَع يُوَفَّى مما يُوَفَّى منه الثَّنِيُّ" (¬2). ¬

_ = في السنن 4/ 85 - 86، كتاب الأضاحي (20)، باب ما لا يجوز من الأضاحي (5)، الحديث (1497)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 214 - 215، كتاب الضحايا (43)، باب ما نُهي عنه من الأضاحي: العوراء (5)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1050، كتاب الأضاحي (26)، باب ما يكره أن يضحى به (8)، الحديث (3144)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 258، كتاب الأضاحي (10)، باب ما لا يجزئ في الأضحية (2)، الحديث (1046)، قوله "ظَلْعُها"، أي عرجها، "والعجفاء" أي المهزولة، "لا تنقي" هي المهزولة التي لا نقي لعظامها، يعني لا مخ لها من العجف. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 231 - 232، كتاب الضحايا (10)، باب ما يستحب من الضحايا (4)، الحديث (2796)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 85، كتاب الأضاحي (20)، باب ما جاء ما يستحب من الأضاحي (4)، الحديث (1496)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 220 - 221 كتاب الضحايا (43)، باب الكبش (14)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1046 كتاب الأضاحي (26)، باب ما يستحب من الأضاحي (4)، الحديث (3128) وقد سبق شرح مثله برقم (1026). و (الفحيل): السمين المختار. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 233، كتاب الضحايا (10)، باب ما يجوز من السن في الضحايا (5)، الحديث (2799)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 219، كتاب الضحايا (43)، باب المسنة والجذعة (13)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1049، كتاب الأضاحي (26)، باب ما تجزئ من الأضاحي (7)، الحديث (3140)، "ومُجَاشِع" ذكره ابن حجر في الإِصابة في تمييز الصحابة 3/ 342، القسم الأول وقال: (مُجَاشِع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب. . .، السُّلمي قال البخاري وغيره: له صحبة، وله رواية في الصحيحين وغيرهما)، وعن "الجَذَع، والثَّني" قال الهروي في غريب الحديث 3/ 72: (حتَّى يستكمل الأربع ويدخل في السنة الخامسة =

1040 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "نِعْمَتْ الْأُضْحيةُ الجَذَعُ مِن الضَّأنِ" (¬1). 1041 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "كنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سفرٍ فحضرَ الأضحى، فاشتركْنا في البقرةِ سبعةً، وفي البعيرِ عشرةً" (¬2) (غريب). 1042 - عن عائشة رضي اللَّه عنها، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "ما عَملَ ابنُ آدمَ مِنْ عمل يومَ النحرِ أحبَّ إلى اللَّهِ مِن هِراقةِ الدمِ، وإنه لتأتي يومَ القيامةِ بقرونها وأشعارِها وأظلافِها، وإن الدمَ ليقعُ من اللَّهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ بالأرضِ فَطِيبُوا بها أَنْفُسًا" (¬3). ¬

_ = فهو حينئذٍ جذع، والأنثى جَذَعَة، وهي التي تؤخذ في الصدقة إذا جاوزت الإِبل ستين. . .، فإذا مضت الخامسة ودخلت السنة السادسة وأَلقى ثَنِيَّته فهو حينئذٍ ثَنِيٌّ والأنثى ثَنِيَّة، وهو أدنى ما يجوز من أسنان الإبل في النحر، هذا من الإبل والبقر، والمعَز لا يجزئ منها في الأضاحي إلا الثني فصاعدًا، وأما الضأن خاصة فإنه يجزئ منها الجذع)، والمعنى: يجوز تضحية الجذع من الضأن كتضحية الثنيِّ من المعز. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 445 ضمن مسند أبي هريرة رضَي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 87 كتاب الأضاحي (20)، باب ما جاء في الجذع من الضأن. . . (7)، الحديث (1499). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 275، ضمن مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 89، كتاب الأضحى (20)، باب ما جاء في الاشتراك في الأضحية (8)، الحديث (1501)، وقال: (حديث ابن عباس حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن عباس)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 222، كتاب الضحايا (43)، باب ما تجزئ عنه البَدَنة في الضحايا (15)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1047 كتاب الأضاحي (26)، باب عن كم تجزئ البدنة والبقرة (5)، الحديث (3131). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 83، كتاب الأضاحي (20)، باب ما جاء في فضل الأضحية (1)، الحديث (1439)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1045 كتاب الأضاحي (26)، باب ثواب الأضحية (3)، الحديث (3126)، وأخرجه الحاكم في =

47 - باب العتيرة

1043 - ويروى أنه قال: "ما من أيامٍ أحبَّ إلى اللَّهِ أنْ يُتعبَّدَ له فيها مِن عشرِ ذي الحِجَّةِ، يُعدلُ صيامُ كلِّ يومٍ منها بصيامِ سنةٍ، وقيامُ كلِّ ليلةٍ منها بقيامِ ليلةِ القدرِ" (¬1) (ضعيف). 47 - باب العتيرة مِنَ الصِّحَاحِ: 1044 - عن أبي هريرة رضي اله عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "لا فَرَعَ ولا عَتِيْرَة" (¬2)، والفَرَعُ أول نِتاجٍ كان يُنْتَجُ لهم، كانوا يذبحونه لطَواغِيتِهم، والعَتِيرَةُ في رجبٍ. ¬

_ = المستدرك 4/ 221 - 222، كتاب الأضاحي، باب ما تقرب إلى اللَّه يوم النحر. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 261، كتاب الضحايا، باب قال اللَّه جل ثناؤه: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}. (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 3/ 131، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في العمل. . . (52)، الحديث (758)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل، عن النَّهاس، قال: وسألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرف من غير هذا الوجه، مثل هذا. . . وقد تكلم يحيى بن سعيد في "نهَّاس"). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 551 كتاب الصيام (7)، باب صيام العشر (39)، الحديث (1728)، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 7/ 2522 - 2523 ضمن ترجمة نهَّاس بن قَهْم، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 12/ 317، فضائل عشر ذي الحجة من الإِكمال إلى: (ابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة، والبيهقي في شعب الإيمان، والخطيب في تاريخ بغداد، وابن النجّار عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه)، وهو في تاريخ بغداد 11/ 208، ضمن ترجمة عمر بن شبة النميري. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 596، كتاب العقيقة (71)، باب الفَرَع (3)، الحديث (5473)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1564، كتاب الأضاحي (35)، باب الفرع والعتيرة (6)، الحديث (38/ 1976). و (العتيرة): شاة تذبح في رجب.

48 - باب صلاة الخسوف

مِنَ الحِسَان: 1045 - عن مِخْنَفِ بن سُليمٍ: "أنَّه شهدَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يخطبُ يومَ عرفةَ يقولُ: على كلِّ أهلِ بيتٍ في كلِّ عامٍ أُضحيةٌ وعَتِيْرَةٌ" (¬1) (ضعيف ومنسوخ). 48 - باب صلاة الخسوف مِنَ الصِّحَاحِ: 1046 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إن الشَّمْسَ خَسَفَتْ على عَهْدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَبَعث مُناديًا: الصلاةُ جامعةٌ، فتَقَدَّمَ فصلَّى أربعَ ركعاتٍ في ركعتينِ، وأربعَ سَجَداتٍ" (¬2). 1047 - قالت عائشة: "ما ركعتُ ركوعًا [قطّ] (¬3) ولا سجدتُ سجودًا قَطُّ كانَ أطولَ منه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 215 ضمن مسند مِخْنَفِ بن سُليم رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 226 - 227، كتاب الضحايا (10)، باب ما جاء في إيجاب الأضاحي (1)، الحديث (2788)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 99، كتاب الأضاحي (20)، باب (19)، وهو ما قبل باب العقيقة بشاة (20)، الحديث (1518)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 167 - 168، كتاب الفرع والعتيرة (41)، باب (1)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1045 كتاب الأضاحي (26)، باب الأضاحي واجبة هي أم لا (2)، الحديث (3125). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 549، كتاب الكسوف (16)، باب الجهر بالقراءة في الكسوف (19)، الحديث (1066)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 620، كتاب الكسوف (10)، باب صلاة الكسوف (1)، الحديث (4/ 901). (¬3) ساقط من المطبوعة، وهو من مخطوطة برلين، وفي لفظ مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 538، كتاب الكسوف (16)، باب طول السجود في الكسوف (8)، الحديث (1051) عقب حديث يرويه عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 627 - 628، كتاب الكسوف (10)، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف. . . (5)، الحديث (20/ 910).

1048 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "جهَرَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في صلاةِ الخسوفِ بقراءتِه" (¬1). 1049 - عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "خَسَفتْ الشَّمْسُ على عهدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم والناسُ معَه، فقامَ قيامًا طويلًا نحوًا من سورةِ البقرةِ، ثمَّ ركعَ ركوعًا طويلًا ثم رفعَ رأسَه فقامَ قيامًا طويلًا وهو دُونَ القيامِ الأولِ، ثمَّ ركعَ ركوعًا طويلًا وهو دونَ الركوعِ الأول، ثمَّ سجدَ ثم قامَ فقامَ قيامًا طويلًا وهو دونَ القيامِ الأولِ، ثمَّ ركعَ ركوعًا طويلًا وهو دونَ الركوعِ الأول، ثمَّ رفعَ فقامَ قيامًا طويلًا وهو دونَ القيامِ الأولِ، ثمَّ ركعَ ركوعًا طويلًا وهو دونَ الركوعِ الأولِ، ثمَّ رفعَ، ثمَّ سجدَ، ثمَّ انصرفَ وقد تَجَلَّتْ الشَّمسُ فقال: إنَّ الشَّمْسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللَّهِ لا يَخْسِفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتم ذلكَ فاذكرُوا اللَّه، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ رأيناكَ تناولتَ شيئًا في مَقامِك هذا، ثمَّ رأيناكَ تَكَعْكَعْتَ؟ قال: إني رأيتُ الجنةَ فَتَناولْتُ منها عُنقودًا، ولو أخذتُه لأكلتُم منه ما بقيَتْ الدنيا، ورأيتُ النَّارَ فلمْ أرَ كاليومِ مَنظرًا أفظعَ قَطُّ منها ورأيتُ أكثرَ أهلِها النساءَ فقالوا: لِمَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: بكفرِهنَّ، قيل: يَكْفُرْنَ باللَّه؟ قال: يكفُرْنَ العشيرَ ويكفُرنَ الإِحسانَ، لو أحسنتَ إلى إحداهُنَّ الدهرَ كلَّهُ ثم رأتْ منكَ شيئًا قالت: ما رأيتُ منكَ خيرًا قطُّ" (¬2). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 549، كتاب الكسوف (16)، باب الجهر بالقراءة في الكسوف (19)، الحديث (1065) وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 620، كتاب الكسوف (10)، باب صلاة الكسوف (1)، الحديث (5/ 901). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 540، كتاب الكسوف (16)، باب صلاة الكسوف جماعة (9)، الحديث (1052)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 626، كتاب الكسوف (10)، باب ما عُرِض على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (3)، الحديث (17/ 907)، قوله "تكعكعت" أي تأخرت.

1050 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها، نحوَ حديث ابن عباس وقالت: "ثم سجدَ فأطالَ السجودَ ثم انصرفَ وقد انجلتْ الشَّمْسُ، فخطبَ الناسَ فحمِدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ، ثمَّ قال: إن الشَّمْسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللَّهِ لا يَخْسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلكَ فادعُوا اللَّهَ وكَبِّروا وصلُّوا وتَصدَّقوا ثم قال: يا أُمَّةَ محمدٍ واللَّهِ ما مِن أحدٍ أَغْيَرُ من اللَّهِ أن يزنيَ عبدُه أو تزنيَ أَمَتُهُ، يا أُمَّةَ محمدٍ واللَّهِ لو تعلمونَ ما أعلمُ لضحِكْتُم قليلًا ولبكَيْتُم كثيرًا" (¬1). 1051 - عن أبي موسى أنه قال: "خَسَفتْ الشَّمْسُ فقامَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فزِعًا يَخْشَى أن تكونَ الساعةُ، فأَتَى المسجدَ فصلَّى بأطولِ قيامٍ ورُكوعٍ وسجودٍ ما رأيته قطُّ يَفْعَله وقال: هذه الآياتُ التي يرسلُ اللَّهُ لا تكونُ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ، ولكنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بها عبادَهُ فإذا رأيتُم شيئًا من ذلكَ فافزَعُوا إلى ذكرِه ودعائه واستغفارِه" (¬2). 1052 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنه قال: "انكسَفَتْ الشَّمْسُ في عهدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومَ ماتَ ابراهيمُ ابنُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فصلَّى بالناسِ ستَّ ركعاتٍ بأربعِ سَجَداتٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 529، كتاب الكسوف (16)، باب الصدقة في الكسوف (2)، الحديث (1044)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 618، كتاب الكسوف (10)، باب صلاة الكسوف (1)، الحديث (1/ 901). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 545، كتاب الكسوف (16)، باب الذكر في الكسوف. . . (14)، الحديث (1059)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 628 - 629، كتاب الكسوف (10)، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف. . . (5)، الحديث (24/ 912). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 623، كتاب الكسوف (10)، باب ما عرض على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الكسوف. . . (3)، الحديث (10/ 904) وساقه برواية مطوَّلة.

1053 - ورُوي عن علي رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه- وسلم [أنه قال: "صلاةُ الكسوف] (¬1) ثماني ركعاتٍ في أربعِ سَجَداتٍ" (¬2). 1054 - وقال عبد الرحمن بن سَمُرَة (¬3): "كَسَفتْ الشَّمْسُ في حياةِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، فأتيتُه وهو قائمٌ في الصلاةِ رافعٌ يديهِ، فجعلَ يُسبِّح ويهلِّلُ ويكبِّرُ ويحمدُ ويدعو حتى حُسِرَ عنها، فلما حُسِرَ عنها قرأَ سورتينِ وصلَّى ركعتينِ" (¬4). 1055 - قالت أسماء بنتُ أبي بكر رضي اللَّه عنهما: "أمرَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بالعَتاقَةِ في كسوفِ الشمسِ" (¬5). مِنَ الحِسَان: 1056 - عن سَمُرَة بن جُندب رضي اللَّه عنه قال: "صلَّى بنا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في كسوفِ [الشمس] (¬6) لا نسمعُ له صوتًا. (¬7) ¬

_ (¬1) ساقط من المخطوطة. (¬2) أخرجه مسلم من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما في الصحيح 2/ 627، كتاب الكسوف (10)، باب ذكر من قال: إنه ركع ثمان ركعات. . . (4)، الحديث (18/ 908)، وقال عَقِبَةُ: (وعن علي مثل ذلك). (¬3) وردت في المخطوطة والمطبوعة (جابر بن سمرة) والصواب ما أثبتناه، قال الخطيب التبريزي في مشكاة المصابح 1/ 469: (رواه مسلم في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن سَمُرَة، وكذا في شرح السنة 4/ 379 عنه، وفي نسخ "المصابيح" عن جابر بن سَمُرَة). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 629، كتاب الكسوف (10)، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف. . . (5)، الحديث (26/ 913). (¬5) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 543 - 544، كتاب الكسوف (16)، باب مَنْ أحبَّ العَتاقة في كسوف الشمس (11)، الحديث (1054). و (العتاقة): فك الرقاب. (¬6) ليست في مخطوطة برلين، وليست عند الترمذي ولفظ الحديث له، وهي من المطبوعة فقط. (¬7) أخرجه أحمد في المسند 5/ 16 ضمن مسند سَمُرَة بن جندب رضي اللَّه عنه، برواية مطوَّلة، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 700 كتاب الصلاة (2)، باب من قال: أربع =

فصل في سجود الشكر

1057 - وقال عِكْرِمة: "قيل لابن عباس: ماتَتْ فلانة -بعضُ أزواجِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم- فخَرَّ ساجدًا، فقيلَ له: أَتسجدُ في هذه الساعةِ؟ فقال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إذا رأيتم آيةً فاسجُدُوا، وأيُّ آيةٍ أعظمُ مِن ذهابِ أزواجِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). فصل في سجود الشكر (¬2) مِنَ الحِسَان: 1058 - عن أبي بَكْرَةَ رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا جاءَهُ أمرٌ يُسَرُّ به خرَّ ساجدًا شكرًا للَّهِ" (¬3) (غريب). ¬

_ = ركعاتٍ (262)، الحديث (1184)، ضمن رواية مطوَّلة، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 451 أبواب الصلاة، باب ما جاء في صفة القراءة. . . (397)، الحديث (562)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 140 - 141 كتاب الكسوف (16)، باب نوع آخر من صلاة الكسوف (15)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 402 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في صلاة الكسوف (152)، الحديث (1264)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 158 كتاب المواقيت (5)، باب صلاة الكسوف (113)، الحديث (597)، برواية مطوَّلة، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 329 - 331 كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف ركعتان. . .، برواية مطوَّلة. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 706، كتاب الصلاة (2)، باب السجود عند الآيات (269)، الحديث (1197)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 707 - 708، كتاب المناقب (50)، باب فضل أزواج النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (64)، الحديث (3891)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 343، كتاب صلاة الخسوف، باب من استحبَّ الفزع إلى الصلاة. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 4/ 397، باب السجود عند حدوث آيةٍ، الحديث (1156). (¬2) لم يورد المصنف في هذا الفصل شيئًا من الصحاح، واقتصر على الحسان. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 216، كتاب الجهاد (9)، باب في سجود الشكر (174)، الحديث (2774)، وأخرجه الترمذي في السنن 1/ 144، كتاب السِّير (22)، باب ما جاء في سجدة الشكر (25)، الحديث (1578)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 446، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الصلاة والسجدة =

1059 - ورُوي "أن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رأى نُغاشيًا فسجدَ شكرًا للَّهِ تعالى" (¬1). 1060 - عن عامر بن سعد، عن أبيه أنه قال: "خرجْنا معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن مكةَ نريدُ المدينةَ، فلمَّا كنا قريبًا من عَزْوَزاء نزلَ ثم رفعَ يديهِ فدَعا اللَّه ساعةً، ثمَّ خَرَّ ساجدًا فمكثَ طويلًا ثم قامَ فرفعَ يديه [فدَعا اللَّه ساعةً] (¬2)، ثمَّ خرَّ ساجدًا فمكثَ طويلًا ثم قامَ فرفعَ ¬

_ = عند الشكر (192)، الحديث (1394)، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 410،كتاب الصلاة (4)، باب السنة في سجود الشكر، الحديث (2)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 276، كتاب الصلاة، باب سجدة الشكر، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 370، كتاب الصلاة، باب سجود الشكر. (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة من رواية جابر الجُعفي، عن أبي جعفر -محمد بن علي- "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى رجلًا قصيرًا. . ."، في المصنف 2/ 482، كتاب الصلاة، باب في سجود الشكر، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 410، كتاب الصلاة (4)، باب السنة في سجود الشكر، الحديث (1)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 371، كتاب الصلاة، باب سجود الشكر وذكر أن الرجل يقال له: (زنيم)، وأخرج نحوه ابن حبان في كتاب المجروحين 3/ 136 ضمن ترجمة يوسف بن محمد بن المنكدر، من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه مرفوعًا ولفظه: (وإذا رأى الرجلُ مغيَّر الخَلْقِ خرَّ ساجدًا شكرًا للَّه)، وأخرجه من هذا الوجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 7/ 2612 ضمن ترجمة يوسف بن محمد بن المنكدر، وأورد ابن حجر حديث أبي جعفر محمد بن علي، في التلخيص الحبير 2/ 11، كتاب الصلاة (4)، باب سجود التلاوة والشكر (7)، الحديث (494)، وقال: (هذا الحديث ذكره الشافعي في المختصر بلفظ: فسجد شكرًا للَّه، ولم يذكر إسناده، وكذا صنع الحاكم في المستدرك، واستشهد به على حديث أبي بكرة. . .، وأسنده الدارقطني والبيهقي من حديث جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي مرسلًا، وزاد: أن اسم زنيم، وكذا هو في مصنَّف ابن أبي شيبة من هذا الوجه، وَوَصَلَه ابن حبان في الضعفاء)، وهو عند الحاكم في المستدرك 1/ 276، كتاب الصلاة، باب سجدة الشكر، وساقه شاهدًا بغير إسناد، قوله: "نُغَاشيًا" بضم النون وتخفيف الياء، وفي نسخة بتشديدها، هو القصير جدًا، الضعيف الحركة، الناقصِ الخلقة. (¬2) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند أبي داود.

49 - باب الاستسقاء

يديهِ ساعةً ثم خرَّ ساجدًا فقال: إني سألتُ ربِّي وشفعتُ لأمَّتِي، فأعطاني ثُلُثَ أُمَّتي فخرَرْتُ ساجدًا لِربي شكرًا، ثمَّ رفعتُ رأسي فسألتُ ربي لأمَّتي، فأعطاني ثلثُ أمتي فخررتُ ساجدًا لربي شكرًا، ثمَّ رفعتُ رأسِي فسألتُ ربي لأمَّتي، فأعطاني الثلث الآخِرَ فخررتُ ساجدًا لربي [شكرًا] (¬1) " (¬2). 49 - باب الاستسقاء مِنَ الصِّحَاحِ: 1061 - عن عبد اللَّه بن زيد أنه قال: "خرجَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم بالناسِ إلى المصلَّى يستسقي، فصلَّى بهم ركعتينِ جهرَ فيهما بالقراءةِ، واستقبلَ القِبلةَ يدعُو ويرفعُ يديهِ وَحَوَّلَ رداءَهُ حينَ استقبلَ القبلة" (¬3). 1062 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لا يرفعُ يديهِ في شيء من دعائِه إلا في الاستسقاءِ، وإنه كان يرفعُ يديهِ ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 217 - 218، كتاب الجهاد (9)، باب في سجود الشكر (174)، الحديث (2775)، وأخرحه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 370، كتاب الصلاة، باب سجود الشكر من طريق أبي داود، وعزاه الخطيب التبريزي للإِمام أحمد في المسند، وليس عنده، وإنما ورد في رواية أبي داود قوله: "ذكره أحمد ثلاثًا" وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 86/ 4 (ذكره أحمد يعني ابن صالح ثلاثًا) فأوهم ذلك، وعن قوله "عزوزاء" قال ياقوت في معجم البلدان 4/ 119: (عَزْوَر بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو، آخره راء مهملة. . .، وعزور: موضعُ أو ماء، وقيل: هي ثنية المدينيين إلى بطحاء مكة. . .، وقال أبو نصر: عزور ثنية الجحفة عليها الطريق بين مكة والمدينة. . .، عزوزا: بفتح أوله وتكرير الزاي قال العمراني موضع بين مكة والمدينة جاء في الأخبار ذكره والذي قبله أيضًا، وأنا أخشى أن يكون صُحِّف بالذي قبله). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 514، كتاب الاستسقاء (15)، باب الجهر بالقراءة. . . (16)، الحديث (1024)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 611، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، الحديث (2/ 894)، وليس عنده ذكر "الجهر بالقراءة".

حتَّى يُرَى بياضُ إبطيْهِ" (¬1). 1063 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم اسْتَسْقى فأشارَ بظهرِ كفَّيهِ إلى السماءِ" (¬2). 1064 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كان إذا رَأَى المطرَ قال: صَيِّبًا نافِعًا" (¬3). 1065 - وقال أنس: "أصابَنا ونحنُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مطرٌ قال: فحسَرَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثوبَه حتَّى أصابَه من المطرِ فقلنا: يا رسولَ اللَّهِ لِمَ صنعتَ هذا؟ قال: لأنه حديثُ عهدٍ بربِّه" (¬4). مِنَ الحِسَان: 1066 - عن عبد اللَّه بن زيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "خرجَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلى المصلَّى فاستسقى، وحوَّلَ رداءَه حين استقبلَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 517، كتاب الاستقساء (15)، باب رفع الإِمام يده في الاستسقاء (22)، الحديث (1031)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 612، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب رفع اليدين بالدعاء. . . (1)، الحديث (5/ 895). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 612، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب رفع اليدين بالدعاء. . . (1)، الحديث (6/ 896). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 518، كتاب الاستسقاء (15)، باب باب ما يقال إذا أمطرت. . . (23)، الحديث (1032). قوله (صيِّبًا) أي المطر الشديد. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 615، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب الدعاء في الاستسقاء (2)، الحديث (13/ 898).

القبلَةَ فجعل عِطافَه الأيمنَ على عاتِقِهِ الأيسرِ، وجعلَ عِطافه الأيسرَ على عاتقِهِ الأيمنِ ثم دَعا اللَّهَ" (¬1). 1067 - وعنه أنه قال: "استسقَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وعليهِ خَمِيصَةٌ له سوداءُ، فأرادَ أن يأخذَ أسفَلَها فيجعلَهُ أعلاها، فلمَّا ثَقُلَتْ [عليه] (¬2) قلَّبَها على عاتِقَيْهِ" (¬3). 1068 - عن عُمَير مولى آبي اللحمِ: "أنَّه رأى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يستسقي عندَ أحجارِ الزَّيتِ، قائمًا يدعُو رافعًا يديهِ قِبَلَ وجهِهِ لا يجاوزُ بهما رأسَه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 688، كتاب الصلاة (2)، جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها (258)، الحديث (1163)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 350، كتاب صلاة الاستسقاء، باب كيفية تحويل الرداء، وساقه بسند أبي داود، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 285 (رواه أبو داود واللفظ له، ورواه البقية من الأربعة أيضًا بألفاظ قريبة المعنى ذكره ميرك)، والعِطاف: جانب الرداء. (¬2) ساقطة من المطبوعة، وليست عند أبي داود. (¬3) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 168، الباب الخامس عشر في صلاة الاستسقاء، الحديث (488)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 42 ضمن مسند عبد اللَّه بن زيد بن عاصم رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 688، كتاب الصلاة (2)، جماع أبواب صلاة الاستسقاء. . . (258)، الحديث (1164)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 156، كتاب الاستسقاء (17)، باب الحال التي يستحب الإمام. . . (3)، وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 100، كتاب الاستسقاء (11)، الحديث (725)، وعزاه لأبي عوانة، وابن حبان، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 327، كتاب الاستسقاء، باب تقليب الرداء. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 351، كتاب صلاة الاستسقاء، باب كيفية تحويل الرداء. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 223 ضمن مسند عمير مولى آبي اللحم رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 690 - 691، كتاب الصلاة (2)، باب رفع اليدين في الاستسقاء (260)، الحديث (1168)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 443، أبواب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء (395)، الحديث (557)، وأخرجه النسائي =

1069 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم -يعني في الاستسقاءِ- مُتَبذِّلًا مُتَواضِعًا مُتخشِّعًا مُتضرِّعًا" (¬1). ¬

_ = في المجتبى من السنن 3/ 159، كتاب الاستسقاء (17)، باب كيف يرفع (9)، والحديث عند الترمذي والنسائي من رواية عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم، وسيأتي الكلام حولها، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 327، كتاب الاستسقاء، باب تقليب الرداء. . .، و"أحجار الزيت" هو موضع بالمدينة من الحرَّة، سُميت بذلك لسواد أحجارها، كأنها طليت بالزيت، قال الترمذي عقب الحديث في 2/ 444: (قال أبو عيسى: كذا قال قتيبة في هذا الحديث "عن آبي اللَّحْم" ولا نعرف له عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا هذا الحديث الواحد. وعُمَيْرٌ مولى آبي اللَّحْمِ، قد رَوَى عن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أحاديثَ، وله صُحْبَةٌ). وقال الشيخ أحمد شاكر في حاشية الترمذي: (هكذا روى الترمذي والنسائي عن قتيبة أنه زاد في الإسناد "عن آبي اللحم" ولكن رواه أحمد، عن قتيبة -نفسه- من حديث "عمير مولى آبي اللحم" ولم يذكر "عن آبي اللحم"، وذكر الحديث في مسند عمير، فلعل قتيبة لم يحفظ هذا الحديث جيدًا، فكان يرويه مرة هكذا ومرة هكذا. وقد أخطأ في إسناده خطأ آخر، إذ جعل الرواية عن يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد، عن عمير مباشرة، والصواب: أن يزيد رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير، كما في رواية أحمد وأبي داود، من طريق حيوة وعمر بن مالك، عن ابن الهاد). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 355، ضمن مسند عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 688 - 689، كتاب الصلاة (2)، جماع أبواب صلاة الاستسقاء. . . (258)، الحديث (1165)، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 445، أبواب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء (395)، الحديث (559)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 156 - 157، كتاب الاستسقاء (17)، باب جلوس الإِمام على المنبر للاستقساء (4)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 403، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء (153)، الحديث (1266)، وأخرجه أبو عوانة، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 95، كتاب صلاة الاستسقاء (11)، الحديث (713)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 159، كتاب المواقيت (5)، باب الاستسقاء (114)، الحديث (603)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 68، كتاب الاستسقاء، الحديث (11)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 326 - 327، كتاب الاستسقاء، باب تقليب الرداء. . .، "والتبذل" ترك التَّزيُّن على جهة التواضع.

1070 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ إذا استسقى: اللهم اسْقِ عبادَكَ وبَهيمَتَكَ وانشُرْ رحمَتَكَ وأَحْيي بلدَكَ الميِّتَ" (¬1). 1071 - عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُواكِئ فقال: اللهم اسقِنا غَيْثًا مُغيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا غيرَ ضارٍّ عاجلًا غيرَ آجلٍ" (¬2)، فأطبَقَتْ عليهم السماءُ. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 695، كتاب الصلاة (2)، باب رفع اليدين في الاستسقاء (260)، الحديث (1176)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 356، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، وأخرجه مالك في الموطأ 1/ 190 - 191، كتاب الاستسقاء (13)، باب ما جاء في الاستسقاء (2)، الحديث (2)، عن عمرو بن شعيب مرسلًا. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 690 - 691، كتاب الصلاة (2)، باب رفع اليدين في الاستسقاء (260)، الحديث (1169)، وأخرجه أبو عوانة في الصحيح، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 99، كتاب صلاة الاستسقاء (11)، الحديث (721)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 327، كتاب الاستسقاء، باب تقليب الرداء. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 355، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، وفي رواية أبي داود والحاكم "أتت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بواكي" بالباء الموحدة، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 37: (هكذا وقع في روايتنا وفي غيرها مما شهدناه "بواكي" بالباء الموحدة المفتوحة، وذكر الخطابي قال: "رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يُواكي" بضم الياء باثنتين من تحتها. وقال: معناه التحاملُ على يديه إذا رفعهما، ومدَّهما في الدعاء، ومن هذا التوكؤ على العصا، وهو التحامل عليها. قال بعضهم: والصحيح ما ذكره الخطابي، هذا آخر كلامه. وللرواية المشهورة وجه)، و"مريعًا" أي كثيرًا.

فصل

فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 1072 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: نُصِرتُ بالصَّبا وأُهلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ" (¬1). 1073 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "ما رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ضاحِكًا حتَّى أَرَى منه لَهَواتِهِ إنما كانَ يَتَبَسَّمُ وكانَ إذا رأى غيمًا أو ريحًا عُرِفَ في وجهِهِ" (¬2). 1074 - وقالت: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا عصَفَتْ الريحُ قال: اللهم إِنِّي أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما فيها وخيرَ ما أُرسِلَتْ به، وأعوذُ بِكَ من شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرسِلت به، وإذا تخيَّلت السماءُ تغيَّر لونُه وخرجَ ودخلَ وأقبلَ وأدبرَ، فإذا مَطَرَت سُرِّيَ عنه فعَرَفتْ ذلكَ عائشةُ رضي اللَّه عنها فسأَلَتْه؟ فقال: لعلَّه يا عائشةُ كما قالَ قومُ عادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 520، كتاب الاستسقاء (15)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نُصِرْت بالصَّبا" (26)، الحديث (1035)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 617، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب في ريح الصَّبا. . . (4)، الحديث (17/ 900)، و"الصَّبا" ريحٌ شرقية تهبُّ من مطلع الشمس، و"الدُّبور" بفتح الدال ريح غربية. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 578، كتاب التفسير (65)، باب {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ. . .} (2)، سورة الأحقاف (46)، الآية (24)، الحديث (4828 - 4829)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 616 - 617، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب التَّعوُّذ عند رؤية الريح. . . (3)، الحديث (16/ 8996)، قوله: "لَهَوَاته" جمبم لهاة وهي لحمة مشرفة على الحلق، وقيل: هي قعر الفم قريب من أصل اللسان.

مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} (¬1) " (¬2). وفي رواية: "ويقولُ إذا رأَى المطرَ: [هذا] (¬3) رحمةٌ" (¬4). 1075 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مفاتيحُ الغيبِ خمسٌ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ...} (¬5) الآية" (¬6). 1076 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ليست السُّنَةُ بأنْ لا تُمْطَروا، ولكنَ السُّنَةَ أنْ تُمْطَرُوا وتُمْطَروا ولا تُنبِتُ الأرضُ شيئًا" (¬7). مِنَ الحِسَان: 1077 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "الريحُ من رَوْحِ اللَّهِ تأتي بالرحمةِ ¬

_ (¬1) سورة الأحقاف (46)، الآية (24). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 300، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ. . .} (5)، سورة الأعراف (7)، الآية (57)، الحديث (3206)، وليس في رواية البخاري ذكر دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا عصفت الريح، بل تفرد بها مسلم، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 616، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب التعوذ عند رؤية الريح. . . (3)، الحديث (15/ 899)، "وتَحَيَّلَتْ السماء" أي تغيَّمت. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي من المطبوعة فقط. (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (14/ 899). (¬5) سورة لقمان (31)، الآية (34). (¬6) أخرجه البخاري من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 8/ 291 كتاب التفسير (65)، باب {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (1)، سورة الأنعام (6)، الآية (59). (¬7) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 2228 كتاب الفتن. . . (52)، باب في سكنى المدينة. . . (15)، الحديث (44/ 2904)، و"السَّنة" أي القحط.

والعذابِ، فلا تَسُمُّوها وسَلُوا اللَّه من خيرِها وعُوذُوا بهِ مِن شرِّها" (¬1). 1078 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا لعنَ الريحَ عندَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: لا تَلعنُوا الريحَ فإنها مأمورةٌ، إنه مَن لعنَ شيئًا ليسَ له بأَهلٍ رجعَتْ اللعنةُ عليهِ" (¬2) (غريب). 1079 - عن أُبيِّ بنِ كعبٍ أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَسبُّوا الريحَ فإذا (¬3) رأيتُم ما تَكرهونَ فقولوا: اللهم إنا نسألُكَ من ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 175 - 176، الباب السادس عشر في الدعاء، الحديث (504)، وأخرجه معمر في الجامع (المطبوع بآخر المصنف) 11/ 89، باب الريح والغيث، الحديث (20004)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 267، 268، من طريق عبد الرزاق، ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 243، باب لا تسبوا الريح، الحديث (721)، وفي ص 302 - 303، باب لا تسبوا الريح (405)، الحديث (909)، وأخرجه أبو داود من طريق عبد الرزاق في السنن 5/ 328، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا هاجت الريح (113)، الحديث (5097)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 520، باب ما يقول إذا هاجت الريح، الحديث (931) وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 382، ضمن ترجمة ثابت بن قيس الزرقي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1228، كتاب الأدب (33)، باب النهي عن سب الريح (29)، الحديث (3727)، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 399، باب بيان مشكل ما جاء في كتاب اللَّه تعالى ذكر الرحمة بالريح، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 488، كتاب الأدب (32)، باب النهي عن سبِّ الريح (34)، الحديث (1989)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 285، كتاب الأدب، باب الريح من روح اللَّه فلا تَسُبوها، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 361، كتاب صلاة الاستسقاء، باب ما كان يقول عند هبوب الريح، وينهى عن سبِّها. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 212، كتاب الأدب (35)، باب في اللعن (53)، الحديث (4908)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 350 - 351، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في اللعنة (48)، الحديث (1978)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 487، كتاب الأدب (32)، باب النهي عن سب الريح (34)، الحديث (1988)، وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير 2/ 69 - 70 ضمن معجم محمد بن بشران الدرهمي البصري. (¬3) تصحف في المطبوعة إلى (فإذا).

خيرِ هذهِ الريح وخيرِ ما فيها وخيرِ ما أُمِرَتْ به، ونعوذُ بِكَ من شرِّ هذه الريحِ وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُمِرَت به" (¬1) 1080 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "ما هَبَّت ريحٌ قطُّ إلا جَثا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على ركبتيهِ وقال: اللهم اجعَلْها رحمةً ولا تجعَلها عذابًا، اللهم اجعَلها رياحًا ولا تجعَلها ريحًا" قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: في كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} (¬2)، و {أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} (¬3)، وقال: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} (¬4). {[وَمِنْ آيَاتِهِ] (¬5) أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} (¬6) " (¬7). 1081 - عن عائشةَ رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كان النبيُّ صلى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 123 ضمن مسند أبي بن كعب رضي اللَّه عنه، وأخرجه عبد بن حميد في المسند، مخطوط الظاهرية رقم (1066)، الورقة (21/ أ)، ضمن مسند أبي بن كعب، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 242 - 243، باب لا تسبّوا الريح، الحديث (720). وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 521، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في النهي عن سبِّ الرياح (65)، الحديث (2252)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 521، باب ما يقول إذا هاجت الريح، الحديث (934). وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 398، باب بيان مشكل ما جاء في كتاب اللَّه تعالى ذكر الرحمة بالريح. . .، وأخرجه ابن السنِّي في عمل اليوم والليلة، ص 119، باب ما يقول إذا هبَّت الريح، الحديث (299). (¬2) سورة القمر (54)، الآية (19). (¬3) سورة الذاريات (51)، الآية (41). (¬4) سورة الحجر (15)، الآية (22). (¬5) ليست في المطبوعة. (¬6) سورة الروم (30)، الآية (46). (¬7) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 175، الباب السادس عشر في الدعاء، الحديث (502)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 4/ 341، في مسند ابن عباس، الحديث (129/ 2456)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 213، في معجم عبد اللَّه بن عباس، الحديث (11533)، وعزاه ابن حجر لمسدّد في المطالب العالية 3/ 238، كتاب الأذكار والدعوات، باب ما يقول إذا هاجت الريح، الحديث (3171).

اللَّه عليه وسلم إذا أَبصرْنا شيئًا من السماءِ -تعني السحابَ- تركَ عملَهُ واستقبَلَهُ قال: اللهم إني أعوذُ بِكَ من شرِّ ما فيهِ، فإن كَشَفَهُ اللَّهُ حَمِدَ اللَّه وإن مطرَتْ قال: اللهم سُقْيًا نافِعًا" (¬1). 1082 - وعن ابن عمر: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا سمعَ صوتَ الرعدِ والصَّواعِقِ قال: اللهم لا تَقْتُلْنا بِغَضَبِكَ ولا تُهلِكنا بعذابِكَ وعافِنا قبلَ ذلكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 174، الباب السادس عشر في الدعاء، الحديث (501)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 190، ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 330، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا هاجت الريح (113)، الحديث (5099)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 164، كتاب الاستسقاء (17)، باب القول عند المطر (15)، بسياق مختصر، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1280، كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به الرجل إذا رأى السحاب والمطر (21)، الحديث (3889)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 159، كتاب المواقيت (5)، باب الاستسقاء (114)، الحديث (600)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 120، باب ما يقول إذا رأى سحابًا مقبلًا، الحديث (303)، وأخرج نحوه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 363، كتاب صلاة الاستسقاء، باب ما كان يقول إذا رأى المطر. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 100 - 101 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، وأخرجه: البخاري في الأدب المفرد، ص 243، باب الدعاء عند الصواعق (299)، الحديث (722)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 503، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا سمع الرعد (50)، الحديث (3450)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 518، باب ما يقول إذا سمع الرعد والصواعق، الحديث (928). وأخرجه الدولابي في الكنى والأسماء 2/ 117، ضمن ترجمة أبي مطر، وأخرجه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة، ص 121، باب ما يقول إذا سمع الرعد والصواعق، الحديث (304)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 286، كتاب الأدب، باب الدعاء عند استماع صوت الرعد، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 363، كتاب صلاة الاستسقاء، باب ما يقول إذا سمع الرعد.

5 - كتاب الجنائز

5 - كِتَابُ الجَنَائِزِ 1 - باب عيادة المريض وثواب المرض مِنَ الصِّحَاحِ: 1083 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أَطْعِموا الجائع، وعُودُوا المريض، وفُكُّوا (¬1) العاني" (¬2). 1084 - وقال: "حقُّ المسلم على المسلم خمسٌ: ردُّ السلام، وعيادةُ المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس" (¬3). 1085 - وقال: "حقُّ المسلم على المسلم سِتٌّ: إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عَطَسَ فحمد اللَّه فشمِّته، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإذا مات فاتبعه" (¬4). ¬

_ (¬1) قال القاري في المرقاة 2/ 293: (أي أعتقوا الأسير). (¬2) أخرجه: البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه في الصحيح 10/ 112، كتاب المرضى (75)، باب وجوب عيادة المريض (4)، الحديث (5649). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 112، كتاب الجنائز (23)، باب الأمر باتباع الجنائز (2)، الحديث (1240)، ومسلم في الصحيح 4/ 1704، كتاب السلام (39)، باب من حقّ المسلم اللمسلم ردّ السلام (3)، الحديث (4/ 2162). و (تشميت العاطس): الدعاء له. (¬4) أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 1705، كتاب السلام (39)، باب من حقّ المسلم للمسلم رد السلام (3)، الحديث (5/ 2162).

1086 - وقال البَراء بن عازِب: "أَمَرَنا النبي صلى اللَّه عليه وسلم بسبعٍ، ونهانا عن سبعٍ، أَمَرَنا بعيادةِ المريض، واتباعِ الجنائزِ، وتشميت العاطسِ، وردِّ السلام، وإجابةِ الداعي، وإبرار المُقْسِم، ونصرِ المظلوم، ونهانا عن خاتَم الذهب، وعن الحرير، والاسْتَبْرَق، والدِّيباج، والميثَرة الحمراء، والقَسِّيِّ (¬1)، وآنيةِ الفضة" (¬2). وفي رواية: "وعن الشرب في الفضة، فإنه مَنْ شَرِب فيها في الدنيا، لم يشرب فيها في الآخرة" (¬3). 1087 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إن المسلمَ إذا عاد أخاه المسلم لم يَزَلْ في خُرْفةِ (¬4) الجنّةِ حتَّى يرجِع" (¬5). 1088 - وعن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إن اللَّه تعالى يقول يومَ القيامة: يا ابنَ آدم مرضْتُ فلم تَعُدْني، قال: ¬

_ (¬1) ذكر القاري في المرقاة 2/ 295، عن الاستبرق والديباج أنهما من أنواع الحرير ثم قال: (والمراد بها الأنواع، والتفصيل لتأكيد التحريم)، أما عن الميثرة الحمراء فقال: (الوطاء على السرج. . .، وهي وسادة توضع في السرج. . .، يجعلها الراكب تحته على الرحال)، والقَسِّيِّ: (بفتح القاف وتشديد السين والياء في الفائق: القَسِّي ضرب من ثياب كتان مخلوط بحرير يؤتي به من مصر، نسب إلى قرية على ساحل البحر يقال لها: القس). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 112، كتاب الجنائز (23)، باب الأمر باتباع الجنائز (2)، الحديث (1239)، ومسلم في الصحيح 3/ 1635، كتاب اللباس والزينة (37)، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة. . . (2)، الحديث (3/ 2066). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1636، كتاب اللباس والزينة (37)، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة. . . (2)، في رواية من الحديث (3/ 2066). (¬4) قال القاري في المرقاة 2/ 295: ("في خُرفة الجنة" بضم الخاء وسكون الراء: أي في روضتها). (¬5) أخرجه مسلم عن ثوبان مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصحيح 4/ 1989، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب فضل عيادة المريض (13)، الحديث (41/ 2568).

يا ربِّ كيف أَعُودُكَ وأنت رب العالمين؟ قال: أَما علمتَ أن عبدي فلانًا مرِضَ فلم تَعُدْه، أَما علمتَ أنك لَوْ عُدْتَه لَوَجَدْتَني عنده؟ ابنَ آدم استطعمتُكَ فلم تُطعِمني، قال: يا ربِّ وكيف أُطعِمُك وأنت رب العالمين؟ قال: أَما علمتَ أنه استطعَمك عبدي فلانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَما علمتَ أنك لو أطعمتَه لَوَجدتَ ذلك عندي؟ ابن آدم: استسقيتُك فلَمْ تُسقني، قال: يا ربِّ كيف أسقيكَ وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلانٌ فلم تُسقِه، أَما إنك لو سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلك عندي" (¬1). 1089 - وقال ابن عباس: "إن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم دخل على أعرابي يعودُه، وكان إذا دخلَ على مريض يعودُه قال: لا بأسَ، طَهُورٌ إن شاء اللَّه تعالى، فقال له: لا بأسَ طَهُورٌ إن شاء اللَّه، قال: كلا بل حُمَّى تفورُ على شيخ كبيرٍ تُزِيرُه القبورَ، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم؛ فنَعَمَ إذًا" (¬2). 1090 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مَسَحه بيمينه ثم قال: أَذْهِبْ الباسَ ربِّ الناسِ، واشف أنت الشافي لا شفاءَ إِلا شفاؤك، شفاءً لا يغادِر سَقَمًا" (¬3). 1091 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان إذا اشتكى الإنسانُ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1990، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب فضل عيادة المريض (13)، الحديث (43/ 2569). (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 121، كتاب المرضى (75)، باب ما يقال للمريض وما يجيب (14)، الحديث (5662). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 131، كتاب المرضى (75)، باب دعاء العائد للمريض (20)، الحديث (5675)، ومسلم في الصحيح 4/ 1271 - 1722، كتاب السلام (39)، باب استحباب رقية المريض (19)، الحديث (46/ 2191).

الشيءَ منه، أو كانتْ به قَرْحَة أو جَرْحٌ، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بإصبعه (¬1): باسم اللَّه تُرْبَةُ أرضنا بِرِيقَةِ بعضِنا ليُشْفَى [به] (¬2) سَقِيمُنَا بإذن ربِّنا" (¬3). 1092 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا اشتكى نفثَ على نَفْسِه بالمعوِّذات ومسحَ عنه بيده، فلمَّا اشتكى وَجَعَه الذي تُوفي فيه، كنتُ أنفثُ عليه بالمعوِّذات التي كان ينفثُ وأمسحُ بيدِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم [رجاءَ بركتِها] (¬4) " (¬5). . ويروى: "كان إذا مَرِض أحدٌ من أهل بيته نفثَ عليه بالمعوِّذات" (¬6). 1093 - وعن عثمان بن أبي العاص: "أنَّه شكى إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وجعًا يجدُه في جسدِه، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ضع يدَك [اليمنى] (¬7) على الذي يؤلم من جسدِك وقل: بسم اللَّه ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة اللَّهِ وقدرته من شر ما أَجِدُ وأحاذِر، قال: ففعلتُ، فأَذْهَبَ اللَّه ما كان بي" (¬8). ¬

_ (¬1) قال القاري في المرقاة 2/ 297 (أي أشار بها قائلًا). (¬2) من صحيح مسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 206، كتاب الطب (76)، باب رقية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (38)، الحديث (5743)، ومسلم في الصحيح 4/ 1724، كتاب السلام (39)، باب استحباب الرقية من العين (21)، الحديث (54/ 2194). (¬4) ساقط من مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة وموجودة في لفظٍ عند مسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 210، كتاب الطب (76)، باب المرأة ترقي الرجل (41)، الحديث (5751)، ومسلم في الصحيح 4/ 1723، كتاب السلام (39)، باب رقية المريض بالمعوِّذات والنفث (20)، الحديث (51/ 2192). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1723، كتاب الطب (39)، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث (20)، الحديث (50/ 2192). (¬7) ساقطة من مخطوطة برلين، وليست عند مسلم. (¬8) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1728، كتاب السلام (39)، باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء (24)، الحديث (67/ 2202).

1094 - وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: "أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا محمد أَشْتَكَيْتَ؟ فقال: نعم، قال: بسم اللَّه أَرقيك، من كل شيءٍ يؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عينٍ حاسدةٍ اللَّهُ يَشفيك، بسم اللَّهِ أَرقيك" (¬1). 1095 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُعَوِّذُ الحسنَ والحسينَ ويقول: إن أباكما، يعني إبراهيم، كان يعوِّذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ، أُعِيذُكما بكلماتِ اللَّهِ التامةِ من كل شيطانٍ وهامَّة (¬2)، ومن كل عينٍ لامَّة" (¬3). 1096 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من يُرِدْ اللَّهُ به خيرًا يُصِبْ منه" (¬4) 1097 - وقال: "ما يصيبُ المسلمَ من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ (¬5)، ولا همٍّ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1718، كتاب السلام (39)، باب الطب والمرض والرقى (16)، الحديث (40/ 2186). (¬2) قال القاري في المرقاة 2/ 299 عن الهامَّة: (هي بتشديد الميم أي كل دابة ذات سم يقتل والجمع الهوام، وأما ما له سم ولا يقتل فهو السَّامَّة). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 408، كتاب الأنبياء (60)، باب (10)، وهو ما يلي باب يزفُون النَّسلان في المشي (9)، الحديث (3371)، وقال القاري في المرقاة 2/ 299، عن اللامة: (بتشديد الميم أي جامعة للشر على المعيون، مِنْ لَمَّة إذا جمعه). (¬4) أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 10/ 103، كتاب المرضى (75)، باب ما جاء في كفارة المرض. . . (1)، الحديث (6545)، وقال: القاري في المرقاة 2/ 299: (أي يجعله ذا مصيبة ليطهره بها من الذنوب): وقال: (يُصِبْ: على بناء المجهول وقيل على المعلوم). (¬5) قال القاري عن النصب والوصب في المرقاة 2/ 300: (الأول التعب، والألم الذي يصيب البدن من جراحة وغيرها، والثاني الألم اللازم والسقم الدائم).

ولا حَزَن، ولا أَذَى ولا غم، حتَّى الشوكةِ يُشاكُها، إِلا كَفَّر اللَّهُ بها مِن خطاياه" (¬1). 1098 - وقال: "إنَّي أُوعَكُ كما يُوعَك الرجلانِ منكم، قيل: ذلك لأن لك أجرين؟ قال: أجل، ثمَّ قال: ما من مسلم يُصيبُه أذى من مرضٍ فما سِواه، إلا حطَّ اللَّهُ سيئاتِه كما تَحُطُّ الشجرةُ وَرَقَها" (¬2). 1099 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "ما رأيت أحدًا الوجعُ عليه أشدُّ من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬3). 1100 - وقالت: "مات النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بين حاقنتي وذاقنتي (¬4)، فلا أَكره شدةَ الموتِ لأحدٍ أبدًا بعدَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 103، كتاب المرضى (75)، باب ما جاء في كفارة المرض. . . (1)، الحديث (5641 - 5642)، ومسلم في الصحيح 4/ 1992 - 1993، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه (14)، الحديث (52/ 2573). (¬2) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 111، كتاب المرضى (75)، باب أشدُّ الناس بلاء الأنبياء. . . (3)، الحديث (5648)، ومسلم في الصحيح 4/ 1991، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض. . . (14)، الحديث (45/ 2571). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 110، كتاب المرضى (75)، باب شدة المرض (2)، الحديث (5646)، ومسلم في الصحيح 4/ 1990، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه. . . (14)، الحديث (44/ 2570). (¬4) قال القاري عن الحاقنة والذاقنة في المرقاة 2/ 301 (بكسر القاف فيهما قال التوربشتي: الحاقنة الوهدة المنخفضة بين الترقوتين، والذاقنة الذقن). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 140، كتاب المغازي (64)، باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته (83)، الحديث (4446).

1101 - وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "مثلُ المؤمنِ كمثل الخامَةِ من الزرعِ، تُفَيِّئُها الرياح تصرعها مرة، وتَعْدِلها أخرى حتَّى يأتِيَه أجلُه، ومثل المنافقِ كمثل الأرْزَةِ المُجْذِيَةِ التي لا يصيبها شيءٌ، حتَّى يكون انجِعافُها مرةً واحدةً" (¬1). 1102 - وقال: "مثلُ المؤمنِ كمثلِ الزرعِ لا تزالُ الريح تُميلُه، ولا يزالُ المؤمنُ يصيبه البلاءُ، ومثل المنافق كمثل شجرة الْأَرْزة، لا تَهْتَزُّ حتى تُسْتَحْصَدَ" (¬2). 1103 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "دخل رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على أم السَّائبِ فقال: ما لَكِ تُزَفْزِفين؟ قالت: الحُمَّى، لا بارَكَ اللَّهُ ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث كعب بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 103، كتاب المرضى (75)، باب ما جاء في كفارة المرض. . . (1)، الحديث (5643)، ومسلم في الصحيح 4/ 2163، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (50)، باب مثل المؤمن كالزرع. . . (14)، الحديث (59/ 2810)، وقال القاري في المرقاة عن الخَامَة: (الغصنة اللينة)، وتفيئها: (وهو بتشديد الياء وهمزة بعدها أي تميلها يمينًا وشمالًا). وتعدلها: (بفتح التاء وسكون العين، وبضم التاء وتشديد الدال أي تقيمها)، والمجذية: (بضم الميم وإسكان الجيم وذال معجمة مكسورة، وياء آخر الحروف مخففة وهي: الثابتة القائمة)، وانجعافها: (بالنون والجيم والعين المهملة، والفاء بعد الألف قال الطيبي: أي انقطاعها وانقلاعها). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 103، كتاب المرضى (75)، باب ما جاء في كفارة المرض. . . (1)، الحديث (5644)، ومسلم في الصحيح 4/ 2163، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (50)، باب مثل المؤمن كالزرع. . . (14)، الحديث (58/ 2809)، وقال القاري في المرقاة 2/ 302: ("حتَّى تستحصد" على بناء المفعول، وقال ابن الملك بصيغة الفاعل، أي يدخل وقت حصادها فتقطع).

فيها، فقال: لا تَسُبِّي الحُمَّى فإنها تُذهِبُ خطايا بني آدم كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ" (¬1). 1104 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا مرَض العبدُ أو سافر كُتِبَ له بمثلِ ما كان يعملُ مقيمًا صحيحًا" (¬2). 1105 - وقال: "الطاعون شهادة كل مسلم" (¬3). 1106 - وقال: "الشهداءُ خمسةٌ: المطعونُ، والمبطونُ، والغريقُ، وصاحبُ الهَدْم، والشهيدُ في سبيلِ اللَّه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1993، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه. . . (14)، الحديث (53/ 4575)، وقال القاري في المرقاة 2/ 302: (تزفزفين بالزايين بصيغة المعلوم والمجهول، فإنه لازم ومتعد، وفي نسخة صحيحة بالراءين المهملتين على بناء الفاعل، قال الطيبي: رفرف الطائر بجناحيه إذا بسطهما عند السقوط على شيء والمعنى: مالك ترتعدين، ويروى بالزاي من الزفزفة. وهي الارتعاد من البرد، والمعنى: ما سبب هذا الارتعاد الشديد) وعن الكير قال: (كير الحداد وهو المبني من الطين، وقيل الزق الذي ينفخ به النار، والمبنى الكور) وأم السائب: هي الأنصارية، ذكرها ابن حجر في الإصابة 4/ 436 برقم (1287). (¬2) أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 136، كتاب الجهاد (56)، باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة (134)، الحديث (2996). (¬3) متفق عليه، من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 180، كتاب الطب (76)، باب ما يذكر في الطاعون (30)، الحديث (5732)، ومسلم في الصحيح 3/ 1522، كتاب الإمارة (33)، باب بيان الشهداء (51)، الحديث (166/ 1916). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 42، كتاب الجهاد والسير (56)، باب الشهادة سبع سوى القتل (30)، الحديث (2829)، ومسلم في الصحيح 3/ 1521، كتاب الإمارة (33)، باب بيان الشهداء (5)، الحديث (164/ 1914)، وقال القاري في المرقاة 2/ 303: "المطعون" أي الذي ضربه الطاعون ومات به "والمبطون" أي الذي يموت بمرض البطن.

1107 - وقال: "ليس من أحدٍ يقعُ الطاعونُ فيمكثُ في بلده صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبُهُ إلا ما كتَبَ اللَّهُ له، إلا كان له مثلُ أجرِ شهيدٍ" (¬1). 1108 - وقال: "الطاعونُ رِجزٌ أرسِل على طائفةٍ من بني إسرائيل، أو على مَن كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تَقدُموا عليه، وإذا وقعَ بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه" (¬2). 1109 - وقال: "إنَّ اللَّه تعالى قال: إذا ابتليتُ عبدي بِحَبِيْبَتَيْه ثم صَبَرَ، عوضتُه منهما الجنة" (¬3) يريد عينيه. مِنَ الحِسَان: 1110 - عن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: سمعتُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "ما مِن مسلم يعودُ مسلمًا غُدوةً إلا صلى عليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمْسيَ، ولا يعودُه مساءً إلا صلى عليه سبعونَ ألف ملَكٍ حتَّى يُصْبحَ، وكان له خريفٌ في الجنة" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري عن عائشة رضي اللَّه عنها في الصحيح 10/ 192، كتاب الطب (76)، باب أجر الصابر على الطاعون (31)، الحديث (5734). (¬2) متفق عليه من حديث أسامة بن زيد رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 12/ 344، كتاب الحيل (90)، باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون (13)، الحديث (6974)، ومسلم في الصحيح 4/ 1736، كتاب السلام (39)، باب الطاعون والطيرة. . . (32)، الحديث (92/ 2218). والرجز: العذاب. (¬3) أخرجه: البخاري عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 10/ 116، كتاب المرضى (75)، باب فضل من ذهب بصره (7)، الحديث (5653). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 475 - 476، كتاب الجنائز (15)، باب في فضل العيادة. . . (7)، الحديث (3098) موقوفًا على علي رضي اللَّه عنه ثم ذكره عنه مرفوعًا برقم (3099)، ثمَّ قال عقب رواية ثالثة للحديث برقم (3100)، (أُسنِد هذا عن علي، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من غير وجه صحيح)، والترمذي في السنن 3/ 300 - 301،=

1111 - وقال زيد بن أرقم: "عادني النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم من وجعٍ كان بعينيَّ" (¬1). 1112 - عن أنس أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من توضأ فأحسنَ الوضوءَ وعادَ أخاه المسلمَ محتسبًا، بُوعِدَ من جهنم مسيرةَ ستينَ خريفًا" (¬2). ¬

_ =كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في عيادة المريض (2)، الحديث (969)، وقال: (هذا حديث حسن غريب، وقد روي عن علي هذا الحديث من غير وجه، منهم من وقفه ولم يرفعه)، وابن ماجه في السنن 1/ 463، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضًا (2)، الحديث (1442)، وأورده المزي في تحفة الأشراف 7/ 422، ضمن أطراف علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، برقم (10211)، وعزاه للنسائي في الكبرى، وذكر المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 278، عن البزار قوله: (وهذا الحديث رواه معاوية، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ورواه شعبة، عن الحكم، عن عبد اللَّه بن نافع، وهذا اللفظ لا يعلم رواه إلا علي، وقد روي عن علي رضي اللَّه عنه من غير وجه). وقال القاري في المرقاة 2/ 305 عن الخريف (أي بستان). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 477، كتاب الجنائز (15)، باب في العيادة من الرمد (9)، الحديث (3102)، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 381، كتاب الجنائز، باب العيادة من الرمد، وقال: (وروي في ذلك عن أنس بن مالك عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 279: (وحديث زيد بن أرقم -الذي ذكره أبو داود- حديث حسن). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 475، كتاب الجنائز (15)، باب في فضل العيادة على وضوء (7)، الحديث (3097)، وقال أبو داود: (والذي تفرَّد به البصريون منه العيادة وهو متوضئ)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 277: (في إسناده الفضل بن دَلْهم القصَّاب، بصري وقيل: واسطي، قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث، وقال مرة: حديثه صالح، وقال الإمام أحمد: لا يحفظ، وذكر أشياء مما أخطأ فيها، وقال مرة: ليس به بأس، وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ، فلم يفحش خطؤه حتَّى يبطل الاحتجاج به، ولا اقتفى أثر العدول فيسلك سُنَّتهم، فهو غير محتجٌّ به إذا انفرد)، وفي رواية أبي داود: "مسيرة سبعين خريفًا".

1113 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما من مسلم يعودُ مسلمًا فيقول سبعَ مراتٍ: أسألُ اللَّه العظيمَ ربَّ العرشِ العظيم أن يشفيكَ، إلا شُفِيَ، إِلا أن يكونَ قد حضرَ أجَلهُ" (¬1) (غريب). 1114 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كان يُعلِّمهم من الحُمَّى ومن الأوجاع كلِّها أن يقولوا: بسم اللَّه الكبيرِ، أعوذ باللَّه العظيمِ من شر كلِ عِرْقٍ نعَّارٍ، ومن شر حَر النَّارِ" (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 479 - 480، كتاب الجنائز (15)، باب الدعاء للمريض عند العيادة (12)، الحديث (3106)، والترمذي في السنن 4/ 410، كتاب الطب (29)، باب (32)، وهو ما يلي ما جاء في التداوي بالعسل (31)، الحديث (2080)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث المنهال بن عمرو) وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 183، كتاب الجنائز (6)، باب عيادة المريض (7)، الحديث (714)، والحاكم في المستدرك 4/ 416، كتاب الرُّقى والتمائم، باب الدعاء عند عيادة المريض، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، بعد أن اتفقا على حديث المنهال بن عمرو بإسناده: "كان يعَوِّذُ الحسن والحسين") ووافقه الذهبي، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 281: (وفي إسناده يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد المعروف بالدَّالاني، وقد وثَّقه أبو حاتم الرازي، وتكلم فيه غير واحد). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 405 كتاب الطب (29)، باب (26) وهو ما يلي: باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء (25)، الحديث (2075)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم: يُضَعَّفُ في الحديث، ويُروى: "عرق يَعَّار")، وابن ماجه في السنن 2/ 1165 كتاب الطب (31)، باب ما يعوذ به من الحمى (37)، الحديث (3526)، وقال: (قال أبو عامر: -وهو من رجال سند الحديث- أنا أخالفُ الناس في هذا، أقول: يعَّار)، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 235 ضمن ترجمة إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة، ص 211، باب ما يقول إذا صدع، الحديث (571)، والحاكم في المستدرك 4/ 414 كتاب الرقى والتمائم، باب رقية وجع الضرس =

[غريب] (¬1). 1115 - وعن أبي الدرداء أنّه قال، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "من اشتكى منكم شيئًا أو اشتكاه أخٌ له فليقلْ: ربُّنا اللَّه الذي في السماء تقدَّسَ اسمك، أَمرُك في السماء والأرضِ، كما رَحَمْتُكَ في السماء فاجعلْ رحمتَك في الأرض، اغفرْ لنا حُوْبَنَا وخطايانا أنتَ ربُّ الطَّيِّبِينَ، أنْزلْ رحمةً من رحمتِكَ وشفاءًا من شفائك على هذا الوجِعِ، فيبرأ" (¬2). 1116 - عن عبد اللَّه بن عمرو أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا جاء الرجلُ يعودُ مريضًا فليقلْ: اللهم اشفِ عبدَك يَنْكَأُ (¬3) لكَ ¬

_ = والأذن، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وتعقبه الذهبي فقال: (قلت: إبراهيم -هو من رجال السند- قد وثَّقه أحمد)، فلم يُذْكَر عن البخاري توثيقُه للراوي، بل ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب 1/ 104 عن البخاري قوله فيه: (منكر الحديث)، وذكر القاري في المرقاة 2/ 306 عن السيوطي ممن خرَّج الحديث: ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا، والبيهقي في الدعوات، أما عن الراوي -إبراهيم بن إسماعيل- فقد خَلُص ابن حجر إلى القول فيه في تقريب التهذيب 1/ 31 بأنه: ضعيف، لذا يكون إسناد الحديث ضعيفًا واللَّه أعلم، أما عن "العِرق النعَّار" فقال القاري في المرقاة 2/ 306: (أي فوَّار الدم، يقال نعَر العِرق ينعَر بالفتح فيهما إذا فار منه الدم). (¬1) ليس في المطبوعة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 218 كتاب الطب (22)، باب كيف الرقى؟ (19)، الحديث (3892)، والحاكم في المستدرك 1/ 343 - 344 كتاب الجنائز، باب الدعاء الذي يشفي اللَّه به مريضًا لم يحضر أجله، وقال: (قد احتج الشيخان بجميع رواة هذا الحديث غير زيادة بن محمد، وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث). وتعقَّبه الذهبي فقال: (قلت: قال البخاري وغيره: منكر الحديث). وأخرجه ابن عدي في الكامل في. ضعفاء الرجال 3/ 1054 ضمن ترجمة الراوي، وذكر قول البخاري فيه، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 566، باب ما يقول من كان به أسر، الحديث (1038). (¬3) في المطبوعة (يُنكي) من النكاية، والتصويب من الأصول، وينكأ: يجرح.

عدوًا أو يمشي لك إلى جنازةٍ" (¬1). 1117 - و"سُئلت عائشةُ رضي اللَّه عنها عن قول اللَّه تعالى: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (¬2) وعن قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (¬3)؟ فقالت: سألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقالَ: هذه معاتبةُ اللَّهِ العبدَ بما يصيبهُ من الحُمَّى والنَّكبةِ، حتَّى البِضَاعَةِ يضعُها في يدِ قميصِهِ، فيفقِدُها فيفزعُ لها، حتَّى إن العبدَ ليخرجُ من ذنوِبهِ كما يخرجُ التِّبْرُ الأحمرُ من الكِيرِ" (¬4). 1118 - وعن أبي موسى أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تصيبُ عبدًا نَكْبَةٌ فما فوقها أو دونَها إِلا بذنب وما يعفو اللَّه عنه أكثرُ، وقرأ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (¬5) " (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 480 كتاب الجنائز (15)، باب الدعاء للمريض عند العيادة (12)، الحديث (3107)، وقال أبو داود عقب الحديث: (وقال ابن السرح: إلى الصلاة)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 183 كتاب الجنائز (6)، باب عيادة المريض (7)، الحديث (715)، والحاكم في المستدرك 1/ 344 كتاب الجنائز، باب الدعاء الذي يشفي اللَّه به مريضًا لم يحضر أجله، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. (¬2) سورة البقرة (2)، الآية (284). (¬3) سورة النساء (4)، الآية (123). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 218 ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، والترمذي في السنن 5/ 221 كتاب التفسير (48)، باب ومن سورة البقرة (3)، الحديث (2991) وقال: (هذا حديث حسن غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة). لكن في سند الحديث علي بن زيد بن جدعان، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 37: (ضعيف)، وفي سند أحمد والترمذي أن السائلة لعائشة رضي اللَّه عنها وهي: (أمية). و (التِّبْرُ): الذهب والفِضة قبل أن يُضْرَبا دنانير. و (البضاعة) طائفة من مال الرجل. (¬5) سورة الشورى (42)، الآية (30). (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 377 - 378 كتاب التفسير (48)، باب ومن سورة حمعسق -الشورى- (44)، الحديث (3252) وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)، وساق الحديث ضمن رواية مطوَّلة، لكن في سند الحديث: =

1119 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إن العبد إذا كان على طريقةٍ حسنةٍ من العبادةِ ثم مَرِضَ قيل للملك المُوَكَّلِ به: اكتبْ له مثلَ عملهِ إذا كان طليقًا حتَّى أُطلِقَهُ أو أَكْفِنَهُ إليَّ" (¬1) وفي رواية: "فإن شفاه غسَّله وطهَّره، وإنْ قبضَه غفر له ورَحِمه" (¬2) 1120 - وقال: "الشهادةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيلِ اللَّهِ: المطعونُ شهيدٌ، والغريقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذاتِ الجنبِ شهيدٌ، والمبطونُ شهيدٌ، وصاحبُ الحريق شهيدٌ، والذي يموتُ تحتَ الهَدْمِ شهيدٌ، والمرأة تموت بجُمْعٍ شهيدٌ" (¬3). ¬

_ = (عبيد اللَّه بن الوازع، حدثني شيخ من بني مُرَّة) وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 540: (عبيد اللَّه بن الوازع. . .، مجهول)، وكذلك (شيخ من بني مرة). (¬1) أخرجه أحمد من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، في المسند 2/ 203، والدارمي في السنن 2/ 316 كتاب الرقائق، باب المرض كفارة، والحاكم في المستدرك 1/ 348 كتاب الجنائز، باب المريض يكتب له من الخير ما كان يعمل في الصحة، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجهُ البغوي -نفسه- في شرح السنة 5/ 240 - 241 كتاب الجنائز، باب المريض يكتب له مثل عمله، الحديث (1429). (¬2) أخرجه أحمد من رواية أنس رضي اللَّه عنه في المسند 3/ 148 ضمن مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، والبغوي في شرح السنة 5/ 241 كتاب الجنائز، باب المريض يكتب له مثل عمله، الحديث (1430). (¬3) أخرجه مالك من رواية جابر بن عَتيك رضي اللَّه عنه، في الموطأ 1/ 233 - 234 كتاب الجنائز (16)، باب النهي عن البكاء على الميت (12)، الحديث (36)، ضمن رواية مطولة، وأبو داود في السنن 3/ 482 - 483 كتاب الجنائز (15)، باب في فضل من مات في الطاعون (15)، الحديث (3111)، برواية مطولة، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 13 - 14 كتاب الجنائز (21)، باب النهي عن البكاء على الميت (14)، برواية مطولة، وابن ماجه في السنن 2/ 937 كتاب الجهاد (24)، باب ما يرجى فيه الشهادة (17)، الحديث (2803)، قوله: (صاحب ذات الجنب) قرحة تصيب الجنب ثم تفتح وقت الهلاك. و (المبطون) الذي يموت من مرض في بطنه، و"المرأة تموت بجمع" أي تموت وفي بطنها ولد.

1121 - وعن سعد (¬1) أنه قال: "سئلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرجلُ على حَسَبِ دينِهِ، فإنْ كانَ في دينِه صلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإنْ كانَ في دينهِ رقةً هُوِّنَ عليه، فما يزال كذلك حتَّى يمشي على الأرضِ ما لَهُ [من] (¬2) ذنبٍ" (¬3). (صحيح). 1122 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "ما أَغْبِطُ أحدًا بِهَوْنِ الموتِ بعدَ الذي رأيتُ من شِدَّةِ موتِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬4). 1123 - وقالت: "رأيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو بالموتِ وعندهُ قَدَحٌ فيه ماءٌ وهو يُدْخِلُ يدَه في القَدَحِ ثم يمسحُ وجهه، ثمَّ يقول: اللهم أَعِنِّي على منكراتِ الموت -أو سكراتِ الموتِ" (¬5). ¬

_ (¬1) هو سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه. (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه الدارمي عن سعد بن معاذ رضي اللَّه عنه، في السنن 2/ 320 كتاب الرقائق، باب في أشدّ الناس بلاء والترمذي في السنن 1/ 604 - 602 كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الصبر على البلاء (56)، الحديث (2398)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1334 كتاب الفتن (36)، باب الصبر على البلاء (23)، الحديث (4023)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 180 كتاب الجنائز (6)، باب أي الناس أشد بلاءً؟ (2)، الحديث (698 - 700). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 309 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في التشديد عند الموت (8)، الحديث (979)، وقال: (سألت أبا زرعة عن هذا الحديث، وقلت له: مَنْ عبد الرحمن بن العلاء؟ فقال: هو العلاء بن اللجلاج، وإنما عرَّفهُ من هذا الوجه)، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 6 - 7 كتاب الجنائز (21)، باب شدة الموت (6). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 308 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في التشديد عند الموت (8)، الحديث (978)، وقال: (هذا حديث حسنٌ غريب)، وابن ماجه في السنن 1/ 519 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في ذكر مرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (64)، الحديث (1623)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 588 - 589 في باب ما يقول عند الموت، الحديث (1093).

1124 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أرادَ اللَّهُ بعبدِهِ الخيرَ عجَّل له العقوبةَ في الدنيا، وإذا أراد اللَّه بعبده الشرَ أَمسكَ عنه بذنبهِ حتَّى يوافيَه به يومَ القيامةِ" (¬1). 1125 - وقال: "إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سَخِط فَلَهُ (¬2) السُّخْطُ" (¬3). 1126 - وقال: "لا يزالُ البلاءُ بالمؤمن أو المؤمنة في نفسِه ومالِه وولدِه، حتَّى يَلْقَى اللَّه وما عليهِ من خطيئةٍ" (¬4) (صحيح). 1127 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إن العبدَ إذا سَبَقَتْ له من اللَّهِ منزلةٌ لم يبلغْها بعملِهِ ابتلاه اللَّهُ في جسدِهِ، أو في مالِهِ أو في ولدِهِ ثم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، في السنن 4/ 601 كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الصبر على البلاء (56)، الحديث (2396)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). وأخرجه ابن ماجه بدون ذكر الشاهد في السنن 2/ 1338، كتاب الفتن (36)، باب الصبر على البلاء (23)، الحديث (4031). وفي الباب عن عبد اللَّه بن مغفل رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 4/ 87 وأبو نعيم في الحلية 3/ 25 في ترجمة يونس بن عبيد (202)، والحاكم في المستدرك 1/ 349 كتاب الجنائز. وعزاه العراقي في المغني عن حمل الأسفار 4/ 132 للطبراني في الكبير وقال: (ووصله الطبراني أيضًا من رواية الحسن عن عمار بن ياسر، ورواه أيضًا من حديث ابن عباس). (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى (فعليه). (¬3) أخرجه الترمذي من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، في السنن 4/ 601 كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الصبر على البلاء (56)، الحديث (2396) وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)، وابن ماجه في السنن 2/ 1338 كتاب الفتن (36)، باب الصبر على البلاء (23)، الحديث (4031). (¬4) أخرجه أحمد من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المسند 2/ 287 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، والترمذي في السنن 4/ 602 كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الصبر على البلاء (56)، الحديث (2399) وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، والحاكم في المستدرك 1/ 346 كتاب الجنائز، باب لا يزال البلاء بالمؤمن. . .، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي.

صبَّرَه على ذلك، حتَّى يُبَلِّغَهُ المنزلةَ التي سبقتْ له من اللَّهِ" (¬1). 1128 - وقال: "مثلُ ابنِ آدمَ وإلى جنبهِ تسعة وتسعونَ منيِّةً، إن أخطأته المنايا وقعَ في الهَرَمِ حتَّى يموتَ" (¬2) (غريب). 1129 - وقال: "يَوَد أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ حينَ يُعطَى أهلُ البلاءِ الثوابَ، لو أنَّ جلودَهم كانتْ قُرِضَتْ في الدنيا بالمقاريضِ" (¬3) (غريب). 1130 - عن عامر الرَّامِ (¬4) أنّه قال، سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ المؤمنَ إذا أصابَهُ السَّقَمُ ثم عافاه اللَّهُ كانَ كفارةً لِمَا مضى من ذنوبِهِ، وموعظةً له فيما يستقبِل، وإنَّ المنافقَ إذا مَرِضَ ثم أُعْفِيَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد عن محمد بن خالد، عن أبيه، عن جده وكان لجده صحبة، في المسند 5/ 272 ضمن حديث رجل رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 3/ 470 كتاب الجنائز (15)، باب الأمراض المكفِّرة للذنوب (1)، الحديث (3090)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 311 عن الجدِّ -راوي الحديث- (وقد سمَّاه ابن مندة اللجلاج بن حكيم) وقد ذكره أيضًا ابن حجر في الإصابة 3/ 309 برقم (7548). (¬2) أخرجه الترمذي من رواية عبد اللَّه بن الشَّخِّير رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 455 كتاب القدر (33)، باب (14) وهو ما يلي: باب ما جاء في القدرية (13)، الحديث (2150)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير 5/ 516 للضياء المقدسي في المختارة. وعزاه في الجامع الكبير 1/ 737 للبيهقي في شعب الإيمان، وللطبراني في المعجم الكبير. (¬3) أخرجه الترمذي من رواية جابر، رضي اللَّه عنه في السنن 3/ 604 كتاب الزهد (37)، باب (58)، وهو ما يلي باب ما جاء في ذهاب البصر (57)، الحديث (2402)، وقال: (وهذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إِلا من هذا الوجه). وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير 1/ 88، في معجم إبراهيم بن محمد البغدادي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 375، في كتاب الجنائز، باب ما ينبغي لكل مسلم أن يستشعره، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير 1/ 1018 للحاكم في "الكنى"، وللضياء المقدسي ولابن الجوزي في الموضوعات. (¬4) في مخطوطة برلين: (عامر بن الرام) والصواب عدم وجود (ابن)، انظر تجريد أسماء الصحابة للذهبي 1/ 284، وتهذيب التهذيب لابن حجر 5/ 84.

2 - باب تمني الموت وذكره

كانَ كالبعير عَقَلَهُ أهلُهُ ثم أرسلوهُ فلم يدرِ لِمَ عقلُوه ولمَ أرسلوهُ" (¬1). 1131 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا دخلتم على المريضِ فنفِّسُوا له في أجلِه، فإن ذلك لا يردُّ شيئًا ويُطَيِّبُ نفسَه" (¬2) (غريب). 1132 - وقال: "مَن قَتَله بطنُه لم يُعَذَّبَ في قبرِه" (¬3). 2 - باب تمنِّي الموت وذكره مِنَ الصِّحَاحِ: 1133 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يتمنى أحدُكم الموتَ، إما محسنًا فلعله أنْ يزدادَ خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يستَعْتِب" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 468 كتاب الجنائز (15)، باب الأمراض المكفِّرة للذنوب (1)، الحديث (3089) ضمن حديث طويل، وعزاه ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 84 لابن أبي شيبة، وعزاه المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 273 - 274، لأبي القاسم البغوي في معجم الصحابة. ونبّه الحافظ ابن حجر في النكت الظراف على تحفة الأشراف 4/ 236 إلى أن هذا الحديث طويل، وقد فرقه الأئمة الذين خرّجوا الحديث إلى ثلاثة أقسام، وأورد البغوي هنا القسم الثاني منه. وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 312 عن راوي الحديث (عامر الرام): كان حسن الرمي قوي الساعد). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 412 كتاب الطب (29)، باب (35)، وهو ما يلي: باب التداوي بالرماد (34)، الحديث (2087) وقال: (هذا حديث غريب)، وابن ماجه في السنن 1/ 462 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في عيادة المريض (1)، الحديث (1438)، لكن في سند الحديث موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 287: (منكر الحديث). قوله (فنفّسُوا): قولوا يطوّل اللَّه عمرك ويشفيك. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي من رواية سليمان بن صرد في السند، ص 182 ضمن مسند سليمان بن صرد رضي اللَّه عنه، الحديث (1288)، وأحمد في المسند 4/ 262 ضمن مسند سليمان بن صرد رضي اللَّه عنه، والترمذي في السنن 3/ 377 - 378 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في الشهداء مَنْ هم (65)، الحديث (1064) وقال: (هذا حديث حسن غريب في هذا الباب، وقد روي من غير هذا الوجه). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 127 كتاب المرضى (75)، باب تمني المريض الموت (19)، الحديث (5673) بزيادة قبله.

1134 - وقال: "لا يتمنى أحدُكم الموتَ ولا يَدْع به من قبلِ أنْ يأتيهِ أنه إذا مات انقطع عملُه، وإنه لا يزيدُ المؤمنَ عُمْرُهُ إِلا خيرًا" (¬1). 1135 - وقال: "لا يتمَّنيَنَّ أحدُكم الموتَ من ضرٍ أصابَه، فإن كان لا بدَّ فاعلًا فليقلْ: اللهم أَحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتَوَفني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي" (¬2) [رواه أنس] (¬3). 1136 - [عن عبادَة بن الصامت عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم] (¬4) قال: "مَنْ أحبَّ لقاءَ اللَّهِ أحبَّ اللَّهُ لقاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لقاءَ اللَّهِ كرِهَ اللَّهُ لقاءَهُ، والموتُ قبلَ لقاءِ اللَّهِ، فقالتْ عائشةُ رضي اللَّه عنها: إنا لنَكْرَه الموتَ؟ قال: ليس ذلك! ولكنَّ المؤمنَ إذا حضَرهُ الموتُ بُشِّرَ برضوانِ اللَّهِ وكرامَتِهِ، فليسَ في شيءٌ أحبَّ إليه مما أمامَه فأحبَّ لقاءَ اللَّهِ وأحبَّ اللَّهُ لقاءَهُ، وإن الكافر إذا حضَره [الموتُ] (¬5) بُشِّرَ بعذابِ اللَّهِ وعقوبتِه، فليس شيءٌ أَكْرَهَ إليه مما أمامَه فكرِهَ لقاءَ اللَّهِ وكرِهَ اللَّهُ لقاءَهُ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2065 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (48)، باب كراهة تمني الموت لضر نزل به (4)، الحديث (13/ 2682). (¬2) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 127 كتاب المرضى (75)، باب تمني المريض الموت (19)، الحديث (5671)، ومسلم في الصحيح 4/ 2064 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (48)، باب كراهة تمني الموت لضرٍ نزل به (4)، الحديث (10/ 2680). (¬3) من مخطوطة برلين. (¬4) من مخطوطة برلين. (¬5) ليست في مخطوطة برلين. ولفظ الحديث للبخاري لكن العبارة عنده: (وإنَّ الكافِرَ إذا حُضِرَ). (¬6) متفق عليه من رواية عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه، لكن رواية البخاري ليس فيها لفظ: (والموت قبل لقاء اللَّه)، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 357 كتاب الرقاق (81)، باب من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه (41)، الحديث (6507)، ومسلم في الصحيح 4/ 2065 كتاب الذكر والدعاء والاستغفار (48)، باب من أحب لقاء اللَّه. . . =

1137 - وقال أبو قتادة رضي اللَّه عنه: "إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازةٍ فقال: مُستريحٌ أو مُستَراحٌ منه، قالوا: يا رسول اللَّه ما المستريحُ والمستَراحُ منه؟ قال: العبدُ المؤمنُ يستريح من نصبِ الدنيا وأذاها إلى رحمةِ اللَّه، والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدواب" (¬1). 1138 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "أخذَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بِمِنْكَبِي فقال: كن في الدنيا كأنكَ غريبٌ أو عابرُ سبيل، وكان ابنُ عمرَ يقول: إذا أمسيتَ فلا تَنْتَظِر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تَنْتَظِرْ المساءَ، وخذْ من صحتِكَ لمرضِكَ ومن حياتِكَ لموتِك" (¬2). 1139 - عن جابر رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وهو يحسِنُ الظنَّ باللَّه تعالى" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1140 - عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إن شئتم أنبأتُكم ما أولُ مايقولُ اللَّهُ للمؤمنينَ يومَ القيامةِ، و [ما] (¬4) أولُ ما يقولونَ له؟ قلنا: نعم يا رسول اللَّه! قال: إن اللَّه ¬

_ = (5)، الحديث (14/ 2683) بسياق موجز دون ذكر السيدة عائشة رضي اللَّه عنها، ثمَّ انفرد وساقه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها في 4/ 2065 - 2066 الحديث (15/ 16 - 2684) وفيه لفظة: (والموت قبل لقاء اللَّه). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 362 كتاب الرقاق (81)، باب سكرات الموت (42)، الحديث (6512)، ومسلم في الصحيح 2/ 656 كتاب الجنائز (11)، باب ما جاء في مستريح ومستراح منه (21)، الحديث (61/ 950). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 233 كتاب الرقاق (81)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "كن في الدنيا كأنك غريب. . . (3)، الحديث (6416). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2205 كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (51)، باب الأمر بحسن الظن باللَّه تعالى عند الموت (19)، الحديث (81/ 2877). (¬4) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من مخطوطة برلين، وهي في لفظ أحمد.

تعالى يقولُ للمؤمنين هل أَحْبَبْتُم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربَّنا فيقولُ: لِمَ (¬1)؟ فيقولون: رَجَوْنا عفوَكَ ومغفرتَك، فيقولُ: قد وجبتْ لكم مغفِرَتِي" (¬2). 1141 - وقال: "أكثِروا ذكرَ هاذِمِ اللذاتِ" [يعني] (¬3) الموت (¬4). 1142 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه: "أنَّ نبيَّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قالَ ذاتَ يومٍ لأصحابه: استحْيوا من اللَّهِ حقَّ الحياءِ، قالوا: إنَّا نستحْيي [من اللَّه] (¬5) يا نبيَّ اللَّه والحمد للَّه قال: ليسَ ذلك، ولكن من استحْيى من اللَّهِ حقَّ الحياء فليحفظْ الرأسَ وما وَعَى، وليحفظْ البطنَ ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة. (لمَ أذنبتم؟)، وليست في شيء من الأصول. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 238 ضمن مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، والطبراني في المعجم الكبير 20/ 125 ضمن معجم معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، الحديث (251)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 179 ضمن ترجمة عبد اللَّه بن المبارك برقم (397)، والبغوي -نفسه- في شرح السنة 5/ 268 - 269 كتاب الجنائز، باب من أحبَّ لقاء اللَّه. . .، الحديث (1452)، ولكن في سند الحديث (عبيد اللَّه بن زجر) قال عنه ابن حبان في كتاب المجروحين 2/ 62: (منكر الحديث جدًا، يروي الموضوعات عن الأثبات). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، وموجودة في لفظ الترمذي. (¬4) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في السنن 4/ 553 كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في ذكر الموت (4)، الحديث (2307) وقال: (هذا حديث حسن غريب)، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 4 كتاب الجنائز (21)، باب كثرة ذكر الموت (3)، وابن ماجه في السنن 2/ 1422 كتاب الزهد (37)، باب ذكر الموت والاستعداد له (31)، الحديث (4258)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص 634 كتاب الزهد (40)، باب ذكر الموت (39)، الحديث (2559)، وأخرجه الطبراني، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 309 كتاب الزهد، باب ذكر الموت، وقال: (رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن). و (هاذم): قاطع. (¬5) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند الترمذي.

وما حَوَى، وليذْكر الموتَ والبِلَى، ومن أرادَ الآخرةَ تركَ زينةَ الدنيا، فمن فعلَ ذلك فقد استحْيى من اللَّهِ حقَّ الحياءِ" (¬1) (غريب). 1143 - وقال: "تُحْفَةُ المؤمن الموتُ" (¬2). 1144 - وقال: "المؤمنُ (¬3) يموتُ بعَرقِ الجبينِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 387 ضمن مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، والترمذي في السنن 4/ 637 كتاب صفة القيامة (38)، باب (24)، الحديث (4582) وقال: (هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد)، والحاكم في المستدرك 4/ 323 كتاب الرقاق، باب من استحيى من اللَّه حقّ الحياء فليحفظ الرأس وما حوى، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي، ولكن الصباح بن محمد من رجال السند، قال فيه ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 364: (ضعيف). (¬2) أخرجه ابن المبارك من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه، في كتاب الزهد، ص 212، الحديث (599)، وأخرجه عبد بن حميد في المسند (مخطوطة دمشق رقم 1066/ حديث) ورقة 46/ أ، في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 320 كتاب الجنائز، باب تحفة المؤمن الموت، وقال: (رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 319 كتاب الرقاق، باب لا يكون أحد متقيًا حتَّى يدع ما لا بأس به. . .، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، لكن تعقَّبه الذهبي فقال: (قلت: ابن زياد -هو من رجال السند- هو الافريقي: ضعيف)، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 185 ضمن ترجمة عبد اللَّه بن المبارك برقم (397)، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 120 - 121 باب تحفة المؤمن الموت (105)، الحديث (150)، وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 505 إلى البيهقي في شعب الإيمان، ولكنَّ رواية الطبراني التي أوردها الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 320 تقوي الحديث، حيث قال الهيثمي: (ورجاله ثقات)، وقال المنذري أيضًا عند إيراده للحديث في كتاب الترغيب والترهيب 4/ 168 باب الترهيب من كراهية الإنسان الموت. . .، الحديث (6): (رواه الطبراني بإسناد جيد). (¬3) العبارة في المطبوعة: (المؤمن مَنْ يموت) وليست عند أحد من أصحاب الأصول. (¬4) أخرجه الترمذي من رواية بريدة رضي اللَّه عنه، في السنن 3/ 310 - 311 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء أن المؤمن يموت بعرق الجبين (10)، الحديث (982)، وقال: =

3 - باب ما يقال عند من حضره الموت

1145 - ويروى: "موتُ الفَجْأَةِ أَخْذَةُ الْأَسَفِ" (¬1). 1146 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنه قال: "دخل النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عنى شابٍّ وهو في الموت، فقال: كيف تَجِدُكَ؟ قال: أرجو اللَّه يا رسولَ اللَّهِ وإني أخافُ ذنوبي، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لا يجتمعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ، إلا أعطاهُ اللَّهُ ما يرجو وآمنَه مما يخافُ" (¬2) [غريب] (¬3). 3 - باب ما يقال عندَ من حَضَرَهُ الموتُ مِنَ الصِّحَاحِ: 1147 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال ¬

_ = (وفي الباب عن ابن مسعود، وهذا حديث حسن، وقال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعًا من عبد اللَّه بن بريدة)، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 5 - 6 كتاب الجنائز (21)، باب علامة موت المؤمن (5)، وساقه من طريقين الأولى: (عن قتادة، عن عبد اللَّه بن بريدة) وهي طريق الترمذي نفسها، والثانية: (عن كهمس، عن ابن بريدة) وهي طريق أخرى تقوي الطريق الأولى، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 467 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع (5)، الحديث (1452)، والحاكم في المستدرك 1/ 361 كتاب الجنائز، باب المؤمن يموت بعرق الجبين، قال: (هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي. (¬1) أخرجه أحمد من رواية عبيد بن خالد السلمي رضي اللَّه عنه، في المسند 3/ 424 ضمن مسند عبيد بن خالد السلمي رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 481 كتاب الجنائز (15)، باب موت الفجأة (14)، الحديث (3110)، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 378 كتاب الجنائز، باب في موت الفجأة، وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 505 إلى البيهقي في شعب الإِيمان، ولرزين، بزيادة في لفظه. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 311 كتاب الجنائز (8)، باب (11) وهو ما يلي: باب ما جاء أن المؤمن من يموت بعرق الجبين (10)، الحديث (983)، وقال: (هذا حديث حسن غريب وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1423 كتاب الزهد (37)، باب ذكر الموت والاستعداد له (31)، الحديث (4261). (¬3) من مخطوطة برلين.

رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لقِّنوا موتَاكم لا إله إلا اللَّه" (¬1). 1148 - وقال: "إذا حَضَرْتم المريضَ أو الميتَ فقولوا خيرًا، فإن الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون" (¬2). 1149 - وقالت أم سلمة رضي اللَّه عنها، قالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِن مسلمٍ تُصيبُه مصيبةٌ فيقولُ ما أَمَرَهُ اللَّهُ به: إنا للَّه وإنَّا إليهِ راجعون، اللهم أَجِرْني في مصيبتي وأَخْلِفْ لي خيرًا منها، إلا أَخلفَ اللَّهُ له خيرًا منها، فلمَّا ماتَ أبو سلمة رضي اللَّه عنه قلتُ: أيُّ المسلمينَ خيرٌ من أبي سلمةَ؟ أولُ بيتٍ هاجر إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ثمَّ إنِّي قلتُها: فَأَخْلَفَ اللَّهُ لي رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬3). 1150 - وقالت: "دخل رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم على أبي سلمةَ وقد شقَّ بَصَرُهُ [إلى السماء] (¬4) فأَغْمَضَهُ ثم قال: [إنَّ] (¬5) الروح إذا قُبِضَ تَبِعَه البصرُ فَضَجَّ ناسٌ من أهلِهِ فقال: لا تدعوا على أنفسِكم إلا بخيرٍ، فإن الملائكة يُؤمِّنون على ما تقولون، ثمَّ قال: اللهم اغفر لأبي سلمةَ وارفع درجتَه في المهدِيين، واخلفْه في عَقِبِه في الغابرين، واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالمين، وافسَحْ له في قبرِه ونوِّرْ له فيه" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 631 كتاب الجنائز (11)، باب تلقين الموتي لا إله إلا اللَّه (1)، الحديث (1/ 916). (¬2) أخرجه مسلم من رواية أم سلمة رضي اللَّه عنهما في الصحيح 2/ 633 كتاب الجنائز (11)، باب ما يقال عند المريض والميت (3)، الحديث (6/ 919). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 631 - 632 كتاب الجنائز (11)، باب ما يقال عند المصيبة (2)، الحديث (3/ 918). (¬4) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي من المطبوعة. (¬5) من مخطوطة برلين، وهي عند مسلم. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 634 كتاب الجنائز (11)، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حُضِرَ (4)، الحديث (7/ 920).

1151 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم حينَ توفي سُجِّيَ بِبُرْدِ حِبَرَةٍ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1152 - عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلهَ إلا اللَّهُ دخلَ الجنَّةَ" (¬2). 1153 - عن مَعْقِل بن يسار، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "اقرؤا على موتاكم يس" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 113 كتاب الجنائز (23)، باب الدخول على الميت بعد الموت (3)، الحديث (1241 - 1242)، في حديث طويل، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 651 كتاب الجنائز (11)، باب تسجية الميت (14)، الحديث (48/ 942). و (سُجِّيَ): غُطِّيَ، و (بُرْدِ حِبَرَةٍ) القماش الموشّى المخطّط. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 247 ضمن مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 486 كتاب الجنائز (15)، باب في التلقين (20)، الحديث (3116)، والحاكم في المستدرك، 1/ 351 كتاب الجنائز، باب من كان آخر كلامه. . .، وقال: (هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 126 ضمن مسند معقل بن يسار رضي اللَّه عنه، الحديث (931) وأخرجه أحمد في المسند 5/ 27 ضمن مسند معقل بن يسار رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 489 كتاب الجنائز (15)، باب القراءة عند الميت (24)، الحديث (3121)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ص 581، باب ما يُقرأ على الميت، الحديث (1074). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 466 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حُضِرَ (4)، الحديث (1448)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 184 كتاب الجنائز (6)، باب قراءة يس عند الميت (10)، الحديث (720)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 565 كتاب فضائل القرآن، باب سورة يس اقرؤوها عند موتاكم، وقال: (أوقفه يحيى بن سعيد وغيره، عن سليمان التيمي، والقول فيه قول ابن المبارك -فقد رواه موصولًا- إذ الزيادة من الثقة مقبولة)، ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 383 كتاب الجنائز،=

1154 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عيه وسلم قبَّل عثمانَ بن مظعون وهو ميِّتٌ، وهو يبكي حتَّى سألَ دموعُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم على وجهِ عثمان" (¬1). 1155 - وقالت: "إن أبا بكرٍ رضي اللَّه عنه قبَّل النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم بعدَ موته" (¬2). 1156 - عن الحصين بن وحْوَح (¬3): "أنَّ طلحةَ بن البراء مرضَ فأتاه النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يعودُه فقال: إني لا أرَى طلحةَ إلا قد حَدَثَ به ¬

_ = باب ما يستحب من قراءته عنده، ولكن قال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 104 كتاب الجنائز (12)، الحديث (734): (وأعلَّه ابن القطان بالاضطراب، وبالوقف، وبجهالة حال أبي عثمان -وهو أحد رجال السند- وأبيه، ونقل أبو بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذ حديث ضعيف الإِسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 513 كتاب الجنائز (15)، باب في تقبيل الميت (40)، الحديث (3163)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 314 - 315 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في تقبيل الميت (14)، الحديث (989)، وقال: (حديث عائشة حديث حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 1/ 468 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في تقبيل الميت (7)، الحديث (1456)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 361 كتاب الجنائز، باب تقبيل الميت، وقال: (هذا حديث متداول بين الأئمة، إلا أن الشيخين لم يحتجا بعاصم بن عبيد اللَّه)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 407 كتاب الجنائز، باب الدخول على الميت وتقبيله، لكن في سند الحديث: (عاصم بن عبيد اللَّه) قال فيه ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 384: (ضعيف)، لكنَّ الحديث التالي يشهد له. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 113 كتاب الجنائز (23)، باب الدخول على الميت بعد الموت. . . (3)، الحديث (1241 - 1242) ضمن حديث طويل عن وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال القاري في مرقاه المفاتيح 2/ 332: (فالأولى إيراد هذا الحديث في الفصل الأول) أي ضمن الصحاح، حسب اصطلاح المصنف عما هو في أحد الصحيحين. (¬3) صحابي، ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب 2/ 393، وليس له إلا هذا الحديث.

4 - باب غسل الميت وتكفينه

الموتُ، فآذِنوني به وعَجِّلوا فإنه لا ينبغي لجيفةِ مسلمٍ أن تُحْبَسَ بين ظَهْرَانَي أهلِهِ" (¬1). 4 - باب غسلِ الميت وتكفينه مِنَ الصِّحَاحِ: 1157 - قالت أم عطية رضي اللَّه عنها: "دخلَ علينا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ونحن نغسلُ ابنتَه فقالَ: اغسِلْنَها وِتْرًا ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا، بماءٍ وسِدْرٍ، واجعلن في الآخرةِ كافورًا فإذا فرغْتُنَّ فآذِنَّني، فلما فرَغْنَا آذنَّاهُ فألقى إلينا حِقْوَهُ وقال: أَشْعِرْنَها إياه" (¬2)، وفي رواية: "ابدأنَ بميامِنِها ومواضعِ الوضوءِ منها" (¬3) وقالت: "فضفرنا شعرَها ثلاثةَ قرونٍ فألقيناها خلفها" (¬4). 1158 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إن رسولَ اللَّه صلى اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 510 - 511 كتاب الجنائز (15)، باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها (38)، الحديث (3159)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 386، كتاب الجنائز، باب ما يستحب من التعجيل بتجهيزه. . . وعزاه ابن حجر للبغوي في معرفة الصحابة، وللطبراني في كتاب السنة، لكن في سنده (عزرة -أو عروة- بن سعيد الأنصاري) قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 19: (مجهول). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 130 كتاب الجنائز (23)، باب ما يُستحَب أن يغسل وترًا (9)، الحديث (1254)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 646 كتاب الجنائز (11)، باب في غسل الميت (12)، الحديث (36/ 939)، و (الحِقو) الإِزار. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 130 كتاب الجنائز (23)، باب يُبدأ بميامن الميت (10)، الحديث (1255)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 648 كتاب الجنائز (11)، باب في غسل الميت (12)، الحديث (42/ 939). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 134 كتاب الجنائز (23)، باب يلقى شعر المرأة خلفها (17)، الحديث (1263)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 647 كتاب الجنائز (11)، باب في غسل الميت (12)، الحديث (37/ 939).

عليه وسلم كُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ يمانيةٍ، بيض، سَحُوليةٍ، من كُرْسُفٍ، ليسَ فيها قميصٌ ولا عمامةٌ" (¬1). 1159 - وعن جابر قال، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا كَفِّن أحدُكم أخاهُ فليُحْسِن كفنَه" (¬2). 1160 - وقال خبَّاب بن الأرَتِّ: "قُتِلَ مُصْعَب بن عُمَير يومَ أُحُدٍ فلم نجدْ شيئًا نُكَفِّنُه فيه إلا نَمِرَةً، كنا إذا غطَّينا بها رأسَه خرَجَتْ رجلاهُ، وإذا غطَّينا [بها] (¬3) رجليهِ خرجَ رأسُهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ضعوها مما يلي رأسَهُ، واجعلوا على رجليهِ من الإِذْخِر" (¬4). 1161 - وقال عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما: "إن رَجُلًا كان مع النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فَوَقَصَتْهُ ناقتُهُ وهو محرمٌ فماتَ، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اغسلوه بماءٍ وسدرٍ وكفِّنُوه في ثوبيهِ، ولا تُمِسُّوهُ بطيبٍ، ولا تُخَمِّروا رأسَه فإنه يُبعث يومَ القيامَةِ مُلَبِّيًا" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 135 كتاب الجنائز (23)، باب الثياب البيض للكفن (18)، الحديث (1264)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 649 كتاب الجنائز (11)، باب في كفن الميت (13)، (45/ 941). و (سَحُوليّة): بيضٌ، و (كُرْسُف): قطن. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 651 كتاب الجنائز (11)، باب في تحسين كفن الميت (15)، الحديث (49/ 943). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 142 كتاب الجنائز (23)، باب إذا لم يجد كفنًا. . . (27)، الحديث (1276)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 649 كتاب الجنائز (11)، باب في كفن الميت (13)، الحديث (44/ 940). و (النَّمِرَةُ) شملة مُخَطَّطة. و (الإِذخر) حشيش طيّب الرائحة. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 137 كتاب الجنائز (23)، باب كيف يكفَّن المحرم (21)، الحديث (1267)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 865 كتاب الحج (15)، باب ما يفعل بالمحرم إذا مات (14)، الحديث (93/ 1206). قوله (فوَقَصَتْهُ) أي كَسَرَتْ عُنقه.

مِنَ الحِسَان: (¬1) 1162 - [عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬2) قال: "البَسُوا من ثيابكم البياضَ فإنها من خيرِ ثيابِكم، وكفِّنوا فيها موتاكم، وقال: من خير أكحالِكم الإِثْمِد فإنه يُنْبِتُ الشعرَ ويَجلو البصرَ" (¬3). 1163 - وعن علي رضي اللَّه عنه، أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قال: "لا تَغَالَوْا في الكفنِ فإنه يُسلبُ سلبًا سريعًا" (¬4). 1164 - وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: "أنَّه لما حَضَرَهُ الموتُ دعا بثيابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَها ثم قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: الميتُ يُبعثُ في ثيابِهِ التي يموتُ فيها" (¬5). ¬

_ (¬1) هذا الفصل من الحسان جاء في حاشية مخطوطة برلين. (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 332 كتاب اللباس (26)، باب في البياض (16)، الحديث (4061)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 319 - 320 كتاب الجنائز (8)، باب ما يستحب من الأكفان (18)، الحديث (994) إلى قوله: "وكفِّنوا فيها موتاكم" وقال عنه: (حديث ابن عباس حديث حسن صحيح)، وأخرج بقيته في السنن 4/ 234 - 235 كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في الاكتحال (23)، الحديث (1757) وساقه بسندٍ آخر وقال عنه: (حديث ابن عباس حديث حسن غريب لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عبَّاد بن منصور. . .، وقد روي من غير وجهٍ عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "عليكم بالإِثمد فإنه يجلو البصر، ويُنْبِت الشعر"، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1181 كتاب اللباس (32)، باب البياض من الثياب (5) الحديث (3566). و (الإِثمد) حجر للكحل. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 508 كتاب الجنائز (15)، باب كراهية المغالاة في الكفن (35)، الحديث (3154)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 403، كتاب الجنائز، باب من كره ترك القصد في الكفن، وفي سند الحديث: (عمرو بن هاشم، أبو مالك الجَنْبي) قال عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب 2/ 80: (لين الحديث، أفرط فيه ابن حبان). قوله (يُسلب) أي يبلى بسرعة. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 485 كتاب الجنائز (15)، باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت، عند الموت (18)، الحديث (3114)، والحاكم في المستدرك 1/ 340،=

5 - باب المشي بالجنازة والصلاة عليها

1165 - وعن عُبادة بن الصامت، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "خيرُ الكَفنِ الحُلَّة، وخيرُ الأضحيةِ الكبشُ الأقرنُ" (¬1). 1166 - عن ابن عباس أنه قال: "أمرَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بِقَتْلَى أُحُد أن يُنزعَ عنهم الحديدُ والجلودُ، وأن يُدفَنُوا بدمائهم وثيابِهم" (¬2). 5 - باب المشي بالجنازة والصلاة عليها مِنَ الصِّحَاحِ: 1167 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أسرِعوا بالجنازَةِ، فإن تَكُ صالحةً فخيرٌ تقدمونَها إليه، وإن تَكُ سوى ذلك فشرٌ تضعونَه عن رقابكم" (¬3). 1168 - وقال: "إذا وُضِعَتْ الجنازَةُ فاحتمَلَهَا الرجالُ على أعناقِهم فإن كانتْ صالحةً قالت: قدِّموني، وإن كانتْ غيرَ صالحةٍ قالت لأهلها: ¬

_ = كتاب الجنائز، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 384، كتاب الجنائز، باب ما يستحب من تطهير ثيابه التي يموت فيها، وعزاه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 109 لابن حبان. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 509 كتاب الجنائز (15)، باب كراهية المغالاة في الكفن (35)، الحديث (3156)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 473 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء فيما يستحب من الكفن (12)، دون ذكر الأضحية. وفي سند الحديث: (حاتم بن أبي نصر) ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 138 وقال: (مجهول). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 497 - 498 كتاب الجنائز (15)، باب في الشهيد يغسل (31)، الحديث (3134)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 485 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم (28)، الحديث (1515)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 349 (قال ميرك وفي سنده أبو عاصم الواسطي -علي بن عاصم- ضعَّفوه، وعطاء بن السائب تغير بآخره). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 182 - 183 كتاب الجنائز (23)، باب السرعة بالجنازة. . . (51)، الحديث (1315)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 651 - 652 كتاب الجنائز (11)، باب الإِسراع بالجنازة (16)، الحديث (50/ 944).

يا ويلها أين تذهبون بها! يسمعُ صوتَها كلُّ شيءٍ إِلا الإنسان، ولو سَمِعَ الإنسان لصَعِقَ" (¬1). [يرويه أبو سعيد الخدري] (¬2). 1169 - وقال: "إذا رأيتم الجنازةَ فقومُوا، فمن تَبِعَها فلا يقعدْ حتَّى تُوضَعَ" (¬3). 1170 - وقال: "إنَّ الموتَ فَزَعٌ فإذا رأيتم الجنازَةَ فقوموا" (¬4) [يرويه جابر] (¬5). 1171 - وروي عن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقومُ للجنازةِ، ثمَّ قَعَدَ بعدُ (¬6) " (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 184 - 185 كتاب الجنائز (23)، باب قول الميت وهو على الجنازة: قدِّموني (52)، الحديث (1316). (¬2) من مخطوطة برلين. (¬3) متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 178 كتاب الجنائز (23)، باب من تبع جنازة فلا يقعد حتَّى توضع. . . (48)، الحديث (1310)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 660 كتاب الجنائز (11)، باب القيام للجنازة (24)، الحديث (77/ 959). (¬4) متفق عليه من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الصحيح 3/ 179 كتاب الجنائز (23)، باب من قام لجنازة يهودي (49)، الحديث (1311)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 660 - 661 كتاب الجنائز (11)، باب القيام للجنازة (24)، الحديث (78/ 960). (¬5) من مخطوطة برلين. (¬6) في مخطوطة برلين: (ثم يقعد بعده). (¬7) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 662 كتاب الجنائز (11)، باب نسخ القيام للجنازة (25)، الحديث (84/ 962)، ولكن اللفظ الذي أورده المصنف أقرب لرواية مالك في الموطأ 1/ 232 كتاب الجنائز (16)، باب الوقوف للجنائز، والجلوس على المقابر (11)، الحديث (33).

1172 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قالَ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "من اتَّبعَ جنازةَ مسلمٍ إيمانًا واحتسابًا وكان معَها (¬1) حتَّى يُصلَّى عليها ويُفْرَغَ من دَفْنِها، فإنه يَرْجِعُ من الأجرِ بقيراطيْنِ كل قيراطٍ مثل أُحُدٍ، ومن صلَّى عليها ثم رجعَ قبلَ أن تُدْفَنَ فإنه يرجعُ بقيراطٍ" (¬2). 1173 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَعَى للناس النَّجاشِيَّ اليومَ الذي ماتَ فيهِ، وخرجَ بهم إلى المُصَلَّى فصَفَّ بهم وكبَّر أربَعَ تكبيرات" (¬3). 1174 - وروي: "أنَّ زيدَ بن أرقم كبَّر على جنازةٍ خمسًا وقال: كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُكَبِّرُها" (¬4). 1175 - وروي: "أَنَّ ابن عباس رضي اللَّه عنهما صلى على جنازةٍ فقرأَ فاتِحَةَ الكتابِ فقال: لِتَعْلموا أنها سُنَّة" (¬5). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (معه)، وليس اللفظ للبخاري ولا لمسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 196 كتاب الجنائز (23)، باب من انتظر حتَّى تُدفن (58)، الحديث (1325)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 652 كتاب الجنائز (11)، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها (17)، الحديث (52/ 945). و (القيراط) جُزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عُشْره، وأهل الشام يجعلونه جزءًا من أربعة وعشرين. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 186 كتاب الجنائز (23)، باب الصفوف على الجنازة (54)، الحديث (1318)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 656 كتاب الجنائز (11)، باب في التكبير على الجنازة (22)، الحديث (62/ 951). (¬4) أخرجه مسلم من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى حكايةً عن زيدٍ رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 659 كتاب الجنائز (11)، باب الصلاة على القبر (23)، الحديث (72/ 957). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 203 كتاب الجنائز (23)، باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة (65)، الحديث (1335)، والراوي عن ابن عباس: طلحة بن عبد اللَّه بن عوف.

1176 - وقال عوف بن مالك: "صلى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم على جنازةٍ فحفظتُ من دعائه، وهو يقول: اللهم اغفرْ له وارحمهُ وعافهِ واعفُ عنه، وأكرِمْ نُزُلَهُ ووسِّع مُدْخَلَهُ، واغسلْه بالماءِ والثلج والبَرَدِ، ونَقِّه من الخطايا كما نَقِّيتَ الثوبَ الأبيضَ من الدَّنَسِ، وأَبْدِلَّهُ دارًا خيرًا من دارهِ وأهلًا خيرًا من أهلِه وزوجًا خيرًا من زوجِه، وأدخلْه الجنةَ وَقِهِ فتنةَ القبرِ وعذابَ النَّارِ" (¬1)، حتَّى تمنيتُ أن أكونَ ذلكَ الميتَ. 1177 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "صلى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم على ابْنَي بيضاءَ في المسجدِ، سهيلٍ وأخيهِ" (¬2). 1178 - وقال سَمُرَةُ بنُ جُنْدَبٍ: "صليتُ وراءَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم عَلى امرأةٌ ماتتْ في نِفاسِها، فقامَ وسَطَها" (¬3). 1179 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم مَرَّ بقبرٍ دُفِنَ ليلًا فقال: متى دُفِنَ هذا؟ قالوا: البارحة، قال: أَفَلا آذَنْتُمُوني؟ قالوا: دفنَّاه في ظلمةِ الليلِ فكرهْنا أن نوقِظَكَ، فقامَ فَصَفَفْنَا خلفَهُ فصلَّى عليه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 662 - 663 كتاب الجنائز (11)، باب الدعاء للميت في الصلاة (26)، الحديث (15/ 963). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 669 كتاب الجنائز (11)، باب الصلاة على الجنازة في المسجد (34)، الحديث (101/ 973). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 201 كتاب الجنائز (23)، باب أين يقوم من المرأة والرجل (63)، الحديث (1332)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 662 كتاب الجنائز (11)، باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة عليه (27)، الحديث (87/ 964). قوله (فقام وسطها) أي بحذاء صدر الميتة. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 117 كتاب الجنائز (23)، باب الإِذن بالجنازة (5)، الحديث (1247)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 658 كتاب الجنائز (11)، باب الصلاة على القبر (23)، الحديث (69/ 954) وقال ابن حجر في فتح =

1180 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ أسودَ كانَ يكونُ في المسجدِ يَقُمُّ المسجدَ فماتَ فأتى -يعني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم- قبرَهُ فصلى عليه، ثمَّ قال: إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظلمةً على أهلِها، وإنَّ اللَّه يُنَوِّرُها (¬1) لهم بصلاتي عليهم" (¬2). 1181 - وقال: "ما من مسلم يموتُ فيقومُ على جنازتِهِ أربعونَ رجلًا لا يشركونَ باللَّهِ شيئًا إلا شَفَّعَهم اللَّهُ فيه" (¬3). 1182 - وقال: "ما من ميتٍ تصلي عليهِ أُمَّةٌ من المسلمين يبلغونَ مائةً، كلُّهم يشفعون له إلا شُفِّعُوا فيه" (¬4). ¬

_ = الباري 3/ 117 عند بيانه لصاحب القبر الذي ذكر في هذا الحديث: (وقع في شرح الشيخ سراج الدين عمر بن الملقِّن: أنه الميت المذكور في حديث أبي هريرة الذي كان يقمُّ المسجد، وهو وهم منه لتغاير القصتين. . .، وأما هذا فهو رجل واسمه طلحة بن البراء بن عمير البلوي حليف الأنصار روى حديثه أبو داود مختصرًا) وقد تقدم حديثه برقم (1156)، وفيه أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إني لا أرى طلحة إلا قد حدث به الموت، فآذنوني به، وعجِّلوا". (¬1) في المطبوعة: (لَيُنَوِّرُها)، وما أثبتناه من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 204 - 205 كتاب الجنائز. (23)، باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن (66)، الحديث (1337)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 659 كتاب الجنائز (11)، باب الصلاة على القبر (23)، الحديث (71/ 956)، وقد جاء في رواية البخاري ومسلم: "أن أسود -رجلًا أو امرأة- كان يقمُّ المسجد" فلم يقع جزم بكونه رجلًا، بل رجَّح ابن حجر في فتح الباري 3/ 118 أنها امرأة، وذكر أن اسمها: أم محجن. (¬3) أخرجه مسلم من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما في الصحيح 2/ 655 كتاب الجنائز (11)، باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه (19)، الحديث (59/ 948) بزيادة قبله. (¬4) أخرجه مسلم من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، في الصحيح 2/ 654 كتاب الجنائز (11)، باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه (18)، الحديث (58/ 947).

1183 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "مَرُّوا بجنازةٍ فأَثْنَوا عليها خيرًا فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثمَّ مَرُّوا بأُخرى فأَثْنَوا عليها شرًا فقال: وَجَبَتْ، فقالَ عمرُ: ما وَجَبَت؟ قال: هذا أَثْنَيْتُم عليهِ خيرًا فوجبتْ له الجنةُ، وهذا أثنيتُم عليه شرًا فوجبتْ له النّارُ، أنتم شهداءُ اللَّهِ في الأرض" (¬1)، وفي رواية: "المؤمنونَ شهداء اللَّهِ في الأرضِ" (¬2). 1184 - وقال عمر رضي اللَّه عنه، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أيُّما مسلمٍ شَهِدَ له أربعةً بخيرٍ أَدخلهُ اللَّهُ الجنةَ، قلنا: وثلاثةٌ: قال: وثلاثةٌ، قلنا: واثنان؟ قال: واثنانِ، ثمَّ لم نسألْه عن الواحدِ" (¬3). 1185 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الأمواتَ فإنهم قد أَفْضَوا إلى ما قَدَّموا" (¬4). 1186 - عن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يجمعُ بينَ الرَّجُلينِ من قتلى أُحُدٍ في ثوبٍ واحدٍ ثم يقولُ: أيُّهم أكثرُ أخذًا للقرآن؟ فإذا أُشيرَ له إلى أحدٍ قَدَّمَهُ في اللحدِ وقال: أنا شهيدٌ على ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 228 كتاب الجنائز (23)، باب ثناء الناس على الميت (85)، الحديث (1367)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 655 كتاب الجنائز (11)، باب فيمن يثنى عليه خبرًا أو شرًا من الموتي (20)، الحديث (60/ 949). (¬2) أخرجه البخاري من رواية أنس رضي اللَّه عنه، في الصحيح 5/ 252 كتاب الشهادات (52)، باب تعديل كم يجوز (6)، الحديث (2642). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 229 كتاب الجنائز (23)، باب ثناء الناس على الميت (85)، الحديث (1368). (¬4) أخرجه البخاري من رواية عائشة رضي اللَّه عنها في الصحيح 3/ 258 كتاب الجنائز (23)، باب ما ينهى من سبِّ الأموات (97)، الحديث (1393).

هؤلاءِ يومَ القيامةِ، وأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بدمائِهم ولم يصلِّ عليهم ولم يغسلوا" (¬1). 1187 - قال جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه: "أُتِيَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بفرسٍ مُعْرَوْرًى (¬2) فركبه، حين انصرفَ من جنازةِ ابن الدَّحْدَاحِ ونحن نمشي حوله" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1188 - عن المغيرة بن شعبة (¬4) رضي اللَّه عنه -يقال إنه رفعَهُ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم (¬5) - قال: "الراكبُ يسيرُ خلفَ الجنازةِ، والماشي يمشي خلفَها وأمامَها، وعن يمشِها وعن يسارِها قريبًا منها، والسِّقْط (¬6) يُصلَّى عليه ويُدْعَى لوالدَيْهِ بالمغفرةِ والرحمةِ" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 212 كتاب الجنائز (23)، باب من يقدَّم في اللحد. . . (75)، الحديث (1347). (¬2) في المخطوطة (مُعْرَوْرٍ) وكذا عند التبريزي، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. ومُعْرَوْرًى أي عارٍ عن السرج. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 664 كتاب الجنائز (11)، باب ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرف (28)، الحديث (89/ 965). (¬4) ورد الاسم في الأصل المخطوط وفى المطبوعة: (المغيرة بن زياد) والصواب ما أثبتناه، وقد نبَّه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 525 إلى ذلك، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 363: (قال التوربشتي، والقاضي: قوله عن المغيرة بن زياد، سهوٌ ولعلَّه من خطأ الناسخ إذ ليس في عداد الصحابة والتابعين أحد بهذا الاسم والنسب). (¬5) جاء في مسند أبي داود الطيالسي، ص 96، عند الحديث (701) قوله: (ولا أعلمه إلا مرفوعًا)، وفي سنن أبي داود 3/ 522 - 523 قوله: (وأحسب أن أهل زياد -وهو أحد رواة الحديث- أخبروني أنه رفعه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-). (¬6) قال القاري في مرقاة المفاتح 2/ 362: (والسقط بتثليث السين، والكسر أشهر، ما بدا بعض خلقه). (¬7) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 96 ضمن مسند المغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنه، الحديث (701 - 702)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 247 ضمن مسند المغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 522 - 523، كتاب =

1189 - عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمرَ يمشونَ أمامَ الجنازةِ" (¬1) ورواه بعضهم مرسلًا (¬2). ¬

_ = الجنائز (15)، باب المشي أمام الجنازة (49)، الحديث (3180)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 349 - 350، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في الصلاة على الأطفال (42)، الحديث (1031)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 55 - 56، كتاب الجنائز (21)، باب مكان الراكب من الجنازة (55)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 475، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في شهود الجنائز (15)، الحديث (1481)، دون ذكر الطفل، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 482، كتاب الجنائز، باب المشي في الجنازة أين ينبغي أن يكون منها، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 195، كتاب الجنائز (6)، باب المشي مع الجنازة (28)، الحديث (769)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 355، كتاب الجنائز، باب المشي أمام الجنازة، والراكب خلفها، وقال (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 8 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه موصولا، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 522، كتاب الجنائز (15)، باب المشي أمام الجنازة (49)، الحديث (3179) موصولًا، والترمذي في السنن 3/ 329، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة (26)، الحديث (1007) موصولًا، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 56، كتاب الجنائز (21)، باب مكان الماشي من الجنازة (56) موصولًا، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 475، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة (16)، الحديث (1482) موصولًا، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 194، كتاب الجنائز (6)، باب المشي مع الجنازة (28)، الحديث (765) موصولًا، وزاد معهم: (وعثمان)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 23، كتاب الجنائز، باب المشي أمام الجنازة موصولًا. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 330، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة (26)، الحديث (1009)، مرسلًا، وقال: (وأهل الحديث كأنهم يَرَون أن الحديث المرسل في ذلك أصحُّ. . .، وقال ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسلٌ، أصح من حديث ابن عيينة) لأن ابن عيينة هو الذي رواه موصولًا، وذكر ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 111، كتاب الجنائز (12)، الحديث برقم (750) وقول الإِمام أحمد فيه: (إنما هو عن الزهري مرسل. . .، وحديث ابن عيينة وهمٌ) وقال. النسائي في =

1190 - وعن عبدِ اللَّه بن مسعودٍ رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الجنازَةُ متبوعةٌ ولا تَتْبَعُ (¬1) " (¬2) وإسناده مجهول. ¬

_ = المجتبى من السنن 4/ 56 عقب إيراده الحديث موصولًا: (هذا خطأٌ، والصواب مرسلٌ)، وقال البيهقي في السنن الكبرى 4/ 24: (ومن وصله واستقرَّ على وصلِه، ولم يختلف عليه فيه هو: سفيان بن عيينة، حجة ثقة واللَّه أعلم)، وقال ابن التركماني في الجوهر النقي بذيل السنن 4/ 24: (وظاهر كلامه يقتضي ترجيح الوصل على الإرسال) ثم عقب عليه بقولَي الترمذي والنسائي السابقين، وذكر ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود 4/ 315 - 316، (المطبوع مع معالم السنن، ومختصر سنن أبي داود) أقوال العلماء فيه مرجحًا الوصل على الإرسال، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 111: (وقد ذكر الدارقطني في العلل اختلافًا كثيرًا فيه على الزهري، قال: والصحيح قول من قال: عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أنه كان يمشي، قال وقد مشى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبو بكر وعمر. . .، وعن علي بن المديني قال: قلت لابن عيينة: يا أبا محمد خالفك الناس في هذا الحديث، فقال: استيقن الزهري حدثني مرارًا لست أحصيه، يعيده ويبديه، سمعته من فيه عن سالم، عن أبيه، قلت -أي ابن حجر- وهذا لا ينفي عنه الوهم، فإنه ضابط، لأنه سمعه منه عن سالم، عن أبيه، والأمر كذلك إلا أن فيه إدراجًا، لعل الزهري أدمجه إذا حدَّث به ابن عيينة، وفصله لغيره. . .، وجزم بصحته ابن المنذر، وابن حزم) أي بصحته موصولًا لأن الإرسال علة في الحديث، واللَّه أعلم. (¬1) قال القاري في المرقاة 2/ 363 (تَتْبَعُ: بفتح التاء والباء ويرفع العين على النفي، وبسكونها على النهي. وفي نسخة بتشديد التاء الثانية، أي لا تتبع هي الناس فلا تكون عقيبهم). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 415 ضمن مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 525، كتاب الجنائز (15)، باب الإسراع بالجنازة (50)، الحديث (3184)، وقال عقب الحديث: (يحيى بن عبد اللَّه، وهو يحيى الجابر، وقال وهذا كوفى، وأبو ماجدة بصري، قال أبو داود أبو ماجدة هذا لا يُعْرَفُ) وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 332، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في المشي خلف الجنازة (27)، الحديث (1011)، وقال: (هذا حديث لا يعرف من حديث عبد اللَّه بن مسعود إلا من هذا الوجه، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يضعِّف حديث أبي ماجدة لهذا، وقال محمدٌ: قال الحميدي: قال ابن عيينة: قيل ليحيى من أبو ماجدة هذا؟ قال: طائر طار فحدثنا. . . ويحيى إمام بني تيم اللَّه: ثقة، يكنى: أبا الحارث، ويقال له: يحيى =

1191 - وقال: "مَنْ تَبعَ جَنازَةً وحَمَلَها ثلاثَ مراتٍ فقد قَضَى ما عليهِ من حَقِّها" (¬1) (غريب). 1192 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، قال: "إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء" (¬2). 1193 - وروي: "بأن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم حملَ جنازَة سعدِ بنِ معاذٍ بين العمودين" (¬3). ¬

_ = الجابر)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 476، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة (16)، الحديث (1484). (¬1) أخرجه الترمذي من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 3/ 359، كتاب الجنائز (8)، باب (50)، وهو ما يلي: باب ما جاء في فضل الصلاة على الجنازة (49)، الحديث (1041)، وقال: (هذا حديث غريب، ورواه بعضهم بهذا الإِسناد ولم يرفعه). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 538، كتاب الجنائز (15)، باب الدعاء للميت (60)، الحديث (3199)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 480، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة (23)، الحديث (1497)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 192، كتاب الجنائز (6)، باب الإيذان بالميت والصلاة عليه (22)، الحديث (754)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 40، كتاب الجنائز، باب الدعاء في صلاة الجنازة، وقال ابن حجر في التلخيص الجير 2/ 122، كتاب الجنائز (12)، الحديث (769): (وفيه ابن إسحاق، وقد عنعن، لكن أخرجه ابن حبان من طريق أخرى عنه مُصَرِّحًا بالسماع). (¬3) أخرجه ابن سعد من رواية الواقدي عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن شيوخ من بني عبد الأشهل، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حمل. . .، في الطبقات الكبرى 3/ 431، ضمن ترجمة سعد بن معاذ، وذكره النووي في المجموع 5/ 269، باب حمل الجنازة والدفن، وعزاه إلى: (الشافعي في "المختصر"، والبيهقي في كتاب "المعرفة"، وأشار إلى تضعيفه)، وذكره البغوي -المصنِّف- في شرح السنة 5/ 337، كتاب الجنائز، باب المشي مع الجنازة وفي سند الحديث "الواقدي" قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 663: (أحد أوعية العلم على ضعفه)، ثمَّ "إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة" قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 31: (ضعيف)، ثمَّ "شيوخ من بني عبد الأشهل" وهم مجاهيل. وقوله (بين العمودين) أي عمودَيْ الجنازة عند حملها من الأرض.

1194 - وروي عن ثوبانَ أنه قال: "خرجنا معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في جنازةٍ فرأى ناسًا ركبانًا فقال: ألا تستَحْيُون؟ إنَّ ملائكةَ اللَّهِ على أقدامِهم وأنتم على ظهورِ الدوابِّ" (¬1) ووقفه بعضهم عن ثوبان (¬2). 1195 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قَرَأَ على الجنازةِ بفاتِحَةِ الكتابِ" (¬3). 1196 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قال: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلَّى على جنازةٍ قال: اللهم اغفرْ لِحَيِّنا ومَيِّتِنَا، وشاهدِنا وغائِبِنا، وصغيرِنا وكبيرِنا، وذكرِنا وأنثانا، اللهم مَن أحييتَه منا فأَحْيهِ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 333، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في كراهية الركوب خلف الجنازة (28)، الحديث (1012)، وقال: (وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، وجابر بن سمرة)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 475، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في شهود الجنائز (15)، الحديث (1480)، ولكن في سند الحديث "أبو بكر بن أبي مريم" قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 398: (ضعيف)، وأخرج نحوه أبو داود في السنن 3/ 521، كتاب الجنائز (6)، باب الركوب في الجنازة (48)، الحديث (3177)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 314، (وأخرجه أبو بكر البزَّار في "مسنده". . .، وقال البزَّار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن ثوبان بهذا الإسناد، وهو حسن الإسناد). (¬2) قال الترمذي في السنن 3/ 333: (حديث ثوبان قد روي عنه موقوفًا، قال "محمد": الموقوف منه أصحُّ). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 345، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في القراءة على الجنازة بفاتحة الكتاب (39)، الحديث (1026)، وقال: (حديث ابن عباس حديث ليس إسناده بذلك القوي، إبراهيم بن عثمان هو أبو شيبة الواسطي: منكر الحديث). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 479، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في القراءة على الجنازة (22)، الحديث (1495).

على الإسلام ومَن توفيتَه منا فتوفَّه على الإيمان، اللهم لاتحرِمْنا أجرَهُ ولا تُضِلَّنا بعدَه" (¬1). 1197 - وعن وَاثِلة بن الأسقَع أنه قال: "صلى بنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على رجلٍ من المسلمين فسمعتُه يقول: اللهم إن فلانَ بن فلانٍ في ذِمَّتِكَ وَحْبِلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ من فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ، وأنت أهلُ الوفاءِ والحقِّ، اللهم اغفرْ له وارحَمْهُ إنَّك أنت الغفورُ الرحيمُ" (¬2). 1198 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اذكُروا محاسِنَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 368 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 539، كتاب الجنائز (15)، باب الدعاء للميت (60)، الحديث (3201)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 344، كتاب الجنائز (8)، باب ما يقول في الصلاة على الميت (38)، عقب الحديث (1024)، وابن ماجه في السنن 1/ 480، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة (23)، الحديث (1498)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 10/ 472 ضمن أطراف أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وعزاه النسائي في "عمل اليوم والليلة"، الحديث (14994)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 192 - 193، كتاب الجنائز (6)، باب الإيذان بالميت، والصلاة عليه (22)، الحديث (757)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 358، كتاب الجنائز، باب أدعية صلاة الجنازة، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي. لكن أخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث 1/ 357، باب علل أخبار في الجنائز، الحديث (1058)، وقال: (قال أبي: رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ... مرسل لا يقول أبو هريرة، ولا يوصله عن أبي هريرة إلا غير مُتْقِن، والصحيح مرسل). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 540، كتاب الجنائز (15)، باب الدعاء للميت (60)، الحديث (3220)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 480، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة (23)، الحديث: (1499).

6 - باب دفن الميت

موتَاكم، وكُفُّوا عن مساوئهم" (¬1). 1199 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّه صلى على جنازةِ رجلٍ فقامَ حِيالُ رأسِه، ثمَّ جاءُوا بجنازةِ امرأةٍ فقامَ عندَ حِيالِ وسطِ السرير، فقيلَ له: هكذا رأيتَ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قامَ على الجنازةِ مُقَامَكَ منها، ومِن الرجلِ مُقَامَكَ منه؟ قال: نعم" (¬2). 6 - باب دفن الميت مِنَ الصِّحَاحِ: 1200 - قال سعد بن أبي وقَّاص رضي اللَّه عنه في مرضِه: "الحِدُوا لي لَحْدًا وانصِبوا علىَّ اللَّبِنَ نصبًا كما صُنِعَ برسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، في السنن 5/ 206 - 207، كتاب الأدب (35)، باب في النهي عن سبِّ الموتى (50)، الحديث (4900)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 339، كتاب الجنائز (34)، وهو ما قبل باب ما جاء في الجلوس قبل أن توضع (35)، الحديث (1019)، وقال: (هذا حديث غريب، سمعت "محمد" يقول: "عمران بن أنس المكي" منكر الحديث)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 487، كتاب الأدب (32)، باب النهي عن سب الأموات (33)، الحديث (1986)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 385، كتاب الجنائز، باب النهي عن سب الأموات، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، ولكن ذكر العقيلي في كتابه الضعفاء الكبير 3/ 396، عمران بن أنس برقم (1302)، وقال: (لا يتابع على حديثه). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 352، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء أين يقوم الإمام من الرجل والمرأة (45)، الحديث (1034)، وقال: (حديث أنس هذا، حديث حسن). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 479، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في أين يقوم الإِمام إذا صلى على الجنازة (21)، الحديث (1494)، وأخرج نحوه أبو داود في السنن 3/ 533 - 534، كتاب الجنائز (15)، باب أين يقوم الإمام من الميت. . . (57)، الحديث (3194)، برواية مطوَّلة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 665، كتاب الجنائز (11)، باب في اللحد ونصب اللَّبن على الميت (29)، الحديث (90/ 966). و (اللحد): الشق الذي يُعمل في جانب القبر.

1201 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنه: "جُعِلَ في قبرِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قطيفةٌ حمراء" (¬1). 1202 - وعن سفيان التَمَّار: "أنَّه رأى قبرَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مُسَنَّمًا" (¬2). 1203 - و"قال علي رضي اللَّه عنه لأبي الهيَّاج الأَسَدي: ألا أَبعثُكَ على ما بَعَثَني عليه رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أن لا تدعَ تمثالًا إلا طمستَه ولا قبرًا مُشْرِفًا إِلا سوَّيتَه" (¬3). 1204 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "نهى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن يُجَصَّصَ القبرُ، وأن يُبنَى عليه، وأن يُقعدَ عليه" (¬4). 1205 - وعن أبي مَرْثَد الغَنَويّ قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تجلِسوا على القبورِ ولا تُصَلُّوا إليها" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 665، كتاب الجنائز (11)، باب جعل القطيفة في القبر (30)، الحديث (91/ 967). و (القطيفة الحمراء): كساء له خمل. (¬2) أخرجه: البخاري من رواية أبي بن عياش في الصحيح 3/ 255، كتاب الجنائز (23)، باب ما جاء في قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (96)، وهو ما يلي الحديث (1390). قوله (مسنَّمًا) أن يجعل كهيئة السّنام، وهو خلاف تسطيحه. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 666، كتاب الجنائز (11)، باب الأمر بتسوية القبر (31)، الحديث (93/ 969). (¬4) أخرج مسلم في الصحيح 2/ 667، كتاب الجنائز (11)، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه (32)، الحديث (94/ 970). والتجصيص: البناء بالجصّ. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 668، كتاب الجنائز (11)، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه (33)، الحديث (97/ 972).

1206 - قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. "لأن يجلِسَ أحدُكم على جمرةٍ فَتُحرِقَ ثيابَهُ فتَخلُصَ إلى جِلْده خيرٌ له مِن أن يجلِسَ على قبرٍ" (¬1) يرويه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. مِنَ الحِسَان: 1207 - قال عروةُ: "كانَ بالمدينةِ رجلانِ أحدهما يَلْحَد والآخرُ لا يَلْحَدُ، فقالوا: أيُّهما جاءَ أولًا عَمِلَ عَمَلَه، فجاءَ الذى يَلْحَدُ فَلَحَدَ لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬2). 1208 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اللَّحدُ لنا والشَّقُّ لغيرِنا" (¬3). 1209 - وعن هشام بنِ عامرٍ رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ يومَ أُحُد: احْفِرُوا، وأَوْسِعُوا، وأَعْمِقُوا، وأَحْسِنُوا، وادفِنُوا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 667 كتاب الجنائز (11)، باب النهي عن الجلوس على القبر. . . (33)، الحديث (96/ 971). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 231، كتاب الجنائز (16)، باب ما جاء في دفن الميت (10)، الحديث (28)، وأخرجه البغوي -نفسه- في شرح السنة 5/ 389، كتاب الجنائز، باب اللحد، الحديث (1510). واللاحد هو أبو عبيدة بن الجراح رضي اللَّه عنه. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 544، كتاب الجنائز (15)، باب في اللحد (65)، الحديث (3208)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 363، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- اللحد لنا. . . (53)، الحديث (1045)، وقال: (حديث ابن عباس حديث حسن غريب من هذا الوجه)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 80، كتاب الجنائز (21)، باب اللحد والشَّق (85)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 496، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في استحباب اللحد (39)، الحديث (1554)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 408، كتاب الجنائز، باب السُّنة في اللحد.

الاثنينِ والثلاثةَ في قبرٍ واحدٍ، وقدِّموا أكثرَهم قرآنًا" (¬1). 1210 - وقال جابر: "لما كانَ يومُ أحدٍ جاءتْ عَمَّتي بأبي لتدفِنَه في مقابِرنا، فنادَى منادِي رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: رُدُّوا القتلى إلى مضاجِعِها" (¬2). 1211 - عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "سُلَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِن قِبَلِ رأسِه" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 19، ضمن مسند هشام بن عامر رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 547 - 548، كتاب الجنائز (15)، باب في تعميق القبر (71)، الحديث (3215)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 213، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في دفن الشهداء (33)، الحديث (1713)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 81، كتاب الجنائز (21)، باب ما يستحب من توسيع القبر (87)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 497، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في حفر القبر (41)، الحديث (1560) مختصرًا. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 297 ضمن مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدَّارمي في السنن 1/ 22 - 23، المقدِّمة، باب ما أكرم اللَّه به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في بركة طعامه ضمن حديث طويل، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 514، كتاب الجنائز (15)، باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض. . . (42)، الحديث (3165)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 215، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في دفن القتيل في مقتله (37)، الحديث (1717)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح، ونبيح ثقة)، وأخرجه النَّسائي في المجتبى من السنن 4/ 79، كتاب الجنائز (21)، باب أين يدفن الشهيد (83)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 486، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم (28)، الحديث (1516). (¬3) أخرجه الشافعي في المسند (بترتيب السندي، وتحقيق الزواوي) 1/ 215، الباب الثالث والعشرون في صلاة الجنائز وأحكامها، الحديث (598)، فقال: (أخبرنا الثقة، عن عمرو بن عطاء. . .)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 54، كتاب الجنائز، باب من قال يُسَلُّ الميت. . .، وساقه بسند الشافعي، ومن طرق أخرى، وقال ابن التركماني في الجوهو النقي (بذيل السنن): (قولهم: أخبرنا الثقة ليس بتوثيق، وعمرو بن عطاء ضعَّفه يحيى والنَّسائي، وقال مرةً ليس بشئ). قوله (سُلَّ) أي أُخرج بلطف.

1212 - وعن عطاء عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم دَخَلَ قبرًا ليلًا فأُسْرِجَ له سراجٌ، فأخَذَ من قِبَلِ القبلةِ، وقال: رحمكَ اللَّه إن كنتَ لأوَّاهًا تلاءً للقرآن" (¬1) إسناده ضعيف. 1213 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كان إذا أَدْخَلَ الميتَ القبرَ قال: بسمِ اللَّه وباللَّه، وعلى مِلَّةِ رسولِ اللَّه" (¬2) وفي رواية: "وعلى سُنَّةِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 273، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في الدفن بالليل (62)، الحديث (1057)، وقال: (حديث ابن عباس حديث حسن)، ولكن أورده الزيلعي في نصب الراية 2/ 300، كتاب الصلاة، فصل في الدَّفن وقال: (وأُنكِرَ عليه، لأن مداره على الحجاج بن أرطاة، وهو مدلِّسٌ ولم يذكر سماعًا، قال ابن القطان: "ومنهال بن خليفة" ضعَّفه ابن معين، وقال البخاري رحمه اللَّه: فيه نظرٌ). والأوّاه: كثير التضرّع. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 27، ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 364، كتاب الجنائز (8)، باب ما يقول إذا أدخل الميت القبر (54)، الحديث (1046)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 494 - 495، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في إدخال الميت القبر (38)، الحديث (1550)، لكن في سند الترمذي وابن ماجه الحجاج بن أرطاة قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 152: (كثير الخطأ والتدليس) وقد عنعنه. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 59 ضمن مسند ابن عمر رضي اللَّه عنهما، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 546، كتاب الجنائز (15)، باب في الدعاء للميت. . . (69)، الحديث (3213). والترمذي في السنن 3/ 364، عقب الحديث (1046)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 5/ 323، ضمن أطراف ابن عمر، الحديث (6660)، وعزاه النسائي في عمل اليوم والليلة، وابن ماجه في السنن 1/ 495، عقب الحديث (1550)، وأخرج نحوه الحاكم في المستدرك 1/ 366، كتاب الجنائز، باب إذا وضع الميت في قبره قال. . . وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، "وهمام بن يحيى" ثَبْتٌ مأمون إذا أسند، مثل هذا الحديث لا يعلل بأحد إذا أوقفة شعبة) ووافقه الذهبي.

1214 - وعن جعفر بنِ محمد، عن أبيه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم حَثَى على الميتِ ثلاثَ حَثَيَاتٍ بيديْه جميعًا، وأنه رشَّ ماءً على قبرِ ابنِهِ إبراهيم، ووضعَ عليه حصباء" (¬1) مرسل. 1215 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "نهى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن تُجَصَّص القبورُ، وأن يُكْتَب عليها، [وأن تُبنَى] (¬2)، وأن تُوطَأ" (¬3). 1216 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "رُشَّ قبرُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم -فكان الذي رَشَّ الماءَ على قبره بِلالُ بن رباح- بقُربةٍ بدأ من قِبَلِ رأسِه حتَّى انتهى إلى رجْليهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند (بترتيب السندي، وتحقيق الزواوي) 1/ 215 - 216، الباب الثالث والعشرون في صلاة الجنائز وأحكامها، الحديث (599/ 601) وساقه: (عن إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن محمد. . .)، وأخرجه البغوي -نفسه- في شرح السنة 5/ 401، كتاب الجنائز، باب (بدون اسم) وهو ما يلي: باب كيف يؤخذ الميت من شفير القبر، الحديث (1515)، وساقه بسند الشافعي، وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 42 عن "إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي": (متروك)، وذكر الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 535، الحديث (1078) وقال: (مرسل). والحصباء: الحصى الصغار. (¬2) ليست في مخطوطة برلين، والعبارة عند الترمذي: (وأن يُبْنَى عليها). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 368، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في كراهية تجصيص القبور، والكتابة عليها (58)، الحديث (1052)، وأخرجه مسلم -دون الكتابة- في الصحيح 2/ 667، كتاب الجنائز (11)، باب النهي عن تجصيص القبر. . . (32)، الحديث (94/ 970)، وقد سبق في الكتاب برقم (1204)، مخرجًا عن مسلم ضمن الصحاح. (¬4) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 411، كتاب الجنائز، باب رش الماء على القبر. وفي دلائل النبوة 7/ 264، باب ما جاء في صفة قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وصاحبيه فقال: (قال الواقدي) وساق سنده، قال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 133: (وروى سعيد بن منصور والبيهقي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه مرسلًا بلفظ "رُشَّ على قبره الماء، ووضع عليه حصًا من الحصباء، ورفع قبره قدر شبر" ولم يسمّ الذي رش. ورَوى أيضًا =

1217 - وعن المُطَّلِبِ (¬1) أنه قال: "لمّا ماتَ عثمانُ بن مظعون رضي اللَّه عنه فدُفِنَ، أمرَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم رجلًا أنْ يأتِيَهُ بحجرٍ، فلم يستطعْ حملَها، فقامَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وحَسَرَ عن ذراعيهِ وحملَها، فوضَعها عندَ رأسِه وقال: أُعَلِّم بها قبرَ أخي وأَدْفِنُ إليه مَن ماتَ مِن أهلي" (¬2). 1218 - وقال القاسمُ بن محمدٍ: "دخلتُ على عائشةَ رضي اللَّهُ عنها فقلت: يا أُمَّاهُ اكشفي لي عن قبرِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فكَشَفَتْ لي عن ثلاثةِ قبورٍ لا مُشْرِفَةٍ ولا لَاطِئَةٍ، مبطوحةٍ ببطحاءِ العَرَصَةِ الحمراءِ" (¬3). ¬

_ = مِن هذا الوجه: "أنَّ الرش على القبر كان على عهده -صلى اللَّه عليه وسلم-"): وأخرج قبله حديث رش النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الماء على قبر ابنه إبراهيم. (¬1) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 378: (قال ميرك: اعلم أن هذا الحديث رواه أبو داود، ولم ينسب المُطَّلب راويه، وكذا في "المصابيح" وقع غير منسوب، والمصنَّف -أي مصنِّف مشكاة المصابح الخطيب التبريزي- جعله منسوبًا إلى أبي داود من عند نفسه، وأخطأ في ذلك، قال الشيخ الجزري في "تصحيح المصابيح" والسلمي في "تخريجه": رواه أبو داود من حديث المُطَّلب بن عبد اللَّه المدني، وهو المُطَّلب بن عبد اللَّه بن حَنْطَب المخزومي، وهو تابعي)، وذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 254 وقال عنه: (صدوق، كثير التدليس والإرسال)، وذكر الحديث في التلخيص الحبير 2/ 133. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 543 كتاب الجنائز (15)، باب في جمع الموتى في قبرٍ، والقبر يُعَلَّم (63)، الحديث (3206)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 412، كتاب الجنائز، باب إعلام القبر بصخرة. . . (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 549 كتاب الجنائز (15)، باب في تسوية القبر (72)، الحديث (3220)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 369 - 370 كتاب الجنائز، باب صفة قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، ولكن في سند الحديث عمرو بن عثمان بن هانيء قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 75: (مستور)، وعن اللاطئة قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 379: (أي مستو على وجه الأرض). قوله (مبطوحة ببطحاء العرصة) أي مبسوطة على الأرض برمل العوصة، وهي كل موضع واسع لا بناء فيه.

7 - باب البكاء على الميت

1219 - وقال البَرَاءُ بن عازبٍ رضي اللَّه عنه: "خَرَجْنَا مع رَسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في جنازةٍ فوجدْنا القبرَ لم يُلْحَدْ فجلسَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مستقبَلَ القِبْلَةِ وجلسْنا معَه" (¬1) 1220 - وعن عائشةَ رضي اللَّه عنها، أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كَسْرُ عظمِ الميتِ ككسرهِ حيًّا" (¬2). 7 - باب البكاء على الميت مِنَ الصِّحَاحِ: 1221 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "دخلنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على أبي سيفٍ القَيْنِ (¬3) -وكان ظِئرًا (¬4) لإبراهيمَ- فأخذَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إبراهيمَ فَقَبَّلَهُ وشمَّه، ثمَّ دخلنا عليهِ بعدَ ذلكَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 287 ضمن مسند البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 546 كتاب الجنائز (15)، باب الجلوس عند القبر (68)، الحديث (3212)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 78 كتاب الجنائز (21)، باب الوقوف للجنائز (81)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 494 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في الجلوس في المقابر (37)، الحديث (1549). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 238 كتاب الجنائز (16)، باب ما جاء في الاختفاء (15)، الحديث (45)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 168 - 169 ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 543 - 544 كتاب الجنائز (15)، باب في الحفَّار يجد العظم. . . (64)، الحديث (3207)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 516 كتاب الجنائز (6)، باب النهي عن كسر عظام الميت (63)، الحديث (1616)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 196 كتاب الجنائز (6)، باب فيمن آذى ميتًا (32)، الحديث (776). (¬3) ذكره ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 99 وقال: (أبو سيف القَيْن، بفتح القاف وسكون المثناة التحتانية بعدها نون، وهو الحداد، كان من الأنصار وهو زوج أم سيف مرضعة إبراهيم ولد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) وذكر اسمه وهو: البراء بن أوس. (¬4) الظِئْرُ: الرجل الحاضن (الفيومي، المصباح المنير: 388).

وإبراهيمُ يجودُ بنفسه، فجعلَتْ عينا رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فقالَ له عبدُ الرحمن بنُ عوفٍ: وأنتَ يا رسولَ اللَّه [تبكي] (¬1)؟ فقالَ: يا ابنَ عوفٍ إنها رحمةٌ، ثمَّ أَتْبَعَها بأُخرى فقال: إن العينَ تدمعُ، والقلبُ يحزنُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربَّنا، وانا لفِراقِكَ يا إبراهيم لَمَحْزُونون" (¬2). 1222 - وقال أُسامة بن زيد: "أَرْسَلَتْ ابنةُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم إليه: إن ابنًا لي قُبضَ فأْتِنَا، فأرسلَ يُقْرِئُ السلامَ ويقولُ: إن للَّهِ ما أَخَذَ وله ما أَعْطَى، وكلُّ [شيءٍ] (¬3) عندَه بأجلٍ مسمَّى، فلتصبرْ ولتحتسبْ، فأَرْسَلَتْ إليه تُقْسِمُ عليه ليأتيَّنها، فقامَ ومعَه سعدُ بنُ عبادَةَ، [ومعاذُ بن جبلٍ، وأبيُّ بن كعبٍ، وزيدُ بن ثابتٍ] (¬4)، ورجالٌ، فَرُفِعَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الصبيُّ ونفسُه تَتَقَعْقَعُ، ففاضَتْ عيناهُ، فقال سعدٌ: يا رسولَ اللَّه ما هذا؟ قال: هذه رحمةً جعلَها اللَّهُ في قلوبِ عبادِهِ: وإنَّما يرحمُ اللَّهُ من عبادِه الرحماءَ" (¬5). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. ولا عند البخاري، واللفظ له. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 172 - 173 كتاب الجنائز (23)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنا بك لَمَحزونون". . . (43)، الحديث (1303)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1807 - 1808 كتاب الفضائل (43)، باب رحمته -صلى اللَّه عليه وسلم- الصبيان والعيال. . . (15)، الحديث (62/ 2315). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري، وهي في لفظ مسلم. (¬4) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي عند البخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 150 - 151 كتاب الجنائز (23)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يُعذب الميت ببعض بكاء أهلِه عليه. . . " (32)، الحديث (1284)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 635 - 636 كتاب الجنائز (11)، باب البكاء على الميت (6)، الحديث (11/ 923)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 385 في معنى تتقعقع: (أي تضطرب وتتحرك، ولا تثبت علي حالة واحدة)، وقال ابن حجر في فتح الباري 3/ 156 في بيان ابنة النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: (لكنَّ الصواب في حديث الباب أن المرسِّلة زينب، وأن الولد صَبِيِّة كما ثبت في مسند أحمد. . .).

1223 - وقال عبدُ اللَّه بنُ عمرَ: "اشتَكَى سعدُ بن عُبادَةَ شَكْوى، فأَتَاهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يعودُهُ مع عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، وسعدِ بن أبي وقَّاص، وعبد اللَّه بن مسعودٍ رضي اللَّه عنهم، فلما دخلَ وجدَه في غاشِيةٍ، فبَكَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فلما رَأَى القومُ بكاءَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بَكَوا، فقال: ألا تَسْمَعون! إن اللَّه لا يُعَذِّبُ بدمعِ العينِ، ولا بحُزْنِ القلبِ، ولكن يعذِّبُ بهذا -وأشار إلى لسانِهِ- أو يرحمُ، وإن الميتَ ليُعَذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليه" (¬1). 1224 - وقال: "ليسَ منا مَن ضربَ الخدودَ، وشَقَّ الجيوبَ، ودعا بدعوَى الجاهليةِ" (¬2). 1225 - وقال: "أنَّا بريءٌ ممن حَلَقَ وسَلَقَ وخَرَقَ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 175 كتاب الجنائز (23)، باب البكاء عند المريض (44)، الحديث (1304)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 636 كتاب الجنائز (11)، باب البكاء على الميت (6)، الحديث (12/ 924). (¬2) متفق عليه، من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 163 كتاب الجنائز (23)، باب ليس منا من شق الجيوب (35)، الحديث (1294)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 99 كتاب الإيمان (1)، باب تحريم ضرب الخدود. . . (44)، الحديث (165/ 103). (¬3) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 165 - معلقًا- فقال: (قال الحكم بن موسى. . .) كتاب الجنائز (23)، باب ما يُنهَى عن الحلقِ عند المصيبة (37)، الحديث (1296)، وأخرجه مسلم في الصحيح -متصلًا- 1/ 100 كتاب الإيمان (1)، باب تحريم ضرب الخدود. . . (44)، الحديث (167/ 104)، وقال ابن حجر مبيِّنًا التعليق في رواية البخاري في فتح الباري 3/ 165: (الصواب رواية الجماعة بصيغة التعليق، وقد وصله مسلم في "صحيحه" فقال: "حدثنا الحكم بن موسى"). وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 387: (حَلَقَ: أي شعر رأسه لأجل المصيبة، وسلق. . .، أي رفع صوته بالبكاء والنوح، أو قال ما لا يجوز شرعًا، وقيل: الصلق، واللطم، والخدش. وخرق: بالتخفيف أي قطع ثوبه بالمصيبة).

1226 - وقال: "أربعٌ في أُمَّتي من أمرِ الجاهليةِ لايَتْرُكُونَهن: الفخرُ في الأحسابِ، والطَّعنُ في الأنسابِ، والاستسقاءُ بالنجوم، والنِّياحةُ، وقال: النائحةُ إذا لم تَتُبْ قبلَ موتها، تقامُ يومَ القيامَةِ وعليها سِرْبالٌ مِن قَطِرَانٍ ودِرْعٌ مِن جَرَبٍ" (¬1). 1227 - وقال أنس بن مالك رضي اللَّه عنه: "مرَّ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بامرأةٍ تبكي عندَ قبرٍ فقال: اتقي اللَّهَ وأصْبِري، فقالت: إليكَ عَنِّي فإنك لم تُصَبْ بمصيبَتي -ولم تعرفه- فقيلَ لها: إنه النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فاتَتْ بابَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَلَمْ تَجِدْ عندَه بَوَّابِينَ فقالت: لم أعرفْكَ، فقال: إنما الصبرُ عند الصدمةِ الأولى" (¬2). 1228 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يموتُ لمسلمٍ ثلاثةٌ من الوَلَدِ فيَلِجُ النَّارَ إلا تَحِلَّةَ القَسَم" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 644 كتاب الجنائز (11)، باب التشديد في النِّياحة (10)، الحديث (29/ 934). قوله (سربال): قميص. و (القطران) ما يتحلب من شجر يُسمّى الأبهل، وهو حارّ، يحرق الجرب بحرارته. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 148 كتاب الجنائز (23)، باب زيارة القبور (31)، الحديث (1283)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 637 - 638 كتاب الجنائز (11)، باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى (8)، الحديث (15/ 926). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 541 كتاب الأيمان والنذور (83)، باب قول اللَّه تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [سورة النور: (24)، الآية (53)]. . . (9)، الحديث (6656)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2028 كتاب البِرِّ والصِّلَة والآداب (45)، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه (47)، الحديث (150/ 2632)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 389 في معنى تَحلَّة. القسم: (قيل إلا مقدار ما يبرُّ اللَّه قَسَمه فيه بقوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [سورة مريم: (19)، الآية (71)] يعني: لا يدخل النار، لكن يَمُرُّ عليها من غير لحوق ضرر منها به، وقيل إلا زمانًا يسيرًا).

1229 - وقال لِنِسْوَةٍ من الأنصارِ: "لا يموتُ لإحدَاكُنَّ ثلاثةٌ من الولدِ فتحتسبَهُ إلا دخلَتْ الجنةَ، فقالت امرأة: واثنانِ (¬1) يا رسولَ اللَّه؟ قال: واثنانِ (1) " (¬2) وفي رواية: "ثلاثةٌ لم يبلغوا الحِنْثَ" (¬3). 1230 - وقال: "يقولُ اللَّهُ عز وجل: ما لِعَبْدي المؤمنِ عندي جزاءٌ إذا قَبَضْتُ صَفِيَّه مِن أهلِ الدنيا ثم احتسَبَهُ إلا الجنة" (¬4). مِنَ الحِسَان: 1231 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنه قال: "لعنَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم النَّائحَةَ والمستمعة" (¬5). 1232 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "عَجَبًا للمؤمنِ! إن أصابَهُ خيرٌ حَمِدَ اللَّهَ [وأثنَى عليهِ] (¬6) وشَكَرَ، وإن أصابَتْهُ مصيبةٌ حَمِدَ اللَّهَ ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (أو اثنين): وهي عند مسلم في لفظ. (¬2) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2028 كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه (47)، الحديث (151/ 2632). (¬3) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2029 كتاب البر. . . (45)، باب فضل من يموت له ولد. . . (47)، الحديث (153/ 2634). قوله: (لم يبلغوا الحنث) أي لم يبلغوا مبلغ الرجال، حتَّى يُكتب عليهم الإثم. والحنث: البلوغ، وقيل الذنب، وهو أظهر. (¬4) أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 11/ 241 - 242 كتاب الرِّقاق (81)، باب العمل الذي يبتغى به وجه اللَّه، فيه سعدٌ (6)، الحديث (6424)، قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 390: (صفَّيَّه أي مختاره ومحبوبه من الولد، أو الوالد، أو غيرهما). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 492 - 493 كتاب الجنائز (15)، باب في النوح (29)، الحديث (3128)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 390: (قال ميرك: في سنده محمد بن الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه، عن جده، والثلاثة ضعفاء). (¬6) ليست في مخطوطة برلين.

وصبَرَ، فالمؤمنُ يؤجرُ في كلِ أمرِهِ، حتَّى في اللُّقمةِ يرفعُها إلي في امرأتِهِ" (¬1). 1233 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِنْ مُؤمنٍ إلا وله بابانِ [من السماءِ] (¬2) بابٌ يصعدُ منهُ عملهُ، وبابٌ ينزِلُ منه رزقُهُ، فإذا ماتَ بَكَيَا عليه، فذلكَ قوله: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} (¬3) " (¬4). 1234 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "منَ كانَ له فَرَطَانِ مِن أمتي أدخلَهُ اللَّه بهما الجنةَ، فقالت عائشةُ رضي اللَّه عنها: فَمَن كانَ له فَرَطٌ مِن أُمَّتِكَ؟ فقال: وَمَنْ كانَ له فَرَطٌ يا مُوَفَّقة، فقالت: فمن لم يكنْ له فَرَطٌ مِن أُمَّتك؟ فقال: فأنا فَرَطُ أمَّتي، لن يُصابوا بمثلي" (¬5) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد من رواية سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه في المسند 1/ 182 ضمن مسند سعد رضي اللَّه عنه، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص (578) باب ما يقول إذا أصابته مصيبة، الحديث (1067). وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح إلى البيهقي في "شُعَبِ الإيمان"، وأخرج نحوه مسلم عن صهيب رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 2295 كتاب الزهد والرقائق (53)، باب المؤمن أمره كله خير (13)، الحديث (64/ 2999). (¬2) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند الترمذي. (¬3) سورة الدخان (44)، الآية (29). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 380 كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الدخان (46)، الحديث (3255)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبان الرُّقاشي يُضَعَّفان في الحديث). وعزاه المناوي في فيض القدير 5/ 495 لأبي يعلى. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 334 - 335 ضمن مسند ابن عباس رضي اللَّه عنهما، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 376 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في ثواب من قدَّم ولدًا (64)، الحديث (1062)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). قوله (فَرَطان) أي ولدان لم يبلغا الحلم.

1235 - وقال [أبو موسى الأشعري، قال رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬1): إذا ماتَ ولدُ العبد، قالَ اللَّهُ لملائكتِهِ: قَبَضْتُم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قَبَضْتُم ثمَرَةَ فؤادِهِ؟ فيقولون: نعم، فيقولُ: ماذا قالَ عبدي؟ فيقولون: حَمِدَكَ واسْترْجَعَ، فيقولُ اللَّه تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنّةِ وسَمُّوهُ بيتَ الحمدِ" (¬2). 1236 - وقال: "مَنْ غزَّى مصابًا فله مثلُ أجرِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 415 ضمن مسند أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 341 كتاب الجنائز (8)، باب فضل المصيبة إذا احتسب (36)، الحديث (1021)، وقال: (هذا حديث حسن غريب)، وفي سند الحديث أبو سِنان وهو: عيسى بن سِنان القَسْمَلي قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 98: (لين الحديث). (¬3) أخرجه الترمذي عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في السنن 3/ 385 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في أجر من عزَّى مصابًا (71)، الحديث (1073)، وقال: (هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث علي بن عاصم. . .، ويقال: أكثر ما ابتُليَ به "علي بن عاصم" بهذا الحديث، نقموا عليه)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 511 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في ثواب من عزَّى مصابًا (56)، الحديث (1602)، وهذا الحديث واحد مما ذكره الحافظ سراج الدين ابن الملقن من أحاديث "المصابيح" وقال: إنها موضوعة، وقد أجاب الحافظ ابن حجر العسقلاني في: "أجوبته عن أحاديث المصابيح": فقال (الحديث الرابع: حديث "من عزَّى مصابًا فله مثل أجره". قلت: أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد اللَّه بن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. ورجاله رجال "الصحيحين" إلا علي بن عاصم فإنه ضعيف عندهم. قال الترمذي بعد تخريجه: لا نعرفه مرفوعًا إلا عن علي بن عاصم. ورواه بعضهم عن محمد بن سوقة شيخ علي بن عاصم موقوفًا على عبد اللَّه بن مسعود. وقال الترمذي أيضًا: "أنكروه على علي بن عاصم، وعدوه من غلطه". وقال أبو أحمد بن عدي: رواه جماعة متابعة لعلي بن عاصم، سرقه بعضهم منه، وأخطأ في بعضهم. =

8 - باب زيارة القبور

1237 - عن أبي بَرْزَةَ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ عَزَّى ثَكْلَى كُسِيَ بُرْدًا في الجنَّةِ" (¬1) (غريب). 1238 - وروي: "أنَّه لما جاءَ نَعْيُ جعفرَ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: اصنعوا لآلِ جعفرَ طعامًا فقد أتاهُمْ ما يَشْغُلُهم" (¬2). 8 - باب زيارة القبور مِنَ الصِّحَاحِ: 1239 - عن بُرَيْدة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "نهيتُكم عن زيارةِ القبورِ فزوروها، ونهيتُكم عن لحومِ الأضاحي ¬

_ = وأخرجه ابن عدي من حديث أنس بلفظ "من عزَّى أخاه المسلم من مصيبته كساه اللَّه حلّة". وسنده ضعيف. وأخرجه أبو الشيخ في "كتاب الثواب" من حديث جابر بمعناه وأبو يعلى من حديث أبي برزة بلفظ آخر. وقد قلنا: إن الحديث إذا تعددت طرقه يقوى بعضها ببعض، وإذا قوي كيف يحسن أن يطلق عليه: إنه مختلق؟!). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 388 كتاب الجنائز (8)، باب آخر في فضل التعزية (74)، الحديث (1076)، وقال: (هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي)، وفي سنده: "مُنْية ابنة عبيد بن أبي برزة". قال عنها ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 614: (لا يُعْرف حالها). والثكلى: الفاقدة ولدها. و (البُرْد): الثوب العظيم. (¬2) أخرجه أبو داود من رواية عبد اللَّه بن جعفر في السنن 3/ 497 كتاب الجنائز (15)، باب صنعة الطعام لأهل الميت (30)، الحديث (3132)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 323 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في الطعام لأهل الميت (21)، الحديث (998)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 514 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في الطعام يُبْعَث إلى أهل الميت (59)، الحديث (1610)، وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 138 كتاب الجنائز (12)، الحديث (800) وعزاه أيضًا: للشافعي، وأحمد، والدارقطني، والحاكم، وقال: (وصحَّحه ابن السكن).

فوقَ ثلاثِ فامسكوا ما بدَا لكم، ونهيتُكم عن النبيذِ إلا في سِقاءٍ فاشرَبُوا في الْأَسْقِيَةِ كلِّها ولا تشرَبُوا مُسْكِرًا" (¬1). 1240 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "زارَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم قبرَ أُمِّه فَبَكَى وأَبكى مَنْ حَوْلَهُ، فقالَ: استأذنتُ ربي في أنْ أستَغْفِرَ لها فلم يأذنْ لي، واستأذنْتُهُ في أن أزورَ قبرَها فأذِنَ لي، فزوروا القبورَ فإنها تذكَّرُكم الموتَ" (¬2). 1241 - عن بُرَيْدَة رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُعَلَّمُهم إذا خَرَجوا إلى المقابِرِ: السلامُ عليكم أهلَ الديارِ من المؤمنينَ والمسلمينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّه بكم لاحِقُونَ، [أنتم لنا سَلَفٌ ونحنُ لكم تُبَعٌ] (¬3)، نسألُ اللَّهَ لنا ولكم العافية" (¬4) [وعنه في رواية: "إنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل اللَّه العافية"] (¬5). مِنَ الحِسَان: 1242 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه أنه قال: "مرَّ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بقبورٍ بالمدينةِ فأقْبَلَ عليهم بوجهِهِ فقالَ: السلامُ عليكم يا أهلَ القبورِ يغفرُ اللَّه لنا ولكم، أنتم سلفُنا ونحنُ بالأثرِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 672 كتاب الجنائز (11)، باب استئذان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ربَّه عزَّ وجلَّ في زيارة قبرِ أُمِّهِ (36)، الحديث (106/ 977). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 671 كتاب الجنائز (11)، باب استئذان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ربه عزَّ وجلَّ في زيارة قبر أمه (36)، الحديث (108/ 976). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 671 كتاب الجنائز (11)، باب ما يقال عند دخول القبور. . . (35)، الحديث (104/ 957). (¬5) ساقط من المطبوعة. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 369 كتاب الجنائز (8)، باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر (59)، الحديث (1053)، وقال: (حديث ابن عباس حديث حسن غريب)، وفي سنده "قابوس بن أبي ظبيَان" قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 115: (فيه لِيْنٌ).

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1987 م دَار الْمعرفَة للطباعة والنشر والتوزيع مستديرة المطار - شَارِع البرجاوي ص. ب: 7876 تليفون: 834301 - 834332 - برقيًا معرفكار بيروت - لبنان

مصَابيحُ السُّنَّة [2]

6 - كتاب الزكاة

6 - كِتَابُ الزَّكَاةِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 1243 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بعثَ مُعاذًا إلى اليمنِ فقال: إنك تأتي قومًا أهلَ كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أنْ لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رسولُ اللَّه، فإنْ هُمْ أطاعوا لذلك فأَعْلِمْهُم أنَّ اللَّهَ قد فَرَضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ، فإنْ هم أَطاعوا لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللَّهَ قد فرض عليهم صدقةً تُؤخَذ مِن أغنيائهم فَتُرَدُّ على فقرائهم، فإنْ هم أَطاعوا لذلك فإيَّاكَ وكرائمَ أموالِهِم، واتقِ دعوةَ المظلومِ فإنَّه ليسَ بينَها وبينَ اللَّه حِجَابٌ" (¬1). 1244 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِنْ صاحبِ ذهبٍ ولا فِضَّةٍ لا يؤدِّي منها حقَّها، إلا إذا كانَ يومُ القيامةِ صُفِّحَت له صفائحُ مِن نارٍ فأحمِيَ عليها في نار جهنم، فيُكْوَى بها جَنْبُه وجَبينُهُ وظَهْرَهُ، كلما بَرَدَتْ أُعيدَتْ له، في يومٍ كانَ مِقْدَارَه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 357 كتاب الزكاة (24)، باب أخذ الصدقة من الأغنياء. . . (63)، الحديث (1496)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 50 كتاب الإيمان (1)، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام (7)، الحديث (29/ 19).

خمسينَ ألفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بينَ العبادِ، فَيَرَى سبيلَهُ إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ، قيلَ: [يا رسولَ اللَّه فَالإِبِلُ؟] (¬1) قال: ولا صاحبَ إبلٍ لا يُؤَدِّي منها حقَّها، ومِن حقِّها حَلْبُها يومَ وِرْدِها (¬2)، إِلّا إذا كانَ يومُ القيامةِ بُطِحَ لها بقاع قَرْقَرٍ (¬3) أوفَرَ ما كانت، لا يفقِدُ منها فَصِيلًا واحدًا تَطؤه بأخفافِها وتَعَضه بأفواهِهَا، كلما مَرَّ عليهِ أُولَاهَا رُدَّ عليهِ أُخراها في يوم كانَ مِقْدَارُه خمسينَ ألفَ سنةٍ حتَّى يُقْضَى بينَ العبادِ، فيَرَى سبيلَه إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ، قيلَ: [يا رسولَ اللَّهِ فالبقرُ والغنمُ؟] (1) قالَ: ولا صاحبَ بقرٍ ولا غنمٍ لا يُؤَدِّي منْها حَقَّها، إلا إذا كانَ يومُ القيامةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ لا يَفْقِدُ منها شيئًا، ليسَ فيها عَقْصَاءُ ولا جَلْحَاءُ ولا عَضْبَاءُ (¬4)، تنطحُهُ بقرونِها وَتَطَؤُهُ بأَظْلَافِهَا كلما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخراها، في يوم كَانَ مِقدارَه خمسينَ ألفَ سنةٍ حتَّى يُقضَى بينَ العبادِ، فَيَرَى سبيلَهُ إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ، قيلَ: [يا رسولَ اللَّه فالخيلُ؟] (1) قال: الخيلُ ثلاثة [هي] (1) لِرَجُلٍ أجرٌ، ولرجلٍ سِتْرٌ، وعلى رجلٍ وِزْرٌ، فأمَّا الذي (¬5) [هي] (1) له أجرٌ: فرجلٌ ربطَها في سبيلِ اللَّه فأَطالَ لها في مَرْجٍ أو رَوْضَةٍ، فما أصابَتْ في طِيَلِها (¬6) ذلكَ من ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، وموجودة في لفظ مسلم. (¬2) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 412: (وقيل معناه ومن حقِّها أن يحلِبَها في يوم شربها الماء، دون غيره لئلا يلحقها مشقة العطش، ومشقة الحلب). (¬3) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 412: (أي أملس، وقيل: أي مستوِ). (¬4) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 412: ("عقصاء" أي ملتوية القرنين "ولا جَلْحَاء" أي لا قرنَ لها "ولا عَضْباء" أي مكسورة القرن، ونفيُ الثلاثة عبارة عن سلامة قرونها، ليكون أجرح للمنطوح). (¬5) كذا في المخطوطة والطبوعة، واللفظ عند مسلم: (فأمَّا التي). (¬6) قال ابن حجر في فتح الباري 6/ 64 كتاب الجهاد (56)، باب الخيل ثلاثةً. . . (48)، الحديث (2860): "طِيَلها" بكسر الطاء المهملة، وفح التحتانية بعدها لام، هو الحبل الذي تربط به، ويطول لها لترعى، ويقال له: طِوَل بالواو المفتوحة).

المرجِ أو الروضةِ كانَ له حَسَنَاتٍ، ولو أنه انقطعَ طِيَلُها فاستَنَّتْ شَرَفًا (¬1) أو شَرَفَيْنِ كانتْ آثارُها وأرواثُها حسناتٍ له؛ ولو أنها مَرَّت بنهرٍ فَشَرِبَتْ منه ولم يُردْ أنْ يسقيَها كانَ ذلك حسناتٍ له، وأمَّا الذي هي له سِتْرٌ (¬2): فرجلٌ ربطَها تَغَنيًا وتَعَففًا ثم لم يَنْسَ حَقَّ اللَّه تعالى في رِقابِها ولا ظهورِها فهي له سترٌ، وأما الذي هي عليه وِزرٌ: فرجلٌ ربطَها فخرًا ورياءً ونِواءً (¬3) لأهلِ الإِسلام، فهي على ذلك وِزرٌ، وسُئلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن الحُمُرِ؟ فقال: ما أنزِلَ عليَّ فيها شيءٌ إلا هذه الآيةُ الفاذَّةُ الجامعةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} (¬4) " (¬5). 1245 - وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن آتَاهُ اللَّه مالًا فلَم يؤدِّ زَكاتَهُ مُثلَ له مالُه يومَ القيامةِ شجاعًا أقرعَ له زبيبتانِ، يُطَوِّقُه ثم يأخذُ منه (¬6) بِلِهْزِمَتَيهِ -يعني شِدْقيه- يقول: أنا مالِكُ أنا كنزُكَ ثم تلا هذه الآية: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} (¬7) الآية" (¬8). ¬

_ (¬1) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 414: ("فاستنَّت" بتشديد النون أي: عَدَتْ ومَرَجَتْ ونشطت لمراحها. . .، "شَرفًا من الأرض" أي مرتفعًا). (¬2) في مخطوطة برلين: (وأما الذي هي ستر له)، وهذه العبارة مقدّمة في صحيح مسلم على الذي له أجر. (¬3) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 413 "نِواء" بكسر النون والمد، والواو بمعنى منازعة ومعاداة). (¬4) سورة الزلزلة (99)، الآية (7 - 8). (¬5) أخرجه مسلم بطوله في الصحيح 2/ 680 - 682 كتاب الزكاة (12)، باب إثم مانع الزكاة (6)، الحديث (24/ 987)، وأخرجه البخاري بنحوه -من ذكر الإِبل والغنم- في الصحيح 3/ 267 كتاب الزكاة (24)، باب إثم مانع الزكاة. . . (3)، الحديث (1402)، وأخرجه بمثله -من ذكر الخيل- في الصحيح 6/ 63 - 64 كتاب الجهاد (56)، باب الخيل ثلاثة. . . (48)، الحديث (2860). (¬6) العبارة في مخطوطة برلين (ثم يأخذه بلهزمتَيْه)، وعبارة البخاري (ثمّ يأخذ بلَهْزِمَتَيْهِ). (¬7) سورة آل عمران (3)، الآية (180). (¬8) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 268 كتاب الزكاة (24)، باب إثم مانع الزكاة. . . (3)، الحديث (1403). قوله: (شِدْقَيْهِ) أي طَرَفَيْ فَمِهِ. و (زبيبتان) أي نقطتان سوداوان فوق العينين، وهو أخبث الحيّات.

1246 - وعن أبي ذرٍ، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، أنه قال: "مَا مِنْ رَجُلٍ يكونُ له إبلٌ أو بقرٌ أو غنمٌ لا يؤدي حقَّها، إلا أُتِيَ بها يومَ القيامةِ أعظمَ ما يكونُ (¬1) وأَسْمَنَهُ، تَطَؤُه بأخفافِها وتنطَحُهُ بقرونها، كلما جازَت أُخراها رُدَّت عليه أُولاها، حتَّى يقضيَ اللَّهُ بينَ الناسِ" (¬2). 1247 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "إذا أتاكم المُصَدِّق فليصدرْ عنكم وهو عنكم راضٍ" (¬3). 1248 - وقال عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أتاه قومٌ بِصَدَقَتِهِمْ قال: اللهم صَلَّ على آلِ فلانٍ، فأتاهُ أبي بصدقتِه فقال: اللهم صلِّ على آلِ أبي أَوْفَى" (¬4) وفي رواية: "إذا أتى الرجلُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم بصدقته قال: اللهم صلِّ عليه" (¬5). 1249 - وبعث رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عمرَ على الصدقةِ ¬

_ (¬1) كذا في المخطوطة والمطبوعة، واللفظ عند البخاري: (تكون) وعند مسلم: (كانت). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 323 كتاب الزكاة (24) باب زكاة البقر. . . (43)، الحديث (1460)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 686 كتاب الزكاة (12)، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة (8)، الحديث (30/ 990). (¬3) أخرجه من رواية جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه الشافعي في المسند 1/ 240 كتاب الزكاة، الباب الثاني فيما يجب أخذه من رب المال. . .، الحديث (653)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 686 كتاب الزكاة (12)، باب إرضاء السُّعاة (7)، الحديث (29/ 989)، ولفظ الشافعي أقرب. قوله (فليصدر عنكم) أي يرجع. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 361 كتاب الزكاة (24)، باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة. . . (64)، الحديث (1497)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 756 - 757 كتاب الزكاة (12)، باب الدعاء لمن أتى بصدقة (54)، الحديث (176/ 1078). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 448 كتاب المغازي (64)، باب غزوة الحديبية. . . (35)، الحديث (4166)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 757 كتاب الزكاة (12)، باب الدعاء لمن أتى بصدقة (54)، الحديث (176/ 1078).

فقيل: منعَ ابنُ جميلٍ (¬1) وخالدُ بن الوليد، والعباسُ، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما ينقِمُ ابنُ جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناه اللَّهُ ورسولُه؟ وأما خالدٌ: فإنكم تَظلِمُونَ خالدًا، قد احتبسَ أدراعَهُ وأَعتُدَه (¬2) في سبيلِ اللَّه، وأما العباسُ فهي عليَّ ومثلُها معها، ثمَّ قال: ياعمرُ أَمَا شَعرتَ أنَّ عمَّ الرجلَ صِنْوُ أبيه" (¬3). 1250 - وعن أبي حُمَيْد السَّاعِدي أنه قال: "استعمل النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم رجلًا من الأَزدِ (¬4) يقال له: ابنُ اللُّتْبِيَّةِ على الصدقةِ فلمَّا قَدِمَ قال: هذا لكم وهذا أُهديَ لي، فخطبَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فحمِدَ اللَّهَ وأثنى عليه ثم قال: أمَّا بعدُ، فإني أستعملُ رجالًا منكم على أمورٍ مما ولَّاني اللَّهُ، فيأتي أحدُهم فيقولُ: هذا لكم، وهذه هديةٌ أُهديتْ لي، فهلَّا جلسَ في بيتِ أبيهِ أو بيتِ أمِّه فينظرُ أيُهدى له أم لا، والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئًا إلا جاءَ به يومَ القيامةِ يحملُهُ على رقبَتِهِ، إن كان بعيرًا له رغاءٌ، أو بقرةً لها خُوارٌ، أو شاةٌ تَيْعَرُ، ثمَّ رفعَ يديه حتَّى رأينا عُفْرَةَ إبطيه ¬

_ (¬1) قال ابن حجر في فتح الباري 3/ 333: ("فقيل منع ابن جميل" قائل ذلك عمر. . .، وابن جميل لم أَقِف على اسمه في كتب الحديث) ثم ذكر أقوالًا في اسمه من بعض التعليقات والشروحات، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة 5/ 325 ذكر من عرف من الصحابة رضي اللَّه عنهم بآباهم، فقال: (له ذكر في حديث أبي هريرة) وساق الحديث. (¬2) أَعْتُدَه: جمع عتاد، وهي لفظ البخاري، واللفظ عند مسلم (وَأَعْتَادَهُ). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 331 كتاب الزكاة (24)، باب قول اللَّه تعالى: {وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} [] سورة التوبة (9)، الآية (60)]. . . (49)، الحديث (1468)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 676 - 677 كتاب الزكاة (12)، باب في تقديم الزكاة ومنعها (3)، الحديث (11/ 983). وقوله (صِنْوُ أَبِيهِ) أي مثله ونظيره. (¬4) كذا في المخطوطة والمطبوعة، وهو لفظ البخاري، واللفظ عند مسلم (الْاَسْدِ) قال ابن منظور والزبيدي والفيروزآبادي: (أزد، وبالسين أفصح).

فقال: اللهم هل بَلَّغتُ، اللهم هل بلَّغتُ ثلاثًا" (¬1). 1251 - وقال: "من استعْمَلْنَاهُ منكم على عملٍ فَكَتَمنا مَخيطًا فما فوقَه، كانَ غُلولًا يأتي به يومَ القيامةِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1252 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "لما نزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} (¬3) كَبُرَ ذلكَ على المسلمين فقالوا: يا نبيَ اللَّه إنه كَبُرَ على أصحابِكَ هذه الآية، فقال: إنه ما فرضَ الزكاةَ إلا ليُطَيِّبَ ما بقيَ من أموالِكم فكبَّر عمرُ، ثمَّ قال: ألا أخبرُكم بخيرِ ما يَكْنِزُ المرءُ؟ المرأةُ الصالحةُ، إذا نظرَ إليها تَسُرُّه، وإذا أمرَها أطاعَتْهُ، وإذا غابَ عنها حَفِظَتْهُ" (¬4). 1253 - وقال: "سيأتيكم رُكَيْبٌ مُبَغَّضونَ فإذا جاءوكم فرحِّبوا بهم، وخَلُّوا بينَهم وبينَ ما يبتغون! فإن عَدَلُوا فلِأنفُسِهِمْ، وإن ظَلَمُوا فعليها، فأَرْضُوهم، ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 220 كتاب الهبة (51)، باب من لم يقبل الهدية لِعِلَّة (17)، الحديث (2597)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1463 كتاب الإمارة (33)، باب تحريم هدايا العمال (7)، الحديث (26/ 1832)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 417: ("حتَّى رأينا عفرة إبطيه" أي: بياضهما، والعُفرة بالضم بياض ليس بخالص). (¬2) أخرجه مسلم من رواية عديِّ بن عَمِيرَة الكِندي، في الصحيح 3/ 1465 كتاب الإمارة (33)، باب تحريم هدايا العمال (7)، الحديث (30/ 1833). والمخيط: الإِبرة. (¬3) سورة التوبة (9)، الآية (34). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 305 - 306 كتاب الزكاة (3)، باب في حقوق المال (32)، الحديث (1664)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح (2/ 419): (بإسناد صحيح، ولم يعترضه المنذري، قاله ميرك). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 333، كتاب التفسير، وصحّحه، وأقره الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 83، كتاب الزكاة، باب تفسير الكنز الذي ورد الوعيد فيه، وعزاه ابن كثير في تفسيره 2/ 365، في تفسير الآية (34) من سورة التوبة لابن أبي حاتم في تفسيره، ولابن مردويه.

فإن تمامَ زكاتِكم رِضاهم ولْيَدْعوا لكم" (¬1) وفي رواية: "أَرْضُوا مُصَدَّقيكم، قالوا: يا رسولَ اللَّه وإن ظلمونا؟ قال: أرضوا مصَدِّقيكم وإن ظُلِمْتُمْ" (¬2). 1254 - وقال بشيرُ بن الخَصَاصِيَّة: "قلنا: إن أهلَ الصدقةِ يعتدونَ علينا، أَفَنَكْتُم مِن أموالِنا بقدرِ ما يعتدون علينا؟ فقال: لا" (¬3). 1255 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "العاملُ على الصدقةِ بالحقِّ، كالغازي في سبيلِ اللَّه حتَّى يرجعَ إلى بيتِهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود من رواية جابر بن عَتِيك رضي اللَّه عنه، في السنن 2/ 245 كتاب الزكاة (3)، باب رضا المصدق (5)، الحديث (1588)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 114، كتاب الزكاة باب الاختيار في دفعها إلى الوالي. وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 419 عن الركيب (تصغير ركب. . .، أي سعاة وعمال الزكاة. . .، "مُبَغَّضون" أي طبعًا لا شرعًا؛ لأنهم يأخذون محبوب قلوبهم. . .، قال ميرك: وفي إسناده ثابت بن قيس الغفاري قال ابن معين ضعيف، وقال أحمد ثقة)، وفي سنده "صخر بن إسحاق" قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 365: (ليِّنٌ)، و"عبد الرحمن بن جابر بن عَتيك" قال عنه في تقريب التهذيب 1/ 475: (مجهول). (¬2) أخرجه من رواية جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه أبو عبيد في كتاب الأموال ص (498)، كتاب الصدقة، باب ما يستحب لأرباب الماشية. . . الحديث (1099)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 362، وأخرجه مسلم في صحيحه 2/ 685 - 686 كتاب الزكاة (12)، باب إرضاء السُّعاة (7)، الحديث (29/ 989)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 246 كتاب الزكاة (3)، باب رضا المصدق (5)، الحديث (1589). أخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 31، كتاب الزكاة (23)، باب إذا جاوز في الصدقة (14)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 137، كتاب الزكاة، باب ما ورد في إرضاء المصدق. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/ 15، كتاب الزكاة، باب ما يُعَدُّ وكيف تؤخذ الصدقة، الحديث (6818)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 244 كتاب الزكاة (3)، باب رضا المصدق (5)، الحديث (1586)، وفي سندها "دَيْسَم" قال عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب 3/ 214: (ذكره ابن حبان في الثقات). (¬4) أخرجه من طريق رافع بن خديج رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 3/ 348 - 349 كتاب الخراج والإِمارة والفيء (14)، باب في السعاية على الصدقة (7)، =

1256 - وقال: "لا جَلَبَ ولا جَنَب، ولا تؤخذ صدقاتُهم إلا في دُورِهم" (¬1). 1257 - وعن ابن عمر، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَن استفادَ مالًا فلا زكاةَ فيهِ حتَّى يحولَ عليهِ الحولُ" (¬2) والوقف على ابنِ عمرَ أصحُّ (¬3). ¬

_ = الحديث (2936)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 37 كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في العامل على الصدقة بالحق (18)، الحديث (645)، وقال: (حديث رافع بن خَديج حديث حسن صحيح، ويزيد بن عياض ضعيف عند أهل الحديث، وحديث محمد بن إسحاق أصح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 578 كتاب الزكاة (8)، باب ما جاء في عمال الصدقة (14)، الحديث (1809)، وفي سند الحديث محمد بن إسحاق" وهو ابن يسار، وقال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 144: (صدوق يدلِّس) وقد عنعن الحديث، وفي أحد سَنَدَي الترمذي "يزيد بن عياض" قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 369: (كذَّبه مالك وغيره). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 216 ضمن مسند عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه أبو داود من رواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدَّه، في السنن 2/ 250 كتاب الزكاة (3)، باب من أين تصدق الأموال (8)، الحديث (1591)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 110، كتاب الزكاة، باب أين تؤخذ صدقة الماشية. وقال الخطابي في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود للمنذري) 2/ 205 في الجلب: (لا ينبغي للمصدق أن يقيم بموضعٍ ثم يرسل إلى أهل المياه فيجلبوا إليهم مواشيهم فيصدقها، ولكن ليأتهم على مياههم حتَّى يصدقهم هناك. . .، وأما "الجَنَب". . .، وهو أن أصحاب الأموال لا يُجَنَّبون عن مواضعهم، أي لا يبعدون عنها حتَّى يحتاج المصدِّق إلى أن يتبعهم ويمعن في طلبهم). وسيأتي حديث آخر في الجهاد برقم (2929) ولفظه "لا جلب" لكنه مختلف بمعناه عن هذا الحديث. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 25 - 26 كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء لا زكاة على المال المستفاد حتَّى يحول عليه الحول (10)، الحديث (631)، وقال: (وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث، ضعَّفه أحمد بن حنبل وعليُّ بن المديني وغيرهما من أهل الحديث، وهو يكثر الغلط)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 90 كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة بالحول، الحديث (1). والحَوْلُ: السَّنَةُ. (¬3) ذكر الترمذي الحديث موقوفًا في السنن 3/ 26 برقم (632) وقال: (وهذا أصح من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وروى أيوب، وعبيد اللَّه بن عمر، وغير واحدٍ: عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا).

2 - باب ما تجب فيه الزكاة

1258 - وعن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: "سألَ العباسُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في تعجيلِ صدقتِه قبلَ أن تحِل فرخَّصَ له في ذلك" (¬1). 1259 - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ وَليَ يتيمًا له مالٌ فَلْيَتَّجِرْ فيه، ولا يتركْه حتَّى تأكلَه الصدقة" (¬2) (ضعيف). 2 - باب ما تجب فيه الزكاة مِنَ الصِّحَاحِ: 1260 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ليسَ فيما دونَ خمسةِ أوسُقٍ من التمرِ صدقةٌ، وليسَ فيما دونَ خمسِ أواقٍ من الوَرِق صدقةٌ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 104 ضمن مسند علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 385 كتاب الزكاة، باب في تعجيل الزكاة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 275 - 276 كتاب الزكاة (3)، باب في تعجيل الزكاة (21)، الحديث (1624)، وقال: (روى هذا الحديث هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وحديث هشيم أصحُّ)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 63 - 64)، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في تعجيل الزكاة (37)، الحديث (678)، وقال: وقد روي هذا الحديث عن الحكم بن عيينة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 572 كتاب الزكاة (8)، باب في تعجيل الزكاة قبل محلها (7)، الحديث (1795)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 111 كتاب الزكاة، باب تعجيل الصدقة، ثمَّ ذكر روايات الحديث، ومنها: المرسل وقال: (وهذا هو الأصح من هذه الروايات). (¬2) أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، ص 546 - 547 باب صدقة مال ليتيم وما فيه من السنة والاختلاف، الحديث (1299)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 32 كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في زكاة مال اليتيم (15)، الحديث (641)، وقال: وإنما روي هذا الحديث من هذا الوجه، وفي إسناده مقال؛ لأن المثنَّى بن الصباح يُضَعَّف في الحديث).

وليسَ فيما دونَ خمسِ ذَوْدٍ من الإبلِ صدقة" (¬1). 1261 - وقال: "ليسَ على المسلمِ صدقةٌ في عبيدِه ولا في فرسِه" (¬2). 1262 - وقال: "ليسَ في العبدِ صدقةٌ إلا صدقةَ الفطرِ" (¬3). 1263 - عن أنس: "أنَّ أبا بكرٍ رضيَ اللَّه عنه كتبَ له هذا الكتابَ لما وجَّهه إلى البحرينِ (¬4): بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذه فريضةُ الصدقةِ التي فرضَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على المسلمين، والتي أمرَ اللَّهُ بها رسولَه، فمَنْ سُئلَها من المسلمين على وجهِها فليُعْطِها ومَنْ سُئلَ فوقَها فلا يُعطِ: في أربعٍ وعشرينَ من الإبِلِ فما دونَها من [الغنم عن] (¬5) كل خمسٍ شاةٌ، فإذا بلغَتْ خمسًا وعشرين إلى خمس وثلاثينَ ففيها بنتُ مخَاضٍ (¬6) أنثى، فإذا بلغت ستًا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنتُ ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 322 - 323 كتاب الزكاة (24)، باب ليس فيما دون خمس ذودٍ صدقة (42)، الحديث (1459)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 673 أول كتاب الزكاة (12)، الحديث (1/ 979)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 426 (قال الطيبي: الذود من الإبل قيل ما بين الاثنين، إلى التسع، وقيل ما بين الثلاث إلى العشرة). والوسق= 165.06 كلغ، والأوقية= 126.8 غرامًا. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 327، كتاب الزكاة (24)، باب ليس على المسلم في عبده صدقة (46)، الحديث (1464)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 675 - 676، كتاب الزكاة (12)، باب لا زكاة على المسلم في عبده وفرسه (2)، الحديث (8/ 982). (¬3) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 676، كتاب الزكاة (12)، باب لا زكاة على المسلم في عبده وفرسه (2)، الحديث (10/ 982). (¬4) قال ياقوت في معجم البلدان 1/ 347: (هو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند، بين البصرة وعمان، قيل هي قصبة هجر، وقيل هجر قصبة البحرين، وعدَّها قوم من اليمن، وجعلها آخرون قصبةً برأسها). (¬5) ليست في مخطوطة برلين، وهي موجودة عند البخاري لكن بلفظ (من الغنم من). (¬6) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 427: (قيل هي التي تمت لها سنة، سميت بذلك لأن أمها تكون حاملًا).

لَبُونٍ (¬1) أنثى، فإذا بلغَت ستًا وأربعين إلى ستين ففيها حِقَّةٌ طَرُوقةُ الجملِ (¬2)، فإذا بلغت واحدةً وستين إلى خمسٍ وسبعينَ ففيها جَذَعَةَ (¬3)، فإذا بلغت [يعني] (¬4) ستًا وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لَبُونٍ، فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حِقَّتان طَرُوقَتَا الجملِ، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنتُ لبونٍ، وفي كل خمسين حِقَّة، ومن لم يكن معه إلا أربعٌ مِنَ الإبلِ فليسَ فيها صدقةٌ إلا أنْ يشاء ربُّها، فإذا بلغت خمسًا ففيها شاةٌ (¬5)، ومن بلغت عندَه من الإبل صدقةُ الجَذَعَةِ وليست عندَه جذَعَةٌ وعنده حِقَّةٌ فإنها تُقبَلُ منه الحِقَّةُ، ويَجعلُ معها شاتين إن استيسرتَا له أو عشرين درهمًا، ومَن بلغت عندَه صدقةُ الحِقَّةِ وليستْ عندَه الحِقَّةُ، وعندَه الجَذَعَةُ فإنّها تُقْبَلُ منه الجَذَعَةُ ويُعْطيهِ المُصَدِّقُ عشرين دِرْهَمًا أو شاتَيْنِ، ومَنْ بَلَغَت عِنْدَهُ صَدَقَةُ الحِقَّةِ وليستْ عندَه إلا بنتُ لَبُونٍ فإنها تُقبل منه بنتُ لبونٍ، ويُعطي معها شاتين أو عشرينَ درهمًا، ومن بلغت صدَقَتُه بنتَ لَبُونٍ وعِنْدَهُ حِقَةٌ فإنها تُقْبَلُ مِنْهُ الحِقَّةُ ويُعْطيهِ المُصَدِّقُ عشرينَ دِرْهَمًا أو شاتَيْنِ. ومَن بَلَغَت صَدَقَتُه بِنْتَ لَبُونٍ وليستْ عندَه وعندَه بنتُ مَخَاضٍ فإنها تُقبلُ منه بنتُ مخاضٍ، ويعطي معها عشرينَ درهمًا ¬

_ (¬1) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 428: (وهي ما لها سنتان، وقال الطيبي: أي التي دخلت في الثالثة، سميت بها لأن أمها تكون ذات لبن ترضع به أخرى غالبًا). (¬2) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 428: (أي مركوبة للفحل، والمراد أن الفحل يعلو مثلها في سِنِّها). (¬3) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 428: (بفتح الجيم والذال المعجمة، ما لها أربع سنين، وإنما سميت بذلك لأنها سقطت أسنانها، والجذع السقوط). (¬4) ليست في المطبوعة، ولا عند البخاري، وهي من المخطوطة. (¬5) ساق المصنف هذا الحديث بطوله، ولكن البخاري أخرجه منجمًا في أبواب، فمن أول الحديث إلى قوله "ففيها شاة" أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 317، كتاب الزكاة (24)، باب زكاة الغنم (38)، الحديث (1454).

أو شاتين (¬1)، ومن بلغتْ صدقَتُه بنتَ مَخَاضٍ وليست عندَه، وعندَه بنتُ لَبُون فإنها تُقبِلُ منه ويعطيه المُصَدِّق عشرينَ درهمًا أو شاتينِ، فإن لم يكنْ عنده بنتُ مخَاضٍ على وجهِها وعندَه ابن لَبُونٍ فإنه يُقبلُ منه وليسَ معَه شيءٌ (¬2)، وفي صدقةِ الغنمِ في سائِمَتِها إذا كانت أربعينَ إلى عشرينَ ومائةٍ شاةٌ، فإذا زادَت على عشرينَ ومائةٍ إلى مائتينِ ففيها شاتانِ، فإذا زادَت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاثُ شياهٍ، فإذا زادَت على ثلاثمائة ففي كل مائةٍ شاةٌ، فإذا كانت سائمةُ الرجل ناقصةً من أربعينَ شاةً واحدةٌ فليسَ فيها صدقةٌ إلا أنْ يشاءَ ربُّها (¬3)، ولا تُخرَجُ في الصدقةِ هَرِمَةٌ ولا ذاتُ عَوَارٍ (¬4) ولا تَيْسٌ، إلا ما شاءَ المُصَدِّق (¬5)، ولا يُجْمَعُ بينَ مُتَفرِّقٍ ولا يُفَرَّقُ بين مجتمِعٍ (¬6)، خشيةَ الصدقةِ (¬7)، وما كانَ مِن خليطينِ فإنهما يتراجَعَانِ بينَهما بالسَّوَّيةِ (¬8)، وفي الرِّقَّةِ ¬

_ (¬1) من قوله: "ففيها شاة" إلى قوله: "أو شاتين" أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 316، كتاب الزكاة (24)، باب من بلغت عنده صدقة بنت مخاض وليست عنده (37)، الحديث (1453). (¬2) من قوله: "ومن بلغت صدقته" إلى قوله: "وليس معه شيء" أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 312، كتاب الزكاة (22)، باب العرض في الزكاة (33)، الحديث (1448). (¬3) من قوله: "وفي صدقة الغنم" إلى قوله "إلا أن يشاء ربُّها" أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 317 - 318، كتاب الزكاة (24)، باب زكاة الغنم (38)، الحديث (1454). (¬4) قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 430: (بفتح العين وتضم، أي صاحبة عيب ونقص). (¬5) من قوله: "ولا تُخرَجُ في الصدقة" إلى قوله: "إلا ما شاء المُصَدِّق" أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 321، كتاب الزكاة (24)، باب لا تؤخذ في الصدقة هَرِمة. . . (39)، الحديث (1455). (¬6) نقل القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 430 عن القاضي قوله: (الظاهر أنه نهي للمالك عن الجمع والتفريق قصدًا إلى سقوط الزكاة أو تقليلها): وذكر أقوالًا أخرى منها ما يشمل بالنهي المُصدق. (¬7) إلى قوله: "خشية الصدقة" أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 314، كتاب الزكاة (24)، باب لا يُجَمع بين متفرق. . . (34)، الحديث (1450). (¬8) إلى قوله: "بالسُّوِيَّة" أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 315، كتاب الزكاة (24)، باب ما كان من خليطين. . . (35)، الحديث (1451)، وقال الخطابي في معالم السنن 2/ 184: (معناه أن يكونا شريكين في إبل يجب فيها الغنم، فيوجد الإبل في يدي أحدهما. فتؤخذ منه صدقتها، فإنه يرجع على شريكه بحصته على السوية).

ربعُ العُشرِ، فإن لم تكنْ إلا تسعينَ ومائة فليسَ فيها شيءٌ إلا أنْ يشاءَ ربُّها" (¬1). 1264 - وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "فيما سقَتْ السماءُ والعيونُ أو كان عَثَريًّا العشرُ، وما سُقِيَ بالنَّضحِ نصفُ العشرِ" (¬2). 1265 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ، والبئرُ جُبارٌ، والمعدنُ جُبارٌ، وفي الركازِ الخمسُ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1266 - عن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "قد عَفَوتُ عن الخيلِ والرقيقِ، فَهاتُوا صدقةَ الرِّقَّةِ من كل أربعينَ درهمًا درهمٌ، وليسَ في تسعين ومائةٍ شيءٌ فإذا بلغَتْ مائتينِ ففيها ¬

_ (¬1) ومن قوله: "وفي الرِّقة" إلى آخر الحديث، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 317 - 318، كتاب الزكاة (24)، باب زكاة الغنم (38)، الحديث (1454)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 431: ("وفي الرِّقة" بكسر الراء وتخفيف القاف أي الدراهم المضروبة إذا كانت من الفضة 200 درهم= 634 غ. و (يشاءَ رَبُّهَا) أي يتبرّع مالكها. (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 347، كتاب الزكاة (24)، باب العشر فيما يسقى من ماء السماء. . . (55)، الحديث (1483)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 432: (عَثَرِيًّا: بفتح العين والمثلَّثة المفتوحة المخففة. . .، هو من النخل الذي يشرب بعروقه من ماء المطر، يجتمع في حفيرة) وما سقيَ بالنّضح أي ببعير، أو ثور، أو بئر، أو نهر. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 364، كتاب الزكاة (24)، باب في الرِّكاز الخمس. . . (66)، الحديث (1499)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1334، كتاب الحدود (29)، باب جرح العجماء. . . (11)، الحديث (45/ 1710)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 432: ("العجماء" أي البهيمة. . .، "جُبَار" بضم الجيم أي هدر). و (الركاز): دفين أهل الجاهلية.

خمسةُ دراهمٍ (¬1) فما زادَ فعلى حِساب ذلك، وفي الغنمِ في أربعينَ شاةً شاةٌ إلى عشرين ومائة، فإذا زادت واحدة فشاتانِ إلى مائتينِ، فإن زادت فثلاثُ شياهٍ إلى ثلثمائة، فإذا زادت على ثلثمائة ففي كلِّ مائةٍ شاةٌ، فإن لم تكنْ إلا تسعًا وثلاثينَ فليسَ عليكَ فيها شيءٌ"، وفي البقرِ في كل ثلاثين تبيعٌ، وفي الأربعين مُسِنَّةٌ، وليسَ على العوامل شيءٌ" (¬2). 1267 - عن معاذ رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لما وجَّهَهُ إلى اليمنِ أمرَه أن يأخذَ من البقرِ من كل ثلاثينَ، تبيعًا أو تبيعةً، ومن ¬

_ (¬1) هذا الحديث مركب من قسمين جمعهما المصنف في كتابه، فالحديث الأول ينتهي سياقه إلى قوله: "ففيها خمسة دراهم" أخرجه أبو داود في السنن 2/ 232، كتاب الزكاة (3)، باب في زكاة السائمة (4)، الحديث (1574)، والترمذي في السنن 3/ 16، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في زكاة الذهب والورق (3)، الحديث (620)، وقال: (روى هذا الحديث: الأعمش، وأبو عوانة، وغيرهما، عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة، عن علي. وروى سفيان الثوري وابن عيينة، وغير واحد، عن أبي إسحاق، عن الحارث عن علي. قال: وسألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: كلاهما عندي صحيح عن أبي إسحاق، يحتمل أن يكون روى عنهما جميعًا)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 37، كتاب الزكاة (23)، باب زكاة الورق (18)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 570، كتاب الزكاة (8)، باب زكاة الورق والذهب (4)، الحديث (1790)، والحديث الثاني من قوله: "فما زاد فعلى حساب ذلك"، وعن "الرقة" قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 433: (الفضة). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 228 - 229، كتاب الزكاة (3)، باب في زكاة السائمة (4)، الحديث (1572)، ثمَّ قال أبو داود عن هذه الرواية في 2/ 233: (وروى حديث "النفيلي" شعبة، وسفيان وغيرهما عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي لم يرفعوه، أوقفوه على عليٍّ)، وفي سنده "الحارث الأعور" و"عاصم بن ضمرة" قال عنهما المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 191: (والحارث وعاصم ليسا بحجة)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 434 (التبيع أي ماله سنة. . .، والمُسِنَّةُ أي ما له سنتان وطلع سنها). والدرهم= 3.17 غرامًا من الفضة.

كل أربعينَ، مُسِنَّةً" (¬1). 1268 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "المتعدّي في الصدقةِ كمانِعِها" (¬2). 1269 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليسَ في حَبٍّ ولا تمرٍ صدقةٌ، حتَّى يبلغَ خمسةَ أَوْسُقٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 382، كتاب الزكاة، باب زكاة البقر، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 236، كتاب الزكاة (3)، باب في زكاة السائمة (4)، الحديث (1578)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 20، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في زكاة البقر (5)، الحديث (623)، وقال: (هذا حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث معاذًا إلى اليمن فأمره أن يأخذ، وهذا أصحُّ)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 26، كتاب الزكاة (23)، باب زكاة البقر (8)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 576 - 577، كتاب الزكاة (8)، باب صدقة البقر (12)، الحديث (1803)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 398، كتاب الزكاة، باب زكاة البقر، وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 152، كتاب الزكاة (13)، باب زكاة الغنم (1)، الحديث (814): (ورجَّح الترمذي والدارقطني في "العلل" الرواية المرسلة) ثم ذكر أقوالًا أخرى. (¬2) أخرجه أبو داود من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، في السنن 2/ 243 - 244، كتاب الزكاة (3)، باب في زكاة السائمة (4)، الحديث (1585)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 38، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في المعتدي في الصدقة (19)، الحديث (646) وقال: (حديث أنس حديث غريب من هذا الوجه وقد تكلم أحمد بن حنبل في "سعد بن سنان")، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 578، كتاب الزكاة (8)، باب ما جاء في عمال الصدقة (14)، الحديث (1808). قوله: (المُتَعَدِّي في الصدقة) أي الساعي بالتجاوز عن قدر الواجب. (¬3) أورد المصنِّف هذا الحديث ضمن الحسان، وحقه أن يذكر ضمن الصحاح حيث أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 674، من أوائل كتاب الزكاة (12)، الحديث (5/ 979)، وكذلك الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 566، لم يعز الحديث إلا للنسائي، وهو في المجتبى من السنن 5/ 40، كتاب الزكاة (23)، باب زكاة الحبوب (23). والوسق= 165.06 كلغ.

1270 - عن موسى بن طلحة أنه قال: "كانَ عندَنا كتابُ معاذِ بنِ جبلٍ رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، أنه إنما أمرَه أنْ يأخذَ الصدقةَ مِن الحِنطةِ، والشعيرِ، والزبيبِ، والتمرِ" (¬1) مرسل. 1271 - عن عَتَّاب بن أَسِيد: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال في زكاةِ الكُرومِ: إنها تُخرَصُ كما تُخرَصُ النخلُ، ثمَّ تُؤدَّى زكاتُها زبيبًا كما تؤدى زكاةُ النخلِ تمرًا" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، ص 567، باب السنة فيما تجب فيه الصدقة مما تخرج الأرض، الحديث (1374)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 3/ 138، كتاب الزكاة، باب من قال: ليس الزكاة إلا في الحنطة والشعير. . .، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 228 ضمن مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 96، كتاب الزكاة، باب ليس في الخضروات صدقة، الحديث (8)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 401، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الحنطة والشعير، وقال: (هذا حديث قد احتج بجميع رواته ولم يخرجاه، وموسى بن طلحة تابعي كبير لم ينكر له أنه يدرك أيام معاذ رضي اللَّه عنه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 128 - 129، كتاب الزكاة، باب الصدقة فيما يزرعه الآدميون، ثمَّ ذكر روايات أخرى للحديث وقال: (هذه الأحاديث كلها مراسيل، إلا أنها من طرق مختلفة فبعضها يؤكد بعضًا)، وقد ذكر ابن حجر الحديث وأقوال العلماء فيه ومنها: قوله: (وذكره الدارقطني في "العلل" وقال: الصواب مرسل. . .، وقال ابن عبد البر -عن موسى بن طلحة: لم يلق معاذًا ولا أدركه) انظر أقوال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 165، كتاب الزكاة (13)، باب زكاة المعشرات الحديث (837). (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 1/ 243، كتاب الزكاة، الباب الثاني فيما يجب أخذه من رب المال من الزكاة. . .، الحديث (661)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 4/ 127، كتاب الزكاة، باب خرص النخل والعنب وما يؤخذ منه، الحديث (7214)، وليس في سنده ذكر "سعيد بن المسيِّب" عن "عَتَّاب بن أسِيد" بل هو "عن ابن شهاب أنه قال: أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عتَّاب بن أسيد"، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 257 - 258، كتاب الزكاة (3)، باب في خرص العنب (13)، الحديث (1603)، وقال عقب الحديث (1604)،: (وسعيد لم يسمع من عتَّاب شيئًا)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 36، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في الخرص (17)، الحديث (644)، =

1272 - عن سهل بن أبي حَثْمَة رضي اللَّه عنه حدَّث أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كان يقول: "إذا خَرَصْتم فَدَعوا الثلثَ، فإن لم نَدَعوا الثلثَ فدَعوا الربع" (¬1). 1273 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يبعثُ عبدَ اللَّهِ بنَ رَواحةَ إلى يهود (¬2) فَيَخْرُصُ النخلَ حينَ يطيبُ قبلَ أن يؤكلَ منه" (¬3). ¬

_ = وقال: (هذا حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 582، كتاب الزكاة (8)، باب خرص النخل والعنب (18)، الحديث (1819)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 122، كتاب الزكاة، باب كيف تؤخذ زكاة النخل والعنب، ونقل المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 211، قول بعض العلماء: (أن هذا الحديث منقطع، وما ذكره ظاهرٌ جدًا، فإن "عتَّاب بن أسيد" توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنهما، ومولد "سعيد بن المسيِّب" في خلافة "عمر" سنة خمس عشرة على المشهور)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 437: ("إنها تُخرَص" أي تُحرز وتُخمَّن). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 258 - 260، كتاب الزكاة (3)، باب في الخرص (14)، الحديث (1605)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 35، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في الخرص (17)، الحديث (643)، وقال: (والعمل على حديث "سهل بن أبي حثمة" عند أكثر أهل العلم في الخرص)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 42، كتاب الزكاة (23)، باب كم يترك الخارص (26)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 204 - 205، كتاب الزكاة (7)، باب خرص الثمرة (3)، الحديث (798)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 402، كتاب الزكاة، باب الزكاة في الزرع والكرم، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وفي سند الحديث "عبد الرحمن بن مسعود بن نيار"، قال عنه الذهبي في الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة 2/ 163: (وثِّق)، وقال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 497: (مقبول). (¬2) العبارة في المطبوعة (يهود خيبر)، وليست في مخطوطة برلين ولا في شيء من الأصول، لكن المعنى صحيح كما ذكر أبو داود في أول حديثه عن عائشة (أنها قالت وهي تذكر شأن خيبر. . .) وذكر الحديث. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 4/ 129،كتاب الزكاة، باب متى يخرص الحديث (7219)، عن ابن جريج، عن الزهري، وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، =

1274 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "في العسلِ في كل عشرةِ أَزُقٍّ زِقٌّ" (¬1). 1275 - وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "يا معشرَ النساءِ تصدَّقن ولو من حُلِيَّكُن، فإنكنَّ أكثرُ أهلِ جهنَّمَ يومَ القيامةِ" (¬2). ¬

_ = ص 582 - 583، باب خرص الثمار للصدقة. . .، الحديث (1438)، عن ابن جُرَيْج قال: أُخبرتُ عن ابن شهاب. . . وكذلك في رواية أبي داود سياق السند، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 260، كتاب الزكاة (3)، باب متى يخرص التمر (15)، الحديث (1606)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 134، كتاب الزكاة، باب في قدر الصدقة. . .، الحديث (25)، عن ابن جريج، عن الزهري، وعن رواية أبي داود قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 213: (وفي إسناده رجل مجهول). وذلك من قول ابن جريج: أخبرت عن ابن شهاب قال ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 171، كتاب الزكاة (13)، باب زكاة المعشرات (4)، الحديث (848): (وهذا فيه جهالة الواسطة، وقد رواه عبد الرزاق والدارقطني من طريقه: عن ابن جريج، عن الزهري ولم يذكر واسطة، وهو مدلس، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 24 - 25، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في زكاة العسل (9)، الحديث (629)، وقال: (ولا يصح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا الباب كبير شيء، والعمل على هذا عند أكز أهل العلم. . .، "وصدقة بن عبد اللَّه" ليس بحافظ، وقد خولف "صدقة بن عبد اللَّه" في رواية هذا الحديث عن "نافع")، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 126، كتاب الزكاة، باب ما ورد في العسل، وقال: (تفرَّد به هكذا "صدقة بن عبد اللَّه السمين" وهو ضعيف، قد ضعَّفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما، وقال أبو عيسى الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: هو عن نافع عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسل). والزِّقُّ: ظَرْفٌ مِنْ جِلْد. (¬2) أخرج نحوه أبو داود الطيالسي من رواية زينب الثقفية رضي اللَّه عنها في المسند، ص 230 ضمن مسند زينب الثقفية، الحديث (1653)، دون ذكر جهنم. وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 28، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في زكاة الحُلي (12)، الحديث (635)، وقال: (وأبو معاوية وهم في حديثه فقال: عن عمرو بن الحارث، عن ابن أخي زينب، والصحيح إنما هو عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب)، والحديث في الصحيحين دون قوله: "فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة"، أخرجه: البخاري في =

1276 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: "أنَّ امرأتينِ أتتا رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم وفي أيديهما سِواران من ذهبٍ فقال لهما: أَتُحِبَّانِ أنْ يُسَوِّركما اللَّهُ تعالى سوارينِ من نارٍ؟ قالتا: لا، قال: فأدِّيا زكاتَه" (¬1) (ضعيف). ¬

_ = الصحيح 3/ 328، كتاب الزكاة (24)، باب الزكاة على الزوج. . . (48)، الحديث (1466)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 694، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج. . . (14)، الحديث (45/ 1000). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 178 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 29 - 30، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في زكاة الحلي (12)، الحديث (637)، وقال: (وهذا حديث قد رواه المُثَنَّى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، نحو هذا، والمثنى بن الصباح، وابن لهيعة يضعَّفان في الحديث، ولا يصح في هذا الباب عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شيء) لكن أخرج نحوه، عبد الرزاق في المصنَّف 4/ 85 - 86، كتاب الزكاة، باب التبر والحلي، الحديث (7065)، وأبو عبيد في كتاب الأموال، ص 537، باب الصدقة في الحلي. . .، الحديث (1260)، وأبو داود في السنن 2/ 212، كتاب الزكاة (3)، باب الكنز، ما هو؟ وزكاة الحلي (3)، الحديث (1563)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 38، كتاب الزكاة (23)، باب زكاة الحلي (19)، وساقه بروايتين الأولى: عن خالد بن الحارث موصولًا، والثانية: عن المعتمر بن سليمان مرسلًا، ثمَّ قال: (خالد أَثْبَتُ من المعتمر). جميعهم: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وذكر الزيلعي في نصب الراية 2/ 369 - 370، كتاب الزكاة، فصل في الذهب، أحاديث زكاة الحلي، ومنها رواية "أبي داود" وقال: (قال ابن القطان في "كتابه": إسناده صحيح، وقال المنذري في "مختصره": إسناده لا مقال فيه، فإن أبا داود رواه عن "أبي كامل الجحدري"، و"حميد بن مسعدة"، وهما ثقتان احتج بهما مسلم، وكذلك "حسين بن ذكوان المعلم" احتجَّا به في "الصحيح"، ووثقه ابن المديني، وابن معين، وأبو حاتم، وعمرو بن شعيب، فهو من قد عُلمَ، وهذا إسناد تقوم به الحجة إن شاء اللَّه تعالى. . .، قال المنذري: لعل الترمذي قصد الطريقين الذين ذكرهما، وإلا فطريق أبي داود لا مقال فيها، وقال ابن القطان -بعد تصحيحه لحديث أبي داود-: وإنما ضعَّف الترمذي هذا الحديث لأن عنده فيه ضعيفين: "ابن لهيعة" و"المثنى بن الصباح").

1277 - عن أم سلمة قالت: "كنتُ ألبسُ أوضاحًا من ذهبٍ فقلت: يا رسولَ اللَّهِ أَكنزٌ هو؟ فقال: ما بلغَ أنْ تؤدَّى زكاتُه فزُكَّيَ فليسَ بكنزٍ" (¬1). 1278 - عن سَمُرَة بن جُندب: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يأمرُنا أنْ نُخرِجَ الصدقةَ مِنَ الذي نُعِدُّ للبيعِ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 212 - 213، كتاب الزكاة (3)، باب الكنز ما هو؟ وزكاة الحلي (3)، الحديث (1564). وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 105، كتاب الزكاة، باب ما أدى زكاته فليس بكنز، الحديث (1)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 390، كتاب الزكاة، باب التغليظ في منع الزكاة، وقال: (هذا حديث على شرط البخاري ولم يُخَرِّجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 38، كتاب الزكاة، باب تفسير الكنز الذي ورد الوعيد فيه، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 175: (في إسناده عتَّاب بن بشير أبو الحسن الحَرَّاني، وقد أخرج له البخاري، وتكلم فيه غيرُ واحدٍ)، وقال البيهقي في السنن الكبرى 4/ 140، باب سياق أخبار وردت في زكاة الحلي بعد ذكر الحديث: (وهذا يتفرَّد به ثابت بن عجلان واللَّه أعلم)، وتعقَّبَه ابن التركماني في الجوهر النقي (المطبوع بذيل السنن للبيهقي) 4/ 140، فقال: (قلت: أخرج له البخاري، ووثقه ابن معين وغيره، فلا يضر الحديث تفرده، ولهذا أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري)، وذكر الزيلعي الحديث في نصب الراية 2/ 371 - 372، كتاب الزكاة، فصل في الذهب، أحاديث زكاة الحلي، وردَّ أقوال الطاعنين في رجاله، وبيَّن وهمَ ابن الجوزي، وتَحَامُلَ العقيلي في ذلك. قوله (أوضاحًا): نوع من الحلي سمّي به لبياضه. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 211 - 212، كتاب الزكاة (3)، باب العروض إذا كانت للتجارة. . . (2)، الحديث (1562)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 128 كتاب الزكاة، باب زكاة مال التجارة الحديث (9)، وعزاه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 179 للبزار، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 146، كتاب الزكاة، باب زكاة التجارة، وساقه من طريق أبي داود، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 440: (رواه أبو داود، قال "ابن الهمام" رحمه اللَّه: سكت عليه هو "والمنذري"، وهذا تحسين منهما، وصرَّح "ابن عبد البر" بأن إسناده حسن).

3 - باب صدقة الفطر

1279 - وروى ربيعةُ عن غيرِ واحدٍ: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَقْطَعَ لبلالِ بن الحارثِ المُزَني معادنَ القَبَليةِ وهي من ناحيةِ الفُرْعِ، فتلكَ المعادنُ لا يؤخذُ منها إلا الزكاةُ إلى اليومِ" (¬1). 3 - باب صدقة الفطر مِنَ الصِّحَاحِ: 1280 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "فرضَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم زكاةَ الفطرِ صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذكر والأنثى، والصغيرِ والكبيرِ من المسلمين، وأمرَ بها أن تُؤَدَّى قبلَ خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) "ربيعة" هو "ابن أبي عبد الرحمن" كما ذكره مالك وغيره ممن أخرج الحديث، أخرجه مالك في الموطأ 1/ 248 - 249، كتاب الزكاة (17)، باب الزكاة في المعادن (3)، الحديث (8)، وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، ص 423، باب الخمس في المعادن والركاز، الحديث (864)، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 433، كتاب الخراج والإمارة والفيء (14)، باب في إقطاع الأرضيين (36)، الحديث (3061)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 258 - 259: (وهذا مرسلٌ، وهكذا رواه مالك في الموطأ مرسلًا، ولفظه: "عن غير واحد من علمائهم" وقال أبو عمر: هكذا في الموطأ عند جميع الرواة مرسلًا. . .، وإسناد ربيعة فيه: صالحٌ حسنٌ)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 440 عن القَبَلية: (اسم موضع، قال النووي: المحفوظ عند أصحاب الحديث بفتح القاف والباء. . .، قال الطيبي: والإقطاع ما يجعله الإمام لبعض الأجناد. . .، "من ناحية الفرع" بضم الفاء وسكون الراء وبالعين المهملة خلافًا لمن وهم وضبط بالمعجمة، وهو موضع واسع بعينه بينه وبين المدينة خمسة أيام أو أقل، وفيه مساجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وبه قرى كثيرة، وهو بأعلى المدينة بين الحرمين من درب الماشي). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 367، كتاب الزكاة (24)، باب فرض صدقة الفطر. . . (70)، الحديث (1503)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 677، كتاب الزكاة (12)، باب زكاة الفطر على المسلمين. . . (4)، الحديث (12/ 984)، إلى قوله "من المسلمين" وتتمة الحديث في 2/ 679، كتاب الزكاة (12)، باب الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة (5)، الحديث (22/ 986) والصاع =2751 غ تقريبًا.

1281 - وقال أبو سعيد الخدري: "كنا نُخرِجُ زكاةَ الفطرِ صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، أو صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من أَقِط، أو صاعًا من زبيبٍ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1282 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال في آخر رمضان: "أَخرِجوا صدقةَ صومِكم، [فقد] (¬2) فرضَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم هذه الصدقةَ: صاعًا من تمرٍ أو شعيرٍ، أو نصفَ صاعٍ من قمحٍ، على كل حرٍّ أو مملوكٍ ذكرٍ أو أنثى، صغيرٍ أو كبيرٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 371، كتاب الزكاة (24)، باب صدقة الفطر صاعًا من طعام (73)، الحديث (1506)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 678، كتاب الزكاة (12)، باب زكاة الفطر على المسلمين. . . (4)، الحديث (17/ 985)، وعن "الأقط" قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 443: (بفتح الهمزة وكسر القاف هو الكشك إذا كان من اللبن) وذكر غير ذلك. و (الصاع) = 2751 غرامًا تقريبًا. (¬2) ليست في مخطوطة برلين، وليس اللفظ لأبي داود ولا للنسائي. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 272، كتاب الزكاة (3)، باب من روى نصف صاع من قمح (20)، الحديث (1622)، برواية مطوَّلة، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 50، كتاب الزكاة (23)، باب مكيلة زكاة الفطر (36)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 221: (وأخرجه النسائي وقال: الحسن لم يسمع من ابن عباس، وهذا الذي قاله النسائي، هو الذي قاله الإمام أحمد، وعلي بن المديني وغيرهما من الأئمة، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: الحسن لم يسمع من ابن عباس. . .، وقال ابن المديني أيضًا: الحسن لم يسمع من ابن عباس، وما رآه قطُّ، كان بالمدينة أيام ابن عباس على البصرة)، قال العلامة الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه في الحاشية: (كل هذا وهم!!! فإن الحسن عاصر ابن عباس يقينًا، وكونه كان بالمدينة أيام أن كان ابن عباس واليًا على البصرة، لا يمنع سماعه منه قبل ذلك أو بعده، كما هو معروف عند المحدثين من الاكتفاء بالمعاصرة، ثمَّ الذي يقطع بسماعه منه ولقائه إياه، ما رواه أحمد في المسند بإسناد صحيح (3126) "عن ابن سيرين: أن جنازة مرَّت بالحسن وابن عباس، فقام الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: قام لها =

4 - باب من لا تحل له الصدقة

1283 - وقال: "فرضَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم زكاةَ الفطرِ طُهْرَةً للصائمِ من اللغوِ والرَّفَثِ وطُعْمَةً للمساكينِ" (¬1). 4 - باب من لا تحل له الصدقة مِنَ الصِّحَاحِ: 1284 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "مرَّ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بتمرةٍ في الطريقِ فقال: لولا أني أخافُ أن تكونَ من الصدقةِ لأكلتُها" (¬2). 1285 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "أخذَ الحسنُ بنُ علي رضي اللَّهُ عنهما تمرةً من تمرِ الصدقةِ فجعلَها في فيهِ، فقال النبيُّ صلى اللَّه ¬

_ = رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقال: قام وقعد" وليس بعد هذا بيان في اللقاء والسماع). وقد وهم العلامة الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه في ذلك، إذ أن "الحسن" المذكور في رواية أحمد (طبعة الميمنية بالقاهرة) 1/ 200 - 201 هو: "الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهما" وقد تكررت الرواية أربع مرات جميعها تنصُّ على أنه: "الحسن بن علي" فيثبت عدم سماع الحسن البصري من ابن عباس كما ذكر الأئمة واللَّه أعلم. (¬1) أخرجه أبو داود من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، في السنن 2/ 262 - 263، كتاب الزكاة (3)، باب زكاة الفطر (17)، الحديث (1609)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 585، كتاب الزكاة (8)، باب صدقة الفطر (21)، الحديث (1827)، وأخرجه الدارفطني في السنن 2/ 138، كتاب زكاة الفطر الحديث (1)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 409، كتاب الزكاة، باب زكاة الفطر طهرة للصائم، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وللحديث تتمة لم يوردها المصنف، وأوردها كل من أخرج الحديث وهي: (من أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات). قوله (اللغو) أي الباطل، و (الرفث): الفحش من الكلام. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 293، كتاب البيوع (34)، باب ما يُتَنَزَّه من الشبهات (4)، الحديث (2055)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 752، كتاب الزكاة (12)، باب تحريم الزكاة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلى آله. . . (50)؛ الحديث (164/ 1071).

عليه وسلم: كِخْ كِخْ لِيَطرَحَها، ثمَّ قال: أَما شعرتَ أنَّا لا نأكلُ الصدقَةَ" (¬1). 1286 - وقال: "إنَّ هذه الصدقاتِ انما هي أوساخُ الناسِ، وإنها لا تَحِلُّ لمحمدٍ ولا لآلِ محمدٍ" (¬2). 1287 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أُتيَ بطعام سألَ عنه: أهديةٌ أم صدقةٌ؟ فإن قيل: صدقةٌ، قال لأصحابه: كلوا ولم يأكلْ، وإن قيل: هديةٌ ضربَ بيدهِ فأكلَ معهم" (¬3). 1288 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانتْ في بَريرَةَ ثلاثُ سُنَنٍ: إحدى السننِ أنها عَتَقَت فَخُيِّرَت في زوجِها، وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: الولاءُ لمن أَعْتَقَ، ودخلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم والبُرْمَةُ تفورُ بلحمٍ فقُرِّبَ إليه خبزٌ وأُدْمٌ من أُدْمِ البيتِ، فقال: ألم أرَ بُرمةً فيها لحمٌ؟ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 354، كتاب الزكاة (24)، باب ما يذكر في الصدقة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (60)، الحديث (1491)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 751، كتاب الزكاة (12)، باب تحريم الزكاة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلى آله. . . (50)، الحديث (161/ 1069). (¬2) أخرجه مسلم من رواية عبد المطلب بن ربيعة، في الصحيح 2/ 753، كتاب الزكاة (12)، باب ترك استعمال آل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على الصدقة (51)، الحديث (167/ 1072)، ضمن حديث طويل. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 203، كتاب الهبة (51)، باب قبول الهدية (7)، الحديث (2576)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 756، كتاب الزكاة (12)، باب قبول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الهدية وردِّه الصدقة (53)، الحديث (175/ 1077). و (البُرمَةُ): القِدْرُ مِنَ الحَجَرِ، و (الأُدْمُ) ما يؤتَدَمُ به الخبزُ أي يُطَيِّب أكْلَهُ.

قالوا: بلى، ولكن ذلكَ لحمٌ تُصُدِّقَ به على بَريرةَ وأنتَ لا تأكلُ الصدقةَ، قال: هو عليها صدقةٌ ولنا هديةٌ" (¬1). 1289 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقبلُ الهديةَ ويثيبُ عليها" (¬2). 1290 - وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لو دُعيتُ إلى كُراعٍ لأجَبْتُ ولو أُهدِيَ إلي ذِراعٌ لَقَبِلتُ" (¬3). 1291 - وقال: "ليسَ المسكينُ الذي يطوفُ على الناسِ تَرُدُّه اللقمةُ واللقمتانِ، والتمرةُ والتمرتانِ، ولكنَّ المسكينَ الذي لا يجدُ غنًى يغنيهِ، ولا يُفطَنُ به فيُتصدَّقُ عليه، ولا يقومُ فيسألُ الناسَ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 1292 - عن أبي رافعٍ: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بعثَ رجلًا على الصدقةِ فقالَ لأبي رافعٍ: اصحبْني كَيْما تصيبَ منها، فانطلقَ إلى ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 409، كتاب الطلاق (68)، باب لا يكون بيع الأمة طلاقًا (14)، الحديث (5279)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1144، كتاب العتق (20)، باب إنما الولاء لمن أعتق (2)، الحديث (14/ 1504). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 210، كتاب الهبة (51)، باب المكافأة في الهبة (11)، الحديث (2585). (¬3) أخرجه البخاري من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 5/ 199، كتاب الهبة (51)، باب القليل من الهبة (2)، الحديث (2568). والكراع: أرجل الغنم. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 341، كتاب الزكاة (24)، باب قول اللَّه تعالى {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [سورة البقرة (2)، الآية (273)]. . . (53)، الحديث (1479)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 719، كتاب الزكاة (12)، باب المسكين الذي لا يجد غنى. . . (34)، الحديث (101/ 1039).

النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فسأَلَه فقال: إنَّ الصدقةَ لا تَحِلُّ لنا، وإن موالي القومِ من أنفسِهِمْ" (¬1). 1293 - وقال: "لا تُحِلُّ الصدقةُ لغنيٍّ، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 10 ضمن مسند أبي رافع رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 298 - 299، كتاب الزكاة (3)، باب الصدقة على بنى هاشم (29)، الحديث (1650)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 46، كتاب الزكاة (5)، باب (25)، وهو ما يلي: باب من تحل له الصدقة. . . (24)، الحديث (657)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 107، كتاب الزكاة (23)، باب مولى القوم منهم (97)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 404، كتاب الزكاة، باب تحريم الصدقة على بني هاشم، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي، وقد سقط من لفظ البغوي هنا قول أبي رافع رضي اللَّه عنه "لا حتَّى آتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فاسأَلَه فانطَلَق. . . ". (¬2) مِرَّةٍ سَويٍّ أي قويٍّ على الكسب، وصَحيح البدن تامّ الخلقة. (¬3) هذا الحديث مروي من طريق أبي هريرة رضي اللَّه عنه، ومن طريق عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، وقد أخرجه: • من الطريق الأولى: أحمد في المسند 2/ 389 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 99، كتاب الزكاة (23)، باب إذا لم يكن له دراهم وكان له عدلها (90)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 589، كتاب الزكاة (8)، باب من سأل عن ظهر غنى (26)، الحديث (1839)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 206، كتاب الزكاة (7)، باب لا تحل الزكاة لغني (7)، الحديث (806)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 118، كتاب الزكاة، باب لا تحل الصدقة لغني. . .، الحديث (2)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 407، كتاب الزكاة، باب من تحل له الصدقة. • وأخرجه من الطريق الثانية: أبو داود الطيالسي في المسند، ص 300، ضمن مسند عبد اللَّه بن عمرو، الحديث (2271)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/ 110، كتاب الزكاة، باب كم الزكاة. . .، الحديث (7155)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 164 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 386، كتاب الزكاة، باب من تحل له الصدقة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 285 - 286، كتاب الزكاة (3)، باب من يُعطى من الصدقة (23)، الحديث (1634)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 42، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء من لا تحل له =

1294 - ويروى: "لا حظَّ فيها لغنيٍّ ولا لقويٍّ مكتسِبٍ" (¬1). 1295 - وقال: "لا تَحِلُّ الصدقةُ لغنيٍّ إلا لخمسةٍ: لِغازٍ في سبيلِ اللَّهِ، أو لعاملٍ عليها، أو لغارمٍ أو لرجلٍ اشتراها بماله، أو لرجلٍ له جارٌ مسكينٌ فتُصُدِّق على المسكين فأهدى المسكينُ للغني" (¬2). ويروى: "أو ابن السبيل" (¬3). ¬

_ = الصدقة (23)، الحديث (652)، وقال: (حديث عبد اللَّه بن عمرو حديث حسن)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 407، كتاب الزكاة، باب من تحل له الصدقة. • وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 108، كتاب قسم الصدقات. . . (43)، الحديث (1412): (وفي الباب عن طلحة مثل حديث أبي هريرة، ذكره الدارقطني في "العلل"، ورواه أبو يعلى، وعن ابن عمر في كامل ابن عدي، وعن حُبْشي بن جنادة في الترمذي، وعن جابر عند الدارقطني، ورواه أحمد من طريق أبي زميل، عن رجل من بني هلال به، وعن عبد الرحمن بن أبي بكر في الطبراني). (¬1) أخرجه الشافعي من رواية عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار، أن رجلين أخبراه أنهما أتيا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ... في المسند 1/ 244، كتاب الزكاة، الباب الثالث فيمن تحل له الزكاة. . .، الحديث (663)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/ 109 - 110، كتاب الزكاة، باب كم الكنز؟، ولمن الزكاة، الحديث (7154)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 224 ضمن مسند رجلين أتيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعنهما عبيد اللَّه بن عدي، وأخرجه ابو داود في السنن 2/ 285، كتاب الزكاة (3)، باب من يعطى من الصدقة. . . (23)، الحديث (1633)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 99 - 100، كتاب الزكاة (23)، باب مسألة القوي المكتسب (91)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 119، كتاب الزكاة، باب لا تحل الصدقة لغني. . .، الحديث (7). (¬2) أخرجه مالك من رواية عطاء بن يسار، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال. . . في الموطأ 1/ 268، كتاب الزكاة (17)، باب أخذ الصدقة ومن يجوز له أخذها (17)، الحديث (29)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 286 - 287، كتاب الزكاة (3)، باب من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني (24)، الحديث (1635)، والحديث مرسل من هذا الوجه، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 235: (وفي رواية: عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري فال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، بمعناه. . .، وأخرجه ابن ماجه مسندًا، وقال أبو عمر النَّمري: قد وصل هذا الحديث جماعة من رواية زيد بن أسلم). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 288، كتاب الزكاة (3)، باب من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني (24)، الحديث (1637). و (الغارِمُ): من استدان للإِصلاح.

5 - باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له

1296 - عن زياد بن الحارث الصُّدائي أنه قال: "أتيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فبايعتُه، فأتاهُ رجلٌ فقالَ: أعطني من الصدقةِ، فقال: إن اللَّهَ لم يَرضَ بحكم نبيٍّ ولا غيره في الصدقاتِ حتَّى حَكَمَ فيها هو، فجزَّأها ثمانيةَ أجزاءٍ فإن كنتَ مِن تلكَ الأَجزاءِ أعطيتُكَ حَقَّك" (¬1). 5 - باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له مِنَ الصِّحَاحِ: 1297 - عن قَبِيصَةَ بن مُخارقٍ أنه قال: "تحمَّلتُ حَمالةً فأَتَيْتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم أسألُه فيها، فقال: أَقِمْ حتَّى تأتيَنا الصدقةُ فنأمرَ لك بها، ثمَّ قال: يا قَبيصَة إن المسألةَ لا تحَلُّ إلا لأحدِ ثلاثةٍ: رجلٌ تحملَ حَمالَةً فحلَّت له المسألةُ حتَّى يصيبَها ثم يُمسِكُ، ورجلٌ أصابَته جائحةُ اجتاحَت مالَه، فحلَت له المسألةُ حتَّى يصيبَ قِوامًا من عَيْشٍ -أو قال سِدادًا من عَيشٍ- ورجلٌ أصابَته فاقةٌ حتَّى يقومَ ثلاثةٌ من ذوي الحِجَى من قومِه: لقد أصابَت فلانًا فاقةٌ، فحلَّت له المسأَلَةُ حتَّى يصيبَ قِوامًا من عَيْشٍ -أو قال سِدادًا من عَيْشٍ- فما سِواهن من المسألةِ يا قَبيصة سُحْتٌ يأكلُها صاحبُها سُحْتًا" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 282 - 283، كتاب الزكاة (3)، باب من يعطى من الصدقة، وحدُّ الغِنى (23)، الحديث (1630)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 231: (في إسناده "عبد الرحمن بن زياد بن أنعم" الأفريقي، وقد تكلم فيه غير واحد). وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 137، كتاب الزكاة، باب الحث على إخراج الصدقة، الحديث (9)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 174، كتاب الزكاة، باب من قال تقسم زكاة الفطر. . . وفي 7/ 6، كتاب الصدقات، باب قسم الصدقات على قسم اللَّه. وقد تقدم هذا الحديث تحت الرقم (450). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 722، كتاب الزكاة (12)، باب من تحل له المسألة (36)، الحديث (109/ 1044)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 451: ("حَمَالة" بفتح الحاء وتخفيف الميم ما يتحمله عن غيره من دية أو غرامة لدفع وقوع حرب). و (الحِجَى): العقل. و (السُّحْتُ): الحرام.

1298 - وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "من سألَ الناسَ أموالهم تَكَثُّرًا فإنما يسألُ جمرًا فليستقلَّ أو ليستكثرْ" (¬1). 1299 - وقال: "ما يزالُ الرجلُ يسألُ الناسَ حتَّى يأتيَ يومَ القيامة ليسَ في وجههِ مُزْعَةُ لحمٍ" (¬2). 1300 - وقال: "لا تُلْحِفوا في المسألةِ، فواللَّه لا يسألُني أحدٌ منكم شيئًا فتُخرِجُ له مسألتُه مني شيئًا وأنا لهُ كارهٌ، فيُبارَكُ لهُ فيما أعطيتُهُ" (¬3). 1301 - وقال: "لأنْ يأخذَ أحدُكم حبلَهُ فيأتيَ بحزمَةِ حطبٍ على ظهرِه فيبيعَها فيَكُفَّ اللَّهُ بها وجهَهُ، خيرٌ له من أنْ يسألَ الناس أعطَوهُ أو مَنَعوه" (¬4). 1302 - وقال حكيمُ بن حزام: "سألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأعطاني، ثمَّ سألتُه فأعطاني، [ثم سألتُه فأعطاني، ثمَّ سألتُه] (¬5)، فقال لي: يا حكيم إنَّ هذا المالَ خَضِرٌ حُلوٌ، فمن أخذَه بسخاوةِ نفسٍ بُورِكَ له ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 720، كتاب الزكاة (12)، باب كراهة المسألة للناس (35)، الحديث (105/ 1041). (¬2) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 338، كتاب الزكاة (2)، باب من سأل الناس تكثرًا (52)، الحديث (1474)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 720، كتاب الزكاة (12)، باب كراهة المسألة للناس (35)، الحديث (104/ 1040). (¬3) أخرجه مسلم من رواية معاوية رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 718، كتاب الزكاة (12)، باب النهي عن المسألة (33)، الحديث (99/ 1038). و (تُلْحِفُوا): تُلِحّوا. (¬4) أخرجه البخاري من رواية الزبير بن العوام رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 335، كتاب الزكاة (24)، باب الاستعفاف عن المسألة (50)، الحديث (1471). (¬5) ليست في مخطوطة برلين. وهي من المطبوعة، وليس عند البخاري سؤاله مرّة رابعة.

فيه، ومن أخذَه بإشرافِ نفسٍ لم يُبارَكْ له فيه، وكان كالذي يأكلُ ولا يشبعُ، واليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى، قَالَ حكيمٌ فقلت: يا رسولَ اللَّه والذي بعثَكَ بالحق لا أَرزأُ أحدًا بعدَك شيئًا، حتَّى أفارقَ الدنيا" (¬1). 1303 - وقال: "اليدُ العليا خير من اليدِ السفلى" (¬2). 1304 - [عن ابن عمر: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال -وهو على المنبرِ، وهو يذكرُ الصدقةَ والتَّعفُّفَ عن المسألةِ: اليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى] (¬3)، واليدُ العليا هي المنفقةُ والسفلى هي السائلة" (¬4). 1305 - وقال أبو سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: "إن أُناسًا من الأنصارِ سألوا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأعطاهم، ثمَّ سألوه فأعطاهم، حتَّى نَفَدَ ما عندَه فقال: ما يكونُ عندي من خيرٍ فلن أَدَّخره عنكم ومَن يَستعِفَّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 335، كتاب الزكاة (24)، باب الاستعفاف عن المسألة (50)، الحديث (1472)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 717، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى. . . (32)، الحديث (96/ 1035) ومعنى "لا أرزأ أحدًا: لا أنقص مال أحد بالسؤال". (¬2) هذه شطرة من حديث أخرجه مسلم من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 718، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى. . . (32)، ضمن الحديث (97/ 1036). (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 294، كتاب الزكاة (24)، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى. . . (18)، الحديث (1429)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 717، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى. . . (32)، الحديث (94/ 1033).

يُعِفُّه اللَّهُ، ومن يستغنِ يُغنِهِ اللَّهُ، ومَن يَتَصبَّرْ يُصبِّرْه اللَّه، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ (¬1) مِن الصبرِ" (¬2). 1306 - وقال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُعطيني العطاءَ فأقولُ: أَعطِهِ أفقرَ إليه مني، فقال: خذه فتموَّله وتَصدَّق به، فما جاءَكَ من هذا المالِ وأنتَ غيرَ مُشْرِفٍ ولا سائِلٍ فَخُذْهُ، وما لا فلا تُتْبِعْه نفسَكَ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1307 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "المسائلُ كُدُوحٌ يكْدَحُ بها الرجلُ وجهَهُ، إلا أنْ يَسألَ ذا سلطانٍ، أو في أمرٍ لا يجدُ منه بُدًّا" (¬4). 1308 - وقال: "مَن سألَ الناسَ ولهُ ما يُغنيهِ جاءَ يومَ القيامةِ ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (عليه) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 335، كتاب الزكاة (24)، باب الاستعفاف عن المسألة (50)، الحديث (1469)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 729، كتاب الزكاة (12)، باب فضل التعفف والصبر (42)، الحديث (124/ 1053). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 337، كتاب الزكاة (24)، باب من أعطاه اللَّه شيئًا من غير مسألة. . . (51)، الحديث (1473)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 723، كتاب الزكاة (12)، باب إباحة الأخذ لمن أعطي من غير مسألة ولا إشراف (37)، الحديث (110/ 1045). (¬4) أخرجه من رواية سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 2/ 289 - 290، كتاب الزكاة (3)، باب ما تجوز فيه المسألة (26)، الحديث (1639)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 65، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في النهي عن المسألة (38)، الحديث (681)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، ولفظ الترمذي "كدُّ يُكدُّ بها. . . " وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 100، كتاب الزكاة (23)، باب مسألة الرجل ذا السلطان (92)، والكدح: الجرح.

ومسألتُه في وجهِهِ خُمُوشٌ، أو خُدُوشٌ، أو كُدُوحٌ، قيل: يا رسولَ اللَّهِ وما يُغنيهِ؟ قَالَ: خمسونَ درهمًا أو قيمتُها من الذهبِ" (¬1). 1309 - وقال: "من سألَ وعنده ما يُغنيهِ فإنما يستكثرُ من النَّارِ، قالوا: يا رسولَ اللَّه وما يُغنيهِ؟ قال: قدرُ ما يُغدِّيه أو (¬2) يُعشِّيه" (¬3). وفي ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، في السنن 1/ 386، كتاب الزكاة، باب من تحل له الصدقة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 277 - 278، كتاب الزكاة (3)، باب من يُعطى الصدقة. . . (23)، الحديث (1626)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 40 - 41، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء من تحل له الزكاة (22)، الحديث (650)، وقال: (حديث ابن مسعود حديث حسن، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 97، كتاب الزكاة (23)، باب حد الغنى (87)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 589، كتاب الزكاة (8)، باب من سأل عن ظهر غنى (26)، الحديث (1840)، "وسفيان" يروي الحديث عن "حكيم" عن "محمَّد بن عبد الرحمن" ونقل ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 635 عن "حكيم" قول ابن معين (سمعت يحيى يقول: حكيم بن جبير ليس بشيء، وقال النسائي: حكيم بن جبير، كوفي ضعيف) لكن ذكر الترمذي عقب الحديث (651)، متابعة من طريق أخرى فقال: (قال سفيان: سمعت زبيدًا يحدِّث بهذا عن محمَّد بن عبد الرحمن بن يزيد، والعمل على هذا عند بعض أصحابنا)، وقد أثبت ابن معين هذه المتابعة فيما نقله عنه ابن عدي في الكامل 2/ 634 حيث سأل "عباس" "ابن معين" عن هذا الحديث فقال: (يرويه أحد غير حكيم؟ فقال يحيى: نعم يرويه يحيى بن آدم، عن سفيان عن زبيد -لكنه قال آخرًا- وهذا وهم! لو كان هذا كذا لحدث به الناس جميعًا عن سفيان، ولكنه حديث منكر، وهذا الكلام قاله يحيى أو نحوه)، لكن قول الترمذي المتقدِّم عن الحديث: (حديثٌ حسنٌ) مع ذكره متابعة سفيان للحديث يقوِّيه، واللَّه أعلم؟ وعن "الخموش" قال في شرح السنة 6/ 84: (الخُموش مثل الخدوش في المعنى، والكدوح: آثار الخدوش، وكلُّ أثر من خدش أو عض أو نحوه فهو: كُدوح). والدرهم 7/ 10 الدينار. وخمسون درهمًا = 158.5 غ فضة وقيمتها 110.9 غ ذهب. (¬2) في مخطوطة برلين: (ويعشيه). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 180 - 181 ضمن مسند سهل بن الحنظلية رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 280 - 281، كتاب الزكاة (3)، باب من يعطى من الصدقة. . . (23)، الحديث (1629).

رواية: "شِبَعُ ليلةٍ ويومٍ" (¬1). 1310 - وقال: "من سألَ -منكم- ولهُ أُوْقِيَّة أو عِدْلُها فقد سألَ إلحافًا" (¬2). 1311 - وقال: "إنَّ المسألةَ لا تَحِلُّ لغنيٍّ ولا لذي مِرَّةٍ سويٍّ، إلا لِذي فقرٍ مُدْقِعٍ أو لِذي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، ومَن سألَ الناسَ ليُثريَ بهِ مالَه كانَ خُموشًا في وجهِهِ يومِ القيامةِ، ورَضْفًا يأكلُه مِن جهنمَ فمن شاءَ فليُقِلَّ ومن شاءَ فليُكثر" (¬3). ¬

_ (¬1) أبو داود، المصدر نفسه. (¬2) أخرجه أبو داود من رواية عطاء بن يسار عن رجل من أسد. . .، في السنن 2/ 278 - 279، كتاب الزكاة (3)، باب من يعطى من الصدقة. . . (23)، الحديث (1627)، بسياق مطوَّل، وأخرجه النسائي في السنن 5/ 98 - 99، كتاب الزكاة (23)، باب إذا لم يكن له دراهم وكان له عدلها (90)، والإلحاف: الإلحاح والإسراف من غير اضطرارٍ. والأوقية = 31.8 غرامًا. (¬3) أخرجه الترمذي من رواية حُبْشي بن جنادة السَّلُولي رضي اللَّه عنه في السنن 3/ 43، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء من لا تحل له الصدقة (23)، الحديث (653)، بسياقٍ مطول وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 4/ 17 من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة -وسيأتي التخريج عنه- ضمن معجم حُبْشي بن جنادة رضي اللَّه عنه (319)، الحديث (3504)، وذكره المُتَّقي الهندي في كنز العمال 6/ 627، الحديث (17139)، وعزاه: للحسن بن سفيان، والعسكري في "الأمثال"، ولأبي نعيم في "الحلية"، وأخرج نحوه أحمد في المسند 4/ 165 ضمن مسند حُبْشي بن جنادة رضي اللَّه عنه. وانفرد ابن أبي شيبة فأخرج الحديث (عن "جبلة بن جنادة" رضي اللَّه عنه في المصنف 3/ 207، كتاب الزكاة باب ما قالوا في مسألة الغني والقوي، ولم نجده عن "جبلة" عند غيره من أصحاب الأصول، و"جبلة" صحابي جليل رضي اللَّه عنه ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 267 - 268، فلعل ما وقع عند ابن أبي شيبة سَبْقُ قلم، يوضحه رواية الطبراني في معجمه الكبير من طريق ابن أبي شيبة، عن "حبشي" رضي اللَّه عنه، والرَّضْف: الحجر المَحْمِيُّ). و (الغُرْمُ المفظع) بالدَّيْنُ الشديد.

6 - باب الإنفاق وكراهية الإمساك

1312 - ويروى: "إنَّ المسألةَ لا تَصلُحُ إلا لثلاثةٍ لذي فقرٍ مُدْقِع أو [لذي] (¬1) غُرْمٍ مُفْظِعٍ أو لذي دمٍ موجِعٍ" (¬2). 1313 - وقال: "مَن أصابَتهُ فاقةٌ فأنزلها بالناسِ لم تُسَدَّ فاقتُه، ومن أنزلَها باللَّهِ أَوْشَكَ اللَّهُ له بالغِنى، إمَّا بموت عاجلٍ أو غنى عاجلٍ" (¬3). 6 - باب الإنفاق وكراهية الإمساك مِنَ الصِّحَاحِ: 1314 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لو كان لي مثلُ أُحُدٍ ذهبًا لسرَّني أنْ لا يمرَّ عليَّ ثلاثُ ليالٍ وعندي منه شيءٌ، إلا شيءٌ أَرْصُدُه لِدَيْنٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، وموجودة في لفظ أبي داود. (¬2) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 114، وأخرجه أبو داود بلفظ: أن رجلًا من الأنصار أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يسأله. . . في السنن 4/ 292 - 294، كتاب الزكاة (3)، باب ما تجوز فيه المسألة (26)، الحديث (1641)، بسياق مطولٍّ، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 740 - 741، كتاب التجارات (12)، باب بيع المزايدة (25)، الحديث (2198)، "والدم الموجع": المراد دم يوجع القاتل وأولياءه بأن تلزمه الدية وليس لهم ما تؤدى به الدية. (¬3) أخرجه أحمد من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في المسند 1/ 407، ضمن مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 296، كتاب الزكاة (3)، باب في الاستعفاف (28)، الحديث (1645)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 563، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الهمِّ في الدنيا وحبها (18)، الحديث (2326)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب) والمراد بموت عاجلٍ: موت قريب له غني فيرثه. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 55، كتاب الاستقراض (43)، باب أداء الديون. . . (3)، الحديث (2389)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 687، كتاب الزكاة (12)، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة (8)، الحديث (31/ 991).

1315 - وقال: "ما مِن يوم يُصبحُ العبادُ فيه إلا مَلَكانِ ينزِلانِ فيقول أحدُهما: اللهم أَعْطِ منفقًا خلفًا، ويقولُ الآخرُ: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا" (¬1). 1316 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم لأسماء: "انفقي ولا تُحصي فيُحصيَ اللَّهُ عليكِ، ولا تُوعي فيوعيَ اللَّه عليكِ، ارْضَخي ما استطعتِ" (¬2). 1317 - وقال: "قال اللَّه تعالى: أَنْفِقْ يا ابنَ آدمَ أُنفِقْ عليك" (¬3). 1318 - وقال: "يا ابنَ آدمَ إنك أنْ تَبْذُلَ الفضلَ خيرٌ لك، وأن تُمسِكَهُ شرٌّ لك، ولا تُلامُ على كَفَافٍ وابدأ بمن تعولُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 304، كتاب الزكاة (24)، باب قول اللَّه تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6). . .} [سورة الليل (92)، الآية (5 - 6)] (27)، الحديث (1442)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 700، كتاب الزكاة (12)، باب في المنفق والممسك (17)، الحديث (57/ 1010). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 217، كتاب الهبة (51)، باب هبة المرأة لغير زوجها. . . (15)، الحديث (2591)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 713، كتاب الزكاة (12)، باب الحث في الإنفاق. . . (28)، الحديث (88/ 1029)، ولا توعي: أي لا تمنعي فضل الماء عن الفقير فيمنع اللَّه عنك فضله، وارضخي: بفتح الضاد، الرضخ العطية القليلة. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 497، كتاب النفقات (69)، باب فضل النفقة على الأهل. . . (1)، الحديث (5352)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 690 - 691، كتاب الزكاة (12)، باب الحث على النفقة. . . (11)، الحديث (36/ 993). (¬4) أخرجه مسلم من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 718، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى. . . (32)، الحديث (97/ 1036). و (الكفاف): الرزق من القوت.

1319 - وقال: "مثلُ البخيلِ والمتصدِّقِ: كمثلِ رجلينِ عليهما جُنَّتانِ من حديدٍ، قد اضْطُرَّت أيديهِما إلى ثُدِيِّهِمَا وتَراقيهما، فجَعَلَ المتصدِّقُ كلما تَصَدَّقَ بصدقةٍ انبسطَتْ عنه، وجَعَلَ البخيلُ كلما همَّ بصدقةٍ قَلَصَتْ وأخذتْ كلُّ حلقةٍ بمكانِها" (¬1). 1320 - وقال: "اتقوا الظلمَ فإن الظلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتقوا الشُّحَّ فإن الشُّحَّ أَهْلَكَ مَن كانَ قبلَكم، فحملَهم على أن يسفِكُوا دماءَهم، واستَحَلُّوا محارِمَهم" (¬2). 1321 - وقال: "تصدَّقوا فإنَّه يأتي عليكم زمانٌ يمشي الرجلُ بصدقتِهِ فلا يجدُ من يقبلُها، يقولُ الرجلُ: لو جئتَ بها بالأمسِ لَقَبِلْتُها، فأما اليومَ فلا حاجةَ لي بها" (¬3). 1322 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "قَالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّه أيُّ الصدقةِ أعظمُ أجرًا؟ قال: أنْ تَصَّدَّق وأنتَ صحيحٌ ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 305، كتاب الزكاة (24)، باب مثل المتصدق والبخيل (28)، الحديث (1443)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 708، كتاب الزكاة (12)، باب مثل المنفق والبخيل (23)، الحديث (75/ 1021)، والجُنَّتان: بضم الجيم وتشديد النون أي وقايتان من حديد، ويروى بالباء "جُبَّتان" وقيل الصحيح هنا النون بلا خلاف لأنَّ الدرع لا يُسمى الجبة بالباء، والتراقي: جمع ترقوة وهو أسفل الكتف وفوق الصدر، قال في شرح السنة 6/ 159: (وحقيقة المعنى أن الجواد إذا همَّ بالنفقة اتسع لذلك صدره. . .، والبخيل يضيق صدره وتنقبض يده عن الإنفاق في المعروف). (¬2) أخرجه مسلم من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 1996، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب تحريم الظلم (15)، الحديث (56/ 2578). (¬3) متفق عليه من رواية حارثة بن وهب رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 281، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة قبل الرَّد (9)، الحديث (1411)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 700، كتاب الزكاة (12)، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها (18)، الحديث (58/ 1011).

شَحيحٌ، تخشَى الفقرَ وتأملُ الغنى، ولا تُمهِلْ حتَّى إذا بلغتْ الحلقومَ قلتَ: لفلانٍ كذا، ولفلانٍ كذا، وقد كانَ لفلانٍ كذا" (¬1). 1323 - عن أبي ذرٍّ قال: "انتهيتُ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم. وهو جالسٌ في ظِلِّ الكعبةِ، فلمَّا رآني قال: هُمُ الأخسرونَ وربِّ الكعبةِ، فقلتُ: فِداكَ أبي وأمي مَن هم؟ قال: هم الأكثرونَ أموالًا إلا من قال هكذا وهكذا، وهكذا (¬2) من بينِ يديهِ ومِن خلفِه، وعن يمينِه وعن شمالِه، وقليلٌ ما هم" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1324 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "السَّخيُّ قريبٌ مِن اللَّهِ قريبٌ مِن الجنَّةِ، قريبٌ من الناسِ، بعيدٌ من النَّارِ، والبخيلُ بعيدٌ من اللَّه بعيدٌ من الجنَّةِ، بعيد من الناسِ، قريبٌ من النَّارِ، ولَجاهِلٌ سخيٌّ أحبُّ إلى اللَّه من عابدٍ بخيلٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 284 - 285، كتاب الزكاة (24)، باب فضل صدقة الشحيح الصحيح. . . (11)، الحديث (1419)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 716، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح (31)، الحديث (92/ 1032). (¬2) في المطبوعة زيادة (وهكذا) وليست في المخطوطة ولا في لفظ البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 524، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب كيف كانت يمين النبيِّ. . . (3)، الحديث (6638)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 686، كتاب الزكاة (12)، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة (8)، الحديث (30/ 990). (¬4) أخرجه الترمذي من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في السنن 4/ 342 - 343، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في السخاء (40)، الحديث (1961)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث يحيى بن سعيد، عن الأعرج، عن أبي هريرة إلا من حديث سعيد بن محمَّد، وقد خولف سعيد بن محمد في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، إنما يروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة شيء مرسل)، وذكر ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 304، سعيد بن محمَّد وهو الوراق، وقال عنه: (ضعيف). =

1325 - وقال: "لَأنْ يَتَصدَّقَ المرءُ في حياتِه بدرهمٍ، خيرٌ له مِن أنْ يتصدَّقَ بمائةٍ عندَ موتِه" (¬1). 1326 - وقال: "مثلُ الذي يتصدقُ عندَ موته أو يُعتِقُ، كالذي يُهدي إذا شبع" (¬2) [صحيح] (¬3). ¬

_ = وأخرج الحديث عن أبي هريرة الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص (62)، باب ما جاء في السخاء والكرم من طريق الترمذي، وقال ابن أبي حاتم في علل الحديث 2/ 284، كتاب الأدب والطب، الحديث (2353): (قال أبي: هذا حديث منكر). ويُروى هذا الحديث عن عائشة رضي اللَّه عنها مرسلًا كما ذكر الترمذي، وعزاه المتقي في كنز العمال 6/ 338 الحديث (15928) للبيهقي في شعب الإيمان، وللطبراني في الأوسط. وقال ابن أبي حاتم في العلل 2/ 283، الحديث (2352): (قال أبي: هذا حديث باطل، وسعيد ضعيف الحديث أخاف أن يكون أدخل له). (¬1) أخرجه أبو داود من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في السنن 3/ 288، كتاب الوصايا (12)، باب ما جاء في كراهية الإضرار في الوصية (3)، الحديث (2866)، وأخرجه ابن حبَّان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 210، كتاب الزكاة (7)، باب صدقة الإنسان في صحته (15)، الحديث (821)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 149، (في إسناده شرحبيل بن سعد، الأنصاري، الخطمي مولاهم، المدني كنيته أبو سعد لا يُحَتج بحديثه). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي من رواية أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، في المسند، ص 132، الحديث (980)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 448 ضمن بقية مسند أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 413، كتاب الوصايا، باب من أحبُّ الوصية ومن كره، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 276، كتاب العتق (23)، باب في فضل العتق في الصحة (15)، الحديث (3968)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 435 - 436، كتاب الوصايا (31)، باب ما جاء في الرجل يتصدق أو يعتق عند الموت (7)، الحديث (2123)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 238، كتاب الوصايا (30)، باب الكراهية في تأخير الوصية (1)، وأخرجه ابن حبَّان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 298، كتاب الوصايا (15)، باب فيمن يتصدق عند الموت (1)، الحديث (1219). (¬3) من مخطوطة برلين.

1327 - وقال: "خَصلتانِ لا تجتمعانِ في مؤمنٍ: البخلُ وسوءُ الخُلقِ" (¬1). 1328 - وقال: "لا يجتمعُ الشحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا" (¬2). 1329 - وقال: "لا يدخلُ الجنةَ خِبٌّ، ولا بخيلٌ، ولا مَنَّان" (¬3). 1330 - وقال: "شرُّ ما في الرجلَ شُحٌّ هالِعٌ وجبنٌ خالعٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في الطيالسي من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في المسند، ص 293، الحديث (2208)، وأخرجه: البخاري في الأدب المفرد، ص 108، باب الشُّح (137)، الحديث (283)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 343، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في البخيل (41)، الحديث (1962)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في المسند، ص 322 - 323، الحديث (2461)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 256 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 108، باب الشح (137)، الحديث (282)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 13، كتاب الجهاد (25)، باب فضل من عمل في سبيل اللَّه على قدمه (8)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 72، كتاب الجهاد، باب أيُّ المؤمنين أكمل إيمانًا، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)، وأخرجه البيهقي في السنن 9/ 161، كتاب السير، باب في فضل الجهاد في سبيل اللَّه. (¬3) أخرجه أحمد من رواية أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه في المسند 1/ 4 ضمن حديث طويل، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 343، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في البخيل (41)، الحديث (1963)، وقال: (هذا حديث حسن غريب)، والخِبُّ: بفتح الخاء وتُكْسَر أي خدَّاع يفسد بين الناس. (¬4) أخرجه أحمد من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المسند 2/ 302، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 26 - 27، كتاب الجهاد (9)، باب في الجرأة والجن (22)، الحديث (2511)، وخالع: أي شديد.

7 - باب فضل الصدقة

7 - باب فضل الصدقة مِنَ الصِّحَاحِ: 1331 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن تَصَدَّقَ بعِدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيبٍ، ولا يقبلُ اللَّه إلا الطيِّبَ، فإن اللَّه يتقبَّلُها بيمينهِ، ثمَّ يُرَبِّيها لصاحِبِها كما يُرَبِّي أحدُكم فَلُوَّه، حتَّى تكونَ مثلَ الجبلِ" (¬1). 1332 - وقال: "ما نقصَتْ صدقةٌ مِن مال، وما زادَ اللَّهُ عبدًا بعفوٍ إلا عِزًا، وما تَواضَعَ أحدٌ للَّهِ إلا رَفَعَهُ اللَّه" (¬2). 1333 - وقال: "مَن أَنْفَقَ زوجينِ من شيءٍ من الأشياءِ في سبيلِ اللَّه، دُعيَ من أبوابِ الجنَّةِ وللجنةِ [ثمانيةُ] (¬3) أبوابٍ، فمَن كانَ مِن أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كانَ مِن أهلِ الجهادِ دُعيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعي من باب الصدقةِ، ومَنْ كانَ مِن أهلِ الصيامِ دُعي من بابِ الرَّيانِ، فقالَ أبو بكرٍ: ما على مَن دُعيَ من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ فهل يُدعَى أحدٌ من تلكَ الأبوابِ كلِّها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكونَ منهم" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 278، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة من كسب طيب. . . (8)، الحديث (1410)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 702، كتاب الزكاة (12)، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها (19)، الحديث (63/ 1014)، والفَلُوُّ: بفتح الفاء وبضم اللام وتشديد الواو: المهر. (¬2) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 2001، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب استحباب العفو والتوضع (19)، الحديث (69/ 2588). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا في لفظ البخاري ومسلم، وهي من المطبوعة. (¬4) متفق عليه، من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 111، كتاب الصوم (30)، باب الرَّيان للصائمين (4)، الحديث =

1334 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن أصْبَحَ منكم اليومَ صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمَن تبعَ منكم اليومَ جنازةً؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمَن أطعمَ منكم اليومَ مسكينًا؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال: فمَن عادَ منكم اليومَ مريضًا؟ قال أبو بكرٍ: أنا، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما اجتَمَعْنَ في امرئٍ إلا دخلَ الجنة" (¬1). 1335 - وقال: "اتقوا النَّارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ، فإن لم تَجدْ فبكلمةٍ طيبةٍ" (¬2). 1336 - وقال: "يا نساءَ المسلماتِ لا تحقرَنَّ جارةٌ لجارتِها ولو فِرسِن شاةٍ" (¬3). 1337 - وقال: "كلُّ معروفٍ صدقة" (¬4). ¬

_ = (1897)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 711 - 712، كتاب الزكاة (12)، باب من جمع الصدقة وأعمال البر (27)، الحديث (85/ 1027). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 713، كتاب الزكاة (12)، باب من جمع الصدقة وأعمال البر (27)، الحديث (87/ 1028). (¬2) متفق عليه من رواية عدي بن حاتم رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 448، كتاب الأدب (78)، باب طيب الكلام. . . (34)، الحديث (6023)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 703، كتاب الزكاة (12)، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة (20)، الحديث (66/ 1016). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 445، كتاب الأدب (78)، باب لا تحقِرنَّ جارة لجارتها (30)، الحديث (6017)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 714، كتاب الزكاة (12)، باب الحث على الصدقة ولو بالقليل. . . (29)، الحديث (90/ 1030)، والفِرسِن: بكسر الفاء والسين، وهو لحم بين ظلفي الشاة. (¬4) متفق عليه من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 447، كتاب الأدب (78)، باب كل معروف صدقة (33)، الحديث (6021)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 697، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (16)، الحديث (52/ 1005).

1338 - وقال: "لا تحقِرَنَّ من المعروفِ شيئًا ولو أن تَلقَى أخاكَ بوجهٍ طليقٍ" (¬1). 1339 - وقال: "على كل مسلمٍ صدقةٌ، قالوا: فإنْ لم يجدْ؟ قال: فيعملُ بيديه فينفعُ نفسَه ويتصدَّقُ، قالوا: فإن لم يستطعْ أَوْ لم يفعلْ؟ قال: فيُعينُ ذا الحاجةِ الملهوف، قالوا: فإن لم يفعلْ؟ قال: فيأمرُ بالخيرِ، قالوا: فإن لم يفعلْ؟ قال: فيُمسِكُ عن الشرِّ فإنَّه له صدقة" (¬2). 1340 - وقال: "كلُّ سُلامَى من الناسِ عليهِ صدقةٌ كلَّ يومٍ تطلُعُ فيه الشَّمْسُ، يعدِلْ بين الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابَّتِهِ، فيحملُ عليها أو يرفعُ عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطُوها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويُميطُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ" (¬3). 1341 - وقال: "خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بني آدمَ على ستينَ وثلاثمائةِ مَفْصِلٍ، فمن كبَّر اللَّه، وحَمِدَ اللَّه، وهَلَّلَ اللَّهَ، وسبَّح اللَّهَ، واستغفرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وعزلَ حجرًا عن طريقِ الناسِ، أو شوكةً، أو عظمًا، أو أمرَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي ذر الغفاري رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 2026، كتاب الزكاة (12)، باب استحباب طلاقة الوجه. . . (43)، الحديث (144/ 2626). (¬2) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 447، كتاب الأدب (78) باب كل معروف صدقة (33)؛ الحديث (6022)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 699، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (16)، الحديث (55/ 1008). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 132، كتاب الجهاد (56)، باب من أخذ بالركاب ونحوه (128)، الحديث (2989)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 699، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (16)، الحديث (56/ 1009)، والسُّلامَى: بضم السين عظم الأصبع.

بمعروفٍ أو نَهَى عن منكرٍ عددَ تلكَ الستينَ والثلاثمائةِ فإنَّه يمشي يومَئذٍ وقد زَحْزَحَ نفسَهُ عن النَّارِ" (¬1). 1342 - وقال: "إنَّ بكلِّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلِّ تكبيرةٍ صدقةٌ، وكلِّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكل تهليلةٍ صدقةٌ، وأمرٍ بالمعروفِ صدقةٌ، ونهيٍ عن منكرٍ صدقةٌ، وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ، قالوا: يا رسولَ اللَّه أياتي أحدُنا شهوَتَه ويكونُ له فيها أجرٌ؟ قال: أرأيتُم لو وَضَعَها في حرامٍ أكانَ عليهِ فيهِ وِزْرٌ فكذلكَ إذا وضعَها في الحلالِ كانَ له أجرٌ" (¬2). 1243 - وقال: "نِعمَ الصدقةُ اللِّقْحَة الصَّفِيُّ مِنحةً، والشاةُ الصَّفيُّ مِنحةً، تغدُو بإناءٍ وتروحُ بآخرَ" (¬3). 1344 - وقال: "ما مِن مسلم يغرِسُ غرسًا أو يزرعُ زرعًا، فيأكلُ منهُ إنسانٌ أو طيرٌ أو بهيمةٌ، إلا كانت له صدقة" (¬4). ويروى: "ما سُرِقَ منه له صدقةٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، في الصحيح 2/ 698، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اسم الصدقة. . . (16)، الحديث (54/ 1007). (¬2) أخرجه مسلم في رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه، في الصحيح 2/ 697 - 698، كتاب الزكاة (12)، باب بيان إن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (16)، الحديث (53/ 1006). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 70، كتاب الأشربة (74)، باب شرب اللبن. . . (12)، الحديث (5608)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 707، كتاب الزكاة (12)، باب فضل المنيحة (22)، الحديث (74/ 1020)، قال في شرح السنة 6/ 162: (اللِّقحة: الناقة ذات اللبن، والجمع لِقاح، والصَّفيُّ: الغزير). (¬4) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 438، كتاب الأدب (78)، باب رحمة الناس والبهائم (27)، الحديث (6012)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1189، كتاب المساقاة (22)، باب فضل الغرس والزرع (2)، الحديث (12/ 1553). (¬5) أخرجه مسلم من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، في الصحيح 3/ 1188، كتاب المساقاة (22)، باب فضل الغرس والزرع (2)، الحديث (7/ 1552).

1345 - وقال: "غُفِر لامرأةٍ مُومِسَةٍ مرَّتْ بكلبٍ على رأسِ رَكيٍّ يلهثُ، كادَ يَقتلُه العطشُ، فنَزَعَت خُفَّها فأَوْثَقَته بِخمارِها فَنَزَعت لهُ من الماءِ، فغُفِرَ لها بذلك، قيل: وإنَّ لنا في البهائِم أجرًا؟ قال: في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ" (¬1). 1346 - وقال: "عُذِّبت امرأة في هرةٍ أَمْسَكَتها حتَّى ماتَت مِن الجوعِ، فلم تكنْ تطعمُها ولا ترسلُها فتأكلَ من خَشاشِ الأرضِ" (¬2). 1347 - وقال: "مرَّ رجلٌ بغصنِ شجرةٍ على ظهرِ طريقٍ فقالَ: لَأنَحِّين هذا عن طريقِ المسلمينَ لا يؤذيهم، فأُدخِلَ الجنة" (¬3). 1348 - وقال: "لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ في شجرةٍ قطعَها مِن ظهرِ الطريقِ، كانت تؤذي الناسَ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 359، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم. . . (17)، الحديث (3321)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1761، كتاب السلام (39)، باب فضل ساقي البهائم. . . (41)، الحديث (154/ 2245)، والمومس: الفاجرة والرّكي: أي بئر. (¬2) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر، وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 356، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم. . . (16)، الحديث (3318)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1760، كتاب السلام (39)، باب تحريم قتل الهرة (40)، الحديث (151/ 2242)، والخشاش: بفتح الخاء المعجمة ويجوز كسرها وضمها أي: هوامها وحشراتها. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 2/ 139، كتاب الأذان (10)، باب فضل التهجير إلى الظهر (32)، الحديث (652)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2021، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب فضل إزالة الأذى عن الطريق (36)، الحديث (127/ 1914). (¬4) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2021، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب فضل إزالة الأذى. . . (36)، الحديث (129/ 1914).

1349 - عن أبي بَرْزَة قال: "قلتُ: يا نبيَّ اللَّه علِّمني شيئًا أنتفعُ بهِ؟ قال: اعزلْ الأذى عن طريقِ المسلمين" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1350 - قال عبد اللَّه بن سَلام رضي اللَّه عنه: "لما قَدِمَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم المدينةَ جئتُ فلمَّا تَبَيَّنتُ وجهَهُ عرفتُ أنَّ وجههُ ليسَ بوجهِ كذابٍ، فكانَ أولَ ما قَالَ: يا أيُّها الناسُ أَفشُوا السلامَ، وأطعِموا الطعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيامٌ، تدخلوا الجنةَ بسلامٍ (¬2) " (¬3). 1351 - وعن عبد اللَّه بن عمرو قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اعبدوا الرحمنَ، وأطعِموا الطعام وأَفشُوا السلامَ، تدخلوا الجنةَ بسلامٍ (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2021، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب فضل إزالة الأذى. . . (36)، الحديث (131/ 2618). (¬2) في مخطوطة برلين: (بالسلام)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 451، ضمن مسند عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 340 - 341، كتاب الصلاة، باب فضل صلاة الليل، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 652، كتاب صفة القيامة (38)، باب (42)، (بدون عنوان)، الحديث (2485)، وقال: (هذا حديث صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 423، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في قيام الليل (174)، الحديث (1334). (¬4) في مخطوطة برلين: (بالسلام)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 287، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في فضل إطعام الطعام (45)، الحديث (1855)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1218، كتاب الأدب (33)، باب إفشاء السلام (11)، الحديث (3694).

1352 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ الصدقةَ لتُطفِئ غضبَ الربَّ، وتَدفعُ ميتةَ السوءِ" (¬1). 1353 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الصدقةُ تُطفئ الخطيئةَ كما يُطفئ الماءُ النار" (¬2). 1354 - وقال: "كلُّ معروفٍ صدقةٌ، وإن مِن المعروفِ أن تَلْقَى أخاكَ بوجهٍ طلقٍ، وأن تُفرِغَ من دلوكَ في إناء أخيك" (¬3). 1355 - وقال: "تَبَسمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةٌ وأمرُكَ بالمعروفِ صدقةٌ، ونهيُكَ عن المنكرِ صدقةٌ، وإرشادُكَ الرجلَ في أرضِ الضلالِ لكَ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في السنن 3/ 52، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في فضل الصدقة (28)، الحديث (664)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)، وأخرجه ابن حبَّان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 209، كتاب الزكاة (7)، باب ما جاء في الصدقة (14)، الحديث (816)، لكن في سند الحديث "عبد اللَّه بن عيسى الخزَّاز" قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 439: (ضعيف)، وقال المناوي في فيض القدير 2/ 362: (قال ابن القطان: فالحديث ضعيف لا حسن. انتهى، وجزم العراقي بضعفه). (¬2) أخرجه أحمد من رواية معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه في المسند 5/ 248 مسند معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه ضمن حديث طويل، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 11 - 12، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء في حرمة الصلاة (8)، الحديث (2616)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، ضمن حديث طويل، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1314 - 1315، كتاب الفتن (39)، باب كَفِّ اللسان في الفتنة (12)، الحديث (3973)، ضمن حديث طويل. (¬3) أخرجه أحمد من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، في المسند 3/ 344 ضمن مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 347، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في طلاقة الوجه. . . (45)، الحديث (1970)، وقال: (هذا حديث حسن)، وفي نسخة سنن الترمذي (بتحقيق عبد الرحمن عثمان) 3/ 234 قال: (هذا حديث حسن صحيح).

صدقةٌ، ونصرُكَ الرجلَ الرديءَ البصرِ لكَ صدقةٌ، وإماطتُكَ الحجرَ والشوكَ والعظمَ عن الطريق لك صدقةٌ، وإفراغُكَ من دلوِكَ في دلوِ أخيكَ لكَ صدقةٌ" (¬1) (غريب). 1356 - عن سعد بن عبادة أنَّه قال: "يا رسولَ اللَّه إن أُمَّ سعدٍ ماتتْ فأيُّ الصدقةِ أفضل؟ قال: الماءُ، قال: فَحَفَرَ بئرًا وقال: هذه لِأمِّ سعدٍ" (¬2). 1357 - وقال: "أيُّما مسلمٍ كَسا مسلمًا ثوبًا على عري، كساهُ اللَّه مِن خُضْرِ الجنَّةِ، وأَيُّما مسلم أَطْعَمَ مسلمًا على جوع أَطعَمَهُ اللَّه من ثمارِ الجنَّةِ، وأَيُّما مسلم سَقَى مسلمًا على ظمإٍ سقاهُ اللَّه من الرحيقِ المختومِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه في المسند 5/ 173، ضمن مسند أبي ذر رضي اللَّه عنه، مختصرًا، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 339 - 340، كتاب البر والصلة (28)، الحديث (1956)، وقال: (هذا حديث حسن غريب) وساقه بتمامه، وأخرجه ابن حبَّان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 220، كتاب الزكاة (7)، باب فيما يؤجر فيه المسلم (30)، الحديث (864). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 313، كتاب الزكاة (3)، باب في فضل سقي الماء (41)، الحديث (1679)، عن سعيد بن المسيِّب أن سعدًا ... وبرقم (1680)، عن سعيد بن المسيّب والحسن، عن سعد بن عبادة. . .، وبرقم (1681)، عن أبي إسحاق عن رجل، عن سعد بن عبادة. . .، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 254، كتاب الوصايا (30)، باب ذكر الاختلاف على سفيان (9)، عن سعيد بن المسيب، والحسن، عن سعد. . .، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1214، كتاب الأدب (33)، باب فضل صدقة الماء (8)، الحديث (3684)، عن سعيد بن المسيِّب، عن سعد. . .، وقال المنذري عن الحديث في مختصر سنن أبي داود 2/ 255: (وهو منقطع، فإن سعيد بن المسيِّب والحسن البصري لم يدركا سعد بن عبادة). (¬3) أخرجه أحمد من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في المسند 3/ 13 - 14 ضمن مسند أبي سعيد الخدري، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 314، كتاب الزكاة (3)، باب في فضل سقي الماء (41)، الحديث (1682)، وأخرجه الترمذي في =

1358 - وقال: "إنَّ في المال لَحَقًّا سوى الزكاةِ، ثمَّ تلا: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} (¬1) الآية" (¬2). 1359 - و"سُئل رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ما الشيءُ الذي لا يحلُّ منعُه؟ قال: الماءُ، قيل: ما الشيءُ الذي لا يحلُّ منعُه؟ قال: الملحُ" (¬3). ¬

_ = السنن 4/ 633، كتاب صفة القيامة (38)، باب (18)، (بدون عنوان)، الحديث (2449)، وقال: (هذا حديث غريب، وقد روي هذا عن عطية، عن أبي سعيد، موقوفٌ وهو أصحُ عندنا وأشبه). و (الرحيق المختوم): خمر الجنّة. (¬1) سورة البقرة (2)، الآية (177). (¬2) أخرجه الدارمي من رواية فاطمة بنت قيس رضي اللَّه عنها، في السنن 1/ 385، كتاب الزكاة، باب ما يجب في مال سوى الزكاة، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 48 - 49، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء أن في المال حقًا سوى الزكاة (27)، الحديث (659 - 660) وقال: (هذا حديث إسناده ليس بذاك، وأبو حمزة ميمون الأعور يضعَّف، وروى بيان، وإسماعيل بن سالم، عن الشعبي هذا الحديث قوله، وهذا أصح)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 84، كتاب الزكاة، باب الدليل على أن من أدى فرض اللَّه. . .، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 570، كتاب الزكاة (8)، باب ما أدى زكاته فليس بكنز (3)، الحديث (1789)، ولفظه: "ليس في المال حقٌ سوى الزكاة"، وأورد الحديث بلفظ ابن ماجه، ابنُ حجر في التلخيص الحبير 2/ 160، كتاب الزكاة (13)، باب أداء الزكاة وتعجيلها (3)، الحديث (828)، وقال: (قال الشيخ تقي الدين القشيري في "الإمام": كذا هو في النسخة من روايتنا عن ابن ماجه، وقد كتبه في باب: ما أدى زكاته فليس بكنز، وهو دليل على صحة لفظ الحديث). (¬3) أخرجه الدارمي من رواية بُهَيْسة، عن أبيها عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في السنن 2/ 269 - 270، كتاب البيوع، باب في الذي لا يحل منعه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 750، كتاب البيوع والإِجارات (17)، باب في منع الماء (62)، الحديث (3476)، وذكر ابن حجر بُهَيْسة في تقريب التهذيب 2/ 591، وقال: (لا تُعْرَف، ويقال: إن لها صحبة).

1360 - وقال: "مَن أَحْيَا أرضًا ميتةً فلهُ أجرٌ، وما أَكلتْ العافيةُ منهُ فهوَ له صدقةً" (¬1). 1361 - وقال: "مَن مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقٍ، أو أَهدى زُقاقًا، أو سَقَى لبنًا، كان له كعدلِ رقبةٍ أو نسمةٍ" (¬2)، وفي رواية: "كان له مثل عتق رقبة" (¬3). 1362 - عن أبي تَميمَةَ الهُجَيْمي، عن أبي جُرَي جابرِ بن سُلَيم قال: "رأيتُ رجلًا يصدرُ الناسُ عن رأيهِ، قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: رسولُ اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو عبيد من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، في كتاب الأموال، ص 362، باب إحياء الأرضين. . .، الحديث (702)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 338 ضمن مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 267، كتاب البيوع، باب من أحيا أرضًا ميتة فهي له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 663 - 664، كتاب الأحكام (13)، باب ما ذكر في إحياء أرض الموات (38)، الحديث (1379)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وذكره المِزِّي في تحفة الأشراف 2/ 387 ضمن أطراف جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، الحديث (3129)، وعزاه للنسائي في إحياء الموات، وقال المحقق: (في الكبرى) وأخرجه ابن حبَّان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 278، كتاب البيوع (11)، باب إحياء الموات (31)، الحديث (1136)، قال في شرح السنة 6/ 150: (العافية: كل طالبٍ رزقًا، من إنسان، أودابة، أو طائر أو غير ذلك). (¬2) أخرجه أحمد من رواية البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، في المسند 4/ 285 ضمن مسند البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 340، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في المنحة (37)، الحديث (1957)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي إسحاق عن طلحة بن مُصَرِّف لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روى منصور بن المعتمر، وشعبة، عن طلحة بن مُصَرِّف هذا الحديث) وأخرجه ابن حبَّان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 219، كتاب الزكاة (7)، باب فيما يؤجر فيه المسلم (30)، الحديث (861). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 285 ضمن مسند البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، و (مِنْحَةُ الوَرِقِ): قَرْضُ الدراهم، وأهدى زقاقًا: أراد هداية الطريق، وقيل: أراد من قوله هدَّى بالتشديد: أي أهدى وتصدَّق بزقاق من النخل، وهي السِّكَة منها.

صلى اللَّه عليه وسلم، قلتُ: عليكَ السلامُ يا رسولَ اللَّه مرتين، قال: لا تقلْ عليكَ السلامُ، عليكَ السلامُ تحيةُ الميتِ! قلْ: السلامُ عليكَ، قال: [قلت: السلامُ عليكَ، قال،] (¬1) قلتُ: أنتَ رسولُ اللَّه؟ قال: أنا رسولَ اللَّهِ الذي إذا أصابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَه كشَفَ عنكَ، وإن أصابَكَ عامُ سنَةٍ فَدَعَوتَه أَنْبَتَها لك، وإذا كنتَ بأرضٍ قَفْرٍ أو فَلاةٍ فَضَلَّتْ راحلَتُكَ فدعوتَه ردَّها عليكَ، قلتُ: أعْهَدْ إليّ، قال: لا تَسُبَّنَّ أحدًا، فما سببتُ بعدَه حرًا ولا عبدًا ولا بعيرًا ولا شاةً، قال: ولا تحقِرَنَّ شيئًا من المعروف، وأنْ تُكلِّم أخاكَ وأنتَ منبسطٌ إليه وجهُك، إنَّ ذلكَ مِنَ المعروفِ، وارفع إزارَكَ إلى نصفِ الساقِ فإن أبيتَ فإلى الكعبينِ، وإيَّاكَ وإسبالَ الإِزارِ فإنها من المَخْيَلَةِ وإنَّ اللَّه لا يحبُّ المخيلةَ، وإن امرؤ شتمَكَ وعيَّرَكَ بما يعلمُ منكَ فلا تُعَيِّرُهُ بما تعلمُ منه، فإنما وبالُ ذلكَ عليهِ" (¬2) وفي رواية: "فيكون لكَ أجرُ ذاكَ ووبالُهُ عليهِ" (¬3). 1363 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّهم ذَبَحوا شاةً فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ما بقيَ منها؟ فقالت: ما بقيَ إلا كَتِفُها، قال: بقيَ كلُّها غيرَ كتِفها" (¬4) صحيح. ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند أبي داود واللفظ له، وهي من المطبوعة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 63 - 64 ضمن مسند جابر بن سُليم الهجيمي رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 344 - 345، كتاب اللباس (26)، باب ما جاء في إسبال الإزار (28)، الحديث (4084)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 71 - 72، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في كراهية أن يقول عليك السلام. . . (28)، الحديث (2721 - 2722)، وذكره مختصرًا، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 281، باب كيف السلام، الحديث (318). وعام سَنَةٍ: أي قحط. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 63 ضمن مسند جابر بن سليم رضي اللَّه عنه. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 644، كتاب صفة القيامة (38)، باب (33)، (بدون عنوان) الحديث (2470)، وقال: (حديث صحيح)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 50.

1364 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "ما مِن مسلمٍ كَسا مسلمًا ثوبًا إلا كانَ في حفظٍ من اللَّهِ ما دامَ منهُ عليهِ خِرْقةٌ" (¬1). 1365 - عن عبد اللَّه بن مسعود -يرفعه- قال: "ثلاثةٌ يُحبهم اللَّهُ: رجلٌ قامَ من الليلِ يَتلو كتابَ اللَّه، ورجلٌ يتصدقُ بصدقةٍ بيمينهِ يُخفيها -أُراهُ قَالَ- مِن شمالِهِ، ورجلٌ كانَ في سَرِيةٍ فانهزَمَ أصحابُه فاستقبلَ العدو" (¬2) (غريب). 1366 - عن أبي ذرٍ رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "ثلاثة يُحبهم اللَّه، وثلاثةُ يبغِضهم اللَّه، فأما الذين يُحِبُّهم اللَّه: فرجلٌ أتى قومًا فسألَهم باللَّهِ ولم يسألْهم لقرابةٍ بينَهُ وبينَهم فَمَنَعُوه، فَتَخَلَّفُ رجلٌ بأعقابِهم فأعطاه سِرًا، لا يعلمُ بعطيَتِهِ إلا اللَّه والذي أعطاهُ، وقومٌ سارُوا ليلَتهم حتَّى إذا كانَ النومُ أحبَّ إليهم مما يُعدَلُ به فَوَضَعُوا رؤوسَهم فقامَ [أحدهم] (¬3)، يَتَمَلَّقُني ويتلو آياتي، ورجلٌ كانَ في سَريةٍ فلقيَ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنها، في السنن 4/ 651 - 652، كتاب صفة القيامة (38)، باب (41)، (بدون عنوان) وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 196، كتاب اللباس، وقال: (صحيح الإِسناد ولم يخرجاه) وقال الذهبي في التلخيص: (خالد ضعيف). وقال أبو حاتم في العلل 2/ 168، كتاب ثواب الأعمال، الحديث (1995): (الناس يرفعونه، مرفوع عندي صحيح). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 697، كتاب صفة الجنة (39)، باب (25)، وهو ما يلي: باب ما جاء في كلام الحور العين (24)، الحديث (2567)، وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه، وهو غير محفوظ والصحيح: ما روى شعبة وغيره، عن منصور، عن ربعي بن خراش، عن زيد بن ظبيان، عن أبي ذر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأبو بكر بن عيَّاش كثير الغلط). وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 256، ضمن معجم عبد اللَّه بن مسعود، الحديث (10486)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 255 كتاب الصلاة، باب في صلاة الليل: (روى أبو داود منه الذي كان في سريّة فقط) وقال (رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، والعبارة في المطبوعة (فقام سرًا)، وما أثبتناه لفظ الترمذي.

8 - باب أفضل الصدقة

العدوُّ فهُزِمُوا، فأَقبلَ بصدرِهِ حتَّى يُقتلَ أو يُفتحَ له، و [أَمَّا] (¬1) الثلاثةُ الذين يُبغِضُهم اللَّه: فالشيخُ الزاني، والفقيرُ المخْتالُ، والغنيُّ الظَّلُومُ" (¬2). 1367 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "لما خلقَ اللَّهُ الأرضَ جعلَت تَمِيدُ، فخلقَ الجبالَ فقال بها عليها فاستقرَّت، فعجِبَتْ الملائكةُ من شِدَّةِ الجبالِ فقالوا: يا ربِّ هل من خلقِكَ شيءٌ أَشَدُّ من الجبالِ؟ قال: نَعَم الحديدُ، فقالوا: يا ربِّ هل من خلقِكَ شيءٌ أشدُّ من الحديدِ؟ قال: نَعَم النّارُ، فقالوا: يا ربِّ هل من خلقِكَ شيءٌ أشدُّ من النَّارِ؟ قال: نعم الماء فقالوا: يا ربِّ هل من خلقِكَ شيءٌ أشد في الماءِ؟ قال: نعم الريحُ فقالوا: يا ربِّ فهل من خلقِكَ شيءٌ أشدُّ من الريحِ؟ قال: نعم ابن آدم تَصَدَّقَ صدقةً بيمينهِ يُخفيها من شمالِهِ" (¬3) [غريب] (¬4). 8 - باب أفضل الصدقة مِنَ الصِّحَاحِ: 1368 - قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "خيرُ الصَّدقةِ ما كانَ عن ظهر غِنى، وابدأ بمن تَعُولُ" (¬5). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند الترمذي، وهي من المطبوعة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 153 ضمن مسند أبي ذر الغفاري رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 698، كتاب صفة الجنة (39)، باب (25)، وهو ما يلي باب ما جاء في كلام الحور العين (24)، الحديث (2568)، وقال: (هذا حديث صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 84، كتاب الزكاة (23)، باب ثواب من يعطي (75). قوله: (يتملَّقُني) أي يتواضَع ويتضرّع لديّ. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 124 ضمن مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 454 - 455، كتاب تفسير القرآن (48)، باب (96)، وهو ما يلي: باب ومن سورة المعوذتين (94)، الحديث (3369) وقال: (حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه). قوله (تميد): أي تضطرب وتتحرك. (¬4) ليست في المطبوعة. (¬5) متفق عليه من رواية حكيم بن حزام رضي اللَّه عنه، وأخرجه: البخاري أيضًا من =

1369 - وقال: "إذا أَنفقَ المسلمُ نفقةً على أهلِهِ وهو يَحتَسِبُها كانتْ له صدقةً" (¬1). 1370 - وقال: "دينارٌ أنفقتَهُ في سبيلِ اللَّهِ، ودينارٌ أَنْفَقْتَهُ في رقبةٍ، ودينارٌ تصدَّقتَ به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقتَهُ على أهلِكَ، أَعظمُها أجرًا الذي أنفقتَهُ على أهلِكَ" (¬2). 1371 - وقال: "أفضلُ دينارٍ ينفُقُه الرجلُ: دينار ينفُقُه على عيالِهِ، ودينارٌ ينفُقُه على دابَّتِهِ في سبيلِ اللَّه، ودينارٌ ينفقُهُ على أصحابِهِ في سبيلِ اللَّه" (¬3). 1372 - وقالت أم سلمة: "يا رسولَ اللَّهِ أَلِيَ أجرٌ أَنْ أُنْفِقَ على بَني أبي سَلَمَة؟ إنما هم بَنيَّ، فقال: انفِقي عليهم فلكِ أجرُ ما أنفقتِ عليهم" (¬4). ¬

_ = رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 3/ 294، كتاب الزكاة (24)، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى. . . (18)، الحديث (1426 - 1427)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 717، كتاب الزكاة (12)، باب بيان أن اليد العليا خير. . . (32)، الحديث (95/ 1034). قوله: (ظهر غنى) أي متمكّن، دون ترك عياله في الجوع. (¬1) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 497، كتاب النفقات (69)، باب فضل النفقة على الأهل. . . (1)، الحديث (5351)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 695، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين. . . (14)، الحديث (48/ 1002). (¬2) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 692، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة على العيال والمملوك. . . (12)، الحديث (39/ 995). (¬3) أخرجه مسلم من رواية ثوبان رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 691 - 692، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة على العيال والمملوك. . . (12)، الحديث (38/ 994). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 328، كتاب الزكاة (24)، باب الزكاة على الزوج والأقارب. . . (48)، الحديث (1467)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 695، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين. . . (14)، الحديث (47/ 1001).

1373 - وعن زينبَ امرأةِ عبدِ اللَّه بنِ مسعودٍ قالت: "انطلقتُ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فوجدتُ امرأةً من الأنصارِ على البابِ حاجتُها مثلُ حاجتي، وكانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قد أُلقِيَت عليه المهابةُ، فخرجَ علينا بلالٌ فقلنا له: ائتِ رسولَ اللَّهِ فأخبِره أنَّ امرأتينِ بالبابِ تسألانِكَ: أَتُجزِئُ الصدقةُ عنهما على أزواجِهما وعلى أيتامٍ في حجورِهما، ولا تُخْبرْهُ مَن نحنُ، فدخلَ فسألَهُ، فقال: مَن هما؟ قال: زينبُ، قال: قال: أيُّ الزيانِب؟ قال: امرأةُ عبدِ اللَّهِ (¬1)، قال: نعم لهما أَجرانِ أجرُ القرابةِ وأجرُ الصدقةِ" (¬2). 1374 - وقالت ميمونة بنت الحارِث: "يا رسولَ اللَّه إني أعتقتُ وَليدَتِي، قال: أما إنك لو أَعطيتها أَخْوَالَكِ كان أَعظمَ لأجرِك" (¬3). 1375 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "يا رسولَ اللَّه إنَّ لي جارَيْنِ فإلى أيِّهما أُهدي؟ قال: إلى أقربِهما منكِ بابًا" (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (ابن مسعود) وليست في المخطوطة، ولا عند البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 328، كتاب الزكاة (24)، باب الزكاة على الزوج والأقارب. . . (48)، الحديث (1466)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 694 - 695، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين. . . (14)، الحديث (45/ 100). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 217 - 218، كتاب الهبة (51)، باب هبة المرأة لغير زوجها. . . (15)، الحديث (2592)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 694، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين. . . (14)، الحديث (44/ 999). والوليدة: الجارية المولودة في ملكها. (¬4) أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 219 - 220، كتاب الهبة (5)، باب بمن يبدأ بالهدية (16)، الحديث (2595).

1376 - وعن أبي ذرٍ رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا طبختَ مرقة فأَكْثِر ماءَها وتَعاهدْ جيرانَكَ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1377 - عن أبي هريرة أنَّه قال: "يا رسولَ اللَّهِ أيُّ الصدقةُ أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المُقِلِّ، وابدأْ بمن تَعولُ" (¬2). 1378 - وقال: "الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ، وهي على ذي الرَّحِمِ ثنتانِ: صدقةٌ وصِلةٌ" (¬3). 1379 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: عندي دينارٌ؟ قال: أَنْفِقْهُ على نفسِكَ، قال: عندي آخرُ؟ قال: أَنْفقْهُ على ولدِكَ، قال: عندي آخرُ؟ قال: أَنفْقه على ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2025، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب النهي من قول: هلك الناس (41)، الحديث (142/ 2625). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 312، كتاب الزكاة (3)، باب في الرخصة في ذلك (40)، الحديث (1677)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 414، كتاب الزكاة، باب أفضل الصدقة جهد المقل، وقال: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، والجهد: بضم الجيم، وتفتح، هو الوسع والطاقة، وبالفتح المشقة، وقيل هما لغتان، أي أفضل الصدقة ما يحتمله حال القليل المال. (¬3) أخرجه أحمد من رواية سلمان بن عامر رضي اللَّه عنه، في المسند 4/ 214 ضمن مسند سلمان بن عامر رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 397، كتاب الزكاة، باب الصدقة على القرابة، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 46 - 47، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة (26)، الحديث (658)، وقال: (حديث سلمان بن عامر حديث حسن)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 92، كتاب الزكاة (23)، باب الصدقة على الأقارب (82)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 591، كتاب الزكاة (8)، باب فضل الصدقة (28)، الحديث (1844)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 407، كتاب الزكاة، باب أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح، وقال: (صحيح) ووافقه الذهبي.

أهلِكَ، قال: عندي آخرُ؟ قال: أَنفقْهُ على خادمِكَ، قال: عندي آخرُ؟ قال: أنتَ أعلمُ" (¬1). 1380 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أَلا أُخبرُكم بخيرِ الناس؟ رجلٌ مُمْسِكٌ بِعِنانِ فرسِهِ في سبيلِ اللَّه، ألا أَخبُركم بالذي يتلُوهُ؟ رجلٌ معتزِلٌ في غُنَيْمَةٍ له يؤدِّي حقَّ اللَّهِ تعالى فيها، أَلا أُخبرُكم بِشرِّ الناسِ؟ رجلٌ يسألُ باللَّهِ ولا يُعطي به" (¬2). 1381 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " [لا] (¬3) تردُّوا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 251، ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 320 - 321، كتاب الزكاة (3)، باب في صلة الرحم (45)، الحديث (1691)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 62، كتاب الزكاة (23)، باب تفسير ذلك (54)، وهو ما يلي: باب الصدقة عن ظهر غنى (53)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 415، كتاب الزكاة، باب الإِعطاء للأقرباء أعظم للأجر، وقال: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 445، كتاب الجهاد (31)، باب الترغيب في الجهاد (1)، الحديث (4)، ولكنه مرسل (عن عطاء بن يسار أنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يذكر ابن عباس، وأخرجه موصولًا الدارمي في السنن 2/ 201 - 202، كتاب الجهاد، باب أفضل الناس رجل ممسك برأس فرسه في سبيل اللَّه، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 182، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء أي الناس خير (18)، الحديث (1652)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجهٍ عن ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 83 - 84، كتاب الزكاة (23)، باب من يسأل باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ولا يعطي به (74). قوله: (غُنَيْمَةٍ) أي قطيع من الغنم. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، وقد انفرد بها أحمد من بين الأئمة الذين أخرجوا الحديث، ويستقيم المعنى بوجودها وعدمه، لكن الراجح إثباتها هنا لما ذكر المصنِّفُ في آخر الحديث الرواية الثانية.

السائلّ ولو بِظلْفٍ مُحرَقٍ" (¬1) [وفي رواية: "ردُّوا السائلَ" (¬2)] (¬3). 1382 - وقال: "مَنِ استعاذَكم باللَّهِ فَأَعِيذوه، ومَنِ سألَ باللَّهِ فأَعْطُوهُ، ومن دَعاكم فأَجيبوهُ، ومَن صنَعَ إليكم معروفًا فكافِئوه، فإن لم تَجِدُوا ما تُكافِئُونَهُ فادعوا له، حتَّى تَرَوْا أنْ قد كَافَأتُموه" (¬4). 1383 - وقال: "لا يُسْأَلُ بوجهِ اللَّه إلا الجنة" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه بهذا أحمد من رواية حواء أم بُجَيْد جدة عمرو بن معاذ رضي اللَّه عنها، في المسند 6/ 435 والظِّلْفُ: بكسر المعجمة للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس، والمُحْرَق: من الإحراق، أراد المبالغة في رد السائل بأدنى ما تيسر. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 923، كتاب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (49)، باب ما جاء في المسكين (5)، الحديث (8)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 435 ضمن مسند حواء جدة عمرو بن معاذ رضي اللَّه عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 307، كتاب الزكاة (3)، باب حق السائل (33)، الحديث (1667)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 52 - 53، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في حق السائل (29)، الحديث (665)، وقال: (حديث بُجيْد حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 81، كتاب الزكاة (23)، باب ردِّ السائل (70)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 211، كتاب الزكاة (7)، باب إعطاء السائل ولو ظِلْفًا محرقًا (18)، الحديث (825)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 417، كتاب الزكاة، باب تأكيد الإعطاء للسائل، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه أحمد من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، في المسند 2/ 68 ضمن مسند عبد اللَّه بن عمر، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 87، باب من صُنِعَ إليه معروفٌ فليكافئه (110)، الحديث (216)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 310، كتاب الزكاة (3)، باب عطية من سأل باللَّه (38)، الحديث (1672)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 82، كتاب الزكاة (23)، باب من سأل باللَّه عَزَّ وَجَلَّ (72)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 506، كتاب البر والصلة (33)، باب شكر المعروف (17)، الحديث (2071)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 41، كتاب الزكاة، باب حكم من سأل باللَّه واستعاذ باللَّه، وقال: (حديث صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬5) أخرجه أبو داود من رواية جابر رضي اللَّه عنه في السنن 2/ 309 - 310، كتاب =

9 - باب صدقة المرأة من مال الزوج

9 - باب صدقة المرأة من مال الزوج مِنَ الصِّحَاحِ: 1384 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أَنفقَتْ المرأةُ من طعامِ بيتِها غيرَ مُفسدةٍ كان لها أجرُها بما أَنفقت، ولزوجِها أجرُه بما كسبَ، وللخازنِ مثلُ ذلك، لا ينقصُ بعضهم أجرَ بعضٍ شيئًا" (¬1). 1385 - وقال: "إذا أَنفقتْ المرأةُ من كسبِ زوجها من غيرِ أَمرِه فلها نصفُ أجرِه" (¬2). 1386 - وقال: "الخازنُ المسلمُ الأمينُ الذي يُعطِي ما أُمِرَ به، كاملًا، مُوَفَّرًا طيبةً به نفسُهُ، فيدفعُهُ إلى الذي أُمِرَ له به، أحدُ المُتَصَدِّقينَ" (¬3). ¬

_ = الزكاة (3)، باب كراهية المسألة بوجه اللَّه (37)، الحديث (1671)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود في 2/ 252 - 253: (في إسناده "سليمان بن معاذ" قال الدارقطني: سليمان بن معاذ هو سليمان بن قرم، وذكر أبو أحمد بن عدي هذا الحديث في ترجمة سليمان بن قرم، وقال: هذا الحديث لا أعرفه من محمَّد بن المنكدر إلا من رواية سليمان بن قرم. . .، وسليمان بن قرم تكلم فيه غير واحدٍ). (¬1) متفق عليه من رواية عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 302، كتاب الزكاة (24)، باب أجر الخادم إذا تصدَّق. . . (25)، الحديث (1437)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 710، كتاب الزكاة (12)، باب أجر الخازن الأمين والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها. . . (25)، الحديث (79/ 1023). (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 504، كتاب النفقات (69)، باب نفقة المرأة إذا غاب عنها زوجها. . . (5)، الحديث (5360)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 711، كتاب الزكاة (12)، باب ما أنفق العبد من مال مولاه (26)، الحديث (84/ 1026). (¬3) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 302، كتاب الزكاة (24)، باب أجر الخادم إذا تصدَّق بأمر صاحبه. . . (25)، الحديث (1438)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 710، كتاب الزكاة (12)، باب أجر الخازن الأمين. . . (25)، الحديث (79/ 1023).

1387 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إن رجلًا قال للنبي صلى اللَّه عليه وسلم: إن أمي افْتُلِتَتْ نفسُها، وأظنُّها لو تكلَّمَتْ تَصَدَّقتْ، فهل لها أَجْرٌ إن تَصدَّقتُ عنها؟ قال: نعم" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1388 - عن أبي أُمامة رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ في خُطبَتِهِ عامَ حِجَّةِ الوداعِ: لا تنفقُ امرأةٌ شيئًا من بيتِ زوجِها إلا بإذنِ زوجِها، قيل: يا رسولَ اللَّه ولا الطعامُ؟ قال: ذاكَ أفضلُ أموالِنا" (¬2). 1389 - وعن سعد (¬3) أنَّه قال: "لما بايعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم النساءَ قالت امرأة: "إنَّا كَلٌّ على آبائنا وأزواجِنا فما يَحِل لنا من أموالهم؟ قال: الرطْبُ تَأكُلْنَهُ وتُهْدِينَه" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 254، كتاب الجنائز (23)، باب موت الفُجاءة البغتة (95)، الحديث (1388)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 696، كتاب الزكاة (12)، باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه (15)، الحديث (51/ 1004). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 154 ضمن مسند أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه عنه، الحديث (1127)، مطولًا، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 9/ 128 - 129، كتاب الصدقة، باب ما يحل للمرأة من مال زوجها، الحديث (16621)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 57 - 58، كتاب الزكاة (5)، باب في نفقة المرأة من بيت زوجها (34)، الحديث (670)، وقال: (حديث أبي أمامة حديث حسن)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 193 - 194، كتاب الزكاة، باب من حمل هذه الأخبار. (¬3) هو سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 316 - 317، كتاب الزكاة (3)، باب المرأة تتصدق من بيت زوجها (44)، الحديث (1686)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 134، كتاب الأطعمة من طريقين، طريق أبي داود، وأخرى، وقال عن طريق أبي داود (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي كذلك من الطريقين نفسيهما في السنن الكبرى 4/ 193، كتاب الزكاة، باب المرأة تتصدق من بيت زوجها. لكن ابن أبي حاتم أخرج الحديث في العلل 2/ 305، كتاب الأدب والطب، الحديث (2426) ونقل عن أبيه قوله في طريق أبي داود (هذا حديث مضطرب) وعزاه =

10 - باب [من] لا يعود في الصدقة

10 - باب [من] (¬1) لا يعود في الصدقة مِنَ الصِّحَاحِ: 1390 - قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: "حَمَلتُ على فرسٍ في سبيلِ اللَّه فأَضاعَه الذي كان عندَه، فأَردتُ أن أشتريَه فسألتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: لا تَشْتَرِه إنْ أعطاكَهُ بدرهمٍ، فإنَّ العائدَ في صدقَتِهِ كالكلبِ يعودُ في قَيْئه" (¬2) وفي رواية: "لا تعدْ في صدقَتِكَ فإنَّ العائدَ في صدقتِهِ كالعائدِ في قَيْئه" (¬3). 1391 - عن بُرَيْدة أنَّه قال: "كنت جالسًا عندِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم إذ أَتَتْهُ امرأةٌ فقالت: يا رسولَ اللَّه إني تصدَّقتُ على أمي بجاريةٍ وإنها ماتت، قال: وجَبَ أجرُكِ وردَّها عليكِ الميراثُ، قالت: يا رسولَ اللَّه إنه كان عليها صومُ شهرٍ أفأَصومُ عنها؟ قال: صُومي عنها، قالت: إنها لم تَحُجَّ قَطُّ أفأحجُ عنها؟ قال: نعم حُجِّي عنها". (¬4). ¬

_ = السيوطي في جمع الجوامع 1/ 417، لعبد بن حميد، وللبزاز، وليحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده، وللبغوي في معجم الصحابة، ولابن منده. والرَّطْبُ: ما يسرع إليه الفساد من الطعام. وقوله (كَلٌّ) أي ثقل وعِيال. (¬1) من مخطوطة برلين. (¬2) متفق عليه من رواية عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 139 - 140، كتاب الجهاد (56)، باب إذا حمل على فرسٍ فرآها تباع (137)، الحديث (3003)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1239، كتاب الهبات (24)، باب كراهة شراء الإنسان ما تصدَّق به. . . (1)، الحديث (2/ 1620). (¬3) متفق عليه من رواية عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 353، كتاب الزكاة (23)، باب هل يشتري صدقته. . . (59)، الحديث (1490)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1241، كتاب الهبات (24)، باب تحريم الرجوع في الصدقة والهبة. . . (2)، الحديث (7/ 1622)، ومعنى حملتُ: أي جعلتُ فرسًا حمولة من لم يكن له حمولة من المجاهدين صدقة. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 805، كتاب الصيام (13)، باب قضاء الصيام عن الميت (27)، الحديث (157/ 1149).

7 - كتاب الصوم

7 - كِتَابُ الصَّوْمِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ:1391 ب - قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا دَخَلَ رَمضانُ فُتِحَتْ أَبْوابُ السَّماءِ -وفي رواية: فُتِحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ- وغُلِّقَتْ أَبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتْ الشَّياطينُ" (¬1) وفي رواية: "فتحت أَبْوابُ الرَّحْمَةِ" (¬2). 1392 - وقال: "في الجَنَّةِ ثَمانِيَةُ أَبْوابٍ، فيها (¬3) بابٌ يُسَمَّى الرَّيَّان لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصائِمُونَ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 112، كتاب الصوم (30)، باب هل يقال رمضان (5)، الحديث (1899)، واللفظ له وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 758، كتاب الصيام (13)، باب فضل شهر رمضان (1)، الحديث (2/ 1079)، ورواية: "فتحت أبواب الجنة" عندهما أيضًا، أخرجها: البخاري في المصدر نفسه، الحديث (1898)، ومسلم في المصدر نفسه، الحديث (1/ 1079). (¬2) هذا لفظ مسلم، الحديث (2/ 1079). (¬3) تصحفت في الأصل المخطوط والمطبوعة إلى (منها)، والتصويب من البخاري. (¬4) متفق عليه من رواية سَهْلِ بن سَعْدٍ رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 328، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة أبواب الجنة (9)، =

1393 - وقال: "مَنْ صَامَ [شَهْرَ] (¬1) رمضانَ إيمانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، ومَنْ قامَ رَمَضان إيمانًا وَاحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، ومَنْ قامَ لَيْلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬2). 1394 - وقال: "كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ يُضاعَفُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِها إلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّه تعالى: إلَّا الصَّوْمَ فَإنَّهُ لي، وأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وطَعَامَهُ مِنْ أَجْلي -وقالَ- للصائِمِ فَرحَتانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقاءِ رَبِّهِ، ولَخَلوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّه تَعالى مِنْ رِيحِ المِسْكِ، والصِّيامُ جُنَّةٌ فَإِذا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فلا يَرفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فإن سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ" (¬3). ¬

_ = الحديث (3257)، واللفظ له، وفي 4/ 111، كتاب الصوم (30)، باب الريان للصائمين (4)، الحديث (1896)، بلفظ "إن في الجنة بابًا" وأخرج مسلم هذا اللفظ أيضًا في الصحيح 2/ 808، كتاب الصيام (13)، باب فضل الصيام (30)، الحديث (166/ 1152). (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري ومسلم، وهي من المطبوعة. (¬2) لفظ هذا الحديث ملفق من عدة أحاديث عند الشيخين من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجها البخاري في الصحيح 1/ 92، كتاب الإيمان (2)، باب صوم رمضان احتسابًا من الإيمان (28)، الحديث (38)، وباب تطوع قيام رمضان من الإيمان (27)، الحديث (37)، وفي 4/ 115، كتاب الصوم (30)، باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونية (6)، الحديث (1901)، وأخرجها مسلم في الصحيح 1/ 524، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الترغيب في قيام رمضان (5)، الحديث (175/ 760). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 118، كتاب الصوم (30)، باب هل يقول إني صائم إذا شُتم (9)، الحديث (1904)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 807، كتاب الصيام (13)، باب فضل الصيام (30)، الحديث (164/ 1151)، و (163/ 1151). و (الخلوف): ما يَخْلُفُ في فم الصائم بعد الطعام من الرائحة، و (الجُنَّة): الوقاية، و (يرفث): يُجَامع، و (يصخب): يرفع صوته.

2 - باب رؤية الهلال

مِنَ الحِسَان: 1395 - قال: "إذا كانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ صُفِّدَتْ الشَّياطِينُ وَمَرَدَةُ الجنِّ، وَغُلقَتْ أَبْوُابُ النَّارِ فَلَمْ يَفْتَحْ مِنْها بابٌ، وفُتِّحَتْ أَبْوابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ منها بابٌ، ويُنادي مُنادٍ: يا باغيَ الخيرِ أَقْبِلْ، ويَا باغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وللَّهِ عُتَقاءُ مِنَ النَّارِ وذلكَ كُل لَيْلَةٍ" (¬1) (غريب) (¬2). 2 - باب رؤية الهلال مِنَ الصِّحَاحِ: 1396 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تصومُوا حتَّى تَرَوُا الهِلالَ ولا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُروا لَهُ" (¬3). وفي ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه الترمذي في السنن 3/ 66 - 67، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (1)، الحديث (682)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 129 - 130، كتاب الصيام (22)، باب ذكر الاختلاف على معمر في هذا الحديث (5)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 526، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (2)، الحديث (1642)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 311 - 312، في مسند رجل رضي اللَّه تعالى عنه، وفي 5/ 411، في مسند رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. و (صُفّدت): قُيّدت. (¬2) هذا قول الترمذي، قال عقب الحديث: (حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر) قال: (وسألت محمَّد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد قوله: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان" فذكر الحديث، قال محمد: وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر ابن عياش). (¬3) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 119، كتاب الصوم (30)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا رأيتم الهلال فصوموا (11)، الحديث (1906)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 759، كتاب الصيام (13)، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال (2)، الحديث (3/ 1080).

رواية: "فإن غُمَّ عَلَيْكُمْ فأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثلاثينَ" (¬1). 1397 - وقال: "صوموا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤيتِهِ، فَإنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثينَ" (¬2). 1398 - وقال: "إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ، الشَّهْرَ هكَذَا، وهكَذَا [وَهَكذا] (¬3) وعَقَدَ الإِبْهامَ في الثالِثَةِ -ثُمَّ قَالَ- الشَّهْرُ هكذَا وهكَذَا وهكَذَا يَعْنِي تمام ثلاثين" (¬4) يعني: مرَّةً تسعٌ وعِشرونَ ومَرّةً ثلاثونَ. 1399 - وقال: "شَهْرا عِيدٍ لا يَنْقُصانِ: رَمَضانُ وَذُو الحِجَّةِ" (¬5). 1400 - وقال لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمضانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أو يَوْمَيْنِ إلّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كانَ يَصومُ صَومًا فَلْيَصُمْ ذلِكَ اليوْمِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجها البخاري في المصدر نفسه، الحديث (1907). و (غُمَّ عليكم) أي سُتِرَ عنكم. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 119، كتاب الصوم (30)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا رأيتم الهلال فصوموا (11)، الحديث (1909)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 762، كتاب الصيام (3)، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال (2)، الحديث (18/ 1081). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا في لفظ البخاري، وهي من المطبوعة وفي لفظ مسلم. (¬4) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 126، كتاب الصوم (30)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لا نكتب ولا نحسب (13)، الحديث (1913)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 761، كتاب الصيام (13)، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال (2)، الحديث (15/ 1080). (¬5) متفق عليه متن رواية أبي بَكْرَة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 124، كتاب الصوم (30)، باب شهرا عيد لا ينقصان (12)، الحديث (1912)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 766، كتاب الصيام (13)، باب بيان معنى قوله -صلى اللَّه عليه وسلم - شهرا عيد لا ينقصان (7)، الحديث (31/ 1089). (¬6) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 128، كتاب الصوم (30)، باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين (14)، الحديث (1914)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 762، كتاب الصيام (13)، باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين (3)، الحديث (21/ 1082).

مِنَ الحِسَان: 1401 - قال صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فلا تَصُومُوا" (¬1). 1402 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "أَحْصُوا هِلالَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ" (¬2). 1403 - وقالت أُم سلمَةَ: "ما رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَصومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه: عبد الرزاق في المصنف 4/ 161، كتاب الصيام، باب فصل ما بين شعبان ورمضان، الحديث (7325)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 751، كتاب الصوم (8)، باب في كراهية وصل شعبان برمضان (12)، الحديث (2237)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 115، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في كراهية الصوت في النصف الثاني من شعبان (38)، الحديث (738)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 528، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في النهي أن يتقدم رمضان بصوم (5)، الحديث (651)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 209، كتاب الصيام، باب الخبر الذي ورد في النهي عن الصيام إذا انتصف شعبان. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه: الترمذي في السنن 3/ 71، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في إحصاء هلال شعبان لرمضان (4)، الحديث (687)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 425، كتاب الصوم، باب أحصوا هلال شعبان لرمضان وقال: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي في التلخيص، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 206، كتاب الصيام، باب الصوم لرؤية الهلال. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 750، كتاب الصوم (8)، باب فيمن يصل شعبان برمضان (11)، الحديث (2336)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 113، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في وصال شعبان برمضان (37)، الحديث (736)، وقال: (حديث أم سلمة حديث حسن)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 150، كتاب الصيام (22)، باب ذكر حديث أبي سلمة (33)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 528، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في وصال شعبان برمضان (4)، الحديث (1648). ويُعارض هذا الحديث ما رَوَتْهُ السيدة عائشة في الصحيحين، انظر الحديث (1450).

1404 - وقال عمَّار بن ياسر: "مَنْ صَامَ اليَوْمَ الذي يُشَكُّ فيهِ فَقَدْ عَصَى أبا القَاسِمِ" (¬1). 1405 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنَّه قال: "جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنِّي رَأَيْتُ الهِلالَ، يعني رمضان، فقال: أَتَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلَّا اللَّه؟ قال: نَعَمْ. قَالَ: أَتَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه؟ قال: نَعَمْ. قال: يا بِلالُ أَذِّنْ في النَّاسِ فَلْيَصُومُوا غَدًا" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في الصحيح 4/ 119، كتاب الصوم (30)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا رأيتم الهلال فصوموا (11)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/ 159، كتاب الصيام، باب فصل ما بين رمضان وشعبان، الحديث (7318)، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 2، كتاب الصوم (4)، باب في النهي عن صيام يوم الشك (1)، وأخرجه الأربعة: أبو داود في السنن 2/ 749 - 750، كتاب الصوم (8)، باب كراهية صوم يوم الشك (10)، الحديث (2334)، والترمذي في السنن 3/ 70، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في كراهية صوم يوم الشك (3)، الحديث (686)، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 153، كتاب الصيام (22)، باب صيام يوم الشك (37)، وابن ماجه في السنن 1/ 527، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في صيام يوم الشك (3)، الحديث (1645). وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 3/ 204 - 205، كتاب الصيام، باب الزجر عن صوم اليوم الذي يشك فيه (31)، الحديث (1914)، وأخرجه ابن حبان، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص 222، كتاب الصيام، باب النهي عن تقدم شهر رمضان بصيام (3)، الحديث (878)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 423 - 424، كتاب الصوم، باب من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 208، كتاب الصيام، باب النهي عن استقبال شهر رمضان بصوم يوم أو يومين. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 5، كتاب الصوم، باب الشهادة على رؤية هلال رمضان. وأبو داود في السنن 2/ 754، كتاب الصوم (8)، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان (14)، الحديث (2340)، والترمذي في السنن 3/ 74، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في الصوم بالشهادة (7)، الحديث (691)، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 131 - 132، كتاب الصيام (22)، باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال شهر رمضان (8). وابن ماجه في السنن 1/ 529، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في =

فصل

1406 - وعن ابن عمر أنَّه قال: "تَراءَى النَّاسُ الهِلال فأَخْبَرتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنِّي رَأَيْتُهُ، فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاس بِصِيامِهِ" (¬1). فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 1407 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "تَسَحَّرُوا فإنَّ [في] (¬2) السُّحُورِ بَرَكة" (¬3). 1408 - وقال: "فَصْلُ ما بَيْنَ صِيامِنَا وصِيامِ أَهْلِ الكِتابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ" (¬4). ¬

_ = الشهادة على رؤية الهلال (6)، الحديث (1652). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 221، كتاب الصيام (8)، باب في رؤية الهلال (1)، الحديث (870). والحاكم في المستدرك 1/ 424، كتاب الصوم، باب قبول شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 211 - 212، كتاب الصيام، باب الشهادة على رؤية هلال رمضان. واللفظ لأبي داود. (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 4، كتاب الصوم، باب الشهادة على رؤية هلال رمضان. وأبو داود في السنن 2/ 756، كتاب الصوم (8)، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان (14)، الحديث (2342). وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 221، كتاب الصيام (8)، باب في رؤية الهلال (1)، الحديث (871). والدارقطني في السنن 2/ 156، كتاب الصيام (12)، الحديث. (1). والحاكم في المستدرك 1/ 423، كتاب الصوم، باب قبول شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان، وقال: (صحيح على شرط مسلم). وقوله: "تراءى" أي: أن يُري بعض القوم بعضًا. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وهو عند البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 139، كتاب الصوم (30)، باب بركة السحور من غير إيجاب (20)، الحديث (1923)، ومسلم في الصحيح 2/ 770، كتاب الصيام (13)، باب فضل السحور. . . (9)، الحديث (45/ 1095). (¬4) أخرجه مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (46/ 1096).

1409 - وعن [سهل بن سعد أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬1) قال: "لا يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ" (¬2). 1410 - وقال: "إذا أقبلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وأدبَرَ النَّهارُ مِنْ هَا هُنَا، وغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ" (¬3) [رواه عمر رضي اللَّه عنه] (¬4). 1411 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ الوِصالِ في الصَّوْمِ، فقالَ لَهُ رَجُلٌ: إنَّكَ تُواصِلُ يا رسُولَ اللَّه. قال: وَأَيُكُمْ مِثلي؟ إنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي (¬5) رَبِّي ويَسْقِينِي" (¬6). مِنَ الحِسَان: 1412 - عن حَفْصَة رضي اللَّه عنها عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "مَنْ لَمْ يُجْمِعِ (¬7) الصِّيامَ مِنَ اللَّيْلِ قَبْلَ الفَجْرِ ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) متفق عليه أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 198، كتاب الصوم (30)، باب تعجيل الإِفطار (45)، الحديث (1957). ومسلم في الصحيح 2/ 771، كتاب الصيام (13)، باب فضل السحور. . . (9)، الحديث (98/ 1048). (¬3) متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 196، كتاب الصوم (30)، باب متى يحل فطر الصائم (43)، الحديث (1954). ومسلم في الصحيح 2/ 772، كتاب الصيام (13)، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار (10)، الحديث (51/ 1100)، واللفظ للبخاري. (¬4) ليست في المطبوعة. (¬5) العبارة في المطبوعة: (إني أَبيتُ عند ربي يُطعمني ويسقيني)، وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم. (¬6) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 205، كتاب الصوم (30)، باب التنكيل لمن أكثر الوصال (49)، الحديث (1965). ومسلم في الصحيح 2/ 774، كتاب الصيام (13)، باب النهي عن الوصال في الصوم (11)، الحديث (57/ 1103). (¬7) معنى الإجماع: إحكام النية والعزيمة، يقال: أجمعت الرأي، وأزمعت، بمعنى واحد (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 3/ 331).

فَلا صِيامَ لَهُ" (¬1) ويُروى موقوفًا على حَفْصَةَ. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 287، والدارمي في السنن 2/ 6 - 7، كتاب الصوم، باب من لم يجمع الصيام من الليل. وأبو داود في السنن 2/ 823، كتاب الصوم (8)، باب النية في الصيام (71)، الحديث (2454)، وقال: (رواه الليث وإسحاق بن حازم أيضًا، جميعًا عن عبد اللَّه بن أبي بكر مثله. ووقفه على حفصة معمر والزبيدي وابن عيينة ويونس الأيلي، كلهم عن الزهري) ورواه الزهري عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن حفصة. وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 108، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء لا صيام لمن لم يعزم من الليل (33)، الحديث (730)، وقال: (حديث حفصة لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه). وأخرجه النسائي مرفوعًا في المجتبى من السنن 4/ 196 - 197، كتاب الصيام (22)، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة في النية في الصيام (68). وأخرجه ابن ماجه من طريق إسحاق بن حازم في السنن 1/ 542، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في فرض الصوم من الليل (26)، الحديث (1700)، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 3/ 212، كتاب الصيام، جماع أبواب الأهلة، باب إيجاب الإجماع على الصوم الواجب قبل طلوع الفجر (46)، الحديث (1933)، والطحاوي في شرح معاني الآثار 2/ 54 - 55، كتاب الصيام، باب الرجل ينوي الصيام بعد ما يطلع الفجر. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 196 - 199، الحديث (337)، وفي 23/ 209 - 210، الحديث (367) و (368). وأخرجه الدارقطني مرفوعًا وموقوفًا في السنن 2/ 172 - 173، كتاب الصيام، باب تبييت النية من الليل وغيره، الحديث (2) و (3) و (4)، وقال: (رفعه عبد اللَّه بن أبي بكر عن الزهري، وهو من الثقات الرفعاء. ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة من قولها، وتابعه الزبيدي وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 202، كتاب الصيام، باب الدخول في الصوم بالنية، وقال: (هذا حديث قد اختلف على الزهري في إسناده وفي رفعه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعبد اللَّه بن أبي بكر أقام إسناده ورفعه وهو من الثقات الأثبات). قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 188، كتاب الصيام (14)، الحديث (881): (واختلف الأئمة في رفعه ووقفه، فقال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا أدري أيهما أصح، لكن الوقف أشبه، وقال أبو داود: لا يصح رفعه، وقال الترمذي: الموقوف أصح، ونقل في العلل عن البخاري أنَّه قال: هو خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف، وقال النسائي: الصواب عند موقوف ولم يصح رفعه، وقال أحمد: ماله عندي ذلك الإسناد، وقال الحاكم في الأربعين: صحيح على شرط الشيخين، وقال في المستدرك: صحيح على =

1413 - وقال: "إذا سَمِعَ النِّداءَ أحَدُكُمْ والإناءُ في يَدِهِ، فلا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حاجَتَهُ مِنْهُ" (¬1). 1414 - وقال: "قال اللَّه تعالى: أَحَبُّ عِبادِي إليَّ أعْجَلُهُمْ فِطْرًا" (¬2). 1415 - وقال: "إذا أفْطَرَ أحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ على تَمْرٍ فَإنَّهُ بَرَكة، فإنْ لَمْ يَجِد فَلْيُفْطِرْ على ماءٍ فإنَّهُ طَهُورٌ" (¬3). ¬

_ = شرط البخاري، وقال البيهقي: رواته ثقات إلا أنَّه روي موقوفًا، وقال الخطابي: أسنده عبد اللَّه بن أبي بكر، وزيادة الثقة: مقبولة، وقال ابن حزم: الاختلاف فيه يزيد الخبرة قوة، وقال الدارفطني: كلهم ثقات). (¬1) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 510. وأبو داود في السنن 2/ 761، كتاب الصوم (8)، باب في الرجل يسمع النداء والإناء على يده (18)، الحديث (2350). والحاكم في المستدرك 1/ 426، كتاب الصوم، باب الإفطار من القيء، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 329. والترمذي في السنن 3/ 83، كتاب الصوم (6)؛ باب ما جاء في تعجيل الإفطار (13)، الحديث (700) و (701)، وقال: (حسن غريب). وابن خزيمة في صحيحه 3/ 276، كتاب الصيام، جماع أبواب وقت الإفطار، باب ذكر حب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ المعجيلن للإِفطار (128)، الحديث (2062)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 223، كتاب الصيام (8)، باب تأخير السحور وتعجيل الفطر (6)، الحديث (886). (¬3) أخرجه من حديث سلمان بن عامر رضي اللَّه عنه: أبو داود الطيالسي في المسند، ص 177، الحديث (1261)، وأحمد في المسند 4/ 17 - 18، 214، والدارمي في السنن 2/ 7، كتاب الصوم، باب ما يستحب الإفطار عليه. وأبو داود في السنن 2/ 764، كتاب الصوم (8)، باب ما يفطر عليه (21)، الحديث (2355). والترمذي في السنن 3/ 46 - 47، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة (26)، الحديث (658)، وقال: (حديث حسن) وفي 3/ 78 - 79، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء ما يستحب عليه الإفطار (10)، الحديث (695) وقال: =

1416 - وقال أنس: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ، فإنْ لَمْ تَكُنْ فَتُمَيْراتٍ، فإنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَواتٍ مِنْ ماءٍ" (¬1) (غريب). 1417 - عن زيد بن خالد أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ فَطَّر صائِمًا أو جَهَّزَ غَازِيًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْره" (¬2) (صحيح). ¬

_ = (حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 542، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء ما يستحب الفطر (25)، الحديث (1699)، وابن خزيمة في صحيحه 3/ 278 - 279، كتاب الصيام، جماع أبواب وقت الإفطار، باب الدليل على أن الأمر بالفطر على التمر أمر اختيار واستحباب (133)، الحديث (2067)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 224، كتاب الصيام (8)، باب على أي شيء يفطر (7)، الحديث (892) و (893). والحاكم في المستدرك 1/ 432، كتاب الصوم، باب استحباب الإفطار على التمر، وقال: (صحيح على شرط البخاري) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 238، كتاب الصيام، باب ما يفطر عليه. ولم يذكر أحد "فإنه بركة" سوى الترمذي وابن خزيمة. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 164، وأبو داود في السنن 2/ 764 - 765، كتاب الصوم (8)، باب ما يفطر عليه (21)، الحديث (2356). والترمذي في السنن 3/ 79، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء ما يستحب عليه الإفطار (10)، الحديث (696)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). والدارقطني في السنن 2/ 185، كتاب الصيام، باب القبلة للصائم، الحديث (24) وقال: (هذا إسناد صحيح). والحاكم في المستدرك 1/ 432، كتاب الصوم، باب الإفطار قبل الصلاة و (حسا): شَرِبَ. (¬2) أخرجه بلفظه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 240، كتاب الصيام، باب من فطر صائمًا، والبغوي بإسناده في شرح السنة 6/ 377، كتاب الصيام، باب ثواب من فطر صائمًا، الحديث (1819)، وقال: (صحيح). وبمعناه أخرجه: أحمد في المسند 4/ 114 - 115، 116، و 5/ 192. وابن خزيمة في صحيحه 3/ 277، كتاب الصيام جماع أبواب وقت الإفطار، باب إعطاء مفطر الصائم مثل أجر الصائم (130)، الحديث (2064).

3 - باب تنزيه الصوم

1418 - عن ابن عمر أنَّه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أَفْطَرَ قال: ذَهَبَ الظَّمَأُ، وابْتَلَّتِ العُرُوق، وثَبَتَ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّه" (¬1). 1419 - ورُوي "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذَا أَفْطَرَ قال: اللَّهُمَّ لكَ صُمْتُ، وعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ" (¬2). 3 - باب تنزيه الصوم مِنَ الصِّحَاحِ: 1420 - قال رَسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ بهِ فَلَيْسَ للَّه حاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرابَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 765، كتاب الصوم (8)، باب القول عند الإفطار (22)، الحديث (2357). وعزاه للنسائي في "السنن الكبرى" المزي في تحفة الأشراف 6/ 46 - 47، الحديث (7449). وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 269، باب ما يقول إذا أفطر، الحديث (299)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 179، باب ما يقول إذا أفطر، الحديث (479). والدارقطني في السنن 2/ 185، كتاب الصيام، باب القبلة للصائم، الحديث (25)، وحسنه، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 422، كتاب الصوم، باب الدعوة عند الإفطار، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وتعقبه الذهبي فقال: (على شرط البخاري). والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 239، كتاب الصيام، باب ما يقول إذا أفطر. (¬2) أخرجه أبو داود بلفظه من رواية معاذ بن زُهرة في السنن 2/ 765، كتاب الصوم (8)، باب القول عند الإفطار (22)، الحديث (2358). قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 10/ 190، الترجمة (354): (معاذ بن زهرة، ويقال معاذ أبو زهرة الضبي تابعي، أرسل عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في القول عند الإفطار). وأخرجه عن معاذ أيضًا ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 179، باب ما يقول إذا أفطر، الحديث (480)، بلفظ: "قال: الحمد للَّه الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت". وللحديث طرق أخرى بألفاظ عدة. (¬3) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 116، كتاب الصوم (30)، باب من لم يدع قول الزور. . . (8)، الحديث (1903).

1421 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كان رَسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صائِمٌ، وكانَ أَمْلَكَكُمْ لإِرَبه" (¬1). 1422 - وقالت: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُدْرِكُهُ الفَجْرُ في رَمَضانَ وهو جُنُبٌ منْ غَيْرِ حُلُمٍ فَيَغْتَسِلُ ويَصُومُ" (¬2). 1423 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "إنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صَائِمٌ" (¬3). 1424 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ وهو صائِمٌ فَأَكَلَ أو شَرِبَ فَلْيُتُمَّ صَوْمَهُ، فَإنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّه وسَقَاهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 149، كتاب الصوم (30)، باب المباشرة للصائم (23)، الحديث (1927). ومسلم في الصحيح 2/ 777، كتاب الصيام (13)، باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته (12)، الحديث (65/ 1106). قولها: "وكان أملككم لإربه" يروى على وجهين: "الإربُ مكسورة الألف، والأرَبُ مفتوحة الألف والراء، وكلاهما معناه: وطر النفس وحاجتها، والإربُ أيضًا: العضو (البغوي، شرح السنة 6/ 276 - 277، كتاب الصيام، باب قبلة الصائم، الحديث (1750). (¬2) متفق عليه، من حديث عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 153، كتاب الصوم (30)، باب اغتسال الصائم (25)، الحديث (1930). ومسلم في الصحيح 2/ 780، كتاب الصيام (13)، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب (13)، الحديث (76/ 1109). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 174، كتاب الصوم (30)، باب الحجامة والقيء للصائم (32)، الحديث (1938). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 155، كتاب الصوم (30)، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا (26)، الحديث (1933)، وفي 11/ 549، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب إذا حَنِثَ ناسيًا في الأيمان (15)، الحديث (6669). ومسلم في الصحيح 2/ 809، كتاب الصيام (13)، باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر (33)، الحديث (171/ 1155).

1425 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: هَلَكَتُ وأَهْلَكْتُ. فقال: ما شَأْنُكَ؟ فقال: وَقَعْتُ على امْرَأَتِي في نَهارِ رَمضانَ. قال: فَأَعْتِقْ رَقَبَة. قال: لَيْسَ عندي. قال: فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ. قال: لا أستطيعُ. قال: فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مسكينًا. قال: لا أَجِدُ. قال: اجْلِسْ. فَجَلَسَ، فأُتِيَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بِعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، والعَرَقُ: المِكْتَلُ الضَّخْمُ، قال: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به. قال: على أَفْقَرَ مِنَّا؟ فَضَحِكَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ، قال: أَطْعِمْهُ عِيالَكَ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1426 - عن عائشة رضي اللَّه عنها "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يُقَبِّلُها وهو صائِمٌ، ويَمُصُّ لسانَهَا" (¬2). 1427 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه "أنَّ رجُلًا سأَلَ النَّبيَّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 163، كتاب الصوم (30)، باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء فتُصدِّق عليه فليُكفر (30)، الحديث (1936)، وفي 10/ 503، كتاب الأدب (78)، باب التبسّم والضحك (68)، الحديث (6087)، وفي 11/ 595 - 596، كتاب كفارات الأيمان (84)، باب قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم (66) الآية (2)] (2)، الحديث (6709)، وباب من أعان المعسر في الكفارة (3)، الحديث (6710)، وباب يعطى في الكفارة عشرة مساكين (4)، الحديث (6711). ومسلم في الصحيح 2/ 781 - 782، كتاب الصيام (13)، باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم (14)، الحديث (81/ 1111). والعَرَق = 41.265 كلغ تقريبًا. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 123، 234. وأبو داود في السنن 2/ 780، كتاب الصوم (8)، باب الصائم يبلع الريق (34)، الحديث (2386). قال ابن الأعرابي: (بلغني عن أبي داود أنَّه قال: هذا الإسناد ليس بصحيح). قال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 194: (وفي إسناده أبو يحيى المعرقب، وهو ضعيف، وقد وثّقه العجلي)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 234، كتاب الصيام، باب إباحة القبلة لمن لم تحرك شهوته.

صلى اللَّه عليه وسلم عنِ المُبَاشَرَةِ للصَّائِمِ فَرَخَّصَ له، وأَتَاهُ آخَرُ فَنَهَاهُ، فإذا الذي رَخَّصَ لهُ شَيْخٌ، والذي نَهَاهُ شابٌّ" (¬1). 1428 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ ذَرَعَهُ القَيْءُ وهو صاِئمٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضاءٌ، ومَنِ اسْتَقاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ" (¬2) (ضعيف). 1429 - عن مَعدانَ بن أبي طَلْحَةَ، أنَّ أبا الدرداء حَدَّثه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قاء فأَفْطَرَ. قال ثَوْبَان: صَدَقَ وأَنا صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 780 - 781، كتاب الصوم (8)، باب القبلة للصائم وكراهيته للشاب (35)، الحديث (2387). والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 231 - 232، كتاب الصيام، باب كراهية القبلة لمن حركت القبلة شهوته. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 498. والدارمي في السنن 2/ 14، كتاب الصوم، باب القيء للصائم. وأبو داود في السنن 2/ 776، كتاب الصوم (8)، باب الصائم يستقيء عامدًا (32)، الحديث (2380)، والترمذي في السنن 3/ 98 - 99، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء فيمن استقاء عمدًا (25)، الحديث (720)، وقال: (حسن غريب، لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا من حديث عيسى بن يونس. وقال محمد -يعني البخاري-: لا أراه محفوظًا -قال الترمذي-: وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا يصح إسناده) وعزاه للنسائي المزي في تحفة الأشراف 10/ 354، الحديث (14542). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 536، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في الصائم يقيء (16)، الحديث (1676). وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 227، كتاب الصيام (8)، باب في الصائم يقيء (15)، الحديث (907). والدارقطني في السنن 2/ 184 - 185، كتاب الصيام، باب القبلة للصائم، الحديث (20)، وقال: (رواته ثقات كلهم). والحاكم في المستدرك 1/ 426 - 427، كتاب الصوم، باب إذا استقاء الصائم أفطر. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 220، كتاب الصيام، باب من ذرعه القيء. . . وقوله: "ذرعه" أي غلبه وسبقه في الخروج. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 195، 277 و 6/ 443. والدارمي في السنن 2/ 14، كتاب الصوم، باب القيء للصائم. وأبو داود في السنن 2/ 777 - 778، كتاب =

1430 - عن عامر بن رَبيعة أنَّه قال: "رأَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم ما لا أُحْصِي يَتَسَوَّكُ وهو صائم" (¬1). 1431 - وقال لقيط بن صَبِرَة، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بَالِغْ في الاسْتِنْشاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا" (¬2). ¬

_ = الصوم (8)، باب الصائم يستقيء عامدًا (32)، الحديث (2381). والترمذي في السنن 1/ 142 - 143، كتاب الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من القيء والرُّعاف (64)، الحديث (87). وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 8/ 234، الحديث (10964). وأخرجه ابن الجارود في المنتقى، ص 13، باب ما جاء في الوضوء من القيء، الحديث (8)، والطحاوي في شرح معاني الآثار 2/ 96، كتاب الصيام، باب الصائم يقيء. وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 227 - 228، كتاب الصيام، باب في الصائم يقيء (15)، الحديث (908). والدارقطني في السنن 2/ 158، كتاب الطهارة، باب في الوضوء من الخارج من البدن كالرُّعاف والقيء، الحديث (36). والحاكم في المستدرك 1/ 426، كتاب الصوم، باب الإِفطار من القيء، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 220، كتاب الصيام، باب من ذرعه القيء لم يفطر. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 445. وأبو داود في السنن 2/ 768، كتاب الصوم (8)، باب السواك للصائم (26)، الحديث (2364). والترمذي في السنن 3/ 104، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في السواك للصائم (29)، الحديث (725) وقال: (حديث حسن). وابن خزيمة في صحيحه 3/ 247، كتاب الصيام، جماع أبواب الأفعال المباحة في الصوم، باب الرخصة في السواك للصائم (88)، الحديث (2007)، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 272، كتاب الصيام، باب السواك للصائم. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم 1/ 27، كتاب الطهارة، باب غسل الرجلين. وأحمد في المسند 4/ 33. وأبو داود في السنن 1/ 97 - 100، كتاب الطهارة (1)، باب في الاستنثار (55)، الحديث (142) و (143)، وفي 2/ 769، كتاب الصوم (8)، باب الصائم يصب عليه الماء من العطش ويبالغ في الاستنشاق (27)، الحديث (2366). والترمذي في السنن 3/ 155، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم (69)، الحديث (788)، وقال: (حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 66، كتاب الطهارة (1)، باب المبالغة في الاستنشاق (71). =

1432 - ورُوي عن أنس رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: اشْتَكَيْتُ عَيْني أفأَكْتحِلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قال: نَعَمْ" (¬1) (ضعيف). 1433 - رُوي عن بعض أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم بالعَرجِ يَصُبُّ على رَأْسِهِ الماءَ وهو صَائِمٌ مِنَ العَطَشِ أوْ مِنَ الحَرِّ" (¬2). 1434 - عن شداد بن أَوْس أنَّه قال: "رَأَى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم رجُلًا يَحتَجِمُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ ليلة خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، قال: أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجُومُ" (¬3). ¬

_ = وابن ماجه في السنن 1/ 142، كتاب الطهارة (1)، باب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار (44)، الحديث (407). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (67 - 68)، كتاب الطهارة (3)، باب إسباغ الوضوء (15)، الحديث (159). والحاكم في المستدرك 1/ 147 - 148، كتاب الطهارة، باب الأمر بإسباغ الوضوء وأقره الذهبي. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 105، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في الكحل للصائم (30)، الحديث (726)، وقال: (حديث ليس إسناده بالقوي، ولا يصحّ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا الباب شيء). وأخرجه أبو داود من فعل أنس رضي اللَّه عنه "أنه كان يكتحل وهو صائم" في السنن 2/ 776، كتاب الصوم (8)، باب في الكحل عند النوم للصائم (31)، الحديث (2378). قال الحافظ ابن حجر: (ولا بأس بإسناده) تلخيص الحبير 2/ 191، كتاب الصيام (14)، الحديث (885). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 294، كتاب الصيام (18)، باب ما جاء في الصيام في السفر (7)، الحديث (22). وأحمد في المسند 3/ 475 و 4/ 63 و 5/ 380، 408، 430. وأبو داود في السنن 2/ 769، كتاب الصوم (8)، باب الصائم يصب عليه الماء من العطش (27)، الحديث (2365). والعَرْج: موضع بين مكة والمدينة. (¬3) أخرجه الشافعي في المسند (بترتيب السندي) 1/ 255، كتاب الصوم، باب فيما يفسد الصوم وما لا يفسده، الحديث (685). وعبد الرزاق في المصنف 4/ 209، كتاب الصيام، باب الحجامة للصائم، الحديث (7520). وأحمد في المسند 4/ 123، 124، 125. والدارمي في السنن 2/ 14، كتاب الصوم، باب الحجامة تفطر الصائم. وأبو داود في =

قال المصنِّف (¬1) رحمه اللَّه: وتأوَّله بعضُ من رخَّص في الحِجامة: أي تعرَّضا للإفطار، المحجوم للضعف، والحاجمِ لأنَّه لا يأْمَن [من] (¬2) أَنْ يصِل شيء إلى جَوْفه بمصِّ المَلازم (¬3). 1435 - ورُوي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ أَفْطَرَ يومًا مِنْ رَمضانَ مِنْ غيرِ رُخْصَةٍ ولا مَرَضٍ لم يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّه" (¬4) ¬

_ = السنن 2/ 772، كتاب الصوم (8)، باب في الصائم يحتجم (28)، الحديث (2369). وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 4/ 141، الحديث (4818)، وفي 4/ 144، الحديث (4823)، وفي 4/ 146، الحديث (4826). وابن ماجه في السنن 1/ 537، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في الحجامة للصائم (18)، الحديث (1681). والطحاوي في شرح معاني الآثار 2/ 99، كتاب الصيام، باب الصائم يحتجم. والحاكم في المستدرك 1/ 428، كتاب الصوم، باب أفطر الحاجم والمحجوم. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 265، كتاب الصيام، باب الحديث الذي رُوي في الإفطار بالحجامة. (¬1) في مخطوطة برلين: (قال الشيخ الإمام). (¬2) ليست في المخطوطة. (¬3) الملازم بفتح الميم جمع الملزمة بكسر الميم: قارورة الحجام التي يجتمع فيها الدم، وسميت بذلك لأنها تلزم على المحل وتقبضه (القاري، المرقاة 2/ 523). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 386، 442، 458، 470. والدارمي في السنن 2/ 10 - 11، كتاب الصوم، باب من أفطر يومًا من رمضان متعمدًا. وأبو داود في السنن 2/ 788 - 789، كتاب الصوم (8)، باب التغليظ في من أفطر عمدًا (38)، الحديث (2396) و (2397). والترمذي في السنن 3/ 101، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في الإفطار متتعمدًا (27)، الحديث (723). وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 10/ 372 - 373، الحديث (14616). وابن ماجه في السنن 1/ 535، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في كفارة من أفطر يومًا من رمضان (14)، الحديث (1672)، وابن خزيمة في صحيح 3/ 238، كتاب الصيام، جماع أبواب الأفعال اللواتي تفطر الصائم، باب التغليظ في إفطار يوم من رمضان متعمدًا. . . (71)، الحديث (1987). والدارقطني في السنن 2/ 211 - 212، كتاب الصيام، باب طلوع الشمس بعد الإفطار، الحديث (29) و (31). وقال الترمذي =

4 - باب صوم المسافر

[ضعيف] (¬1). 1436 - ورُوي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "كَمْ مِنْ صائِم لَيْسَ لَهُ مِنْ صيامِهِ إلَّا الظَّمَأُ، وكَمْ مِنْ قائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيامِهِ إلَّا السَّهَر" (¬2). 4 - باب صوم المسافر مِنَ الصِّحَاحِ: 1437 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إنَّ حَمْزَةَ بن عَمْروٍ الأسْلَمِيَّ قالَ للنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: أصومُ في السَّفَرِ؟ وكانَ كثيرَ الصِّيامِ. فقال: إنْ شِئْتَ فَصُمْ، وإنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ" (¬3). ¬

_ = عقب الحديث: (حديث أبي هريرة لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول: أبو المطوّس اسمه يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث). (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 373، 441. والدارمي في السنن 2/ 301، كتاب الصوم، باب في المحافظة على الصوم، واللفظ له. وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 9/ 469، الحديث (12947) وفي 10/ 300، الحديث (14302). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 539، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم (21)، الحديث (1690)، وابن خزيمة في صحيحه 3/ 242، كتاب الصيام، جماع أبواب الأقوال والأفعال المنهية عنها في الصوم، باب نفي ثواب الصوم عن الممسك عن الطعام والشراب مع ارتكابه ما زجر عنه (80)، الحديث (1997)، والحاكم في المستدرك 1/ 431، كتاب الصوم، باب من أفطر في رمضان ناسيًا، وقال: (صحيح على شرط البخاري) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 270، كتاب الصيام، باب الصائم ينزه صيامه عن اللغط والمشاتمة. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 179، كتاب الصوم (30)، باب الصوم في السفر والإفطار (33)، الحديث (1943)، واللفظ له. ومسلم في الصحيح 2/ 789، كتاب الصيام (13)، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر (17)، الحديث (103/ 1121).

1438 - وقال أبو سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: "غَزَوْنَا مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم لِسِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ رمَضانَ، فَمِنَّا مَنْ صَامَ وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ، فلمْ يَعِبْ الصَّائمُ على المُفْطِرِ وَلَا المُفْطِرُ على الصَّائمِ" (¬1). 1439 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سفَرٍ فرأَى زحامًا ورُجلًا قد ظُلِّلَ عَلَيْهِ، فقال: ما هذا؟ قالوا: صائم. قال: ليسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ في السَّفَرِ" (¬2). 1440 - وقال أنس: "كُنَّا مَعَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في السَّفَرِ، فَمِنَّا الصَّائِمُ ومِنَّا المُفْطِرُ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا في يَوْم حارٍّ، فسقطَ الصَوَّامُونَ وقامَ المُفْطِرُونَ فضَرَبُوا الْأَبْنِيَةَ وسَقَوا الركابَ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ذَهَبَ المُفْطِرُونَ اليوْمَ بالْأَجْرِ" (¬3). 1441 - وقال ابن عبّاس رضي اللَّه عنه: "خَرَجَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنَ المَدِينَةِ إلى مَكَّةَ فصامَ حتَّى بَلَغَ عُسفانَ، ثُمَّ دَعا بماءٍ فَرَفَعَهُ إلى يَدِهِ ليراهُ النَّاسُ فَأَفْطَرَ حتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، وذلكَ في رمضانَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 786، كتاب الصيام (13)، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر. . . (15)، الحديث (93/ 1116). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 183، كتاب الصوم (30)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لمن ظُلِّل عليه. . . (36)، الحديث (1946) واللفظ له. ومسلم في الصحيح 2/ 786، كتاب الصيام (13)، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر (15)، الحديث (92/ 1115). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 84، كتاب الجهاد (56)، باب فضل الخدمة في الغزو (71)، الحديث (2890). ومسلم في الصحيح 2/ 788، كتاب الصيام (13)، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل (16)، الحديث (100/ 1119). وقوله: "وسقوا الركاب" أي الإبل التي يسار عليها. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 186، كتاب الصوم (30)، باب من أفطر في السفر ليراه النَّاس (38)، الحديث (1948)، واللفظ له. ومسلم في الصحيح 2/ 785، كتاب الصيام (13)، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر. . . (15)، الحديث (88/ 1113).

1442 - ورُوي عن جابر: "أنَّهُ (¬1) شَرِبَ بعدَ العَصْرِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1443 - روى [أنس] (¬3) عن النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إنَّ اللَّه وَضَعَ عَنْ المُسافِرِ شَطْرَ الصَّلاةِ، والصَّوْمَ عَنِ المُسافِرِ وعَنِ المُرْضِعِ والحُبْلَى" (¬4). 1444 - وقال: "مَنْ كانَتْ لَهُ حَمُولَةٌ (¬5) تَأْوِي إلى شِبعٍ فَلْيَصُمْ ¬

_ (¬1) أي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "شرب بعد العصر" يعني على الوصف المتقدم من رفع الماء إلى يده ليعلم النَّاس أن الإفطار في السفر جائز (القاري، المرقاة 2/ 529). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 786، كتاب الصيام (13)، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر. . . (15)، الحديث (91/ 1114). (¬3) ليست في مخطوطة برلين. هو أنس بن مالك الكعبي القشيري، أبو أمية وقيل أبو أميمة وقيل أبو مَيَّة. ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 85، الترجمة (278)، وقال: (نزل البصرة، وروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حديثًا في وضع الصيام عن المسافر، وله معه فيه قصة). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 347 و 5/ 29. وأبو داود في السنن 2/ 796 - 797، كتاب الصوم (8)، باب اختيار الفطر (43)، الحديث (2408)، وفي روايته: عن أنس بن مالك رجل من بني عبد اللَّه بن كعب إخوة بني قُشَير. والترمذي في السنن 3/ 94، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع (21)، الحديث (715)، وقال: (حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غير هذا الحديث الواحد). والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 180، 181، كتاب الصيام (22)، باب ذكر اختلاف معاوية بن سلام في حديث وضع الصيام في السفر (51)، وفي 4/ 190، باب وضع الصيام عن الحبلى والمرضع (62)، وابن ماجه في السنن 1/ 533، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع (12)، الحديث (1667). (¬5) العبارة في الأصل المطبوع: ". . . حمولة الحمولة تأوي. . . " ولفظة "الحمولة" الزائدة ليست في مخطوطة برلين ولا عند أحمد وأبي داود.

5 - باب القضاء

رمضانَ حيثُ أدْرَكَهُ" (¬1). 5 - باب القضاء مِنَ الصِّحَاحِ: 1445 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ يَكُونُ عليَّ الصَّوْمُ مِنْ رمَضانَ فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إلَّا في شَعبانَ" تعني الشُّغْلُ بالنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم (¬2). 1446 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَحِلُّ للمَرأَةِ أَنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتهِ إلَّا بإذْنِهِ" (¬3). 1447 - وقالت مُعاذة لعائشة رضي اللَّه عنها: "ما بالُ الحائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ ولا تَقْضي الصَّلاةَ؟ قالت: كانَ يُصِيبُنا ذلكَ فنؤمَرُ بقَضاءِ الصَّوْمِ ولا نؤمَرُ بقَضاءِ الصَّلاةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث سلمة بن المُحَبَّق رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 476/ 3 و 5/ 7. وأبو داود في السنن 2/ 798 - 799، كتاب الصوم (8)، باب من اختار الصيام (44)، الحديث (2410) و (2411). والحمولة: أي مركوب كل ما يحمل عليه من إبل أو حمار أو غيرهما. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 189، كتاب الصوم (30)، باب متى يقضى قضاء رمضان (40)، الحديث (1950). ومسلم في الصحيح 2/ 802 - 803، كتاب الصيام (13)، باب قضاء رمضان في شعبان (26)، الحديث (151/ 1146). (¬3) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 295، كتاب النكاح (67)، باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلَّا بإذنه (86)، الحديث (5195). ومسلم في الصحيح 2/ 711، كتاب الزكاة (12)، باب ما أنفق العبد من مال مولاه (26)، الحديث (1026/ 84). واللفظ للبخاري. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 265، كتاب الحيض (3)، باب وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة (15)، الحديث (69/ 335).

6 - باب صيام التطوع

1448 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: إنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ ماتَ وعلَيْهِ صَوْمٌ صامَ عنهُ وليُّهُ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1449 - رُوي عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ ماتَ وعَلَيْهِ صِيامُ شَهْرِ رَمضانَ فلْيُطْعِمْ عنهُ مكانَ كُلِّ يومٍ مِسْكِينٌ" (¬2) (والصحيح أنّه موقوف على ابن عمر رضي اللَّه عنهما). 6 - باب صيام التطوع مِنَ الصِّحَاحِ: 1450 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَصُومُ حتَّى نقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نقُولَ: لا يَصُومُ، وما رَأَيْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رمَضانَ، وما رَأَيْتُهُ في شَهْرٍ أكثَر مِنْهُ صِيامًا في شَعبانَ، كانَ يصُومُ شَعبانَ إِلّا قَلِيلًا" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 192، كتاب الصوم (30)، باب من مات وعليه صوم (42)، الحديث (1952). ومسلم في الصحيح 2/ 803، كتاب الصيام (13)، باب قضاء الصيام عن الميت (27)، الحديث (153/ 1147). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 96، كتاب الزكاة (6)، باب ما جاء من الكفارة (23)، الحديث (718)، وقال: (حديث ابن عمر لا نعرفه مرفوعًا إلَّا من هذا الوجه، والصحيح عن ابن عمر موقوف). وابن ماجه في السنن 1/ 558، كتاب الصيام (7)، باب من مات وعليه صيام رمضان قد فرّط فيه (50)، الحديث (1757). وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 365، في ترجمة أشعث بن سوار النجار. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 254، كتاب الصيام، باب من قال إذا فرط في القضاء. . . (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 213، كتاب الصوم (30)، باب صوم شعبان (52)، الحديث (1969). ومسلم في الصحيح 2/ 810 - 811، كتاب الصيام (13)، باب صيام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في غير رمضان. . . (34)، الحديث (175/ 1156) و (176/ 1156).

وفي رواية: [بَلْ] (¬1) كانَ يصُومُ شَعبانَ كُلَّهُ" (¬2) 1451 - وقالت: "ما عَلِمْتُهُ صامَ شَهْرًا كُلَّهُ إلَّا رَمضانَ، ولا أَفْطَرَهُ كُلَّهُ حتَّى يصومَ منهُ، حتَّى مَضَى لِسَبيلِهِ" (¬3). 1452 - وقال عِمْران بن حُصَين، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم له أو لآخر: أَصُمْتَ مِنْ سُرَرِ شَعبانَ؟ قال: لا. قال: فإذا أفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ" (¬4). 1453 - وقال: "أفْضَلُ الصِّيامِ بعدَ رَمضانَ شَهْرُ اللَّه المُحَرَّمُ، وأفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل" (¬5). ¬

_ (¬1) ليست في المطبوعة، ولا عند البخاري ومسلم، وهي من المخطوطة. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في المصدر السابق، الحديث (1970)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (176/ 1156). (¬3) أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي اللَّه عنها في الصحيح 2/ 810، كتاب الصيام (13)، باب صيام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في غير رمضان (34)، الحديث (173/ 1156). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 230، كتاب الصوم (30)، باب الصوم من آخر الشهر (62)، الحديث (1983). ومسلم في الصحيح 2/ 820، كتاب الصيام (13)، باب صوم سرر شعبان (37)، الحديث (199/ 1161) واللفظ له. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 4/ 231: (المراد بالسرر هنا آخر الشهر، سميت بذلك لاستسرار القمر فيها. ونقل أبو داود عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز أن سرره أوله. ونقل الخطابي عن الأوزاعي كالجمهور. وقيل السرر وسط الشهر، حكاه أبو داود أيضًا ورجحه بعضهم، ووجهه بأنَّ السرر جمع سرة وسرة الشيء وسطه، ويؤيده الندب إلى صيام البيض وهي وسط الشهر، وأنه لم يرد في صيام آخر الشهر ندب، بل ورد فيه نهي خاص وهو آخر شعبان لمن صامه لأجل رمضان). (¬5) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 821، كتاب الصيام (13)، باب فضل صوم المحرم (38)، الحديث (202/ 1163).

1454 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "ما رَأَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَتَحَرَّى صِيامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ على غيرِهِ إلَّا هذا اليومَ يومَ عاشُوراءَ وهذا الشهرَ، يعني شهرَ رمضانَ" (¬1). 1455 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "حِينَ صامَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم (¬2) يومَ عاشوراءَ وأَمَرَ بصِيامِه قالوا: يا رسُولَ اللَّه إنَّهُ يوم تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ، فقال: لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأصُومَنَّ التَّاسِعَ" (¬3). 1456 - وقالت أُمِّ الفَضْل بنت الحارث: "إنَّ ناسًا (¬4) تَمارَوْا يومَ عَرَفَةَ في صِيامِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فأَرْسَلْتُ إليهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بعَرَفَةَ فَشَرِبَهُ" (¬5). 1457 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "ما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صائِمًا في العَشْرِ قَطُّ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 245، كتاب الصوم (30)، باب صيام يوم عاشوراء (69)، الحديث (2006)، ومسلم في الصحيح 2/ 797، كتاب الصيام (13)، باب صوم يوم عاشوراء (19)، الحديث (131/ 1132). واللفظ للبخاري. (¬2) ورد في مخطوطة برلين بعد هذه العبارة سطران من الحديث السابق أعادهما الناسخ سهوًا. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 798، كتاب الصيام (13)، باب أي يوم يصام في عاشوراء (20)، الحديث (133/ 1134) و (134/ 1134). و (قابل): عامٍ قادم. (¬4) في المخطوطة والمطبوعة: (أناسًا)، والتصويب من البخاري ومسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 236 - 237، كتاب الصوم (30)، باب صوم يوم عرفة (65)، الحديث (1988)، ومسلم في الصحيح 2/ 791، كتاب الصيام (13)، باب استحباب الفطر للحاج يوم عرفة (18)، الحديث (110/ 1123). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 833، كتاب الاعتكاف (14)، باب صوم عشر ذي الحجة (4)، الحديث (9/ 1176).

1458 - وعن أبي قتادة أنَّه قال: "قال عُمر: يا رسُولَ اللَّه كيفَ مَنْ يصومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قال: لا صامَ ولا أفْطَرَ، ثَلاثٌ مِنْ كُل شَهْرٍ، ورَمَضانُ إلى رَمَضانَ، فهذا صِيامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيامُ يوم عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ على اللَّه أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ والسَّنَةَ التي بعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ أحْتَسِبُ على اللَّه أنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ" (¬1). 1459 - [عن أبي قَتادة أنّه قال] (¬2): "سُئلَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يومِ الاثْنَيْنِ فقال: فيهِ وُلدْتُ وفيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ" (¬3). 1460 - و"سُئِلت عائشة رضي اللَّه عنها: أكانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ؟ قالت: نعم. فقيل: مِنْ أَيِّ أيَّامِ الشَّهْرِ؟ قالت: لمْ يَكُنْ يُبالِي مِنْ أَيِّ أيَّامِ الشَّهْرِ يصُومُ" (¬4). 1461 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ صامَ رَمضانَ وأتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيامِ الدَّهْر كُلِّه" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 818 - 819، كتاب الصيام (13)، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر. . . (36)، الحديث (196/ 1162). (¬2) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وقد تصحف اسم الراوي فيها إلى (أبي هريرة) والتصويب من مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 820، كتاب الصيام (13)، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر. . . (36)، الحديث (198/ 1162). (¬4) أخرجه مسلم من رواية مُعاذة العَدَوِيَّة "أنها سألت عائشة. . . " في المصدر نفس 2/ 818، الحديث (194/ 1160). (¬5) أخرجه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 822، كتاب الصيام (13)، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال (39)، الحديث (204/ 1164) دون زيادة "كله".

1462 - وقال أبو سعيد الخُدري رضي اللَّه عنه: "نَهَى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يومِ الفِطْرِ والنَّحْرِ" (¬1). 1463 - وقال: "لا صَوْمَ في يَوْمَيْنِ: الفِطْرِ والْأَضْحى" (¬2). 1464 - وقال: "أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أيَّامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرِ اللَّه" (¬3). 1465 - وقال: "لا يصُومُ أَحَدُكُمْ يومَ الجُمعةِ إلَّا أنْ يصُومَ قَبْلَهُ أو يصُومَ بعدَهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 239، كتاب الصوم (30)، باب صوم يوم الفطر (66)، الحديث (1991). ومسلم في الصحيح 2/ 800، كتاب الصيام (13)، باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى (22)، الحديث (141/ 827). (¬2) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 70، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (20)، باب مسجد بيت المقدس (6)، الحديث (1197)، وفي 4/ 240 - 241، كتاب الصوم (30)، باب صوم يوم النحر (67)، الحديث (1995)، ومسلم في الصحيح 2/ 799، كتاب الصيام (13)، باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى (22)، الحديث (140/ 827). (¬3) أخرجه مسلم من حديث نُبَيْشَة الهُذَلي رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 800، كتاب الصيام (13)، باب تحريم صوم أيام التشريق (23)، الحديث (144/ 1141). و (أيام التشريق): ثلاثة أيام بعد اليوم الأول من عيد الأضحى، كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي في الشمس لتجفّ. (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 232، كتاب الصوم (30)، باب صوم يوم الجمعة. . . . (63)، الحديث (1985). ومسلم في الصحيح 2/ 801، كتاب الصيام (13)، باب كراهة صيام يوم الجمعة منفردًا (24)، الحديث (147/ 1144) ولفظه: "لا يصُمْ أحدكم. . . ". قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 4/ 233: (قوله: "لا يصوم أحدكم" كذا للأكثر وهو بلفظ النفي والمراد به النهي، وفي رواية الكشميهني "لا يصُومَنَّ" بلفظ النهي المؤكد).

1466 - وقال: "لا تَخْتَصَّوا ليلةَ الجُمعةِ بقِيام مِنْ بينِ اللَّيالي، ولا تخْتَصُّوا يومَ الجُمعةِ بصيامٍ مِنْ بينِ الأَيَّامِ إِلَّا أنْ يكُونَ في صَوْمٍ يصُومُهُ أحَدُكم" (¬1). 1467 - وقال: "مَنْ صامَ يومًا في سَبيلِ اللَّه بَعَّدَ اللَّه وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَريفًا" (¬2). 1468 - وقال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: "قالَ لي رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يا عَبْدَ اللَّه أَلَمْ أُخْبَرْ أنَّكَ تصُومُ النَّهارَ وتقُومُ اللَّيْلَ؟ فقلتُ: بلَى يا رسُولَ اللَّه. قال: فلا تَفْعَلْ، صُمْ وأفْطِر، وقُمْ ونَمْ، فإنَّ لِجَسَدِكَ علَيكَ حقًّا، وإنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حقًّا، وإنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حقًّا، وإنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حقًّا، لا صامَ مَنْ صامَ الدَّهرَ، صَوْمُ ثلاثةِ أيَّامٍ [مِنْ كُلِّ شَهْرٍ] (¬3) صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّه، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أيَّامٍ واقْرأ القُرآنَ في كُلِّ شَهْر. قلت: إنِّي أُطِيقُ أكْثَرَ مِنْ ذلك. قال: صُمْ أفْضَلَ الصَّوْم صَوْمَ داوُدَ، صيامَ يومٍ وإفْطارَ يومٍ، واقْرَأْ في كُلِّ سَبْعِ لَيالٍ مَرَّةً، ولا تَزِدْ على ذلكَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 801، كتاب الصيام (13)، باب كراهة صيام يوم الجمعة منفردًا (24)، الحديث (148/ 1144). (¬2) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الصحيح 6/ 47، كتاب الجهاد (56)، باب فضل الصوم في سبيل اللَّه (36)، الحديث (2840). ومسلم في الصحيح 2/ 808، كتاب الصيام (13)، باب فضل الصيام في سبيل اللَّه. . . (31)، الحديث (168/ 1153)، واللفظ للبخاري. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة وفي رواية عند مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيج 4/ 217 - 218، كتاب الصوم (30)، باب حق الجسم في الصوم (55)، الحديث (1975)، وفي 4/ 220، باب صوم الدهر (56)، الحديث (1976)، وفي 4/ 224، باب صوم داود عليه السلام (59)، الحديث (1979)، وفي 9/ 94، كتاب فضائل القرآن (66)، باب في كم يقرأ القرآن (34)، الحديث (5052). ومسلم في الصحيح 2/ 812 - 818، كتاب الصيام (13)، باب النهي عن صوم الدهر. . . (35)، الحديث (181/ 1159) و (182/ 1159) و (187/ 1159) و (193/ 1159) وقوله: "ولزَوْرِك" أي لأصحابك الزائرين وأحبائك القادمين.

مِنَ الحِسَان: 1469 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصُومُ يومَ الاثْنَيْنِ والخَمِيس" (¬1). 1470 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "تُعْرَضُ الأعمالُ يومَ الاثْنَيْنِ والخَمِيسِ، فأُحِبُّ أنْ يُعْرَضَ عَمَلي وأنا صائِمٌ" (¬2). 1471 - عن أبي ذَرٍّ أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم:، يا أبا ذَرٍّ إذا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثلاثَةَ أيام (¬3) فصُمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ وأرْبَعَ عَشْرَةَ وخَمْسَ عَشْرَةَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 106، والترمذي في السنن 3/ 121، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس (44)، الحديث (745) وقال: (حسن غريب). والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 202 - 203، كتاب الصيام (22)، باب صوم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (70). وابن ماجه في السنن 1/ 553، كتاب الصيام (7)، باب صيام يوم الاثنين والخميس (42)، الحديث (1739). وابن خزيمة في صحيحه 3/ 298، كتاب الصيام، جماع أبواب صوم التطوع، باب استحباب صوم الاثنين والخميس (173)، الحديث (2116). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 122، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس (44)، الحديث (747)، وقال: (حسن غريب). وأخرجه بمعناه أحمد في المسند 2/ 329، والدارمي في السنن 2/ 20، كتاب الصوم، باب في صيام يوم الاثنين والخميس. وابن ماجه في السنن 1/ 553، كتاب الصيام (7)، باب صيام يوم الاثنين والخميس (42)، الحديث (1740). (¬3) العبارة في مخطوطة برلين: (إذا صمت من الشهر ثلاثًا). وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 150، والترمذي في السنن 3/ 134، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر (54)، الحديث (761) وحسَّنه. والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 223، كتاب الصيام (22)، باب ذكر الاختلاف على موسى بن طلحة في الخبر في صيام ثلاثة أيام من الشهر (84). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 235، كتاب الصيام (8)، باب صيام ثلاثة أيام من كل شهر (28)، الحديث (943).

1472 - عن عبد اللَّه (¬1) أنّه قال: "كان رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثلاثَةَ أيَّامٍ، وقَلَّما كانَ يُفْطِرُ يومَ الجُمعةِ" (¬2). 1473 - وعن عائشة أنّها قالت: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ والْأَحَدَ والاثْنَيْنَ، ومِنَ الشَّهْرِ الآخر الثلاثاءَ والْأَرْبعاءَ والخَمِيسَ" (¬3). 1474 - وعن أُمِّ سَلمة أنّها قالت: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأْمُرُني أنْ أصُومَ ثلاثةَ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أوَّلُها الاثْنَيْنُ والخَمِيسُ" (¬4). 1475 - عن مُسلم القُرَشي أنّه قال: "سُئِلَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ صِيامِ الدَّهْرِ، قال: صُمْ رَمَضانَ والذي يَلِيهِ وكُلِّ أرْبعاءَ وخَمِيسٍ فإذًا أنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ" (¬5). ¬

_ (¬1) هو ابن مسعود رضي اللَّه عنه. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 406، وأبو داود في السنن 2/ 822، كتاب الصوم (8)، باب في صوم الثلاث من كل شهر (68)، الحديث (2450) وليس عنده: "وقلما كان يفطر يوم الجمعة". وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 118، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في صوم يوم الجمعة (41)، الحديث (742) وقال: (حسن غريب). والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 204، كتاب الصيام (22)، باب صوم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (70). و (غرّة): أوّل. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 122، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس (44)، الحديث (746)، وقال: (حديث حسن)، وأخرجه في الشَّمائل المحمَّدية، ص 158، باب ما جاء في صوم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (53)، الحديث (299). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 822 - 823، كتاب الصوم (8)، باب من قال الاثنين والخميس (69)، الحديث (2452)، واللفظ له. والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 221، كتاب الصيام (22)، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر (83). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 812، كتاب الصوم (8)، باب في صوم شوال (57)، الحديث (2432). والترمذي في السنن 3/ 123، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في صوم يوم الأربعاء والخميس (45)، الحديث (748).

1476 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عَنْ صَوْمِ يومِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ" (¬1). 1477 - عن عبد اللَّه بن بُسْر عن أُخته أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال:. "لا تَصُومُوا يومَ السَّبْتِ إلَّا فيما افْتُرِضَ علَيْكُمْ، فإنْ لمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إلَّا لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضَغْهُ" (¬2). 1478 - وقال: "ما مِنْ أيَّامٍ أَحَبُّ إلى اللَّه أنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فيها مِنْ عَشْرِ ذي الحِجَّةِ يعدِلُ صِيامَ كل يَوم مِنها بصِيامِ سَنَةٍ وقِيامُ كُلِّ لَيْلَةٍ منها بقِيامِ لَيْلَةِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 446. وأبو داود في السنن 2/ 816، كتاب الصوم (8)، باب في صوم يوم عرفة بعرفة (63)، الحديث (2440) واللفظ له. وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 10/ 284، الحديث (14253). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 551، كتاب الصيام (7)، باب صيام يوم عرفة (40)، الحديث (1732). وابن خزيمة في صحيح 3/ 292، كتاب الصيام، جماع أبواب صوم التطوع، باب ذكر خبر روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في النَّهي عن صوم يوم عرفة (160)، الحديث (2101). والحاكم في المستدرك 1/ 434، كتاب الصوم، باب منع صيام أيام التشريق ويوم النحر، وقال: (صحيح على شرط البخاري) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 284، كتاب الصيام باب الاختيار للحاج في ترك صوم عرفة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 368 في مسند الصماء بنت بسر رضي اللَّه عنها. والدارمي في السنن 2/ 19، كتاب الصوم، باب في صيام يوم السبت. وأبو داود في السنن 2/ 805، كتاب الصوم (8)، باب النَّهي أن يخص يوم السبت بصوم (51)، الحديث (2421). والترمذي في السنن 3/ 120، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في صوم يوم السبت (43)، وحسَّنَهُ. وابن ماجه في السنن 1/ 550، كتاب الصيام (7)، باب ما جاء في صيام يوم السبت (38)، الحديث (1726). وابن خزيمة في صحيح 3/ 317، كتاب الصيام، باب النَّهي عن صوم يوم السبت. . . (204)، الحديث (2164). والحاكم في المستدرك 1/ 435، كتاب الصوم، باب النَّهي عن صوم يوم السبت، وذكر أنه معارض بحديثٌ صحيحٌ. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 302، كتاب الصيام، باب النَّهي عن تخصيص يوم السبت بالصوم. ولِحاء عِنَبَة: أي قشر حبة واحدة من العنب.

فصل

القَدْرِ" (¬1) ([غريب]) (¬2) 1479 - وقال: "مَنْ صامَ يَومًا في سبِيلِ اللَّه جعلَ اللَّه بينَهُ وبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كما بَيْنَ السَّمَاءِ والْأَرْضِ" (¬3). 1480 - وقال: "الغَنِيمَةُ البارِدَةُ الصَّوْمُ في الشِّتاءِ" (¬4) (مرسل). فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 1481 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "دَخَلَ عليَّ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ يَوْمٍ فقال: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيءٌ؟ فقلنا: لا، قال: فإنِّي إذًا صائِمٌ. ثمّ أَتانا يَوْمًا آخَرَ فقُلْنا: يا رسُولَ اللَّه أُهْدِيَ لنا خَيْسٌ فقال: أَرِينِيهِ فلَقَدْ أصْبَحْتُ صائِمًا، فأَكَلَ" (¬5). 1482 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنه قال: "دَخَلَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على أُمِّ سُلَيْمٍ، فأتَتْهُ بتَمْرٍ وسَمْنٍ فقال: أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ في سِقائِهِ ¬

_ (¬1) تقدم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الجزء الأول، الحديث (1043). (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه من حديث أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 167، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل اللَّه (3)، الحديث (1624). والطبراني في المعجم 8/ 280 - 281، الحديث (7921). (¬4) أخرجه من حديث عامر بن مسعود: أحمد في المسند 4/ 335. والترمذي في السنن 3/ 162، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في الصوم في الشتاء (74)، الحديث (797)، وقال: (هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 809، كتاب الصيام (13)، باب جواز صوم النافلة بينة من النهار قبل الزوال. . . (32)، الحديث (170/ 1154). و (الحَيْس): طعام يُتّخذ من السمن والتمر والأقط.

وتَمْرَكُمْ في وِعائِهِ فَإِنّي صائِمٌ. ثُمَّ قامَ إلى ناحِيَةٍ مِنَ البَيْتِ فَصَلَّى غَيْرَ المَكْتُوبَةِ فَدَعا لِأمِّ سُلَيْمٍ وأَهْلِ بَيْتِها" (¬1). 1483 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلى طَعامٍ وهو صائِمٌ فَلْيَقُلْ: إنِّي صائِمٌ" (¬2). 1484 - وقال: "إذا دُعِيَ أحَدُكُمْ (¬3) فليُجِبْ، فإنْ كانَ صائِمًا فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 1485 - عن أم هانئ رضي اللَّه عنها أنها قالت: "لمَّا كانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ جاءَتْ فاطِمَةُ فَجَلَسَتْ عَنْ يَسارِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأُمُّ هانِئٍ عَنْ يَمِينِهِ، فَجاءت الوَليدَةُ بإِناءٍ فيهِ شرابٌ فناوَلْتُهُ فشَرِبَ منهُ، ثُمَّ ناوَلَهُ أُمَّ هانِئٍ فَشَرِبَتْ فقالتْ: يا رسُولَ اللَّه إنِّي كُنْتُ صائِمَةً، فقالَ لها: أَكُنْتِ تَقْضِينَ شَيْئًا؟ قالت: لا (¬5)، قال: فلا يَضُرُّكِ إنْ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 228، كتاب الصوم (30)، باب من زار قومًا فلم يفطر عندهم (61)، الحديث (1982). (¬2) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 805 - 806، كتاب الصيام (13)، باب الصائم يدعى لطعام فليقل إنِّي صائم (28)، الحديث (159/ 1150). (¬3) في المطبوعة زيادة (إلى طعام) وليست في مخطوطة برلين ولا عند مسلم. (¬4) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 1054، كتاب النكاح (16)، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة (16)، الحديث (106/ 1431) دون قوله "إلى طعام". (¬5) في المطبوعة زيادة: (قال: أَنَذْرٌ كان عليكِ؟ قالت: لا) وليست في مخطوطة برلين ولا عند أصحاب الأصول.

كانَ تَطَوُّعًا" (¬1). وفي رواية: "الصَّائِمُ المُتَطَوِّعُ أَمِيرُ نَفْسِه، إِنْ شاءَ صامَ وإنْ شاءَ أَفْطَرَ" (¬2). 1486 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كُنْتُ أنا وحَفْصَة صائِمَتَيْنِ فعُرِضَ لنَا طَعامٌ [اشْتَهَيْناهُ] (¬3) فأَكَلْنا مِنْهُ، فقالَتْ حَفْصَةُ: يا رسُولَ اللَّه إنَّا كُنَّا صائِمَتَيْنِ فَعُرِضَ لنا طَعامٌ اشْتَهَيْناهُ فأَكَلْنا منهُ، قال: اقْضِيا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 225، الحديث (1616). وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 30، كتاب الصوم، باب من كان يفطر من التطوع ولا يقضي. وأحمد في المسند 6/ 342، 424. والدارمي في السنن 2/ 16، كتاب الصوم، باب فيمن يصبح صائمًا تطوعًا ثم يفطر. وأبو داود في السنن 2/ 825، كتاب الصوم (8)، باب في الرخصة في ذلك (72)، الحديث (2456). والترمذي في السنن 3/ 109، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في إفطار الصائم المتطوع (34)، الحديث (731). وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 12/ 449، الحديث (17997) وفي 12/ 456، الحديث (18015). وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 24/ 408، 409، الحديث (991) و (992) و (993) و (996). والدارقطني في السنن 2/ 174، كتاب الصيام، باب تبييت النية من الليل، الحديث (8). والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 276، كتاب الصيام، باب صيام التطوع والخروج منه قبل تمامه. وليس في رواياتهم ذكر النذر. و (الوليد) الأمة تولد في ملكها مملوكة. (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 225، الحديث (1618)، وأحمد في المسند 6/ 341، 343. والترمذي في السنن 3/ 109، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في إفطار الصائم المتطوع (34)، الحديث (732). وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 12/ 451، الحديث (18001). وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 173 - 175، كتاب الصيام، باب تبييت النية من الليل، الحديث (7) و (9) و (14). والحاكم في المستدرك 1/ 439، كتاب الصوم، باب صوم التطوع، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 276 - 277، كتاب الصيام، باب صيام التطوع والخروج منه قبل تمامه. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما في المطبوعة ولفظ الترمذي.

يَوْمًا آخَرَ مَكانَهُ" (¬1) (وهذا يُروى مُرسلًا على الأصحِّ عن الزهري عن عائشة رضي اللَّه عنها). 1487 - عن أم عُمارَة بنت كَعْب أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ الصَّائِمَ إذا أُكِلَ عِنْدَهُ (¬2) صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلائِكَة حتَّى يَفْرُغُوا (¬3) " (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 306، كتاب الصيام (18)، باب قضاء التطوع (18)، الحديث (50). وعبد الرزاق في المصنف 4/ 276، كتاب الصيام، باب إفطار التطوع، الحديث (7790). كلاهما من رواية الزهري عن عائشة رضي اللَّه عنها. وأخرجه موصولًا عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي اللَّه عنها: أحمد في المسند 6/ 263. والترمذي في السنن 3/ 112، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في إيجاب القضاء عليه (36)، الحديث (735) وقال: (ورواه مالك بن أنس ومَعْمَر وعُبَيْد اللَّه بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلًا، ولم يذكروا فيه: عن عروة، وهذا أصحّ لأنَّه رُوي عن ابن جريج قال: سألت الزهري قلت له: أحدثك عُروة عن عائشة قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئًا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث). وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 2/ 108، كتاب الصيام، باب الرجل يدخل في الصيام تطوعًا ثم يفطر. وأخرجه أبو داود عن زُميل مولى عروة عن عروة عن عائشة رضي اللَّه عنها في السنن 2/ 826، كتاب الصوم (8)، باب من رأى عليه القضاء (73)، الحديث (2457). وابن حبان عن جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد، عن عمرة عن عائشة رضي اللَّه عنها في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 236، كتاب الصيام (8)، باب في الصائم المتطوع يفطر (30)، الحديث (951). وأخرجه البيهقي موصولًا ومرسلًا في السنن الكبرى 4/ 279 - 281، كتاب الصيام، باب من رأى عليه القضاء. (¬2) في المطبوعة زيادة: (الطَّعَامُ) وليست في مخطوطة برلين ولا عند أصحاب الأصول لكن عند الترمذي: (المَفَاطِيرُ). (¬3) في المخطوطة زيادة: (منه) وليست عند أصحاب الأصول. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 365 - 439. والدارمي في السنن 2/ 17، كتاب الصوم، باب في الصائم إذا أكل عنده. والترمذي في السنن 3/ 153 - 154، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في فضل الصائم إذا أكل عنده (67)، الحديث (785)، =

7 - باب ليلة القدر

7 - باب ليلة القدر مِنَ الصِّحَاحِ: 1488 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الْأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ" (¬1). 1489 - وقال ابن عمر: "إنَّ رجالًا مِنْ أصْحابِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنامِ في السَّبْعِ الْأَواخِرِ، فقالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم (¬2): أَرَى رُؤْياكُمْ قَدْ تَواطَأَتْ في السَّبْعِ الأَواخِرِ، فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مُتَحَرِّيَها فلْيَتَحَرَّها في السَّبْعِ الْأَواخِرِ" (¬3). 1490 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الْتَمِسُوا في العَشْرِ الأَواخِرِ في رمَضانَ لَيْلَةَ القَدْرِ في تاسِعةٍ تَبْقَى، ¬

_ = وقال: (حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 556، كتاب الصيام (7)، باب في الصائم إذا أكل عنده (46)، الحديث (1748). وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 237، كتاب الصيام (8)، باب في الصائم المتطوع يفطر (30)، الحديث (953). (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 259، كتاب فضل ليلة القدر (32)، باب تحرِّي ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (3)، الحديث (2017). وأخرجه مسلم دون قوله "في الوتر" في الصحيح 2/ 828، كتاب الصيام (13)، باب فضل ليلة القدر. . . (40)، الحديث (219/ 1169). (¬2) في المطبوعة زيادة: (إني) وليست عند البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 256، كتاب فضل ليلة القدر (32)، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر (2)، الحديث (2015). ومسلم في الصحيح 2/ 822 - 823، كتاب الصيام (13)، باب فضل ليلة القدر. . . (40)، الحديث (205/ 1165). وقوله "تواطأت" أي توافقت (النووي، شرح صحيح مسلم 8/ 58).

[في سابعة تبقى] (¬1)، في خامِسَةٍ تَبْقَى، [في ثالِثَةٍ تَبْقى] (¬2) " (¬3). 1491 - عن أبي سعيد الخُدري رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اعْتَكَفَ العَشْرَ الْأوَّلَ مِنْ رَمَضانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ العَشْرَ الأَوْسَطَ في قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، ثُمَّ أطْلَعَ رَأْسَهُ فقال: إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الْأوَّلَ أَلْتَمِسُ هذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأَوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لي: إنَّها في العَشْرِ الأَواخِرِ، فَمَنْ كانَ اعْتَكَفَ مَعي فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الْأَواخِرَ، فقدْ أُريتُ هذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُها، وقدْ رَأَيْتُني أَسْجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِها، فالْتَمِسُوها في العَشْرِ الأَواخِرِ والْتَمِسُوها في كُلِّ وِتْرٍ. قال: فَمَطَرَتْ السَّماءُ تِلكَ اللَّيْلَة، وكانَ المسجِدُ على عَرِيشٍ فَوَكَفَ المسجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنايَ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وعلي جَبْهَتِهِ أَثَرُ الماءِ والطِّينِ من صَبِيحَةِ إحْدَى وعِشْرِين" (¬4). ¬

_ (¬1) ليست في المطبوعة، وهي من المخطوطة وموجودة عند البخاري. (¬2) ليست في المخطوطة ولا عند البخاري. (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 260، كتاب فضل ليلة القدر (32)، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (3)، الحديث (2021)، ولفظه: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى، في خامسة تبقى". (¬4) متّفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 256، كتاب فضل ليلة القدر (32)، باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر (2)، الحديث (2016)، وفي 4/ 259، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (3)، الحديث (2018)، وفي 4/ 271، كتاب الاعتكاف (33)، باب الاعتكاف في العشر الأواخر. . . (1)، الحديث (2027)، وفي 4/ 280، باب الاعتكاف وخروج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صبيحة عشرين (9)، الحديث (2036). ومسلم في الصحيح 2/ 824 - 825، كتاب الصيام (13)، باب فضل ليلة القدر (40)، الحديث (213/ 1167) و (215/ 1167). قوله: "قبة تركية" أي قبة صغيرة من لبود، و (القُبَّةُ) من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. و (العريش): بيت سقفه من أغصان الشجر. وقوله: "وكف المسجد" أي قطر ماء المطر من سقفه (النووي، شرح صحيح مسلم 8/ 60، 62).

1492 - وعن عبد اللَّه بن أُنَيْس أنّه قال: "أَمَرَهُ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَنْ يقُومَ لَيْلَةَ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ" (¬1). 1493 - وعن أُبى بن كَعْب "أنّه حَلَفَ لا يَسْتَثْني أَنَّها ليلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ، فقِيلَ لهُ: بأَيِّ شَيءٍ تقُولُ ذلك؟ قال: بالعلامَةِ التي أَخْبَرَنَا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَوْمِها بَيْضاءَ لا شُعاعَ لها" (¬2). 1494 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الْأَواخِرِ ما لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِه" (¬3). 1495 - وقالت: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مَئْزَرَهُ وأَحْيا لَيْلَهُ وأَيْقَظَ أَهْلَهُ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 1496 - عن أبي بَكْرَة أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "الْتَمِسُوها -يَعْني لَيْلَةَ القَدْرِ- في تِسْعٍ يبقَيْنَ، أو في سَبْعٍ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 827، كتاب الصيام (13)، باب فضل ليلة القدر (40)، الحديث (218/ 1168). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 525، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الترغيب في قيام رمضان (25)، الحديث (179/ 762)، وفي 2/ 828، كتاب الصيام (13)، باب فضل ليلة القدر. . . (40)، الحديث (220/ 762). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 832، كتاب الاعتكاف (14)، باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان (3)، الحديث (8/ 1175). (¬4) متفق عليه من حديث عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 269، كتاب فضل ليلة القدر (32)، باب العمل في العشر الأواخر من رمضان (5)، الحديث (2024). ومسلم في المصدر السابق، الحديث (7/ 1174). واللفظ للبخاري. و (شدَّ مِئزره) أي اعتزل نساءه وتشدَّد في العبادة.

يَبْقَيْنَ، أو في خَمْسٍ يَبْقَيْنَ، أو في ثَلاثٍ يَبْقَيْنَ، أو آخِرِ لَيْلَة" (¬1). 1497 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "سُئِلَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ فقال: هيَ في كُلِّ رَمَضانَ" (¬2). (ووقفه بعضهم على ابن عمر). 1498 - عن عبد اللَّه بن أُنَيْس أنَّه قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه إنَّ لي بادِيَةً أكُونُ فيها وأنا أُصلِّي فيها بِحَمْدِ اللَّه، فمُرْني بلَيْلَةٍ مِنْ هذا الشَّهْرِ أنْزِلُها إلى هذا المسْجِدِ، قال: انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاثٍ وعِشْرِين. قال (¬3): فكانَ إذا صَلَّى العَصْرَ دخلَ المسجِدَ فلَمْ يَخْرُجْ إلَّا في حاجَةٍ حتَّى يُصَلِّيَ الصُّبْحَ" (¬4). 1499 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "قُلتُ يا رسُولَ اللَّه أَرَأَيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةَ القَدْرِ ما أقُولُ فيها؟ قال: قُولي اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 36 - 39. والترمذي في السنن 3/ 160، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في ليلة القدر (72)، الحديث (794)، وقال: (حسن صحيح). والحاكم في المستدرك 1/ 438، كتاب الصوم، باب بيان ليلة القدر، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 111 - 112، كتاب الصلاة (2)، باب من قال: هي في كل رمضان (324)، الحديث (1387) وقال: (رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفًا على ابن عمر لم يرفعاه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 307، كتاب الصيام، باب الدليل على أنها في كل رمضان. (¬3) أي ضَمرة بن عبد اللَّه بن أُنَيْس يحدِّث عن أبيه. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 108، كتاب الصلاة (2)، باب في ليلة القدر (319)، الحديث (1380)، وابن خزيمة في صحيح 3/ 334 - 335، كتاب الصيام، جماع أبواب ذكر قيام شهر رمضان. باب استحباب شهود البدوي الصلاة في مسجد المدينة. . . (234)، الحديث (2200). والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 309 - 310، كتاب الصيام، باب الترغيب في طلبها ليلة ثلاث وعشرين.

8 - باب الاعتكاف

تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي" (¬1) [هذا حديث صحيح] (¬2). 8 - باب الاعتكاف مِنَ الصِّحَاحِ: 1500 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الْأَواخِرَ مِنْ رَمَضانَ حتَّى تَوَفَاهُ اللَّه، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْواجُهُ مِنْ بَعْدِهِ" (¬3). 1501 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنَّه قال: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أَجْوَدُ ما يَكُونُ في رَمَضانَ، كانَ جِبْرِيلُ يَلْقاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضانَ فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم القُرْآنَ، فإذا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كانَ أَجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَة" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 171، 182، 183، 208، 258. والترمذي في السنن 5/ 534، كتاب الدعوات (49)، باب (85)، الحديث (3513) قال: (حسن صحيح). وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 11/ 417، الحديث (16134)، وفي 11/ 434، الحديث (16185). وأخرجه: ابن ماجه في السنن 2/ 1265، كتاب الدعاء (34)، باب الدعاء بالعفو والعافية (5)، الحديث (3850). والحاكم في المستدرك 1/ 530، كتاب الدعاء، باب الدعاء في ليلة القدر، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. (¬2) ليست في المطبوعة، وهذا الحديث مقدَّم في مخطوطة برلين وموضعه في أول الحسان. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 271، كتاب الاعتكاف (33)، باب الاعتكاف في العشر الأواخر. . . (1)، الحديث (2026). ومسلم في الصحيح 2/ 831، كتاب الاعتكاف (14)، باب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان (1)، الحديث (5/ 1172). (¬4) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 30، كتاب بدء الوحي (1)، باب (5)، الحديث (6)، وفي 4/ 116، كتاب الصوم (30)، باب أجود ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يكون في رمضان (7)، الحديث (1902)، وفي 9/ 43، كتاب فضائل القرآن (66)، باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (7)، الحديث (4997). ومسلم في الصحيح 4/ 1803، كتاب الفضائل (43)، باب كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أجود النَّاس بالخير من الريح المرسلة (12)، الحديث (50/ 2308).

1502 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ يُعْرَضُ عَلَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم القُرْآنَ كُلَّ عامٍ مَرَّةٍ، فَعُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ في العامِ الذي قُبِضَ فيهِ، وكانَ يَعْتَكِفُ كُل عامٍ عَشْرًا، فاعْتَكَفَ عِشْرِينَ في العامِ الذي قُبِضَ فيهِ" (¬1). 1503 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أعْتَكَفَ أَدْنَى إليَّ رَأْسَهُ وهو في المسْجِدِ فأُرَجِّلُهُ، وكانَ لا يَدْخُلُ البَيْتَ إلَّا لِحاجَةِ الإِنْسانِ" (¬2). 1504 - وروي عن عمر رضي اللَّه عنه: "أنَّه سَألَ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: كُنْتُ نَذَرْتُ في الجاهِلِيَّةِ أنْ أعْتَكِفَ لَيَلْة في المسْجِدِ الحَرامِ، قال: فأَوْفِ بِنَذْرِك" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1505 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الْأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ، فَلَمْ يَعْتَكِفْ عامًا، فَلَمَّا كانَ العامُ المُقْبِلُ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 43، كتاب فضائل القرآن (66)، باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (7)، الحديث (4998). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 273، كتاب الاعتكاف (33)، باب لا يدخل البيت إلا لحاجة (3)، الحديث (2029). ومسلم في الصحيح 1/ 244، كتاب الحيض (3)، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله. . . (3)، الحديث (6/ 297). والترجيل تسريح الشعر. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 274، كتاب الاعتكاف (33)، باب الاعتكاف ليلًا (5)، الحديث (2032). ومسلم في الصحيح 3/ 1277، كتاب الأيمان (27)، باب نذر الكافر وما يفعل فيه إذا أسلم (7)، الحديث (27/ 1656). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 166، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في الاعتكاف إذا خرج منه (79)، الحديث (803)، وقال: (حسن صحيح غريب). وابن خزيمة في =

1506 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يعُودُ المَرِيضَ وهو مُعْتَكِفٌ، فيَمُرُّ كما هُو فلا يُعَرِّجُ يَسْأَلُ عَنْهُ" (¬1). 1507 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أَرادَ أنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ في مُعْتَكَفِهِ" (¬2). 1508 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "السُّنَّةُ عَلَى المُعْتَكِفِ أنْ لا يَعُودَ مَرِيضًا، ولا يَشْهَدَ جنازَةً، ولا يَمَسَّ المَرْأَةَ ولا يُباشِرَها، ولا يَخْرُجَ لَحاجَةٍ إلَّا لما لا بُدَّ منه، ولا اعْتِكافَ إلَّا بصَوْمٍ، ولا اعْتِكافَ إلَّا في مَسْجِدٍ جامِعٍ" (¬3). ¬

_ = صحيحه 3/ 346، كتاب الصيام، جماع أبواب الاعتكاف، باب الاعتكاف في السنة المقبلة. . . (257)، الحديث (2226) و (2227). وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 229، كتاب الصيام (8)، باب الاعتكاف (18)، الحديث (918). والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 314، كتاب الصيام، باب الاعتكاف. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 836، كتاب الصوم (8)، باب المعتكف يعود المريض (80)، الحديث (2472). وأخرجه مسلم من حديث عائشة رضي اللَّه عنها تحكي عن نفسها في الصحيح 1/ 244، كتاب الحيض (3) باب جواز غسل الحائض رأس زوجها. . . (3)، الحديث (7/ 297). (¬2) أخرجه بنصه الترمذي في السنن 3/ 157، كتاب الصوم (6)، باب ما جاء في الاعتكاف (71)، الحديث (791). وأخرجه الشيخان من حديث مطول: البخاري في الصحيح 4/ 275، كتاب الاعتكاف (33)، باب اعتكاف النساء (6)، الحديث (2033)، ومسلم في الصحيح 2/ 831، كتاب الاعتكاف (14)، باب متى يدخل من أراد الاعتكاف في معتكفه (2)، الحديث (6/ 1173) واللفظ له. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 836 - 837، كتاب الصوم (8)، باب المعتكف يعود المريض (80)، الحديث (2473). وعزاه للنسائي، المنذري في مختصر سنن =

8 - كتاب فضائل القرآن

8 - كِتَابُ فَضَائِلِ القُرْآنِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 1509 - [عن عثمان رضي اللَّه عنه] (¬1) أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَه" (¬2). 1510 - وقال: "أيُّكُمْ يُحِبُّ أنْ يَغْدُوَ كُلَّ يومٍ إلى بُطْحانَ (¬3) أَوْ العَقِيقِ فَيَأْتيَ بناقَتَيْنِ كَوْماوَيْنِ في غَيْرِ إثْمٍ ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟ قالوا: يا رسُولَ اللَّه كُلُّنا يُحِبُّ ذلك. قال: فَلَأنْ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيعْلَمُ أو يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتابِ اللَّه تعالى خَيْرٌ لهُ مِنْ ناقَتَيْنِ، وثَلاث خَيْرٌ لهُ مِنْ ثَلاثٍ، وأَرْبَعٌ خَيْرٌ لهُ مِنْ أرْبَعٍ ومِنْ أَعْدادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ" (¬4). ¬

_ = أبي داود 3/ 344، الحديث (2363). والدارقطني في السنن 2/ 201، كتاب الصيام، باب الاعتكاف، الحديث (11) و (12)، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 315، كتاب الصيام، باب الاعتكاف في المسجد. (¬1) ليست في المخطوطة، وقد تصحفت في المطبوعة إلى (عن عائشة رضي اللَّه عنها). (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 74، كتاب فضائل القرآن (66)، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (21)، الحديث (5027). (¬3) وردت في المطبوعة: (بطحاء) ولفظ مسلم: بُطْحان. وهو اسم موضع بقرب المدينة. والعقيق: موضع على ميلين من المدينة، وقد خصُّهما بالذكر لأنَّهما أقرب أسواق الإبل من المدينة. (¬4) أخرجه مسلم من حديث عُقْبة بن عامر رضي اللَّه عنه قال: "خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- =

1511 - وعن أبي هريرة أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إذا رَجَعَ إلى أَهْلِهِ أنْ يَجِدَ فيهِ ثلاثَ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمَانٍ؟ قلنا: نَعم. قال: فثَلاثُ آياتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ (¬1) أَحَدُكُمْ في صَلاتِهِ خَيْرٌ لهُ مِنْ ثَلاثِ خَلِفَاتٍ عِظامٍ سِمَانٍ" (¬2). 1512 - وقال: "الماهِرُ بالقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآن وَيتَتَعْتَعُ فيهِ وهو عليهِ شاقٌّ لهُ أجْرانِ" (¬3). 1513 - وقال: "لا حَسَدَ إلَّا في (¬4) اثْنَتَيْنِ: رجُل آتاهُ القُرْآنَ فهو يَقُومُ بهِ آناءَ اللَّيْل وآناءَ النَّهارِ، ورجُلٌ آتاهُ اللَّه مالًا فهو يُنْفِقُ منهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ" (¬5). ¬

_ = ونحن في الصِّفة فقال. . ." في الصحيح 1/ 552، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه (41)، الحديث (251/ 803). والكوماء في الإبل العظيمة السنام (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 89). و (كَوْماوَيْن): عظيمتَيْ السنام. (¬1) في المطبوعة: (يَقْرَؤهُنّ) والتصويب من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 552، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه (41)، الحديث (250/ 802). وقوله "خَلِفات" أي الحوامل من الإبل (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 89). (¬3) متفق عليه من حديث عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 691، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة عبس (8)، الحديث (4937). ومسلم في الصحيح 1/ 549 - 550، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه (38)، الحديث (244/ 798) واللفظ له. والسفرة: هم الملائكة سموا سفرة لأنهم ينزلون بوحي اللَّه وما يقع به الصلاح بين النَّاس كالسفير الذي يصلح بين القوم، ويقال السفرة: المكتبة واحدهم سافر (البغوي، شرح السنة 4/ 430، كتاب فضائل القرآن، باب فضل تلاوة القرآن). (¬4) في مخطوطة برلين: (على)، وهي في لفظٍ عند البخاري، والمشهور: (في) كما في سائر ألفاظ البخاري ومسلم. (¬5) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 73، كتاب فضائل القرآن (66)، باب اغتباط صاحب القرآن (20)، =

1514 - وقال: "مثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ ريحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ لَيْسَ لها ريحٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الريْحانَةِ ريحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ" (¬1). وفي رواية: "المُؤْمِنُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيعْمَلُ بهِ كالأُتْرُجَّة، والمُؤْمِنُ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيعْمَلُ بهِ كالتَّمْرَة" (¬2). 1515 - وقال: إنَّ اللَّه تعالى يَرْفَعُ بهذا الكِتاب أَقْوامًا وَيَضَعُ بهِ آخَرِين" (¬3). 1516 - وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنَّ أُسيد بن حضير "بَيْنَما هوَ يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مربُوطٌ عِنْدَهُ إِذْ جالتْ الفَرَسُ، فسكَتَ فسَكَنَتْ، فقَرَأَ فجالَتْ، فسَكَتَ فسَكَنَتْ، ثُمَّ قَرَأَ فجالَتْ، ¬

_ = الحديث (5025)، وفي 13/ 502، كتاب التوحيد (97)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل آتاه اللَّه القرآن. . . (45)، الحديث (7529). ومسلم في الصحيح 1/ 558، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه. . . (47)، الحديث (266/ 815). و (آناء الليل): ساعاته. (¬1) متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، وأخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 555، كتاب الأطعمة (70)، باب ذكر الطعام (30)، الحديث (5427). ومسلم في الصحيح 1/ 549، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضيلة حافظ القرآن (37)، الحديث (243/ 797). والأترجة: هي أحسن الثمار الشجرية وأنفسها عند العرب لحسن منظرها صفراء فاقع لونها. (¬2) أخرجه البخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه في الصحيح 9/ 100، كتاب فضائل القرآن (66)، باب إثم من راءى بقراءة القرآن (36)، الحديث (5059). (¬3) أخرجه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 559، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه. . . (47)، الحديث (269/ 817).

فلمَّا أصْبَحَ حَدَّثَ بهِ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: فَرَفَعْتُ رأسي إلى السَّماءِ فإذا مِثْلُ الظُّلةِ فيها أمْثالُ المصابِيحِ عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى لا أَراها. قال: تلكَ المَلائِكةُ دَنَتْ لِصوتك ولَوْ قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْها لا تَتَوارَى مِنْهُم" (¬1). 1517 - عن البراء رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ رجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وإلى جانِبِهِ حِصانٌ مَرْبُوط بشَطَنَيْنِ فغَشِيَتْهُ سَحابةٌ، فجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدْنُو، وجَعَلَ فرسُهُ يَنْفِر، فلمَّا أَصْبَحَ أتَى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فذَكَرَ ذلك لهُ فقال: تِلكَ السكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآنِ" (¬2). 1518 - عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كُنْتُ أُصَلِّي فدَعاني النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْه حتَّى صَلَّيْتُ، ثمَّ أتَيْتُ فقال: ما مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَني؟ فقلتُ: كُنْتُ أُصَلِّي، فقال: أَلَمْ يَقُلِ اللَّه: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} (¬3)، ثُمَّ قال: أَلا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ أخْرُجَ مِنَ المسْجدِ؟ فأخَذَ بِيَدي فلمَّا أَرَدْنا أنْ نَخْرُجَ قُلْتُ: يا رسُولَ اللَّه إنَّكَ قُلتَ: ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في (¬4) القُرْآنِ، قال: ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 63، كتاب فضائل القرآن (66)، باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن (15)، الحديث (5018). ومسلم في الصحيح 1/ 548، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب نزول السكينة لقراءة القرآن (36)، الحديث (242/ 796). و (جالت الفرس): اضطربت من الخوف. (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 57، كتاب فضائل القرآن (66)، باب فضل الكهف (1)، الحديث (5011). ومسلم في الصحيح 1/ 547، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب نزول السكينة لقراءة القرآن (36)، الحديث (240/ 795). قوله "بشطنين" تثنية شطن وهو الحبل الطويل الشديد الفتل (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 81). (¬3) سورة الأنفال (8)، الآية (24). (¬4) في مخطوطة برلين: (من)، وهو تصحيف.

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هيَ السَّبْعُ المَثاني والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتيتُهُ" (¬1). 1519 - وقال: "لا تَجْعَلوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ (¬2) مِنَ البَيْتِ الذي يُقْرأُ فيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ" (¬3). 1520 - وقال: "اقْرَأُوا القُرْآنَ فإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيامَةِ شَفِيعًا لِأصْحابِهِ، اقْرأُوا الزَّهْراوَيْن: البَقَرَةَ وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأتِيانِ يَوْمَ القِيامَةِ كأنَّهُما غَمامَتانِ أو غَيايَتانِ أو فِرْقانِ مِنْ طَيْرٍ صَوافَّ (¬4) تُحاجَّانِ عَنْ أصْحابِهِما، اقْرأُوا سُورَةَ البَقَرَةِ فإنَّ أخْذَهَا بَرَكَةٌ وتَرْكَها حَسْرَة ولا يَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 156، كتاب التفسير (65)، باب ما جاء في فاتحة الكتاب (1)، الحديث (4474)، وفي 8/ 381، باب {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر (15) الآية (87)] (3)، الحديث (4703)، وفي 9/ 54، كتاب فضائل القرآن (66)، باب فضل فاتحة الكتاب (9)، الحديث (5006). قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 8/ 158: (المراد بالسبع الآي لأن الفاتحة سبع آيات، وهو قول سعيد بن جبير. واختلف في تسميتها "مثاني" فقيل لأنها تثنى في كل ركعة أي تعاد، وقيل لأنها يثنى بها على اللَّه تعالى، وقيل لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل من قبلها). (¬2) في المطبوعة (يفر). قال النووي في شرح صحيح مسلم 6/ 69: (هكذا ضبطه الجمهور يَنْفرِ، ورواه بعض رواة مسلم يفر، وكلاهما صحيح). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 539، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (29)، الحديث (212/ 780). (¬4) الغيايتان: ما يكون أدون منهما في الكثافة وأقرب إلى رأس صاحبهما. وفِرقان: أي طائفتان. وصواف: جمع صافة وهي الجماعة الواقفة على الصف أو الباسطات أجنحتها متصلًا بعضها ببعض (القاري، المرقاة 2/ 580). (¬5) أخرجه مسلم من حديث أبي أمامة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 1/ 553، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (42)، الحديث (252/ 804)، وقال: (قال معاوية -يعني ابن سلام الراوي-: بلغني أن البطلة السحرة).

1521 - وقال: "يُؤْتى بالقُرْآنِ يومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الذينَ كانُوا يَعْمَلُونَ بهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، كأَنَّهُما غَمامَتانِ أو ظُلَّتانِ سَوْدا [وانِ] (¬1) بَيْنَهُما شَرْقٌ، أو كأَنَّهُما فِرْقانِ (¬2) مِنْ طَيْرٍ صَوافٌّ تُحاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِما" (¬3). 1522 - عن أُبيّ بن كَعْب رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يا أَبا المُنْذِرِ أَتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِنْ كِتابِ اللَّه مَعَك أعْظَمُ؟ قُلتُ: اللَّه ورسُولُه أعلَمُ. قال: يا أَبا المُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتابِ اللَّه مَعَكَ أعْظَمُ؟ قُلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (¬4). قال: فَضَرَبَ بِيَدِهِ في صَدْرِي فقال: لِيَهْنِكَ العلْمُ يا أَبا المُنْذِرِ" (¬5). وفي رواية: " [ثمّ قال: والذي نفس محمد بيده] (¬6) إنَّ لهذِهِ الآيةِ لِسانًا وشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ المَلِكَ عِنْدَ ساقِ العَرْشِ" (¬7). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬2) كذا في المطبوعة، وفي رواية مسلم "حِزْقان". قال النووي في شرح صحيح مسلم 6/ 90: (حِزْقان وفِرْقان: معناهما واحد قطيعان وجماعتان، يقال في الواحد فِرْق وحِزْق وحزيقة أي جماعة). (¬3) أخرجه مسلم من حديث النَّوَّاس بن سمعان الكلابي رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 554، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (42)، الحديث (253/ 805). و (شرْقٌ): شمس، كناية عن أنه مع الكثافة لا يستران الضوء. (¬4) سورة البقرة (2)، الآية (255). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 556، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي (44)، الحديث (258/ 810) دون قوله: "بيده". (¬6) ليست في المطبوعة، وهي من المخطوطة، وموافقة للفظ أحمد. (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 3/ 370، كتاب فضائل القرآن، باب تعليم القرآن وفضله، الحديث (6001). وأحمد في المسند 5/ 142. وأخرجه البغوي بإسناده من طريق ابن أبي شيبة في شرح السنة 4/ 459، كتاب فضائل القرآن، باب فضل آية الكرسي، الحديث (1195). قوله: (لِيَهْنِكَ): هنيئًا لك.

1523 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قال: "وَكَّلَني رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بحِفْظِ زَكاةِ رمَضانَ، فَأتاني آتٍ فجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعامِ، فأخَذْتُهُ فقلتُ: لَأرْفَعَنَّكَ إلى رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قال: دَعْني إنِّي مُحْتاجٌ وعَلَيَّ عِيالٌ ولي حاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قال: فَخلَّيْتُ عنهُ فأصْبَحْتُ فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا أبا هُرَيْرَةَ ما فعلَ أسِيرُكَ البارِحَةَ؟ قلتُ: يا رسولَ اللَّه شكا حاجةً شَدِيدَةً وعِيالًا، فرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قال: أما إنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ فجاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعامِ، فأَخَذْتُهُ فقلتُ: لَأرْفَعنَّكَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قال: دَعْني فإنِّي مُحْتاجٌ وعليَّ عِيالٌ لا أَعُودُ، فرَحِمْتُهُ فخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فأصْبَحْتُ فقالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يا أبا هُرَيْرَةَ ما فعلَ أَسِيرُكَ؟ قلتُ: يا رسُولَ اللَّه شَكا حاجَةً وعِيالًا فرحِمتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فقال: أما إنَّهُ كَذَبَكَ وسَيَعُودُ. فرصَدْتُهُ فجاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعامِ فأَخَذْتُهُ فقلتُ: لَأرْفَعَنَّكَ إلى رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وهذا آخِرُ ثَلاثِ مَراتٍ، إنَّكَ تَزْعُمُ لا تعُودُ ثمَّ تَعُودُ، قال: دَعني أُعَلِّمُكَ كَلماتٍ يَنْفَعُكَ اللَّه بها، إذا أَويتَ إلى فِراشِكَ فاقرَأْ آيةَ الكُرْسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (¬1) حتَّى تَخْتِمَ الآيةَ فإنَّكَ لَنْ يَزالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّه حَافِظٌ ولا يَقْرَبُكَ شَيْطانٌ حتَّى تُصْبحَ. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فأصْبَحْتُ، فقال لي رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما فعلَ أسِيرُكَ؟ قلتُ: زَعَمَ أنهُ يُعَلِّمُني كَلِماتٍ يَنْفَعُني اللَّه بها، قال: أما إنَّهُ صَدَقَكَ وهو كذوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تخاطِبُ منذُ ثلاثِ ليالٍ؟ قلتُ: لا يا رسولَ اللَّه، قال: ذاكَ شيطانٌ" (¬2). 1524 - عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه أنه قال: "بَيْنَما جِبْريل عِنْدَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فقال: هذا بابٌ ¬

_ (¬1) سورة البقرة (2)، الآية (255). (¬2) أخرجه: البخاري في الصحيح 4/ 487، كتاب الوكالة (40)، باب إذا وكَّل رجلًا فترك الوكيل شيئًا. . . (1)، الحديث (2311). و (يَحْثُو): يغرف.

مِنَ السَّمَاءِ فُتحَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ إلى الأرضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليوْمَ فَسَلَّمَ فقال: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتيتَهُما لَمْ يؤتَهُما نَبيٌّ قَبْلَكَ (¬1): فاتحة الكِتابِ وخَواتِيم سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إلَّا أُعْطِيتَهُ" (¬2). 1525 - عن عبد اللَّه [بن مسعود] (¬3) رضي اللَّه عنه أنّه قال: "لمَّا أُسْرِيَ برسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم انْتُهِيَ بهِ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى فأُعْطِيَ ثَلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ، وخَوَاتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَنْ لاَ يُشْرِكُ باللَّه مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا المُقْحِمَاتُ" (¬4). 1526 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الآيتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البقَرَةِ مَنْ قَرَأَ بِهِمَا في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ" (¬5). 1527 - وقال: "مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ" (¬6). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (قطّ) وليست في المخطوطة ولا عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 554، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة. . . (43)، الحديث (254/ 806). و (نقيضًا): صوتًا شديدًا. (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 157، كتاب الإيمان (1)، باب في ذكر سدرة المنتهى (76)، الحديث (279/ 173). والمقحمات معناه الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم إياها والتقحم الوقوع في المهالك (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 3). (وسِدْرَة المنتهى): شجرة في أقصى الجنة. (¬5) متفق عليه من حديث أبي مسعود البدري رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 7/ 317، كتاب المغازي (64)، باب (12)، الحديث (4008). ومسلم في الصحيح 1/ 555، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة. . . (43)، الحديث (255/ 807). (¬6) أخرجه مسلم من حديث أبي الدرداء رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 555، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي (44)، الحديث (257/ 809). وقوله: (عُصِمَ من الدجال)، أي فتنته.

1528 - وقال: أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القرآنِ؟ قالوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ" (¬1). 1529 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم بَعَثَ رجُلًا على سَرِيَّةٍ وكان يَقْرَأُ لِأصْحَابِهِ في صَلاَتِهِمْ فيَخْتِمُ بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: سَلُوهُ لِأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلك؟ فَسَألُوهُ فقالَ: لِأنَّها صِفَةُ الرَّحْمنِ وأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَها، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّه يُحِبُّهُ" (¬2). 1530 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّه إنِّي أُحِبُّ هذِهِ السُّورةَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قال: إنَّ حُبَّكَ إيَّاهَا يُدْخِلُكَ الجَنَّةَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي الدرداء رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 556، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (45)، الحديث (259/ 811). (¬2) متفق عليه أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 347 - 348، كتاب التوحيد (97)، باب ما جاء في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمته إلى توحيد اللَّه تبارك وتعالى (1)، الحديث (7375). ومسلم في الصحيح 1/ 557، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (45)، الحديث (263/ 813). (¬3) أخرجه: البخاري بمعناه تعليقًا بصيغة الجزم في الصحيح 2/ 255، كتاب الأذان (10)، باب الجمع بين السورتين في الركعة (106)، الحديث (774 م) قال: وقال عبيد اللَّه بن عمر عن ثابت عن أنس رضي اللَّه عنه فذكر الحديث بمعناه. وأخرجه الترمذي موصولًا عن البخاري في السنن 5/ 169 - 170، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في سورة الاخلاص (11)، الحديث (2901). وأخرجه البيهقي موصولًا من طريق آخر عن عبيد اللَّه بن عمر في السنن الكبرى 2/ 61، كتاب الصلاة، باب إعادة سورة في كل ركعة. أما الحديث الشاهد فقد أخرجه الترمذي بلفظه من طريق مُبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس رضي اللَّه عنه، في المصدر السابق عقيب رواية عبيد اللَّه بن عمر.

1531 - عن عُقبة بن عامِر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم: "أَلَمْ تَرَ آياتٍ أُنْزِلَتْ (¬1) اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} " (¬2). 1532 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُل لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فيهِمَا فَقَرَأَ فيهِمَا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا ما اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا على رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وما أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثلاثَ مَرَّاتٍ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1533 - عن عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "ثَلاثٌ تَحْتَ العَرْشِ يَوْمَ القيامَةِ: القُرْآنُ يُحَاجُّ العِبَادَ لَهُ ظَهْرٌ وبَطْنٌ، والْأَمَانَةُ، والرَّحِمُ تُنادِي: ألا مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّه وَمَنْ قَطَعَني قَطَعَهُ اللَّه" (¬4). 1534 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُقَالُ لِصاحِبِ ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (عليَّ) وليست عند مسلم في هذه الرواية، وهي في رواية أخرى عنده. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 558، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل قراءة المعوذتين (46)، الحديث (264/ 814). (¬3) أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 62، كتاب فضائل القرآن (66)، باب فضل المعوِّذات (14)، الحديث (5017). و (نفث): نفخ. (¬4) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، ص 190، باب في الثلاثة التي تحت العرش (148). والبغوي بإسناده في شرح السنة 13/ 22 - 23، كتاب الاستئذان، باب ثواب صلة الرحم، الحديث (3433). وذكره السيوطي في الجامع الصغير 1/ 539، الحديث (3495) وعزاه إلى محمد بن نصر في "فوائده". قوله: (ظهر وبطن) الظهر: المعنى الظاهر، والبطن: الخفيّ منه.

القُرْآنِ اقْرَأْ وارْتَقِ ورَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا، فإنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُها" (¬1). 1535 - وقال: "إنَّ الذي لَيْسَ في جوفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كالبَيْتِ الخرِبِ" (¬2) (صحيح). 1536 - وقال: "يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وتعالَى: مَنْ شَغَلَهُ القُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ ما أُعْطي السَّائِلين، وفَضْلُ كَلَامِ اللَّه تعالى على سائرِ الكَلامِ كَفَضْلِ اللَّه على خَلْقِهِ" (¬3) (غريب). 1537 - وقال: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّه فَلَهُ بهِ حَسَنةٌ، والحَسَنَةُ ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 192، وأبو داود في السنن 2/ 153، كتاب الصلاة (2)، باب استحباب الترتيل في القراءة (355)، الحديث (1464). والترمذي في السنن 5/ 177، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (18)، الحديث (2914)، وقال: (حسن صحيح). وعزاه للنسائي المزي في تحفة الأشراف 6/ 289 - 290، الحديث (8627). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 442، كتاب التفسير (28)، باب فيمن يقرأ القرآن (3)، الحديث (1790). والحاكم في المستدرك 1/ 552 - 553، كتاب فضائل القرآن باب أخبار في فضائل القرآن جملة، وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 1/ 223، والدارمي في السنن 2/ 429، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن. والترمذي في السنن 5/ 177، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (18)، الحديث (2913)، وقال: (حسن صحيح). (¬3) أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: الدارمي في السنن 2/ 441، كتاب فضائل القرآن، باب فضل كلام اللَّه على سائر الكلام. والترمذي في السنن 5/ 184، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (25)، الحديث (2926) وقال: (حسن غريب). وعزاه للبيهقي في "شعب الإيمان" الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 658 - 659، الحديث (2136/ 28).

بِعَشْرِ أَمْثَالِها، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، ألِفٌ حَرْفٌ ولَامٌ حَرْفٌ ومِيمٌ حَرْفٌ" (¬1) [غريب] (¬2). 1538 - عن الحارث عن عليّ رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: ألا إنَّها سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فقلتُ: ما المَخْرَجُ مِنْهَا يا رسولَ اللَّه؟ قال: كِتابُ اللَّه فيهِ نَبَأُ ما قَبْلَكُمْ وخَبَرُ ما بَعْدَكُمْ وحُكْمُ ما بَيْنَكُمْ، هُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بالهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّه، ومَنِ ابتَغَى الهُدَى في غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّه، وهُوَ حَبْلُ اللَّه المَتِينُ، وهُوَ الذِّكرُ الحَكِيمُ، وهُوَ الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، وهُوَ الذي لا تَزِيغُ بهِ الأهواءُ، ولا تَلْتَبِسُ بهِ الْأَلْسِنَةُ، ولا يَشْبَعُ مِنهُ العلماءُ، ولا يَخْلُقُ (¬3) عَنْ كَثْرَة الرَّدِّ، ولا تَنْقَضِي عَجَائبُهُ، هُوَ الذي لمْ تَنْتَهِ الجِنُّ إذْ سمِعْتُهُ حَتَّى قالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} (¬4) مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ، ومَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، ومَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، ومَنْ دَعَا إليْهِ هُدِيَ إلى صِراطٍ مستقيمٍ" (¬5) (إسناده مجهول). 1539 - وقال: "مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وعَمِلَ بما فيهِ أُلْبِسَ والِدَاهُ تاجًا يومَ القيامَةِ ضَوْؤهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ في بُيوتِ الدُّنْيَا لو كانَتْ فيكُمْ، ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: الدارمي في السنن 2/ 429، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن. والترمذي في السنن 5/ 175، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ماله من الأجر (16)، الحديث (2910) واللفظ له. وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه). (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) خَلُقَ الثوب بالضم إذا بَليَ فهو خَلَقٌ بفتحتين (الفيومي، المصباح المنير، مادة "خلق"). (¬4) سورة الجن (72)، الآية (1). (¬5) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 435، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن. والترمذي في السنن 5/ 172، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل القرآن (14)، الحديث (2906)، وقال: (هذا حديث لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه وإسناده مجهول).

فما ظَنُّكُمْ بالذي عَمِلَ بهذا" (¬1). 1540 - وقال: "لو كانَ القُرآنُ في إهَابٍ ما مَسَّنْهُ النَّار" (¬2). 1541 - وعن عليّ رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فاَسْتَظْهَرَهُ فَأَحَلَّ حلالَهُ وحَرَّمَ حَرَامَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ وشَفَعَهُ في عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لهُ النَّار" (¬3) (غريب ضعيف). 1542 - و"قال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لِأُبَيّ بن كعب رضي اللَّه عنه: كَيْفَ تَقْرَأُ في الصَّلاةِ؟ فَقَرَأَ أمَّ القُرْآنِ، فقال: والذي نَفْسِي بِيَدِهِ ما أُنْزِلَتْ في التَّوْرَاةِ ولا في الإنْجِيلِ ولا في الزَّبُورِ ولا في القُرْآنِ [سُورَة] (¬4) مِثْلُها، وإنَّها السَّبْعُ المَثَانِي والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُعْطِيتُ" (¬5) (صحيح). ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث معاذ الجهني رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 440. وأبو داود في السنن 2/ 148، كتاب الصلاة (2)، باب في ثواب قراءة القرآن (349)، الحديث (1453). (¬2) أخرجه من حديث عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 4/ 151، 155. والدارمي في السنن 2/ 430، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن. والطبراني في المعجم الكبير 17/ 308، الحديث (850). و (الإهاب): الجلد. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 148، 149. والترمذي في السنن 5/ 171، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن (13)، الحديث (2905)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح، وحفص بن سليمان -الراوي- يضعَّف في الحديث). وابن ماجه في السنن 1/ 78، المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (16)، الحديث (216). (¬4) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند أصحاب الأصول، وهي من المطبوعة. (¬5) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 357، 413 و 5/ 114. والترمذي في السنن 5/ 155 - 156، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب (1)، الحديث (2875) وقال: (حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 139، كتاب الافتتاح (11)، باب تأويل قول اللَّه =

1543 - وقال النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا القُرْآنَ فاقْرَؤُهُ، فإنَّ مَثَلَ القُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَ فَقَرَأَ وأقامَ بِهِ كمثَلِ جِرابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا تَفُوحُ رِيحُهُ على كُلِّ مَكانٍ، ومثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَرَقَدَ وهو في جَوْفهِ كمَثَلِ جِرابٍ أُوكئَ على مِسْكٍ" (¬1). 1544 - وقال "مَنْ قَرَأَ {حم} المُؤْمِنْ إلى {إِليهِ المَصِيرُ} (¬2) وآيَةَ الكُرْسِيِّ حينَ يُصْبحُ حُفِظَ بِهِمَا حتَّى يُمْسِيَ، ومَنْ قَرَأَهُما حِينَ يُمْسي حُفِظَ بِهِمَا حتَّى يُصْبح" (¬3) (غريب). 1545 - وقال: "إنَّ اللَّه كَتبَ كِتابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ والْأَرْضَ بِأَلفَيْ عام، أَنْزَلَ فيهِ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِما سُورَةَ البَقَرَةِ، فلا تُقْرَآنِ في دارٍ ثَلاثَ ¬

_ = عزَّ وجلَّ {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (26). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 424، كتاب التفسير (28)، سورة فاتحة الكتاب، الحديث (1714). والحاكم في المستدرك 2/ 258، كتاب التفسير، باب ذكر فضيلة سورة الفاتحة ... وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. (¬1) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: الترمذي في السنن 5/ 156، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (2)، الحديث (2876)، وقال: (حديث حسن) وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 10/ 280، الحديث (14242). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 78، المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (16)، الحديث (217). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 442، كتاب التفسير (28)، باب فيمن يقرأ القرآن (3)، الحديث (1789). وقوله: "أوكئ" أي ربط، والجراب من أوعية المسك. (¬2) سورة غافر (40)، الآيات (1 - 3). (¬3) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: الدارمي في السنن 2/ 449، كتاب فضائل القرآن، باب فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي. والترمذي في السنن 5/ 157 - 158، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (2)، الحديث (2879) وقال: (هذا حديث غريب).

لَيالٍ فَيَقْرَبُها الشَّيْطانُ" (¬1) (غريب) (¬2) 1546 - وقال: "مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آياتٍ مِنْ أَوَّلِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ" (¬3) (صحيح). 1547 - وقال: "إنَّ لِكُلِّ شيءٍ قَلْبًا وقَلْبُ القُرْآنِ يس، ومَنْ قَرَأَ يَس كَتَبَ اللَّه لَهُ بِقِرَاءَتِها قِراءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ" (¬4) (غريب). 1548 - وقال: إنَّ اللَّه تعالَى قَرَأَ طه ويس قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ بِألْفِ عامٍ، فلمَّا سَمِعَتِ المَلَائِكَةُ القُرْآنَ قالت: طُوبى لِأمَّةٍ يَنْزِلُ هذا عَلَيْهَا، وطوبَى لَأجوافٍ تَحْمِلُ هذا، وطُوبَى لِألْسِنَةٍ تَتَكَلَّمُ بهذا" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 4/ 274. والدارمي في السنن 2/ 449، كتاب فضائل القرآن، باب فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي. والترمذي في السنن 5/ 159 - 160، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في آخر سورة البقرة (4)، الحديث (2882)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 536، باب ذكر ما يجير من الجن والشيطان. . . الحديث (966) و (967). وصححه ابن حبان، وأورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 427، كتاب التفسير (28)، سورة البقرة، الحديث (1726). والحاكم في المستدرك 2/ 260، كتاب التفسير، باب سيدة آي القرآن آية الكرسي، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. (¬2) هذا الحديث مؤخر بعد الذي يليه في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه الترمذي من حديث أبي الدرداء رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 162، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل سورة الكهف (6)، الحديث (2886)، وقال: (حسن صحيح). (¬4) أخرجه من حديث أنس رضي اللَّه عنه: الدارمي في السنن 2/ 456، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل يس. والترمذي في السنن 5/ 162، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل يس (7)، الحديث (2887)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث حميد بن عبد الرحمن). (¬5) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: الدارمي في السنن 2/ 456، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل سورة طه ويس واللفظ له. وابن أبي عاصم في كتاب =

1549 - وقال: "مَنْ قَرَأَ حم الدُّخانَ في لَيْلَةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ" (¬1) (غريب). 1550 - وقال: "مَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ في ليلةِ الجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ" (¬2) (غريب). 1551 - وعن العِرْباضِ بن سَارِية "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَقْرَأُ المُسَبِّحَاتِ (¬3) قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ يقولُ: إنَّ فِيهِنَّ آيةً خَيْر مِنْ أَلْفِ آيَةٍ" (¬4) (غريب). ¬

_ = السنة 1/ 269، باب في ذكر كلامه تبارك وتعالى (136)، الحديث (607). والعقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 660، ضمن ترجمة إبراهيم بن المهاجر بن مسمار المديني (65). وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 218، ترجمة إبراهيم بن مهاجر بن مسمار مدني. وعزاه للطبراني في "المعجم الأوسط" الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 56، كتاب التفسير، سورة طه. و (طوى): الراحة الكاملة والحالة الطيبة. (¬1) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 163، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل حم الدخان (8)، الحديث (2888)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه). (¬2) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (2889)، وقال: (هذا حديث لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه). (¬3) هي السور التي في أوائلها سبحان أو سبَّحَ أو يسبحُ أو سبِّحْ، وهي سبعة: الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى (القاري، المرقاة 2/ 598). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 128. وأبو داود في السنن 5/ 304، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول عند النوم (107)، الحديث (5057). والترمذي في السنن 5/ 181، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (21)، الحديث (2921)، وفي 5/ 475، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام (22)، الحديث (3406) وقال: (هذا حديث حسن غريب). والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 434، باب الفضل في قراءة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}، الحديث (713) و (714).

1552 - وقال: "إنَّ سُورَةً في القُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حتَّى غُفِرَ لَهُ، وهيَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (¬1) " (¬2). 1553 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "ضَربَ بعضُ أصحابِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم خِبَاءَهُ على قَبْرٍ وهو لا يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْر، فإذا فيهِ إنسانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حتَّى خَتَمَها، فَأتى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأخْبَرَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: هِيَ المانِعَةُ هِيَ المُنْجِيَةُ المُنْجِيَةُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ (¬3) " (¬4) (غريب). 1554 - وعن جابر رضي اللَّه عنه "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ لا ينامُ حتَّى يَقْرَأَ {الم (1) تَنْزِيلُ} و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} " (¬5) (غريب). ¬

_ (¬1) سورة الملك (67)، الآية (1). (¬2) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 299، 321. وأبو داود في السنن 2/ 119، كتاب الصلاة (2)، باب في عدد الآي (327)، الحديث (1400)، والترمذي في السنن 5/ 164، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل سورة الملك (9)، الحديث (2891)، وحسّنه. والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 433، باب الفضل في قراءة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}، الحديث (710). وابن ماجه في السنن 2/ 1244، كتاب الأدب (33)، باب ثواب القرآن (52)، الحديث (3786). وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 438، كتاب التفسير (28)، سورة الملك، الحديث (1766). والحاكم في المستدرك 1/ 565، كتاب فضائل القرآن، باب مغفرة رجل بشفاعة سورة الملك، وفي 2/ 497 - 498، كتاب التفسير، باب تفسير سورة الملك، وقال: (صحيح الإِسناد) وأقره الذهبي. (¬3) في مخطوطة برلين: (من عذاب اللَّه). وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 164، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في فضل سورة الملك (9)، الحديث (2890)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). وخِباءه: أي خيمته. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 340. والدارمي في السنن 2/ 455، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل سورة تنزيل السجدة وتبارك. والترمذي في السنن 5/ 165، كتاب فضائل =

1555 - عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما أنَّه قال، قال رسُول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: {إِذَا زُلْزِلَتِ} تَعْدِلُ نِصْفَ القُرْآنِ و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنِ" (¬1). 1556 - عن مَعْقِل بن يَسَار رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "مَنْ قالَ حِينَ يُصْبحُ ثَلاَثَ مَراتٍ أَعُوذُ باللَّه السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، فَقَرَأَ ثَلاَثَ آياتٍ مِنْ آخِرِ سورَةِ الحَشْرِ وَكَّلَ اللَّه بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عليهِ حتَّى يُمْسِيَ، وإنْ ماتَ في ذلكَ اليَوْمِ ماتَ شهيدًا، ومَنْ قالَها حِينَ يُمْسِي كانَ بتلكَ المَنْزِلَة" (¬2) (غريب). 1557 - عن أنس رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَرَأ كُلَّ يَوْمٍ مائَتَيْ مَرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مُحِيَ عَنْهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً إلَّا أَنْ يَكونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ" (¬3). ¬

_ = القرآن (46)، باب ما جاء في فضل سورة الملك (9)، الحديث (2892)، وقال: (هذا حديث رواه غير واحد عن ليث بن أبي سليم مثل هذا، ورواه مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر). والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 431، ذكر ما يستحب للإِنسان أن يقرأ كل ليلة قبل أن ينام الأحاديث (706 - 709)، وأخرجه ابن السنّي في عمل اليوم والليلة ص (251)، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة، الحديث (680). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 166، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في إذا زلزلت (10)، الحديث (2894). والحاكم في المستدرك 1/ 566، كتاب فضائل القرآن، باب إذا زلزلت تعدل نصف القرآن. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 458، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل حم الدخان. . . والترمذي في السنن 5/ 182، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (22)، الحديث (2922)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 168، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في سورة الإِخلاص (11)، الحديث (2898)، وقال: (هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس) وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 461، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بلفظ: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خمسين مرة غفر اللَّه له ذنوب خمسين سنة".

1558 - وعنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ أرادَ أنْ ينامَ على فِراشِهِ فنَامَ عَلَى يمينهِ ثُمَّ قَرَأَ مائَةَ مَرة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا كانَ يَوْمُ القيامَةِ يَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: يا عَبْدِي ادْخُلْ، على يَمِينِكَ الجَنَّةُ" (¬1) (غريب). 1559 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقالَ: وَجَبَتْ فقلتُ: وما وَجَبَتْ؟ قال: الجَنَّةُ" (¬2). 1560 - عن فَرْوَة بن نَوْفَل عن أبيه "أنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللَّه عَلِّمْني شَيْئًا أَقُولُهُ إذا أَويتُ إلى فِراشي، فقال: اقْرَأْ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فإنَّها بَرَاءَة مِنَ الشِّرْكِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في المصدر السابق. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 208، كتاب القرآن (15)، باب ما جاء في قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (6)، الحديث (18). وأحمد في المسند 2/ 302، 535 - 536. والترمذي في السنن 5/ 167 - 168، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في سورة الإخلاص (11)، الحديث (2897) وقال: (حسن غريب) وفي نسخة (بتحقيق عثمان) 4/ 241، الحديث (3061) قال: (حسن صحيح غريب). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 171، كتاب الافتتاح (11)، باب الفضل في قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 456. والدارمي في السنن 2/ 459، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. وأبو داود في السنن 5/ 303، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول، عند النوم (107)، الحديث (5055). والترمذي في السنن 5/ 474، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام (21)، الحديث (3403). والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 468، قراءة {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عند النوم، الحديث (801). وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 587، كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى. . . (10)، الحديث (2363). والحاكم في المستدرك 1/ 565، كتاب فضائل القرآن، باب ذكر فضائل سور وآي متفرقة، وفي 2/ 538، كتاب التفسير، تفسير سورة الكافرون، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

1561 - وقال عُقبة بن عامِر رضي اللَّه عنه: "بَيْنَا أنا أسيرُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بينَ الجُحْفَة والْأَبْوَاءِ إذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فجعلَ رَسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ويقول: يا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بمثلِها" (¬1). 1562 - عن عبد اللَّه بن خُبَيْب أنّه قال: "خَرَجْنَا في لَيْلَةِ مَطَرٍ وظُلْمةٍ شديدةٍ نَطْلُبُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَأدْرَكْنَاهُ فَقالَ: قُلْ. قُلْتُ: ما أقُولُ؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُصْبحُ وحِينَ تُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" (¬2). 1563 - عن عُقبة بن عامِر أنّه قال: "قُلْتُ يا رسولُ اللَّه أقرأُ سُورَةَ هُودٍ أو سورةَ يوسُف (¬3)؟ قال: لنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللَّه مِنْ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}] (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 153، كتاب الصلاة (2)، باب في المعوذتين (354)، الحديث (1463)، وقد جمع الحافظ ابن كثير في تفسيره 4/ 611 - 612 طرق هذا الحديث وقال: (فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 320 - 321، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5082). والترمذي في السنن 5/ 567 - 568، كتاب الدعوات (49)، باب (117)، الحديث (3575)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه). والنسائي في المجتبى من السنن 8/ 250، كتاب الاستعاذة (50)، باب (1). (¬3) تصحّفت في المطبوعة إلى: (يونس)، والتصويب من المخطوطة والأصول. (¬4) ليست في مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة وهي في لفظ عند النسائي، وعند الحاكم، وليست عند البقية. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 4/ 149، 159. والدارمي في السنن 2/ 462، كتاب فضائل القرآن، باب في فضل المعوذتين. والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 158، كتاب الافتتاح (11)، باب الفضل في قراءة المعوذتين، وفي 8/ 254، كتاب الإستعاذة (50)، باب (1)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 540، كتاب التفسير، باب تفسير سورة الفلق وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرّجاه) وأقرّه الذهبي.

فصل

فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 1564 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "تَعَاهَدُوا القُرآنَ، فَوَالذي نفسي بيدِهِ لهَو أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها" (¬1). 1565 - وقال: "اسْتَذْكِرُوا القُرآنَ، فإنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِها" (¬2). 1566 - وقال: "مَثَلُ صاحبِ القُرآنِ كمثَلِ صاحبِ الإبلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَها، وإنْ أَطْلَقَها ذَهَبَتْ" (¬3). 1567 - وقال: "أقْرَؤُوا القُرآنَ ما ائْتَلفتْ عليهِ قُلُوبُكُمْ، فإذا اخْتَلَفْتُمْ فقومُوا عنهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 79، كتاب فضائل القرآن (66)، باب استذكار القرآن وتعاهده (23)، الحديث (5033) واللفظ له. ومسلم في الصحيح 1/ 545، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الأمر بتعهد القرآن. . . (33)، الحديث (231/ 791). وقوله "تفصِّيًا" أي تفلتًا وتخلصًا (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 9/ 81). (¬2) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 79، كتاب فضائل القرآن (66)، باب استذكار القرآن وتعاهده (23)، الحديث (5032). ومسلم في الصحيح 1/ 544، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الأمر بتعهد القرآن .. (33)، الحديث (288/ 790). و (النَعَم): الإبل والشاة. (¬3) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 79، كتاب فضائل القرآن (66)، باب استذكار القرآن وتعاهده (23)، الحديث (5031). ومسلم في الصحيح 1/ 543، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب الأمر بتعهد القرآن. . . (33)، الحديث (226/ 789). (¬4) متفق عليه من حديث جندب بن عبد اللَّه البجلي رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 101، كتاب فضائل القرآن (66)، باب اقرؤوا القرآن. . . (37)، الحديث (5060). ومسلم في الصحيح 1/ 2053 - 2054، كتاب العلم (47)، باب =

1568 - و"سئلَ أنسٌ رضي اللَّه عنه: كيفَ كانتْ قِراءَةُ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقال: كانَتْ مَدًّا، ثمَّ قرأ {بسمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يمدُّ بـ {بسم اللَّه}، ويَمُدُّ بـ {الرَّحْمَنِ} ويمُدُّ بـ {الرَّحِيمِ} (¬1). 1569 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما أَذِنَ اللَّه لِشيءٍ ما أَذِنَ لنبىٍّ يتغنَّى بالقُرآنِ" (¬2). 1570 - وقال: "ما أذنَ اللَّه لِشئٍ ما أذِنَ لنبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بالقُرآنِ يَجْهَرُ به" (¬3). 1571 - وقال: "ليسَ مِنَّا مَنْ لمْ يتغَنَّ بالقُرآن" (¬4). ¬

_ = النهي عن أتباع متشابه القرآن. . . (1)، الحديث (3/ 2667) و (4/ 2667). واللفظ للبخاري. (¬1) أخرجه: البخاري من رواية قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل قال: "سئل أنس. . . " في الصحيح 9/ 91، كتاب فضائل القرآن (66)، باب مد القراءة (29)، الحديث (5046). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 68، كتاب فضائل القرآن (66)، باب من لم يتغن بالقرآن (19)، الحديث (5023) و (5024). ومسلم في الصحيح 1/ 545، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن (34)، الحديث (232/ 792). (¬3) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 518، كتاب التوحيد (97)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الماهر بالقرآن. . . " (52)، الحديث (7544). ومسلم في الصحيح 1/ 545، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن (34)، الحديث (233/ 792). واللفظ للبخاري. (¬4) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 13/ 501، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [الملك: (67) الآية (13)] (44)، الحديث (7527). قال البغوي في شرح السنة 4/ 485، كتاب فضائل القرآن، باب التغني بالقرآن: (فقال قوم: معنى التغني هو تحسين الصوت وتحزينه لأنه أوقع في النفوس وأنجع في القلوب).

1572 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "قالَ لي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو على المِنْبَرِ: اقْرَأْ عليَّ. قلتُ: أَقْرَأُ عليكَ وعليكَ أُنْزِلَ؟ قال: إنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي. فقرأْتُ سورةَ النساءِ حتَّى أتيتُ إلى هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} (¬1) قال: حَسْبُكَ الآن. فالتفتُ إليه فإذا عَيْنَاهُ تَذْرِفانِ" (¬2). 1573 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لأُبَيِّ بنِ كَعْبِ: إنَّ اللَّه أَمَرَنِي أَنْ أقرأَ عليكَ القُرآنَ. قال: آللَّه سمَّاني لكَ!؟ قال: نعمْ. قال: وقَدْ ذُكِرْتُ عندَ رَبِّ العالَمِينَ!؟ قال: نعمْ. فذرفَتْ عَيْنَاهُ" (¬3) وفي رواية: "أَمَرَنِي أنْ أقرأَ عليكَ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) سورة النساء (4)، الآية (41). (¬2) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 250، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة النساء (4)، باب {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} (9)، الحديث (4582)، وفي 9/ 93،كتاب فضائل القرآن (66)، باب من أَحب أن يستمع القرآن من غيره (32)، الحديث (5049)، وفي 9/ 94، باب قول المقرئ للقارئ: حَسْبُك (33)، الحديث (5050). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 551، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل استماع القرآن. . . (40)، الحديث (247/ 800) و (248/ 800). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 725 - 726، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة {لَمْ يَكُنْ} (98)، الحديث (4960) و (4961). ومسلم في الصحيح 1/ 550، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل. . . (39)، الحديث (245/ 799). (¬4) سورة البينة (98)، الآية (1). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 7/ 127، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب أبي بن كعب رضي اللَّه عنه (16)، الحديث (3809)، وفي 8/ 725، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة {لَمْ يَكُنْ} (98)، الحديث (4959) و (4960).

1574 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يسافَرَ بالقُرآنِ إلى أرضِ العَدُوِّ" (¬1) وفي رواية قالَ: "لا تُسافِرُوا بالقُرآنِ (¬2) فإنِّي لا آمَنُ أَنْ ينالَهُ العَدُوُّ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1575 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنه قال: "جلستُ في عِصابةٍ من ضُعفاءِ المهاجرينَ، وإنَّ بعضَهُمْ لَيَسْتَتِرُ ببعض مِنَ العُرْيِ وقارِئٌ يقرأُ علينَا، إذْ جاءَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقامَ عَلَيْنَا، فلمَّا قامَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سكتَ القارِئُ، فسلَّمَ ثمَّ قال: مَا كُنْتُم تَصْنَعُونَ؟ قُلنا: كُنَّا نستَمِعُ إلى كِتابِ اللَّه، فقال: الحمدُ للَّه الذي جعلَ مِنْ أُمَّتي مَنْ أُمِرْتُ أَنْ أَصْبِرَ نفسِي مَعَهُمْ. قال: فجلسَ وَسْطَنَا ليَعْدِلَ بنفسِهِ فينا ثُمَّ قال بيدِهِ هكذا، فتحلَّقُوا وبرَزَتْ وُجُوهُهُمْ لهُ فقال: أبْشِرُوا يا مَعْشَرَ صعَالِيكِ المُهاجِرينَ بالنُّورِ التَّامُ يومَ القِيامَةِ، تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قبلَ أَغْنِيَاءِ النَّاسِ بِنِصْفِ يومٍ، وذلكَ خمسُمائةِ سنَةٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 133، كتاب الجهاد (56)، باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو (129)، الحديث (2990). ومسلم في الصحيح 3/ 1490، كتاب الإمارة (33)، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفارة (24)، الحديث (92/ 1869). (¬2) في المطبوعة زيادة: (إلى أرض العدوّ)، وليست في المخطوطة ولا عند مسلم في هذه الرواية. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1491، الحديث (94/ 1869). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 63، 96. وأبو داود في السنن 4/ 72 - 73، كتاب العلم (19)، باب في القصص (13)، الحديث (3666). قوله: "فقام علينا" أي وقف على رؤوسنا أي كنا غافلين عن مجيئه فنظرنا فإذا هو قائم فوق رؤوسنا يستمع إلى كتاب اللَّه. وقوله "ثم قال بيده" أي أشار بيده. و"صعاليك المهاجرين" أي جماعة الفقراء من المهاجرين جمع صعلوك. وسيأتي الحديث في كتاب الرقاق، باب فضل الفقراء.

1576 - وقال: "زَيِّنُوا القُرآنَ بأَصْوَاتِكُمْ" (¬1). 1577 - وقال: "مَا مِنْ امرِئٍ يقرأُ القُرْآنَ ثُمَّ ينساهُ إلَّا لقيَ اللَّهَ يومَ القيامَةِ أَجْذَمَ" (¬2). 1578 - عن عبد اللَّه بن عمرو (¬3) أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لَمْ يَفْقَهْ مَنْ قَرَأَ القُرآنَ في أقلِّ مِنْ ثَلاثٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث البراء بن عازب رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 4/ 285، 296، 304. والدارمي في السنن 2/ 474، كتاب فضائل القرآن، باب التغني بالقرآن. وأبو داود في السنن 2/ 155، كتاب الصلاة (2)، باب استحباب الترتيل في القراءة (355)، الحديث (1468). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 179، 180، كتاب الافتتاح (11)، باب تزيين القرآن بالصوت (83). وابن ماجه في السنن 1/ 426، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب في حسن الصوت بالقرآن (176)، الحديث (1342). وأخرجه الحاكم من طرق عن البراء في المستدرك 1/ 571 - 575، كتاب فضائل القرآن باب زينوا بالقرآن بأصواتكم. (¬2) أخرجه من حديث سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 5/ 284، 285. والدارمي في السنن 2/ 437، كتاب فضائل القرآن، باب من تعلم القرآن ثم نسيه. وأبو داود في السنن 2/ 158، كتاب الصلاة (2)، باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه (356)، الحديث (1474). و (الأجذم) الذي تساقطت أعضاؤه. (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى عبد اللَّه بن عمر. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 164، 165، 189، 193، 195. والدارمي في السنن 1/ 350، كتاب الصلاة، باب في كم يختم القرآن. وأبو داود في السنن 2/ 116، كتاب الصلاة (2)، باب تحزيب القرآن (326)، الحديث (1394). والترمذي في السنن 5/ 198، كتاب القراءات (47)، باب (13)، الحديث (2949) وقال: (حسن صحيح). وعزاه للنسائي المزي في تحفة الأشراف 6/ 390، الحديث (8950). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 428، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب في كم يستحب يختم القرآن (178)، الحديث (1347).

1579 - وعن عُقبة بن عامِر عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "الجاهِرُ بالقُرآنِ كالجاهرِ بالصَّدقةِ، والمُسِرُّ بالقُرآنِ كالمُسِرِّ بالصَّدقةِ" (¬1) (غريب). 1580 - عن صُهَيْب أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما آمَنَ بالقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ محارِمَهُ" (¬2) (ضعيف). 1581 - عن يَعْلى بن مَمْلَك "أنّه سألَ أُمَّ سلمةَ عنْ قراءَةِ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، فإذا هي تَنْعَتُ قِراءَةً مُفَسَّرةً حرفًا حرفًا" (¬3). 1582 - ورُوي أنّها قالت: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُقطِّعُ قراءَتَهُ يقولُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثمَّ يَقِفُ، ثمَّ يقولُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثمَّ يقِفُ" (¬4) (والأوّل أصحّ). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 151، 158. وأبو داود في السنن 2/ 83 - 84، كتاب الصلاة (2)، باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل (315)، الحديث (1333). والترمذي في السنن 5/ 180، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (20)، الحديث (2919) وقال: (حسن غريب). والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 80، كتاب الزكاة (23)، باب المسر بالصدقة (68). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 180، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (20)، الحديث (2918) وقال: (هذا حديث ليس إسناده بالقوي). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 154، كتاب الصلاة (2)، باب استحباب الترتيب في القراءة (355)، الحديث (1466). والترمذي في السنن 5/ 182، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء كيف كان قراءة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (2923) وقال: (حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة). والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 181، كتاب الافتتاح (11)، باب تزيين القرآن بالصوت (83). (¬4) رواه ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة رضي اللَّه عنه. أخرجه أحمد في المسند 6/ 302، وأبو داود في السنن 4/ 294، كتاب الحروف والقراءات (24)، باب (1)، الحديث (4001)، والترمذي في السنن 5/ 185، كتاب القراءات (47)، =

فصل

فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 1583 - قال عمر بن الخطَّاب: "سَمِعْتُ هِشامَ بنَ حَكِيمِ بن حزِامٍ يقرأُ سورةَ الفُرقانِ على غيرِ ما أقرَؤُهَا، وكانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَقْرَأَنِيها، فجِئْتُ بِهِ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقلتُ: إنِّي سمعتُ هذا يقرأُ سُورَةَ الفُرقانِ على غيرِ ما أقرأْتَنِيها، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اقْرَأْ. فقرأَ القِراءَةَ التي سَمِعْتُهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هكذا أُنْزِلَتْ. ثمَّ قالَ لي: اقْرَأْ. فقَرَأْتُ، فقال: هكذا أُنْزِلَتْ، إنَّ هذا القُرآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقْرَؤُوا ما تيسَّرَ منه" (¬1). 1584 - وقال ابن مسعود: "سمعتُ رجُلًا قرأَ آيةً وسمِعْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأُ خِلافَها، فجئْتُ بهِ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فعَرَفْتُ في وَجْهِهِ الكَراهِيَةَ، فقال: كِلاكُما مُحْسِنٌ فلا تَخْتَلِفُوا فإنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اخْتَلَفُوا فهَلَكُوا" (¬2). ¬

_ = باب في فاتحة الكتاب (1)، الحديث (2927) وقال: (هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى عن هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة، وحديث الليث -السابق- أصح). وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 313، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في الصلاة، وقال: (إسناده صحيح وكلهم ثقات). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 232، كتاب التفسير، باب كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقطع قراءته، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 73، كتاب الخصومات (44)، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض (4)، الحديث (2419). ومسلم في الصحيح 1/ 560، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف (48)، الحديث (270/ 818). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 70، كتاب الخصومات (44)، باب ما يذكر في =

1585 - وعن أبيّ بن كعب أنّه قال: "كُنْتُ في المسجِدِ فدخلَ رَجُلٌ يُصَلِّي فقرأَ قِراءَةً أنكرتُها عليهِ، ثمَّ دَخَلَّ آخرُ فقرأَ قراءةً سِوَى قِراءةِ صاحِبِهِ، فلمَّا قَضَيْنَا الصَّلاةَ دَخَلْنَا جَميعًا على رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقلت: إنَّ هذا قرأَ قِراءةً أنكرتُها عليهِ، ودخلَ آخرُ فقرأَ سِوَى قِراءةِ صاحِبِهِ. فأَمَرَهُمَا النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقرآ، فحسَّنَ شَأْنَهُمَا فَسُقِطَ في نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ ولا إذ كُنْتُ في الجَاهِلِيَّةِ، فلمَّا رأَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ما قَدْ غَشِيَني ضَرَبَ في صَدْرِي فَفِضْتُ عَرَقًا وكأنَّما أنْظُرُ إلى اللَّه تعالى فَرَقًا، فقال لي: يا أُبَيُّ أُرْسِلَ إليَّ أَنِ اقْرَإِ القُرآنَ على حَرْفٍ، فردَدْتُ إلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي، فردَّ إليَّ الثانيَةَ: اقْرَأْهُ على حَرْفَيْنِ، فَرَدَدْتُ إليهِ أنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي، فَرَدَّ إليَّ الثالثةَ: اقْرَأْهُ على سبعةِ أَحْرُفٍ ولكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مسألَةٌ تَسأَلُنِيها، فقلتُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأمَّتي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأمَّتي، وأَخَّرْتُ الثالثةَ ليَوْمٍ يَرْغَبُ إليَّ الخلقُ كُلُّهُمْ حتَّى إبراهيمُ عليهِ السَّلامُ" (¬1). 1586 - وقال ابن عباس إنَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أَقْرَأَني جِبْرِيلُ على حَرْفٍ فراجَعْتُهُ، فلمْ أَزَلْ أستَزِيدُهُ فيَزِيدُني حتَّى انتهَى إلى سبعةِ أَحْرُفٍ" (¬2). ¬

_ = الإِشخاص. . . (1)، الحديث (2410)، وفي 6/ 513 - 514، كتاب الأنبياء (60)، باب (54)، الحديث (3476). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 561 - 562، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف (48)، الحديث (273/ 820). و (فَرَقًا): خوْفًا. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 23، كتاب فضائل القرآن (66)، باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف (5)، الحديث (4991). ومسلم في الصحيح 1/ 561، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف (48)، الحديث (272/ 819).

مِنَ الحِسَان: 1587 - عن أُبيّ بن كعب أنّه قال: "لَقِيَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جِبريلَ فقال: يا جِبْرِيلُ إِنِّي بُعِثْتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيِّينَ، منهُمُ العَجُوزُ والشَّيْخُ الكَبِيرُ والغُلامُ والجارِيَةُ والرَّجُلُ الذي لمْ يقرَأْ كِتابًا قَطّ، قال: يا مُحَمَّدُ إنَّ القُرآنَ أُنْزِلَ على سبعةِ أَحْرِفٍ" (¬1) وفي رواية: "ليسَ منها إلّا شافٍ كافٍ" (¬2) وفي رواية عن أُبَيّ أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ جِبريلَ ومِيكائيلَ أتيانِي فقعدَ جِبريلُ عنْ يَمِيني وميكائيلُ عنْ يسَارِي، فقالَ جِبريلُ: اقْرَأْ القُرْآنَ على حَرْفٍ، وقال مِيكائيلُ: اسْتَزِدْهُ، حتَّى بلغَ سبعةَ أحْرُفٍ، فكُلُّ حرفٍ شافٍ كافٍ" (¬3). 1588 - عن عِمران بن حُصَيْن: "أنَّه مَرَّ على قاصٍّ يقرَأُ ثم يسألُ، فاسْترجَعَ ثمَّ قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَلْيَسْأَلِ اللَّه بهِ، فإنَّهُ سَيَجِيءُ أقوامٌ يقرأُونَ القُرآنَ يسألُونَ بِهِ النَّاسَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 73، الحديث (543). والترمذي في السنن 5/ 194، كتاب القراءات (47)، باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف (11)، الحديث (2944) وقال: (حسن صحيح). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 124. وأبو داود في السنن 2/ 160، باب الصلاة (2)، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (357)، الحديث (1477). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 51، 114، 122. والنسائي في المجتبى من السنن 2/ 154، باب الافتتاح (11)، باب جامع ما جاء في القرآن (37). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 432 - 433. والترمذي في السنن 5/ 179، كتاب فضائل القرآن (46)، باب (20)، الحديث (2917) واللفظ له. وقوله "فاسترجع" أي عمران بن الحصين، يعني قال: إنّا للَّه وإنا إليه راجعون.

9 - كتاب الدعوات

9 - كِتَابُ الدَّعَوَاتِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 1589 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فتعجَّلَ كُلُّ نَبيٍّ دَعْوَتَهُ، وإنِّي اختَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأمَّتي (¬1) يومَ القيامَةِ، فهيَ نائلةٌ إنْ شاءَ اللَّه مَنْ ماتَ مِنْ أُمَّتي لا يُشْرِكُ باللَّه شيئًا" (¬2). 1590 - وقال: "اللَّهُم إنِّي أَتَخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لنْ تُخْلِفَنِيهِ فإنَّما أنا بشرٌ، فأيُّ المُؤمِنينَ آذَيْتُهُ شَتَمْتُهُ لَعَنْتُهُ جَلَدْتُهُ فاجْعَلْهَا لهُ صلاةً وزكاةً وقُرْبةً ¬

_ (¬1) في المخطوطة زيادة (إلى) وليست في المطبوعة ولا عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم بلفظه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 189، كتاب الإيمان (1)، باب اختباء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دعوة الشفاعة لأمته (86)، الحديث (338/ 199). وأخرجه البخاري ومسلم بلفظ أقصر منه قال: "لكل نبى دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة" أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 96، كتاب الدعوات (80)، باب لكل نبي دعوة مستجابة (1)، الحديث (6304)، ومسلم في المصدر السابق 1/ 188 - 189، الحديث (334/ 198)، و (335/ 198) و (336/ 198). و (نائلة): أي واصلة حاصلة.

تقَرِّبُهُ بها إليكَ يومَ القيامَةِ" (¬1). 1591 - وقال: "إذا دَعَا أحدُكُمْ فلا يَقُلْ اللَّهمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِي إنْ شِئْتَ، ولْيَعْزِمْ مسألَتَهُ إنَّهُ يفعلُ ما يشاءُ لا مُكْرِهَ لَهُ" (¬2) وفي رواية: "ولكن لِيَعْزِمْ ولْيُعَظِّمْ الرَّغْبَةَ، فإنَّ اللَّه لا يَتَعَاظمُهُ شيءٌ أعْطاهُ" (¬3). 1592 - وقال: "يُسْتَجابُ للعبدِ ما لمْ يَدْعُ بإثْمٍ أو قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لمْ يَسْتَعْجِلْ. قيلَ: يا رسُولَ اللَّه ما الاسْتِعْجَالُ؟ قال: يقولُ قَدْ دَعَوْتُ وقدْ دَعَوْتُ فلمْ أَرَ يُسْتَجَابُ لي فيَسْتَحْسِرْ عندَ ذَلِكَ وَيدَعُ الدُّعَاءَ" (¬4). 1593 - وقال: "دعوةُ المرءِ المسلمِ لأخِيهِ بظهْرِ الغَيبِ مُسْتَجَابَةٌ، ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أيي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 171، كتاب الدعوات (80)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة" (34)، الحديث (6361). ومسلم في الصحيح 4/ 2008، كتاب البر والصلة (45)، باب من لعنه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أو سبه. . . (25)، الحديث (90/ 2601). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الصحيح 13/ 448، كتاب التوحيد (97)، باب في المشيئة والإرادة (31)، الحديث (7477). ومسلم في الصحيح 4/ 2063، كتاب الذكر والدعاء (48)، باب العزم بالدعاء (3)، الحديث (9/ 2679). واللفظ للبخاري إلا أنه قال: "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت. . . ". (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2063، كتاب الذكر والدعاء (48)، باب العزم بالدعاء (3)، الحديث (8/ 2679). (¬4) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2096، كتاب الذكر والدعاء (48)، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل (25)، الحديث (92/ 2735). وأخرجه البخاري مختصرًا في الصحيح 11/ 140، كتاب الدعوات (80)، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل (22)، الحديث (6340). وقوله "فيستحسر" أي ينقطع ويمل ويفتر.

عندَ رَأْسِهِ مَلَكُ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بخَيْرٍ قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ آمينَ، ولكَ بمِثْلٍ" (¬1). 1594 - وقال: "اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجابٌ" (¬2). 1595 - وقال: "لا تَدْعُوا على أْنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكُمْ، ولا تدعُوا على أموالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّه ساعةً يُسألُ فيها عَطاءٌ فيَستَجِيبُ لكُمْ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1596 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي الدرداء رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2094، كتاب الذكر والدعاء (48)، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب (23)، الحديث (88/ 2733). (¬2) شطرة من حديث طويل متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 357، كتاب الزكاة (24)، باب أخذ الصدقة من الأغنياء. . . (63)، الحديث (1496)، ومسلم في الصحيح 1/ 50، كتاب الإِيمان (1)، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام (7)، الحديث (29/ 19). وقد تقدم الحديث بطوله في كتاب الزكاة رقم (1243). (¬3) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2304، كتاب الزهد (53)، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر (18)، الحديث (74/ 3009). (¬4) سورة غافر -المؤمن- (40)، الآية (60). (¬5) أخرجه من حديث النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 4/ 276. وأبو داود في السنن 2/ 161، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء (358)، الحديث (1479). والترمذي في السنن 5/ 211، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة البقرة (3)، الحديث (2969)، وفي 5/ 374، باب ومن سورة المؤمن (42)، الحديث (3247) وفي 5/ 456، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في فضل الدعاء (1)، =

1597 - ويُروى: "الدُّعاءُ مُخُّ العِبادةِ" (¬1). 1598 - وقال: "ليسَ شيءٌ أكرمَ على اللَّه مِنَ الدُّعاءِ" (¬2) (غريب). 1599 - وقال: "لا يَرُدُّ القَضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العُمْرِ إلَّا البِرُّ" (¬3). ¬

_ = الحديث (3372). وقال: (حسن صحيح). وعزاه للنسائي المزي في تحفة الأشراف 9/ 30، الحديث (11643). وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1258، كتاب الدعاء (34)، باب فضل الدعاء (1)، الحديث (3828). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 595، كتاب الأدعية (38)، باب ما جاء في فضل الدعاء (4)، الحديث (2396). والحاكم في المستدرك 1/ 491، كتاب الدعاء، وأقره الذهبي. (¬1) أخرجه الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 456، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في فضل الدعاء (1)، الحديث (3371)، وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة). (¬2) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 362، والترمذي في السنن 5/ 455، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في فضل الدعاء (1)، الحديث (3370) وقال: (هذا حديث حسن غريب). وابن ماجه في السنن 2/ 1258، كتاب الدعاء (34)، باب فضل الدعاء (1)، الحديث (3829). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 595، كتاب الأدعية (38)، باب ما جاء في فضل الدعاء (4)، الحديث (2397). والحاكم في المستدرك 1/ 490، كتاب الدعاء، وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه الترمذي من حديث سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 448، كتاب القدر (33)، باب ما جاء لا يرد القدر إلا الدعاء (6)، الحديث (2139). وجاء من حديث ثوبان رضي اللَّه عنه بزيادة "وإن الرجل ليُحرمُ الرزقَ بالذنب يصيبه" أخرجه أحمد في المسند 5/ 277، 280، 282. وابن ماجه في السنن 1/ 35، المقدمة، باب في القدر (10)، الحديث (90)، وفي 2/ 1334، كتاب الفتن (36)، باب العقوبات (22)، الحديث (4022). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 268، كتاب البيوع (11)، باب في موانع الرزق (3)، الحديث (1090). والحاكم في المستدرك 1/ 493، كتاب الدعاء، باب لا يرد القدر إلا الدعاء، وأقره الذهبي.

1600 - وقال: "إنَّ الدُّعاءَ ينفعُ مما نزلَ ومما لمْ ينزِلْ، فعلَيْكُمْ عِبادَ اللَّه بالدُّعاءِ" (¬1). 1601 - وقال: "ما مِنْ أحَدٍ يَدْعُو بِدُعاءٍ إلَّا آتَاهُ اللَّه ما سألَ أوْ كَفَّ عنه مِنَ السُّوءِ مِثْلَهُ، ما لمْ يَدْعُ بإثمٍ أوْ قَطِيعَةِ رَحِم" (¬2). 1602 - وقال: "سَلُوا اللَّه مِنْ فَضْلِهِ، فإنَّ اللَّه يُحبُّ أنْ يُسألَ، وأفضلُ العِبادَةِ انتِظارُ الفَرَجِ" (¬3) [غريب] (¬4). 1603 - وقال: "مَنْ لمْ يَسْألِ اللَّه يَغْضَبْ عليهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 552، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (102). الحديث (3548). والحاكم في المستدرك 1/ 493، كتاب الدعاء، باب الدعاء ينفع مما نزل. . . وأخرجه أحمد من حديث معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه في المسند 5/ 234. (¬2) أخرجه من حديث جابر رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 360. والترمذي في السنن 5/ 462، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة (9)، الحديث (3381). وفي الباب عن عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه بلفظ مقارب، أخرجه أحمد في المسند 5/ 329. والترمذي في المصدر السابق 5/ 566، باب في انتظار الفرج (116)، الحديث (3573) وقال: (حسن صحيح غريب). (¬3) أخرجه الترمذي من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 565، كتاب الدعوات (49)، باب في انتظار الفرج (116)، الحديث (3571)، وقال عقب الحديث: (هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث وقد خولف في روايته). (¬4) ليست في المطبوعة. (¬5) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 442. والبخاري في الأدب المفرد، ص 224، باب من لم يسال اللَّه يغضب عليه (286)، الحديث (658) و (659). والترمذي في السنن 5/ 456، كتاب الدعوات (49)، باب فضل الدعاء (2)، الحديث (3373) واللفظ له. وابن ماجه في السنن 2/ 1258، كتاب الدعاء (34)، باب فضل الدعاء (1)، الحديث (3827). والحاكم في المستدرك 1/ 491، كتاب الدعاء، باب من لا يدعو اللَّه يغضب عليه.

1604 - وقال: "مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بابُ الدُّعاءِ فُتِحَتْ له أبوابُ الرَّحمةِ، وما سُئِلَ اللَّه شيئًا -يعني (¬1) أَحَبَّ إليهِ- مِنْ أنْ يُسألَ العَافِية" (¬2). 1605 - وقال: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يَسْتَجِيبَ اللَّه لهُ عِندَ الشَّدائِدِ فلْيُكْثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ" (¬3) [غريب] (¬4). 1606 - وقال: "ادْعُوا اللَّه وأنتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ، واعْلَمُوا أنَّ اللَّه لا يَسْتَجِيبُ دُعاءً مِنْ قَلْبٍ غافِلٍ لاهٍ" (¬5) [غريب] (¬6). 1607 - وقال: "إذا سأَلْتُمُ اللَّه فاسْأَلُوهُ ببُطُونِ أَكُفِّكُمْ ولا تسأَلُوهُ بظُهُورِها" (¬7). ¬

_ (¬1) قال القاري في المرقاة 2/ 639: (ولا معنى لقوله يعني هنا لأنه لا يذكر إلا في كلام تام مفيد يحتاج إلى تقييد في اللفظ أو تفسير في المعنى، وهاهنا لا يتم الكلام إلا بما بعده وهو "أحب" كما هو الظاهر، ويؤيد ما قلنا أن لفظ "يعني" غير موجود في أكثر كتب الحديث كالحصن وغيره، فقيل "شيئًا" مفعول مطلق و"أحب إليه" صفته. (¬2) أخرجه الترمذي من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما في السنن 5/ 552، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (102)، الحديث (3548). (¬3) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه الترمذي في السنن 5/ 462، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة (9)، الحديث (3382). والحاكم في المستدرك 1/ 544، كتاب الدعاء، باب أمر إكثار الدعاء في الرخاء، وقال: (صحيح الإِسناد) وأقره الذهبي. لكن قال الترمذي عقب حديثه: (هذا حديث غريب). (¬4) ليست في المطبوعة. (¬5) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: الترمذي في السنن 5/ 517، كتاب الدعوات (49)، باب (66)، الحديث (3479). والحاكم في المستدرك 1/ 493، كتاب الدعاء باب لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه، وقال الترمذي في عقب حديثه: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه). (¬6) ليست في المطبوعة. (¬7) أخرجه أبو داود من حديث مالك بن يسار السكوني رضي اللَّه عنه في السنن 2/ 164 - 165، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء (358)، الحديث (1486).

1608 - ويُروى: "فإذا فَرَغْتُمْ فامْسَحُوا بها وجُوهَكُمْ" (¬1). 1609 - وقال: "إنَّ ربَّكُمْ حَييٌّ كريم يَسْتَحْيي مِنْ عَبْدِهِ إذا رفَعَ يَدَيْهِ إليهِ أنْ يرُدهُمَا صِفْرًا" (¬2) أي خاليًا. 1610 - وعن عمر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا رفعَ يَدَيْهِ في الدُّعاءِ لمْ يَحُطهُما حتَّى يمسحَ بهما وجْهَهُ" (¬3). 1611 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الجَوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ، ويَدَعُ ما سِوَى ذلك" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 2/ 163 - 164، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء (358)، الحديث (1485). وابن ماجه في السنن 2/ 1272، كتاب الدعاء (34)، باب رفع اليدين في الدعاء (13)، الحديث (3866). والطبراني في المعجم الكبير 10/ 388، الحديث (10779). والحاكم في المستدرك 1/ 536، كتاب الدعاء، باب مسح الوجه باليدين بعد الدعاء. (¬2) أخرجه من حديث سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 2/ 165، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء (358)، الحديث (1488). والترمذي في السنن 5/ 556 - 557، كتاب الدعوات (49)، باب (105)، الحديث (3556). وابن ماجه في السنن 2/ 1271، كتاب الدعاء (34)، باب رفع اليدين في الدعاء (13)، الحديث (3865). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 596، كتاب الأدعية (38)، باب ما جاء في فضل الدعاء (4)، الحديث (2399)، و (2400). والحاكم في المستدرك 1/ 497، كتاب الدعاء، باب إن اللَّه حيي كريم. . . وفي 1/ 535، باب رفع اليدين عند الدعاء، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 463 - 464، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في رفع الأيدي عند الدعاء (11)، الحديث (3386). والحاكم في المستدرك 1/ 536، كتاب الدعاء، باب مسح الوجه باليدين بعد الدعاء. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 162 - 163، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء (358)، الحديث (1482). والحاكم في المستدرك 1/ 539، كتاب الدعاء، باب كان يعجبه الجوامع من الدعاء.

1612 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أسْرَعَ الدُّعاءِ إجابةً دعوةُ الغائبِ لغائِبٍ" (¬1). 1613 - وقال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: "اسْتَاْذَنْتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في العُمْرَةِ فأذِنَ لي وقال: أشْرِكْنَا يا أُخَيَّ في دُعائِكَ ولا تَنْسَنَا. فقالَ (¬2) كلمة ما يَسُرُّني أنَّ لي بها الدُّنيا" (¬3). 1614 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حينَ يُفْطِرُ والإمامُ العادِلُ، ودعوةُ المظلومُ يَرفَعُهَا اللَّه فوقَ الغمامِ وَيَفْتَحُ لها أبوابَ السَّماءِ، ويقولُ الرَّبُّ: وعِزَّتي لَأنْصُرَنَّكَ ولو بعدَ حين" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه: أبو داود في السنن 2/ 186، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء بظهر الغيب (364)، الحديث (1535). والترمذي في السنن 4/ 352، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب (50)، الحديث (1980). (¬2) في المطبوعة زيادة (لي) وليست في المخطوطة ولا عند أبي داود. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 4 في مسند عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه. وأحمد في المسند 1/ 29، 2/ 59. وأبو داود في السنن 2/ 169، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء (358)، الحديث (1498). وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 559 - 560، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (115)، الحديث (3562). وابن ماجه في السنن 2/ 966، كتاب المناسك (25)، باب فضل دعاء الحاج (5)، الحديث (2894). (¬4) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 305، 445. والترمذي في السنن 5/ 578، كتاب الدعوات (49)، باب في العفو والعافية (129)، الحديث (3598)، وقال: (حديث حسن). وابن ماجه في السنن 1/ 557، كتاب الصيام (7)، باب في الصائم لا ترد دعوته (48)، الحديث (1752). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 597، كتاب الأدعية (38)، باب في دعوة المظلوم. . . (8)، الحديث (2407). وفي رواياتهم ". . . الصائم حتى يفطر. . . " بدل =

2 - باب ذكر الله عز وجل والتقرب إليه

1615 - وقال: "ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَاباتٍ لا شَكَّ فيهنَّ: دعوةُ الوالِدِ ودعوةُ المُسافِرِ ودعوةُ المَظْلُومِ" (¬1). 2 - باب ذكر اللَّه عزَّ وجلَّ والتقرب إليه مِنَ الصِّحَاحِ: 1616 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يقعدُ قومٌ يَذْكُرونَ اللَّه إلا حفَّتهم الملائكةُ، وغشِيَتهم الرحمةُ، ونزلَتْ عليهم السكينةُ، وذكرَهم اللَّهُ فيمن عندَه" (¬2). 1617 - وقال: "سبقَ المُفَرِّدونَ، قالوا: وَمَا (¬3) المُفَرِّدونَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: الذاكِرُونَ اللَّهَ كثيرًا والذاكِرَاتِ" (¬4). ¬

_ = ". . . الصائم حين يفطر. . . " وهذه اللفظة في رواية للترمذي في حديث طويل أخرجه في السنن 4/ 672، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها (2)، الحديث (2526) وقال: (هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي وليس هو عندي بمتصل). (¬1) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أبو داود الطيالسي في المسند، ص 329، الحديث (2517). وأحمد في المسند 2/ 258، 434، 517، 523. والبخاري في الأدب المفرد، ص (28)، باب دعوة الوالدين (17)، الحديث (32). وأبو داود في السنن 2/ 187، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء بظهر الغيب (364)، الحديث (1536) واللفظ له. والترمذي في السنن 4/ 314، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في دعوة الوالدين (7)، الحديث (1905). وابن ماجه في السنن 2/ 1270، كتاب الدعاء (34)، باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم (11)، الحديث (3862). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 597، كتاب الأدعية (38)، باب في دعوة المظلوم. . . (8)، الحديث (2406). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2074، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن. . . (11)، الحديث (39/ 2700). (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (ومن) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2062، كتاب الذكر. . . (48)، باب الحث على ذكر اللَّه تعالى (1)، الحديث (4/ 1676).

1618 - وقال: "مَثَلُ الذي يذكرُ رَبَّه والذي لا يذكرُ، مثلُ الحيِّ والميتِ" (¬1) 1619 - وقال: "يقولُ اللَّهُ تعالى: أنا عندَ ظَنِّ عبدِي بي، وأنا معَه إذا ذَكَرَني، فإنْ ذَكَرَني في نفسِهِ ذَكَرْتُهُ في نفسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في ملإ ذَكَرْتُهُ في ملإ خيرٍ منهم" (¬2). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي موسى رضي اللَّه عنه، أخرجه بلفظه البخاري في الصحيح 11/ 208، كتاب الدعوات (80)، باب فضل ذكر اللَّه عزَّ وجلَّ (66)، الحديث (6407)، وبلفظ آخر أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 539، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب صلاة النافلة في بيته. . . (29)، الحديث (211/ 779) ولفظه: (مثل البيت الذي يُذْكر اللَّه فيه، والبيت الذي لا يُذْكر اللَّه فيه، مثلُ الحيِّ والميِّتِ)، وعن اختلاف اللفظين قال ابن حجر في فتح الباري 11/ 210 - 211 في توجيه رواية البخاري، ما نصه: (وقد أخرجه مسلم عن أبي كريب، وهو محمد بن العلاء شيخ البخاري، فيه بسنده المذكور بلفظ "مثل البيت الذي يذكر اللَّه فيه والبيت الذي لا يذكر اللَّه فيه مثل الحي والميت" وكذا أخرجه الإسماعيلي، وابن حبان في صحيحه جميعًا عن أبي يعلى عن أبي كريب، وكذا أخرجه أبو عوانة، عن أحمد بن عبد الحميد، والإسماعيلي أيضًا عن الحسن بن سفيان، عن عبد اللَّه بن براد، وعن القاسم بن زكريا، عن يوسف بن موسى، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، والقاسم بن دينار، كلهم عن أبي أسامة، فَتَوارُدُ هؤلاء على هذا اللفظ يدل على أنه هو الذي حدث به بريدة بن عبد اللَّه شيخ أبي أسامة، وانفرادُ البخاري باللفظ المذكور، دون بقية أصحاب أبي كريب، وأصحاب أبي أسامة، يُشْعِرُ بأنه رواه من حفظه أو تجوز في روايته بالمعنى الذي وقع له، وهو: أن الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة هو الساكن لا السَكنُ، وأنَّ إطلاق الحي والميت في وصفِ البيتِ إنما يُرَاد به ساكِنُ البيتِ، فشبَّه الذاكِرَ بالحي، الذي ظاهره متزين بنور الحياة وباطنه بنور المعرفة، وغير الذاكرِ بالبيت -كذا وردت، ولعله بالميت- الذي ظاهره عاطل وباطنه باطل). (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 384، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}. . . [سورة آل عمران (3)، الآية (28)] (15)، الحديث (7405) واللفظ له، وأخرجه =

1620 - وقال: "مَنْ جاءَ بالحسنةِ فلهُ عَشْرُ أمْثالِهَا وأَزِيدُ، ومَنْ جاءَ بالسيئةِ فجزاءُ سيئةٍ مثلُها أو أَغفِرُ، ومَنْ تَقَرَّبَ مني شِبرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِرَاعًا، ومَنْ تَقَرَّب مني ذراعًا تقرَّبْتُ منهُ باعًا، ومَنْ أتاني يَمشي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، ومَنْ لَقِيَني بقُرابِ الأرضِ خطيئةً لا يُشْرِكُ بي شيئًا لقيتُهُ بمِثلِها مغفرةً" (¬1). 1621 - وقال: "إنَّ اللَّه تعالى قال: مَنْ عَادَى لي وَليًّا فقد آذَنْتُهُ بالحربِ، وما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افتَرَضْتُ عليهِ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أَحببتُهُ، كنتُ سَمْعَهُ الذي يَسمعُ به، وبصرَهُ الذي يُبصِرُ به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطِيَنُّهُ، ولئنْ استعاذَ بي لأعيذَنَّه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن (¬2) نفسِ المؤمنِ، يَكْرَهُ الموتَ، وأنا أَكْرَهُ مَسَاءَتَه، ولا بُدَّ له مِنه" (¬3). 1622 - وقال: "إنَّ للَّهِ ملائكةً يطوفونَ في الطُّرُقِ يلتمِسُونَ أهلَ الذكرِ، فإذا وَجَدُوا قومًا يذكرونَ اللَّه تَنَادَوا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكُمْ قال: فَيَحُفُّونَهم بأجنِحَتِهم إلى السماء الدنيا، فإذا تَفَرَّقُوا عَرجُوا إلى السماءِ (¬4) قال: ¬

_ = مسلم في الصحيح 4/ 2061، كتاب الذكر. . . (48)، باب الحث على ذكر اللَّه تعالى (1)، الحديث (2/ 2675). (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2068، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل الذكر. . . (6)، الحديث (22/ 2687). و (الباع): قدر مَدَّ اليدين وما بينهما من البَدَن. (¬2) في المطبوعة زيادة (قبض) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري. (¬3) أخرجه البخاري من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 11/ 340 - 341، كتاب الرقاق (81)، باب التواضع (38)، الحديث (6502). (¬4) قوله: "فإذا تفرَّقوا عرجوا إلى السماء" هي من زيادات رواية سهيل كما ذكره ابن حجر في فتح الباري 11/ 212، قال: (وزاد سهيل في روايته: "فإذا تفرَّقوا" أي أهل المجلس "عرجوا" أي الملائكة).

فيسألُهم اللَّه وهو أعلمُ بهم (¬1): مِنْ أينَ جئتُم؟ فيقولونَ: جئنَا مِنْ عِندِ عبادِكَ في الأرضِ (¬2) قال: فيسألُهم ربُّهم وهو أَعْلَمُ بهم: ما يقولُ عبادي؟ قالوا: يُسَبِّحونَكَ ويُكَبِّرُونَكَ ويَحمدُونَكَ ويُهَلِّلُونَكَ (¬3) ويُمَجِّدُونَكَ قال، فيقول: هل رَأَوْني؟ قال فيقولونَ: لا واللَّه ما رَأَوْك قال، فيقولُ: كيفَ لو رَأَوْنِي؟ قال فيقولونَ: لو رَأَوْكَ كانوا أشدَّ لكَ عبادةً، وأشد لكَ تمجيدًا، وأكثرَ لكَ تسبيحًا قال، فيقولُ: فما يسألوني (¬4)؟ قالوا: يسألونك الجنةَ قال: وهل رَأَوْها؟ قال فيقولونَ: لا واللَّهِ يا ربِّ ما رَأَوْها قال، فيقولُ: فكيفَ لو رَأَوْها؟ قال، يقولونَ: لو أنَّهم رَأَوْها كانوا أشدَّ عليها حِرصًا، وأشدَّ لها طَلَبًا، وأعظمَ فيها رغبةً قال: فيقولُ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذونَ؟ قال، يقولونَ: من النار، قال: وهل رَأَوْها؟ قال: يقولونَ: لا واللَّه يا ربِّ ما رَأَوْها قال: يقولُ: فكيفَ لو رَأَوْها؟ قال، يقولونَ: لو رَأَوْها كانوا أشدَّ منها فِرارًا وأشدَّ لها مخافةً، قالوا: ويستغفرونَكَ (¬5)، قال، فيقولُ: فأُشْهِدكم أني قد غفرتُ لهم، وأَعطيتُهم ما سَأَلوا، وأَجَرْتُهم مما استجارُوا (¬6) وقال، يقولُ مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ: يا ربِّ فيهم فلانٌ ليسَ مِنْهُم، إنما جاء لحاجَةٍ" (¬7). وفي رواية: "يقولونَ: ربِّ فيهم ¬

_ (¬1) قال ابن حجر في المصدر نفسه: (في رواية الكشميهني: "بهم" كذا للإسماعيلي). (¬2) قال ابن حجر في المصدر نفسه: (زاد في رواية سهيل: "من أين جئتم؟ فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض")، وفي عبارة النسخة المطبوعة من مصابيح السنة: "من عند عبادك". (¬3) قوله: "ويهللونك" من زيادات سهيل كما ذكره ابن حجر في المصدر نفسه. (¬4) في المطبوعة هي: "يسألون" والصواب ما أثبتناه كما في الصحيح. (¬5) قوله: "ويستغفرونك"، وقوله: "وأعطيتهم ما سألوا" من زيادات سهيل كما ذكره ابن حجر في المصدر السابق. (¬6) قوله: "وأجرتهم مما استجاروا" ليست عند البخاري، وإنما هي من رواية مسلم. (¬7) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 208 - 209، كتاب الدعوات (80)، باب فضل ذكر اللَّه عز وجل (66)، الحديث (6408) واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2069 - 2070، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل مجالس الذكر (8)، الحديث (25/ 2689).

عبدٌ خطَّاءٌ، إنما مرَّ فجلسَ معَهم قال: فيقولُ: ولهُ (¬1) غفرتُ، هُم القومُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُم" (¬2). 1623 - عن حَنْظَلة الأسَيِّدي أنه قال: "انطلقتُ أنا وأبو بكرٍ حتَّى دخلْنَا على رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقلتُ: نافَقَ حَنظلةُ، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ومَا ذَاكَ؟ قلتُ: نَكُونُ عندَكَ تُذَكِّرنا بالنارِ والجنةِ كأنَّا رَأْيَ عينٍ، فإذا خرجْنا عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ، والضَّيْعَاتِ نَسِينا كثيرًا، فقالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: والذي نفسي بيدِهِ لو تَدومونَ على ما تَكُونُونَ عندي وفي الذكرِ، لَصَافَحَتْكُمْ الملائكةُ على فُرشِكُم وفي طُرقِكُم، ولكن! يا حنظلةُ ساعةً وساعةً" (¬3) ثلاثَ مرَّاتٍ. مِنَ الحِسَان: 1624 - قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أَلَا أُنَبِّئُكم بخيرِ أَعمالِكم، وأَزْكَاها عندَ مَلِيكِكُم، وأَرْفَعِها في درجاتِكُم، وخيرٍ لَكُم مِن إنفاقِ الذهبِ والوَرقِ، وخيرٍ لكم مِن أن تَلْقَوْا عَدُوكُمْ، فَتَضْرِبُوا أعناقَهُم ويَضْرِبُوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلى قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (قد) وليست عند مسلم. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، وأخرجه مسلم في المصدر نفسه، واللفظ له. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2106 - 2107، كتاب التوبة (49)، باب فضل دوام الذكر. . . (3)، الحديث (12/ 2750). و (عافسنا): أي خالطنا ولاعبنا. (¬4) أخرجه من رواية أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 6/ 447، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 459، كتاب الدعاء (49)، باب (6)، وهو ما قبل باب ما جاء في القوم يجلسون فيذكرون. . . (7)، الحديث (3377) واللفظ له. وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1245، كتاب الآدب (33)، باب فضل الذكر (53)، الحديث (3790). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 496، كتاب الدعاء، باب ما عمل آدمي من عمل أنجى. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. وأخرجه مالك من رواية =

1625 - وعن عبد اللَّهِ بن بُسْرٍ أنه قال: "جاءَ أعرابيٌ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: أيُّ النَّاسِ خيرٌ؟ فقال: طُوبَى لمن طالَ عمرُه وحَسُنَ عَمَلُه، قال: يا رسولَ اللَّهِ أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: أنْ تُفَارِقَ الدنيا ولِسانُكَ رطبٌ مِن ذكرِ اللَّهِ" (¬1). 1626 - وقال: "إذا مرَرْتُم برياضِ الجنَّةِ فارتَعوا، قالوا: وما رياضُ الجنَّةِ؟ قال: حِلَقُ الذكرِ" (¬2). 1627 - وقال: "من اضطجعَ مَضْجَعًا لم يَذكُرْ اللَّهَ فيه، كانَ عليهِ تِرَةً يومَ القيامَةِ، ومَنْ قَعَدَ مقعدًا لم يذكرْ اللَّه فيه كانَ عليه تِرَةً يومَ القيامَةِ" (¬3). ¬

_ = أبي الدرداء رضي اللَّه عنه موقوفًا في الموطأ 1/ 211، كتاب القرآن (15)، باب ما جاء في ذكر اللَّه. . . (7)، الحديث (24). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 188، وأخرجه الترمذي مجزءًا في موضعين من السنن 5/ 458، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في فضل الذكر (4)، الحديث (3375)، وفي 4/ 565، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في طول العمر للمؤمن (21)، الحديث (2329)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 495، كتاب الدعاء، باب مداومة الذكر، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 576، كتاب الأذكار (37)، باب فضل الذكر. . . (1)، الحديث (2317)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 6/ 111 - 112، ضمن ترجمة عمرو بن قيس الكندي (346). و (طوبى): دعاء بطيب الحال. (¬2) أخرجه بهذا اللفظ من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 150، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 532، كتاب الدعوات (49)، باب (83)، الحديث (35100)، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير 1/ 442، الحديث (859)، إلى البيهقي في شعب الإيمان، وللحديث طرق أخرى بالفاظ متعددة. و (ارْتَعُوا): خذوا بالحظ الأوفر. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة: الحميدي في المسند 2/ 489، الحديث (1158)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 483، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 181، كتاب الأدب (35)، باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه. . . (31)، الحديث (4856) واللفظ له، إلا أن عبارة أبي داود: "كانت عليه من اللَّه ترة" دون ذِكْر "يوم القيامة"، =

1628 - وقال: "ما مِن قوم يَقُومُونَ مِن مجلس لا يذكرونَ اللَّهَ فيه إلَّا قاموا عن مثلِ جيفةِ حمارٍ وكان لهم حَسْرةً (¬1) " (¬2). 1629 - وقال: "ما جلسَ قومٌ مجلِسًا لم يذكروا اللَّه فيهِ ولم يصَلُّوا فيه على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم إلَّا كانَ عليهم تِرَةً يومَ القيامَةِ إنْ شاءَ عَفَا عنهم وإنْ شاءَ أخذَهُم بها" (¬3). ¬

_ = وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 475 - 476، باب من أوى إلى فراشه فلم يذكر اللَّه تعالى، الحديث (818). وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 272، باب كراهية النوم على غير ذكر اللَّه عزَّ وجلَّ، الحديث (752)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 577، كتاب الأذكار (37)، باب فيمن ترك الذكر. . . (2)، الحديث (2321)، قوله: "ترة" بكسر التاء وتخفيف الراء، أي: تَبِعة ومُعَاتبة. (¬1) في المخطوطة زيادة (يوم القيامة) وليست عند أبي داود. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 515، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 180، كتاب الأدب (35)، باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر اللَّه (31)، الحديث (4855) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 313، باب من جلس مجلسًا لم يذكر اللَّه تعالى فيه، الحديث (408). وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 168، باب السلام إذا انتهى الرجل إلى المجلس، الحديث (447)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 492، كتاب الدعاء، باب الدعاء سلاح المؤمن. . .، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 207، ضمن ترجمة شعبة بن الحجاج (388). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 446، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 461، كتاب الدعاء (49)، باب في القوم يجلسون ولا يذكرون اللَّه (8)، الحديث (3380)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 313، باب من جلس مجلسًا لم يذكر اللَّه تعالى فيه، الحديث (406). وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 577، كتاب الأذكار (37)، باب فيمن ترك الذكر. . . (2)، الحديث (2322)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 170، باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (451)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 496، كتاب الدعاء، باب ما عمل آدمي من عمل أنجى له من. . .، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 130 ضمن ترجمة الفضيل بن عياض (397).

1630 - وقال: "كُلُّ كلام ابنِ آدمَ عليهِ لا لَهُ، إلَّا أَمْرًا بمعروفٍ أو نهيًا عن مُنْكَرٍ أو ذِكرًا للَّه" (¬1) (غريب). 1631 - وقال: "لا تُكْثِرُوا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللَّه، فإنَّ كَثْرَةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ قسوةٌ للقلبِ، وإنَّ أبعدَ الناسِ مِنَ اللَّه القلبُ القاسي" (¬2). 1632 - عن ثَوْبان أنه قال: "لما نزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} (¬3) كُنَّا مَعَ (¬4) النبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم في بعضِ أسفارِهِ فقالَ بعضُ أصحابِهِ: لو علمنَا أيُّ المالِ خيرٌ فَنَتَّخِذَهُ؟ فقال: أَفْضَلُه لسانٌ ذَاكِرٌ وقلبٌ شاكِرٌ وزوجةٌ مؤمِنَةٌ تُعِينُهُ على إيمانِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أم حبيبة رضي اللَّه عنها، الترمذي في السنن 4/ 608، كتاب الزهد (37)، باب منه (62)، وهو مما يلي باب ما جاء في حفظ اللسان (60)، الحديث (2412) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1315، كتاب الفتن (36)، باب كف اللسان. . . (12)، الحديث (3974)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 512 - 513، كتاب التفسير، باب تفسير سورة عم يتساءلون، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، ذكره السيوطي في الجامع الصغير 5/ 57، الحديث (6435)، ولفظه "كلام ابن آدم. . . ". (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، الترمذي في السنن 4/ 607 - 608، كتاب الزهد (37)، باب (61)، وهو ما يلي باب ما جاء في حفظ اللسان (60)، الحديث (2411)، وقال: (حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد اللَّه بن حاطب). (¬3) سورة التوبة (9)، الآية (34). (¬4) في مخطوطة برلين: (عند)، والتصويب من المطبوعة والترمذي. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 278، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 277، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة التوبة (10)، الحديث (3094)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 596، كتاب النكاح (9)، باب أفضل النساء (5)، الحديث (1856).

3 - باب أسماء الله تعالى

3 - باب أسماء اللَّه تعالى مِنَ الصِّحَاحِ: 1633 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ للَّهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا مائةً إلَّا واحِدًا، من أَحصاهَا دخلَ الجنَّة" (¬1) وفي رواية: "وهو وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1634 - قال: "إنَّ للَّه تِسْعَةً وتسعينَ اسمًا مَنْ أَحصاها دخلَ الجنَّةَ (¬3): هوَ اللَّهُ الذي لا إله إلَّا هوَ الرحمنُ، الرحيمُ، المَلِكُ، القُدُّوس، السلامُ، المؤمنُ، المهيمنُ، العزيزُ، الجبارُ، المتكبِّرُ، الخالِقُ، البارِئُ، المصوِّرُ، الغفَّارُ، القهَّارُ، الوهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الفتَّاحُ، العليمُ، القابضُ، الباسِطُ، الخافِضُ، الرافِعُ، المُعِزُّ، المذلُّ، السميعُ، البصيرُ، الحكمُ، العدلُ، اللطيفُ، الخبيرُ، الحليمُ، العظيمُ، الغفورُ، الشكورُ، العليُّ، الكبيرُ، الحفيظُ، المُقيتُ (¬4) الحسيبُ، الجليلُ، الكريمُ، الرقيبُ، المجيبُ، الواسعُ، الحكيمُ، الودودُ، المجيدُ، الباعثُ، الشهيدُ، الحقُّ، الوكيلُ، القويُّ، المتينُ، الوليُّ الحميدُ، ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 377، كتاب التوحيد (97)، باب إن للَّه مائة اسم إلا. . . (12)، الحديث (7392)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2063، كتاب الذكر. . . (48)، باب في أسماء اللَّه تعالى. . . (2)، الحديث (6/ 2677) واللفظ لهما. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 214، كتاب الدعوات (80)، باب للَّه مائة اسم. . . (68)، الحديث (6410)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق. (¬3) في المطبوعة زيادة (وهي) وليست عند الترمذي. (¬4) في المطبوعة زيادة (وفي رواية المغيث) وليست عند الترمذي.

المُحْصِي، المُبْدِئُ، المعيدُ، المُحْيِي، المميتُ، الحيُّ، القيومُ، الواجِدُ، الماجدُ، الواحِدُ (¬1)، الصمدُ، القادرُ، المُقْتَدِرُ، المُقَدِّمُ، المؤخِّرُ، الأولُ، الآخِرُ، الظاهِرُ، الباطِنُ، الوَالي، المُتَعَالي (¬2)، البَرُّ، التوَّابُ، المنتقمُ، العفُوُّ، الرؤوفُ، مالِكُ الملكِ، ذو الجلالِ والإكرامِ، المُقْسِطُ، الجامِعُ، الغني، المُغني، المانِعُ، الضَّارُّ، النافِعُ، النورُ، الهادي البديعُ، الباقي، الوارِثُ، الرشيدُ، الصبورُ" (¬3) (غريب). 1635 - عن بُرَيْدة: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم سمعَ رجلًا يقولُ: اللهم إنِّي أسألُكَ بأنَّكَ [أنتَ اللَّه] (¬4) لا إله إلَّا أنتَ، الأحدُ الصمدُ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يَكُنْ له كُفُوًا أحد، فقال: دعا اللَّه باسمِهِ الأعظمِ، الذي إذا سُئِلَ بهِ أَعْطَى وإذا دُعي به أجابَ" (¬5). ¬

_ (¬1) في المخطوطة والمطبوعة زيادة (الأحد) وليست عند الترمذي، وهي في لفظ ابن حبّان. (¬2) عبارة المطبوعة: "التعال" والصواب ما أثبتناه كما في سنن الترمذي، ومستدرك الحاكم. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 5/ 530 - 531، كتاب الدعوات (49)، باب (83)، الحديث (3507) واللفظ له، وقال: (حديث غريب. . .، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 592 - 593، كتاب الأدعية (38)، باب الدعاء باساء اللَّه تعالى (1)، الحديث (2384)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 16، كتاب الإيمان، باب إن دله تسعة وتسعين اسمًا. . .، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 1/ 448 - 449، الباب الثاني في أسماء اللَّه الحسنى. وأخرجه ابن ماجه بلفظ آخر في السنن 2/ 1269 - 1270، كتاب الدعاء (34)، باب أسماء اللَّه عز وجل (10)، الحديث (3861)، وفي روايته تقديم وتأخير وتغيير في بعض الألفاظ. (¬4) ليست في مخطوطة برلين، وهي موجودة عند أبي داود. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 350، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 166، كتاب الصلاة (2)، ضمن تفريع أبواب الوتر، باب الدعاء (358)، الحديث (1493)، =

1636 - وعن أنس أنه قال: "كنتُ جالسًا معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في المسجدِ، ورجلٌ يُصلي فقال: اللهمَّ إني أسألُكَ بأنَّ لكَ الحمدَ، لا إلهَ إلَّا أنتَ الحنَّانُ المنَّانُ، بديعُ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قَيُّومُ أسأَلُكَ. . . فقالَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: دَعَا اللَّهَ باسمِهِ الأعظمِ الذي إذا دُعي بِهِ أَجَابَ وإذا سُئِلَ به أَعطَى" (¬1). 1637 - عن أسماءَ بنتِ يزيدَ أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "اسمُ اللَّهِ الأعظمُ في هاتينِ الآيَتَيْنِ: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا ¬

_ = وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 515 - 516، كتاب الدعوات (49)، باب جامع الدعوات. . . (64)، الحديث (3475)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 90، الحديث (1998)، وقال المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1267 - 1268، كتاب الأدب (34)، باب اسم اللَّه الأعظم (9)، الحديث (3587)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 592، كتاب الأدعية (38)، باب الدعاء بأسماء اللَّه تعالى (1)، الحديث (2383)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 554، كتاب الدعاء، اسم اللَّه الأعظم. . .، واللفظ له، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 120، 158، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 167 - 168، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء (358)، الحديث (1495)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 550، كتاب الدعوات (49)، باب خلق اللَّه مائة رحمة (100)، الحديث (3544)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 52، كتاب السهو (13)، باب الدعاء بعد الذكر (58)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1268، كتاب الدعاء (34)، باب اسم اللَّه الأعظم (9)، الحديث (3858)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 592، كتاب الأدعية (38)، باب الدعاء باسماء اللَّه تعالى (1)، الحديث (2382)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 503 - 504، كتاب الدعاء باب فضل التسبيح والتحميد. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي.

4 - باب ثواب التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (¬1) وفَاتِحَةِ آلِ عِمْرَانَ: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (¬2) " (¬3). 1638 - قال: "دَعوةُ ذي النُّونِ إذ دَعَا وهُوَ في بطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَكَ اني كنتُ مِن الظالِمِينَ، لَمْ يَدْعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيء إلَّا استجابَ [اللَّهُ] (¬4) لهُ" (¬5). 4 - باب ثواب التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير مِنَ الصِّحَاحِ: 1639 - قال رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أفضلُ الكلامِ ¬

_ (¬1) سورة البقرة (2)، الآية (163). (¬2) سورة آل عمران (3)، الآية (1 - 2). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 461، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 450، كتاب فضائل القرآن، باب فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 168، كتاب الصلاة (2)، باب الدعاء (358)، الحديث (1496) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 517، كتاب الدعوات (49)، باب (65)، الحديث (3478)، وقال: (حديث حسن صحيح) واللفظ له. (¬4) ساقطة من المطبوعة، والصواب إثباتها كما في سنن الترمذي وغيره. (¬5) أخرجه من رواية سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 1/ 170، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 529، كتاب الدعوات (49)، باب (82)، الحديث (3505)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 416، باب ذكر دعوة ذي النون، الحديث (656)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 505، كتاب الدعاء، باب اسم اللَّه الأعظم. . .، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، والضياء في المختارة، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 2/ 118، الفصل الخامس في أدعية موقتة. . .، الفرع الأول في أدعية الهم. . .، الحديث (3418). وذو النون: هو صاحب الحوت سيدنا يونس عليه السلام.

أربعٌ: سبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ". (¬1) وفي رواية: "أَحَبُّ الكلامِ إلى اللَّهُ أربعٌ: سبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ، لا يَضُرُّكَ بأيِّهِنَّ بَدَأتَ" (¬2). 1640 - وقال: "لأنْ أقولَ: سبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ، أَحَبُّ إليَّ مما طَلَعَتْ عليهِ الشَّمْسُ" (¬3). 1641 - وقال: "من قالَ: سبحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ في كلِّ يومٍ مائةَ مرةٍ حُطَّتْ عنهُ خطاياهُ وإنْ كانتْ مثلَ زَبَدِ البحرِ" (¬4). 1642 - وقال: "مَن قال حينَ يُصبحُ وحينَ يُمسي: سُبحانَ اللَّهِ وبحمدِه مائة مرَّةٍ، لم يَأْتِ أحدٌ يومَ القيامةِ بأفضلَ مما جاءَ به إلَّا أحدٌ قالَ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري تعليقًا في الصحيح 11/ 566، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب إذا قال واللَّه لا أتكلم اليوم. . . (19)، وساقه في عنوان الباب فقال: (وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أفضل الكلام أربع. . .). (¬2) أخرجه مسلم من رواية سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1685، كتاب الآداب (38)، باب كراهة التسمية. . . (2)، الحديث (12/ 2137)، وقال ابن حجر في فتح الباري 11/ 567 عن الحديث الذي ساقه البخاري معلقًا ما نصه: (وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أفضل الكلام أربع، سبحان اللَّه الخ) هذا من الأحاديث التي لم يَصِلْها البخاري في موضع آخر، وقد وصله النسائي من طريق ضرار بن مرة، عن أبي صالح، عن أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعًا بلفظه، وأخرجه مسلم من حديث سمرة بن جندب لكن بلفظ "أحب" بدل "أفضل" وأخرجه ابن حبان من هذا الطريق بلفظ "أفضل"). (¬3) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 2072، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل التهليل. . . (10)، الحديث (32/ 2695). (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 206، كتاب الدعوات (80)، باب فضل التسبيح، (65)، الحديث (6405)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2071، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل التهليل (10)، الحديث (28/ 2691).

مثلَ ما قالَ أو زادَ عليهِ" (¬1). 1643 - وقال: "كلمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ، حَبيبَتانِ إلى الرحمنِ: سُبحانَ اللَّه وبحمدِهِ سُبحانَ اللَّهِ العظيمِ" (¬2). 1644 - وقال: "أيعجِزُ أحدُكم أنْ يَكسبَ كلَّ يومٍ ألفَ حسنةٍ، يُسَبِّحُ مائةَ تسبيحةٍ، فيُكتَبَ لهُ ألفُ حسنةٍ، أو يُحَطُّ عنهُ ألفُ خطيئةٍ" (¬3). 1645 - و"سئلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: أيُّ الكلامِ أفضلُ؟ قال: ما اصطَفَى اللَّهُ لملائكَتِهِ، سبحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ" (¬4). 1646 - وعن جُوَيرية: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم خرجَ مِن عندِها بُكْرةً حينَ صلَّى الصبحَ، وهي في مسجدِها ثم رجعَ بعدَ أنْ أَضْحَى وهي جالسةٌ، فقال: ما زلتِ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها؟ قالت: نعم، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لقد قلتُ بعدَكِ أربعُ كلماتٍ ثلاثَ مرَّاتٍ، لو وُزنَتْ بما قلتِ منذُ اليومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سبحانَ اللَّه وبحمدِه عددَ خلقِهِ، ورِضَا نفسِهِ، وَزِنَةَ عرشِهِ، ومِدَادَ كلماتِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2071، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل التهليل (10)، الحديث (29/ 2692). (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 11/ 566، كتاب الأيمان. . . (83)، باب إذا قال: واللَّه لا أتكلم. . . (19)، الحديث (6682)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2072، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل التهليل. . . (10)، الحديث (31/ 2694) واللفظ لهما. (¬3) أخرجه مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 2573، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل التهليل. . . (15)، الحديث (37/ 2698). (¬4) أخرجه مسلم من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 2093، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل سبحان اللَّه. . . (22)، الحديث (84/ 2731). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2090، كتاب الذكر. . . (48)، باب التسبيح. . . (19)، الحديث (79/ 2726).

1647 - وقال: "مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللَّه وحدَهُ لا شريكَ له، لَهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرةٍ، كانَتْ لهُ عَدْلَ عَشْرِ رقابٍ، وكُتِبَتْ لهُ مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنهُ مائةُ سيئةٍ، وكانتْ لهُ حِرزًا مِنَ الشيطانِ يومَهُ ذلكَ حتَّى يُمسيَ، ولَمْ يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاءَ به إلَّا رجلٌ عملَ أكثرَ منه" (¬1). 1648 - وقال: "لا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللَّهِ كَنْزٌ من كنوزِ الجنَّةِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1649 - قال: "مَن قالَ: سبحانَ اللَّهِ العظيم وبحمدِهِ، غُرِسَت لهُ نخلةٌ في الجنَّةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 201، كتاب الدعوات (80)، باب فضل التهليل (64)، الحديث (6403) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2071، كتاب الذكر (48)، باب ةضل التهليل. . . (10)، الحديث (28/ 2691). (¬2) متفق عليه من رواية أبي موسى رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 187، كتاب الدعوات (80)، باب الدعاء إذا علا عقبة (50)، الحديث (6384)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2076، كتاب الذكر. . . (48)، باب استحباب خفض الصوت. . . (13)، الحديث (44/ 2704). (¬3) أخرجه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، ابن أبي شيبة في المصنَّف 10/ 290، كتاب الدعاء، باب في ثواب التسبيح، الحديث (9465) وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 511، كتاب الدعوات (49)، باب (60)، وهو مما يلي باب ما جاء في فضل التسبح. . . (58)، الحديث (346) وقال: (حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الزبير، عن جابع، واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 479، باب ثواب من قال سبحان اللَّه العظيم الحديث 827. وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 580، كتاب الأذكار (37)، باب فضل التسبح. . . (4)، الحديث (2335)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 501 - 502، =

1650 - وقال: "ما مِن صباحٍ يُصْبحُ العبادُ إلَّا منادٍ يُنادي سَبِّحُوا الملكَ القُدُّوس" (¬1). 1651 - وقال: "أفضلُ الذكر لا إلهَ إلَّا اللَّه، وأفضل الدُّعاءِ الحمدُ للَّهِ" (¬2). ¬

_ = كتاب الدعاء باب من قال سبحان اللَّه العظيم. . .، وقال: (على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. وللحديث طريق أخرى من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، أخرجه البزَّار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 4/ 13، كتاب الأذكار، باب -بدون عنوان- وهو ما قبل باب في الذكر الفاضل، الحديث (3079)، وقد وَهِمَ من خرَّج الحديث من طريق جابر، عن البزار، إذ أن رواية البزار هي عن عبد اللَّه بن عمرو، لا من رواية جابر، وسياق الحديث الذي أورده البغوي هو من رواية جابر رضي اللَّه عنه. (¬1) أخرجه من رواية الزبير بن العوام رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 5/ 563، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (114)، الحديث (3569)، واللفظ له، وقد وقع اختلاف في نسخ الترمذي حول لفظة "سبحوا" إذ وقع في نسختنا بتحقيق إبراهيم عطوة عوض: "سبحان" بينما وقع في النسخة التي حققها عبد الرحمن محمد عثمان 5/ 223، الحديث (3640) "سبحوا" مما حمل صاحب كنز العمال المتقي الهندي على جعله حديثين في كتابه 1/ 459، الحديثان (1985 - 1986). وأخرج الحديث ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 33، الحديث (62). وأخرجه أبو يعلى في المسند 2/ 45، الحديث (20/ 685). (¬2) أخرجه من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنهما: الترمذي في السنن 5/ 462، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء أن دعوة المسلم. . . (9)، الحديث (3383)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 840 - 841، باب أفضل الذكر وأفضل الدعاء، الحديث (831)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1249، كتاب الأدب (33)، باب فضل الحامدين (55)، الحديث (3800)، وأخرجها ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 578، كتاب الأذكار (37)، باب فضل التسبيح. . . (4)، الحديث (2326)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 498، كتاب الدعاء، باب أفضل الذكر. . .، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.

1652 - وقال: "الحمدُ للَّهِ رأسُ الشكرِ، ما شَكَرَ اللَّهَ عبدٌ لا يَحْمَدُهُ" (¬1). 1653 - وقال: "أولُ مَن يُدعَى إلى الجنَّةِ يومَ القيامةِ: الذينَ يَحمَدُونَ اللَّه في السَّرَّاءِ والضرَّاءِ" (¬2). 1654 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "قال موسى: يا ربِّ علِّمني شيئًا أَذْكُرُكَ بهِ، قال قل: لا إله إلَّا اللَّهُ، [فقال: يا رب كل عبادِكَ يقولُ هذا، إنما أريدُ شيئًا تخصُّني به، قال: يا موسى] (¬3): لو أنَّ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو: عبد الرزاق في الجامع (المطبوع بآخر المصنَّف) 10/ 424، باب شكر الطعام، الحديث (19574) واللفظ له، سوى كلمة "الحمد للَّه رأس. . . " فهي عند عبد الرزاق "الحمد رأس. . . "، وأخرجه الخطابي في غريب الحديث 1/ 345 - 346 في تفسير غريب حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم اللوحة [125]، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، عزاه له. السيوطي في الجامع الصغير 3/ 418، الحديث (3835)، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس، عزاه له المناوي في فيض القدير 3/ 418، وأخرجه البغوي في شرح السنة 5/ 50، كتاب الدعوات، باب ثواب التحميد، الحديث (1271). (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، الطبراني في المعجم الكبير 12/ 19، الحديث (12345)، وأخرجه في المعجم الصغير أيضًا 1/ 103، باب مَنْ اسمه إدريس وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 502، كتاب الدعاء باب أول من يدعى إلى الجنة. . . وقال: (صحيح عل شرط مسلم)، ووافقه الذهبي، واللفظ لهما سوى كلمة "يوم القيامة" فليست عندهما، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 5/ 69، ضمن ترجمة حبيب بن أبي ثابت (289)، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 254، الحديث (6410)، وأخرجه في شرح السنة 5/ 49 - 50، كتاب الدعوات، باب ثواب التحميد، الحديث (1270). (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل المخطوط والمطبوعة، والصواب إثباته كما في جميع المصادر التي خرجت الحديث.

السماواتِ السبع وعامِرَهُنَّ، غيرِي، والأرضينَ السبعَ وُضِعْنَ في كفَّةٍ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ في كفةٍ لَمَالَتْ بهنَّ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ" (¬1). 1655 - عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَالَ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ، صَدَّقَهُ ربُّه فقالَ: لا إلهَ إلَّا أنا، وأنا أكبرُ، [وإذا قالَ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَه، قال، يقولُ: لا إلهَ إلَّا أنا وحدِي،] (¬2) وإذا قالَ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ له، يقولُ اللَّهُ: لا إله إلَّا أنا وحدِي لا شريكَ لي، وإذا قالَ: لا إله إلَّا اللَّهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، قال: لا إلهَ إلَّا أنا ليَ الملكُ وليَ الحمدُ، وإذا قالَ: لا إله إلَّا اللَّهُ ولا حَوْلَ ولا قُوةَ إلَّا باللَّه، قالَ: لا إله إلَّا أنا ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا بيَ، وكانَ يقولُ: مَن قالَها في مرضِهِ ثم ماتَ لم تَطْعَمْهُ النّارُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 482، باب أفضل الذكر وأفضل الدعاء، الحديث (834)، وأخرجه في ص 608، باب ذكر خبر أبي سعيد في فضل لا إله إلا اللَّه، الحديث (1141). وأخرجه أبو يعلى في المسند 2/ 582، الحديث (420/ 1393)، وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول دون ذكر السند، ص 337، الأصل الرابع والخمسون والمائتان في سر كلمة التقوى، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 577، كتاب الأذكار (37)، باب فضل التسبح. . . (4)، الحديث (2324)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 528، كتاب الدعاء، باب فضل لا إله إلا اللَّه. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 328، ضمن ترجمة عبد اللَّه بن وهب (428)، وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات، ص 128، باب ما جاء في فضل الكلمة الباقية. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 5/ 54 - 55، كتاب الدعوات، باب ثواب التهليل، الحديث (1273). (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل المخطوط والمطبوعة والصواب إثباته كما في سنن الترمذي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 492، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول العبد إذا مرض (37)، الحديث (3430) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 151، باب ثواب من قال لا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه وحده. . . الحديثان (30 و 31) وفي ص 292، باب ما يقول إذا انتهى إلى قوم فجلس إليهم، =

1656 - وعن سعد بن أبي وقَّاص رضي اللَّه عنه: "أنَّه دخلَ معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم على امرأةٍ وبينَ يَدَيْهَا نَوَى، أو حَصَى، تُسَبِّحُ به، فقالَ: ألا أخبرُكِ بما هوَ أَيْسَرُ عليكِ مِن هذا وأفضل؟ سبحانَ اللَّهِ عدَدَ ما خلقَ في السماءِ، وسبحانَ اللَّهِ عددَ ما خلقَ في الأرضِ، وسبحانَ اللَّه عددَ ما بينَ ذلكَ، وسبحانَ اللَّهِ عددَ ما هوَ خالقٌ، واللَّهُ أكبرُ مثلَ ذلكَ، والحمدُ للَّه مثلَ ذلكَ، ولا إله إلَّا اللَّهُ مثلَ ذلكَ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللَّهِ مثلَ ذلكَ" (¬1) (غريب). 1657 - وقال: "مَن سَبَّحَ اللَّهَ مائةً بالغداةِ، ومائةً بالعشيِّ كانَ كَمَنْ حَجَّ مائةَ حَجَّةٍ، ومَنْ حَمِدَ اللَّه مائةً بالغداةِ، ومائةً بالعَشِيِّ كانَ كَمَنْ حملَ على مائةِ فرسٍ في سبيلِ اللَّهِ، ومَنْ هَلَّلَ اللَّهَ مائةً بالغداةِ، ومائة بالعَشِيِّ كانَ كَمَنْ أعتقَ مائةَ رقبةٍ مِن وَلَدِ إسماعيلَ، ومَن كَبَّرَ اللَّهَ مائةً ¬

_ = الحديث (348). وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1246 - 1247، كتاب الأدب (33)، باب فضل لا إله إلا اللَّه (54)، الحديث (3794)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 577 - 578، كتاب الأذكار (37)، باب فضل التسبيح. . . (4)، الحديث (2325). وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 5 كتاب الإِيمان. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 169 - 170، كتاب الصلاة (2)، باب التسبيح بالحصى (359)، الحديث (1500)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 562 - 563، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (114)، الحديث (3568) واللفظ له، سوى كلمة "ولا إله إلا اللَّه مثل ذلك" فليست عند الترمذي، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 579، كتاب الأذكار (37)، باب فضل التسبيح. . . (4)، الحديث (2330). وأخرجه الحاكم في المستدرك 51/ 48، كتاب الدعاء، باب التسبيح بالنوى وعزاه المزّي في تحفة الأشراف 3/ 325 للنسائي في عمل اليوم والليلة، ولم نجده عنده من طريق سعد بن أبي وقاص، والموجود عنده حديث جويرية، ص 213، باب ذكر حديث كعب بن عجرة في المعقبات، الحديث (162)، وقد تقدم حديث جويرية في الصحاح برقم (1646). و (النوى): عَجَمُ التمر، واحدها نَوَاة.

بالغداة، ومائةً بالعَشِيِّ لم يأتِ في ذلكَ اليومِ أحد بأكثرَ مما أتى به، إلَّا مَن قالَ مثلَ ذلكَ، أو زادَ على ما قالَ" (¬1) [غريب] (¬2). 1658 - وقال: "التسبيحُ نصفُ الميزانِ، والحمدُ للَّهِ يملؤُهُ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ ليسَ لها حجابٌ دونَ اللَّه حتَّى تَخْلُصَ إليهِ" (¬3) [غريب]. 1659 - وقال: "ما قالَ عبدٌ: لا إلهَ إلَّا اللَّه مخلِصًا قطُّ إلا فُتِحَتْ له أبوابُ السماءِ حتَّى يُفضِيَ إلى العرشِ ما اجتَنَب الكبائَرِ" (¬4) [غريب]. 1660 - وقال: "لقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسريَ بي فقال: يا محمد أقرِئ أُمَّتَكَ مني السلامَ وأَخبرْهم: أنَّ الجنَّةَ طيبةُ التربةِ، عذبةُ الماءِ، وأنها قِيعانٌ وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللَّه، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ" (¬5) [غريب]. ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، الترمذي في السنن 5/ 513 - 514، كتاب الدعوات (49)، باب (62)، وهو مما يلي باب ما جاء في فضل التسبح. . . (58)، الحديث (3471)، واللفظ له، وقال: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1417، ضمن ترجمة الضحاك بن حُمرة، قوله: "من وَلَد" بضم الواو وسكون اللام، وبفتحهما، يقع على الواحد والتثنية والجمع. (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، والترمذي في السنن 5/ 536، كتاب الدعوات (49)، باب (87)، الحديث (3518)، واللفظ له، وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي). (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 5/ 575، كتاب الدعوات (49)، باب دعاء أم سلمة (127)، الحديث (3590) وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 482، باب أفضل الذكر وأفضل الدعاء، الحديث (833)، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11/ 394، ضمن ترجمة علي بن الحسين الصدائي (6271). (¬5) أخرجه من رواية ابن مسعود رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 5/ 510، كتاب الدعوات (49)، باب (59)، وهو ما يلي باب ما جاء في فضل التسبيح. . . (58)، الحديث (3462) وقال: (حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود) قوله: "قيعان" بكسر القاف جمع قاع، وهي الأرض المستوية الخالية من الشجر.

5 - باب الاستغفار والتوبة

1661 - عن يُسيرة [بنتِ ياسر] (¬1) -وكانت مِنَ المُهاجِرَاتِ- قالت: "قالَ لنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: عليكنَّ بالتسبيحِ والتهليل (¬2) والتقديسِ، واعقِدْنَ بالأنامِلِ، فإنَّهُنَّ مسؤولاتٍ مستَنْطَقَاتٌ، ولا تَغْفُلْنَ فتَنْسِينَ الرحمة" (¬3). 5 - باب الاستغفار والتوبة مِنَ الصِّحَاحِ: 1662 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "واللَّه إني لأستغفِرُ اللَّه وأتوبُ إليهِ في اليومِ أكثرَ من سبعينَ مرة" (¬4). 1663 - وقال: "إنَّه لَيُغَانُ على قَلْبِي، وإني لأستغفرُ اللَّهَ في اليومِ مائة مرةٍ " (¬5). 1664 - وقال: "يا أيُّها النَّاسُ توبُوا إلى اللَّهِ، فإني أتوبُ في اليومَ مائة مرةٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) العبارة في المطبوعة (عليكُنّ بالتهليل والتسبيح) والتصويب من المخطوطة وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 370 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 170، كتاب الصلاة (2)، باب التسبيح بالحصى (359)، الحديث (1501)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 571، كتاب الدعوات (49)، باب فضل التسبيح. . . (121)، الحديث (3583) واللفظ له. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 11/ 101، كتاب الدعوات (80)، باب استغفار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (3)، الحديث (6307). (¬5) أخرجه من رواية الأغر المزني رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2075، كتاب الذكر. . . (48)، باب استحباب الاستغفار. . . (12)، الحديث (41/ 2702)، وفي قوله "يُغَانُ" قال في شرح السنة 5/ 70: (أي يغطَّى عليه، وأصله من الغين، وهو الغطاء). (¬6) أخرجه من رواية الأغر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2075 - 2076، كتاب الذكر. . . (48)، باب استحباب الاستغفار. . . (12)، الحديث (42/ 2702).

1665 - و"قالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فيما يَروي عن اللَّهِ تعالَى أنه قال: يا عبادِي إني حرَّمْتُ الظلمَ على نفسي، وجعلْتُهُ بينَكم مُحرَّمًا فلا تَظَالَمُوا، يا عبادي كلُّكُمْ ضَالٌّ إِلّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُوني أَهْدِكُم، يا عِبادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلّا مَنْ أَطعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُوني أُطْعِمْكُمْ، يا عبادي كلكم عارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُه، فاسْتَكْسُوني أَكْسُكُم، يا عبادي إنكم تُخْطِئونَ بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوب جميعًا فاستغفروني أَغْفِرْ لكم، يا عبادي إنكم لنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّوني، ولنْ تَبلُغوا نفعي فَتَنْفَعُوني، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكُمْ وإنْسَكم وجِنَّكم، كانُوا على أَتْقَى قلبِ رجل واحدٍ منكم، ما زادَ ذلكَ في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أَوَّلَكم وآخِرَكُم وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم، ما نقصَ ذلكَ من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكُم وإنسَكم وجِنَّكم، قامُوا في صعيدٍ واحدٍ فسألُوني فأعطَيْتُ كلَّ إنسانٍ مسألتَهُ، ما نقصَ ذلكَ مما عندي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ، يا عبادي إنما هي أعمالُكم أُحْصِيها عليكم ثم أُوَفيِّكم إيَّاها، فمَن وجدَ خيرًا فليحمدْ اللَّهَ، ومَن وجدَ غيرَ ذلك فلا يَلُومَنَّ إلَّا نفسَه" رواهُ أبو ذرٍ وكان أبو إدريسَ الخَوْلاني إذا حدَّث بهذا الحديثِ جَثَا على رُكبتيْهِ (¬1). 1666 - وقال: "كانَ في بني إسرائيلَ رجلٌ قتلَ تسعةً وتسعينَ إنسانًا ثم خرجَ يسأَلُ، فأتى راهِبًا فسألَهُ فقالَ لَهُ: هلْ (¬2) لي توبةٌ؟ قال: لا فقتَلَهُ، وجعلَ يسأَلُ، فقالَ له رجلٌ: ائتِ قريةَ كذا وكذا، فأَدْرَكَهُ الموتُ في الطريقِ، فَنَأَى بصدرِهِ نحوها، فاختصمَتْ فيهِ ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ، فأَوْحَى اللَّهُ إلى هذه (¬3): أنْ تَقَرَّبي، وإلى هذه: أنْ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي ذر في الصحيح 4/ 1994 - 1995، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الظلم (15)، الحديث (55/ 2577). و (الصعيد): المقام. (¬2) في مخطوطة برلين: (أَلي توبةٌ؟)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬3) في المطبوعة زيادة: (القرية) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم.

تَبَاعِدي، وقال: قِيسُوا ما بينَهما فَوُجِدَ إلى هذه أقربَ بشبرٍ فَغُفِرَ لهُ" (¬1). 1667 - وقال: "والذي نفسي بيدِهِ لَو لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بكم، ولَجَاءَ بقومٍ يُذْنِبُونَ فيستغفِرُونَ اللَّهَ فيغفِرُ لهم" (¬2). 1668 - وقال: "إنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بالليلِ لِيتوبَ مُسِيءُ النهارِ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنهارِ ليتوبَ مُسيءُ الليلِ، حتَّى تَطْلُع الشَّمْسُ مِن مغربِها" (¬3). 1669 - وقال: "إنَّ العبدَ إذا اعترفَ ثم تابَ، تابَ اللَّهُ عليهِ" (¬4). 1670 - وقال: "مَن تابَ قبلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ من مغرِبها تابَ اللَّهُ عليهِ" (¬5). 1671 - وقال: "للَّهُ أَشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِهِ حينَ يتوبُ إليه مِن أحدِكم كانَ [على] (¬6) راحلَتِهِ بأرضِ فَلَاةٍ فانفلَتَتْ منهُ، وعليها طعامُهُ وشرابُهُ ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 512، كتاب الأنبياء (60)، باب (54)، وهو ما يلي: باب حديث الغار (53)، الحديث (3470)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2119، كتاب التوبة (49)، باب قبول توبة القاتل. . . (8)، الحديث (47/ 2766). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2106، كتاب التوبة (49)، باب سقوط الذنوب. . . (2)، الحديث (11/ 2749). (¬3) أخرجه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2113، كتاب التوبة (49)، باب قبول التوبة. . . (5)، الحديث (31/ 2759). (¬4) متفق عليه من رواية، عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري ضمن حديث الإفك- في الصحيح 7/ 431 - 435، كتاب المغازي (64). باب حديث الإفك. . . (34)، الحديث (4141) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح -ضمن حديث الإفك- 4/ 2129 - 2137، كتاب التوبة (49)، باب في حديث الإفك. . . (10)، الحديث (56/ 2770). (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2076، كتاب الذكر. . . (48)، باب استحباب الاستغفار. . . (12)، الحديث (43/ 2703). (¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، والصواب ما أثبتناه كما في صحيح مسلم.

فأَيِسَ منها، فأَتَى شجرةً فاضطجعَ في ظلِّها قد أَيِسَ من راحِلَتِهِ، فبينَما هوَ كذلك إذا هُوَ بها قائمةً عندَهُ، فأخذَ بخطامِها ثم قالَ مِن شدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أنتَ عبدي وأنا ربُّكَ، أَخْطَأ مِن شدَّةِ الفرحِ" (¬1). 1672 - وقال: "إنَّ عبدًا أذنبَ ذنبًا فقالَ: ربِّ أذنبتُ ذنبًا فاغفِرْهُ، فقالَ ربُّه: عَلِمَ عبدي أنَّ لهُ رَبًّا يغفِرُ الذنبَ ويأخذُ بهِ غَفَرْتُ لعبدي، ثمَّ مكثَ ما شاءَ اللَّهُ ثم أَذْنَبَ ذَنْبًا (¬2) فقالَ: ربِّ أذنبتُ ذنبًا آخر (¬3) فاغفِرْهُ، فقالَ: عَلِمَ عبدي أنَّ لهُ ربًّا يغفِرُ الذنبَ ويأخذُ بِهِ قد غفرتُ لعبدي، ثمَّ مكث ما شاءَ اللَّهُ ثم أَذنَبَ ذَنْبًا (2) فقال: ربِّ أذنبتُ ذنبًا آخرَ فاغفرْهُ لي، فقالَ: عَلِمَ عبدي أن لَهُ ربًّا يغفرُ الذنبَ ويأخذُ به، غفرتُ لعبدي فليَعْمَلْ ما شاء" (¬4). 1673 - عن جُنْدُب رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم حدَّثَ أنَّ رجلًا قال: واللَّهِ لا يغفرُ اللَّهُ لفلانٍ، وأَنَّ (¬5) اللَّهَ قالَ: ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 102، كتاب الدعوات (80)، باب التوبة. . . (4)، الحديث (6309)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2104 - 2105، كتاب التوبة (49)، باب في الحضِّ على التوبة. . . (1)، الحديث (7/ 2747) واللفظ له. و (الخطام): الزمام. (¬2) في المطبوعة زيادة (آخر) وليست في المخطوطة ولا في لفظ البخارى. (¬3) ساقطة من المطبوعة، والصواب إثباتها كما عند البخاري. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 466، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [سورة الفتح (48)، الآية (15)] (35)، الحديث (7507) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2112، كتاب التوبة (49)، باب قبول التوبة. . . (5)، الحديث (29/ 2758). (¬5) قوله: "وإن اللَّه تعالى" بفتح الهمزة، أي: وحدث أن اللَّه تعالى، وبكسرها أي: والحال إن اللَّه تعالى.

مَن ذا الذي يَتَألَّى عليَّ أني لا أَغفِرُ لفلانٍ، فإني قد غفرتُ لفلانٍ وأحبَطْتُ عَمَلَكَ" (¬1) أو كما قال. 1674 - وقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "سيِّدُ الاستغفارِ أنْ تقولَ: اللهمَّ أنتَ ربي لا إلهَ إلَّا أنت، خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذ بكَ مِن شر ما صنعتُ، أَبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ وأَبُوءُ بذنبي، فاغفِرْ لي فإنَّه لا يغفرُ الذنوبَ إلَّا أنتَ، قالَ: ومَن قالَها مِن النهارِ مُوْقِنًا بها، فماتَ مِن يومِه قبلَ أنْ يُمسيَ فهوَ مِن أهلِ الجنَّةِ، ومَن قالها مِن الليلِ وهو مُوقِنٌ بها، فماتَ قبلَ أنْ يُصْبحَ فهو مِن أهلِ الجنَّةِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1675 - قال [أنس، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم] (¬3): "قالَ اللَّه تعالى: يا ابنَ آدمَ إنكَ ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغَتْ ذنوبُك عَنانَ السماءِ، ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ إنك لو أَتيتَني بقُرابِ الأرضِ خطايا، ثمَّ لقيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقُرابِها مغفرةً" (¬4) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2023، كتاب البر. . . (45)، باب النهي عن تقنيط الإِنسان. . . (39)، الحديث (137/ 2621) قوله: "يتألى" بفتح الهمزة وتشديد اللام المفتوحة، أي يتحكم عليَّ، ويحلف باسمي. (¬2) أخرجه من رواية شداد بن أوس رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 11/ 97 - 98، كتاب الدعوات (80)، باب أفضل الاستغفار. . . (2)، الحديث (6306). و (أَبُوءُ): أُقِرُّ. (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 548، كتاب الدعوات (49)، باب فضل التوبة. . . (99)، الحديث (3540) واللفظ له، وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) وأخرجه الضياء في المختارة، وعزاه له السيوطي في الجامع الصغير 4/ 496، الحديث (6065). وللحديث طرق أخرى منها: عن أبي ذر رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في =

1676 - وقال: "مَن عَلِمَ أني ذُو قدرةٍ على مغفرةِ الذنوبِ غفرتُ لهُ ولا أُبالي، ما لم يُشركْ بي شيئًا" (¬1). 1677 - وقال: "مَن لَزِمَ الاستغفارَ جعلَ اللَّه لهُ من كلِّ ضِيْقٍ مَخْرَجًا، ومِن كلِّ همٍّ فَرَجًا، ورَزَقَه مِن حيثُ لا يحتسبُ" (¬2). ¬

_ = المسند 5/ 154، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 322، كتاب الرقاق، باب إذا تقرَّب العبد إلى اللَّه. و (عَنانُ السماءِ): سحابها. و (قُراب الأرض): ملؤها. ومنها عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه الطبراني عزاه له الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 215 - 216، كتاب الزهد، باب منه في سعة رحمة اللَّه. . .، وقال: (رواه الطبراني في الثلاثة) وهو عند الطبراني في المعجم الكبير 12/ 19، الحديث (12346)، وفي المعجم الصغير 2/ 20 - 21 ضمن ترجمة محمد بن عثمان بن أبي شيبة. (¬1) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، الطبراني في المعجم الكبير 11/ 241، الحديث (11615)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 262، كتاب التوبة والإِنابة، باب من علم منكم أن اللَّه ذو قدرة. . .، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 14/ 388، كتاب الرقاق، باب الرجاء. . .، الحديث (4191)، واللفظ لهم جميعًا. (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، أحمد في المسند 1/ 248، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 178 - 179، كتاب الصلاة (2)، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1518) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 330 - 331، باب ثواب من أكثر من الاستغفار، الحديث (456)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1254 - 1255، كتاب الأدب (33)، باب الاستغفار (57)، الحديث (3819)، واللفظ له، وأخرجه محمد بن نصر المروزي، ذكره المقريزي في مختصر قيام الليل، ص 42، باب الاستغفار بالأسحار. . .، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 342، الحديث (10665) واللفظ له، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 142، باب ثواب الاستغفار والإكثار منه، الحديث (366)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 262، كتاب التوبة والإنابة، باب ذكر فضيلة الاستغفار، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 351، كتاب صلاة الاستسقاء، باب ما يستحب من كثرة الاستغفار في خطبة الاستسقاء.

1678 - وقال: "ما أَصَرَّ مَن استغفرَ، وإِنْ (¬1) عادَ في اليومِ سبعينَ مرةً" (¬2). 1679 - وقال: "كلُّ ابنِ آدمَ خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائينَ التوَّابُونَ" (¬3). 1680 - وقال: "إنَّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانتْ نُكتةٌ سوداءُ في قلبِهِ، فإنْ تابَ واستغفرَ صُقِلَ قلبُه، وإنْ زادَ زادَتْ حتَّى تَعْلُوَ قلبَه، فذلِكُم الرَّانُ الذي ذكرَ اللَّه تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (¬4) " (¬5) [صحيح] (¬6). ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة (ولو) وهي موافقة للفظ الترمذي، وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق لما أخرجه لأبي داود واللفظ له. (¬2) أخرجه من رواية أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 2/ 177، كتاب الصلاة (2)، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1514)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 558، كتاب الدعوات (49)، باب (107)، الحديث (3559)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 1/ 124، الحديث (137). (¬3) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 198، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 303، كتاب الرقاق، باب في التوبة، واللفظ له، لكن اللفظ عنده: "وخير الخطائين التوابين"، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 659، كتاب صفة القيامة (38)، باب (49)، الحديث (2499)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1420، كتاب الزهد (37)، باب ذكر التوبة (30)، الحديث (4251)، واللفظ لهما. (¬4) سورة المطفّفين (83)، الآية (14). (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 297، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 434، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة ويلٌ للمطفِّفين (75)، الحديث (3334) وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 317، باب ما يفعل من بُليَ بذنب وما يقول الحديث (418). وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1418، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الذنوب (29)، الحديث (4244)، وأخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان 30/ 62، تفسير سورة المطفِّفين، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 607، كتاب التوبة (39)، باب ما جاء في الذنوب (1)، الحديث (2448)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 517، كتاب التفسير، باب تفسير سورة المطفِّفين، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، قوله: "كانت نكتةً سوداء" أي: حدثت، فهي تامة والنكتة الأثر، وفي نسخة بالنصب، فالضمير راجع إلى السيئة. (¬6) ليست في المطبوعة.

1681 - وقال: "إنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ" (¬1). 1682 - وقال: "إنَّ الشيطانَ قال: وَعِزَّتِكَ يا ربِّ لا أَبْرحُ أُغْوي عبادَكَ ما دامَتْ أرواحُهم في أجسادِهم، فقالَ الربُّ عزَّ وجلَّ: وعِزَّتي وجَلالي وارتفاعِ مكاني (¬2)، لا أزالُ أغفِرُ لهم ما استغفرُوني" (¬3). 1683 - وقال: "إنَّ اللَّه جعلَ بالمغربِ بابًا عرضُه مسيرةُ سبعينَ عامًا للتوبةِ، لا يُغْلَقُ ما لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِن قِبَلِهِ، وذلكَ قولُه تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أحمد في المسند 2/ 132، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 547، كتاب الدعوات (49)، باب في فضل التوبة. . . (99)، الحديث (3538)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1420، كتاب الزهد (37)، باب ذكر التوبة (30)، الحديث (4253)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 607، كتاب التوبة (39)، باب إلى متى تقبل التوبة (2)، الحديث (2449)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 257، كتاب التوبة والإنابة، باب إن اللَّه يغفر لعبد ما لم يغرغر، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. و (الغرغرة): بلوغ الروح الحلقوم. (¬2) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 29 - 41، وأخرجه أبو يعلى في المسند 2/ 458، الحديث (299/ 1273)، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، عزاه له الهيثمي في جممع الزوائد 10/ 207، كتاب التوبة، باب ما جاء في الاستغفار، وقال: (رواه أحمد وأبو يعلى. . . والطبراني في الأوسط، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 261، كتاب التوبة والإنابة، باب للجنة ثمانية أبواب. . .، وقال: (صحيح الإِسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه البغوي في شرح السنة 5/ 76 - 77، كتاب الدعوات، باب الاستغفار، الحديث (1293). (¬3) عبارة: (وارتفاع مكاني) انفرد بها البغوي في لفظه هنا وفي شرح السنة، وتابعه عليها التبريزي في المشكاة وليست عند أصحاب الأصول. (¬4) سورة الأنعام (6)، الآية (158). (¬5) أخرجه من رواية صفوان بن عسَّال رضي اللَّه عنه، أبو داود الطيالسي في المسند، ص 160 - 161، الحديث (1168)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 241، وأخرجه =

1684 - وقال: "لا تنقطِعُ الهجرةُ حتَّى تَنقطِعَ التوبةُ، ولا تَنْقَطِعُ التوبةُ حتَّى تطلعَ الشَّمْسُ مِن مغربِها" (¬1). 1685 - وقال: "إنَّ رجلينِ كانا في بني إسرائيل مُتحابَّيْنِ، أحدُهما مجتهِدٌ في العبادَةِ والآخرُ (¬2) مذنِبٌ، فجعلَ المجتهِدُ يقولُ: أَقْصِرْ عمَّا أنتَ فيهِ، فيقولُ: خَلِّني وَرَبِّي، حتَّى وجدَهُ يومًا على ذنب استعظمَهُ فقال: أَقْصِرْ، فقالَ: خَلِّني وَرَبِّي أَبُعِثتَ عليَّ رقيبًا؟ فقال: واللَّهِ لا يغفِرُ اللَّهُ لكَ أبدًا، ولا يُدْخِلُكَ الجنةَ، فبعثَ اللَّهُ إليهما مَلَكًا فقبضَ أرواحَهما فاجتمعا عندَه، فقالَ للمُذنِبِ: ادخلْ الجنةَ برحمتي، وقالَ للآخرِ، أتَستطِيعُ ¬

_ = الترمذي في السنن 5/ 546 - 547، برواية مطوَّلة كتاب الدعوات (49)، باب في فضل التوبة (99)، الحديث (3536) وقال: (حسن صحيح) واللفظ له، وأخرجه النسائي، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 4/ 192، الحديث (4952) وقال المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1353، كتاب الفتن (36)، باب طلوع الشمس من مغربها (32)، الحديث (4070)، وأخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان 8/ 72، في تفسير سورة الأنعام، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 70، الحديث (7360)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 282، كتاب الطهارة، باب رخصة المسح لمن لبس الخفين على الطهارة، وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 59، وزاد عزوه إلى: سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبو شيخ، وابن مردوبه. (¬1) أخرجه من رواية معاوية رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 99، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 239 - 240، كتاب السير، باب أن الهجرة لا تنقطع، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 7 - 8، كتاب الجهاد (9)، باب في الهجرة. . . (2)، الحديث (2479)، واللفظ لهم، وأخرجه النسائي، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 8/ 454 , الحديث (11459) وذكر المحقق أنه في الكبرى، وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 59، تفسير سورة الأنعام (6) الآية (158)، وزاد في عزوه إلى: عبد بن حميد. (¬2) في المخطوطة زيادة (يقول)، وليست عند أحمد وأبي داود، والعبارة في شرح السنة (كأنه يقول) وهي مدرجة.

أنْ تَحْظُرَ على عبدي رحمتي؟ فقالَ: لا يا ربِّ، قال: اذهبُوا بهِ إلى النَّارِ" (¬1). 1686 - عن أسماءَ بنتِ يزيدَ أنها قالَتْ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: " {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} " (¬2) وَلا يُبالي" (¬3) (غريب). 1687 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "في قوله: {إِلَّا اللَّمَمَ} (¬4) قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنْ تَغْفِرِ اللَّهمَّ تَغفِرْ جَمًّا ... وأَيُّ عبدٍ لكَ لا أَلَمَّا" (¬5) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 323، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 207 - 208، كتاب الأدب (35)، باب في النهي عن البغي (51)، الحديث (4901)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 384 - 385، كتاب الرقاق، باب الرجاء. . .، الحديث (4187). (¬2) سورة الزمر (39)، الآية (53). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 459، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 370، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الزمر (41) , الحديث (3237)، وقال: (حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ثابت عن شهر بن حوشب) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 249، كتاب التفسير، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 384، كتاب الرقاق، باب الرجاء. . .، الحديث (4186)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور 5/ 331 عند تفسير سورة الزمر، لعبد بن حميد، وأبي داود، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف، وابن مردويه. ولم نعثر عليه عند أبي داود في السنن. (¬4) سورة النجم (53)، الآية (32). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 396 - 397، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة النجم (54)، الحديث (3284)، وقال: (حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحاق)، وأخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان 27/ 39، عند تفسير سورة النجم، واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 469 - 470، كتاب التفسير، باب تفسير سورة النجم، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وعزاه السيوطي في الدر المنثور 6/ 127، تفسير سورة النجم، لسعيد بن منصور، والبزَّار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإِيمان.

1688 - عن أبي ذرٍّ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يقولُ اللَّهُ تعالى: يا عبادِي كلُّكم ضالٌّ إلا مَنْ هَدَيْتُ فَسَلوني (¬1) الهدَى أهْدِكم، وكلُّكم فقراءُ إلَّا مَن أَغنيْتُ فسلُوني (1) الرِّزقَ أَرزقْكم، وكلُّكم مذنِبٌ إلَّا مَن عافيتُ، فمَن عَلِمَ مِنكم أَنني ذُو قدرَةٍ على المغفرةِ فاستغفرَني غَفَرتُ لهُ ولا أبالي، ولو أنَّ أَوَّلَكم وآخِرَكم، وحَيَّكم وميتَكم، ورَطْبَكم ويابِسَكم، اجتمعُوا على أتقَى قلبِ عبدٍ مِن عبادي، ما زادَ ذلكَ في مُلْكي جناحَ بعوضةٍ، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم، وحيَّكم وميتَكم، ورَطْبَكم ويابِسَكم اجتمعُوا على أشقَى قلبِ عبدٍ مِن عبادي، ما نقصَ ذلكَ مِن مُلْكي جناحَ بَعُوضَةٍ، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم، وحيَّكم وميِّتَكم، ورَطْبَكم ويابِسَكم اجتمعُوا في صعيدٍ واحدٍ، فسألَ كلُّ إنسانٍ مِنكم ما بلغَتْ أُمنيَّتهُ، فأعطيتُ كلَّ سائلٍ منكم ما سأَلَ (¬2) ما نقصَ ذلكَ مِن مُلكي إلَّا كما لو أنَّ أحدَكم مرَّ بالبحرِ، فغمسَ فيه إبرةً ثم رفعَها، ذلكَ بأني جوادٌ ماجدٌ أفعلُ ما أريدُ، عطائي كلامٌ، وعذابي كلامٌ، إنما أمري لشيءٍ إذا أردْتُ أنْ أقولَ لهُ: كنْ فيكونُ" (¬3). 1689 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أنَّه قَرَأَ: {هُوَ أَهْلُ التَقْوَى وأَهْلُ المَغْفِرَةِ} (¬4)، قال، قالَ ربُّكم: ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (فاسألوني). والتصويب من المطبوعة وسنن الترمذي. (¬2) في المطبوعة (مسألته) وهي ساقطة من المخطوطة، وما أثبتناه هو لفظ الترمذي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 154، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 656 - 657، كتاب صفة القيامة (38)، باب (48)، الحديث (2495) واللفظ له، وقال: (حديث حسن)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1422، كتاب الزهد (37)، باب ذكر التوبة (30)، الحديث (4257). (¬4) سورة المدثر (74)، الآية (56).

أنا أهلٌ أنْ أُتَّقَى، فمَن اتَّقاني فأنا أهلٌ أنْ أَغفِر لهُ" (¬1). 1690 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "إنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في المجلسِ يقولُ: ربِّ اغفرْ لي وَتُبْ عليَّ، إنكَ أنتَ التَّوابُ الغفورُ، مائةَ مرةٍ" (¬2). 1691 - ورُوي عن رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم أنه قال: "مَن قالَ: أستغفِرُ اللَّه الذي لا إلهَ إلَّا هُوَ الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليهِ، غُفِرَ لهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 142، 243، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 302 - 303، كتاب الرقاق، باب في تقوى اللَّه، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 430، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المدثر (71)، الحديث (3328)، وأخرجه النسائي في السنن 1/ 139، الحديث (434)، في كتاب التفسير، وقال المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1437، كتاب الزهد (37)، باب ما يرجى من رحمة اللَّه. . . (35)، الحديث (4299)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 6/ 66، في مسند ثابت البناني عن أنس، الحديث (562/ 3317)، وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان 29/ 108، من طريق قتادة مقطوعًا، ولم يرفعه، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1288 ضمن ترجمة سهيل بن مهران، وهو سهيل بن أبي حزم. . .، عن أنس رضي اللَّه عنه مرفوعًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 508، كتاب التفسير، باب تفسير سورة المدثر، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 287 وزاد في تخريجه عن: البزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 21 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 178، كتاب الصلاة (2)، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1516)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 494 - 495، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا قام من المجلس (39)، الحديث (3434) وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1253، كتاب الأدب (33)، باب الاستغفار (57)، الحديث (3814).

فصل

وإنْ كانَ فَرَّ مِن الزحْفِ" (¬1) [غريب] (¬2). فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 1692 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لمَّا قَضَى اللَّه الخلقَ، كتبَ كِتابًا فهوَ عندَهُ فوقَ عرشِه: إنَّ رحمتِي سبقَتْ غضبي" (¬3). وفي رواية: "غلبَتْ غَضَبي" (¬4). 1693 - وقال: "إنَّ للَّهِ مائةَ رحمةٍ أنزلَ مِنها رحمةً واحدةً بينَ الجنِّ والإنسِ والبَهائِم والهَوامِّ، فَبِها يتعاطَفُونَ وبها يَتَراحمُونَ وبها تَعطِفُ ¬

_ (¬1) هذا الحديث مخرَّجٌ من طريقين، الأولى: عن بلال بن يسار بن زيد، عن أبيه، عن جده رضي اللَّه عنه، أخرجه أبو داود في السنن 2/ 178، كتاب الصلاة (2)، باب في الاستغفار (361)، الحديث (1517)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 568 - 569، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء الضيف (118)، الحديث (3577) واللفظ لهما. وقال الترمذي: (هذا حديث غريب لا نعرفهُ إِلَّا من هذا الوجه). الثانية: من طريق عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 511، كتاب الدعاء، باب فضل الاستغفار، وعنده زيادة لفظة "ثلاثًا". (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 522، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. . .} [سورة البروج (85)، الآية (21)] (55)، الحديثان (7553/ 7554) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2108، كتاب التوبة (49)، باب في سعة رحمة اللَّه. . . (4)، الحديث (15/ 2715). (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 287، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ. . .} [سورة الروم (30)، الآية (27)] (1)، الحديث (3194)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2108، كتاب التوبة (49)، باب في سعة رحمة اللَّه. . . (4)، الحديث (16/ 2751).

الوحْشُ على وَلَدِها، وأخَّر تِسعًا وتسعينَ رحمةً يرحمُ بها عبادَهُ يومَ القيامةِ" (¬1). وفي رواية: "فإذا كانَ يومُ القيامةِ أَكْمَلَها بهذهِ الرحمةِ" (¬2). 1694 - وقالَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "لو يَعلمُ المؤمنُ ما عندَ اللَّهِ من العقوبَةِ ما طَمِعَ بجنتِه أحدٌ، ولو يَعلمُ الكافرُ ما عندَ اللَّه مِن الرحمةِ ما قَنطَ مِن جنتِه أحدٌ" (¬3). 1695 - وقال: "الجنةُ أقربُ إلى أحدِكُم من شِراكِ نعلِه، والنارُ مثلُ ذلكَ" (¬4). 1696 - وقال [النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم] (¬5): "قالَ رجلٌ لَمْ يَعملْ خيرًا قط لأهلِه -وفي رواية- أسرفَ رجلٌ على نفسِه فلمَّا حضرَهُ الموت أوصَى بَنِيهِ: إذا ماتَ فحرقوهُ، ثمَّ اذرُوا نصفَه في البرِّ ونصفَهُ في البحرِ، فَوَاللَّهِ لئنْ قَدَرَ اللَّهُ عليهِ ليُعذِّبَنَّهُ عذابًا لا يُعذِّبُه أحدًا (¬6) مِن العالمينَ، فلمَّا ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضى اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 431، كتاب الأدب (78)، باب جعل اللَّه الرحمة. . . (19)، الحديث (6000)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2108، كتاب التوبة (49)، باب سعة رحمة اللَّه. . . (4)، الحديث (19/ 2752) واللفظ له. و (الهوام): الحشرات السامة. (¬2) أخرجه من رواية سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2109، كتاب التوبة (49)، باب في سعة رحمة اللَّه. . . (4)، الحديث (21/ 2753). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 301، كتاب الرقاق (81)، باب الرجاء مع الخوف. . . (19)، الحديث (6469)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2109، كتاب التوبة (49)، باب سعة رحمة اللَّه. . . (4)، الحديث (23/ 2755) واللفظ له. (¬4) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 11/ 321، كتاب الرقاق (81)، باب الجنة أقرب إلى أحدكم. . . (29)، الحديث (6488). (¬5) ليست في مخطوطة برلين. (¬6) عبارة الأصل المطبوع: "أحد" وما أثبتناه من صحيح مسلم.

ماتَ فعَلُوا ما أَمَرَهم، فأمرَ اللَّهُ البحرَ فجمعَ ما فيهِ، وأمرَ البرَّ فجمعَ ما فيهِ، ثم قالَ لهُ: لِمَ فعلتَ هذا؟ قال: مِن خَشْيَتكَ يا ربِّ وأنتَ أعلمُ! فغَفَرَ لهُ" (¬1). 1697 - وقال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: قدِمَ على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم سَبْيٌ، فإذا امرأةٌ مِن السَّبْي قد تَحَلَّب ثديُها تَسعَى، فإذا وَجَدَتْ صبيًّا في السَّبْي أخذَتْهُ فأَلصَقَتْهُ ببطنِها وأرضعَتْهُ، فقالَ لنا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَتُرَوْنَ هذهِ طارِحَةً ولدَها في النَّارِ؟ قلنا: لا وهي تقدرُ على أنْ لا تَطْرَحَهُ، قال: للَّهُ أرحمُ بعبادِهِ مِن هذه بولدِها" (¬2). 1698 - وقال: "لن يُنجيَ أحدًا منكم عملُه! قالوا: ولا أنتَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: ولا أنا، إلّا أنْ يتغمَّدَنيَ اللَّه منهُ برحمةٍ، فسدِّدوا وقارِبُوا، واغْدُوا ورُوحُوا، وشيءٌ مِن الدُّلْجةِ، والقصدَ القصدَ تَبْلُغُوا" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 312 - 313، كتاب الرقاق (81)، باب الخوف من اللَّه (25)، الحديث (6481)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2109 - 2110، كتاب التوبة (49)، باب في سعة رحمة اللَّه. . . (4)، الحديث (24 - 25/ 2756) واللفظ له. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 426 - 427، كتاب الأدب (78)، باب رحمة الولد. . . (18)، الحديث (5999)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2109، كتاب التوبة (49)، باب في سعة رحمة اللَّه. . . (4)، الحديث (22/ 2754). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 294، كتاب الرقاق (81)، باب القصد والمداومة. . . (18)، الحديث (6463) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2169، كتاب صفات المنافقين. . . (50)، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله. . . (17)، الحديث (71/ 2816). و (الدُّلجة): سير الليل.

1699 - وقال: "لا يُدْخِلُ أحدًا منكم عملُهُ الجنةَ، ولا يُجيرُه مِن النَّارِ، ولا أنا، إلا برحمةِ اللَّهِ تعالى" (¬1). 1700 - وقال: "إذا أَسلمَ العبدُ فحسُنَ إسلامُهُ يُكفرُ اللَّه عنهُ كلَّ سيئةٍ كانَ زلَّفَها، وكانَ بعدُ، القِصاصُ: الحسنةُ بعشرِ أمثالِها إلى سبعمائةِ ضعفٍ، والسيئةُ بمثلِها إلا أنْ يَتَجاوَزَ اللَّهُ عنها" (¬2). 1701 - وقال: "إنَّ اللَّهَ كتبَ الحسناتِ والسيئاتِ، فمَنْ هَمَّ بحسنةٍ فلمْ يَعْملْها كتبَها اللَّه لهُ عندَه حسنةً كاملةً، فإنْ [هو] (¬3) همَّ بها فعمِلَها كتبَها اللَّهُ لهُ عندَهُ عشرَ حسناتٍ إلى سبعمائةِ ضعفٍ إلى أَضعافٍ كثيرةٍ، ومَنْ همَّ بسيئةٍ فلمْ يعملْها كتبَها اللَّهُ لهُ عندَه حسنةً كاملةً، فإنْ هوَ همَّ بها فَعَمِلَهَا كتَبها اللَّهُ [له] (¬4) سيئةً واحدةً" (¬5). مِنَ الحِسَان: 1702 - وقال: "إنَّ مثل الذي يعملُ السيئاتِ ثم يعملُ الحسناتِ، كمثلِ رجلٍ كانتْ عليهِ دِرْعٌ ضيقةٌ قد خنقَتْهُ، ثمَّ عمِلَ حسنةً فانفكَّتْ حَلْقَةٌ، ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2171، كتاب صفات المنافقين. . . (50)، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله. . . (17)، الحديث (77/ 2817). (¬2) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 1/ 98، كتاب الإيمان (2)، باب حسن إسلام المرء (31)، الحديث (41). و (زلفها): قدمها. (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وأثبتناه من صحيح البخاري. (¬4) في المخطوطة (عنده)، واللفظ عند البخاري (له)، وهي ساقطة من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬5) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 323، كتاب الرقاق (81)، باب من همَّ بحسنة. . . (31)، الحديث (6491)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 118، كتاب الإيمان (1)، باب إذا همَّ العبد بحسنة. . . (59)، الحديث (207/ 131).

ثم عمِلَ أخرَى فانفكَّت حَلْقَةٌ أُخْرَى (¬1)، حتَّى تَخْرُجَ إلى الأرضِ" (¬2). 1703 - عن أبي الدرداءِ: "أنَّه سمعَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقُصُّ على المِنْبَرِ وهو يقولُ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (¬3) فقلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سرقَ يا رسولَ اللَّه؟ فقالَ الثانيةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}، فقلتُ الثانيةَ: وإنْ زَنَى وإنْ سرقَ؟ فقالَ الثالثةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}، فقلتُ الثالثةَ: وإنْ زَنَى وإنْ سرقَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: وإنْ رغِمَ أَنْفُ أبي الدرداء" (¬4). 1704 - عن عامر الرَّامِ أنه قال: "بينا نحنُ عندَه -يَعني عندَ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم- إذ أَقْبَلَ رجلٌ عليهِ كِساءٌ وفي يدِهِ شيءٌ قد التَفَّ عليهِ، فقالَ: يا رسولَ اللَّه مَرَرْتُ بغَيْضَةِ شجرٍ فسمعتُ فيها أصواتَ فِراخِ طائرٍ، فأخذتُهن فوَضعتُهنَّ في كِسائي، فجاءَتْ أُمُّهنَّ فاستدارَتْ على رأسِي، فكشفتُ لها عنهنَّ فوَقَعَت عليهنَّ، فلففتُهنَّ بكسائي فهُنَّ أولاءِ ¬

_ (¬1) في المطبوعة: (فانفكّت أخرى). وكذا في شرح السنة، والعبارة في المخطوطة (فانفكت حلقة) وما أثبتناه لفظ أحمد والطبراني. (¬2) أخرجه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 145، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 284، الحديث (783)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 339، كتاب الرقاق، باب ثواب من عمل حسنة. . .، الحديث (4149). (¬3) سورة الرحمن (55)، الآية (46). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 357 ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه واللفظ له، وأخرجه النسائي عزاه له المزي في تحفة الأشراف 8/ 227 - 228، الحديث (10954)، وقال المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان 27/ 85، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 386 - 387، كتاب الرقاق، باب سعة رحمة اللَّه. . .، الحديث (4189)، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 146 وزاد في عزوه إلى: ابن أبي شيبة، وابن منيع، والحكيم في نوادر الأصول، والبزار، وأبي يعلى، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه.

6 - باب ما يقول عند الصباح والمساء والمنام

معي، فقال: ضَعْهنَّ فوضعتُهنَّ وأَبَتْ أمهنَّ إلَّا لزومَهنَّ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: أَتعجبُونَ لِرُحمِ أمِّ الأفراخِ فراخَها؟ فَوَالذي بعثَني بالحقِّ (¬1) للَّهُ أرحمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أُمِّ الأفراخِ بفراخِها، ارجعْ بهنَّ حتَّى تضَعَهنَّ مِن حيثُ أَخذتَهنَّ، وأُمهنَّ معهنَّ، فرجعَ بهنَّ" (¬2). 6 - باب ما يقول عند الصباح والمساء والمنام مِنَ الصِّحَاحِ: 1705 - عن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أَمسَى قال: أَمسَيْنا وأَمسَى الملكُ للَّهِ والحمدُ للَّه، ولا إله إلَّا اللَّه وحدَه لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شئٍ قديرٌ، اللهمَّ إني أسالُكَ مِن خيرِ هذهِ الليلةِ وخيرِ ما فيها، وأعوذُ بكَ مِن شرِّها وشرِّ ما فيها، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الكسلِ والهَرَمِ، وسوءِ الكِبْرِ، وفتنةِ الدنيا، وعذابِ القبرِ، وإذا أَصبحَ قالَ ذلكَ أيضًا: أصبحْنا وأصبحَ الملكُ للَّه -وفي رواية- ربي أعوذُ بكَ مِن عذابٍ في النَّارِ، وعذابٍ في القبرِ" (¬3). 1706 - وعن حذيفة أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا أخذَ مضجعَهُ مِن الليلِ وضعَ يدَه تحتَ خدِّه ثم يقول: اللهمَّ باسمكَ أَموتُ وأَحيا، فإذا استيقظَ قالَ: الحمدُ للَّه الذي أحيانا بعدَ ما أماتَنا وإليهِ النشورُ" (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (نبيًا) وليست عند أبي داود. (¬2) أخرحه أبو داود في السنن 3/ 468 - 469، كتاب الجنائز (15)، باب الأمراض المكفِّرة للذنوب (1)، الحديث (3089) برواية مطولة، وقد تقدم هذا الحديث تحت الرقم (1130) في كتاب الجنائز (5)، باب تمني الموت (2). و (الغيضة): الغابة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2089، كتاب الذكر. . . (48)، باب التعوذ من شر ما عمل. . . (18)، الحديثان (75 - 76/ 2723). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 115، كتاب الدعوات (80)، باب وضع اليد تحت الخد. . . (8)، الحديث (6314). و (النشور): الرجوع بعد الممات للحساب.

1707 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا أَوَى أحدُكم إلى فراشِهِ، فليَنْفُضْ فراشَه بداخِلةِ إزارِه، فإنه لا يدري ما خلفَهُ عليهِ ثم يقول: بِاسْمِكَ ربي وضعتُ جنبي وبكَ أرفعُهُ، إنْ أمسكتَ نفسي فارحمْها، وإنْ أرسلتَها فَاحْفَظْها بما تحفظُ بهِ عبادَك الصالحين" (¬1). وفي رواية: "ثم ليضْطَجِعْ على شقِّهِ الأيمنِ ثم ليقل باسمِك. . . " (¬2). وفي رواية: "فليَنفُضْهُ بصَنِفَةِ ثوبِه ثلاثَ مرَّاتٍ وليَقُلْ: إنْ أمسكتَ نفسي فاغفرْ لها" (¬3). 1708 - وعن البراء بن عازب أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا أَوَى إلى فراشِه نامَ على شقِّه الأيمنِ ثم قال: اللهمَّ أسلمتُ نفسي إليكَ، ووجهتُ وجهي إليكَ، وفَوَّضتُ أَمري إليكَ، وألجأتُ ظهري إليكَ، رغبةً ورهبةً إليكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنجا منكَ إلَّا إليكَ، آمنتُ بكتابِكَ الذي أنزلتَ، وبنبِيِّكَ الذي أرسلتَ -وقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم- مَن قالَهنَّ ثم ماتَ تحتَ ليلَتِهِ ماتَ على الفطرةِ" (¬4). وفي رواية: "قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم لرجل: إذا أويتَ إلى فِرَاشِكَ فَتوَضَّأ ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 125 - 126، كتاب الدعوات (80)، باب (13)، وهو ما يلي باب التعوذ والقراءة عند المنام (12) الحديث (6320)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2084 - 2085، كتاب الذكر. . . (48)، باب ما يقول عند النوم. . . (17)، الحديث (64/ 2714). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2084 - 2085، كتاب الذكر .. (48)، باب ما يقول عند النوم. . . (17)، الحديث (64/ 2714). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 13/ 378، كتاب التوحيد (97)، باب السؤال بأسماء اللَّه تعالى. . . (13)، الحديث (7393). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 115، كتاب الدعوات (80)، باب النوم على الشق الأيمن (9)، الحديث (6315) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2081 - 2082، كتاب الذكر. . . (48)، باب ما يقول عند النوم. . . (17)، الحديث (56/ 2710).

وُضُوءَك للصلاةِ، ثمَّ اضطجِعْ على شقِّكَ الأيمنِ ثم قلْ: اللهمَّ أسلمتُ نفسي [إليكَ] (¬1) -بهذا- وقال: فإنْ مِتَّ مِن ليلتِكَ مِتَّ على الفطرةِ، وإنْ أصبحتَ أصبتَ خيرًا" (¬2). 1709 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا أَوَى إلى فراشِه قالَ: الحمدُ للَّه أَطعَمنا وسَقانا وكَفانا وآوانا، فكم مِمَّن لا كافيَ لهُ، ولا مُؤوِيَ له" (¬3). 1710 - وعن علي رضي اللَّه عنه: "أنَّ فاطمةَ أتَتْ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم تَشْكُو إليهِ ما تَلْقى في يدِها مِن الرَّحاءِ (¬4)، وبَلَغها أنه جاءَهُ رَقيقٌ، فلَمْ تُصادِفْه، فذكرَتْ ذلكَ لعائشةَ رضي اللَّه عنها، فلمَّا جاءَ أخبرَتْه عائشةُ قال: فجاءَنا وقد أخذْنا مَضاجِعَنا، فذهبْنا نقومُ فقالَ: على مكانِكُما، فجاءَ فقعدَ بَيْني وبينَها، حتَّى وجدتُ بردَ قدمِه على بطني، فقال: ألا أدُلُّكما على خيرٍ مما سألتُما؟ إذا أخذتُما مضجِعَكُما فسبِّحا ثلاثًا وثلاثينَ، واحمدا ثلاثًا وثلاثينَ، وكبِّرا أربعًا وثلاثينَ فهو خيرٌ لكما مِن خادمٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وهي عند البخاري. (¬2) متفق عليه من رواية البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 462، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ} [سورة النساء (4)، الآية (166)]. . . (34)، الحديث (7488)، وفي 1/ 357، كتاب الوضوء (4)، باب فضل من بات على الوضوء (75)، الحديث (247) واللفظ له، سوى قوله: "أصبت خيرًا" فهي عند البخاري "أصبت أجرًا"، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2081 - 2083، كتاب الذكر. . . (48)، باب ما يقول عند النوم. . . (17)، الحديث (56 - 58/ 2710). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2085، كتاب الذكر. . . (48)، باب ما يقول عند النوم. . . (17)، الحديث (64/ 2715). (¬4) الرَّحَاء بالمد ويقصر: (الرَّحَى) لغتان، وهو حجر الطاحون. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 506، كتاب النفقات (16)، باب عمل المرأة في بيت زوجها (6)، الحديث (5361)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2091، كتاب الذكر. . . (48)، باب التسبيح. . . (19)، الحديث (80/ 2727).

1711 - عن أبي هريرَة رضي اللَّه عنه أنه قال: "جاءَتْ فاطمةُ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم تسأَلُه خادِمًا فقال: ألا أَدُلُّكِ على ما هو خيرٌ مِن خادمِ؟ تُسبِّحينَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ، وتَحمدينَ اللَّه ثلاثًا وثلاثينَ، وتُكبِّرينَ اللَّهَ أَربعًا وثلاثينَ، عندَ كلِّ صلاةٍ وعندَ منامِكِ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 1712 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أصبحَ قال: اللهمَّ بكَ أَصْبحنا، وبكَ أمسيْنا، وبكَ نَحْيا، وبكَ نموتُ، وإليكَ المصيرُ، وإذا أَمسَى قالَ: اللهمَّ بكَ أَمْسَيْنا، وبكَ أصبحْنا، وبكَ نَحيا، وبكَ نموتُ، وإليكَ النشُورُ" (¬2). 1713 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قال: "قالَ أبو بكرٍ: يا رسولَ اللَّه مُرْني بشيءٍ أَقولُه إذا أصبحتُ وإذا أَمْسيتُ قالَ، قلْ: اللهمَّ (¬3) عالِمَ الغيبِ والشهادةِ، فاطِرَ السماواتِ والأرضِ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَه، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنتَ، أعوذُ بكَ مِن شرِّ نَفْسي، ومِن شرِّ الشيطانِ وشِرْكه، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2092، كتاب الذكر. . . (48)، باب التسبح. . . (19)، الحديث (81/ 2728). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 354 إلى قوله: "وإليك المصير"، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 311، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5068)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 466، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح. . . (13)، الحديث (3391)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 138، ثواب من قال حين يصبح. . .، الحديث (8)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1272، كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح. . . (14)، الحديث (3868). (¬3) تحرفت في المطبوعة إلى: "اللَّه" والصواب ما أثبتناه كما في المصادر التي أخرجت الحديث.

قُلْهُ إذا أصبحْتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعَك" (¬1). 1714 - وقال [عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه] (¬2): "ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ: بسمِ اللَّهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ، ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمُ، ثلاثَ مراتٍ فيضرَّهُ شيءٌ" (¬3). وفي رواية: "لم تُصِبْه فجاةُ بلاءٍ حتَّى يُصْبحَ، ومَن قالَها حينَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 297 - 298، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 292، كتاب الاستئذان، باب ما يقول إذا أصبح، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 399 - 400، باب ما يقول إذا أمسى (574)، الحديث (1207)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 310 - 311، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5067)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 467، كتاب الدعوات (49)، باب (14)، وهو ما يلي باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح. . . (13)، الحديث (3392) وقال: (حسن صحيح) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 138، ثواب من قال حين يصبح. . .، الحديث (11)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 264، باب ما يقول إذا أخذ مضجعه، الحديث (730)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 584، كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا أصبح. . . (10)، الحديث (2349)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 513، كتاب الدعاء، باب ما يقول إذا أصبح. . .، وصححه. (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) أخرجه من رواية عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 1/ 62 - 63، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 324 - 325، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5088)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 465، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح. . . (13)، الحديث (3388) واللفظ له، وقال: (حسن صحيح غريب)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 141 - 142، باب ما لمن قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه، الحديث (15)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1273، كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح. . . (14)، الحديث (3869)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 585، كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا أصبح. . . (10)، =

يُصْبحُ لم تُصِبْه فجاةُ بلاءٍ حتَّى يُمسيَ" (¬1). 1715 - عن عبد اللَّه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ إذا أَمسَى: أَمْسيْنا وأمسَى الملكُ للَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، ربِّ أسالُكَ خيرَ ما في هذهِ الليلةِ وخيرَ ما بعدَها، وأعوذُ بكَ من شرِّ ما في هذه الليلةِ وشرِّ ما بعدَها، ربِّ أعوذُ بكَ مِن الكسلِ، ومِن سوءِ الكفرِ" (¬2). وفي رواية: "مِن سوءِ الكِبَرِ والكِبْرِ، ربِّ أعوذُ بكَ مِن عذابٍ في القَبْرِ، وعذابٍ في النَّارِ (¬3)، وإذا أصبحَ قال ذلك: أصبحْنا وأصبحَ الملكُ للَّهِ" (¬4). ¬

_ = الحديث (2352)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 26 - 27، باب ماذا يقول إذا أصبح، الحديث (44)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 514، كتاب الدعاء، باب ما من عبد يقول: بسم اللَّه. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬1) أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن حبان، وابن السني في المصادر السابقة. (¬2) قوله: "من سوء الكفر" هو من رواية أبي داود. (¬3) في مخطوطة برلين: (من عذاب في النار وعذاب في القبر). (¬4) هذا الحديث تقدم ذكره ضمِنَ الصحاح من هذا الفصل، من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، في صحيح مسلم، أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنَّف 10/ 238 - 239، كتاب الدعاء، باب ما يستحب أن يدعو به إذا أصبح، الحديث (9325)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 313 - 314، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5071)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 465 - 466، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح. . . (13)، الحديث (3390)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 147، باب سيد الاستغفار، الحديث (23)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 23، باب ماذا يقول إذا أصبح، الحديث (35).

1716 - وعن بعضِ بناتِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يُعَلِّمُها فيقولُ، قُولي حينَ تُصبِيحنَ: سبحانَ اللَّهِ وبحمدِه، لا قوةَ إلا باللَّهِ، ما شاءَ اللَّه كانَ وما لم يَشَأْ لم يَكُنْ، أَعلَمُ أنَّ اللَّهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ اللَّه قد أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا، فإنه مَن قالَها حينَ يُصبحُ حُفِظَ حتَّى يُمْسي، ومَن قالَها حينَ يُمسي حُفِظَ حتَّى يُصبحَ" (¬1). 1717 - عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنه قال: "مَن قالَ حينَ يُصبحُ: {فَسُبْحانَ اللَّه حِيْنَ تمْسُونَ وحِيْنَ تصْبِحُونَ وَلَهُ الحَمْدُ في السَّماواتِ والأرْضِ وعَشِيًا وَحِيْنَ تُظْهِرُونَ} (2) -إلى قوله- {وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ} (¬2) أَدرَكَ ما فاتَهُ في يومِه ذلكَ، ومَن قالَهُنَّ حينَ يُمْسي أدركَ ما فاتَه في ليلتِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 315 - 316، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5075) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 140، ثواب من قال حين يصبح. . .، الحديث (12)، واللفظ له، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 27، باب ماذا يقول إذا أصبح، الحديث (46)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 5/ 114، كتاب الدعوات، باب ما يقول حين يصبح، الحديث (1327). (¬2) سورة الروم (30)، الآية (17 - 19). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 316 - 317، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5076)، واللفظ له، وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 100، ضمن ترجمة سعيد بن بشير (562)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 392، الحديث (12991)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 31، باب ماذا يقول إذا أصبح، الحديث (55)، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1226 ضمن ترجمة سعيد بن بشير، وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 154 وزاد في نسبته إلى: ابن مردويه.

1718 - عن أبي عيَّاش (¬1) رضي اللَّه عنهما، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن قالَ إذا أَصبحَ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ لهُ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كانَ لهُ عِدْلُ رقبةٍ مِن ولدِ إسماعيلَ، وكُتِبَ لهُ عَشْرُ حسناتٍ، وحُطَّ عنه عشرُ سيئاتٍ، ورُفِعَ له عشرُ درجاتٍ، وكانَ في حرزٍ مِن الشيطانِ حتَّى يُمسيَ، وإنْ قالَها إذا أَمسَى كانَ لهُ مثلُ ذلك حتَّى يُصْبحَ" (¬2). 1719 - عن الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي، عن أبيه (¬3)، عن رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أنَّه أَسرَّ إليهِ فقالَ: إذا انصرفْتَ مِن صلاةِ المغربِ فقُلْ قبلَ أنْ تُكَلِّمَ أحدًا: اللهمَّ أَجِرْني من النَّارِ سبعَ مراتٍ، فإنكَ إذا قُلْتَ ذلكَ ثم مِتَّ في ليلَتِكَ كُتِبَ لكَ جِوارٌ منها، وإذا صلَّيْتَ الصبحَ فَقُلْ كذلكَ، فإنك إذا مِتَّ في يومِكَ كُتِبَ لكَ جِوارٌ منها" (¬4). ¬

_ (¬1) تحرف الاسم في المخطوطة والمطبوعة إلى: (ابن عباس) والصواب ما أثبتناه كما في مصادر الحديث. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 60، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 317، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5077)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 149، ثواب من قال ذلك مائة مرة، الحديث (27)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1272، كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح. . . (14)، الحديث (3867)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 34، باب ماذا يقول إذا أصبح، الحديث (63). (¬3) ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب اختلافًا في اسم الراوي فقال: (ومحصل ذلك الاختلاف في الصحابي، هل هو: الحارث بن مسلم، أو مسلم بن الحارث. وفي التابعي كذلك) وقد أخرجه البغوي من رواية أبي داود، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 318 - 319، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5079 - 5080) واللفظ له، وأخرجه من رواية مسلم بن الحارث بن مسلم، عن أبيه، النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 188 - 189، =

1720 - عن ابن عمر أنه قال: "لم يكنْ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يَدَعُ هؤلاءِ الكلماتِ حينَ يُمسي وحينَ يُصْبحُ: اللهمَّ إني أسالُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسالُكَ العفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنيايَ، وأَهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عَوْراتي وآمِنْ رَوْعاتي، اللهمَّ احفظْني مِن بينِ يَدَيَّ ومِنْ خَلْفي، وعن يَميني وعن شِمالي، ومِن فَوْقي، وأَعُوذُ بعظمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي" (¬1) يعني الخسفَ. 1721 - وقال: "مَنْ قالَ حينَ يُصبِحُ: اللهمَّ أَصبحْنا نُشهِدُكَ ونُشهِدُ حَمَلَةَ عرشِكَ وملائكَتَكَ وجميعَ خلقِكَ: أنكَ أنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلا أنتَ، وحدَكَ لا شريكَ لكَ، وأن محمدًا عبدُكَ ورسولُك، إلا غَفَرَ اللَّهُ لهُ ما أصابَهُ في يومِه ذلكَ مِن ذنبٍ، وإن قالَها حينَ يُمسي غفَرَ اللَّه لهُ ما أصابَه ¬

_ = الحديث (111)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 583، كتاب الأذكار (37)، باب الدعاء بعد الصلاة (7)، الحديث (2346)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 61، باب ما يقول في دبر صلاة الصبح، الحديث (138). (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 398 - 399، باب ما يقول إذا أصبح (573)، الحديث (1205)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 315، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5074) واللفظ له، وقال: (قال وكيع: يعني الخسف)، وأخرجه النسائي مختصرًا في المجتبى من السنن 8/ 282، كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من الخسف (60)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1273 - 1274، كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح. . . (14)، الحديث (3871)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 585 - 586، كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا أصبح. . . (10)،، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 517 - 518، كتاب الدعاء، باب دعاء الصبح والمساء، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

في تلكَ الليلةِ مِن ذنبٍ" (¬1) (غريب). 1722 - وقال: "ما مِن عبدٍ مسلم يقولُ إذا أَمسَى وإذا أَصبَحَ ثلاثًا: رضيتُ باللَّهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ صلى اللَّهُ عليه وسلم نبيًا إلا كانَ حقًّا على اللَّهِ أنْ يُرضِيَهُ يومَ القيامةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، البخاري في الأدب المفرد، ص 399، باب ما يقول إذا أصبح (573)، الحديث (1206)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 318، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5078)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 527، كتاب الدعوات (49)، باب (79)، الحديث (3501)، وقال: (حديث غريب)، وجاء الحديث في نسخة سنن الترمذي بتحقيق عبد الرحمن عمد عثمان، 5/ 188 - 189، كتاب الدعوات، باب (81)، برقم (3567)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 138، باب ثواب من قال: حين يصبح. . .، الحديث (10)، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، عزاه له الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 118 - 119، كتاب الأدعية، باب ما يقول إذا أصبح. . .، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 36 - 37، باب ما يقول إذا أصبح، الحديث (69). (¬2) هذا الحديث مخرج من طريقين: • الأولى: من رواية أبي سلَّام رضي اللَّه عنه، خادم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أخرجه أحمد في المسند 4/ 377، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 314، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5072)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 135، باب ثواب من قال حين يصبح. . .، الحديث (4)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1273، كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح. . . (14)، الحديث (3870)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 367، الحديث (921)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 35 - 36، باب ماذا يقول إذا أصبح، الحديث (67)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 518، باب من قال إذا أصبح. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، ولكن حصل عنده تحريف في سنده حيث جاء فيه: (سمعت أبا عقيل هاشم بن بلال يحدث عن أبي سلام سابق بن ناجية قال. . .)، بينما جاء السند في جميع مصادر الحديث: أبو عقيل، عن سابق، عن أبي سلام. • الثانية: من رواية ثوبان رضي اللَّه عنه، أخرجه الترمذي في السنن 5/ 465، كتاب الدعوات (49)، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح. . . (13)، الحديث (3389).

1723 - وعن حذيفة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ إذا أرادَ أنْ ينامَ وضَعَ يدهُ تحتَ رأسِهِ ثم يقولُ: اللهمَّ قِنِي عذابَكَ يومَ تَجمعُ عبادَكَ، أو تَبعثُ عبادَكَ" (¬1). 1724 - عن حفصة: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا أرادَ أنْ يَرقُدَ وضعَ يَدَهُ اليُمنى تحتَ خدِّه ثم يقولُ: اللهمَّ قني عذابَكَ يومَ تَبْعَثُ (¬2) عبادَك، ثلاثَ مرَّاتٍ" (¬3). 1725 - وعن علي: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ إذا أخذَ مضجعَه: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ بوجهِكَ الكريمِ، وكلماتِكَ التامَّاتِ من شر ما أنت آخِذٌ بناصِيَتِهِ، اللهمَّ أنتَ تكشِفُ المَغْرَمَ والمأثَم، اللهمَّ (¬4) لا يُهْزَمُ جُندُكَ، ولا يُخْلَفُ وعدُكَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منكَ الجدُّ سبحانَكَ وبحمدِكَ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 382، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 471، كتاب الدعوات (49)، باب (18)، وهو مما يلي باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه (16)، الحديث (3398)، وقال: (حديث حسن صحيح). (¬2) العبارة في المطبوعة (يوم تجمع أو تبعث) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 288، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 298، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول عند النوم (107)، الحديث (5045)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 452، باب كم يقول ذلك، وهو ما يلي باب ما يقول إذا أوى إلى فراشه، الحديث (762)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 215 - 216، الحديث (394)، وأخرجه ابن السُّني في عمل اليوم والليلة، ص 266، باب ما يقول إذا أخذ مضجعه، الحديث (737). (¬4) في المطبوعة زيادة (أنت الذي)، وما أثبتناه هو لفظ أبي داود. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 301 - 302، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول عند النوم (107)، الحديث (5052)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 454، باب وما يقول من يفزع. . .، الحديث (767)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 261، باب ما يقول إذا أخذ مضجعه، الحديث (718).

1726 - وقال: "مَن قالَ حينَ يَأْوي إلى فِرَاشِه: أستغفِرُ اللَّه الذي لا إله إلا هوَ الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه، ثلاثَ مرَّاتٍ، غفرَ [اللَّهُ] (¬1) له ذنوبه، وإنْ كانَتْ مثل زَبَدِ البحرِ، أو عددَ رملِ عالِجَ، أو عددَ ورَقِ الشَّجرِ، أو عددَ أيامِ الدنيا" (¬2) [غريب] (¬3). 1727 - وقال: "ما مِن مسلمٍ يأخذُ مَضْجَعَهُ بقراءةِ سورةٍ مِن كتابِ اللَّهِ إلا وكَّلَ اللَّهُ به ملَكًا، فلا يَقْرَبهُ شيءٌ يؤذيهِ، حتَّى يَهُبَّ متى هبَّ" (¬4). 1728 - عن عبد اللَّه بن عمرو (¬5) رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم "خلَّتانِ لا يُحصِيهما -وفي رواية: لا يحافظُ عليهما- رجلٌ مسلمٌ إلا دَخَلَ الجنةَ، أَلَا وَهُمَا يَسيرٌ، ومَنْ يَعملُ بهما قليلٌ: ¬

_ (¬1) ليست في المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي موجودة عند الأئمة الذين أخرجوا الحديث. (¬2) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 10، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 470، كتاب الدعوات (49)، باب (17)، وهو ما يلي باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه (16)، الحديث (3397)، واللفظ له، وأخرجه أبو يعلى في المسند 2/ 495 - 496، الحديث (365/ 1339)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 5/ 106 - 107، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا أخذ مضجعه، الحديث (1320)، قوله: "عدد رمل عَالِجَ" بفتح اللام وكسرها، وهو منصرف، وقيل: لا ينصرف، قال الطيبي: موضع بالبادية فيه رمل كثير. (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) أخرجه من رواية شداد بن أوس رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 4/ 125، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 476، كتاب الدعوات (49)، باب (23)، وهو مما يلي: باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام (21)، الحديث (3407) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 472، باب ثواب من يأوي إلى فراشه فيقرأ. . .، الحديث (812)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 472، الحديث (812). (¬5) تصحف الاسم في المطبوعة إلى: (عبد اللَّه بن عمر) والتصويب من المخطوطة وقال الخطيب التبريزي: (وفي أكثر نسخ المصابيح: عن عبد اللَّه بن عمر) والصواب ما أثبتناه.

يُسَبِّحُ اللَّهَ في دبرِ كلِّ صلاةٍ عشرًا، ويحمدُه عشرًا، ويكبِّرُه عشرًا، قال: فأنا رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يعقدُها بيدِهِ قال: فتلكَ خمسونَ ومائةٌ باللسانِ، وألف وخمسمائةٍ في الميزانِ، وإذا أخذ مضجَعَهُ يُسَبِّحُه ويحمدُه ويُكَبِّرُه (¬1) مائةً -وفي رواية: يكبِّرُ أربعًا وثلاثينَ، ويحمدُه ثلاثًا وثلاثينَ ويسبِّحُ ثلاثًا وثلاثينَ- فتلكَ مائةٌ باللسانِ وألفٌ في الميزانِ، فأَيُّكم يعملُ في اليومِ والليلةِ ألفينِ وخمسمائةِ سيِّئةٍ؟ قالوا: فكيفَ لا نُحصيها؟ قال: يأتي الشيطانُ أحدَكم وهو في صلاتِهِ فيقولُ: اذكُرْ كذا، اذْكُرْ كذا، حتَّى يَنفَتِلَ، فلَعَلَّهُ أنْ لا يفعلَ ويأتيهِ في مضجَعِهِ فلا يزالُ يُنَوِّمُهُ حتَّى ينامَ" (¬2). 1729 - عن عبد اللَّه بن غَنَّام أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن قالَ حينَ يُصبحُ: اللهُمّ ما أصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَريكَ لك، فَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشكرُ، فقد أدَّى شُكْرَ يومِهِ، ومَن قالَ مثلَ ذلكَ حينَ يُمسي فقد أدَّى شُكْرَ ليلتِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (ويكبره ويحمده) والصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 204 - 205، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 404، باب (578)، وهو ما يلي: باب يضع يده تحت خده (577)، الحديث (1221)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 309 - 310، كتاب الأدب (35)، باب في التسبيح عند النوم (109)، الحديث (5065)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 478، كتاب الدعوات (49)، باب (25)، وهو ما يلي باب ما جاء في التسبيح. . . (24)، الحديث (3410)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 74، كتاب السهو (13)، باب عدد التسبيح بعد التسليم (91)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 299، كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما يقال بعد التسليم (32)، الحديث (926). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 314 - 315، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5073) واللفظ له، سوى قوله: "أو بأحد من خلقك" فهو من رواية النسائي، وليس من رواية أبي داود، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 137، باب ثواب من قال حين يصبح. . .، الحديث (7)، وأخرجه ابن حبان =

1730 - عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم "أنه كانَ يقولُ إذا أَوَى إلى فراشِهِ: اللهمَّ ربَّ السماواتِ وربَّ الأرضِ وربَّ كلِّ شيءٍ، فالِقَ الحَبَّ والنَّوَى، مُنْزِلَ التوراةِ والإِنْجِيلِ والقُرْآن، أعوذُ بكَ مِنْ شَرِّ كلِّ ذي شرٍّ أنتَ آخِذٌ بناصيتهِ، أنتَ الأولُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ، وأنت الآخرُ فليسَ بعدَك شيءٌ، وأنت الظاهِرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقضِ عني الديْنَ وأَعِذْنِي مِنَ الفقرِ" (¬1). ¬

_ = ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 586 - 587، كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا أصبح. . . (10)، الحديث (2361)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 25، باب ماذا يقول إذا أصبح، الحديث (41)، وقد جاء الحديث عند ابن حبان، وابن السني عن: (عبد اللَّه بن عنبسة، عن عبد اللَّه بن عباس) بينما هو عند أبي داود، والنسائي، والبغوي: (عبد اللَّه بن غنام) وفي ذلك يقول ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 345، ضمن ترجمة عبد اللَّه بن عنبسة: (عبد اللَّه بن عنبسة، عن عبد اللَّه بن عباس، قيل ابن غنام البياضي، وهو الصحيح، حديث "من قال حين يصبح اللهمَّ ما أصبح بي من نعمة" وعنه ربيعة بن أبي عبد الرحمن ومحمد بن سعيد الطائفي. روى له أبو داود والنسائي هذا الحديث الواحد، ووقع في رواية النسائي على الوجهين ورجح الطبراني وغيره ابن غنَّام. قلت، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث واحد، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، فقال: ابن عباس، وأما أبو نعيم فجزم في معرفة الصحابة بأن من قال ابن عباس قد صحَّف، وكذا قال ابن عساكر إنه خطأ). (¬1) أخرجه مسلم مع اختلاف يسير في الصحيح 4/ 2084، كتاب الذكر. . (48)، باب ما يقول عند النوم. . . (17)، الحديث (61/ 2713)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 381، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 301، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول عند النوم (107)، الحديث (5051)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 472، كتاب الدعوات (49)، باب (19)، وهو مما يلي: باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه (16)، الحديث (3455)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1274 - 1275، كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه (15)، الحديث (3873)، واللفظ لهم، وأخرجه الحاكم في المستدرك 6/ 541، كتاب الدعاء، باب الدعاء إذا أتى فراشه وصححه، ووافقه الذهبي. و (النوى): عظم التمر.

1731 - عن أبي الأزهرِ الأنماري [رضي اللَّه عمْه] (¬1): "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ إذا أخذَ مضجَعَهُ من الليلِ قال: بسمِ اللَّه وضعتُ جَنبي، اللهمَّ اغفرْ لي ذنبي، واخْسَأ شيطاني، وفُكَّ رِهَاني، وثَّقَل ميزاني، واجعلْني في النَّدِيِّ الأعلى" (¬2). 1732 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ إذا أخذَ مضجعَهُ قال: الحمدُ للَّهِ الذي كفاني وآوَاني، وأطعمني وسقاني، والذي مَنَّ عليَّ فأفضَلَ، والذي أعطاني فأجزَلَ، الحمد للَّهِ على كلِّ حالٍ، اللهمَّ ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، وإله كلِّ شيءٍ، أعوذ بكَ مِنَ النَّارِ" (¬3). 1733 - عن بُرَيدة رضي اللَّه عنه [أنه] (¬4) قال: "شَكَا خالدُ بن الوليدِ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّه، ما أنامُ الليلَ مِن الأَرَقِ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إذا أَوَيتَ إلى فراشِكَ فقلْ: اللهمَّ ربَّ السماوَاتِ السبع وما أَظَلَّتْ، وربَّ الأرضَيْنَ وما أَقَلَّتْ، وربَّ الشياطينِ ¬

_ (¬1) ليست في المطبوعة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 302، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول عند النوم (107)، الحديث (5054)، واللفظ له، سوى قوله: "وثَقِّل ميزاني" فهو من رواية الحاكم، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 548 - 549، كتاب الدعاء، باب الذكر عند الاضطجاع. . .، وقال: (صحيح الإِسناد) ووافقه الذهبي. و (النديّ الأعلى): المجلس الأعلى. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 304، كتاب الأدب (35)، باب ما يقول عند النوم (107)، الحديث (5058) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 466 - 467، باب ما يقول من يفزع في منامه، الحديث (798)، وأخرجه أبو عوانة، عزاه له ابن علان في الفتوحات الربانية 3/ 158، باب ما يقول إذا أراد النوم. . .، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 586، كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا أصبح. . . (10)، الحديث (2357). (¬4) ليست في مخطوطة برلين.

7 - باب الدعوات في الأوقات

وما أَضَلَّتْ، كُنْ لي جارًا مِنْ شرِّ خلقِكَ كُلَّهم جميعًا، أنْ يَفْرُطَ عليَّ أحدٌ منهم، أو أنْ يَبغيَ، عزَّ جارُك وجلَّ ثَنَاؤُكَ ولا إله غيرُكَ لا إله إلَّا أنتَ" (¬1) (ضعيف). 7 - باب الدعوات في الأوقات مِنَ الصِّحَاحِ: 1734 - قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لو أنَّ أَحَدَهُمْ (¬2) إذا أرادَ أنْ يأتيَ أهلَه قال: بسمِ اللَّه، اللهمَّ جَنِّبْنَا الشيطانَ، وجنِّبِ الشيطانَ ما رزقتَنَا، فإنه إِنْ يُقَدَّر بينَهما ولدٌ في ذلكَ (¬3) لم يَضُرَّهُ شيطانٌ أبدًا" (¬4). 1735 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يقولُ عندَ الكَرْبِ: لا إله إلا اللَّهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلا اللَّهُ ربُّ العرشِ العظيمُ، لا إلهَ إلا اللَّهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرشَ الكريمُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 538، كتاب الدعوات (49)، باب (91)، الحديث (3523) وقال: (هذا حديث ليس إسناده بالقوي، والحكم بن ظهير قد ترك حديثه بعض أهل الحديث). (¬2) كذا في المخطوطة وعند مسلم، ولفظ الحديث له، والعبارة في المطبوعة (أَحَدكُم) وهو لفظ البخاري. (¬3) في المطبوعة زيادة (الوقت) وليست عند البخاري ومسلم. (¬4) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 335 - 337، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3271 و 3283)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1058، كتاب النكاح (16)، باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع (18)، الحديث (116/ 1434) واللفظ له. (¬5) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 145، كتاب الدعوات (80)، باب الدعاء عند الكرب (27)، الحديث (6345)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2092 - 2093، كتاب الذكر. . . (48)، باب دعاء الكرب (21)، الحديث (83/ 2730)، واللفظ له.

1736 - وعن سليمان بن صُرَد أنه قال: "استَبَّ رجلان وأحدُهما يسبُّ صاحبَه مُغْضبًا قد احمرَّ وَجْهُه فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إني لأعلمُ كلمةً لو قالَها لَذهَبَ عنهُ ما يَجِدُ: أعوذُ باللَّهِ مِن الشيطانِ الرجيم" (¬1). 1737 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا سمِعْتُم صياحَ الديكةِ فسَلُوا اللَّه منْ فضلِهِ فإنها رأتْ ملَكًا، وإذا سمعتُم نَهيقَ الحمارِ فتعوذوا باللَّهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ فإنها رأتْ شيطانًا" (¬2). 1738 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا استَوَى على بعيرِهِ خارِجًا إلى السفرِ كبَّرَ ثلاثًا، ثمَّ قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} (¬3) اللهمَّ إنَّا نسأَلُكَ في سفرِنَا هذا البِرَّ والتَّقَوْى، ومِنَ العملِ ما تَرْضَى، اللهمَّ هَوِّنْ علينا سفرَنا هذا واطوِ لَنَا بُعْدَه، اللهمَّ أنتَ الصاحبُ في السفرِ والخَليفَةُ في الأهلِ، اللهمَّ إني أعوذُ بِكَ مِن وَعْثاءِ السفرِ، وكآبَةِ المَنْظَرِ، وسوءِ المُنْقَلِبَ في المالِ والأهلِ، وإذا رجعَ قالَهُنَّ وَزَادَ فيهنَّ: آيبونَ تائبُونَ عابِدُونَ لربِّنَا حامِدُونَ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 518، كتاب الأدب (78)، باب الحذر من الغضب. . . (76)، الحديث (6115) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2015، كتاب البر. . . (45)، باب فضل من يملك نفسه. . . (30)، الحديث (109/ 2610). (¬2) متفق عليه من رواية أبي هرريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 350، كتاب بدء الخلق (59)، باب خير مال المسلم. . . (15)، الحديث (3303)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 202، كتاب الذكر. . . (48)، باب استحباب الدعاء عند صياح الديك (25)، الحديث (82/ 2729) واللفظ له. (¬3) سورة الزخرف (43)، الآية (13 - 14). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 978، كتاب الحج (15)، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر. . . (75)، الحديث (425/ 1342). و (وعثاء السفر): مشقته.

1739 - وعن عبد اللَّه بن سَرْجِس رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا سافرَ يَتَعَوَّذُ مِن وَعْثاءِ السفر، وكآبَةِ المُنْقَلَبِ، والحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ، ودعوة المظلومِ، وسوءِ المنظرِ في الأهل والمالِ" (¬1). 1740 - وقال رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن نزلَ مَنزلًا ثم قال: أعوذُ بكلماتِ اللَّه التامَّاتِ من شرِّ ما خلقَ، لم يضرَّه شيءٌ حتَّى يرتَحِلَ من منزلِهِ ذلك" (¬2). 1741 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "جاء رجلٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه ما لقيتُ من عقربٍ لدغَتْنِي البارحةَ! قال: أمَا لو قلتَ حينَ أَمسيْتَ: أعوذُ بكلماتِ اللَّه التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما خلقَ، لم تَضُرَّك" (¬3). 1742 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ إذا كانَ في سفرٍ وأَسْحَرَ يقولُ: سَمَّعَ سامعٌ بحمدِ اللَّه وحُسْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 979، كتاب الحج (15)، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر. . . (75)، الحديث (426/ 1343)، و: "الكَوْر" قال القاري في المرقاة 3/ 118: (واعلم أنه وقع في معظم نسخ مسلم بالنون، وكذا ضبطه الحافظ، لعله المنذري وروي بالراء ومعناه: النقصان بعد الزيادة وقيل: من الشذوذ بعد الجماعة. . .، وكأنه من كار عمامته إذا لفها على رأسه فاجتمعت، وإذا نقضها فانفرقت، وبالنون قال أبو عببيد: من قولهم، حار بعدما كان، أي أنه كان على حالة جميلة فرجع عنها). (¬2) أخرجه من رواية خولة بنت حكيم رضي اللَّه عنها، مسلم في الصحيح 4/ 2080 - 2081، كتاب الذكر. . . (48)، باب في التعوذ من سوء القضاء. . . (16)، الحديث (54/ 2708). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2081، كتاب الذكر. . . (48)، باب في التعوذ من سوء القضاء. . . (16)، الحديث (2709).

بلائِه علينا، رَبَّنا صاحِبْنَا وأَفْضِلْ علينا، عائذًا باللَّهِ من النَّارِ" (¬1). 1743 - وقال ابن عمر: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا قفلَ من غزوٍ أو حجٍ أو عمرةٍ يُكَبِّرُ على كلِّ شَرَفٍ من الأرضِ ثلاثَ تكبيراتٍ ثم يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهُوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، آيبُونَ تائبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ لِرَبِّنَا حامِدُونَ، صدقَ اللَّهُ وعدَهُ، ونصرَ عَبْدَهُ، وهزم الأحزابَ وحدَه" (¬2) (¬3). 1744 - وقال عبد اللَّه بن أبي أوفى: "دعا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يومَ الأحزابِ على المشركينَ فقال: اللهمَّ مُنْزلَ الكتابِ، سريعَ الحسابِ، اللهمَّ آهْزِمْ الأحزاب، اللهمَّ اهزِمْهم وزَلْزِلْهم" (¬4). 1745 - قال عبد اللَّه بن بُسر: "نزلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على أبي فَقَرَّبْنَا إليهِ طعامًا ووَطِيئَةً فأكلَ منها، ثمَّ أُتِيَ بتمرٍ فكانَ يأكُلُه ويُلْقِي النَّوَى ببنَ أصبعَيْهِ السَّبابَةَ والوُسْطَى -وفي رواية- فجعل يُلْقي ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2086، كتاب الذكر. . . (48)، باب التعَوُّذ من شر ما عمل. . . (18)، الحديث (68/ 2718)، وعن كلمة "سَمَّعَ" قال القاري في المرقاة 3/ 119: (بالتخفيف سامعٌ، أي: ليسمع سامعٌ، وليشهد من سمع أصواتنا. . .، وفي شرح الطيبي قيل: سَمَّع بفتح الميم وتشديدها في أكثر روايات مسلم، أي بلَّغ سامع قولي هذا إلى غيره. . .، وضبطه الخطابي وغيره بالكسر والتخفيف). (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 618 - 619، كتاب العمرة (26)، باب ما يقول إذا رجع من الحج. . . (12)، الحديث (1797) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 980، كتاب الحج (15)، باب ما يقول إذا قفل من سفر. . . (76)، الحديث (428/ 1344). و (الشرف): الموضع العالي. (¬3) في المخطوطة زيادة (صحيح) عقب الحديث، وهي تحصيل حاصل لأن الحديث ضمن قسم الصحاح. (¬4) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 106، كتاب الجهاد (56)، باب الدعاء على المشركين (98)، الحديث (2933) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1363، كتاب الجهاد (32)، باب استحباب الدعاء بالنصر. . . (7)، الحديث (21/ 1742).

النَّوَى على ظهرِ أصبعَيْهِ السبابة والوُسْطَى (¬1) - ثم أُتِيَ بشراب فَشَرِبَهُ فقال أبي -وأخذَ بِلِجَامِ دابَّتِهِ-: ادْعُ اللَّه لنا، فقال: اللهمَّ بارِكْ لهم فيما رزقْتَهم واغفرْ لهم وارْحمْهم" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1746 - عن طلحة بن عُبيد اللَّهِ: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ إذا رأَى الهلالَ قال: اللهمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمنِ والإِيمانِ والسلامةِ والإِسلامِ، ربي ورَبُّكَ اللَّه" (¬3) (غريب). 1747 - وعن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه أنّه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِن رجلٍ رَأَى مُبْتَلَى فقال: الحمدُ للَّهِ الذي عافاني مما ابتلاكَ بهِ، وفضَّلنِي على كثيرٍ ممن خلقَ تفضيلًا، إلا لم يُصِبْهُ ذلكَ البلاءُ كائنًا ما كان" (¬4) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجها أبو داود في السنن 4/ 115، كتاب الأشربة (20)، باب في النفخ في الشراب. . . (20)، الحديث (3729). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1615 - 1616، كتاب الأشربة (36)، باب استحباب وضع النوى. . . (22)، الحديث (146/ 2042)، وجاء في الحديث لفظة "وطيئة" في المطبوعة من مصابيح السنة، ولكنها في صحيح مسلم: "وَطْبَة" فقال عنها القاري في المرقاة 3/ 121: (والمحققون على أنها تصحيف، وإنما هي "وطيئة" على وزن وثيقة، وهي طعام كالحيس). (¬3) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 4، كتاب الصوم، باب ما يقال عند رؤية الهلال، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 504، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول عند رؤية الهلال (51)، الحديث (3451) واللفظ لهما، وقال الترمذي: (حديث حسن غريب). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 493، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا رأى مبتلى (38)، الحديث (3431)، وقال: (حديث غريب، وفي الباب عن أبي هريرة، وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، شيخ بصري، وليس هو بالقوي في الحديث، وقد تفرد بأحاديث عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، وأخرجه البغوي في شرح السنة 5/ 130 - 131، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا رأى مبتلى.

1748 - وعن ابن عمر، عن أبيه عمر رضي اللَّه عنهما أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن قالَ في سوقٍ جامِعٍ يُباعُ فيه: لا إله إلا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ له، لهُ الملكُ، وله الحمدُ، يُحيي ويميتُ وهوَ حيٌّ لا يموتُ، بيدِهِ الخيرُ وهُوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كتبَ اللَّه لهُ ألفَ ألفِ حسنةٍ، ومَحَا عنه ألفَ ألفِ سيئةٍ، ورفعَ له ألفَ ألفِ درجةٍ، وبنَى له بيتًا في الجنَّةِ" (¬1) (غريب). 1749 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن جلسَ مجلِسًا فكثُرَ فيهِ لَغَطُهُ فقالَ قبلَ أنْ يقومَ: سبحانَكَ اللهمَّ وبحمدِكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنتَ أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك، إلَّا غُفِرَ لهُ ما كانَ في مجلسِهِ ذلك" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 47، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 293، كتاب الاستئذان، باب ما يقول إذا دخل السوق، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 491، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا دخل السوق (26)، الحديث (3428) وقال: (هذا حديث غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 752، كتاب التجارات (12)، باب الأسواق. . . (40)، الحديث (2235)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 77، باب ما يقول إذا دخل السوق، الحديث (181)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 538، كتاب الدعاء، باب دعاء دخول السوق. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 494 - 495، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 182 كتاب الأدب (35)، باب في كفارة المجلس (32)،، الحديث (4858)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 494 كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا قام من المجلس (39)، الحديث (3433) واللفظ له، وقال: (حسن غريب صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 308 - 309 باب ما يقول إذاجلس في مجلس كثر فيه لغطه، الحديث (397)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 588 كتاب الأذكار (37)، باب كفارة المجلس (11)، الحديث (2366)، وأخرجه ابن الىسني في عمل اليوم والليلة، ص 169 باب ما يقول إذا جلس مجلسًا كثر فيه لغطه، الحديث (449) من طريق النسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 536 - 537 كتاب الدعاء، باب الاستغفار عند القيام عن المجلس. و (اللغط): الإثم.

1750 - عن [علي بن ربيعةَ الأسدي] (¬1): "أنَّ عليًا رضي اللَّه عنه أُتيَ بدابةٍ ليركَبَها، فلمَّا وَضَعَ رجلَهُ في الركابِ قال: بسمِ اللَّه، فلما استَوَى على ظهرِها قال: الحمدُ للَّه ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} (¬2) ثم قال: الحمدُ للَّه ثلاثًا، واللَّهُ أكبرُ ثلاثًا، سُبحانَكَ إني ظلمتُ نَفسِي فاغفرْ لي ذنوبي فإنه لا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت، ثمَّ ضَحِكَ فقيلَ: مِن أيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قال: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم صنعَ كما صنعتُ ثم ضحِكَ فقلتُ: مِنْ أَيِّ شيءٍ ضحكتَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: إنَّ رَبَّكَ ليعجَبُ مِن عبدِهِ إذا قالَ: ربِّ اغفرْ لي ذنوبِي، يقولُ اللَّهُ: عبدي يَعْلَمُ أنَّ الذنوبَ لا يغفِرُها أحدٌ غيري" (¬3). 1751 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا ودَّع رجلًا أخذَ بيدِهِ فلا يَدَعها حتَّى يكونَ الرجلُ هُوَ يَدَعُ ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، واللفظ فيها: (عن علي رضي اللَّه عنه أنه أُتيَ بدابّة. . .). (¬2) سورة الزخرف (43)، الآيتان 13 - 14. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 97، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 77 كتاب الجهاد (9)، باب ما يقول الرجل إذا ركب (81)، الحديث (2602)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 501 كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا ركب الناقة (47)، الحديث (3446) وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 348 باب ما يقول إذا وضع رجله في الركاب، الحديث (502)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 591 كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا ركب الدابة (21)، الحديث (2381)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 185 باب ما يقول إذا وضع رجله في الركاب، الحديث (497)، من طريق النسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 98 - 99 كتاب الجهاد، باب التكبير على كل شرف، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 252 كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب.

يدَ النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم ويقولُ: أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأَمانَتَكَ وآخِرَ عملِك -وفي رواية- وخَواتِيمَ عملِكَ" (¬1). 1752 - وروي: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أرادَ أنْ يستودِعَ الجيشَ قال: أَسْتَودعُ اللَّهَ دِينَكم وأَمانَتَكُم (¬2) وخَوَاتيمَ أعمالِكم" (¬3). 1753 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنه قال: "جاءَ رجلٌ إلى رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّهِ إني أُريدُ سفرًا فَزَوِّدْنِي فقال: زَوَّدَك اللَّه التقوى، قال: زدْني قال: وغفرَ اللَّهُ ذنبَكَ قال: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 25، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 76 كتاب الجهاد (9)، باب في الدعاء عند الوداع (80)، الحديث (2600)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 499 - 500 كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا ودَّع إنسانًا (44)، الحديثان (3442 - 3443) واللفظ له، وقد ساق الحديث بروايتين في الأولى منها "وآخر عملك" وفي الثانية "وخواتيم عملك" وقال عن الرواية الثانية: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 353 باب ما يقول عند الوداع، الحديث (510)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 943 كتاب الجهاد (24)، باب تشييع الغزاة ووداعهم (24)، الحديث (2866)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 590 كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول عند الوداع (18)، الحديث (2376)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 442 كتاب المناسك، باب التوديع عند السفر، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬2) تحرفت في المطبوعة إلى: (أماناتكم) والصواب ما أثبتناه كما في سنن أبي داود. (¬3) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن يزيد الخطمي رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 3/ 76 - 77 كتاب الجهاد (9)،، باب في الدعاء عند الوداع (80)، الحديث (2601) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 352 باب ما يقول الشاخص، الحديث (507)، وأخرجه ابن السُّني في عمل اليوم والليلة، ص 188 باب ما يقول إذا شيع رجالًا، الحديث (505)، من طريق النسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 97 - 98 كتاب الجهاد، باب سنة التوديع. . .

زِدْنِي بأبي أنتَ وأُمِّي قال: وَيسَّرَ لك الخيرَ حيثُما كنتَ" (¬1) (غريب). 1754 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّهِ إني أريدُ أن أُسافِرَ فأَوْصِنِي، قال: عليكَ بتقوَى اللَّهِ والتكبيرِ على كلِّ شَرَفٍ فلمَّا وَلَّى الرجلُ قال: اللهمَّ اطْوِ لَهُ البُعدَ وهَوِّنْ عليهِ السفرَ" (¬2). 1755 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا سافرَ فأقبلَ الليلُ قال: يا أَرضُ ربي وربُّك اللَّه، أعوذُ باللَّهِ مِن شَرِّكَ وشرِّ ما فيكِ، وشرِّ ما خُلِقَ فيكِ وشرِّ ما يَدِبُّ عليكِ، وأعوذُ باللَّهِ مِن (¬3) أسدٍ وأَسْوَدَ، ومِن الحيةِ والعقربِ، ومِن (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 286 - 287 كتاب الاستئذان، باب ما يقول إذا ودَّع رجلًا، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 500 كتاب الدعوات (49)، باب (45)، وهو ما يلي باب ما يقول إذا ودَّع إنسانًا (44)، الحديث (3444) وقال: (حديث حسن غريب) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 97 كتاب الجهاد، باب سنة التوديع. . .، وسكت عنه، وتابعه الذهبي. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 500 كتاب الدعوات (49)، باب (46)، وهو مما يلي باب ما يقول إذا ودَّع إنسانًا (44)، الحديث (3445) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 351 باب ما يقول للشاخص، الحديث (505)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 926 كتاب الجهاد (24)، باب فضل الحرس. . . (8)، الحديث (2771)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 591 كتاب الأذكار (37)، باب وصية المسافر. . . (20)، الحديث (2378)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 187 باب ما يقول لمن خرج في سفر، الحديث (502)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 98 كتاب الجهاد، باب التكبير على كل شرفٍ. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 251 كتاب الحج، باب التوديع. (¬3) في المطبوعة زيادة (كُلِّ) وليست عند أبي داود. (¬4) في المطبوعة زيادة (شرِّ) وليست عند أبي داود.

ساكنِ البلدِ ومِن شرِّ والدٍ وما ولد" (¬1). 1756 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا غَزَا قال: اللهمَّ أنتَ عَضُدِي ونَصيري، بكَ أَحُولُ وبكَ أَصُولُ وبكَ أُقاتِلُ" (¬2). 1757 - وعن أبي موسى رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا خافَ قومًا قال: اللهمَّ إنَّا نجعلُكَ في نحورِهم ونَعوذُ بِك من شرورِهم" (¬3). 1758 - عن أم سلمة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا خرجَ مِن بيتهِ قال: بسمِ اللَّه، توكَّلْتُ على اللَّه، اللهمَّ إنَّا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 132، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 78 كتاب الجهاد (9)، باب ما يقول الرجل إذا نزل المنزل (82)، الحديث (2603)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 378 باب ما يقول إذا كان في سفر فأقبل الليل، الحديث (562)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 100 كتاب الجهاد، باب الدعاء إذا نزل في السفر في مقام، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 184، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 96 - 97 كتاب الجهاد (9)، باب ما يُدْعَى عند اللقاء (99)، الحديث (2623) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 572 كتاب الدعوات (49)، باب في الدعاء إذا غزا (122)، الحديث (3584)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 393 - 394 باب الاستنصار عند اللقاء، الحديث (604)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 399 كتاب الجهاد (26)، باب ما يقول إذا غزا (32)، الحديث (1661). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 414، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 187 كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول الرجل إذا خاف قومًا (365)، الحديث (1537)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 392 - 393 باب ما يقول إذا خاف قومًا، الحديث (601)، واللفظ لهما، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 589 كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا خاف قومًا (15)، الحديث (2373)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 142 كتاب قسم الفيء، باب دعائه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا خاف قومًا، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. و (نحورهم): صدورهم.

نَعُوذ بِكَ مِنْ أنْ نَزِلَّ أو نَضِلَّ، أو نَظْلِمَ، أو نُظْلَمَ، أو نَجْهلَ أو يُجْهَلَ علينا" (¬1) (صحيح) وفي رواية: قالت أم سلمة رضي اللَّه عنها: "ما خرَجَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم مِن بيتي قَطُّ إلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إلى السماء فقال: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن أَنْ أَضِلَّ أو أُضَلُّ أو أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ أو أَجْهَلَ أو يُجْهَلَ عَلَيَّ" (¬2) [صحيح] (¬3). 1759 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "من قال إذا خرجَ من بيتهِ: بسمِ اللَّه توكَّلتُ على اللَّهِ، ولا حول ولا قوةَ إلا باللَّهِ، يقالُ له: هُدِيتَ وكُفِيتَ ووُقيتَ، فيتنحَّى عنه الشيطان، ويقولُ شيطانٌ آخرُ: كيفَ لكَ برجلٍ هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 306، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 327 كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا خرج من بيته (112)، الحديث (5094)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 490 كتاب الدعوات (49)، باب (35)، وهو ما يلي باب ما يقول إذا خرج من بيته (34)، الحديث (3427)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 176 باب مما يقول إذا خرج من بيته، الحديث (87) واللفظ لهما، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1278 كتاب الدعاء (34)، باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته (18)، الحديث (3884)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 74 باب ما يقول إذا خرج من بيته، الحديث (175)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 519 كتاب الدعاء، باب دعاء وقت الخروج من البيت، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬2) هذه الرواية من لفظ أبي داود. (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 328 كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا خرج من بيته (112)، الحديث (5095)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 490 كتاب الدعوات (49)، باب (35)، وهو مما يلي باب ما يقول إذا خرج من بيته (34)، الحديث (3426) وقال: (حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 177 باب ما يقول إذا خرج من بيته، الحديث (89)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 75 باب ما يقول إذا خرج من بيته، الحديث =

1760 - وعن أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلّى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا وَلَجَ الرجلُ بيتَهُ فليقلْ: اللهمَّ إني أسألُكَ خيرَ المَوْلجِ وخيرَ المَخْرَجِ، بسمِ اللَّه وَلَجْنَا، وبسمِ اللَّهِ خرجْنَا، وعلى اللَّه ربِّنا توكَّلْنا، ثمَّ ليُسَلِّم على أهلِهِ" (¬1). 1761 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا رَفَّأ الإنسانَ إذا تزوَّجَ قال: باركَ اللَّهُ لكَ، وباركَ عليكَ، وجمعَ بينَكما في خيرٍ" (¬2). 1762 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا تَزَوَّجَ أحدُكم امرأةً أو اشتَرى خادِمًا فليقلْ: اللهمَّ إني أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جَبَلْتَها عليه، وأعوذُ بكَ مِنْ شرِّها وشر ما جبَلْتَها عليهِ، وإذا اشترى بَعيرًا فليأخذْ (¬3) بِذَروةِ سَنامِهِ وليقلْ مثلَ ¬

_ = (177)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 590 كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول إذا خرج من بيته (17)، الحديث (2375). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 328 كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا خرج من بيته (112)، الحديث (5096). و (وَلَج): دخل. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 381 واللفظ له، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 134 كتاب النكاح (11)، باب إذا تزوج الرجل. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 598 - 599 كتاب النكاح (6)، باب ما يقال للمتزوج (37)، الحديث (2130) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 400 كتاب النكاح (9)، باب ما جاء فيما يقال للمتزوج (7)، الحديث (1091) وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 253 - 254 باب ما يقال له إذا تزوج، الحديث (259)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 614 كتاب النكاح (9)، باب تهنئة النكاح (23)، الحديث (1905)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 312 - 313 كتاب النكاح (17)، باب ما يدعى به للذي يريد الزواج (21)، الحديث (1284)، قوله: "رفَّأ" بتشديد الفاء بعدها همزة، أي الدعاء للمتزوج، بمعنى التهنئة. (¬3) تحرفت في المطبوعة إلى: (فيأخذ) والصواب ما أثبتناه كما في سنن أبي داود.

ذلك" (¬1) ويُروى في المرأةِ والخادمِ: "ثم ليأخذ بناصِيَتها وليدْعُ بالبرَكَةِ" (¬2). 1763 - عن جابر أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا سمعتُم نُباحَ الكلابِ ونَهيقَ الحميرِ بالليلِ فَتَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن الشيطانِ فإنَّهنَّ يَرَيْنَ ما لا تَرَوْنَ" (¬3) (صحيح). 1764 - عن أبي بَكرَة، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم أنه قال: "دعواتُ المكروب: اللهمَّ رحمتَكَ أَرجُو فلا تَكِلْنِي إلى نفسي طَرْفَةَ عينٍ، وأَصْلِحْ لي شأني كلَّهُ، لا إلهَ إلا أنتَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، ص 40 باب أفعال العباد، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 616 - 617 كتاب النكاح (6)، باب في جامع النكاح (46)، الحديث (2160)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 255 باب ما يقول إذا أفاد امرأة الحديث (263)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 617 - 618 كتاب النكاح (9)، باب ما يقول الرجل إذا دخلت عليه أهله (27)، الحديث (1918)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 185 كتاب النكاح، باب الدعاء لمن أفاد. . .، وقال: (حديث صحيح)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 148 كتاب النكاح، باب ما يقول إذا نكح. . .، قوله: "بِذروة" بكسر الذال، ويضم، ويُفْتَح، أي بأعلاه. (¬2) أخرجه أبو داود والبيهقي عقب الحديث. و (الناصية): الرأس. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 306، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 459 باب نباح الكلب ونهيق الحمار (589)، الحديث (1239)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 332 كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في الديك. . . (115)، الحديث (5102)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 523 باب ما يقول إذا سمع نباح كلب، الحديث (942)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 283 - 284 كتاب الأدب، باب التعوذ عند نباح الكلاب، وقال: (صحيح على شرط مسلم). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 42، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 237 باب الدعاء عند الكرب (292)، الحديث (702)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 325 - 326 كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبح (110)، الحديث (5095)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 413 باب ما يقول عند الكرب. . .، الحديث (651)، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن, =

1765 - عن أبي سعيد [الخدري] (¬1) رضي اللَّه عنه أنه قال: "قالَ رجلُ (¬2): همومٌ لَزِمَتني وديونٌ يا رسولَ اللَّه؟ قال: أَفَلا أُعَلِّمكَ كلامًا إذا قُلْتَه أَذْهَبَ اللَّهُ هَمكَ وقَضَى عنكَ دينكَ؟ قال، قلت: بلى قال، قل إذا أصبحتَ وإذا أَمسيتَ: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الهمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بِكَ مِنَ العجزِ والكَسلِ، وأعوذُ بك مِن الجُبنِ والبُخْلِ (¬3)، وأعوذُ بكَ من غَلَبَةِ الديْنِ وقهرِ الرجالِ، قال: ففعلتُ ذلك فأذهَبَ اللَّهُ هَمِّي وقَضَى عني دَيْنِي" (¬4). 1766 - وعن علي رضي اللَّه عنه: "أنَّه جاءَه مكاتَبٌ فقال: إني عجزْت عن كتابتي فَأعِنِّي، قال: ألا أُعَلِّمُكَ كلماتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم، لو كَانَ عليكَ مثلَ جبلٍ كبيرٍ (¬5) دينًا أدَّاه اللَّهُ عنكَ؟ قل: اللهمَّ اكفِني بحلالِكَ عن حرامِك وأَغنِني بفضلِكَ عمَّن سِوَاكَ" (¬6). ¬

_ = ص 588 - 589 كتاب الأذكار (37)، باب ما يقول عند الكرب (13)، الحديث (2370)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 134 باب ما يقول إذا نزل به كرب. . .، الحديث (344). (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) العبارة في المطبوعة (قال رجل: لي هموم) والتصويب من أبي داود. (¬3) في مخطوطة برلين: (من البخل والجبن). وما أثبتناه هو الموافق للفظ أبي داود. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 192 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1555). (¬5) كذا وردت في المخطوطة والمطبوعة وفي المشكاة، ولكنها عند الترمذي (ثبير) وهو الصواب واللَّه أعلم، وثبير: من أعظم جبال مكة. انظر معجم البلدان 2/ 73. (¬6) أخرجه أحمد في المسند 1/ 153، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 560 كتاب الدعوات (49)، باب (111)، وهو ما قبل باب في دعاء المريض (112)، الحديث (3563) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 538 كتاب الدعاء، باب قضاء الدين وقال: (صحيح الإسناد). و (المكاتب): العبد الذي كاتب سيّده على مالٍ ليعتقه.

8 - باب الاستعاذة

8 - باب الاستعاذة مِنَ الصِّحَاحِ: 1767 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "تَعَوَّذوا باللَّه مِن جَهْدِ البلاءِ ودَرَكِ الشقاءِ وسوءِ القضاءِ وشماتَةِ الأعداءِ" (¬1). 1768 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الهمِّ والحَزَنِ والعَجْزِ والكسلِ والجُبْنِ والبخلِ وضَلَعِ الديْنِ وغَلَبَةِ الرجالِ" (¬2). 1769 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بك مِن الكَسَلِ والهرَمِ، والمَغْرَمِ والمأثَمِ، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن عذابِ النَّارِ وفِتنَةَ النَّارِ، وفتنةَ القبرِ وعذابِ القبرِ، وشرِّ فتنةِ الغِنَى وشرِّ فِتنةِ الفقرِ، ومن شرِّ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ، اللهمَّ اغسلْ خطايايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ وَنَقِّ قَلْبِي كما يُنَقَّى الثوب الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْني وبَيْنَ خَطايَايَ، كما باعدْتَ بينَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 513 كتاب القدر (82)، باب من تعوذ باللَّه من درك الشقاء. . . (13)، الحديث (6616)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2080 كتاب الذكر والدعاء. . . (48)، باب في التعوذ من سوء القضاء. . . (16)، الحديث (53/ 2707). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 178 كتاب الدعوات (80)، باب الاستعاذة من الجبن. . . (40)، الحديث (6369) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2079 كتاب الذكر. . . (48)، باب التعوذ من العجز. . . (15)، الحديث (50/ 2706)، وقال البغوي في شرح السنة 5/ 156: (قوله "ضلع الدين" أي ثِقَله حتَّى يميل صاحبه عن الاستواء). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 181 كتاب الدعوات (80)، باب الاستعاذة من أرذل العمر. . . (44)، الحديث (6275) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2078 - 2079 كتاب الذكر. . . (48)، باب التعوذ من شر الفتن ... (14)، الحديث (49/ 589). و (الدنس): الوسخ.

1770 - وعن زيد بن أَرقم أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من العَجْزِ والكسلِ، والجُبْنِ والبخلِ والهَرَمِ، وعذابِ القبرِ، اللهمَّ آتِ نَفْسي تَقْوَاها وزَكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زَكَّاها، أنت (¬1) وَليُّها ومَوْلَاها، اللهمَّ إني أعوذُ بِكَ من علمٍ لا ينفعُ، ومِن قلبٍ لا يَخْشَعُ، ومِن نفسٍ لا تَشبعُ، وْمِن دعاءٍ لا يُسْتجابُ لهُ" (¬2). 1771 - وقال عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما: "كانَ مِن دعاءِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اللهمَّ إنى أعوذُ بكَ مِن زوالِ نِعمتِكَ، وتَحَولِ عافيتكَ، وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وجميعِ سَخطِكَ" (¬3). 1772 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن شر ما عَمِلتُ، ومِن شرِّ ما لم أَعَمَلْ" (¬4). 1773 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يقولُ: اللهمَّ لكَ أسْلَمْتُ وبكَ آمنتُ وعليكَ تَوَكَّلْتُ، وإليكَ أنَبْتُ، وبكَ خاصمْتُ اللهمَّ إني أعوذُ بعِزَّتِكَ لا إلهَ إلا أنتَ أنْ تُضِلَّني، أنتَ الحيُّ الذي لا يموتُ والجِنُّ والإنسُ يَموتُونَ" (¬5). ¬

_ (¬1) عبارة المطبوعة، "وأنت وليها"، والصواب ما أثبتناه كما في صحيح مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2088 كتاب الذكر. . . (48)، باب التعوذ من شر ما عمل. . . (18)، الحديث (73/ 2722). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2097 كتاب الدعاء. . . (48)، باب أكثر أهل الجنة. . . (26)، الحديث (96/ 2739). و (فجاءة نقمتك): البغتة. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2085 كتاب الدعاء. . . (48)، باب التعوذ من شر ما عمل. . . (18)، الحديث (65/ 2716). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 116 كتاب الدعوات (80)، باب الدعاء إذا انتبه من الليل (10)، الحديث (6317)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2086 كتاب الذكر. . . (48)، باب التعوذ من شر ما عمل. . . (18)، الحديث (67/ 2717) واللفظ له. و (أَنَبْتُ): رجعت من المعصية إلى الطاعة.

مِنَ الحِسَان: 1774 - قال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بِكَ من الأربعِ: مِن علمٍ لا ينفعُ ومِن قلبٍ لا يَخشعُ ومِن نفسٍ لا تَشبعُ ومِن دعاءٍ لا يُسْمَعُ" (¬1). 1775 - وعن عمر أنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم يتعوَّذُ مِن خمسٍ: مِن الجُبنِ والبُخْلِ، وسوءِ العُمُرِ، وفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وعذابِ القَبْرِ" (¬2). 1776 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الفقرِ والقِلَّةِ والذِلَّةِ، وأعوذُ بِكَ مِن أنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 365، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 192 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1548)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 263 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من نفس لا تشبع (18) واللفظ لهم جميعًا، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 92 المقدمة، باب الانتفاع بالعلم. . . (23)، الحديث (250). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 188 - 189 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1539) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 255 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من فتنة الصدر (3)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1263 كتاب الدعاء (34)، باب ما تعوذ منه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (3844)، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 4/ 63 - 64 كتاب الأدعية، باب الاستعاذة، الحديث (3205)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 530 كتاب الدعاء باب التعوذ من الجبن وغيره، وقال: (صحيح على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 190 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1544) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 261 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من القلة (15)، وأخرجه ابن ماجه في السنن =

1777 - وعنه (¬1): "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهِ عليه وسلم كانَ يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بِكَ من الشِّقاقِ والنِّفاقِ وسوءِ الأخلاقِ" (¬2). 1778 - وعنه (1): "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ: اللهمَّ اني أعوذُ بِكَ من الجوعِ فإنه بئسَ الضجيعُ، وأعوذُ بكَ من الخِيانَةِ فإنها بِئستِ البطانَةُ" (¬3). 1779 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من البَرَصِ والجُذَامِ والجنونِ، ومن سَييِّء الأسقامِ" (¬4). ¬

_ = 2/ 1263 كتاب الدعاء (34)، باب ما تعوذ منه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (3842)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 531 كتاب الدعاء، باب التعوذ من زوال النعمة. . .، وقال: (صحيح الإسناد). (¬1) الضمير عائد لأبي هريرة رضي اللَّه عنه. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 191 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1546)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 264 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من الشقاق. . . (21)، واللفظ لهما. و (الشقاق): المخالفة. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 191 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1547)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 263 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من الجوع (19)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1113 كتاب الأطعمة (29)، باب التعوذ من الجوع (53)، الحديث (3354) واللفظ لهم جميعًا. و (البطانة): الخصلة الباطِنَة. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 268، الحديث (2008)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 192 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 194 - 195 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1554) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 270 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من الجنون (36)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 530 كتاب الدعاء، باب التعوذ من الجبن وغيره، وقال: (على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي. و (الجذام): علّة يذهب معها شعور الأعضاء.

1780 - وعن قُطْبة بن مالك رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من منكراتِ الأخلاقِ والأعمالِ والأهواءِ [والأدواء] (¬1) " (¬2). 1781 - وعن شُتَير بن شَكَل بن حُميد عن أبيه أنه قال: "قلتُ يا نبيَّ اللَّه: علمني تَعْويذًا أتعوَّذُ به، قال قل: [اللهمَّ] (¬3) أعوذُ بِكَ من شرِّ سمعي، وشرِّ بَصري، وشرِّ لساني، وشرِّ قلبي وشرِّ مَنِيي" (¬4). 1782 - وعن أبي اليَسَر: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يدعو: اللهمَّ إني أعوذُ بِكَ من الهَدْمِ، وأعوذُ بِكَ من التَرَدِّي، ومن ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وهي عند الأئمة الذي خرّجوا الحديث سوى الترمذي. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 575 كتاب الدعوات (49)، باب دعاء أم سلمة (127)، الحديث (3591)، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 4/ 64 كتاب الأدعية، باب الاستعاذة، الحديث (3209)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 601 كتاب الأدعية (38)، باب (13) وهو مما يلي باب أدعية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (12)، الحديث (2422)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 19، الحديث (36)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 532 كتاب الدعاء، باب التعوذ من الهدم. . .، وقال: (على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما عند أبي داود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 429، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 193 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1551)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 523 - 524 كتاب الدعوات (49)، باب (75)، الحديث (3492) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 255 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من شر السمع والبصر (4)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 532 - 533 كتاب الدعاء، باب التعوذ من شر السمع والبصر وقال: (صحيح الاسناد) ووافقه الذهبي.

الغَرَقِ والحَرَقِ (¬1) والهَرَمِ، وأعوذُ بكَ مِنْ أَنْ يَتَخَبَّطني الشَّيْطانُ عِنْدَ المَوْتِ، وأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ في سَبيلِكَ مُدْبِرًا، وأعوذُ بِكَ أَنْ أموتَ لَدِيغًا" (¬2) وزيد في بعض الروايات: "والغَمِّ" (¬3). 1783 - عن معاذ [بن جبل] (¬4) رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "استعيذُوا باللَّه من طَمَعٍ يَهْدي إلى طَبَعٍ" (¬5). 1784 - عن عائشة رضي اللة عنها أنها قالت: "أخذَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بيدي فنظرَ إلى القمرِ فقال: يا عائشةَ استعيذي باللَّهِ {مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} هذا غاسِقٌ إذا وَقَبَ" (¬6). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (الحرق والغرق) والتصويب من أبي داود. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 427، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 194 كتاب الصلاة (2)، باب في الاستعاذة (367)، الحديث (1552)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 283 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من التردي. . . (61)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 531 كتاب الدعاء، باب التعوذ من الهدم. . .، وقال: (صحيح الإِسناد)، وجاء في سند الحاكم: (حدثنا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، عن جده أبي هند، عن صيفي. . .) وقال الذهبي في ذيل المستدرك -المطبوع معه- (قلت: أخرجه أبو داود والنسائي بطرق وليس فيه عن جده). (¬3) أخرجه أبو داود، والنسائي في رواية للحديث. (¬4) ليست في مخطوطة برلين. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 232، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 4/ 64 كتاب الأدعية، باب الاستعاذة، الحديث (3208)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 93 الحديث (179)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 533 كتاب الدعاء، باب التعوذ من طمع. . .، وقال: (حديث مستقيم الإسناد) ووافقه الذهبي، واللفظ لهم جميعًا بزيادة بعده. و (الطَبَعُ): العَيْبُ. (¬6) أخرجه أحمد في المسند 6/ 237، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 452 كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المعوذتين (94)، الحديث (3366)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 540 - 541 كتاب التفسير، باب سورة الفلق، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. و (الغاسق): الليل إذا اشتدّ.

1785 - وقال عمران بن حُصَيْن: "قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لأبي: يا حُصَيْن لو أسلمتَ علَّمتُكَ كلمتينِ تنفعانِكَ، فلمَّا أسلمَ قال، قل: اللهمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدي وَأَعِذْنِي من شرِّ نفسي" (¬1). 1786 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يُعلِّمُهم مِن الفزعِ: أعوذُ بكلماتِ اللَّه التامةِ من غضبِهِ وعقابِهِ وشرِّ عبادِهِ، ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحْضُرونَ [فإنها لن تضره، وكان عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه يعلمها من بلغ مِن ولده ومن لم يبلغ منهم كتبها في صكّ ثم علّقها في عنقه] (¬2) " (¬3). 1787 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "من سألَ اللَّهَ الجنَّةَ ثلاثَ مرَّاتٍ، قالت الجنَّةُ: اللهمَّ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 444، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 519 - 520 كتاب الدعوات (49)، باب (70) وهو مما قبل باب ما جاء في عقد التسبيح باليد (72)، الحديث (3483) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 547 - 548 باب ما يؤمر به المشرك أن يقول، الحديث (993)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 510 كتاب الدعاء، باب دعاء وقاية شر النفس، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 2/ 687، الحديث (5084) إلى: الروياني وأبي نعيم. (¬2) ليست في المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي عند أصحاب الأصول، واللفظ للترمذي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 181، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 218 - 219 كتاب الطب (22)، باب كيف الرقى (19)، الحديث (3893)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 541 - 542 كتاب الدعوات (49)، باب (94)، الحديث (3528)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 453 باب ما يقول من يفزع في منامه، الحديث (765)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 239 باب ما يقول من بلي بالوحشة، الحديث (643). و (الصَّكُّ): الكتاب.

9 - باب جامع الدعاء

أدْخِلْهُ الجنةَ، ومن استجارَ مِنَ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ، قالت النّارُ: اللهمَّ أَجِرْهُ من النَّارِ" (¬1). 9 - باب جامع الدعاء مِنَ الصِّحَاحِ: 1788 - عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: أنه كان يدعو: اللهمَّ اغفرْ لي خطيئتِي وجهلِي وإسرافي في أمري، وما أنتَ أعلمُ به مني، اللهمَّ اغفرْ لي جِدِّي وهَزْلِي، وخَطئي وعَمْدي، وكلُّ ذلك عِندي، اللهمَّ أغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرْتُ، وما أَسْرَرْتُ وما أَعْلَنْتُ، وما أنتَ أَعلمُ به مني، أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ، وأنتَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ" (¬2). 1789 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: اللهمَّ أصلِحْ لي ديني الذي هو عِصْمَةُ أمري، وأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ التي فيها مَعَاشِي، وأصْلِحْ لي آخرتي التي فيها مَعَادِي، واجعلْ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ واجعلْ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 117، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 699 - 700 كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة. . . (27)، الحديث (2572) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 279 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من حر النار (56)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1453 كتاب الزهد (37)، باب صفة الجنة (39)، الحديث (4340)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 603 كتاب الأدعية (38)، باب في سؤال الجنة. . . (16)، الحديث (2433). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 196 - 197، كتاب الدعوات (80)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: اللهمَّ اغفر لي. . . (60)، الحديث (6398/ 6399)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2087، كتاب الذكر. . . (48)، باب التعوذ من شر ما عمل. . . (18)، الحديث (70/ 2719) واللفظ له. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (71/ 2720).

1790 - وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّه كانَ يقولُ: اللهمَّ إني أسألُكَ الهُدَى والتُقَى والعَفَافَ والغِنَى" (¬1). 1791 - وعن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: "قالَ لي (¬2) رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قلْ: اللهمَّ أهدِني وسدِّدني، واذْكُرْ بالهُدَى: هدايَتَكَ الطريقَ، وبالسَّدادِ: سَدَادَ السَّهمِ" (¬3). 1792 - وعن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه (¬4) أنه قال: "كانَ الرجلُ إذا أسلم علَّمهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم الصَّلاةَ، ثمَّ أَمَرَهُ أنْ يَدْعُوَ بهؤلاءِ الكلماتِ: اللهمَّ اغفرْ لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني" (¬5). 1793 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنه قال: "كانَ أكثرُ دعاءِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: اللهمَّ {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (¬6) " (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2087، كتاب الذكر. . . (48)، باب التعوذ من شَرّ ما عمل. . . (18)، الحديث (72/ 2721). (¬2) كذا في المخطوطة، وهو لفظ مسلم، والعبارة في المطبوعة: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لي). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2090، كتاب الذكر. . . (48)، باب التعوذ من شر ما عمل. . . (18)، الحديث (78/ 2725). و (سددني): وفقني وصوبني. (¬4) أبو مالك الأشجعي هو: سعد بن طارق بن أشيم، انظر تهذيب التهذيب 3/ 472، 5/ 2 عن والده: طارق. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2073، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل التهليل. . . (10)، الحديث (35/ 2697). (¬6) سورة البقرة (2)، الآية (201). (¬7) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 191، كتاب الدعوات (80)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: ربنا آتنا. . . (55)، الحديث (6389) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2070، كتاب الذكر. . . (48)، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا. . . (9)، الحديث (26/ 2690).

مِنَ الحِسَان: 1794 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَدْعُو يقولُ: ربِّ أعِنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانْصُرْنِي ولا تَنْصُرْ عليَّ، وامكرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ، واهدِنِي ويَسِّرْ الهُدَى لي، وانْصُرْنِي على مَنْ بَغَى عليَّ، ربِّ اجعلني لكَ شاكرًا، لك ذاكِرًا، لك راهِبًا، لك مِطْواعًا، لك مُخْبِتًا، إليك أوَّاهًا مُنِيبًا، ربِّ تقبَّلْ توبَتي، واغسل حَوْبَتِي، وأَجِبْ دعوَتي، وثَبتْ حُجَّتي، وسَدِّدْ لساني، واهدِ قلبي، واسْلُلْ سَخِيمَةَ صدري" (¬1). 1795 - عن أبي بكر رضي اللَّه عنه أنه قال: "قامَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم على المنبرِ ثم بَكَى فقال: سَلُوا اللَّه العفوَ والعافيةَ، فإنَّ أحدًا لم يُعْطَ بعدَ اليقينِ خيرًا مِنَ العافيةِ" (¬2) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 227، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 175 - 176، كتاب الصلاة (2)، باب ما يقول الرجل إذا سلم (360)، الحديث (1510)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 554، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (103)، الحديث (3551)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1259، كتاب الدعاء (34)، باب دعاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (3830)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 599، كتاب الأدعية (38)، باب أدعية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (12)، الحديث (2414)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 519 - 520، كتاب الدعاء، باب دعاء رد البصر، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، وقال البغوي في شرح السنة 5/ 176: (قوله: "واغسل حوبتي" الحوبة: الزلة والخطيئة، والحوب: الإثم. . .، والسخيمة: الضغينة. ومُخْبِثًا: مطمئنًا. وأوّاهًا: متضرّعًا). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 3، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 244، باب من سأل اللَّه العافية (301)، الحديث (725)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 557، كتاب الدعوات (49)، باب (106)، وهو مما يلي: باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (103)، الحديث (3558)، وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه)، وأخرجه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، ص 88 - 89، الحديث (47)، =

1796 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ الدُّعاءِ أفضلُ؟ قال: سَلْ ربَّكَ العافيةَ والمعافاةَ في الدنيا والآخرةِ، فإذا أُعطيتَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ فقدْ أفلحْتَ" (¬1) (غريب). 1797 - عن عبد اللَّه بن يزيد الخَطْمي عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّه كانَ يقولُ في دعائه: اللهمَّ ارزقني حبَّكَ، وحبَّ مَن ينفعُني حُبَّهُ عندَكَ، اللهمَّ ما رزقتَني مما أُحِبُّ فاجْعَلْهُ قوةً لي فيما تُحِبُّ، اللهمَّ ما زَوَيْتَ عني مما أُحِبُّ فاجْعَلْهُ فراغًا لي فيما تُحِبّ" (¬2). 1798 - عن ابن عُمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "قَلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقومُ مِنْ مَجْلِس حتَّى يَدْعُوَ بهؤلاءِ الدَّعَوَاتِ لأصحابِهِ: اللَّهُمَّ اقْسِمْ لنا مِنْ خَشْيَتكَ ما تحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وبيْنَ مَعاصِيكَ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا به جَنَّتَكَ، ومِنَ اليَقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَات (¬3) الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بأَسْمَاعِنَا وأَبْصَارِنَا وقُوَّتنَا ما أَحْيَيْتَنَا، واجْعَلْهُ الوارِثَ مِنَّا، واجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنا، وانْصُرْنَا على مَنْ عَادانَا، ولا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا ¬

_ = وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 502، باب مسألة المعافاة، الحديث (881)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1265، كتاب الدعاء (34)، باب الدعاء بالعفو والعافية (5)، الحديث (3849). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 127، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 533 - 534، كتاب الدعوات (49)، باب (85)، الحديث (3512) واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1265، كتاب الدعاء (34)، باب الدعاء بالعفو والعافية (5)، الحديث (3848). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 523، كتاب الدعوات (49)، باب (74)، وهو مما يلي باب ما جاء في عقد التسبيح باليد (72)، الحديث (3491)، قوله: "زويت" أي ما قبضته ونحيته وبعدته عني. (¬3) في المطبوعة (مصائب) والتصويب من الترمذي.

في ديننا ولا تَجعَلِ الدُّنْيا أكْبَرَ هَمِّنا ولا مَبْلَغَ عِلْمِنا، ولا تُسَلِّط علينا مَنْ لا يَرْحَمُنا" (¬1) (غريب). 1799 - عن أبي هريرة أنه قال: كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بما عَلَّمْتَنِي، وعَلِّمْني ما يَنْفَعُني، وزِدْنِي عِلْمًا، الحَمْدُ للَّهِ على كُلِّ حَالٍ، وأَعُوذُ باللَّهِ مِنْ حَالِ أهْلِ النَّارِ" (¬2) (غريب). 1800 - عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أُنْزِلَ (¬3) عَلَيْهِ الوَحْيُ سُمِعَ عِنْدَ وَجْهِهِ (¬4) كَدَوِيَ النَّحْلِ، فَأنْزَلَ اللَّه (¬5) يومًا فَمَكَثْنا سَاعةً فَسُرِّيَ عَنْهُ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ: اللَّهُمَّ زِدْنَا ولا تَنْقُصْنا وأكْرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأعْطِنَا ولا تَحْرِمْنا، وآثِرْنَا ولا تُؤْثرْ عَلَيْنَا، وارْضِنَا وَارْضَ عَنَّا، ثُم قال: أنْزلَ اللَّه عَلَيَّ عَشْرَ آياتٍ، مَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 528، كتاب الدعوات (49)، باب (80)، الحديث (3502)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، ص 310، باب ما يقول إذا جلس في مجلس كثر فيه لغطه، الحديث (401)، وابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 169، باب ما يدعو به الرجل لجلسائه، الحديث (448). والحاكم في المستدرك 1/ 528، كتاب الدعاء، باب الدعاء الجامع الذي يختم به المجلس وقال: (صحيح على شرط البخاري) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف 10/ 281، كتاب الدعاء، باب ما كان يدعو به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (1614)، الحديث (9442)، والترمذي في السنن 5/ 578، كتاب الدعوات (49)، باب في العفو والعافية (129)، الحديث (3599)، وقال: (حسن غريب). وابن ماجه في السنن 2/ 1260، كتاب الدعاء (34)، باب دعاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (3833). (¬3) في المطبوعة (نزل) والتصويب من الترمذي. (¬4) في المخطوطة زيادة (دَوِيٌ) وليست عند الترمذي. (¬5) كذا في المخطوطة والمطبوعة، واللفظ عند الترمذي: (فأنزل عليه).

أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ، ثُم قرأَ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (¬1) حَتَى خَتَمَ عَشَرَ آياتٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) سورة المؤمنون (23)، الآية (1). (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 1/ 34. والترمذي في السنن 5/ 326، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المؤمنون (24)، الحديث (3173). والنسائي في "السنن الكبرى" على ما ذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 83، الحديث (10593). وصححه الحاكم في المستدرك 1/ 535، كتاب الدعاء باب التعوذ من الأربع، وفي 2/ 392، كتاب التفسير، تفسير سورة المؤمنون، وأقره الذهبي. وسُرِّي عنه: أي كشف عنه وزال عنه ما اعتراه من شدة الوحي.

10 - كتاب المناسك

10 - كتاب المناسك [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 1801 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أيُّها النَّاسُ: قدْ فرضَ اللَّه عليكُمْ الحجَّ فَحُجُّوا، فقالَ رجلٌ: أكُلَّ عامٍ يا رسول اللَّه؟ فسكَت حتَّى قالها ثلاثًا، فقال [رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬1): لو قلتُ نَعَمْ لوَجَبَتْ ولَمَا اسْتطَعْتُمْ" (¬2). 1802 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه قال: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أيُّ العَمَل أفضلُ؟ قال: إِيمانٌ (¬3) باللَّه ورسولِهِ، قيلَ: ثُمَّ ماذا؟ قال: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّه، قيلَ ثُمَّ ماذا؟ قال: حَجٌّ مَبْرُورٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين من صحيح مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 975، كتاب الحج (15)، باب فرض الحج مرة في العمر (73)، الحديث (412/ 1337). (¬3) في المطبوعة: (الإيمان) والتصويب من البخاري ومسلم. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 77، كتاب الإيمان (2)، باب من قال: إن الإيمان هو العمل (18)، الحديث (26)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 88، كتاب الإيمان (1)، باب بيان كون الإيمان باللَّه تعالى أفضل الأعمال (36)، الحديث (135/ 83).

1803 - وقال: "مَنْ حَجَّ للَّه فَلَمْ يَرْفُثَ ولم يَفْسقَ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدْتْهُ أُمُّهُ" (¬1). 1804 - وقال: "العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفارَةُ لِمَا بَيْنَهُما، والحَجُّ المَبْرورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةَ" (¬2). 1805 - وقال: "إنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" (¬3) 1806 - وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: "إنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لَقِيَ رَكْبًا بالرَّوْحَاءِ فَرَفَعَتْ إليه امرأةٌ صَبِيًّا، فقالَتْ: ألِهَذا حَجٌ؟ قال: نعم، ولكِ أَجْرٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 382، كتاب الحج (25)، باب فضل الحج المبرور (4)، الحديث (1521)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 983، كتاب الحج (15)، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (79)، الحديث (438/ 1350)، وقوله: "فلم يرفث" قيل الرفث: التصريح بذكر الجماع و"لم يفسق": يفعل كبيرة. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 597، كتاب العمرة (26)، باب العمرة، وجوب العمرة وفضلها (1)، الحديث (1773)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 983، كتاب الحج (15)، باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (79)، الحديث (437/ 1349). (¬3) متفق عليه من رواية ابن عباس، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 603، كتاب العمرة (26)، باب عمرة في رمضان (4)، الحديث (1782)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 917، كتاب الحج (15)، باب فضل العمرة في رمضان (36)، الحدبث (221/ 1256). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 974، كتاب الحج (15)، باب صحة حج الصبي، وأجر من حجّ به (72)، الحديث (409/ 1336). والرَّكبُ -بفتح الراء وسكون الكاف- جمع راكب، وهم العشرة فما فوقها من أصحاب الإبل في السفر. والروحاء -بفتح الراء- موضع على نحو أربعين ميلًا من المدينة.

1807 - وعن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ (¬1) قالَتْ: يا رسولَ اللَّه! إن فَريضةَ اللَّه على عبادِهِ في الحَجِّ أَدْرَكَتْ أبي شَيْخًا كبيرًا لا يثبتُ على الرَّاحِلَةِ، أَفَأحُجُّ عنه؟ قال: نعم. وذلكَ في حجّةِ الوداع" (¬2). 1808 - قال (¬3): وقال رجل: "إنَّ أُختي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ وإنَّها ماتَتْ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لَوْ كانَ عليها دَيْنٌ أَكُنْتَ قاضيهِ؟ قال: نعم، قال: فاقْضِ دَيْنَ اللَّه، فهو أَحَقُّ بالقَضاءِ" (¬4). 1809 - وقال: "لا يَخْلُوَنَّ رجُلٌ بامرأةٍ، ولا تُسافِرَنَّ امرأةٌ إلّا ومعها مَحْرَمٌ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّه! أكْتُتِبْتُ (¬5) في غَزْوَة كذا، وخَرَجَتْ أمْرَأَتي حاجَّةٌ، قال اذهَبْ فاحْجُجْ مع امرأَتِكَ" (¬6). ¬

_ (¬1) خَثْعَم -بفتح الخاء المعجمة والعين المهملة- أبو قبيلة من اليمن سُمّوا به (القاري، المرقاة 3/ 169). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 378، كتاب الحج (25)، باب وجوب الحج وفضله (1)، الحديث (1513)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 973، كتاب الحج (15)، باب الحج عن العاجز (71)، الحديث (407/ 1334). (¬3) القائل هو ابن عباس رضي اللَّه عه. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 584، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب من مات وعليه نذر (35)، الحديث (6699)، وأما من عزاه لمسلم أيضًا فاللفظ عنده: "إن أمي ماتت وعليها صوم شهر. . . " وهو عنده في 2/ 804، كتاب الصيام (13)، باب قضاء الصيام عن الميت (27)، الحديث (155/ 1148). (¬5) اكتُتِبْتُ: بصيغة المجهول المتكلم، قال الطيبي رحمه اللَّه: أي كُتِبَ وأُثْبِتَ اسمي فيمن يخرج فيها (القاري، المرقاة 3/ 170). (¬6) متفق عليه من رواية ابن عباس: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 142 - 143، كتاب الجهاد (56)، باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة (140)، الحديث (3006)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 978، كتاب الحج (15)، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره (74)، الحديث (424/ 1341).

1810 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "استَأذَنْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في الجِهَادِ، فقال جِهادُكُنَّ الحَجُّ" (¬1). 1811 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تُسافرُ امرأةٌ مسيرةَ يومٍ وليلةٍ إلّا ومعها ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ" (¬2). 1812 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "وقَّتَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأهلِ المدينةِ ذا الحُلَيْفَةِ (¬3)، ولأهلِ الشَّأمِ الجُحْفَةَ (¬4)، ولِأهْلِ نَجْد قَرْنَ المَنازِلِ (¬5)، ولِأهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ (¬6)، فَهُنَّ لَهُنَّ ولمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غيرِ أَهْلِهِنَّ لمَنْ كَانَ يُريدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَمَنْ كانَ دونَهُنَّ فَمُهَلُّهُ مِنْ أهْلِهِ، وكذاكَ حتَّى أهْلُ مَكةَ يُهِلُّونَ مِنْها" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 75، كتاب الجهاد (56)، باب جهاد النساء (62)، الحديث (2875). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 566، كتاب تقصير الصلاة (18)، باب في كم يقصر الصلاة (4)، الحديث (1088)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 977، كتاب الحج (5)، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره (74)، الحديث (421/ 1339). (¬3) ذا الحُلَيْفَة: موضع على فرسخين من المدينة، ويعرف الآن بآبار علي (القاري، المرقاة 3/ 171). (¬4) الجُحفة -بضم الجيم وسكون الحاء- موضع بين مكة والمدينة من الجانب الشامي، يحاذي ذا الحُليفة على خمسين فرسخًا من مكة، وهي الآن مشهورة برابغ (المصدر نفسه). (¬5) قَرْن المنازل -بسكون الراء، وتحريكها خطأ- جبل مدور أملس كأنه بيضة مشرف على عرفات (المصدر نفسه). (¬6) يَلَمْلَمْ: جبل بين جبال تِهامة على ليلتين من مكة (المصدر نفسه). (¬7) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 387 - 388، كتاب الحج (25)، باب مُهَلُّ أهل الشام (9)، الحديث (1526)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 838 - 839، كتاب الحج (15)، باب مواقيت الحج والعمرة (2)، الحديث (11/ 1181).

1813 - وعن جابر رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "مُهَلُّ أهْلِ المدينةِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ، والطريقُ الآخر الجُحْفَةَ، ومُهَلُّ أهلِ العراقِ مِنْ ذاتِ عِرْقٍ (¬1)، ومهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ قَرْن، ومُهَلُّ أهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ" (¬2). 1814 - وقال أنس: "اعْتَمَرَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أربعَ عُمَرَ كُلُّهُنَّ في ذي القَعْدَةِ إلَّا التي كانَتْ مع حجته عُمرةً من الحدَيْبِيَّة (¬3) في ذي القَعْدَة، وعُمْرةً مِنَ العامِ المقبل في ذي القَعْدَةِ، وعمرةً مِنْ الجِعْرانَةِ (¬4) حيثُ قسمَ غَنائِمَ حُنَيْنٍ في ذي القَعْدَةِ، وعُمْرَةً مع حَجَّتِهِ" (¬5). 1815 - وقال البَراء بنُ عازِب: "اعْتَمَرَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في ذي القَعْدَةِ قبلَ أنْ يَحُجَّ مَرَّتَيْنِ" (¬6). مِنَ الحِسَان: 1816 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يا أيُّها النَّاس: إنَّ اللَّه كتبَ عليكُمُ الحَجَّ، فقامَ ¬

_ (¬1) ذاتُ عِرْق -بكسر العين- موضع على مرحلتين من مكة (القاري، المرقاة 3/ 172). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 841، كتاب الحج (15)، باب مواقيت الحج والعمرة (2)، الحديث (18/ 1183). و (المُهَل): موضع الإحرام و (قَرْن): قرن المنازل. (¬3) الحُديبية -بالتخفيف ويشدد- موضع يعتبر أحد حدود الحرم، على تسعة أميال من مكة (القاري، المرقاة 3/ 173). (¬4) الجعْرانَة -بكسر الجيم وسكون العين، وقيل بكسر العين وتشديد الراء- موضع على ستَة أميال أو تسعة أميال، وهو الصحيح، من مكة (المصدر نفسه). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 439، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الحديبية (35)، الحديث (4148)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 916، كتاب الحج (15)، باب بيان عدد عُمَر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وزمانهن (35)، الحديث (217/ 1253). (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 600، كتاب العمرة (26)، باب كم اعتمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (1781).

الأقْرَعُ بنُ حابس (¬1) فقال: أفي كُلِّ عامٍ يا رسولَ اللَّه؟ قال: لو قلتُها لَوَجَبَتْ، ولَوْ وَجَبَتْ لمْ تَعمَلُوا بها ولم تَسْتَطِيعُوا، الحَجُّ مَرَّةٌ، فَمَنْ زادَ فَتَطَوَّعَ" (¬2). 1817 - وعن علي رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ مَلَكَ زادًا وراحِلَةً تُبلِّغُهُ إلى بَيْتِ اللَّه ولم يَحُجَّ فلا عليهِ أنْ يموتَ يَهُودِيًّا أوْ نَصْرَانِيًّا، وذلكَ أنَّ اللَّه تباركَ وتعالَى يقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (¬3) " (¬4). 1818 - وقال: "لا صَرُورَةَ في الإسلام" (¬5). ¬

_ (¬1) الأقرع بن حابس بن عقال: صحابي كان حَكَمًا في الجاهلية وَفَدَ على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وشَهِدَ فتحَ مكة وحُنَينًا والطائف، وهو من المؤلفة قلوبهم، وقد حَسُنَ إسلامه، وإنما قيل له الأقرع لِقَرَعٍ كان برأسه، كان شريفًا في الجاهلية والإسلام، قُتِلَ في اليرموك في عشرة من بنيه (ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 72). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 255، في مسند ابن عباس رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 39، كتاب المناسك (5)، باب كيف وجوب الحج (4)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 344 - 345، كتاب المناسك (5)، باب فرض الحج (1)، الحديث (1721). (¬3) سورة آل عمران (3)، الآية (97). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 176، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج (3)، الحديث (812). (¬5) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما: أحمد في المسند 1/ 312. وأبو داود في السنن 2/ 248 - 249، كتاب المناسك (5)، باب لا صرورة في الإِسلام (3)، الحديث (1729). والحاكم في المستدرك 1/ 448، كتاب المناسك، باب لا يمنع أحد عن الطواف بالبيت، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. والصرورة: هو الذي لم يحج قط، أي من لم يحج بعد أن يكون عليه لا يكون في الإسلام، وقيل المراد بالصرورة التبتل وترك النكاح، أي ليس هو في الإسلام بل هو في الرهبانية، وأصل الكلمة من الصر وهو الحبس.

1819 - وقال: "مَنْ أَرَادَ الحَجَّ فَلْيُعَجِّلْ" (¬1). 1820 - وقال: "تابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ، فإنَّهُمَا يَنْفِيانِ الفَقْرَ والذُّنُوبَ كما يَنْفي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ، وليسَ للحَجَّةِ المبرُورَةِ ثَوَابٌ إلا الجَنَّةُ" (¬2). 1821 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه! ما يُوجِبُ الحَجَّ؟ قال: الزَّادُ والرَّاحِلَة" (¬3). 1822 - وعنه قال: "سألَ رَجُلٌ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: ما الحَاجُّ؟ قال: الشَّعِثُ التَّفِلُ. فقالَ آخَر: أيُّ الحَجِّ أفْضَلُ؟ قال: ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما: أحمد في المسند 1/ 225، والدارمي في السنن 2/ 28، كتاب المناسك، باب من أراد الحج فليستعجل. وأبو داود في السنن 2/ 350، كتاب المناسك (5)، باب تعجيل الحج (6)، الحديث (1732)، والحاكم في المستدرك 1/ 448، كتاب المناسك، باب من أراد الحج فليتعجل، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 339 - 340، كتاب الحج، باب ما يستحب من تعجيل الحج إذا قدر عليه. (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 1/ 387، والترمذي في السنن 3/ 175، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة (2)، الحديث (810) وقال: (حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 115 - 116، كتاب مناسك الحج (24)، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة (6)، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 130، كتاب المناسك، باب الأمر بالمتابعة بين الحج والعمرة (464)، الحديث (2512) واللفظ للترمذي، والكير: هر ما ينفخ فيه الحداد لاشتعال النار للتصفية. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 177، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في إيجاب الحج بالزاد والراحلة (4)، الحديث (813)، وقال: (حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 967، كتاب المناسك (25)، باب ما يوجب الحج (6)، الحديث (2896)، والدارقطني في السنن 2/ 217 - 218، كتاب الحج، الحديث (11) و (12).

العَجُّ والثَّجُّ فقال آخر: ما السَّبيلُ؟ قال: زادٌ وراحِلَةٌ" (¬1). 1823 - عن أبي رَزين العُقَيلي: "أنَّهُ أَتَى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه إنَّ أبي شَيْخٌ كَبيرٌ لا يستطيعُ الحَجَّ والعُمْرَةَ ولا الظَّعْنَ. قال: حُجَّ عَنْ أَبيكَ واعْتَمِرْ" (¬2) (صحيح). 1824 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يقولُ: لَبيْكَ عَن شُبْرُمَة. قال: مَن شُبْرُمَة؟ قال: أخٌ ¬

_ (¬1) أخرجه عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: الشافعي في الأم 2/ 116، كتاب الحج، باب الحال التي يجب فيها الحج، والترمذي في السنن 5/ 225، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة آل عمران (4)، الحديث (2998)، وابن ماجه في السنن 2/ 967، كتاب المناسك (25)، باب ما يوجب الحج (6)، الحديث (2896)، والدارقطني في السنن 2/ 217، كتاب الحج، الحديث (10)، واللفظ للشافعي، والشعِث: أي المغبر الرأس، والتفِل: أي تارك الطيب، والعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: سيلان دماء الهدي. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 402، كتاب المناسك (5)، باب الرجل يحج عن غيره (26)، الحديث (1815)، والترمذي في السنن 3/ 269 - 270، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الحج عن الشيخ الكبير والميت (87)، الحديث (930)، وقال: (حديث حسن صحيح، وأبو رزين العُقَيْلي اسمه لقيط بن عامر)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 111، كتاب مناسك الحج (24)، باب وجوب العمرة (2)، وفي 5/ 117، باب العمرة عن الرجل الذي لا يستطيع (10)، وابن ماجه في السنن 2/ 975، كتاب المناسك (25)، باب الحج عن الحي إذا لم يستطع (10)، الحديث (2906)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمى في موارد الظمآن، ص 239، كتاب الحج (9)، باب الحج عن العاجز والاعتمار عنه (2)، الحديث (961)، والحاكم في المستدرك 1/ 481، كتاب المناسك، باب الحج عن الغير، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. ونقل المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 333، عن الإمام أحمد قوله: (لا أعلم في إيجاب العمرة حديثًا أجود من هذا ولا أصح منه). و (الظعن): الرحلة إِلى الحج.

لي، أو قريبٌ لي. قال: أَحَجَجْتَ عَنْ نفسِكَ؟ قال: لا. قال: فحُجَّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ حُجَّ عن شُبْرُمَة" (¬1). 1825 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وَقَّتَ لأهلِ المَشْرِقَ العَقِيقَ" (¬2). 1826 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وَقَّتَ لأهْلِ العِراقِ ذاتَ عِرْقٍ" (¬3). 1827 - عن أُمِّ سلمَةَ أَنَّها سَمِعَتْ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "مَنْ أَهَلَّ بحَجَّةِ أو عُمْرَةٍ مِنَ المَسْجِدِ الْأَقْصَى إلى المسجِدِ الحرامِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 453، كتاب المناسك (5)، باب الرجل يحج عن غيره (26)، الحديث (1811)، وابن ماجه في السنن 2/ 969، كتاب المناسك (25)، باب الحج عن الميت (9)، الحديث (2903)، وابن الجارود في المنتقى، ص 178، باب المناسك، الحديث (499)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 239، كتاب الحج (9)، باب فيمن حج عن غيره (3)، الحديث (162)، والدارقطني في السنن 2/ 267 - 268، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (142) و (143)، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 336، كتاب الحج، باب من ليس له أن يحج عن غيره، وقال: (إسناده صحيح، ليس في هذا الباب أصح منه). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 344، وأبو داود في السنن 2/ 355، كتاب المناسك (5)، باب في المواقيت (9)، الحديث (1740)، والترمذي في السنن 3/ 194، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في مواقيت الإحرام لأهل الآفاق (17)، الحديث (832)، والعقيق: موضع بحذاء ذات العرق مما وراءه وقيل داخل في حد ذات العرق. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 354 - 355، كتاب المناسك (5)، باب في المواقيت (9)، الحديث (1739)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 125، كتاب مناسك الحج (24)، باب ميقات أهل العراق (22)، والدارقطني في السنن 2/ 236، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (5)، واللفظ لأبي داود.

2 - باب الإحرام والتلبية

غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ -أوجَبَتْ له الجَنَّة-" (¬1). 2 - باب الإحرام والتلبية مِنَ الصِّحَاحِ: 1828 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كنتُ أُطَيِّبُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لإِحْرامِهِ قَبْلَ أنْ يُحْرِمَ ولحِلِّهِ قَبْلَ أنْ يَطوفَ بالبَيْتِ بطيبٍ فيه مِسْكٌ. كأنِّي أَنْظُرُ إلى وَبِيص الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو مُحْرِمٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 299، وأبو داود في السنن 2/ 355 - 356، كتاب المناسك (5)، باب في المواقيت (9)، الحديث (1741)، وابن ماجه في السنن 2/ 999، كتاب المناسك (25)، باب من أهل بعمرة من بيت المقدس (49)، الحديث (3001) و (3002)، والدارقطني في السنن 2/ 283، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (210)، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 30، كتاب الحج، باب فضل من أهل من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. (¬2) الحديث الذي ساقه المصنف جاء بلفظه في حديثين منفصلين أخرجهما البخاري ومسلم. فالحديث الأول إلى قوله: ". . . بطيب فيه مسك" أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 396، كتاب الحج (25)، باب الطيب عند الإحرام (18)، الحديث (1539)، وفي 10/ 370، كتاب اللباس (77)، باب ما يستحب من الطيب (79)، الحديث (5928). ومسلم في الصحيح 2/ 846، كتاب الحج (15)، باب الطيب للمحرم عند الإِحرام (7)، الحديث (33/ 1189)، وفي 2/ 849، الحديث (46/ 1191)، والحديث الثاني من قوله: "كأني أنظر. . . " أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 381، كتاب الغسل (5)، باب من تطيب ثم اغتسل (14)، الحديث (271)، ومسلم في المصدر السابق 2/ 847، الحديث (39/ 1190)، وبنحو الحديث الشاهد أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 366، كتاب اللباس (77)، باب الطيب في الرأس واللحية (74)، الحديث (5923)، ولفظه: "كنت أطيب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأطيب ما يجد، حتَّى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته" وأخرجه مسلم في المصدر السابق 2/ 848، الحديث (44/ 1190)، ولفظه: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أراد أن يُحرم =

1829 - وقال ابن عمر: "سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُهِلُّ مُلَبِّدًا يقولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ لا شَرِيكَ لكَ لا يَزِيدُ على هؤلاءِ الكلِماتِ" (¬1). 1830 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا أدخلَ رِجْلَهُ في الغَرْزِ واسْتَوَتْ به ناقتُهُ قائمةً أهلَّ منْ عِنْدِ مَسْجِدِ ذِي الحُلَيْفَةِ" (¬2). 1831 - وقال أبو سعيد رضي اللَّه عنه: "خَرَجْنَا مع رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَصْرُخُ بالحَجِّ صُراخًا" (¬3). ¬

_ = يتطيب بأطيب ما يجد، ثم أرى وبيص الدُّهْن في رأسه ولحيته بعد ذلك". الوبيص: هو البريق، وقال الإسماعيلي: وبيص الطيب تلألؤه وذلك لعين قائمة لا للريح فقط (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 1/ 381 - 382). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 408، كتاب اللباس (77)، باب التلبيد (69)، الحديث (5915)، ومسلم في الصحيح 2/ 842، كتاب الحج (15)، باب التلبية وصفتها ووقتها (3)، الحديث (21/ 1184)، قال العلماء: التلبيد ضفر الرأس بالصمغ أو الخِطْميّ وشبههما مما يضم الشعر ويلزق بعضه ببعض ويمنعه التمعط والقمل (النووي، شرح صحيح مسلم 8/ 90)، والخِطْميّ: بالكسر الذي يُغسل به الرأس والإِهلال: رفع الصوت بالتلبية. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 69، كتاب الجهاد (56)، باب الرِّكاب والغَرْز للدابة (53)، الحديث (2865)، ومسلم في الصحيح 2/ 845، كتاب الحج (15)، باب الإهلال من حيث تنبعث الراحلة (5)، الحديث (27/ 1187)، واللفظ للبخاري: والغَرْز: هو ركاب كور البعير إذا كان من جلد أو خشب (النووي، شرح صحيح مسلم 8/ 97). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 914، كتاب الحج (15)، باب التقصير في العمرة (33)، الحديث (211/ 1247).

1832 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كنتُ رَديفَ أبي طَلْحَةَ وإنَّهُمْ لَيَصْرُخُونَ بهِما جميعًا: الحَجِّ وَالعُمْرَةِ" (¬1). 1833 - وقالت عائشة رضى اللَّه عنها: "خَرَجْنَا مَعَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، ومِنَّا مَنْ أَهَلَّ بحَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، ومِنَّا مَنْ أَهَلَّ بالحجِّ، وأَهَلَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالحجِّ. فأما مَنْ أَهَلَّ بعُمْرَةٍ فَحَلَّ، وأَمَّا مَن أَهَلَّ بالحجِّ أو جَمَعَ بين الحَجِّ والعُمْرَة فلَمْ يَحِلُّوا حتَّى كانَ يَوْمُ النَّحْرِ" (¬2). 1834 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "تَمَتَّعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في حَجَّةِ الوَدَاعِ بالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ، بدأَ فَأَهَلَّ بالعُمْرَه ثُمَّ أَهَلَّ بالحَجِّ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1835 - عن زيد بن ثابت رضي اللَّه محنه: "أنَّهُ رَأَى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم تَجَرَّدَ لإحرامِهِ واغْتَسَل" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 131، كتاب الجهاد (56)، باب الارتداف في الغَزْو والحج (126)، الحديث (2986). وأبو طلحة هو الأنصاري وكان عمّ أنس زوج أُمِّهِ. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 421، كتاب الحج (25)، باب التمتع والقِران والإفراد بالحجِّ (34)، الحديث (1562)، ومسلم في الصحيح 2/ 873، كتاب الحج (15)، باب بيان وجوه الإحرام. . . (17)، الحديث (118/ 1211). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 539، كتاب الحج (25)، باب من ساق البُدْن معه (104)، الحديث (1691). ومسلم في الصحيح 2/ 901، كتاب الحج (15)، باب وجوب الدم على المتمتع. . . (24)، الحديث (174/ 1227). (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 31، كتاب المناسك، باب الاغتسال في الإحرام، والترمذي في السنن 3/ 192 - 193، كتاب الحج (7)، باب الاغتسال عند الإحرام (16)، الحديث (830)، وقال: (حسن غريب)، وأخرجه الدارقطني في السنن 2/ 220 - 221، كتاب الحج، الحديث (23). والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 32 - 33

1836 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لَبَّدَ رَأْسَهُ بالغِسْل" (¬1). 1837 - عن خَلَّاد بن السَّائبِ عن أبيه (¬2) قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أتاني جِبْرِيلُ فَأمَرَنِي أن آمُرَ أَصْحَابي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بالإِحرامِ والتَّلْبِيَةِ" (¬3). ¬

_ = كتاب الحج، باب الغسل للإِهلال، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 161، كتاب المناسك، باب استحباب الاغتسال للإِحرام (529)، الحديث (2595). واللفظ عندهم: "لإهلاله" بدل "لإِحرامه". (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 360، كتاب المناسك (5)، باب التلبيد (12)، الحديث (1748)، ولفظه: ". . . بالعَسَل" قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 3/ 400، كتاب الحج (25)، باب من أهل ملبد (19)، (قال ابن عبد السلام: يحتمل أنه بفتح المهملتين، ويحتمل أنه بكسر المعجمة وسكون الهملة، وهو ما يغسل به الرأس من خِطْمي أو غيره. قلت: ضبطناه في روايتنا في سنن أبي داود بالمهملتين). (¬2) هو السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري الخزرجي أبو سهلة قال أبو عبيد: شهد بدرًا، ذكره ابن حجر في الإِصابة في تمييز الصحابة 2/ 10، الترجمة (3062). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 334، كتاب الحج (20)، باب رفع الصوت بالإِهلال (10)، الحديث (34)، والشافعي في الأم 2/ 156، كتاب الحج، باب رفع الصوت بالتلبية، وأحمد في المسند 4/ 55، 56، في مسند السائب بن خلاد أبي سهلة رضي اللَّه عنه، والدارمي في السنن 2/ 34، كتاب المناسك، باب في رفع الصوت بالتلبية، وأبو داود في السنن 2/ 405، كتاب المناسك (5)، باب كيف التلبية (27)، الحديث (1814)، والترمذي في السنن 3/ 191 - 192، كتاب الحج (7)، باب رفع الصوت بالتلبية (15)، الحديث (829) وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 162، كتاب مناسك الحج (24)، باب رفع الصوت بالإِهلال (55)، وابن ماجه في السنن 2/ 975، كتاب المناسك (25)، باب رفع الصوت بالتلبية (16)، الحديث (2922)، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 173، كتاب المناسك، باب استحباب رفع الصوت بالتلبية (554)، الحديث (2625) و (2627): وصححه الحاكم في المسدرك 1/ 450، كتاب المناسك، باب من تلبية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. واللفظ للترمذي إلا أنه قال: "بالإِهلال" بدل "بالإِحرام".

1838 - عن سَهْل بن سعد، قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِنْ مُسْلِم يُلَبِّي إلَّا لَبَّى ما عَنْ يَمِينهِ وشِمالِهِ مِنْ حَجَرٍ أو شَجَرٍ أو مَدَرٍ حتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ ها هُنا وها هُنا" (¬1). 1839 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَرْكَعُ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ إذا اسْتَوَتْ بِهِ النَّاقَةُ قائِمَةً عِنْدَ مَسْجِد ذِي الحُلَيْفَةِ أَهَلَّ بهؤُلاءِ الكَلِمَاتِ، يَعْنِي التَّلْبِيَةَ" (¬2). 1840 - عن عُمارة بن خُزَيْمَة بن ثابت، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: أنَّهُ كانَ إذا فرَغَ من تَلْبِييهِ سَألَ اللَّه رِضْوانَهُ والجَنَّةَ، واسْتَعْفَاهُ برحمتِهِ مِنَ النَّارِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 189، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر (14)، الحديث (828)، وابن ماجه في السنن 2/ 974 - 975، كتاب المناسك (25)، باب التلبية، (15)، الحديث (2921)، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 176، كتاب المناسك، باب تلبية الأشجار والأحجار. . . (558)، الحديث (2634)، والحاكم في المستدرك 1/ 451، كتاب المناسك، باب تلبية ما على الأرض من يمين الملبي وشماله، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 43، كتاب الحج، باب التلبية في كل حال. و (المدر): الطين المتماسك. (¬2) قال القاري في المرقاة 3/ 186: (قال شيخ الإسلام -الحافظ بن حجر- في تحريره لأحاديث الشكاة: أسند هذا الحديث لأحمد لفظًا والبخاري معنى) وقد أخرجه مسلم بلفظه دون قوله "يعني التلبية" في الصحيح 2/ 843، كتاب الحج (15)، باب التلبية وصفتها ووقتها (3)، الحديث (21/ 1184)، والبخاري بمعناه في الصحيح 3/ 412 - 413، كتاب الحج (25)، باب الإهلال مستقبل القبلة (29)، الحديث (1553) و (1554). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم 2/ 157، كتاب الحج، باب ما يستحب من القول في أثر التلبية، والدارقطني في السنن 2/ 238، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (11)، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 46، كتاب الحج، باب ما يستحب من القول في أثر التلبية.

3 - [باب] حجة الوداع

3 - [باب] حجة الوداع مِنَ الصِّحَاحِ: 1841 - قال جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مكثَ بالمدينةِ تِسْعَ سِنين لم يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ في النَّاسِ بالحَجِّ في العَاشِرَةِ، فَقَدِمَ المدينةَ بَشَرٌ كَثيرٌ، فَخَرْجَنا مَعَهُ حَتَّى إذا أَتَيْنَا ذَا الحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أسماءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بن أبي بَكْر، فَأَرْسَلَتْ إلى رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قال: اغْتَسِلِي واسْتَثْفِري (¬1) بثَوْبٍ وَأَحْرِمي. فَصَلَّى -يعني- رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ في المسجِدِ، ثمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ (¬2) حتَّى إذا اسْتَوَتْ بِهِ ناقَتُهُ على البَيْدَاءِ، أَهَلَّ بالتَّوْحِيدِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ لا شَرِيكَ لكَ. قال جابر: لَسْنَا نَنْوِي إلَّا الحَجَّ، لَسْنا نَعْرِفُ العُمْرَةَ، حتَّى إذا أَتَيْنَا البَيْتَ مَعَهُ اسْتَلَمَ الركْنَ (¬3) وطَافَ سَبْعًا: رَمَلَ (3) ثلاثًا ومشَى أرْبَعًا، ثُمَّ تَقَدَّمَ إلى مَقَامِ إبراهيمَ فَقَرَأَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (¬4) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَعَلَ المَقَامَ بينَهُ وبَيْنَ البَيْتِ. ويُروى: أنَّه قَرَأَ في الرَّكْعَتَيْنِ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثُم رَجَعَ إلى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قرَأَ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (¬5) أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّه [تعالى به] (¬6) فَبَدَأَ بالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ حتَّى رأى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّه وكَبَّرَهُ، وقال: لا إله إلَّا اللَّه ¬

_ (¬1) الاستثفار: هو أن تشد في وسطها شيئًا وتأخذ خرقة عريضة تجعلها على محل الدم (النووي، شرح صحيح مسلم 8/ 172). (¬2) القصواء: اسم لناقته -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬3) الركن: الحجر الأسود، ورمل: أسرع يهزّ منكبيه. (¬4) سورة البقرة (2)، الآية (125). (¬5) سورة البقرة (2)، الآية (158). (¬6) ليست في المطبوعة، واللفظ عند مسلم (أبدأ بما بدأ اللَّهُ به).

وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ وهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا إله إلَّا اللَّه وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدهَ، وهَزَمَ الْأَحْزَاب وَحْدَهُ، [ولا شيء بعده] (¬1)، ثُمَّ دَعَا بينَ ذلك، قالَ مِثْلَ هذا ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَمَشَى إلى المَرْوَةِ، حتَّى انْصَبَّتْ قدماهُ (¬2) في بَطْنِ الوادي سَعَى، حتَّى إذا صَعَدَتْ (¬3) قدمَاهُ مَشَى، حتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى المَرْوَةِ كما فَعَلَ على الصَّفَا، حَتَّى إذا كَان آخِرُ طَوافٍ على المَرْوَةِ نادَى وَهُوَ على المَرْوَةِ والنَّاسُ تَحتَهُ فقال: لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمري ما اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الهَدْيَ، وجَعَلْتُها عُمْرَةً، فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ ليَسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً. فقامَ سُراقَةُ بنُ [مالِكِ بنِ] (¬4) جُعْشُمٍ فقال: يا رسولَ اللَّه أَلِعَامِنا هذا أمْ للأبدِ؟ فَشَبَّكَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَصابِعَهُ وقال: دَخَلَتِ العُمْرَةُ في الحَجِّ، مَرَّتَيْنِ، لا بلْ لأبَدِ [أبدٍ] (¬5) وقَدِمَ عَلَيَّ مِنَ اليَمَنِ بِبُدْنِ (¬6) النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: ماذا قُلْتَ حينَ فَرَضْتَ الحَجَّ؟ قالَ: قُلْتُ: اللهمَّ إنِّي أُهِلُّ بما أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ صلى اللَّه عليه وسلم. قال: فإنَّ مَعِيَ الهَدْيَ، قال [: فأهْدِ وامكثْ حرامًا] (¬7) فلا تَحِلّ. قال: فكانَ جماعَةُ الهَدْيِ الذي قَدِمَ بِهِ عَليٌّ مِنَ اليَمَنِ والذي أَتَى بِهِ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مائَةً. قال: فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وقَصَّرُوا، إلَّا النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم ومَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فلمَّا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيةِ تَوَجَّهُوا إلى مِنًى فَأهَلُوا بالحَجِّ، ورَكِبَ النَّبيُّ فَصَلَّى بها الظُّهْرَ والعَصْرَ والمَغْرِبَ والعِشَاءَ والفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قليلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِن شَعَرٍ فَضُرِبَتْ لَهُ ¬

_ (¬1) ليست في المطبوعة، ولا عند مسلم. (¬2) انصبَّت قدماه: أي انحدرت. (¬3) في مخطوطة برلين: (أصعدت)، وعند مسلم (حتَّى إذا صَعِدَتَا مشى). (¬4) ليست في مخطوطة برلين، وهي عند مسلم. (¬5) ليست في المطبوعة، وهي عند مسلم. (¬6) البُدن: جمع بَدَنَة، وهي ما يتقرّب بذبحه من الإبل. (¬7) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم.

بنَمِرَةَ، فَسَارَ، فَنَزَلَ بها، حتَّى إذا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بالقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ (¬1) لَهُ، فَأتَى بَطْنَ الوادي فخَطَبَ النَّاسَ وقال: إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمِ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدكُمْ هذا، أَلَا كُلَّ شَيءٍ مِنْ أَمْرِ الجاهِلِيَّةِ تَحْت قَدَميَّ مَوْضُوعٌ، ودِمَاءُ الجاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وإنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الحارِث -وكانَ مُسْتَرْضِعًا في بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ- ورِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وأَوَّلُ ربًّا أَضَعُ مِنْ رِبَانا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فإنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلَّهُ، فَاتَّقُوا اللَّه في النِّسَاءِ فإنِّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأمَانِ اللَّه واسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّه، ولَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فاَضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وكِسْوَتُهُنَّ بالمَعْرُوفِ، وقَدْ تَرَكْتُ فيكُمْ مَا لنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتابُ اللَّه، وأَنْتُمْ تُسْئَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قالوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ. فقال (¬2) بإصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُها إلى السَّماءِ ويَنْكُتُهَا (¬3) إلى النَّاسِ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثلَاثَ مرات، ثُمَّ أَذَّنَ بِلالٌ، ثُمَّ أقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أقامَ فَصَلَّى العَصْرَ، ولَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شيئًا، ثُمَّ رَكِبَ حتَّى أَتَى المَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ ناقَتِهِ القَصْوَاءِ إلى الصَّخَرَاتِ، وجَعَلَ حَبْلَ (¬4) ¬

_ (¬1) رُحِلَتْ له: أي جعل عليها الرحل (النووي، شرح صحيح مسلم 8/ 181). (¬2) أي أشار. (¬3) قال النووي في شرح صحيح مسلم 8/ 184: (هكذا ضبطناه ينكتها بعد الكاف تاء مثناة فوق، قال القاضي: كذا الرواية بالتاء المثناة فوق، قال: وهو بعيد المعنى، قال: قيل صوابه ينكبها بباء موحدة، قال: ورويناه في سنن أبي داود بالتاء المثناة من طريق ابن الأعرابي، وبالوحدة من طريق أبي بكر التمار، ومعناه: يقلبها ويرددها إلى الناس مشيرًا إليهم، ومنه نكب كنانته إذا قلبها، هذا كلام القاضي). (¬4) قال النووي في شرح صحيح مسلم 8/ 186: (روي حبل بالحاء وإسكان الباء، وروي بالجيم وفح الباء. قال القاضي عياض رحمه اللَّه: الأول أشبه بالحديث. وحبل المشاة: أي مجتمعهم، وحبل: الرمل ما طال منه وضخم. وأما بالجيم فمعناه: طريقهم وحيث تسلك الرجالة).

المُشاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ واقفًا حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وأَرْدَفَ أُسامَةَ خَلْفَهُ، ودَفَعَ حَتَّى أَتَى المُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بها المَغْرِبَ والعِشاءَ بأَذَانٍ واحِدٍ وإقامَتَيْنِ، ولم يُسَبحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَصَلَّى الفَجْرَ حينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بأذَانٍ وإقامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ القَصوَاءَ حَتَّى أَتَى المَشْعَرَ الحَرامَ (¬1)، فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَحَمِدَ اللَّه وكَبَّرَهُ وهَلَّلَهُ ووَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ واقِفًا حَتَّى أسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَع قَبْلَ أَنْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، وأَرْدَفَ الفَضْلَ بْن عَبَّاسٍ -رضي اللَّه عنهما- حتَّى أَتَى بَطْنَ محَسَّرٍ (¬2)، فَحَرَّكَ قليلًا ثُمَ سَلَكَ الطَّريقَ الوُسْطَى التي تَخْرُجُ على الجَمْرَةِ الكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الجَمْرَةَ التي عِنْدَ الشَّجَرَةِ فرماهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبرُ مَعَ كُلِّ حصَاةٍ منها مِثْل حَصَى الخَذْفِ (¬3)، فَرَمَى مِنْ بَطْنِ الوادِي، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى المَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثلاثًا وسِتِّينَ بيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَر ما غبَرَ (¬4)، وأَشْرَكَهُ في هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضعَةٍ (¬5)، فَجُعِلَت في قِدْرٍ فَطُبِخَتْ، فَأكَلا مِنْ لَحْمِهَا وشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَأفَاضَ (¬6) إلى البَيْتِ فَصَلَّى بمَكَةَ الظُّهْرَ، فَأَتَى [على] (¬7) بني عَبْدِ المُطَّلِبِ يَسْقُونَ على زَمْزَمَ، فقالَ: انْزَعوا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ على سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ. فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ منهُ" (¬8). ¬

_ (¬1) موضع خاص من المزدلفة ببناء معلوم. (¬2) موضع بين مزدلفة ومنى. (¬3) الخذف: الرمي برؤوس الأصابع. (¬4) ما غَبر: أي ما بقي. (¬5) البَضْعة: القطعة من اللحم. (¬6) أفاض: أسرع إلى بيت اللَّه الحرام. (¬7) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم. (¬8) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 886 - 892، كتاب الحج (15)، باب حجة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (19)، الحديث (147/ 1218)، وهو عنده أطول من هذا وفيه أحكام كثيرة، وقد اجتزأ منه البغوي هذا اللفظ.

1842 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "خَرَجْنَا مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ ومِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ، فلمَّا قَدِمْنا مَكَّةَ قالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ ولَمْ يُهْدِ فَلْيَحْلِلْ، ومَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وأَهْدَى فَلْيُهِلَّ بالحَجِّ مَعَ العُمْرَةِ ثُمَّ لا يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُما -وفي روايةٍ (¬1): فلا يَحِلُّ حَتَّى يُحِلَّ بنحْرِ هَدْيِهِ، ومَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ فَلْيُتِمَّ حَجَّهُ- وقالَتْ: فَحِضْت، ولَمْ أَطفْ بالبَيْتِ، ولا بَيْنَ الصفَا والمَرْوَةِ، فَلَمْ أَزَلْ حائِضًا حتَّى كانَ يَوْم عَرَفَةَ، ولَمْ أُهْلِلْ إلَّا بِعمْرَةٍ، فَأمَرَنِي النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أَنْ أَنْقُضَ رَأْسي وأمْتَشِطَ، وأُهِلَّ بالحَجِّ وأَتْركَ العُمْرَةَ، فَفَعَلْتُ حتَّى قَضَيْتُ حَجِّي، فَبَعَثَ مَعِي عَبْدَ الرَّحمنِ بْنَ أَبي بَكْرٍ، وأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَمِرَ مَكانَ عُمْرَتِي مِنَ التَّنْعِيمِ. قالت: فَطَافَ الذينَ كانوا أَهَلُّوا بالعُمْرَةِ بالبيتِ وبَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا بَعْدَ أنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وأَمَّا الذينَ جَمَعُوا الحَجَّ والعُمْرَةَ فإنَّما طافوا طَوَافًا واحِدًا" (¬2). 1843 - وقال عبد اللَّه بن عمر: "تَمَتَّعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في حَجَّةِ الوَدَاعِ بالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ، فساقَ مَعَة الهَدْيَ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ، وبدأَ فَأَهَلَّ بالعُمْرَة، ثمَّ أَهَلَّ بالحَجِّ، فَتَمَتعَ النَّاسُ مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بالعُمْرَةِ إلى الحجِّ فكانَ مِنَ النَّاسِ مَنْ أَهْدَى، ومِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُهْدِ فَلَمَّا قَدِمَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مَكَّةَ قالَ للنَّاسِ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهْدَى فإنَّهُ لَا يَحِلُّ من شيءٍ حَرُمَ مِنْه حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّةُ، ومَنْ لَمْ يَكنْ مِنْكُمْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 419، كتاب الحيض (6)، باب كيف تهل الحائض بالحجِّ والعمرة (18)، الحديث (319)، ومسلم في الصحيح 2/ 870 - 871، كتاب الحج (15)، باب بيان وجوه الإِحرام (17)، الحديث (112/ 1211). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، وفي 3/ 415، كتاب الحج (25)، باب كيف تُهل الحائض والنُّفَساء (31)، الحديث (1556)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (111/ 1211) و (112/ 1211).

4 - باب دخول مكة والطواف

أَهْدَى فَلْيَطُفْ بالبَيْتِ وبالصَّفَا والمَرْوَةِ وَلْيُقَصِّرْ ولْيَحْلِلْ ثُمَّ لْيُهِلَّ بالحَجِّ ولْيُهْدِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا فَلْيَصُمْ ثلاثةَ أيَّامٍ في الحَجِّ وسَبْعَةً إذا رَجَعَ إلى أهْلِهِ فَطَافَ حينَ قَدِمَ مَكَّةَ، واسْتَلَمَ الرُّكْنَ أوَّلَ شيءٍ، ثُمَّ خَبَّ ثلاثةَ أطْوافٍ ومشَى أرْبعًا، فَرَكَعَ حينَ قَضَى طَوافُهُ بالبَيْتِ عِنْدَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ فانصَرَفَ، فَأَتى الصَّفَا، فطافَ بالصَّفَا والمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَطْوَافٍ، ثُمَّ لَمْ يَحِل مِنْ شيءٍ حَرُم مِنْهُ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ وَنَحَرَ هَدْيَهُ يَوْمَ النَّحْرِ وأَفاضَ، فطافَ بالبَيْتِ، ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شيءٍ حَرُمَ مِنْهُ، وفعَلَ مِثْلَ ما فعلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَنْ ساقَ الهَديَ مِنَ النَّاسِ" (¬1). 1844 - وعن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "هذِهِ عُمْرَةٌ اسْتَمْتَعْنَا بِها، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ الهَدْيُ فَلْيَحِلَّ الحِلَّ كُلَّهُ، فإنَّ العُمْرَةَ قَدْ دَخَلَتْ في الحَجِّ إلى يَوْمِ القِيامَةِ" (¬2). 4 - باب دخول مكة والطواف مِنَ الصِّحَاحِ: 1845 - قال نافِع: "إنَّ ابْنَ عُمَرَ رضيَ اللَّه عنهُما كانَ لا يَقْدَمُ مَكَّةَ إلَّا باتَ بذِي طُّوى حتَّى يُصْبحَ ويَغْتَسِلَ، ويَدْخُلُ مَكَّةَ نهارًا، وإذا نَفَر [مِنْهَا] (¬3) مَرَّ بذِي طُوًى وباتَ بها يُصْبحَ، وَيذْكُرُ أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 539، كتاب الحج (25)، باب من ساق البُدْن معه (104)، الحديث (1691)، ومسلم في الصحيح 2/ 901، كتاب الحج (15)، باب وجوب الدم على المتمتع (24)، الحديث (174/ 1227). وخبَّ: أي رمل. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 911، كتاب الحج (15)، باب جواز العمرة في أشهر الحج (31)، الحديث (203/ 1241). وقد خلا هذا الباب من الحسان. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري ومسلم.

وسلم كانَ يفعلُ [مِثْلَ] (¬1) ذلك" (¬2). 1846 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لمَّا جَاءَ إلى مَكَّةَ دَخَلَها مِنْ أَعْلَاها وخَرجَ مِنْ أَسْفَلِهَا" (¬3). 1847 - وقال عُرْوَةُ بن الزُّبَيْر: "قَدْ حَجَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فأَخْبَرَتِني عائشةُ رضي اللَّه عنها أنَّ أَوَّلَ شيءٍ بدأَ بِهِ حينَ قَدِمَ أَنَّهُ توضَّأَ، ثُمَّ طافَ بالبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَة. ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ رضي اللَّه عنهُ فكانَ أَوَّلَ شيءٍ بدأَ بِهِ الطَّوافُ بالبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمرَةٌ. ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ مِثْلُ ذلك" (¬4). 1848 - وقال ابن عمر: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا طَافَ في الحَجِّ أو العُمْرَةِ أَوَّلَ ما يَقْدَمُ سَعَى ثلاثةَ أَطْوافٍ ومشَى أَرْبَعَةً، ثُمَّ ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا في لفظ البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 435، كتاب الحج (25)، باب الاغتسال عند دخول مكة (38)، الحديث (1573)، ومسلم في الصحيح 2/ 919، كتاب الحج (15)، باب استحباب المبيت بذي طوى عند إرادة دخول مكة. . . (38)، الحديث (227/ 1259). وأما قوله: "وإذا نفر منها. . . " فهو عند البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في المصدر السابق 3/ 592 - 593، باب من نزل بذي طوى إذا رجع من مكة (149)، الحديث (1769). و (ذو طوى): موضع عند مكة في طريق أهل المدينة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 437، كتاب الحج (25)، باب من أين يخرج من مكة (41)، الحديث (1577)، ومسلم في الصحيح 2/ 918، كتاب الحج (15)، باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا. . . (37)، الحديث (224/ 1258). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 30/ 496، كتاب الحج (25)، باب الطواف على وضوء (78)، الحديث (1641)، ومسلم في الصحيح 2/ 906 - 907، كتاب الحج (15)، باب ما يلزم من طاف بالبيت وسعى (29)، الحديث (190/ 1235).

سَجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بينَ الصَّفَا والمَرْوَةِ" (¬1). 1849 - وقال: "رَمَلَ رَسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِنَ الحَجَرِ إلى الحَجَرِ ثلاثًا، ومَشى أَرْبَعًا. وكانَ يَسْعَى بَطْنَ المَسِيلِ إذا طَافَ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ" (¬2). 1850 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "إنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتَى الحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ مَشَى على يمينهِ فرَمَلَ ثَلاثًا ومشَى أَرْبَعًا" (¬3). 1851 - و"سُئِلَ ابن عمر عَنْ اسْتِلاَمِ الحَجَر فَاسْتَلَمَهُ، وقال: رأَيْتُ نَبِيَّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ ويُقَبِّلُهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 477، كتاب الحج (25)، باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة (63)، الحديث (1616)، ومسلم في الصحيح 2/ 920، كتاب الحج (15)، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة (39)، الحديث (231/ 1261). (¬2) القسم الأول من الحديث إلى قوله: ". . . ومشى أربعًا" أخرجه مسلم عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 2/ 921، كتاب الحج (15)، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة (39)، الحديث (233/ 1262). والقسم الثاني متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 477، كتاب الحج (25)، باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة (63)، الحديث (1617)، ومسلم في المصدر السابق 2/ 920، الحديث (230/ 1261). وبطن المسيل: اسم موضع بين الصفا والمروة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 893، كتاب الحج (15)، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (20)، الحديث (150/ 1218). (¬4) أخرجه البخاري من رواية الزُّبَيْر بن عربي في الصحيح 3/ 475، كتاب الحج (25)، باب تقبيل الحجر (60)، الحديث (1611). والزبير بن عربي النمري، أبو سلمة البصري، ليس به بأس (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 1/ 259، الترجمة (27)).

1852 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "لَمْ أَرَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَسْتَلِمُ مِنَ البَيْتِ إلَّا الرُّكْنَيْن اليَمَانِيَّيْنِ" (¬1). 1853 - وقال ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما: "طافَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في حَجَّةِ الوَدَاعِ على بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بمِحْجَنٍ" (¬2). 1854 - وعنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم طَافَ بالبَيْتِ على بَعِيرٍ كُلَّمَا أَتَى على الرُّكْنِ أَشَارَ [إليهِ] (¬3) بشيءٍ في يَدِهِ وكَبَّرَ" (¬4). 1855 - وعن أبي الطُّفَيْل أنَّه قال: "رَأَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَطُوفُ بالبَيْتِ ويَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ ويُقَبِّلُ المِحْجَنَ" (¬5). 1856 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "خَرَجْنَا مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم لا نَذْكُرُ إلَّا الحَجَّ فلمَّا كُنَّا بِسَرِفَ طَمِثْتُ، فَدَخَلَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وأَنا أَبْكِي فقالَ: لَعَلَّكِ نُفِسْتِ؟ قلتُ: نعم. قال: فإنَّ ذلكَ شيءٌ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 473، كتاب الحج (25)، باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين (59)، الحديث (1609)، ومسلم في الصحيح 2/ 924، كتاب الحج (15)، باب استحباب استلام الركنين اليمانيين في الطواف (40)، الحديث (242/ 1267). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 472 - 473، كتاب الحج (25)، باب استلام الركن بالمحجن (57)، الحديث (1607)، ومسلم في الصحيح 2/ 926، كتاب الحج (15)، باب جواز الطواف على بعير وغيره (42)، الحديث (253/ 1272). والمحجن: عصا محنية الرأس، والحجن: الاعوجاج. (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 473). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة، وهي عند البخاري. (¬4) أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في الصحيح 3/ 490، كتاب الحج (25)، باب المريض يطوف راكبًا (74)، الحديث (1632). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 927، كتاب الحج (15)، باب جواز الطواف على بعير وغيره (42)، الحديث (257/ 1275).

كَتَبَهُ اللَّه على بَنَاتِ آدَمَ، فافْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غَيْرَ أنْ لا تَطُوفِي بالبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي" (¬1). 1857 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ رضي اللَّه عنه في الحَجَّةِ التي أَمَّرَهُ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عَلَيهَا قبْلَ حَجَّةِ الوَداعِ يَوْمَ النَّحْرِ في رَهطٍ يُؤَذِّنُ في النَّاسِ: أَلا لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولا يَطوف بالبَيْتِ عُرْيانٌ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1858 - "سُئِلَ جابر رضي اللَّه عنه عَنِ الرَّجُلِ يَرى البَيْتَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، قال: قد حَجَجْنَا معَ رَسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَلَمْ نَكُنْ نَفْعَلُهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 400، كتاب الحيض (6)، باب كيف كان بدء الحيض (1)، الحديث (294)، وفي 1/ 407، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت (7)، الحديث (305)؛ ومسلم في المحح 2/ 873 - 874، كتاب الحج (15)، باب بيان وجوه الإِحرام. . . (17)، الحديث (119/ 1211) و (120/ 1211). وسَرِف: ما بين مكة والمدينة بقرب مكة على أميال منها. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 477 - 478، كتاب الصلاة (8)، باب ما يستر من العورة (10)، الحديث (369)، وفي 3/ 483، كتاب الحج (25)، باب لا يطوف بالبيت عُريان، ولا يحج مشرك (67)، الحديث (1622)، ومسلم في الصحيح 2/ 982، كتاب الحج (15)، باب لا يحج البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان (78)، الحديث (435/ 1347). و (الرهط): عشيرة الرجل وأهله. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 437، كتاب المناسك (5)، باب في رفع اليدين إذا رأى البيت (46)، الحديث (1870)؛ والترمذي في السنن 3/ 210، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في كراهية رفع اليدين عند رؤية البيت (32)، الحديث (855)، ولفظه: ". . . فكُنَّا نَفْعَلهُ" وقال الترمذي: (إنما نعرفه من حديث شعبة). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 212، كتاب مناسك الحج (24)، باب ترك رفع اليدين عند رؤية البيت (122)؛ وابن خزيمة في صحيحه 4/ 209 - 210، كتاب المناسك، باب كراهة رفع اليدين عند رؤية البيت (613)، الحديث (2704). وراوي الحديث: مهاجر المكي.

1859 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فدخلَ مَكَّةَ، فأَقْبَلَ إلى الحَجَرِ فاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طافَ بالبَيْتِ ثُمَّ أَتَى الصَّفَا فَعَلاهُ حتَّى ينْظُرَ إلى البَيْتِ، فرفعَ يَدَيْهِ فجعَلَ يذكُرُ اللَّه ما شاءَ ويدعُو" (¬1). 1860 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الطَّوَافُ حَوْلَ البَيْتِ مِثْلُ الصَّلاةِ إلَّا أَنَّكمْ تَتَكَلَّمُونَ فيهِ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فيهِ فلا يَتَكَلَّمَن إلَّا بِخَيْرٍ" (¬2) ووقفه الأكثرون على ابن عباس. 1861 - وعن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "نَزَلَ الحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ وهُوَ أَشَدُّ بَياضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطايَا بَنِي آدَمَ" (¬3) (صحيح). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 438، كتاب المناسك (5)، باب في رفع اليد إذا رأى البيت (46)، الحديث (1872)، وأخرجه مسلم بنحوه في حديث طويل في الصحيح 3/ 1406 - 1407، كتاب الجهاد (32)، باب فتح مكة (31)، الحديث (84/ 1780). (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 44، كتاب المناسك، باب الكلام في الطواف، والترمذي في السنن 3/ 293، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الكلام في الطواف (112)، الحديث (960)، وقال: (وقد رُوي هذا الحديث عن ابن طاوس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفًا)، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 222، كتاب المناسك، باب الرخصة في التكلم بالخير في الطواف (643)، الحديث (2739)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 247، كتاب الحج (9)، باب ما جاء في الطواف (19)، الحديث (998)، والحاكم في المستدرك 1/ 459، كتاب المناسك، باب أن الطواف مثل الصلاة، وقال: (صحيح الإسناد، وقد أوقفه جماعة) وأقرّه الذهبي، وأخرجه البيهقي مرفوعًا وموقوفًا على ابن عباس في السنن الكبرى 5/ 87، كتاب الحج، باب الطواف على الطهارة. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 307، 329، 373، والترمذي في السنن 3/ 226، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود (49)، الحديث (877)، وقال: =

1862 - وعنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الحَجَرِ: "واللَّه لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّه يَوْمَ القِيامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا ولسانٌ يَنْطِقُ به، يَشْهَدُ على مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ" (¬1). 1863 - وعن عبد اللَّه بن عمرو (¬2) رضي اللَّه عنهما أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ الرُّكْنَ والمَقَامَ ياقُوتَتَانِ مِنْ ياقُوتِ الجَنَّةِ طَمَسَ اللَّه نُورَهُمَا، ولَوْ لَمْ يَطْمِسْ لَأَضَاءَا مَا بين المَشْرِقِ والمَغْرِبِ" (¬3). ¬

_ = (حديث حسن صحيح) واللفظ له، وأخرجه النسائي مختصرًا في المجتبى من السنن 5/ 226، كتاب مناسك الحج (24)، باب ذكر الحجر الأسود (145)، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 219 - 220، كتاب المناسك، باب ذكر العلة التي من سببها اسودّ الحجر (637)، الحديث (2733). (¬1) أخرجه عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما، أحمد في المسند 1/ 291، 307، 371، والدارمي في السنن 2/ 42، كتاب المناسك، باب الفضل في استلام الحجر، والترمذي في السنن 3/ 294، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الحجر الأسود (113)، الحديث (961)، وقال: (حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 982، كتاب المناسك (25)، باب استلام الحجر (27)، الحديث (2944)، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 220، كتاب المناسك، باب ذكر صفة الحجر يوم القيامة (639)، الحديث (2735)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 248، كتاب الحج (9)، باب ما جاء في الحجر الأسود والمقام (20)، الحديث (1005)، والحاكم في المستدرك 1/ 457، كتاب المناسك، باب الحجر الأسود، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 75، كتاب الحج، باب ما ورد في الحجر الأسود والمقام. واللفظ للترمذي. (¬2) تصحّف في الأصل المخطوط وفي المطبوعة إلى: (ابن عمر) والصواب ما أثبتناه كما عند أصحاب الأصول. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 213 - 214، والترمذي في السنن 3/ 226، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود (49)، الحديث (878)، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 219، كتاب المناسك، باب صفة الركن والمقام. . . (636)، الحديث (2731)، والحاكم في المستدرك 1/ 456، كتاب المناسك، باب الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، وقال: (تفرد به أيوب بن سويد)، قال الذهبي: (ضعفه أحمد)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 75، كتاب الحج، باب ما ورد في الحجر الأسود =

1864 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّهُ كانَ يُزَاحِمُ على الرُّكْنَيْنِ، وقال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: إنَّ مَسْحَهُمَا كَفَارَةٌ لِلخَطايَا. وسَمِعَتْهُ يقولُ: مَنْ طافَ بهذا البيتِ أُسْبوعًا يُحْصِيهِ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ. وما وَضَعَ رَجُلٌ قَدَمًا ولا رَفَعَهَا إلَّا كَتَبَ اللَّه لَهُ بها حَسَنَةً ومَحَا عَنْهُ بِهَا سَيئَةً ورَفَع لَهُ بها دَرَجَةً" (¬1). 1865 - عن عبد اللَّه بن السَّائب "أنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ فيما بينَ رُكْنِ بَنِي جُمَح والرُّكْنِ الأَسْوَد: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 5/ 29، كتاب الحج، باب الطواف واستلام الحجر، الحديث (8877)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 3، 11، 89، 95، والترمذي في السنن 3/ 292، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في استلام الركنين (111)، الحديث (959)، وقال: (هذا حديث حسن)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 221، كتاب مناسك الحج (24)، باب ذكر الفضل في الطواف بالبيت (134)، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 218، كتاب المناسك، باب فضل استلام الركنين (635)، الحديث (2729)، وفي 4/ 227 - 228، باب فضل الطواف بالبيت (651)، الحديث (2753)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 247، كتاب الحج (9)، باب ما جاء في الطواف (19)، الحديث (1000)، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 80، كتاب الحج، باب استحباب الاستلام في كل طوفة. (¬2) سورة البقرة (2)، الآية (201). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم 2/ 172 - 173، كتاب الحج، باب القول في الطواف، وعبد الرزاق في المصنف 5/ 50 - 51، كتاب الحج، باب الذكر في الطواف، الحديث (8963)، وأحمد في المسند 3/ 411، وأبو داود في السنن 2/ 448 - 449، كتاب المناسك (5)، باب الدعاء في الطواف (52)، الحديث (1892)، والنسائي في "السنن الكبرى" على ما ذكره المزي في تحفة الأشراف 4/ 347، الحديث (5316)، وابن حبان في "صحيحه"، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 247، كتاب الحج (9)، باب ما جاء في الطواف (19)، الحديث (1001)، والحاكم في المستدرك 1/ 455، كتاب المناسك، باب الدعاء بين الركنين، وقال: (صحيح على شرط مسلم)، وأقره الذهبي، =

1866 - عن صفيَّةَ بنت شَيْبَة (¬1) قالت: أخْبَرَتْنِي بِنْتُ أَبي تَجْراة (¬2) قالت: "دَخَلْتُ مع نِسْوةٍ مِنْ قُرَيْش دارَ آلِ أبي حُسَيْنٍ نَنْظُرُ إلى رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو يسعى بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ، فَرَأيْتُهُ يَسْعَى وإِنَّ مِئْزَرَهُ لَيَدُورُ مِنْ شِدَّةِ السَّعِي، وسَمِعْتُهُ يقولُ: اسْعَوْا، فإنَّ اللَّه كَتبَ عَلَيْكمُ السَّعْيَ" (¬3). 1867 - وعن قُدَامَة بن عبد اللَّه بن عمَّار أنَّه قال: "رَأيْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم (¬4) يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ على بَعِيرٍ، لا ضَرْبَ ولا طَرْدَ، ولا إلَيْكَ إليْكَ" (¬5). ¬

_ = والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 84، كتاب الحج، باب القول في الطواف، واللفظ للشافعي وأحمد. (¬1) ذكرها الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 348 وقال: (مختلف في صحبتها، وأبعد من قال لا رؤية لها). (¬2) اسمها حبيبة وهي صحابية، ذكرها الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 269. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم 2/ 210 - 211، كتاب الحج، باب الخروج إلى الصفا وأحمد في المسند 6/ 421، وابت خزيمة في صحيحه 4/ 232 - 233، كتاب المناسك، باب أن السعي بين الصفا والمروة واجب (660)، الحديث (2764)، والطبراني في المعجم الكبير 24/ 323، الحديث (813)، والدارقطني في السنن 2/ 256، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (87) و (88)، والحاكم في المستدرك 4/ 70، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر حبيبة بنت أبي تجراة رضي اللَّه عنها، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 98، كتاب الحج، باب وجوب الطواف بين الصفا والمروة. (¬4) في المطبوعة زيادة (وهو) وليست عند البيهقي. (¬5) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 101، كتاب الحج، باب الطواف راكبًا، وقال عقبه (ورواه جماعة عن أيمن فقالوا في الحديث: "يرمي الجمرة يوم النحر" ويحتمل أن يكونا صحيحين)، وأخرجه البغوي بإسناده بهذا اللفظ في شرح السنة 7/ 142، كتاب الحج، باب السعي بين الصفا والمروة، الحديث (1922). وأخرجه بلفظ آخر قال: "رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يرمي جمرة العقبة على ناقته الصهباء، ليس ضرب ولا طرد، وليس قيل إليك إليك" ويأتي برقم (1896). قوله: (اليك إليك): ابعد.

5 - باب الوقوف بعرفة

1868 - عن ابن يَعْلَى (¬1) عن أبيه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم طَافَ بالبَيْتِ مُضْطَبِعًا بِبُرْدٍ أَخْضَرَ" (¬2). 1869 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأصحابهُ اعْتَمَرُوا مِنَ الجِعْرانة فَرَمَلُوا بالبَيْتِ ثلاثًا، وجَعَلُوا أَرْدِيَتَهُمْ تحتَ آباطِهِمْ، ثُمَّ قَذَفُوهَا على عَواتِقِهِمْ اليُسْرَى" (¬3). 5 - باب الوقوف بعرفة مِنَ الصِّحَاحِ: 1870 - عن محمد بن أبي بَكْر الثَّقَفِي: "أنَّهُ سألَ أَنَس بن مالِك رضي اللَّه عنه، وهُما غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إلى عَرَفَةَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ في هذا اليَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقال: كانَ يُهِلُّ مِنَّا المُهِلُّ فلا يُنْكَرُ عليهِ، ويُكَبِّرُ المُكَبِّرُ مِنَّا فلا يُنْكَرُ عَلَيْهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) تصحّف في الأصل المطبوع إلى: (أبي يعلى). والصواب: ابن يعلى، وهو: صفوان بن يعلى بن أمية التميمي (الحافظ ابن حجر، تهذيب التهذيب 4/ 432، الترجمة (748)). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 223، 224، والدارمي في السنن 2/ 43، كتاب المناسك، باب الاضطباع في الرمل، وأبو داود في السنن 2/ 443 - 444، كتاب المناسك (5)، باب الاضطباع في الطواف (50)، الحديث (1883)، والترمذي في السنن 3/ 214، كتاب الحج (7) , باب ما جاء أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طاف مضطبعًا (36)، الحديث (859)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 984، كتاب المناسك (25)، باب الاضطباع (30)، الحديث (2954). والاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت الابط الأيمن ويلقي طرفيه على كتفه الأيسر من جهتي صدره وظهره. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 306، 371، وأبو داود في السنن 2/ 444، كتاب المناسك (5)، باب الاضطباع في الطواف (50)، الحديث (1884)، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 79، كتاب الحج، باب الاضطباع للطواف. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 510، كتاب الحج (25)، باب التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفة (86)، الحديث (1659)، ومسلم في الصحيح 2/ 933، كتاب الحج (15)، باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات (46)، الحديث (274/ 1285)، ومحمد بن أبي بكر الثقفي تابعي.

1871 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "نَحَرْتُ ها هنا، ومِنًى كُلُّها مَنْحَرٌ، فاَنْحَرُوا في رِحَالِكُمْ، ووَقَفْتُ هَا هُنَا، وعَرَفَةُ كُلُّها مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَا هُنَا، وجَمْعٌ كُلُّها مَوْقِفٌ" (¬1). 1872 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَا مِنْ يَوْم أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّه فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَة، وإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُباهِي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هُؤلَاءِ؟ " (¬2). مِنَ الحِسَان: 1873 - عن عمرو بن عبد اللَّه بن صَفوان (¬3) عن خال له يُقال له يزيد بن شَيْبَان (¬4) أنَّه قال: "كُنَّا في مَوْقفٍ لنا بعَرَفَةَ يُباعِدُهُ عَمْرو مِنْ مَوْقفِ الإمامِ جِدًا، فأَتَانَا ابن مِربَع الأنصارِيِّ فقال: إنِّي رسُولُ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إِلَيْكُمْ، يقولُ لَكُمْ: قفوا على مشاعِرِكُمْ، فإنَّكُمْ على إرْثٍ مِنْ إِرْثِ أَبيكُمْ إبراهيمَ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 893، كتاب الحج (15)، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (20)، الحديث (149/ 1218). و (جمعٌ): المزدلفة. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 982 - 983، كتاب الحج (15)، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (79)، الحديث (436/ 1348). (¬3) أي الجمحي القرشي من التابعين (القاري، المرقاة 2173)، قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 73: (صدوق شريف). (¬4) هو يزيد بن شيبان الأزدي، صحابي (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 2/ 366، الترجمة (269)). (¬5) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 1/ 354، كتاب الحج، باب فيما يلزم الحاج، الحديث (915)، أبو داود في السنن 2/ 469 - 470، كتاب المناسك (5)، باب موضع الوقوف بعرفة (63)، الحديث (1919)، والترمذي في السنن 3/ 230، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الوقوف بعرفات (53)، الحديث (883): وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 255، كتاب مناسك الحج (24)، باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة (202)، وابن ماجه في السنن 2/ 1001 - 1002، كتاب =

1874 - عن جابر [بن عبد اللَّه] (¬1) رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وكُلُّ مِنًى مَنْحَر، وكُلُّ مُزْدَلِفَة مَوْقِفٌ، وكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَر" (¬2). 1875 - عن خالد بن هَوْذَة (¬3) أنّه قال: "رَأَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ يومَ عَرَفَةَ على بَعِيرٍ قائمًا في الرِّكابَيْنِ" (¬4). 1876 - عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وخَيْرُ ما قُلْتُ أَنَا والنَّبِيُّونَ من قَبْلِي: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وهُوَ على كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ" (¬5). ¬

_ = المناسك (25)، باب الموقف بعرفات (55)، الحديث (3011)، والحاكم في المستدرك 1/ 462، كتاب المناسك، باب الوقوف بعرفات، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 326، والدارمي في السنن 2/ 56 - 57، كتاب المناسك، باب عرفة كلها موقف، وأبو داود في السنن 2/ 478 - 479، كتاب المناسك (5)، باب الصلاة بجمع (65)، الحديث (1937)، وابن ماجه في السنن 2/ 1013، كتاب المناسك (25)، باب الذبح (73)، الحديث (3048). (¬3) قال الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 412، الترجمة (2200): ذكره في حديث ابنه العدَّاء، فروى البارودي من طريق عبد المجيد أبي عمرو عن العداء بن خالد قال: "خرجت مع أبي فرأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب. . . " وقال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء: أسلم العداء وأخوه حرملة وأبوهما، وكانا سيدي قومهما، وبعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى خزاعة يبشرهم بإسلامهما. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 469، كتاب المناسك (5)، باب الخطبة علىِ المنبر بعرفة (62)، الحديث (1917)، وأخرجه أحمد من رواية العذاء بن خالد بن هَوْذة رضي اللَّه عنهما، في المسند 5/ 30. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 572، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء يوم عرفة (123)، الحديث (3585).

1877 - وعن طَلْحَةَ بن عُبَيْد اللَّه بن كَرِيز رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ما رُويَ الشَّيْطانُ يَوْمًا هو فيهِ أَصغرُ، ولا أَدْحَرُ ولا أَحْقَرُ ولا أَغْيَظُ منهُ يومَ عَرَفَةَ، وما ذاكَ إلَّا لما يَرَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وتَجَاوُزِ اللَّه تعالَى عنِ الذُّنُوبِ العِظامِ، إلَّا ما كانَ مِنْ يَوْمِ بَدْرٍ، فقيلَ: وما رَأَى مِنْ يَوْمِ بَدْرٍ؟ فقال: إنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ وهو يَزَعُ الملائِكَةَ" (¬1) (مرسل) (¬2). 1878 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا كانَ يومُ عَرَفَةَ فَإِنَّ اللَّه يَنْزِلُ إلى السَّماءِ الدُّنْيَا فيبَاهِي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقول: انْظُرُوا إلى عِبَادِي، أَتَوْني شُعْثًا غُبْرًا ضَاجِّينَ (¬3) مِنْ كُل فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكم أَني قَدْ غَفَرْت لَهُمْ فتقُولُ الملائِكَةُ: يا رب فُلانٌ كانَ يُرهَّقُ (¬4)، وفُلانٌ وفُلانةٌ، قال: يقولُ اللَّه عَزَّ وجلَّ: قَدْ غَفَرْتُ لهُمْ. قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: فَمَا مِنْ يَوْمٍ أكثر عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَومِ عَرَفَةَ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 422، كتاب الحج (20)، باب جامع الحج (81)، الحديث (245)، وعبد الرزاق في المصنف 5/ 17 - 18، كتاب المناسك، باب فضل الحج، الحديث (8832). أدحر: اسم تفضيل من الدحر وهو الطرد والإبعاد، ويزع الملائكة: أي يرتبهم ويسويهم ويكفهم عن الانتشار ويصفهم للحرب. (¬2) قوله: (مرسل) لأن طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز تابعي، فروايته عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلة. وقد ترجم له ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 379، الترجمة (35) وقال: ثقة. (¬3) ضاجِّين: بتشديد الجيم من ضج إذا رفع صوته، أي رافعين أصواتهم بالتلبية، وفي نسخة بتخفيف الحاء المهملة، أي بارزين للشمس (القاري، المرقاة 3/ 219). (¬4) يرهق: بتشديد الهاء وفتحه، ويخفف، أي يتهم بالسوء وينسب إلى غشيان المحارم (القاري، المرقاة 3/ 219). (¬5) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 263، كتاب المناسك، باب تباهي اللَّه أهل السماء بأهل عرفات (714)، الحديث (2840). وابن حبان في صحيحه، ص 248، كتاب =

6 - باب الدفع من عرفة والمزدلفة

6 - باب الدفع من عرفة والمزدلفة مِنَ الصِّحَاحِ: 1879 - عن هشام بن عُروة عن أبيه أنه قال: "سُئِلَ أُسامةُ: كيفَ كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يسيرُ في حَجَّةِ الوَداعِ حينَ دَفَعَ (¬1)؟ قال: كانَ يسيرُ العَنَقَ، فإذا وجدَ فَجْوَةٌ نَصَّ" (¬2). 1880 - عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما: "أنَّه دَفَع مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يومَ عرَفَةَ، فَسَمِعَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وراءَهُ زَجْرًا شديدًا وضَرْبًا للإبِلِ، فأشَارَ بسَوْطِهِ إلَيْهِمْ وقال: يا أَيُّها النَّاسُ عَلَيْكُمْ بالسَّكِينَةِ، فإنَّ البِرَّ لَيْسَ بالإيضاعِ" (¬3). 1881 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أَنَّ أُسامَةَ بن زَيْدٍ كَانَ رِدْفَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ عَرَفَة إلى المُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الفَضْلَ مِنَ ¬

_ = الحج (9)، باب ما جاء في الوقوف بعرفة والمزدلفة (21)، الحديث (1006)، والبزار في "مسنده" أورده الهيثمي في كشف الأستار 2/ 82، كتاب الحج، باب في أيام العشر، الحديث (1128). وأخرجه أبو يعلى في مسنده 4/ 69 - 70، في مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه الحديث (325/ 2090). وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 5/ 71، كتاب الحج والعمرة، باب في فضائل يوم عرفة، الحديث (12102) لابن أبي الدنيا في "فضل عشر ذي الحجة" وقاسم بن أصبغ في "مسنده". (¬1) في المطبوعة (يدفع) والتصويب من البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 518، كتاب الحج (25)، باب السير إذا دفع من عرفة (92)، الحديث (1666) وزاد: (قال هشام: والنَّصُّ فوق العَنق) وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 936، كتاب الحج (15)، باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة. . . (47)، الحديث (283). والعَنَق: هو السير الذي بين الإبطاء والإسراع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 518). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 523، كتاب الحج (25)، باب أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالسكينة عند الإفاضة وإشارته إليهم بالسوط (94)، الحديث (1671). والإيضاع: أي السير السريع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 523).

المُزْدَلِفَة إلى مِنًى، فكِلاهُما قالا (¬1): لَمْ يَزَلِ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُلَبِّي حتَّى رمى جَمْرَةَ العَقَبِةَ" (¬2). 1882 - عن ابن عمر أنه قال: "جَمَعَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم المغربَ والعِشاءَ بجَمْع، كُلُّ واحدةٍ منهُمَا بإقامةٍ ولَمْ يسبِّحْ بينَهُمَا، ولا على إثْرِ كلِّ واحدةٍ مِنْهُمَا" (¬3). 1883 - قال عبد اللَّه بن مسعود: "ما رَأَيْت رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صَلَّى صَلاةً إلَّا لِميقاتِهَا إلَّا صلاتَيْنِ: صلاةَ المغرِبِ والعِشاءِ بِجَمْعٍ، وصَلَّى الفَجْرَ يومئذٍ قَبْلَ مِيقاتِهَا" (¬4). 1884 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أَنا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لَيْلَةَ المُزْدَلِفَةِ في ضَعَفَةِ أهلِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (قال)، قال القاري في المرقاة 3/ 222، الضمير راجع للفظ، فإنه مفرد لفظًا ومثنى معنى، وهوْ أفصح من أن يقال: فكلاهما قالا، قال تعالى: {كِلْتَا الجَنَّتَيْن آتَتْ أُكُلَهَا} [الكهف (18) الآية (33)]، أو المعنى كل واحد منهما قال. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 532، كتاب الحج (25)، باب التلبية والتكبير غداة النحر. . . (101)، الحديث (1686). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 523، كتاب الحج (25)، باب من جمع بينهما ولم يتطوع (96)، الحديث (1673). وجَمْع: بفتح الجيم وسكون الميم أي المزْدَلِفة، وسميت جمعًا لأن آدم اجتمع فيها مع حواء، وازدلف إليها أي دنا منها، وروي عن قتادة أنها سميت جمعًا لأنها يجمع فيها بين الصلاتين، وقيل وصفت بفعل أهلها لأنهم يجتمعون بها ويزدلفون إلى اللَّه أي يتقربون إليه بالوقوف فيها (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 523). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 530، كتاب الحج (25)، باب متى يصلي الفجر بجمع (99)، الحديث (1682). ومسلم في الصحيح 2/ 938، كتاب الحج (15)، باب استحباب زيادة التغليس بصلاة الصبح يوم النحر بالمزدلفة (48)، الحديث (292/ 1289). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 526، كتاب الحج (25)، باب من أذن =

1885 - وعن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما، عن الفَضْلِ بن عبّاس، وكانَ رَديفَ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، "أَنَّهُ قال في عَشِيَّةِ عَرَفَةَ وغَداةِ جَمْعٍ للنَّاسِ حينَ دَفَعُوا: عَلَيْكُمْ بالسَّكِينَةِ. وهو كَافٌ ناقَتَهُ حَتَّى دَخَلَ مُحَسرًا، وهو مِنْ مِنًى قال: عَلَيْكُمْ بحَصَى الخَذْفِ الذي يُرمَى بِهِ الجَمْرَةُ. [وقال: لَمْ يَزَلْ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبة] (¬1) " (¬2). 1886 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنه قال: "أفاضَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ وعلَيْهِ السَّكينةُ [والوَقار] (¬3)، وأَمَرَهُمْ بالسَّكِينَةِ وأَوْضَعَ في وادي مُحَسِّر، وأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُوا [الجَمْرَةَ] (3) بمثلِ حَصَى الخَذْفِ، وقال: لَعَلِّي لا أَرَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذا" (¬4). ¬

_ = وأقام لكل واحدة منهما (97)، الحديث (1678)، ومسلم في الصحيح 2/ 941، كتاب الحج (15)، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن. . . (49)، الحديث (301/ 1293) واللفظ للبخاري. (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وهي عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 931 - 932، كتاب الحج (15)، باب استحباب إدامة الحاج التلبية. . . (45)، الحديث (268/ 1282). قوله: "محسرًا وهو من منى" أي موضع قريب من منى. وقوله: "بحصى الخذف" أي: يمكن أن يخذف بالخذف وهو قدر الباقلاء تقريبًا. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند أبي داود والترمذي. (¬4) هذا الحديث ذكره المصنف في الصحاح وليس موجودًا بهذا السياق في أحد الصحيحين. لكن أخرجه أحمد في المسند 3/ 332، 367، 391، والدارمي في السنن 2/ 62، كتاب المناسك، باب في الرمي بمثل حصى الخذف. وأبو داود في السنن 2/ 482، كتاب المناسك (5)، باب التعجيل من جَمْع (66)، الحديث (1944)، والترمذي في السنن 3/ 234، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الإفاضة من عرفات (55)، الحديث (886)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 258، كتاب مناسك الحج (24)، باب الأمر بالسكينة في الإفاضة من =

مِنَ الحِسَان: 1887 - عن محمد بن قَيْس بن مَخْرَمَة (¬1) أنه قال: "خَطَبَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنَّ أَهلَ الجاهِليَّة كانُوا يَدْفَعُونَ مِنْ عَرفةَ حينَ تكون الشَّمْسُ كأنَّها عَمائِمُ الرِّجالِ في وجوهِهِمْ قبلَ أنْ تغرُبَ، ومِنَ المُزْدَلِفَةِ بعدَ أنْ تَطْلعِ الشَّمْسُ حينَ تكون كأنَّها عَمائِمُ الرجالِ في وجُوهِهِمْ، وإنَّا لا نَدْفَعُ مِنْ عَرَفةَ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، ونَدْفَعُ مِنَ المُزْدَلِفَةِ قبلَ أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ، هَدْيُنا مُخالِفٌ لِهَدْي أَهْلِ الْأَوْثانِ والشِّرْكِ" (¬2). ¬

_ = عرفة (205)، وابن ماجه في السنن 2/ 1006، كتاب المناسك (25)، باب الوقوف بجمع (61)، الحديث (3023)، وقد روى مسلم في الصحيح 2/ 943، كتاب الحج (15)، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا (51)، الحديث (310/ 1297) عن جابر قال: "رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يرمي على راحلته يوم النحر ويقول: لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجَّتي هذه"، وفي المصدر نفسه 2/ 944، باب استحباب كون حصى الجمار بقدر حصى الخذف (52)، الحديث (313/ 1299)، بلفظ: "رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رمى الجمرة بمثل حصى الخذف". (¬1) ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/ 412، الترجمة (674) وقال: (روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، وعن أبي هريرة وعائشة، وعن أمه عن عائشة، قال أبو داود: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكر العسكري أنه أدرك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو صغير)، وقال القاري في مرقاة المفاتح شرح مشكاة المصابيح 3/ 224، (ذكره المؤلف -أي الخطيب التبريزي- في التابعين فالحديث مرسل). (¬2) أخرجه من رواية محمد بن قيس بن مخرمة: الشافعي في ترتيب المسند 1/ 355، كتاب الحج، باب فيما يلزم الحاج، الحديث (916) و (917)، وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 7 - 8، كتاب الحج، باب في وقت الإفاضة من عرفة. والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 125، كتاب الحج، باب الدفع من المزدلفة قبل طلوع الشمس، ومن روايته عن المسور بن مخرمة رضي اللَّه عنه أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 24 - 25، الحديث (28)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 255، كتاب الحج، باب الدفع من عرفة والمزدلفة: (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 277، كتاب التفسير، باب هدينا مخالف لهديهم، وفي 3/ 523 - 524، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر المسور بن مخرمة الزهري رضي اللَّه عنه، وقال: =

1888 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "قَدَّمَنا رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لَيْلَةَ المُزدَلِفَةِ أُغَيْلِمَةَ بَني عَبْدِ المُطَّلِبِ على حُمُراتٍ فجعلَ يَلْطَحُ أَفخاذَنا ويقول: أُبَيْنيَّ لا تَرْمُوا الجَمْرَةَ حتَّى تَطلُعَ الشَّمْسُ" (¬1). 1889 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت: "أرسَلَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بأُمِّ سَلَمَةَ ليلةَ النَّحْرِ فَرَمَتْ الجَمْرَةَ قَبْلَ الفَجْرِ، ثمَّ مَضَتْ فأَفاضَتْ، وكان ذلكَ اليومُ اليومَ الذي يكونُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عِنْدَها" (¬2). 1890 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "يُلَبِّي المُعْتَمِرُ حتَّى يَفْتتِحَ الطَّوافَ" (¬3) ويُروى "حتَّى يَسْتَلِمَ الحَجَرَ" (¬4) ورفعه بعضهم. ¬

_ = (حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، قد صح وثبت بما ذكرته سماع المسور بن مخرمة من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في المصدر السابق، قال النووي في المجموع 8/ 128، كتاب الحج، باب صفة الحج والعمرة: (وأما حديث المسور بن مخرمة فرواه البيهقي بمعناه بإسناد جيد). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 326، وأبو داود في السنن 2/ 480، كتاب المناسك (5)، باب التعجيل من جَمْع (66)، الحديث (1940)، وقال: (اللطح: الضرب اللين)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 270 - 272، كتاب مناسك الحج (24)، باب النهي عن رمي جرة العقبة قبل طلوع الشمس (222)، وابن ماجه في السنن 2/ 1007، كتاب المناسك (25)، باب من تقدم من جَمْع إلى منى لرمي الجمار (62)، الحديث (3025)، واللفظ لأبي داود، وقوله: قدَّمَنا": أي أرسلنا قدامه أو أمرنا بالتقدم إلى منى، وحُمُرات: جمع حُمُر جمع حمار. ويلطح أفخاذنا: يضرب. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 481، كتاب المناسك (5)، باب التعجيل من جمع (66)، الحديث (1942)، والحاكم في المستدرك 1/ 469، كتاب المناسك، باب طواف الوداع، وقال: (صحيح على شرطهما) وأقره الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 133، كتاب الحج، باب من أجاز رميها بعد نصف الليل. (¬3) أخرجه البيهقي موقوفًا ومرفوعًا في السنن الكبرى 5/ 104، كتاب الحج، باب لا يقطع المعتمر التلبية حتى يفتتح الطواف، وزاد: "مستلمًا أو غير مستلم". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 406، كتاب المناسك (5)، باب متى يقطع المعتمر =

7 - باب رمي الجمار

7 - باب رمي الجِمار مِنَ الصِّحَاحِ: 1891 - قال جابر رضي اللَّه عنه: "رأَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَرْمي على راحلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ ويقولُ: لِتَأْخُذُوا عنِّي (¬1) مناسِكَكُمْ فإنِّي لا أدْرِي لَعَلِّي لا أحُجُّ بعدَ حجَّتي هذه" (¬2). 1892 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "رَأَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رَمَى (¬3) الجَمْرَةَ بمِثْلِ حَصَى الخَذْفِ" (¬4). 1893 - وقال: "رمَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الجَمْرَةَ يومَ النَّحْرِ ضُحًى، وأمَّا بعدَ ذلك فإذا زالتِ الشَّمْسُ" (¬5). ¬

_ = التلبية؟ (29)، الحديث (1817) بلفظه عن ابن عباس مرفوعًا، ثمَّ قال: (رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام عن عطاء عن ابن عباس موقوفًا)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 261، كتاب الحج (7)، باب ما جاء متى تقطع التلبية في العمرة (79)، الحديث (919)، عن ابن عباس، يرفع الحديث "أنه كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر" وقال: (حديث ابن عباس حسن صحيح)، وأخرجه البيهقي موقوفًا ومرفوعًا في السنن الكبرى 5/ 104 - 105، كتاب الحج، باب لا يقطع المعتمر التلبية حتَّى يفتتح الطواف. (¬1) في مخطوطة برلين: (مني)، واللفظ عند مسلم (لتأخذوا مناسِكَكُم). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 943، كتاب الحج (15)، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا (51)، الحديث (310/ 1297). (¬3) في المخطوطة والمطبوعة (يرمي) والتصويب من صحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 944، كتاب الحج (15)، باب استحباب كون حصى الجمار بقدر حصى الخذف (52)، الحديث (313/ 1299). (¬5) أخرجه عن جابر رضي اللَّه عنه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في الصحيح 3/ 579، كتاب الحج (25)، باب رمي الجمار (134)، وأخرجه مسلم مسندًا في الصحيح 2/ 945، كتاب الحج (15)، باب بيان وقت استحباب الرمي (53)، الحديث (314/ 1300).

1894 - عن عبد اللَّه بن مسعود "أنَّهُ انتهَى إلى الجَمْرَةِ الكُبْرى فجعَلَ البَيْتَ عَنْ يسارِهِ ومِنى عَنْ يمينهِ، ورمَى بِسَبْعِ حَصَياتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصاةٍ، ثمَّ قال: هكذا رمَى الذي أُنْزِلَتْ عليهِ سُورةُ البَقَرَةِ" (¬1). 1895 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الاستِجْمارِ تَوٌّ، ورَمْيُ الجِمارِ تَوٌّ، والسَّعْي بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَة تَوٌّ، [والطَّوافُ تَوٌّ] (¬2)، وإذا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ بِتَوٌّ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1896 - عن قُدامَة بن عبد اللَّه بن عمَّار أنَّه قال: "رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَرمي الجَمْرَةَ يومَ النَّحْرِ عَلَى ناقَةٍ صَهْباءَ، ليسَ ضَرْبٌ ولا طَرْدٌ، وليسَ قِيلُ إِلَيْكَ إِلَيْكَ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في (4) مواضع من الصحيح: 3/ 580، كتاب الحج (25)، باب رمي الجمار من بطن الوادي (135)، الحديث (1747)، وباب رمي الجمار بسبع حصيات (136)، الحديث (1748) وباب من رمى جمرة العقبة فجعل البيت عن يساره (137)، الحديث (1749)، وباب يُكبِّر مع كل حصاة (138)، الحديث (1750)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 942 - 943، كتاب الحج (15)، باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادي. . . (50)، الحديث (305 - 309/ 1296) (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وهو موجود عند مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 945، كتاب الحج (15)، باب بيان أن حصى الجمار سبع (54)، الحديث (315/ 1300)، قال النووي في شرح صحيح مسلم 9/ 49: التَّوُّ بفتح التاء المثناة فوق وتشديد الواو هو الوتر، والمراد بالاستجمار: الاستنجاء. (¬4) أخرجه: الشافعي في الأم 2/ 213، كتاب الحج، باب دخول منى، وفي ترتيب المسند 1/ 359، كتاب الحج، الحديث (930)، وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، ص 190، الحديث (1338)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 413، والدارمي في السنن 2/ 62، كتاب المناسك، باب في رمي الجمار يرميها راكبًا، والترمذي في السنن 3/ 247، كتاب الحج (7)، باب كراهية طرد الناس عند رمي الجمار (65)، الحديث (903)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 270، كتاب مناسك =

1897 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّما جُعِلَ رَمْيُ الجِمارِ، والسَّعْيُ بينَ الصَّفا والمَرْوَةِ لإِقامَةِ ذِكْرِ اللَّه عزَّ وجلَّ" (¬1) [صحيح] (¬2). 1898 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "قلنا: يا رسُولَ اللَّه أَلا نَبْني لكَ بِناءً يُظِلُّكَ بِمنًى؟ قال: لا، مِنًى مُناخُ مَنْ سَبَقَ" (¬3). ¬

_ = الحج (24)، باب الركوب إلى الجمار (225)، وابن ماجه في السنن 2/ 1009، كتاب المناسك (25)، باب رمي الجمار راكبًا (66)، الحديث (3035)، والحاكم في المستدرك 1/ 466، كتاب المناسك، باب رمي الجمار، وقال: (صحيح على شرط البخاري) وأقره الذهبي، وقوله: "إليك إليك" أي تنح، قال الطيبي رحمه اللَّه: (أي ما كانوا يضربون الناس ولا يطردونهم ولا يقولون تنحوا عن الطريق كما هو عادة الملوك والجبابرة، والمقصود التعريض بالذين كانوا يعملون ذلك). والصهباء: التي يخالط بياضها حمرة. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 64، 75، 139، والدارمي في السنن 2/ 50، كتاب المناسك، باب الذكر في الطواف والسعي بين الصفا والمروة، وأبو داود في السنن 2/ 447، كتاب المناسك (5)، باب في الرمل (51)، الحديث (1888)، والترمذي في السنن 3/ 246، كتاب الحج (7)، باب ما جاء كيف ترمى الجمار (64)، الحديث (902)، وقال: (حديث حسن صحيح). (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 187، 206 - 207، والدارمي في السنن 2/ 73، كتاب المناسك، باب كراهية البنيان بمنى، وأبو داود في السنن 2/ 521 - 522، كتاب المناسك (5)، باب تحريم حرم مكة (90)، الحديث (2019)، والترمذي في السنن 3/ 228، كتاب الحج (7)، باب ما جاء أن منى مناخ من سبق (51)، الحديث (881)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 100، كتاب المناسك (25)، باب النزول بمنى (52)، الحديث (3006)، والحاكم في المستدرك 1/ 466 - 467، كتاب المناسك، باب منى مناخ من سبق، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي.

8 - باب الهدي

8 - باب الهَدْي مِنَ الصِّحَاحِ: 1899 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "صلَّى [بنا] (1) رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الظُّهْرَ بذِي الحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعا بناقَتِهِ فَأشْعَرَها في صَفْحَةِ سَنامِها الْأَيْمَن، وسَلَتَ الدَّمَ [عنها] (¬1) وقَلَّدَها نَعْلَيْنِ ثُمَّ ركِبَ راحِلَتَهُ فلمَّا اسْتَوَتْ بهِ على البَيْداءِ أَهَلَّ بالحَجِّ" (¬2). 1900 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "أَهْدَى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مَرَّةً إلى البَيْتِ غَنَمًا فَقَلَّدَها" (¬3). 1901 - عن جابر أنه قال: "ذَبَحَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ عائشةَ رضي اللَّه عنها بَقَرَةً يومَ النَّحْرِ" (¬4). 1902 - وعنه قال: "نَحَرَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ نِسائِهِ بَقَرَةً في حَجَّتِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 912، كتاب الحج (15)، باب تقليد الهدي وإشعاره عند الإحرام (32)، الحديث (205/ 1243). والإشعار هو أن يجرحها في صفحة سنامها اليمنى بحربة أو سكين أو حديدة أو نحوها (النووي، شرح صحيح مسلم 8/ 228) وسلَتَ: أي مسح وأماط، و (البَيْداء): محل بذي الحليفة، وتقليد الهدي: تعليق قطعة من جلد ونحوه في عنق البعير ليُعْلَمَ أنه هَدْيٌ. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 547، كتاب الحج (25)، باب تقليد الغنم (110)، الحديث (1751)، ومسلم في الصحيح 2/ 958، كتاب الحج (15)، باب استحباب بعث الهدي إلى الحرم لمن لا يريد الذهاب بنفسه. . . (64)، الحديث (367). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 956، كتاب الحج (15)، باب الاشتراك في الهدي (62)، الحديث (356/ 1319). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (357/ 1319).

1903 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "فَتَلْتُ قَلائِدَ بُدْنِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بِيَدَي، ثُمَّ قَلَّدَها وأَشْعَرَها وأَهْداها، فما حَرُمَ عليه شيءٌ كانَ أُحِلَّ له" (¬1). 1904 - وقالت: "فَتَلْتُ قَلائِدَها مِن عِهْنٍ كانَ عِنْدي. ثُمَّ بعثَ بها مَعَ أبي" (¬2). 1905 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رأَى رجلًا يَسُوقُ بَدَنَةً فقال: ارْكَبْها. فقال: إنَّها بَدَنَة. قال: ارْكَبْها. فقال: إنَّها بَدَنَة. قال: ارْكَبْها، وَيْلَكَ. في الثانية أو الثالثة" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 542، كتاب الحج (25)، باب من أشعر وقلَّد بذي الحليفة ثم أحرم (106)، الحديث (1696)، ومسلم في الصحيح 2/ 957، كتاب الحج (15)، باب استحباب بعث الهدي إلى الحرم لمن لا يريد الذهاب بنفسه. . . (64)، الحديث (362/ 1321)، والقلائد جمع قلادة وهي ما تعلق بالعنق، والبُدْن جمع البدنة وهي ناقة أو بقرة تنحر بمكة سميت بذلك لأنهم كانوا يسمنونها. (¬2) النص الذي ساقه المصنف جاء بلفظه في حديثين منفصلين أخرجهما البخاري ومسلم من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، فالقسم الأول إلى قوله: ". . . كان عندي" أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 548، كتاب الحج (25)، باب القلائد من العهن (111)، الحديث (1705)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 958، كتاب الحج (15)، باب استحباب بعث الهدي إلى لمن لا يريد الذهاب بنفسه. . . (64)، الحديث (364/ 1321) واللفظ للبخاري. والقسم الثاني: "ثم بعث بها مع أبي" هو شطرة من حديث بمعنى الحديث الأول أخرجه البخاري في المصدر السابق 3/ 545، باب من قلَّد القلائد بيده (109)، الحديث (1700)، وفي 4/ 492، كتاب الوكالة (40)، باب الوكالة في البُدْن وتعاهدها (14)، الحديث (2317)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 2/ 959، الحديث (369/ 1321). والعِهْن: أي الصوف، وقيل: هو المصبوغ منه، وقيل هو الأحمر خاصة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 548). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 536، كتاب الحج (25)، باب ركوب البدن (103)، الحديث (1689)، ومسلم في الصحيح 2/ 960، كتاب الحج (15)، باب جواز ركوب البدنة المهداة لمن احتاج إليها (65)، الحديث (371/ 1322).

1906 - و"سُئِلَ جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه عَنْ رُكُوبِ الهَدْي؟ فقال: سَمِعْتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: ارْكَبْها بالمعرُوفِ إذا أُلجِئْتَ إليها، حتَّى تَجِدَ ظَهْرًا" (¬1). 1907 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "بَعَثَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بسِتَّ عَشَرَةَ بَدَنَةً مَعْ رَجُلٍ وأمَّرَهُ فيها، فقال: يا رسُولَ اللَّه كيفَ أصنَعُ بما أُبْدِعَ عَلَيَّ منها؟ قال: انْحَرْها، ثُمَّ اصْبُغ نَعْلَيْها في دَمِها ثمَّ اجْعَلْها عَلَى صَفْحَتِها، ولا تأكُلْ منها أنتَ ولا أحدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ" (¬2). 1908 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "نَحَرْنا مَعَ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، والبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ" (¬3). 1909 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما "أنّه أتَى على رجُلٍ قد أناخَ بَدَنَتَهُ يَنْحَرُها، فقال: ابْعَثْها قِيامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةَ محمَّدٍ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي الزبير قال: "سمعت جابر بن عبد اللَّه سئل عن ركوب الهدي. . . " في الصحيح 2/ 961، كتاب الحج (15)، باب جواز ركوب البدنة المهداة لمن احتاج إليها (65)، الحديث (375/ 1324). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 962، كتاب الحج (15)، باب ما يفعل بالهدي إذا عطب في الطريق (66)، الحديث (377/ 1325)، والرفقة بضم الراء وكسرها لغتان مشهورتان (النووي، شرح صحيح مسلم 9/ 78) وقوله: "بما أُبدع عليَّ منها" يقال أبدعت الراحلة إذا كلت وأبدع بالرجل على بناء المجهول إذا انقطعت راحلته به لكلال أو هزال. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 955، كتاب الحج (15)، باب الاشتراك في الهدي. . . (62)، الحديث (350/ 1318). (¬4) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 553، كتاب الحج (25)، باب نحر الإبل مقيدة (118)، الحديث (1713)، ومسلم في الصحيح 2/ 956، كتاب الحج (15)، باب نحر البدن قيامًا مقيدة (63)، الحديث (358/ 1320).

1910 - وقال عليّ رضي اللَّه عنه: "أَمَرَني رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ أقُومَ على بُدْنِهِ، وأنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِها وجُلُودِها وأَجِلَّتِها، وأنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ مِنها، قال: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنا" (¬1). 1911 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "كُنَّا لا نأْكُلُ مِنْ لُحُومِ بُدْنِنا فَوْقَ ثَلاثٍ، فَرَخَّصَ لنا رسُول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: كُلُوا وتَزَوَّدُوا. فأَكَلْنَا وتَزَوَّدْنا" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1912 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَهْدَى عامَ الحُدَيْبِيَةِ في هدايا رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جَملًا كانَ لأبي جهل، في رأْسِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ يَغيظُ بِذلِكَ المُشْرِكينَ" (¬3) ويروى: "بُرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 556، كتاب الحج (25)، باب يُتصدَّق بجلود الهدي (121)، الحديث (1717)، ومسلم في الصحيح 2/ 954، كتاب الحج (15)، باب في الصدقة بلحوم الهدي وجلودها وجلالها (61)، الحديث (348/ 1317) واللفظ له. والأجلّة: جمع جلال. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 557، كتاب الحج (25)، باب ما يُؤكل من البُدْن وما يُتصَدَّق (124)، الحديث (1719)، ومسلم في الصحيح 3/ 1562، كتاب الأضاحي (35)، باب بيان ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي. . . (5)، الحديث (30/ 1972). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 234، 261، 269، 273، وأبو داود في السنن 2/ 360، كتاب المناسك (5)، باب في الهدي (13)، الحديث (1749)، وابن ماجه في السنن 2/ 1035، كتاب المناسك (25)، باب الهدي من الإناث والذكور (98)، الحديث (3100). والبُرَة: حلقة في أنف البعير أو في لحمة أنفه (الفيروزآبادي، القاموس المحيط). (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر السابق.

1913 - عن جابر أنّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "البقَرَةُ (¬1) عَنْ سَبْعَةٍ، والجَزُورُ عنْ سَبْعَةٍ" (¬2). 1914 - وعن ابن عباس أنه قال: "كُنَّا مع النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في سَفَرٍ فحَضَرَ الأضحَى، فاشْتَرَكْنا في البَقَرَةِ سَبْعَةً وفي الجَزُورِ عَشَرةً" (¬3) (غريب). 1915 - عن ناجِيَة الخُزاعيّ أنّه قال: "قُلتُ يا رسول اللَّه كيفَ أصْنَعُ بما عَطِبَ مِنَ البُدْنِ؟ قال: انْحَرْها ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَها في دَمِها، ثُمَّ خَلِّ بَيْنَ النَّاسِ وبينها فَيَأْكُلُونها" (¬4). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (البدنة) وليست عند أحد من أصحاب الأصول لكن معنى الحديث بها صحيح كما عند مسلم 2/ 955. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 239، كتاب الضحايا (10)، باب في البقر والجزور عن كم تجزئ (7)، الحديث (2808)، وعزاه للنسائي الحافظ المزي في تحفة الأشراف 2/ 241، الحديث (2474)، وأخرجه مسلم بمعناه في الصحيح 2/ 955، كتاب الحج (15)، باب الإشراك في الهدي. . . (62)، الحديث (352/ 1318) وقد تقدم تخريجه في الجزء الأول: كتاب الصلاة، باب في الأضحية، الحديث (1030). والجزور: الناقة التي تنحر (الفيومي، المصباح المنير، مادة "جزر"). (¬3) تقدم تخريجه في الجزء الأول: كتاب الصلاة، باب في الأضحية، الحديث (1041). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 334. والترمذي في السنن 3/ 253، كتاب الحج (7)، باب ما جاء إذا عطب الهدي ما يصنع به (71)، الحديث (910)، وقال: (حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 2/ 1036 - 1037، كتاب المناسك (25)، باب في الهدي إذا عطب (101)، الحديث (3106)، وأخرجه عن ناجية الأسلمي رضي اللَّه عنه: الدارمي في السنن 2/ 65، كتاب المناسك، باب سنة البدنة إذا عطبت، وأبو داود في السنن 2/ 368، كتاب المناسك (5)، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ (19)، الحديث (1762)، وأخرجه مالك مرسلًا في الموطأ 1/ 380، كتاب الحج (20)، باب العمل في الهدي إذا عطب أو ضل (47)، الحديث (148).

9 - باب الحلق

1916 - عن عبد اللَّه بن قُرْطٍ عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ أفْضَلَ الأيّامِ عِنْدَ اللَّه يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ. وقال: أُتيَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أو سِتٍّ، فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأيّتِهِنَّ يَبْدَأُ، فلمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُها، قال: فَتَكَلَّمَ بكَلِمةٍ خَفِيَّةٍ لَمْ أَفْهمْها، فسألتُ الذي يَليهِ فقال، قال: مَنْ شاءَ فَلْيَقْتَطِعْ" (¬1). 9 - باب الحلق مِنَ الصِّحَاحِ: 1917 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حَلَقَ رَأْسَهُ في حَجَّةِ الوَداعِ وأُناسٌ مِنْ أصْحابِهِ، وقَصَّرَ بعضُهُمْ" (¬2). 1918 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "قال لي معاوية: إنِّي قَصَّرْتُ مِنْ رأْسِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عِنْدَ المَرْوَةِ بمِشْقَصٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 369 - 370، كتاب المناسك (5)، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ (19)، الحديث (1765)، وعزاه للنسائي في "السنن الكبرى" المزي في تحفة الأشراف 6/ 405، الحديث (8977)، والقَرّ: هو الغد من يوم النحر، سمي به لأن أهل الموسم يوم التروية وعرفة والنحر في تعب من الحج، فإذا كان الغد من يوم النحر قروا بمني (البغوي، شرح السنة 7/ 199، كتاب الحج، باب ركوب الهدي، الحديث (1958)). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 561، كتاب الحج (25)، باب الحلق والتقصير عند الإحلال (127)، الحديث (1726) و (1729)، وفي 8/ 109، كتاب المغازي (64)، باب حجة الوداع (77)، الحديث (4410) و (4411)، ومسلم في الصحيح 2/ 945، كتاب الحج (15)، باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير (55)، الحديث (316/ 1301)، وفي 2/ 947، الحديث (322/ 1304). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 561، كتاب الحج (25)، باب الحلق والتقصير عند الإحلال (127)، الحديث (1730)، ومسلم في الصحيح 3/ 912، كتاب الحج (15)، باب التقصير في العمرة (33)، الحديث (209/ 1236)، =

1919 - عن ابن عمر "أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال [في حَجَّةِ الوَداعِ] (¬1): اللَّهُمَّ ارْحَم المُحَلِّقينَ. قالوا: والمُقَصِّرينَ يا رسولَ اللَّه، قال: اللَّهُمَّ ارْحَمْ المُحَلِّقينَ. قالوا: والمُقَصِّرين يا رَسُولَ اللَّه، قالَ: وَالمُقَصِّرِينَ" (¬2). 1920 - ويروى: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ دَعا للمُحَلِّقينَ ثلاثًا وللمُقَصِّرينَ مَرَّةً" (¬3). 1921 - وعن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أتَى مِنًى، فأتَى الجَمْرَةَ فَرَماها، ثُمَّ أتَى مَنْزِلَهُ بِمنًى ونَحَرَ نُسُكَهُ، ثُمَّ دَعا بالحَلَّاقِ، وناوَلَ الحالِقَ شِقَّهُ الأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعا أبا طَلْحَةَ الأَنْصارِيِّ فأعْطاهُ إيَّاهُ، ثُمَّ ناوَلَهُ الشِّقَّ الأَيْسَرَ فقال: احلِقْ، فَحَلَقَهُ فأعْطاهُ أبا طَلْحَةَ الأَنْصارِيَّ فقال: اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ" (¬4). ¬

_ = والمشقص: هو نثل طويل عريض أو غير عريض له حدة، وقيل المراد به المقص وهو الأشبه في هذا المحل. (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 561، كتاب الحج (25)، باب الحلق والتقصير عند الإحلال (127)، الحديث (1727)، ومسلم في الصحيح 2/ 945، كتاب الحج (15)، باب تفضيل الحلق على التقصير، وجواز التقصير (55)، الحديث (317/ 1301)، وليس في روايتهما عن ابن عمر لفظ "في حجة الوداع" وهذه اللفظة من حديث يحيى بن الحصين عن جدته "أنها سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في حجة الوداع دعا للمحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرة" أخرجه مسلم في المصدر السابق 2/ 946، الحديث (321/ 1303). (¬3) أخرجه مسلم من حديث يحيى بن الحصين عن جدته في المصدر نفسه. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 273، كتاب الوضوء (4)، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان (33)، الحديث (171)، ومسلم في الصحيح 2/ 947، كتاب الحج (15)، باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق (56)، الحديث (323/ 1305) وفي 2/ 948، الحديث (326/ 1305).

1922 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "كُنْتُ أُطَيِّبُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ وَيوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بالبَيْتِ بطِيبٍ فيه مِسْكٌ" (¬1). 1923 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَفاضَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَع فَصَلَّى الظُّهْرَ بمِنًى" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1924 - عن عائشة رضي اللَّه عنها "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى أنْ تَحْلِقَ المرْأَة رَأْسَها" (¬3). 1925 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لَيْسَ عَلَى النَّساءِ الحَلْقُ، إنَّما عَلَى النساءِ التَّقْصيرُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 396، كتاب الحج (25)، باب الطيب عند الإحرام (18)، الحديث (1539)، ومسلم في الصحيح 2/ 849، كتاب الحج (15)، باب الطيب للمحرم عند الإحرام (7)، الحديث (46/ 1191). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 950، كتاب الحج (15)، باب استحباب طواف الإفاضة يوم النحر (58)، الحديث (335/ 1308). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 257، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في كراهية الحلق للنساء (75)، الحديث (915)، والبزار في "مسنده" أورده الهيثمي في كشف الأستار 2/ 32، كتاب الحج، باب النهي عن الحلق للنساء، الحديث (1137)، وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2371، في ترجمة معلى بن عبد الرحمن الواسطي. (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 64، كتاب المناسك، باب من قال ليس على النساء حلق. وأبو داود في السنن 2/ 502، كتاب المناسك (5)، باب الحلق والتقصير (79)، الحديث (1984)، و (1985)، وابن أبي حاتم في علل الحديث 1/ 281، علل أخبار رويت في مناسك الحج، الحديث (834). والطبراني في المعجم الكبير 12/ 250، الحديث (13018)، والدارقطني في السنن 2/ 271، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (165) و (166).

فصل

فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 1926 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وَقفَ في حَجَّةِ الوَداعِ بمِنًى للنَّاسِ يسأَلُونَهُ، فجاءَ رجُلٌ فقال: لم أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أذْبَحَ فقال: اذْبَحْ ولا حَرَجَ. فجاءَهُ آخَرُ وقال: لم أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أنْ أَرْمِيَ. فقال: ارْمِ ولا حَرَجَ. فَما سُئِلَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ شَيءٍ قُدِّمَ أو أُخِّرَ إلا قال: افْعَلْ ولا حَرَج" (¬1). وفي رواية: "أتاهُ رجُلٌ فقال: حَلَقْتُ قَبْلَ أنْ أرْميَ. قال: ارْمِ ولا حَرَجَ. وأتاهُ آخَرُ فقال: أفَضْتُ إلى البَيْتِ قَبْلَ أنْ أرْميَ. فقال: ارْمِ ولا حَرَجَ" (¬2). 1927 - وعن ابن عباس أنّه قال: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُسْألُ يومَ النَّحْرِ بمِنًى فيقول: لا حَرَجَ. فسَألَهُ رجُلٌ فقال: رَمَيْتُ بعدَما أَمْسَيْتُ. فقال: لا حَرَجَ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1928 - عن علي رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أتاهُ رجُلٌ فقال: ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 180، كتاب العلم (3)، باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها (23)، الحديث (83)، وفي 3/ 569، كتاب الحج (25)، باب الفتيا على الدابة عند الجمرة (131) , الحديث (1736)، ومسلم في الصحيح 2/ 948، كتاب الحج (15)، باب من حلق قبل النحر أو نحر قبل الرمي (57)، الحديث (327/ 1306). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 949 - 950، كتاب الحج (15)، باب من حلق قبل النحر (57)، الحديث (333/ 1306). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 559، كتاب الحج (25)، باب الذبح قبل الحلق (125)، الحديث (1723)، وفي 3/ 568، باب إذا رمى بعدما أمسى (130)، الحديث (1735).

10 - باب خطبة يوم النحر ورمي أيام التشريق والتوديع

يا رسُولَ اللَّه إنِّي أَفَضْتَ قَبْلَ أنْ أحْلِقَ [أو أُقَصرَ] (¬1). قال: احْلِقْ أو قَصِّر ولا حَرَجَ. وجاءَهُ آخَرُ فقال: ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أرْميَ. فقال: ارْمِ ولا حَرَجَ" (¬2). 10 - باب خطبة يوم النحر (¬3) ورمي أيام التشريق والتوديع مِنَ الصِّحَاحِ: 1929 - عن أبي بكرة رضي اللَّه عنه أنه قال: "خَطَبَنا رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ فقال: إنَّ الزَّمانَ قَد اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ، السَّنةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وشَعْبانَ. ثُمَّ قال: أيُّ شَهْرٍ هذا؟ فقُلْنا: اللَّه ورسُولُهُ أعْلَمُ. قال: أَلَيْسَ ذا الحِجَّةِ؟ فقُلْنا: بَلَى. قال: أيُّ بَلَدٍ هذا؟ قُلْنا: اللَّه ورسُولُهُ أعلم. قال: أَلَيْسَ البَلْدَةَ؟ قُلْنا: بَلَى. قال: فأَيُّ يَوْمٍ هذا؟ قُلْنا: اللَّه ورسُولُهُ أعلم. قال: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ قلْنا: بَلَى. قال: فإنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرامٌ، كحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، وسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أعْمالِكُمْ، أَلا فلا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ، ألا هَلْ بَلغْتُ؟ قالوا: نَعَمْ. قال: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغائب، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سامِعٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند الترمذي. (¬2) شطرة من حديث أخرجه أحمد في المسند 1/ 157، والترمذي في السنن 3/ 232 - 233، كتاب الحج (7)، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (54)، الحديث (885). (¬3) يوم النحر: أول أيام العيد، وأيام التشريق: الأيام الثلاثة التي تلي اليوم الأول. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 573، كتاب الحج (25)، باب الخطبة أيام منى (132)، الحديث (1741)، وفي 8/ 108، كتاب المغازي (64)، باب حجة الوداع (77)، الحديث (4406)، وفي 10/ 7، كتاب الأضاحي (73)، باب من قال: =

1930 - عن وَبَرَةَ (¬1) أنَّهُ قال: "سَألْتُ ابنَ عُمَرَ مَتَى أَرْمي الجمارَ؟ قال: إذا رمَى إمامُكَ فارْمِهْ، فأعَدْتُ عَلَيْهِ المسألَةَ، فقال: كُنَّا نَتَحَيَّنُ، فإذا زالَت الشَّمْسُ رَمَيْنا" (¬2). 1931 - وعن سالم عن ابن عمر "أنَّهُ كانَ يَرْمي جَمْرَةَ الدُّنْيا بِسَبْعِ حَصَياتٍ يُكَبِّرُ على إثْرِ كُلِّ حَصاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدمُ حتَّى يُسْهِلَ فيقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ طَويلًا، وَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمي الوُسْطَى بِسَبْعِ حَصَياتٍ يُكَبِّرُ كُلَّما رَمَى بحَصاةٍ، ثُمَّ يَأخُذُ بِذاتِ الشِّمالِ فيُسْهِلُ ويقُومُ مُسْتَقبِلَ القبلة، ثُمَّ يَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ ويَقُومُ طَويلًا، ثُمَّ يَرْيِر جَمْرَةَ ذاتِ العَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الوادِي بِسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ عِنْدَ كُل حَصاةٍ، ولا يَقِفُ عِنْدَها، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فيقول: هكذا رَأَيْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يَفْعَل" (¬3). 1932 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه قال: "اسْتَأْذَنَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَنْ يَبِيتَ بِمكَّةَ لياليَ ¬

_ = الأضحى يوم النحر (5)، الحديث (5550)، وفي 13/ 424، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة (75)، الآيتان (22 - 23)] (24)، الحديث (7447)، وأخرجه مسلم في الصحيح 5/ 1303 - 1307، كتاب القسامة (28)، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال (9)، الحديث (29 - 31/ 1679). (¬1) وَبَرَة بن عبد الرحمن المُسْلى أبو خزيمة أو أبو العباس الكوفي، ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 330، الترجمة (23) وقال: (ثقة من الرابعة). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 579، كتاب الحج (25)، باب رمي الجمار (134)، الحديث (1746). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 582 - 584، كتاب الحج (25)، باب إذا رمى الجمرتين يقوم مستقل القبلة ويُسهل (145)، الحديث (1751)، وباب رفع اليدين عند جمرة الدنيا والوسطى (140)، الحديث (1752)، وباب الدعاء عند الجمرتين (142)، الحديث (1753)، وقوله "يسهل" أي ينزل إلى السهل (البغوي، شرح السنة 7/ 225، كتاب الحج، باب رمي أيام التشريق، الحديث (1968)).

مِنًى مِنْ أجْلِ سِقايَتهِ، فأَذِنَ لَهُ" (¬1). 1933 - وعن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جاءَ إلى السِّقايَة، فاسْتَسْقَى، فقال العبَّاسُ: يا فَضْلُ اذْهَبْ إلى أُمِّكَ فأْتِ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بِشَرابٍ مِنْ عِنْدِها. فقال: اسْقِني. فقال: يا رسُولَ اللَّه إنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أيْدِيَهُمْ فِيهِ. فقال: اسْقِني. فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وهُمْ يَسْقُونَ ويَعْمَلُونَ فيها. فقال: اعْمَلُوا فإنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صالِحٍ. ثُمَّ قال: لولا أنْ تُغْلَبُوا لنَزَلْتُ حتَّى أَضَعَ الحَبْلَ على هذه. وأشارَ إلى عاتِقِهِ" (¬2). 1934 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ والمَغْرِبَ والعِشاء، ثُمَّ رَقَدَ رَقْدَةً بالمُحَصَّبِ، ثُمَّ رَكِبَ إلى البَيْتِ فطافَ به" (¬3). 1935 - و"سُئِلَ أنَسٌ رضي اللَّه عنه عَنْ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ يَوْمَ التَرْوِيَةِ؟ قال: بمِنًى، قيل: فأَيْنَ صَلَّى العَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قال: بالأَبْطَحِ، ثُمَّ قال: افْعَلْ كما يَفْعَلُ أُمَراؤُك" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 490، كتاب الحج (25)، باب سقاية الحاج (75)، الحديث (1634)، ومسلم في الصحيح 2/ 953، كتاب الحج (15)، باب وجوب المبيت بمنى ليالي أيام التشريق. . . (60)، الحديث (346/ 1315). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 491، كتاب الحج (25)، باب سقاية الحاج (75)، الحديث (1635). والسقاية هي سقاية الحج من زمزم. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 585، كتاب الحج (25)، باب طواف الوداع (144)، الحديث (1756). والمُحصَّب هو الأبطح: أي البطحاء التي بين مكة ومنى، وهي ما انبطح من الوادي واتسع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 590). (¬4) متفق عليه من رواية عبد العزيز بن رُفَيْع قال: "سألت أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قلت: أخبرني بشيءٍ عقلته عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أين صلى الظهر والعصر. . . "، أخرجه =

1936 - قالت عائشة: "نُزُولُ الْأَبْطَحِ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إنَّما نَزَلَهُ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأنَّهُ كانَ أسْمَحَ لِخُروجِهِ إذا خَرَجَ" (¬1). 1937 - وقالت: "أحْرَمْتُ مِنَ التَّنْعِيمِ بعُمْرَةٍ، فدَخَلْتُ فَقَضَيْتُ عُمْرَتي وانتَظَرَني رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالأَبْطَحِ حتَّى فَرَغْتُ، فَأَمَرَ النَّاسَ بالرَّحِيلِ فخَرَجَ فَمَرَّ بالبَيْتِ فطافَ بهِ قَبْلَ صَلاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَدِينَةِ" (¬2). ¬

_ = البخاري في الصحيح 3/ 507، كتاب الحج (25)، باب أين يصلي الظهر يوم التروية (83)، الحديث (1653)، ومسلم في الصحيح 2/ 950، كتاب الحج (15)، باب استحباب طواف الإفاضة يوم النحر (58)، الحديث (336/ 1309)، ويوم التَرْوِيَة: أي يوم الثامن من ذي الحجة، وسمي التروية لأنهم كانوا يروون فيها إبلهم ويتروون من الماء ويوم النفر هو اليوم الثالث من أيام التشريق. والأبطح: وادٍ يضاف إلى مكة ومِنى، لأن المسافة بينه وبينهما واحدة. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 591، كتاب الحج (25)، باب المُحَصَّب (147)، الحديث (1765)، ومسلم في الصحيح 2/ 951، كتاب الحج (15)، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة به (59)، الحديث (339/ 1311) واللفظ له. (¬2) أخرجه بمعناه عن عائشة رضي اللَّه عنها، في حديث طويل، البخاري في الصحيح 3/ 419، كتاب الحج (25)، باب قول اللَّه تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [سورة البقرة (2)، الآية (197)] (33)، الحديث (1560) ولفظه: ". . . قالت: ثم خرجتُ معهُ في النَّفْرِ الآخِرِ حتَّى نزَلَ المحصَّبَ ونزَلْنا معه، فدعا عبَد الرحمنِ بنَ أبي بكرٍ فقال: اخرُجْ بأختكَ منَ الحَرَمِ فلْتُهِلَّ بعُمرة ثم افرغا ثم ائْتِيا ها هنا فإني أنظركما حتَّى تأتياني. قالت فخرَجْنا حتَّى إذا فرَغتُ وفرَغت منَ الطوافِ ثمَّ جِئتُهُ بسَحَرَ فقال: هل فرَغتم؟ فقلتُ نعم، فآذنَ بالرَّحِيل في أصحابِه، فارتحلَ الناسُ، فمرَّ متوجِّهًا إلى المدينة"، وفي 3/ 612، كتاب العمرة (26)، باب المعتمر إذا طاف طواف العمرة ثم خرج. . . (9)، الحديث (1788) ولفظه: ". . . قالت: فكنتُ حتَّى نَفَرنا من مِنًى فنزَلْنا المُحصَّبَ، فدعا عبَد الرحمنِ فقال: اخرُجْ بأُختِكَ منَ الحَرمِ فلْتُهِلَّ بعُمرةٍ، ثمَّ افرُغا من طَوافِكما، أنتَظِركما ها هنا. فأتَينا في جَوفِ =

1938 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "كانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ في كُلِّ وَجْهٍ، فقالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بالبَيْتِ. إلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ الحائِضِ" (¬1). 1939 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "حاضَتْ صَفِيَّةُ لَيْلَةَ النَّفْرِ فقالت: ما أُراني إلّا حابِستَكُمْ. فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: عَقْرَى حَلْقَى، أطافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ؟ قيل: نَعَمْ. قال: فانْفِري" (¬2). ¬

_ = الليلِ، فقال: فَرْغْتما؟ قلتُ: نعم. فنادَى بالرَّحِيلِ في أصحابِه، فارتحلَ النَّاسُ، ومَن طافَ بالبيتِ قبلَ صلاةِ الصبحِ، ثمَّ خرجَ مُوجِّهًا إلى المدينة"، وأخرجه مسلم أيضًا في الصحيح 2/ 875 - 876، كتاب الحج (15)، باب بيان وجوه الإحرام. . . (17)، الحديث (123/ 1211) ولفظه: ". . . قَالَتْ: فَخَرَجْتُ فِي حَجَّتِي حَتَّى نَزَلْنَا مِنًى فَتَطَهَّرْتُ ثُمَّ طُفْنَا بِالْبَيْتِ. وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المُحَصَّبَ. فَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَن بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: اخْرُجْ بِأُخْتِكَ مِنَ الْحَرَمِ فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ. ثُمَّ لْتَطُفْ بِالبَيْتِ. فَإِنِّي أَنْتَظِرُكُمَا هَاهُنَا. قَالَتْ: فَخَرَجْنَا فَأَهْلَلْتُ. ثُمَّ طُفْتُ بِالبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. فَجِئْنَا رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهْوَ فِي مَنْزِلِهِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْل. فَقَالَ: هَلْ فَرَغْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فآذَنَ فِي أَصْحَابِهِ بِالرَّحِيلِ. فَخَرَجَ فَمَرَّ بِالبَيْتِ فَطَافَ بِهِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ. ثُمَّ خَرَجَ إِلى الْمَدِينَةِ". وأما النص الذي ساقه المصنف فقد أخرجه أبو داود بلفظه مع اختلاف يسير بآخره في السنن 2/ 512، كتاب المناسك (5)، باب طواف الوداع (86)، الحديث (2005). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 585، كتاب الحج (25)، باب طواف الوداع (144)، الحديث (1755)، ومسلم في الصحيح 2/ 963، كتاب الحج (15)، باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض (67)، الحديث (379/ 1327) و (380/ 1328). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 595، كتاب الحج (25)، باب الادِّلاج من المحصب (151)، الحديث (1771) و (1772)، ومسلم في الصحيح 2/ 965، كتاب الحج (15)، باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض (67)، الحديث (387/ 1211). و (ليلة النفر): ليلة اليوم الثالث من أيام التشريق. و (عقرى) أي عقرها اللَّه، أي جرحها، و (حَلْقَى) أي حلقها اللَّه حلقًا، أي أصابها بِوَجَع.

مِنَ الحِسَان: 1940 - عن عمرو بن الأحْوص أنّه قال: "سَمِعْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ في حَجَّةِ الوَداعِ: أيُّ يَوْمٍ هذا؟ قَالُوا: يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ قال: فإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُم حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هذا، أَلا لا يَجْني جانٍ إلَّا عَلَى نَفْسِهِ، أَلا لا يَجْني جانٍ عَلَى وَلَدِهِ ولا مَوْلُود عَلَى والِدِهِ، ألا وإنَّ الشَّيْطانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هذا أبَدًا، ولكِنْ سَتَكُونُ لهُ طاعَةٌ فِيما تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَسَيَرْضَى بهِ" (¬1) (صح). 1941 - عن رافع بن عمرو المُزَني أنّه قال: "رأيتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ بمِنًى حِينَ ارْتَفَعَ الضُّحَى على بَغْلَةٍ شَهباءَ، وعليٌّ يُعَبِّرُ عنهُ، والنَّاسُ بينَ قائِمٍ وقاعِدٍ" (¬2). 1942 - عن أبي (¬3) الزُّبَيْر عن عائشة وابن عبّاس رضي اللَّه عنهم "أنّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَخَّرَ طَوافَ الزِّيارَةِ يَوْمَ النَّحْرِ إلى اللَّيْلِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 461، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء دماؤكم وأموالكم عليكم حرام (2)، الحديث (2159)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1015، كتاب المناسك (25)، باب الخطبة يوم النحر (76)، الحديث (3055). ويوم الحج الأكبر: قيل يوم عرفة، وقيل أول أيام العيد. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 489، كتاب المناسك (5)، باب أي وقت يخطب يوم النحر (73)، الحديث (1956)، وعزاه للنسائي، المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 411، الحديث (1875)، وأخرجه البخاري مختصرًا في التاريخ الكبير 3/ 302، الترجمة (1026). و (شهباء): بيضاء يخالطها سواد. (¬3) تصحّف الاسم في مخطوطة برلين إلى (ابن الزبير) والصحيح ما أثبتناه. وأبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي (المِزيّ، تحفة الأشراف 12/ 343). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 288، 309 و 6/ 215، وأبو داود في السنن 2/ 509، كتاب المناسك (5)، باب الافاضة في الحج (83)، الحديث (2000)، والترمذي في السنن 3/ 262، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في طواف الزيارة بالليل (80)، الحديث (920)، وقال: (حديث حسن صحيح). وعزاه للنسائي في "السنن الكبرى" المزي في =

1943 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لَمْ يَرْملْ في السَّبْعِ الذي أَفاضَ فيهِ" (¬1). 1944 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إذا رَمَى أَحَدكُمْ جَمْرَةَ العَقَبَةِ فَقَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إلَّا النِّساءَ" (¬2) (ضعيف منقطع). ¬

_ = تحفة الأشراف 5/ 236، الحديث (6452)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1017، كتاب المناسك (25)، باب زيارة البيت (77)، الحديث (3059)، وأخرجه البخاري تعليقًا في الصحيح 3/ 567، كتاب الحج (25)، باب الزيارة يوم النحر (129). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 509 - 510، كتاب المناسك (5)، باب الافاضة في الحج (83)، الحديث (2001)، وعزاه للنسائي في "السنن الكبرى" المزي في تحفة الأشراف 5/ 88، الحديث (5917)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1017، كتاب المناسك (25)، باب زيارة البيت (77)، الحديث (3060)، والحاكم في المستدرك 1/ 475، كتاب المناسك، وقال: (صحيح على شرط الشيخين)، وأقرّه الذهبي. (¬2) أخرجه أبو داود بلفظه في السنن 2/ 499، كتاب المناسك (5)، باب في رمي الجمار (78)، الحديث (1978) من حديث الحجاج بن أرطاة عن الزهري عن عمرة بنت عبد الرحمن كن عائشة رضي اللَّه عنها، قال أبو داود: (هذا حديث ضعيف، الحجاج لم يرَ الزهري ولم يسمع منه). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 418: (والحجاج هذا، قد ذكر غير واحد من الحفاظ أنه لا يحتج بحديثه، وذكر عباد بن العوام ويحيى بن معين وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان أنّ الحجاج لم يسمع من الزهري شيئًا، وذُكر عن الحجاج نفسه أنه لم يسمع منه شيئًا)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 143، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 136، كتاب الحج، باب ما يحل بالتحلل الأول من محظورات الإِحرام، كلاهما من حديث الحجاج عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا رميتم وحلقتم فقد حلّ لكم الطيب والثياب وكل شيء إلّا النساء"، قال البيهقي: (وهذا من تخليطات الحجاج بن أرطاة)، وأخرجه الدارقطني من طرق فيها الحجاج، في السنن 2/ 276، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (185) و (186) و (187). وقد عزاه الزيلعي في نصب الراية 3/ 81، كتاب الحج، باب الإحرام، لابن أبي شيبة ثنا وكيع عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة فذكره سواء.

1945 - عن القاسم (¬1)، عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "أفاضَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ حِينَ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مِنًى، فَمَكَثَ بها لَياليَ أيَّامِ التَّشْرِيقِ، يَرْمي الجَمْرَةَ إذا زالَتِ الشَّمْسُ، كُلُّ جَمْرَةٍ بسبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حصاة، ويقِفُ عندَ الأُولَى والثانيةِ فيُطيلُ القِيامَ ويتضَرَّعُ، وَيرْمِي الثالِثَةَ فلا يقِفُ عِنْدَها" (¬2). 1946 - عن أبي البداح (¬3) بن عاصِم بن عَدِيّ عن أبيه (¬4) أنه قال: "رخَّص رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لِرِعاءِ الإبِلِ في البَيْتوتَةِ أنْ يَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُوا رمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ فَيَرْمُوه في أَحَدِهِما" (¬5). ¬

_ (¬1) هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق التيمي، ثقة، أحد الفقهاء بالمدينة. ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 120، الترجمة (48). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 90، وأبو داود في السنن 2/ 497، كتاب المناسك (5)، باب في رمي الجمار (78)، الحديث (1973)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 250، كتاب الحج (9)، باب ما جاء في الرمي والحلق (22)، الحديث (1013)، والدارقطني في السنن 2/ 274، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (179)، والحاكم في المستدرك 1/ 477، كتاب المناسك، باب طواف الإِفاضة ورمي الجمار، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقرّه الذهبي. (¬3) يُقال اسمه: عديّ ويقال كنيته أبو عمرو، وأبو البدّاح لقب، ثقة، مات سنة عشر ومائة، وقيل بعد ذلك (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 2/ 394). (¬4) هو عاصم بن عدي بن الجَدّ بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البَلَوي العجلاني، حليف الأنصار، كان سيد بني عجلان وهو أخو معن بن عدي، يكنى أبا عمرو ويقال أبا عبد اللَّه، صحابي، شهد أُحُدًا، مات في خلافة معاوية وقد جاوز المائة. ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة 2/ 237 في القسم الأول من حرف العين، الترجمة (4353)، وفي تقريب التهذيب 1/ 384، الترجمة (16). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 408، كتاب الحج (25)، باب الرخصة في رمي الجمار (72)، الحديث (218)، وأحمد في المسند 5/ 450، والدارمي في السنن 2/ 61 - 62، كتاب المناسك، باب في جمرة العقبة أي ساعة ترمى، وأبو داود في السنن 2/ 497 - 498، كتاب المناسك (5)، باب في رمي الجمار (78)، الحديث (1975)، =

11 - باب ما يجتنبه المحرم

11 - باب ما يجتنبه المحرم مِنَ الصِّحَاحِ: 1947 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما "أنّ رجُلًا سَأَلَ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيابِ؟ فقال: لا تَلْبَسُوا القُمُصَ ولا العَمائِمَ ولا السَّراوِيلات ولا البَرانِسَ ولا الخِفافَ، إلّا أَحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ ولْيَقْطَعْهُما أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيابِ شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرانٌ ولا وَرْسٌ" (¬1). وفي رواية: "ولا تَنْتَقِبِ المرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولا تَلبَسُ القُفَّازَيْن" (¬2). 1948 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "سَمِعْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَخْطُبُ وهو يَقُولُ: إذا لَمْ يَجِدِ المُحْرِمُ نَعْلَيْنِ لَبِسَ خُفَّيْنِ، وإذا لَمْ يَجِدْ إزارًا لَبِسَ سَراوِيل" (¬3). ¬

_ = والترمذي في السنن 3/ 289 - 290، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الرخصة للرعاء أن يرموا يومًا ويَدَعوا يومًا (108)، الحديث (955) وقال: (حديث حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 273 كتاب مناسك الحج (24)، باب رمي الرعاة (225)، وابن ماجه في السنن 2/ 1010، كتاب المناسك (25)، باب تأخير رمي الجمار من عذر (67)، الحديث (3037)، واللفظ للترمذي وابن ماجه. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 401، كتاب الحج (25)، باب ما لا يَلبَسُ المحرم من الثياب (21)، الحديث (1542)، ومسلم في الصحيح 2/ 834، كتاب الحج (15)، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة وما لا يباح (1)، الحديث (1/ 1177). والورس: نبت أصفر مشابه للزعفران يصبغ به. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 52، كتاب جزاء الصيد (28)، باب ما يُنهى من الطيب للمحرم والمحرمة (13)، الحديث (1838). وانتقاب المرأة: ستر وجهها. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 57، كتاب جزاء الصيد (28)، باب لُبس الخفين للمحرم إذا لم يجد النعلين (15)، الحديث (1841)، وفي 10/ 272، كتاب اللباس (77)، باب السراويل (14)، الحديث (5804)، ومسلم في الصحيح 2/ 835، كتاب الحج (15)، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة وما لا يباح (1)، الحديث (4/ 1178).

1949 - عن يَعْلَى بن أُمَيَّة أنّه قال: "كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بالجِعْرانَةِ إذْ جاءَهُ رجُلٌ أعْرابيٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ وهو مُتَضَمِّخٌ بالخَلُوقِ، فقال: يا رسُولَ اللَّه إنِّي أحْرَمْتُ بالعمرةِ وهذِهِ عليَّ. فقال: أمَّا الطِّيبُ الذي بِكَ فاغْسِلْهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وأمَّا الجُبَّةُ فانْزِعْها، ثمَّ اصْنَعْ في عُمْرَتِكَ كما تَصْنَعُ في حَجَّتِكَ" (¬1). 1950 - عن عثمان رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَنْكِحُ المُحْرِمُ ولا يُنْكَحُ ولا يَخْطُبُ" (¬2). 1951 - [ورُوِيَ] (¬3) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما "أَنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وهو مُحْرِمٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 393، كتاب الحج (25)، باب غسل الخَلُوق ثلاث مرات من الثياب (17)، الحديث (1536)، وفي 9/ 9، كتاب فضائل القران (66)، باب نزل القران بلسان قريش والعرب (2)، الحديث (4985)، ومسلم في الصحيح 2/ 836 - 837، كتاب الحج (15)، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة وما لا يباح (1)، الحديث (6/ 1180) و (7/ 1180) و (8/ 1180). والجِعْرانة: بكسر الجيم وسكون العين وتخفيف الراء، موضع معروف من حدود الحرم أحرم منه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للعمرة. والتَّضَمُّخُ: التَلَطُّخُ. والخلوق بفتح الخاء المعجمة: نوع من الطيب يتخذ من الزعفران وغيره. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1030 - 1031، كتاب النكاح (16)، باب تحريم نكاح المحرم (5)، الحديث (41/ 1409) و (43/ 1409). (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 51، كتاب جزاء الصيد (28)، باب تزويج المحرم (12)، الحديث (1837)، ومسلم في الصحيح 2/ 1031، كتاب النكاح (16)، باب تحريم نكاح المحرم (5)، الحديث (46/ 1410).

1952 - وعن يزيد بن الْأَصَمِّ ابن أخت مَيْمُونة عن مَيْمُونة "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تَزَوَّجَها وهو حَلالٌ" (¬1). قال المصنِّف (¬2) رحمه اللَّه: (والأكثرون على أنَّه تزوَّجها حَلالًا). 1953 - عن أبي أيوب "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ وهو مُحْرِمٌ" (¬3). 1954 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "احْتَجَمَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو مُحْرِمٌ" (¬4). 1955 - وعن عثمان رضي اللَّه عنه حدَّث عن رسُول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "في "الرجُلِ إذا اشْتَكَى عَيْنَيْهِ وهو مُحْرِمٌ ضَمَّدَهُما بالصَّبِرِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1032، كتاب النكاح (16)، باب تحريم نكاح المحرم (5)، الحديث (48/ 1411). (¬2) في مخطوطة برلين: (قال الشيخ الإمام). (¬3) متفق عليه من حديث طويل، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 55، كتاب جزاء الصيد (28)، باب الاغتسال للمحرم (14)، الحديث (1840)، ومسلم في الصحيح 2/ 864، كتاب الحج (15)، باب جواز غسل المحرم بدنه ورأسه (13)، الحديث (91/ 1205). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 50، كتاب جزاء الصيد (28)، باب الحجامة للمحرم (11)، الحديث (1835)، ومسلم في الصحيح 2/ 862، كتاب الحج (15)، باب جواز الحجامة للمحرم (11)، الحديث (87/ 1202). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 863، كتاب الحج (15)، باب جواز مداواة المحرم عينيه (12)، الحديث (89/ 1204). والصَّبِر: الدواء المر بكسر الباء في الأشهر وسكونها للتخفيف لغة قليلة (الفيومي، المصباح المنير، مادة "صبر").

1956 - وقالت أم الحُصَيْن: "رأَيْتُ أُسامَةَ وبِلالًا، وأَحَدُهُما آخِذٌ بخِطامِ ناقَةِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، والآخَرُ رافِعٌ ثَوْبَهُ يَسْتُرُهُ مِنَ الحَرِّ، حتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ" (¬1). 1957 - عن كَعْب بن عُجْرَة "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم مَرَّ بِهِ وهو بالحُدَيْبِيَّةِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وهو مُحْرِمٌ وهو يُوقِدُ تَحْتَ قِدْر وَالقَمْلُ يَتَهافَتُ على وَجْهِهِ، فقال: أَيؤذِيكَ هَوَامُّكَ؟ قال: نَعَمْ. قال: فاحْلِقْ رَأْسَكَ، وأَطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةَ مَسَاكِينَ -والفَرْقُ ثَلَاثَةُ أَصْوُع (¬2) - أو صُمْ ثَلاثَةَ أيَّامٍ، أو انْسُكْ نسِيكَةً" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1958 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما "أنَّهُ سَمِعَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى النِّساءَ في إِحْرَامِهِنَّ عَنِ القُفَّازَيْنِ والنِّقابِ وما مَسَّ الوَرْسُ والزَّعْفَرَانُ مِنَ الثِّيابِ، ولْتَلْبَسْ بَعْدَ ذلكَ ما أَحَبَّتْ مِنْ أَلْوَانِ الثِّيابِ مُعَصْفَرٍ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 944، كتاب الحج (15)، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا (51)، الحديث (131/ 2982). وخطام الناقة: زمامها. (¬2) قال القاري في المرقاة 3/ 257: (في صحيح مسلم وكتاب الحميدي وشرح السنة "آصع" وفي نسخ المصابيح "أصوع" وكلاهما جمع صاع). وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 4/ 16: (إذا ثبت أن الفَرَق ثلاثة آصع اقتضى أن الصاع خمسة أرطال وثلث خلافًا لمن قال إنّ الصاع ثمانية أرطال). والفَرْق = 8.253 كلغ، والصاع = 2.751 كلغ. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 12،كتاب المحصر (27)، باب قول اللَّه تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [سورة البقرة (2)، الآية (196)] (5)، الحديث (1814)، وفي 4/ 16، باب قول اللَّه تعالى {أَوْ صَدَقَةٍ} (6)، الحديث (1815)، ومسلم في الصحيح 2/ 861، كتاب الحج (15)، باب جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى (10)، الحديث (83/ 1201). و (الهوام): القمل والنمل، و (النسيكة): الذبيحة.

12 - باب المحرم يجتنب الصيد

أو خَزٍّ أَو حُلِىٍّ أو حُلَلٍ أو سَرَاوِيلَ أو قَمِيصٍ أو خُفٍّ" (¬1). 1959 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا ونحنُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُحْرِمَاتٌ، فإذا حاذَوْنَا سَدَلَتْ إحْدَانَا جِلْبَابَها مِنْ رَأْسِها عَلى وَجْهِهَا، فإذا جاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ" (¬2). 1960 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَدَّهِنُ بالزَّيْتِ وهُوَ مُحْرِمٌ غَيْرَ المُقَتَّتِ" (¬3) يعني غير المُطيَّب. 12 - باب المحرم يجتنب الصيد مِنَ الصِّحَاحِ: 1961 - عن الصعب بن جثامة "أنَّهُ أَهْدَى لرسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حِمارًا وحْشِيًّا وهو بالْأَبْوَاءِ -أو بَوَدَّانَ- فَرَدَّ عليهِ، فلمَّا رأَى ما في وَجْهِهِ قال: إنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إلَّا أنَّا حُرُمٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 412، كتاب المناسك (5)، باب ما يَلْبَس المحرم (32)، الحديث (1827)، والحاكم في المستدرك 1/ 486، كتاب المناسك، باب منهيات النساء في الإحرام، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقرّه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 52، كتاب الحج، باب ما تلبس المرأة المحرمة من الثياب. والنِّقاب: البرقع. و (الورس): نبت أصفر يُصْبَغُ به. و (المعصفر): المصبوغ بالعصفر. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 30، وأبو داود في السنن 2/ 416، كتاب المناسك (5)، باب في المحرمة تغطي وجهها (34)، الحديث (1833)، وابن ماجه بمعناه في السنن 2/ 979، كتاب الناسك (25)، باب المحرمة تسدل الثوب على وجهها (23)، الحديث (2935). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 25، 29، 59، 72، 126، 145، والترمذي في السنن 3/ 294، كتاب الحج (7)، باب (114)، الحديث (962)، وابن ماجه في السنن 2/ 1030، كتاب المناسك (25)، باب ما يذهن به المحرم (88)، الحديث (3083). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 31، كتاب جزاء الصيد (28)، باب إذا أهدى للمحرم حمارًا وحشيًا حيًا لم يقبل (6)، الحديث (1825)، وفي 2/ 205، =

1962 - وعن أبي قَتَادَة أنَّهُ خَرَجَ معَ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَتَخَلَّفَ مَعَ بعضِ أَصْحَابِهِ وهم مُحْرِمُونَ، وهو غيرُ مُحْرِمٍ، فرَأَوْا حِمارًا وَحْشيًا قَبْلَ أَنْ يراهُ، فلمّا رأَوهُ تَرَكُوهُ حَتَّى رآهُ أبو قتادَةَ، فرَكِبَ فَرَسًا له، فسأَلَهُمْ أنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فأبَوْا، فتَنَاوَلَهُ فحَمَلَ عليهِ فَعَقَرَهُ، ثُمَّ أَكَلَ فأكلُوا، فَنَدِمُوا، فلمَّا أَدْرَكُوا رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وسأَلُوه قال: هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شيء؟ قالوا: مَعَنا رِجْلُهُ، فأخَذَهَا النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فَأكَلَها" (¬1) وفي رواية: "فلمَّا أَتَوْا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "هَلْ (¬2) مِنْكُمْ أَحَدٌ أَمَرَهُ أنْ يَحْمِلَ عَلَيْهَا أَوْ أَشَارَ إلَيْهَا؟ قالوا: لا. قال: فكُلُوا ما بَقِيَ مِنْ لَحْمِها" (¬3). 1963 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "خَمْسٌ لا جُنَاحَ على مَنْ قَتَلَهُنَّ في الحَرَمِ (¬4) والإِحْرامِ: ¬

_ = كتاب الهبة (51)، باب قبول الهدية (6)، الحديث (2573)، ومسلم في الصحيح 2/ 850، كتاب الحج (15)، باب تحريم الصيد للمحرم (8)، الحديث (50/ 1193). الأبواء وودّان: مكانان بين مكة والمدينة. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 58، كتاب الجهاد (56)، باب اسم الفرس والحمار (46)، الحديث (2854)، وفي 6/ 98، باب ما قيل في الرماح (88)، الحديث (2914)، ومسلم في الصحيح 2/ 852 - 855، كتاب الحج (15)، باب تحريم الصيد للمحرم (8)، الحديث (57/ 1196) و (58/ 1196) و (63/ 1196). (¬2) كلمة: (هل) مُثْبَتَةٌ في المخطوطة والمطبوعة، وهي عند مسلم، وليست عند البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 29، كتاب جزاء الصيد (28)، باب لا يشير المحرم إلى الصيد لكي يصطاده الحلال (5)، الحديث (1824)، ومسلم في الصحيح 2/ 854، كتاب الحج (15)، باب تحريم الصيد للمحرم (8)، الحديث (60/ 1196). و (عقره): قتله، وأصل العقر الجرح. (¬4) قال النووي في شرح صحيح مسلم 8/ 115: (اختلفوا في ضبط الحرم هنا، فضبطه جماعة من المحققين بفتح الحاء والراء أي الحَرَم المشهور وهو حرم مكة، والثاني بضم الحاء والراء، ولم يذكر القاضي عياض في المشارق غيره قال: وهو جمع حرام كما قال اللَّه =

الفَأْرَةُ والغُرابُ والحِدَأَةُ والعَقْرَبُ والكَلْبُ العَقُورُ" (¬1). 1964 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "خَمْسٌ فَوَاسِقُ (¬2) يُقْتَلْنَ في الحِلِّ والحَرَمِ: الحَيَّةُ والغُرابُ الْأَبْقَعُ والفَأْرَةُ والكَلْبُ العَقُورُ والحُدَيَّا" (¬3). مِنَ الحِسَان: 1965 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لَحْمُ الصَّيْدِ لَكُمْ في الإِحْرَامِ حَلالٌ مَا لَمْ تَصِيدُوهُ أوْ يُصادَ لَكُمْ" (¬4). ¬

_ = تعالى: {وَأَنْتمْ حُرُمٌ} [سورة المائدة (5)، الآية (1) و (95)] قال: والمراد به المواضع المحرّمة، والفتح أظهر واللَّه أعلم). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في 6/ 355، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه. . . (16)، الحديث (3315)، ومسلم في الصحيح 2/ 857، كتاب الحج (15)، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم (9)، الحديث (72/ 1199). واختلفت العلماء في المراد بالكلب العقور فقيل هو الكلب المعروف، وقيل كل مما يفترس لأن كل مفترس من السباع يسمى كلبًا عقورًا في اللغة (النووي، شرح صحيح مسلم 8/ 114). والحدأة: طائر. (¬2) قال النووي في شرح صحيح مسلم 8/ 114: (تسمية هذه المذكورات فواسق صحيحة جارية على وفق اللغة، وأصل الفسق في كلام العرب الخروج، وسمي الرجل الفاسق لخروجه عن أمر اللَّه تعالى وطاعته، فسميت هذه فواسق لخروجها بالإيذاء والافساد عن طريق معظم الدواب، وقيل لخروجها عن حكم الحيوان في تحريم قتله في الحرم والإِحرام). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 355، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه. . . (16)، الحديث (3314)، ومسلم في الصحيح 2/ 856، كتاب الحج (15)، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم (9)، الحديث (67/ 1198) واللفظ له. والغراب الأبقع: أي الذي فيه سواد وبياض. والحُديّا تصغير حِدأ، واحده حِدأة تصغيرها حدياة. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم 2/ 208، كتاب الحج، باب طائر الصيد، وأحمد في المسند 3/ 387، 389، وأبو داود في السنن 2/ 427 - 428، كتاب المناسك (5)، باب لحم =

1966 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم [قال] (¬1): "الجَرَادُ مِنْ صَيْدِ البَحْرِ" (¬2). 1967 - عن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "يَقْتُلُ المُحْرِمُ السَّبُعَ العَادِي" (¬3). ¬

_ = الصيد للمحرم (41)، الحديث (1851)، والترمذي في السنن 3/ 203 - 204، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في أكل الصيد للمحرم (25)، الحديث (846)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 187، كتاب مناسك الحج (24)، باب إذا أشار المحرم إلى الصيد فقتله الحلال (81)، وابن خزيمة في صحيحه 4/ 180، كتاب المناسك باب ذكر الخبر المفسر لأخبار إباحة أكل لحم الصيد للمحرم (564)، الحديث (2641)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 243، كتاب الحج (9)، باب ما جاء في الصيد للمحرم (15)، الحديث (980)، والدارقطني في السنن 2/ 290، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (243)، والحاكم في المستدرك 1/ 452، كتاب المناسك، باب حلة لحم الصيد للمحرم، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 190، كتاب الحج، باب ما لا يأكل المحرم من الصيد. (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬2) أخرجه أبو داود بلفظه في السنن 2/ 429، كتاب المناسك (5)، باب في الجراد للمحرم (42)، الحديث (1853). وبمعناه أخرجه أحمد في المسند 2/ 306، 364، 407، وأبو داود في المصدر السابق، الحديث (1854)، والترمذي في السنن 3/ 207، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في صيد البحر للمحرم (27)، الحديث (850)، وابن ماجه في السنن 2/ 1074، كتاب الصيد (28)، باب صيد الحيتان والجراد (9)، الحديث (3222). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 3، وأبو داود في السنن 2/ 425 - 426، كتاب المناسك (5)، باب ما يقتل المحرم من الدواب (40)، الحديث (1848). والترمذي في السنن 3/ 198، كتاب الحج (7)، باب ما يقتل المحرم من الدواب (21)، الحديث (838)، وقال: (حديث حسن) وابن ماجه في السنن 2/ 1032، كتاب المناسك (25)، باب ما يقتل المحرم (91)، الحديث (3089).

1968 - عن عبد الرحمن بن أبي عَمّار (¬1) أنّه قال: "سألتُ جابر بنَ عبدِ اللَّه رضي اللَّه عنه عَنِ الضَّبُعِ أَصَيْدٌ هِيَ؟ قال: نعمْ، فقلتُ: أتُؤْكَلُ؟ قال: نعمْ. فقلتُ: سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ قال: نعم" (¬2) [صح] (¬3). 1969 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "سأَلْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ الضَّبُعِ فقال: هو (¬4) صَيْدٌ ويَجْعَلُ فيهِ كَبْشًا إذا أَصَابَهُ المُحْرِمُ" (¬5). ¬

_ (¬1) هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي عمار المكي القرشي، كان يلقب بالقس لعبادته، وكان حليفًا لبني جمح. ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 6/ 234، الترجمة (478) و 6/ 213، الترجمة (430) وفي تقريب التهذيب 1/ 487، الترجمة (1011)، وقال: ثقة عابد، من الثالثة. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم 2/ 193، كتاب الحج، باب الضبع، وأحمد في المسند 3/ 318، 322، والدارمي في السنن 2/ 74، كتاب المناسك، باب في جزاء الضبع، والترمذي في السنن 3/ 207 - 208، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الضبع يصيبها المحرم (28)، الحديث (851)، وقال: (حديث حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 191، كتاب مناسك الحج (24)، باب ما لا يقتله المحرم (89)، وابن ماجه في السنن 2/ 1078، كتاب الصيد (28)، باب الضبع (15)، الحديث (3236)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 262، كتاب الأضاحي (10)، باب في الضبع والأرنب والضب (10)، الحديث (1068)، والدارقطني في السنن 2/ 246، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (45) و (46) و (47)، والحاكم في المستدرك 1/ 452، كتاب المناسك، باب حلة لحم الصيد للمحرم ما لم يصده أو يصاد له، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 183، كتاب الحج، باب فدية الضبع. (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) في مخطوطة برلين: (هي) وباقي الحديث على تأنيث الضبع. وما أثبتناه موافق للفظ أبي داود. (¬5) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 74، كتاب المناسك، باب في جزاء الضبع، وأبو داود في السنن 4/ 158، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل الضبع (32)، الحديث (3801)، وابن ماجه في السنن 2/ 1030 - 1031، كتاب المناسك (25)، باب جزاء الصيد =

13 - باب الإحصار وفوت الحج

1970 - ورُوي عن خُزَيْمَة (¬1) بن جَزِيّ (¬2) أنّه قال: "سَأَلْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ أكْلِ الضَّبُعِ فقال: أَو يَأْكُلُ الضَّبُعَ أَحَدٌ؟ وسَأَلْتُهُ عَنْ أَكْلِ الذِّئْبِ قال: أوَ يَأْكُلُ الذِّئْبَ أَحَدٌ فيهِ خَيْرٌ؟ " (¬3) (ليس إسناده بالقوي). 13 - باب الإحصار وفوت الحج مِنَ الصِّحَاحِ: 1971 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "قَدْ أُحْصِرَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فحَلَقَ وجامَعَ نِسَاءَهُ ونَحَرَ هَدْيَهُ حتَّى اعْتَمَرَ عامًا قابِلًا" (¬4). ¬

_ = يصيبه المحرم (90)، الحديث (3085)، والدارقطني في السنن 2/ 246، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (48) و (49)، والحاكم في المستدرك 1/ 452 - 453، كتاب المناسك، باب حلة لحم الصيد للمحرم ما لم يصده أو يصاد له، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 183، كتاب الحج، باب فدية الضبع. (¬1) وردت في المطبوعة: (عن خزيمة عن ابن جزي) والصواب: عن خزيمة بن جزي. (¬2) قال القاري في المرقاة 3/ 263: (جَزي: بفتح الجيم وكسر الزاي وياء مشددة، وقيل بسكون الزاي بعدها همزة، وقيل بكسر الجيم وسكون الزاي، وقيل بصيغة التصغير)، وخزيمة بن جزي، ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 425، في القسم الأول من حرف الخاء، الترجمة (2254). (¬3) أخرجه الترمذي بلفظه في السنن 4/ 253، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في أكل الضبع (4)، الحديث (1792)، وقال: (هذا حديث ليس إسناده بالقوي لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية)، وأخرجه ابن ماجه مقتصرًا على ذكر الضبع في السنن 2/ 1078، كتاب الصيد (28)، باب الضبع (15)، الحديث (3237)، وعزاه للباوردي وابن السكن الحافظ ابن حجر في الإصابة 1/ 425، ضمن الترجمة (2254). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 4، كتاب المحصر (27)، باب إذا أحصر المعتمر (1)، الحديث (1809). والإحصار: المنع عن الوقوف والطواف.

1972 - وقال عبد اللَّه بن عمر: "خَرَجْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْش دُونَ البَيْتِ، فَنَحَرَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم هَدَاياهُ وحَلَقَ، وقَصَّرَ أَصْحَابُهُ" (¬1). 1973 - وقال المِسْوَر [بن مَخْرَمَة] (¬2): "إنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَحَرَ قَبْلَ أنْ يحْلِقَ، وأمرَ أصْحَابَهُ بذلك" (¬3). 1974 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "ألَيْسَ حَسْبُكُمْ سُنَّةَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، إنْ حُبِسَ أَحَدُكُمْ عَنِ الحَجِّ طافَ بالبَيْتِ وبالصَّفَا والمَرْوَةِ ثُم حَلَّ مِنْ كُلِّ شيءٍ حَتَّى يَحُجَّ عامًا قابِلًا فيُهْدِي أَوْ يَصُومَ إنْ لم يَجِدْ هَدْيًا" (¬4)، 1975 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "دَخَلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَلى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ فقال لها: لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الحَجَّ؟ قالت: واللَّه ما أجدُني إلَّا وَجِعَةً. فقال لها: حُجِّي واشْتَرِطي وقُولي: اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 4، كتاب المحصر (27)، باب إذا أحصر المعتمر (1)، الحديث (1807)، وفي 4/ 10، باب النحر قبل الحلق في الحصر (3)، الحديث (1812)، وفي 7/ 455، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الحديبية (35)، الحديث (4185). (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 10، كتاب المحصر (27)، باب النحر قبل الحلق في الحصر (3)، الحديث (1811). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 8، كتاب المحصر (27)، باب الإحصار في الحج (2)، الحديث (1810). (¬5) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 132، كتاب النكاح (67)، باب الأكفاء في الدين (15)، الحديث (5089)، ومسلم في الصحيح 2/ 867 - 868، كتاب =

مِنَ الحِسَان: 1976 - عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُبْدِلُوا الهَدْيَ الذي نَحَرُوا عامَ الحُدَيْبِيَةِ في عُمْرَةِ القَضَاءِ" (¬1). 1977 - عن الحَجَّاجِ بن عمرو الأنصاري أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ كُسِرَ أو عَرِجَ أو مَرِضَ فقدْ حَلَّ، وعليهِ الحَجُّ مِنْ قابِلٍ" (¬2) (ضعيف) (¬3). ¬

_ = الحج (15)، باب جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه (15)، الحديث (104/ 1207)، وقوله "محلي": أي محل خروجي من الحج وموضع حلالي من الإحرام يعني زمانه ومكانه. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 434 - 435، كتاب المناسك (5)، باب الإحصار (44)، الحديث (1864)، وصححه الحاكم في المستدرك 1/ 485 - 486، كتاب المناسك، باب في اشتراء بقرة للهدي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 450، والدارمي في السنن 2/ 61، كتاب المناسك، باب في المحصر بعدو. وأبو داود في السنن 2/ 433 - 434، كتاب المناسك (5)، باب الإحصار (44)، الحديث (1862) و (1863)، والترمذي في السنن 3/ 277، كتاب الحج (7)، باب ما جاء في الذي يهل بالحجِّ فيكسر أو يعرج (96)، الحديث (940)، وقال: (حسن صحيح) وفي نسخة سنن الترمذي (بتحقيق عثمان) 2/ 209 قال: (هذا حديث حسن) والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 198، كتاب مناسك الحج (24)، باب فيمن أحصر بعدو (102)، وابن ماجه في السنن 2/ 1028، كتاب المناسك (25)، باب المحصر (85)، الحديث (3077) و (3078)، والدارقطني في السنن 2/ 277 - 278، كتاب الحج، باب المواقيت، الحديث (191)، والحاكم في المستدرك 1/ 482 - 483، كتاب المناسك، باب من كسر أو عرج فقد حل، وقال: (صحيح على شرط البخاري) وأقره الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 220، كتاب الحج، باب من رأى الإحلال بالإحصار بالمرض. (¬3) قال البغوي في شرح السنة 7/ 288، كتاب الحج، باب الإحصار، ضمن الحديث (1999): (يحتج بهذا الحديث من يرى القضاء على المحصر، وضعف بعضهم =

1978 - عن عبد الرحمن بن يَعْمَر الدِّيْلي (¬1) أنّه قال: سمعت النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "الحَجُّ عَرَفَة، مَنْ أدركَ عَرَفَةَ ليْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلوعِ الفَجْرِ فقدْ أَدْرَكَ الحج، أيَّامُ مِنًى ثلاثَة {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} (¬2) " (¬3). ¬

_ = هذا الحديث لما ثبت عن ابن عباس أنّه قال: "لا حصر إلا حصر العدو" وتأوله بعضهم على أنه إنما يحل بالكسر والعرج إذا كان قد شرط ذلك في عقد الإحرام على معنى ضُباعة بنت الزبير)، وذكر الخطابي مثله في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود) 2/ 368، وقال البيهقي: (وقد حمله بعض أهل العلم إن صح على أنه يحل بعد فواته بما يحل به من يفوته الحج بغير مرض فقد روِّينا عن ابن عباس ثابتًا عنه قال: "لا حصر إلا حصر عدو" واللَّه أعلم) وحديث ابن عباس رضي اللَّه عنه أخرجه الشافعي في الأم 2/ 163، كتاب الحج، ياب الإحصار بالمرض. (¬1) ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 417، الترجمة (5221) وقال: (قال ابن حبان في "الصحابة" مكي سكن الكوفة يكنى أبا الأسود، مات بخراسان) وفي تقريب التهذيب 1/ 503، الترجمة (1161)، وقال: الدِّيْلي: بكسر الدال وسكون التحتانية). (¬2) سورة البقرة (2)، الآية (203). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 335، والدارمي في السنن 2/ 59، كتاب المناسك، باب بما يتم الحج، وأبو داود في السنن 2/ 485 - 486، كتاب المناسك (5)، باب من لم يدرك عرفة (69)، الحديث (1949)، والترمذي في السنن 3/ 237، كتاب الحج (7)، باب ما جاء فيمن أدرك الإِمام بجمع فقد أدرك الحج (57)، الحديث (889) و (890) وفي 5/ 214، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة البقرة (3)، الحديث (2975) وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 264 - 265، كتاب مناسك الحج (24)، باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بالمزدلفة (211)، وابن ماجه في السنن 2/ 1003، كتاب المناسك (25)، باب منَ أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع (57)، الحديث (3015)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 249، كتاب الحج (9)، باب ما جاء في الوقوف بعرفة والمزدلفة (21)، الحديث (1009)، والحاكم في المستدرك 1/ 464، كتاب المناسك، باب الوقوف بالمزدلفة، قال الذهبي: (صحيح)، وقوله: "ليلة جَمْع" أي ولو ليلة المزدلفة وهي ليلة العيد.

14 - باب حرم مكة حرسها الله

14 - باب حرم مكة حرسها اللَّه مِنَ الصِّحَاحِ: 1979 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "قالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ: لا هِجْرَةَ، ولكِنْ جِهادٌ وَنيَّةٌ، فإذا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا. وقالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: إنَّ هذا البَلَدَ حَرمَهُ اللَّه يَوْمَ خَلَقَ السَّماوَاتِ والأرضَ، فهو حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّه إلى يَوْمِ القِيامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيهِ لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِل لي إلا ساعةً مِنْ نَهارٍ، فهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّه إلى يَوْمِ القيامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولا يُنَفرُ صَيْدُهُ، ولا يَلتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَنْ عَرَّفَهَا، ولا يُخْتَلَى خَلاهُ. فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللَّه إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنهِمْ ولِبُيوتهمْ. فقال: إلَّا الإِذْخِر" (¬1). 1980 - وفي رواية: "لا تُعْضَدُ شَجَرَتُها، ولا يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَها إلَّا مُنْشِدٌ" (¬2). 1981 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنَّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى ¬

_ (¬1) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 46 - 47، كتاب جزاء الصيد (28)، باب لا يحل القتال بمكة (10)، الحديث (1834)، وفي 6/ 283، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب إثم الغادر للبر والفاجر (22)، الحديث (3189)، ومسلم في الصحيح 2/ 986، كتاب الحج (15)، باب تحريم مكة وصيدها. . . (82)، الحديث (445/ 1353)، يعضد أي يقطع، والخلى: الرطب من النبات واختلاؤه قطعه واحتشاشه، والإذخر نبت معروف عند أهل مكة طيب الريح له أصل مندفن وقضبان دقاق، والقين: الحداد (الحافظ ابن حجر فتح الباري 4/ 43، 48). (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 205، كتاب العلم (3)، باب كتابة العلم (39)، الحديث (112)، وفي 52/ 201، كتاب الديات (87)، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين (8)، الحديث (6880)، ومسلم في الصحيح 2/ 989، كتاب الحج (15)، باب تحريم مكة وصيدها. . . (82)، الحديث (448/ 1355). و (المُنْشِدُ): المُعَرِّفُ.

اللَّه عليه وسلم يقول: "لا يَحِلُّ لأحَدِكُمْ أنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلاحَ" (¬1). 1982 - عن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الفَتْحِ وعلى رَأْسِهِ المِغْفَرُ فلمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فقال: إنَّ ابنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ. فقال: اقْتُلْهُ" (¬2). 1983 - وعن جابر رضي اللَّه عنه "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دَخَلَ يومَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةُ سَوْدَاءُ بِغَيْرِ إحْرَامٍ" (¬3). 1984 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فإذا كانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بأوَّلهِمْ وآخِرِهِمْ. قلتْ: يا رسُولَ اللَّه كيْفَ يُخْسَفُ بأوَّلهِمْ وآخِرِهِمْ وفيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قال: يُخْسَفُ بأَوَّلهِمْ وآخِرِهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ على نِيَّاتِهِمْ" (¬4). 1985 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 989، كتاب الحج (15)، باب النهي عن حمل السلاح بمكة (83)، الحديث (449/ 1356). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 59، كتاب جزاء الصيد (28)، باب لبس السلاح للمحرم (17)، الحديث (1846)، وفي 8/ 15، كتاب المغازي (64)، باب أين ركز النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الراية يوم الفتح (48)، الحديث (4286)، ومسلم في الصحيح 2/ 989 - 990، كتاب الحج (15)، باب جواز دخول مكة بغير إحرام (84)، الحديث (450/ 1357)، والمِغْفر: شبه قلنسوة من الدرع. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 990، كتاب الحج (15)، باب جواز دخول مكة بغير إحرام (84)، الحديث (451/ 1358). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 338، كتاب البيوع (34)، باب ما ذكر في الأسواق (49)، الحديث (2118)، ومسلم في الصحيح 4/ 2110، كتاب الفتن وأشراط الساعة (52)، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت (2)، الحديث (8/ 2884) واللفظ للبخاري. والبيداء: البقعة الفيحاء. و (الأسواق): الرعايا.

صلى اللَّه عليه وسلم: "يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ" (¬1). 1986 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "كأنِّي بهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُها حَجَرًا حَجَرًا" (¬2). مِنَ الحِسَان: 1987 - عن يَعلَى بن أمية رضي اللَّه عنه أنّه قال: إنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "احْتِكَارُ الطَّعامِ في الحَرَمِ إلحَادٌ فيهِ" (¬3). 1988 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لِمَكَةَ: ما أطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحَبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قَوْمِي أَخْرَجُوني مِنْكِ ما سَكَنْتُ غَيْرَكِ" (¬4) [صح] (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 460، كتاب الحج (25)، باب هدم الكعبة (49)، الحديث (1596)، ومسلم في الصحيح 4/ 2232، كتاب الفتن وأشراط الساعة (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنىِ أن يكون مكان الميت من البلاء (18)، الحديث (57/ 2909) و (58/ 2909) السُّويقَتينْ: تثنية سويقة وهي تصغير ساق أي له ساقان دقيقان (الحافظ ابن حجر فتح الباري 3/ 461). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 460، كتاب الحج (25)، باب هدم الكعبة (49)، الحديث (1595) والفحج: تباعد ما بين الساقين (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 461). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 522، كتاب المناسك (5)، باب تحريم حرم مكة (90)، الحديث (2020)، قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 2/ 438: (وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير عن يعلى بن أمية أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: "احتكار الطعام بمكة إلحاد) ويشبه أن يكون البخاري علَّل المسند بهذا) وهو عند البخاري في التاريخ الكبير القسم الأول من المجلد الرابع، ص 255، في ترجمة مسلم بن باذان رقم (1083). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 723، كتاب المناقب (50)، باب في فضل مكة (69)، الحديث (3926)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه) وفي نسخة سنن الترمذي (بتحقيق عثمان) 5/ 380 قال: (حسن صحيح غريب من هذا الوجه) وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 253 - 254، كتاب الحج (9)، باب فضل مكة (31)، الحديث (1026)، والحاكم في المستدرك 1/ 486، كتاب المناسك. (¬5) ليست في المطبوعة.

15 - باب حرم المدينة حرسها الله

1989 - عن عبد اللَّه بن عَدِيّ بن حَمراء (¬1) أنّه قال: "رَأَيْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم واقِفًا على الحَزْوَرَةِ فقال: واللَّه إنَّكِ لَخَيْرُ أرْضِ اللَّه، وأَحَبُّ أرْضِ اللَّه إلى اللَّه عزَّ وجلَّ، ولَوْلَا أنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ ما خَرَجْتُ" (¬2). 15 - باب حرم المدينة حرسها اللَّه مِنَ الصِّحَاحِ: 1990 - عن علي رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "المَدِينَةُ حَرامٌ ما بَيْنَ عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فيها حَدَثًا أو آوى (¬3) مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّه والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، ذِمَّة المُسْلِمِينَ واحِدَةٌ، يَسْعَى بها أدْناهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فعلَيْهِ لعْنَةُ اللَّه والمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يقْبَلَ مِنْهُ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، ومَنْ والَى قَوْمًا بغَيْرِ إذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّه والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ ¬

_ (¬1) هو عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء القرشي الزهري يكنى أبا عمر وأبا عمرو، عداده في أهل الحجاز وقيل إنه ثقفي حالف بني زهرة. ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 37، الترجمة (4821)، وفي تهذيب التهذيب 8/ 315، الترجمة (543). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 304، والدارمي في السنن 2/ 239، كتاب المناسك، باب إخراج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من مكة. والترمذي في السنن 5/ 722، كتاب المناقب (50)، باب في فضل مكة (69)، الحديث (3925)، وقال: (حسن غريب صحيح) وهذا لفظه، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى، عزاه إليه المزي في تحفة الأشراف 5/ 316 في أطراف عبد اللَّه بن عدي، وابن ماجه في السنن 2/ 1037، كتاب المناسك (25)، باب فضل مكة (103)، الحديث (3108)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 253، كتاب الحج (9)، باب فضل مكة (31)، الحديث (1025). والحَزْوَرَة موضع بمكة، وفي الأصل بمعنى التل الصغير. (¬3) في المطبوعة زيادة (فيها) وليست عند البخاري ومسلم.

صَرْفٌ ولا عَدْلٌ" (¬1) وفي رواية: "وَمَنْ ادَّعَى إلى غَيْرَ أبيهِ أوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّه والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ" (¬2). 1991 - وعن سعد أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إني أُحَرِّمُ ما بَيْنَ لابَتَيِ المَدِينَةِ أنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا، أو يُقْتَلُ صَيْدُها. وقال: لا يَدَعُها أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْها إلّا أَبْدَلَ اللَّه فيها مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، ولا يَثْبُتُ أَحَدٌ على لَأوائَها وَجَهْدِهَا إلّا كُنْتُ لهُ شفيعًا أو شَهيدًا يومَ القِيامَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 81، كتاب فضائل المدينة (29)، باب حرم المدينة (1)، الحديث (1870) وفي 6/ 279 - 280، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب إثم مَن عاهد ثم غدر (17)، الحديث (3179)، وفي 12/ 41 - 42، كتاب الفرائض (85)، باب أثم من تبرأ من مواليه (21)، الحديث (6755)، وفي 13/ 275، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (96)، باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع (5)، الحديث (7300)، ومسلم في الصحيح 2/ 994 - 999، كتاب الحج (15)، باب فضل المدينة (85)، الحديث (467/ 1370) و (468/ 1370). وعَيْر وثور جبلان. وقوله: "لا يقبل منه صرف ولا عدل" قيل في تفسير العدل: إنه الفريضة، والصرف: النافلة، ومعنى الصرف: الربح والزيادة ومنه صرف الدراهم والدنانير، وقال أبو عبيد: الصرف: التوبة، والعدل: الفدية. وقوله: "فمن أخفر مسلمًا" يريد نقض العهد (البغوي، شرح السنة 7/ 307 - 311، كتاب الحج، باب حرم المدينة، الحديث (2009)). (¬2) أخرجه مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، في المصدر السابق. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 992، كتاب الحج (15)، باب فضل المدينة (85)، الحديث (459/ 1363) اللابتان الحرتان واحدتها لابة وهي الأرض الملبسة حجارة سوداء وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما، والعِضاه: كل شجر فيه شوك واحدتها عضاهة وعضيهة. قال أهل اللغة: اللأواء بالمد الشدة والجوع وأما الجَهْد فهو المشقة (النووي، شرح صحيح مسلم 9/ 135 - 136).

1992 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يَصْبِرُ على لأواءِ المَدِينَةِ وشِدَّتِهَا أَحَدٌ مِنْ أُمتِي إلّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يومَ القِيامَةِ" (¬1). 1993 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ النَّاسُ إذا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرَةِ جَاؤُا بهِ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فإذا أَخَذَهُ قال: اللَّهمَّ بارِكْ لنا في ثَمَرِنَا، وبارِكْ لنا في مَدِينَتِنَا، وبارِكْ لَنَا في صَاعِنَا، وبارِكْ لَنَا في مُدِّنا، اللَّهمَّ إنَّ إبراهيمَ عَبْدُكَ وخَلِيلُكَ ونَبِيُّكَ، وإنِّي عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وإنّه دَعَاكَ لِمَكَّةَ وإنِّي أَدْعُوكَ للمَدِينَةِ بمِثْلِ ما دعاكَ لِمَكَّةَ ومِثْلِهِ مَعَهُ. قال: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَليدٍ لهُ فَيُعْطِيهِ ذلكَ الثَّمَرَ" (¬2). 1994 - وعن أبي سعيد رضي اللَّه عنه عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّ إبراهيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَجَعَلَهَا حَرامًا، وإنِّي حرَّمْتُ المَدِينَةَ حَرامًا ما بَيْنَ مَأْزِمَيْهَا أنْ لا يُهَرَاقَ فيها دَمٌ، ولا يُحْمَلُ فِيها سِلاحٌ لِقِتالٍ، ولا تُخْبَطَ فيها شَجَرَةٌ إلّا لِعَلْفٍ" (¬3). 1995 - ورُوي "أنَّ سعدًا وجَدَ عَبْدًا يَقْطَعُ شَجَرًا أو يَخْبطُهُ، فَسَلَبَهُ، فَجَاءَهُ أَهْلُ العَبْدِ فَكَلَّمُوهُ أنْ يَرُدَّ ما أَخَذَ مِنْ غُلامِهِمْ، فقال: مَعَاذَ اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1004، كتاب الحج (15)، باب الترغيب في سكنى المدينة (86)، الحديث (484/ 1378)، وزاد: "أو شهيدًا". و (اللاواء): شدّة الجوع. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1000، كتاب الحج (15)، باب فضل المدينة (85)، الحديث (473/ 1373). والمُدّ= 0.687 كلغ، والصاع= 2.751 كلغ. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1001، كتاب الحج (15)، باب الترغيب في سكنى المدينة (86)، الحديث (475/ 1374)، المأزم هو الجبل وقيل المضيق بين الجبلين ونحوه (النووي، شرح صحيح مسلم 9/ 147).

أنْ أَرُدَّ شَيْئًا نَفَّلَنِيهِ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 1996 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "لَمَّا قَدِمَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم المَدِينَةَ وُعِكَ أبو بَكْرٍ وبِلالٌ، فجِئْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَأخْبَرْتُهُ، فقال: اللَّهمَّ حَبِّبْ إلَيْنَا المَدينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أوْ أَشَدَّ، وصَحِّحْها لَنَا، وبارِكْ لنا في صاعِها ومُدِّها، وانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْها بالجُحْفَةِ" (¬2). 1997 - وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما في رُؤيا النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في المَدِينَةِ: "رَأَيْت امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ المَدِينَةِ حَتَّى نَزَلَتْ مَهْيَعَةً فَتَأَوَّلْتُها أنَّ وباءَ المَدِينَةِ نُقِلَ إلى مَهْيَعَةَ -وهي الجُحْفَة" (¬3). 1998 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُفْتَحُ اليَمَنُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أطاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لو كانُوا يَعْلَمُونَ، ويُفْتَحُ الشَّأمُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أطَاعَهُمْ، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية عامر بن سعد "أن سعدًا ركب إلى قصره بالعقيق فوجد عبدًا. . . " في الصحيح 2/ 993، كتاب الحج (15)، باب فضل المدينة (85)، الحديث (461/ 1364)، يخبطه أي يخبط ورق شجر بضرب أو رمي حجر، وقوله "فسلبه" أي أخذ ثيابه. و"نفلنيه": أعطانيه نفلًا، أي غنيمة. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 99، كتاب فضائل المدينة (29)، باب (12)، الحديث (1889)، وفي 7/ 262، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مقدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه المدينة (46)، الحديث (3926)، ومسلم في 2/ 1003، كتاب الحج (15)، باب الترغيب في سكنى المدينة (86)، الحديث (480/ 1376). والجُحْفَةُ: قرية علي طريق المدينة كان يسكنها اليهود. والمُدّ= 0.687 كلغ، والصاع= 2.751 كلغ. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 426، كتاب التعبير (91)، باب المرأة السوداء (42)، الحديث (7039). قال: الحافظ ابن حجر في فتح الباري 12/ 425 - 426: (وأظن قوله وهي "الجحفة" مدرجًا من قول موسى بن عقبة -الراوي- فإن أكثر الروايات خلا عن هذه الزيادة وثبتت في رواية سليمان وابن جريج).

والمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لو كانُوا يَعْلَمُونَ، ويُفْتَحُ العِراقُ فَيَأْتِي قَوْم يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمْن أطاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ" (¬1). 1999 - وقال: "أُمرْتُ بِقَرْيَة تَأْكُلُ القُرَى، يَقُولُونَ يَثْرِبَ، وهيَ المَدِينَةُ، تَنْفِي النَّاسَ كما ينْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد" (¬2). 2000 - وقال: "إنَّ اللَّه تَعَالَى سَمَّى المَدِينَةَ طابَةَ" (¬3). 2001 - وقال: "إنَّمَا المَدِينَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها وَينْصَعُ طَيِّبُهَا" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث سُفيان بن أبي زُهَيْر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 90، كتاب فضائل المدينة (29)، باب من رغب عن المدينة (5)، الحديث (1875). ومسلم في الصحيح 2/ 1009، كتاب الحج (15)، باب الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار (90)، الحديث (497/ 1388). وقوله: "يَبُسُّون" بفتح أوله وضم الموحدة وبكسرها، قال أبو عبيد: معناه يسوقون دوابهم، والبس سوق الإبل تقول بس بس عند السوق وإرادة السرعة، وقال الداودي: معناه يزجرون دوابهم فيبسون ما يطؤونه من الأرض من شدة السير فيصير غبارًا (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 4/ 92). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 87، كتاب فضائل المدينة (29)، باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس (2)، الحديث (1871)، ومسلم في الصحيح 2/ 1006، كتاب الحج (15)، باب المدينة تنفي شرارها (88)، الحديث (488/ 1382)، وقوله: "أمرت بقرية تأكل القرى" معناه: أمرت بالهجرة إليها واستيطانها، وذكروا في معنى أكلها القرى وجهين: أحدهما أنها مركز جيوش الإسلام في أول الأمر فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها، والثاني معناه أن أكلها وميرتها تكون من القرى المفتتحة وإليها تساق غنائمها (النووي، شرح صحيح مسلم 9/ 154). وتنفي الناس: أي الخبيثين منهم. (¬3) أخرجه مسلم من حديث جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 1007، كتاب الحج (15)، باب المدينة تنفي شرارها (88)، الحديث (491/ 1385). (¬4) متفق عليه من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 96، كتاب فضائل المدينة (29)، باب المدينة تنفي الخبث (10)، الحديث (1883)، وفي 13/ 201، كتاب الأحكام (93)، باب من بايع ثم استقال =

2002 - وقال: "لا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِي المَدِينَةُ شِرَارَها كما يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ" (¬1). 2003 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "على أنْقَابِ المَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ ولا الدَّجَّالُ" (¬2). 2004 - وقال: "ليسَ مِنْ بَلَدٍ إلّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إلا مَكَّةَ والمَدِينَةَ، لَيْسَ نَقْب مِنْ أَنْقَابِها إلّا عَلَيْهِ المَلائِكَةُ صافَّينَ يَحْرُسُونَها، فَيَنْزِلُ السَّبْخَةَ، فَتَرْجُفُ المَدِينَةُ بأهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ كُلُّ كافِرٍ ومُنافِقٍ" (¬3). 2005 - وقال: "لا يَكِيدُ أهْلَ المَدِينَةِ أَحَدٌ إلّا انْمَاعَ كَما يَنْمَاعُ المِلْحُ في المَاءِ" (¬4). ¬

_ = البيعة (47)، الحديث (7211)، ومسلم في الصحيح 2/ 1006، كتاب الحج (15)، باب المدينة تنفي شرارها (88)، الحديث (489/ 1383). ويَنْصَع: هو بفتح الياء والصاد المهملة أي يصفو ويخلص ويتميز (النووي، شرح صحيح مسلم 9/ 156). (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 1005، كتاب الحج (15)، باب المدينة تنفي شرارها (88)، الحديث (487/ 1381). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 95، كتاب فضائل المدينة (29)، باب لا يدخل الدجال المدينة (9)، الحديث (1880)، ومسلم في الصحيح 2/ 1005، كتاب الحج (15)، باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها (87)، الحديث (485/ 1379). والأنقاب جمع نَقْب وهو الطريق. (¬3) متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 95، كتاب فضائل المدينة (29)، باب لا يدخل الدجال المدينة (9)، الحديث (1881)، ومسلم في الصحيح 4/ 2665، كتاب الفتن (52)، باب قصة الجساسة (24)، الحديث (123/ 2943). والسبخة: موضع قريب من المدينة. (¬4) متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 94، كتاب فضائل المدينة (29)، باب إثم من كاد أهل المدينة (7)،=

2006 - عن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَنَظَرَ إلى جُدُرَاتِ المَدِينَةِ أَوْضَعَ راحِلَتَهُ، وإنْ كانَ على دابةٍ حَرَّكَها، مِنْ حُبِّها" (¬1). 2007 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم طَلَعَ لهُ أُحُدٌ فقال (¬2): هذا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ! اللَّهُمَّ إنَّ إبراهيمَ عليهِ السَّلامَ حرَّمَ مَكَّةَ، وإنِّي حَرَّمْتُ المَدِينَةَ ما بَيْنَ لابَتَيْهَا" (¬3). 2008 - ويُروى أنّه قال: "أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا ونُحِبُّهِ" (¬4). ¬

_ = الحديث (1877)، ومسلم في الصحيح 2/ 1008، كتاب الحج (15)، باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه اللَّه (89)، الحديث (494/ 1387) واللفظ للبخاري. وانماع أي ذاب وهلك، ويفسّره لفظ مسلم: "أذابه اللَّه. . .". (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 98، كتاب فضائل المدينة (29)، باب المدينة تنفي الخبث (10)، الحديث (1886). والجُدُرات: جمع جِدار. وأَوْضَعَ: أسرع. (¬2) في المطبوعة زيادة (إنّ) وليست عند البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 83 - 84، كتاب الجهاد (56)، باب فضل الخدمة في الغزو (71)، الحديث (2889)، وفي 6/ 86 - 87، باب من غزا بصبي للخدمة (74)، الحديث (2893)، وفي 7/ 377، كتاب المغازي (64)، باب أحد جبل يُحبنا ونحبه (27)، الحديث (4084) وفي 13/ 304، كتاب الاعتصام (96)، باب ما ذكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وحض على اتفاق أهل العلم. . . (16)، الحديث (7333)، ومسلم في الصحيح 2/ 993، كتاب الحج (15)، باب فضل المدينة (85)، الحديث (462/ 1365). واللابتان: الحرتان واحدتهما لابة وهي الأرض الملبسة حجارة سوداء وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما (النووي، شرح صحيح مسلم 9/ 135). (¬4) أخرجه البخاري بلفظه تعليقًا بصيغة الجزم من رواية سهل بن سعد الساعدي رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 344، كتاب الزكاة (24)، باب خرص التمر (54)، الحديث (1482) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 3/ 346: (هو موصول في "فوائد علي بن خزيمة"). وهو موصول في حديث أبي حميد الساعدي رضي اللَّه عنه بلفظ: "هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه" أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 125، كتاب =

مِنَ الحِسَان: 2009 - رُوي "أنَّ سعدَ بنَ أبي وَقّاصٍ أَخَذَ رَجُلًا يَصِيدُ في حَرَمِ المَدِينَةِ، فَسَلَبَهُ ثِيابَهُ، فَجَاءَ مَواليهِ فَكَلَّمُوهُ فيهِ، فقال: إنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّهَ عليه وسلم حَرَّمَ هذا الحَرَمِ وقال: مَنْ أَخَذَ أَحَدًا يَصِيدُ فيهِ فَلْيَسْلُبْهُ، فلا أَرُدُّ عَلَيْكُمْ طُعْمَةً أَطْعَمَنيها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولكِنْ إنْ شِئْتُمْ دَفَعْتُ إلَيْكُمْ ثَمَنَهُ" (¬1) ويُروى: "مَنْ قَطَعَ مِنْهُ شَيْئًا فَلِمَنْ أَخَذَهُ سَلَبَهُ" (¬2). 2010 - وروى الزبير عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "أنَّ صَيْدَ وَجٍّ وعِضاهَهُ حِرْمٌ مُحَرَّمٌ للَّه" (¬3) (ووجّ ذكروا أنّها من ناحية الطائف). 2011 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنِ اسْتَطَاعَ أنْ يموتَ بالمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِها، فإنِّي أَشْفَعُ ¬

_ = المغازي (64)، باب (81)، الحديث (4422)، ومسلم في الصحيح 2/ 1011، كتاب الحج (15)، باب أحد جبل يحبنا ونحبه (93)، الحديث (503/ 1392). وفي حديث أنس رضي اللَّه عنه بلفظ: "إن أحُدًا جَبَل يحبنا ونحبه" أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (504/ 1393). (¬1) هو من رواية سليمان بن أبي عبد اللَّه قال: "رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلًا. . . " أخرجه أحمد في المسند 1/ 170. وأبو داود في السنن 2/ 532، كتاب المناسك (5)، باب في تحريم المدينة (99)، الحديث (2037). (¬2) أخرجه أبو داود عن سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه في السنن 2/ 533، كتاب المناسك (5)، باب في تحريم المدينة (99)، الحديث (2038). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 165، والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 140، قسم 1، ج 1، في ترجمة محمد بن عبد اللَّه بن إنسان رقم (420). وأبو داود في السنن 2/ 528، كتاب المناسك (5)، باب في مال الكعبة (97)، الحديث (2032)، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 200، كتاب الحج، باب كراهية قتل الصيد وقطع الشجر بوج من الطائف. وعضاهه: أي أشجار شوكه، وقوله: "حِرْم" بكسر فسكون وحِرْم وحرام لغتان كحِل وحلال.

لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا" (¬1) [صح] (¬2). 2012 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "آخِرُ قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الإِسْلَامِ خَرابًا المَدِينَةُ" (¬3) (غريب). 2013 - عن جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ اللَّه تعالَى أَوْحَى إليَّ: أيَّ هُؤلاءِ الثَّلاثَةِ نَزَلْتَ فَهيَ دَارُ هِجْرَتِكَ: المَدِينَة، أو البَحْرَيْن، أو قِنَّسْرِين" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 74، 104، والترمذي في السنن 5/ 719، كتاب المناقب (50)، باب في فضل المدينة (68)، الحديث (3917)، وقال: (حسن غريب من حديث أيوب السختياني) وفي نسخة سنن الترمذي (بتحقيق عثمان) 5/ 377 قال: (حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني) وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 255، كتاب الحج (9)، باب فضل مدينة سيدنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (36)، الحديث (1031)، وأخرجه ابن ماجه بلفظ "أشهد" بدل "أشفع" في السنن 2/ 1039، كتاب المناسك (25)، باب فضل المدينة (104)، الحديث (3112). (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 720،كتاب المناقب (50)، باب في فضل المدينة (68)، الحديث (3919)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جَنَادة عن هشام بن عروة). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 721، كتاب المناقب (50)، باب في فضل المدينة (68)، الحديث (3923). وقِنَّسْرين بلد بالشام.

خاتمة المجلّد الأول بتجزئة المؤلف [قال الإِمام محيي السنة ناصر الحديث ركن الإسلام قدوة الأمة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي المعروف بالفراء قدس اللَّه روحه: جعلت أحاديث كل باب من هذا الكتاب قسمين، صحاحًا وحسانًا. فالصحاح منها ما أورده الشيخان محمد البخاري ومسلم في كتابيهما الصحيحين، وشرطهما مراعاة الدرجة العليا في الصحة، وهو أن يكون الحديث يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، ولذلك الراوي الصحابي ثقتان من التابعين، ثمَّ يرويه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابة، وله راويان من أتباع التابعين، ثمَّ يرويه عنه من أتباع التابعين الحافظ المتقن المشهور، وله رواة من الطبقة الرابعة. وأردت بالحسان ما لم يخرّجاها في كتابيهما وخرجها غيرهما من الأئمة مثل أبي داود السجستاني وأبي عيسى الترمذي والنَّسائي، ثمَّ منها ما يكون صحيحًا بنقل العدل عن العدل إلى الصحابي، ولكن لا يكون للصحابي إلّا راوٍ واحد بنقل العدل إلى العدل وإلى التابعي، ولا يكون للتابعي إلا راوٍ واحد. ولم ينكر البخاري ومسلم أن يكون فيما لم يخرجاه من الأحاديث صحيح، فإنه رُوي عن البخاري أنَّه قال: "أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف غير صحيح) وعن ابن حنبل رضي اللَّه عنه أنَّه قال: (صحّ عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم سبعمائة ألف حديث وكسر). إلَّا أنَّ طريق ما لم يخرّجه الشيخان لا يكون كطريق ما أخرجاه في علوّ الدرجة، فكان مسلم يخرج الصحيح على ثلاثة أقسام في الدرجة، فلمَّا فرغ من القسم الأول أدركته المنيّة رحمه اللَّه. والغريب يكون من حيث ما يعرض للراوي في روايته وهو مع ذلك صحيح لكون كل واحد من نقلته ثقة مأمور، وقد يكون بمخالفة واحد من الثقات أصحابه. والضعيف ما في إسناده مجروح أو مجهول واللَّه أعلم بالصواب] (¬1). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وليس في مخطوطة برلين.

11 - كتاب البيوع

11 - كِتَابُ البُيُوعِ 1 - باب الكسب وطلب الحلال مِنَ الصِّحَاحِ: 2014 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما أكلَ أحدٌ طَعامًا قطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ، وإنَّ نَبيَّ اللَّه داودَ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يأكلُ مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ" (¬1). 2015 - وقال: "إنَّ اللَّه طَيِّبٌ لا يقبلُ إلا طَيِّبًا وإنَّ اللَّهَ أَمَرَ المؤمنينَ بما أَمَرَ به المُرْسَلينَ، فقال: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} (¬2) وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (¬3) ثم ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ: يا رَبِّ يا ربِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ ومَشْرَبُهُ حَرامٌ ومَلْبَسُهُ حَرَامٌ وغُذِيَ بالحَرَامِ فَأنَّى يُسْتَجابُ لذلِكَ؟ " (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري من رواية المِقْدام بن مَعْدِي كَرِب رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 303، كتاب البيوع (34)، باب كسب الرجل وعمله بيده (15)، الحديث (2072). (¬2) سورة المؤمنون (23)، الآية (51). (¬3) سورة البقرة (2)، الآية (172). (¬4) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 703، كتاب الزكاة (12)، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها (19)، الحديث (65/ 1015). و (أشعث أغبر) أي من غير اسْتِحْدَادٍ ولا تنظّف.

2016 - وقال: "يأتِي على النَّاسِ زمانٌ لا يُبالي المرءُ ما أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الحلالِ أَمْ مِنَ الحَرامِ" (¬1). 2017 - وقال: "الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا أُمورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كثيرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنْ اتَّقى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ في الشُّبُهَاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وإنَّ حِمَى اللَّه مَحَارِمُهُ، أَلَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً (¬2) إِذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ القَلْبُ" (¬3). 2018 - "ثَمَنُ الكلبِ خَبيثٌ، ومَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ، وكَسْبُ الحَجَّامِ خَبِيثٌ" (¬4). 2019 - عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللَّه عنه "أَنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ وَمَهْرِ البَغِيِّ وحُلْوَانِ الكَاهِنِ" (¬5). ¬

(¬1) أخرجه البخاري من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 296، كتاب البيوع (34)، باب من لم يُبال من حيث كسب المال (7)، الحديث (2059). (¬2) في مخطوطة برلين: (لمضغة)، وما أثبتناه موافق للفظ البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه من رواية النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 126، كتاب الإيمان (2)، باب فضل من استبرأ لدينه (39)، الحديث (52)، وفي 4/ 290، كتاب البيوع (34)، باب الحلال بين، والحرام بين (2)، الحديث (2051)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1219 - 1220، كتاب المساقاة (22)، باب أخذ الحلال وترك الشبهات (20)، الحديث (107/ 1599). (¬4) أخرجه مسلم من رواية رافع بن خديج رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1199، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم ثمن الكلب. . . (9)، الحديث (41/ 1568). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 426، كتاب البيوع (34)، باب ثمن الكلب (113)، الحديث (2237)، ومسلم في الصحيح 3/ 1198، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم ثمن الكلب. . . (9)، الحديث (39/ 1567).

2020 - وعن أبي جُحَيْفَةَ أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عَنْ ثمَنِ الدَّمِ، وثَمَنِ الكَلْبِ، وكَسْبِ البَغِيَّ، ولَعنَ آكِلَ الرِّبا ومُوكلَه، والواشِمةَ، والمُسْتَوْشمةَ، والمُصَوِّرَ" (¬1). 2021 - عن جابر رضي اللَّه عنه "أَنَّهُ سَمِعَ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ عامَ الفَتْحِ وهو بمَكَّةَ: إنَّ اللَّه تعالي ورسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الخَمْرِ والمَيْتَةِ والخِنْزِيرِ والأصنامِ. فقيل: يا رَسُولَ اللَّه، أَرَأَيْتَ شُحُومَ المَيْتَةِ، فإنَّهُ يُطْلَى بها السُّفُنُ ويُدْهَنُ بها الجُلُودُ ويَسْتَصْبِحُ بها النَّاسُ؟ فقال: لا، هو حَرامٌ. ثُمَّ قالَ عِنْدَ ذلِكَ: قاتلَ اللَّه اليَهُودَ، إنَّ اللَّه لمَّا حَرَّمَ شُحُومَها جَمَلُوهُ (¬2) ثُمَّ باعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ" (¬3). 2022 - عن عمر رضي اللَّه عنه أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "قاتَلَ اللَّه اليَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحومُ فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا" (¬4) 2023 - عن جابر رضي اللَّه عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَي عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ والسِّنَّوْرِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 314، كتاب البيوع (34)، باب مُوكِل الربا (25)، الحديث (2086)، وفي (10/ 393)، كتاب اللباس (77)، باب من لعن المصور (96)، الحديث (5962). والوشم: غَرْزُ الجلد بإبرة ثم حَشْوُهُ بكحل. (¬2) في مخطوطة برلين: (أَجملوها). وما أثبتناه موافق للفظ البخاري، واللفظ عند مسلم (أجملوه). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 424، كتاب البيوع (34)، باب بيع الميتة والأصنام (112)، الحديث (2236)، ومسلم في الصحيح 3/ 1207، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام (13)، الحديث (71/ 1581)، يقال أجمل الشحم وجمله أي أذابه (النووي، شرح صحيح مسلم 11/ 6). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 414، كتاب البيوع (34)، باب لا يُذاب شحم الميتة، ولا يباع ودكه (103)، الحديث (2223)، ومسلم في الصحيح 3/ 1207، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام (13)، الحديث (72/ 1582). (¬5) أخرجه مسلم بمعناه في الصحيح 3/ 1199، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم ثمن الكلب. . . (9)، الحديث (42/ 1569)، وبلفظه التام أخرجه أبو داود في السنن 3/ 752، كتاب البيوع والإجارات (17)، باب في ثمن السنور (64)، الحديث (3479). والسِّنَّور: الهر.

2024 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "حَجَمَ أَبُو طَيْبَةَ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَأَمَرَ له بصاعٍ من تَمرٍ، وأَمَرَ أهلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عنهُ مِنْ خَرَاجِهِ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2025 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أَطْيَبَ ما أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وإنَّ أَوْلاَدَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ" (¬2) وفي رواية: "إنَّ أَطْيَبَ ما أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وإنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ" (¬3). 2026 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "لا يَكْسِبُ عَبْدٌ مالًا حَرَامًا، فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فيُقْبَلَ مِنْهُ ولا يُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكَ له فيهِ، ولا يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إلَّا كانَ زادَهُ إلى النَّارِ، إنَّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 324، كتاب البيوع (34)، باب ذكر الحجام (39)، الحديث (2102)، ومسلم في الصحيح 3/ 1204، كتاب المساقات (22)، باب حل أجرة الحجامة (11)، الحديث (62/ 1577)، وخراج العبد: هو أن يقول السيد لعبده اكتسب وأعطني من كسبك كل يوم كذا والباقي لك. والصاع= 2.751 كلغ. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 162، والترمذي في السنن 3/ 639، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في أن الوالد يأخذ من مال ولده (22)، الحديث (1358) وقال: (حديث حسن صحيح). والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 241، كتاب البيوع (44)، باب الحث على الكسب (1)، وابن ماجه في السنن 2/ 768 - 769، كتاب التجارات (12)، باب ما للرجل من مال ولده (64)، الحديث (2290). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 31، 42، 127، 193، 220، والدارمي في السنن 2/ 247، كتاب البيوع، باب في الكسب وعمل الرجل بيده، وأبو داود في السنن 3/ 800، كتاب البيوع والإجارات (17)، باب في الرجل يأكل من مال ولده (79)، الحديث (3528)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 241، كتاب البيوع (44)، باب الحث على الكسب (1)، وابن ماجه في السنن 2/ 723، كتاب التجارات (12)، باب الحث على المكاسب (1)، الحديث (2137). وصححه ابن حبان، وأورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 268، كتاب البيوع (11)، باب في الكسب الطيب (4)، الحديث (1091).

اللَّه لا يَمْحُو السَّيِّئَ بالسَّيِّئِ ولكن يَمْحُو السَّيّئَ بِالحَسَنِ، إنَّ الخَبيثَ لا يمحوُ الخَبيثَ" (¬1). 2027 - وقال: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنَ السُّحْتِ، وكُل لَحْمٍ نَبَتَ مِنَ السُّحْتِ كانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ" (¬2). 2028 - عن الحسن بن علي رضي اللَّه عنهما أنَّه قال: "حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ، فإنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وإنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ" (¬3). 2029 - وعن وَابِصَة بن معبد رضي اللَّه عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يا وَابِصَةُ، جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ البِرِّ والإِثْمِ؟ قلت: نَعَمْ، قال: ¬

_ (¬1) شطرة من حديث أخرجه أحمد في المسند 1/ 387، وأخرجه الحاكم دون ذكر الشاهد في مستدركه 1/ 33، 434، كتاب الإيمان، وفي 2/ 447 كتاب التفسير، سورة الزخرف، وفي 4/ 165، كتاب البر والصلة. وعزاه للبيهقي في"شعب الإِيمان" السيوطي في الجامع الكبير 1/ 172، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 8/ 10، كتاب البيوع، باب الكسب وطلب الحلال، الحديث (2030). (¬2) أخرجه من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 321، 399، والدارمي في السنن 2/ 318، كتاب الرقاق، باب في أكل السحت. والبزار في"مسنده" أورده الهيثمي في كشف الأستار 2/ 241، كتاب الإمارة، باب الدخول على أهل الظلم، الحديث (1609). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 378، كتاب الإمارة (25)، باب فيمن يدخل على الأمراء السفهاء ويعينهم على ظلمهم (16)، الحديث (1569)، والحاكم في المستدرك 4/ 422، كتاب الفتن والملاحم، باب الترهيب عن إمارة السفهاء، وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 200، والترمذي في السنن 4/ 668، كتاب صفة القيامة (38)، باب (60)، الحديث (2518) وقال: (حسن صحيح)، وأخرج القسم الأول إلى قوله: ". . . ما لا يريبك" الدارمي في السنن 2/ 245، كتاب البيوع، باب دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، والنسائي في المجتبى من السنن 8/ 327 - 328، كتاب الأشربة (51)، باب الحث على ترك الشبهات (50)، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 137، كتاب المواقيت (5)، باب ما جاء في القنوت (77)، الحديث (512)، والحاكم في المستدرك 2/ 13، كتاب البيوع، باب دع ما يريبك. . . كلاهما بلفظ: ". . . فإن الخير طمأنينة وإن الشر ريبة"، صححه الحاكم وأقره الذهبي.

فَجَمَعَ أَصابِعَهُ فَضَرَبَ بها صَدْرَهُ وقال: اسْتَفْتِ نَفْسَكَ واسْتَفْتِ قَلْبَكَ، ثلاثًا، البِرُّ ما اطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ النَّفْسُ واطْمَأَنَّ إلَيْهِ القَلْبُ، والإثْمُ ما حاكَ في النَّفْسِ وتَرَدَّدَ في الصَّدْرِ، وإنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ" (¬1). 2030 - عن عَطِيَّة السَّعْدِيّ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَبْلُغُ العَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المُتَّقِينَ حتَّى يَدع ما لا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا لِمَا بِهِ بَأْسٌ" (¬2). 2031 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "لَعَنَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الخَمْرِ عَشرةً: عَاصِرَهَا، ومُعْتَصِرَهَا، وشَارِبَها، وحَامِلَهَا، والمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وسَاقِيهَا، وبَائِعَهَا، وآكِلَ ثَمَنِهَا، والمُشْتَرِي لها، والمُشْتَرَاةَ لَهُ" (¬3). 2032 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لَعَنَ اللَّه الخَمْرَ، وشَارِبَهَا، وسَاقِيهَا، وبَائِعَهَا، ومُبْتَاعَهَا، وعَاصِرَهَا، ومُعْتَصِرَها، وحَامِلَهَا، والمَحْمُولَة إلَيْهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 228، والدارمي في السنن 2/ 245 - 246، كتاب البيوع، باب دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وأبو يعلى الموصلي في المسند 3/ 160 - 162، الحديث (1/ 1586) و (2/ 1587). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 634، كتاب صفة القيامة (38)، باب (19)، الحديث (2451) وحسنه، وابن ماجه في السنن 9/ 1402، كتاب الزهد (37)، باب الورع والتقوى (24)، الحديث (4215). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 589، كتاب البيوع (12)، باب النهي أن يتخذ الخمر خلًا (59)، الحديث (1295)، وابن ماجه في السنن 2/ 1122، كتاب الأشربة (30)، باب لعنت الخمر على عشرة أوجه (6)، الحديث (3381) واللفظ للترمذي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 97، وأبو داود في السنن 4/ 81 - 82، كتاب الأشربة (20)، باب العنب يعصر للخمر (2)، الحديث (3674)، وابن ماجه في السنن 2/ 1121 - 1122، كتاب الأشربة (30)، باب لعنت الخمر على عشرة أوجه (6)، الحديث (3380). واللفظ لأبي داود.

2033 - عن مُحَيصَةَ رضي اللَّه عنه "أنّه اسْتَأذَنَ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في إِجَارَةِ الحَجَّامِ فَنَهَاهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْتَأذِنُهُ حَتَّى قال: اعْلِفْهُ ناضِحَكَ وأطْعِمْهُ رَقِيقَكَ" (¬1). 2034 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ وكَسْبِ الزَّمَّارَةِ" (¬2). 2035 - وعن أبي أُمامة أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَبيعُوا القَيْنَاتِ ولا تَشْتَرُوهُنَّ ولا تُعَلمُوهُنَّ وثَمَنُهُنَّ حرام، وفي مِثلِ هذا أُنْزِلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} (¬3) " (¬4) (ضيعف). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 166، كتاب الإجارات، الحديث (577)، وأحمد في المسند 5/ 435، 436، في مسند محيصة بن مسعود رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 3/ 707 - 708، كتاب البيوع والإجارة (17)، باب في كسب الحجام (39)، الحديث (3422)، والترمذي في السنن 3/ 575، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كسب الحجام (47)، الحديث (1277) وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 732، كتاب التجارات (12)، باب كسب الحجام (10)، الحديث (2166). والنواضح: الإبل التي يستقى عليها، واحدها: ناضح (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث مادة "نضح"). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 126، كتاب الإجارة، باب كسب الإماء، والبغوي بإسناده في شرح السنة 8/ 23، كتاب البيوع، باب تحريم ثمن الكلب والدم، الحديث (2038) واللفظ له، والزمَّارة: هي الزانية، وقال أحمد بن يحيى: هي البغي الحسناء (البغوي، المصدر نفسه). (¬3) سورة لقمان (31)، الآية (6). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 264، والترمذي في السنن 3/ 579، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية بيع المغنيات (51)، الحديث (1282)، وفي 5/ 345، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة لقمان (32)، الحديث (3195)، وقال: (هذا حديث غريب إنما يُروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة، وعلي بن يزيد يضعف في الحديث، قال: سمعت محمدًا -البخاري- يقول: القاسم ثقة وعلي بن يزيد يضعف) وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 733، كتاب التجارات (12)، باب ما لا يحل بيعه (11)، الحديث (2168)، والقَيْنات يعني المغنيات.

2 - باب المساهلة في المعاملة

2036 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الهِرِّ وثَمَنِهِ" (¬1) (غريب [ضعيف]) (¬2). 2 - باب المساهلة في المعاملة مِنَ الصِّحَاحِ: 2037 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّه رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَي" (¬3). 2038 - وقال: "إنَّ رَجُلًا كانَ فيمَنْ قبلَكُمْ أتاهُ الملَكُ ليَقْبِضَ رُوحَهُ، فقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ قال: ما أعلَم، قيلَ لهُ: انْظُرْ، قال: ما أَعلَمُ شَيْئًا غَيرَ أَنِّي كُنْتُ أُبايع النَّاسَ في الدُّنْيَا وأُجازِيهِم فأُنْظِرُ المُوسِرَ وأتجاوَزُ عن المُعْسِرِ. فأدخَلَهُ اللَّه الجنَّة" (¬4) وفي رواية: "قالَ اللَّه تعالَى: أنا أحَقُّ بِذا مِنْكَ، تَجاوَزُوا عَنْ عَبْدِي" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 297، وأبو داود في السنن 3/ 753، كتاب البيوع والإجارات (17)، باب في ثمن السِّنَّوْر (64)، الحديث (3480)، وفي 4/ 161، كتاب الأطعمة (21)، باب النهي عن أكل السباع (33)، الحديث (3807)، والترمذي في السنن 3/ 578، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسِّنَّوْر (49)، الحديث (1280)، وقال: (هذا حديث غريب، وعمر بن زيد لا نعرف كبير أحد روى عنه غير عبد الرزاق). وابن ماجه في السنن 2/ 1082، كتاب الصيد (28)، باب الهرة (20)، الحديث (3250). (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه البخاري من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 306، كتاب البيوع (34)، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع (16)، الحديث (2076)، وقوله "اقتضى" أي طلب قضاء حقه (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 4/ 307). (¬4) متفق عليه من حديث حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 494، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (50)، الحديث (3451) واللفظ له. ومسلم في الصحيح 3/ 1194، كتاب المساقاة (22)، باب فضل إنظار المعسر (6)، الحديث (26/ 1560). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1195، الحديث (29/ 1560).

2039 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إيَّاكُمْ وَكَثْرَةُ الحِلفِ في البَيْعِ فإنَّهُ يُنَفِّقُ ويَمْحَقُ" (¬1). 2040 - رواية: "الحَلفُ مَنْفَقَةٌ للسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ للبَرَكَةِ" (¬2). 2041 - عن أبي ذرّ رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّه يومَ القِيامَةِ ولا يَنْظُرُ إليْهِمْ ولا يُزَكِّيهِمْ ولهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ. قالَ أبو ذَرٍّ: خابُوا وخَسِرُوا مَنْ هُمْ يا رَسُولَ اللَّه؟ قال: المُسْبِلُ إزارَهُ والمنَّانُ والمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلفِ الكاذبِ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2042 - عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأمِينُ معَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصَّالِحِينَ" (¬4) (غريب). ¬

(¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1228، كتاب المساقاة (22)، باب النهي عن الحلف في البيع (27)، الحديث (132/ 1607). و (يمحق): يُذهب البركة. (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 315، كتاب البيوع (34)، باب {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا. . .} (26)، الحديث (2087)، ومسلم في الصحيح 3/ 1228، كتاب المساقاة (22)، باب النهي عن الحلف في البيع (27)، الحديث (131/ 1606) ولفظه: ". . . ممحقة للرِّبح". (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 102، كتاب الإيمان (1)، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن. . . (46)، الحديث (171/ 106). (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 247، كتاب البيوع، باب في التاجر الصدوق. والترمذي في السنن 3/ 515، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في التجار وتسمية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إياهم (4)، الحديث (1209) وقال: (حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الثوري عن أبي حمزة) والدارقطني في السنن 3/ 7، كتاب البيوع، الحديث (18)، والحاكم في المستدرك 2/ 6، كتاب البيوع، باب التاجر الصدوق.

3 - باب الخيار

2043 - عن قيس بن أبي غَرَزة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "مَرَّ بنا النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إنَّ البَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغوُ والحَلفُ فشُوبوهُ بالصَّدَقَةِ" (¬1). 2044 - عن عُبَيْد بن رفاعة عن أبيه رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "التُّجَّارُ يُحْشَرُونَ يومَ القِيامَةِ، فُجَّارًا إلَّا مَنِ اتَّقَى وبَرَّ وصَدَقَ" (¬2). 3 - باب الخِيَارِ مِنَ الصِّحَاحِ: 2045 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "المُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما بالخِيَارِ على صاحِبهِ ما لمْ يتفرَّقَا إلَّا بَيْعَ الخِيارِ" (¬3) وفي رواية: "إذا تَبَايَعَ المُتَبَايِعَانِ فَكُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا بالخِيارِ مِنْ بَيْعِهِ ما لمْ يتفَرَّقَا أوْ يَكُون بَيْعُهُما عن خِيار، فإذا كَانَ بيعُهُما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 620 - 621، كتاب البيوع (17)، باب في التجارة يخالطها الحلف واللغو (1)، الحديث (3326) واللفظ له. والترمذي في السنن 3/ 514، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في التجار وتسمية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إياهم (4)، وقال: (حديث صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 14 - 15، كتاب الأيمان والنذور (35)، باب في الحلف والكذب لمن لم يعتقد اليمين بقلبه (22)، وباب في اللغو والكذب (23)، وابن ماجه في السنن 2/ 726، كتاب التجارات (12)، باب التوقي في التجارة (3)، الحديث (2145). (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 247، كتاب البيوع، باب في التجار واللفظ له، والترمذي في السنن 3/ 515، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في التجار وتسمية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أياهم (4)، الحديث (1210) وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 726، كتاب التجارات (12)، باب التوقي في التجارة (3)، الحديث (2145). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 326، كتاب البيوع، باب كم يجوز الخيار (42)، الحديث (2107)، وفي 4/ 328، باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا (44)، الحديث (2111)، ومسلم في الصحيح 3/ 1163، كتاب البيوع (21)، باب ثبوت خيار المجلس للمتبايعين (10)، الحديث (43/ 1531).

عن خِيارٍ فقدْ وَجَبَ" (¬1) وفي رواية: "البَيِّعان بالخيار ما لمْ يتفَرَّقا أو يَخْتَارَا" (¬2). 2046 - وعن حكيم بن حِزام أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لمْ يتفَرَّقا، فإنْ صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا في بَيْعِهِمَا، وإنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما" (¬3). 2047 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "قالَ رجُلٌ للنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنِّي أُخْدَعُ في البُيوعِ، فقال: إذا بايَعْتَ فَقُلْ لا خِلَابةَ فكانَ الرجُلُ يقولُهُ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 2048 - عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لمْ يتَفَرَّقا إلا أنْ يكونَ صَفْقَةً خِيارٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية عبد اللَّه بن عمر في الصحيح 3/ 1164، كتاب البيوع (21)، باب ثبوت خيار المجلس للمتبايعين (10)، الحديث (45/ 1531). (¬2) أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر بلفظه في السنن 3/ 547، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في البيعين بالخيار ما لم يتفرقا (26)، الحديث (1245) وقال: (حسن صحيح)، وفي رواية البخاري بلفظ: "أو يقول أحدهما لصاحبه اختر" بدل "أو يختارا" في الصحيح 4/ 327 - 328، كتاب البيوع (34)، باب إذا لم يوقِّت الخيار هل يجوز البيع (43)، الحديث (2109). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 309، كتاب البيوع (34)، باب إذا بيَّن البيِّعان ولم يكتما ونصحا (19)، الحديث (2079)، ومسلم في الصحيح 3/ 1164، كتاب البيوع (21)، باب الصدق في البيع والبيان (11)، الحديث (47/ 1532). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 337، كتاب البيوع (34)، باب ما يكره من الخداع في البيع (48)، الحديث (2117)، وفي 5/ 68، كتاب الاستقراض (43)، باب ما يُنهى عن إضاعة المال (19)، الحديث (2407)، ومسلم في الصحيح 3/ 1165، كتاب البيوع (21)، باب من يخدع في البيع (12)، الحديث (48/ 1533) واللفظ للبخاري. و (لا خلابة): لا غُبن ولا خَدِيعة في البيع.

4 - باب الربا

ولا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُفارِقَ صاحِبَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَقِيلَهُ" (¬1). 2049 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا يتفرَّقُ عَنْ بَيْعٍ إلَّا عَنْ تَراضٍ" (¬2). 4 - باب الربا مِنَ الصِّحَاحِ: 2050 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "لَعَنَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم آكِلَ الرِّبا ومُوكِلَهُ وكاتِبَهُ وشاهِدَيْهِ" (¬3). 2051 - عن عبادة بن الصَّامِت رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِير بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلًا بمِثْلٍ، سَواءً بسَواءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فإذا اخْتَلَفَتْ هذِهِ الأصنافُ [-وفي رواية فإذا اختلف النوعان-] (¬4) فَبِيعُوا كيفَ شِئْتُم إذا كَان يَدًا بِيَدٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 183، وأبو داود في السنن 3/ 736، كتاب البيوع والإجارات (17)، باب في خيار المتبايعين (53)، الحديث (3456)، والترمذي في السنن 3/ 550، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في البيعين بالخيار ما لم يتفرقا (26)، الحديث (1247) وقال: (حديث حسن). والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 251 - 252، كتاب البيوع (44)، باب وجوب الخيار للمتبايعين قبل افتراقهما بأبدانها (11). و (يستقيله): يبطل بيعه. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 536، وأبو داود في السنن 3/ 737، كتاب البيوع والإجارات (17)، باب في خيار المتبايعين (53)، الحديث (3458)، والترمذي في السنن 3/ 551، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في البيعين بالخيار ما لم يتفرقا (27)، الحديث (1248). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1219، كتاب المساقاة (22)، باب لعن آكل الربا ومؤكله (19)، الحديث (106/ 1598) وزاد: "وقال -أي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: هم سواء". (¬4) ليست في المطبوعة، ولا عند مسلم. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1211، كتاب المساقاة (22)، باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدًا (15)، الحديث (81/ 1587).

2052 - وعن أبي سعيد الخُدْرِيّ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلًا بمِثْل، يدًا بيَدٍ، فَمَنْ زادَ أو اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الآخِذُ والمُعْطِي فيهِ سَواءٌ" (¬1). 2053 - وعنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ إلّا مِثْلًا بمِثْلِ، ولا تُشِفُّوا بعضَها على بعضٍ، ولا تَبِيعُوا الوَرِقَ بالوَرِقِ إلَّا مِثْلًا بمِثْل، ولا تُشِفُّوا بعضَها على بعضٍ، ولا تَبِيعُوا منها غائِبًا بناجِزٍ" (¬2) [وفي رواية]: (¬3) "ولا تَبِيعُوا الذَّهبَ بالذَّهَبِ ولا الوَرِقَ بالوَرِقِ إلّا وَزنًا بوَزنٍ" (¬4). 2054 - وعن معْمَر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه أنّه قال: كنت أسمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "الطَّعَامُ بالطَّعامِ مِثْلًا بمِثْلٍ" (¬5). 2055 - وعن عمر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الذَّهَبُ بالذَّهَبِ رِبًا إلَّا هاءَ وهاءَ، والوَرِقُ بالوَرِقِ رِبًا إلَّا هاءَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1211 كتاب المساقاة (22)، باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدًا (15)، الحديث (82/ 1584). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 379 - 380، كتاب البيوع (34)، باب بيع الفضة بالفضة (78)، الحديث (2177)، ومسلم في الصحيح 3/ 1208، كتاب المساقاة (22)، باب الربا (14)، الحديث (75/ 1584)، وقوله "لا تُشِفُّوا" أي لا تفضِّلوا، وقوله: " ولا تبيعوا منها غائبًا بناجز" أي مؤجلًا بحال (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 4/ 380). والوَرِق: الفضّة. (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1209، كتاب المساقاة (22)، باب الربا (14)، الحديث (77/ 1584). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1214، كتاب المساقاة (22)، باب بيع الطعام مثلًا بمثل (18)، الحديث (93/ 1592).

وهاءَ، والبُرُّ بالبُرِّ رِبًا إلّا هاءَ وهاءَ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ رِبًا إلّا هاءَ وهاءَ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ رِبًا إلّا هاءَ وهاءَ" (¬1). 2056 - وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم استعمَلَ رَجُلًا عَلَى (¬2) خَيْبَرَ، فجاءَهُ بتَمْرٍ جَنِيبٍ، فقال: أكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكذا؟ قال: لا واللَّه يا رسُولَ اللَّه، إنَّا لَنَأخُذُ الصَّاعَ مِنْ هذا بالصَّاعَيْنِ، والصَّاعَيْنِ بالثَّلاثَةِ، فقال: لا تَفْعَلْ بع الجَمْعَ بالدَّرَاهِمِ ثُمَّ ابتَعْ بالدَّراهِمِ جَنِيبًا" (¬3). 2057 - وعن أبي سعيد رضي اللَّه عنه أنّه قال: "جاءَ بِلالٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بتَمْرٍ بَرْنِيٍّ، فقالَ لَهُ صلى اللَّه عليه وسلم: مِنْ أينَ هذا؟ قال: كانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ ردِيءٌ فَبِعْتُ مِنْهُ صاعَيْنِ بصاعٍ، فقال: أَّوهْ عَيْنُ الرِّبا عَيْنُ الرِّبا، لا تَفْعَلْ ولكنْ إذا أردْتَ أنْ تَشْتَرِي فَبعِ التَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 347، كتاب البيوع (34)، باب ما يذكر في بيع الطعام والحُكْرة (54)، الحديث (2134)، وفي 4/ 377 - 378، باب بيع الشعير بالشعير (76)، الحديث (2174). ومسلم في الصحيح 3/ 1209 - 1210، كتاب المساقاة (22)، باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدًا (15)، الحديث (79/ 1586). واللفظ للبخاري دون قوله: "والورق بالورق ربًّا إلّا هاء وهاء". وقوله "هاء وهاء" أراد يدًا بيد، أي خذ وأعط، والمراد منه إيجاب التقابض في مجلس العقد (البغوي، شرح السنة 8/ 62، كتاب البيوع، باب بيان مال الربا وحكمه، الحديث (2057)). (¬2) في المطبوعة زيادة (أهل) وليست عند البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 399، كتاب البيوع (32)، باب إذا أراد بيع تمر خير منه (89)، الحديث (2201)، ومسلم في الصحيح 3/ 1215، كتاب المساقاة (22)، باب بيع الطعام مثلًا بمثل (18)، الحديث (95/ 1593)، والجنيب نوع من التمر من أعلاه، والجَمْع تمر رديء وقد فسر في رواية أخرى بأنه الخلط من التمر ومعناه مجموع من أنواع مختلفة (النووي، شرح صحيح مسلم 11/ 21). والصاع= 2.751 كلغ. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 490، كتاب الوكالة (40)، باب إذا باع الوكيل شيئًا فاسدًا فبيعه مردود (11)، الحديث (2312)، ومسلم في الصحيح 3/ 1215، كتاب =

2058 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ عبدٌ فبايَعَ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم علَى الهِجْرَةِ ولَمْ يَشْعُر أَنَّهُ عبد فجاءَ سَيِّدُهُ يُريدُهُ، فاشْتَرَاهُ بِعَبْدَيْنِ أَسْوَدَيْنِ ولمْ يُبايع أَحَدًا بعدَهُ حتَّى يسألَهُ أَعَبْدٌ هُوَ أَمْ حُرٌّ" (¬1). 2059 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن بَيْعِ الصُّبْرَةِ مِنَ التَّمْرِ لا يُعْلَمُ مكِيلَتُها بالكَيْلِ المُسمَّى مِنَ التَّمْرِ" (¬2). 2060 - عن فَضَالَةَ بن عُبَيْد رضي اللَّه عنه قال: "اشْتَرَيْتُ يومَ خَيْبَرَ قِلادَةً باثْنَيْ عَشَرَ دِينارًا، فيها ذَهَبٌ وخَرَزٌ، ففصَّلْتُها فوجدتُها أكثرَ من اثْنَيْ عَشَرَ دِينارًا، فذكرتُ للنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: لا تُباعُ حَتَّى تُفَصَّلُ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2061 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ لا يَبْقَى أَحَدٌ إلّا أَكَلَ الرِّبا، فإنْ لم يَأْكُلْهُ أصابَهُ مِنْ بُخَارِهِ" (¬4) ويروى "مِنْ غُبَارِهِ" (¬5). ¬

_ = المساقاة (22)، باب بيع الطعام مثلًا بمثل (18)،الحديث (96/ 1594)، والتمر البَرْنيّ هو من أجود التمر وقوله: "أوّه" كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع. والصاعُ= 2.751 كلغ. (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1225، كتاب المساقاة (22)، باب جواز بيع الحيوان بالحيوان (23)، الحديث (123/ 1602). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1162، كتاب البيوع (21)، باب تحريم بيع صبرة التمر المجهولة القدر بتمر (9)، الحديث (42/ 1530)، والصُّبْرة هي الطعام المجتمع كالكومة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1213، كتاب المساقاة (22)، باب بيع القلادة فيها خرز وذهب (17)، الحديث (90/ 1591)، وقوله: "ففَّصلتها" أي ميزت ذهبها وخرزها. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 627، كتاب البيوع (17)، باب في اجتناب الشبهات (3)، الحديث (3331). وعشرون دينارًا= 85 غرامًا من ذهب. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 494، وأبو داود في المصدر السابق، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 243، كتاب البيوع (44)، باب اجتناب الشبهات في الكسب (2)، وابن ماجه في السنن 2/ 765، كتاب التجارات (12)، باب التغليظ في الربا (58)، الحديث (2278).

2062 - وعن عُبادة بنِ الصَّامِتِ رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ ولا الوَرِقَ بالوَرِقِ ولا البُرَّ بالبُرِّ ولا الشَّعِيرَ بالشَّعِيرِ ولا التَّمْرَ بالتَّمْرِ ولا المِلْحَ بالمِلْحِ إلّا سَواءٌ بسَواءٍ عَيْنًا بعَيْن يدًا بيدٍ، ولكِنْ بيعُوا الذَّهَبَ بالوَرِقِ والوَرقَ بالذَّهَبِ والبُرُّ بالشَّعِيرِ والشَّعِيرَ بِالبُرِّ والتَّمْرَ بالمِلْحِ والمِلْحَ بالتَّمْرِ يَدًا بيَدٍ كيفَ شِئْتُمْ" (¬1). 2063 - عن سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه أنّه قال: "سمعتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سُئلَ عنْ شِرَاءِ التَّمْرِ بالرُّطَبِ، فقال: أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إذا يَبِسَ؟ فقال: نعم. فنهاهُ عنْ ذلكَ" (¬2). 2064 - وروى سعيد بن المُسَيِّب مُرْسلًا: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عنْ بَيْعِ اللَّحْمِ بالحَيَوانِ" (¬3) قال سعيد: "كانَ مِنْ مَيْسِرِ أهْلِ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 158، كتاب البيوع، باب في الربا، الحديث (546)، وبمعناه أخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 274 - 275، كتاب البيوع (44)، باب بيع البر بالبر (43)، وباب بيع الشعير بالشعير (44)، وابن ماجه في السنن 2/ 757 - 758، كتاب التجارات (12)، باب الصرف وما لا يجوز متفاضلًا يدًا بيد (48)، الحديث (2254). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 624، كتاب البيوع (31)، باب ما يكره من بيع التمر (12)، الحديث (22)، والشافعي في ترتيب المسند 2/ 159، كتاب البيوع، باب في الربا، الحديث (551)، وأبو داود في السنن 3/ 654 - 657، كتاب البيوع (17)، باب في التمر بالتمر (18)، الحديث (3359)،والترمذي في السنن 3/ 528، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في النهي عن المحاقلة والمزابنة (14)، الحديث (1225)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 268 - 269، كتاب البيوع (44)، باب اشتراء التمر بالرطب (36)، وابن ماجه في السنن 2/ 761، كتاب التجارات (12)، باب بيع الرطب بالتمر (53)، الحديث (2264)، والحاكم في المستدرك 2/ 38 - 39، كتاب البيوع، باب النهي عن بيع الرطب بالتمر، والبيهقي في السنن 5/ 294 - 295، كتاب البيوع، باب ما جاء في النهي عن بيع الرطب بالتمر. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 655، كتاب البيوع (31)، باب بيع الحيوان باللحم (27)، الحديث (64) و (66).

5 - باب المنهي عنها من البيوع

الجَاهِليَّةِ" (¬1). 2065 - عن الحسن عن سَمُرَة "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن بَيْعِ الحَيَوانِ بالحَيَوانِ نَسِيئَةً" (¬2). 2066 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أمرَهُ أنْ يُجَهِّزَ جَيْشًا فَنَفَدَتِ الإبِلُ، فأمَرَهُ أنْ يأْخُذَ على قَلائِصِ الصَّدَقَةِ، فكانَ يأخذَ البعيرِ بالبعيرَيْنِ إلى إبلِ الصَّدَقَةِ" (¬3). 5 - باب المنهي عنها من البيوع مِنَ الصِّحَاحِ: 2067 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ المُزَابَنَةِ: أَنْ يَبِيعَ ثَمَرَ حائِطِهِ إِنْ كانَ نَخْلًا بتَمْرٍ كَيْلًا، وانْ كانَ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بِزَبِيبٍ كَيْلًا، أو كانَ زَرْعًا أنْ يَبِيعَهُ بكَيْلِ طَعَامٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 655، كتاب البيوع (31)، باب بيع الحيوان باللحم (27)، الحديث (65)، عن داود بن الحصين أنه سمع ابن المسيب يقول: "من مَيْسِر أهل الجاهلية بيع الحيوان باللحم، بالشاة والشاتين". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 12، 19، 21، 22، 99، والدارمي في السنن 2/ 254، كتاب البيوع، باب في النهي عن بيع الحيوان بالحيوان، وأبو داود في السنن 3/ 652، كتاب البيوع (17)، باب في الحيوان بالحيوان نسيئة (15)، الحديث (3356)، والترمذي في السنن 3/ 538، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية بيع الحيوان بالحيوان نسيئة (21)، الحديث (1237) وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 292، كتاب البيوع (44)، باب بيع الحيوان بالحيوان نسيئة (65)، وابن ماجه في السنن 2/ 763، كتاب التجارات (12)، باب الحيوان بالحيوان نسيئة (56)، الحديث (2270). والنسيئة: البيع إلى أجل معلوم والتأخير. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 171 - 216، وأبو داود في السنن 3/ 652 - 653، كتاب البيوع (17)، باب في الرخصة في بيع الحيوان بالحيوان (16)، الحديث (3357)، والحاكم في المستدرك 2/ 56 - 57، كتاب البيوع، باب النهى عن البيع في المسجد، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي، والقلائص جمع قلوص وهو الفتى من الإبل.

نَهَى عنْ ذَلِكَ كُلِّهِ" (¬1) ويُروى: "المُزَابَنَة أنْ يُباعَ ما في رُؤوسِ النَّخْلِ بتَمْرٍ بكَيْلٍ مُسَمًّى، إنْ زادَ فَلِي وإنْ نقصَ فعَلَيَّ" (¬2). 2068 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ المُخابَرةِ والمُحاقَلَةِ والمُزابَنَةِ، والمُحاقَلَةُ: أَنْ يَبِيعَ الرجُل الزَّرْعَ بمائَةِ فَرْقٍ حِنْطَة، والمُزَابَنَةُ: أَنْ يَبِيعَ التَّمرَ في رؤُوسِ النّخْلِ بمائَةِ فَرْقٍ، والمُخابَرَةُ: كِراءُ الأرضِ بالثُّلُثِ أو الرُّبعِ (¬3) " (¬4). 2069 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ المُحَاقَلَةِ والمُزابَنَةِ والمُخابَرَةِ والمُعاوَمَةِ وعَنِ الثُّنْيَا ورخَّصَ في العَرَايا" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 403، كتاب البيوع (34)، باب بيع الزرع بالطعام كيلًا (91)، الحديث (2205)، ومسلم في الصحيح 13/ 172، كتاب البيوع (21)، ياب تحريم بيع الرطب بالتمر إلّا في العرايا (14)، الحديث (76/ 1542)، والحائط أي البستان. (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (75/ 1542). (¬3) في مخطوطة برلين: (والربع). (¬4) أخرجه مسلم مجزأ في الصحيح 3/ 1174 - 1175، كتاب البيوع (21)، باب النهي عن الحاقلة والمزابنة. . . (16)، الأحاديث (81 - 84/ 1536)، وأخرجه الشافعي بتمامه في ترتيب المسند 2/ 152، كتاب البيوع، باب فيما نهي عنه من البيوع، الحديث (525)، قال النووي في شرح صحيح مسلم 10/ 192 - 193: (وأما المخابرة فهي والمزارعة متقاربتان وهما العاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها من الزرع كالثلث والربع وغير ذلك من الأجزاء المعلومة، لكن في المزارعة يكون البذر من مالك الأرض وفي المخابرة يكون البذر من العامل). ومائة فرق= 825.3 كلغ. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1175، كتاب البيوع (21)، باب النهي عن المحاقلة والمزابنة .. (16)، الحديث (85/ 1536)، والمعاومة هي بيع السنين، وصورتها: أن يبيع ثمر سنين ثلاثًا أو أربعًا أو أكثر، فهو فاسد لأنه بيع ما لم يخلق. وأما الثنيا فهو أن يبيع ثمر حائطه ويستثني منه جزءًا غير معلوم، والعرية أن يبيع ثمر نخلات معلومة بعد بدو الصلاح فيها خرصًا بالتمر الموضوع على وجه الأرض كيلًا (البغوي، شرح السنة 8/ 85 - 87، كتاب البيوع، باب النى عن المزابنة والحاقلة، الحديث (2072) و (2074)).

2070 - وعن سهل بن أبي حَثْمَة أنَّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ (¬1) بالتَّمْرِ إلّا أنَّهُ رَخَّصَ في العَرِيَّةِ أَنْ تُباعَ بخَرْصِها تَمْرًا يأكُلُها أهْلُها رُطَبًا" (¬2). 2071 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أرخصَ في بيعِ العَرايا بخَرْصِها من التَّمْرِ فيما دُونَ خَمْسَةِ أوسُقٍ، أوْ في خَمْسةِ أوسُقٍ، شكَّ داوُد (¬3) " (¬4). 2072 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الثِّمارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُها، نَهَى البائِعَ والمُشْتَرِي" (¬5) ويُروى: "نَهَى عَنْ بَيعِ النَّخْلِ حتَّى تَزْهُوَ، وعَنِ السُّنْبُلِ حتَّى يَبْيَضَّ ويأمَنَ العاهَة" (¬6). 2073 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ بَيْعِ الثِّمارِ حتَّى تُزْهِيَ. قيل: وما تُزْهِي؟ قال: حتَّى ¬

_ (¬1) بفتح المثلثة أي الرطب (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 4/ 387). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 387، كتاب البيوع (34)، باب بيع الثمر على رؤوس النخل بالذهب أو الفضة (83)، الحديث (2191)، ومسلم في الصحيح 3/ 1170، كتاب البيوع (21)، باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلّا في العرايا (14)، الحديث (67/ 1540). والخرص: التقدير. (¬3) داود بن الحصين الراوي. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 387، كتاب البيوع (34)، باب بيع الثمر على رؤوس النخل بالذهب أو الفضة (83)، الحديث (2190)، وفي 5/ 50، كتاب المساقاة (42)، باب الرجل يكون له ممر أو شِرب في حائط أو في نخل (17)، الحديث (2382)، ومسلم في الصحيح 3/ 1171، كتاب البيوع (21)، باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلّا في العرايا (14)، الحديث (71/ 1541). والوسق= 165.06 كلغ. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 394، كتاب البيوع (34)، باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها (85)، الحديث (2194)، ومسلم في الصحيح 3/ 1165، كتاب اليوع (21)، باب النهي عن بيع الثمار قبل بدو صلاحها (13)، الحديث (49/ 1534). (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (50/ 1535).

تحمرّ. قال: أرَأَيْتَ إذا منعَ اللَّه الثَّمَرَةَ بِمَ يَأْخُذُ أحدُكُمْ مالَ أَخِيهِ" (¬1). 2074 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ وأمَرَ بوَضْعِ الجَوَائِحِ" (¬2). 2075 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لَوْ بِعْتَ مِنْ أَخِيكَ ثَمرًا فأصابَتْهُ جائِحَةٌ فلا يَحِلُّ لكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ شَيئًا، بمَ تَأخُذُ مالَ أَخِيكَ بغَيْرِ حَقّ؟ " (¬3). 2076 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "كانُوا يَبْتَاعُونَ الطَّعامَ في أعلَى السُّوقِ فَيَبِيعُونَهُ في مكانِهِ، فنَهاهُمُ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَنْ يَبيعُوهُ في مكانِهِ حتَّى يَنْقُلُوهُ" (¬4). 2077 - قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنِ ابْتَاعَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 398، كتاب البيوع (34)، باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها. . . (87)، الحديث (2198). ومسلم في الصحيح 3/ 1190، كتاب المساقاة (22)، باب وضع الجوائح (3)، الحديث (15/ 1555). (¬2) أخرجه مسلم مجزَّأً في الصحيح 3/ 1178، كتاب البيوع (21)، باب كراء الأرض (17)، الحديث (101/ 1536)، وفي 3/ 1191، كتاب المساقاة (22)، باب وضع الجوائح (3)، الحديث (17/ 1554)، وأخرجه الشافعي بتمامه في ترتيب المسند 2/ 151، كتاب البيوع، باب فيما نهي عنه من البيوع، الحديث (522)، والجوائح جمع جائحة وهي الآفة المستأصلة تصيب الثمار ونحوها بعد الزهو فتهلكها. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1190، كتاب المساقاة (22)، باب وضع الجوائح (3)، الحديث (14/ 1554). (¬4) أخرجه البخاري بلفظه في الصحيح 4/ 375، كتاب البيوع (34)، باب منتهى التلقي (72)، الحديث (2167)، وأخرجه مسلم بمعناه في الصحيح 3/ 1160، كتاب البيوع (2)، باب بطلان بيع المبيع قبل القبض (8)، الحديث (33/ 1527).

طَعامًا فلا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ" (¬1) ويُروى: "حَتَّى يَكْتَالَه" (¬2). 2078 - وقال ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما: "أمّا الذِي نَهَى عَنْهُ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فهو الطَّعامُ أنْ يُباعَ حتَّى يُقْبَضَ. ولا أَحْسِبُ كُلَّ شَيءٍ إلّا مِثلَهُ" (¬3). 2079 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تلَقَّوْا الرُّكبانَ لِبَيْعٍ، ولا يَبعْ بعضكُمْ على بَيْعِ بعض، ولا تَنَاجَشُوا، ولا يَبعْ حاضِرٌ لبادٍ، ولا تُصَرُّوا الإِبلَ والغَنَمَ، فَمَنِ ابْتَاعَهَا بعدَ ذلكَ فهوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْن بعدَ أَنْ يَحْلُبَها، إنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَها، وإنْ سَخِطَهَا رَدَّها وصاعًا مِنْ تَمْرٍ" (¬4). 2080 - ويُروى: "مَنِ اشْتَرى شاةً مُصرَّاةً فهوَ بالخِيارِ ثلاثةَ أيَّامٍ، فإن رَدَّهَا ردَّ مَعَها صاعًا مِن طَعامٍ لا سَمْرَاءَ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رض اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 344، كتاب البيوع (34)، باب الكيل على البائع والمعطي (51)، الحديث (2126)، ومسلم في الصحيح 3/ 1160، كتاب البيوع (21)، باب بطلان بيع المبيع قبل القبض (8)، الحديث (32/ 1526). (¬2) أخرجه مسلم من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (31/ 1525). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 349، كتاب البيوع (34)، باب بيع الطعام قبل أن يقبض (55)، الحديث (2135)، ومسلم في الصحيح 3/ 1159 - 1160، كتاب البيوع (21)، باب بطلان بيع المبيع قبل القبض (8)، الحديث (29/ 1525) و (30/ 1525) واللفظ للبخاري. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 361، كتاب البيوع (34)، باب النهي للبائع أن لا يحفِّل الإبل. . . (64)، الحديث (2150)، ومسلم في الصحيح 3/ 1155، كتاب البيوع (21)، باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه. . . (4)، الحديث (11/ 1515)، والنجش هو الزيادة في ثمن السلعة من غير رغبة فيها لتخديع المشتري، والتصرية هي أن يشد الضرع قبل البيع أيامًا ليظن المشتري أنها لبون. والصاع= 2.751 كلغ. (¬5) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1185، كتاب البيوع (21)، باب حكم بيع المصراة (7)، الحديث (25/ 1524)، والسمراء: الحنطة.

2081 - وقال: "لا تَلَقَّوُا الجَلَبَ، فمَنْ تلقَّاهُ فاشْتَرَى مِنْهُ، فإذا أَتَى سيِّدُهُ السُّوقَ فهوَ بالخِيَارِ" (¬1). 2082 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تلَقَّوْا السِّلَعَ حَتَّى يُهبَطَ بها إلى السُّوقِ" (¬2). 2083 - وقال: "لا يَبعْ أَحَدُكُمْ على بَيْعِ أخِيهِ، ولا يَخْطُب الرَّجُلُ على خِطْبَةِ أخِيهِ حتَّى يترُكَ الخاطِبُ قبلهُ أو يأذَنَ لهُ الخاطِب" (¬3). 2084 - وقال: "لا يَسُمِ الرَّجُلُ على سَوْمِ أخِيهِ المُسلمِ" (¬4). 2085 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَبِيعُ حاضِرٌ لبادٍ، دَعُوا النَّاسَ يَرْزُق اللَّه بعضَهُم منْ بعض" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1157، كتاب البيوع (21)، باب تحريم تلقي الجلب (5)، الحديث (17/ 1519). والجلب: المجلوب من الإبل والبقر والغنم للتجارة. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 373، كتاب البيوع (34)، باب النهي عن تلقي الركبان (71)، الحديث (2165)، ومسلم في الصحيح 3/ 1156، كتاب البيوع (21)، باب تحريم تلقي الجلب (5)، الحديث (14/ 1517) واللفظ للبخاري. (¬3) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 352، كتاب البيوع (38)، باب لا يبيع على بيع أخيه. . (58)، الحديث (2139)، وفي 9/ 198، كتاب النكاح (67)، باب لا يخطب على خطبة أخيه (45)، الحديث (5142)، ومسلم في الصحيح 2/ 1032، كتاب النكاح (16)، باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه (6)، الحديث (50/ 1412) وفي 3/ 1154، كتاب البيوع (21)، باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه (4)، الحديث (8/ 1412). (¬4) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1154، كتاب البيوع (21)، باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه. . . (4)، الحديث (9/ 1515). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1157، كتاب البيوع (21)، باب تحريم بيع الحاضر للبادي (6)، الحديث (20/ 1522)، ولفظه: "لا يبع حاضر. . . ". (باد) بدوي.

2086 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ وعنْ بَيْعَتَيْن، نهَىِ عَنِ المُلامَسَةِ والمُنابَذَةِ في البَيْعِ، والمُلامَسَةُ لَمْسُ الرَّجُلِ ثَوْبَ الآخرِ بيَدِهِ باللَّيِل أو بالنَّهارِ ولا يَقْلِبُهُ إلّا بذلِكَ، والمُنابَذَةُ أنْ يَنْبِذَ الرَّجُلُ إلى الرَّجُلِ بثَوْبِهِ وينبِذَ الآخرُ ثَوْبَهُ، ويكُونَ ذلكَ بَيْعَهُما عنْ غَيْرِ نَظَرٍ ولا تَراضٍ، واللِّبْسَتَيْنِ: اشْتِمالُ الصَّماءِ، والصَّماءُ أنْ يجعلَ ثوْبَهُ على أحَدِ عاتِقَيْهِ فيَبْدُو أحَدُ شِقَّيْهِ ليسَ عليهِ ثوبٌ، واللِّبْسَةُ الأُخرَى احتِباؤُهُ بثَوْبِهِ وهو جالِس ليسَ على فرجِهِ منهُ شَيءٌ" (¬1). 2087 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الحَصاةِ وعَنْ بَيْعِ الغَرَرِ" (¬2). 2088 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلةِ، وكانَ بَيْعًا يتَبايَعُهُ أهلُ الجاهِليَّةِ، كانَ الرجُلُ يَبْتاعُ الجَزُورَ إلى أنْ تُنْتَجَ الناقةُ ثم تُنْتَجُ التي في بَطنِها" (¬3). 2089 - وقال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ عَسْبِ الفَحْلَ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 278، كتاب اللباس (77)، باب اشتمال الصماء (20)، الحديث (5820)، ومسلم في الصحيح 3/ 1152، كتاب البيوع (21)، باب إبطال بيع اللامسة والمنابذة (1)، الحديث (3/ 1512)، واللفظ للبخاري. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1153، كتاب البيوع (21)، باب بطلان بيع الحصاة. . . (2)، الحديث (4/ 1513). وبيع الغرر: ما لم يعلم، كبيع الطير في السماء. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 356، كتاب البيوع (34)، باب بيع الغرر وحبل الحبلة (61)، الحديث (2143)، ومسلم في الصحيح 3/ 1153 - 1154، كتاب البيوع (21)، باب تحريم بيع حبل الحبلة (3)، الحديث (5/ 1514) و (6/ 1514). (¬4) أخرجه البخاري من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما في الصحيح 4/ 461، كتاب الإجارة (37)، باب عسب الفحل (21)، الحديث (2284). وعَسب الفحل: ضِرابُه.

2090 - وعن جابر رضي اللَّه عنه: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ بَيْعِ ضِرابِ الجَمَلِ، وعَنْ بَيْعِ الماءِ والأرضِ لِتُحْرَثَ" (¬1). 2091 - وقال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْع فَضْلِ الماءِ" (¬2). 2092 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يُباعُ فَضْلُ الماءِ ليُباعَ بهِ الكَلَأ" (¬3). 2093 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعامِ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها فنالَتْ أصابِعُهُ بللًا: فقالَ ما هذا يا صاحِب الطَّعامِ؟ قال: أصاَبَتْهُ السَّماءُ يا رسُولَ اللَّه. قال: أفلا جعَلْتَهُ فوقَ الطَّعام حتَّى يراهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فليسَ مِنِّي" (¬4). مِنَ الحِسَان: 2094 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ الثُّنْيا إلَّا أنْ يُعلَمَ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 13/ 197، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم فضل بيع الماء. . . (8)، الحديث (35/ 1565). (¬2) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (34/ 1565)، وسيأتي هذا الحديث برقم (2207) في باب إحياء الموات (14)، ص 366. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 31، كتاب المساقاة (42)، باب من قال إن صاحب الماء أحق بالماء حتَّى يَرْوَى (2)، الحديث (2353)، ومسلم في الصحيح 3/ 1198، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم فضل بيع الماء. . (8)، الحديث (38/ 1566) واللفظ له. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 99، كتاب الإيمان (1)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "من غشنا فليس منا" (43)، الحديث (102/ 164). وصبرة الطعام: ما جُمع بلا كيل ولا وزن. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 695، كتاب البيوع (17)، باب في المخابرة (34)، الحديث (3405)، والترمذي في السنن 3/ 585، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في النهي عن الثنيا (55)، الحديث (1290)، وقال: (حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 296، كتاب البيوع (44)، باب النهي عن بيع الثنيا حتَّى تعلم (74)، والثنيا بيع ثمر بستان ويستثنى منه جزء غير معلوم.

2095 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ بَيْعِ التَّمْرِ حتَّى تَزْهُوَ، وعنْ بَيْعِ العِنَبِ حتَّى يَسْوَد، وعنْ بَيْعِ الحَبِّ حتَّى يَشْتَدّ" (¬1) (غريب). 2096 - عن ابن عمرو رضي اللَّه عنهما "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الكالئِ بالكالئِ" (¬2). 2097 - عن عَمرو بن شعَيْب عن أبيه عن جده "نَهَى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم (¬3) عَنْ بَيْعِ العُرْبانِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 221، 250، وابن ماجه في السنن 2/ 747، كتاب التجارات (12)، باب النهي عن بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها (32)، الحديث (2217)، وعندهما "الثمرة" بدل "التمر" وأخرجه الحاكم بلفظ مقارب في المستدرك 2/ 19، كتاب البيوع، باب النهي عن بيع الحب حتَّى يشتد. . . وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 668، كتاب البيوع (17)، باب في بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها (23)، الحديث (3371)، والترمذي في السنن 3/ 530، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية بيع الثمرة حتَّى يبدو صلاحها (15)، الحديث (1228)، وقال: (حسن غريب)، وليس في روايتهما قوله: "نهى عن بيع التمر حتَّى تزهو". (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2335، في ترجمة موسى بن عُبَيْدة، والدارقطني في السنن 3/ 71 - 72، كتاب البيوع، الحديث (269) و (270)، والحاكم في المستدرك 2/ 57، كتاب البيوع، باب النهي عن بيع الكالئ بالكالئ، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 290، كتاب البيوع، باب ما جاء في النهي عن بيع الدين بالدين. وقال الدارقطني في تعريف الكالئ بالكالئ: (قال اللغويون: هو النسيئة بالنسيئة). (¬3) العبارة في المطبوعة: "أنَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن. . . " وما أثبتناه موافق للفظ أبي داود. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 609، كتاب البيوع (31)، باب ما جاء في بيع العربان (1)، الحديث (1)، وأبو داود في السنن 3/ 768، كتاب البيوع (17)، باب في العربان (69)، الحديث (3502)، وابن ماجه في السنن 2/ 738 - 739، كتاب التجارات (12)، باب بيع العربان (22)، الحديث (2192) و (2193)، والعُرْبان: هو أن يشتري السلعة ويدفع إلى صاحبها شيئًا على أنه إن أمض البيع حُسِب من الثمن، وإن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري، وهو عربان وعُرْبون وعَرَبُون (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 3/ 202، مادة "عرب").

2098 - وعن علي قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ بَيْعَ المُضْطَرِّينَ وعنْ بَيْعَ الغَرَرِ" (¬1). 2099 - عن أنس رضي اللَّه عنه أن رجلًا سألَ النَّبيَّ صلي اللَّه عليه وسلم عنْ عَسْبِ الفَحْلِ، فنهاهُ، فقال: إنّا نُطْرِقُ الفَحْلَ فنُكْرَمُ. فرَخَّصَ لَهُ في الكَرامَةِ" (¬2). 2100 - وعن حكيم بن حزام قال: "نهاني رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ بَيْعِ ما ليسَ عِندِي" (¬3). 2101 - وقال حكيم: "يا رسُولَ اللَّه يأتيني الرجُلُ فيُريدُ مني البَيْع ليسَ عِندي، فأبتاعُ لهُ منَ السُّوقِ؟ قال: لا تَبعْ ما ليسَ عِندَكَ" (¬4). 2102 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نهى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْعَتيْنِ في بَيْعَة" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 116، وأبو داود في السنن 3/ 676، كتاب البيوع (17)، باب في بيع المضطر (26)، الحديث (3382). والغَرَر: بيع ما لم يعلم، كالطير في السماء. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 573، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية عسب الفحل (45)، الحديث (1274)، وعسب الفحل أي إجارة مائه وضرابه. (¬3) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 143، كتاب البيوع، باب فيما نهي عنه من البيوع، الحديث (478) واللفظ له، والترمذي في السنن 3/ 534، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية بيع ما ليس عندك (19)، الحديث (1233). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 402 - 434، وأبو داود في السنن 3/ 768 - 769، كتاب البيوع (17)، باب في الرجل يبيع ما ليس عنده (70)، الحديث (3503) واللفظ له، والترمذي في المصدر السابق، الحديث (1232)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 289، كتاب البيوع (44)، باب بيع ما ليس عند البائع (60)، وابن ماجه في السنن 2/ 737، كتاب التجارات (12)، باب النهي عن بيع ما ليس عندك. . . (20)، الحديث (2187). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 533، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في النهي عن بيعتين في بيعة (18)، الحديث (1231)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 295 - 296، كتاب البيوع (44)، باب بيعتين في بيعة (73)، وأخرجه أبو داود بلفظ: =

2103 - وعن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْعَتَيْنِ في بَيْعَة صَفْقَة واحِدة" (¬1). 2104 - وقال: "لا يَحِلُّ سَلْفٌ وبَيْعٌ، ولا شَرْطانِ في بَيْعٍ، ولا رِبحُ ما لمْ يُضْمَنْ، ولا بَيْعُ ما ليسَ عِندَكَ" (¬2) (صح). 2105 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "كنتُ أبيعُ الإبِلَ بالبَقِيعِ (¬3) بالدَّنانيرِ فآخذُ مكانَها الدَّراهِمَ، وأبيعُ بالدَّراهِمِ وآخُذُ مكانَها الدَّنانيرَ، فأتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فذكرتُ ذلكَ لهُ فقال: لا بأْسَ بأنْ تأخُذَها بسِعْرِ يومِها ما لَمْ تَتَفَرَّقَا وبينَكُما شيءٌ" (¬4). ¬

_ = "من باع بيعتين في بيعة فله أوكَسُهُما أو الربا" السنن 3/ 738 - 739، كتاب البيوع (17)، باب فيمن باع بيعتين في بيعة (55)، الحديث (3461). (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 17، كتاب البيوع، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 343، كتاب البيوع، باب النهي عن بيعتين في بيعة. وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنَّة 8/ 144، كتاب البيوع، باب النهي عن بيعتين في بيعة، الحديث (2112). (¬2) أخرجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه: أبو داود الطيالسي في المسند، ص 298، الحديث (2257)، وأحمد في المسند 2/ 178 - 179، وأبو داود في السنن 3/ 769 - 775، كتاب البيوع (17)، باب في الرجل يبيع ما ليس عنده (70)، الحديث (3504)، والترمذي في السنن 3/ 535 - 536، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية بيع ما ليس عندك (19)، الحديث (1234) وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 288، كتاب البيوع (44)، باب بيع ما ليس عند البائع (60)، وفي 7/ 295، باب شرطان في بيع (72)، وابن ماجه في السنن 2/ 737 - 738، كتاب التجارات (12)، باب النهي عن بيع ما ليس عندك. . . (20)، الحديث (2188). (¬3) كذا في المطبوعة وعند أصحاب الأصول، وفي المخطوطة: بالنقيع وكذا عند الحاكم والدارقطني. وهي موقع قريب من المدينة كان يستنقع فيه الماء. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 83، 139، 154، والدارمي في السنن 2/ 259، كتاب البيوع، باب الرخصة في اقتضاء الورق بالذهب، وأبو داود في السنن 3/ 650 - 651، كتاب البيوع (17)، باب في اقتضاء الذهب من الورق (14)، الحديث (3354)، والترمذي في السنن 3/ 544، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في الصرف (24)، الحديث (1242)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 282 - 283، كتاب البيوع (44)، باب بيع الفضة بالذهب. . . (50)، وباب أخذ الورق من الذهب والذهب من الورق. . . (51)، وباب أخذ الورق من الذهب (52)، =

فصل

2106 - عن العدَّاء بن خالد بن هَوْذَة، أخرجَ كِتابًا: "هذا ما اشترَى العدَّاءُ بنُ خالدِ بنِ هَوْذَةَ منْ محمَّدٍ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، اشترَى منهُ عبدًا أوْ أمَةً، لا داءَ ولا غائِلةَ ولا خِبْثةَ، بَيْعَ المُسْلِمِ المُسْلِمَ" (¬1) (غريب). 2107 - عن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم باعَ حِلْسًا وقَدَحًا، فقال: مَنْ يشتري هذا الحِلْسَ والقدَحَ؟ فقال رجلٌ: آخُذُهُما بدِرْهَمٍ. فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: مَنْ يزِيدُ على دِرْهَمٍ؟ فأعطاهُ رجُل دِرْهَمَيْنِ فباعَهُما منهُ" (¬2). فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 2108 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنِ ابْتاعَ نخلًا بعدَ أن تُؤبَّرَ فثمَرَتُها للبائِعِ إلّا أنْ يشتَرِطَ ¬

_ = وابن ماجه في السنن 2/ 760، كتاب التجارات (12)، باب اقتضاء الذهب من الورق. . . (51)، الحديث (2262)، والدارقطني في السنن 3/ 23 - 24، كتاب البيوع، الحديث (81)، والحاكم في المستدرك 2/ 44، كتاب البيوع، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 284، كتاب البيوع، باب اقتضاء الذهب من الورق. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 520، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كتابة الشروط (8)، الحديث (1216)، وقال: (حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث عباد بن ليث)، وابن ماجه في السنن 2/ 756، كتاب التجارات (12)، باب شراء الرقيق (47)، الحديث (2251)، وأخرجه البخاري تعليقًا في الصحيح 4/ 309، كتاب البيوع (34)، باب إذا بين البيعان (19)، وقال: (قال قتادة: الغائلة الزنا والسرقة والإباق). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 114، وأبو داود في السنن 2/ 292 - 293، كتاب الزكاة (3)، باب ما تجوز فيه المسألة (26)، الحديث (1641)، والترمذي في السنن 3/ 522، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في بيع من يزيد (10)، الحديث (1218)، وقال: (حديث حسن)، والنسائي مختصرًا في المجتبى من السنن 7/ 259، كتاب البيوع (44)، باب البيع فيمن يزيد (22)، وابن ماجه في السنن 2/ 740، كتاب التجارات (12)، باب بيع المزايدة (25)، الحديث (2198)، والحِلْس: كساء يوضع على ظهر البعير وقيل بساط يفرش.

المُبْتاعُ، ومَنِ ابْتاعَ عَبدًا ولهُ مالٌ، فمالُهُ للبائِعِ إلَّا أنْ يشتَرِطَ المُبْتاعُ" (¬1). 2109 - وعن جابر "أنّه كانَ يَسيرُ على جَمَلٍ لهُ قَدْ أعْيا، فمرَّ بهِ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فضَرَبَهُ، فسارَ سَيْرًا ليسَ يَسيرُ مثلَهُ، ثُمَّ قال: بِعْنِيهِ بِوُقِيَّةٍ. قال: فبِعْتُهُ فاسْتَثْنَيْتُ حُمْلانَهُ إلى أهْلي، فلمَّا قَدِمْتُ المدِينةَ أتيتُهُ بالجمَلِ ونقَدَني ثمنَهُ" (¬2). ويُروى: "فأعطاني ثمنَهُ (¬3) وردَّهُ عليَّ" (¬4). ورُوي: "أنَّهُ قالَ لِبلالٍ: اقْضِهِ وزِدْهُ. فأَعْطاهُ وزادَهُ قِيرَاطًا" (¬5). 2110 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "جاءتْ بَريرَةُ فقالتْ: إنِّي كاتَبْتُ على تِسْعِ أواقٍ في كُلِّ عامٍ وقيَّةٌ فأعِينيني، فقالت عائشة: إنْ أحبَّ أهلُك أنْ أعُدَّها لهم عَدَّةً واحِدةً وأعْتِقَكِ فَعلتُ ويكونُ وَلاُؤكِ لي. فذهبَتْ إلى أهلِها، فأبَوْا إلَّا أَنْ يكونَ الوَلاءُ لهُمْ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: خُذيها وأَعْتِقيها. ثُمَّ قامَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في النَّاسِ فحمِدَ اللَّه وأثنَى عليهِ ثُمَّ قال: أمَّا بعدُ، فما بالُ رجالٍ يَشْتَرِطُونَ شُروطًا ليسَتْ في كِتابِ اللَّه، ما كانَ مِنْ شَرْطٍ ليسَ في كِتابِ اللَّه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 49، كتاب المساقاة (42)، باب الرجل يكون له ممر أو شرب. . . (17)، الحديث (2379)، ومسلم في الصحيح 3/ 1173، كتاب البيوع (21)، باب من باع نخلًا عليها ثمر (15)، الحديث (80/ 1543)، والتأبير: تلقيح النخل، وهو أن يوضع شيء من طلع فحل النخل في طلع الأنثى إذا انشق فتصلح ثمرته بإذن اللَّه تعالى. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 314، كتاب الشروط (54)، باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة (4)، الحديث (2718)، ومسلم في الصحيح 3/ 1221، كتاب المساقاة (22)، باب بيع البعير واستثناء ركوبه (21)، الحديث (109/ 715). والأوقية = 26.8 غرامًا من فضة. والقيراط = 0.2125 غرامًا من ذهب. (¬3) في المطبوعة زيادة (وزادني) وليست عند مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 121، كتاب الجهاد (56)، باب استئذان الرجل الإمام (113)، الحديث (2967)، ومسلم في المصدر السابق 3/ 1222، الحديث (110/ 715). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (111/ 715).

فهوَ باطِلٌ وإنْ كانَ مائةَ شَرْط، قضاءُ اللَّه أَحَقٌّ، وشَرْطُ اللَّه أَوْثَقُ، وإنَّما الوَلاءُ لمنْ أَعْتَقَ" (¬1). 2111 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الوَلاءِ وعنْ هِبتِهِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2112 - عن مَخْلَد بن خُفاف قال: "ابْتَعْتُ غُلامًا فاسْتَغْلَلْتُهُ ثُمَّ ظَهَرْتُ منهُ على عَيْبٍ، فقَضَى عليَّ عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بردِّ غَلَّتِهِ، فراحَ إليهِ عُرْوَةَ فأخبَرَهُ أنَّ عائِشةَ رضي اللَّه عنها أخْبَرَتْني أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قضَى في مِثْلِ هذا أنَّ الخراجَ بالضَّمانِ، فقَضَى لي أنْ آخُذَ الخَراجَ" (¬3). 2113 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الخَراجُ بالضَّمانِ" (¬4). ¬

_ (¬1) منفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 376، كتاب البيوع (34)، باب إذا اشترط شروطًا في البيع لا تحل (73)، الحديث (2168)، وفي 5/ 190، كتاب المكاتب (50)، باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس (3)، الحديث (2563)، ومسلم في الصحيح 2/ 1141 - 1142، كتاب العتق (20)، باب إنما الولاء لمن أعتق (2)، الحديث (6/ 1504) و (8/ 1504). وتسع أواق = 1141.2 غرامًا من فضة. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 167، كتاب العتق (49)، باب بيع الولاء وهبته (10)، الحديث (2535)، ومسلم في الصحيح 2/ 1145، كتاب العتق (20)، باب النهي عن بيع الولاء وهبته (3)، الحديث (16/ 1506). (¬3) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 144، كتاب البيوع، باب فيما ضهي عنه من البيوع، الحديث (482). والخراج: ما يَحْصُلُ مِنْ غَلَّةٍ. (¬4) أخرجه الشافعي في المصدر نفسه، الحديث (481)، وأحمد في المسند 6/ 49، 80، 116، 161، 208، 237، وأبو داود في السنن 3/ 777 - 780، كتاب البيوع (17)، باب فيمن اشترى عبدًا فاستعمله ثم وجد به عيبًا (73)، الأحاديث (3508 - 3510)، والترمذي في السنن 3/ 581 - 582، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء فيمن يشتري العبد ويستغله ثم يجد =

2114 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا اخْتلَفَ البَيِّعانِ فالقَوْلُ قَوْلُ البائِعِ، والمُبْتاعُ بالخِيارِ" (¬1). وفي رواية: "البيِّعان إذا اخْتَلفا والمبيعُ قائِمٌ ليسَ بينَهُما بَيِّنَةٌ فالقَوْلُ ما قالَ البائعُ أو يتَرادَّانِ البَيْع" (¬2). 2115 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ أقالَ أخاهُ المسلمَ صَفْقةً كَرِهَها أقالَ اللَّه عَثْرَتَهُ يومَ القِيامَةِ" (¬3). ¬

_ = به عيبًا (53)، الحديث (1285) و (1286)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 254 - 255، كتاب البيوع (44)، باب الخراج بالضمان (15)، وابن ماجه في السنن 2/ 754، كتاب التجارات (12)، باب الخراج بالضمان (43)، الحديث (2243). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 275، كتاب البيوع (11)، باب الخراج بالضمان (25)، الحديث (1126)، والحاكم في المستدرك 2/ 15، كتاب البيوع، باب الخراج بالضمان، وأقره الذهبي. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 466، والترمذي في السنن 3/ 570، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء إذا اختلف البيعان (43)، الحديث (1270)، والدارقطني في السنن 3/ 20 - 21، كتاب البيوع، الأحاديث (63 - 71). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 53، الحديث (399)، وأحمد في المسند 1/ 466، والدارمي في السنن 2/ 250، كتاب البيوع، باب إذا اختلف المتبايعان، وأبو داود في السنن 3/ 780 - 783، كاب البيوع (17)، باب إذا اختلف البيعان والمبيع قائم (74)، الحديث (3511) و (3512)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 302 - 303، كتاب البيوع (44)، باب اختلاف المتبايعين في الثمن (82)، وابن ماجه في السنن 2/ 737، كتاب التجارات (12)، باب البيعان يختلفان (19)، الحديث (2186)، والدارقطني في السنن 3/ 21، كتاب البيوع، الحديث (72)، والحاكم في المستدرك 2/ 45، كتاب البيوع، باب إذا اختلف البيِّعان، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه البغوي بلفظه عن شُريح الشامي مرسلًا في شرح السنة 8/ 161، كتاب البيوع، باب الإقالة، الحديث (2117)، وروي موصولًا عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه بلفظ: "من أقال مسلمًا أقاله اللَّه عَثْرته يوم القيامة" أخرجه أحمد في المسند 2/ 252، وأبو داود في السنن 3/ 738، كتاب البيوع (17)، باب في فضل الإقالة (54)، الحديث (3460)، وابن ماجه في السنن 2/ 741، كتاب التجارات (12)، باب الإقالة (26)، الحديث (2199)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 270، كتاب البيوع (11)، باب =

6 - باب السلم والرهن

6 - باب السَّلَم (¬1) والرهن مِنَ الصِّحَاحِ: 2116 - [عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال] (¬2): "قَدِمَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم المدينةَ وهُمْ يُسْلِفونَ في الثِّمارِ السَّنةَ والسَّنَتَيْنِ والثلاثَ، فقالَ: مَنْ أسْلَفَ في شيءٍ فليُسْلِفْ في كَيْلٍ معلُومٍ ووَزْنٍ معلُومٍ إلى أَجَلٍ معلُومٍ" (¬3). 2117 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم اشترى طَعامًا مِنْ يَهوديٍّ إِلى أَجَلٍ ورَهَنَهُ دِرعًا مِنْ حَديدٍ" (¬4). 2118 - وقالت: "تُوفِّي رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ودِرعهُ مَرهونةٌ عِنْدَ يهوديٍّ بثلاثينَ صاعًا من شعيرٍ" (¬5). 2119 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الظَّهْرُ يُرْكَبُ بنفَقتِهِ إذا كانَ مَرْهُونًا، ولبَنُ الدَّرِّ ¬

_ = الإقالة (10)، الحديث (1103) و (1104)، والحاكم في المستدرك 2/ 45، كتاب البيوع، باب من أقال مسلمًا أقال اللَّه عثرته، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 27، كتاب البيوع، باب من أقال المسلم إليه بعض السلم وقبض بعضًا. (¬1) السَّلَمُ في البَيْعِ مثل السَّلَفِ وزنًا ومعنى (المصباح المنير: س ل م). (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) متفق عليه، من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 428، كتاب السلم (35)، باب السلم في كيل معلوم (1)، الحديث (2239)، وفي 4/ 429، باب السلم في وزن معلوم (2)، الحديث (2240) و (2241)، ومسلم في الصحيح 3/ 1227، كتاب المساقاة (22)، باب السلم (25)، الحديث (127/ 1604). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 302، كتاب البيوع (34)، باب شراء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالنسيئة (14)، الحديث (2068)، ومسلم في الصحيح 3/ 1226، كتاب المساقاة (22)، باب الرهن. . . (24)، الحديث (126/ 1603). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 99، كتاب الجهاد (56)، باب ما قيل في درع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (89)، الحديث (2916)، وفي 8/ 151، كتاب المغازي (64)، باب (86)، الحديث (4467). وثلاثون صاعًا = 82.53 كلغ.

يُشْرَبُ بنفَقتِهِ إذا كانَ مَرْهُونًا، وعَلَى الذي يَرْكَبُ وَيشربُ النفقَةُ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2120 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يَغْلَق الرَّهْنُ الرَّهْنَ مِنْ صاحبِهِ الذي رهنَهُ، لهُ غُنْمُهُ، وعليهِ غُرْمُه" (¬2). 2121 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "المِكْيالُ مِكْيالُ أهلِ المدينَةِ والميزانُ ميزانُ أهلِ مَكَّةَ" (¬3). 2122 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأصحابِ الكَيْلِ والميزانِ: إنَّكُمْ قدْ وُلِّيتُمْ أمرَيْنِ هلكَ فيهما الْأُممُ السَّالِفةُ قبلَكُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 143، كتاب الرهن (48)، باب الرهن مركوب ومحلوب (4)، الحديث (2512). (¬2) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 163 - 164، كتاب الرهن، الحديث (567 - 569)، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 274، كتاب البيوع (11)، باب ما جاء في الرهن (24)، الحديث (1123)، والدارقطني في السنن 3/ 32 - 33، كتاب البيوع، الأحاديث (125 - 133)، والحاكم في المستدرك 2/ 51، كتاب البيوع، باب لا يغلق الرهن، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 39، كتاب الرهن، باب الرهن غير مضمون. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 633، كتاب البيوع (17)، باب في قول النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "المكيال مكيال المدينة" (8)، الحديث (3340)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 54، كتاب الزكاة (23)، باب كم الصاع (44)، وفي 7/ 284، كتاب البيوع (44)، باب الرجحان في الوزن (54)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 271، كتاب البيوع (11)، باب في الكيل والوزن (11) , الحديث (1105). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 521، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في المكيال والميزان (9)، الحديث (1217)، والحاكم في المستدرك 2/ 31، كتاب البيوع، باب زن وارجح.

7 - باب الاحتكار

7 - باب الاحتكار مِنَ الصِّحَاحِ: 2123 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنِ احتَكَرَ فهوَ خاطِئٌ" (¬1). 2124 - وقال عمر رضي اللَّه عنه: "كانتْ أموالُ بَني النَّضِيرِ ممَّا أفاءَ اللَّه عَلَى رسُولِهِ لرسُولِهِ صلى اللَّه عليه وسلم خاصةً، يُنفِقُ عَلَى أهلِهِ منها نَفقةَ سنَتِهِ، ثُمَّ يَجْعَلُ ما بقيَ في السِّلاحِ والكُراعِ عُدَّةً في سَبيلِ اللَّه" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2125 - عن عمر رضي اللَّه عنه (¬3) عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الجالِبُ مرزُوقٌ والمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ" (¬4). 2126 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "غَلا السِّعْرُ على عَهْدِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقالُوا يا رسُولَ اللَّه سَعِّرْ لنا، فقال: إنَّ اللَّه هُوَ المُسعِّرُ القابِضُ الباسِطُ الرَّازِقُ، وإنِّي لأرجُو أنْ ألقَى ربِّي وليسَ أحدٌ مِنْكمْ يطلُبُني بمَظْلِمَةٍ بدَمٍ ولا مالٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث مَعْمَر بن عبد اللَّه العدوي رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1227، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم الاحتكار في الأقوات (26)، الحديث (129/ 1605). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 93، كتاب الجهاد (56)، باب المِجَنّ ومن يترس بتُرْس صاحبه (80)، الحديث (2904)، ومسلم في الصحيح 3/ 1376، كتاب الجهاد والسير (32)، باب حكم الفيء (15)، الحديث (48/ 1757)، والكُراع: الخيل (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 70). وسيأتي الحديث برقم (3096). (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى: (ابن عمر رضي اللَّه عنهما) والصواب ما أثبتناه. (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 249، كتاب البيوع، باب النهي عن الاحتكار، وابن ماجه في السنن 2/ 728، كتاب التجارات (12)، باب الحكرة والجلب (6)، الحديث (2153). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 156، 286، والدارمي في السنن 2/ 249، كتاب البيوع، باب في النهي عن أن يسعر في المسلمين، وأبو داود في السنن 3/ 731، كتاب البيوع (17)، باب في =

8 - باب الإفلاس والإنظار

8 - باب الإِفلاس والإِنظار مِنَ الصِّحَاحِ: 2127 - عن أبي هريرة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: أيُّما رجُلٍ أفْلَسَ، فأدْرَكَ رجُلٌ مالَهُ بعَيْنِهِ فهوَ أَحَقُّ بهِ مِنْ غَيْرِهِ" (¬1). 2128 - وعن أبي سعيد الخُدري رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أُصِيبَ رجُلٌ في عَهْدِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في ثِمارٍ ابْتاعَها، فكثُرَ دَيْنُهُ. فقالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: تَصَدَّقُوا عليهِ. فتصدَّقَ النَّاسُ عليهِ فلمْ يبلُغْ ذلكَ وفاءَ دَيْنِهِ، فقالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لغُرمائِهِ: خُذُوا ما وَجَدْتمْ وليسَ لكُمْ إلَّا ذلكَ" (¬2). 2129 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كانَ رجلٌ يُداينُ النَّاسَ، فكانَ يقول لفتاهُ: إذا أتَيتَ مُعْسِرًا فتجاوَزْ عنهُ لعلَّ اللَّه أنْ يتجاوَزَ عنَّا، قال: فلَقِيَ اللَّه فتجاوَزَ (¬3) عنهُ" (¬4). ¬

_ = التسعير (51)، الحديث (3451)، والترمذي في السنن 3/ 605 - 606، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في التسعير (73)، الحديث (1314) وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 749، كتاب التجارات (12)، باب من كره أن يسعر (27)، الحديث (2200)، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 29، كتاب البيوع، باب التسعير. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 62، كتاب الاستقراض (43)، باب إذا وجد ماله عند مفلس. . . (14)، الحديث (2402)، ومسلم في الصحيح 3/ 1194، كتاب المساقاة (22)، باب من أدرك ما باعه عند المشتري (5)، الحديث (24/ 1194). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1191، كتاب المساقاة (22)، باب استحباب الوضع من الدين (4)، الحديث (18/ 1556). (¬3) في المطبوعة زيادة (اللَّه) وليست عند مسلم، واللفظ له. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 304 - 309، كتاب البيوع (34)، باب من أنظر معسرًا (18)، الحديث (2078)، وفي 6/ 514، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب (54)، الحديث (3480)، ومسلم في الصحيح 3/ 1196، كتاب المساقاة (22)، باب فضل إنظار المعسر (6)، الحديث (31/ 1562).

2130 - وقال: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يُنْجِيَهُ اللَّه تعالى مِنْ كُرَبِ يومِ القيامَةِ فلْيُنفِّسْ عنْ مُعْسِرٍ أو يضَعْ عنهُ" (¬1). 2131 - وقال: "مَنْ أنْظَرَ مُعْسِرًا أو وَضَعَ عنهُ أنجاهُ اللَّه مِنْ كُرَبِ يومَ القِيامَةِ" (¬2). 2132 - وقال: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أو وضعَ عنهُ أظلَّهُ اللَّه في ظِلِّه" (¬3). 2133 - عن أبي رافع أنّه قال: "اسْتَسْلَفَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بَكْرًا فجاءَتْهُ إبِلٌ مِنَ الصَّدَقَةِ. قال أبو رافِع فأمَرني أنْ أقضِيَ الرجُلَ بَكْرَهُ، فقلت: لا أجدُ إلّا جَمَلًا خِيارًا رَبَاعيًّا، قال رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أعْطِهِ إيّاهُ، فإنَّ خيرَ النَّاسِ أحسَنُهُمْ قضاءً" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم عن حديث أبي قتادة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (32/ 1563). (¬2) هذا الحديث بهذا اللفظ لم نجده في الصحيحين، إنما أخرجه البغوي في شرح السنة 8/ 196، كتاب البيوع، باب ثواب من أنظر معسرًا، الحديث (2138) بإسناده قال: أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، نا أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان، انا أبو العباس إسماعيل بن عبد اللَّه الميكالي، أنا عبد اللَّه بن أحمد بن موسى بن عبدان الحافظ، نا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح، أنا ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ رَجُلًا بحق، فَاختَبَأَ مِنْهُ، فَقالَ: ما حَمَلَكَ عَلى ذَلِكَ؟ قَالَ: الْعُسْرَةُ فَاسْتَحْلَفَهُ عَلى ذَلِكَ، فَحَلفَ، فَدَعَا بِصَكِّهِ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ، وقَالَ: سَمِعْت رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَو وَضَع لَهُ، أَنْجَاهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيامَةِ" وقال: (هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب، وهذه القصة لها أصل في صحيح مسلم، الحديث السابق. (¬3) أخرجه مسلم عن أبي اليسر رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2302، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر (18)، الحديث (74/ 3006). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1224، كتاب المساقاة (22)، باب من استسلف شيئًا فقضى خيرًا منه (22)، الحديث (118/ 1600). و"بكرًا": فَتِيًّا. و"خيارًا": مختارًا. و"رَباعِيًّا" ما أتى عليه ست سنين ودخل في السابعة حين طلعت رباعيته.

2134 - ورُوي: "أنَّ رجُلًا تقاضَى علَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فأغْلظَ لهُ، فهَمَّ بهِ أصحابُهُ، فقال: دعُوهُ فإنَّ لصاحبِ الحقِّ مقالًا" (¬1). 2135 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَطْلُ الغَنيِّ ظُلْمٌ، فإذا أُتْبعَ أحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ (¬2) فلْيَتْبَعْ" (¬3). 2136 - عن كَعْب بن مالك رضي اللَّه عنه "أنّهُ تقاضَى ابنَ أبي حَدْرَد دَيْنًا لهُ عليهِ، فارتفعَتْ أصواتُهُما، فخرجَ إلَيْهِما رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ونادَى كَعْبَ بنَ مالكٍ رضي اللَّه عنه، فأشارَ بيَدِهِ أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ، قال: قدْ فعلتُ. فقال: قُمْ فاقْضِهِ" (¬4). 2137 - عن سَلَمة بنِ الأكْوَع أنّه قال: "كُنّا جُلوسًا عِندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم إذْ أُتيَ بجَنازةٍ فقالُوا: صَلَّ عليها، فقال: هلْ عليهِ دَيْنٌ؟ قالوا: لا. فصلَّى عليهِ. ثُمَّ أُتيَ بجَنازةٍ أُخرَى، فقال: هلْ عليه دَيْن؟ قِيل: نعمْ. قال: فهلْ تركَ شيئًا؟ قالوا: ثلاثةَ دَنانيرَ. فصلَّى عليها. ثُمَّ أُتيَ بثالثةِ، قال: هلْ عليهِ دَيْن؟ قالوا: ثلاثةَ دَنانيرَ. قال: هلْ تركَ شيئًا؟ قالوا: لا، قال: ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 483، كتاب الوكالة (40)، باب الوكالة في قضاء الديون (6)، الحديث (2306)، ومسلم في الصحيح 3/ 1225، كتاب المساقاة (22)، باب من استسلف شيئًا فقضى خيرًا منه (22)، الحديث (120/ 1601). (¬2) كذا في المخطوطة والمطبوعة، وهو لفظ مسلم، واللفظ عند البخارى (مَلِيٍّ). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في 4/ 464، كتاب الحوالة (38)، باب الحوالة وهل يرجع الحوالة (1)، الحديث (2287)، ومسلم في الصحيح 3/ 1197، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم مطل الغني (7)، الحديث (33/ 1564) والمطل منع قضاء ما استحق أداؤه ومعنى الحديث: أنه إذا أحيل بالدَّيْن الذي له، على موسر، فليحتل. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 551 - 552، كتاب الصلاة (8)، باب التقاضي والملازمة في المسجد (71)، الحديث (457)، وفي 1/ 561، باب رفع الصوت في المسجد (83)، الحديث (471). ومسلم في الصحيح 3/ 1192، كتاب المساقاة (22)، باب استحباب الوضع من الدين (4)، الحديث (20/ 1558).

صلُّوا على صاحِبِكُمْ. قال أبو قَتادة: صلِّ عليهِ يا رسول اللَّه وعليَّ دَينهُ، فصلَّى عليهِ" (¬1). 2138 - قال النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ أَخَذَ أموالَ النَّاسِ يُريدُ أداءَها أدَّى اللَّه عنه، ومَنْ أخذَها يُريدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّه" (¬2). 2139 - عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قالَ رجلٌ: يا رسُولَ اللَّه أَرَأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سبيلِ اللَّه صابرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غيرَ مُدْبِرٍ يُكفِّرُ اللَّه عنِّي خَطايايَ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: نعمْ فلمَّا أدْبَرَ ناداهُ، فقال: نعمْ إلَّا الدَّيْنَ، كذلكَ قال جِبريلُ" (¬3). 2140 - وقال: "يُغْفَرُ للشَّهيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلَّا الدَّيْنَ" (¬4). 2141 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُؤتَى بالرجُلِ المُتَوفَّى عليهِ الدَّيْنُ، فيَسأَلُ: هلْ تركَ لدَينِهِ قَضاءً؟ فإنْ حُدَّثَ أنَّهُ تركَ وفاءً صلَّى عليهِ، وإلَّا قالَ للمُسلِمينَ: صلُّوا على صاحبِكُمْ فلمَّا فتحَ اللَّه عليه الفُتوحَ قامَ فقال: أنا أوْلَى بالمُؤمِنينَ مِنْ أنفُسِهِمْ، فمنْ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 466 - 467، كتاب الحوالة (38)، باب إن أحال دين الميت على رجل جاز (3)، الحديث (2289). (¬2) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 5/ 53 - 54، كتاب الاستقراض (43)، باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أو إتلافها (2)، الحديث (2387). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1501، كتاب الإمارة (33)، باب من قتل في سبيل اللَّه كفرت خطاياه إلّا الدَّيْن (32)، الحديث (117/ 1885)، بلفظ مقارب، وأخرجه مالك بلفظه في الموطأ 2/ 461، كتاب الجهاد (21)، باب الشهداء في سبيل اللَّه (14)، الحديث (31). (¬4) أخرجه مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما في المصدر السابق، 2/ 1503، الحديث (119/ 1886).

تُوفِّيَ مِنَ المُؤمِنينَ فتركَ دَيْنًا فعليَّ قضاؤُهُ، ومَنْ تركَ مالًا فهوَ لِوَرَثَتِهِ" (¬1) (¬2). مِنَ الحِسَان: 2142 - عن أبي (¬3) خَلْدَة الزُّرَقيّ قال: "جِئْنا أبا هُرَيْرة في صاحِبٍ لنا قدْ أفْلسَ، فقال: هذا الذي قضَى فيهِ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أيُّما رجُلٍ ماتَ أو أفلسَ فصاحِبُ المتاعِ أَحَقُّ بمتاعِهِ إذا وجدَهُ بعَيْنِهِ" (¬4). 2143 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "نفسُ المؤمِنِ مُعَلَّقةٌ بدَيْنِهِ حتَّى يُقْضَى عنهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 477، كتاب الكفالة (39)، باب الدَّيْن (5)، الحديث (2298)، ومسلم في الصحيح 3/ 1237، كتاب الفرائض (23)، باب من ترك مالًا فلورثته (4)، الحديث (14/ 1619). (¬2) جاء في المطبوعة عقب الحديث كلمة (صحيح). وهو تحصيل حاصل. (¬3) كذا في المطبوعة وعند الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 880، ووافقه القاري في المرقاة 3/ 339، وقال: (اسمه خالد بن دينار تابعي من الثقات)، وكذا عند الشافعي في ترتيب المسند. وأخرجه أبو داود وابن ماجه في سننهما والحاكم في المستدرك عن ابن خلدة الزرقي. وأخرجه البغوي في شرح السنة 8/ 188 - 189، كتاب البيوع باب من اشترى شيئًا ثم أفلس، الحديث (2134) من طريق الشافعي عن ابن خلدة الزرقي، وقال عقب الحديث: (وابن خلدة هو عمر بن خلدة). (¬4) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 163، كتاب التفليس، الحديث (564)، وأبو داود في السنن 3/ 793 - 794، كتاب البيوع (17)، باب في الرجل يفلس (76)، الحديث (3523)، وابن ماجه في السنن 2/ 790، كتاب الأحكام (13)، باب من وجد متاعه بعينه عند رجل قد أفلس (26)، الحديث (2360)، وابن الجارود في المنتقى، ص 214، أبواب القضاء في البيوع، الحديث (634)، والحاكم في المستدرك 2/ 50 - 51، كتاب البيوع، باب أيما رجل مات أو أفلس. . . وقال: (صحيح الإِسناد) وأقرّه الذهبي. (¬5) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 440، 475، 508، والدارمي في السنن 2/ 262، كتاب البيوع، باب ما جاء في التشديد في الدين. والترمذي في السنن 3/ 389، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قال: "نفس المؤمن معلقة. . . " (76)، الحديث (1078) و (1079)، وابن ماجه في السنن 2/ 806، كتاب الصدقات (15)، باب التشديد في الدين (12)، الحديث (2413)، والحاكم في المستدرك 2/ 26 - 27، كتاب البيوع، باب من مات وهو بريء من ثلاث. . . وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي.

2144 - وقال: "صاحِبُ الدَّيْنِ مأْسُورٌ بدَيْنِهِ يَشْكُو إلى ربِّهِ الوَحْدَةَ يومَ القِيامَةِ" (¬1). 2145 - ورُوي "أنّ مُعاذًا كانَ يدَّانُ، فأتَى غُرَماؤُه إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فباعَ النَّبيُّ مالَهُ كُلَّهُ في دَيْنِهِ حتَّى قامَ مُعاذٌ رضي اللَّه عنهُ بغيرِ شيءٍ" (¬2) (مرسل). 2146 - عن عمرو بن الشريد رضي اللَّه عنه عن أبيه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وعُقُوبَتَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البغوي في شرح السنة 8/ 203، كتاب البيوع، باب التشديد في الدين، الحديث (2148) بإسناده عن البراء بن عازب رضي اللَّه عنه. وعزاه للطبراني في "الأوسط" المنذري في الترغيب والترهيب 2/ 605، كتاب البيوع، باب الترهيب من الدين، وفي الباب عن سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 5/ 20، وأبو داود في السنن 3/ 637، كتاب البيوع (17)، باب في التشديد في الدين (9)، الحديث (3341)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 315، كتاب البيوع (44)، باب التغليظ في الدين (98). (¬2) أخرجه من رواية كعب بن مالك رضي اللَّه عنه: عبد الرزاق في المصنف 8/ 268، كتاب البيوع، باب المفلس والمحجور عليه، الحديث (15177)، وأبو داود في المراسيل، ص 141 - 142، كتاب التجارة، الحديث (152)، وأورده مجد الدين ابن تيمية في المنتقى من أخبار المصطفى 2/ 365، كتاب التفليس، باب الحجر على المدين، الحديث (2996) وقال: (رواه سعيد -بن منصور- في سننه هكذا مرسلًا)، وأورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 1/ 416 - 417، كتاب البيوع، باب التفليس، الحديث (1389) وعزاه لإسحاق بن راهويه، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 48، كتاب التفليس، باب الحجر على المفلس. وروي موصولًا بلفظ "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حجر على معاذ ماله، وباعه في دين عليه" أخرجه الدارقطني في السنن 4/ 230 - 231، في المرأة تقتل إذا ارتدت، الحديث (95)، والحاكم في المستدرك 2/ 58، كتاب البيوع، باب التشديد في أداء الدين وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في المصدر السابق. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 222، 388، 389، في مسند الشريد بن سويد الثقفي رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 4/ 45 - 46، كتاب الأقضية (18)، باب في الحبس في الدين (29)، الحديث (3628)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 316، كتاب البيوع (44)، باب مطل الغني (100)، وابن ماجه في السنن 2/ 811، كتاب الصدقات (15)، باب الحبس في الدين =

2147 - وعن أبي سعيد الخُدري رضي اللَّه عنه قال: "أُتيَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بجَنازةٍ لِيُصلِّيَ علَيْها، قال: هَلْ عَلَى صاحِبِكُمْ دَيْنٌ؟ قالوا: نعم، قال: هَلْ تركَ وفاءً؟ قالوا: لا، قال: صلُّوا على صاحِبِكُمْ. قالَ عليُّ بنُ أبي طالِبِ رضي اللَّه عنه: عَلَيَّ دَيْنُهُ. فتقدَّمَ فصلَّى عليهِ. وقال: فكَّ اللَّه رِهانَكَ مِنَ النَّاَرِ كما فكَكْتَ رِهانَ أخيكَ المسلمِ، ليسَ مِنْ عَبدٍ مُسلمٍ يَقضي عنْ أخيهِ دَيْنَهُ إلَّا فكَّ اللَّه رِهانَهُ يومَ القِيامَةِ" (¬1). 2148 - عن ثوبان أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ ماتَ وهو بريءٌ مِنَ الكِبْرِ والغُلولِ والدَّيْنِ دخلَ الجَنَّةَ" (¬2). 2149 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه عن النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ أعظمَ الذنوبِ عندَ اللَّه أنْ يلقاهُ بها عبدٌ بعدَ الكبائِرِ التي نَهَى اللَّه عنها أنْ يَمُوتَ رجُلٌ وعليهِ دَيْنٌ لا يدَعُ له قضاءً" (¬3). ¬

_ = والملازمة (18)، الحديث (2427)، وأخرجه البخاري تعليقًا في الصحيح 5/ 62، كتاب الاستقراض (43)، باب لصاحب الحق مقال، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 283، كتاب البيوع (11)، باب في المطل (43)، الحديث (1164)، والحاكم في المستدرك 4/ 102، كتاب الأحكام باب لي الواجد. . . وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، قال البغوي في شرح السنة 8/ 195، كتاب البيوع، باب حسن قضاء الدين: (أراد باللي: المطل، يقال: لواه حقه ليًا وليانًا أي مطله، والواجد: الغني، وقال ابن المبارك: يحل عرضه أي يغلظ له وينسبه إلى سوء القضاء ويقول له: إنك ظالم ومتعد، وعقوبته: أن يُحبس له حتَّى يؤدي الحق). (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن 3/ 78، كتاب البيوع، الحديث (291) و (292)، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 73، كتاب الضمان، باب وجوب الحق بالضمان، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 8/ 213، كتاب البيوع، باب ضمان الدَّيْن، الحديث (2155). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 276، 277، 281، والدارمي في السنن 2/ 262, كتاب البيوع، باب ما جاء في التشديد في الدين، والترمذي في السنن 4/ 138، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الغلول (21)، الحديث (1572) و (1573) واللفظ له، وابن ماجه في السنن 2/ 806، كتاب الصدقات (15)، باب التشديد في الدين (12)، الحديث (2412). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 392، وأبو داود في السنن 3/ 637 - 638، كتاب البيوع (17)، باب في التشديد في الدين (9)، الحديث (3342).

9 - باب الشركة والوكالة

2150 - عن عمرو بن عوف المزني رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "الصُّلْحُ جائِزٌ بينَ المُسلمينَ إلّا صُلْحًا حرَّمَ حلالًا أَوْ أحلَّ حرامًا، والمُسلِمونَ على شُروطِهِمْ إلَّا شرطًا حَرَّمَ حلالًا أو أحلَّ حرامًا" (¬1). 9 - باب الشركة والوكالة مِنَ الصِّحَاحِ: 2151 - عن زُهرة بن مَعبد: "أنَّهُ كانَ يخرُجُ بهِ جَدُّهُ عبدُ اللَّه بنُ هشامٍ إلى السُّوقِ يَشترِي الطعامَ، فيلقاهُ ابنُ عُمَرَ وابنُ الزُّبَيْرِ فيقولان له: أشرِكنَا، فإنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قد دَعا لكَ بالبرَكَةِ، فيُشركُهُم، فربَّما أصابَ الراحلةَ كما هيَ فيَبعَثُ بها إلى المنزِلِ. وكانَ عبدُ اللَّه بنُ هشامٍ رضي اللَّه عنه ذهبتْ بهِ أمُّهُ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فمسحَ رأسَهُ ودَعا لهُ بالبركةِ" (¬2). 2152 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قالتِ الأنصارُ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: اقسِمْ بَيننا وبينَ إخواننا النَّخيلَ. قال: لا. تَكفونَنا المَؤونةَ ونَشْرَكُكُمْ في الثَّمَرَةِ. قالوا: سَمِعنا وأطَعْنا" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 634 - 635، كتاب الأحكام (13)، باب (17)، الحديث (1352)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 788، كتاب الأحكام (13)، باب الصلح (23)، الحديث (2353)، وفي الباب عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 2/ 366، وأبو داود في السنن 4/ 19 - 20، كتاب الأقضية (18)، باب في الصلح (12)، الحديث (3594)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 291، كتاب القضاء (13)، باب في الصلح (1199)، والحاكم في المستدرك 2/ 49، كتاب البيوع، باب المسلمون على شروطهم. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 136، كتاب الشركة (47)، باب الشركة في الطعام (13)، الحديث (2501). وأمّ عبد اللَّه بن هشام هي زينب بنت حميد. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 8، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب إذا قال اكفني مؤونة النخل (5)، الحديث (2325)، وفي 7/ 113، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب إخاء =

2153 - عن عُروةَ بن أبي الجَعْد البارقيّ أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أعطاهُ دِينارًا ليَشتري لهُ شاةً، فاشترَى شاتَيْنِ، فباعَ إحداهُما بدينارٍ وأتاهُ بشاةٍ ودينارٍ، فدَعا لهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في بَيْعِهِ بالبَركَةِ، فكانَ لو اشترَى تُرابًا لرَبحَ فيهِ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2154 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه رفعه قال: "إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ يقول: أنا ثالثُ الشَّريكَيْنِ ما لمْ يَخُنْ أحدُهما صاحبَه، فإذا خانَهُ خرجْتُ منْ بينِهِما" (¬2). 2155 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أدِّ الأمانةَ إلى مَنِ إئْتَمَنَكَ ولا تَخُنْ مَنْ خانَكَ" (¬3). 2156 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "أردتُ الخُروجَ إلى خَيْبَر فأتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فسلَّمت عليهِ فقال: إذا أتيتَ وكِيلي فخُذْ منهُ خمسةَ عشرَ وَسْقًا، فإن ابتغَى منكَ آيةً فضَعْ يدكَ على تَرْقُوَتهِ" (¬4). ¬

_ = النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار (3)، الحديث (3782)، وقوله: "نشرككم" بفتحتين أي نكون شركاءكم، وفي نسخة بضم ثم كسر أي نجعلكم شركاء. (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 632، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة (28)، الحديث (3642). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 677، كتاب البيوع (17)، باب في الشركة (27)، الحديث (3383). (¬3) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 264، كتاب البيوع، باب في أداء الأمانة واجتناب الخيانة. وأبو داود في السنن 3/ 805، كتاب البيوع (17)، باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده (81)، الحديث (3535) , والترمذي في السنن 3/ 564، كتاب البيوع (12)، باب (38)، الحديث (1264) وقال: (حسن غريب) والحاكم في المستدرك 2/ 46، كتاب البيوع، باب أد الأمانة إلى من ائتمنك. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 47 - 48، كتاب الأقضية (18)، باب في الوكالة (30)، الحديث (3632)، وترقوته أي حلقه، وفي المغرب الترقوة عظم بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين، وفي القاموس الترقوة مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث يترقى منه بالنفس (القاري، المرقاة 3/ 345). والوَسْقُ = 165.06 كلغ.

10 - باب الغصب والعارية

10 - باب الغصب والعارية (¬1) مِنَ الصِّحَاحِ: 2157 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ أخذَ شِبرًا مِنَ الأرضِ طلمًا فإنَّهُ يطَوَّقُهُ (¬2) يومَ القِيامَةِ مِنْ سَبْعِ أرَضِين" (¬3). 2158 - وقال: "لا يَحلُبنَّ أحدٌ ماشيةَ امرئٍ بغيرِ إذنِهِ، أيُحبُّ أحدُكُمْ أنْ تُؤتى مَشْربتُهُ فتُكْسَرَ خِزانَتُهُ، فيُنْتَقَلَ طعامُهُ؟ فإنَّما تَخزُن لهم ضُروعُ مَواشِيهمْ أُطعُماتِهِم" (¬4). 2159 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عندَ بعضِ نسائهِ، فأرسلَتْ إحدَى أمّهاتِ المُؤمنينَ بصَحْفَةٍ فيها طعام، فضرَبتِ التي النبيُّ في بيتِها يدَ الخادِمِ فسَقَطَتِ الصحْفَةُ فانفلَقَتْ، فجمعَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فِلَقَ الصحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يجمَعُ فيها الطعامَ ويقول: غارَتْ أمُّكُمْ، ثُمَّ حبسَ الخادِمَ حتَّى أُتي بصَحْفةٍ مِنْ عِند التي هو في بيتها، فدفعَ إلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُها وأمسكَ المكسُورة" (¬5). ¬

_ (¬1) العارية: ما يستعار، ونسبت للعار لأن طلبها عَيْبٌ. (¬2) في المخطوطة زيادة (اللَّه) وليست عند البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه من حديث سعيد بن زيد رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 293، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في سبع أرضين (2)، الحديث (3198)، ومسلم في الصحيح 3/ 1231، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم الظلم وغصب الأرض (30)، الحديث (140/ 1610). (¬4) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 88، كتاب اللقطة (45)، باب لا تحتلب ماشية أحد بغير إذنه (8)، الحديث (2435)، ومسلم في الصحيح 3/ 1352، كتاب اللقطة (31)، باب تحريم حلب الماشية بغير إذن مالكها (2)، الحديث (13/ 1726). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 320، كتاب النكاح (67)، باب الغيرة (107)، الحديث (5225).

2160 - عن عبد اللَّه بن يزيد (¬1) عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّه نَهَى عن النُّهبَةِ والمُثْلة" (¬2). 2161 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ في عهدِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلِم يومَ ماتَ إبراهيمُ ابنُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وصلَّى بالنَّاسِ سِتَّ ركعاتٍ بأربعِ سجَداتٍ، فانصرفَ وقد آضَتِ الشَّمْسُ، وقال: ما مِنْ شيءٍ تُوعَدُونَهُ إلَّا قدْ رأيتُهُ في صلاتي هذه، لقدْ جِيءَ بالنَّارِ وذلكَ حينَ رأَيْتُمُوني تأخَّرْتُ مخافةَ أنْ يُصيبَني مِنْ لَفْحِها، وحتَّى رأيتُ فيها صاحِبَ المِحْجَنِ يجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ، وكانَ يَسوِق الحاجَّ بمِحْجَنِهِ، فإنْ فُطِنَ لهُ قال: إنَّما تَعَلَّقَ بمِحْجَني، وإنْ غُفِلَ عنهُ ذهبَ بهِ، وحتَّى رأيتُ فيها صاحِبَةَ الهِرَّةِ التي ربطَتْها فلمْ تطْعِمْها [ولم تَسْقِها] (¬3) ولم تَدَعْها تأكلُ من خَشاشِ الأرضِ حتَّى ماتَتْ جُوعًا، ثمَّ جِيءَ بالجنَّةِ وذلكَ حينَ رأَيْتُمُوني تقدَّمْتُ حتَّى قُمْتُ في مَقامي (¬4)، ولقدْ مدَدْتُ يَدي وأنا أُريدُ أنْ أتَناوَلَ ¬

_ (¬1) في الأصل المخطوط والمطبوعة (زيد) والتصويب من صحيح البخاري، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 5/ 120: (عبد اللَّه بن يزيد، كذا للأكثر وللكشميهني وحده: ابن زيد، وهو تصحيف، وعبد اللَّه بن يزيد هو الخطمي وليس له عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في البخاري غير هذا الحديث وله فيه عن الصحابة غير هذا). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 119، كتاب المظالم (46)، باب النهبى بغير إذن صاحبه (30)، الحديث (2474)، وفي 9/ 643، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب ما يكره من المثلة. . . (25)، الحديث (5516)، النهبة: أي أخذ مال المسلم قهرا جهرًا، والمثلة: هي قطع أطراف الحيوان أو بعضها وهو حي (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 9/ 643 - 644). (¬3) ليست في مخطوطة برلين وهي من المطبوعة، وهذه الكلمة ليست في حديث جابر رضي اللَّه عنه إنما هي في حديث ابن عمر رضي اللَّه عنهما في الصحيحين مقتصرًا على قصة صاحبة الهرة، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 515، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب (54)، الحديث (3482)، ومسلم في الصحيح 4/ 2022، كتاب البر والصلة (45)، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها (37)، الحديث (134/ 2242). (¬4) في المطبوعة زيادة (هذا) وليست عند مسلم.

منْ ثَمَرِها لتنظُرُوا إلَيْهِ ثمَّ بدا لي أنْ لا أفعل" (¬1). 2162 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ فزعٌ بالمدينةِ فاستعارَ رسُول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فرسًا منْ أبي طَلْحَةَ، فرَكِبَ، فلمَّا رجعَ قال: ما رأَيْنا مِنْ شَيءٍ وإنْ وجدناهُ لَبَحْرًا" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2163 - عن سعيد بن زيد عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ أحْيا أرضًا مَيِّتةً فهي لهُ، وليسَ لعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ" (¬3) (مرسل) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 623، كتاب الكسوف (10)، باب ما عرض على النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الكسوف (3)، الحديث (10/ 904)، آضت الشمس معاه رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف، المِحجن: عصا معقفة الطرف، والقُصب: الأمعاء (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 208 - 210). وخشاش الأرض: هوامها وحشراتها. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 240، كتاب الهبة (51)، باب من استعار من الناس الفرس (33)، الحديث (2627) وفي 6/ 122، كتاب الجهاد (56)، باب مبادرة الإمام عند الفزع (116)، الحديث (2968)، ومسلم في الصحيح 4/ 1803، كتاب الفضائل (43)، باب في شجاعة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وتقدمه للحرب (11)، الحديث (49/ 2307)، قال الأصمعي: يقال للفرس بحر إذا كان واسع الجري (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 5/ 241). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 453 - 454، كتاب الخراج والإمارة والفيء (14)، باب في إحياء الموات (37)، الحديث (3073)، والترمذي في السنن 3/ 662، كتاب الأحكام (13)، باب ما ذكر في إحياء أرض الموات (38)، الحديث (1378) موصولًا من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد رضي اللَّه عنه، قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب، وقد رواه بعضهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا). والعرق الظالم: الغرس في أرض غيره. (¬4) قال القاري في المرقاة 3/ 350: (الحديث مرسل من وجه، قال القاضي رحمه اللَّه: والعجب أن الحديث في المصابيح مسند إلى سعيد بن زيد وهو من العشرة، وجعله مرسلًا، ولعله وقع من الناسخ)، وأخرجه عن عروة مرسلًا: مالك في الموطأ 2/ 743، كتاب الأقضية (36)، باب القضاء في عمارة الموات (24)، الحديث (26)، وأبو داود في المصدر السابق، الحديث (3074)، وعزاه للنسائي المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 265، الحديث (2949).

2164 - وقال: "ألا لا تظلِمُوا، ألا لا يحِلُّ مالُ امرئٍ إلَّا بطيبِ نفسٍ منهُ" (¬1). 2165 - عن عِمران بن حُصَيْن رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغارَ في الإسلامِ، ومَنِ انتَهَبَ نُهْبةً فليسَ مِنَّا" (¬2). 2166 - وعن السائِب بن يَزيد عن أبيه عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا يأْخُذْ أحَدُكُمْ عصا أخيهِ لاعِبًا جادًّا، فمنْ أخَذَ عصا أخيهِ فليرُدَّها إليهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) شطرة من حديث طويل من رواية أبي حُرة الرَّقاشي عن عمه أخرجه: أحمد في المسند 5/ 72، وعزاه السيوطي في الجامع الكبر 1/ 952 لأبي القاسم البغوي في "المعجم" والباوردي في "معرفة الصحابة" وابن مردويه. وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 889، الحديث (2946/ 9) للبيهقي في "شعب الإيمان" والدارقطني في "المجتبى". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 439، 443. وأبو داود في السنن 3/ 67 - 68، كتاب الجهاد (9)، باب في الجلب على الخيل في السباق (70)، الحديث (2581) مقتصرًا على قوله: "لا جلب ولا جنب" والترمذي في السنن 3/ 431، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في النهي عن نكاح الشغار (30)، الحديث (1123) وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 6/ 111، كتاب النكاح (26)، باب الشغار (60)، وفي 6/ 227 - 228، كتاب الخيل (28)، باب الجلب (15)، والجلب في السباق أن يتبع فرسه رجلًا يجلب عليه ويزجره، والجنب أن يجنب إلى فرسه فرسًا عريانًا فإذا فتر المركوب تحول إليه، والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته أو أخته ولا صداق بينهما. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 221، في مسند يزيد بن السائب رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 5/ 273، كتاب الأدب (35)، باب من يأخذ الشيء على المزاح (93)، الحديث (5003)، والترمذي في السنن 4/ 462، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا (3)، الحديث (2160).

2167 - عن الحسن عن سَمُرة عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ وجدَ عَيْنَ مالِه عندَ رجُلٍ فهوَ أحقُّ بهِ ويتَّبعُ البيِّعُ من باعَهُ" (¬1). 2168 - وقال: "على اليدِ ما أخَذَتْ حتَّى تُؤدِّيَ" (¬2). 2169 - عن حَرام بن سعد بن مُحَيِّصة "أنَّ ناقَةَ البراءِ بن عازبٍ دخلتْ حائِطًا فأفسَدَتْ، فقضَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنَّ على أَهْلَ الحوائِطِ حِفْظَها بالنَّهارِ، وأنَّ ما أفسَدَتِ المَواشي باللَّيْلِ ضامِنٌ على أَهلِها" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 13، وأبو داود في السنن 3/ 802، كتاب البيوع (17)، باب في الرجل يجد عين ماله عند رجل (80)، الحديث (3531) واللفظ له، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 313 - 314، كتاب البيوع (44)، باب الرجل يبيع السلعة فيستحقها مستحق (96). (¬2) أخرجه من حديث سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 5/ 8، 13، والدارمي في السنن 2/ 264، كتاب البيوع، باب في العارية مؤداة، وأبو داود في السنن 3/ 822، كتاب البيوع (17)، باب في تضمين العارية (90)، الحديث (3561)، والترمذي في السنن 3/ 566، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في أن العارية مؤداة (39)، الحديث (1266)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 802، كتاب الصدقات (15)، باب العارية (5)، الحديث (2400)، والحاكم في المستدرك 2/ 47، كتاب البيوع، باب لا يجوز لامرأة في مالها. . . وقال: (صحيح الإسناد على شرط البخاري) وأقره الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 90، كتاب العارية، باب العارية مضمونة. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 747 - 748، كتاب الأقضية (36)، باب القضاء في الضواري والحريسة (28)، الحديث (37)، وأحمد في المسند 5/ 436، قال السيوطي في تنوير الحوالك 2/ 220: (قال ابن عبد البر: هكذا رواه مالك وأصحاب ابن شهاب عنه، مرسلًا)، وروي موصولًا من حديث محيصة رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 5/ 436، وأبو داود في السنن 3/ 828 - 829، كتاب البيوع (17)، باب المواشي تفسد زرع قوم (92)، الحديث (3569)، ومن رواية حرام بن محيصة عن البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (3570)، وابن ماجه في السنن 2/ 781، كتاب الأحكام (13)، باب الحكم فيما أفسدت المواشي (13)، الحديث (2332).

2170 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن النَّبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الرِّجْلُ جُبارٌ" (¬1). 2171 - وقال: "النَّارُ جُبارٌ" (¬2). 2172 - عن الحسن عن سَمُرة أنّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا أَتَى أحدُكُمْ على ماشِيةٍ فإنْ كانَ فيها صاحبُها فلْيَستأْذِنْهُ، فإنْ لمْ يكُنْ فيها فَلْيُصوِّتْ ثلاثًا، فإنْ أجابَهُ أَحَدٌ فلْيَسْتَأْذِنْهُ، فإنْ لمْ يُجِبْهُ أحدٌ فلْيَحْلِبْ ولْيَشْرَبْ ولا يَحْمِل" (¬3). 2173 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ دخلَ حائِطًا فلْيَأْكُلْ ولا يَتَّخِذْ خُبْنةً" (¬4) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 714، كتاب الديات (33)، باب في الدابة تنفح برجلها (29)، الحديث (4592)، وعزاه للنسائي المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 383، الحديث (4424)، ويأتي هذا الحديث برقم (2650) في كتاب القصاص (14)، باب ما لا يضمن من الجنايات (3). قوله الرِّجْلُ جُبَارٌ: أي أن ما تطأه الدابّة برجلها هَدْرٌ. (¬2) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أبو داود في المصدر السابق 4/ 716، باب في النار تعدي (31)، الحديث (4594)، وعزاه للنسائي المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 385، الحديث (4426)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 892، كتاب الديات (21)، باب الجبار (27)، الحديث (2676) وزاد "والبئر جبار" ويأتي هذا الحديث برقم (2651) في كتاب القصاص (14)، باب ما لا يضمن من الجنايات (3). قوله: النار جبار أي ما أَحْرَقَتْهُ النار بلا عدوان فهو هَدْرٌ. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 89، كتاب الجهاد (9)، باب في ابن السبيل يأكل من التمر. . . (93)، الحديث (2619)، والترمذي في السنن 3/ 590، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في احتلاب المواشي بغير إذن الأرباب (60)، الحديث (1296)، وقال: (حسن غريب). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 583، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثمرة للمار بها (54)، الحديث (1287)، وقال: (حديث غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلّا من حديث يحيى بن سليم)، وابن ماجه في السنن 2/ 772، كتاب التجارات (12)، باب من مر على ماشية قوم أو حائط هل يصيب منه (67)، الحديث (2301)، وخُبْنَة: طرف الثوب، أي لا يأخذ منه شيئًا في ثوبه.

2174 - وعن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الثَّمَرِ المُعَلَّقِ، فقال: مَنْ أصابَ بفيهِ مِنْ ذي حاجَةٍ غيرَ متَّخذٍ خُبْنةً فلا شيءَ عليهِ" (¬1). 2175 - وعن رافع بن عمرو الغِفاريّ أنّه قال: "كنتُ غُلامًا أرمي نَخْلَ الأنصارِ، فأُتيَ بيَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا غُلامُ لِمَ تَرمي النَّخْلَ؟ قلت: آكُلُ، قال: فلا تَرْمِ وكُلْ ممَّا سقطَ في أسفَلِها. ثمَّ مسحَ رأسَهُ وقال: اللَّهمَّ أشْبعْ بَطْنَهُ" (¬2). 2176 - عن أُميَّةَ بن صفوانَ عن أبيه "أَنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم استَعارَ أدْراعَة يومَ حُنَيْنٍ فقال: أغَصبًا يا محمَّدُ؟ قال: لا، بَلْ عاريَةٌ مضمُونَةٌ" (¬3). 2177 - وعن أبي أُمامة أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 180، 224، وأبو داود في السنن 2/ 335، كتاب اللقطة (4)، باب التعريف باللقطة (1)، الحديث (1710)، والترمذي في السنن 2/ 584، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثمرة للمار بها (54)، الحديث (1289)، وقال: (حديث حسن)، والنسائي في المجتبى من السنن 8/ 85، كتاب قطع السارق (46)، باب الثمر يسرق بعد أن يؤويه الجرين (12)، ويأتي مطولًا برقم (2246). و (الخبنة): طرف الثوب. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 31، وأبو داود في السنن 3/ 90، كتاب الجهاد (9)، باب من قال إنه يأكل مما سقط (94)، الحديث (2622)، والترمذي في المصدر السابق، الحديث (1288)، وابن ماجه في السنن 2/ 771، كتاب التجارات (12)، باب من مر على ماشية قوم أو حائط هل يصيب منه (67)، الحديث (2299)، وهذا الحديث مؤخر في مخطوطة برلين إلى آخر الباب. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 401 و 6/ 465، في مسند صفوان بن أمية رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 3/ 822 - 823، كتاب البيوع (17)، باب في تضمين العارية (90)، الحديث (3562)، والحاكم في المستدرك 2/ 47، كتاب البيوع، باب أدِّ الأمانة. . .، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 89، كتاب العارية، باب العارية مضمونة.

11 - باب الشفعة

وسلم يقول: "العارِيَةُ مُؤدَّاةٌ، والمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ، والدَّيْنُ مَقْضِيٌّ، والزَّعِيمُ غارِمٌ" (¬1). 11 - باب الشُّفْعَةِ مِنَ الصِّحَاحِ: 2178 - عن جابر رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلبم أنّه قال: "الشُّفْعَةُ فيما لمْ يُقْسَم، فإذا وقعَتِ الحُدُودُ وصُرِفَتِ الطُّرُقُ فلا شُفعة" (¬2). 2179 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "قضَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالشُّفْعَةِ في كلِّ شِرْكَةٍ لمْ تقْسَمْ رَبْعَةٍ أو حائِطٍ، لا يَحِلُّ له أنْ يبيعَ حتَّى يُؤذِنَ شَريكَهُ، فإنْ شاءَ أخذَ وإنْ شاءَ تركَ، فإذا باعَ ولمْ يُؤذِنْهُ فهوَ أحقُّ بهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 267، وأبو داود في السنن 3/ 824 - 825، كتاب البيوع (17)، باب في تضمين العارية (90)، الحديث (3565) واللفظ له، والترمذي في السنن 3/ 565، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في أن العارية مؤداة (39)، وابن ماجه في السنن 2/ 801 - 802، كتاب الصدقات (15)، باب العارية (5)، الحديث (2398)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 285، كتاب البيوع (11)، باب ما جاء في العارية (49)، الحديث (1174)، والمنحة ما يمنحه الرجل صاحبه أي يعطيه من ذات در ليشرب لبنها أو شجرة ليأكل ثمرها أو أرضًا ليزرعها، والزعيم أي الكفيل. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 407، كتاب البيوع (34)، باب بيع الشريك من شريكه (96)، الحديث (2213)، وفي 4/ 408، باب بيع الأرض والدور. . . (97)، الحديث (2214)، وفي 4/ 436، كتاب الشفعة (36)، باب الشفعة فيما لم يقسم (1)، الحديث (2257). والشفعة: تَمَلُّك مشفوع. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1229، كتاب المساقاة (22)، باب الشفعة (28)، الحديث (134/ 1608)، ربعة أي دار ومسكن وضيعة، وحائط أي بستان.

2180 - وقال: "الجارُ أحقُّ بسَقَبِهِ" (¬1). 2181 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَمنعْ جارٌ جارَهُ أنْ يغرِزَ خشَبةً في جِدارِهِ" (¬2). 2182 - وقال: "إذا اخْتَلَفْتُمْ في الطريقِ جُعِلَ عَرْضُهُ سبعةَ (¬3) أذْرُعٍ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 2183 - "مَنْ باعَ مِنْكُمْ دارًا أو عقارًا فقَمِنٌ أنْ لا يُبارَكَ لهُ إلَّا أنْ يَجعلَهُ في مِثْلِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري من حديث أبي رافع مولى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصحيح 4/ 437، كتاب الشفعة (36)، باب عرض الشفعة على صاحبها قبل البيع (2)، الحديث (2258)، والسقب بالسين المهملة وبالصاد أيضًا، ويجوز فتح القاف وإسكانها: القرب والملاصقة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 4/ 438). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 110، كتاب المظالم (46)، باب لا يمنع جارٌ جاره. . . (20)، الحديث (2463)، ومسلم في الصحيح 3/ 1230، كتاب المساقاة (22)، باب غرز الخشب في جدار الجار (29)، الحديث (136/ 1609). (¬3) قال النووي في شرح صحيح مسلم 11/ 51: (في أكثر النسخ "سبع أذرع" وفي بعضها "سبعة أذرع" وهما صحيحان، والذراع يذكر ويؤنث والتأنيث أفصح). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 118، كتاب المظالم (46)، باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء (29)، الحديث (2473)، ومسلم في الصحيح 3/ 1232، كتاب المساقاة (22)، باب قدر الطريق إذا اختلفوا فيه (31)، الحديث (143/ 1613)، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 5/ 119: (الذي يظهر أن المراد بالذراع ذراع الآدمي فيعتبر ذلك بالمعتدل). والذراع = 61.6 سنتم. (¬5) أخرجه من حديث سعيد بن حُرَيْث رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 467، و 4/ 307، والدارمي في السنن 2/ 273، كتاب البيوع، باب فيمن باع دارًا فلم يجعل ثمنها في مثلها، وابن ماجه في السنن 2/ 832، كتاب الرهون (16)، باب من باع عقارًا ولم يجعل ثمنه في مثله (24)، الحديث (2490)، وقَمِن: بفتح القاف وكسر الميم أي جدير وحقيق.

2184 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الجارُ أحقُّ بشُفْعَتِهِ يُنْتَظَرُ بها إنْ (¬1) كانَ غائبًا إذا كانَ طريقُهُما واحِدًا" (¬2). 2185 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "الشَّريكُ شَفيعٌ، والشُّفْعَةُ في كلِّ شيء" (¬3) (ويُروى عن [ابن] (¬4) أبي مليكة مُرسلًا). 2186 - عن عبد اللَّه بن حُبَيْش (¬5) أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ قطعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّه رأْسَهُ في النَّارِ" (¬6). قال أبو داود: (هذا ¬

_ (¬1) قال القاري في المرقاة 3/ 357: (في نسخ المصابيح بحذف الواو، وهو مخالف للأصول المعتمدة والنسخ المصححة) وعند أحمد والدارمي وأبي داود والترمذي وابن ماجه بإثبات الواو "وإن". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 303، والدارمي في السنن 2/ 273، كتاب البيوع، باب في الشفعة، وأبو داود في السنن 3/ 787 - 789، كتاب البيوع (17)، باب في الشفعة (75)، الحديث (3518)، والترمذي في السنن 3/ 651، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في الشفعة للغائب (32)، الحديث (1369)، وابن ماجه في السنن 2/ 833، كتاب الشفعة (17)، باب الشفعة بالجوار (2)، الحديث (2494). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 654، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء أن الشريك شفيع (34)، الحديث (1371)، وقال: (وقد روى غير واحد عن عبد العزيز بن رُفَيْع عن ابن أبي مُلَيْكة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، وهذا أصح)، وأخرجه موصولًا الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 125، كتاب الشفعة، باب الشفعة بالجوار. (¬4) ليست في مخطوطة برلين، والصواب إثباتها. (¬5) كذا في المطبوعة، قال القاري في المرقاة 3/ 358: (صوابه حُبْشِيّ) وهو كذلك في سنن أبي داود، وذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 304، الترجمة (3217) وقال: (عبد اللَّه بن حبشي الخثعمي نزل مكة وله صحبة، روى عنه محمد بن جبير وعبيد بن عمير). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 404، كتاب الأدب (35)، باب في قطع السِّدْر (171)، الحديث (5239)، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 139، كتاب المزارعة، باب ما جاء في قطع السدرة وفي معنى السدر، قيل أراد به سدر مكة لأنها حرَم، وقيل سدر المدينة، نهي عن قطعه ليكون أمنًا وظلًا لمن يهاجر إليها وقيل أراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به أبناء السبيل والحيوان، أو في مِلك إنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق (ابن الأثير، النهاية 2/ 353 - 354 مادة سدر).

12 - باب المساقات والمزارعة

الحديث مختصر، يعني: "منْ قطعَ سِدرةً في فَلاةٍ يَسْتَظِلُّ بها ابنُ السبيلِ والبهائمُ غَشْمًا وظُلمًا بغيرِ حقٍّ يكونُ لهُ فيها، صَوَّبَ اللَّه رأسَهُ في النَّار"). 12 - باب المساقات والمزارعة مِنَ الصِّحَاحِ: 2187 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دفعَ إلى يهودِ خَيْبَرَ نخلَ خَيْبَرَ وأرضَها على أنْ يعتَمِلُوها مِنْ أموالِهِمْ ولرسُولِ اللَّه شَطُرْ ثَمَرِها" (¬1). ويُروى: "عَلَى أنْ يعمَلُوها ويَزْرعُوها ولهمْ شَطرُ ما يخرُجُ منها" (¬2). 2188 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "كُنَّا نُخابِرُ ولا نَرَى بذلكَ بأْسًا حتَّى زعمَ رافِعُ بنُ خَدِيج أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عَنْها فتَركْناها مِنْ أجْلِ ذلكَ" (¬3). 2189 - عن حَنظلة بن قَيْس عن رافع بن خَدِيج رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "أخبرني عمَّايَ أنَّهمْ كانوا يُكرونَ الأرضَ على عهدِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بما يَنْبُتُ على الأربعاءِ أو شيءٍ يَستثنيهِ صاحبُ الأرضِ، فنهانا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عنْ ذلكَ، فقلتُ لِرَافِعٍ: فكيفَ هيَ بالدَّراهِمِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1187، كتاب المساقاة (22)، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع (1)، الحديث (5/ 1551). (¬2) أخرجه البخاري من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 462، كتاب الإجارة (37)، باب إذا استأجر أرضًا فمات أحدهما (22)، الحديث (2285). (¬3) أخرجه مسلم بلفظ مقارب في الصحيح 3/ 1179، كتاب البيوع (21)، باب كراء الأرض (17)، الحديث (106/ 1547) و (107/ 1547)، وبلفظه التام أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 136، كتاب المزارعة، الحديث (447)، المخابرة والمزارعة متقاربتان وهما المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها من الزرع كالثلث والربع وغير ذلك من الأجزاء المعلومة (النووي، شرح صحيح مسلم 10/ 193).

والدَّنانيرِ؟ فقال: ليسَ بها بأْسٌ. وكانَ الذي نُهيَ منْ ذلكَ ما لو نظرَ فيهِ ذو الفَهمِ بالحَلالِ والحَرامِ لمْ يُجيزوهُ لما فيهِ مِنَ المُخاطَرَةِ" (¬1). 2190 - عن رافِع قال: "كانَ أحدُنا يُكري أرضَهُ فيقول: هذهِ القِطعةُ لي وهذهِ لك، فرُبَّما أخرَجَتْ ذِه ولمْ تُخْرِجْ ذِه، فنهاهُمُ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬2). 2191 - وعن طاوُس أنّه قال: "إنَّ أعلَمَهُمْ أخبرَني -يعني ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما- أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لمْ ينهَ عنهُ، ولكن قال: أنْ يمنحَ أحدُكُمْ أخاهُ خيرٌ لهُ منْ أنْ يأخُذَ عليهِ خَرْجًا معلومًا" (¬3). 2192 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ كانتْ لهُ أرضٌ فلْيَزْرَعْها أو ليَمْنَحْها أخاهُ، فإنْ أَبَى فلْيُمْسِكْ أرضَهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 25، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب كراء الأرض بالذهب والفضة (19)، الحديث (2346)، والأربعاء جمع ربيع وهو النهر الصغير الذي يسقي المزارع. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 15، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب ما يكره من الشروط في المزارعة (12)، الحديث (2332)، ومسلم في الصحيح 3/ 1183، كتاب البيوع (21)، باب كراء الأرض بالذهب والورق (19)، الحديث (117/ 1547)، وقوله "ذِه" بكسر المعجمة وسكون الهاء إشارة إلى القطعة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 5/ 15). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 14، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب (10)، الحديث (2330)، ومسلم في الصحيح 3/ 1184، كتاب البيوع (21)، باب الأرض تمنح (21)، الحديث (120/ 1550) و (121/ 1550) واللفظ للبخاري. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 22، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب ما كان من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يواسي بعضهم بعضًا في الزراعة والثمر (18)، الحديث (2340)، وفي 5/ 243، كتاب الهبة (51)، باب فضل المنيحة (35)، الحديث (2632)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 3/ 1176 - 1177، كتاب البيوع (21)، باب كراء الأرض (17)، الحديث (89/ 1536) و (96/ 1536).

13 - باب الإجارة

2193 - عن أبي أُمامة، ورأَى سِكَّةً وشيئًا مِنْ آلةِ الحَرْث، فقال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لا يَدخُلُ هذا بيتَ قومٍ إلَّا دَخَلَهُ الذُّلُّ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2194 - عن رافِع بن خَدِيج عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ زرعَ في أرضِ قوم بغيرِ إذنِهِمْ فليسَ لهُ مِنَ الزَّرْعِ شيءٌ ولهُ نَفَقَتُهُ" (¬2) (غريب). 13 - باب الإِجارة مِنَ الصِّحَاحِ: 2195 - عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل (¬3) أنّه قال: "زَعَمَ ثابت (¬4) أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عَنِ المُزارَعَةِ وأمرَ بالمُؤاجَرَةِ وقال: لا بأْسَ بِها" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 5، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب ما يُحَذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع. . . (2)، الحديث (2321). (¬2) أخرجه أبو عبيد في الأموال، ص 364، كتاب أحكام الأرضين. . .، باب إحياء الأرضين واحتجارها، الحديث (708)، وأحمد في المسند 3/ 465، وأبو داود في السنن 3/ 692 - 693، كتاب البيوع (17)، باب في زرع الأرض بغير إذن صاحبها (33)، الحديث (3403)، والترمذي في السنن 3/ 648، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء فيمن زرع في أرض قوم بغير إذنهم (29)، الحديث (1366) وقال: (حسن غريب). وابن ماجه في السنن 2/ 824، كتاب الرهون (16)، باب من زرع في أرض قوم بغير إذنهم (13)، الحديث (2466). (¬3) قال القاري في المرقاة 3/ 363: (كذا ذكره ابن الملك وهو الموافق للنسخ المعتمدة والأصول المصححة، وفي نسخة بفتح ميم وسكون مهملة وكسر قاف -مَعْقِل-) وكذا جاء في رواية مسلم، ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 6/ 40، الترجمة (69)، وقال: (عبد اللَّه بن معقل بن مقرن المزني، روى عن ثابت بن الضحاك. . .، وعنه عبد اللَّه بن السائب. . . قال العجلي: كوفي تابعي ثقة من خيار التابعين). (¬4) هو ثابت بن الضَّحَّاك ممن بايع تحت الشجرة في بيعة الرضوان، ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 63، الترجمة (593). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1184، كتاب البيوع (21)، باب في المزارعة والمؤاجرة (20)، الحديث (119/ 1549).

2196 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم احْتَجَمَ وأعطَى الحجَّامَ أجْرَهُ، واسْتَعَطَ" (¬1). 2197 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "ما بعثَ اللَّه نبيًّا إلَّا رعَى الغنمَ. فقال أصحابُهُ: وأنتَ؟ فقال: نعم كنتُ أرْعَى على قَراريطَ لِأهلِ مكَّة" (¬2). 2198 - وقال: "قال اللَّه عزّ وجلّ: ثلاثةٌ أنا خَصمُهُمْ يومَ القِيامَةِ: رجلٌ أعطَى بي ثمَّ غَدَرَ، ورجلٌ باعَ حُرًا فأكلَ ثَمنَهُ، ورجلٌ استأجَرَ أجِيرًا فاسْتوفَى منهُ ولم يُعطهِ أجرَهُ" (¬3). 2199 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما "أنَّ نفرًا مِنْ أصحابِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مرُّوا بماءٍ فيهمْ لَديغٌ، فعَرَضَ لهمْ رجلٌ مِنْ أهلِ الماءِ فقال: هلْ فيكُمْ مِنْ راقٍ؟ إنَّ في الماءِ رجُلًا لدِيغًا. فانطلقَ رجلٌ منهمْ فقرأَ بفاتِحَةِ الكتابِ على شاءٍ، فبرأَ، فجاءَ بالشاءِ إلى أصحابِهِ، فكرِهُوا ذلكَ وقالوا: أخذتَ على كتابِ اللَّه أجْرًا، حتَّى قَدِمُوا المدينةَ فقالوا: يا رسولَ اللَّه أخذَ على كتابِ اللَّه أجرًا، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ أحقَّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 147، كتاب الطب (76)، باب السَّعُوط (9)، الحديث (5691)، ومسلم في الصحيح 3/ 1205، كتاب المساقاة (22)، باب حل أجرة الحجامة (11)، الحديث (65/ 1202)، وقوله "واستعط" أي استعمل السَّعوط، وهو أن يستلقي على ظهره ويجعل بين كتفيه ما يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه ماء أو دهن فيه دواء (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 147). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 441، كتاب الإجارة (37)، باب رعي الغنم على قراريط (2)، الحديث (2262). والقيراط = 0.2125 غرامًا من ذهب. (¬3) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 417، كتاب البيوع (34)، باب إثم من باع حرًا (106)، الحديث (2227)، وقوله "أعطى بي ثم غدر" تقديره أعطى يمينه بي أي عاهد عهدًا وحلف عليه باللَّه ثم نقضه (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 4/ 418).

ما أخذْتُمْ عليهِ أجْرًا كتابُ اللَّه" (¬1). وفي رواية: "أصبتُمْ اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي معكُمْ سَهْمًا" (¬2). مِنَ الحِسَان:2199 ب-[عن جابر قال: "نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن الثُّنْيا"] (¬3). 2200 - عن خارجة بن الصَّلْت عن عمّه (¬4) "أنَّه مرَّ بقومٍ فقالوا: إنَّكَ جِئْتَ مِنْ عندِ هذا الرجلِ بخَيرٍ، فارْقِ لنا هذا الرجُلَ، وأتوه برجلٍ مَجنونٍ في القُيودِ، فرقاهُ بأمَّ القُرآنِ ثلاثةَ أيَّامٍ غُدْوَةً وعَشِيَّةً، كُلَّما خَتَمها جمعَ بُزاقَهُ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 198 - 199، كتاب الطب (76)، باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب (34)، الحديث (5737). (¬2) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر نفسه 10/ 209، باب النفث في الرقية (39)، الحديث (5749) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 1728، كتاب السلام (39)، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار (23)، الحديث (66/ 2201). (¬3) هذا الحديث ليس في المطبوعة، وهو من مخطوطة برلين، وهو حديث صحيح أخرجه الأئمة ضمن حديث لجابر في النهي عن بيوع متعددة، أخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1175، كتاب البيوع (21)، باب النهي عن المحاقلة والمزابنة (16)، الحديث (85/ 1536) بلفظ: "نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن المحاقلة والمزابنة والمعاومة والمخابرة وعن الثنيا، ورخص في العرايا" وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 693 - 695، كتاب البيوع (17)، باب في المخابرة (34)، الحديث (3404 و 3405) وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 585، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في النهي عن الثنيا (55)، الحديث (1290)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 296، كتاب البيوع (44)، باب النهي عن بيع الثنيا حتَّى تعلم (74)، وقال النووي في شرح مسلم 10/ 195: الثنيا هي استثناء، والمراد الاستثناء في البيع، والثنيا المبطلة للبيع قوله: بعتك هذه الصبرة إلّا بعضها. (¬4) قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 73: وعمّ خارجة هو عُلاثة بن صُحَار التميمي السَّليطي، ويقال البرجمي، له صحبة ورواية عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقيل اسمه العلاء، وقيل: عبد اللَّه، وقيل عُلاثة بن شجّار ويقال شجار بالتخفيف، والأول أكثر. وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 162، والذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 389، وابن حجر في التقريب 2/ 94 وسمّوه عُلاقة بالقاف.

14 - باب إحياء الموات والشرب

ثمَّ تَفَلَ، فكأنَّما أُنْشِطَ مِنْ عِقالٍ، فأعطوهُ مائةَ شاةٍ فأتَى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فذكرَ لهُ فقال: كُلْ فَلَعَمْري لَمَنْ أكلَ برُقْيَةِ باطلٍ لقدْ أكلْتَ برُقيةِ حقٍّ" (¬1). 2201 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أعْطُوا الأجيرَ أجْرَهُ قبلَ أنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ" (¬2). 2202 - و"أعْطُوا السَّائِلَ وإنْ جاءَ على فَرَسٍ" (¬3) (مرسل). 14 - باب إحياء الموات والشِّرْب (¬4) مِنَ الصِّحَاحِ: 2203 - عن عائشة رضي اللَّه عنها عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ أعْمَرَ أرضًا ليستْ لأحدٍ فهوَ أحقُّ بها" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 210 - 211. وأبو داود في السنن 3/ 706، كتاب البيوع (17)، باب في كسب الأطباء (38)، الحديث (3420)، وفي 4/ 220، كتاب الطب (22)، باب كيف الرقي (19)، الحديث (3896)، وعزاه للنسائي المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 73. (¬2) أخرجه ابن ماجه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما في السنن 2/ 817، كتاب الرهون (16)، باب أجر الأجراء (4)، الحديث (2443)، وروي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 121، كتاب الإجارة، باب إثم من منع الأجير أجره، وعزاه لأبي يعلى الموصلي الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 97، كتاب البيوع، باب إعطاء الأجير والعامل، وعن جابر رضي اللَّه عنه: عزاه الهيثمي في المصدر نفسه للطبراني في "المعجم الأوسط". (¬3) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 996، كتاب الصدقة (58)، باب الترغيب في الصدقة (1)، الحديث (3)، عن زيد بن أسلم مرسلًا، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1687، في ترجمة عمر بن يزيد موصولًا عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وقد روي من حديث الحسين بن علي رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه: "للسائل حقٌّ وإن جاء على فرس" أخرجه أحمد في المسند 1/ 201، وأبو داود في السنن 2/ 306، كتاب الزكاة (3)، باب حق السائل (33)، الحديث (1665)، والطبراني في المعجم الكبير 3/ 141، الحديث (2893). (¬4) الموات: الأرض الخراب. ليست في مرافق البلد، وليست بملك أحد. والشِّرْب بالكسر، النصيب من الماء، وفي الشرع: عبارة عن نوية الانتفاع بالماء سقيًا للمزارع أو الدواب (القاري، المرقاة 3/ 366). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 18، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب من أحيا أرضًا مواتًا (15)، الحديث (2335).

2204 - وقال: "لا حِمَى إلَّا للَّه ولرسُولِهِ" (¬1). 2205 - وعن عروة أنّه قال: "خاصَم الزُّبيرُ رجُلًا مِنَ الأنصارِ في شَريجٍ مِنَ الحَرَّةِ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: اسْقِ يا زُبيرُ ثمَّ أَرسِلِ الماءَ إلى جارِكَ. فقال الأنصاريُّ: [يا رسول اللَّه] (¬2) أنْ كانَ ابنَ عمَّتِكَ، فتلوَّنَ وَجْهُهُ (¬3) ثمَّ قال: اسْقِ يا زُبيرُ ثمَّ احْبِسْ الماءَ حتَّى يَرجِعَ إلى الجِدْرِ ثمَّ أرسِلْ الماءَ إلى جارِكَ. فاسْتَوْعَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم للزُّبيرِ حقَّهُ في صَريحِ الحُكْمِ حينَ أحفَظَهُ الأنصاريُّ، وكانَ أشارَ عليهِما بأمرٍ لهُما فيهِ سَعَةٌ" (¬4). 2206 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَمنعُوا فَضْلَ الماءِ لتمنعُوا فَضْلَ الكَلِأ" (¬5). 2207 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري من رواية ابن عباس عن الصَّعب بن جَثَّامة رضي اللَّه عنهم في الصحيح 5/ 44، كتاب المساقاة (42)، باب لا حِمى إلّا للَّه ولرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- (11)، الحديث (2370). و (الحِمَى): المكان الذي يُحْمَى من الناس والماشية ليكثر كَلَؤْهُ. (¬2) ليست في المطبوعة، وهي عند البخاري، ولفظ الحديث له في الرواية التي خرّجها في كتاب التفسير من صحيحه. (¬3) في المطبوعة: (فتلوَّن وجه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) وهو لفظ البخاري في كتاب المساقاة وقد التزمنا بلفظه والذي في كتاب التفسير. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 34، كتاب المساقاة (42)، باب سكر الأنهار (6)، الحديث (2359)، وفي 8/ 254، كتاب التفسير (65)، سورة النساء (4)، باب {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء (4) الآية (75)] (12)، الحديث (4585)، ومسلم في الصحيح 4/ 1829 - 1830، كتاب الفضائل (43)، باب وجوب اتباعه -صلى اللَّه عليه وسلم- (36)، الحديث (129/ 2357)، الجدر أي الجدار، واستوعى حقه أي استوفاه، وأحفظه أي أغضبه. وقد أسقط البغوي عبد اللَّه بن الزبير من إسناده كما فعل البخاري في روايةٍ، بينما ذكره مسلم. و (الشريج): مسيل الماء، و (الحرّة): أرض ذات حجارة سوداء. (¬5) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 31، كتاب المساقاة (42)، باب من قال إن صاحب الماء أحق بالماء. . . (2)، الحديث (2354)، ومسلم في الصحيح 3/ 1198، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم فضل بيع الماء. . . (8)، الحديث (37/ 1566).

اللَّه عليه وسلم عنْ بيع فضْلِ الماءِ" (¬1) 2207 ب- عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهُمْ اللَّهُ يومَ القيامةِ ولا ينظر إليهم: رجلٌ حلفَ على سلعةٍ، لقد أَعْطَى بها أكثرَ مما أَعْطَى وهو كاذبٌ، ورجلٌ حلفَ على يمينٍ كاذبةٍ بعدَ العصرِ، لِيَقْتَطِعَ بها مالَ رجلٍ مسلمٍ، ورجلٌ مَنَعَ فضلَ ماءٍ فيقولُ اللَّهُ تعالى: اليومَ أمنعُكَ فضلي كما مَنعْتَ فضلَ ما (¬2) لم تعملْ يداك" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2208 - عن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ أحيا أرضًا ميتةً فهي له" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1197، كتاب المساقاة (22)، باب تحريم فضل بيع الماء. . . (8)، الحديث (34/ 1565) وقد تقدم برقم (2091). (¬2) في مخطوطة برلين: (ماء) وهو تصحيف. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 43، كتاب المساقاة (42)، باب من رأى أن صاحب الحوض. . . (10)، الحديث (2369) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 103، كتاب الإيمان (1)، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار. . . (46)، الحديث (173/ 108)، وعن ضبط قوله: "لقد أعطى بها. . . " قال ابن حجر في فتح الباري 13/ 202، كتاب الأحكام (93)، باب من بايع رجلًا. . . (48)، الحديث (7212) ضمن شرحه للحديث: (وضبط بفتح الهمزة والطاء، وفي بعضها بضم أوله وكسر الطاء، والأول أرجح). (¬4) أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، ص 362، كتاب أحكام الأرضين. . .، باب إحياء الأرضين. . .، الحديث (702) واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 356، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 267، كتاب البيوع، باب من أحيا أرضًا. . .، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 663 - 664، كتاب الأحكام (13)، باب ما ذكر في إحياء أرض الموات (38)، الحديث (1379)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 387، ضمن أطراف جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، الحديث (3129) وقال محقق الكتاب: (في الكبرى)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 278، كتاب البيوع (11)، باب إحياء الموات (31)، الحديث (1139)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 148، كتاب إحياء الموات، باب ما يكون إحياء. . .، وأخرجه الضياء المقدسي، ذكره السيوطى في الجامع الصغير (المطبوع مع فيض القدير) 6/ 39.

2209 - وعن الحسن، عن سَمُرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَن أَحاطَ حائطًا على الأرضِ فهي (¬1) له" (¬2). 2210 - عن أسماءَ بنتِ أبي بكر رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَقطَعَ للزبيرِ نخيلًا" (¬3). 2211 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أَقطعَ للزبيرِ حُضْرَ فرسِه، فأَجْرى فرسَه حتَّى قامَ، ثمَّ رَمَى بسوطِه فقال: أَعطُوه مِن حيثُ بلغَ السوطُ" (¬4). ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة وعند أصحاب الأصول، وفي المخطوطة: (هو) وكذا عند البيهقي. (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 122، الحديث (906)، واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 21، وأخرجه أبو داود السنن 3/ 456 من طريق أحمد في كتاب الخراج والإمارة. . . (14)، باب في إحياء الموات (37)، الحديث (3077)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 7/ 252، الحديث (6864)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 142، كتاب إحياء الموات، باب من أحيا أرضًا. . .، وأخرجه الضياء المقدسي، ذكره السيوطي في الجامع الصغير (المطبوع مع فيض القدير) 6/ 29، وأخرجه موقوفًا أبو يوسف في كتاب الحراج، ص 65، فصل في موات الأرض. . .، من قول سمرة. (¬3) أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، ص 347 - 348، كتاب أحكام الأرضين. . .، باب الإقطاع، الحديث (678)، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 451، كتاب الخراج. . . (14)، باب في إقطاع الأرضين (36)، الحديث (3069)، واللفظ له، وأخرجه أبو يوسف من طريق هشام بن عروة، عن أبيه. . .، في كتاب الخراج، ص 61، فصل في ذكر القطائع، الفصل الثالث، ومن طريق هشام أيضًا أخرجه الشافعي في المسند 2/ 133، كتاب الجهاد باب ما جاء في الحما والقطائع، الحديث (436)، وأخرجه البخاري معلقًا من هذه الطريق، في الصحيح 6/ 252، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعطي المؤلفة قلوبهم. . . (19)، عقب الحديث (3151). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 156، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 453، كتاب الخراج والإمارة. . . (14)، باب في إقطاع الأرضين (36)، الحديث (3072)، واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 144، كتاب إحياء الموات، باب إقطاع الموات، ومعنى قوله: "حُضْرَ فرسه" أي قدر ما تعدو عدوة واحدة من الأرض.

2212 - وعن علقمةَ بنِ وائل، عن أبيه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أَقطعَهُ أرضًا بحضرَمَوْتَ" (¬1). 2213 - وعن أبيضَ بن حَمَّال المَأربي: "أنَّه وفدَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاستقطعَه المِلحَ الذي بمأرِبَ فأَقطعَه إيَّاهُ، فلما ولَّى قالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّه إنما أَقطعْتَ له الماءَ العِدَّ، قال: فرَجَعَه منه، قال: وسأله ماذا يُحمى من الأراكِ؟ قال: ما لم تَنَلْه أخفافُ الإِبلِ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 137، الحديث (1017)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 399، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 268، كتاب البيوع، باب في القطائع، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 443، كتاب الخراج. . . (14)، باب في إقطاع الأرضين (36)، الحديث (3058) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 665، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في القطائع (39)، الحديث (1381)، وقال: (هذا حديث حسن)، وجاء في نسخة سنن الترمذي بتحقيق عبد الرحمن عثمان 2/ 420 قوله: (هذا حديث حسن صحيح) ومما يقوي الحكم بصحته إثبات المزي في تحفة الأشراف 9/ 88، وابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 64، تصحيح الترمذي. وأخرجه الطبراني وابن حبان، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 64، كتاب إحياء الموات (34)، الحديث (1300)، فقال: (وكذا رواه ابن حبان، والطبراني) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 144، كتاب إحياء الموات، باب إقطاع الموات. (¬2) أخرجه يحيى بن آدم في كتاب الخراج، ص 110، باب العيون والأنهار. . .، الحديث (346)، وأخرجه الشافعي، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 64، كتاب إحياء الموات (34)، الحديث (1303)، وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، ص 350 - 351، كتاب أحكام الأرضين. . .، باب الإقطاع، الحديث (685)، وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5/ 523، تسمية من نزل اليمن من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 268، كتاب البيوع، باب في القطائع، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 446 - 447، كتاب الخراج. . . (14)، باب في إقطاع الأرضين (36)، الحديث (3064)، وقد وقع في رواية أبي داود قوله: (فاستقطعه الملح، قال ابن المتوكل: الذي بمأرب. . .) مما يوهم أنَّ في الرواية إدراجًا حيث بَينه ابن المتوكل -وهو رجل في سند أبي داود- ولكن بالرجوع إلى مصادر أقدم للحديث وليس في سندها ابن المتوكل -وجدنا اللفظة: (الذي بمأرب) مُثَبَتَةً مما يدل على أنها من الرواية وليست مدرجة، كما يُظَنُّ ذلك من رواية أبي داود، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 664، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في القطائع (39)، الحديث (1380)، =

2214 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "المسلمونَ شركاءٌ في ثلاثٍ: في الماءِ، والكَلِأ، والنارِ" (¬1). 2215 - وعن أسمر بن مُضَرِّس أنّه قال: "أتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فبايعته فقال: مَن سَبقَ إلى ماءٍ لم يسبقْهُ إليه مسلمٌ، فهوَ لهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 1/ 7، الحديث (1)، وقال المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 827، كتاب الرهون (16)، باب إقطاع الأنهار والعيون (17)، الحديث (2475)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 278، كتاب البيوع (17)، باب ما جاء في الملح (32)، الحديث (1140)، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 76، كتاب البيوع، الحديث (286)، و"مأرب": موضع باليمن و"الماء العِدِّ" وهو الدائم الذي لا ينقطع. . .، وقوله: "ما لم تنله أخفاف الإبل" أراد به أنّه إنما يحمي من الأراك ما بَعُدَ عن حضرة العمارة، ولا تبلغه الإبل الرائحة إذا أُرسلت في الرعي). (¬1) هذا الحديث مخرج من طريقين: • الأولى: عن أبي خِداش عن رجلٍ من أصحاب النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد أخرجها: أحمد في المسند 5/ 364، ضمن مسند أحاديث رجال من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجها أبو داود في السنن 3/ 750 - 751، كتاب البيوع. . . (17)، باب في منع الماء (62)، الحديث (3477). • الطريق الثانية: عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، وقد أخرجها: ابن ماجه في السنن 2/ 826، كتاب الرهون (16)، باب المسلمون شركاء في ثلاث (16)، الحديث (2472)، وأخرجه ابن السكن، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 65، كتاب إحياء الموات (34)، الحديث (1304)، ولكن قال ابن حجر: (وفيه عبد اللَّه بن خداش، متروك، وقد صححه ابن السكن)، إلّا أن للحديث طرقًا أخرى يتقوى بها، فمنها ما ذكره ابن حجر: (ولابن ماجه من حديث أبي هريرة بسند صحيح: "ثلاث لا يمنعن. . . ") وهو في السنن برقم (2473)، ومنها أيضًا عن ابن عمر حيث قال ابن حجر: (وهو عند الطبراني بسند حسن، عن زيد بن جبير عن ابن عمر)، وقد وهم الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 904، الحديث (3001)، حيث عزا حديث ابن عباس لأبي داود، وإنما خرَّج أبو داود حديث رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقط. (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 73، ضمن ترجمة أسمر بن مُضَرِّس، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 453 - 453، كتاب الخراج. . . (14)، باب في إقطاع الأرضين (36)، الحديث (3071)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 255، الحديث (814)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 142، كتاب إحياء الموات، باب من أحيا أرضًا ميتة. . .، =

2216 - وروي عن طاوس مرسلًا أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن أَحيا مَواتًا مِنَ الأرضِ فهو له، وعادِيُّ الأرضِ للَّهِ ولرسولهِ، ثم هي لكم مِنِّي" (¬1). 2217 - وروي: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أقطعَ لعبدِ اللَّه بن مسعودٍ الدُّورَ، وهي بينَ ظَهْرانَي عِمارةِ الأنصارِ مِن المنازلِ والنخلِ، فقالَ بَنُو عبدِ بن زهرَة: نَكِّبْ عنا ابنَ أُمِّ عبدٍ، فقالَ لهم رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ = وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 912 إلى أبي القاسم البغوي، والباوردي، وأبي نعيم، وسعيد بن منصور، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 63، كتاب إحياء الموات (34)، عقب الحديث (1295): (وصححه الضياء في المختارة)، وقال في الإصابة 1/ 56 ضمن ترجمة أسمر بن مضرس: (وأخرج حديثه أبو داود بإسناد حسن)، وقال القاري في المرقاة 3/ 370: ("من سبق إلى ماء" أي مباح، وكذا غيره من المباحات كالكلأ والحطب وغيرهما، وفي رواية: "إلى ما" مقصورة فهي موصولة أي: إلى ما لم يسبقه إليه مسلم). (¬1) أخرجه أبو يوسف في كتاب الخراج؛ ص 65 فصل في موات الأرض في الصلح والعنوة وغيرهما، وأخرجه يحيى بن آدم في كتاب الحراج، ص 86، باب من أحيا أرضًا ميتة، الحديث (270)، وأخرجه الشافعي في الأم 4/ 45، كتاب الهبة، باب عمارة ما ليس معمورًا. . .، وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، ص 347، كتاب أحكام الأرضين. . .، باب الإقطاع، الحديث (676)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 143، كتاب إحياء الموات، باب لا يترك ذمي يُحييه. . . • وأخرجه الشافعي من طريق آخر في المسند 2/ 133، كتاب الجهاد، باب ما جاء في إحياء الموات، الحديث (438)، عن ابن طاوس (مرسلًا)، وليس عن طاوس، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 143. • وأخرجه ابن عدي من وجه آخر في الكامل 5/ 1707، ضمن ترجمة عمر بن رياح عن طاوس عن ابن عباس مرفوعًا، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 28، الحديث (10935)، وأخرجه البيهقي في المصدر السابق. • وأخرجه يحيى بن آدم في الخراج، ص 85 عن طاوس، عن ابن عباس موقوفًا، الحديث (269)، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق يحيى بن آدم في المصدر السابق ومعنى قوله: "وعاديُّ الأرض" أي الأبنية والضياع القديمة التي لا يعرف لها مالك، نسبت إلى عادٍ قوم هود -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وسلم: فَلِمَ ابتَعَثَني اللَّهُ إذًا؟ إنَّ اللَّهَ لا يُقَدِّسُ أُمَّةً لا يؤخذُ للضعيفِ فيهم حَقُّهُ" (¬1). 2218 - عن أبي صِرْمَة رضي اللَّه عنه -صاحب النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم- عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَن ضارَّ أَضَرَّ اللَّهُ بهِ، ومَن شاقَّ شَقَّ اللَّهُ عليه" (¬2). 2219 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قَضَى في سيلِ مَهْزورٍ، أن يُمسَكَ حتَّى يبلغَ الكعبينِ، ثم يُرسلَ الأعلى على الأسفلِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي من رواية يحيى بن جعدة مرفوعًا في المسند 2/ 133، كتاب الجهاد، باب ما جاء في الحما والقطايع، الحديث (435)، وأخرجه البيهقي من طريق الشافعي في السنن الكبرى 6/ 145، كتاب إحياء الموات، باب سواء كل موات. . .، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 63، كتاب إحياء الموات (34)، الحديث (1299): (وهو مرسل)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 274، الحديث (10534)، قوله: "نَكِّب" بتشديد الكاف المكسورة أي: ابعِد واصرف. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 453، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 49 - 50، كتاب الأقضية (18)، باب أبواب من القضاء (31)، الحديث (3635)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 332، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في الخيانة والغِش (27)، الحديث (1940)، وابن ماجه في السنن 2/ 785، كتاب الأحكام (13)، باب من بنى في حقِّه. . . (17)، الحديث (2342)، وقد وَهِم المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 239، فقال: (أخرجه الترمذي والنسائي!) حيث لم يخرِّج النسائي هذا الحديث عن أبي صرمة، وإنما أخرج حديثه في العزل، كما بين ذلك المزي في تحفة الأشراف 9/ 228، الحديث (12063). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 53، كتاب الأقضية (18)، باب أبواب من القضاء (31)، الحديث (3639)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 830، كتاب الرهون (16)، باب الشرب من الأودية. . . (20)، الحديث (2482)، وأخرجه البيهقي من طريق أبي داود في السنن الكبرى 6/ 154، كتاب إحياء الموات، باب ترتيب سقي الزرع. . .، ومهزور: وادٍ معروف بالمدينة، وقيل وادٍ في بني قريظة.

15 - باب العطايا

2220 - عن سَمُرة بن جُندُب رضي اللَّه عنه: "أنَّه كانت لهُ عَضَدٌ مِن نخلٍ في حائطِ رجلٍ من الأنصارِ، ومعَ الرجلِ أهلُه، فكانَ سَمُرَةُ رضي اللَّه عنه يدخلُ عليه فيَتأذَّى به، فأتى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فذكرَ ذلك لهُ، فطلبَ إليهِ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لِيَبيعَهُ فأَبى، فطلبَ أنْ يُناقلَه فأَبى، قال: فهَبْهُ لهُ ولك كذا، أمرًا (¬1) رَغَبهُ فيهِ فأَبى، فقال: أنتَ مُضارٌّ، فقالَ للأنصاري: اذهبْ فاقطعْ نخلَهُ" (¬2). 15 - باب العطايا مِنَ الصِّحَاحِ: 2221 - عن ابن عمر: "أنَّ عمرَ أصابَ أرضًا بخيبرَ، فأَتى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه إني أصبتُ أرضًا بخيبرَ، لم أُصِبْ مالًا قطُّ أَنْفَس عندي منه، فما تأْمرُني به؟ قال: إنْ شئتَ حَبَّسْتَ أصلَها وتصدَّقتَ بها، فتصدَّقَ بها عمرُ: أنَّه لا يُباعُ أصلُها ولا يوهَبُ ولا يورَثُ، وتصدَّقَ بها في الفقراءِ، وفي القُربى، وفي الرقاب، وفي سبيل اللَّه، وابنِ السبيلِ، والضيفِ، لا جُناحَ على مَنْ وَليَها أنْ يَأكلَ منها بالمعروفِ، ويُطعِمَ غيرَ مُتَمَوِّلٍ" (¬3). قال ابن سيرين: غيرَ متأَثِّلٍ مالًا. ¬

_ (¬1) تصحَّفت في المطبوعة إلى: (أجرًا)، وما أثبتناه موافق للأصول التي خرجت الحديث. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 50، كتاب الأقضية (18)، باب أبواب من القضاء (31)، الحديث (3636)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 157، كتاب إحياء الموات، باب من قضى فيما بين الناس بما فيه صلاحهم. و (العضد من النخل): الأعداد الكثيرة المصطفّة على الطريق. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 354 - 355، كتاب الشروط (54)، باب الشروط في الوقف (19)، الحديث (2737)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1255، كتاب الوصية (25)، باب الوقف (4)، الحديث (15/ 1632)، قوله: "حبَّست أصلها" بتشديد الموحدة، ويخفَّف أي وقفت، وقال في شرح السنة 8/ 288: (قوله "غير متأثِّل مالًا" أي: جامع).

2222 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "العُمْرَى جائزةٌ" (¬1). 2223 - وعن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "العُمْرَى ميراثٌ لأهلِها" (¬2). 2224 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أيُّما رجلٍ أَعْمَرَ عُمْرَى له ولعَقِبِهِ، فإنها للذي أُعطِيها، لا ترجعُ إلى الذي أَعطاها، لأنه أَعطَى عطاءً وقعَتْ فيهِ المواريثُ" (¬3). 2225 - وعنه أيضًا (¬4): "إنّما العُمرَى التي أَجازَها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يقولَ: هي لك ولعقبِكَ، فأمَّا إذا قال: هي لكَ ما عشتَ فإنها ترجعُ إلى صاحبها" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 238، كتاب الهبة (51)، باب ما قيل في العُمري والرُّقبى. . . (32)، الحديث (2626)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1248، كتاب الهبات (24)، باب العمرى (4)، الحديث (32/ 1626)، و (العمرى) مأخوذة من العمر، وهي أن يعمر الرجل لآخر دارًا يُسكنه فيها مدى حياته بشرط أن ترجع لواهبها إذا مات، وأبطل الإسلام هذا الشرط. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1248، كتاب الهبات (24)، باب العمرى (4)، الحديث (31/ 1625)، وأخرج البخاري أصله في الصحيح 5/ 238، كتاب الهبة (51)، باب ما قيل في العمرى. . . (32)، الحديث (2625). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1245، كتاب الهبات (24)، باب العمري (4)، الحديث (20/ 1625)، وأخرج البخاري أصله في الصحيح 5/ 238، كتاب الهبة (51)، باب ما قيل في العمرى. . . (32)، الحديث (2625)، وقد ذكر الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 908، الحديث (3011) أن الحديث (متفق عليه)، ولكن لفظ هذا الرواية لمسلم فقط. (¬4) في مخطوطة برلين: (وعن جابر). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1246، كتاب الهبات (24)، باب العمرى (4)، الحديث (23/ 1625)، وأخرج البخاري أصله في الصحيح 5/ 238، كتاب الهبة (51)، باب ما قيل في العمرى. . . (32)، الحديث (2625)، وقد ذكر التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 908، أن الحديث: (متفق عليه)، ولكن لفظ هذه الرواية لمسلم.

فصل

مِنَ الحِسَان: 2226 - عن جابر رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا تُعمِرُوا ولا تُرقِبوا، فمن أَعْمَرَ شيئًا أو أَرقَبَهُ فهو سبيلُ الميراثِ" (¬1). 2227 - وعن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "العُمرى جائزةٌ لأهلِها، والرُّقبَى جائزةٌ لأهلِها" (¬2). فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 2228 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ عُرِضَ عليهِ رَيْحانٌ فلا يردُّه، فإنه خفيفُ المَحْمَلِ طيِّبُ الريحِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 168، كتاب الهبة والعمرى، الحديث (587)، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 820، كتاب البيوع. . . (17)، باب من قال فيه: ولعقبه (88)، الحديث (3556)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 273، كتاب العمرى (34)، باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين. . . (2)، وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 71، كتاب الهبة (36)، الحديث (1321)، فقال: (وصحَّحه أبو الفتح القشيري على شرطهما)، وقال في شرح السنة 8/ 294، (وأما الرُّقْبَى: هي أن يجعلها -أي ما وهب- الرجل على أن أيهما مات أولًا، كان للآخر منهما). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 303، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 821، كتاب البيوع. . . (17)، باب في الرقبى (89)، الحديث (3558)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 633، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في الرقبى (16)، الحديث (1351)، وقال: (هذا حديث حسن)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 274، كتاب العمرى (34)، باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين. . . (2)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 797، كتاب الهبات (14)، باب العمرى (3)، الحديث (2383). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1766، كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها (40)، باب استعمال المسك. . . (5)، الحديث (20/ 2253).

2229 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ لا يَرُدُّ الطِّيْبَ" (¬1). 2230 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "العائدُ في هِبَتِه كالكلبِ يعودُ في قَيْئهِ، ليسَ لنا مثلُ السَّوْءِ" (¬2). 2231 - عن النعمان بن بشير: "أنَّ أباهُ أتَى بهِ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إني نَحَلْتُ ابني هذا غلامًا، فقال: أَكُلَّ وَلَدِك نحلْتَ مثلَه؟ قال: لا، قال: فارجِعْه" (¬3). وروي أنّه قال: "أَيَسُرُّكَ أنْ يكونوا إليك في البِرِّ سواءً؟ قال: بلى، قال: فلا إذًا" (¬4). ويروى أنّه قال: "فاتقوا اللهَ واعدِلُوا بينَ أولادِكم" (¬5). ويروى أنّه قال: "لا أَشهدُ على جَوْرٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 370 - 371، كتاب اللباس (77)، باب من لم يرد الطيب (80)، الحديث (5929). (¬2) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 234، كتاب الهبة (51)، باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته. . . (30)، الحديث (2622)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1240، كتاب الهبات (24)، باب تحريم الرجوع في الصدقة. . . (2)، الحديث (5/ 1622). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 211، كتاب الهبة (51)، باب الهبة للولد (12)، الحديث (2586)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1241 - 1242، كتاب الهبات (24)، باب كراهة تفضيل بعض الأولاد. . . (3)، الحديث (9/ 1623). و (نَحَلْتُ): وَهَبْتُ. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1243 - 1244، كتاب الهبات (24)، باب كراهة تفضيل. . . (3)، الحديث (17/ 1623). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 211، كتاب الهبة (51)، باب الإشهاد في الهبة (12)، الحديث (2587)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1242 - 1243، كتاب الهبات (24)، باب كراهة تفضيل بعض الأولاد. . . (3)، الحديث (13/ 1623). (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 258، كتاب الهبة (52)، باب لا يشهد على شهادة جورٍ. . . (9)، الحديث (2650)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1243، كتاب الهبات (24)، باب كراهة تفضيل بعض الأولاد. . . (3)، الحديث (16/ 1623).

مِنَ الحِسَان: 2232 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لواهبٍ أنْ يرجعَ فيما وهبَ إلّا الوالدَ مِن ولدِهِ" (¬1). 2233 - عن ابن عمر، وابن عباس يَرفعانِ الحديثَ قال: "لا يَحِلُّ لرجلٍ أنْ يُعطيَ (¬2) عطِيَّةً ثم يرجعَ فيها، إلّا الوالدَ فيما يُعطي ولدَه، ومَثَلُ الذي يعطي العَطِيّةَ ثم يرجعُ فيها: كمثلِ الكلبِ أكلَ حتَّى إذا شبعَ قاءَ، ثمَّ عادَ في قَيْئِهِ" (¬3) (صح). ¬

_ (¬1) هذا الحديث مخرَّجٌ من طريقين: • الأولى: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا، أخرجه: أحمد في المسند 2/ 182، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 264 - 265، كتاب الهبة (32)، باب رجوع الوالد فيما يعطي ولده. . . (2)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 796، كتاب الهبات (14)، باب من أعطى ولده ثم رجع فيه (2)، الحديث (2378)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 178، كتاب الهبات، باب رجوع الوالد فيما وهب من ولده. • والطريق الثانية: عن طاوس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، وأخرجه الشافعي في المسند 2/ 168، كتاب الهبة والعمرى، الحديث (584) واللفظ له، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 9/ 110، كتاب المذاهب، باب العائد في هبته، الحديث (16542)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 179 - 180، كتاب الهبات، باب من قال لا يحل لواهب أن يرجع. . . (¬2) في مخطوطة برلين: (لا يحل للرجل يعطي)، وما أثبتناه موافق للفظ أبي داود. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 237 ضمن مسند ابن عباس، عن ابن عمر وابن عباس مرفوعا، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 808، كتاب البيوع. . . (17)، باب الرجوع في الهبة (83)، الحديث (3539)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 442، كتاب الولاء والهبة (32)، باب ما جاء في كراهية الرجوع في الهبة (7)، الحديث (2132)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 265، كتاب الهبة (32)، باب رجوع الوالد فيما يعطي. . . (2)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 795، كتاب الهبات (14)، باب من أعطى ولده ثم رجع (2)، الحديث (2377)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 280، كتاب البيوع (11)، باب الهبة للأولاد (36)، الحديث (1148)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 46 - 47، كتاب البيوع، باب ولد الرجل من كسبه. . .، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 180، كتاب الهبات، باب من قال: لا يحل لواهب أن يرجع فيما وهب. . .

2234 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ أعرابيًا أهدَى للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بَكْرَةً، فعَوَّضهُ منها ستَّ بَكْراتٍ فَتَسَخَّطَ، فبلغَ ذلكَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فحمِدَ اللَّهَ وأَثنَى عليه ثم قال: إنَّ فلانًا أهدى إليَّ ناقةً، فعوَّضْتُه منها ستَّ بَكْراتٍ فظَلَّ ساخِطًا! لقد هَمَمْتُ أنْ لا أَقبلَ هديةً إلّا مِن قُرَشيٍّ، أو أنصاريٍّ، أو ثَقَفيٍّ أو دَوْسيٍّ" (¬1). 2235 - عن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "من أُعطيَ عطاءً فوَجَدَ فليجزِ بِهِ، ومَنْ لم يَجِدْ فليُثْنِ، فإنَّ مَنْ أَثنَى فقد شكرَ، ومَن كَتَمَ فقد كَفَرَ، ومَن تَحَلَّى بما لم يُعْطَ كانَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ" (¬2). 2236 - وقال: "مَنْ صُنِعَ إليه معروفٌ فقال لفاعِلِه: جزاكَ اللَّهُ خيرًا، فقد أبلغَ في الثناءِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 807، كتاب البيوع. . . (17)، باب في قبول الهدايا (82)، الحديث (3537)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 730، كتاب المناقب (50)، باب مناقب في ثقيف. . . (74)، الحديث (3945) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 280، كتاب العمرى (34)، باب عطية المرأة. . . (5)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 279، كتاب البيوع (11)، باب ما جاء في الهدية (35)، الحديث (1145)، قوله "بكرة": بفتح موحدة فسكون كاف، فتي من الإبل، بمنزلة غلام من الناس. (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 86 - 87، باب من صنع إليه معروف فليكافئه (110)، الحديث (215)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 158، كتاب الأدب (35)، باب في شكر المعروف (12)، الحديث (4813)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 379، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في المتشبِّع بما لم يعطه (87)، الحديث (2034) واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 506، كتاب البر والصلة (33)، باب شكر المعروف (17)، الحديث (2073). (¬3) أخرجه الترمذي من رواية أسامة بن زيد رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 380، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في المتشبِّع بما لم يعطه (87)، الحديث (2035)، وقال: (حديث حسن جيد غريب)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ذكره المزي في تحفة الأشراف 1/ 51، الحديث (103)، وأخرجه ابن حبان، ذكره السيوطي في الجامع الصغير (المطبوع مع فيض القدير) 6/ 172، الحديث (8820).

2237 - وقال: "مَنْ لم يشكرْ الناسَ لم يشكرْ اللَّهَ" (¬1). 2238 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "لما قدِمَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم المدينةَ أتاهُ المهاجرونَ فقالوا: يا رسولَ اللَّه ما رأيْنا قومًا أبذَلَ مِن كثيرٍ، ولا أحسنَ مواساةً مِن قليلٍ، مِن قومٍ نزلْنا بينَ أَظْهُرِهم، لقد كفونا المؤنةَ وأشْرَكُونا في المَهْنَإ، حتَّى لقدْ خِفْنا أنْ يَذْهَبُوا بالأجرِ كلِّه، فقال: لا، ما دَعَوْتُم اللَّهَ لهم، وأَثنَيتُم عليهم" (¬2) (صح). 2239 - عن عائشة رضي اللَّه عنها، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "تَهادَوْا فإنَّ الهدِيَّةَ تَذهبُ بالضغائنِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه بهذا اللفظ: • أحمد من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في المسند 3/ 32، وأخرجه أحمد أيضًا من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المسند 2/ 258، وأخرجه الترمذي من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 339، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك (35)، الحديث (1955)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه الطبراني، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 181، كتاب البر والصلة باب شكر المعروف. . .، وقال: (رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن)، وأخرجه الضياء في المختارة، ذكره السيوطي في الجامع الصغير 6/ 22، الحديث (9028). • وللحديث لفظ آخر هو: "من لا يشكر الناس لا يشكر اللَّه عزَّ وجلَّ" أخرجه أحمد من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في المسند 3/ 73 - 74، وأخرجه أبو داود من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 157 - 158، باب ما جاء في الشكر. . . (35)، الحديث (1954)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 56، كتاب البر والصلة (33)، باب شكر المعروف (17)، الحديث (2070). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 200 - 201، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 653، كتاب صفة القيامة (38)، باب (44)، الحديث (2487)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه). (¬3) أخرجه الشهاب القضاعي في المسند 1/ 383، الحديث (660)، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 69: (هو من أحاديث الشهاب ومداره على محمد بن عبد النور عن أبي يوسف الأعشى عن هشام عن أبيه عنها، والراوي له عن محمد: هو أحمد بن الحسن المقري دبيس، قال الدارقطني: ليس بثقة، وقال ابن طاهر: لا أصل له عن هشام). وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 88، ضمن ترجمة أحمد بن الحسن أبو علي المقرئ (1722).

2240 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "تهادُوا فإنَّ الهديةَ تُذهِبُ وَحْرَ الصدرِ، ولا تحقِرَنَّ جارةٌ لجارتِها ولو بشقِّ فِرْسَنِ شاةٍ" (¬1). 2241 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ثلاثٌ لا تُرَدُّ: الوَسائدُ، والدُّهنُ، واللبنُ" (¬2) (غريب). قيل: أرادَ بالدُّهنِ: الطِّيبَ. 2242 - عن أبي عثمانَ النهدي رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أُعطيَ أحدُكم الرَّيْحانَ فلا يرُدُه، فإنه خرجَ مِن الجنَّةِ" (¬3) (مرسَلٌ). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 307، الحديث (2333)، ولفظه: "ولو نصف فرسن شاة"، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 405، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 441، كتاب الهبة والولاء (32)، باب في حثّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على التهادي (6)، الحديث (2130)، واللفظ له. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 69: (وفي إسناده أبو معشر المدني، وتفرّد به وهو ضعيف). وقوله: "ولا تَحْقِرنَّ جارة لجارتها" هذا الشطر من الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 445، كتاب الأدب (78)، باب لا تحقِرنَّ جارة لجارتها (30)، الحديث (6017)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 714، كتاب الزكاة (12)، باب الحث على الصدقة. . . (29)، الحديث (90/ 1030)، قال في شرح السنة 6/ 141: (والوَحْر هو الحقد والغيظ)، والفِرْسَنُ: من الشاة والبعير بمنزلة الحافر من الدابة. وقد جاء في لفظ الترمذي "ولو شق فرسن شاة" بدون الباء. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 108، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية رد الطِّيب (37)، الحديث (2790) وقال: (هذا حديث غريب)، وأخرجه في الشمائل، ص 110، باب ما جاء في تعطر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (33)، الحديث (219) واللفظ له، وقد وهم العجلوني في كشف الخفاء 1/ 389 حيث عزا الحديث إلى أبي داود، ولم نجده في السنن، ولا في المراسيل ولم يعزه أحد من الأئمة لأبي داود، قوله: (أراد بالدهن: الطِّيب) جاء عقب رواية الترمذي في السنن. (¬3) أخرجه أبو داود في المراسيل، ص 189، كتاب جامع، باب ما جاء في الريحان، الحديث (456)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 108 - 109، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية ردِّ الطِّيب (37)، الحديث (2791) واللفظ لهما، وقال الترمذي: (هذا حديث =

16 - باب اللقطة

16 - باب اللُّقَطَة (¬1) مِنَ الصِّحَاحِ: 2243 - عن زيد بن خالد رضي اللَّه عنه أنّه قال: "جاء رجلٌ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فسألهُ عن اللُّقَطَةِ؟ فقال: اعْرِفْ عِفاصَها ووِكاءَها ثم عَرِّفْها سَنَةً، فإنْ جاءَ صاحبُها وإلا فَشَأنَك بها، قال: فَضالَّةُ الغَنَم؟ قال: هي لكَ أَوْ لأخيكَ أو للذئبِ، قال: فَضالَّة الإِبلِ؟ قال: ما لَكَ ولها؟ معَها سِقاؤها وحِذاؤها، تَرِدُ الماءَ وتأكلُ الشجرَ حتَّى يَلقاها ربُّها" (¬2). وفي رواية: "ثم استنفقْ، فإنْ جاءَ ربُّها فأدِّها إليه" (¬3). 2244 - وقال: "مَن آوَى ضالَّة فهو ضالٌّ، ما لم يُعَرِّفْها" (¬4). ¬

_ = غريب. . .، وأبو عثمان النهدي اسمه: عبد الرحمن بن مِلّ، وقد أدرك زمن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يره، ولم يسمع منه)، وأخرجه في الشمائل، ص 111، باب ما جاء في تعطر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (33)، الحديث (221)، وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 449: (عبد الرحمن بن مُلّ، بلام ثقيلة والميم مثلَّثة). (¬1) قال النووي في شرح صحيح مسلم 2/ 20، كتاب اللُّقطة: (هي بفتح القاف على اللغة المشهورة التي قالها الجمهور، واللغة الثانية: لقطة بإسكانها، والثالثة، لُقاطة بضم اللام، والرابعة: لَقَط بفتح اللام والقاف) وقد فصَّل محمد فؤاد عبد الباقي في حاشيته على صحيح مسلم 3/ 1346، كتاب اللُّقَطة (31)، الخلاف حول ضبطها وخلص إلى أن الصواب فيها: فتح القاف، دون غيره. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 84، كتاب اللقطة (45)، باب إذا لم يوجد صاحب اللقطة. . . (4)، الحديث (2429)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1346، كتاب اللقطة (31)، الحديث (1/ 1722) واللفظ لهما، قال في شرح السنة 8/ 309، باب اللقطة: (والعِفَاصُ: الوعاء الذي تكون فيه النفقة. . . والوِكَاءُ الخيط الذي يُشَد به العِفاص). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 91، كتاب اللقطة (45)، باب إذا جاء صاحب اللقطة. . . (9)، الحديث (2436)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1348، كتاب اللقطة (31)، الحديث (2/ 1722) واللفظ لهما، قوله: "ثم استنفق" أي فإذا لم تعرف صاحبها تملكها، وأنفقها على نفسك. (¬4) أخرجه مسلم من رواية زيد بن خالد رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1351، كتاب اللقطة (31)، باب في لقطة الحاج (1)، الحديث (12/ 1725).

2245 - عن عبد الرحمن بن عثمان التيْمي رضى اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن لُقَطَةِ الحاجِّ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2246 - عن عمرو بن شعيب (¬2)، عن أبيه، عن جده، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّه سُئلَ عن الثمَرِ المُعلَّقِ؟ فقال: مَنْ أصابَ بفيهِ مِن ذي حاجةٍ غيرَ متَّخِذٍ خُبْنَةً فلا شيءَ عليهِ، ومَنْ خرجَ بشيءٍ منهُ فعليهِ غرامةُ مِثْلَيْهِ والعقوبةُ، ومَنْ سرقَ منه شيئًا بعدَ أن يُؤوِيَه الجَرِينُ، فبلغَ ثمنَ المِجَنِّ فعليهِ القطعُ -وذكرَ في ضالَّةِ الإِبلِ والغنمِ كما ذكرَهُ غيرُهُ- قال: وسُئلَ عن اللُّقَطَةِ فقال: ما كانَ منها في الطريقِ المِيتاءِ والقريةِ الجامعةِ فعرِّفْها سنةً، فإنْ جاءَ صاحبُها فادفعْها إليه، وإنْ لم يأتِ فهوَ لكَ، وما كانَ في الخرابِ العاديِّ ففيهِ وفي الرِّكازِ الخُمُسُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1351، كتاب اللقطة (31)، باب في لقطة الحاج (1)، الحديث (11/ 1724). (¬2) عبارة المطبوعة: (عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 180، 203، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 336، كتاب اللقطة (4)، باب في التعريف باللقطة (1)، الحديث (1710)، واللفظ له سوى قوله: "وما كان في الخراب العاديِّ" فكلمة "العادي" ليست عنده، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 584، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثمرة. . . (54)، الحديث (1289)، وقال: (هذا حديث حسن)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 85، كتاب قطع السارق (46)، باب الثمر يسرق. . . (12)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 865، كتاب الحدود (20)، باب من سرق من الحِرْز (28)، الحديث (2596)، قال في شرح السنة 8/ 320: (فالخُبْنَة، ما يحمله الرجل في ثوبه ويرفعه إلى فوق، يقال للرجل إذا رفع ذيله في المشي: قد رفع خُبْنَتَه)، والجرين: بفتح الجيم وكسر الراء موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة، والمِجَنُّ: بكسر الميم وفتح الجيم وتشديد النون أي الترس، والطريق الميتاء: أي العامة، المسمّاة بالجادَّة، والخراب العاديّ: المراد منه ما يوجد في قرية خربة، والأراضي العادية التي لم يجر عليها عمارة إسلامية، ولم تدخل في ملك مسلم، والرِّكاز: بكسر الراء أي دفين الجاهلية كأنه ركز في الأرض.

2247 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: "أنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ وجدَ دينارًا فأَتَى بهِ (¬1) فاطمةَ فسألَتْ عنه رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هذا رزقُ اللَّه فأكلَ منهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأكلَ عليٌّ وفاطمةُ رضي اللَّه عنهما، فلمَّا كانَ بعدَ ذلكَ أتتْ امرأة تَنْشُدُ الدينار، فقال (¬2) رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يا عليُّ أَدِّ الدينارَ" (¬3). 2248 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ضالَّةُ المسلمِ حَرقُ النَّارِ" (¬4). ¬

_ (¬1) تصحفت في مخطوطة برلين: (بها). (¬2) عبارة المخطوطة والمطبوعة: (قال) والصواب ما أثبتناه كما في سنن أبي داود. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 10/ 142، كتاب اللقطة، باب أُحِلَّت اللقطة اليسيرة، الحديث (18637)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 337، كتاب اللقطة (4)، باب التعريف باللقطة (1)، الحديث (1714)، واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن 6/ 194، كتاب اللقطة، باب بيان مدة التعريف، وأخرجه الشافعي في الأم 4/ 67، كتاب اللقطة، باب اللقطة الكبيرة، عن عطاء بن يسار، عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. (¬4) هذا الحديث مخرج من ثلاث طرق: • الأولى: عن الجارود العبدي رضي اللَّه عنه، أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 183، الحديث (1294)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 10/ 131، كتاب اللقطة، الحديث (18603)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 80، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 266، كتاب البيوع، باب في الضالَّة، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 301، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا (11)، عقب الحديث (1881)، وأخرجه النسائي في اللقطة، ذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 406، الحديث (3179)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 2/ 220، الحديث (2/ 919)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 284، كتاب البيوع (11)، باب ما جاء في اللقطة (47)، الحديث (1170) ولكن سقط من سنده اسم الصحابي (الجارود)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 297، الحديث (2114)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 190، كتاب اللقطة، باب ما يجوز له أخذه. . .، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 15/ 186، الحديث (40525) إلى: الطحاوي، والحسن بن سفيان، والباوردي، وابن قانع، وللضياء المقدسي في المختارة، عن الجارود رضي اللَّه عنه. • الطريق الثانية: عن عبد اللَّه بن الشخِّير رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد. في المسند 4/ 25، وأخرجه =

2249 - عن عِياضِ بنِ حِمارٍ رضي اللَّه عن أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن وجدَ اللُّقَطَة فليُشْهِدْ ذا عدلٍ، أو ذَوي عدلٍ ولا يَكتُمْ ولا يُغَيِّبْ، فإنْ وجدَ صاحبَها فليَرُدَّها عليه (¬1)، وإلا فهو مالُ اللَّهِ يؤْتيهِ مَنْ يشاءُ" (¬2). 2250 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رخَّصَ لنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في العَصا والسوطِ والحبلِ وأَشباهِهِ، يلتقطُه الرجل ينتفعُ بهِ" (¬3). ¬

_ = النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 4/ 360، الحديث (5351)، وعزاه المحقق، للسنن الكبرى، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 836، كتاب اللقطة (18)، باب ضالة الإبل. . . (1)، الحديث (2502)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 284، كتاب البيوع (11)، باب ما جاء في اللقطة (47)، الحديث (1171)، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 33، ضمن ترجمة عبد الرحمن بن مهدي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 191، كتاب اللقطة، باب ما يجوز له أخذه. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 8/ 316، باب اللقطة، الحديث (2209). • الطريق الثالثة: عن عصمة بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 184، الحديث (489)، وقوله: "حَرْقُ النار" بفتح الحاء والراء وقد يسكن، والمراد هنا: لهبها، يريد أنَّ أخذ اللقطة، يؤدي إلى حرق النار لمن لم يُعَرِّفها. (¬1) العبارة في المطبوعة (إليه) والصواب ما أثبتناه كما عند أبي داود. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 164 - 162، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 335، كتاب اللقطة (4)، باب التعريف باللقطة (1)، الحديث (1709) واللفظ له، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 250، الحديث (1013)، وعزاه المحقق للكبرى، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 837، كتاب اللقطة (18)، باب اللقطة (2)، الحديث (2505)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 284، كتاب البيوع (11)، باب ما جاء في اللقطة (47)، الحديث (1169). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 339، كتاب اللقطة (4)، باب التعريف باللقطة (1)، الحديث (1717)، واللفظ له.

17 - باب الفرائض

2251 - عن المِقْدامِ بن معديكرب رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "ألا لا يحِلُّ ذو نابٍ من السِّباعِ، ولا الحمارُ الأهليُّ، ولا اللُّقطةُ مِن مالِ مُعاهدٍ إلّا أَنْ يستغنيَ عَنها صاحبُها" (¬1). 17 - باب الفرائض مِنَ الصِّحَاحِ: 2252 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "أنَّا أَوْلى بالمؤمنينَ مِنْ أنفسِهم، فمَن ماتَ وعليه دَيْنٌ ولم يتركْ وفاءً فعليْنا قضاؤه، ومَنْ تركَ مالًا فلِوَرَثتِهِ" (¬2). وفي رواية: "مَنْ تركَ دَيْنًا أو ضَياعًا فليَأتِني فأنا مولاهُ" (¬3). وفي رواية: "مَن تركَ مالًا فلِوَرَثَتِهِ، ومَن ¬

_ (¬1) أخرجه بتمامه أحمد في المسند 4/ 130 - 131، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 160، كتاب الأطعمة (21)، باب النهي عن أكل السباع (33)، الحديث (3804) واللفظ له، وأخرجه مطولًا في 5/ 10 - 12، كتاب السنة (34)، باب في لزوم السنة (6)، الحديث (4604). وأخرج أصل هذا الحديث، دون ذكر الشاهد منه: الدارمي في السنن 1/ 144، المقدمة، باب السنة قاضية على كتاب اللَّه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 38، كتاب العلم (42)، باب ما نهي عنه أن يقال. . . (10)، الحديث (2664)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 6 المقدمة، باب تعظيم حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (2)، الحديث (12)، والمعاهد: هو الكافر بينه وبين المسلمين عهدٌ بأمان، في تجارة أو رسالة. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 9، كتاب الفرائض (85)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من ترك مالًا. . . " (4)، الحديث (6731) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1237، كتاب الفرائض (23)، باب من ترك مالًا فلورثته (4)، الحديث (14/ 1619). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 61، كتاب الاستقراض (43)، باب الصلاة على من ترك دينًا (11)، الحديث (2399)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1237 - 1238، كتاب الفرائض (23)، باب من ترك مالًا فلورثته (4)، الحديث (15/ 1619)، قال في شرح السنة 8/ 325: (فالضياع اسم لكل ما هو بعرض أن يضيع، إن لم يُتَعهد كالذرية الصغار).

تَرَكَ كَلًا فإلينا" (¬1) 2253 - وقال: "أَلحِقوا الفرائضَ بأهلِها، فما بقيَ فهوَ لأوْلى رجلٍ ذَكَرٍ" (¬2). 2254 - وقال: "لا يَرِث المسلم الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ" (¬3). 2255 - وقال: "مَوْلى القومِ مِن أنفسِهم" (¬4). 2256 - وقال: "إنَّما الولاء لمن أَعتقَ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 49، كتاب الفرائض (85)، باب ميراث الأسير (25)، الحديث (6763) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1238، كتاب الفرائض (23)، باب من ترك مالًا فلورثته (4)، الحديث (17/ 1619). (¬2) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 11، كتاب الفرائض (85)، باب ميراث الولد من أبيه (5)، الحديث (6732)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1233، كتاب الفرائض (23)، باب ألحقوا الفرائض بأهلها. . . (1)، الحديث (2/ 1615) واللفظ لهما. و (الفرائض): المقدّرات الشرعية في المتروكات الماليّة. (¬3) متفق عليه من رواية أسامة بن زيد رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 50، كتاب الفرائض (85)، باب لا يرث المسلم الكافر. . . (26)، الحديث (6764) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1233، كتاب الفرائض (23)، الحديث (1/ 1614). (¬4) أخرجه البخاري من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 12/ 48، كتاب الفرائض (85)، باب مولى القوم من أنفسهم. . . (24)، الحديث (6761)، وقال ابن حجر في فتح الباري 12/ 48 عن "المولى": (أي عتيقهم، يُنسب نسبتهم ويرثونه). (¬5) هذا الحديث مخرَّج من طريقين: • الطريق الأولى: متفق عليه من رواية عائشة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 369، كتاب البيوع (34)، باب الشراء والبيع مع النساء (67)، الحديث (2155)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1141، كتاب العتق (20)، باب إنما الولاء لمن أعتق (2)، الحديث (6/ 1504). • الطريق الثانية: أخرجه البخاري من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 12/ 39، كتاب الفرائض (85)، باب الولاء لمن أعتق. . . (19)، الحديث (6752) واللفظ له، بينما أخرجه مسلم عن ابن عمر، عن عائشة رضي اللَّه عنها، في الصحيح 2/ 1141، كتاب العتق (20)، باب إنما الولاء لمن أعتق (2)، الحديث (5/ 1504)، وعن "الولاء" قال الفيومي في المصباح المنير 2/ 672، مادة "ولي": (والمولى: المُعْتِقُ، وهو مولى النعمة. والمولى: العَتِيقُ،=

2257 - وقال: " [إنَّ] (¬1) ابنَ أختِ القومِ منهم" (¬2). 2258 - وقال: "الخالةُ بمنزِلَةِ الأُمِّ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2259 - قال صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يتوارثُ أهلُ مِلَّتينِ شَتَّى" (¬4). 2260 - وقال: "القاتِلُ لا يرِثُ" (¬5). ¬

_ = وهم موالي بني هاشم أي: عتقاؤهم. والولاء: النصرة، لكنه خُصَّ في الشرع بولاء العتق)، وقال البغوي في شرح السنة 8/ 348: (فيه دليل على أن مَن أعتقَ عبدًا يَثبُت عليه حق الولاء ويرثه). (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري، وهي عند مسلم ضمن قصّة. (¬2) متفق عليه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 48، كتاب الفرائض (85)، باب مولى القوم من أنفسهم. . . (24)، الحديث (6762) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 735، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء المؤلَّفة قلوبهم. . . (46)، الحديث (133/ 1059). (¬3) أخرجه البخاري من رواية البراء رضي اللَّه عنه، في الصحيح 5/ 303 كتاب الصلح (53)، باب كيف يُكتَبُ. . . (6)، الحديث (2699). (¬4) هذا الحديث مُخَرَّجٌ من طريقين: • الأولى: عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، أخرجه أحمد في المسند 2/ 195، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 327 - 328، كتاب الفرائض (13)، باب هل يرث المسلم الكافر؟ (10)، الحديث (2911)، واللفظ له، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 6/ 319، الحديث (8724) في الفرائض، وقال المحقق (في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 912، كتاب الفرائض (23)، باب ميراث أهل الإسلام. . . (6)، الحديث (2731)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 75 - 76، كتاب الفرائض، الحديث (25)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 218، كتاب الفرائض، باب لا يرث المسلم الكافر. • والطريق الثانية عن جابر رضي اللَّه عنه، أخرجه الترمذي في السنن 4/ 424، كتاب الفرائض (30)، باب لا يتوارث أهل مِلَّتينِ (16)، الحديث (2108). (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 425، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في إبطال ميراث القاتل (17)، الحديث (2109)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 9/ 333، الحديث (12286) في الفرائض، وقال =

2261 - عن بُرَيدة: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم جعلَ للجدةِ السُدسَ إذا لم تَكُنْ دونَها أمٌّ" (¬1). 2262 - وقال: "إذا استهلَّ الصبيُّ صُلَّيَ عليهِ وَوُرِّثَ" (¬2). 2263 - وقال: "مولى القومِ منهم، وحليفُ القومِ منهم، وابنُ أختِ القومِ منهم" (¬3). ¬

_ = المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 913، كتاب الفرائض (23)، باب ميراث القاتل (8)، الحديث (2735)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 96، كتاب الفرائض. . .، الحديث (86)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 220، كتاب الفرائض، باب لا يرث القاتل. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 317، كتاب الفرائض (13)، باب في الجدة (5)، الحديث (2895) واللفظ له، وأخرجه النسائي ذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 87، الحديث (1985)، وقال المحقق: (في الفرائض، في الكبرى)، وأخرجه ابن السكن وصححه، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 83، كتاب الفرائض (39)، الحديث (1350)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 91، كتاب الفرائض. . .، الحديث (74)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 234 - 235، كتاب الفرائض، باب فرض الجدة والجدتين. (¬2) هذا الحديث مُخَرَّج من طريقين: • الأولى: عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، أخرجه الدارمي في السنن 2/ 392، كتاب الفرائض، باب ميراث الصبي، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 350، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في ترك الصلاة على الجنين. . . (43)، الحديث (1032)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 919، كتاب الفرائض (23)، باب إذا استهل المولود ورث (17)، الحديث (2750)، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 300، كتاب الفرائض (16)، باب في الصبي. . . (1)، الحديث (1223)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 348 - 349، كتاب الفرائض، باب إذا استهل الصبي. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين). • الطريق الثانية: عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه الدارمي في السنن 2/ 392، كتاب الفرائض، باب ميراث الصبي، قوله: "استهل، أي رَفَعَ صوته يعني عُلِمَ حياته. (¬3) أخرجه من رواية عمرو بن عوف المزني رضي اللَّه عنه، الدارمي في السنن 2/ 243 - 244، كتاب السير، باب في مولى القوم وابن أختهم منهم، واللفظ له، وأخرجه الطبراني ضمن حديث طويل في المعجم الكبير 17/ 12، الحديث (2)، ضمن معجم عمرو بن عوف المزني، وفي الباب من حديث رفاعة بن رافع الزرقي رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 4/ 240، ولفظه: "حليفنا منا، ومولانا منا، وابن أختنا منا".

2264 - وقال: "أنا مَولى مَن لا مَولى له، أَرثُ ماله (¬1) وأَعْقِل له وأَفُكُّ عانيه، والخالُ وارِث مَن لا وارِثَ له، يرثُ مالَه ويعقِل عنه ويفكُّ عانيه" (¬2). 2265 - وقال: "تحوزُ المرأةُ ثلاثَ مواريثَ: عَتيقَها، ولَقِيطَها، وولدَها الذي لاعَنَتْ عنه" (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (أرث له). والصواب ما أثبتناه كما عند أبي داود. (¬2) أخرجه من رواية المقدام بن معد يكرب رضي اللَّه عنه ابن أبي حاتم في علل الحديث 2/ 51 - 52، علل أخبار رُوِيت في الفرائض، الحديث (1640)، فقال: (والصحيح ما رواه شعبة. . .) وساقه مقتصرًا على ذِكْر الخال، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 320، كتاب الفرائض (13)، باب في ميراث ذوي الأرحام (8)، الحديث (2900)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 510، الحديث (11569)، وقال المحقق: (في الفرائض، الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 914 - 915، كتاب الفرائض (23)، باب ذوي الأرحام (9)، الحديث (2738)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 300، كتاب الفرائض (16)، باب ما جاء في الخال (3)، الحديث (1225)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 85 - 86، كتاب الفرائض. . .، الحديث (57)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 344، كتاب الفرائض، باب الخال وارث من لا وارث له، وقال: (على شرط الشيخين) وتَعَقَّبه الذهبي فقال: (قلتُ: "عليٌّ -وهو من رجال السند- قال أحمد: له أشياء منكرات! قلتُ: لم يُخَرِّج له البخاري)، قال في شرح السنة 8/ 358: (والعاني: الأسير، وأراد ما يلزمه بسبب الجنايات التي سبيلها أن تتحملها العاقِلَةَ). (¬3) أخرجه من رواية واثِلة بن الأسقع رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 3/ 490، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 325، كتاب الفرائض (13)، باب ميراث ابن الملاعنة (9)، الحديث (2906)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 429، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء ما يَرِث النساءُ مِن الولاء (23)، الحديث (2115)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 9/ 78، الحديث (11744)، وقال المحقق: (في الفرائض، الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 916، كتاب الفرائض (23)، باب تحوز المرأة ثلاث مواريث (12)، الحديث (2742)، واللفظ له سوى قوله: "لاعَنَتْ عليه"، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 89، كناب الفرائض. . .، الحديث (68)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 340 - 341، كتاب الفرائض، باب أول من أعال الفرائض عمر، وقال: (حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وأقره الذهبي وقال: (هو في السنن الأربعة. . .)؛ وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 240، كتاب الفرائض، باب الميراث بالولاء.

2266 - عن عمرو بن شعيب (¬1)، عن أبيه، عن جده، أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أيُّما رجلٍ عاهَرَ بحُرَّةٍ أو أَمَةٍ، فالولدُ ولدُ زِنا لا يَرِثُ ولا يُورَثُ" (¬2). 2267 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ مَولى للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ماتَ ولم يَدَعْ ولدًا ولا حَميمًا، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: أَعطُوا ميراثَه رجلًا مِن أهلِ قريتهِ" (¬3). 2268 - وعن بريدة أنّه قال: "ماتَ رجلٌ مِن (¬4) خُزاعَةَ فأُتيَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بميراثِهِ فقال: التمسوا لهُ وارثًا، أو ذا رحمٍ، فَلَمْ يَجِدُوا فقال: أعطُوه الكُبْرَ (¬5) مِنْ خُزاعة -ويروى- انظُروا أكبرَ رجلٍ مِن خُزاعة" (¬6). ¬

_ (¬1) عبارة المطبوعة: (عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 428، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في إبطال ميراث ولد الزنا (21)، الحديث (2113) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 917، كتاب الفرائض (23)، باب في ادعاء الولد (14)، الحديث (2745)، وأخرجه مطولًا بمعناه أحمد في المسند 2/ 181، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 389 - 390، كتاب الفرائض، باب في ميراث ولد الزنا، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 696 - 697، كتاب الطلاق (7)، باب في ادعاء ولد الزنا (30)، الحديث (2265)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 260، كتاب الفرائض، باب لا يرث ولد الزنا. . .، قوله: "عَاهَرَ" أي زنى. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 322، كتاب الفرائض (13)، باب في ميراث ذوي الأرحام (8)، الحديث (2902) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 423، كتاب الفرائض (30)، باب في ميراث المولى الأسفل (14)، الحديث (2106)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 12/ 20 - 21، الحديث (16381)، وقال المحقق: (في الفرائض، الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 913، كتاب الفرائض (23)، باب ميراث الولاء (7)، الحديث (2733)، قوله: "ولم يدع ولدًا ولا حميمًا" أي لم يترك قريبًا يهتم لأمره. (¬4) في المطبوعة زيادة (بني) وليست عند أبي داود. (¬5) تصحفت في المطبوعة إلى (الكبير). (¬6) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 109، الحديث (812)، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 324، كتاب الفرائض (13)، باب في ميراث ذوي الأرحام (8)، الحديث (2904) =

2269 - عن عليٍّ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قضى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنَّ أعيانَ بني الأُمِّ يتوارثونَ دونَ بني العَلَّاتِ، الرجل يرثُ أخاهُ لأبيهِ وأمِّهِ، دونَ أخيهِ لأبيهِ" (¬1). 2270 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "جاءَتْ امرأةُ سعدِ بنِ الربيعِ بابنتَيْها مِنْ سعدٍ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللَّهِ هاتانِ ابنتا سعدٍ قُتِلَ أبوهما معكَ يومَ أُحُدٍ، وإنَّ عَمَّهُما أخذَ مالَهما، فنزلَتْ آية الميراثِ، فبعثَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى عمِّهما فقال: أعْطِ ابنتَيْ سعدٍ الثلثينِ، واعْطِ أمَّهما الثُّمُنَ، وما بقي فهو لك" (¬2) (غريب). ¬

_ = واللفظ له، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 79، الحديث (1955)، وقال المحقق: (الفرائض، في الكبرى) وخُزَاعة: بضم أوله قبيلة عظيمة من الأزد. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 144، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 368، كتاب الفرائض، باب العصبة، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 316، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في ميراث الإِخوة من الأب والأم (5)، الحديث (2094 - 2095)، وأخبرجه ابن ماجه في السنن 2/ 915، كتاب الفرائض (23)، باب ميراث العصبة (10)، الحديث (2739) واللفظ له، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 86 - 87، كتاب الفرائض. . .، الحديث (64)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 336، كتاب الفرائض، باب الكلالة من لم يترك ولدًا. . .، وقال: (هذا حديث رواه الناس عن أبي إسحاق، والحارث بن عبد اللَّه، على الطريق، لذلك لم يخرِّجه الشيخان، وقد صحَّت هذه الفتوى عن زيد بن ثابت)، قوله: "أعيان بني الأم" أي الأخوة والأخوات لأب واحد وأم واحدة، من عين الشيء، وقوله: "بني العلَّات" وهم الإِخوة لأب وأمهاتهم شتَّى. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 352، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 316، كتاب الفرائض (13)، باب ما جاء في ميراث الصلب (4)، الحديث (2892)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 414 - 415، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في ميراث البنات (3)، الحديث (2092)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلّا من حديث عبد اللَّه بن محمد بن عقيل) فهذا وجه قول البغوي: (غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 908 - 909، كتاب الفرائض (23)، باب فرائض الصلب (2)، الحديث (2720)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 342، كتاب الفرائض، باب لا مُساعاة في الإسلام، وقال: (صحيح الإسناد لم يخرجاه)، وأقرَّه الذهبي.

2271 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في بنتٍ، وبنتِ ابنٍ، وأُختٍ لأبٍ وأمٍ: "أقضي فيها بما قَضَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: للبنتِ النصفُ، ولابنةِ الابنِ السدُسُ تكملةَ الثلثين، وما بقي فَللِأُخْتِ (¬1) " (¬2). 2272 - وعن عمران بن حصين أنّه قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنَّ ابنَ ابني ماتَ فما ليَ مِنْ ميراثِه؟ قال: لكَ السدُسُ، فلمَّا ولَّى دعاهُ فقال: لك سدسٌ آخرُ (¬3)، فلمَّا ولَّى دعاهُ قال: إنَّ السدُسَ الآخر طُعْمَةٌ لك" (¬4) (صح). 2273 - عن قَبيْصَةَ بن ذُؤيبٍ أنّه قال: "جاءَتْ الجدَّةُ إلى أبي بكرٍ رضي اللَّه عنه تسألُه ميراثَها، فقال لها: ما لَكِ في كتابِ اللَّه شيءٌ، وما لَكِ في سنةِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم شيءٌ، فارجِعي حتَّى أسألَ الناسَ، فسألَ، فقالَ المغيرةُ بنُ شعبة رضي اللَّه عنه: حضرتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أعطاها السدُسَ، فقال أبو بكرٍ رضي اللَّه عنه: هلْ معكَ ¬

_ (¬1) في المطبوعة: (للأخت) وما أثبتناه موافق للفظ البخاري. (¬2) أخرج المصنِّف هذا الحديث ضمن (الحسان)، وحقُّه أن يُخَرِّجه ضمن (الصحاح)، حيث أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 17، كتاب الفرائض (85)، باب ميراث ابنة ابن مع ابنة (8)، الحديث (6736)، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 389، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 348 - 349، كتاب الفرائض، باب في بنتٍ وابنةِ ابنٍ. . .، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 415، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في ميراث ابنة الابن. . . (4)، الحديث (2093)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 9/ 902، كتاب الفرائض (23)، باب فرائض الصلب (2)، الحديث (2721). (¬3) في مخطوطة برلين: (السدس الآخر)، وما أثبتناه موافق للفظ أبي داود والترمذي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 428 - 429، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 318، كتاب الفرائض (13)، باب ما جاء في ميراث الجد (6)، الحديث (2896)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 419، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في ميراث الجد (9)، الحديث (2099)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وقوله: "طعمة" أي رزق لك.

غيرُكَ؟ فقال محمد بن مَسْلَمة مثلَ ما قالَ المغيرةُ فأَنفَذَهُ لها أبو بكرٍ رضي اللَّه عنه، ثمَّ جاءَتْ الجدةُ الأخرى إلى عمر رضي اللَّه عنه تسألُه ميراثَها؟ فقال: هو ذلكَ السدُسُ، فإنْ اجتمعْتُما فهو بينَكُما، وأَيَّتُكما خَلَتْ بهِ فهوَ لها" (¬1). 2274 - وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنه قال في الجدةِ معَ ابنِها: "أَطعمَها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سدُسًا معَ ابنِها" (¬2) (ضعيف). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 513، كتاب الفرائض (27)، باب ميراث الجدة (8)، الحديث (4)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 10/ 274 - 275، كتاب الفرائض، باب فرض الجدات، الحديث (19083)، وأخرجه سعيد بن منصور في السنن 1/ 54 - 55، باب الجدات، الحديث (80)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 225، ضمن مسند محمد بن مسلمة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 316 - 317، كتاب الفرائض (13)، باب في الجدة (5)، الحديث (2894)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 419 - 420، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في ميراث الجدة (10)، الحديث (2100)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 909 - 910، كتاب الفرائض (23)، باب ميراث الجدة (4)، الحديث (2724)، وأخرجه ابن الجارود في المنتقى، ص 320، باب ما جاء في المواريث، الحديث (959)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 300، كتاب الفرائض (16)، باب في الجدة (2)، الحديث (1224)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 338 - 339، كتاب الفرائض، باب قضاء أبي بكر في الجدة، وقال: (حديث صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 234، كتاب الفرائض، باب فرض الجدة والجدتين. وأخرجه الدارمي من رواية الزهري قال: (جاءت الجدة إلى أبي بكر. . .) ولم يذكر قبيصة، في السنن 2/ 359، كتاب الفرائض، باب قول أبي بكر الصديق في الجدات. (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن 1/ 57، باب الجدات، الحديث (99)، عن الشعبي عن ابن مسعود، وقد سقط من سنده "مسروق" بينهما، إذ هو مذكور عند الترمذي والبيهقي، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 358، كتاب الفرائض، باب في الجدات، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 421، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في ميراث الجدة. . . (11)، الحديث (2102) واللفظ له مع زيادة عليه، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلّا من هذا الوجه) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 226، كتاب الفرائض، باب لا يرث مع الأب أبوه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 10/ 277، كتاب الفرائض، باب فرض الجدات، الحديث (19093) عن الأشعث ابن سيرين! فسقط من سنده (ابن مسعود) وهو مذكور عند الدارمي والبيهقي.

2275 - عن الضحاك بن سفيان رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كتبَ إليه أنْ ورِّثْ امرأةَ أَشْيَمَ الضِّبابي مِن دِيَةِ زوجِها" (¬1) (صح). 2276 - عن تميم الداري أنّه قال: "سألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما السنةُ في الرجلِ من أهلِ الشركِ يُسْلِمُ على يدَيْ رجلٍ مِن المسلمينَ؟ فقال: هو أَوْلَى الناسِ بمحياهُ ومماتِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 866 - 867، كتاب العقول (43)، باب ما جاء في ميراث العقل. . . (17)، الحديث (9)، وأخرجه الشافعي في المسند 2/ 106، كتاب الديات، الحديث (360)، وقد تحرَّف عنده اسم المقتول: "أشيم" إلى "أشيعة" وأخرجه أحمد في المسند 3/ 452، ضمن مسند الضَّحاك بن سفيان، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 339 - 340، كتاب الفرائض (13)، باب في المرأة ترث من دية زوجها (18)، الحديث (2927)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 425، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في ميراث المرأة من دية زوجها (18)، الحديث (2110)، واللفظ له، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي ذكره المزي في تحفة الأشراف (4/ 202، الحديث (4973)، وقال المحقق: (الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 883، كتاب الديات (21)، باب الميراث من الدية (12)، الحديث (2642)، ضمن حديث عن عمر رضي اللَّه عنه، وفيه: "الدية للعاقلة" وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 77، كتاب الفرائض والسير. . .، الحديث (32). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 9/ 39، كتاب الولاء، باب النصراني يُسْلِم على يد رجل، الحديث (16271)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 103، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 377، كتاب الفرائض باب في الرجل يوالي الرجل، وأخرجه البخاري معلقًا في الصحيح 12/ 45، كتاب الفرائض (85)، باب إذا أسلم على يديه. . . (22)، فقال: (ويُذْكر عن تميم الداري. . .)، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 333، كتاب الفرائض (13)، باب في الرجل يُسْلِم. . . (13)، الحديث (2918)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 427، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء في ميراث الذي يُسْلم على يدي الرجل (20)، الحديث (2112) واللفظ له، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 116، الحديث (2052)، وقال المحقق: (الفرائض في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 919، كتاب الفرائض (23)، باب الرجل يُسْلِم. . . (18)، الحديث (2752)، وأخرجه الباغندي في مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، ص 184 - 188، الحديث (86)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 45، الحديث (1272)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 181، كتاب الرضاع، =

[ليس بمتصل] (¬1). 2277 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يرثُ الولاءَ مَنْ يرثُ المالَ" (¬2) (ضعيف) (¬3). 2278 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رجلًا ماتَ ولم يَدَعْ وارثًا إلّا غلامًا كانَ أَعتقَة، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: هل لهُ أحدٌ؟ قالوا: لا إلّا غلامًا لهُ كانَ أَعتقَهُ، فجعلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ميراثَه لهُ" (¬4). ¬

_ = الحديث (31). وقول البغوي: (ليس بمتصل) تَبع فيه الترمذي حيث يقول عقب تخريجه الحديث: (وهو عندي ليس بمتصل)، ولكن قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 12/ 46: (وأخرجه أحمد والدارمي والترمذي والنسائي من رواية وكيع وغيره، عن عبد العزيز، عن ابن موهب، عن تميم. وصرَّح بعضهم بسماع ابن موهب من تميم، وأما الترمذي فقال: ليس إسناده بمتصل). (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 428، كتاب الفرائض (30)، باب ما جاء فيمن يرث الولاء (22)، الحديث (2114)، وقال: (ليس إسناده بالقوي) واللفظ له. وأخرجه أحمد في المسند 1/ 46 ضمن مسند عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، فقال: عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب) رضي اللَّه عنه وقال البنا الساعاتي في الفتح الرباني 15/ 204: (هذا الحديث له طرق أخرى تؤيده، وصححه غير الترمذي). (¬3) هذا الحديث مؤخر في مخطوطة برلين في آخر الباب. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 221، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 324، كتاب الفرائض (13)، باب في ميراث ذوي الأرحام (8)، الحديث (2905) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 423، كتاب الفرائض (30)، باب في ميراث المولى. . . (14)، الحديث (2106)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 5/ 194، الحديث (6326)، وقال المحقق: (في الفرائض، الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 915، كتاب الفرائض (23)، باب من لا وارث له (11)، الحديث (2741).

18 - باب الوصايا

18 - باب الوصايا مِنَ الصِّحَاحِ: 2279 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ لهُ شيءٌ يُوصي فيهِ، يبيتُ ليلتينِ إلّا ووصيتُه مكتوبةٌ عندَهُ" (¬1). 2280 - عن سعد بنِ أبي وقاصٍ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "مرضتُ عامَ الفتحِ مرضًا أَشفيْتُ على الموتِ، فأتاني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يعودُني فقلتُ: يا رسولَ اللَّه إن لي مالًا كثيرًا وليسَ يرثني إلّا ابْنَتِي (¬2)، أَفَأُوصي بمالي كلِّه؟ قال: لا، قلتُ: فثُلُثَي مالي؟ قال: لا، قلت: فالشطر؟ قال: لا، قلت: فالثلث؟ قال: الثلثُ، والثلثُ كثير، إنَّكَ أنْ تذرَ ورثتَكَ أغنياءَ خيرٌ مِن أنْ تذرَهم عالةً يتكفَّفُونَ الناسَ، وإنك لن تنفقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ اللَّه إلّا أُجِرْتَ بها، حتَّى اللقمة ترفعُها إلي في امرأتِكَ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2281 - روي: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال لسعدٍ: أَوْصِ بالعُشْرِ، قال سعدٌ: فما زلتُ أُناقِصُهُ (¬4) حتَّى قال: أوْصِ بالثلثِ، والثلثُ كثيرٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 355، كتاب الوصايا (55)، باب الوصايا. . . (1)، الحديث (2738)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1249، كتاب الوصية (25)، الحديث (1/ 1627) واللفظ لهما. (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى "بنتاي" بالتثنية، والتصويب من البخاري ومسلم ومخطوطة برلين وعند البغوي في شرح السنة 5/ 283 هي: "إلّا ابنة لي"، ولعل إِفرادها هو الصواب، واللَّه أعلم. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 363، كتاب الوصايا (55)، باب أن يترك ورثته أغنياء خيرٌ. . . (2)، الحديث (2742)، وفي 12/ 14، كتاب الفرائض (85)، باب ميراث البنات (6)، الحديث (6733)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1250، كتاب الوصية (25)، باب الوصية بالثلث (1)، الحديث (5/ 1628)، وفي 3/ 1253، الحديث (8/ 1628). (¬4) تحرَّفت في المطبوعة إلى: "أناقضه" بالضاد، والصواب ما أثبتاه كما في الأصول التي أخرجت الحديث. (¬5) أخرجه من رواية سعد بن أبي وقَّاص رضي اللَّه عنه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 27، =

2282 - عن أبي أُمامة أنّه قال: "سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ في خطبتِهِ عامَ حِجةِ الوداعِ: إنَّ اللَّه قد أَعطَى كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، فلا وصيةَ لوارثٍ، الولدُ للفراشِ، وللعاهِرِ الحَجَرُ، وحسابُهم على اللَّهِ" (¬1). 2283 - ويروى عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا وصيةَ لوارثٍ إلّا أنْ يشاءَ الورثَةُ" (¬2) (منقطعٌ). ¬

_ = الحديث (194)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 305، كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في الوصية بالثلث والربع (6)، الحديث (975)، واللفظ له، بزيادة عليه، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 243، كتاب الوصايا (30)، باب الوصية بالثلث، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند 2/ 115، الحديث (91/ 779). (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 154، الحديث (1127)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 9/ 48 - 49، كتاب الولاء، باب تولِّي غير مواليه، الحديث (16306)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 267، واللفظ له بزيادة فيه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 290 - 291، كتاب الوصايا (12)، باب ما جاء في الوصية للوارث (6)، الحديث (2870)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 432، كتاب الوصايا (31)، باب ما جاء لا وصية لوارث (5)، الحديث (2120)، واللفظ له بزيادة فيه، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 905، كتاب الوصايا (22)، باب لا وصية لوارث (6)، الحديث (2713)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 159 - 160، الحديث (7615)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 264، كتاب الوصايا، باب نسخ الوصية للوالدين. . .، قوله: "الولد للفراش" أي الولد منسوب إلى صاحب الفراش، سواء كان زوجًا أو. . .، وليس للزاني في نَسَبِه حظٌ. وقوله: "وللعاهر الحجر" يريد أن له الخيبة. (¬2) أخرجه أبو داود في المراسيل، ص 168، كتاب ما جاء في الوصايا، الحديث (314)، والدارقطني في السنن 4/ 97 - 98، كتاب الفرائض. . .، الحديث (89 - 94) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 263، كتاب الوصايا، باب نسخ الوصية. . .، وعن قول البغوي: (منقطع) قال الزيلعي في نصب الراية 4/ 404، كتاب الوصايا، ضمن كلامه عن الحديث الخامس، ما نَصُّه: (حديث ابن عباس: أخرجه الدارقطني في "سننه - في الفرائض" عن يونس بن راشد، عن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "لا تجوز الوصيةُ لوارثٍ إلّا أن يشاء الورثة"، انتهى. قال ابن القطان في "كتابه": ويونس بن راشد قاضي خراساني، قال أبو زرعة: لا بأس به، وقال البخاري: كان مرجئًا، انتهى. وكأن الحديث عنده -أي عند ابن القطان- =

2284 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ الرجلَ ليعملُ، والمرأةَ، بطاعةِ اللَّه ستينَ سنةً، ثمَّ يحضرُهما الموتُ فيُضارَّانِ في الوصيةِ فتجبُ لهما النارُ، ثمَّ قرأَ أبو هريرةَ رضي اللَّه عنه: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ} (¬1) " (¬2)، واللَّه الموفق. ¬

_ = حسن، وأخرجه الدارقطني أيضًا عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا، نحوه، وعطاء الخراساني لم يُدْرِك ابنَ عباس، قال عبد الحق في "أحكامه": وقد وَصَلَه يونس بن راشد، فرواه عن عطاء، عكرمة، عن ابن عباس، انتهى). (¬1) سورة النساء (4)، الآية (12). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 9/ 88، كتاب الوصايا، باب الحيف في الوصية. . .، الحديث (16455)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 278، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 288 - 289، كتاب الوصايا (12)، باب ما جاء في كراهية الإِضرار. . . (3)، الحديث (2867)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 431، كتاب الوصايا (31)، باب ما جاء في الضرار. . . (2)، الحديث (2117) وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 902، كتاب الوصايا (22)، باب الحَيْف في الوصية (3)، الحديث (2704)، وجاء في رواية عبد الرزاق، وأحمد، وابن ماجه، لفظ: "سبعين" بدل: "ستين".

12 - كتاب النكاح

12 - كِتَابُ النِّكَاحِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 2285 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يا معشرَ الشبابِ مَن استطاعَ منكُم الباءَةَ فليتزوَّجْ، فإنه أَغَضُّ للبصرِ وأَحْصنُ للفرج، ومَنْ لم يستطعْ فعليهِ بالصومِ فإنه لهُ وِجاءٌ" (¬1). 2286 - وقال سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه: ردَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على عثمانَ بنِ مظعونٍ التَّبَتُّلَ ولو أَذِنَ له لاختَصَيْنا" (¬2). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 112، كتاب النكاح (67)، باب من لم يستطع الباءة فليصم (3)، الحديث (5066)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1018 - 1019، كتاب النكاح (16)، باب استحباب النكاح. . . (1)، الحديث (1/ 1400) واللفظ لهما، قوله: "الباءة" معناها: الجماع، وقوله: "وِجاءٌ" أي كسرٌ لشهوته. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 117، كتاب النكاح (67)، باب ما يكره من التبتل. . . (8)، الحديث (5073)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1020، كتاب النكاح (16)، باب استحباب النكاح. . . (1)، الحديث (6/ 1402) واللفظ لهما، والتَبتُّل: هو الانقطاع عن النساء، والاختصاء: كيلا يحتاج إلى النساء.

2287 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "تُنْكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالِها، ولحسبِها، وجمالِها، ولدينِها، فاظفرْ بذاتِ الدينِ ترِبَتْ يداك" (¬1). 2288 - وقال: "الدنيا مَتاعٌ، وخيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ" (¬2). 2289 - وقال: "خيرُ نساءٍ رَكِبْنَ الإِبلَ صالحُ نساءِ قريشٍ، أَحْناهُ (¬3) على الولدِ في صِغَرِه وأَرْعاهُ (3) على زوجٍ في ذاتِ يدِهِ" (¬4). 2290 - وقال: "ما تركتُ بعدِي فتنةً أَضَرَّ على الرجالِ مِن النساءِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 132، كتاب النكاح (67)، باب الأكفاء في الدين. . . (15)، الحديث (5090)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1086، كتاب الرضاع (17)، باب استحباب نكاح ذات الدين (15)، الحديث (53/ 1466) واللفظ لهما، قوله: "تربت يداك" معناه صِرْتَ محرومًا من الخير إن لم تفعل ما أمرتك به. (¬2) أخرجه مسلم من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 2/ 1090، كتاب الرضاع (17)، باب خير متاع الدنيا. . . (17)، الحديث (64/ 1467). (¬3) تصحَّفتا في المطبوعة إلى: "أحناء"، "وأرعاء" والصواب ما أثبتناه كما في الصحيحين. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 125، كتاب النكاح (67)، باب إلى من ينكح. . . (12)، الحديث (5082)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1959 - 1960، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل نساء قريش (49)، الحديث (202/ 2527) واللفظ لهما. (¬5) متفق عليه من رواية أسامة بن زيد رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 137، كتاب النكاح (67)، باب ما يُتقَّى من شؤم المرأة. . . (17)، الحديث (5096)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2097، كتاب الرقاق -وهو ضمن كتاب الذكر. . . (48) - باب أكثر أهل الجنة الفقراء. . . (26)، الحديث (97/ 2740) واللفظ لهما.

2291 - وقال: "إنَّ الدنيا حُلْوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللَّه مُستَخلِفُكم فيها فينظرُ كيفَ تعملونَ، فاتَّقوا الدنيا، واتَّقوا النساءَ، فإنَّ أولَ فِتْنةِ بَني إسرائيلَ كانتْ في النساءِ" (¬1). 2292 - وقال: "الشؤمُ في المرأةِ، والدارِ، والفرسِ" (¬2). وفي رواية: "الشؤمُ في ثلاثٍ: في المرأةِ، والمَسْكَنِ والدابةِ" (¬3). 2293 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "كنا مَعَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في غزوةٍ، فلمَّا قَفَلْنا كنا قريبًا مِن المدينةِ قلتُ: يا رسولَ اللَّه إني حديثُ عهدٍ بعرسٍ، قال: تزوجتَ (4)؟ قلت: نعم، قال: أَبِكْرٌ (¬4) أَمْ ثَيِّبٌ؟ قلت: بل ثَيِّبٌ، قال: فهلَّا بِكْرًا تُلاعِبُها وتُلاعِبُك، فلما قَدِمنا المدينةَ ذهبْنا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2098، كتاب الرقاق -وهو ضمن كتاب الذكر. . . (48) - باب أكثر أهل الجنة الفقراء. . . (26)، الحديث (99/ 2742). (¬2) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 137، كتاب النكاح (67)، باب ما يُتَّقى من شؤم المرأة. . . (17)، الحديث (5093)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1745 - 1746، كتاب السلام (39)، باب الطِّيَرَة. . . (34)، الحديث (115/ 2225) واللفظ لهما. (¬3) أخرجه الترمذي من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما في السنن 5/ 126، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الشؤم (58)، الحديث (2824)، وقال: (وهذا حديث حسن صحيح)، وفي معنى الحديث قال البغوي في شرح السنة 9/ 13، (قيل: إن شؤم الدار ضيقها، وسوء جوارها، وشؤم الفرس ألا يُغزى عليها، وشؤم المرأة غلاء مهرها، وسوء خلقها)، وقال ابن حجر في فتح الباري 9/ 138: (وقد جاء في بعض الأحاديث ما لعله يفسِّر ذلك، وهو ما أخرجه أحمد وصححه ابن حبان، والحاكم، من حديث سعد مرفوعًا: "من سعادة ابن آدم ثلاثة: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة: المرأة السوء, والمسكن السوء والمركب السوء). (¬4) في صحيح البخاري هي: "أَنكَحْتَ"، وقوله: "أَبِكرٌ" هي عند البخاري "أَبِكْرًا".

لنَدْخلَ فقال: امهِلُوا حتَّى ندخلَ ليلًا -أي عشاءً- لكي تمتشِطَ الشعِثَةُ وتَستَحِدَّ المُغِيبَةُ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2294 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّه عونُهم: المُكاتَبُ الذيَ يريدُ الأداء، والناكِحُ الذي يريدُ العَفافَ، والمجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ" (¬2). 2295 - وقال: إذا خطبَ إليكم مَنْ تَرضَونَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجُوه، إنْ لا تفعلُوهُ (¬3) تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ" (¬4). 2296 - وقال: "تزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ فإني مُكاثِرٌ بكم الأمَم" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 342 - 343، كتاب النكاح (67)، باب تستحِدُّ المغيبة. . . (122)، الحديث (5247) واللفظ له بزيادة فيه، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1088، كتاب الرضاع (17)، باب استحباب نكاح البكر (16)، الحديث (57/ 1466)، و"الشعثة" أي المتفرقة شعر الرأس، و"تَستَحِدَّ المُغِيبَة" بضم الميم وكسر الغين، هي التي غاب زوجها أي تستعمل الموسى لحلق العانة. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 184، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في المجاهد. . . (20)، الحديث (1655)، وقال: (حديث حسن) وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 61، كتاب النكاح (26)، باب معونة اللَّه الناكح الذي يريد العفاف (5)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 841 - 842، كتاب العتق (19)، باب المكاتب (3)، الحديث (2518)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 160، كتاب النكاح، باب لم ير للمتحابين مثل التزوج، وقال: (صحيح على شرط مسلم)، ووافقه الذهبي. و (المَكَاتَبُ) العبد الذي كاتب سيده على مبلغ من المال مقابل عتقه. (¬3) في سنن الترمذي هي: "تفعلوا". (¬4) أخرجه الترمذي من رواية أبي هريرة رضيِ اللَّه عنه، في السنن 3/ 394 - 395، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء إذا جاءكم مَنْ تَرْضون. . . (3)، الحديث (1084)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 632، كتاب النكاح (9)، باب الأكفاء (46)، الحديث (1967)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 164، كتاب النكاح باب من أعطى للَّه. . . (¬5) هذا الحديث مخرَّجٌ من طريقين: • الأولى: عن معقل بن يسار رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 542، كتاب النكاح (6)، باب النهي عن تزويج مَنْ لم يَلِدْ من النساء (4)، =

2 - باب النظر إلى المخطوبة وبيان العورات

2297 - عن عبد الرحمن بن عُوَيْم أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "عليكم بالابكارِ، فإنَّهنَّ أعذبُ أَفواهًا، وأَنْتَقُ أَرحامًا، وأَرضَى باليسيرِ" (¬1) (مرسل). 2 - باب النظر إلى المخطوبة وبيان العورات مِنَ الصِّحَاحِ: 2298 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "جاءَ رجلٌ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إني تزوجتُ امرأةً من الأنصارِ، قال: فانظرْ إليها، فإن في أَعْيُنِ الأنصارِ شيئًا" (¬2). 2299 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تباشرْ المرأةُ المرأةَ فَتَنْعَتُها لزوجِها كأنه ينظرُ إليها" (¬3). ¬

_ = الحديث (2050) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 65 - 66، كتاب النكاح (26)، باب كراهية تزويج العقيم (11)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 302، كتاب النكاح (17)، باب فيما يرغب فيه من النساء. . . (2)، الحديث (1229)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 162، كتاب النكاح، باب تزوَّجوا الودود الولود، وقال: (صحيح الإِسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. • الطريق الثانية: من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 3/ 245، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 302، كتاب النكاح (17)، باب ما جاء في التزويج. . . (1)، الحديث (1228). (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 598، كتاب النكاح (9)، باب تزويج الأبكار (7)، الحديث (1861) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 81، كتاب النكاح، باب استحباب التزويج بالأبكار، وأخرجه البغوي في شرح السنة 9/ 15، كتاب النكاح، باب نكاح الأبكار، الحديث (2246)، ثمَّ قال: (وعبد الرحمن بن عويم ليست له صحبة) فهذا بيان لقول البغوي عقب الحديث: "مرسل"، قوله: "أَنْتَقُ أرحامًا" قال البغوي في شرح السنة 9/ 16، (قيل: أكثر أولادًا). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1040، كتاب النكاح (16)، باب ندب النظر إلى وجه المرأة. . . (12)، الحديث (74/ 1424). (¬3) أخرجه البخاري من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في الصحيح 9/ 338، كتاب النكاح (67)، باب لا تباشر المرأة المرأة. . . (118)، الحديث (5240) وعزاه الخطيب التبريزي =

2300 - وقال: "لا ينظرْ الرجلُ إلى عورةِ الرجلِ ولا المرأةُ إلى عورةِ المرأةِ، ولا يُفضي الرجل إلى الرجلِ في ثوبٍ واحدٍ، ولا تُفضي المرأة إلى المرأةِ في الثوبِ الواحدِ" (¬1). 2301 - وقال: "ألا لا يَبِيتَنَّ رجلٌ عندَ امرأةٍ ثَيِّبٍ إلّا أن يكونَ ناكِحًا أو ذا رحمٍ مَحْرَمٍ" (¬2). 2302 - وقال: "إياكم والدخولَ على النساءِ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّه أرأيتَ الحَمْوَ، قال: الحَموُ الموتُ" (¬3). ¬

_ = في مشكاة المصابيح 2/ 931: لمسلم أيضًا، وكذلك فعل ابن الأثير في جامع الأصول 6/ 535، ولكن قال ابن حجر العسقلاني في النكت الظِّراف على الأطراف (المطبوع بذيل تحفة الأشراف) 7/ 56: (وذكر الحميدي في "الجمع" بين ذلك: "ولا يباشر الرجلُ الرجلَ" وليس هو هنا، وكأنه نقله من بعض المستخرجات كعادته في بعض الأحيان)، فالحديث أخرجه البخاري في موضعين من "الصحيح" الأول: وقد سبق ذكره، وهو لفظ المصنِّف، والموضع الثاني: في 11/ 82 - 83، كتاب الاستئذان (79)، باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمُسَارَّة. . . (47)، الحديث (6290)، ولفظه: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتَّى. . . " دون ذكر الجزء الأول منه، وقد جمع ابن الأثير بين جزءي الحديث في جامع الأصول وقال: (وفي رواية للبخاري ومسلم وساق الحديث، ولكنا لم نجده في صحيح مسلم 4/ 1718، من الرواية الأولى -وهي الواردة عند البغوي- إنما ذكر مسلمٌ الرواية الثانية فقط فلعله تبع الحميدي حيث عزا الحديث للشيخين، وقد أبان الحافظ ابن حجر في النكت الظراف عن عمل الحميدي. (¬1) أخرجه مسلم من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، في الصحيح 1/ 266، كتاب الحيض (3)، باب تحريم النظر إلى العورات (17)، الحديث (74/ 338) قوله "لا يفضي الرجل إلى الرجل" أي لا يضطجعان متجردين تحت ثوب واحد. (¬2) أخرجه مسلم من رواية جابر رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 1710، كتاب السلام (39)، باب تحريم الخلوة بالأجنبية. . . (8)، الحديث (19/ 2171). (¬3) متفق عليه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 330، كتاب النكاح (67)، باب لا يخلُونَّ رجل بامرأة إلّا ذو رحمٍ. . . (111)، الحديث (5232)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1711، كتاب السلام (39)، باب تحريم الخلوة بالأجنبية. . . (8)، الحديث (20/ 2172)، "والحمو" قال عنه في شرح السنة 9/ 26: (الحمو جمعه الأحماء .. وأراد ها هنا أخا الزوج).

2303 - عن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ أم سلمةَ استأذَنَتْ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في الحِجامَةِ فأمرَ أبا طَيبةَ أن يَحْجِمها، قال: حسِبتُ أنه كان أخاها من الرَّضاعةِ، أو غلامًا لم يحتلمْ" (¬1). 2304 - عن جرير بن عبد اللَّه أنّه قال: "سألتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عن نظر الفُجَأَةِ؟ فأمرني أن أصرِفَ بصري" (¬2). 2305 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إن المرأةَ تُقبِلُ في صورةِ شيطانٍ وتُدْبِرُ في صورةِ شيطانٍ، إذا أحدُكم أعجبَتْهُ المرأةُ فوقعَتْ في قلبِهِ فلْيَعمِدْ إلى امرأتِهِ فلْيُواقِعْها، فإن ذلك يردُّ ما في نفسِه" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2306 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا خطبَ أحدُكم المرأةَ فإن استطاعَ أن ينظرَ إلى ما يدعُوهُ إلى نكاحِها فليفعلْ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1730، كتاب السلام (39)، باب لكل داء دواء. . . (26)، الحديث (72/ 2206). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1699، كتاب الآداب (38)، باب نظر الفجأة (10)، الحديث (45/ 2159). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1021، كتاب النكاح (16)، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه. . . (2)، الحديث (9/ 1403). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 334، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 565 - 566، كتاب النكاح (6)، باب في الرجل ينظر إلى المرأة وهو يريد تزويجها (19)، الحديث (2082)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 165 كتاب النكاح، باب إذا خطب أحدكم امرأة. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 85، كتاب النكاح، باب نظر الرجل إلى المرأة. . .، وأخرج نحوه عبد الرزاق في المصنَّف 6/ 157، كتاب النكاح، باب إبراز الجواري، والنظر عند النكاح، الحديث (10337)، وعزاه ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 147، كتاب النكاح (44)، باب ما جاء في استحباب النكاح (2)، الحديث (1484). أيضًا للشافعي والبزَّار.

2307 - عن المغيرة بن شعبة أنّه قال: "خطبتُ امرأةً فقالَ لي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هلْ نظرتَ إليها؟ فقلتُ: لا، قال: فانظرْ إليها فإنه أَحْرَى أن يُؤدَمَ بينَكما" (¬1). 2308 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "أيُّما رجلٍ رأى امرأةً تعجبُه فليقمْ إلى أهلِه، فإن معَها مثلَ الذي معَها" (¬2). 2309 - عن عبد اللَّه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "المرأةُ عورةٌ فإذا خرجَتْ استشرفَها الشيطانُ" (¬3). 2310 - وعن بُرَيْدة أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعليٍّ: "يا عليُّ لا تُتْبعْ النظرةَ النظرةَ [فَإِنَّ الأُولَى لَكَ وَالثَّانِيَةَ عَلَيْكَ] (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 246، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 134، كتاب النكاح، باب الرخصة في النظر للمرأة عند الخطبة، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 397، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في النظر إلى المخطوبة (5)، الحديث (1087)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 599، كتاب النكاح (9)، باب النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها (9)، الحديث (1865)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 69 - 70، كتاب النكاح (26)، باب إباحة النظر قبل التزويج (17)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 303، كتاب النكاح (17)، باب النظر إلى من يريد أن يتزوجها (4)، الحديث (1236). (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 146، كتاب النكاح، باب الرجل يرى المرأة فيخاف على نفسه. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 476، كتاب الرضاع (10)، باب (18)، وهو مما يلي باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات (16)، الحديث (1173)، وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 3/ 93، جماع أبواب صلاة النساء في الجماعة، باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد. . . (175)، الحديث (1685) بزيادة بعده، وأخرجه ابن حبان من طريق ابن خزيمة ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 103، كتاب المواقيت (5)، باب دخول النساء المسجد. . . (24)، الحديث (329)، وعزاه المناوي في فيض القدير 6/ 267، إلى الطبراني من طريق الترمذي وقال: (وزاد "وإنها أقرب ما تكون من اللَّه وهي في قعر بيتها" قال الهيثمي ورجاله موثقون). (¬4) هذه الزيادة من مخطوطة برلين وهي من لفظ الدارمي.

فإن لكَ الأولى وليسَتْ لكَ الآخرةُ" (¬1). 2311 - عن عمرو بن شعيب (¬2)، عن أبيه، عن جده، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إذا زَوَّجَ أحدُكم عبدَه أَمَتَهُ فلا ينظرْ إلى عورتِها" (¬3). وفي رواية: "فلا ينظرْ إلى ما دونَ السرةِ وفوقَ الركبةِ" (¬4). 2312 - وعن جَرْهَد أن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أَما علمتَ أن الفخذَ عورةٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 353 ضمن مسند بريدة الأسلمي رضي اللَّه عنه، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 298، كتاب الرقاق، باب في حفظ السمع، عن أبي الطفيل، عن علي رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 610، كتاب النكاح (6)، باب ما يؤمر به من غض البصر (44)، الحديث (2149)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 101، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في نظرة المفاجأة (28)، الحديث (2777)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث شريك)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 194، كتاب النكاح، باب إِذا تزوج العبد بغير إذن سيده. . .، وقال: (حديث صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬2) عبارة المطبوعة (عن عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 187 برواية مطوَّلة، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 362، كتاب اللباس (26)، باب في قوله عزَّ وجلَّ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور (24) الآية (31)] (37)، الحديث (4113)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 226، كتاب الصلاة، باب عورة الأمة، من طريق أبي داود. (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4114)، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 230، كتاب الصلاة (4)، باب الأمر بتعليم الصلوات. . .، الحديث (2)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 226، كتاب الصلاة، باب عورة الأمة، من طريق أبي داود. (¬5) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 162 - 163، الحديث (1176)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 478، وأخرجه البخاري في الصحيح تعليقًا 1/ 478، كتاب الصلاة (8)، باب ما يذكر في الفخذ. . . (12)، وقال: (ويروى عن ابن عباس، وجرهد، ومحمد بن جحش، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الفخذ عورة". . .)، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 303، كتاب الحمام (25)، باب النهي عن التعري (2)، الحديث (4014)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 110، كتاب الأدب (43)، باب ما جاء في أن الفخذ عورة (40)، الحديث (2795)، وقال: (هذا حديث حسن ما أرى إسناده بمتصل)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 106، كتاب المواقيت (5)، باب ما جاء في العورة (30)، =

2313 - وقال لعليٍّ: "لا تُبْرِزْ فَخِذَكَ ولا تنظرْ إلى فَخِذِ حيٍّ ولا ميتٍ" (¬1). 2314 - وقال لمعمر: "يا مَعْمَرُ غَطِّ فخذيك فإن الفخِذين عورةٌ" (¬2). 2315 - وقال: "إيَّاكم والتعرّي فإن معَكم من لا يفارقُكم إلّا عندَ الغائِطِ وحينَ يُفضي الرجلُ إلى أهلِهِ، فاستحْيُوهم وأكرِمُوهم" (¬3). ¬

_ = الحديث (353)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 180، كتاب اللباس، باب التشديد، في كشف العورة، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وقال البيهقي في السنن الكبرى 2/ 228، عقب ايراده الحديث: (وبمعناه رواه القعنبي عن مالك). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 146، وعزاه ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 278، كتاب الصلاة (4) الحديث (438)، إلى البزار، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 501 - 502، كتاب الجنائز (15)، باب ستر الميت عند غسله (32)، الحديث (3140)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 469، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في غسل الميت (8)، الحديث (1460)، وأخرجه الحاكم فى المستدرك 4/ 180 - 181، كتاب اللباس، باب إن الفخذين عورة، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 228، كتاب الصلاة، باب عورة الرجل. (¬2) أخرجه من رواية عمد بن عبد اللَّه بن جحش رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 290، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 303، كتاب الحمام (25)، باب النهي عن التعري (2)، الحديث (4015)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 469، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في غسل الميت (8)، الحديث (1460)، وذكره ابن حجر في الإصابة 3/ 428 ضمن ترجمة معمر بن عبد اللَّه بن نضلة بن نافع، وعزاه لابن قانع من وجه آخر عن الأعرج عن معمر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 180 - 181، كتاب اللباس، باب إن الفخذين عورة، وسكت عنه، ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 228، كتاب الصلاة، باب عورة الرجل. (¬3) أخرجه الترمذي من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، في السنن 5/ 112، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الاستتار عند الجماع (42)، الحديث (2800)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه).

2316 - وعن أم سلمة رضي اللَّه عنها: "أنَّها كانت عندَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وميمونةَ، إذ أقبَلَ ابنُ أُمِّ مكتومٍ فدخلَ عليهِ، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: احتجِبا منه، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه أليسَ هو أَعمى لا يبصرنا؟ فقال صلى اللَّه عليه وسلم: أَفَعَمْياوانِ أنتما، أَلستُما تُبصِرانِه" (¬1). 2317 - عن بَهْز بن حكيم، عن أبيه، عن جده أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "احفظْ عورتَكَ إلّا مِن زوجِكَ، أو ما مَلَكتْ يمينُكَ، قلتُ: أفرأيتَ إذا كانَ الرجلُ خاليًا؟ قال: فاللَّه أَحَقُّ أن يُستَحيى منه" (¬2). 2318 - عن عمر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 296، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 361 - 362، كتاب اللباس (26)، باب في قوله عزَّ وجلَّ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور (24)، الآية (31)] (37)، الحديث (4112)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 102، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في احتجاب النساء من الرجال (29)، الحديث (2778)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 13/ 35، ضمن أطراف أم سلمة رضي اللَّه عنها، الحديث (18222)، وعزاه للنسائي في عشرة النساء، وقال المحقق: (في الكبرى). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 3 - 4، وأخرجه البخاري معلقًا في الصحيح 1/ 385، كتاب الغسل (5)، باب من اغتسل عريانًا وحده في الخلوة. . . (20)، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 304، كتاب الحمام (25)، باب ما جاء في التعري (3)، الحديث (4017)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 110، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في حفظ العورة (39)، الحديث (2794)، وقال: (هذا حديث حسن)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 428 ضمن أطراف معاوية بن حيدة -وهو جدُّ بهز بن حكيم- رضي اللَّه عنه، الحديث (11380)، وعزاه للنسائي في عشرة النساء، وقال المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 618، كتاب النكاح (9)، باب التستر عند الجماع (28)، الحديث (1920)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 179 - 180، كتاب اللباس، باب التشديد في كشف العورة، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي.

3 - باب الولي في النكاح واستئذان المرأة

قال: "لا يَخلُونَّ رجلٌ بامرأةٍ، فإن الشيطانَ ثالثُهما" (¬1). 2319 - وعن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا تَلِجُوا على المُغِيباتِ، فإن الشيطانَ يجري من أحدِكم مَجْرى الدمِ" (¬2). 2320 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أَتى فاطمةَ بعبدٍ قد وَهَبَهُ لها، وعلى فاطمةَ ثوبٌ إذا قَنَّعَتْ به رأسَها لم يبلغْ رجليْها، وإذا غَطَّت به رجليْها لم يبلغْ رأسَها، فلما رأى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ما تَلْقَى قال: إنه ليسَ عليكِ بأسٌ إنما هو أبوكِ وغلامُكِ" (¬3). 3 - باب الولي في النكاح واستئذان المرأة مِنَ الصِّحَاحِ: 2321 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تُنْكَحُ الثَّيِّبُ حتَّى تُستَأمرَ، ولا تُنْكَحُ البِكرُ حتَّى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 26، وأخرجه الترمذي في السنن معلقًا 3/ 474، كتاب الرضاع (10)، باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات (16)، عقب الحديث (1171)، ثم أخرجه موصولًا في 4/ 465 - 466، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في لزوم الجماعة (7)، الحديث (2165)، ضمن رواية مطوَّلة، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 309، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 475، كتاب الرضاع (10)، باب (17)، وهو ما يلي باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات (16)، الحديث (1172)، وعن المغيبات قال في شرح السنة 9/ 28 (والمُغِيبة: المرأة التي غاب عنها زوجها، والمغيبات جمعها). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 359، كتاب اللباس (26)، باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته (35)، الحديث (4106)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 95، كتاب النكاح، باب ما جاء في إبدائها زينتها. . .، من طريق أبي داود.

تُستَأذنَ، وإذنُها الصموتُ" (¬1). 2322 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الأيِّمُ أَحَقُّ بنفسِها من وَلِيِّها، والبِكرُ تُستَأذَنُ في نفسِها، وإذنُها صماتها" (¬2). ويروى: "الثَّيِّبُ أَحقُّ بنفسِها من وَليِّها، والبِكرُ تستأمرُ" (¬3). ويروى: "والبكرُ يستأذنُها أبوها، وإذنُها صماتُها" (¬4). 2323 - عن خنساء بنت خدام: "أنَّ أباها زوَّجَها وهي ثَيِّبٌ فكرِهَتْ، فأتَتْ رسولَ اللَّه فردَّ نكاحَه" (¬5). 2324 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم تزوَّجَها وهي بنتُ سبع سنينَ، وزُفتْ إليه وهي بنتُ تسعِ سنينَ، ولُعَبُها معَها، وماتَ عنها وهي بنتُ ثمان عشرةَ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 12/ 339، كتاب الحيل (90)، باب في النكاح (11)، الحديث (6968)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1036، كتاب النكاح (16)، باب استئذان الثيب في النكاح. . . (9)، الحديث (64/ 1419). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1037، كتاب النكاح (16)، باب استئذان الثيب في النكاح. . . (9)، الحديث (66/ 1421). (¬3) مسلم المصدر نفسه، الحديث (67/ 1421). (¬4) مسلم المصدر نفسه، الحديث (68/ 1421). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 194، كتاب النكاح (67)، باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة. . . (43)، الحديث (5138). وأبو خنساء هو خِدام بن وديعة. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1039، كتاب النكاح (16)، باب تزويج الأب البكر الصغيرة (10)، الحديث (71/ 1422)، وقد تصحفت كلمة "ثمان عشرة" في المطبوعة إلى: "ثمانية عشرة" والتصويب من صحيح مسلم.

مِنَ الحِسَان: 2325 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا نكاحَ إلّا بوليٍّ" (¬1). 2326 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: أن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أيُّما امرأةٍ نكحَتْ بغيرِ إذنِ وليِّها فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ، فإن دخلَ بها فلها المهرُ بما استحلَّ من فرجِها، فإن اشتجروا فالسلطانُ وليُّ من لا وليَّ له" (¬2). 2327 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 394، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 137، كتاب النكاح، باب النهي عن النكاح بغير ولي، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 568، كتاب النكاح (6)، باب في الولي (20)، الحديث (2085)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 407، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء لا نكاح إلّا بولي (14)، الحديث (1101)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 605، كتاب النكاح (9)، باب لا نكاح إلّا بولي (15)، الحديث (1881)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 304، كتاب النكاح (17)، باب ما جاء في الولي والشهود (6)، الحديث (1243)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 169، كتاب النكاح، باب لا نكاح إلّا بولي. (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 11، كتاب النكاح، الباب الثاني فيما جاء في الولي، الحديث (19)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 66، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 137، كتاب النكاح، باب النهي عن النكاح بغير ولي، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 566 - 568، كتاب النكاح (6)، باب في الولي (20)، الحديث (2083)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 407 - 408، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء لا نكاح إلّا بولي (14)، الحديث (1102)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 605، كتاب النكاح (9)، باب لا نكاح إلّا بولي (15)، الحديث (1879)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 305، كتاب النكاح (17)، باب ما جاء في الولي والشهود (6)، الحديث (1248)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 168، كتاب النكاح، باب أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وذكر له متابعة.

4 - باب إعلان النكاح والخطبة والشرط

عليه وسلم أنّه قال: "البغايا اللاتي يُنْكِحْنَ أنفسَهُنَّ بغيرِ بَيِّنَةٍ" (¬1) والأصحُّ أنه موقوفٌ على ابن عباس رضي اللَّه عنهما. 2328 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اليتيمةُ تُستَأمرُ في نفسِها، فإن صمتَتْ فهو إذنُها، وإن أَبَتْ فلا جوازَ عليها" (¬2). 2329 - عن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "أيُّما عبدٍ تزوجَ بغيرِ إذن سيدِهِ فهو عاهرٌ" (¬3). 4 - باب إعلان النكاح والخطبة والشرط مِنَ الصِّحَاحِ: 2330 - عن الربيعِ بنتِ مُعَوِّذ بن عفراءَ رضي اللَّه عنها أنها قالت: "جاء النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فدخلَ حينَ بُني عليَّ، فجلسَ على ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 411، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء لا نكاح إلّا ببينة (15)، الحديث (1103)، ثم أورده موقوفًا برقم (1104)، وقال: (وهذا أصحُّ)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 125 - 126، كتاب النكاح، باب لا نكاح إلّا بشاهدين. . .، وقال: (والصواب موقوف واللَّه أعلم). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 259، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 573 - 575، كتاب النكاح (6)، باب في الاستئمار (24)، الحديث (2093)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 417، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في إكراه اليتيمة على التزويج (19)، الحديث (1109)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 87، كتاب النكاح (26)، باب البكر يزوجها أبوها وهي كارهة (36). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 377، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 152، كتاب النكاح، باب في العبد يتزوج بغير إذن من سيده، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 563، كتاب النكاح (6)، باب في نكاح العبد بغير إذن سيده (17)، الحديث (2078)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 419، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في نكاح العبد. . . (21)، الحديث (1111)، وقال: (حديث جابر حديث حسن)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 630، كتاب النكاح (9)، باب في تزويج العبد. . . (43)، الحديث (1959).

فراشي، فجعلَتْ جويرياتٌ لنا يَضرِبْنَ الدفَّ ويندُبْنَ من قُتِلَ من آبائي يومَ بدرٍ، إذ قالت إحداهُنَّ: وفينا نبيٌّ يعلمُ ما في غدٍ فقال: دَعي هذه وقُولي ما كنتِ تقولينَ" (¬1). 2331 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "زُفَّتْ امرأة إلى رجلٍ من الأنصار، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما كانَ معَكم لهوٌ؟ فإنَّ الأنصارَ يُعجِبُهم اللَّهْوُ" (¬2). 2332 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "تَزَوَّجني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في شوالٍ، وبَنَى بي في شوالٍ، فأيُّ نساءِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ أَحْظَى عندَه مني؟ " (¬3). 2333 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أحقُّ الشروطِ أن تُوفُوا به ما استحلَلْتُم به الفُرُوجَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 202، كتاب النكاح (67)، باب ضرب الدف في النكاح. . . (48)، الحديث (5147). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 225، كتاب النكاح (67)، باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها. . . (63)، الحديث (5162). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1039، كتاب النكاح (16)، باب استحباب التزوج والتزويج في شوال. . . (11)، الحديث (73/ 1423). (¬4) متفق عليه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 217، كتاب النكاح (67)، باب الشروط في النكاح. . . (52)، الحديث (5151)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1035 - 1036، كتاب النكاح (16)، باب الوفاء بالشروط في النكاح (8)، الحديث (63/ 1418).

2334 - وقال: "لا يخطبْ الرجلُ على خطبةِ أخيه حتَّى ينكِحَ أو يترُكَ" (¬1). 2335 - وقال: "لا تسأل المرأةُ طلاقَ أختِها لتستفرِغ صحفتَها ولِتَنكِحَ، فإن لها ما قُدِّرَ لها" (¬2). 2336 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نهى عن الشِّغارِ" (¬3). والشِّغارُ (¬4): أن يُزَوّجَ الرجلُ ابنتَه على أن يزوّجَه الآخرُ ابنتَه ليسَ بينَهما صَداقٌ. ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 199، كتاب النكاح (67)، باب لا يخطب على خطبة أخيه. . . (45)، الحديث (5144) واللفظ له، وأخرجه مسلم لا الصحيح 2/ 1033، كتاب النكاح (16)، باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه، حتَّى يأذن أو يترك (6)، الحديث (52/ 1413). (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 219، كتاب النكاح (67)، باب الشروط التي لا تحل في النكاح. . . (53)، الحديث (5152)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1029 - 1030، كتاب النكاح (16)، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها. . . (4)، الحديث (38/ 1408). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 162، كتاب النكاح (67)، باب الشغار (28)، الحديث (5112)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1034، كتاب النكاح (16)، باب تحريم نكاح الشغار. . . (7)، الحديث (57/ 1415). (¬4) العبارة في المطبوعة (قال الشيخ المصنف رحمه اللَّه. . .) وهي توهم أن الكلام للبغوي، ولكنه ليس كذلك! فقد ورد هذا القول عقب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصحيحين، لكن اختلف في قائله، وأكثر الرواة لم يُعَيِّنوه، وقال ابن حجر في فتح الباري 9/ 162: (ولهذا قال الشافعي فيما حكاه البيهقي يا "المعرفة": لا أدري التفسير عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو عن ابن عمر، أو عن نافع، أو عن مالك؟ ونسبه محرز بن عون وغيره لمالك. قال الخطيب: تفسير الشغار ليس من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وإنما هو قول مالك وصل بالمتن المرفوع، وقد بين ذلك ابن مهدي والقعنبي ومحرز بن عون، ثمَّ ساقه كذلك عنهم) وساق تفصيل ذلك.

2337 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا شِغارَ في الإسلامِ" (¬1). 2338 - [و] (2) عن علي [بن أبي طالب رضي اللَّه عنه] (¬2): "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نهى عن مُتْعَةِ النساءِ يومَ خيبرَ، وعن أكلِ لحومِ الحُمُرِ الإنسيَّةِ" (¬3). 2339 - وعن سلمة بن الأكوع أنّه قال: "رخَّصَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عامَ أوطاسٍ في المُتعَةِ ثلاثًا ثم نَهَى عنها" (¬4). مِنَ الحِسَان: 2340 - عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه قال: "علَّمنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم التشهدَ في الصلاةِ، والتشهدَ في الحاجةِ، فذكرَ التشهدَ في الصلاةِ كما ذكرَ غيرَه، والتشهدُ في الحاجةِ: إن الحمدَ للَّه نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللَّه من شرورِ أنفسِنا [ومن سيئاتِ أعمالِنا] (¬5)، مَنْ يهدِهِ اللَّه فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ اللَّهُ فلا هادي له، وأشهدَ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّهُ وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، ويقرأُ ثلاثَ آياتٍ -ففسَّرَه سفيانُ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما في الصحيح 2/ 1035، كتاب النكاح (16)، باب تحريم نكاح الشغار. . . (7)، الحديث (60/ 1415). (¬2) من المخطوطة. (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 7/ 481، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4216)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1027، كتاب النكاح (16)، باب نكاح المتعة. . . (3)، الحديث (29/ 1407). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1023، كتاب النكاح (16)، باب نكاح المتعة. . . (3)، الحديث (18/ 1405) عن قوله: "عام أوطاس" قال النووي في شرح مسلم 9/ 184: (هذا تصريحٌ بأنها أُبيحت يوم فتح مكة، وهو ويوم أوطاس شيءٌ واحد، وأوطاس وادٍ بالطائف). (¬5) ليست في مخطوطة برلين ولا عند أبي داود، وهي عند الترمذي بلفظ "وسيئات أعمالنا".

الثوريُّ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1)، {اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2)، {اتَقُوا اللَّه وقُولُوا قَوْلًا سَدِيْدًا} (¬3) " (¬4). ويُروى عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه في خطبةِ الحاجةِ من النكاحِ وغيره (¬5). 2341 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "كلُّ خطبةٍ ليسَ فيها تَشَهُّدٌ فهي كَالْيَدِ الجَذْماءِ" (¬6) (غريب). وفي رواية: "كلُّ كلامٌ لا يُبدأُ فيه بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ¬

_ (¬1) سورة آل عمران (3)، الآية (102). (¬2) سورة النساء (4)، الآية (1). (¬3) سورة الأحزاب (33)، الآية (70). (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 45، الحديث (338)، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 392 - 393، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 142، كتاب النكاح، باب في خطبة النكاح، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 591 - 592، كتاب النكاح (6)، باب في خطبة النكاح (33)، الحديث (2118)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 413 - 414، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في خطبة النكاح (17)، الحديث (1105)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 89، كتاب النكاح (26)، باب ما يستحب من الكلام عند النكاح (39)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 609 - 610، كتاب النكاح (9)، باب خطبة النكاح (19)، الحديث (1892)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف موقوفًا 6/ 187 - 188، كتاب النكاح، باب القول عند النكاح، الحديث (10449). (¬5) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 45، الحديث (338)، عقب الحديث، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 591، كتاب النكاح (6)، باب في خطبة النكاح (33)، الحديث (2118)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 146، كتاب النكاح، باب ما جاء في خطبة النكاح. (¬6) أخرجه أحمد في المسند 2/ 343، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 173، كتاب الأدب (35)، باب في الخطبة (22)، الحديث (4841)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 414، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في خطبة النكاح (17)، الحديث (1106)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثي في موارد الظمآن، ص 152، كتاب المواقيت (5)، باب الخطبة (107)، الحديث (579). و (الجَذْمَاءُ): المقطوعة.

فهو أَجْذَمُ" (¬1). 2342 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أعلِنُوا هذا النكاحَ واجعلُوه في المساجدِ، واضرِبُوا عليه بالدُّفوفِ" (¬2) [غريب] (¬3). 2343 - وعن محمد بن حاطب الجمحي، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "فصلُ ما بينَ الحلالِ والحرامِ: الصوتُ والدُّفُّ في النكاحِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 359، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 172، كتاب الأدب (35)، باب الهدي في الكلام (21)، الحديث (4840)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص (345)، باب ما يُستحبّ من الكلام عند الحاجة، الحديث (494). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 610، كتاب النكاح (9)، باب خطبة النكاح (19)، الحديث (1894)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 152، كتاب المواقيت (5)، باب الخطبة (107)، الحديث (578)، وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 229، كتاب الصلاة (4)، الحديث (1)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 209 كتاب الجمعة، باب ما يستدل به على وجوب التحميد. . . وذكره الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 151، كتاب النكاح (44)، باب استحباب خطبة النكاح (4)، الحديث (1494)، وعزاه لأبي عوانة. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 398 - 399، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في إعلان النكاح (6)، الحديث (1089)، وقال: (هذا حديث غريب حسن في هذا الباب). وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 611، كتاب النكاح (9)، باب إعلان النكاح (20)، الحديث (1895)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 290، كتاب النكاح، باب ما يستحب من إظهار النكاح. . . (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 418، 4/ 259، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 398، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في إعلان النكاح (6)، الحديث (1088)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 127، كتاب النكاح (26)، باب إعلان النكاح بالصوت. . . (72)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 611، كتاب النكاح (9)، باب إعلان النكاح (20)، الحديث (1896)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 184، كتاب النكاح، باب الأمر بإعلان النكاح، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 289، كتاب النكاح، باب ما يستحب من إظهار النكاح. . و (الصوتُ): التشهير بين الناس.

2344 - عن الحسن، عن سَمُرَة أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أيُّما امرأةٍ زوَّجها وليَّانِ فهي للأولِ منهما، ومَن باعَ بيعًا من رجلينِ فهو للأول منهما" (¬1). 2345 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَتْ عندي جاريةٌ من الأنصارِ زَوَّجتُها، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يا عائشةُ ألا تُغَنِّينَ، فإن هذا الحيَّ من الأنصارِ يُحِبُّونَ الغناءَ" (¬2). 2346 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ جاريةً من الأنصارِ زُوِّجَتْ فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ألا أرسَلْتُم معهم مَن يقولُ: أَتيناكُم أَتيناكُم ... فَحَيَّانا وحَيَّاكُم (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 8، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 139، كتاب النكاح، باب المرأة يزوجها الوليان، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 571، كتاب النكاح (6)، باب إذا نكح الوليان (22)، الحديث (2088)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 418 - 419، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في الوليين يزوجان (20)، الحديث (1110)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 314، كتاب البيوع (44)، باب الرجل يبيع السلعة فيستحقها مستحق (96)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 738، كتاب التجارات (12)، باب إذا باع المجيزان فهو للأول (21)، الحديث (2190)، وهذا الحديث مؤخر في مخطوطة برلين إلى آخر الباب. (¬2) أخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 612، كتاب النكاح (9)، باب الغناء والدف (21)، الحديث (1900) من رواية ابن عباس قال: أنكحت عائشة. . . وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 494، كتاب الأدب (32)، باب الغناء واللعب في العرس (57)، الحديث (2016). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 391 ضمن مسند جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، ولفظه: (قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعائشة. . .)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 612 - 613، كتاب النكاح (9)، باب الغناء والدف (21)، الحديث (1900)، ولفظه: (عن ابن عباس قال: أنكحت عائشة. . .) وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 164، كتاب النكاح، باب اللهو عند العرس، الحديث (1432)، ولفظه: (عن جابر قال: كان عند عائشة يتيمة فزوَّجتها. . .)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 289، كتاب الصداق، باب ما يستحب من إظهار النكاح.

5 - باب المحرمات

5 - باب المحرمات مِنَ الصِّحَاحِ: 2347 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يُجمَعُ بينَ المرأةِ وعمتِها، ولا بينَ المرأةِ وخالتِها" (¬1). 2348 - وقال: "يَحْرُمُ من الرضاعةِ ما يَحرُمُ من الوِلادةِ" (¬2). 2349 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "جاء عمِّي من الرضاعةِ فاستأذنَ عليَّ، فأَبَيْتُ أنْ آذنَ لهُ حتَّى أسألَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ فجاءَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فسألتُه فقال: إنه عمُّكِ فأذَني له" (¬3). 2350 - وعن علي رضي اللَّه عنه أنّه قال: "يا رسولَ اللَّه هل لكَ في بنتِ عمِّكَ حمزةَ؟ فإنها أجملُ فتاةٍ في قريش، فقالَ له: أَما علمْتَ أنَّ حمزةَ أخي من الرضاعةِ، وإنَّ اللَّه حرَّمَ من الرضاعةِ ما حرَّمَ من النسبِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 160، كتاب النكاح (67)، باب لا تنكح المرأة على عمتها (27)، الحديث (5109)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1028، كتاب النكاح (16)، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها. . . (4)، الحديث (33/ 1408). (¬2) متفق عليه من رواية عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، وأخرجه البخاري في الصحيح 9/ 139 - 140، كتاب النكاح (67)، باب: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} [سورة النساء (4)، الآية (23)]. . . (20)، الحديث (5099)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1068، كتاب الرضاع (17)، باب يحرم من الرضاعة. . . (1)، الحديث (2/ 1444) واللفظ له، وأخرجه البخاري موقوفًا من قول عائشة رضي اللَّه عنها في الصحيح 9/ 338، كتاب النكاح (67)، باب ما يحل من الدخول. . . (117)، الحديث (5239). (¬3) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 338، كتاب النكاح (67)، باب ما يحل من الدخول. . . (117)، الحديث (5239)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1070، كتاب الرضاع (17)، باب تحريم الرضاعة. . . (2)، الحديث (7/ 1445). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1071، كتاب الرضاع (17)، باب تحريم ابنة الأخ من الرضاعة (3)، الحديث (11/ 1446)، وأخرجه الشافعي بلفظه في المسند 2/ 20 - 21، كتاب النكاح، الباب الرابع فيما جاء في الرضاع، الحديث (61).

2351 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تحرِّمُ الرضْعةُ أو الرضعتان (¬1) " (¬2). 2352 - وقال: "لا تُحرِّمُ المصَّةُ والمصتانِ" (¬3). 2353 - و"لا تحرِّمُ الإمْلاجَةُ والإملاجَتانِ" (¬4). 2354 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كانَ فيما أُنزِلَ من القرآن: (عَشْرُ رضعاتٍ معلوماتٍ يُحَرِّمْنَ) ثم نُسِخنَ بخمسٍ معلوماتٍ، فتُوفيَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهىِ فيما يُقرأُ من القرآنِ" (¬5). 2355 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم دخلَ عليها وعندَها رجلٌ فكأنه كرِهَ ذلك فقالَتْ: إنه أخي، فقال: انظُرْن ما إخْوانُكُنَّ، فإنما الرَّضاعةُ من المجاعَةِ" (¬6). 2355 ب- وعن عقبة بن الحارث: "أنَّه تزوَّجِ ابنةً لأبي إهابِ ابنِ عَزيزٍ، فأتَتْ امرأةٌ فقالت: قد أرضعتُ عقبةَ والتي تَزَوَّجَ بها، فقالَ لها ¬

_ (¬1) في المطبوعة (والرضعتان) وما أثبتناه موافق للفظ مسلم في رواية ابن بشر، قال مسلم: وأما ابن أبي شيبة فقال: "والرضعتان". (¬2) أخرجه مسلم من رواية أم الفضل رضي اللَّه عنها، في الصحيح 2/ 1074، كتاب الرضاع (17)، باب في المصَّة والمصتان (5)، الحديث (21/ 1451). (¬3) أخرجه مسلم من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، في الصحيح 2/ 1073 - 1074، كتاب الرضاع (17)، باب في المصة والمصتان (5)، الحديث (17/ 1450). (¬4) أخرجه مسلم من رواية أم الفضل رضي اللَّه عنها، في الصحيح 2/ 1074، كتاب الرضاع (17)، باب في المصة والمصتان (5)، الحديث (18/ 1451)، وعن الإملاجة قال في شرح السنة 9/ 81: (والمَلجُ: المَصُّ). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1075، كتاب الرضاع (17)، باب التحريم بخمس رضعات (6)، الحديث (24/ 1452). (¬6) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 146، كتاب النكاح (67)، باب من قال: لا رضاع بعد حولين (21)، الحديث (5102)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1078، كتاب الرضاع (17)، باب إنما الرضاعة من المجاعة (8)، الحديث (32/ 1455).

عقبةُ: ما أعلمُ أنكِ أرضعْتِني ولا أخبرتِني! فأرسلَ إلى آلِ أبي إهابٍ فسأَلَهم؟ فقالوا: ما علمْنا أرضعَتْ صاحبتَنا! فركبَ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بالمدينةِ فسألَهُ؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: فارِقْها، كيفَ وقد قيلَ! ففارقَها ونكحَتْ زوجًا غيرَهُ" (¬1). 2356 - وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومَ حنينٍ بعثَ جيشًا إلى أوْطاسٍ فأصابُوا سَبايا، فكأنَّ ناسًا من أصحابِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم تحرَّجُوا من غِشيانِهِنَّ مِن أجلِ أزواجِهِنَّ من المشركينَ، فأَنزلَ اللَّه عز وجل: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (¬2) أي فَهُن حلالٌ لكم إذا انقضَتْ عِدَّتُهُنَّ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2357 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى أنْ تُنكَحَ المرأةُ على عمتِها، أو العمةُ على بنتِ أخيها، والمرأةُ على خالتِها، أو الخالةُ على بنتِ أُختِها، لا تُنْكَحُ الصُّغرَى على الكُبرَى، ولا الكُبرى على الصغرَى" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 251، كتاب الشهادات (52)، باب إذا شهد شاهد. . . (4)، الحديث (2640). (¬2) سورة النساء (4)، الآية (24). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1079، كتاب الرضاع (17)، باب جواز وطء المسبية. . . (9)، الحديث (33/ 1456)، وأوطاس اسم موضع أو بقعة في الطائف. (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 136، كتاب النكاح، باب الحال التي يجوز للرجل أن يخطب فيها، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 553 - 554، كتاب النكاح (6)، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء (13)، الحديث (2065)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 433، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء لا تنكح المرأة على عمتها. . . (31)، الحديث (1126) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 98، كتاب النكاح (26)، باب تحريم الجمع بين المرأة وخالتها (48).

2358 - عن البَراءِ بن عازبٍ قال: "مَرَّ بي خالي ومعَهُ لواءٌ فقلتُ: أينَ تذهبُ؟ قال: بعثني النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إلى رجلٍ تَزَوَّجَ امرأةَ أبيهِ آتيهُ برأسِه" (¬1). وفي روايةٍ: "فأمرني أنْ أضربَ عنقَهُ وآخذَ مالَه" (¬2). 2359 - وعن أم سلمة أنَّها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يُحَرِّمُ من الرَّضاعِ إلا ما فَتَقَ الأمعاءَ في الثدي، وكانَ قبلَ الفِطامِ" (¬3). 2360 - عن حجاج بن حجاج الأسلمي، عن أبيه أنّه قال: "يا رسولَ اللَّه ما يُذهِبُ عني مَذَمَّةَ الرَّضاعِ؟ فقال: غُرَّةٌ، عبدٌ أو أَمَةٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 292، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 602، كتاب الحدود (32)، باب في الرجل يزني بحريمه (27)، الحديث (4456)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 643، كتاب الأحكام (13)، باب فيمن تزوج امرأة أبيه (25)، الحديث (1362)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 109، كتاب النكاح (26)، باب نكاح ما نكح الآباء (58)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 869، كتاب الحدود (20)، باب من تزوج امرأة أبيه. . . (35)، الحديث (2607)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 191، كتاب النكاح، باب ضرب عنق من تزوج امرأة أبيه، وقال: (على شرط مسلم)، ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 153، كتاب النكاح، باب الرجل يتزوج امرأة أبيه، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 602 - 603، كتاب الحدود (32)، باب في الرجل يزني بحريمه (27)، الحديث (4457)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 109 - 110، كتاب النكاح (26)، باب نكاح ما نكح الآباء (58)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 869، كتاب الحدود (20)، باب من تزوج امرأة أبيه. . . (35)، الحديث (2608). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 458، كتاب الرضاع (10)، باب ما جاء في ذكر أن الرضاعة لا تحرِّم إلّا. . . (5)، الحديث (1152) وقال: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 305، كتاب النكاح (17)، باب ما جاء في الرضاع (8)، الحديث (1250)، وقال الشوكاني في نيل الأوطار 6/ 316، كتاب الرضاع، باب ما جاء في رضاعة الكبير: (أخرجه أيضًا الحاكم وصححه)، ولم نجده عد الحاكم في النسخة المطبوعة. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 450، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 157، كتاب النكاح، باب ما يذهب مَذَمَّة الرضاع، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 553، كتاب النكاح (6)، باب في الرضخ عند الفصال (12)، الحديث (2064)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 459، كتاب =

2361 - عن أبي الطُّفَيل أنّه قال: "كنتُ جالسًا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذ أَقبلَتْ امرأةٌ، فبسطَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رداءَهُ حتَّى قعدَتْ عليهِ فلمَّا ذهبَتْ قيلَ: هذه أرضَعَتْ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 2362 - عن ابن عمر: "أنَّ غيلانَ بن سلمة الثقفي أسلمَ، وله عشرُ نسوةٍ في الجاهليةِ فأَسْلَمْنَ معَهُ، فقال له النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَمسِكْ أربعًا، وفارِق سائرَهُن" (¬2). 2363 - وعن نوفل بن معاوية رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أَسلمتُ وتحتي خمسُ نسوةٍ فقال صلى اللَّه عليه وسلم: فارِقْ واحدةً وأمسِكْ أربعًا، ¬

_ = الرضاع (10)، باب ما جاء ما يُذْهِبُ مذمة الرضاع (6)، الحديث (1153)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 108، كتاب النكاح (26)، باب حق الرضاع وحرمته (56)، ومَذَمَّة الرضاع: أي حقّ الإرضاع، أو حق ذات الرضاع، أما المراد بالغُرَّة: فهو المملوك. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 353، كتاب الأدب (35)، باب في بر الوالدين (129)، الحديث (5144)، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند 2/ 195 - 196، الحديث (900). (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 16، كتاب النكاح، الباب الثالث في الترغيب في التزوج، الحديث (43)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 44، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 435، كتاب النكاح، باب ما جاء في الرجل يسلم. . . (33)، الحديث (1128)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 628، كتاب النكاح (9)، باب الرجل يسلم وعنده. . . (40)، الحديث (1953)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 311، كتاب النكاح (17)، باب فيمن أسلم وتحته. . . (17)، الحديث (1277)، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 269، كتاب النكاح، باب المهر، الحديث (94)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 192 - 193، كتاب النكاح، باب قصة إسلام غيلان الثقفي. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 181 - 182، كتاب النكاح، باب من يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة، وأخرجه مالك في الموطأ عن الزهري مرسلًا 2/ 586، كتاب الطلاق (29)، باب جامع الطلاق (29)، الحديث (76).

فعَمَدتُ إلى أقدمِهن صحبةً عندي، عاقرٍ منذُ ستينَ سنةً ففارقتُها" (¬1). 2364 - وعن الضَّحَّاك بن فيروز الديلمي، عن أبيهِ أنّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّه إني أسلمتُ وتحتي أختانِ؟ قال: اختَرْ أيَّتَهما شئتَ" (¬2). 2365 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "أسلَمَتْ امرأةٌ فتزوَّجَتْ، فجاءَ زوجُها إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّه إني قد أسلمتُ وعَلِمَتْ بإسلامي، فانتزَعَها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من زوجِها الآخر، ورَدَّها إلى زوجِها الأولِ" (¬3). وروي أنّه قال: "إنَّها ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 16، كتاب النكاح، الباب الثالث في الترغيب في التزوج، الحديث (44)، وأخرجه البيهقي عن الشافعي في السنن الكبرى 7/ 184، كتاب النكاح، باب من يسلم عنده. . .، وأخرجه البغوي عن الشافعي في شرح السنة 9/ 90 - 91، كتاب النكاح، باب المشرك يُسلِم وتحته. . .، الحديث (2289). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 678، كتاب الطلاق (7)، باب في من أسلم وعنده. . . (25) , الحديث (2243) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 436، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في الرجل يسلم. . . (34)، الحديث (1130)، وقال: (هذا حديث حسن)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 627، كتاب النكاح (9)، باب الرجل يسلم وعنده أختان (39)، الحديث (1951)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 310، كتاب النكاح (17)، باب فيمن أسلم وتحته أختان (16)، الحديث (1276)، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 273، كتاب النكاح، باب المهر، الحديث (105)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 184، كتاب النكاح، باب من يسلم وعنده. . .، وأخرجه الشافعي في المسند 2/ 16، من طريق أبي خراش، عن الديلمي، كتاب النكاح، الباب الثالث في الترغيب في التزوج، الحديث (45). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 674 - 675، كتاب الطلاق (7)، باب إذا أسلم أحد الزوجين (23)، الحديث (2239)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 647، كتاب النكاح (9)، باب الزوجين يسلم أحدهما. . . (60)، الحديث (2008)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 200، كناب الطلاق، باب كراهة سؤال الطلاق. . .، وقال: (صحيح الإسناد)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 188، كتاب النكاح، باب من قال: لا ينفسخ النكاح. . .

6 - باب المباشرة

أسلَمَت معي فردَّها عليهِ" (¬1). 2366 - وروي أن جماعةً من النساءِ رَدَّهن النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بالنكاحِ الأولِ على أزواجِهِن، عندَ اجتماِعِ الإسلامينِ بعدَ اختلافِ الدينِ والدارِ، منهُن: بنتُ الوليدِ بن المغيرةِ، كانَتْ تحتَ صفوانَ بنِ أميةَ فأَسلَمَتْ يومَ الفتحِ، وهربَ زوجُها من الإسلام، فبَعَثَ إليه ابنُ عمّه وهبُ بن عميرٍ برداءِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أمانًا لصفوانَ، فلما قَدِمَ جعلَ له رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تَسْييرَ أربعةِ أشهرٍ حتَّى أَسلمَ، فاستقرَّتْ عندَه، وأسلَمَتْ أم حكيم بنتُ الحارثِ بنِ هشام، امرأةُ عكرمة بن أبي جهل يومَ الفتحِ بمكةَ، وهربَ زوجُها من الإسلام حتَّى قَدِمَ اليمنَ، فارتحلَتْ أم حكيم حتَّى قَدِمَتْ عليهِ اليمنَ، فدعَتْهُ إلى الإسلامِ فأسلَمَ، فثبَتا على نكاحِهما" (¬2). 6 - باب المباشرة مِنَ الصِّحَاحِ: 2367 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانت اليهودُ تقولُ: إذا أتى الرجلُ امرأتَه من دُبرِها في قُبُلِها كانَ الولدُ أَحْوَلَ، فنزلَتْ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (¬3) " (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 674، كتاب الطلاق (7)، باب إذا أسلم أحد الزوجين (23)، الحديث (2238)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 449، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في الزوجين المشركين. . . (43)، الحديث (1144)، وقال: (هذا حديث صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 311، كتاب النكاح (17)، باب في الزوجين يسلمان (18)، الحديث (1280). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 543 - 545، كتاب النكاح (28)، باب نكاح المشرك. . . (20)، الأحاديث (44 - 46)، عن ابن شهاب، وأخرجه البغوي في شرح السنة 9/ 96، كتاب النكاح، باب الزوجين المشركين. . .، عقب الحديث (2290). (¬3) سورة البقرة (2)، الآية (223). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 189، كتاب التفسير (65)، باب {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ =

2368 - قال جابر رضي اللَّه عنه: "كنا نعزِلُ والقرآنُ يَنْزِلُ، فبلغَ ذلكَ نبيَّ اللَّهِ فلمْ يَنْهَنا" (¬1). 2369 - عن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا أتى رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: إن لي جاريةً هي خادمتُنا وأنا أَطوفُ عليها وأَكرَهُ أن تحمِلَ؟ فقال: اعزِلْ عنها إن شئتَ، فإنه سَيَأتِيها ما قُدِّرَ لها، فلَبِثَ الرجلُ ثم أتاهُ فقال: إن الجاريةَ قد حَبِلَتْ، فقال: قد أخبرتُكَ أنه سيأتِيها ما قُدِّرَ لها" (¬2). 2370 - عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: "خرجْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في غزوةِ بني المُصْطَلِقِ فأصبْنا سبيًا فاشتَهَيْنا النساءِ وأحببْنا العزلَ، قلنا: نعزِلُ ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بينَ أَظهُرِنا قبلَ أن نسأَلَهُ، فسأَلْناهُ عن ذلكَ؟ فقال: ما عليكم أنْ لا تَفْعَلُوا، ما مِن نَسَمَةٍ كائنةٍ إلى يومِ القيامةِ إلّا وهي كائنةٌ" (¬3). 2371 - وعن أبي سعيد [الخدري] (¬4) قال: "سُئِلَ رسولُ اللَّه ¬

_ = لَكُمْ. . .} [البقرة (2)، الآية (223)] الحديث (4528)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1058، كتاب النكاح (16)، باب جواز جماع امرأته في قبلها. . . (19)، الحديث (117/ 1435) واللفظ له. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 305، كتاب النكاح (67)، باب العزل (96)، الحديث (5208)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1065، كتاب النكاح (16)، باب حكم العزل (22)، الحديث (136 - 138/ 1440) واللفظ له. و (العَزْلُ): الإمناء خارج الفرج. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1064، كتاب النكاح (16)، باب حكم العزل (22)، الحديث (134/ 1439). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 428 - 429، كتاب المغازي (64)، باب غزوة بني المصطلق. . . (32)، الحديث (4138) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1061، كتاب النكاح (16)، باب حكم العزل (22)، الحديث (125/ 1438). (¬4) ليست في المطبوعة.

صلى اللَّه عليه وسلم عن العَزْلِ؟ فقال: ما مِن كلِّ الماءِ يكونُ الولدُ، وإذا أرادَ اللَّهُ خلقَ شيءٍ لم يمنَعْه شيءٌ" (¬1). 2372 - وعن سعد بن أبي وقاص: "أنَّ رجلًا جاءَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إني أَعزِلُ عن امرأتي، فقال: لِمَ تفعلُ ذلك؟ قال: أُشفِقُ على ولدِها، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لو كان ذلكَ ضارًا ضرَّ فارسَ والرومَ" (¬2). 2373 - وعن جُدامة (¬3) بنت وهبٍ رضي اللَّه عنها أنها قالت: "حضرتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في أناسٍ وهو يقولُ: لقدْ هَمَمتُ أنْ أَنهَى عن الغِيلةِ، فنظرتُ في الرومِ وفارسَ فإذا هم يُغِيلُونَ أولادَهم، فلا يَضُرُّ أولادَهم، ثمَّ سألُوه عن العزلِ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ذلكَ الوَأْدُ الخَفيُّ" (¬4). 2374 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أعظمَ الأمانةِ عندَ اللَّه يومَ القيامةِ: ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1064، كتاب النكاح (16)، باب حكم العزل (22)، الحديث (133/ 1438). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1067، كتاب النكاح (16)، باب جواز الغيلة. . . (24)، الحديث (143/ 1443). (¬3) تصحَّف الاسم في المطبوعة إلى: (جذامة) بالذال المعجمة، والصواب ما أثبتناه كما في صحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1067، كتاب النكاح (16)، باب جواز الغيلة. . . (24)، الحديث (141/ 1442)، قال البغوي في شرح السنة 9/ 108، كتاب النكاح، باب الغيلة، الحديث (2298)، ما نصَّه: (قال مالك: والغيلَة أن يمس الرجل امرأته وهي ترضع). "والوَأْدُ" دفن البنت حية، وقد شبِّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إضاعة النطفة التي أعدها اللَّه، بالوأد.

الرجلُ يُفضي إلى امرأتِهِ وتُفضي إليه ثم يَنشُرُ سِرَّها (¬1) " (¬2). وفي رواية: "إنَّ مِنْ أَشَرِّ الناسِ عندَ اللَّهِ منزِلةً يومَ القيامةِ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2375 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "أُوحيَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ. . .} (¬4) الآية، أَقْبِلْ وأَدبِر واتق الدُّبرَ والحيضةَ" (¬5). 2376 - عن خزيمة بن ثابت رضي اللَّه عنه أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّه لا يَسْتَحْيِي من الحقِّ، لا تأتوا النساءَ في أدبارِهِنَّ" (¬6). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (وتنشر سِرَّه) وليست عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1061، كتاب النكاح (16)، باب تحريم إفشاء سر المرأة (21)، الحديث (124/ 1437). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 2/ 1060، الحديث (123/ 1437)، قوله: "يفضي" أي يصل، وسيأتي هذا الحديث أيضًا في كتاب الآداب، باب الشفقة والرحمة على الخلق ضمن قسم الحسان برقم (3885)، وفي باب الحذر والتأني في الأمور، ضمن قسم الحسان أيضًا برقم (3940). (¬4) سورة البقرة (2)، الآية (223). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 297، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 216، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة البقرة (3)، الحديث (2980) واللفظ له، وأخرجه النسائي ذكره المزي في تحفة الأشراف 4/ 403 - 404، الحديث (5469)، وقال: (في عشرة النساء) وذكر المحقق أنه في الكبرى، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 198، كتاب النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن، قوله: "أقبِل وأدبِر" أي جامع من جانب القبل، وأولج في القبل من جانب الدبر، "واتَّقِ الدبر" أي الإيلاج فيه. (¬6) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 29، كتاب النكاح، الباب الخامس فيما يتعلق بعشرة النساء. . .، الحديث (90)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 213، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 145، كتاب النكاح، باب النهي عن إتيان النساء. . .، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 126، في باب عشرة النساء، وقال المحقق: (في الكبرى)، الحديث (3530)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 619، كتاب النكاح (9)، باب النهي عن إتيان النساء. . . (29)، الحديث (1924) واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد =

2377 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ملعونٌ من أتى امرأةً في دُبُرِها" (¬1). 2378 - وقال: "إنَّ الذي يأتي امرأةً في دبرِها لا ينظرُ اللَّه إليه" (¬2). 2379 - ويُروى: "لا ينظرُ اللَّهُ إلى رجل أَتَى رجلًا أو امرأةً في الدبرِ" (¬3). ¬

_ = الظمآن، ص 316، كتاب النكاح (17)، باب النهي عن الإتيان في الأدبار (26)، الحديث (1299)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 196، كتاب النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 444، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 618، كتاب النكاح (6)، باب في جامع النكاح (46)، الحديث (2162) واللفظ لهما، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 9/ 312، في باب عشرة النساء، وقال المحقق: (في الكبرى)، الحديث (12237)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 619، كتاب النكاح (9)، باب النهي عن إتيان النساء. . . (29)، الحديث (1923)، ولفظه: "لا ينظر اللَّه إلى رجل جامع امرأته في دبرها". (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 344، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 9/ 312، في باب عشرة النساء، وقال المحقق: (في الكبرى)، الحديث (12237)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 619، كتاب النكاح (9)، باب النهي عن إتيان النساء. . . (29)، الحديث (1923)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 198، كتاب النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن، ولفظهم: "لا ينظر اللَّه إلى رجل يأتي امرأة في دبرها"، وأخرجه البغوي في شرح السنة 9/ 107، كتاب النكاح، باب العزل. . .، الحديث (2297)، واللفظ له. (¬3) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أبو بكر بن أبي شيبة في المصنَّف 4/ 251 - 252، كتاب النكاح، باب ما جاء في إتيان النساء في أدبارهن. . .، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 469، كتاب الرضاع (10)، باب ما جاء في كراهية إتيان النساء. . . (12)، الحديث (1165)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 5/ 210، في باب عشرة النساء، وقال المحقق: (في الكبرى)، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند 4/ 266، الحديث (51/ 2378)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 316 - 317، كتاب النكاح (17)، باب النهي عن الإتيان في الدبر (26)، الحديث (1302)، وأخرجه ابن حزم في المحلَّى 10/ 69 - 70، المسألة (1905)، وقال ابن حجر في التلخيص =

فصل

2380 - عن أسماء بنت يزيد أنَّها قالت، سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "لا تَقتلوا أولادَكم سِرًا فإن الغَيْلَ يُدرِكُ الفارسَ فيُدَعْثِرُهُ" (¬1). فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 2381 - عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال لها في بَريرةَ: خُذِيها فأعتِقِيها، وكان زَوْجُها عبدًا، فخيَّرها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاختارَتْ نفسَها ولو كان حرًّا لم يُخيِّرها" (¬2). ¬

_ = الحبير 3/ 181، كتاب النكاح (44)، الفصل الخامس، ضمن الحديث (1542)، ما نصُّه: (أخرجه الترمذي، والنسائي، وابن حبان، وأحمد، والبزار) وكذلك عزاه ابن حزم في المحلَّى إلى أحمد، ولم نجده في المسند!. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 458، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 211، كتاب الطب (22)، باب في الغَيْل (16)، الحديث (3881) واللفظ لهما، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 648، كتاب النكاح (9)، باب الغَيْل (61)، الحديث (2012)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 317، كتاب النكاح (17)، باب ما جاء في وطء المرضع (27)، الحديث (1304)، قوله: "الغَيْل" قال مالك في الموطأ 2/ 608، كتاب الرضاع (30)، باب جامع ما جاء في الرضاعة (3)، عقب الحديث (16)، ما نصُّه: (والغَيلة: أن يمسَّ الرجل امرأته وهي ترضع)، وعن قوله: "فيُدعثره" قال البغوي في شرح السنة 9/ 109، ما نصه: (يعني يصرعه ويُسْقِطُه). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري مفرَّقًا في مواضع من الصحيح: • قوله: "خذيها فأعتقيها" أخرجه في 5/ 190، كتاب المكاتب (50)، باب استعانة المكاتب. . . (3)، الحديث (2563) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1142 - 1143، كتاب العتق (20)، باب إنما الولاء لمن أعتق (2)، الحديث (8/ 1504). • والشطر الآخر من الحديث "وكان زوجها فخيَّرها" أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 167، كتاب العتق (49)، باب بيع الولاء. . . (10)، الحديث (2536)، من رواية الأسود، عن عائشة رضي اللَّه عنها، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1143، كتاب العتق (20)، باب إنما الولاء لمن أعتق (2)، الحديث (9/ 1504)، من رواية عروة عن عائشة رضي اللَّه عنها، واللفظ له.

2382 - قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "كانَ زوجُ بَريرةَ عبدًا أسودَ يقالُ له: مُغِيث، كأني أنظرُ إليهِ يطوفُ خلفَها في سِكَكِ المدينةِ يبكي، ودُموعُهُ تسيلُ على لِحْيَتهِ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم للعباسِ: يا عباسُ، ألا تَعْجَبُ من حُبِّ مغيث بريرةَ ومن بُغضِ بريرةَ مغيثًا، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لو راجعتيه، فقالت: يا رسولَ اللَّهِ تَأْمُرُني؟ قال: إنما أنا أَشفعُ، قالت: لا حاجةَ لي فيه" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2383 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّها أرادَتْ أن تُعتِقَ مملوكينَ لها، زوجينِ، فسألَتْ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأَمرَها أن تَبدأَ بالرجلِ قبلَ المرأةِ" (¬2). 2384 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ بريرةَ عتَقتْ وهي عندَ مُغيثٍ، فخيَّرها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وقال لها: إن قَرُبَكِ فلا خيارَ لك" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 408، كتاب الطلاق (68)، باب شفاعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في زوج بريرة (16)، الحديث (5283). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 673، كتاب الطلاق (7)، باب في المملوكين يعتقان معًا. . . (22)، الحديث (2237) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 161، كتاب الطلاق (27)، باب خيار المملوكي. . . (28)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 846، كتاب العتق (19)، باب من أراد عتق رجل (10)، الحديث (2532)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 294، كتاب العتق (14)، باب عتق العبد المتزوِّج. . . (4)، الحديث (1210)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 206، كتاب العتق، من أدب الإعتاق، قوله: "زوجين" في رواية أبي داود هو "زوج" أي رجل وامرأة. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 673، كتاب الطلاق (7)، باب حتى متى يكون لها الخيار (21)، الحديث (2236)، واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 225، كتاب النكاح، باب ما جاء في وقت الخيار.

7 - باب الصداق

7 - باب الصَّداق مِنَ الصِّحَاحِ: 2385 - عن سهل بن سعد رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جاءَتْهُ امرأة فقالَتْ: يا رسولَ اللَّهِ إني وهبتُ نفسي لكَ فقامَتْ طويلًا، فقامَ رجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ زَوِّجنِيها إن لم تكنْ لكَ بها حاجةٌ، فقال: هل عندَكَ من شيءٍ تُصْدِقُها؟ قال: ما عندي إلّا إزاري هذا، قال: فالتَمِسْ ولو خاتَمًا من حديدٍ، فالتَمَسَ فلم يَجِدْ شيئًا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هلْ معكَ من القرآنِ شيءٌ؟ قال: نعم سورةُ كذا، وسورة كذا، فقال: قد زَوَّجتُكَها بما مَعَكَ من القرآنِ" (¬1). ويُروى: "قد زَوَّجتُكها فعَلِّمْها" (¬2). 2386 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها وسُئلَت عن صَداقِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "كانَ صِداقُه لأزواجِه ثنتَيْ عشرةَ أُوقِيَّةً ونَشًّا، قالت (¬3): أَتدرونَ ما النَّش؟ نصفُ أُوقيَّة، فتِلكَ خمسُمائةِ درهم" (¬4). مِنَ الحِسَان: 2387 - قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: "ألا لا تُغالوا صَدُقَةَ النساءِ، فإنها لو كانت مَكْرُمَةً في الدُّنيا وتَقوى عندَ اللَّهِ، لكانَ أَوْلاكُم بها ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 190 - 191، كتاب النكاح (67)، باب السلطان وليٌّ. . . (40)، الحديث (5135)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1040 - 1041، كتاب النكاح (16)، باب الصداق. . . (13)، الحديث (76/ 1425). (¬2) أخرجه مسلم من رواية سهل بن سعد رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 1041، كتاب النكاح (16)، باب الصداق. . . (13)، الحديث (77/ 1425). (¬3) تحرَّفت في المطبوعة إلى: "قال" والصواب ما أثبتناه. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1042، كتاب النكاح (16)، باب الصداق. . . (13)، الحديث (78/ 1426). و (الصَّداقُ): المهر. و (500) درهم = 1585 غ فضة.

النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، ما علمتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم نكحَ شيئًا من نسائِهِ ولا أَنْكَحَ شيئًا من بناتِه على أكثرَ من اثنتي عشرةَ أُوقِيَّةً" (¬1). 2388 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "من أعطى في صَداقِ امرأتِه مَلءَ كفيهِ سَوِيقًا أو تمرًا فقد استحَلَّ" (¬2). 2389 - وعن عامر بن ربيعة رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "أتى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رجلٌ من بني فَزارَةَ ومعَهُ امرأةٌ لهُ فقالَ: إني تزوجتُها بنعلينِ، فقال لها: أَرَضيتِ؟ فقالت: نعم، ولو لم يُعطِني لَرَضيْتُ، قال: شأنكَ وشأنها" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنّف 6/ 175، كتاب النكاح، باب غلاء الصداق، الحديث (10399)، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 40 - 41، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 141، كتاب النكاح، باب كم كانت مهور أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 582 - 583، كتاب النكاح (6)، باب الصداق (29)، الحديث (2106)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 422 - 423، كتاب النكاح (9)، باب (23)، وهو ما يلي باب ما جاء في مهور النساء (22)، الحديث (1114) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 117 - 118، كتاب النكاح (26)، باب القسط في الأصدقة (66)، وأخرجه اين ماجه في السنن 1/ 607، كتاب النكاح (9)، باب صداق النساء (17)، الحديث (1887)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 307، كتاب النكاح (17)، باب ما جاء في الصداق (9)، الحديث (1259)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 176 - 177، كتاب النكاح، باب يا أيها الناس لا تغالوا. . .، وقال: (تواترت الأسانيد الصحيحة بصحة خطبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 355، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 585، كتاب النكاح (6)، باب قلة المهر (30)، الحديث (2110)، واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 238، كتاب الصداق، باب ما يجوز أن يكون مهرًا، والسَّويق: الدقيق المقلي، مخلوطًا بشيء حامض أو حلو. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 156، الحديث (1143)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 445، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 420، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في مهور النساء (22)، الحديث (1113)، وقال: (حسن صحيح) وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 608، كتاب النكاح (9)، باب صداق النساء (17)، الحديث (1888).

8 - باب الوليمة

2390 - عن علقمة، عن ابن مسعود رضي اللَّه عنهما: "أنَّه سُئلَ عن رجلٍ تزوجَ امرأةً ولم يفرِضْ لها شيئًا (¬1) ولم يَدخلْ بها حتَّى ماتَ؟ فقال ابنُ مسعودٍ: لها مثلُ صداقِ نسائها، وعليها العِدَّةُ، ولها الميراثُ، فقامَ مَعْقِلُ بن سنان الأشجعي فقال: قضى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في (¬2) بِرْوَعَ بنتِ واشِقٍ الأشجعيةِ امرأةٍ منا بمثلِ ما قَضَيْتَ ففرِحَ بها ابنُ مسعودٍ رضي اللَّه عنه" (¬3). 8 - باب الوليمة مِنَ الصِّحَاحِ: 2391 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رَأى على عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ أثرَ صفرةٍ فقال: ما هذا؟ قال: إني تزوجتُ امرأةً على وزنِ نَواةٍ من ذهبٍ، قال: باركَ اللَّهُ لكَ، أَوْلِمْ ولو بشاةٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) عبارة الترمذي: "ولم يفرض لها صداقًا". (¬2) في المطبوعة زيادة (تزويج) وليست عند الترمذي، واللفظ له. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 279 - 280، ضمن مسند الجراح، وأبي سنان الأشجعيين رضي اللَّه عنهما، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 155، كتاب النكاح، باب الرجل يتزوج المرأة فيموت. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 589، كتاب النكاح (6)، باب فيمن تزوج ولم يسمِّ صداقًا. . . (32)، الحديث (2115)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 450، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فيموت. . . (44)، الحديث (1145) واللفظ له، بزيادة قوله: "لا وَكْسَ ولا شَطَط" بعد قوله "لها مثل صداق نسائها" وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 121، كتاب النكاح (26)، باب إباحة التزوج بغير صداق (68)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 9/ 601، كتاب النكاح (9)، باب الرجل يتزوج ولا يفرض. . . (18)، عقب الحديث (1891)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 308، كتاب النكاح (17)، باب فيمن تزوج ولم يُعَين الصداق (10)، الحديث (1263)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 180، كتاب النكاح، باب من تزوج ولم يفرض. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 209، كتاب النكاح (67)، باب قول اللَّه تعالى: {وَآتُوْا النِّسَاءَ ...} (49)، [سورة النساء (4)، الآية (4)]، الحديث (5148)، وأخرجه =

2392 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "ما أَوْلَمَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على أحدٍ (¬1) من نسائِه ما أَوْلَمَ على زينبَ، أَوْلَمَ بشاةٍ" (¬2). 2393 - وقال: "أَوْلَمَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حينَ بَنَى بزينبَ بنتِ جحشٍ فأَشبعَ الناسَ خبزًا ولحمًا" (¬3). 2394 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أعتقَ صفيةَ وتزوَّجَها وجعلَ عِتْقَها صداقَها، وأولمَ عليها بحَيْسٍ" (¬4). 2395 - وقال: "أقامَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بينَ خيبرَ والمدينةِ ثلاثَ ليالٍ، يُبْنى عليهِ بصفيَّةَ، فدعوتُ المسلمينَ إلي وليمتِهِ وما كانَ فيها من خبزٍ ولا لحمٍ، وما كانَ فيها إلّا أن أمرَ بالأنطاعِ فبُسِطَتْ فأُلقيَ عليها التمرُ والأقِطُ والسمنُ" (¬5). ¬

_ = مسلم في الصحيح 2/ 1042، كتاب النكاح (16)، باب الصداق. . . (13)، الحديث (79/ 1427) واللفظ له، والمراد بقوله: "أثر صُفْرةٍ" أي من الزعفران والنواة = 15.85 غ. (¬1) عبارة البخاري ومسلم في الصحيح: "على شيء من نسائه". (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 232، كتاب النكاح (67)، باب الوليمة ولو بشاة (68)، الحديث (5168)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 149، كتاب النكاح (16)، باب زواج زينب بنت جحش. . . (15)، الحديث (90/ 1428) واللفظ لها. (¬3) أخرجه البخاري من رواية أنس رضي اللَّه عنه في الصحيح 8/ 528، كتاب التفسير (65)، سورة الأحزاب (33)، باب: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيَّ. . .} (8)، [الآية (53)]، الحديث (4794). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 232، كتاب النكاح (67)، باب الوليمة ولو بشاة (68)، الحديث (5169)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1043 - 1044، كتاب النكاح (16)، باب فضيلة إعتاقه أمته ثم يتزوجها (14)، الحديث (84/ 1365). والحَيْس: طعام يُتَّخذ من السمن والأقط والتمر. (¬5) أخرجه البخاري من رواية أنس رضي اللَّه عنه في الصحيح 7/ 479، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4213)، "والأنطاع" جمع النطع وهو المتخذ من الأديم، أراد بها السُّفَرَ.

2396 - وعن صفيةَ بنت شيبة رضي اللَّه عنها قالت: "أَوْلَمَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على بعضِ نسائه بمُدَّينِ من شعيرٍ" (¬1). 2397 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا دُعيَ أحدُكم إلى الوليمةِ فليأتِها" (¬2). وفي رواية: "فليُجِبْ، عُرْسًا كانَ أو نحوَه" (¬3). 2398 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا دُعيَ أحدُكم إلى طعام فليُجِبْ، فإنْ شاءَ طَعِمَ وإنْ شاءَ تركَ" (¬4). 2399 - وقال: "شرُّ الطعامِ طعامُ الوليمةِ، يُدعَى لها الأغنياءُ ويُترَكُ الفقراءُ، ومَنْ تركَ الدعوةَ فقد عصَى اللَّهَ ورسوله" (¬5). 2400 - عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "كانَ رجلٌ من الأنصارِ يُكنَّى أبا شعيبٍ كانَ له غلامٌ لحامٌ فقال: اصنعْ لي طعامًا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 238، كتاب النكاح (67)، باب من أولم بأقلَّ من شاةٍ (70)، الحديث (5172). والمُدَّان = 1.374 كلغ. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 240، كتاب النكاح (67)، باب حق إجابة الوليمة. . . (71)، الحديث (5173)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1052، كتاب النكاح (16)، باب الأمر بإجابة الداعي. . . (16)، الحديث (96/ 1429) واللفظ لهما. (¬3) أخرجه مسلم من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 2/ 1053، كتاب النكاح (16)، باب الأمر بإجابة الداعي. . . (16)، الحديث (100/ 1429). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1054، كتاب النكاح (16)، باب الأمر بإجابة الداعي. . . (16)، الحديث (105/ 1430). (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 244، كتاب النكاح (67)، باب من ترك الدعوة. . . (72)، الحديث (5177) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1054، كتاب النكاح (16)، باب الأمر بإجابة الداعي. . . (16)، الحديث (107/ 1432).

يكفي خمسةً لَعَلِّي أَدعو النَّبيِّ خامسَ خمسةٍ، فصنعَ لهم طُعَيمًا ثم أتاهُ فدعاهُ، فتبِعَهم رجلٌ فقالَ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا أبا شعيب إنَّ رجلًا تبعَنا، فإنْ شئتَ أذِنْتَ [له] (¬1) وانْ شئت تركتَه، فقال: لا بل أذنتُ له" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2401 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أَولمَ على صفيةَ بسَوِيقٍ وتمرٍ" (¬3). 2402 - وعن سَفِينَة: "أنَّ رجلًا ضافَ عليَّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه فصنَعَ له طعامًا فقالَتْ فاطمةُ رضي اللَّه عنها: لو دَعَوْنا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأكلَ مَعَنا، فدَعَوْهُ، فجاءَ فوضعَ يَدَيْه على عِضادَتَيْ البابِ، فرأى القِرامَ قد ضُرِبَ في ناحيةِ البيتِ فرجعَ، قالت فاطمة رضي اللَّه عنها: فتَبِعتُه فقلتُ: يا رسولَ اللَّه ما ردَّكَ؟ قال: إنه ليسَ لي، أو لنبيٍّ أنْ يدخلَ بيتًا مُزوَّقًا" (¬4). ¬

_ (¬1) ليست في المطبوعة، والصواب إثباتها كما عند البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 583، كتاب الأطعمة (70)، باب الرجل يُدْعَى إلى طعام. . . (57)، الحديث (5461) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1608، كتاب الأشربة (36)، باب ما يفعل الضيف إذا تبعه. . . (19)، الحديث (138/ 2036). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 110، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 126، كتاب الأطعمة (21)، باب في استحباب الوليمة. . . (2)، الحديث (3744)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 403، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في الوليمة (10)، الحديث (1095)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 1/ 377، في الوليمة، وقال المحقق: (في الكبرى)، الحديث (1482)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 615، كتاب النكاح (9)، باب الوليمة (24)، الحديث (1909)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 261، كتاب الأضاحي (10)، باب ما جاء في الوليمة. . . (8)، الحديث (1062)، واللفظ لهم جميعًا. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 220 - 221، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 133، كتاب الأطعمة (21)، باب إجابة الدعوة. . . (8)، الحديث (3755)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1115، كتاب الأطعمة (29)، باب إذا رأى الضيف منكرًا رجع (56)، الحديث (3360)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 7/ 99، الحديث (6446)، قوله: "عِضادَتي الباب"، وهما الخشبتان المنصوبتان على جنبتيه. و"القرام" ثوب يُغَطَّى به الهودج.

2403 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من دُعي (¬1) فلم يُجِبْ فقد عَصَى اللَّهَ ورسولَه، ومن دخلَ على غيرِ دعوةٍ دخلَ سارقًا، وخرجَ مُغِيرًا" (¬2). 2404 - وروي عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "إذا اجتمعَ الداعيانِ فأَجبْ أقربَهما بابًا وإنْ سبقَ أحدُهما فأجبْ الذي سبقَ" (¬3). 2405 - وعن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "طعامُ أولِ يوم حقٌّ، وطعامُ اليومِ الثاني سنةٌ، وطعامُ اليومِ الثالثِ سمعةٌ ومن سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ به" (¬4). 2406 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن طعامِ المُتُبارِيَيْنِ أنْ يُؤكلَ" (¬5) واللَّه المستعان. ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (إلى وليمة)، وليست عند أبي داود والبيهقي. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 125، كتاب الأطعمة (21)، باب ما جاء في إجابة الدعوة (1)، الحديث (3741)، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 380 - 381 ضمن ترجمة أبان بن طارق، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 265، كتاب الصداق، باب من لم يُدْعَ. . . (¬3) أخرجه من رواية حميد بن عبد الرحمن، عن رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أحمد في المسند 5/ 408، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 133 - 134، كتاب الأطعمة (21)، باب إذا اجتمع داعيان. . . (9)، الحديث (3756)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 275، كتاب الصداق، باب اجتماع الداعيين. وأخرجه أبو القاسم البغوي من طريق حميد، عن أبيه، به، في معرفة الصحابة، ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 196، كتاب الصداق (45)، باب الوليمة والنثر (2)، الحديث (1561). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 403 - 404، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في الوليمة (10)، الحديث (1097). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 132، كتاب الأطعمة (21)، باب في طعام المتباريين (7)، الحديث (3754)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 128 - 129، كتاب الأطعمة، باب لا يأكل طعامك إلّا تقي، وقال: "صحيح الإسناد"، وأقرَّه الذهبي، لكن قال البغوي في شرح =

9 - باب القسم

9 - باب القَسْمِ (¬1) مِنَ الصِّحَاحِ: 2407 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قُبِضَ عن تسعِ نسوةٍ، وكانَ يقسِمُ مِنهنَّ لثمانٍ" (¬2). 2408 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ سَوْدَةَ لما كَبِرَتْ قالتْ: يا رسولَ اللَّهِ قد جعلتُ يومي منكَ لعائشةَ فكانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَقسِمُ لعائشةَ يومينَ يومَها ويومَ سَودَةَ" (¬3). 2409 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يسألُ في مرضِهِ الذي ماتَ فيهِ: أينَ أنا غدًا، أينَ أنا غدًا؟ يريدُ يومَ عائشةَ، فأَذِنَ له أزواجُه أنْ يكونَ حيثُ يشاءُ فكانَ في بيتِ عائشةَ رضي اللَّه عنها حتَّى ماتَ عندَها" (¬4). ¬

_ = السنة 9/ 144: (والصحيح أنه عن عكرمة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مُرْسَلٌ) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 274، كتاب الصداق، باب طعام المتباريين، من طريق أبي داود. (¬1) القَسْمُ: تقسيم المَبيتُ عند الزوجاتِ. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 112، كتاب النكاح (67)، باب كثرة النساء (4)، الحديث (5067)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1086، كتاب الرضاع (17)، باب جواز هبتها نوبتها. . . (14)، الحديث (51/ 1465). ولفظ هذه الرواية أخرجه الشافعي في المسند 2/ 27، كتاب النكاح، الباب الخامس فيما يتعلق بعشرة النساء. . .، الحديث (83). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 312، كتاب النكاح (67)، باب المرأة تهب بومها. . . (98)، الحديث (5212)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1085، كتاب الرضاع (17)، باب جواز هبتها نوبتها. . . (14)، الحديث (47/ 1463) واللفظ له. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 317، كتاب النكاح (67)، باب إذا استأذن الرجل نساءه. . . (104)، الحديث (5217)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1894، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضل عائشة رضي اللَّه عنها (13)، الحديث (84/ 2443).

2410 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أرادَ سفرًا أَقْرَعَ بينَ نسائهِ فأَيَّتُهُنَّ خرجَ سهمُها خرجَ بها معَه" (¬1). 2411 - عن أبي قِلابة، عن أنسٍ رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "من السنةِ إذا تزوجَ البكرَ على امرأتِهِ أقامَ عندَها سبعًا ثم قَسَمَ، وإذا تزوَّجَ الثيبَ أقامَ عندَها ثلاثًا ثم قسمَ" (¬2). قال أبو قِلابةُ: ولو شئتُ لقلتُ: إنَّ أنسًا رفعَهُ إلي النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم. 2412 - عن أبي بكر بن عبد الرحمن: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حينَ تزوجَ أمَّ سلمةَ وأصبَحَتْ عندَه قالَ لها: ليسَ بكِ على أهلِكِ هَوانٌ، إِنْ شئتِ سبَّعْتُ عندَكِ وسبَّعْتُ عندَهنَّ، وإنْ شئتِ ثَلَّثْتُ عندَكِ ودُرْتُ، قالت: ثَلِّث" (¬3). ويروى أنَّه قال لها: "للبِكْرِ سبعٌ وللثَّيِّبِ ثلاثٌ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 2413 - روي "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يقسِمُ بينَ نسائِه فيعدِلُ ويقول: اللَّهمَّ هذه قسمتي فيما أملكُ، فلا تَلُمْني فيما تَملِكُ ولا أَمْلِكُ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 293، كتاب الشهادات (52)، باب القرعة في المشكلات. . . (30)، الحديث (2688) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2129 - 2130، كتاب التوبة (49)، باب في حديث الإفك. . . (10)، الحديث (56/ 2770). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 314، كتاب النكاح (67)، باب إذا تزوَّج الثيب على البكر (101)، الحديث (5214)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1084، كتاب الرضاع (17)، باب قدر ما تستحقه البكر. . . (12)، الحديث (44/ 1461). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1083، كتاب الرضاع (17)، باب قدر ما تستحقه البكر. . . (12)، الحديث (42/ 1460). (¬4) مسلم، المصدر نفسه، الحديث التالي للحديث (42/ 1460). (¬5) هذا الحديث مخرَّج من وجهين: • الأول: من رواية أبي قلابة مرسلًا، أخرجه الترمذي في السنن 3/ 446، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في التسوية بين الضرائر (42)، عقب =

2414 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "إذا كانت عندَ الرجلِ امرأتانِ فلم يعدِل بينَهما، جاءَ يومَ القيامةِ وشِقُّه ساقطٌ" (¬1). ¬

_ = الحديث (1140)، وقال: (وهذا -أي الإرسال- أصحُّ من حديث حماد بن سلمة) وحديث حماد بن سلمة، من طريق عائشة مرفوعًا، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 139، كتاب النكاح (44)، في التخفيف في النكاح، الحديث (1466) ما نصّه: (وأعلَّه النسائي، والترمذي، والدارقطني بالإرسال، وقال أبو زرعة: لا أعلم أحدًا تابع حماد بن سلمة على وَصِلْه). • الثاني: عن عائشة رضي اللَّه عنها مرفوعًا، أخرجه أحمد في المسند 6/ 144، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 144، كتاب النكاح، باب في القسمة بين النساء، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 601، كتاب النكاح (6)، باب في القَسْم بين النساء (39)، الحديث (2134)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 446، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في التسوية بين الضرائر (42)، الحديث (1140) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 63 - 64، كتاب عِشْرة النساء (36)، باب ميل الرجل التي بعض نسائه. . . (2)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 633، كتاب النكاح (9)، باب القسمة بين النساء (47)، الحديث (1971)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 317، كتاب النكاح (17)، باب ما جاء في القسم (28)، الحديث (1305)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 187، كتاب النكاح، باب التشديد في العدل. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 347، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 143، كتاب النكاح، باب في العدل بين النساء، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 600 - 601، كتاب النكاح (6)، باب في القَسْم بين النساء (39)، الحديث (3133)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 447، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في التسوية بين الضرائر (42)، الحديث (1141) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 63، كتاب عشرة النساء (36)، باب ميل الرجل إلى بعض نسائه. . . (2)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 633، كتاب النكاح (9)، باب القسمة بين النساء (47)، الحديث (1969)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 317، كتاب النكاح (17)، باب في غيرة النساء (1307).

10 - باب عشرة النساء وما لكل واحدة من الحقوق

10 - باب عشرة النساء وما لكل واحدة من الحقوق مِنَ الصِّحَاحِ: 2415 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "استَوصُوا بالنساءِ خيرًا فإنهنَّ خُلِقْنَ من ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِلَعِ أعلاهُ، فإنْ ذهبتَ تُقيمُهُ كَسَرتَهُ، وإنْ تركتَهُ لم يزلْ أعوَجَ" (¬1). 2416 - وقال: "إنَّ المرأةَ خُلِقَت مِن ضِلَعٍ لن تستقيمَ لكَ على طريقةٍ، فإنْ استمتعتَ بها، اسْتَمْتَعْتَ [بها] (¬2) وبها عِوَجٌ، وإنْ ذهبتَ تُقيمُها كسرتَها، وكسرُها طلاقُها" (¬3). 2417 - وقال: "لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رضي منها آخرَ" (¬4). 2418 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لولا بنو إسرائيلَ لم يَخْنَزِ اللحمُ، ولولا حوَّاءُ لم تَخُنْ أنثى زوجَها الدهرَ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 253، كتاب النكاح (67)، باب الوصاة بالنساء (80)، الحديث (5186)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1091، كتاب الرضاع (17)، باب الوصية بالنساء (18)، الحديث (60/ 1468). (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة والمطبوعة وأثبتناه من صحيح مسلم. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 252، كتاب النكاح (67)، باب المداراة مع النساء. . . (79)، الحديث (5184)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1091، كتاب الرضاع (17)، باب الوصية بالنساء (18)، الحديث (59/ 1468) واللفظ له. (¬4) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه في الصحيح 2/ 1091، كتاب الرضاع (17)، باب الوصية بالنساء (18)، الحديث (61/ 1469). (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 430، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيِلَةً. . .} [سورة الأعراف (7)، الآية (142)] (25)، الحديث (3399) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1092، =

2419 - وقال: "لا يَجْلِدْ أحدُكم امرأتَه جَلْدَ العبدِ ثم يجامعُها في آخرِ اليومِ" (¬1). وفي رواية: "يَعمِدُ أحدُكم فيجلدُ امرأتَه جَلْدَ العبد فلعلَّه يضاجعُها في آخر يومِهِ، ثمَّ وَعَظَهم في ضَحِكِهِم للضرطةِ فقال: لِمَ يضحكُ أحدُكم مما يفعلُ" (¬2). 2420 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كُنْتُ أَلْعَبُ بالبناتِ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكانَ لي صَواحِبُ يَلعبنَ معي، كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا دخلَ يَنْقَمِعنَ منه فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فيَلْعَبنَ معي" (¬3). 2421 - وقالت [عائشة] (¬4): "واللَّهِ لقد رأيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقومُ على بابِ حجرتي، والحَبَشَةُ يلعبونَ بالحرابِ في المسجدِ، ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَستُرني بردائِهِ لأنْظُرَ إلى لَعِبهم بين أذُنِهِ ¬

_ = كتاب الرضاع (17)، باب لولا حواء. . . (19)، الحديث (63/ 1470)، في قوله: "لم يَخْنَز اللحم" قال في شرح السنة 9/ 164: (أي لم يُنْتِن). (¬1) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن زَمَعة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 302، كتاب النكاح (67)، باب ما يكره من ضرب النساء. . . (93)، الحديث (5204)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2191، كتاب الجنة وصفة نعيمها. . . (51)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (13)، الحديث (49/ 2855). (¬2) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن زَمَعة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 705، كتاب التفسير (65)، باب سورة: والشمس وضحاها (91)، الحديث (4942) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 526، كتاب الأدب (78)، باب الانبساط إلى الناس (81)، الحديث (6130) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1890 - 1891، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل عائشة: رضي اللَّه تعالى عنها (13)، الحديث (81/ 2440) وعن قوله: "ينقمعن" قال في شرح السنة 9/ 165 - 166: (أي يَتَغيَّبْنَ والانقماع: الدخول في بيت أو ستر). و"البنات": لعب الصبية. (¬4) ليست في المطبوعة.

وعاتقِهِ، ثمَّ يقومُ من أجلي حتَّى أكونَ أنا التي أَنصرِفُ، فاقدِرُوا قَدْرَ الجاريةِ الحديثةِ السنِّ، الحريصةِ على اللهوِ" (¬1). 2422 - وقالت، قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إني لأعلمُ إذا كنتِ عني راضيةً وإذا كنتِ عليَّ غَضْبَى! فقلتُ: مِن أينَ تعرفُ ذلكَ؟ فقالَ: إذا كنتِ عني راضيةً فإنك تقولينَ: لا وربِّ محمدٍ، وإذا كنتِ غَضْبَى قلتِ: لا وربِّ ابراهيمَ، قالت، قلتُ: أَجَلْ واللَّهِ يا رسولَ اللَّه، ما أَهجرُ إلّا اسمَكَ" (¬2). 2423 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا دعا الرجُل امرأتَه التي فراشِه فأَبَتْ فباتَ غضبانَ لَعَنَتْها الملائكةُ حتَّى تُصْبحَ" (¬3). وفي روايةٍ: "إلا كانَ الذي في السماءِ ساخِطًا عليها حتَّى يَرْضَى عنها" (¬4). 2424 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في خطبةِ حجةِ الوداعِ: "اتَّقُوا اللَّهَ في النساءِ فإنكم أخذتُمُوهُنَّ بأمانِ اللَّهِ، واستَحْلَلتم فروجَهُنَّ بكلمةِ اللَّهِ، ولكم عليهِنَّ أنْ لا يُوطِئنَ فُرُشَكم أحدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 336، كتاب النكاح (67)، باب نظر المرأة إلى الحبش. . . (114)، الحديث (5236)، وأخرجه مسلم في الصحيح 9/ 602، كتاب صلاة العيدين (8)، باب الرخصة في اللعب. . . (4)، الحديث (18/ 892). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 325، كتاب النكاح (67)، باب غيرة النساء. . . (108)، الحديث (5228)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1890، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل عائشة رضي اللَّه عنها (13)، الحديث (80/ 2439) واللفظ لهما. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 314، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا قال أحدكم آمين. . . (7)، الحديث (3237) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1060، كتاب النكاح (16)، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها (20)، الحديث (122/ 1436). (¬4) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في المصدر نفسه، الحديث (121/ 1436).

فَعَلْنَ فاضرِبُوهنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولَهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسْوَتُهنَّ بالمعروفِ" (¬1). 2425 - عن أسماء: "أنَّ امرأة قالت: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ لي ضَرَّةً، فهل عليَّ جناحٌ إنْ تَشَبَّعت من زوجي غيرَ الذي يُعطيني؟ فقال: المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابسِ ثَوْبَيْ زورٍ" (¬2). 2426 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "آلَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِن نسائِهِ، وكانَتْ انفكَّت رجلُه فأقامَ في مَشْرُبةٍ تسعًا وعشرينَ ليلةً ثم نزلَ، فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ آلَيْتَ شهرًا فقال: إنَّ الشهرَ يكونُ تسعًا وعشرينَ" (¬3). 2427 - وقال جابر: "عَزَلَهنَّ شهرًا أو تسعًا وعشرينَ ثم نزلَتْ هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} -إلى قوله- {لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (¬4)، فبدأَ بعائشةَ رضي اللَّه عنها وقال: يا عائشة إني أريدُ أنْ أعرِضَ عليكِ أمرًا، أُحِبُّ أنْ لا تَعْجَلي فيهِ حتَّى تَستشيري أَبَويكِ! قالت: وما هو يا رسولَ اللَّه؟ فتلا عليها الآيةَ، فقالت: أَفيكَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 886 - 887، ضمن حديث طويل عن حجة الوداع، كتاب الحج (15)، باب حجة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (19)، الحديث (147/ 1218). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 317، كتاب النكاح (67)، باب المُتَشَبِّعُ بما لم يَنَلْ. . . (106)، الحديث (5219) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1681، كتاب اللباس والزينة (37)، باب النساء الكاسيات العاريات. . . (34)، الحديث (127/ 2130). والتشيُّع: التزيّن، وإظهار أكثر مما يُعطي الزوج. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 300، كتاب النكاح (67)، باب قول اللَّه تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ. . .} [سورة النساء (4)، الآية (34)] (91)، الحديث (5201)، قوله: "مَشْرُبَة" بفتح الميم وضم الراء، وتفتح، أي في غرفة. والإيلاء: الحلف. (¬4) سورة الأحزاب (33)، الآية (28 - 29).

يا رسولَ اللَّه أَستشيرُ أَبَوَيَّ بل أختارُ اللَّهَ ورسولَه والدَّارَ الآخرةَ، وأسالُكَ أنْ لا تُخيرَ امرأةً مِن نسائك بالذي قلتُ، قال: لا تسألُني امرأةٌ منهن إلّا أَخبرتُها، إنَّ اللَّهَ تعالى لم يَبعْثْني مُعَنِّتًا ولا مُتَعَنِّتًا، ولكن بعثَني معلِّمًا مُيسِّرًا" (¬1). 2428 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كُنْتُ أغارُ على اللائي وَهَبْنَ أنفسَهن لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقلتُ: أَتَهَبُ المرأةُ نفسَها!؟ فلما أنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْت مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُناحَ عَلَيْكَ} (¬2)، قلتُ: ما أَرَى ربَّكَ إِلا يُسارعُ في هَواكَ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2429 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّها كانت معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سفر قالت: فسَابقتُه فسَبقتُه على رجليَّ، فلما حملتُ اللحمَ سابقتُه فسبَقَني فقال: هذه بتلك السَّبْقَةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1102 - 1103، كتاب الطلاق (18)، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقًا. . . (4)، الحديث (29/ 478). و"المعنّت": الموقع الناس في أمر شديد. (¬2) سورة الأحزاب (33)، الآية (51). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 524 - 525، كتاب التفسير (65)، سورة الأحزاب (33)، باب: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ. . .} (7)، الحديث (4788)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1085، كتاب الرضاع (17)، باب جواز هبتها نوبتها. . . (14)، الحديث (49/ 1464). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 39، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 65 - 66، كتاب الجهاد (9)، باب في السبق على الرجل (68)، الحديث (2578) واللفظ له، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف 12/ 121، في عِشْرَة النساء، وقال المحقق: (في الكبرى)، الحديث (16761)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 636، كتاب النكاح (9)، باب حسن معاشرة النساء (50)، الحديث (1979).

2430 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "خيرُكم خيرُكم لأهلِهِ وأنا خيرُكم لأهلي، وإذا ماتَ صاحِبُكم فدَعُوه" (¬1). 2431 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "المرأةُ إذا صَلَّتْ خمسَها، وصامَتْ شهرَها، وأحصَنَتْ فرجَها، وأطاعَتْ بعلَها، فلتدخلْ (¬2) مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءَتْ" (¬3). 2432 - وقال: لو كُنْتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسجدَ لِأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أنْ تسجدَ لزوجِها" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 159، كتاب النكاح، باب في حسن معاشرة النساء، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 709، كتاب المناقب (50)، باب فضل أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (64)، الحديث (3895)، وقال: (حسن غريب صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 318، كتاب النكاح (17)، باب في عِشْرة النساء (30)، الحديث (1312)، وقوله: "إذا مات صاحبكم فدعوها أي اتركوا ذِكْرَ مساوئه، فإنَّ تَرْكه من محاسن الأخلاق. (¬2) تحرَّفت في المطبوعة إلى: "المدخل" والصواب ما أثبتناه كما في المخطوطة وحلية الأولياء. (¬3) أخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 181، كتاب النكاح، باب ثواب من أطاعت زوجها، الحديث (1473)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 306، ضمن ترجمة الربيع بن صبيح. (¬4) هذا الحديث له عدَّة طرق: • الأولى: من حديث عبد اللَّه بن أبي أوفى رضي اللَّه عنه أخرجه أحمد في المسند 4/ 381، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 595، كتاب النكاح (9)، باب حق الزوج على المرأة (4)، الحديث (1853)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 314، كتاب النكاح (17)، باب في حق الزوج على المرأة (24)، الحديث (1390)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 292، كتاب القسم والنشوز، باب ما جاء في بيان حقه عليها، واللفظ له. • الثانية: من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه الترمذي في السنن 3/ 465، كتاب النكاح (10)، باب ما جاء في حق الزوج. . . (10)، الحديث (1159)، واللفظ له، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 178، كتاب النكاح، باب حق الزوج على المرأة، الحديث (1466)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 314، كتاب النكاح (17)، باب في حق الزوج على المرأة (24)، الحديث (1291)، وأخرجه الحاكم في =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = المستدرك 4/ 171 - 172، كتاب البر والصلة، باب إذا أحب أحدكم أخاه. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 290، كتاب القسم والنشوز، باب ما جاء في عِظَم حق الزوج. . .، واللفظ له. • الثالثة: من حديث عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه أحمد في المسند 6/ 76، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 595، كتاب النكاح (9)، باب حق الزوج على المرأة (4)، الحديث (1852). • الرابعة: من حديث معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 5/ 227 - 228، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 179، كتاب النكاح، باب حق الزوج. . .، الحديث (1469)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 52 - 53، الحديث (90)، واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 172، كتاب البر والصلة، باب حق الزوج. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. • الخامسة: من حديث زيد بن أرقم رضي اللَّه عنه، أخرجه سعيد بن منصور، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 16/ 337، كتاب النكاح، الباب الخامس في حقوق الزوجين. . .، من الإكمال، الحديث (44799)، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 179، كتاب النكاح، باب حق الزوج. . .، الحديث (1468) واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 5/ 237، الحديث (5117)، واللفظ له. • السادسة: من حديث غيلان بن سلمة رضي اللَّه عنه أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18/ 263 - 264، الحديث (660). واللفظ له. • السابعة: من حديث بريدة رضي اللَّه عنه، أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 172 - 173، كتاب البر والصلة، باب حق الزوج على الزوجة، واللفظ له. • الثامنة: من حديث سراقة بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 7/ 152، الحديث (6590) واللفظ له. • التاسعة: من حديث قيس بن سعد رضي اللَّه عنه، أخرجه أبو داود في السنن 2/ 604 - 605، كتاب النكاح (6)، باب في حق الزوج. . . (41)، ولفظه: "لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن. . . "، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 187، كتاب النكاح، باب التشديد في العدل. . . وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 291، كتاب القسم والنشوز، باب ما جاء في عظم حق الزوج. • العاشرة: من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 178 - 179، كتاب النكاح، باب حق الزوج. . .، الحديث (1467)، ولفظه: "لو أمرت أحدًا. . . " وتمام الرواية بلفظه، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 356 - 357، الحديث (12003) ولفظه كلفظ البزار. =

2433 - وقال "أيُّما امرأةٍ ماتَتْ وزوجُها عنها راضٍ، دخلَتْ الجنةَ" (¬1). 2434 - عن طَلْقِ بن عليٍّ أنَّه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا الرجل دَعا زوجتَه لحاجتِه فلْتَأتِهِ، وإنْ كانَتْ على التنُّورِ" (¬2). 2435 - عن معاذ رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "لا تؤذي امرأةٌ زوجَها في الدنيا إلّا قالَتْ زوجته من الحورِ العِينِ، لا تؤذِيهِ قاتَلكِ اللَّهُ، فإنما هوَ عندَكِ دخيلٌ، يُوشِكُ أنْ يُفارِقَكِ إلينا" (¬3) (غريب). ¬

_ = • الحادية عشرة: من حديث صهيب رضي اللَّه عنه، أخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 179 - 180، كتاب النكاح، باب حق الزوج. . .، الحديث (1470) ولفظه: "لو أمرت أحدًا. . . " وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 35 - 36، الحديث (7294)، ولفظه كلفظ البزار، وسائر لفظهما كلفظ البغوي. وقال الترمذي في السنن 3/ 465، عقب الحديث (1159)، ما نصه: (وفي الباب: عن معاذ بن جبل، وسراقة بن مالك بن جُعْشَم، وعائشة، وابن عباس، وعبد اللَّه بن أبي أوفى، وطلق بن علي، وأم سلمة، وأنس، وابن عمر) رضي اللَّه عنهم. (¬1) أخرجه من رواية أم سلمة رضي اللَّه عنها، الترمذي في السنن 3/ 466، كتاب الرضاع (10)، باب ما جاء في حق الزوج. . . (10)، الحديث (1161)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 595، كتاب النكاح (9)، باب حق الزوج. . . (4)، الحديث (1854)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 374، الحديث (884)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 173، كتاب البر والصلة، باب أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي واللفظ لهم جميعًا. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 22 - 23، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 465، كتاب ارضاع (10)، باب ما جاء في حق الزوج. . . (10)، الحديث (1160) واللفظ له، وأخرجه النسائي في الكبرى، ذكره المزي في تحفة الأشراف 4/ 224، الحديث (5026)، وأخرجه بمعناه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 147 - 148، الحديث (1097) ولفظه: "لا يحل لامرأة أن تمنع زوجها، ولو على ظهر قتب". (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 242، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 476 - 477، كتاب الرضاع (10)، باب (19)، وهو آخر باب في كتاب الرضاع، الحديث (1174) واللفظ لهما، =

2436 - عن حكيم بن معاوية القُشَيري، عن أبيه أنَّه قال: "قلتُ: يا رسول اللَّه ما حقُّ زوجة أحدِنا عليهِ؟ قال: أنْ تُطعِمَها إذا طَعِمْتَ، وتَكْسُوها إذا اكتسَيْت، ولا تَضْرِبْ الوجْهَ، ولا تُقبِّحْ ولا تَهجُرْ إلّا في البيت" (¬1). 2437 - عن لَقيط بن صَبرة أنَّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّه إن لي امرأةً في لسانِها شيءٌ -يعني البذاء- قال: طلَّقْها، قلت: إن لي منها وَلَدًا ولها صحبةٌ، قال: فمُرْها -يقولُ عِظْها- فإن يكُ فيها خير (¬2) فستَقبَلُ، ولا تضرِبَنَّ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أُمَيَّتَكَ" (¬3). ¬

_ = وقال الترمذي: (حديث حسن غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 649، كتاب النكاح (9)، باب في المرأة تؤذي زوجها (62)، الحديث (2014). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 446 - 447، ضمن مسند حكيم بن معاوية البهزي، عن أبيه معاوية بن حيدة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 606، كتاب النكاح (6)، باب في حق المرأة على زوجها (42)، الحديث (2142) واللفظ له، وأخرجه النسائي في الكبرى، ذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 432، الحديث (11396)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 593 - 594، كتاب النكاح (9)، باب حق المرأة على الزوج (3)، الحديث (1850). (¬2) عبارة المطبوعة: "خيرًا" والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين وسنن أبي داود. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 191، الحديث (1341)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 33، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 97 - 100، كتاب الطهارة (1)، باب في الاستنثار (55)، الحديث (142) واللفظ له، برواية مطوَّلة، وأخرجه الترمذي في السنن 1/ 56، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في تخليل الأصابع (30)، الحديث (38)، وقال: (حسن صحيح) مقتصرًا على أصله، دون ذكر الشاهد منه، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 66، كتاب الطهارة (1)، باب المبالغة في الاستنشاق (71)، مقتصرًا على أصله، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 142، كتاب الطهارة وسننها (1)، باب المبالغة في الاستنشاق. . . (44)، الحديث (407) مقتصرًا على أصله، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 148، كتاب الطهارة، باب الأمر بإسباغ الوضوء. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 50، كتاب الطهارة، باب المبالغة في الاستنشاق. . .، مقتصرًا على أصله، قوله: "أُميَّتك" بالتصغير أي جويريتك، أي لا تضرب الحُرَّة مثل ضربك للأمة. والظعينة: الزوجة.

2438 - وعن إياس بن عبد اللَّه أنَّه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تضرِبُوا إماءَ اللَّهِ. فأتاهُ عمرُ رضي اللَّه عنه فقال: يا رسولَ اللَّهِ ذَئرَ النساءُ على أزواجِهنَّ، فأذِنَ في ضَرْبِهِنَّ فأطافَ بآلِ محمدٍ نساءٌ كثيرٌ كلُّهنَّ يَشتكينَ أزواجَهن، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لقد أَطافَ بآلِ محمدٍ سبعونَ امرأةً كلُّهن يشتكينَ أزواجَهنَّ ولا تَجِدُونَ أولئكَ خيارَكم" (¬1). 2439 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ليس مِنا مَن خَبَّبَ امرأةً على زوجِها أو عبدًا على سيِّدِهِ" (¬2). 2440 - وقال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: [إنَّ] (¬3) مِن ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 28 - 29، كتاب النكاح، الباب الخامس فيما يتعلق بعشرة النساء والقسم بينهن، الحديث (88)، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 147، كتاب النكاح، باب النهي عن ضرب النساء، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 608، كتاب النكاح (6)، باب في ضرب النساء (43)، الحديث (2146)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 638، كتاب النكاح (9)، باب ضرب النساء (51)، الحديث (1985)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 319 - 320، كتاب النكاح (17)، باب ضرب النساء (33)، الحديث (1316)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 188، كتاب النكاح، باب حق الزوج على الزوجة، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، قال البغوي في شرح السنة 9/ 187، كتاب النكاح، باب هجران المرأة. . .، الحديث (2346) (قوله: "ذئر النساء" أي اجَتَرأن). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 397، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 365 - 366، كتاب الأدب (35)، باب فيمن خبَّب مملوكًا. . . (135)، الحديث (5170)، وأخرجه النسائي في الكبرى، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 10/ 417، الحديث (14817)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 196، كتاب الطلاق، باب ليس مِنَّا من خبَّب امرأة. . .، واللفظ له وقال: (صحيح على شرط البخاري) ووافقه الذهبي. قال ابن الأثير في النهاية (خَبَّبَ أي خَدَعَ وأَفْسَدَ). (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة والمطبوعة والصواب إثباته كما في المسند وغيره.

أكملِ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهم خلقًا، وأَلْطَفُهم بأهلِهِ" (¬1). 2441 - وقال: "أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخِيارُكم خيارُكم لنِسائهم" (¬2) [صح] (¬3). 2442 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن غزوةِ تبوكٍ، أو حنينٍ؛ وفي سَهوتها (¬4) سِتْرٌ فَهَبَّت الريحُ فكشفَتْ ناحيةَ السترِ عن بناتٍ لعائشةَ -لُعَبٍ- فقال: ما هذا يا عائشةُ؟ قالت: بناتي، ورَأَى بَينهنَّ فَرَسًا له جناحانِ من رِقاعٍ، فقال: ما هذا الذي أَرَى وَسطَهنَّ؟ قالت: فرسٌ، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحانِ، قال فرسٌ لهُ جناحانِ! قلتُ: أَما سمعتَ أنَّ لسليمانَ خيلًا لها أجنحةٌ، قالت: فضحكَ حتَّى رأيتُ نَواجِذَهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها أحمد في المسند 6/ 47، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 9، كتاب الإِيمان (41)، باب ما جاء في استكمال الإيمان. . . (6)، الحديث (2612)، واللفظ لهما، وقال الترمذي: (هذا حديث صحيح)، وأخرجه النسائي في الكبرى، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 11/ 440، الحديث (16195). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 472 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 60، كتاب السنة (34)، باب الدليل على زيادة الإيمان. . . (16)، الحديث (4682)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 466، كتاب الرضاع (10)، باب ما جاء في المرأة. . . (11)، الحديث (1162) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 318، كتاب النكاح (17)، باب في عشرة النساء (30)، الحديث (1311). (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) تَصَحَّفت في المطبوعة إلى: (بهوتها)، والصواب ما أثبتناه كما في المخطوطة وسنن أبي داود، والسهوة: بيت صغير منحدر شبيه بالمَخْدَع. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 227، كتاب الأدب (35)، باب في اللعب بالبنات (62)، الحديث (4932)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في الكبرى، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 12/ 357 - 358، الحديث (17742). والرقاع: جمع رقعة وهي الخرقة.

11 - باب الخلع والطلاق

11 - باب الخلع والطلاق مِنَ الصِّحَاحِ: 2443 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ امرأةَ ثابتِ بنِ قيسٍ أَتَتْ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ثابتَ بن قيسٍ ما أَعتِبُ عليهِ في خلقٍ ولا دينٍ، ولكن أَكْرَهُ الكفرَ في الإِسلامِ. قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أَتَرُدِّينَ عليهِ حديقَتَهُ؟ قالت: نعم، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: اقْبَلِ الحديقةَ وطلِّقْها تطليقة" (¬1). 2444 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّه طلَّق امرأةً له وهي حائضٌ، فذكرَ عمرُ لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فَتَغَيَّظَ فيهِ رسولُ اللَّهِ ثم قال: لِيُراجِعْها ثم يُمْسِكْها حتَّى تَطْهُرَ، ثمَّ تحيضَ فتَطهُرَ، فإنْ بَدا لهُ أنَّ يُطلِّقَها فليُطلِّقْها طاهرًا قبلَ أنْ يَمُسَّها، فتِلكَ العِدَّةُ التي أمرَ اللَّهُ أنَّ يُطَلَّقَ لها النساءُ" (¬2). وفي رواية: "مُرْهُ فليُراجِعْها ثم ليُطلِّقْها طاهرًا أو حامِلًا" (¬3). 2445 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "خَيَّرَنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فاختَرْنا اللَّهَ ورسولَه، فلم يُعَدَّ ذلكَ علينا شيئًا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 399، كتاب الطلاق (68)، باب الخلع. . . (12)، الحديث (5273). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 653، كتاب التفسير (65)، سورة الطلاق (65)، باب (1)، الحديث (4908)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1093، كتاب الطلاق (18)، باب تحريم طلاق الحائض. . . (1)، الحديث (1/ 1471). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1095، كتاب الطلاق (18)، باب تحريم طلاق الحائض. . . (1)، الحديث (5/ 1471). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 367، كتاب الطلاق (68)، باب من خيَّر أزواجه. . . (5)، الحديث (5262) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1103، كتاب الطلاق (18)، باب بيان أنَّ تخيير امرأته لا يكون. . . (4)، الحديث (24/ 1477).

2446 - و: "قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما في الحرامِ: يُكَفَّرُ، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬1) " (¬2). 2447 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم كانَ يمكثُ عندَ زينبَ بنتِ جحش وشربَ عندَها عسلًا، فتَواصَيْتُ أنا وحَفْصَةُ: أنَّ أَيَّتَنا دخلَ عليها النبيُّ فَلْتَقُلْ: إني أَجِدُ منكَ ريحَ مَغافيرَ، أَكَلْتَ مَغافيرَ؟ فدخلَ على إحداهُما فقالَتْ لهُ ذلكَ، فقالَ: لا بأسَ شربتُ عسلًا عندَ زينبَ بنتِ جحش فلَنْ أعودَ لها وقد حَلَفْتُ، لا تُخْبِري بذلكَ أحدًا! يبتغي مرضاتَ أزواجِهِ، فنزلت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ} (¬3) " (¬4). مِنَ الحِسَان: 2448 - عن ثوبان أنَّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنَّةِ" (¬5). ¬

_ (¬1) سورة الأحزاب (33)، الآية (21). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 656، كتاب التفسير (65)، سورة التحريم (66)، باب: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ. . .} [سورة التحريم (66)، الآية (1)] (1)، الحديث (4911)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1100، كتاب الطلاق (18)، باب وجوب الكفَّارة. . . (3)، الحديث (18/ 1473). (¬3) سورة التحريم (66)، الآية (1). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 656، كتاب التفسير (65)، سورة التحريم (66)، باب: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ. . .} (1)، الحديث (4912)، وفي 11/ 574، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب إذا حرَّم طعامًا. . . (25)، الحديث (6691)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1100 - 1101، كتاب الطلاق (18)، باب وجوب الكفارة. . . (3)، الحديث (20/ 1474) والمغافير: بفتح الميم والمعجمة، جمع مُغفور بضم الميم، وقيل جمع بكسر الميم، وقيل هو نَبْت له رائحة كريهة. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 277، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 162، كتاب الطلاق، باب النهي أن تسال المرأة. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 667، كتاب الطلاق (7)، باب في الخلع (18)، الحديث (2226)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 493، كتاب =

2449 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "أَبْغضُ الحلالِ إلى اللَّهِ الطَّلاقُ". (¬1). 2450 - وعن علي، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "لا طلاقَ قبلَ نكاحٍ، ولا عَتاقَ إلَّا بعدَ مِلْكٍ، ولا وِصالَ في صيامٍ، ولا ويُتْمَ بعدَ احتلامٍ، ولا رَضاعَ بعدَ فِطامٍ، ولا صَمْتَ يومٍ إلى الليلِ". (¬2). 2451 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنَّه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا نذرَ لابن آدمَ فيما لا يَملكُ، ولا عِتقَ [له] (¬3) فيما لا يملكُ، ولا طلاقَ [لَهُ] (3) فيما لا يملكُ، ولا بيعَ فيما لا (¬4) يملكُ" (¬5). ¬

_ = الطلاق (11)، باب ما جاء في المختلعات (11)، الحديث (1187)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 662، كتاب الطلاق (10)، باب كراهية الخلع. . . (21)، الحديث (2055)، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 321، كتاب الطلاق (18)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 200، كتاب الطلاق، باب كراهة سؤال الطلاق. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 631 - 632، كتاب الطلاق (7)، باب في كراهية الطلاق (3)، الحديث (2178)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 650، كتاب الطلاق (10)، باب (1)، الحديث (2018)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 196، كتاب الطلاق، باب ما أحل اللَّه شيئًا أبغض إليه. . .، وقال: (صحيح) وقال الذهبي: (على شرط مسلم). (¬2) أخرج قطعة منه أبو داود في السنن 3/ 293 - 294، كتاب الوصايا (12)، باب ما جاء متى ينقطع اليتم (9)، الحديث (2873)، وأخرج قطعة منه ابن ماجه في السنن 1/ 660، كتاب الطلاق (10)، باب لا طلاق قبل النكاح (17)، الحديث (2049)، وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير 1/ 96، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 320، كتاب الخلع. . .، باب الطلاق قبل النكاح، معلقًا مرفوعًا، ثمَّ أورده موصولًا موقوفًا من رواية علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/ 455، وأخرجه البغوي في شرح السنة 9/ 198، كتاب الطلاق، باب الطلاق قبل النكاح، الحديث (2350) واللفظ له. (¬3) من سنن الترمذي، وهي ساقطة من أصول المصابيح. (¬4) العبارة في مخطوطة برلين: (ولا بيع إلّا فيما يملك)، وهي لفظ أبي داود، وليست العبارة عند الترمذي في حديثه ولا عند النسائي. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 190، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 640، كتاب الطلاق (7)، باب في الطلاق قبل النكاح (7)، الحديث (2190)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 486، كتاب =

2452 - عن رُكانَةَ بن عبد يزيد: "أنَّه طَلَّقَ امرأتَه سُهَيْمَةَ البَتَّةَ، ثمَّ أَتَى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إني طلقتُ امرأتي البتَّةَ، وواللَّهِ ما أردتُ إلّا واحدةً، فقال رسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: واللَّهِ ما أَردتَ إلّا واحدةً؟ فقالَ رُكانةُ: واللَّهِ ما أردتُ إلّا واحدةً، فردَّها إليه رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فطلَّقَها الثانيةَ في زمانِ عمرَ، والثالثةَ في زمانِ عثمانَ" (¬1). 2453 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "ثلاثٌ جَدُّهنَّ جَدٌّ، وهَزْلُهن جَدٌّ: الطلاقُ، والنكاحُ، والرَّجعةُ" (¬2) (غريب). ¬

_ = الطلاق (11)، باب ما جاء لا طلاق قبل النكاح (6)، الحديث (1181)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 12، كتاب الأيمان والنذور (35)، باب اليمين فيما لا يملك (17)، وأخرج قطعة منه ابن ماجه في السنن 1/ 660، كتاب الطلاق (10)، باب لا طلاق قبل النكاح (17)، الحديث (2047)، وأخرج قطعة منه الحاكم في المستدرك 2/ 204 - 205، كتاب الطلاق، باب لا طلاق لمن لم يملك. . . (¬1) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 37 - 38، كتاب الطلاق، الباب الأول فيما جاء في أحكام الطلاق، الحديث (117 - 118) واللفظ له، وأخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 164، الحديث (1188)، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 163، كتاب الطلاق، باب في الطلاق البتة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 655 - 656، كتاب الطلاق (7)، باب في البتة (14)، الحديث (2206)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 480، كتاب الطلاق واللعان (11)، باب ما جاء في الرجل يطلق امرأته. . . (2)، الحديث (1177)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 661، كتاب الطلاق (10)، باب طلاق البتة (19)، الحديث (2051)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 321، كتاب الطلاق (18)، الحديث (1321)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 33، كتاب الطلاق. . .، الحديث (88)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 199 - 200، كتاب الطلاق، باب الطلاق بما نوى. . . (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 643، كتاب الطلاق (7)، باب في الطلاق على الهزل (9)، الحديث (2194)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 490، كتاب الطلاق (11)، باب ما جاء في الجد والهزل. . . (9)، الحديث (1184) وقال: (حسن غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 658، كتاب الطلاق (10)، باب من طلَّق أو نكح. . . (13)، الحديث (2039)، =

2454 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، سمعتُ النبي صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لا طلاقَ ولا عَتاقَ في إغلاقٍ" (¬1). قيل: معنى الإغلاق: الإكراه. 2455 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "كلُّ طلاقٍ جائزٌ إلّا طلاقَ المعتوهِ والمغلوبِ على عقلِه" (¬2) [غريب] (¬3). 2456 - عن علي رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "رُفِعَ القلمُ عن ثَلَاثَةٍ (¬4): عن النائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصبيِّ حتَّى يَبْلُغَ، وعن المعتوهِ حتَّى يَعْقِلَ" (¬5). ¬

_ = وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 18 - 19، كتاب الطلاق، الحديث (50)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 197 - 198، كتاب الطلاق، باب ثلاث جدُّهنّ جدٌّ. . .، واللفظ لهم جميعًا. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 276، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 642 - 643، كتاب الطلاق (7)، باب في الطلاق على غلط (8)، الحديث (2193)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 660، كتاب الطلاق (10)، باب طلاق المُكْرَهِ. . . (16)، الحديث (2046)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 36، كتاب الطلاق، الحديث (99)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 198، كتاب الطلاق، باب لا طلاق ولا عتاق في إغلاق، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 3/ 210، الحديث (1598) عن الإغلاق: (فسَّره علماء الغريب بالإكراه. . .، وقيل: الجنون، واستبعده المطرزي، وقيل: الغضب. . . وَرَدَّهُ ابن السيد فقال: لو كان كذلك لم يقع على أحد طلاق). (¬2) أخرجه البخاري معلقًا في الصحيح 9/ 388، كتاب الطلاق (68)، باب الطلاق في الإغلاق. . . (1)، فقال: (وقال علي. . .)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 496، كتاب الطلاق (1)، باب ما جاء في طلاق المعتوه (15)، الحديث (1191)، وقال: (هذا حديث لا نعرفه مرفوعًا إلّا من حديث عطاء بن عجلان، وعطاء بن عجلان ضعيف ذاهب الحديث). (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) في المطبوعة ثلاث، والصواب ما أثبتناه كما عند أبي داود والترمذي وابن ماجه. (¬5) أخرجه البخاري معلقًا في المصدر السابق، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 560، كتاب الحدود (32)، باب في المجنون يسرق. . . (16)، الحديث (4403)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 32، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء فيمن لا يجب عليه الحد (1)، =

12 - باب المطلقة ثلاثا

2457 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "طلاقُ الْأَمَةِ تطليقتانِ، وعِدَّتُها حيضتانِ" (¬1). 12 - باب المطلقة ثلاثًا مِنَ الصِّحَاحِ: 2458 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: جاءتْ امرأةُ رِفاعةَ القُرَظي إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالت: إني كُنْتُ عندَ رِفاعةَ فطلَّقَني فَبَتَّ طلاقي، فتزوجتُ بعدَهُ عبدَ الرحمنِ بنَ الزبير، وما مَعه إلّا مثلَ هُدْبَةِ الثوبِ فقال: أَتُريدينَ أنْ ترجِعي إلي رِفاعةَ؟ لا، حتَّى تَذُوقي عُسَيْلَتَهُ ويذوقَ عُسَيلتَكِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2459 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم المُحلِّل والمُحَلَّل له" (¬3). ¬

_ = الحديث (1423) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 658، كتاب الطلاق (10)، باب طلاق المعتوه. . . (15)، الحديث (2041)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 360، كتاب الحدود (23)، باب فيمن لا حدَّ عليه (2)، الحديث (1497)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 258، كتاب الصلاة، باب رفع القلم عن ثلاث. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 170 - 171، كتاب الطلاق، باب في طلاق الأمة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 639، كتاب الطلاق (7)، باب في سنة طلاق العبد (6)، الحديث (2189)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 488، كتاب الطلاق (11)، باب ما جاء أن طلاق الأمة تطليقتان (7)، الحديث (1182)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 672، كتاب الطلاق (10)، باب في طلاق الأمة. . . (30)، الحديث (2080). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 249، كتاب الشهادات (52)، باب شهادة المختبئ. . . (3)، الحديث (2639)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1055 - 1056، كتاب النكاح (16)، باب لا تحل المطلَّقة ثلاثًا. . . (17)، الحديث (111/ 1433)، والعسيلة: تصغير العسل، شبَّه لذة الجماع بالعسل. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 448، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 158، كتاب النكاح، باب في =

2460 - وقال سليمان (¬1) بن يسار: "أدركتُ بضعةَ عشرَ من أصحابِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم كلُّهم يقولُ: يوقَفُ المُؤلي" (¬2). 2461 - عن أبي سلمة: "أنَّ سلمانَ بن صخرٍ -ويقال سلمة بن صخر- البياضي جعلَ امرأتَه عليهِ كظهر أُمِّه حتَّى يمضيَ رمضانُ، فلمَّا مَضَى نصفٌ من رمضانَ وقعَ عليها ليلًا، فأتَى النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فذكرَ ذلكَ لهُ، فقالَ لهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: اعْتِقْ رقبةً، فقال: لا أجِدُها، قال: فَصُمْ شهرينِ متتابِعَيْنِ، قال: لا أستطيعُ، قال: أَطعِمْ ستينَ مسكينًا، قال: لا أَجِدُ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لِفَرْوَةَ (¬3) بن عمروٍ: أَعطِهِ ذلكَ العَرَقَ -وهو مِكْتَلٌ يأخذُ خمسةَ عشرَ صاعًا، أو ستةَ عشرَ- ليُطعِمَ ستينَ مِسكينًا" (¬4). ويروى: "فأطعِمْ وَسْقًا من تمرٍ بينَ ستينَ مسكينًا" (¬5). ¬

_ = النهي عن التحليل، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 428، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في المُحِلِّ. . . (28)، الحديث (1120) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 149، كتاب الطلاق (27)، باب إحلال المطلَّقة ثلاثًا وما فيه. . . (13). (¬1) تحرف الاسم في المطبوعة إلى (سلمان)، والصواب ما أثبتناه كما هو في مخطوطة برلين والأصول. (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 42، كتاب الطلاق، الباب الثاني في الإيلاء، الحديث (139)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 61 - 62، كتاب الطلاق، الحديث (148)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 9/ 237 - 238، كتاب الطلاق، باب الإيلاء، الحديث (2363) واللفظ له، وقال: (الإيلاء أن يحلف الرجل أن لا يقرب امرأته. . .). (¬3) تصحفت الاسم في مخطوطة برلين وفي المطبوعة إلى: (عروة) بالعين، والصواب ما أثبتناه كما في سنن الترمذي، وهو الصحابي فروة بن عمرو بن ودقة بن عبيد البياضي ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 2/ 6، ولا يوجد صحابي باسم عروة بن عمرو. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 503 - 504، كتاب الطلاق (11)، باب ما جاء في كفارة الظهار (20)، الحديث (1200)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 204، كتاب الطلاق، باب مسألة الظهار. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 436، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 163 - 164، كتاب الطلاق، باب في الظهار، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 660 - 662، كتاب الطلاق (7)، باب في الظهار (17)، الحديث (2214) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 405 - 406، =

فصل

2462 - وعن سليمان (¬1) بن يسار، عن سلمة بن صخر رضي اللَّه عنه عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "في المُظاهِرِ يواقِعُ قبلَ أنْ يُكَفِّرَ؟ قال: كفَّارةٌ واحدةٌ" (¬2). فصل مِنَ الصِّحَاحِ: 2463 - عن معاوية بن الحكم رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنَّ جاريةً لي كانتْ تَرعى غنمًا لي، ففَقَدْتُ شاةً مِنَ الغنمِ فسألتُها، فقالت: أكلَها الذئبُ، فأَسِفتُ عليها وكنتُ مِن بني آدمَ فلطمتُ وجهَها، وعليَّ رقبةٌ، أَفَأُعتِقَها؟ فقالَ لها رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أينَ اللَّهُ؟ فقالت: في السماءِ، قال: مَنْ أنا؟ قالت: أنتَ رسولُ اللَّهِ، قال: أَعتِقْها فإنَّها مؤمنةٌ" (¬3). ¬

_ = كتاب تفسير القرآن (48)، ومن سورة المجادلة (59)، الحديث (3299)، وأخرجه ابن الجارود في المنتقى، ص 248 - 249، باب في الظهار، الحديث (744)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 203، كتاب الطلاق، باب مسألة الظهار. . .، وقال: (على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. والعَرَق = 41.265 كلغ. والوَسْقُ = 165.06 كلغ. (¬1) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (سلمان). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 502، كتاب الطلاق (11)، باب ما جاء في المُظَاهِر. . . (19)، الحديث (1198)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 666، كتاب الطلاق (10)، باب المُظَاهِر يجامع. . . (26)، الحديث (2064)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 386، كتاب الظهار، باب لا يقربها. . . (¬3) هذا الحديث ذكره البغوي ضمن الصحاح، ولكنه بهذا اللفظ ليس عند أحد الشيخين، وقد أخرجه مالك في الموطأ 2/ 776 - 777، كتاب العتق. . . (38)، باب ما يجوز من العتق. . . (6)، الحديث (8)، عن طريق عمر بن الحكم، وأخرجه الشافعي في الرسالة، ص 75، باب ما نزل عامًا. . .، المسألة (242)، من طريق مالك، عن عمر بن الحكم، وقال في المسألة (243): (قال الشافعي: وهو معاوية بن الحكم، وكذلك رواه غير مالكٍ، وأظن مالكًا لم يحفظ اسمه)، وأخرجه مسلم بمعناه مطولًا في الصحيح 1/ 381 - 382، كتاب المساجد. . . (5)، باب تحريم الكلام في الصلاة. . . (7)، الحديث (33/ 537).

13 - باب اللعان

13 - باب اللِّعَانِ مِنَ الصِّحَاحِ: 2464 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: "إنَّ عُوَيْمرًا العَجْلاني قال: يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ رجلًا وجدَ معَ امرأتِه رجلًا أَيقتُلُه فتقتلُونَه، أَمْ كيفَ يفعلُ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: قد أُنزِلَ فيكَ وفي صاحبتِكَ فاذهبْ فأتِ بها، قال سهلٌ: فتَلاعَنا في المسجدِ وأنا مَعَ الناسِ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فلما فَرَغا قال عُويمرٌ: كذبتُ عليها يا رسولَ اللَّهِ إنْ أَمسكتُها، فطلَّقَها ثلاثًا، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: انظُرُوا! فإنْ جاءَتْ بهِ أَسْحَمَ أَدْعَجَ العَيْنينِ، عظيمَ الْأَليتينِ، خَدَلَّجَ الساقَيْنِ، فلا أحسِبُ عُوَيمرًا إلّا قد صَدَقَ عليها، وإنْ جاءَتْ بهِ أُحَيمِرَ كأنه وَحَرَةٌ، فلا أَحسِب عُوَيمرًا إلّا قد كذبَ عليها، فجاءَت بهِ على النَّعتِ الذي قد نعتَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن تصديقِ عُوَيمرٍ، فكانَ بعدُ يُنسَبُ إلى أمِّه" (¬1). 2465 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لاعَنَ بينَ رجلٍ وامرأتِهِ فانتفَى من ولدِها ففرَّقَ بينَهْما وأَلحقَ الولدَ بالمرأةِ" (¬2). وفي حديثه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَعَظَهُ وذكَّرَهُ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 449، كتاب التفسير (65)، باب: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ. . .} [سورة النور (24)، الآية (6)] (1)، الحديث (4745)، وفي 9/ 446، كتاب الطلاق (68)، باب اللعان، ومن طلَّق بعد اللعان (29)، الحديث (5308) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1129 - 1134، كتاب اللعان (19)، الحديث (1/ 1492)، والأسحم: أي الأسود، والأدعج: السواد في العين، قوله: خدلَّج الساقين أي: عظيمهما. كأنه وَحَرَة: هي دُوَيَبة حمراء تلتزق بالأرض. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 460، كتاب الطلاق (68)، باب يَلحقُ الولد بالملاعنة (35)، الحديث (5315) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1132 - 1133، كتاب اللعان (19)، الحديث (8/ 1494).

وأَخبرَهُ أنَّ عذابَ الدنيا أَهونُ مِن عذابِ الآخرةِ، ثمَّ دَعاها فوَعَظَها وذكَّرَها وأخبرَها أنَّ عذابَ الدنيا أَهْوَنُ مِن عذابِ الآخرةِ" (¬1). 2466 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال للمتلاعِنَيْنِ: حسابُكما على اللَّهِ أحدُكما كاذِبٌ لا سبيلَ لكَ عليها، قال: يا رسولَ اللَّهِ مالي؟ قال: لا مالَ لَكَ إنْ كنتَ صدَقتَ عليها فهو بما استحْلَلتَ مِن فرجِها، وإنْ كنتَ كذبتَ عليها فذاكَ أبعدُ وأبعدُ لكَ منها" (¬2). 2467 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ هلالَ بنَ أُميَّةَ قذفَ امرأتَه عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بشريكِ بن سَحْماءَ فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: البَيِّنَةَ (¬3) أو حدًّا في ظهرِكَ، فقال هلالٌ: والذي بعثَكَ بالحقِّ إني لَصادِقٌ فليْنزِلنَّ اللَّهُ ما يُبرِّئ ظهري من الحدِّ فنزل جبريلُ عليه السلام وأنزل عليه {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} -فقرأ حتَّى بلغ- {إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِيْنَ} (¬4). فجاءَ هلالٌ فشَهِدَ والنبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: إنَّ اللَّهَ يعلمُ أنَّ أحدَكما كاذبٌ، فهل منكما تائبٌ؟ ثم قامَتْ فشهِدَت فلما كانَت عندَ الخامسةِ وَقَفوها وقالوا: إنها مُوجِبةٌ! قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: فَتَلَكَّأَتْ ونكصَتْ حتَّى ظَنَنا أنها تَرجِعُ ثم قالت: لا أَفضحُ قَومي سائرَ اليومِ، فمَضَتْ، وقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَبْصِرُوها! فإنْ جاءَت به أَكحَلَ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 2/ 1130 - 1131، كتاب اللعان (19)، الحديث (4/ 1493). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 496، كتاب الطلاق (68)، باب المتعة التي لم يُفرَض لها. . . (53)، الحديث (5350) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1131 - 1132، كتاب اللعان (19)، الحديث (5/ 1493). (¬3) قوله: "البينةَ" بالنصب، وفي بعض النسخ بالرفع. (¬4) سورة النور (24)، الآيات (6 - 9).

العينينِ، سابغَ الأليتينِ، خَدَلَّج الساقينِ فهو لشريكِ بنِ سَحْماءَ، فجاءَت به كذلكَ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لولا ما مَضَى مِن كتابِ اللَّهِ لكانَ لي ولها شأنٌ" (¬1). 2468 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال سعد بن عبادة: "لو وَجدتُ معَ أهلي رجلًا لَمْ أَمَسَّهُ حتَّى آتيَ بأربعةِ شهداءَ!؟ قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: نعم، قال: كلا والذي بعثَكَ بالحقِّ، إنْ كُنْتُ لأعاجِلُه بالسيفِ قبلَ ذلكَ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: اسمَعُوا إلى ما يقولُ سَيِّدُكم، إنه لَغَيُورٌ وأنا أَغْيَرُ مِنه، واللَّهُ أَغْيَرُ مني" (¬2). 2469 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا أحدٌ أَغْيَرُ مِن اللَّهِ، فلذلكَ حرَّمَ الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بَطَنَ، ولا أحدٌ أحبُّ إليه المِدْحَةُ مِن اللَّه، فلذلكَ مدحَ نفسَه" (¬3). وفي رواية: "ولا أحدَ أحبُّ إليهِ المِدْحَةُ مِن اللَّهِ عزَّ وجلَّ، ومِن أجلِ ذلكَ وعدَ اللَّهُ الجنةَ، ولا أحدَ أحبُّ إليه العذرُ مِن اللَّهِ تعالى، من أجلِ ذلكَ بعثَ المُنذِرينَ والمُبَشِّرين" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 449، كتاب التفسير (65)، سورة النور (24)، باب {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ. . .} [سورة النور (24)، الآية (8)] (3)، الحديث (4747)، قوله: "إنها مُوجِبَةٌ" أي موجبة للعن مؤدية إلى العذاب. وسابغ الإليتين: عظيمهما، وخدلّج: سمين. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1135 - 1136، كتاب اللعان (19)، الحديث (116/ 1498). (¬3) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 301 - 302، كتاب التفسير (65)، سورة الأعراف (7)، باب {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ. . .} [سورة الأعراف (7)، الآية (33)] (1)، الحديث (4637)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2113، كتاب التوبة (49)، باب غيرة اللَّه تعالى. . . (6)، الحديث (32/ 2760). (¬4) متفق عليه من رواية سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 399، كتاب التوحيد (97)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا شخص أَغْيَرُ من اللَّه. . . " (20)، الحديث (7416)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1136، كتاب اللعان (19)، الحديث (17/ 1499).

2470 - وقال: "إنَّ اللَّهَ تعالى يَغارُ، وإنَّ المؤمنَ يَغارُ، وغيرةُ اللَّهِ: أنْ لا يأتيَ المؤمنُ ما حرَّمَ اللَّهُ" (¬1). 2471 - وقال: "يا أُمَّةَ محمدٍ واللَّهِ ما مِن أَحدٍ أَغْيَرُ مِن اللَّهِ أنْ يزنيَ عبدُه أو تزنيَ أَمَتُه" (¬2). 2472 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ أعرابيًّا أَتَى رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: إنَّ امرأَتي ولدَتْ غلامًا أسودَ، وإني أَنكرتُه؟ فقال له رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: هل لكَ مِن إبلٍ؟ قال: نعم، قال: فما أَلوانُها؟ قال: حُمْرٌ، قال: هل فيها مِن أَوْرَقَ؟ قال: إنَّ فيها لَوُرْقًا، قال: فأَنَّى تَرَى ذلكَ جاءَها؟ قال: عِرْقٌ نزعَها، قال: ولعلَّ هذا عِرْقٌ نَزَعَه! ولم يُرَخِّصْ له في الانتفاءِ منه" (¬3). 2473 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ عُتبةُ بن أبي وَقَّاصٍ عَهِدَ إلى أخيهِ سعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ: أنَّ ابنَ وَليدةِ زَمْعةَ مِنِّي فاقبِضْهُ إليكَ، فلما كانَ عامَ الفتحِ أَخَذَه سعدٌ فقال: إنه ابنُ أخي، وقالَ عبدُ بن زَمْعَةَ: إنه أخي، فَتَساوَقا إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 319، كتاب النكاح (67)، باب الغيرة. . . (107)، الحديث (5223)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2114، كتاب التوبة (49)، باب غيرة اللَّه تعالى. . . (6)، الحديث (36/ 2761) واللفظ له. (¬2) متفق عليه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 319، كتاب النكاح (67)، باب الغيرة. . . (107)، الحديث (5221)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 618، كتاب الكسوف (10)، باب صلاة الكسوف (1)، الحديث (1/ 901). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 296، كتاب الاعتصام. . . (96)، باب من شبه أصلًا معلومًا. . . (12)، الحديث (7314)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1137، كتاب اللعان (19)، الحديث (18/ 1500)، والأوْرَق: الأسمر يشبه لون الرماد.

فقال سعدٌ: يا رسولَ اللَّه إنَّ أخي كانَ عَهِدَ إليَّ فيه، وقال عبدُ بنُ زَمْعَةَ: أخي، وابنُ وَليدةِ أبي، وُلِدَ على فراشِهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: هُوَ لكَ يا عبدَ بنَ زَمْعَةَ، الولدُ للفِراشِ وللعاهِرِ الحَجَرُ، ثمَّ قالَ لِسَودةَ بنتِ زَمْعة: احتجِبي منه، لِما رَأَى مِن شَبَهِهِ بعُتبةَ، فما رآها حتَّى لَقيَ اللَّه" (¬1). ويروى: "هو أخوكَ يا عبد" (¬2). 2474 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "دخلَ عليَّ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ يومٍ وهو مسرورٌ فقالَ: أيْ عائشةُ! ألم تَرَيْ أنَّ مُجَزِّزًا المُدْلِجيَّ دخلَ فرأى أسامةَ وزيدًا وعليهما قطيفةٌ، قد غَطَّيا رؤوسَهما وبدَتْ أقدامُهما، فقال: إن هذه الأقدامَ بعضُها مِن بعضٍ" (¬3). 2475 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من ادَّعى إلى غيرِ أبيهِ وهو يعلمُ فالجنةُ عليهِ حرامٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 371، كتاب الوصايا (55)، باب قول المُوصي لوصيِّه. . . (4)، الحديث (2745)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1080، كتاب الرضاع (17)، باب الولد للفراش. . . (10)، الحديث (36/ 1457). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 23 - 24، كتاب المغازي (64)، باب (53)، وهو ما يلي باب مقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة. . . (52)، الحديث (4303)، ضمن رواية مطوَّلة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 56، كتاب الفرائض (85)، باب القائف (31)، الحديث (6771)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1082، كتاب الرضاع (17)، باب العمل بإلحاق القائف الولد (1)، الحديث (38/ 1459) واللفظ لهما، وقال الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 2/ 52 الترجمة رقم (572): (مُجَزِّز بن الأمور. . . المُدْلجي القائف، روى عنه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قوله: هذه الأقدام بعضها من بعض). والقطيفة: ثوبٌ غليظ. (¬4) متفق عليه من رواية سعد بن أبي وقَّاص رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 54، كتاب الفرائض (85)، باب من ادَّعى إلى غير أبيه (29)، الحديث (6766)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 80، كتاب الإيمان (1)، باب بيان حال إيمان من رغب. . . (27)، الحديث (115/ 63).

2476 - وقال: "لا ترغبُوا عن آبائِكم فمن رَغِبَ عن أبيهِ فقد كفرَ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2477 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّه سمعَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ لما نزلَت آيةُ المُلاعَنَةِ (¬2): أيُّما امرأةٍ أَدخَلَتْ على قومٍ مَن ليسَ منهم فليسَتْ مِن اللَّهِ في شيءٍ، ولن يُدخِلَها اللَّه جنَّتَهُ، وأيُّما رجلٍ جحدَ ولدَهُ وهو ينظرُ إليه احتجبَ اللَّهُ منه وفضحَه على رؤوسِ الخلائقِ في الأولينَ والآخِرينَ" (¬3). وفي رواية (¬4): "وفَضَحَهُ على رؤوسِ الأشهادِ" (¬5). 2478 - ويروى عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنَّه قال: "جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إن لي امرأةً لا تَردُّ يَدَ لامِسٍ ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 54، كتاب الفرائض (85)، باب من ادّعى إلى غير أبيه (29)، الحديث (6768)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 80، كتاب الإيمان (1)، باب بيان حال إيمان من رغب. . . (27)، الحديث (113/ 62). (¬2) آية الملاعنة هي قوله تعالى في سورة النور 24/ 6 - 9: {والَّذِيْنَ يَرْمُوْنَ أَزْوَاجَهُمْ} إلى قوله نعالى: {إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}. (¬3) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 49، كتاب الطلاق، الباب الثالث في اللعان، الحديث (159) واللفظ له، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 153، كتاب النكاح، باب من جحد ولده. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 695 - 696، كتاب الطلاق (7)، باب التغليظ في الانتفاء (29)، الحديث (2263)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 179 - 180، كتاب الطلاق (27)، باب التغليظ في الانتفاء من الولد (47)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 916، كتاب الفرائض (23)، باب من أنكر ولده (13)، الحديث (2743)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 325، كتاب الطلاق (18)، باب اللعان (7)، الحديث (1335)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 202 - 203، كتاب الطلاق، باب مسألة اللعان. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬4) في مخطوطة برلين: (ويروى). (¬5) أخرجه ابن ماجه في المصدر السابق.

فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: طلِّقْها، فقال: اني أُحِبُّها، قال: فأمْسِكْها إذًا" (¬1). 2479 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قَضَى: أنَّ كلَّ مستَلْحَقٍ استُلحِقَ بعدَ أبيهِ الذي يُدْعَى له ادَّعاهُ (¬2) ورثَتُه، فقَضَى: أنَّ مَن كانَ مِن أَمَةٍ يملكُها يومَ أصابَها فقد لحِقَ بمن استلحَقَهُ، وليسَ له مما قُسِمَ قبلَه مِن الميراثِ شيءٌ وما أدركَ من ميراثٍ لم يُقْسَمْ فلهُ نصيبُه، ولا يُلحَق إذا كانَ أبوهُ الذي يُدعى لهُ أنكرَهُ، فإن كانَ مِن أَمَةٍ لم يملكْها، أو مِن حرةٍ عاهَرَ بها فإنه لا يَلحقُ [به] (¬3) ولا يرثُ، وإن كانَ الذي يُدعى له هو ادَّعاهُ فهو ولدُ زَنْيَةٍ، مِن حرةٍ كانَ أو أَمَةٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 541، كتاب النكاح (6)، باب النهي عن تزويج من لم يلد من النساء (4)، الحديث (2049)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 169 - 170، كتاب الطلاق (27)، باب ما جاء في الخلع (34)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 154 - 155، كتاب النكاح، باب ما يستدل به على قصر الآية. . . وأخرجه من رواية عبد اللَّه بن عبيد بن عمير مرسلًا، الشافعي في المسند 2/ 15، كتاب النكاح، الباب الثاني في الترغيب في الزواج، الحديث (37)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من النسائي 6/ 67 - 68، كتاب النكاح (26)، باب تزويج الزانية (12)، وأخرجه من طريقين، الأولى: عن هارون بن رئاب، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير مرسلًا، والثانية: عن عبد الكريم، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمبر، عن ابن عباس موصولًا مرفوعًا، وقال: (هذا الحديث ليس بثابت، وعبد الكريم ليس بالقوي، وهارون بن رئاب أثبت منه، وقد أرسل الحديث، وهارون ثقة، وحديثه أولى بالصواب من حديث عبد الكريم). (¬2) تحرَّف اللفظ في المطبوعة إلى: (ادعاء)، والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين والأصول. (¬3) ما بين الحاصرتين أثبتناه من سنن أبي داود وليس في المخطوطة ولا في المطبوعة. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 9/ 212، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 389 - 390، كتاب الفرائض، باب في ميراث ولد الزنا، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 696 - 697، كتاب الطلاق (7)، باب في ادعاء ولد الزنا (30)، الحديث (2265) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 917، كتاب الفرائض (23)، باب في ادعاء الولد (14)، الحديث (2746).

14 - باب العدة

2480 - عن جابر بن عَتيكٍ رضي اللَّه عنه، أنَّ نبيَّ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مِن الغَيْرَةِ ما يُحِبُّ اللَّهُ، ومنها ما يُبغِضُ اللَّهُ، فأمَّا التي يُحبُّها اللَّهُ: فالغَيْرةُ في الرِّيبةِ، وأمَّا التي يُبغِضُها اللَّهُ: فالغَيْرةُ في غيرِ رِيبةٍ، وإنَّ مِن الخُيَلاءِ ما يُبغِضُ اللَّهُ، ومنها ما يحبُّ اللَّهُ، فأَمَّا الخيلاءُ التي يحبُّ اللَّهُ: فاختيالُ الرجلِ عندَ القتالِ واختيالُه عند الصدقةِ، وأمَّا التي يُبغِضُ اللَّهُ تعالى: فاختيالُهُ في الفخرِ -ويروى: في البغي" (¬1). 14 - باب العدة مِنَ الصِّحَاحِ: 2481 - عن أبي سلمة (¬2)، عن فاطمةَ بنتِ قيسٍ: "أنَّ أبا عمروِ بن حفصٍ (¬3) طلَّقَها البتَّةَ وهو غائبٌ، فأرسلَ إليها وكيلُه الشعيرَ، فتَسَخَّطَتْهُ، فقال: واللَّهِ ما لكِ علينا مِن شيءٍ فجاءَتْ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فذكرَتْ ذلكَ له، فقال: ليسَ لكِ نفقةٌ، فأَمَرَها أنْ تعتدَّ في بيتِ أُمِّ شريكٍ (¬4)، ثمَّ قال: تلكَ امرأةٌ يغشاها أصحابي، اعتدِّي عندَ ابنِ أُمِّ مكتومٍ فإنه رجلٌ أعمى، تَضعِينَ ثيابَكِ، فإذا حَلَلْتِ فآذِنيني، قالت: فلمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لهُ أنَّ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سفيانَ، وأبا جَهْمٍ خَطَباني؟ فقال: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 445 - 446، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 149، كتاب النكاح، باب في الغيرة، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 114 - 115، كتاب الجهاد (9)، باب في الخيلاء. . . (114)، الحديث (2659)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 78 - 79، كتاب الزكاة (23)، باب الاختيال في الصدقة (66)، قوله: "في البغي" جاء في رواية أحمد وأبي داود. (¬2) عبارة المطبوعة: (عن أبي سلمة رضي اللَّه عنه). (¬3) ذكره ابن حجر في الإصابة 4/ 139، الترجمة (801)، فقال: (اختلف في اسمه فقيل أحمد وقيل. . .، خرج مع عليّ إلى اليمن في عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، وكانت تحته فاطمة بنت قيس). (¬4) ذكرها ابن حجر في الإصابة 4/ 445، الترجمة (1345)، فقال: (أم شريك الأنصارية. . .، امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ، ينزل عليها الضيفان. . . ويقال: إنها التي أُمِرت فاطمة بنت قيس أن تعتد عندها).

أمَّا أبو جَهْمٍ: فلا يَضَعُ عَصاهُ عن عاتِقِهِ، وأمَّا مُعاوِيةُ: فصُعْلوكٌ لا مالَ لهُ، انكَحي أُسامةَ بن زيدٍ، فَكَرِهْتُهُ ثم قال: انكحي أُسامةَ فَنَكَحتُه فجعلَ اللَّهُ فيهِ خيرًا واغتبَطْتُ" (¬1). وفي رواية: "فأمَّا أبو جَهْمٍ فرجلٌ ضرَّابٌ للنساءِ" (¬2). وروي: "أنَّ زوجَها طلَّقَها ثلاثًا فأتَتْ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: لا نفقةَ لكِ إلّا أنْ تكوني حامِلًا" (¬3). 2482 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إنَّ فاطمةَ كانتْ في مكان وَحْشٍ فخيفَ على ناحيَيها فلذلكَ رَخَّصَ لها رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬4)، تَعني في النُّقْلَة. 2483 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "ما لِفاطمةَ أنْ لا تَتَّقي اللَّهَ -يعني في قولها: لا سُكنَى ولا نفقةٌ" (¬5). 2484 - وقال سعيد بن المسيب: "إنّما نُقِلَتْ فاطمةُ لطولِ لسانِها [على أحمائها] (¬6) " (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1114، كتاب الطلاق (18)، باب المطلَّقة ثلاثًا. . . (6)، الحديث (36/ 1480). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 2/ 1119، الحديث (47/ 1480). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 2/ 1117، الحديث (41/ 1480). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 477، كتاب الطلاق (68)، باب قصة فاطمة بنت قيس. . . (41)، الحديث (5325 - 5326). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر نفسه، الحديث (5323 - 5324) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1121، كتاب الطلاق (18)، باب المطلَّقة ثلاثًا. . . (6)، الحديث (54/ 1481). (¬6) ليست في مخطوطة برلين. (¬7) تعليق سعيد بن المسيب هذا على حديث عائشة السابق لم يذكره البخاري ولا مسلم عقب حَدِيثَيْهما وإنما أخرجه الشافعي في المسند 2/ 55، كتاب الطلاق، الباب الخامس في العدة، الحديث (179)، وأخرج أصله أبو داود في السنن 2/ 719 - 720، كتاب الطلاق (7)، باب من أنكر ذلك على فاطمة. . . (40)، الحديث (2296)، وأخرجه البيهقي من طريق =

2485 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "طُلِّقَتْ خالتي ثلاثًا، فأرادَتْ أنْ تَجُدَّ نخلَها فزجرَها رجلٌ أنْ تَخْرُجَ، فأتَتِ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالَ: بلى فَجُدِّي نخلَكِ، فإنه عَسَى أنْ تَصَدَّقي أو تَفْعلي معروفًا" (¬1). 2486 - عن المِسْوَر بن مَخْرَمَة: "أنَّ سُبَيْعة الْأَسلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بعدَ وفاةِ زوجها بليالٍ -ويروى: وضعَتْ بأربعينَ ليلةً (¬2) - فجاءَتْ النبيَّ فاستأذنَتْه أنْ تَنكِحَ فأذِنَ لها فنَكَحَتْ" (¬3). 2487 - عن أم سلمة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "جاءَتْ امرأةٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللَّهِ إن ابنتي تُوفي عنها زوجُها، وقد اشتَكَتْ عينَها أَفَنَكْحُلُها؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لا، مرتينِ أو ثلاثًا، كل ذلكَ يقولُ: لا، ثمَّ قال: إنما هي أربعةُ أَشْهُرٍ وعشرٌ، وقد كانَتْ إحداكُنَّ في الجاهليةِ تَرْمي بالبعرةِ على رأسِ الحولِ" (¬4). ¬

_ = الشافعي في السنن الكبرى 7/ 474، كتاب النفقات، باب المبتوتة لا نفقة لها. . .، وذكره البغوي معلَّقًا في شرح السنة 9/ 294، كتاب العدة، باب مقام المطلقة. . .، عقب الحديث (2384) واللفظ له. والأحماءُ: أقارب الزوج. (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1121، كتاب الطلاق (18)، باب جواز خروج المعتدة البائن. . . (7)، الحديث (55/ 1483) قوله: (تَجُدَّ) كَتَمُدَّ أي: تقطع تمر نخلها. (¬2) هذه القطعة من الحديث أخرجها البخاري من حديث أُمِّ سلمة ضمن حديث طويل، في الصحيح 8/ 653، كتاب التفسير (65)، سورة الطلاق (65)، باب: {وأُلَاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ. . .} [سورة الطلاق (65)، الآية (4)]. . . (2)، الحديث (4909). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 470، كتاب الطلاق (68)، باب {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ. . .}، (39)، الحديث (5320). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 484، كتاب الطلاق (68)، باب مراجعة الحائض (45)، الحديث (5336)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1124، كتاب الطلاق (18)، باب وجوب الإحداد. . . (9)، الحديث (1488)، واللفظ لهما، وقال البغوي في شرح السنة 9/ 308، عن كلمة "تَرمي بالبعرة": (ومعنى رميها بالبعرة، كأنها تقول: كان جلوسها في البيت وحبسُها نفسها سنة، أهون عليها من رمي هذه البعرة، أو هو يسيرٌ في جنب ما يجب من حق الزوج) والبعرة: روث البعير.

2488 - عن أم حبيبةَ، وزينبَ بنت جحشٍ عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "لا يَحِلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ أنْ تُحِدَّ على ميِّتٍ فوقَ ثلاثِ ليالٍ إلّا على زوجٍ: أربعةَ أشهرٍ وعشرًا" (¬1). 2489 - وعن أم عطية رضي اللَّه عنها، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا تُحِدُّ امرأةٌ على ميِّتٍ فوقَ ثلاثٍ إلّا على زوج أربعةَ أشهرٍ وعشرًا، ولا تَلْبَسُ ثوبًا مصبوغًا إلّا ثوبَ غَصْبٍ، ولا تكتحلُ، ولا تَمَسُّ طِيْبًا إلّا إذا طَهُرت نُبذةً مِن قُسْطٍ، أو أَظفارٍ" (¬2). ويروى (¬3): "ولا تَختضِبْ". مِنَ الحِسَان: 2490 - عن زينبَ بنت كعبٍ: "أنَّ الفُرَيعةَ بنتَ مالكِ بنِ سنان، وهي أختُ أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنها، أخبرَتْها أنها جاءَتْ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم تسألُه أنْ تَرجِعَ إلى أهلِها في بني خُدْرةَ، فإنَّ زوجَها خرجَ في طلبِ أَعْبُدٍ له أَبَقُوا فقتلُوه، قالت: فسألتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ أَرجِعَ إلى أهلي، فإنَّ زوجي لم يتركْني في منزلٍ يملكهُ ولا نفقةٍ، فقالت، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَليه وسلم: نعم، ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 484، كتاب الطلاق (68)، باب مراجعة الحائض (45)، الحديث (5334 - 5335)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1123 - 1124، كتاب الطلاق (18)، باب وجوب الإحداد. . . (9)، الحديث (58/ 1486 - 1487). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 492، كتاب الطلاق (68)، باب تلبس الحادة ثياب العصب (49)، الحديث (5342)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1127، كتاب الطلاق (18)، باب وجوب الإحداد. . . (9)، الحديث (66/ 938)، قوله: "إلّا ثوبَ عَصْب" بسكون الصاد المهملة، نوع من البرود يعصب غزله أي يُجمع ويُشَد ثم يُصبَغ، وقوله: "نُبذَةً من قُسط أو أظفار" والقُسط: بضم القاف ضرب من الطيب، وأظفار: بفتح أوله جنس من الطيب لا واحد له. (¬3) هذه اللفظة ليست عند أحد الشيخان، وإنما أخرجها أبو داود في السنن 2/ 725 - 726، كتاب الطلاق (7)، باب فيما تجتنبه المعتدة. . . (46)، الحديث (2302).

فانصرَفْتُ حتَّى إذا كُنْتُ في الحُجْرةِ أو في المسجد دَعاني، فقال: امْكُثي في بيتِكِ حتَّى يبلغَ الكتابُ أجلَهُ، قالت: فاعتدَدْتُ فيه أربعةَ أشهرٍ وعشرًا" (¬1). 2491 - عن أم سلمة أنها قالت: "دخلَ عليَّ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حينَ توفي أبو سلمةَ وقد جعلتُ على [عينيَّ] (¬2) صَبِرًا فقال: ما هذا يا أُمَّ سلمةَ؟ فقلتُ: إنما هو صَبِرٌ ليسَ فيه طِيبٌ، قال: إنه يَشبُّ (¬3) الوجهَ فلا تجعَليهِ إلّا بالليلِ وَتَنْزَعِيهِ بالنهارِ، ولا تَمْتَشِطي بالطِّيب، ولا بالحِنَّاءِ فإنه خِضابٌ، قلتُ: بأيِّ شيءٍ أَمْتَشِطُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: بالسِّدر تُغَلِّفينَ به رأسَكِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 591، كتاب الطلاق (29)، باب مقام المتوفى عنها زوجها. . . (31)، الحديث (87)، وأخرجه الشافعي في الرسالة، ص 438 - 439، المسألة (1224) من طريق مالك، وأخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 231، الحديث (1664)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 370، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 168، كتاب الطلاق، باب خروج المتوفى عنها زوجها، من طريق مالك، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 723، كتاب الطلاق (7)، باب في المتوفى عنها تنتقل (44)، الحديث (2300)، من طريق مالك، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 508 - 509، كتاب الطلاق (11)، باب ما جاء أين تعتد. . . (23)، الحديث (1204)، من طريق مالك، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 199 - 200، كتاب الطلاق (27)، باب مقام المتوفى عنها زوجها. . . (60)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 654 - 655، كتاب الطلاق (10)، باب أين تعتد المتوفى بها عنها زوجها (8)، الحديث (2031)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 323 - 324، كتاب الطلاق (18)، باب العدد (4)، الحديث (1332)، من طريق مالك، وأخرجه الحاكم في المستدرك 8/ 202، باب الطلاق، باب عدة المتوفى عنها زوجها. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) ليست في مخطوطة برلين، وهي في لفظ أبي داود. (¬3) تحرَّفت في المطبوعة التي: (يشيب) والصواب ما أثبتناه كَمَا في الأصول. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ مرسلًا 2/ 600، كتاب الطلاق (29)، باب ما جاء من الإحداد (35)، الحديث (108)، فقال: (بلغه أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دخل على أم سلمة. . .)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 727 - 728، كتاب الطلاق (7)، باب فيما تجتنبه المعتدة. . . (46)، الحديث (2305)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 204 - 205، كتاب =

15 - باب الاستبراء

2492 - عن أم سلمة رضي اللَّه عنها، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "المُتَوفى عنها زوجُها لا تلبسُ المُعَصفَرَ من الثيابِ، ولا المُمَشَّقة، ولا الحُليَّ، ولا تختضِبُ، ولا تكتحِلُ" (¬1). 15 - باب الاستبراء مِنَ الصِّحَاحِ: 2493 - عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "مرَّ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم بامرأةٍ مُجِحٍّ فسألَ عنها؟ فقالوا: أَمَةٌ لفلانٍ، قال: أَيُلِمُّ بها؟ قالوا: نعم، فقال: لقد همَمْتُ أنْ أَلعنَهُ لعنًا يدخلُ معَهُ في قبرِهِ، كيفَ يستخدِمُه وهوَ لا يحِلُّ لهُ؟ أَمْ كيفَ يوَرِّثُه وهو لا يحلُّ له" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2494 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، رفَعَه إلي النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّه قال في سبايا أوْطاسٍ: لا تُوطَأُ (¬3) حاملٌ حتَّى تَضَعَ، ولا غيرُ ذات حملٍ حتَّى تَحيضَ حَيْضةً" (¬4). ¬

_ = الطلاق (27)، باب الرخصة للحادة. . .، قوله: "صَبْرًا" بفتح صاد وكسر موحدة وفي نسخة بسكونها، دواء مرٌ معروف، قوله: "يَشُبُّ الوجه" بفتح فضم فتشديد موحدة، أي يزيد في لونه ويحسنه. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 306، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 727، كتاب الطلاق (7)، باب فيما تجتنبه المعتدة. . . (46)، الحديث (2304) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 203 - 204، كتاب الطلاق (27)، باب ما تجتنب الحادة. . . (64)، قوله "المُعَصفَر" المصبوغ بالعُصفر، "والمُمَشَّقة" بضم الميم الأولى وفتح الشين المعجمة المشددة، أي المصبوغة بالمشق، بكسر الميم، وهو الطين الأحمر. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1065 - 1066، كتاب النكاح (16)، باب تحريم وطء الحامل. . . (23)، الحديث (139/ 1441)، قال البغوي في شرح السنة 9/ 323: (المُجِحُّ، الحامل المقرب، وفيه بيان تحريم وطء الحبالى من السبايا). قوله "أيلمّ بها": يجامعها. (¬3) العبارة في المطبوعة: (ألا لا توطأ) وما أثبتناه موافق للفظ أبي داود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 62، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 170، كتاب الطلاق، باب في استبراء الأمة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 614، كتاب النكاح (6)، باب في وطء =

16 - باب النفقات وحق المملوك

2495 - وعن رُوَيْفِع بنِ ثابت الأنصاري رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يومَ حُنينٍ: لا يَحِلُّ لامرئٍ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ أنْ يَسقي ماءَه زرْعَ غيرِه -يعني إتيان الحَبالَى، ولا يَحِلُّ لامرئٍ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ أنْ يقعَ على امرأةٍ من السَّبْي حتَّى يستبرِئَها، ولا يَحِلُّ لامرئٍ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخر أنْ يَبيعَ مَغْنمًا حتَّى يُقْسَمَ" (¬1). 16 - باب النفقات وحق المملوك مِنَ الصِّحَاحِ: 2496 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ هِندًا بنتَ عتبةَ قالت: يا رسولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفيانَ رجلٌ شَحِيحٌ، وليسَ يُعطيني ما يَكفيني وولدي إلّا ما أَخذتُ منه وهوَ لا يَعلمُ؟ فقال: خُذي ما يَكفيكِ وولدَكِ بالمعروفِ" (¬2). 2497 - وقال: "إذا أَعْطَى اللَّهُ أحدَكم خيرًا فليَبدَأْ بنفسِه وأهلِ بيتِهِ" (¬3). ¬

_ = السبايا (45)، الحديث (2157)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 195، كتاب النكاح، باب إذا تزوج العبد. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وسكت عنه الذهبي، قوله: "أوطاس" موضع على ثلاث مراحل من مكة، فيها وقعة للنبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 108، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 615 - 616، كتاب النكاح (6)، باب في وطء السبايا (45)، الحديث (2158) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 437، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في الرجل يشتري الجارية. . . (35)، الحديث (1131). والاستبراء: طلب براءة الرحم من الحمل. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 507، كتاب النفقات (69)، باب إذا لم ينفق الرجل. . . (9)، الحديث (5364) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1338، كتاب الأقضية (30)، باب قضية هند (4)، الحديث (7/ 1714). (¬3) أخرجه من رواية جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1453 - 1454، كتاب الإمارة (33)، باب الناس تبع لقريش. . . (1)، الحديث (10/ 1822).

2498 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "للملوكِ طعامُه وكِسوتُه ولا يُكلَّفُ مِن العملِ إلّا ما يُطيقُ" (¬1). 2499 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إخوانُكم جعلَهم اللَّه تحتَ أيديكُم، فمن جعلَ اللَّهُ أخاهُ تحتَ يديهِ فليُطعمْهُ مما يأكلُ، وليُلبِسْهُ مما يلبَسُ، ولا يُكلِّفُهُ من العملِ ما يَغلِبُه فإنْ كَلَّفَه ما يغلِبُه فلْيُعِنْهُ عليهِ" (¬2). 2500 - وعن عبد اللَّه بن عمرو (¬3) رضي اللَّه عنهما: "أنَّه جاءه قَهْرَمانٌ له فقالَ (¬4): أَعطيتَ الرقيقَ قوتَهم؟ قال: لا، قال: فانطلِقْ فأَعطِهم فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: كَفَى بالمرءِ إِثمًا أنْ يَحبِسَ عمن يملكُ قُوْتَه" (¬5). وفي رواية: "كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضَيِّعَ مَن يَقُوتُ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1284، كتاب الأيمان (27)، باب إطعام المملوك. . . (10)، الحديث (41/ 1662). (¬2) متفق عليه من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 465، كتاب الأدب (78)، بات ما ينهى عن السباب واللعن (44)، الحديث (6050)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1282 - 1283، كتاب الأيمان (27)، باب إطعام المملوك مما يأكل. . . (10)، الحديث (38/ 1661). (¬3) تصحف في المطبوعة إلي: (عمر). (¬4) في المطبوعة زيادة (له) وليست عد مسلم. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 692، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة على العيال. . . (12)، الحديث (40/ 996). والقهرمان: الوكيل والخازن، وهي فارسية معرّبة. (¬6) قال القاري في المرقاة 3/ 523 عن هذه الرواية نقلًا عن ميرك: (أخرجها أبو داود والنسائي، وليست في الصحيحين ولا في أحدهما، وإيراد المصنّف في الصحاح يوهم ذلك)، أخرجه أبو داود في السنن 2/ 321، كتاب الزكاة (3)، باب في صلة الرحم (45)، الحديث (1692)، وعزاه المنذري للنسائي في مختصر سنن أبي داود 2/ 261، كتاب الزكاة، باب في صلة الرحم.

2501 - وقال: "إذا صنعَ لأحدِكم خادِمُه طعامَه ثم جاءَه بهِ، وقد وَليَ حرَّهُ ودُخانَه فليُقعِدْه معَه فليأكلْ، فإنْ كانَ الطعامُ مشفُوهًا قليلًا، فليَضَعْ في يدِه منهُ أُكْلةً أو أُكلَتَيْنِ" (¬1). 2502 - وقال: "إِنَّ العبدَ إذا نَصَحَ لسيِّدِه وأحسنَ عبادَةَ اللَّهِ فلهُ أجرُه مَرَّتينِ" (¬2). 2503 - وقال: ""نِعِمَّا للملوكِ أنْ يَتَوفَّاهُ اللَّهُ يُحْسِنُ عبادَةَ ربِّه وطاعةَ سيِّدهِ نِعِمَّا لهُ" (¬3). 2504 - وقال: "إذا أَبَقَ العبدُ لم تُقبَلْ له صلاةٌ" (¬4). 2505 - وقال: "أيُّما عبدٍ أَبَقَ فقد بَرِئَتْ منهُ الذمَّةُ" (¬5). 2506 - وقال: "أيُّما عبدٍ أَبَقَ من مواليهِ فقدْ كَفَرَ حتَّى يرجعَ إليهم" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 581، كتاب الأطعمة (70)، باب الأكل مع الخادم (55)، الحديث (5460)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1284، كتاب الأيمان (27)، باب إطعام المملوك. . . (10)، الحديث (42/ 1663) واللفظ له. (¬2) متفق عليه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 175، كتاب العتق (49)، باب العبد إذا أحسن. . . (16)، الحديث (2546)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1284، كتاب الأيمان (27)، باب ثواب العبد وأجره. . . (11)، الحديث (43/ 1664) واللفظ له. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 175، كتاب العتق (49)، باب العبد إذا أحسن. . . (16)، الحديث (2549)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1285، كتاب الأيمان (27)، باب ثواب العبد وأجره. . (11)، الحديث (46/ 1667). (¬4) أخرجه مسلم من رواية جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، في الصحيح 1/ 83، كتاب الإيمان (1)، باب تسمية العبد الآبق. . . (31)، الحديث (70/ 124). وأبق: هرب. (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (123/ 69). (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (122/ 68).

2507 - وقال: "مَن قَذَفَ مملوكَهُ وهو بريءٌ مما قالَ، جُلِدَ يومَ القيامَةِ إلّا أنْ يكونَ كما قال" (¬1). 2508 - وقال: "مَن ضَرَبَ غلامًا له حدًّا لم يَأْتِهِ، أو لَطَمَه، فإنَّ كفَّارتَه أنْ يُعتِقَهُ" (¬2). 2509 - عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللَّه عنه قال: "كُنْتُ أَضرِبُ غلامًا لي فسمعتُ مِن خلفي صَوْتًا: اعلمْ أَبا مسعودٍ! لَلَّهُ أَقْدَرُ عليكَ منكَ عليهِ، فالتَفَتُّ فإذا هوَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ هوَ حرٌّ لوجهِ اللَّهِ فقالَ: أَما لَو لَمْ تفعلْ للفَحَتْكَ النّارُ، أَوْ لَمسَّتْكَ النّارُ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2510 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: "أنَّ رجلًا أَتَى النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: إنَّ لي مالًا وإنَّ والِدي يحتاجُ إلى مالي، فقال: أنتَ ومالُكَ لوالِدَيْكَ، إنَّ أَولادَكم مِن أطيبِ كَسبِكم، كُلوا مِن كسبِ أولادِكم" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 185، كتاب الحدود (86)، باب قذف العبيد (45)، الحديث (6858)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1282، كتاب الأيمان (27)، باب التغليظ -صلى اللَّه عليه وسلم- من قذف مملوكه. . . (9)، الحديث (37/ 1660). (¬2) أخرجه مسلم من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 3/ 1279، كتاب الأيمان (27)، باب صحبة المماليك. . . (8)، الحديث (30/ 1657). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1281، الحديث (35/ 1659). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 214، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 801 - 802، كتاب البيوع. . . (17)، باب في الرجل يأكل من مال ولده (79)، الحديث (3530)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 769، كتاب التجارات (12)، باب ما للرجل من مال ولده (64)، الحديث (2292).

2511 - وعن عمرو بن شعيب (¬1)، عن أبيه، عن جده: "أنَّ رجلًا أَتَى النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: اني فقيرٌ ليسَ لي شيءٌ، وَلي يتيمٌ، فقال: كُلْ مِن مالِ يتيمِكَ غيرَ مسرفٍ، وَلا مُبادِرٍ، ولا مُتَأثِّلٍ" (¬2). 2512 - عن أم سلمة: "عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنَّه كانَ يقولُ في مرضِه: الصَّلاةَ وما مَلَكَت أَيْمانُكم" (¬3). 2513 - وقال: "لا يدخلُ الجنَّةَ سَيِّئُ المَلَكةِ" (¬4). 2514 - عن رافِع بن مَكِيث رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "حُسْنُ المَلَكَةِ يُمْنٌ، وسوءُ الخُلُقِ شُؤمٌ، والصدقةُ تمنعُ مِيتةَ ¬

_ (¬1) عبارة المطبوعة: (عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 212 - 216، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 292 - 293، كتاب الوصايا (12)، باب ما جاء في ما لولي اليتيم. . . (8)، الحديث (2872) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 256، كتاب الوصايا (30)، باب ما للوصي من مال اليتيم. . . (11)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 907، كتاب الوصايا (22)، باب قوله: "ومن كان فقيرًا. . . "، [سورة النساء (4)، الآية (6)] (9)، الحديث (2718)، قوله: "مُبادِر" بالدال المهملة، أي مستعجل في الأخذ من ماله قبل حضور الحاجة، قوله: "مُتَأَثِّل" بتشديد المثلثة المكسورة، أي غير جامع من مال اليتيم. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 290، وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 13/ 7، الحديث (18154)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 519، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في ذكر مرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (64)، الحديث (1625) واللفظ له، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 235 - 236، باب بيان مشكل ما روي من نهيه عن إضاعة المال، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 306، الحديث (690) واللفظ له. (¬4) أخرجه من رواية أبي بكر الصدِّيق رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 1/ 4، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 334، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في الإحسان إلي الخدم (29)، الحديث (1946)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1217، كتاب الأدب (33)، باب الإحسان إلى المماليك (10)، الحديث (3691) قوله: "سيء المَلَكَةِ" أي سيء الصنيع إلى مماليكه، وسوءُ المَلَكَة يدل على سوء الخلق.

السوءِ، والبِرُّ زيادةٌ للعمرِ" (¬1). 2515 - وقال: "إذا ضربَ أحدُكم خادِمَه فَذَكَّرَهُ اللَّهَ فليُمْسِك" (¬2). 2516 - وقال: "مَن فَرَّقَ بينَ والدةٍ وولدِها، فرَّقَ اللَّهُ بينَهُ وبينَ أَحِبَّتِهِ يومَ القيامَةِ" (¬3). 2517 - وعن علي رضي اللَّه عنه قال: "وهبَ لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم غلامينِ أَخَوينِ فبعتُ أحدَهما، فقال لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ما فعلَ غلامُك؟ فأَخبرتُه فقال: رُدَّهُ رُدَّهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 502 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 361 - 362، كتاب الأدب (35)، باب في حق المملوك (133)، الحديث (5162 - 5163)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 5/ 3، الحديث (4451). (¬2) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 337، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في أدب الخادم (32)، الحديث (1950)، وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 1003، إلى البيهقي في شعب الإيمان، الحديث (3360)، قوله: "فذكَّرَهُ اللَّه" كذا وردت في المطبوعة، ولكنها عند الترمذي: "فَذَكَرَ اللَّه". (¬3) أخرجه من رواية أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 413، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 227 - 228، كتاب السير، باب النهى عن التفريق بين الوالدة وولدها، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 580، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية الفرق بين. . . (52)، الحديث (1283) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 55، كتاب البيوع، باب النهي عن التفريق بين الأم. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وسكت عنه الذهبي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 97 - 98، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 144 - 145، كتاب الجهاد (9)، باب في التفريق بين السبي (133)، الحديث (2696) وقال أبو داود عقب الحديث: (ميمون -وهو الراوي عن علي- لم يدرك عليًا، قتل بالجماجم، والجماجم سنة ثلاث وثمانين)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 580 - 581، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية الفرق بين. . . (52)، الحديث (1284) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 755 - 756، كتاب التجارات (12)، باب النهى عن التفريق بين السبي (46)، الحديث (2249)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 54، كتاب البيوع، باب النهي عن التفريق بين الأم وولدها، وقال: (هذا متن آخر بإسناد صحيح) ووافقه الذهبي.

2518 - وروي عن علي رضي اللَّه عنه: "أنَّه فرَّقَ بينَ جاريةٍ وولدِها فنهاهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عن ذلكَ فَرَدَّ البيعَ" (¬1) (منقطع). 2519 - عن جابر رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه يَسَّرَ اللَّهُ حتفَهُ وأدخَلَهُ جَنَّتَهُ: رِفْقٌ بالضعيفِ، وشفقةٌ على الوالدينِ، والإحسان إلى المملوكِ" (¬2) (غريب). 2520 - عن أبي أُمامة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَهَبَ لعليٍّ غلامًا فقال: لا تضربْه فإني نُهيتُ عن ضَرْبِ أهلِ الصلاةِ، وقد رأيتُه يُصلي" (¬3). 2521 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ كَمْ نعفو عن الخادِمِ؟ فَصَمَتَ (¬4)، ثمَّ أعادَ عليهِ الكلامَ فصمتَ، فلمَّا كانت الثالثةُ قال: اعفوا عنه كلَّ يوم سبعينَ مرةً" (¬5). 2522 - عن أبي ذر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن لاءَمَكم مِن مَملُوكِيكُم فأَطعِمُوه مما تأكلونَ واكسُوهُ مما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 144 - 145، كتاب الجهاد (9)، باب في التفريق بين السبي (133)، الحديث (2696). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 656، كتاب صفة القيامة (38)، باب (48)، الحديث (2494) وقال: (حسن غريب). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 250، 258، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 70، باب العفو عن الخادم (85)، الحديث (163). (¬4) في المطبوعة (فسكت) والتصويب من أبي داود. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 111، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 362 - 363، كتاب الأدب (35)، باب في حق المملوك (133)، الحديث (5164)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 336، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في العفو عن الخادم (31)، الحديث (1949).

17 - باب بلوغ الصغير وحضانته في الصغر

تُكْسَون، ومَن لم يُلائمكُم مِنهم فبيعوهُ، ولا تعذِّبوا خَلْقَ اللَّهِ" (¬1). 2523 - عن سهل بن الحَنْظِليَّة قال: "مرَّ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ببعيرٍ قد لَحِقَ ظهرُه ببطنِه فقال: اتقوا اللَّهَ في هذهِ البهائمِ المعجَمةِ فاركَبُوها صالحةً، وكُلُوها صالحةً" (¬2). 17 - باب بلوغ الصغير وحضانته في الصغر مِنَ الصِّحَاحِ: 2524 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "عُرِضْتُ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم عامَ أحدٍ وأنا ابنُ أَرْبَعَ عشرةَ سنةً فردَّني، ثم عُرِضْتُ عليهِ عامَ الخندق وأنا ابنُ خمسَ (¬3) عشرةَ سنةً فأَجازني" (¬4) قال عمرُ بن عبد العزيز: هذا فَرْقُ ما بينَ المقاتِلةِ والذُّريةِ. 2525 - عن البراءِ بن عازبٍ رضي اللَّه عنه قال: "صالَحَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم يومَ الحديبيةِ على ثلاثةِ أشياءَ، على أنَّ مَن أتاهُ مِن المشركينَ ردَّه إليهم ومَن أَتاهم مِن المسلمينَ لم يَرُدُّوه، وعلى أنْ يَدخُلَها مِن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 168، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 359 - 360، كتاب الأدب (35)، باب في حق المملوك (133)، الحديث (5157). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 180 - 181، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 49، كتاب الجهاد (9)، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب. . . (47)، الحديث (2548) واللفظ له، وعزاه المتقي الهندي إلى ابن خزيمة في كنز العمال 9/ 62، الحديث (24951)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 215، كتاب الزكاة (7)، باب ما جاء في المسألة (25)، الحديث (844)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 117، الحديث (5620)، وقوله: "المعجمة" أي التي لا تقدر على النطق. (¬3) تحرفت في المطبوعة إلي: (خمسة). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 276، كتاب الشهادات (52)، باب بلوغ الصبيان. . . (18)، الحديث (2664)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1490، كتاب الإمارة (33)، باب بيان سن البلوغ (23)، الحديث (91/ 1868).

قابِلٍ ويُقيمَ بها ثلاثةَ أيَّامٍ، فلمَّا دَخَلَها ومَضَى الأجلُ خرجَ فتَبِعَتْهُ ابنةُ حمزةَ تنادي: يا عمِّ يا عمِّ، فَتَناولها عليٌّ فأَخَذَ بِيَدِها، فاختصمَ فيها عليٌّ، وزيدٌ، وجعفرٌ، قال عليٌّ: أَنا أخذتُها وهي بنتُ عمي، وقال جعفرٌ: ابنةُ عمي وخالتُها تحتي، وقال زيدٌ: ابنةُ أَخي، فقضى بها النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم لخالتِها وقال: الخالةُ بمنزِلَةِ الْأُمِّ وقال لعليٍّ: أنتَ مِنِّي وأنا منكَ، وقال لجعفرٍ: أَشْبَهتَ خَلْقي وخُلُقي، وقال لزيدٍ: أنتَ أَخُونا ومولانا" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2526 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد اللَّه بن عمرو: "أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ابني هذا كانَ بَطني لهُ وعاءً، وثَدْيي له سِقاءً، وحِجْري له حِواءً، وإنَّ أباهُ طلَّقني وأرادَ أنْ ينزِعَه مني؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: أنتِ أَحَقُّ بهِ ما لم تَنْكِحي" (¬2). 2527 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم خَيَّرَ غلامًا بينَ أبيهِ وأُمِّهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري مجزءًا في موضعين من الصحيح 5/ 304، كتاب الصلح (53)، باب الصلح مع المشركين. . . (7)، الحديث (2700)، وفي 7/ 499، كتاب المغازي (64)، باب عمرة القضاء. . . (43)، الحديث (4251) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1409 - 1410، كتاب الجهاد والسير (32)، باب صلح الحديبية. . . (34)، الحديث (90/ 1783). و (قابلٍ): عامٍ آتٍ. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 7/ 153، كتاب الطلاق، باب أي الأبوين أحق بالولد، الحديث (12596)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 182، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 707 - 708، كتاب الطلاق (7)، باب من أحق بالولد (35)، الحديث (2276) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 207، كتاب الطلاق، باب حضانة الولد. .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 62 - 63، كتاب الطلاق، الباب السابع في الحضانة، الحديث (205)، واللفظ له، وأخرجه سعيد بن منصور في السنن 2/ 110، باب الغلام بين الأبوين. . .، الحديث (2275) واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 246، وأخرجه الترمذي =

2528 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "جاءَت امرأةٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: "إنَّ زوجي يريدُ أنْ يذهبَ بابني وقد سَقاني ونَفَعَني، فقالَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: هذا أبوكَ وهذهِ أُمُّكَ، فخُذْ بِيَدِ أَيِّهما شِئتَ، فأَخَذَ بيدِ أُمِّه فانطلقَتْ بهِ" (¬1). ¬

_ = في السنن 3/ 638، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في تخيير الغلام. . . (21)، الحديث (1357) واللفظ له، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 291، كتاب القضاء (13)، باب التخيير (4)، الحديث (1200)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 3، كتاب النفقات، باب الأبوين إذا افترقا. . . (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 7/ 157، كتاب الطلاق، باب أي الأبوين أحق بالولد، الحديث (12611) واللفظ له، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 170، كتاب الطلاق، باب في تخيير الصبي بين أبويه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 708 - 709، كتاب الطلاق (7)، باب من أحق بالولد (35)، الحديث (2277)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 185 - 186، كتاب الطلاق (27)، باب إسلام أحد الزوجين. . . (52)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 787 - 788، كتاب الأحكام (13)، باب تخيير الصبي. . . (22)، الحديث (2351)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 3، كتاب النفقات، باب الأبوين إذا افترقا. . .

13 - كتاب العتق

13 - كِتَابُ العِتْقِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 2529 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "من أعتقَ رقبةً مسلمةً أعتَقَ اللَّهُ بكلِّ عضوٍ منه عضوًا منه من النَّارِ حتَّى فرجَهُ بفرجِهِ" (¬1). 2530 - وعن أبي ذرٍّ رضي اللَّه عنه قال: "سألتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أيُّ العملِ أَفضلُ؟ قال: إيمانٌ باللَّهِ وجهادٌ في سبيلِهِ قالَ، قلتُ: فأيُّ الرقابِ أَفضلُ؟ قال: أَغلاها ثمنًا وأنفسُها عندَ أهلِها، قلتُ: فإنْ لم أَفعَلْ؟ قال: تُعِينُ صانِعًا أو تَصنعُ لأخْرَقَ، قلتُ: فإنْ لم أَفعَلْ؟ قال: تَدَعُ الناسَ مِن الشرِّ، فإنها صدقةٌ تَصَّدَّق بها على نفسِك" (¬2). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 599، كتاب كفارات الأيمان (84)، باب قول اللَّه تعالى: {أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [سورة المائدة (5)، الآية (89)]. . . (6)، الحديث (6715) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1147، كتاب العتق (20)، باب فضل العتق (5)، الحديث (23/ 1509). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 148، كتاب العتق (49)، باب أي الرقاب أفضل (2)، الحديث (2518) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 89 كتاب الإيمان (1)، باب بيان كون الإيمان باللَّه تعالى. . . (36)، الحديث (136/ 84)، قال البغوي في شرح السنة 9/ 353 (الأخرق: الذي ليس في يده صنعة).

2 - باب إعتاق العبد المشترك وشراء القريب والعتق في المرض

مِنَ الحِسَان: 2531 - عن البَراء بن عازِب رضي اللَّه عنه قال: "جاء أعرابي إلى النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: علِّمني عملًا يدخِلُني الجنةَ، قال: لئنْ كنتَ أَقْصَرتَ الخطبةَ لقد أَعْرَضْتَ المسألةَ، اعتِقْ النَّسمةَ، وفُكَّ الرقَبَةَ، قال: أَوَ لَيْسا واحدًا؟ قال: لا، عِتْقُ النَّسمةِ أنْ تَفرَّدَ بعِتْقِها، وفَكُّ الرقبةِ أنْ تُعينَ في ثمنِها، والمنحةَ الوَكُوفَ، والفيءَ على ذي الرحمِ الظالمِ، فإنْ لم تُطِقْ ذلكَ فأَطعِمَ الجائعَ، واسقِ الظمآنَ، وأمُرْ بالمعروفِ، وَأنْهَ عن المنكرِ، فإنْ لم تُطِقْ ذلكَ فَكُفَّ لسانَكَ إلّا مِن خيرٍ" (¬1). 2532 - عن عمرو بن عَبَسة (¬2) أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن بَنَى مسجدًا ليُذكرَ اللَّهُ فيهِ بُنيَ له بيتٌ في الجنَّةِ، ومَن أَعْتَقَ نفسًا مسلمةً كانتْ فِدْيَتَهُ مِن جهنمَ، ومَن شابَ شيبةً في سبيلِ اللَّهِ كانتْ له نُورًا يومَ القيامةِ" (¬3). 2 - باب إعتاق العبد المشترك وشراء القريب والعتق في المرض مِنَ الصِّحَاحِ: 2533 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 299، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 294، كتاب العتق (14)، باب العتق (3)، الحديث (1209)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 272 - 273، كتاب العتق، باب فضل إعتاق النسمة. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 9/ 354، كتاب العدة، باب ثواب العتق، الحديث (2419)، قوله: "والمِنْحَةَ الوَكُوف" بكسر فسكون هي العطية، والمراد هنا ناقة أو شاة يعطيها صاحبها لينتفع بلبنها، و"الوَكُوف" بفتح أوله صفة لها، وهي الكثيرة اللبن. و"النسمة" الروح. و"الفيء على ذي الرحم" التعطّف. (¬2) تصحف في المطبوعة إلى (عنبسة) والصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 113، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 2/ 31، كتاب المساجد (8)، باب الفضل في بناء المساجد (1)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 9/ 355، كتاب العدة، باب ثواب العتق، الحديث (2420) واللفظ له.

عليه وسلم قال: "مَن أَعتَقَ شِرْكًا لهُ في عبدٍ وكانَ لهُ مالٌ يبلغُ ثمنَ العبدِ، قُوِّمَ العبدُ عليهِ قيمةَ عدلٍ، فأُعطيَ شُرَكاؤهُ حِصَصَهم وعتقَ عليه العبدُ، وإلا فقد عَتَقَ منه ما عَتَقَ" (¬1). 2534 - وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن أَعْتَقَ شِقْصًا في عبدٍ أُعتِقَ كلُّه إنْ كانَ له مالٌ، وإنْ لم يكنْ لهُ مالٌ استُسعيَ العبدُ غيرَ مشقوقٍ عليهِ" (¬2). 2535 - عن عِمران بن حُصَين رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا أعتقَ ستةَ مَمْلوكينَ لهُ عندَ مَوْتِهِ، لم يكنْ لهُ مالٌ غيرُهم، فدَعا بهم رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فجزَّأَهم أَثلاثًا ثم أَقرَعَ بينَهم، فأَعْتَقَ اثنينِ، وأَرَقَّ أربعةً، وقالَ لهُ قولًا شديدًا" (¬3). 2536 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يَجْزِي وَلَدٌ والِدَهُ إلّا أنْ يَجِدَهُ مَملوكًا فيشتَرِيَهُ فيُعتِقَهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 151، كتاب العتق (49)، باب إذا أعتق عبدًا بين اثنين. . . (4)، الحديث (2522)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 139، كتاب العتق (20)، الحديث (1/ 1501)، واللفظ لها، قوله: "شِرْكًا" بكسر فسكون أي حصة ونصيبًا. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 137، كتاب الشركة (47)، باب الشركة في الرقيق (14)، الحديث (2504)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1140، كتاب العتق (20)، باب ذكر سعاية العبد (1)، الحديث (3/ 1503)، قوله: "شِقْصًا" بكسر فسكون أي نصيبًا. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1288، كتاب الأيمان (27)، باب من أعتق شركًا له. . . (12)، الحديث (56/ 1668). وأقرع بينهم: جعل بينهم القرعة. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1148، كتاب العتق (20)، باب فضل عتق الوالد (6)، الحديث (25/ 1510).

2537 - عن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا من الأنصارِ دَبَّرَ مملوكًا ولم يَكُنْ لهُ مالٌ غيرُه، فبلغَ النبيَّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم فقال: مَن يَشتريهِ مِنِّي؟ فاشتراهُ نُعيمُ بنُ النَّخَّامِ بثمانمائةِ درهمٍ" (¬1). وفي رواية: "فاشتراهُ نُعيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ العدويِّ بثمانمائةِ درهمٍ، فجاءَ بها رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فدَفَعَها إليهِ، ثمَّ قال: ابدَأ بنفسِكَ فَتَصَدَّق عليها، فإنْ فَضَلَ شيءٌ فلِأهلِكَ، فإنْ فَضَلَ عن أهلِكَ شيءٌ فَلِذي قرابَتِكَ، فإنْ فَضَلَ عن ذي قرابَتِكَ شيءٌ فهكذا وهكذا يقولُ: فبَيْنَ يَدَيْكَ وعن يميِنكَ وعن شِمالك (¬2). مِنَ الحِسَان: 2538 - عن الحسن، عن سمرة، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "من مَلَكَ ذا رَحِمٍ ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فهو حُرٌّ" (¬3). 2539 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا وَلَدت أَمَةُ الرجلِ منهُ فهي مُعتَقةٌ عن دبرٍ منهُ، أو بعدَه" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 600، كتاب كفارات الأيمان (84)، باب عتق المُدَبّر. . . (7)، الحديث (6716)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1289، كتاب الأيمان (27)، باب جواز بيع المُدَبَّر (13)، الحديث (58/ 997)، ونُعَيم بن النَّخَّام ذكره ابن حجر في الإصابة 3/ 537، فقال: (نعيم بن عبد اللَّه. . . المعروف بالنحام). (¬2) هذه الرواية ليست في الصحيحين بلفظها، وإنما أخرجها الشافعي في المسند 2/ 68 - 69، كتاب العتق، الباب الثاني في التدبير، الحديث (225). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 20، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 259 - 260، كتاب العتق (23)، باب فيمن ملك ذا رحم. . . (7)، الحديث (3949)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 646، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء فيمن ملك ذا رحم. . . (28)، الحديث (1365)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 843، كتاب العتق (19)، باب من ملك ذا رحم. . . (5)، الحديث (2524)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 214، كتاب العتق، باب من ملك ذا رحم. . . وصححه، وأقرَّه الذهبي، واللفظ لهم جميعًا. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 303، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 257، كتاب البيوع، باب في بيع أمهات الأولاد، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 841، كتاب العتق (19)، باب أمهات الأولاد (2)، الحديث (2515).

2540 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "بِعْنا أُمهاتِ الأولادِ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وأبي بكرٍ، فلمَّا كانَ عمرُ نهانا عنه فانتَهَيْنا" (¬1). 2541 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أعتَقَ عبدًا ولهُ مالٌ فمالُ العبدِ له إلّا أنْ يشترِطَ السيِّدُ" (¬2). 2542 - وعن أبي المَلِيحِ، عن أبيه: "أنَّ رجلًا أعتقَ شِقْصًا مِن غلامٍ فذُكِرَ ذلكَ للنبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: ليسَ للَّهِ شريكٌ" (¬3). 2543 - عن سَفينَةَ قال: "كنتُ مَملوكًا لأم سلمةَ فقالتْ: أُعتِقُكَ وأَشتَرِطُ عليكَ أنْ تخدُمَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم ما عِشْتَ؟ فقلتُ: إنْ لَمْ تَشْتَرِطي عليَّ ما فارقتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ما عِشتُ، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 262 - 264، كتاب العتق (23)، باب في عتق أمهات الأولاد (8)، الحديث (3954) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 841، كتاب العتق (19)، باب أمهات الأولاد (2)، الحديث (2517)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 296، كتاب العتق (14)، باب في أمهات الأولاد (8)، الحديث (1215). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 270 - 271 كتاب العتق (23)، باب فيمن أعتق عبدًا. . . (11)، الحديث (3962) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 546، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في ابتياع النخل. . . (25)، الحديث (1244) وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 845، كتاب العتق (19)، باب من أعتق عبدًا. . . (8)، الحديث (2529). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 74 - 75، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 251، كتاب العتق (23)، باب فيمن أعتق نصيبًا له. . . (4)، الحديث (3933) واللفظ له، وعزاه للنسائي المزي في تحفة الأشراف 1/ 65، الحديث (134)، وأبو المليح بكسر اللام وفتح الميم، عامر بن أسامة الهذلي.

فأعتقَتْني فاشْتَرَطَتْ عليَّ" (¬1). 2544 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "المُكاتَبُ عبدٌ ما بقي عليهِ مِن مُكاتَبَتِهِ درهمٌ" (¬2). 2545 - عن أم سلمةَ قالت، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا كانَ عندَ مُكاتَبِ إحداكُنَّ وَفاءٌ فلتَحْتَجِبْ منه" (¬3). 2546 - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدَّه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن كاتَبَ عبدَه على مائةِ أوقيةٍ فأدَّاها إلّا عشرةَ أواق -أو قال: عشرةَ دنانير، ثمَّ عَجَزَ فَهُوَ رَقيقٌ" (¬4). 2547 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا أصابَ المكاتبُ حدًّا أو ميراثًا وَرِثَ بحسابِ ما عَتَقَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 221، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 250 - 251 كتاب العتق (23)، باب في العتق على الشرط (3)، الحديث (3932)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 844، كتاب العتق (19)، باب من أعتق عبدًا واشترط خدمته (6)، الحديث (2526). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 242، كتاب العتق (23)، باب في المكاتب. . . (1)، الحديث (3926) واللفظ له. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 289، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 244 - 245، كتاب العتق (23)، باب في المكاتب. . . (1)، الحديث (3928)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 562، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في المكاتب. . . (35)، الحديث (1261)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 842، كتاب العتق (19)، باب المكاتب (3)، الحديث (2520). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 178، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 244، كتاب العتق (23)، باب في المكاتب. . . (1)، الحديث (3927)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 561، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في المكاتب. . . (35)، الحديث (1260)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 842، كتاب العتق (19)، باب المكاتب (3)، الحديث (2519). ومائة أوقية = 1.268 كلغ فضة.

3 - باب الأيمان والنذور

منه" (¬1)، فقال: "يُؤدِّي المكاتَبُ بحصَّةِ ما أدَّى ديةَ حرٍّ، وما بقي ديةَ عبدٍ" (¬2) (ضعيف). 3 - باب الأيمان والنذور مِنَ الصِّحَاحِ: 2548 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "أكثرُ ما كانَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم يحلفُ: لا ومُقَلِّبِ القلوبِ" (¬3). 2549 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "ألا أن اللَّهَ تعالى ينهاكُم أن تحلِفُوا بآبائِكم مَنْ (¬4) كانَ حالِفًا فليحلِفْ باللَّهِ أو ليَصمُتْ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 706 - 707، كتاب الديات (33)، باب في دية المكاتب (22)، الحديث (4582)؛ وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 560، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في المكاتب. . . (35)، الحديث (1259)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 46، كتاب القسامة (45)، باب دية المكاتب (38). (¬2) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أبو داود فى المصدر السابق، الحديث (4581) وقال عقب الحديث (4582) ما نصُّه: (رواه وهيب، عن أيوب، عن عكرمة، عن علي، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأرسله حماد بن زيد، وإسماعيل، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وجعله إسماعيل بن علية قول عكرمة)، وأخرجه الترمذي في المصدر السابق، وقال: (روى يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروى خالد الحذَّاء عن عكرمة، عن علي قوله) وأخرجه النسائي في المصدر السابق. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 513، كتاب التوحيد (97)، باب مقلِّب القلوب (11)، الحديث (7391). (¬4) العبارة في المطبوعة (فمن) وهي لفظ مسلم، وما أثبتناه لفظ البخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 530 كتاب الأيمان والنذور (83)، باب لا تحلفوا بآبائكم (4)، الحديث (6646)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1266 - 1267، كتاب الأيمان (27)، باب النهي عن الحلف. . . (1)، الحديث (3/ 1646) واللفظ لهما.

2550 - وقال: "لا تَحلِفُوا بالطَّواغي ولا بآبائكم" (¬1). 2551 - وقال: "من حلفَ فقال في حَلِفِه: بِاللّاتِ (¬2) والعُزَّى، فليقل: لا إله إلَّا اللَّه، ومَن قال لصاحِبه: تعالَ أُقامِرْكَ، فلْيَتَصدَّقْ" (¬3). 2552 - وقال: "من حلَفَ على ملةٍ غيرِ ملةِ الإسلامِ كاذِبًا فهوَ كما قالَ، وليسَ على ابنِ آدمَ نذرٌ فيما لا يملكُ، ومَن قتلَ نفسَه بشيءٍ في الدنيا عُذِّبَ بهِ يومَ القيامةِ، ومَن لعنَ مؤمنًا فهو كقتلِهِ، ومَن قذفَ مؤمنًا بكفرٍ فهوَ كقتلِهِ، ومَن ادَّعى دَعْوَى كاذِبةً ليَتَكَثَّر بها، لم يَزِدْهُ اللَّهُ إلّا قِلَّةً" (¬4). 2553 - وقال: "إنَّي واللَّهِ، إنْ شاءَ اللَّهُ، لا أَحلِفُ على يمينٍ فأَرى غيرَها خيرًا منها إلَّا كَفَّرْتُ عن يميني وأَتيتُ الذي هو خيرٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عبد الرحمن بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1268، كتاب الأيمان (27)، باب من حلف باللات. . . (2)، الحديث (6/ 1648). والطواغي: الأصنام. (¬2) العبارة في المطبوعة (واللات) وما أثبتناه موافق لِلَفْظَيْ البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 536، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب لا يُحَلفُ باللات. . . (5)، الحديث (6650) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1267، كتاب الأيمان (27)، باب من حلف باللات. . . (2)، الحديث (5/ 1647). (¬4) متفق عليه من رواية ثابت بن الضحَّاك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 464 - 465، كتاب الأدب (78)، باب ما ينهى عن السِّباب واللعن (44)، الحديث (6047) واللفظ له، سوى قوله: "ومن ادَّعى دعوى. . . " فليست عنده، وهي من رواية مسلم، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 104 كتاب الإيمان (1)، باب غلط تحريم قتل الإنسان. . . (47)، الحديث (176/ 110). (¬5) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 601 - 602، كتاب كفَّارات الأيمان (84)، الحديث (6718)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1269، كتاب الأيمان (27)، باب ندب من حلف يمينًا. . . (3)، الحديث (7/ 1649) واللفظ لهما.

2554 - عن عبد الرحمن بن سَمُرة رضي اللَّه عنه قال، قال النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "يا عبدَ الرحمنِ بنَ سَمُرة لا تسألِ الإِمارةَ، فإنك إنْ أُوتيتَها عن مسألةٍ وُكِلْتَ إليها، وإنْ أُوتيتَها عن غير مسألةٍ، أُعِنتَ عليها، وإذا حلفتَ على يمينٍ فرأيتَ غيرَها خيرًا منها، فكفِّرْ عن يمينكَ وَائْتِ الذي هو خيرٌ" (¬1). وفي رواية: "فائتِ الذي هوَ خيرٌ وكفِّرْ عن يمينِكَ" (¬2). 2555 - وعن أبي هريرة رضي اللَّهُ عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن حلفَ على يمينٍ فرأَى غيرَها خيرًا منها فليُكَفِّرْ عن يمينِه وليفعلْ" (¬3). 2556 - وقال: "واللَّهِ لأنْ يَلِجَّ أحَدُكم بيمينِهِ في أهلِه، آثَمُ لهُ عندَ اللَّهِ من أنْ يُعطيَ كفَّارتَه التي افترضَ اللَّهُ عليهِ" (¬4). 2557 - وقال: "يمينُك على ما يُصدِّقُكَ عليهِ صاحبُكَ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 113/ 123 - 124، كتاب الأحكام (93)، باب من لم يسأل الإمارة. . . (5)، الحديث (7146)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1273 - 1274، كتاب الأيمان (27)، باب ندب من حلف يمينًا. . . (3)، الحديث (19/ 1652) واللفظ لهما. (¬2) أخرجه البخاري في المصدر السابق، باب من سأل الإمارة. . . (6)، الحديث (7147). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1272، كتاب الأيمان (27)، باب ندب من حلف. . . (3)، الحديث (12/ 1650). (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 517، كتاب الأيمان. . . (83)، باب قول اللَّه تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ. . .}، [سورة المائدة (5)، الآية (89)] (1)، الحديث (6625) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1276، كتاب الأيمان (27)، باب النهي عن الإصرار على اليمين. . . (6)، الحديث (26/ 1655)، وقال البغوي في شرح السنة 10/ 16 في قوله: "يَلِجْ" (من اللجاج يقول: إقامته عل اليمين وترك التحلُّلِ بالكفارة، أكثر إثمًا من التحلل). (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1274، كتاب الأيمان (27)، باب يمين الحالف. . . (4)، الحديث (20/ 1653).

2558 - وقال: "اليمينُ على نِيَّةِ المُسْتَحلِفِ" (¬1). 2559 - وعن عائشة رضي اللَّهُ عنها قالت: "لَغْوُ اليمينِ قولُ الإنسانِ: لا واللَّهِ، وبَلَى واللَّهِ" (¬2)، ورفَعَهُ بعضُهم عن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها (¬3). مِنَ الحِسَان: 2560 - عن أبي هريرة رضي اللَّهُ عنه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تحلِفوا بآبائكم ولا بأُمَّهاتِكم ولا بالأندادِ، ولا تحلِفوا إلَّا باللَّهِ، ولا تحلِفوا باللَّهِ إلَّا وأنتم صادِقون" (¬4). 2561 - عن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "مَن حلفَ بغيرِ اللَّهِ فقد أَشْرَكَ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في المصدر نفسه، الحديث (21/ 1653). (¬2) لفظ هذه الرواية ليس في أحد الصحيحين، وإنما أخرج نحوها البخاري في الصحيح 11/ 547، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ. . .} [سورة البقرة (2)، الآية (225)] (14)، الحديث (6663). وأخرجه بلفظه، مالك في الموطأ 2/ 477، كتاب النذور. . . (22)، باب اللغو في اليمين (5)، الحديث (9)، وأخرجه الشافعي من طريق مالك في المسند 2/ 74، كتاب الأيمان والنذور، الباب الأول فيما يتعلق باليمين، الحديث (244). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 571 - 572، كتاب الأيمان. . . (16)، باب لغو اليمين (7)، الحديث (3254). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 569، كتاب الأيمان والنذور (16)، باب في كراهية الحلف بالآباء (5)، الحديث (3248) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 5، كتاب الأيمان. . . (35)، باب الحلف بالأمهات (6)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 286، كتاب الأيمان. . . (12)، باب فيما يحلف به. . . (2)، الحديث (1176). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 86 - 87، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 570، كتاب الأيمان. . . (16)، باب في كراهية الحلف. . . (5)، الحديث (3251)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 110، كتاب النذور. . . (21)، باب ما جاء في كراهية الحلف. . . (8)، الحديث (1535)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 286، كتاب =

2562 - عن بُرَيدة رضي اللَّهُ عنه قالَ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن حَلَفَ بالْأَمانةِ فليسَ منا" (¬1). 2563 - وعن بُرَيدة قالَ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن قالَ: إني بريءٌ مِن الإسلامِ، فإنْ كانَ كاذِبًا فهوَ كما قالَ، وإنْ كانَ صادِقًا فلنْ يَرْجِعَ إلى الإسلامِ سالِمًا" (¬2). 2564 - وعن أبي سعيد الخُدْري رضي اللَّهُ عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم إذا اجتَهَدَ في اليمينِ قالَ: لا والذي نفسُ أبي القاسمِ بيدِهِ" (¬3). 2565 - وعن أبي هريرةَ رضي اللَّهُ عنه قال: "كانتْ يمينُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم إذا حلفَ: لا، وأستغفِرُ اللَّهَ" (¬4). ¬

_ = الأيمان. . . (12)، باب فيما يحلف به. . . (2)، الحديث (1177) واللفظ لهم جميعًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 18 كتاب الإيمان، باب من حلف بغير اللَّه. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 352، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 571، كتاب الأيمان. . . (16)، باب في كراهية الحلف بالأمانة (6)، الحديث (3253) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 30، كتاب الأيمان، باب من حلف بغير اللَّه. . . (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 355 - 356، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 574، كتاب الأيمان. . . (16)، باب ما جاء في الحلف. . . (9)، الحديث (3258)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 6، كتاب الأيمان. . . (35)، باب الحلف بالبراءة من الإسلام (8)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 679 كتاب الكفارات (11)، باب من حلف جملة. . . (3)، الحديث (2100) واللفظ لهم جميعًا. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 48، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 577، كتاب الأيمان. . . (16)، باب ما جاء في يمين النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (12)، الحديث (3264). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 288، أخرجه أبو داود في السنن 3/ 577، كتاب الأيمان. . . (16)، باب ما جاء في يمين النبي. . . (12)، الحديث (3265) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 677 كتاب الكفارات (11)، باب يمين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (1)، الحديث (2093).

فصل في النذور

2566 - وعن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن حلفَ على يمينٍ فقالَ: إنْ شاءَ اللَّهُ، فلا حِنْثَ عليهِ" (¬1)، وَوَقَفَهُ بعضُهم (¬2) على ابنِ عمرَ رضي اللَّهُ عنهما. فصل في النذور مِنَ الصِّحَاحِ: 2567 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَنْذُروا فإنَّ النذرَ لا يُغْني مِن القَدَرِ شيئًا، وإنما يُستَخرَجُ به مِن البخيلِ" (¬3). 2568 - وقال (¬4): "مَن نذرَ أنْ يُطيعَ اللَّهَ فلْيُطِعْهُ، ومَن نذرَ أنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 10، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 185، كتاب النذور والأيمان، باب في الاستثناء. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 575، كتاب الأيمان. . . (16)، باب الاستثناء في اليمين (11)، الحديث (3261)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 108، كتاب النذور. . . (21)، باب ما جاء في الاستثناء. . . (7)، الحديث (1531) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 25، كتاب الأيمان. . . (35)، باب الاستثناء (39)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 680، كتاب الكفارات (11)، باب الاستثناء في اليمين (6)، الحديث (2105)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 287، كتاب الأيمان. . . (12)، باب الاستثناء (4)، الحديث (1183). والحنث: اليمين. (¬2) قال الترمذي في المصدر السابق عقب الحديث: (حَدِيث ابْنِ عمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّه ابْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا. وَهكَذَا رُوِيَ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَوْقُوفًا. وَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانيِّ، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَكانَ أَيُّوبُ أَحْيانًا يَرْفَعُهُ وَأَحْيَانًا لَا يَرْفَعُهُ). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 499، كتاب القدر (82)، باب إلقاء العبد النذر. . . (6)، الحديث (6609)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1261، كتاب النذر (26)، باب النبي عن النذر. . . (2)، الحديث (5/ 1640) واللفظ له. (¬4) في المطبوعة: (وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه) وليست في المخطوطة، والصواب أن الحديث عن عائشة رضي اللَّه عنها، كما في صحيح البخاري، وكذلك الخطيب التبريزي عزا الحديث لعائشة رضي اللَّه عنها في مشكاة المصابيح 2/ 1022، كما أنَّ البغوي نفسه أخرجه عن عائشة =

يَعصيَهُ فلا يَعصِه" (¬1). 2569 - وقال: "لا وفاءَ لنذْرٍ في معصيةٍ، ولا فيما لا يَملِكُ العبدُ" (¬2). وفي رواية: "لا نذْرَ في معصيةِ اللَّهِ" (¬3). 2570 - وقال: "كفَّارةُ النذرِ كفَّارةُ اليمينِ" (¬4). 2571 - وعن ابن عباس رضي اللَّهُ عنهما قال: "بينا (¬5) النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم يخطبُ إذا هو برجلٍ قائمٍ فسألَ عنه؟ فقالوا: أبو إسرائيلَ، نذرَ أنْ يقومَ ولا يقعدَ، ولا يَستظِلَّ، ولا يتكلَّمَ، ويصومَ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: مُرُوهُ فليتكلَّمْ وليستظِلَّ وليقعدْ، ولْيُتِمَّ صَوْمَهُ" (¬6). 2572 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه ¬

_ = رضي اللَّه عنها في شرح السنة 10/ 21، كتاب الأيمان، باب النذر ولزوم الوفاء به. . .، الحديث (2440). (¬1) أخرجه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، مالك في الموطأ 2/ 476، كتاب النذور والأيمان (22)، باب ما لا يجوز من النذور. . . (4)، الحديث (8)، واللفظ له، وأخرجه البخاري من طريق مالك في الصحيح 11/ 581، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب النذور في الطاعة. . . (28)، الحديث (6696). (¬2) أخرجه من رواية عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1262 - 1263، كتاب النذر (26)، باب لا وفاء لنذر. . . (3)، الحديث (8/ 1641). (¬3) أخرجه من رواية عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه. (¬4) أخرجه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1265، كتاب النذر (26)، باب في كفارة النذر (5)، الحديث (13/ 1645). (¬5) وفي المطبوعة (بينما)، والصواب ما أثبتناه كما عند البخاري. (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 586، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب النذر فيما لا يملك. . . (31)، الحديث (6704)، وأبو إسرائيل قال عنه ابن حجر في فتح البارى 11/ 590: (لا يشاركه أحد في كنيته من الصحابة، واختلف في اسمه فقيل قُشَيْر. . .).

وسلم رأى شيخًا (¬1) يُهادَى بينَ ابنَيْهِ فقال: ما بالُ هذا؟ قالوا: نذرَ أنْ يمشيَ إلى البيتِ، قال: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ عَنْ تَعْذِيب هذا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ (¬2)، وأَمَرَهُ أنْ يركبَ" (¬3). وفي رواية: "اركبْ أيُّها الشيخُ، فإنَّ اللَّهَ غنيٌّ عنكَ وعن نذرِك" (¬4). 2573 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ سعدَ بنَ عُبادَةَ استفْتَى النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم في نذرٍ كانَ على أُمِّهِ، فتُوفِّيَتْ قبلَ أنْ تَقْضِيَه؟ فأَفتَاه بأنْ يَقضِيَه عنها" (¬5). 2574 - وعن كعب بن مالكٍ رضيَ اللَّهُ عنه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنَّ مِن تَوْبَتي أنْ أنخلِعَ مِن مالي صدقةً إلى اللَّهِ وإلى رسولِهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أمسِكْ بعضَ مالِكَ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ: فإني أُمسِكُ سَهْمي الذي بخيبرَ" (¬6). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (كبيرًا) وليست عند البخاري ومسلم. (¬2) العبارة في المطبوعة (إن اللَّه عزَّ وجلَّ لغنيٌّ عن تعذيب هذا نفسه). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 78، كتاب جزاء الصيد (28)، باب من نذر المشي إلى الكعبة (27)، الحديث (1865)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1263 - 1264، كتاب النذر (26)، باب من نذر أن يمشي إلى الكعبة (4)، الحديث (9/ 1642). و"يهادى بينهما": يمشي بينهما معتمدًا عليهما من ضعف. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (10/ 1643). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 583، كتاب الأيمان. . . (83)، باب من مات وعليه نذر (30)، الحديث (6698) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1260، كتاب النذر (26)، باب الأمر بقضاء النذر (1)، الحديث (1/ 1638). (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 572، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب إذا أهدى ماله. . . (24)، الحديث (6690)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2127، كتاب التوبة (49)، باب حديث توبة كعب. . . (9)، الحديث (53/ 2769) واللفظ له، وهو ضمن رواية مطولة.

مِنَ الحِسَان: 2575 - عن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها قالت، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا نذرَ في معصيةِ اللَّهِ، وكفارتُه كفارةُ اليمينِ" (¬1). 2576 - عن ابن عباس رضي اللَّهُ عنهما أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن نَذَرَ نَذْرًا لم يُسَمِّهِ فكفَّارتُه كفَّارةُ يمينٍ، ومَن نَذَرَ نَذْرًا في معصيةٍ فكفَّارتُه كفارةُ يمينٍ، ومَن نَذَرَ نَذْرًا لا يُطيقُه فكفَّارتُه كفارةُ يمينٍ، ومَن نَذَرَ نَذْرًا أَطَاقَهُ (¬2) فَلْيَفِ بهِ" (¬3)، ووقَفه بعضُهم (¬4) على ابنِ عباسٍ رضي اللَّهُ عنهما. 2577 - عن ثابت بن الضحَّاك قال: "أَتَى رجلٌ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالَ: إني نذرتُ أنْ أَنحرَ إبلًا ببُوانَةَ قال: هَلْ (¬5) كانَ فيها وَثَنٌ مِن أَوثانِ الجاهليةِ يُعْبَدُ؟ قالوا: لا، قال: فهلْ كانَ فيها عيدٌ مِن أعيادِهم؟ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 247، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 595 - 596، كتاب الأيمان. . . (16)، باب من رأى عليه كفَّارة. . . (23)، الحديث (3292)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 103 - 104، كتاب النذور والأيمان (21)، باب ما جاء عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن لا نذر في معصية (11)، الحديث (1525) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 26، كتاب الأيمان. . . (35)، باب كفَّارة النذر (41). (¬2) في المطبوعة (يطيقه) والتصويب من أبي داود. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 614 - 615، كتاب الأيمان. . . (16)، باب من نذر نذرًا لا يطيقه (30)، الحديث (3322)، وأخرجه ابن ماجه 1/ 687 كتاب الكفارات (11)، باب من نذر نذرًا. . . (17)، الحديث (2128)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 412، الحديث (12169) واللفظ له. (¬4) قال أبو داود في المصدر السابق: (روى هذا الحديث وكيع وغيره، عن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي الهند، أَوْقَفُوهُ على ابن عباس). (¬5) العبارة في المطبوعة (فهل) والتصويب من أبي داود.

قالوا: لا، قال: أَوْفِ بنذرِكَ فإنه لا نَذْرَ فى معصيةِ اللَّهِ، ولا فيما لا يملِكُ ابنُ آدمَ" (¬1). 2578 - وعن عمرو بن شعيب (¬2)، عن أبيه، عن جده: "أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ اللَّهِ إني نَذَرتُ أنْ أَضرِبَ على رأسِكَ بالدُّفِّ؟ قال: أَوْفي بنذرِكِ، قالت: إني نذرتُ أنْ أذبَحَ بمكانِ كذا وكذا -بمكانٍ كانَ يذبحُ فيهِ أهلُ الجاهليةِ، قالَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لِصَنَمٍ؟ قالت: لا، قال: أَوْفي بنذرِك" (¬3). 2579 - عن أبي لُبابَةَ [بنِ عبدِ المُنذِرِ] (¬4) أنه قالَ للنبىِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ مِن تَوْبَتي أنْ أَهْجُرَ دارَ قَوْمي التي أَصبتُ فيها الذنبَ، وأنْ أنخلِعَ مِن مالي كلِّه صدقةً، قال: يُجْزِئ عنكَ الثلثُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 607، كتاب الأيمان. . . (16)، باب ما يؤمر به من الوفاء بالنذر (27)، الحديث (3313) واللفظ له.، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 68، الحديث (1341)؛ وعن "بُوَانَة" قال ياقوت في معجم البلدان 1/ 505: (هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر). (¬2) عبارة الأصلين المطبوعين التجارية والبولاقية (عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 606، كتاب الأيمان. . . (16)، باب ما يؤمر به من الوفاء. . . (27)، الحديث (3312) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 77، كتاب النذور، باب ما يوفى به من نذور الجاهلية، وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 1024، الحديث (3438) إلى رزين. (¬4) ليست في مخطوطة برلين. (¬5) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 481، كتاب النذور. . . (22)، باب جامع الأيمان (9)، الحديث (16)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 502، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 613، كتاب الأيمان. . . (16)، باب فيمن نذر أن يتصدق بماله (29)، الحديث (3319) واللفظ له، وفيه: (عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه: أنه قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو أبو لبابة، أو من شاء اللَّه، إن من توبتى. . .).

2580 - عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ رضي اللَّهُ عنه: "أنَّ رجلًا قالَ يومَ الفتحِ: يا رسولَ اللَّهِ إني نذرتُ إنْ فتحَ اللَّهُ عليكَ مكةَ أنْ أُصلِّيَ في بيتِ المَقْدسِ ركعتينِ، فقالَ: صلِّ ههنا، ثمَّ أَعادَ عليهِ فقال: صلِّ ههنا، ثمَّ أَعادَ عليهِ فقالَ: شأنَكَ إذًا" (¬1). 2581 - وعن عِكْرِمَةَ (¬2)، عن ابنِ عباسٍ رضي اللَّهُ عنهما: "أنَّ أختَ عُقْبَةَ بنِ عامرٍ نَذَرَتْ أنْ تحُجَّ ماشيةً فسُئلَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم -وقيلَ إنها لا تطيقُ ذلكَ، فقال: إنَّ اللَّهَ لغنيٌّ عن مَشْي أختِكَ، فلتَرْكبْ ولتُهْدِ بَدَنةً" (¬3). وفي رواية: "فأَمَرَها النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ تَرْكَبَ وتُهدِيَ هَدْيًا" (¬4). وفي رواية قالَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لا يَصْنَعُ بشقاءِ أختِكَ شيئًا، فلْتَحُجَّ راكِبةً وتُكَفِّرْ عن يمينِها" (¬5). 2582 - وروي: "إنَّ عُقْبَةَ بنَ عامرٍ رضي اللَّهُ عنه سألَ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن أختٍ له نذرَتْ أنْ تَحُجَّ حافيةً غيرَ مختمِرَةٍ؟ فقال: مروها فلْتَخْتَمِرْ ولتَركبْ، ولتَصمْ ثلاثةَ أيامٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 363، وأخرجه الدارمي في السنن 3/ 184 - 185، كتاب النذور والأيمان، باب من نذر أن يصلي في بيت المقدس. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 602، كتاب الأيمان. . . (16)، باب من نذر أن يصلي. . . (24)، الحديث (3305) واللفظ له. (¬2) عبارة الأصلين المطبوعين، التجارية والبولاقية (وعن عكرمة رضي اللَّه عنه). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 253، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 183 - 184، كتاب النذور. . .، باب في كفَّارة النذر، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 598، كتاب الأيمان. . . (16)، باب من رأى عليه كفَّارة. . . (23)، الحديث (3297). والبدنة: البعير. (¬4) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، أبو داود في المصدر نفسه، الحديث (3292). (¬5) أبو داود في المصدر نفسه 3/ 597 - 598، الحديث (3295). (¬6) أخرجه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 149، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 183، كتاب النذور. . .، باب في كفَّارة النذر، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 596 - 597، كتاب الأيمان. . . (16)، باب من رأى عليه كفارة. . . (23)، =

2583 - وعن سعيد بنِ المسيِّبِ: "أنَّ أَخَوينِ مِن الأنصارِ كانَ بينَهما ميراثٌ فسألَ أحدُهما صاحبَهُ القِسمةَ فقال: إنْ عُدْتَ تسألُني القسمة فكلُّ مالي في رِتاجِ الكعبةِ، فقالَ لهُ عمرُ (¬1) رضي اللَّهُ عنه: إنَّ الكعبةَ غنيةٌ عن مالِكَ، كفِّرْ عن يمينِكَ وكلِّم أخاكَ، فإني سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلمَ يقولُ: لا يمينَ عليكَ، ولا نذرَ في معصيةِ الربِّ، ولا في قَطيعةِ الرحمِ، ولا فيما لا تملكُ" (¬2). ¬

_ = الحديث (3293)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 116، كتاب النذور. . . (21)، باب (16)، وهو ما يلي باب ما جاء في كراهية الحلف. . . (15)، الحديث (1544)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 20، كتاب الأيمان. . . (35)، باب إذا حلفت المرأة. . . (33)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 689 كتاب الكفارات (11)، باب من نذر أن يحج ماشيًا (20)، الحديث (2134). (¬1) في المطبوعة (ابن عمر) والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين وسنن أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 581، كتاب الأيمان. . . (16)، باب اليمين في قطيعة الرحم (15)، الحديث (3272)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 300، كتاب الأيمان والنذور، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 33، كتاب الأيمان، باب شبهة من زعم أن لا كفارة في اليمين، "ورتاج الكعبة" بكسر أوله أي مصالحها، أراد أن ماله هدي إلى الكعبة.

14 - كتاب القصاص

14 - كِتَابُ القِصَاصِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 2584 - عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضي اللَّهُ عنه أنه قالَ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يَحِلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّهُ وأني رسولُ اللَّهِ إلّا بإحدى ثلاثٍ: النفْسُ بالنفْسِ، والثِّيبُ الزاني، والتارِكُ لدينِهِ (¬1) المُفارِقُ للجماعةِ" (¬2). 2585 - وقال: "لنْ يزالَ المؤمنُ في فُسْحَةٍ مِن دينِهِ ما لم يُصِبْ دَمًا حرامًا" (¬3). ¬

_ (¬1) كذا العبارة في المطبوعة، وهي موافقة لعبارة مسلم، أما في مخطوطة برلين فاللفظ: (والمفارق لدينه، التارك للجماعة) وهو لفظ البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 201، كتاب الديات (87)، باب قول اللَّه تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ. . .} [سورة المائدة (5)، الآية (45)] (6)، الحديث (6878)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1303 - 1303، كتاب القسامة (28)، باب ما يباح به دم المسلم (6)، الحديث (25/ 1676). (¬3) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، البخاري في الصحيح 12/ 187، كتاب الديات (87)، باب قول اللَّه تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا. . .} [سورة النساء (4)، الآية (93)] (1)، الحديث (6862).

2586 - وقال: "أولُ ما يُقضَى بينَ الناسِ يومَ القيامةِ في الدماءِ" (¬1). 2587 - وقال: "لا تُقتَلُ نفسٌ ظُلْمًا إلّا كان على ابنِ آدمَ الأولِ كِفْلٌ مِن دَمِها، لأنهُ أولُ مَنْ سَنَّ القتلَ" (¬2). 2588 - عن المِقْداد بن الأسود [الكِنْدِي] (¬3) أنّه قال: "يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إنْ لقيتُ رجلًا مِن الكفارِ فاقْتَتَلْنا فضربَ إحدَى يديَّ بالسيفِ فقطعَها ثم لَاذَ مِنِّي بشجرةٍ، فقال: أسلمتُ للَّهِ، أَأَقْتُلُه بعدَ أَنْ قالَها؟ قالَ: لا تقتلْهُ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنه قطعَ إحدى يديَّ! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لا تقتلْهُ، فإنْ قَتَلْتَه فإنَّهُ بمنزِلَتِكَ قبلَ أَنْ تقتُلَهُ، وإنكَ بمنزِلَتِهِ قبلَ أنْ يقولَ كلمتَهُ التي قالَها" (¬4). 2589 - وعن أسامة بن زيد رضي اللَّهُ عنه أنّه قال: "بعَثَنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلى أُناسٍ مِن جُهَينةَ، فأَتيتُ على رجلٍ منهم فذهبتُ أَطعنُه فقالَ: لا إله إلَّا اللَّهُ فطعنتُهُ فقتلتُه، فجئتُ إلى النَّبيِّ ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 187، كتاب الديات (87)، باب قول اللَّه تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا. . .} [سورة النساء (4)، الآية (93] (1)، الحديث (6864)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1304، كتاب القسامة (28)، باب المجازاة بالدماء. . . (8)، الحديث (28/ 1678) واللفظ لهما. (¬2) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 364، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب خلق آدم وذريته (1)، الحديث (3335)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1302، كتاب القسامة (28)، باب بيان إثم من سنَّ القتل (7)، الحديث (27/ 1677) واللفظ لهما. (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 187، كتاب الديات (87)، باب قول اللَّه نعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا. . .} [سورة النساء (4)، الآية (93)] (1)، الحديث (6865)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 95 كتاب الإيمان (1)، باب تحريم قتل الكافر. . . (41)، الحديث (155/ 95) واللفظ له.

صلى اللَّهُ عليه وسلم فأخبرْتُهُ فقالَ: أَقَتَلْتَه (¬1) وقد شهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّه؟ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنما فعلَ ذلكَ تَعوُّذًا قال: فهلَّا شَقَقْتَ عن قلبِهِ" (¬2). 2590 - وروي عن جُنْدب البَجلي أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "كيفَ تصنعُ بلا إلهَ إلَّا اللَّهُ إذا جاءَتْ يومَ القيامةِ" (¬3) قالَهُ مِرارًا. 2591 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن قتلَ معاهِدًا لم يَرِحْ رائحةَ الجنَّةِ وإنَّ ريحَها تُوجدُ مِن مَسيرةِ أربعينَ خريفًا" (¬4). 2592 - وقال: "مَن تردَّى مِن جبلٍ فقتلَ نفسَه فهو في نارِ جهنمَ يَتَردَّى فيهِ خالِدًا مُخلَّدًا فِيها (¬5) أبدًا، ومَن تَحَسَّى سُمًّا فقَتَلَ نفسَه فسُمُّه فيٍ يدهِ يتحسَّاهُ في نارِ جهنمَ خالِدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن قتلَ بحديدَةٍ فحديدتُه في يدهِ يَجَأُ بها في بطنِهِ في نارِ جهنمَ خالِدًا مخلَّدًا [فيها] (¬6) أبدًا" (¬7). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (قتلته). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 191 - 192، كتاب الديات (87)، باب قول اللَّه تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [سورة المائدة (5)، الآية (32)]. . . (2)، الحديث (6872)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 96 - 97، كتاب الإيمان (1)، باب تحريم قتل الكافر. . . (41)، الحديث (158 - 159/ 96). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 1/ 97 - 98، الحديث (160/ 97). (¬4) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، البخاري في الصحيح 6/ 269 - 270، كتاب الجزية. . . (58)، باب إثم من قتل معاهدًا. . . (5)، الحديث (3166). (¬5) العبارة في المطبوعة: (يتردّى فيها خالدًا مخلّدًا أبدًا) والتصويب من البخاري. (¬6) ليست في مخطوطة برلين. وأثبتناها من البخاري. (¬7) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 247، كتاب الطب (76)، باب شرب السم. . . (65)، الحديث (5778)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 103 - 104، كتاب الإيمان (1)، باب غلظ تحريم قتل الإنسان. . . (47)، الحديث (175/ 109)، قوله: "يَجَأُ" تحرَّف في المطبوعة إلى: "يَجْبَأُ" والصواب ما أثبتناه كما في صحيح البخاري، ومعناه يطعن.

2593 - وقال: "الذي يَخنقُ نفسَه يَخنقُها في النَّارِ، والذي يَطعنُها يَطعنُها في النَّارِ" (¬1). 2594 - عن جُندب بنِ عبدِ اللَّهِ أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "كانَ فيمن كانَ قبلَكم رجلٌ به جُرْحٌ فجزِعَ، فأخذَ سكينًا فَحَزَّ بها يدَهُ فما رَقَأَ الدمُ حتَّى ماتَ، قال اللَّهُ تعالى: بادَرَني عبدِي بنفسِه فحرَّمت عليهِ الجنة" (¬2). 2595 - عن جابر رضي اللَّهُ عنه: "أنَّ الطُّفيلَ بنَ عمروٍ الدَّوسيَّ لما هاجَرَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم إلى المدينةِ، هاجرَ إليه وهاجرَ معَهُ رجلٌ مِن قومِهِ فمَرِضَ فجزِعَ، فأخَذَ مشاقِصَ له فقطَعَ بها بَرَاجِمَهُ فشخبَتْ يداهُ حتَّى ماتَ، فرآهُ الطفيلُ بنُ عمروٍ رضي اللَّهُ عنه في منامِه وهيئتُه حَسَنةٌ، ورآهُ مغطَّيًا يدَيْهِ (¬3) فقالَ له: ما صنعَ بكَ ربُّكَ؟ فقال: غفرَ لي بهجرَتي إلى نبيِّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فقالَ: ما لي أراكَ مُغَطِّيًا يديْكَ؟ قالَ، قيلَ لي: لن نُصلِحَ منكَ ما أَفْسَدْتَ، فقصَّها الطفيلُ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم: اللَّهمَّ وَليَدَيْهِ فاغفِرْ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 3/ 227، كتاب الجنائز (23)، باب ما جاء في قاتل النفس (83)، الحديث (1365). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 496، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (50)، الحديث (3463) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 107، كتاب الإيمان (1)، باب غلظ تحريم قتل الإنسان. . . (47)، الحديث (181/ 113). (¬3) تحرَّفت في المطبوعة إلى: (يده): والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 108 - 109، كتاب الإِيمان (1)، باب الدليل على أنَّ قاتِل نفسه. . . (49)، الحديث (184/ 116)، قوله "مَشَاقِص" بفتح الميم وكسر القاف، جمع مِشْقَص، وهو السكين وقيل نصل السهم، وقوله: "بَراجِمَهُ" بفتح الموحَّدة، وكسر الجيم جمع بُرجُمة بضم الباء والجيم، قال ابن منظور في لسان العرب 12/ 46: (وهي رؤوس السُّلامَيَات من ظهر الكف، أذا قَبَضَ القابِضُ كفَّهُ. نشزت وارتفعت) قوله: "فَشَخَبَتْ" أي سالت.

2596 - عن أبي شُرَيْحٍ الكَعْبيِّ عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنّه قال: "ثم (¬1) أنتم يا خُزَاعَة قد قتلْتُم هذا القتيلَ مِن هُذَيْل وَأَنا واللَّهِ عاقِلُهُ، مَن قَتَلَ بعدَه قتيلًا فأهلُه بينَ خِيرَتَيْنِ إنْ أَحَبُّوا قَتَلُوا، وإنْ أَحَبُّوا أَخَذُوا العَقْلَ" (¬2). 2597 - عن أنسِ رضي اللَّهُ عنه: "أنَّ يهوديًا رَضَّ رأسَ جاريةٍ ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (بما) والصواب ما أثبتناه كما عند الشافعي. (¬2) هذا الحديث قطعة من رواية مطوَّلة لم يُخْرِّجها بتمامها صاحبا الصحيح، وإنما أخرجا أصل الحديث دون الشاهد منه، وأخرجها بتمامها الشافعي في المسند 1/ 295 كتاب الحج، الباب الثالث في فضل مكة، الحديث (769)، ونصُّه: (عن أبي شريح الكعبي أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنَّ اللَّه حرَّم مكة ولم يُحَرِّمها الناس، فلا يحل لمن كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرة، فَإِنْ ارتخص أحد فقال: أُحِلِّت لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإنَّ اللَّه أحلَّها لي ولم يُحلَّها للناس، وإنما أُحِلَّت لي ساعة من النَّهارِ ثم هي حرام كحرمتها بالأمس، ثمَّ أنتم يا خُزاعة قد قتلتم هذا القتيل من هُذَيل، وأنا واللَّه عاقِلُهُ، فمن قتل بعده قتيلًا فأهله بين خِيْرَتَيْن إنْ أَحَبوا قَتَلوا، وإنْ أحبوا أخذوا العقل)، وأخرجه بتمامه أحمد في المسند 4/ 32. وأخرج الشيخان أصله في الصحيحين، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 197 - 198، كتاب العلم (3)، باب ليبلِّغ العلمَ الشَّاهِدُ الغائب. . . (37)، الحديث (104)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 987 - 988، كتاب الحج (15)، باب تحريم مكة. . . (82)، الحديث (446/ 1354)، وقال البغوي في شرح السنة 7/ 301، كتاب الحج، باب حرم مكة عقب حديث أبي شريح هذا برقم (2004) ما نصُّه: (هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه جميعًا عن. . .، وليس فيه ذكر قتيل خزاعة، وأخرجاه من رواية أبي هريرة، وفيها ذِكْرُ قتيل خزاعة). والعقل: الدية. وأما حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه فأخرجه البخاري في الصحيح 1/ 205 كتاب العلم (3)، باب كتابة العلم (39)، الحديث (112)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 988، كتاب الحج، باب تحريم مكة. . . (82)، الحديث (447/ 1355). وأخرجه بسياق المصنف الشافعي في المسند 2/ 99، كتاب الديات، الحديث (328)، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 643 - 644، كتاب الديات (33)، باب ولي العمد يرض بالدية (4)، الحديث (4504)، وأخرجه الترمذي معلقًا في السنن 4/ 22، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في حكم ولي القتيل. . . (13)، عقب الحديث (1406)، فقال: (وروي عن أبي شريح. . .).

بينَ حَجَريْنِ فقيلَ لها: مَنْ فعلَ بكِ هذا أَفُلانٌ؟ أَفلاَنٌ (¬1)؟ حتَّى سُمِّيَ اليهوديُّ فأَوْمَأَتْ برأسِها، فجيءَ باليهوديِّ فاعتَرفَ، فأمرَ به (¬2) النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فَرُضَّ رأسُه بالحِجارةِ (¬3). 2598 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كَسَرَتْ الرُّبَيِّعُ، وهي عمَّةُ أنسِ بنِ مالكٍ، ثَنِيَّةَ جاريةٍ من الأنصارِ فأَتَوا النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فأمَرَ بالقِصاصِ، فقال أنسُ بنُ النضرِ، عمُّ أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللَّهُ عنه: [لا] (¬4) واللَّهِ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُها يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: يا أنسُ كتابُ اللَّهِ القِصاصُ، فرَضيَ القومُ وقَبِلُوا الْأَرْشَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ مِن عبادِ اللَّهِ مَنْ لو أَقسَمَ على اللَّهِ لأبَرَّهُ" (¬5). 2599 - عن أبي جُحَيْفَةَ أنّه قال: "سألتُ عليًا هل عِندَكم شيءٌ ليسَ في القرآنِ؟ فقال: والذي فلقَ الحبةَ وبَرَأَ النسمةَ ما عِندَنا إلّا ما في القرآنِ، إلَّا فَهْمًا يُعطَى رجلٌ في كتابِهِ، وما في الصحيفةِ! قلتُ: وما في الصحيفةِ؟ قال: العقلُ، وفِكاكُ الأسيرِ، وأنْ لا يُقْتَلَ مسلمٌ بكافرٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (أَمْ فُلانٌ) والتصويب من البخاري. (¬2) العبارة في المطبوعة (فاعترف به، فأمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .) والتصويب من البخاري. (¬3) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 213، كتاب الديات (87)، باب إذا أقرَّ بالقتل مرة. . . (12)، الحديث (6884) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1299، كتاب القسامة (28)، باب ثبوت القصاص (3)، الحديث (15/ 1672). (¬4) ليست في المطبوعة، والصواب إثباتها كما عند البخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 274، كتاب التفسير (65)، باب {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [سورة المائدة، الآية (45)] (6)، الحديث (4611) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1302، كتاب القسامة (28)، باب إثبات القصاص. . . (5)، الحديث (24/ 1675). والثنِيَّة: السن القاطع. والأرش: الدية. (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 246، كتاب الديات (87)، باب العاقلة (24)، الحديث (6903). وبرأ النسمة: خلق النفس.

مِنَ الحِسَان: 2600 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لَزَوالُ الدنيا أهونُ على اللَّهِ مِن قتلِ رجلٍ مسلمٍ" (¬1)، ووقَفَه بعضُهم وهو الأصحُّ (¬2). 2601 - وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّهُ عنه، وأبي هريرةَ رضي اللَّهُ عنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنّه قال: "لو أنَّ أهلَ السماءِ والأرضِ اشتركوا في دمِ مؤمنٍ لَأكبَّهم (¬3) اللَّهُ في النَّارِ" (¬4) (غريب). 2602 - عن ابن عباس رضي اللَّهُ عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنّه قال: "يجيءُ المقتولُ بالقاتِلِ يومَ القيامةِ ناصيتُه ورأسُه بيدِه وأَوْداجُه تَشْخُبُ دمًا يقولُ: يا ربِّ قتلَني حتَّى يدنِيَه مِن العرش" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 16، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن (7)، الحديث (1395) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 82، كتاب تحريم الدم (37)، باب تعظيم الدم (2)، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 296 ضمن ترجمة محمد بن سليمان بن هشام. (¬2) قال الترمذي في المصدر السابق عقب الحديث: (حدثنا عمد بن بشَّار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمر ونحوه، ولم يرفعه قال أبو عيسى: وهذا أَصَحُّ). (¬3) وردت في المطبوعة: (إلّا كبَّهم) والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين وسنن الترمذي. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 17، كتاب الديات (14)، باب الحكم في الدماء (8)، الحديث (1398)، واللفظ له، وقال: (هذا حديث غريب)، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 15/ 34، الحديث (39954) للبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وعزاه برقم (39955) لابن حبان، عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 352، كتاب الحدود، باب لا يبغض أهل البيت أحد. . .، وتعقبه الذهبي فقال: (خبر واهٍ). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 240، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 240، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة النساء (5)، الحديث (3029) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 85، كتاب تحريم الدم (37)، باب تعظيم الدم (2)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 874، كتاب الديات (21)، باب هل لقاتل مؤمنٍ توبة (2)، الحديث (2621). والناصية: شعر مقدم الرأس. والأوداج: عروق العنق.

2603 - عن عثمان رضي اللَّهُ عنه أن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا يحِلُّ قتلُ امرئٍ مسلم إلّا بإحدى ثلاثٍ: كفرٌ بعد إيمان، أو زنًا بعدَ إحصانٍ، أو قَتْلِ نفسٍ بغيرِ (¬1) نَفْسٍ" (¬2). 2604 - عن أبي الدرداء، عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنه قال: "لا يزالُ المؤمنُ مُعنِقًا صالحًا ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا، فإذا أصابَ دمًا حرامًا بَلَّحَ" (¬3). 2605 - وعنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنه قال: "كلُّ ذنبٍ عسى اللَّهُ أنْ يغفِرَهُ إلّا مَن ماتَ مشركًا، أو من يقتلُ مؤمنًا متعمِّدًا" (¬4). 2606 - عن ابن عباس رضي اللَّهُ عنهما أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) في المطبوعة: (أو قتل نفس بغير حقٍّ)، والتصويب من أبي داود. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 61 - 62، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 171 - 172، كتاب الحدود، باب ما يحل به دم المسلم، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 640، كتاب الديات (33)، باب الإِمام يأمر بالعفو. . . (3)، الحديث (4502)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 460 - 461، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم. . . (1)، الحديث (2158)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 91 - 92، كتاب تحريم الدم (37)، باب ذكر ما يحل به دم المسلم (5)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 847، كتاب الحدود (20)، باب لا يحل دم امرئ مسلم. . . (1)، الحديث (2533). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 463 - 464، كتاب الفتن والملاحم (29)، باب في تعظيم قتل المؤمن (6)، الحديث (4270) قوله: "مُعنِقًا" أي مسرعًا في طاعته، قوله: "بَلَّح" بتشديد اللام بين الموحدة والحاء المهملة، وتُخفَّف أي أعيا وانقطع فلم يُوَفَّق للمسارعة. (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 4/ 463، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي موارد الظمآن، ص 42، كتاب الإيمان (1)، باب الكبائر (13)، الحديث (51)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 351، كتاب الحدود، باب المرء في فسحة من دينه. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تُقامُ الحدودُ في المساجدِ، ولا يُقادُ بالولدِ الوالدُ" (¬1). 2607 - عن أبي رِمْثَةَ رضي اللَّهُ عنه أنه قالَ: دخلتُ مع أبي على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فرأَى أبي الذي بظَهرِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فقالَ: دَعْني أُعالجُ الذي بظهركَ فإني طبيبٌ، فقالَ: أنتَ رفيقٌ، واللَّهُ الطبيبُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: مَنْ هذا مَعَك؟ قالَ: ابني فاشهدْ به، فقالَ: "أَما إنه لا يَجني عليكَ ولا تَجْني عليهِ" (¬2). 2608 - عن عمرو بن شعيب (¬3)، عن أبيه، عن جده، عن سُراقة بن مالك رضي اللَّه عنه أنه قالَ: "حضرتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُقِيْدُ الأبَ من ابنِهِ، ولا يُقيدُ الابنَ من أبيهِ" (¬4) (ضعيف). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 190، كتاب الديات، باب القَوَد بين الوالد والولد، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 19، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه. . . (9)، الحديث (1401)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 888، كتاب الديات (21)، باب لا يقتل الوالد بولده (22)، الحديث (2661)، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 142، كتاب الحدود والديات، الحديث (184)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 369، كتاب الحدود، باب لا تقام الحدود في المساجد، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 39، كتاب الجنايات، باب الرجل يقتل ابنه. (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 98، كتاب الديات، الحديث (325)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 163، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 199، كتاب الديات، باب لا يؤاخذ أحد بجناية غيره، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 635 - 636، كتاب الديات (33)، باب لا يؤخذ أحد بجريرة أخيه. . . (2)، الحديث (4495)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 53، كتاب القسامة (45)، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره (41). (¬3) عبارة الأصلين المطبوعين: (عن عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 18، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه. . . (9)، الحديث (1399) وقال: (هذا حديث لا نعرفه من حديث سراقة إلّا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح).

2609 - عن الحسن عن سَمُرَة أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن قتلَ عبدَهُ قتلْناهُ، ومَن جَدَعَ عبدَهُ جدعْناهُ، ومَن أَخْصَى عبدَه أَخصيْناهُ" (¬1). 2609 ب- عن عمرو بن شعيب (¬2) عن أبيه، عن جده أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن قَتَلَ متعمِّدًا دُفِعَ إلى أولياءِ المقتولِ فإنْ شاءوا قَتَلُوا، وإنْ شاءوا أخذُوا الدِّيَةَ وهي: ثلاثونَ حِقَّةً، وثلاثونَ جَذَعَةً، وأربعونَ خَلِفَةً، وما صالَحوا عليهِ فهو لهم" (¬3). 2610 - عن علي رضي اللَّهُ عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "المسلمونَ تَتكافَأُ دماؤهم، ويَسعَى بذِمَّتِهم أَدناهم، ويَرُدُّ عليهم أَقْصاهم، وهُم يَدٌ على مَنْ سِواهم، ولا يُقتَلُ مسلمٌ بكافرٍ، ولا ذُو عهدٍ في عهدِه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 10، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 191، كتاب الديات، باب القَوَد بين العبد وبين سيده، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 654، كتاب الديات (33)، باب من قتل عبده. . . (7)، الحديث (4516)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 26، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في الرجل يقتل عبده (18)، الحديث (1414)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 20 - 21، كتاب القسامة (45)، باب القود من السيد. . . (10) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 888، كتاب الديات (21)، باب هل يقتل الحر بالعبد (23)، الحديث (2664). والجدع: قطع الأطراف. (¬2) عبارة الأصلين المطبوعين: (عن عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 183، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 11 - 12، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في الدية. . . (1)، الحديث (1387) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 877، كتاب الديات (21)، باب من قَتَلَ عمدًا. . . (4)، الحديث (2626) و (الحِقَّة) بكسر الحاء المهملة وتشديد القاف هي من الإِبل ما دخلت في الرابعة، و (الجَذَعة) بحركتين، ما دخلت في الخامسة، و (الخَلِفة) بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام، الحامل من النوق. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 122، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 666 - 669، كتاب الديات (33)، باب إيقاد المسلم. . . (11)، الحديث (4530)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 24، كتاب القسامة (45)، باب سقوط القَوَد من المسلم للكافر (13 - 14).

2611 - عن أبي شُرَيح الخُزاعي أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "مَن أُصيبَ بدمٍ أو خَبْلٍ -والخَبْلُ الجرحُ- فهو بالخيارِ بينَ إحدَى ثلاثٍ، فإنْ أرادَ الرابعةَ فَخُذُوا على يَدَيْه، بينَ أنْ يَقتَصَّ، أو يَعفُوَ، أو يأخذَ العَقْلَ، فإنْ أخذَ مِن ذلكَ شيئًا ثم عَدا بعدَ ذلكَ، فلهُ النّارُ خالِدًا مخلَّدًا فيها (¬1) أبدًا" (¬2). 2612 - عن طاوس، عن ابن عباس، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "من قُتِلَ في عُمِّيَّةٍ، في رمي يكونُ بينَهم بالحجارةِ أو جَلْدٍ بالسياطِ أو ضَرْبٍ بعصا، فهو خطأَ، وعَقْلُه عَقْلُ الخَطَإ، ومَن قَتَلَ عمدًا فهو قَوَدٌ، ومَن حالَ دونَه فعليهِ لعنةُ اللَّهِ وغضبُه، لا يُقبَلُ منه صرفٌ ولا عَدْلٌ" (¬3). 2613 - عن جابر بنِ عبد اللَّهِ رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا أُعْفيْ مَن قتلَ بعدَ أخْذِ الدِّيةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (خالدًا فيها مخلدًا أبدًا)، والتصويب من ابن ماجه، وليست عند أبي داود. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 188، كتاب الديات، باب الدية في قتل العمد، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 636 - 637، كتاب الديات (33)، باب الإمام يأمر بالعفو. . . (3)، الحديث (4496)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 876، كتاب الديات (21)، باب من قتل له قتيل. . . (3)، الحديث (2623). والعقل: الدية. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 677، كتاب الديات (33)، باب من قتل في عُمِّيَّاءَ. . . (17)، الحديث (4540)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 39 - 40، كتاب القسامة (45)، باب من قتل بحجر أو سوط (31 - 32)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 880، كتاب الديات (8)، الحديث (2635)، قوله: "عُمِّيَّةٍ" بكسر عين مهملة، وبضم وبفتح، وتشديد ميم مكسورة وتَحْتِيَّةٍ مشددة ومعناه في فتنة لا يستبين وجهه، و"القَوَد" أصله الانقياد سمي به القصاص لما فيه من انقياد الجاني له. و"عَدْلٌ" فرضٌ أو فدية. و"صَرْفٌ": توبة. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 243، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 363 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 646، كتاب الديات (33)، باب من قتل بعد أخذ الدية (5)، الحديث (4507).

2 - باب الديات

2614 - عن أبي الدرداءِ رضي اللَّهُ عنه أنّه قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "ما مِن رجلٍ يُصابُ بشيءٍ في جسدِهِ فَتَصَدَّقَ به إلَّا رفَعَه اللَّهُ بهِ درجةً، وحطَّ عنهُ بهِ خطيئةً" (¬1). 2 - باب (¬2) الدِّيَاتِ مِنَ الصِّحَاحِ: 2615 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "هذهِ وهذهِ سَواءٌ" (¬3)، يعني الخِنْصَرَ والإبهامَ. 2616 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قَضَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في جَنِينِ امرأةٍ من بني لِحْيانَ بغُزَّةٍ: عبدٍ أو أَمَةٍ، ثمَّ إن المرأةَ التي قَضَى عليها بالغُرَّةِ تُوفِّيَت، فقَضَى بأنَّ ميراثِها لِبَنيها وزوجِها، والعَقْل على عَصَبَتِها" (¬4). 2617 - وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "اقتتلَتْ امرأتانِ من هُذَيلٍ فرمَتْ إحداهما الْأُخرى بحجرٍ فقتلَتْها وما في بطنِها، فقضَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّ دِيَةَ جنينِها غُرَّةٌ: عبدٌ أو وَليدَةٌ، وقضَى بدِيَة المرأةِ على عاقِلَتِها وَوَرَّثَها وَلَدَها ومَن معهم". (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 448، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 14، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في العفو (5)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 898، كتاب الديات (21)، باب العفو في القصاص (35)، الحديث (2693). (¬2) وقد جعله الملا علي القاري (كتاب الديات) في المرقاة 4/ 20 والصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 225، كتاب الديات (87)، باب دية الأصابع (20)، الحديث (6895). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 252، كتاب الديات (87)، باب جنين المرأة. . . (26)، الحديث (6909) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1309، كتاب القسامة (28)، باب دية الجنين. . . (11)، الحديث (35/ 1681). وعصبتها: عاقلتها. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (6910)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1309 - 1310، الحديث (36/ 1681) واللفظ له.

2618 - وعن المغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنه: "أنَّ ضَرَّتينِ رَمَتْ إحداهما الْأُخرى بعمودِ فُسطاطٍ فأَلْقَتْ جنينَها، فقضَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الجنينِ غرةً: عبدًا أو أَمَةً وجعلَها على عاقلةِ المرأةِ" (¬1)، ويروى: "فقتلَتْها، فجعلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دِيَةَ المقتولةِ على عَصَبةِ القاتِلَةِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2619 - عن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "ألا إنَّ في قتيلِ العمدِ الخطإ بالسَّوطِ أو العَصا، مائةً من الإبلِ مغلَّظةً، منها أربعونَ خَلِفَةً في بطونِها أولادُها" (¬3). 2620 - عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ، عن أبيه، عن جده: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كتبَ إلى أهلِ اليمنِ، وكانَ في ¬

_ (¬1) هذا الحديث لم يخرجه الشيخان بلفظه، وإنما أخرجاه بالمعنى متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 247 كتاب الديات (87)، باب جنين المرأة (25)، الحديث (6905)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1311، كتاب القسامة (28)، باب دية الجنين. . . (11)، الحديث (38/ 1682). وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 24، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في دية الجنين (15)، الحديث (1411) واللفظ له. والفسطاط: الخيمة. (¬2) أخرجه من رواية المغيرة بن شعبة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1310 - 1311، كتاب القسامة (28)، باب دية الجنين. . . (11)، الحديث (37/ 1682). (¬3) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 108، كتاب الديات، الحديث (361) واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 11، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 684، كتاب الديات (33)، باب في دية الخطأ. . . (19)، الحديث (4549)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 42، كتاب القسامة (45)، باب ذكر الاختلاف على خالد الحذاء (33)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 878، كتاب الديات (21)، باب دية شبه العمد. . . (5)، الحديث (2628)، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 105، كتاب الديات. . .، الحديث (80)، وفي الباب عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارقطنى. والإبل المغلّظة: القويّة الشديدة.

كتابِهِ: أنَّ مَن اعتَبَطَ مؤمِنًا قتلًا فإنه قَوَدُ يدِهِ، إلّا أنْ يرضَى أَولياءُ المقتولِ، وفيه: أنَّ الرجلَ يُقتَلُ بالمرأةِ، وفيه: في النفسِ الديَةُ، مائةٌ مِن الإِبلِ، وعلى أهلِ الذهبِ ألفُ دينارٍ، وفي الأنفِ إذا أُوعِب جَدْعُه الديةُ: مائةٌ من الإِبل، وفي الأسْنانِ الديةُ، وفي الشفتَيْنِ الديةُ، وفي البيضَتَيْنِ الديةُ، وفي الذكَرِ الديةُ، [وفي الصُّلْبِ الديةُ، وفي العَيْنَيْنِ الديَةُ، وفي الرجلِ الواحدةِ نصفُ الديةِ، وفي المَأْمُومَةِ ثُلُثُ الديةِ، وفي الجائِفَةِ ثُلُث الديةِ، وفي المُنَقِّلَةِ خمسَ عشرةَ من الإبِلِ] (¬1)، وفي كلِّ إصبَعٍ مِن أصابعِ اليدِ والرِّجْلِ: عَشْرٌ من الإِبلِ، وفي السنِّ خمسٌ من الإِبلِ" (¬2). وفي رواية: "وفي العينِ خمسونَ، وفي اليدِ خمسونَ، وفي الرجْلِ خمسونَ، وفي المُوضِحَةِ خَمْسٌ" (¬3). 2621 - عن عمرو بن شعيب (¬4)، عن أبيه، عن جده، أنّه قال: ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وقد جاء فيها في الرواية التالية لهذا الحديث، وصوابه في هذا الموضع. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 193، كتاب الديات، باب كم الدية. . .، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 57 - 58، كتاب القسامة (45)، باب ذكر حديث عمرو بن حزم. . . (46)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 202 - 203، كتاب الزكاة (7)، باب فرض الزكاة. . . (1)، الحديث (793)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 395 - 397، كتاب الزكاة، باب زكاة الذهب، قوله: "اعتبط" أي قتل بلا جناية، "والقود" سمي به القصاص، قوله: "إذا أُوعِبَ جدعه" أي استؤصل قطعه بحيث لا يبقى منه شيء. و"الصلب": الظَّهْر. و"الموضحة" الجراحة التي ترفع اللحم من العظم. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 849، كتاب العقود (43)، باب ذكر العقول (1)، الحديث (1)، وأخرجه الشافعي من طريق مالك في المسند 2/ 110، كتاب الديات، الحديث (369/ 372)، وأخرجه النسائي من طريق مالك أيضًا في المصدر السابق 8/ 60 قوله: "المُوضِحَة" بكسر الضاد أي الجراحة التي ترفع اللحم من العظم وتوضحه، قوله: "المَأْمُومَة" أي التي تصل إلى جلدة فوق الدماغ تسمى أم الدماغ، و"الجَائفةَ" أي الطعنة التي تصل إلى جوف الرأس أو البطن أو غيرهما، و"المُنَقِّلَة" بكسر القاف المشدَّدة وهي التي تثقل العظم بعد الشَّجة، أي تحوله من موضعه. (¬4) عبارة الأصلين المطبوعين: (عن عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه).

"قَضَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في المَواضِحِ خمسًا خمسًا مِن الإِبلِ، وفي الأسْنانِ خمسًا خمسًا مِن الإبلِ" (¬1). 2622 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "جعلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أصابعَ اليدينِ والرِّجلينِ سَواءٌ" (¬2). 2623 - وقال: "والأسنانُ سَواءٌ، الثنِيَّةُ والضِّرْسُ سَواءٌ، والأصابعُ سَواءٌ هذه وهذه سَواءٌ" (¬3). 2624 - عن عمرو بن شعيب (¬4)، عن أبيه، عن جده، أنّه قال: "خطبَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عامَ الفتحِ ثم قال: أيها النَّاسُ أنه لا حِلْفَ في الإسلامِ، وما كانَ مِن حِلْفٍ في الجاهليةِ فإنَّ الإسلامَ لا يزيدُه إلّا شِدَّةً، المؤمنونَ يدٌ واحدةٌ على مَن سواهم، يُجِيرُ عليهم أَدْناهم، ويَرُدُّ عليهم أَقصاهم، يَرُدُّ سراياهم على قَعِيدَتِهم، لا يُقتلُ مؤمنٌ بكافرٍ، دِيَةُ الكافرِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 215، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 194 - 195، كتاب الديات، باب في الموضحة، وباب دية الأسنان، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 695، كتاب الديات (33)، باب ديات الأعضاء (20)، الحديث (4566)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 13، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في الموضحة (3)، الحديث (1390)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 886، كتاب الديات (21)، باب الموضحة (19)، الحديث (2655)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 57، كتاب القسامة (45)، باب المواضح (45). والمَواضح: جمع موضح، وهي الجراحة التي ترفع اللحم من العظم. (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 111 - 112، كتاب الديات، الحديث (377)، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 691، كتاب الديات (33)، باب ديات الأعضاء (20)، الحديث (4561)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 13، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في دية الأصابع (4)؛ الحديث (1391)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح غريب). (¬3) أخرجه من رواية ابن عباس: أبو داود في السنن 4/ 690، كتاب الديات (33)، باب ديات الأعضاء (20)، الحديث (4559) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 885، كتاب الديات (21)، باب دية الأسنان (17)، الحديث (2650)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 367 - 368، كتاب الديات (24)، باب في الأصابع. . . (7)، الحديث (1528). (¬4) عبارة الأصلين المطبوعين: (عن عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه).

نصفُ ديةِ المسلمِ، ولا جَلَبَ ولا جَنَبَ، ولا تُؤخذُ صدقاتُهم إلّا في دُورِهم -ويروى: دِيَةُ المُعاهِدِ نصفُ ديةِ الحرِّ" (¬1). 2625 - عن خِشْفِ بن مالك، عن ابن مسعود رضي اللَّهُ عنه أنه قال: "قَضَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في ديةِ الخطإ عشرينَ بنتَ مخاضٍ وعشرينَ ابنَ مخاضٍ ذُكورًا (¬2)، وعشرينَ بنتَ لَبُونٍ، وعشرينَ جَذَعةً، وعشرينَ حِقَّةً" (¬3)، والصحيحُ أنه موقوفٌ على ابن مسعود رضي اللَّهُ عنه، ¬

_ (¬1) أخرجه بتمامه أحمد في المسند 2/ 180، وأخرجه أبو داود مُجَزَّأً في السنن 4/ 707 - 708، كتاب الديات (33)، باب في دية الذمي (23)، الحديث (4583)، وفي 4/ 670 باب إيقاد المسلم بالكافر (11)، الحديث (4531)، وفي كتاب الزكاة (3)، باب أين تصدق الأموال (8)، الحديث (1591)، وأخرجه الترمذي مُجَزَّأً في السنن 4/ 146، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الحِلْفِ (30)، الحديث (1585) وقال: (حسن صحيح) وفي 4/ 24، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في دية الكفار (17)، الحديث (1413) وأخرج قطعة منه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 45، كتاب القسامة (45)، باب كم دية الكافر (37)، وأخرجه ابن ماجه مُجَزَّأً في السنن 2/ 895، كتاب الديات (21)، باب المسلمون تتكافأ دماؤهم (31)، الحديث (2685)، وفي 2/ 883 باب دية الكافر (13)، الحديث (2644)، قوله: "قعيدتهم" أراد بالقعيدة الجيوش النازلة في دار الحرب، يبعثون سراياهم إلى العدو، فما غنمت يُرَدُّ منه على القاعدين حصتهم، لأنهم كانوا رِدْأ لهم. قوله: "لا جَلَبَ ولا جَنَبَ" سبق شرحها في الحديث (1256)، في كتاب الزكاة. (¬2) في المطبوعة زيادة (وعشرين ابن لبون) وليست عند أبي داود والترمذي والنسائي. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 680، كتاب الديات (33)، باب الدية كم هي (18)، الحديث (4545)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 10 - 11، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في الدية. . . (1)، الحديث (1386)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 43 - 44، كتاب القسامة (45)، باب ذكر أسنان دية الخطإ (34)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 879، كتاب الديات (21)، باب دية الخطإ (6)، الحديث (2631)، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 175، كتاب الحدود والديات، الحديث (267)، وأخرجه البيهقي في السنن 8/ 75، كتاب الديات، باب من قال هي أخماس. . .، قوله: "بنت مخاض" وبقية الألفاظ سبق شرحها في كتاب الزكاة.

وخِشْفٌ مجهولٌ (¬1). 2626 - ويُروى: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَدَى قتيلَ خيبرَ بمائةٍ من إبلِ الصدقةِ" (¬2)، وليسَ في أسنانِ إبلِ الصدقةِ ابنُ مخاضٍ، إنما فيها ابنُ لَبُونٍ. 2627 - عن عمرو بن شعيب (¬3)، عن أبيه، عن جده، أنّه قال: "كانت قيمةُ الديَةِ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ثمانمائةِ دينارٍ، أو ثمانيةَ آلافِ درهمٍ، وَدِيَةُ أهلِ الكتابِ يومَئذٍ النصفُ من دِيَةِ المسلمين. قال: فكانَ كذلكَ حتَّى استُخلِفَ عمرُ فقامَ خطيبًا فقال: إنَّ الإِبِلَ قد غَلَتْ، فَفَرَضَها عمرُ رضي اللَّهُ عنه: على أهلِ الذهبِ أَلْفَ دينارٍ، وعلى أهلِ الوَرِقِ اثني عشرَ ألفًا، وعلى أهلِ البقرِ مائتي بقرةٍ، وعلى أهلِ الشاةِ أَلْفَيْ شاةٍ، وعلى أهلِ الحُلَلِ مائتي حُلَّةٍ، قال: وتركَ دِيَةَ أهلِ الكتابِ لم يرفعْها" (¬4). ¬

_ (¬1) قال الترمذي في المصدر السابق: (حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعًا إلّا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد اللَّه موقوفًا، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا، وهو قول أحمد، وإسحاق)، وقال الدارقطني فى المصدر السابق 3/ 174، في كلامه على الحديث: (لا نعلمه رواه إلّا خِشْف بن مالك عن ابن مسعود، وهو رجل مجهول. . .، وأهل العلم لا يحتجون بخبر ينفرد بروايته رجل غير معروف). (¬2) هذا الحديث أورده المصنف ضمن الحسان، وهو مما اتفق عليه الشيخان من حديث سهل بن أبي حثمة رضي اللَّه عنه ضمن رواية مطوَّلة أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 229 - 230، كتاب الديات (87)، باب القسامة. . . (22)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1292، كتاب القسامة (28)، باب القسامة (1)، الحديث (2/ 1669)، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 288 - 289، كتاب الزكاة (3)، كم يُعَطى الرجل. . . (25)، الحديث (1638) واللفظ له. (¬3) عبارة الأصلين المطبوعين: (عن عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 679، كتاب الديات (33)، باب الدية كم هي (18)، الحديث (4542) واللفظ له. والوَرِقُ: الفِضّة. والحُلَلُ: نوع من الثياب.

2628 - عن ابنِ عباس رضي اللَّهُ عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أنَّه جعلَ الديَةَ اثني عشرَ ألفًا" (¬1). 2629 - عن عمرو بن شعيب (¬2)، عن أبيه، عن جده، أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يُقَوِّمُ ديَةَ الخطإ على أهلِ القُرى أربعمائةِ دينارٍ أو عَدْلَها مِن الوَرِقِ، ويُقَوِّمُها على أَثمانِ الإِبلِ، فإذا غَلَتْ رَفَعَ في قيمتِها، وإذا هاجَتْ برُخْصٍ نَقَصَ مِن قيمتِها، وبلغَتْ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ما بينَ أربعمائةِ دينارٍ إلى ثمانمائةِ دينارٍ، أو عَدْلها (¬3) مِن الوَرِقِ ثمانية آلافِ درهمٍ، قال: وَقَضَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على أهلِ البقرِ مائتي بقرةٍ، وعلى أهلِ الشاةِ أَلْفي شاةٍ، وقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ العَقْلَ ميراثٌ بينَ ورثةِ القتيلِ، وقضَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أنَّ عَقْلَ المرأةِ بينَ عَصَبَتِها ولا يَرِثُ القاتِلُ شيئًا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 192، كتاب الديات، باب كم الدية من الوَرِق. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 681 - 682، كتاب الديات (33)، باب الدية كم هي (18)، الحديث (4546)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 12، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في الدية. . . (2)، الحديث (1388)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 44، كتاب القسامة (45)، باب ذكر الدية من الورق (35)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 879، كتاب الديات (21)، باب دية الخطإ (6)، الحديث (2632). (¬2) عبارة الأصلين المطبوعين: (عن عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬3) تصفحت في مخطوطة برلين: (وعدلها). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 224، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 691 - 694، كتاب الديات (33)، باب ديات الأعضاء (20)، الحديث (4564)، واللفظ له، وأخرجه النسائى في المجتبى من السنن 8/ 42 - 43، كتاب القسامة (45)، باب ذكر الاختلاف على خالد الحذَّاء (33)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 878 - 879، كتاب الديات (21)، باب دية الخطإ (6)، الحديث (2630)، قوله: "إنَّ العَقْل" أي الدية، وفي قوله: "عَصَبَتها" قال الفيومي في المصباح المنير 1/ 412: (العصبة القرابة الذكور الذين يُدْلون بالذكور).

2630 - عن عمرو بن شعيب (¬1)، عن أبيه، عن جده، أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "عَقْلُ شِبْهِ العمدِ مُغَلَّظٌ مثلُ عَقْلِ العمدِ، ولا يُقتَلُ صاحبُه" (¬2). 2631 - وقال: "قضَى رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم في العينِ القائمةِ السَّادَّةِ لمكانِها بثلثِ الديَةِ" (¬3). 2632 - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قَضى رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم في الجنينِ بغُرَّةٍ: عبدٍ أو أَمَةٍ أو فَرَسٍ أو بَغْلٍ" (¬4). وقيل (¬5): الفرسُ والبغْلُ وَهمٌ مِن الراوي. 2633 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن تَطَبَّبَ ولم يُعْلَم مِنْهُ طِبٌّ فهو ضامِنٌ" (¬6). ¬

_ (¬1) عبارة الأصلين المطبوعين: (عن عمرو بن شعيب رضي اللَّه عنه). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 224، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 694 - 695، كتاب الديات (33)، باب ديات الأعضاء (20)، الحديث (4565) واللفظ له. (¬3) أخرجه من رواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أبو داود في السنن 4/ 695 - 696، كتاب الديات (33)، باب ديات الأعضاء (20)، الحديث (4567)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 55، كتاب القسامة (45)، باب العين العوراء. . . (42). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 498، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 705، كتاب الديات (33)، باب دية الجنين (21)، الحديث (4579) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في الحنن 4/ 23، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في دية الجنين (15)، الحديث (1410). (¬5) قال أبو داود في المصدر السابق: (روى هذا الحديث حماد بن سلمة، وخالد بن عبد اللَّه، عن محمد بن عمرو، ولم يذكرا: "أو فرس أو بغل"). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 710، كتاب الديات (33)، باب فيمن تَطَبَّب. . . (25)، الحديث (4586)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 52 - 53، كتاب القسامة (45)، باب صفة شبه العمد. . . (40)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1148، كتاب الطب (31)، باب من تَطَبّب. . . (16)، الحديث (3466) واللفظ لهم.

3 - باب ما لا يضمن من الجنايات

2634 - عن عمران بن حصين: "أنَّ غُلامًا لِأُناسٍ فقراءَ قَطَعَ أُذُنَ غلامٍ لِأناس أغنياءَ، فأَتَى أهلُهُ النبيَّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم فقالوا: إنَّا أُناسٌ فقراءُ فلَمْ يجعلْ عليهِ شيئًا" (¬1). 3 - باب ما لا يُضْمَنُ من الجنايات مِنَ الصِّحَاحِ: 2635 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ، والمَعْدِنُ جُبارٌ والبِئرُ جُبارٌ" (¬2). 2636 - وعن يَعْلى بن أمية أنّه قال: "غَزَوْتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم جيشَ العُسْرَةِ وكانَ لي أَجيرٌ، فقاتَلَ إنسانًا فَعَضَّ أحدُهما يدَ الآخرِ، فانتزَعَ المعْضُوضُ يدَه مِن في العاضِّ فأَنْدَرَ ثَنِيَّتَه فسقطَتْ، فانطلقَ إلى النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فأَهدَرَ ثَنِيِّتَه وقال: أَيَدَعُ يدَهُ في فيكَ تَقضِمُها كالفحلِ" (¬3). 2637 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّهُ عنهما قال، سمعتُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 712 - 713، كتاب الديات (33)، باب في جناية العبد. . . (27)، الحديث (4590) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 25 - 26، كتاب القسامة (45)، باب سقوط القود. . . (15). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 254، كتاب الديات (87)، باب المَعْدِن جُبَارٌ. . . (38)، الحديث (6912)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1334، كتاب الحدود (29)، باب جرح العجماء. . . (11)، الحديث (45/ 1710)، قوله: "العجماء" أي البهيمة والدابة، قوله: "جُبَارٌ" أي هدر. والمعدن مثل البئر، ما يحفر في أرض صلبة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 443، كتاب الإجارة (37)، باب الأجير في الغزو (5)، الحديث (2265)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1301، كتاب القسامة (28)، باب الصائل على نفس الإنسان. . . (4)، الحديث (23/ 1674).

رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "مَن قُتِلَ دونَ مالِهِ فهو شَهيدٌ" (¬1). 2638 - وعن أبي هريرة رضي اللَّهُ عنه قال: "جاءَ رجلٌ [إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم] (¬2) فقال: يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إنْ جاءَ رجلٌ يريدُ أخذَ مالي؟ قال: فلا تُعْطِه مالَكَ، قال: أرأيتَ إنْ قاتَلَني؟ قال: قاتِلْهُ، قال: أرأيتَ إنْ قَتَلَني؟ قال: فأنتَ شهيدٌ، قال: أرأيتَ إنْ قتلتُه؟ قال: هوَ في النَّارِ" (¬3). 2639 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، سمعَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "لو اطَّلَعَ في بيتِكَ أحدٌ ولم تَأذَنْ له وحذفْتَهُ بحصاةٍ فَفَقَأْتَ عينَهُ، ما كانَ عليكَ مِن جُناحٍ" (¬4). 2640 - وعن سهل بن سعد: "أنَّ رجلًا اطلَعَ في جُحْرٍ مِن بابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، ومعَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِدْرًى يَحُكُّ بهِ رأسَهُ فقال: لو أَعلمُ أنكَ تَنْظرُني لَطَعَنْتُ بهِ في عينِكَ، إنما جُعِلَ الاستِئْذانُ مِن أجلِ البصرِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 123، كتاب المظالم (46)، باب من قاتل دون ماله (33)، الحديث (2480)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 124 - 125، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن من قصد. . . (62)، الحديث (226/ 641) واللفظ لهما. (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 124 كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن من قصد. . . (62)، الحديث (225/ 140). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 216، كتاب الديات (87)، باب من أخذ حقه. . . (15)، الحديث (6888) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1699، كتاب الآداب (38)، باب تحريم النظر. . . (9)، الحديث (44/ 2158). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 243 كتاب الديات (87)، باب من اطلع في بيت قومٍ. . . (23)، الحديث (6901)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1698، كتاب الآداب (38)، باب تحريم النظر. . . (9)، الحديث (40/ 2156)، قرله: "الجُحر" بضم الجيم أي خرق، قوله: "مِدْرى" بكسر ميم، وسكون دال مهملة، وراء مُنوَّن، شء يعمل من خشب أو حديد على شكل سنٍّ من أسنان المشط، ويُسَوَّى به الشعر المُتَلَبِّد.

2641 - عن عبد اللَّه بن مُغفَّل رضي اللَّه عنه: "أنَّه رأى رجلًا يَخذِفُ فقال له: لا تَخذِفْ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم نَهَى عن الخَذْفِ وقال: إنه لا يُصادُ به صيدٌ ولا يُنْكَأُ به عدوٌّ، ولكنه قد يَكْسِر السِّنَّ ويفقأُ العينَ" (¬1). 2642 - وقال: "إذا مرَّ أحدُكم في مسجِدنا، أو في سُوقِنا، ومعَه نَبْلٌ فليُمسِك على نِصالِها أنْ يُصيبَ أحدًا مِن المسلمينَ منها بشيءٍ" (¬2). 2643 - وقال: "من أشارَ إلى أخيه بحديدةٍ فإنَّ الملائكةَ تَلعنُه حتَّى يضعَها، وإنْ كانَ أخاهُ لأبيه وأمهِ" (¬3). 2644 - وقال: "لا يُشيرُ أحدُكم على أخيهِ بالسلاحِ، فإنه لا يدري لعَلَّ الشيطانَ ينزِعُ في يدِه فيقَعُ في حفرةٍ مِن النَّارِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 607، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب الخذف. . . (5)، الحديث (5479) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1547، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب إباحة ما يستعان به. . . (10)، الحديث (54/ 1954)، والخذف: بالمعجمتين هو الرمي بالأصبعين، قوله: "لا يُنْكَأُ" أي لا يُجْرَحُ. (¬2) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 24، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حمل علينا السلاح. . . (7)، الحديث (7075)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2019، كتاب البر والصلة. . . (45)، باب أمر من مرَّ بسلاح. . . (34)، الحديث (124/ 2615) واللفظ لها: "والنِّصَال" جمع نصل، والمراد به الحديدة التى في آخر السهم. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2020، كتاب البر والصلة. . . (45)، باب النهي عن الإشارة بالسلاح. . . (35)، الحديث (125/ 2616)، وقال الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 1045: (رواه البخاري) وليس عنده. وهذا الحديث مؤخر في مخطوطة برلين عقب الذي بعده. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 23، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حمل علينا السلاح. . ." (7)، الحديث (7072)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2020، كتاب البر والصلة. . . (45)، باب النهي عن الإشارة بالسلاح. . . (35)، الحديث (126/ 2617) واللفظ لها.

2645 - وقال: "مَن حملَ علينا السلاحَ فليسَ مِنا، ومَن غشَّنا فليسَ مِنا" (¬1). وفي رواية: "مَن سَلَّ علينا السيفَ فليسَ مِنا" (¬2). 2646 - وقال: "إنَّ اللَّهَ يُعذِّبُ الذينَ يُعذِّبونَ الناسَ في الدنيا" (¬3). 2647 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "يوشِكُ إنْ طالَتْ بكَ مُدَّةٌ أنْ تَرَى قومًا في أَيديهم (¬4) مثلَ أذنابِ البقرِ، يَغْدُونَ في غضبِ اللَّهِ، ويَرُوحونَ في سَخَطِ اللَّهِ" (¬5) ويُروى: "ويَروحونَ في لَعْنَتِهِ" (¬6). 2648 - وقال عليه السلام: "صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لم أَرَهما: قومٌ معهم سِياطٌ كأَذنابِ البقرِ يضرِبُونَ بها الناسَ، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 1/ 99 كتاب الإيمان (1)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من غشَّنا. . . (43)، الحديث (164/ 101). واتفق الشيخان على القطعة الأولى منه، من طريقين: • الطريق الأولى عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 23، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حمل علينا السلاح. . ." (7)، الحديث (7070)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 98، كتاب الإيمان (1)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حمل علينا السلاح. . ." (42)، الحديث (161/ 98). • الطريق الثانية عن أبي موسى رضي اللَّه عنه، أخرجه البخارى في المصدر السابق، الحديث (7071)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (163/ 100). (¬2) أخرجه من رواية سلمة بن الأكوع رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (162/ 99). (¬3) أخرجه من رواية هشام بن حكيم رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2018، كتاب البر والصلة. . . (45)، باب الوعيد الشديد لمن عذَّب. . . (33)، الحديث (118/ 2613). (¬4) في المطبوعة زيادة (سِيَاطْ) وليست عند مسلم. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2193، كتاب الجنة. . . (51)، باب النار يدخلها الجبَّارون. . . (13)، الحديث (53/ 2857). (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (54/ 2857).

مُمِيلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسُهنَّ كأَسنِمَةِ البُخْتِ المائلةِ، لا يَدْخُلْنَ الجنةَ ولا يَجِدْنَ ريحَها، وإنَّ ريحَها لتوجَدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا" (¬1). 2649 - وقال عليه السلام: "إذا قاتَلَ أحدُكم فليجتَنِبْ الوجْهَ فإنَّ اللَّهَ تعالى خلَقَ آدمَ على صُورَتهِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2650 - عن أبي هريرة رضي اللَّهُ عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "الرِّجْلُ جُبارٌ" (¬3). 2651 - وقال: "النّارُ جُبارٌ" (¬4). 2652 - وعن أبي ذر رضي اللَّهُ عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن كَشَفَ سِترًا فأَدخَلَ بصرَهُ في البيتِ قبلَ أنْ يُؤذَنَ له فرأَى عورةَ أهلِهِ فقد أَتَى حدًّا لا يَحِلُّ له أنْ يأتيَهُ، لو أنَّه حينَ أَدخَلَ بصرَهُ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 4/ 2192 - 2193، الحديث (52/ 2128)، قوله: "كأسنِمَة البُخْتِ" بضم الباه الموحدة، هي جِمَالٌ طوال الأعناق، واللفظة مُعَرَّبة. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 182، كتاب العتق (49)، باب إذا ضرب العبد. . . (20)، الحديث (2559)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2017، كتاب البر. . . (45)، باب النبي عن ضرب الوجه (32)، الحديث (115/ 2612). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 714 - 715، كتاب الديات (33)، باب في الدابة. . . (29)، الحديث (4592)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 384، فقال: (وأخرجه النسائي). وقد تقدم هذا الحديث برقم (2170). (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 716 - 717، باب في النار. . . (31)، الحديث (4594)؛ وذكره المنذري في المصدر السابق 4/ 386، فقال: (وأخرجه النسائي). وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 892، كتاب الديات (21)، باب الجبار (27)، الحديث (2676)، قوله: "جُبَارٌ" أي هدر، وقد تقدم تخريج الحديث برقم (2171).

فاستقبلَهُ رجلٌ ففقَأَ عينَهُ ما عَيَّرتُ عليهِ، وإنْ مرَّ الرجلُ على باب لا سِترَ له، غيرَ مُغلَق، فنظرَ فلا خطيئةَ عليهِ، إنما الخطيئةُ على أهلِ البيتِ" (¬1) (غريب). 2653 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ يُتَعاطَى السيفُ مَسلولًا" (¬2). 2654 - وعن الحسن، عن سَمُرة: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم نَهَى أنْ يُقَدَّ السَّيْرُ بينَ أُصبَعَينِ" (¬3). 2655 - عن سعيد بن زيد، عن رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن قُتِلَ دونَ دِينِهِ فهوَ شهيدٌ، ومَن قُتِلَ دونَ دمِهِ فهو شهيدٌ، ومَن قُتِلَ دونَ مالِهِ فهو شهيدٌ، ومَن قُتِلَ دونَ أهلِهِ فهو شهيدٌ" (¬4). 2656 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 181، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 63، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في الاستئذان. . . (16)، الحديث (2707) واللفظ له، وقال: (حديث غريب لا نعرفه مثل هذا إلّا من حديث ابن لهيعة). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 300، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 70، كتاب الجهاد (9)، باب في النهي أن يتعاطى السيف. . . (73)، الحديث (2588)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 464، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في النهي عن تعاطي السيف. . . (5)، الحديث (2163). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 71، كتاب الجهاد (9)، باب في النهي أن يُقَدَّ السير. . . (74)، الحديث (2589). وقَدُّ السَّيْر: قطع الجلد. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 190، أخرجه أبو داود في السنن 5/ 128 - 129، كتاب السنة (34)، باب في قتال اللصوص (32)، الحديث (4772)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 30، كتاب الديات (14)، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله. . . (22)، الحديث (1421) وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه مختصرًا النسائي في المجتبى من السنن 7/ 115، كتاب تحريم الدم (37)، باب من قتل دون ماله (22)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 861، كتاب الحدود (20)، باب من قتل دون ماله. . . (21)، الحديث (2580).

4 - باب القسامة

وسلم قال: "لجهنمَ سبعةُ أبوابٍ: بابٌ منها لمن سَلَّ السيفَ على أُمتي -أو قال: على أُمَّةِ محمدٍ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬1) [غريب] (¬2). 4 - باب القَسامة مِنَ الصِّحَاحِ: 2657 - عن رافع بن خَديج، وسَهْل بن أبي حَثْمة أنهما حدَّثا: "أنَّ عبدَ اللَّهِ بن سَهْلٍ، ومُحَيِّصَةَ بن مسعود، أَتَيا خيبرَ فتَفَرَّقا في النخلِ، فقُتِل عبدُ اللَّهِ بنُ سهلٍ، فجاءَ عبدُ الرحمن بن سَهْلٍ رضي اللَّهُ عنه، وحُوَيِّصَةَ ومُحَيِّصةَ ابنا مسعودٍ رضي اللَّهُ عنهما إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فتَكلَّموا في أمرِ صاحبِهم، فَبَدَأَ عبدُ الرحمنِ، وكانَ أصغرَ القومِ، فقالَ لهُ النبيُّ: الكُبْرَ الكُبْرَ -يعني لِيَلي الكلامَ الأكبرُ (¬3) - فتَكلَّموا، فقال النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: استحِقُّوا قتيلَكم -أو قال صاحبَكم- بأَيْمانِ خمسينَ منكم، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ أَمْرٌ لم نَرَهُ، قال: فتُبْرِئُكم يهودُ في أَيْمانِ خمسينَ منهم، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ قومٌ كفارٌ، فَوَداهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن قِبَلِهِ" (¬4). وفي رواية: "تَحلِفونَ خمسينَ يمينًا وتستحِقُّونَ قاتِلكم -أو صاحبَكم- فَوَداهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن عندِه بمائةِ ناقةٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 94، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 297، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الحجر (16)، واللفظ له، الحديث (3123)، وقال عقب الحديث: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث مالك بن مغول). (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) هذه العبارة تفسيرية، من الراوي يحيى بن سعد كما جاء في صحيح البخاري. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 535 - 536، كتاب الأدب (8)، باب إكرام الكبير. . . (89)، الحديث (6142 - 6143) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1292، كتاب القسامة (28)، باب القسامة (1)، الحديث (2/ 1669). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 184، كتاب الأحكام (93)، باب كتاب الحاكم إلى عُمَّاله. . . (38)، الحديث (7192)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1293، الحديث (3/ 1669).

5 - باب قتل أهل الردة والسعاة بالفساد

5 - باب قتل أهل الردة والسعاة بالفساد مِنَ الصِّحَاحِ: 2658 - عن عكرمة قال: "أُتيَ عليٌّ بزنادِقةٍ فأَحرقَهم، فبلغَ ذلكَ ابنَ عباس فقال: لو كنتُ أنا لم أُحَرِّقهم لنهيِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لا تُعَذِّبُوا بعذابِ اللَّهِ، وَلَقَتَلْتُهُمْ لقولِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: مَنْ بدَّلَ دينَه فاقتلوه" (¬1). 2659 - وقال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ النَّارَ لا يُعذِّبُ بها أحدٌ إلّا اللَّهُ" (¬2). 2660 - عن علي رضي اللَّه عنه قال، سمعت رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "سيخرجُ قومٌ في آخرِ الزمانِ حُدَّاثُ الأسنانِ، سفهاءُ الأحلامِ، يقولون مِن خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ (¬3)، لا يجاوزُ إيمانُهم حناجِرَهم، يَمرقُونَ من الدينِ كما يَمرقُ السهمُ من الرَمِيَّة، فأينما لقيتُموهم فاقتُلوهم، فإنَّ في قَتْلِهم أجرًا لمن قَتَلَهم يومَ القيامَةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 267 كتاب استتابة المرتدين. . . (87)، باب حكم المرتد. . . (2)، الحديث (6922). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه البخاري في الصحيح 6/ 115، كتاب الجهاد (56)، باب التوديع (107)، الحديث (2954)، سوى قوله: "أحدٌ". (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (من قول خير البرية) والتصويب من مخطوطة برلين، ومن البخاري ومسلم. قال القاري في المرقاة 4/ 48: (وفي المصابيح: "من قول خير البرية" قال الأشرف: المراد بخير البرية، النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال المظهر: أراد "بخير قول البرية" القرآن، قال الطيبي: وهذا الوجه أولى) قوله: "الرَّمِيَّة" أي الصيد الذي ترميه. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 283 كتاب استتابة المرتدين. . . (88)، باب قتل الخوارج. . . (6)، الحديث (6930) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 746 - 747، كتاب الزكاة (12)، باب التحريض على قتل الخوارج (48)، الحديث (154/ 1066). وحُدّاث الأسنان: أي نقيض القديم.

2661 - وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "تكونُ أُمَّتي فِرْقَتَينِ فيخرجُ مِن بينِهما مارِقةٌ، يَلي قَتْلَهم أَوْلاهم بالحقِّ" (¬1). 2662 - عن جرير رضي اللَّه عنه قال: "قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في حجةِ الوداعِ: لا تَرْجِعُنَّ بعدي كفارًا يَضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ" (¬2). 2663 - عن أبي بَكرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم "إذا التقى المسلمان فحملَ أحدُهما على أخيهِ السلاحَ فهُما في جُرْفِ جهنمَ، فإذا قَتَلَ أحدُهما صاحبَهُ دَخلاها جميعًا" (¬3). 2664 - عن أبي بَكرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إذا التَقَى المُسلِمانِ بسَيْفَيْهِما فالقاتلُ والمقتولُ في النَّارِ؟ قلت: هذا القاتلُ، فما بالُ المقتولِ؟ قال: إنه كانَ حريصًا على قتلِ صاحبِهِ" (¬4). 2665 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "قَدِمَ على النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم نفرٌ مِن عُكْلٍ فأَسلمُوا فاجتَوَوْا المدينةَ، فأَمَرهم أنْ يأتُوا إبلَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 746 - 747، كتاب الزكاة (12)، باب ذكر الخوارج. . . (47)، الحديث (151/ 1064). والمارقة: الجماعة الخارجة. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 26، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ترجعوا بعدي كُفَّارًا. . . " (8)، الحديث (7080)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 81 - 82، كتاب الإيمان (1)، باب بيان معنى قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "لا ترجعوا بعدي كفارًا. . . " (29)، الحديث (118/ 65). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2214، كتاب الفتن. . . (52)، باب إذا تواجه المسلمان. . . (4)، الحديث (16/ 2888)، قوله: "جُرُف" بضمتين وسكون الثاني، جانب الشيء. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 192 كتاب الديات (87)، باب قول اللَّه تعالى {وَمَنْ أَحْيَاهَا. . .} [سورة المائدة (5)، الآية (32)]. . . (2)، الحديث (6875) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 2213 - 2214، الحديث (14/ 2888).

الصدقةِ فيشربُوا مِن أَبوالِها وأَلبانِها، فَفَعلوا فصَحُّوا، فارتَدُّوا وقتلُوا رُعاتَها واستاقُوا الإِبلَ، فبعثَ في آثارِهم فأُتيَ بهم، فقطعَ أيديَهم وأرجلَهم، وسَمَلَ أعينَهم، ثمَّ لم يَحْسِمْهم حتَّى ماتوا" (¬1). ويروى: "فَسَمَر أعينَهم" (¬2). ويروى: "فَأَمَرَ بمساميرَ فأُحمِيَتْ فَكَحَّلَهم بها وطرَحهم بالحرَّة يَستسقونَ فما يُسْقَونَ حتَّى ماتوا" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2666 - عن عمران بن حصين رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يَحُثُّنا على الصدقةِ وينهانا عن المُثْلةِ" (¬4). 2667 - عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن أبيه رضي اللَّه عنه قال: "كنا معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في سفرٍ فانطلقَ لحاجتِهِ، فرأينا حُمَّرَةً معها فرخانِ فأخذنا فرخَيْها، فجاءتْ الحُمَّرةُ فجعلَتْ تُفَرِّشُ، فجاءَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: مَنْ فَجَّعَ هذه بولدِها؟ فردُّوا ولدَها إليها، ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 109، كتاب الحدود (86)، باب المحاربين من أهل الكفر. . . (15)، الحديث (6803) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1296، كتاب القسامة (28)، باب حكم المحاربين. . . (2)، الحديث (9/ 1671) "وعُكْل" بضم فسكون اسم قبيلة، قوله: "فاجتووا" أي كرهوا هواء المدينة، ولم يوافقهم المقام بها، قوله: "سَمَلَ" أي فقأ عينهم، قوله: "ثم لم يَحْسِمهم" أي لم يقطع دماءهم بالكيِّ. والحَرَّةُ: أرضٌ ذات حجارة سود. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 366، كتاب الزكاة (24)، باب استعمال إبل الصدقة. . . (68)، الحديث (1501)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1297، الحديث (10/ 1671). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 153، كتاب الجهاد (56)، باب إذا حَرَّق المشرك. . . (152)، الحديث (3018)، قوله: "فكَحَلَهم" بالتشديد والتخفيف، "والحرَّة" أرض ذات حجارة سود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 440، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 390، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 120 - 121، كتاب الجهاد (9)، باب في النهي عن المُثْلَة (120)، الحديث (2667) واللفظ له. والمُثْلَةُ: قطع الأطراف.

ورَأَى قريةَ نمل قد حرَّقناها قال: مَن حرَّقَ هذه؟ فقلنا: نحن، قال: إنَّه لا ينبغي أنْ يُعذِّبَ بالنارِ، إلّا رَبُّ النَّارِ" (¬1). 2668 - عن أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك رضي اللَّه عنهما، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "سيكونُ في أُمتي اختلافٌ وفُرْقةٌ، قومٌ يحسِنُونَ القيلَ ويُسيئونَ الفِعلَ، يقرؤونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقِيَهم، يَمرُقونَ مِن الدينِ مُرُوقَ السهمِ مِن الرمِيَّة، لا يرجعونَ حتَّى يرتدَّ السهمُ على فُوقِه (¬2)، هم شرُّ الخلقِ والخليقةِ، طُوبَى لمن قَتَلَهم وقتلُوه، يَدْعونَ إلى كتابِ اللَّهِ ولَيْسوا مِنا في شيءٍ، مَنْ قاتَلَهم كانَ أَوْلَى باللَّهِ مِنهم، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ما سِيماهُم؟ قال: التَّحْلِيقُ" (¬3). 2669 - عن عائشة رضي اللَّه عنها رضي اللَّه عنها قالت، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يَحِل دمُ امرئٍ مسلم يشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّهِ إلّا بإحدى ثلاثٍ: زنًا بعدَ إحصانٍ فإنه يُرجَمُ، ورجلٌ خرجَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 404، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 125 - 126، كتاب الجهاد (9)، باب في كراهية حرق العدو. . . (122)، الحديث (2675) واللفظ له، قوله: "حُمَّرَة" بضم فتشديد ميم، وقد يخفَّف، طائر صغير كالعصفور، قوله: "تُفْرِّش" بتشديد الراء، وفي نسخة صحيحة بضم التاء وكسر الراء المشددة، وفي أخرى بفتح التاء، وسكون الفاء، وضم الراء، وهو أن تفرش جناحها، وتقرب من الأرض، وترفرف. (¬2) بضم أوله، والفُوق موضع الوتر من السهم. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 224، ضمن مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 123، كتاب السنة (34)، باب في قتال الخوارج (31)، الحديث (4765) واللفظ له، سوى قوله: "ليسوا منا في شيء" فهي عند أبي داود "ليسوا منه في شيء" والتحليق هو استئصال الشعر والمبالغة في الحلق، ويحتمل أن يراد به تحلق القوم وإجلاسهم حلقًا حلقًا (الكاندهلوي، التعليق الصبيح 4/ 160 - 161). والتراقي: جمع ترقوة. ويمرقون: يخرجون.

محاربًا للَّهِ ورسولهِ فإنه يُقتَلُ أو يصلَبُ أو يُنفَى من الأرضِ، أو يقتلُ نفسًا فيُقتَلُ بها" (¬1). 2670 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لمسلم أنْ يُرَوِّعَ مسلمًا" (¬2). 2671 - عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أخذَ أرضًا بجِزْيَتِها فقد استقالَ هِجْرَتَه، ومَن نَزَعَ صَغارَ كافرٍ مِن عُنُقِهِ فجعلَه في عنقِه فقد ولَّى الإسلامَ ظهرَهُ" (¬3). 2672 - عن جرير بن عبد اللَّه قال: "بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم سَرِيةً إلى خَثْعم فاعتصمَ ناسٌ منهم بالسجودِ، فأسرعَ فيهم القتلُ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 205، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 522، كتاب الحدود (32)، باب الحكم فيمن ارتد (1)، الحديث (4353) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 101 - 102، كتاب تحريم الدم (37)، باب الصلب. (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 240، باب ما جاء في الشح، الحديث (688) وأخرجه البغوي في شرح السنة 10/ 264، كتاب قتال أهل البغي، باب لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا، الحديث (2571). وأخرجه من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحمد في المسند 5/ 362، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 273 - 274، كتاب الأدب (35)، باب من يأخذ الشيء على المزاح (93)، الحديث (5004). وقال الحافظ العراقي في المغني عن حمل الأسفار 3/ 70: (أخرجه الطبراني والطيالسي من حديث النعمان بن بشير، والبزار من حديث عمر، وإسناده ضعيف)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 924، فعزاه أيضًا إلى البغوي في معجم الصحابة عن ابن أبي ليلى عن أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وللدارقطنى في الأفراد عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 16/ 250، الحديث (44331) وعزاه لابن النجار من رواية النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 459 - 460، كتاب الخراج. . . (14)، باب ما جاء في الدخول في أرض الخراج (38)، الحديث (3082)، قال الخطابي في معالم السنن 4/ 268، الحديث (2957) ما نصه: (ودلالة الحديث: أن المسلم إذا اشترى أرضًا خراجية من كافر فإن الخراج لا يسقط عنه).

فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فأمرَ لهم بنصفِ العقلِ وقال: أنا بريءٌ مِن كلِّ مسلمٍ مقيمٍ بينَ أَظْهُرِ المشركينَ. قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، لِمَ؟ قال: لا تَتَراءى ناراهُما" (¬1). 2673 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الإِيمانُ قيدُ الفتْكِ، لا يفتِكُ مؤمنٌ" (¬2). 2674 - عن جرير، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا أَبَقَ العبدُ إلى الشركِ فقد حَلَّ دمُه" (¬3). 2675 - عن علي رضي اللَّه عنه: "أنَّ يهوديةً كانتْ تشتمُ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم وتقعُ فيه، فخنقَها رجلٌ حتَّى ماتَتْ، فأبطلَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم دمَها" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 104 - 105، كتاب الجهاد (9)، باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود (105)، الحديث (2645) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 155، كتاب السير (22)، باب ما جاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين (42)، الحديث (1604)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 343، الحديث (2264)، قال البغوي في شرح السنة 10/ 246، الحديث (2562) ما نصه: (قوله: "لا تتراءى ناراهما" يعنى: لا يُساكِن المسلم الكفار في بلادهم بحيث لو أوقدوا نارًا ترى كل طائفة نار الأخرى). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 403، ضمن ترجمة إسحاق بن منصور السلولي (1286)، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 212 - 213، كتاب الجهاد (9)، باب في العدو يؤتى على غرة. . . (169)، الحديث (2769) واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 353، كتاب الحدود، باب الإيمان قيد الفتك، وقال: (على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 362، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 528، كتاب الحدود (32)، باب الحكم فيمن ارتد (1)، الحديث (4360) واللفظ لهما، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 31، وعزاه أيضًا لابن خزيمة وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 367، الحديث (2345). وأبق العبد: هرب. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 529 - 530، كتاب الحدود (32)، باب الحكم فيمن سب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (2) الحديث (4362).

2676 - عن جُندب (¬1) قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "حدُّ الساحرِ ضربةٌ بالسيف" (¬2). ¬

_ (¬1) هو الصحابي جندب بن عبد اللَّه بن سفيان البجلي رضي اللَّه عنه. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 60، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في حد الساحر (27)، الحديث (1460)، وأخرجه الدارقطنى في السنن 3/ 114، كتاب الحدود. . .، الحديث (112)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 172، الحديث (1666)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 360، كتاب الحدود، باب حد الساحر. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 136، كتاب القسامة، باب تكفير الساحر. . .، واللفظ لهم جميعًا.

15 - كتاب الحدود

15 - كِتَابُ الحُدُودِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 2677 - عن أبي هريرة، وزيد بنُ خالدٍ: أنَّ رجلينِ اختصما إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالَ أحدُهما: اقضِ بينَنا بكتابِ اللَّهِ، وقال الآخرُ: أجلْ يا رسولَ اللَّهِ، فاقضِ بينَنا بكتابِ اللَّهِ وائذنْ لي أنْ أَتكلَّمَ؟ قال: تَكَلَّمْ، قال: إنَّ ابني كانَ عَسِيفًا على هذا، فزنَى بامرأتِه فأخبرُوني أنَّ على ابني الرجمَ، فافتدَيْتُ مِنهُ بمائةِ شاةٍ وبجاريةٍ لي، ثمَّ إني سألتُ أهلَ العِلْمِ فأَخبروني أنَّ على ابني جلدَ مائةٍ وتَغرِيبَ عامٍ، وإنما الرجمُ على امرأتِهِ، فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أَما والذي نفسي بيدِه لَأقضِيَنَّ بينكما بكتابِ اللَّهِ تعالى: أَمَّا غَنَمُكَ وجاريتُكَ فردٌّ عليكَ، وأمَّا ابنُك فعليهِ جلدُ مائةٍ وتغريبُ عامٍ، وأمَّا أنتَ يا أُنَيْسُ فاغدُ على امرأةِ هذا فإنْ اعترفَتْ فارجمْها، فاعترفَتْ فرجمَها" (¬1). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 523، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب كيف كانت يمين النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (3)، الحديث (6633)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1324 - 1325، كتاب الحدود (29)، باب من اعترف. . . (5)، الحديث (25/ 1697 - 1698)، قوله: "عسيفًا" أي أجيرًا ثابت الأجرة. وأُنَيْس المذكور في الحديث هو رجل مِن بني أسلم كما جاء مصّرحًا به في رواية أخرى، قال ابن السكن: (لست أدري من أنيس المذكور في هذا الحديث ولم أجد له رواية غير ما ذكر في هذا الحديث، ويقال هو أنيس بن الضحاك الأسلمي) ابن حجر، الإصابة 1/ 89، وقال القاري في المرقاة 4/ 59: (أُنيس: تصغير أنس، وهو ابن الضحاك الأسلمي، ولم يذكره المؤلف -التبريزي- في أسمائه).

2678 - عن زيدِ بنِ خالدٍ رضي اللَّه عنه قال: "سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يأمرُ فيمن زَنَى ولم يُحْصِنْ جلدَ مائةٍ وتَغريبَ عامٍ" (¬1). 2679 - وقال عمر رضي اللَّه عنه: "إنَّ اللَّهَ تعالى بعثَ محمدًا بالحقِّ وأنزلَ عليهِ الكتابَ، فكانَ مما أَنزلَ اللَّهُ: آيةَ الرجمِ، رجمَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ورَجَمْنا بعدَه، والرجمُ في كتاب اللَّهِ حقٌّ على مَنْ زَنَى إِذا أُحْصِنَ، فِي الرجالِ والنساءِ إذا قامَتْ البَيِّنَةُ، أو كانَ الحَبَلُ، أو الاعترافُ" (¬2). 2680 - عن عبادةَ بنِ الصامتِ أنَّ النبيَّ صلى ألله عليه وسلم قال: "خُذُوا عني خُذُوا عني، قد جعلَ اللَّهُ لهنَّ سبيلًا: البِكرُ بالبكرِ جلدُ مائةٍ وتغريبُ عامٍ، والثيِّبُ بالثيِّبِ جلدُ مائةٍ والرجمُ" (¬3). 2681 - عن عبد اللَّه ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ اليهودَ جاؤوا إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فذكروا لهُ أنَّ رجلًا مِنهم وأمرأةً زَنَيا، فقالَ لهم رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ما تَجِدونَ في التوراةِ؟ قالوا: نَفْضَحُهم ويُجْلَدُونَ (¬4)، قال عبدُ اللَّهِ بنُ سلام: كذبْتم! إنَّ فيها [آيةَ] (¬5) ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 156، كتاب الحدود (86)، باب البِكْرَان يُجلدان. . . (32)، الحديث (6831). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 137، كتاب الحدود (86)، باب الاعتراف بالزنا (30)، الحديث (6829)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1317، كتاب الحدود (29)، باب رجم الثيب في الزنى (4)، الحديث (15/ 1691) واللفظ له، وآية الرجم ذكرها ابن حجر في فتح الباري 12/ 143، وهي: (الشيخ والشيخة إذا زَنَيا فارجموها البتة نكالًا من اللَّه واللَّه عزيز حكيم). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1316، كتاب الحدود (29)، باب حد الزنى (3)، الحديث (12/ 1690). (¬4) تحرفت في المطبوعة إلى (ونجلدهم). (¬5) ليست في مخطوطة برلين.

الرجمِ، فأَتَوا بالتوراةِ فنَشَرُوها فوَضَعَ أحدُهم يدَه على آيةِ الرجمِ، فقرأَ ما قبلَها وما بعدَها فقال له عبدُ اللَّهِ بن سلام: ارفَعْ يدَكَ فرفَعها فإذا فيها آيةُ الرجمِ -ويروى (¬1): فإذا فيها آية الرجمِ تلوحُ- فأَمَر بهما رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فرُجِما" (¬2). 2682 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "أتى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رجلٌ وهو في المسجدِ فناداهُ: يا رسولَ اللَّهِ إني زنيتُ، فأَعرضَ عنه النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فتَنَحَّى لِشقِّ وجههِ الذي أَعرضَ قِبَلَه فقال: إني زنيتُ فأَعرَضَ عنه، فلما شَهِدَ أربعَ شهاداتٍ دعاهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: أَبِكَ جنونٌ؟ قال: لا، فقال: أَحْصَنْتَ؟ قال: نعم يا رسولَ اللَّهِ، قال: اذهبُوا بهِ فارجمُوه" (¬3). 2683 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "فأَمَرَ بهِ فرُجِمَ بالمصلَّى فلما أَذلَقَتْه الحجارةُ فرَّ فأُدرِكَ فرُجِمَ حتَّى ماتَ، فقالَ لَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم خيرًا، وصلَّى عليهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) هذه القطعة من الرواية، أخرجها البخاري في الصحيح 13/ 516، كتاب التوحيد (97)، باب ما يجوز من تفسير التوراة. . . (51)، الحديث (7543). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 166، كتاب الحدود (86)، باب أحكام أهل الذمة. . . (37)، الحديث (6841)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1326، كتاب الحدود (29)، باب رجم اليهود. . . (6)، الحديث (26/ 1699)، "وعبد اللَّه بن سلام" رضي اللَّه عنه هو من علماء اليهود وكان قد أسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 136، كتاب الحدود (86)، باب سؤال الإمَامِ المُقِرَّ. . . (29)، الحديث (6825) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1318، كتاب الحدود (29)، باب من اعترف على نفسه بالزنى (5)، الحديث (16/ 1692). وأحصنت: تزوجت. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 129، كتاب الحدود (86)، باب الرجم بالمصلَّى (25)، الحديث (6820)، قوله: "أذلقته" أي أصابته بحدها فَعَقَرَتْهُ.

2684 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "لما أَتَى ماعِزُ بنُ مالكٍ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: يا رسولَ اللَّهِ زنيتُ فطهِّرْني، فقال لهُ: لعلَّكَ قبَّلْتَ أو غَمَزْتَ أو نظرْتَ؟ قال: لا يا رسول اللَّهِ، قال: أَنِكْتَها -لا يَكْني- قال: نعم فعند ذلك أمرَ بِرَجمِهِ" (¬1). 2685 - عن بُريدةَ قال: "جاءَ ماعِزُ بنُ مالكٍ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّهِ طهِّرني، فقال: وَيْحَكَ ارجعْ فاستغفرْ اللَّهَ وتبْ إليهِ، قال: فرجعَ غيرَ بعيدٍ ثم جاءَ فقال: يا رسولَ اللَّهِ طهِّرني، فقال النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم مثلَ ذلكَ، حتَّى إذا كانتْ الرابعةُ قالَ لهُ رسولُ اللَّهِ: مم أُطهِّرُكَ؟ قالَ: مِن الزنا، فسألَ (¬2) رسولُ اللَّهِ أَبِهِ جنونٌ؟ فأُخبِرَ أنَّه ليسَ بمجنونٍ، فقال: أشربَ خمرًا فقامَ رجلٌ فاستَنْكَهَهُ (¬3) فلم يجدْ منهُ ريحَ خمرٍ، فقال: أَزَنيتَ؟ قال: نعم، فأَمَرَ بهِ فرُجِمَ، فلَبِثُوا يومينِ أو ثلاثةً ثم جاءَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: استغفُروا لماعزِ بنِ مالكٍ، لقد تابَ توبةً لو قُسِمَتْ بينَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهم، ثمَّ جاءَتْه امرأةٌ مِن غامِدٍ من الأزْدِ (¬4) فقالت: يا رسولَ اللَّهِ طهِّرني، فقالَ: ويْحَكِ ارجِعِي فاستغفري اللَّهَ وتوبي إليه، فقالت: تُريدُ أنْ تُرَدِّدَني كما رَدَّدْتَ ماعِزَ بنَ مالكٍ، إنَّها حُبْلى مِن الزنا! فقال: أنتِ؟ قالت: نعم، قالَ لها: حتَّى تَضَعي ما في بطنِكِ، قال: فكَفَلَها رجلٌ من الأنصارِ حتَّى وضعَتْ، فأَتَى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: قد وضعَتْ الغامِديةُ، فقال: إذًا لا نرجُمُها وندع ولدَها صغيرًا ليسَ له مَن تُرضِعُه؟ فقامَ رجلٌ مِن الأنصارِ فقال: إليَّ رَضاعُه يا نبيَّ اللَّهِ، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في المصدر نفسه 12/ 135، باب هل يقول الإمام للمُقِر (28)، الحديث (6824)، قوله: "غَمَزْتَ" أي لَمَسْتَ. (¬2) في مخطوطة برلين: (قال) والصواب ما أثبتناه كما عند مسلم. (¬3) أي طلب رائحة فمه، ليعلم أشارب هو؟. (¬4) و"غامد" قبيلة من اليمن، وهم حَيٌّ من الأزد.

قال فرجَمَها" (¬1). ويروى أنه قالَ لها: "اذهبي حتَّى تَلِدي، فلمَّا وَلَدَتْ قال: اذهبي فأَرضِعيهِ حتَّى تَفْطِميه، فلمَّا فطمَتْه أَتَتْه بالصبيِّ في يدِه كِسْرةُ خبزٍ فقالت: هذا يا نبيَّ اللَّهِ قد فطمْتُه وقد أكلَ الطعامَ، فدفعَ الصبيَّ إلى رجلٍ من المسلمينَ ثم أمرَ بها فحُفِرَ لها إلى صدرها وأمَرَ الناسَ فرجمُوها، فيُقبلُ خالدُ بنُ الوليدِ بحجرٍ فرَمَى رأسَها فتَنَضَّح الدمُ على وجهِ خالدٍ فَسَبَّها فقال النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: مهلًا يا خالدُ! فوَالذي نفسي بيدِه لقد تابَتْ توبةً لو تابَها صاحبُ مَكْسٍ لغُفِرَ لهُ، ثمَّ أَمَرَ بها فصلَّى عليها ودُفِنَتْ" (¬2). 2686 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "إذا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُم فتَبَيَّنَ زناها فليجلدْها الحدَّ ولا يُثَرِّبْ عليها، ثمَّ إنْ زَنَتْ فلْيجلدْها الحدَّ ولا يثرِّبْ، ثمَّ إنْ زنَت الثالثةَ فتبيَّنَ زناها فليَبِعْها ولو بحبْلٍ مِن شعرٍ" (¬3). 2687 - عن علي رضي اللَّه عنه قال: "يا أيُّها النَّاسُ أَقيموا على أَرِقَّائِكُم الحدَّ، مَن أَحْصَنَ منهم ومَن لم يُحْصِنْ، فإنَّ أَمَةً لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم زَنَتْ، فأَمَرَني أنْ أجلِدَها، فإذا هيَ حديثُ عهدٍ بنفاسٍ فخشيتُ إنْ أنا جلدتُها أنْ أقتُلَها، فذكرتُ ذلكَ للنبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1321 - 1322 كتاب الحدود (29)، باب من اعترف على نفسه بالزنى (5)، الحديث (22/ 1695). (¬2) أخرجه من رواية بريدة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1323 - 1324، الحديث (23/ 1695)، قوله: "صاحب مَكْس" ويطلق على الضريبة التي يأخذها الماكِسُ، وهو العَشَّار. وهو من أعظم الذنوب والمعاصي الموبقات. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 421، كتاب البيوع (34)، باب بيع المدبر (110)، الحديث (2234)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1328، كتاب الحدود (29)، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى (6)، الحديث (30/ 1703)، واللفظ عندهما: "فليجَلدها الحد ولا يُثَرِّب عليها"، قال القاري في المرقاة 4/ 73: (ولا يثرِّب بتشديد الراء أي لا يعيب على الأمة ولا يعيرها أحد بعد إقامة الحدّ لأنه كفارة لذنبها قال القاضي: التثريب التأنيب والتعبير).

فقالَ: أحسنتَ" (¬1). وفي رواية قال: "دعْها حتَّى ينقطعَ دمُها ثم أَقِمْ عليها الحدَّ، فأقيمُوا الحدودَ على ما ملكَتْ أيمانُكم" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2688 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ ماعِزٌ الأسلميُّ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: إنه قد زنى -فذكر الحديثَ وقال- فلمَّا وجدَ مسَّ الحجارةِ فرَّ يشتدُّ حتَّى مرَّ برجلٍ معه لَحْيُ جملٍ فضَربَهُ بهِ وضَربَهُ النَّاسُ حتَّى مات، فذَكرُوا لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنَّه فرَّ فقال: هلَّا تركتُموه" (¬3). وفي رواية: "هلَّا تركتُموه لعلَّه أنْ يتوبَ فيتوبُ اللَّهُ عليهِ" (¬4). 2689 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال لماعزٍ: أَحَقٌّ مَا بَلَغني عنكَ؟ قال: وما بلغَكَ عني؟ قال: ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1330، كتاب الحدود (29)، باب تأخير الحدّ على النفساء (7)، الحديث (34/ 1705). (¬2) هذه الرواية أخرجها البغوي ضمن الصحاح، ولكنها ليست في أحد الصحيحين بل أخرجها أبو داود في السنن 4/ 617، كتاب الحدود (32)، باب في إقامة الحد على المريض (34) , الحديث (4473)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 7/ 448، الحديث (10283)، وعزاه للنسائي في الكبرى. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 450، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 36، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في درء الحد. . . (5)، الحديث (1428)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 854، كتاب الحدود (20)، باب الرجم (9)، الحديث (2554)، قوله: "لَحْيُ جملٍ" بفتح اللام وسكون الحاء المهملة، أي عظم ذقنه، وهو الذي ينبت عليه الأسنان. (¬4) أخرجه من رواية يزيد بن نعيم، عن أبيه، أبو داود في السنن 4/ 576، كتاب الحدود (32)، باب رجم ماعز. . . (24)، الحديث (4419)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 363، كتاب الحدود، باب حفروا لماعز. . . وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.

بلغَني أنكَ وقعْتَ على جاريةِ آلِ فلانٍ، قال: نعم، فشهدَ أربعَ شهاداتٍ فأَمَرَ به فرُجِمَ" (¬1). 2690 - عن ابن المنكدر: "أنَّ هزَّالًا أَمَرَ ماعزًا أنْ يأتيَ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فيُخبِرَهُ" (¬2). 2691 - وعن يزيدَ بنِ نُعيم، عن أبيه: "أنَّ ماعزًا أتى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأقرَّ عندَه أربعَ مراتٍ، فأمرَ برجمِهِ وقال لهزَّالٍ: لو سَتَرْتَه بثوبِكَ كانَ خيرًا لك" (¬3). 2692 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللَّهِ بن عمرو بن العاص رضي اللَّهُ عنهما، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "تَعافَوا الحدودَ فيما بينَكم فما بَلغني مِن حدٍّ فقد وَجَبَ" (¬4). ¬

_ (¬1) ذكر القاري في المرقاة 4/ 75 ما نصُّه: (إنَّ هذا الحديث غير مقرٍّ في مكانه، بل مكانه الفصل السابق)، أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1320، كتاب الحدود (29)، باب من اعترف على نفسه بالزنى (5)، الحديث (19/ 1693). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 541، كتاب الحدود (32)، باب في الستر على أهل الحدود (6)، الحديث (4378). وابن المنكدر هو محمد، وهزّال هو ابن يزيد الأسلمي. (¬3) أخرجه مَوْصُولًا أحمد في المسند 5/ 217، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق الحديث (4377)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 214، الحديث (4211)، وعزاه للنسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 363، كتاب الحدود، باب حفروا لماعز. . .، وصححه. وأخرجه مرسلًا مالك في الموطأ 2/ 821، كتاب الحدود (41)، باب ما جاء في الرجم (1)، الحديث (3)، فقال: (عن سعيد بن المُسَيَّب أنّه قال: بلغني أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لرجلٍ من أسلم يقال له هَزَّال: يا هزَّال. . .). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 540، كتاب الحدود (32)، باب العفو عن الحدود. . . (5)، الحديث (4376)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 70، كتاب قطع السارق (46)، باب ما يكون حرزًا. . . (5)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 383، كتاب الحدود، باب تعافوا الحدود بينكم واللفظ لهم جميعًا، وقال الحاكم: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

2693 - وعن عائشة رضي اللَّهُ عنها قالت: إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أَقِيلُوا ذَوي الهَيْئاتِ عَثَراتِهم إلّا الحدودَ" (¬1). 2694 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالت، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ادرَؤوا الحدودَ عن المسلمينَ ما اسْتَطَعْتُمْ، فإنْ كانَ لهُ مَخْرَجٌ فخلُّوا سبيلَهُ، فإنَّ الإِمامَ أنْ يُخطئَ في العفوِ خيرٌ مِن أنْ يُخطِئَ في العقوبةِ" (¬2) ولم يرفعْ بعضُهم وهو الأصحُّ. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 181، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 164، باب الرفق (217)، الحديث (465)، سوى قوله: "إلّا الحدود" وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 540، كتاب الحدود (32)، باب في الحد يشفع فيه. . . (4)، الحديث (4375)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 213، الحديث (4209) وعزاه للنسائي، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 3/ 129، باب بيان مشكل ما روي عن ابن عباس. . . واللفظ لهم جميعًا، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 365، كتاب الحدود (23)، باب التعزيز. . . (13)، الحديث (1520). وقد ذُكِرَ هذا الحديث ضمن الأحاديث التى استخرجها الحافظ أبو حفص عمر بن علي القزويني من كتاب "المصابيح" للبغوي، وقال: (إنها موضوعة) الحديث الخامس فقال: (وفي كتاب الحدود، حديث موضوع وهو قوله: "أقيلوا ذوي الهيآت عثراتهم، إلّا الحدود"، وأجاب عن ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال: (الحديث الخامس: حديث "أقيلوا ذوي الهيآتِ عثراتِهم إلّا الحدود". قلت: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث عائشة، وأخرجه ابن عدي من الطريق الذي أخرجه أبو داود منه، وهو من رواية عبد الملك بن زيد من ولد محمد بن أبي بكر عن عمرة، عن عائشة وقال: منكر بهذا الإسناد، لم يروه غير عبد الملك. قلت: وأخرجه النسائي من وجه آخر من رواية عطاف بن خالد، عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة. وأخرجه أيضًا من طريق آخر عن عمرة، ورجالها لا بأس بهم، إلّا أنه اختُلِفَ في وصله وإرساله، فلا يتأتى لحديث يروى بهذه الطرق أن يُسَمَّى موضوعًا). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 33، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في درء الحدود (2)، الحديث (1424) واللفظ له، وقال: (ورواه وكيع عن يزيد بن زياد نحوه ولم يرفعه؛ ورواية وكيع أصح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 384، كتاب الحدود، باب إن وجدتم لمسلم مخرجًا. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 238، كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحدود بالشبهات.

2695 - عن وائل بن حُجْرٍ رضي اللَّه عنه قال: "استُكْرِهَتْ امرأةٌ على عهدِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فدَرَأَ عنها الحدَّ وأقامَهُ على الذي أصابَها، ولم يذكرْ أنَّه جعلَ لها مهرًا" (¬1). 2696 - عن علقمة بن وائلٍ، عن أبيه: "أنَّ امرأةً خرجَتْ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم تريدُ الصَّلاةَ فتلقَّاها رجلٌ فتَجَلَّلَها فقَضَى حاجتَه منها، فصاحَتْ (¬2) وانطلقَ، ومرَّتْ عصابةٌ مِن المهاجرينَ فقالَت: إنَّ ذلكَ فعلَ بي كذا وكذا، فأخذوا الرجلَ فأَتَوا بهِ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فقال لها: اذهبي فقد غفرَ اللَّهُ لكِ، وقالَ للرجلِ الذي وقعَ عليها: ارجموهُ، وقال: لقد تابَ توبةً لو تابَها أهلُ المدينةِ لَقُبِلَ منهم" (¬3). 2697 - عن جابر رضي اللَّهُ عنه: "أنَّ رجلًا زَنَى بامرأةٍ فأَمَرَ بهِ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فجُلِدَ الحدَّ، ثمَّ أُخبِرَ أنه مُحْصَنٌ فأَمرَ به فرُجِمَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 318، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 55، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في المرأة إذا استكرهت. . . (22)، الحديث (1453)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 886، كتاب الحدود (20)، باب المُسْتَكْرَه (30)، الحديث (2598) واللفظ لهم جميعًا. (¬2) في المطبوعة زيادة (صَيْحَةً) وليست عند أبي داود. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 399، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 541 - 542، كتاب الحدود (32)، باب في صاحب الحدِّ. . . (7)، الحديث (4379) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 56، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في المرأة إذا استكرهت. . . (22) , الحديث (1454) واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب صحيح)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 215، الحديث (4213)، وعزاه للنسائي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 284، كتاب الحدود، باب من قال: يسقط كل حق. . . (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 586، كتاب الحدود (32)، باب رجم ماعز. . . (24)، الحديث (4438).

2698 - عن سعيد بن سعد بن عُبادة: "أنَّ سعدَ بنَ عُبادة (¬1) أَتَى النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم برجلٍ كانَ في الحيِّ مُخْدَجٍ سقيمٍ، فوُجِدَ على أمةٍ مِن إمائهم يَخْبُثُ بها فقال: خُذُوا لهُ عِثْكالًا فيه مائةُ شِمْراخٍ فاضرِبُوهُ بهِ ضربةً" (¬2). 2699 - عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَنْ وجدتُموه يعملُ عملَ قومِ لُوطٍ فاقتلوا الفاعِلَ والمفعولَ بهِ" (¬3). 2700 - وقال: "مَن أَتَى بهيمةً فاقتُلُوهُ واقتلوها مَعَه" (¬4). ¬

_ (¬1) قوله: (أن سعد بن عبادة) ساقط من المطبوعة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 222، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 859، كتاب الحدود (20)، باب الكبير والمريض. . . (18)، الحديث (2574)، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 10/ 303، الحديث (2591)، واللفظ له، قوله: "مُخْدَجٍ" أي ناقص الخلقة، قوله:. "يخبث بها" أي يزنى بها، قوله: "عِثْكالًا" بكسر أوله، أي كباسة وهي للرطب بمنزلة العنقود للعنب، قوله: "شِمْراخ" بكسر أوله وهوما عليه البُسْرُ من عيدان الكِباسة، قال الطيبي: العثكال الغصن الكبير الذي يكون عليه أغصان صغار، ويُسمَّى كل واحدٍ من تلك الأغصان شِمْراخًا. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 300، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 607 - 608، كتاب الحدود (32)، باب فيمن عمل عمل قوم لوط (29)، الحديث (4462)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 57، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في حدِّ للوطي (24)، الحديث (1456)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 856، كتاب الحدود (20)، باب من عَمِل عَمَل قوم لوط (12)، الحديث (2561)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 355، كتاب الحدود، باب يقتل من شتم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وصححَّه ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 232، كتاب الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي. (¬4) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 1/ 300، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 609، كتاب الحدود (32)، باب فيمن أتى بهيمة (30)، الحديث (4464) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 56 - 57، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء فيمن يقع على البهيمة (23)، الحديث (1455)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 856، كتاب الحدود (20)، =

2701 - وعن جابر رضي اللَّهُ عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ أَخوَفَ ما أَخافُ على أمَّتي عملُ قومِ لُوْطٍ" (¬1). 2702 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رجلًا من بني بكرِ بنِ ليثٍ أتى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأَقَرَّ أنَّه زَنَى بامرأةٍ أربعَ مرَّاتٍ فجلدَه مائةً، وكانَ بِكرًا ثم سألَهُ البيِّنَةَ على المرأةِ فقالت: كذبَ فجُلِدَ حدَّ الفِرْيَةِ ثمانينَ" (¬2). 2703 - عن عَمْرَةَ (¬3)، عن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالت: "لما نزلَ عُذري قامَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على المنبرِ فذكرَ ذلكَ، فلمَّا نَزَلَ أَمَرَ بالرجلَيْنِ والمرأةِ فضُرِبُوا حدَّهم" (¬4). ¬

_ = باب من أتى ذات محرم. . . (13)، الحديث (2564)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 355، كتاب الحدود، باب من وجدتموه يأتي بهيمة. . .، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 232، كتاب الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 382، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 58، كتاب الحدود (14)، باب ما جاء في حد اللوطي (24)، الحديث (1457)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 856، كتاب الحدود (20)، باب مَن عَمِل عَمَل قوم لوط (12)، الحديث (2653) واللفظ لهم جميعًا. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 611، كتاب الحدود (32)، باب إذا أقر الرجل بالزنا. . . (31)، الحديث (4467) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 277، الحديث (4302) وعزاه للنسائي. و"حدّ الفِرْيَة" أي الكذب، والمراد القذف. (¬3) عَمْرَة بنت عبد الرحمن الأنصارية المدنية، ثقة من الطبقة الثالثة، أكثرت عن عائشة، ماتت قبل المائة. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 618، كتاب الحدود (32)، باب في حد القذف (35)، الحديث (4474)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 336، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة النور (25)، الحديث (3181)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 283، الحديث (4310) وعزاه للنسائي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 857، كتاب الحدود (20)، باب حد القذف (15)، الحديث (2567) واللفظ لهم جميعًا، قوله: "بالرجلين" هما: حسان بن ثابت، ومِسْطَح بن أثاثة "والمرأة" هي حمنة بنت جحش.

2 - باب قطع السرقة

2 - باب قطع السرقة مِنَ الصِّحَاحِ: 2704 - عن عائشة رضي اللَّه عنها، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تُقطَعُ يدُ السارقِ إلّا في ربعِ دينارٍ فصاعِدًا" (¬1). 2705 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "قطعَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم يدَ سارقٍ في مِجَنٍّ ثمنُه ثلاثةُ دراهمَ" (¬2). 2706 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لعنَ اللَّهُ السارقَ يسرقُ البيضةَ فتُقطَعُ يدُه، ويسرقُ الحبلَ فتُقطَعُ يدُه" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2707 - عن رافع بن خَديجٍ عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لا قطْعَ في ثمرٍ ولا كَثَرٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 96، كتاب الحدود (86)، باب قول اللَّه تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ. . .} [سورة المائدة (5)، الآية (38)] (13)، الحديث (6789)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1312، كتاب الحدود (29)، باب حد السرقة. . . (1)، الحديث (2/ 1684) واللفظ له. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 12/ 97، الحديث (6798)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1313، الحديث (6/ 1686) قوله: "مِجَنٍّ" بكسر الميم، وفتح جيم، وتشديد النون، الترس. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (6799)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1314، الحديث (7/ 1687) واللفظ لهما. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 839، كتاب الحدود (41)، باب ما لا يقطع فيه (11)، الحديث (32)، ضمن رواية مطوَّلة، وأخرجه الشافعي من طريق مالك في المسند 2/ 83 - 84، كتاب الحدود، الباب الثاني في حدِّ السرقة، الحديث (275)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 463، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 174، كتاب الحدود، باب ما لا يقطع فيه من الثمار، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 549، كتاب الحدود (32)، باب ما لا قطع فيه (12)، =

2708 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبدِ اللَّهِ بنِ عمروِ بنِ العاص رضي اللَّه عنهما، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنه سُئِلَ عن الثمرِ المعلَّقِ؟ قال: مَن سرقَ منه شيئًا بعدَ أنْ يُؤويَهُ الجَرِينُ فبلغَ ثمنَ المِجَنِّ فعليهِ القطْعُ" (¬1). 2709 - وقال: "لا قطْعَ في ثمرٍ مُعَلَّقٍ، ولا في حَرِيسةِ جبلٍ، فإذا (¬2) آواهُ المُراحُ أو الجَرِينُ، فالقطعُ فيما بلغَ ثمنَ المِجَنِّ" (¬3). 2710 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ = الحديث (4388)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 52 - 53، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء لا قطع في ثمر. . . (19)، الحديث (1449)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 87، كتاب قطع السارق (46)، باب ما لا قطع فيه (13)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 865، كتاب الحدود (20)، باب لا يقطع في ثمر ولا كثر (27)، الحديث (2593)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 361، كتاب الحدود (23)، باب فيمن لا قطع عليه. . . (5)، الحديث (1505)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 263، كتاب السرقة، باب القطع في كل ما له ثمن. . .، واللفظ لهم جميعًا، قوله: "كَثَر" هو جُمَّار النخل أي شحمه. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 7/ 202، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 335 - 336، كتاب اللقطة (4)، باب التعريف باللقطة (1)، الحديث (1710) برواية مطوَّلة، واللفظ له، وأخرجه أصله الترمذي دون ذكر الشاهد منه، في السنن 3/ 584، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في الرخصة في أكل. . . (54)، الحديث (1289)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 84 - 85، كتاب قطع السارق (46)، باب الثمر المعلق يسرق (11)، قوله: "الجَرِين" بفتح الجيم وكسر الراء موضع يجمع فيه التمر للتجفيف، وهو له كالبيدر للحنطة، والمِجَنُّ: الترس. (¬2) عبارة المطبوعة: "فإذا جبل آواه المُرَاح". (¬3) أخرجه من طريق التابعي الثقة عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي مرفوعًا مالك في الموطأ 2/ 831، كتاب الحدود (41)، باب ما يجب فيه القطع (7)، الحديث (22)، قال ابن عبد البر: (لم يختلف رواة الموّطأ في إرساله ويتّصل معناه من حديث عبد اللَّه بن عمرو) وهو الحديث السابق. قوله: "حريسة جبل" وهي محروسة الجبل، أي دابة ترعى في الجبل، وقال البغوي في شرح السنة 10/ 319: (وأراد بحريسة الجبل: الشاة المسروقة من المرعى، "والمُراح" بضم الميم وهو ما تأوي إليه الإبل والغنم ليلًا للحرز.

عليه وسلم: "ليسَ على المُنتَهِبِ قطْعٌ، ومَنْ انتَهَبَ نُهبَةً مشهورةً فليسَ مِنا" (¬1). 2711 - وعن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليسَ على خائنٍ، ولا منتهِبٍ، ولا مختلِسٍ قَطْعٌ" (¬2). 2712 - روي: "أنَّ صفوانَ بن أُميَّةَ قدِمَ المدينةَ فنامَ في المسجدِ وتَوَسَّدَ رداءَهُ، فجاءَ سارقٌ وأخذَ رداءه، فأخذهُ صفوانُ [بنُ أُميَّةَ] (¬3) فجاءَ بهِ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فأَمَرَ أنْ تُقْطَعَ يدُه، فقال صفوانُ: إني لم أُرِدْ (¬4) هذا، وهو عليهِ صدقةٌ، فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: فهلَّا قبلَ أنْ تأتيَني به" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 380، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 551 - 552، كتاب الحدود (32)، باب القطع في الخِلْسَة. . . (13)، الحديث (4391) واللفظ له، والنهب: هو الأخذ على وجه العلانية قهرًا، و"النَّهْبَةُ" بضم النون المال الذي يُنْهَبُ. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 380، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4393)، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 175، كتاب الحدود، باب ما لا يقطع من السُّرَّاق، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 52، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في الخائن. . . (18)، الحديث (1448)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 88 - 89، كتاب قطع السارق، باب ما لا يقطع فيه (13)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 864، كتاب الحدود (20)، باب الخائن والمنتهب (26)، الحديث (2591)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 360 - 361، كتاب الحدود (23)، باب فيمن لا قطع عليه. . . (5)، الحديث (1502) واللفظ للدارمي، والترمذي، والنسائي، وابن حبان. (¬3) ليست في المخطوطة. (¬4) تحرَّفت في المطبوعة إلى: "لم أَرَ". (¬5) هذا الحديث مُخَرَّج من سبع طرق: • الطريق الأولى: من رواية صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان، أنَّ صفوان بن أمية. . .، أخرجها مالك في الموطأ 2/ 832 - 835، كتاب الحدود (41)، باب ترك الشفاعة للسارق. . . (9)، الحديث (28)، واللفظ له، وأخرجه الشافعي من طريق مالك في المسند 2/ 84، كتاب الحدود، الباب الثاني في حدِّ السرقة، الحديث (278). =

2713 - عن بُسْر بن أَرَطاةَ قال، سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لا تُقطَعُ الْأَيْدي في الغزوِ" (¬1). 2714 - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال في السارقِ: "إنْ سَرَقَ فاقطعُوا يدَهُ، ثمَّ ¬

_ = • الطريق الثانية: من رواية عبد اللَّه بن صفوان، أنَّ صفوان بن أمية. . .، أخرجها أحمد في المسند 3/ 401، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 865، كتاب الحدود (20)، باب من سرق من الحِرْز (28)، الحديث (2595)، عن عبد اللَّه بن صفوان، عن أبيه. . . • الطريق الثالثة: من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: كان صفوان بن أمية. . .، أخرجها الدارمي في السنن 2/ 172، كتاب الحدود، باب السارق يوهب منه السرقة. . .، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 69، كتاب قطع السارق (46)، باب ما يكون حرزًا. . . (5)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 380، كتاب الحدود، باب النهي عن الشفاعة في الحد، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي. • الطريق الرابعة: من رواية حميد ابن أخت صفوان بن أمية، عن صفوان بن أمية. . .، أخرجها أحمد في المسند 3/ 401، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 553، كتاب الحدود (32)، باب من سرق من حِرْزٍ (14)، الحديث (4394)، وأخرجه النسائي في المصدر السابق 8/ 69 - 70، وأخرجه ابن الجارود في المنتقى، ص 281، باب القطع في السرقة، الحديث (828)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 380، كتاب الحدود، باب النهي عن الشفاعة في الحدِّ. • الطريق الخامسة: من رواية طارق بن مرقع، عن صفوان بن أمية. . .، أخرجها أحمد في المسند 3/ 401، وأخرجها النسائي في المصدر السابق 8/ 68. • الطريق السادسة: من رواية طاوس، عن صفوان بن أمية. . .، أخرجها أحمد في المصدر السابق، وأخرجها النسائي في المصدر السابق 8/ 70. • الطريق السابعة: من رواية عطاء، عن صفوان بن أمية. . .، أخرجها النسائي في المصدر نفسه 8/ 68. (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 231، كتاب السير، باب في أن لا يقطع الأيدي في الغزو، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 563 - 564، كتاب الحدود (32)، باب في الرجل يسرق. . . (18)، الحديث (4408)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 53، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء أن لا تقطع الأيدي. . . (20)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 91، كتاب قطع السارق (46)، باب القطع في السفر (16).

إنْ سرقَ فاقطعُوا رجلَه ثم إنْ سرَقَ فاقطعوا يدَه، ثمَّ إنْ سرَقَ فاقطعوا رجله" (¬1). 2715 - وروي عن جابرٍ رضي اللَّه عنه قال: "جيءَ بسارقٍ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: اقطعُوه فقُطِعَ، ثمَّ جيءَ به الثانيةَ فقال: اقطعوه فقُطِعَ، ثمَّ جيء به الثالثةَ فقال: اقطعوه فقُطِعَ، ثمَّ جيءَ به الرابعةَ فقال: اقطعوه فقُطِعَ، فأُتيَ به الخامسةَ فقال: اقتلوه، فانطلقْنا به فقتلْناه، ثمَّ اجترَرْناه فألقيناهُ في بئرٍ ورميْنَا عليهِ الحجارةَ" (¬2) [غريب] (¬3). 2716 - وروي في قطعِ السارقِ عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "اقطعُوه ثم احسِمُوه" (¬4). 2717 - عن فُضالة بنِ عُبيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "أُتيَ ¬

_ (¬1) أخرجه المزني عن الشافعي في مختصر الأم (المطبوع بذيل كتاب الأم) 8/ 264، كتاب الحدود، باب قطع اليد والرجل. . .، وأخرجه الدارتطنى في السنن 3/ 181، كتاب الحدود والديات وغيره، الحديث (292). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 565 - 566، كتاب الحدود (32)، باب في السارق يسرق مرارًا (20)، الحديث (4410) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 236 - 238، الحديث (4248) وعزاه للنسائي وقال: (هذا منكر ومصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث) وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 181، كتاب الحدود. . .، الحديث (289). (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه موصولًا الدارقطني في السنن 3/ 102، كتاب الحدود. . .، الحديث (71)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 381، كتاب الحدود، باب النهي عن الشفاعة في الحد، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وسكت عنه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 271، كتاب السرقة، جماع أبواب قطع اليد. . . وأخرجه من رواية محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مرصلًا، أبو داود في المراسيل، ص 151، كتاب الحدود، الحديث (214)، وأخرجه أبو عبيد الهروي في غريب الحديث 2/ 258، مادة (حسم)، وأخرجه البيهقي في المصدر السابق، والحسم: الكَيُّ لينقطع الدم.

3 - باب الشفاعة في الحدود

رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بسارقٍ فقُطِعَتْ يَدُه، ثمَّ أَمَرَ بها فعُلِّقَت في عنقِهِ" (¬1). 2718 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا سرقَ المملوكُ فبِعْهُ ولو بِنَشٍّ" (¬2) [متصل] (¬3). 3 - باب الشفاعة في الحدود مِنَ الصِّحَاحِ: 2719 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ قريشًا أَهمَّهم شأنُ المرأةِ المخزوميَّةِ التي سرقَتْ فقالوا: مَنْ يُكلِّم فيها رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم؟ فقالوا: ومَن يَجترِئُ عليهِ إلَّا أُسامةُ بنُ زيدٍ حِبُّ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فكلَّمَه أُسامةُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أَتشفعُ في حدٍّ مِن حدودِ اللَّهِ!؟ ثم قامَ فاختطبَ ثم قال: إنما أَهلكَ الذينَ [مِن] (¬4) قبلِكم أنهم كانوا إذا سَرقَ فيهم الشريفُ تركُوهُ، وإذا سرقَ فيهم الضعيفُ أقامُوا عليهِ الحدَّ، وَأيمُ اللَّهِ! لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سَرقَتْ لقطعْتُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 190، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 567، كتاب الحدود (32)، باب في تعليق يد السارق. . . (21)، الحديث (4411)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 51، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في تعليق يد السارق (17)، الحديث (1447) واللفظ لهم، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 92، كتاب قطع السارق (46)، باب تعليق يد السارق. . . (18)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 863، كتاب الحدود (20)، باب السارق يعترف (24)، الحديث (2587). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 337، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 568، كتاب الحدود (32)، باب بيع المملوك إذا سرق (22)، الحديث (4412) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 91، كتاب قطع السارق (46)، باب القطع في السفر (16)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 864، كتاب الحدود (20)، باب العبد يسرق (25)، الحديث (2589) والنَّشُّ: بفتح النون، وتشديد شين معجمة أي: عشرين درهمًا = 63.4 غ فضة والمعنى: بعْهُ ولو بثمنٍ بخسٍ. (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) ليست في مخطوطة برلين.

يدَها" (¬1). وروي عن عائشةَ رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانتْ امرأةٌ مخزوميةٌ تستعيرُ المَتاعَ ثم (¬2) تجحدُ، فأمرَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بقطع يدِها، فأَتَى أهلُها أسامةَ فكلَّموه، فكلَّمَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلمَ فيها" (¬3) فذكر نحوه. مِنَ الحِسَان: 2720 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "مَن حالَتْ شفاعتُه دونَ حدٍّ مِن حدودِ اللَّهِ تعالى فقد ضادَّ اللَّهَ، ومَن خاصَمَ في باطلٍ هو يعلمُه لم يزلْ في سخطِ اللَّهِ تعالى حتَّى ينزِعَ، ومَن قالَ في مُؤْمِنٍ ما ليسَ فيه أَسكنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الخَبالِ، حتَّى يخرُجَ مما قالَ" (¬4). ويروى: "مَن أعانَ على خصومةٍ، لا يدري أَحَقٌّ [هو] (¬5) أمْ باطلٌ! فهو في سخطِ اللَّهِ حتَّى ينزِعَ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 513، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب (54)، الحديث (3475) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1315، كتاب الحدود (29)، باب قطع السارق. . . (2)، الحديث (8/ 1688). (¬2) في مخطوطة برلين: (وتجحد). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1316، الحديث (10/ 1688). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 70، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 23، كتاب الأقضية (18)، باب فيمن يُعِينُ على خصومة. . . (14)، الحديث (3597)، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 270 - 271، الحديث (13084) وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 383، كتاب الحدود، باب مَن حالت شفاعته. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 332، كتاب الأشربة. . .، باب ما جاء في الشفاعة بالحدود، قوله: "ردغة الخبال" هي عُصَارة أهل النار. (¬5) ليست في مخطوطة برلين. (¬6) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أبو داود في المصدر السابق، الحديث (3598)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 778، كتاب الأحكام (13)، باب من ادعى ما ليس له. . . (6)، الحديث (2320)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 99، كتاب الأحكام، باب لا تجوز شهادة بدوي. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 84، الحديث (14949) وعزاه أيضًا للرامهرمزي في كتاب الأمثال، وذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 1072، الحديث (3611)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، واللفظ له.

4 - باب حد الخمر

2721 - عن أبي رَمْثَةَ (¬1) المخزومي رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أُتيَ بلصٍّ قد اعترفَ اعترافًا وَلَمْ يوجدْ معَهُ مَتاعٌ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ما إخالُكَ سرقتَ؟ قال: بلى، فأعادَ عليهِ مرتينِ أو ثلاثًا، فأمرَ بهِ فقُطِعَ وجيءَ بهِ فقالَ: استغفرْ اللَّهَ وتُبْ إليهِ فقالَ: أَستغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ، قال: اللهُمَّ تُبْ عليهِ" (¬2) ثلاثًا. 4 - باب حد الخمر مِنَ الصِّحَاحِ: 2722 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم ضربْ في الخمرِ بالجريدِ والنِّعالِ، وجلَدَ أبو بكرٍ رضي اللَّهُ عنهُ أربعينَ" (¬3). وفي رواية عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يضرِبُ في الخمرِ بالنِّعالِ والجريدِ أربعينَ" (¬4). ¬

_ (¬1) كذا الاسم في نسخ المصابيح، وقد أورد الخطيب التبريزي الحديث في مشكاة المصابيح 2/ 1072، عن أبي أُمية المخزومي، وقال: (رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، والدارمي هكذا وَجَدْتُ في الأصول الأربعة، و"جامع الأصول" و"شعب الإيمان" و"معالم السنن" عن أبي أمية، وفي نسخ "المصابيح" عن أبي رمثة، بالراء والثاء المثلثة، بدل الهمزة والياء)، وأبو أمية المخزومي ذكره ابن حجر في الإصابة 4/ 12، القسم الأول من حرف الألف في الكنى، فقال: (وقال ابن السكن: معدود في أهل المدينة، ثمَّ أخرج حديثه ... أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أُتيَ بسارق). (¬2) أخرجه من رواية أبى أمية رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 293، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 542، كتاب الحدود (32)، باب في التلقين في الحد (8)، الحديث (4380) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 67، كتاب قطع السارق (46)، باب تلقين السارق (3)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 866، كتاب الحدود (20)، باب تلقين السارق (29)، الحديث (2597). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 63، كتاب الحدود (86)، باب ما جاء في ضرب شارب الخمر (2)، الحديث (6773) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1331، كتاب الحدود (29)، باب حدِّ الخمر (8)، الحديث (36/ 1706). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (37/ 1706).

2723 - عن السائب بنِ يزيدَ قال: "كانَ يُؤتَى بالشاربِ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وإمْرَةِ أبي بكرٍ وصدرًا مِن خلافةِ عمرَ، فنقومُ فيهِ بأيدينا ونِعالِنا وأَرديِتنا، حتَّى كانَ آخرُ إمرةِ عمرَ رضي اللَّهُ عنهُ فجلدَ أربعينَ، حتَّى إذا عَتَوا وفسقُوا جلدَ ثمانينَ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2724 - عن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ مَنْ شَرِبَ الخمرَ فاجلِدُوه، فإنْ عادَ في الرابعةِ فاقتُلُوه. قال: ثم أُتيَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم بعدَ ذلكَ برجلٍ قد شربَ في الرابعةِ فضربَهُ ولم يقتلْهُ" (¬2). 2725 - وعن عبد الرحمن بن الأزهرِ رضي اللَّه عنه قال: "كأني أنظرُ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذ أُتيَ برجلٍ قد شَرِبَ الخمرَ فقالَ للناسِ: اضرِبُوه، فمِنهم مَنْ ضربَه بالنِّعالِ، ومنهم مَن ضربَه بالعصا، ومِنهم مَن ضربَهُ بالمِيتَخَةِ، ثمَّ أخذَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم تُرابًا مِن الأرضِ فرمَى بهِ في وجهِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 66 كتاب الحدود (86)، باب الضرب بالجريد والنعال (4)، الحديث (6779). (¬2) أخرجه الترمذي معلقًا في السنن 4/ 49، كتاب الحدود (15)، باب (15)، وهو ما يلي: باب ما جاء في حدِّ السكران (14)، عقب الحديث (1444)، فقال: (روى محمد بن إسحاق، عن محمد بن المنكدر، جابر بن عبد اللَّه. . .) واللفظ له، وأورده المِزِّيُّ في تحفة الأشراف 2/ 373، الحديث (3073) وعزاه للنسائي، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال 5/ 355 - 373، الحديث (13213) وعزاه لابن خزيمة، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 373، كتاب الحدود، باب إنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يوقِّت في الخمر حدًّا. (¬3) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 90، كتاب الحدود، الباب الرابع في حد الشرب، الحديث (292)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 88، وأخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث 1/ 446، علل أخبار رويت في الحدود، الحديث (1344)، وأخرجه أبو داود في =

2726 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أُتيَ برجلٍ قد شرِبَ الخمرَ فقال: اضرِبُوه فمِنَّا الضارِبُ بيدِه، والضارِبُ بثوبِه، والضاربُ بنعلِه، ثمَّ قال: بَكِّتُوهُ، فأَقبلُوا عليهِ يقولونَ: ما اتقيتَ اللَّهَ؟ ما خشيتَ اللَّهَ؟ وما استحيَيْتَ مِن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم؟ فقال بعضُ القوم: أَخزاكَ اللَّهُ، قال: لا تقولوا هكذا! لا تُعينُوا عليهِ الشيطانَ، ولكنْ قولوا: اللَّهمَّ اغفرْ لهُ اللَّهمَّ ارحمْهُ" (¬1). 2727 - عن ابن عباس رضي اللَّهُ عنهما قال: "شرِبَ رجلٌ فسكرَ، فلُقيَ يميلُ في الفَجِّ، فانطُلِقَ بهِ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فلمَّا حاذى دارَ العباسِ انفلَتَ فدخلَ على العباسِ فالتزَمَهُ، فذُكِرَ ذلكَ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فضحِكَ وقال: أَفَعَلَها؟ ولم يَأْمُرْ فيهِ بشيءٍ" (¬2). ¬

_ = السنن 4/ 628، كتاب الحدود (32)، باب إذا تتابع في شرب الخمر (37)، الحديث (4489)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 7/ 191، الحديث (9685)، وعزاه للنسائي في الحدود، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 375، كتاب الحدود، كان الشارب يضرب. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، والمِيتَخَة: بكسر ميم، وسكون تحتية، وفتح الفوقية، والخاء المعجمة، على وزن ملعقة، وهي العصا الخفيفة، وقل غير ذلك. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 620، كتاب الحدود (32)، باب الحد في الخمر (36)، الحديث (4477 - 4478) واللفظ له، وأورده المزي في تحفة الأشراف 10/ 474، الحديث (14999)، وعزاه للنسائي، وأخرجه البخاري بلفظ مقارب سيأتي تخريجه في الباب التالي، والتبكيت: هو التوبيخ والعيير باللسان. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 322، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 619 - 620، كتاب الحدود (32)، باب الحد في الخمر (36)، الحديث (4476) واللفظ له، وأورده المزَّي في تحفة الأشراف 5/ 167، الحديث (6212)، وعزاه للنسائي.

5 - باب لا يدعى على المحدود

5 - باب لا يُدْعى على المحدود مِنَ الصِّحَاحِ: 2728 - عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا اسمُه عبدُ اللَّهِ يُلقَّبُ: حِمارًا كانَ يُضْحِكُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم قد جَلَدَهُ في الشرابِ (¬1) فأُتيَ به يومًا فأَمَرَ به فجُلِدَ، فقال رجلٌ مِن القومِ: اللَّهمَّ العَنْه، ما أكثرَ ما يُؤتَى بهِ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لا تَلْعنُوهُ، فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ هذا إلّا أنَّه يحبُ اللَّهَ ورسولَهُ" (¬2). 2729 - وعن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه قال: "أُتيَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم برجلٍ قد شرَبِ فقال: اضرِبُوه فمِنَّا الضارِبُ بيدِه، والضارِبُ بنعلِه، والضارِبُ بثوبِهِ، فلمَّا انصرفَ قالَ بعضُ القومِ: أَخزاكَ اللَّهُ! قالَ: لا تقولُوا هكذا، لا تُعِينُوا عليهِ الشيطانَ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 2730 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ الْأَسلَميُّ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فشهِدَ على نفسِهِ: أنهُ أصابَ امرأةً حرامًا، أربعَ مراتٍ، كلَّ ذلكَ يُعرِضُ عنهُ، فأَقبَلَ في الخامسةِ فقالَ: أَنِكْتَها؟ قال: نعم، قال: حتَّى غابَ ذلكَ منكَ في ذلكَ منها؟ قال: نعم، قال: كما يغيبُ المِرْوَدُ (¬4) في المُكْحُلَةِ، والرِّشاءُ في البئرِ؟ قال: نعم، قال: هل تدري ما الزنا؟ قال: نعم، أَتَيْتُ منها حرامًا ما يأتي الرجلُ مِن أهلِهِ حلالًا، فأَمَرَ بهِ ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (في الشرب). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 75، كتاب الحدود (86)، باب ما يكره من لعن شارب الخمر. . . (5)، الحديث (6780). (¬3) أخرجه البخاري في المصدر نفسه 12/ 66، باب الضرب بالجريد. . . (4)، الحديث (6777). (¬4) قوله: "المِرْوَد" بكسر الميم أي الميل، "والرِّشاء" بكسر الراء والمدِّ أي الحَبْل.

فرُجِمَ، فسمعَ نبيُّ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم رجلينِ مِن أصحابِهِ يقولُ أحدُهما لصاحبِه: انظرْ إلى هذا الذي سترَ اللَّهُ عليهِ فلمْ تدعْهُ نفسُه، حتَّى رُجِمَ رجْمَ الكلب، فسكتَ عنهما، ثمَّ سارَ ساعةً حتَّى مرَّ بجيفة حمارٍ شائلٍ برجلِه فقال: أينَ فلانٌ وفلانٌ؟ فقالا: نحنُ ذانِ يا رسولَ اللَّهِ فقال: انزِلا فكُلا من جيفةِ هذا الحِمارِ! فقالا: يا نبيَّ اللَّهِ مَنْ يأكلُ مِنْ هذا؟ قال: فما نِلتُما مِن عرض أخيكُما آنِفًا أشدُّ مِن أَكْلٍ منه، والذي نفسي بيدِه إنَّه الآنَ لفي أنهارِ الجنَّةِ ينغمِسُ فيها" (¬1). 2731 - عن خُزيمةَ بنِ ثابتٍ رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أصابَ ذنبًا أُقيمَ (¬2) عليهِ حدُّ ذلكَ الذنبِ فهو كفَّارتُه" (¬3). 2732 - عن علي رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن أصابَ حدًّا فعُجِّلَتْ عقويَتُه في الدنيا، فاللَّهُ أعدلُ مِنْ أنْ يُثَنِّيَ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 580 - 581، كتاب الحدود (32)، باب رجم ماعز. . . (24)، الحديث (4428) واللفظ له، وأورده المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 249, الحديث (4266) وعزاه للنسائي. (¬2) العبارة في المطبوعة (وأقيم) وما أثبتناه موافق لمعظم الأصول. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 215، واللفظ له، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 182، كتاب الحدود، باب الحد كفَّارة. . .، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 4/ 102، الحديث (3732) واللفظ له، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 214، كتاب الحدود. . .، الحديث (397)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 388، كتاب الحدود، باب أفضل آية في كتاب اللَّه. . .، وصححه، ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 328، كتاب الأشربة. . .، باب الحدود كفَّارات، واللفظ له، وأورده السيوطي في جمع الجوامع 1/ 746 - 747، وعزاه أيضًا إلى: ابن جرير في التفسير، وأبو نعيم في الحلية، والضياء في الجنان، وفي رواية ثانية عزاه أيضًا: للحسن بن سفيان.

6 - باب التعزيز

على عبدِه العقوبةَ في الآخرةِ، ومَن أصابَ حدًّا فستَرَهُ اللَّهُ عليهِ وعفا عنه فاللَّهُ أَكْرَمُ مِن أنْ يعودَ في شيءٍ قد عَفا عنه" (¬1) [غريب] (¬2). 6 - باب التعزيز (¬3) مِنَ الصِّحَاحِ: 2733 - عن أبي بُرْدَةَ بنِ نِيارٍ رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يُجلَدُ فوقَ عشرِ جلداتٍ إلّا في حدٍّ مِن حدودِ اللَّهِ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 2734 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إذا ضربَ أحدُكم فلْيَتَّقِ الوجهَ" (¬5). 2735 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا قالَ الرجلُ للرجلِ يا يهوديُّ فاضرِبُوه عشرينَ، وإذا قال: يا مُخَنَّثُ فاضرِبُوه عشرينَ، ومَنْ وقعَ على ذاتِ (¬6) مَحْرَمٍ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 99، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 16، كتاب الإيمان (41)، باب مما جاء لا يزني الزاني وهو مؤمن (11)، الحديث (2626) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 868، كتاب الحدود (20)، باب الحدُّ كفَّارة (33)، الحديث (2604)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 262، كتاب التوبة والإنابة، باب ذكر فضيلة الاستغفار، وسكت عنه، ووافقه الذهبي. (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) التعزيرُ: أصلهُ من العذر، وهو التأديب دون الحدّ. (¬4) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 175 - 176، كتاب الحدود (86)، باب كم التعزيز. . . (42)، الحديث (6848)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1332 - 1333، كتاب الحدود (29)، باب قدر أسواط التعزير (9)، الحديث (40/ 1708). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 244، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 74، باب ليتجنب الوجه في الضرب (92)، الحديث (174)، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 631 - 632، كتاب الحدود (32)، باب في ضرب الوجه. . . (40)، الحديث (4493) واللفظ لهما. (¬6) العبارة في المطبوعة (ذاتِ رحمٍ محرم) والتصويب من الترمذي.

7 - باب بيان الخمر ووعيد شاربها

فاقتلُوه" (¬1) (غريب). 2736 - عن عمر (¬2) رضي اللَّه عنه، أن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا وجدْتُم الرجلَ قد غلَّ في سبيلِ اللَّهِ فاحرِقُوا متاعَهُ واضرِبُوه" (¬3) (غريب). 7 - باب بيان الخمر ووعيد شاربها مِنَ الصِّحَاحِ: 2737 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنّه قال: "الخمرُ مِن هاتينِ الشجرتَيْنِ: النخلةِ والعِنَبِ" (¬4). 2738 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "خطبَ عمرُ على منبرِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: إنَّه قد نزَلَ تحريمُ الخمرِ وهيَ مِن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 62، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء فيمن يقول لآخر: يا مُخَنَّث (29)، الحديث (1462)، واللفظ له، وقال: (هذا حديث لا نعرفه إلّا من هذا الوجه)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 856، كتاب الحدود (20)، باب من أتى ذات محرم. . . (13)، الحديث (2564) مختصرًا، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 236، كتاب الحدود، باب من وقع على ذات محرم. . .، وفي 8/ 252 - 253، باب ما جاء في الشتم دون القذف. (¬2) عبارة المطبوعة: (عن ابن عمر)، والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين والنسخة البولاقية: (عن عمر). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 157، كتاب الجهاد (9)، باب في عقولة الغَالِّ (145)، الحديث (2713) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 61، كتاب الحدود (15)، باب ما جاء في الغالِّ. . . (28)، الحديث (1461)، وقال: (هذا الحديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه) وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 127، كتاب الجهاد، باب التشديد في الغلول، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 103، كتاب السير، باب لا يقطع من غلَّ في الغنيمة. . . (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1573، كتاب الأشربة (36)، باب بيان أنَّ جميع ما ينبذ. . . (4)، الحديث (13/ 1985).

خمسةِ أشياءَ: العنبِ، والتمرِ، والحنطةِ، والشعيرِ، والعسلِ. والخمرُ: ما خامَرَ العقلَ" (¬1). 2739 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "لقد حُرِّمَتْ الخمرُ حينَ حُرِّمَت وما نَجِدُ خمرَ الأعنابِ إلّا قليلًا، وعامةُ خمرِنا: البُسرُ والتمرُ" (¬2). 2740 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن البِتْعِ؟ وهو نبيذُ العسلِ، فقال: كلُّ شرابٍ أَسْكَرَ فهوَ حرامٌ" (¬3). 2741 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "كلُّ مسكرٍ خمرٌ وكلُّ خمرٍ حرامٌ، ومَن شَرِبَ الخمرَ في الدُّنيا فماتَ وهوَ يُدْمِنُها، لم يَتُبْ، لم يشربْها في الآخرةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 45، كتاب الأشربة (74)، باب ما جاء في أنَّ الخمر. . . (5)، الحديث (5588)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2322، كتاب التفسير (54)، باب في نزول تحريم الخمر (6)، الحديث (32 - 33/ 3032) واللفظ لهما. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 35، كتاب الأشربة (74)، باب الخمر من العنب وغيره (25)، الحديث (5580) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1571 - 1572، كتاب الأشربة (36)، باب تحريم الخمر. . . (1)، الحديث (7/ 1980)، والبُسْرُ: هو التمر قبل إرطابه. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 41، كتاب الأشربة (74)، باب الخمر من العسل. . . (4)، الحديث (5586)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1585، كتاب الأشربة (36)، باب بيان أنَّ كل مسكر خمر. . . (7)، الحديث (67/ 2001). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 30، كتاب الأشربة (74)، باب قول اللَّه تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ. . .} [سورة المائدة (5)، الآية (90)] (1)، الحديث (5575)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1587، كتاب الأشربة (36)، باب بيان أنَّ كل مسكر خمر. . . (7)، الحديث (73/ 2003) واللفظ له.

2742 - وعن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا قدِمَ مِن اليمنِ فسألَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عن شراب يَشربُونَه بأَرضِهم مِن الذُّرَةِ، يقالُ له: المِزْرُ؟ فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَوَ مُسْكِرٌ هو؟ قال: نعم، قال: كلُّ مسكرٍ حرامٌ، إنَّ على اللَّهِ عَهْدًا لمن يَشربُ المُسكِرَ أنْ يَسقِيَهُ مِن طِينَةِ الخَبالِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وما طِينَةُ الخَبالِ؟ قال: عَرَقُ أهلِ النَّارِ، أو عُصارةُ أهلِ النَّارِ" (¬1). 2743 - عن أبي قتادة: "أنَّ نبيَّ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم نَهَى عن خَلِيطِ التمرِ والبُسرِ، وعن خليطِ الزبيب والتمرِ، وعن خليطِ الزَّهْوِ والرطَبِ، وقال: انتبِذُوا كلَّ واحدٍ على حِدَةٍ" (¬2). 2744 - عن أنس: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم سئلَ عن الخمرِ تُتَّخذُ خلًا فقال: لا" (¬3). 2745 - عن وائل الحضرمي: "أنَّ طارقَ بنَ سويدٍ سألَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عن الخمرِ فنهاهُ، فقال: إنما أَصنعُها للدواءِ؟ فقال: إنه ليسَ بدواءٍ، ولكنه داءٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (72/ 2002). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 67، كتاب الأشربة (74)، باب من رأى أن لا يخلط البسر. . . (11)، الحديث (5202)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1576، كتاب الأشربة (36)، باب كراهة انتباذ التمر. . . (5)، الحديث (26/ 1988) واللفظ له، والبُسْرُ: هو التمر قبل إرطابه، والزهو: هو البُسْر الملوَّن. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1573، كتاب الأشربة (36)، باب تحريم تخليل الخمر (2)، الحديث (11/ 1983). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، باب تحريم التداوي بالخمر (3)، الحديث (12/ 1984).

مِنَ الحِسَان: 2746 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن شرِبَ الخمرَ لم يَقبلِ اللَّهُ لهُ صلاةَ أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللَّهُ عليهِ، فإنْ عادَ لم يَقبلِ اللَّهُ له صلاةَ أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللَّهُ عليهِ، فإنْ عادَ لم يَقبلِ اللَّهُ له صلاةَ أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللَّهُ عليهِ، فإنْ عادَ الرابعةَ لم يَقبلِ اللَّهُ له صلاةَ أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ لم يتبْ اللَّهُ عليهِ، وسقاهُ مِن نهرِ الخَبالِ" (¬1). 2747 - عن جابر أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "ما أَسْكَرَ كثيرُه فقليلُه حرامٌ" (¬2). 2748 - عن عائشة رضي اللَّه عنها، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ما أَسْكَرَ الفَرْقُ [منهُ] (¬3)، فمِلءُ الكفِّ منهُ حرامٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 258، الحديث (1901)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 35، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 290 - 291، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في شارب الخمر (1)، الحديث (1862) واللفظ له. ونهر الخبال: صديد أهل النار. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 343، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 87، كتاب الأشربة (20)، باب النهي عن المسكر (5)، الحديث (3681)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 292، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء ما أسكر كثيره. . . (3)، الحديث (1865)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1125، كتاب الأشربة (30)، باب ما أسكر كثيره. . . (10)، الحديث (3393) واللفظ لهم، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 336، كتاب الأشربة (20)، باب في قليل ما أسكر كثيره (10)، الحديث (1385). (¬3) ليست في مخطوطة برلين ولا عند أبي داود، وقد أثبتها أحمد والترمذي وابن حبان. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 131، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 91، الحديث (3687)، وأخرجه الترمذي في المصدر السابق 4/ 293، الحديث (1866)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في المصدر السابق، الحديث (1388)، واللفظ لهم، والفَرْق: بفتح الفاء وسكون الراء وتفتح، مكيال معروف بالمدينة، وهو ستة عشر رطلًا.

2749 - عن النُّعمان بن بشير قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ مِن الحِنْطةِ خمرًا، ومِن الشعيرِ خمرًا، ومِن التمرِ خمرًا، ومِن الزبيبِ خمرًا، ومِن العسلِ خمرًا" (¬1) (غريب). 2750 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال: "كانَ عندَنا خمرٌ ليتيمٍ، فلمَّا نَزَلَت المائدةُ سألتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وقلتُ: إنه لِيَتيمٍ؟ قال: أَهريقُوه" (¬2). 2751 - وعن أنس رضي اللَّه عنه، عن أبي طلحة أنّه قال: "يا نبيَّ اللَّهِ إني اشتريتُ خمرًا لأيتامٍ في حِجْري؟ فقال: أَهرِقِ الخمرَ، واكسِرِ الدِّنانَ" (¬3) (ضعيف). وفي رواية: "أنَّه سألَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عن أيتامٍ ورِثُوا خمرًا؟ قال: أَهرِقْها، قال: أَفَلا أَجْعَلُها خلًا؟ قال: لا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 267، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 83، كتاب الأشربة (20)، باب الخمر مما هي (4)، الحديث (3676)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 297، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في الحبوب التي يتخذ منها الخمر (8)، الحديث (1872) واللفظ له، وقال: (هذا حديث غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1121، كتاب الأشربة (30)، باب ما يكون منه الخمر (5)، الحديث (3379)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 334، كتاب الأشربة (20)، باب من أي شيء الخمر (5)، الحديث (1376). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 26، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 563، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في النهي للمسلم. . . (37)، الحديث (1263) واللفظ له. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 588، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في بيع الخمر. . . (58)، الحديث (1293)، وقال: (حديث أبي طلحة، روى الثوري هذا الحديث عن السدِّيِّ، عن يحيى بن عبَّاد، عن أنس، أنَّ أبا طلحة كان عنده، وهذا أصحُّ من حديث الليث)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 265، كتاب الأشربة، باب اتخاذ الخل من الخمر، الحديث (1). (¬4) أخرجه من رواية أبي طلحة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 119 واللفظ له، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 118، كتاب الأشربة، باب في النهي أن يُجْعَل الخمر خلًا، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 82، كتاب الأشربة (20)، باب ما جاء في الخمر تُخَلل (3)، الحديث (3675)، واللفظ له، وأخرجه الدارقطني في المصدر السابق، الحديث (4).

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1987 م دَار الْمعرفَة للطباعة والنشر والتوزيع مستديرة المطار - شَارِع البرجاوي ص. ب: 7876 تليفون: 834301 - 834332 - برقيًا معرفكار بيروت - لبنان

مصَابيحُ السُّنَّة [3]

16 - كتاب الإمارة والقضاء

16 - كِتَابُ الإِمَارَةِ وَالقَضَاءِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 2752 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أطاعَني فقد أطاعَ اللَّهَ، ومن عَصاني فقد عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعْ الأميرَ فقد أَطاعَني، ومَن يَعْصِ الأميرَ فقد عصاني، وإنما الإِمامُ جُنَّةٌ، يُقاتَلُ مِن ورائه ويُتَّقَى بهِ، فإنْ أَمَرَ بتقوَى اللَّهِ وعدلَ فإنَّ له بذلك أجرًا، وإنْ قالَ بغيرِه فإنَّ عليهِ مِنهُ (¬1) " (¬2). 2753 - وقال: "إنْ أُمِّرَ عليكم عبدٌ مُجَدَّعٌ يَقودُكم بكتابِ اللَّهِ، فاسمَعُوا له وأَطيعُوا" (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (وِزرًا) في آخر الحديث وليست عند الشيخين. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 116، كتاب الجهاد (56)، باب يُقاتَل من وراء الإمام (109)، الحديث (2957)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1466، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب طاعة الأمراء. . . (8)، الحديث (33/ 1835). وقوله "جُنَّة" أي كالترس. (¬3) أخرجه من رواية أم الحصين رضي اللَّه عنها، مسلم في الصحيح 2/ 944، كتاب الحج (15)، باب استحباب رمي جمرة العقبة. . . (51)، الحديث (311/ 1298)، قوله: "مُجَدَّعٌ" بشديد الدال المفتوحة، أي مقطوع الأنف والأذن.

2754 - وقال: "اسمعُوا وأَطيعُوا وإنْ استُعمِلَ عليكم عبدٌ حَبَشيٌّ، كأنَّ رأسَهُ زَبيبةٌ" (¬1). 2755 - وقال: "السمعُ والطاعةُ على المرءِ المسلمِ فيما أَحَبَّ وكرِهَ، ما لم يُؤمرْ بمعصيةٍ، فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سَمْعَ ولا طاعةَ" (¬2). 2756 - وقال: "لا طاعةَ في معصيةٍ، إنما الطاعةُ في المعروفِ" (¬3). 2757 - وعن عُبادة بن الصامت قال: "بايعْنا رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على السمعِ والطاعةِ، في العسرِ واليسرِ، والمَنْشَطِ والمَكْرَهِ، وعلى أَثَرَةٍ علينا، وعلى أنْ لا نُنارعَ الأمرَ أهلَهُ، وعلى أنْ نقولَ بالحقِّ أينما كنا، لا نخافُ في اللَّهِ لومةَ لائمٍ" (¬4). وفي رواية: "على أنْ لا نُنارعَ الأمرَ أهلَه، إلّا أنْ تَرَوْا كفرًا بَواحًا عندَكم مِن اللَّهِ فيهِ بُرهانٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 13/ 121، كتاب الأحكام (93)، باب السمع والطاعة. . . (4)، الحديث (7142) (¬2) متفق عليه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في المصدر نفسه، الحديث (7144)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1469، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب طاعة الأمراء. . . (8)، الحديث (38/ 1839). (¬3) متفق عليه من رواية علي رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 233، كتاب أخبار الآحاد (95)، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد. . . (1)، الحديث (7257) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (39/ 1840). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 192، كتاب الأحكام (93)، باب كيف يبايع الإمام الناس (43)، الحديث (7199 - 7200) وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1470، الحديث (41/ 1709)، واللفظ له، قوله: "أَثَرَةٍ علينا" بفتحتين معناه: الصبر على إيثار الأمراء أنفسهم علينا. (¬5) متفق عليه من رواية عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 5، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سَتَرَوْن بعدي أمورًا. . . " (2)، الحديث (7055 - 7056)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (42/ 1709) واللفظ لهما.

2758 - وقال ابن عمر: "كنا إذا بايَعْنا رسولَ اللَّهِ على السمعِ والطاعةِ يقولُ لنا: فيما استطعتُم (¬1) " (¬2). 2759 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "من رَأَى مِن أميرِه شيئًا يكرهُهُ فليصبرْ، فإنه ليسَ أحدٌ يُفارِقُ الجماعةَ شبرًا فيموت، إلّا ماتَ مِيتةً جاهليةً" (¬3). 2760 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "مَن خرجَ مِن الطاعةِ وفارقَ الجماعةَ فماتَ، ماتَ مِيتةً جاهليةً، ومَن قاتلَ تحتَ رايةٍ عُمِّيَّةٍ يَغضبُ لِعَصبيَّةٍ، أو يَدعُو لِعَصبيَّةٍ، أو يَنصر عَصبِيَّةً فقُتِلَ، فقِتْلَةٌ جاهليةٌ (¬4)، ومَن خرجَ على أُمَّتي بسيفِهِ يَضربُ بَرَّها وفاجِرَها، ولا يتحاشَى مِن مؤمِنها، ولا يَفي لذي عَهْدٍ عهدَه، فليسَ مِنِّي ولَستُ مِنهُ" (¬5). 2761 - عن عوف بن مالك الْأَشجعي، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "خِيارُ أئِمَّتِكم الذينَ تُحِبُّونَهم ويُحِبُّونَكُم، وتُصَلُّونَ عليهم ويُصَلُّونَ عليكم، وشِرارُ أَئِمَّتِكُم الذينَ تُبغِضُونَهم ويُبغِضُونَكم، ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين: (فيما استطعت) وهو موافق للفظ مسلم وما أثبتناه موافق للفظ البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 193، كتاب الأحكام (93)، باب كيف يبايع الإمام الناس (43)، الحديث (7202) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1490، كتاب الإمارة (33)، باب البيعة على السمع. . . (22)، الحديث (90/ 1867). (¬3) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 121، كتاب الأحكام (93)، باب السمع والطاعة. . . (4)، الحديث (7143) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1477، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين. . . (13)، الحديث (55/ 1849). (¬4) كذا في مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ مسلم، واللفظ في المطبوعة (فقُتِلَ، قُتِلَ قِتْلَةً جاهلية). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1476 - 1477، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين. . . (13)، الحديث (53/ 1848)، قوله: "عُمِّيَّة" بكسر العين ويضم، وبتشديد الميم المكسورة، بعدها تحتية مشدَّدة، وهي الأمر الأعمى لا يَسْتَبِينُ وجهه.

وتَلعنُونَهم ويَلعنُونَكم، قال: قلنا: يا رسولَ اللَّهِ أفلا نُنابِذُهم عندَ ذلك؟ قال: لا، ما أَقامُوا فيكم الصَّلاةَ! لا، ما أَقامُوا فيكم الصَّلاةَ! أَلا مَن وُلِّيَ عليهِ والٍ فرآهُ يأتي شيئًا مِن معصيةِ اللَّهِ، فليَكرهْ ما يأتي (¬1) مِن معصيةِ اللَّهِ، ولا يَنزِعنَّ يدًا مِن طاعةِ اللَّهِ" (¬2). 2762 - عن عبد اللَّه قال، قالَ لنا رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "يكونُ عليكم أمراءُ تَعرِفُونَ وتُنكِرون، فمَن أَنْكَرَ فقد بَرِئَ، ومَن كَرِهَ فقد سَلِمَ، ولكنْ مَن رضيَ وتابعَ! قالوا: أَفَلا نقاتلُهم؟ قال: لا، ما صَلُّوا، لا، ما صلُّوا" (¬3)، يعني مَن كَرِهَ بقلبِه وأنكرَ بقلبه (¬4). 2763 - عن عبد اللَّه قال، قالَ لنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنكم سَتَرَوْنَ بعدي أَثَرَةً وأُمورًا تُنْكِرونها، قالوا: فما تأمرُنا يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: أَدُّوا إليهم حقَّهم، وسَلُوا اللَّهَ حَقَّكم" (¬5). 2764 - وسأل سلمةُ بن يزيدٍ الجُعْفيُّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: يا نبيَّ اللَّهِ أرأيتَ إنْ قامَتْ علينا أُمراءُ يَسأَلونَنا حقَّهم ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (به)، وليست عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1482، كتاب الإمارة (33)، باب خيار الأئمة. . . (17)، الحديث (66/ 1855)، قوله: "نُنَابِذهم" أي نُحارِبهم. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1481، باب وجوب الإنكار. . . (16)، الحديث (63 - 64/ 1854)، قوله: "تَعْرِفون وتُنكِرون" يريد أن بعض أفعالهم يكون حسنًا، وبعضها قبيحًا. (¬4) في المطبوعة: (وأنكر بلسانه) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ مسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 5، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سترون بعد أمورًا. . . " (2)، الحديث (7052)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1472، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب الوفاء. . . (10)، الحديث (45/ 1843)، قوله: "أَثَرَة" بفتح الهمزة والمثلثة، وهي الاختصاص بأمور الدنيا.

ويَمنعونَنا حقَّنا، فما تَأمرُنا؟ قال: اسمعُوا وأَطيعوا، فإنما عليهم ما حُمِّلُوا وعليكم ما حُمِّلْتُم" (¬1). 2765 - عن عبد اللَّه بن عمر (¬2) رضي اللَّه عنهما قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "مَن خلعَ يدًا مِن طاعةٍ لقيَ اللَّهَ يومَ القيامةِ لا حُجَّةَ لهُ، ومَن ماتَ وليسَ في عنقِهِ بَيْعةٌ ماتَ مِيتَةً جاهليةً" (¬3). 2766 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيلَ تَسُوسُهم الأنبياءُ، كلما هلكَ نبيٌّ خَلَفَهُ نبيٌّ، وإنه لا نبيِّ بعدي، وسيكونُ خلفاءُ فيَكثُرونَ، قالوا: فما تَأْمرُنا؟ قال: فُوا بَيْعَةَ الأولِ فالأولِ، أَعطُوهم حقَّهم، فإن اللَّهَ تعالى سائلُهم عما استرعاهُم" (¬4). 2767 - وعن أبي سعيد الخُدري رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا بُويعَ لخليفتَيْنِ، فاقتلوا الآخِرَ منهما" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من طريق وائل الحضرمي، مسلم في الصحيح 3/ 1474 - 1475, كتاب الإِمارة (33)، باب في طاعة الأمراء. . . (12)، الحديث (49/ 1856). (¬2) تحرَّف الاسم في المطبوعة إلى: (عمرو). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1478، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين. . . (13)، الحديث (58/ 1851). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 495، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (50)، الحديث (3455)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1471 - 1472، كتاب الإِمارة (33)، باب وجوب الوفاء بميعة الخلفاء. . . (10)، الحديث (44/ 1842)، واللفظ لهما. (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1480، باب إذا بويع لخليفتين (15)، الحديث (61/ 1853).

2768 - وقال: "إنَّه سيكونُ هَناتٌ وهَناتٌ، فمَن أرادَ أنْ يفرِّقَ أمرَ هذهِ الْأُمةِ وهي جميعٌ، فاضرِبُوهُ بالسيفِ كائنًا مَنْ كانَ" (¬1). 2769 - وقال: "مَنْ أَتاكُم وأَمرُكم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ، يريدُ أنْ يَشُقَّ عصاكُم، ويُفرِّقَ جماعتَكم فاقتُلُوه" (¬2). 2770 - وقال: "مَنْ بايَعَ إمامًا فأعطاهُ صفقَةَ يدِه وثمرةَ قلبِهِ، فلْيُطِعْهُ إنْ استطاعَ، فإنْ جاءَ آخرُ يُنازِعُه فاضرِبُوا عنقَ الآخرِ" (¬3). 2771 - وقال: "يا عبدَ الرحمنِ بنَ سَمُرة! لا تَسألِ الإِمارةَ (¬4)، فإنك إنْ أُعطِيتَها عن مسألةٍ وُكِلتَ إليها، وإنْ أُعطِيتَها مِنْ غيرِ مسألةٍ أُعِنتَ عليها" (¬5). 2772 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّكم ستحرِصُونَ على الإِمارةِ وستكونُ نَدامةً يومَ القِيامَةِ، فَنِعمَتِ المُرضِعَةُ، وبِئْستِ الفاطِمَةُ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عرفجة رضي اللَّه عنه مسلم في الصحيح 3/ 1479، كتاب الإِمارة (33)، باب حكم من فرَّق أمر المسلمين. . . (14)، الحديث (59/ 1852)، قوله: "هَنَات أي: شرور وفسادات متتابعة". (¬2) أخرجه من رواية عرفجة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1480، الحديث (60/ 1852). (¬3) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، مسلم في الصحيح 3/ 1472 - 1473، كتاب الإِمارة (33)، باب وجوب الوفاء. . . (10)، الحديث (46/ 1844). (¬4) في مخطوطة برلين: (لا تسأل اللَّه الإِمارة) والصواب ما أثبتناه كما عند البخاري ومسلم. (¬5) متفق عليه من رواية عبد الرحمن بن سَمُرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 123 - 124، كتاب الأحكام (93)، باب من لم يسأل الإِمارة. . . (5)، الحديث (7146)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1456، كتاب الإِمارة (33)، باب النهي عن طلب الإِمارة. . . (3)، الحديث (13/ 1652) واللفظ لهما. (¬6) أخرجه البخاري في المصدر السابق 13/ 125، باب ما يكره من الحرص على الإِمارة (7)، الحديث (7148) قوله: "فنعمت المرضعة" جعل الإِمارة في حلاوة أولها ومرارة أواخرها كمرضعة تُحْسِنُ بالإِرضاع وتُسيء بالفطام.

2773 - عن أبي ذر رضي اللَّه عنه قال، قلت: "يا رسولَ اللَّهِ ألا تَستعمِلُني؟ قال: فضربَ بيدِه على مَنْكِبي ثم قال: يا أبا ذر! إنك ضعيفٌ، وإنها أَمانةٌ، وإنها يومَ القيامةِ خِزْيٌ ونَدامةٌ، إلّا مَنْ أخذَها بحقِّها وأَدَّى الذي عليهِ فيها" (¬1). 2773 ب - وقال: "يا أبا ذر إني أراكَ ضعيفًا، وإني أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لنفسي، لا تَأَمَّرَنَّ على اثنينِ ولا تَوَلَّيَنَّ مالَ يتيمٍ" (¬2). 2774 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال: دخلتُ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنا ورَجُلانِ مِن بني عمي فقالا: أمِّرْنا على بعضِ ما ولَّاكَ اللَّهُ. فقال: إنّا واللَّهِ لا نُوَلِّي على هذا العملِ أحدًا سألَهُ، ولا أحدًا حَرِصَ عليهِ" (¬3). 2774 ب - وقال: "لا نستعملُ على عملِنا مَنْ أرادَهُ" (¬4). 2775 - وقال: "تَجِدونَ مِن خيرِ الناسِ أشدَّهُم كَراهِيةً لهذا الأمرِ حتَّى يقعَ فيه" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1457، كتاب الإِمارة (33)، باب كراهة الإِمارة. . . (4)، الحديث (16/ 1825). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1457 - 1458، الحديث (17/ 1826). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 125، كتاب الأحكام (93)، باب ما يكره من الحرص على الإِمارة (7)، الحديث (7149)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1456، كتاب الإِمارة (33)، باب النهي عن طلب الإمارة. . . (3)، الحديث (14/ 1733) واللفظ لهما. (¬4) متفق عليه، من رواية أبي موسى رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 439، كتاب الإِجارة (37)، باب استئجار الرجل الصالح (1)، الحديث (2261)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1456 - 1457، الحديث (15/ 1733) واللفظ لهما. (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 604، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3588) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1958، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب خيار الناس (48)، الحديث (199/ 2526).

2776 - وقال: "ألا كلُّكُم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رَعِيَّته، فالإِمامُ الذي على الناسِ راعٍ، وهوَ مسؤولٌ عن رعيَّتهِ، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيِتهِ وهو مسؤولٌ عن رعيتِهِ، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ زوجها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجلِ راعٍ على مالِ سيِّدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ، أَلا فَكُلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ" (¬1). 2777 - وقال: "ما مِن والٍ يلي رعيةً مِن المسلمينَ فيموتُ وهو غاشٌّ لهم إلّا حرَّمَ اللَّهُ عليهِ الجنةَ" (¬2). 2778 - وقال: "ما مِن عبدٍ يَسْتَرعيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، فلم يَحُطْها بنصيحةٍ لم يَجِدْ (¬3) رائحةَ الجنَّةِ" (¬4). 2779 - وقال: "إنَّ شرَّ الرِّعاءِ الحُطَمَة" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 111، كتاب الأحكام (93)، باب قول اللَّه تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ. . .} [سورة النساء (4)، الآية (59)] (1)، الحديث (7138)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1459، كتاب الإِمارة (33)، باب فضيلة الإِمام. . . (5)، الحديث (20/ 1829) واللفظ لها. (¬2) متفق عليه من رواية معقل بن يسار رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 127، كتاب الأحكام (93)، باب من استُرعِيَ رعيةً. . . (8)، الحديث (7151) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1460، كتاب الإمارة (33)، باب فضيلة الإِمام العادل. . . (5)، الحديث (22/ 142). (¬3) قوله: "لم يَجد رائحة الجنة" جاء في حاشية المطبوعة ما نصه (في نسخةٍ: إلّا لم يَجد رائحة الجنة)، وهي في صحِيح البخاري: "لم يَجد. . . " ولكن قال ابن حجر في فتح الباري 13/ 127، (قوله: لم يَجد، في نسخة "الصغاني": إلّا لم يجد بزيادة إلّا). (¬4) متفق عليه من رواية معقل بن يسار رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 13/ 126 - 127، الحديث (7150) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (21/ 142). (¬5) أخرجه من رواية عائذ بن عمرو رضي اللَّه عنه، أخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1461، الحديث (23/ 1830)، قوله: "الحُطَمَة" وهو من يظلم الرعِيَّة، ولا يرحمهم في البَلِية.

2780 - وقال: "اللَّهمَّ مَن وَليَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فشَقَّ عليهم فاشْقُقْ عليهِ، ومَن وَليَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا فَرفَقَ بهم فارْفُقْ بهِ" (¬1). 2781 - وقال: "إنَّ المُقْسِطينَ عندَ اللَّهِ على منابرَ مِن نورٍ عن يمينِ الرحمنِ، وكِلتا يديهِ يمينٌ، الذينَ يَعدِلُون في حُكْمِهِم وأهليهم وما وَلُوا" (¬2). 2782 - وقال: "ما بَعَثَ اللَّهُ مِن نبيٍّ ولا استخلَفَ مِن خليفةٍ إلّا كانَتْ لهُ بِطانَتان: بِطانَةٌ تَأمُرُهُ بالمعروفِ وتَحُضُّهُ عليهِ، وبِطانةٌ تأمرُهُ بالشرِّ وتَحضُّهُ عليهِ، والمعصومُ مَن عَصَمَهُ اللَّهُ" (¬3). 2783 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ قيسُ بنُ سعدٍ رضي اللَّه عنه مِن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بمنزلةِ صاحِبِ الشُّرَطِ مِن الأميرِ" (¬4). 2784 - عن أبي بَكْرةَ قال: "لمَّا بَلَغَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنَّ أهلَ فارسَ قد مَلَّكُوا عليهم بنتَ كِسرَى قال: لن يُفْلِحَ قومٌ وَلَّوْا أَمْرَهم امرأةً" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1458، كتاب الإِمارة (33)، باب فضيلة الإِمام العادل. . . (5)، الحديث (19/ 1828). (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (18/ 1827). (¬3) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 13/ 189، كتاب الأحكام (93)، باب بِطَانَة الإِمام. . . (42)، الحديث (7198). قوله بطانتان: وزيران. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 133، كتاب الأحكام (93)، باب الحاكم يَحكُم بالقتل. . . (12)، الحديث (7155). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 126، كتاب المغازي (64)، باب كتاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (82)، الحديث (4425).

مِنَ الحِسَان: 2785 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "آمُرُكم بخمسٍ: بالجماعةِ، والسمعِ، والطاعةِ، والهجرةِ، والجهادِ في سبيلِ اللَّهِ، وإنه مَن خرجَ مِن الجماعةِ قَيْدَ شبرٍ، فقد خلعَ رِبْقةَ الإِسلامِ مِن عُنقِهِ، إلّا أنْ يُراجَعَ، ومَن دَعا بدعْوَى الجاهليةِ فهوَ مِن جُثاء جهنمَ، وإنْ صامَ وصلَّى وزعمَ أنه مسلمٌ" (¬1). 2786 - وقال: "مَن أهانَ سلطانَ اللَّهِ في الأرضِ أَهَانَهُ اللَّهُ" (¬2) (غريب). 2787 - وقال: "لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية الحارث الأشعري رضي اللَّه عنه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 159 - 160، الحديث (1162)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 130 واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 148 - 149، كتاب الأمثال (45)، باب ما جاء في مثل الصلاة. . . . (3)، الحديث (2863)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 3، الحديث (3274)، وعزاه للنسائي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 157، كتاب قتال أهل البغي، باب الترغيب في لزوم الجماعة. . .، قوله: "جُثَاء" كذا وردت في الأصلين المطبوعين، ولكنها في المرقاة "جُثَا" وقال القاري في المرقاة 4/ 131: (بضم الجيم مقصور، أي من جماعتهم) وقوله "ربقة الإسلام": عَقْد الإِسلام. (¬2) أخرجه من رواية أبي بكرة رضي اللَّه عنه، أبو داود الطيالسي في المسند، ص 121، الحديث (887)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 42، وأخرجه الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي في السنن 4/ 502، كتاب الفتن (34)، باب (47)، وهو ما يلي: باب ما جاء في الخلفاء (46)، الحديث (2224)، واللفظ له وقال: (حديث حسن غريب) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 164، كتاب قتال أهل البغي، باب النصيحة للَّه. . . (¬3) • أخرجه من رواية النَّواس بن سَمْعَان رضي اللَّه عنه: الطبراني في المعجم الكبير، عزاه له السيوطي في جمع الجوامع 1/ 913، ولم نجده في المعجم، ولعله في الجزء المفقود منه (21)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 10/ 44، كتاب الإِمارة والقضاء، باب الطاعة في المعروف الحديث (2455) واللفظ له. • وأخرجه من رواية عمران بن حصين، والحكم بن عمرو، رضي اللَّه عنهما، أبو داود الطيالسي في المسند، ص 115، الحديث (856)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 66، وأخرجه الحاكم في =

2788 - وقال: "ما مِن أميرِ عَشَرَةٍ إلّا يُؤتَى بهِ يومَ القيامةِ مغلولًا، حتَّى يَفُكَّ عنه العدلُ، أو يُوبِقَهُ الجَوْرُ" (¬1). 2789 - وقال: "وَيْلٌ للأمراءِ، ويلٌ للعُرفاءِ، ويلٌ للأمناءِ، ليَتَمنَّينَّ أقوامٌ يومَ القيامة أنَّ نَواصيَهم مُعلَّقةٌ بالثُريَّا، يَتَجَلْجَلُونَ بينَ السماءِ والأرضِ وأنهم لم يَلُوا عملًا" (¬2). 2790 - وقال: "إنَّ العِرافَةَ حقٌّ، ولا بُدَّ للناسِ مِن عُرَفاءَ، ولكنَّ العُرفاءَ في النَّارِ" (¬3). ¬

_ = المستدرك 3/ 443، كتاب معرفة الصحابة، باب كان سبب موت حكم بن عمرو. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. • وأخرجه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 1/ 409. (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 431، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 240، كتاب السير، باب في التشديد في الإِمارة، وأخرجه البزَّار ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 253 - 254، كتاب الإِمارة باب أحوال الأمراء في الآخرة، الحديث (1640)، واللفظ له، وذكره المنذري في التركيب والترهيب 3/ 139، الحديث (29)، وعزاه أيضًا للطبراني في الأوسط قوله: "يوبقه الجور" أي يهلكه ظلمه. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أبو داود الطيالسي في المسند، ص 329، الحديث (2523)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 352، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 375، كتاب الإمارة (25)، باب ما جاء في الأمراء (11)، الحديث (1559)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 91، كتاب الأحكام، باب قاضيان في النار. . .، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 97، كتاب آداب القاضي، باب كراهية الإِمارة. . .، واللفظ له، سوى قوله: "يتجلجلون"، فهي عند البيهقي "يتخلخلون"، وأخرجه البغوي في شرح السنة 10/ 59 - 60، كتاب الإمارة والقضاء، باب كراهية طلب الإِمارة. . .، الحديث (2468) واللفظ له، قوله: "للعرفاء" جمع عريف وهو القيِّم بأمر قبيلة أو محلَّة يلي أمرهم، ويتعرَّف الأمير منه أحوالهم. "والأمناء" جمع أمين وهو من ائتمنه الإِمام على الصدقات، قوله: "يتجلجلون" أي يتحركون، قوله: "لم يلوا عملًا" أي لم يصيروا وَالِينَ. وقوله: "نواصيهم" أي مقدّم رؤوسهم. (¬3) أخرجه أبو داود من رواية غالب القطان، عن رجلٍ، عن أبيه، عن جده، في السنن 3/ 346 - 348، كتاب الخراج. . . (14)، باب في العرافة (5)، الحديث (2934)، ضمن رواية مطوَّلة،، وأخرج أصله ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2035 ضمن ترجمة غالب.

2791 - وقال لكعب بن عُجْرَة: "أُعيذُكَ باللَّهِ مِن إمارةِ السفهاءِ، قال: وما ذاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: أمراء سيكونُونَ مِن بعدي، مَن دخلَ عليهم فصدَّقَهم بكذبِهم وأَعانَهم على ظلمِهم، فلَيْسوا مِنِّي ولستُ منهم، ولم يَرِدُوا عليَّ الحوضَ، ومَن لم يدخلْ عليهم ولم يُصَدِّقْهم بكذبِهمِ ولم يُعِنْهم على ظلمِهم، فأُولئكَ مِنِّي وأنا مِنهم، وأُولئكَ يَرِدُونَ عليَّ الحوضَ" (¬1). 2792 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن سكنَ الباديةَ جَفا، ومن اتَّبَع الصيدَ غَفَلَ، ومَن أَتَى السلطانَ افتُتِنَ" (¬2). ويروى: "ومن لزِمَ السلطانَ افتُتِنَ وما ازدادَ عبدٌ مِن السلطانِ دُنُوًّا إلّا ازدادَ مِن اللَّهِ بُعْدًا" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية كعب بن عجرة رضي اللَّه عنه • أحمد في المسند 4/ 243، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 512 - 513، كتاب الصلاة، باب ما ذكر في فضل الصلاة (614)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 160، كتاب البيعة (39)، باب ذكر الوعيد لمن أعان أميرًا على الظلم (35)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 165، كتاب قتال أهل البغي، باب ما على الرجل من حفظ اللسان. . . قوله "الحوض" أي حوض الكوثر يوم القيامة. • وأخرجه من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 3/ 321، وأخرجه البزَّار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 241، كتاب الإمارة، باب الدخول على أهل الظلم، الحديث (1609)، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 378، كتاب الإِمارة (25)، باب فيمن يدخل على الأمراء. . . (16)، الحديث (1569)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 422، كتاب الفتن والملاحم، باب الترهيب من إمارة السفهاء، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 357، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 278، كتاب الصيد (11)، باب في اتباع الصيد (4)، الحديث (2859)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 523، كتاب الفتن (34)، باب (69)، الحديث (2256)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 195 - 196، كتاب الصيد والذبائح (42)، باب اتباع الصيد (24)، واللفظ لهم. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أبو داود في المصدر السابق، الحديث (2860).

2793 - عن المقدامِ بنِ مَعْديكرب: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ضربَ على مَنْكِبَيْهِ ثم قالَ: أَفْلَحتَ يا قُدَيْمُ (¬1) إنْ مُتَّ ولم تَكُنْ أميرًا ولا كاتِبًا ولا عَرِيفًا" (¬2). 2794 - عن عُقْبةَ بنِ عامرٍ قال، قالَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يدخلُ الجنةَ صاحبُ مَكْسٍ" (¬3)، يعني الذي يَعْشُرُ الناسَ. 2795 - وقال: إنَّ أحبَّ الناسِ إلى اللَّهِ يومَ القيامةِ، وأَقربَهم منهُ مجلِسًا إمامٌ عادِلٌ، وإنَّ أَبغضَ الناسِ إلى اللَّهِ يومَ القيامةِ وأشدَّهم عذابًا -ويروى: وأَبعدَهم منهُ مجلسًا (¬4) - إمامٌ جائرٌ" (¬5) (غريب). ¬

_ (¬1) قوله: "قُدَيْم" تصغير مِقدام، وقوله: "مُتَّ" بضم الميم وكسرها. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 346، كتاب الخراج. . . (14)، باب في العرافة (5)، الحديث (2933). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 143، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 393، كتاب الزكاة، باب كراهية أن يكون الرجل عشارًا، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 349، كتاب الخراج. . . (14)، باب في السعاية. . . (7)، الحديث (2937) وذكر عقب الحديث قوله: "يعني الذي يعشر. . . "، وأخرجه ابن الجارود في المنتقى، ص 124، كتاب الزكاة، الحديث (339)، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 278، الترهيب من العمل على المكس، الحديث (1)، وعزاه أيضًا لابن خزيمة، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 317، الحديث (878)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 404، كتاب الزكاة، باب لا يدخل صاحب مكس الجنة، واللفظ لهم جميعًا، وقال الحاكم: (صحيح على شرط مسلم) وسكت عنه الذهبي. والمكس: الضريبة. (¬4) هذه الرواية أخرجها الترمذي كما سيأتي، واللفظ في مخطوطة برلين (وأبعدهم مجلسًا منه) والصواب ما أثبتناه. (¬5) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 55 واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 617، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في الإمام العادل (4)، الحديث (1329) وروايته: "وأبعدهم منه مجلسًا" واللفظ له، وقال (حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه) وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 9، الحديث (14607) وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان.

2796 - وقال: "أفضلُ الجهادِ مَن قالَ كلمةَ حَقٍّ عندَ سلطانٍ جائرٍ" (¬1). 2797 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا أرادَ اللَّهُ بالأميرِ خيرًا: جعلَ لهُ وزيرَ صدقٍ، إنْ نَسيَ ذَكَّرَهُ وإنْ ذَكَرَ أعانَهُ، وَإِذا (¬2) أرادَ بهِ غيرَ ذلكَ: جعلَ لهُ وزيرَ سوءٍ إنْ نَسيَ لم يُذَكِّرْهُ، وإنْ ذكرَ لم يُعِنْهُ" (¬3). 2798 - وعن أبي أُمامة الباهلي رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ الأميرَ إذا ابتغَى الرِّيبَةَ في الناسِ أَفْسَدَهم" (¬4). 2799 - وعن معاوية رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 3/ 19، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 514، كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4344)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 471، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء أفضل الجهاد. . . (13)، الحديث (2174)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1329، كتاب الفتن (36)، باب الأمر بالمعروف. . . (20)، الحديث (4011). (¬2) في المطبوعة (وإن) والتصويب من أبي داود. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 345، كتاب الخراج. . . (14)، باب في اتخاذ الوزير (4)، الحديث (2932) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 159، كتاب البيعة (39)، باب وزير الإمام (33)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهثمي في موارد الظمآن، ص 373، كتاب الإِمارة (25)، باب ما جاء في الوزراء (8)، الحديث (1551)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 82، الحديث (14940) وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 4، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 200، كتاب الأدب (35)، باب في النهي عن التجسس (44)، الحديث (4889) واللفظ لهما، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 259، الحديث (607)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 378، كتاب الحدود، باب النهي للأمير عن ابتغاء الريبة. . .، واللفظ له وسكت عنه، وتابعه الذهبي. قوله: "الريبة" أي التهمة.

2 - باب ما على الولاة من التيسير

اللَّه عليه وسلم يقولُ: "إنك إذا اتَّبَعْتَ عوراتِ الناسِ أَفسدْتَهم" (¬1). 2800 - عن أبي ذر رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "كيفَ أنتم وأَئمةً مِن بعدي يستأثرونَ بهذا الفَيْءِ؟ قلتُ: أَما والذي بعَثَكَ بالحقِّ أَضَعُ سيفي على عاتِقي ثم أَضْرِبُ بهِ حتَّى أَلقاكَ، قال: أَوَلا أَدُلُّكَ على خيرٍ من ذلكَ؟ تَصْبِرُ حتَّى تَلْقاني" (¬2). 2 - باب ما على الوُلاةِ من التيسير مِنَ الصِّحَاحِ: 2801 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إذا بعثَ أحدًا مِن أصحابِهِ في بعضِ أمرهِ قال: بَشِّروا ولا تُنَفِّروا ويَسِّروا ولا تُعَسِّرُوا" (¬3). 2802 - "وعن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "يسِّرُوا ولا تُعسِّروا، وسَكِّنوا ولا تُنَفِّروا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 199، كتاب الأدب (35)، باب في النهي عن التجسس (44)، الحديث (4888)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 359، كتاب الحدود (23)، باب الستر على المسلمين (1)، الحديث (1495) واللفظ لهما، وذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابح 5/ 1092، الحديث (3709) وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 180، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 119، كتاب السنة (34)، باب في قتل الخوارج (30)، الحديث (4759) واللفظ له، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 250، كتاب الإمارة، باب النهي عن قتال الأئمة، الحديث (1632). والفيء: المال المأخوذ من الكفار بغير قتال كالخراج والجزية. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1358، كتاب الجهاد .. . . (32)، باب في الأمر بالتيسير .. . . (3)، الحديث (6/ 1732). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 524، كتاب الأدب (78)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَسِّروا ولا تُعسِّروا. . . " (80)، الحديث (6125)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1359، الحديث (8/ 1734) واللفظ لهما.

2803 - وعن أبي بُردَةَ رضي اللَّه عنهُ قال: "بعثَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم جدَّهُ أبا موسى ومُعاذًا إلى اليمنِ فقالَ: يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتَطاوَعا ولا تَخْتَلِفا" (¬1). 2804 - عن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنَّ الغادِرَ يُنصَبُ لهُ لِواءٌ يومَ القيامةِ، فيقالُ: هذهِ غَدْرَةُ فُلانِ ابنِ فلان" (¬2). 2805 - وقال: "لِكُلِّ (¬3) غادِرٍ لِواءٌ يومَ القيامةِ يُعْرَفُ بهِ" (¬4). 2806 - وقال: "لكلِّ غادِرٍ لواءٌ عندَ استِهِ يومَ القيامةِ، أَلا! ولا غادِرٌ أَعْظمُ غدرًا مِن أميرِ عامَّةٍ" (¬5). مِنَ الحِسَان: 2807 - عن عمرو بن مُرَّةَ رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن وَلَّاهُ اللَّهُ شيئًا مِن أمرِ المسلمينَ، فاحتَجَبَ دونَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 524، كتاب الأدب (78)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: يسّروا ولا تعسّروا. . . (80)، الحديث (6124)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1358، كتاب الجهاد (32)، باب في الأمر بالتيسير (3)، الحديث (7/ 1733) واللفظ له. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 563، باب ما يدعى الناس بآبائهم (99)، الحديث (6178)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1360، باب تحريم الغدر (4)، الحديث (10/ 1735) واللفظ لهما. (¬3) العبارة في المطبوعة (إن لكل) والتصويب من البخاري ومسلم. (¬4) متفق عليه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 283، كتاب الجزية. . . (58)، باب إثم الغادر. . . (22)، الحديث (3186)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1361، الحديث (14/ 1737) واللفظ لهما. (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (15 - 16/ 1738).

3 - باب العمل في القضاء والخوف منه

حاجتِهم وخَلَّتِهم وفقرِهم، احتجَبَ اللَّهُ دونَ حاجَتِهِ وخلَّتِهِ وفقرِهِ" (¬1) وفي رواية: "أَغلَقَ اللَّهُ أبوابَ السماءِ دونَ خلَّتِهِ وحاجَتِهِ ومَسْكَنَتِهِ" (¬2). 3 - باب العمل في القضاء والخوف منه مِنَ الصِّحَاحِ: 2808 - عن أبي بكرة قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "لا يَقْضِينَّ حَكَمٌ بين اثنين وهو غضبانُ" (¬3). 2809 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا حَكَمَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 437، ضمن ترجمة أبي مريم، وأبو مريم هو عمرو بن مرة نفسه كما سيأتي، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 357، كتاب الخراج. . . . (14)، باب فيما يلزم الإمام. . . (13)، الحديث (2948) واللفظ له، وأخرجه الدولابي في الكنى والأسماء، ص 54 ضمن ترجمة أبي مريم، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 331، الحديث (832)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 93، كتاب الأحكام، باب إنَّ اللَّه مع القاضي. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 101، كتاب آداب القاضي، باب ما يستحب للقاضي من أن يقضي. . .، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 35 - 36، الحديث (14739 - 14740) وعزاه أيضًا للبغوي في معجم الصحابة، ولابن قانع في المعجم. (¬2) أخرجه من رواية عمرو بن مرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 231، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 619، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في إمام الرعية (6)، الحديث (1332) واللفظ لهما، وقال الترمذي: (وعمرو بن مرة الجهنى يُكْنى أبا مريم) وأخرجه الدولابي في الكنى والأسماء، ص 54، ضمن ترجمة أبي مريم، وأخرجه الحاكم في المصدر السابق، وصححه ووافقه الذهبي. (¬3) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 136، كتاب الأحكام (93)، باب هل يقضي القاضي. . . (13)، الحديث (7158) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1342 - 1343، كتاب الأقضية (30)، باب كراهة قضاء القاضي وهو غضبان (7)، الحديث (16/ 1717).

الحاكمُ فاجْتَهَدَ فأصابَ فلهُ أجرانِ، وإذا حكمَ فاجتَهَدَ فأَخطأَ فلهُ أَجْرٌ واحدٌ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2810 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن جُعِلَ قاضيًا بينَ الناسِ فقد ذُبح بغيرِ سكينٍ" (¬2). 2811 - وقال: "مَن ابتغَى القضاءَ وسألَهُ وكِلَ إلى نفسِه، ومَن أُكْرِهَ عليهِ أَنزَلَ اللَّهُ عليهِ ملَكًا يُسدِّدُه" (¬3). 2812 - وقال: "القضاةُ ثلاثةٌ: واحدٌ في الجنَّةِ، واثنانِ في النَّارِ، فأمَّا الذي في الجنَّةِ: فرجلٌ عَرَفَ الحقَّ فقَضَى بهِ، ورجلٌ عرفَ الحقَّ وجارَ ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 318، كتاب الاعتصام. . . (96)، باب أجر الحاكم إذا اجتهد. . . (21)، الحديث (7352)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1342، كتاب الأقضية (30)، باب بيان أجر الحاكم. . . (6)، الحديث (15/ 1716) واللفظ لهما. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 230، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 5، كتاب الأقضية (18)، باب في طلب القضاء (1)، الحديث (3572)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 614، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في القاضي (1)، الحديث (1325)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 774، كتاب الأحكام (13)، باب في ذكر القضاة (1)، الحديث (2308)، واللفظ لهم جميعًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 91، كتاب الأحكام، باب من جعل قاضيًا. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 4/ 8، كتاب الأقضية (18)، باب في طلب القضاء. . . (3)، الحديث (3578)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 614، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في القاضي (1)، الحديث (1324) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 774، كتاب الأحكام (13)، باب ذكر القضاة (1)، الحديث (2309).

في الحكمِ فهوَ في النَّارِ، ورجلٌ قضَى للناسِ على جهلٍ فهوَ في النَّارِ" (¬1). 2813 - وقال: "مَن طلبَ قضاءَ المسلمينَ حتَّى ينالَهُ ثم غلبَ عدلُه جَوْرَهُ فلهُ الجنةُ، ومَن غلبَ جَوْرُهُ عدلَهُ فلهُ النّارُ" (¬2). 2814 - عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لمَّا بعثَهُ إلى اليمنِ قال: كيفَ تقضي إذا عرضَ لكَ قضاءٌ؟ قالَ: أقضي بكتابِ اللَّهِ، قال: فإنْ لم تَجِدْ في كتابِ اللَّهِ؟ قال: فبسُنَّةِ رسولِ اللَّهِ، قال: فإنْ لم تَجِدْ في سنةِ رسولِ اللَّهِ؟ قال: أَجتهِدُ رأيي ولا آلو، قال: فضربَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على صدرِهِ وقال: الحمدُ للَّهِ الذي وَفَّقَ رسولَ رسولِ اللَّهِ لِما يُرضي رسولَ اللَّهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية بريدة رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 4/ 5، كتاب الأقضية (18)، باب في القاضي يُخْطِئ (2)، الحديث (3573) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 613، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في القاضي (1)، الحديث (1322 م)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 94، الحديث (2009)، وعزاه للنسائي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 776، كتاب الأحكام (13)، باب الحاكم يجتهد فيصيب الحق (3)، الحديث (2315)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 90، كتاب الأحكام، باب قاضيان في النار. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 117، كتاب آداب القاضي، باب إثم من أفتى أو قضى بالجهل. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 4/ 7، كتاب الأقضية (18)، باب في القاضي يُخطِئ (2)، الحديث (3575)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 88، كتاب آداب القاضي، باب فضل من ابتلي بشيء. . .، واللفظ لهما. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 230، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 60، المقدمة، باب الفتيا وما فيه من الشدة، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 18، كتاب الأقضية (18)، باب اجتهاد الرأي. . . (11)، الحديث (3592) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 616، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في القاضي. . . (3)، الحديث (1327) قوله: "ولا آلو" أي ما أُقَصِّرُ.

4 - باب رزق الولاة وهداياهم

2815 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنما أقضي بينَكم برأيي فيما لم يُنْزَلْ عليَّ فيهِ" (¬1). 2816 - عن علي رضي اللَّه عنه قال: "بعثني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلى اليمنِ قاضيًا فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ تُرسِلُني وأنا حديث السنِّ ولا عِلْمَ لي بالقضاءِ! فقال: إن اللَّهَ تعالى سيَهدي قلبَكَ ويُثَبِّت لسانَك، إذا تَقاضَى إليكَ رجلانِ فلا تَقْضِ للأولِ حتَّى تسمعَ كلامَ الآخَرِ، فإنه أَحْرَى أنْ يتبَيَّنَ لكَ القضاءُ، قال: فما شكَكْتُ في قضاءٍ بعدُ" (¬2). 4 - باب رزق الولاة وهداياهم مِنَ الصِّحَاحِ: 2817 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "ما أُعطيكم ولا أمنعكم، أنا قاسِمٌ أضعُ حيثُ أُمِرْتُ" (¬3). 2818 - وقال: "إنَّ رجالًا يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللَّهِ بغيرِ حقٍّ، فلهُمُ النَّارُ يومَ القيامةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أم سلمة رضي اللَّه عنها، أبو داود في السنن 4/ 15، كتاب الأقضية (18)، باب في قضاء القاضي. . . (7)، الحديث (3585) وسيأتي هذا الحديث مطوَّلًا برقم (2839). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 83، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 11، كتاب الأقضية (18)، باب كيف القضاء (6)، الحديث (3582)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 618، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في القاضي لا يقضي بين الخصمين حتَّى. . . (5)، الحديث (1331)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 774، كتاب الأحكام (13)، باب ذكر القضاة (1)، الحديث (2310). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 217، كتاب فرض الخمس (57)، باب قول اللَّه تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ. . .} [سورة الأنفال (8)، الآية (41)] (7)، الحديث (3117). (¬4) أخرجه من رواية خولة الأنصارية رضي اللَّه عنها، البخاري في المصدر نفسه، الحديث (3118)، قوله: "يَتَخَوَّضُونَ" أي يتصرَّفون.

2819 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "لما استُخْلِفَ أبو بكرٍ قال: لقد عَلِمَ قومي أنَّ حِرْفَتي لم تكنْ تعجِزُ عن مُؤُونةِ أهلي، وشُغِلتُ بأمر المسلمينَ، سيأكلُ آلُ أبي بكرٍ مِن هذا المالِ، ويَحترِفُ للمسلمينَ فيهِ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 2820 - عن بُرَيْدةَ (¬2) عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن استعملناهُ على عمل فرزقناهُ رزقًا، فما أخذَ بعدَ ذلكَ فهوَ غُلُولٌ" (¬3). 2821 - وقال عمر رضي اللَّه عنه: "عَمِلْتُ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فعَمَّلني" (¬4). 2822 - عن معاذ رضي اللَّه عنه قال: "بعثَني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلى اليمنِ، فلمَّا سِرْتُ أَرسلَ في أَثَري فرَدَدْتُ، فقال: أَتدري لِمَ بعثتُ إليكَ؟ لا تُصيبنَّ شيئًا بغيرِ إِذني فإنَّهُ غُلولٌ {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (¬5) لهذا دَعوْتُكَ فامضِ لعملِك" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 303، كتاب البيوع (34)، باب كسب الرجل. . (15)، الحديث (2070). (¬2) تصحف في مخطوطة برلين إلى (أبي بريدة)، وهو عند أبي داود والحاكم: عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 353، كتاب الخراج. . . (14)، باب في أرزاق العمال (10)، الحديث (2943) واللفظ له، وأخرجه الحكم في المستدرك 1/ 406، كتاب الزكاة، باب العامل على الصدقة بالحق. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، قوله: "غُلُول" أي خيانة في الغنيمة وفي مال الفيء. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 52، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 353، كتاب الخراج. . . (14)، باب في أرزاق العمال (10)، الحديث (2944) واللفظ لهما، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 102 - 103، كتاب الزكاة (23)، باب من آتاه الكه عزَّ وجلَّ مالًا. . . (94)، قوله: "فَعَمَّلني" أي أعطاني أجرة العمل. (¬5) سورة آل عمران (3)، الآية (161). (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 621، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في هدايا الأمراء (8)، الحديث (1335)، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 128، الحديث (259).

2823 - عن المُسْتَورِد بن شدَّاد رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "مَن كانَ لنا عاملًا فليكتسبْ زوجةً، فإنْ لم يكنْ لهُ خادمٌ فليكتسبْ خادمًا، فإنْ لم يكنْ لهُ مَسْكَنٌ فليكتسبْ مَسكنًا" (¬1). ويروى: "مَن اتخذَ غيرَ ذلكَ فهو غالٌّ" (¬2). 2824 - وعن عَدِيِّ بن عُمَيرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "يا أيها النَّاسُ مَن عُمِّلَ منكم لنا على عملٍ، فكتَمَنا منهُ مَخِيطًا فما فوقَهُ فهوَ غالٌّ يأتي بهِ يومَ القيامةِ، فقامَ رجلٌ مِن الأنصارِ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ اقبلْ عنِّي عَمَلَك فقال: وما ذاكَ؟ قال: سمعتُكَ تقولُ كذا وكذا، قال: وأنا أقولُ ذلكَ، مَن استعملناهُ على عملٍ فليَأْتِ بقليلِهِ وكثيرِهِ، فما أُوتيَ منهُ أخذَهُ، وما نُهيَ عنهُ انتهَى" (¬3). 2825 - عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الراشيَ والمُرْتشيَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 229، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 354، كتاب الخراج. . . (14)، باب في أرزاق العمال (10)، الحديث (2945) واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 304، الحديث (725)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 406، كتاب الزكاة، باب العامل على الصدقة. . .، وقال: (صحيح على شرط البخاري) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه الأئمة في مصادرهم نفسها. (¬3) أخرجه مسلم بلفظ مقارب في الصحيح 3/ 1465، كتاب الإمارة (33)، باب تحريم هدايا العمال (7)، الحديث (30/ 1833)، وأخرجه الحميدي في المسند 2/ 396، الحديث (894)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 192، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 10 - 11، كتاب الأقضية (18)، باب في هدايا العمال (5)، الحديث (3581)، واللفظ لهما، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 106، الحديث (256)، قوله: "عُمّلَ" بشديد الميم، أي جُعِل عاملًا، وقوله: "فقام رجل من الأنصار" جاء في رواية أحمد أنه "سعد بن عبادة". (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 164، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 9 - 10، كتاب الأقضية (18)، باب في كراهية الرشوة (4)، الحديث (3580)، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 623، كتاب =

5 - باب الأقضية والشهادات

2826 - وعن عمرو بن العاص قال: "أرسلَ إليَّ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ اجمعْ عليكَ سلاحَكَ وثيابَكَ ثم ائتني، قال: فأَتيتُهُ وهوَ يتوضَّأُ فقال: يا عَمْرو إني أرسلتُ اليكَ لأبعثَكَ في وَجْهٍ يُسَلِّمُكَ اللَّهُ ويُغنِّمُكَ، وأَزْعبَ لكَ زُعْبَةً مِن المالِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما كانَتْ هجرَتي للمالِ، ما كانَتْ إلّا للَّه ولرسولِه، فقال: نِعِمَّا بالمالِ الصالحِ للرجلِ الصالحِ" (¬1). 5 - باب (¬2) الأقضيةِ والشهادات مِنَ الصِّحَاحِ: 2827 - عن ابن عباس رضي اللَّهُ عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لو يُعْطَى النَّاسُ بدعْواهُم لادَّعى ناسٌ دِماءَ رجالٍ وأموالَهم، ولكنَّ البيِّنةَ على المدِّعي، واليمينَ على المدَّعَى عليهِ" (¬3). ¬

_ = الأحكام (13)، باب ما جاء في الراشي. . . (9)، الحديث (1337)، وقال: (حديث حسن صحيح)، واللفظ لهم جميعًا، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 775، كتاب الأحكام (13)، باب التغليظ في الحيف. . . (2)، الحديث (2313). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 197، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 236، كتاب التفسير، باب شأن نزول آية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ. . .} [النساء: (4)، الآية (94)]، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وقال الذهبي: (صحيح) وأخرجه البغوي في شرح السنة 10/ 91، كتاب الإمارة والقضاء، باب الرشوة والهدية. . .، الحديث (2495) واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 11/ 729، الحديث (33577)، وعزاه أيضًا لابن سعد في الطبقات، ولأبي يعلى في المسند، وللطبراني في المعجم الكبير، وللبيهقي في شعب الإيمان، قوله: "وأَزْعَبَ" أي أقطع أو أدفع، قوله: "زُعَبَةً"بفتح أوله ويضم، أي قطعة. (¬2) تصحف في المطبوعة إلى (كتاب) والتصويب من مخطوطة برلين ومشكاة المصابيح، وكذا جعل البغوي باب الأقضية والشهادات ضمن كتاب الإمارة والقضاء في شرح السنة 10/ 40. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 213، كتاب التفسير (65)، سورة آل عمران (3)، باب: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ. . .} [سورة آل عمران (3)، الآية (77)] (3)، الحديث (4552)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1336، كتاب الأقضية (30)، باب اليمين على المدَّعَى عليه (1)، الحديث (1/ 1711)، واللفظ له، سوى قوله: "ولكن البيِّنة على المدَّعِي" فقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 252، كتاب الدعوى والبينات، باب البينة على المدَّعي. . .

2828 - وقال: "مَن حَلَفَ على يمينِ صَبْرٍ، وهو فيها فاجِرٌ، يَقتَطِعُ بها مالَ امرئٍ مسلم لقيَ اللَّهَ يومَ القيامةِ وهو عليهِ غضبانُ" (¬1). 2829 - وقال: "مَن اقتَطَعَ حقَّ امرئٍ مسلم بيَمينِه فقد أَوْجَبَ اللَّه لهُ النَّارَ وحرَّم عليهِ الجنَّةَ، فقالَ لهُ رجلٌ: وإنْ كانَ شيئًا يسيرًا يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: وإن كانَ قَضِيبًا مِن أَراكٍ" (¬2). 2830 - وقال: "إنَّما أنا بَشَرٌ، وإنكم تَخْتصِمون إليَّ، ولعلَّ بعضَكم أنْ يكونَ أَلْحنَ بحجَّتِه مِن بعضٍ، فأَقضيَ لهُ على نحو ما أسمَعُ منهُ، فمَن قضيتُ لهُ بشيءٍ مِن حقِّ أخيهِ فلا يأخُذنَّهُ، فإنَّما أَقطعُ لهُ قِطعةً مِن النَّارِ" (¬3). 2831 - وقال: "إنَّ أبغضَ الرجالِ إلى اللَّهِ الألدُّ الخَصِمُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 212 - 213 كتاب التفسير (65)، سورة آل عمران (3)، باب {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ. . .} (3)، الحديث (4549)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 122، كتاب الإيمان (1)، باب وعيد من اقتطع حق مسلم. . (61)، الحديث (220/ 138) واللفظ له، قوله: "يمين صبرٍ" المراد بها أن يحبس السلطان الرجل حتَّى يحلف بها، وهي لازمة لصاحبها. (¬2) أخرجه من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (218/ 137). والأراك: خشب السواك. (¬3) متفق عليه من رواية أم سلمة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 339، كتاب الحيل (90)، باب (10)، وهو ما قبل باب في النكاح (11)، الحديث (6967) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1337، كتاب الأقضية (30)، باب الحكم بالظاهر. . . (3)، الحديث (4/ 1713). (¬4) متفق عليه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 106، كتاب المظالم (46)، باب قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [سورة البقرة (2)، الآية (204)] (15)، الحديث (2457)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2054، كتاب العلم (47)، باب في الألد الخَصِم (2)، الحديث (5/ 2668)، واللفظ لهما، قوله: "الألَدُّ الخَصِم" أي الشديد الخصومة.

2832 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قَضَى بيَمينٍ وشاهدٍ" (¬1). 2833 - وعن عَلْقَمَة بنِ وائِلٍ، عن أبيهِ، قال: "جاءَ رجلٌ مِن حَضْرَمَوْتَ ورجلٌ مِن كنْدَةَ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقالَ الحَضْرَمِيُّ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ هذا غَلبني على أرضٍ لي، فقالَ الكِنْدِيُّ: هي أرضي وفي يدي ليسَ له فيها حَقٌّ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم للحضْرَمِيِّ: أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ قال: لا، قال: فَلَكَ يمينُهُ، قال: يا رسولَ اللَّه إنَّ الرجلَ فاجِرٌ لا يُبالِي على ما حلفَ عليه، وليسَ يَتَوَرَّعُ مِن شيء، قال: ليسَ لك مِنهُ إلّا ذلك، فانْطَلَقَ ليَحلِفَ فقال رسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم لمَّا أَدْبَرَ: لئِنْ حلفَ على مالِهِ لِيَأْكُلَهُ ظلمًا ليلْقَينَّ اللَّهَ وهوَ عنهُ مُعرِضٌ" (¬2). 2834 - وقال: "مَن ادَّعى ما ليسَ لهُ فليسَ منَّا، وليَتَبَوَّأْ مقعدَهُ مِن النَّارِ" (¬3). 2835 - وقال: "ألا أُخْبِرُكم بخيرِ الشهداء؟ الذي يأْتِي بشهادَتِهِ قبلَ أن يُسْأَلَها" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1337، كتاب الأقضية (30)، باب القضاء باليمبن والشاهد (2)، الحديث (3/ 1712). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 123 - 124، كتاب الإيمان (1)، باب وعيد من اقتطع حق مسلم. . . (61)، الحديث (223/ 139) و (كِنْدَة) اسم قبيلة باليمن. (¬3) متفق عليه من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 539، كتاب المناقب (61)، باب (5)، وهو ما يلي: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل (4)، الحديث (3508)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 79 - 80، كتاب الإيمان (1)، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه. . . (27)، الحديث (112/ 61) واللفظ له. (¬4) أخرجه من رواية زيد بن خالد الجهني رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1344، كتاب الأقضية (30)، باب بيان خير الشهود (9)، الحديث (19/ 1719).

2836 - وقال: "خيرُ الناسِ قَرْني، ثمَّ الذينَ يَلُونَهم، ثمَّ الذين يَلُونَهم، ثمَّ يَجيءُ قومٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدِهم يمينَه، ويمينُهُ شهادتَه" (¬1). 2837 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عرضَ على قوم اليمينَ فأَسرَعوا، فَأمَرَ أَنْ يُسْهَمَ بينَهم في اليمينِ أَيُّهم يَحلِفُ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2838 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيهِ، عن جده رضي اللَّه عنهم، أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "البيِّنَةُ على المدَّعِي، واليمينُ على المدَّعَى عليه" (¬3). 2839 - عن أم سلمة رضي اللَّه عنها، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "في رَجُلَيْنِ اختصما إليهِ في مَوَاريثَ لم يكنْ لهما بيِّنَةٌ إلّا دَعْوَاهُمَا فقال: مَنْ قضيتُ لهُ بشيءٍ مِن حقِّ أخيهِ فإنما أَقطعُ لهُ قِطعةً مِن النَّارِ، فقال الرجلانِ كلُّ واحدٍ منهما: يا رسولَ اللَّهِ حقِّي هذا لِصَاحِبي، فقالَ: لا ولكنْ اذهبَا فاقتسِما وتَوَخَّيا الحقَّ، ثمَّ استَهِما ثم لْيُحَلِّلْ كلُّ واحدٍ منكما ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 3، كتاب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (62)، باب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . (1)، الحديث (3651) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1963، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضل الصحابة. . . (52)، الحديث (212/ 2533). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 285، كتاب الشهادات (52)، باب إذا تسارع قوم في اليمين (24)، الحديث (2674). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 626، كتاب الأحكام (13)، باب ما جاء في أنَّ البينة على المدَّعِي. . . (12)، الحديث (1341)، وأخرجه الدارقطنى في السنن 4/ 218، كتاب الأقضية، باب في المرأة تقتل إذا ارتدَّت، الحديث (53)، واللفظ لهما، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 256، كتاب الدعوى. . .، باب المُتَدَاعِييَنْ يتداعيان. . .

صاحِبَهُ" (¬1) وروي أنَّ رسولَ اللَّهِ صلي اللَّه عليه وسلم قالَ في هذا الحديث: "إنما أَقضي بينَكم برأيي فيما لم يُنْزَلْ عليَّ فيهِ" (¬2). 2840 - عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه "أنّ رجلين تَدَاعَيَا دابةً فأقامَ كلُّ واحدٍ منهما بيِّنَةً، أنها دابَّتَهُ نَتَجَها، فقضَى بها رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم للذي في يَدَيْهِ" (¬3). 2841 - عن أبي موسى الأشعري: "أنَّ رجلَيْنِ ادَّعَيَا بعيرًا على عهدِ النبيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فبعثَ كلُّ واحدٍ منهما شاهدَيْنِ فَقَسَمَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بينَهما نصفينِ" (¬4) وبإسناده: "أَنَّ رجلَيْنِ ادَّعَيَا بعيرًا ليستْ لواحدٍ منهما بيِّنَةٌ فجَعَلَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بينَهما" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 230، وأخرجه أبو داود في السنِن 4/ 14، كتاب الأقضية (18)، باب في قضاء القاضي إذا أخطأ (7)، الحديث (3584)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 95، كتاب الأحكام، باب الخصمان يقعدان. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 260، كتاب الدعوى. . .، باب المتداعيين يتداعيان. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 10/ 113، كتاب الإمارة والقضاء، باب قضاء القاضي. . .، الحديث (2508). (¬2) أخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 15، الحديث (3585). (¬3) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 180، كتاب الأحكام في الأقضية، الحديث (637) واللفظ له، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 209، كتاب عمر رضي اللَّه عنه. . .، الحديث (21)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 256، كتاب الدعوى. . .، باب المتداعيين يتنازعان. . .، واللفظ له، وأخرجه البغوي من طريق الشافعي في شرح السنة 10/ 106، كتاب الإمارة والقضاء، باب المتداعيين إذا أقام كل واحد بينته، الحديث (2504)، قوله: "نتجها" أي أرسل عليها الفحل وولدها. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 37 - 38، كتاب الأقضية (18)، باب الرجلين يَدَّعيان شيئًا. . . (22)، الحديث (3615)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 2570، كتاب الدعوى. . .، باب المتداعيين يتنازعان. . .، واللفظ لهما. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 37، كتاب الأقضية (18)، باب الرجلين يدَّعيان شيئًا. . . (22)، الحديث (3613)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 248، كتاب آداب =

2842 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلينِ اختصَمَا في دابَّةٍ وَلَيْسَ لهما بيِّنَةٌ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: استهِمَا على اليمينِ" (¬1). 2843 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لرجلٍ حلَّفَهُ: احْلِفْ باللَّهِ الذي لا إله إلّا هو، ما لَهُ عندَك شيءٌ" (¬2). 2844 - عن الأشعث قال: "كانَ بَيْني وبينَ رجُلٍ مِن اليَهودِ أرضٌ فجحدَني، فقدَّمتُهُ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ قلتُ: لا، قال لليهوديِّ: احلِفْ، قلتُ: يا رسولَ اللَّه إذن يَحْلِفَ ويذهبَ بمالي فأنزلَ اللَّهُ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (¬3) " (¬4) (صَحَّ). ¬

_ = القضاة (49)، باب القضاء فيمن لم تكن له بينة (35)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 780، كتاب الأحكام (13)، باب الرجلان يدّعيان السلعة. . . (11)، الحديث (2330)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 257، كتاب الدعوى. . .، باب المتداعيين يتنازعان شيئًا ... (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 489، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 40، كتاب الأقضية (18)، باب الرجلين يدعيان شيئًا. . . (22)، الحديث (3618) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 786، كتاب الأحكام (13)، باب القضاء بالقرعة (20)، الحديث (2346)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 255، كتاب الدعوى. . .، باب المتداعيين يتنازعان المال. . .، قوله: "استَهِمَا" أي اقترعا. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 41، كتاب الأقضية (18)، باب كيف اليمين (24)، الحديث (3620) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 234، الحديث (3473) وعزاه للنسائي. (¬3) سورة آل عمران (3)، الآية (77). (¬4) هذا الحديث مخرج ضمن (الحِسان) وحقُّه أن يكون مع (الصحاح) لأنه مخرَّج في الصحيحين، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 73، كتاب الخصومات (44)، باب كلام الخصوم. . . (4)، الحديث (2416)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 122 - 123، كتاب الإيمان (1)، باب وعيد من اقتطع حق مسلم. . . (61)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 211، ضمن مسند الأشعث بن قيس، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 41، كتاب الأقضية (18)، باب إذا كان المدعى عليه ذِميًا أَيَحلِف (25)، الحديث (3621) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في =

2845 - عن الأشعث بن قيس: "أنَّ رجلًا مِن كِنْدَةَ ورجلًا مِن حَضْرَمَوْتَ اختصَمَا في أرضٍ مِن اليمنِ، فقال الحَضْرَمِيُّ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أرضي اغتَصبَنِيها أبو هذا وهي في يَدِهِ، قال: هَلْ لَكَ بَيِّنَةٌ؟ قال: لا ولكن أُحَلِّفُه: واللَّه [ما] (¬1) يعلمُ أنَّها أرضي اغتَصَبَنِيها أبوهُ، فَتَهَيَّأَ الكِنْدِيُّ لليمينِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لا يَقْتَطِعُ (¬2) أحدٌ مالًا بيمينٍ إلّا لقيَ اللَّهَ وهو أَجْذَمُ، فقالَ الكِنْدِيُّ هي أرضُه" (¬3). 2846 - عن عبد اللَّه بن أُنَيْسٍ، قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ مِن أكبرِ الكبائِرِ الشركُ باللَّهِ وعقوقُ الوالدَيْنِ، واليمينُ الغَمُوسُ، وما حلفَ حالِفٌ باللَّهِ يمينَ صَبْرٍ، فأدخلَ فيهِ مثلَ جناحِ بعوضةٍ إلّا جُعِلَتْ نُكْتَةً في قلبِهِ إلى يومِ القيامَةِ" (¬4) (غريب). ¬

_ = السنن 5/ 224، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة آل عمران (4)، الحديث (2996)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 234، وعزاه أيضًا للنسائي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 778، كتاب الأحكام (13)، باب البينة على المدَّعِي. . . (7)، الحديث (2322) واللفظ له. (¬1) كلمة (ما) ساقطة من المطبوعة وأثبتناها من مخطوطة برلين، وهي موجودة في النسخة البولاقية، وعند أبي داود. (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى (يقطع). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 212 - 213، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 42، كتاب الأقضية (18)، باب الرجل يَحْلِفُ على علمه. . . (26)، الحديث (3622)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 1/ 77، وعزاه للنسائي في الكبرى، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 203 - 204، الحديث (637). والأجذم: مقطوع اليد أو البركة. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 495، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 236، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة النساء (5)، الحديث (3020)، واللفظ له وقال: (حديث حسن غريب). وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 289، كتاب الأيمان. . . (12)، باب في اليمين الأئمة (7)، الحديث (1191)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 296، كتاب الأيمان. . .، باب من أكبر الكبائر. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. واليمين الغموس: أي التي يحلف صاحبها كاذبًا فتغمسه في النار. ويمين صبرٍ: أي اللازمة لصاحبها بعد حبسه من السلطان. والنكتة: الأثر القليل.

2847 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَحْلِفُ أَحَدٌ عندَ مِنبري هذا عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ، ولو على سِوَاكٍ أخضرَ إلّا تَبَوَّأَ مقعدَهُ من النَّارِ، أو وَجَبَتْ لهُ النَّارَ" (¬1). 2848 - عن خُرَيْم بن فَاتِك قال: "صلى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم صلاة الصبحِ فلمَّا انصرفَ قامَ قائمًا وقالَ: "عُدِلَتْ شهادةُ الزورِ بالإِشراكِ باللَّهِ، ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثمَّ قَرَأَ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} (¬2) " (¬3). 2849 - عن عائشة رضي اللَّه عنها تَرْفَعُه قالت: "لا تَجُوزُ شهادةُ خائنٍ ولا خائِنَةٍ ولا مَجلودٍ حدًا، ولا ذي غِمْرٍ على أخيهِ، ولا ظَنِينٍ في ولاءٍ، ولا قَرابَةٍ، ولا القانِع معَ أهلِ البيتِ" (¬4) (ضعيف). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 727، كتاب الأقضية (36)، باب ما جاء في الحنث على منبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (8)، الحديث (10)، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 567 - 568، كتاب الأيمان. . . (16)، باب ما جاء في تعظيم اليمين عند منبر. . . (3)، الحديث (3246) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 779، كتاب الأحكام (13)، باب اليمين عند مقاطع الحقوق (9) الحديث (2325). (¬2) سورة الحج (22)، الآية (30 - 31). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 321، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 23، كتاب الأقضية (18)، باب في شهادة الزور (15)، الحديث (3599) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 794، كتاب الأحكام (13)، باب شهادة الزور (32)، الحديث (2372). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 545 - 546، كتاب الشهادات (36)، باب ما جاء فيمن لا تجوز شهادته (2)، الحديث (2298) واللفظ له وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعَّف في الحديث)، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 7/ 2714، ضمن ترجمة يزيد بن زياد، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 244، كتاب الأقضية، الحديث (145)، قوله: "ولا مجلودٍ حدًّا" أي حدّ القذف، قوله: "ذي غِمْر" بكسر فسكون أي حقد وعداوة، قوله: "ظَنِين" في ولاءٍ، ولا قرابة أي متهم، وهو الذي ينتمي إلى غير مواليه، والقرابة: وهو الذي ينتمي إلى غير أبيه أو ذويه، قوله: "ولا القانِعُ" أي الخادم والتابع لا تقبل شهادته لأنه يجرُّ نفعًا بشهادته إلى نفسه.

2850 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تجوزُ شهادةُ خائنٍ، ولا خائنةٍ، ولا زانٍ ولا زانيةٍ، ولا ذي غِمْرٍ على أخيهِ، ورَدَّ شهادةَ القانِعِ لأهلِ البيتِ" (¬1). 2851 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تجوزُ شهادةُ بَدَويٍّ على صاحبِ قريةٍ" (¬2). 2852 - عن عوف بن مالك رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قَضَى بينَ رجلينِ فقالَ المَقْضِيُّ عليهِ لَمَّا أَدبرَ: حسبيَ اللَّه ونِعْمَ الوكيلُ، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ يلومُ على العَجْزِ، ولكنْ عليكَ بالكَيْسِ، فإذا غَلَبَكَ أمرٌ فقلْ: حسبيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوكيلُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 8/ 320، كتاب الشهادات، باب لا يُقبَل مُتَّهَم. . .، الحديث (15364)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 181، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 24 - 26، كتاب الأقضية (18)، باب من تُرَدُّ شهادته (16)، الحديث (3600 - 3601)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 792، كتاب الأحكام (13)، باب من لا تجوز شهادته (30)، الحديث (2366)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 244، كتاب الأقضية، الحديث (144). وذو الغمر: الحقد. والقانع: الخادم. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 26، كتاب الأقضية (18)، باب شهادة البدوي. . (17)، الحديث (3602)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 793، كتاب الأحكام (13)، باب من لا تجوز شهادته (30)، الحديث (2366)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 250، كتاب الشهادات، باب ما جاء في شهادة البدوي على القروي، واللفظ لهم جميعًا. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 25، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 44 - 45، كتاب الأقضية (18)، باب الرجل يحلِفُ. . . (28)، الحديث (3627) واللفظ لهما، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 236، الحديث (3480) وعزاه للنسائي، قوله: "حسبي اللَّه" أشار به إلى أنَّ المدعي أخذ المال منه باطلًا، قوله: "يلوم على العجز" أي على التقصير والتهاون في الأمور، قوله: "عليك بالكَيْس" بفتح فسكون أي الاحتياط والحزم في الأسباب.

2853 - عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حبسَ رجلًا في تهمةٍ ثم خلَّى عنه" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 46 - 47، كتاب الأقضية (18)، باب في الحبس. . . (29)، الحديث (3630)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 28، كتاب الديات (14)، باب ما جاء في الحبس. . . (21)، الحديث (1417) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 67، كتاب قطع السارق (46)، باب امتحان السارق بالضرب والحبس.

17 - كتاب الجهاد

17 - كِتَابُ الجِهَادِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 2854 - [عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال] (¬1)، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ آمَنَ باللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وأقامَ الصَّلاةَ وصامَ رمضانَ كانَ حَقًّا على اللَّه أَنْ يُدْخِلَهُ الجنَّةَ، جاهدَ في سبيلِ اللَّه أو جَلَسَ في أرضِهِ التي وُلدَ فيها، قالوا: أفلا نُبَشِّرُ الناسَ؟ [قال] (¬2): إنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ أعدَّها اللَّهُ للمجاهِدِينَ في سبيلِ اللَّهِ، ما بين الدرجتَيْنِ كما بينَ السماءِ والأرضِ، فإذا سألتمُ اللَّه فاسْألُوهُ الفِرْدَوْسَ، فإنه أَوْسَطُ الجنَّةِ وأَعلى الجنَّةِ، وفوقَهُ عرشُ الرحمنِ، ومنه تَفَجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ" (¬3). 2855 - وقال: "مثلُ المجاهدينَ في سبيلِ اللَّه كمثلِ الصائمِ والقائمِ القانِتِ بآياتِ اللَّهِ لا يَفْتُرُ مِن صيام ولا صلاةٍ حتَّى يرجِعَ المجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) ليست في المطبوعة، وأثبتناها من مخطوطة برلين وصحيح البخاري. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 11، كتاب الجهاد (56)، باب درجات المجاهدين. . . (4)، الحديث (2790). (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 6، كتاب الجهاد (56)، باب أفضل الناس مؤمن مجاهد (2)، الحديث (2787)، وأخرجه مسلم في =

2856 - وقالَ: "انتدبَ اللَّهُ لِمَن خرجَ في سبيلِهِ لا يُخْرجُه إلّا إيمانٌ بي وتصديقٌ برُسُلِي أنْ أُرْجِعَهُ بما نالَ مِن أجرٍ أو غنيمةٍ، أو أُدْخِلَهُ الجنَّةَ" (¬1). 2857 - وقال: "والذي نفسي بيدِهِ، لو أَنَّ رجالًا مِن المؤمنينَ لا تطيبُ أنفسُهم أنْ يتخلَّفوا عني، ولا أجدُ ما أَحملُهم عليه، ما تَخلَّفتُ عن سَرِيَّةٍ تغزوا في سبيلِ اللَّهِ، والذي نفسِي بيدِهِ، لَوَدَدْتُ أني أُقْتَلُ في سبيلِ اللَّهِ ثم أَحيا، ثمَّ أُقْتلُ ثم أُحيَا، ثم أُقْتَل [ثم أَحْيَا ثم أُقْتَل] (¬2) " (¬3). 2858 - وقال: "رِبَاطُ يومٍ في سبيلِ اللَّهِ خير مِن الدنيَا وما فيها" (¬4). 2859 - وقال [سهلُ بنُ سعدٍ] (¬5): "لغَدوَةٌ في سبيلِ اللَّهِ أو رَوْحَةٌ خيرٌ مِن الدنيَا وما فيها" (¬6). ¬

_ = الصحيح 3/ 1498، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الشهادة. . . (29)، الحديث (110/ 1878) واللفظ له. (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 92، كتاب الإِيمان (2)، باب الجهاد من الإيمان (26)، الحديث (36)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1495، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الجهاد. . . (28)، الحديث (103/ 1876). (¬2) ليست في المطبوعة، وأثبتناها من مخطوطة برلين، وهي عند البخاري. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 16، كتاب الجهاد (56)، باب تَمَنّي الشهادة (7)، الحديث (2797)، واللفظ له، سوى قوله: "تغزوا" فهي عند البخاري: "تغدوا" بالدال، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1497، الحديث (106/ 1876). (¬4) أخرجه من رواية سهل بن سعد رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 6/ 85، كتاب الجهاد (56)، باب فضل رباط يوم. . . (73)، الحديث (2892). (¬5) ليست في مخطوطة برلين. (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 232، كتاب الرقاق (81)، باب مثل الدنيا في الآخرة. . . (2)، الحديث (6415) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1500، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الغدوة والروحة. . . (30)، الحديث (113/ 1881).

2860 - وقال: "رِباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شهرٍ وقيامِهِ، وإنْ مَاتَ جَرَى عليهِ عملُه الذي كانَ يعمَلُهُ، وأُجْرِيَ عليهِ رزقُهُ، وأمِنَ الفَتَّانَ" (¬1). 2861 - وقال: "ما اغبَرَّت قَدَمَا عبدٍ في سبيلِ اللَّهِ فتمسَّهُ النّارُ" (¬2). 2862 - وقال: "لا يجتمعُ كافرٌ وقاتِلُهُ في النَّارِ أبدًا" (¬3). 2863 - وقال: "مِن خيرِ معاشِ الناسِ لهم، رجلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فرسِهِ في سبيلِ اللَّه يطيرُ على مَتْنِهِ، كلما سَمِعَ هَيْعةً أو فزْعَةً طارَ عليه يبتغي القتلَ والموتَ (¬4) مَظَانَّةُ، أو رجلٌ في غُنَيْمَةٍ في رأسِ شَعَفَةٍ مِن هذهِ الشَّعَفِ، أو بطنِ وادٍ من هذه الأوديةِ، يُقيمُ الصَّلاةَ ويُؤْتي الزكاةَ ويعبدُ ربه حتَّى يَأتِيَه اليقينُ، ليسَ مِن الناسِ إلّا في خيرٍ" (¬5). 2864 - وقال: "مَن جَهَّزَ غازِيًا في سبيلِ اللَّهِ فقد غَزَا، ومَن خَلَفَ غازيًا في أهلِهِ فقد غَزَا" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1520، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الرباط. . . (50)، الحديث (163/ 1913)، قوله: "وأَمِن الفَتَّان" بفتح الفاء وتشديد التاء، أي عذاب القبر وفتنته. (¬2) أخرجه من رواية أبي عبس عبد الرحمن بن جبر رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 6/ 29، كتاب الجهاد (56)، باب من اغبرَّت قدماه في سبيل اللَّه. . . (16)، الحديث (2811). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1505، كتاب الإمارة (33)، باب مَن قَتَلَ كافرًا. . . (36)، الحديث (130/ 1891). (¬4) في المطبوعة: (أو الموت) والصحيح ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1503 - 1504، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الجهاد. . . (34)، الحديث (125/ 1889)، قوله: "كلما سمع هَيْعَةً" بفتح هاء وسكون تحتية أي صيحة، قوله: "غنَيْمَة" تصغير غنم، قوله: "مَظَانَّةُ" جمع مظنَّة، وهي الموضع الذي يُعْهَد فيه الشيء ويُظَن أنه فيه. قوله: "شَعَفة" بفتحتين أي رأس جبل. (¬6) متفق عليه من رواية زيد بن خالد رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 49، كتاب الجهاد (56)، باب فضل من جهَّز غازيًا. . . (38)، الحديث (2843)، وأخرجه مسلم في =

2865 - وقال: "حُرمَةُ نساءِ المجاهدينَ على القاعِدينَ كحُرمةِ أُمهاتِهِم، وما مِن رجل مِن القاعِدين يَخْلُفُ رجلًا مِن المجاهدينَ في أهلِهِ، فيخونُه فيهم، إلّا وُقِفَ له يومَ القيامَةِ فيأخذُ مِن عملِهِ ما شاءَ، فما ظَنُّكم" (¬1). 2866 - عن أبي مسعودٍ الأنصاري رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ رجلٌ بناقةٍ مَخْطومةٍ فقالَ: هذه في سبيلِ اللَّهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لكَ بها يومَ القيامَةِ سَبْعُمَائَةِ ناقَةٍ كلُّها مَخْطُومَةٌ" (¬2). 2867 - وعن أبي سعيد: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بعثَ بَعْثًا إلى بَنِي لِحْيانَ مِن هُذَيْلٍ، فقالَ: لِيَنْبَعِثْ مِن كلِّ رجلينِ أحدُهما والأجرُ بينَهما" (¬3). 2868 - وقال: "لنْ يَبْرَحَ هذا الدِّينُ قائمًا يقاتِلُ عليهِ عِصابةٌ مِن المسلمين حتَّى تقومَ الساعةُ" (¬4). 2869 - وقال: "لا يُكْلَمُ أَحَدٌ في سبيلِ اللَّهِ، واللَّهُ أعلمُ بمَنْ يُكْلَمُ في سبيلِهِ، إلّا جاءَ يومَ القيامَةِ وجُرْحُهُ يَثْعَبُ دمًّا للونُ لونُ الدَّمِ والريحُ ريحُ المسكِ" (¬5). ¬

_ = الصحيح 3/ 1507، كتاب الإمارة (33)، باب فضل إعانة الغازي. . . (38)، الحديث (135 - 136/ 1895). (¬1) أخرجه من رواية بريدة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1508، باب حرمة نساء المجاهدين. . . (39)، الحديث (139/ 1897). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1505، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الصدقة في سبيل اللَّه. . . (37)، الحديث (132/ 1892). والناقة المخطومة: التي فيها خِطام أي زمام. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1507، باب فضل إعانة الغازي. . . (38)، الحديث (137/ 1896) قوله: "لحيان" بكسر اللام أفصح من فتحها. (¬4) أخرجه من رواية جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه مسلم في الصحيح 3/ 1524، كتاب الإمارة (33)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي. . . " (53)، الحديث (172/ 1922). (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 20، كتاب الجهاد (56)، باب من يجرح في سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ (10)، الحديث (2803)، وأخرجه مسلم في =

2870 - وقال: "ما أحدٌ يدخلُ الجَنَّةَ يحبُّ أنْ يَرجعَ إلى الدُّنيا وله ما في الأرض مِن شيء إلّا الشهيدُ يتمنى أنْ يرجَعَ إلى الدُّنيا فيُقْتَلَ عَشْرَ مرَّاتٍ لما يرى من الكرامةِ" (¬1). 2871 - و"سئل عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ عن هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ [بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ] (¬2)} (¬3) قال: إنَّا قد سَأَلْنَا عن ذلكَ فقال: أرواحُهُم في جَوْفِ طيرٍ خُضْرٍ لها قناديلُ مُعَلَّقَةٌ بالعرشِ، تسرحُ من الجنَّةِ حيثُ شاءَتْ، ثمَّ تَأوِي إلى تلكَ القناديلِ، فاطَّلَعَ إليهم ربُّهم اطِّلاعةً فقال: هل تَشْتهونَ شيئًا؟ قالوا: أيَّ شيءٍ نَشْتَهِي ونحنُ نَسْرَحُ مِن الجنَّةِ حيثُ شِئْنَا! فَفَعَلَ ذلكَ بهم ثلاثَ مرَّاتٍ، فلمَّا رَأَوْا أنَّهم لن يُتْرَكُوا مِن أَنْ يُسْألُوا قالوا: يا ربِّ نريدُ أنْ تَرُدَّ أرواحَنَا في أجسادِنَا حتَّى نُقتَلَ في سبيلِكَ مرةً أُخرى، فلمَّا رَأَى أنْ ليسَ لهم حاجةٌ تُرِكُوا" (¬4). 2872 - عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه قال: "قالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ أرأيْتَ إِنْ قُتِلْتُ في سبيلِ اللَّهِ يُكَفَّرُ عنِّي خطايَايَ؟ فقال ¬

_ = الصحيح 13/ 496، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الجهاد. . . (28)، الحديث (105/ 1876)، واللفظ له، قوله: "يَثْعَبُ" بسكون المثلَّثة، وفتح العين المهملة، ومُوَحَّدة، أي يجري منفجرًا أي كثيرًا. (¬1) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 32، كتاب الجهاد (56)، باب تمني المجاهد. . . (21)، الحديث (2817) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1498، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الشهادة. . . (29)، الحديث (109/ 1877). (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) سورة آل عمران (3)، الآية (169 - 170). (¬4) أخرجه من رواية مسروق، عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1502، كتاب الإمارة (33)، باب بيان أرواح الشهداء. . . (33)، الحديث (121/ 1887).

رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: نعمْ، إنْ قُتِلتَ في سبيلِ اللَّهِ وأنتَ صابرٌ مُحتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غيرُ مُدْبِرٍ، ثمَّ قال: كيفَ قلتَ؟ قال: أرأيتَ إنْ قُتِلتُ (¬1) في سبيلِ اللَّهِ أَيَكَفَّر عني خطايَايَ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: نعم، وأنتَ صابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غيرُ مُدْبِرٍ، إلّا الدَّيْنَ فإنَّ جبريلَ قالَ لي ذلكَ" (¬2). 2873 - وقال: "القتلُ في سبيلِ اللَّهِ يُكَفِّر كل شي إلّا الدَّيْن" (¬3). 2874 - وقال: "يَضْحَكُ اللَّهُ إلى رجُلَيْنِ يَقتلُ أحدُهما الآخرَ يَدخُلَانِ الجنَّةَ، يُقاتِلُ هذا في سبيلِ اللَّهِ فيُقْتَلُ ثم يتوبُ اللَّه على القاتِل فيُسْتَشْهَدُ" (¬4). 2875 - وقال: "مَن سألَ اللَّهَ الشهادةَ بصدقٍ، بَلَّغَهُ اللَّه منازِلَ الشهداءِ وإنْ ماتَ على فراشِهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) تحرفت العبارة في النسخة المطبوعة (بمطبعة محمد علي صبيح) إلى: (كيف قتلت؟ قال: أرأيت إن قلت) والصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1501، كتاب الإمارة (33)، باب من قتل في سبيل اللَّه. . . (32)، الحديث (117/ 1885). (¬3) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1502، الحديث (120/ 1886). (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 39، كتاب الجهاد (56)، باب الكافر يقتل المسلم. . . (28)، الحديث (2826) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1504، كتاب الإمارة (33)، باب بيان الرجلين. . . (35)، الحديث (128/ 1890). (¬5) أخرجه من رواية سهل بن حُنَيْف رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1517، كتاب الإمارة (33)، باب استحباب طلب الشهادة. . . (46)، الحديث (157/ 1909).

2876 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ الرُّبَيِّع بنتَ البَراءِ (¬1) وهي أمُّ حارِثَةَ بنِ سُراقةَ أَتَتِ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: يا نبيَّ اللَّه أَلَا تُحَدِّثُنِي عن حَارِثَةَ، وكانَ قُتِلَ يومَ بَدرٍ أصابَهُ سهمٌ غرْبٌ، فإنْ كانَ في الجَنَّةِ صبرتُ، وإنْ كَانَ غيرَ ذلكَ اجتهدتُ عليهِ في البكاءِ قال: يا أُمَّ حارِثَةَ إنها جِنانٌ في الجنَّةِ، وإنَّ ابنَكَ أصابَ الفِردوسَ الأعلى" (¬2). 2877 - عن أنسٍ رضي اللَّه عنه قال: "انطلَقَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وأصحابهُ، حتَّى سَبقُوا المشركينِ إلى بدرٍ وجاءَ المشركونَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: قُومُوا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ، قالَ عُمَيْرُ بنُ الحُمَامِ (¬3): بَخٍ بَخٍ فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: ما يَحْمِلُكَ على قولكَ: بَخٍ بَخٍ؟ قال: لا واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إلّا رجاءَ أنْ أكونَ من أهلِها، قال: فإنكَ مِن أَهلِهَا قال: فاخترجَ (¬4) تمراتٍ فجَعَلَ يأكُلُ مِنْهُنَّ ثم قال: لئنْ أَنَا حَيِيتُ حتَّى آكُلَ تَمراتِي إنها لحَيَاةٌ طويلة قال: فَرَمَى بما كانَ معَهُ مِنَ التَّمر (¬5) ثم قاتَلَهم حتَّى قُتِلَ" (¬6). ¬

_ (¬1) جاء في صحيح البخاري 6/ 26، قوله: "حدثنا أنس بن مالك، أنَّ أم الربيع بنت البراء، وهي أم حارثة بن سراقة" وقال ابن حجر في فتح الباري ما نصه: (قوله: "أنَّ أم الرُّبَيِّع بنت البراء، كذا لجميع رواة البخاري، وقال بعد ذلك: "وهي أم حارثة بن سراقة" وهذا الثاني هو المعتمد، والأول وهم نبَّه عليه غير واحد. . .، وإنما هي الرُّبَيِّع بنت النضر). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 26، كتاب الجهاد (56)، باب من أتاه سهمٌ غربٌ فقتله (14)، الحديث (2809)، قوله "سهمٌ غرب" أي: لا يُدْرَى راميه. (¬3) قال القاري في المرقاة 4/ 178: (عُمَيُر، بالتصغير، ابن الحُمام، بضم الحاء المهملة، وتخفيف الميم. .، أحد بني سلمة، قيل: إنه أول من قُتِل من الأنصار في الإسلام، قتله خالد بن الأعلم، "بَخٍ بَخٍ" بفتح الموحدة وسكون الخاء المعجمة، وفي نسخة بالتنوين في الكلمتين، وهي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء). (¬4) كذا في مخطوطة برلين والمطبوعة، واللفظ عند سلم (فأخرج). (¬5) في المطبوعة، من التمرات، والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬6) أخرجه، مسلم في الصحيح 3/ 1509 - 1511، كتاب الإمارة (33)، باب ثبوت الجنة للشهيد (41)، الحديث (145/ 1901).

2878 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "ما تَعدُّونَ الشهيدَ فيكم؟ قالوا: يا رسولَ اللَّه مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّه، قال: إنَّ شُهداءَ أُمَّتي إذًا لَقَلِيلٌ! مَن قُتِل في سبيلِ اللَّهِ فهوَ شهيدٌ، [وَمَن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فهوَ شهيدٌ] (¬1)، ومَن ماتَ في الطاعُونِ فهوَ شهيدٌ، ومَن ماتَ في البَطْنِ فهوَ شهيدٌ" (¬2). 2879 - وقال: "ما مِن غازِيَةٍ أو سَرِيَّةٍ تغزُو فتَغْنَمُ وتَسْلَمُ إلّا كانُوا قد تَعَجَّلُوا ثُلُثي أجورِهم، وما مِن غازِيَةٍ أو سَرِيَّةٍ تُخفِقُ وتُصابُ إلّا تَمَّ أُجورُهم" (¬3). 2880 - وقال: "مَن ماتَ ولم يَغْزُ، ولم يُحَدِّثْ نفسَه، ماتَ على شُعبةٍ مِن نِفاقٍ" (¬4). 2881 - وعن أبي موسى قال: "جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: الرجلُ يُقاتِلُ للمَغْنَمِ، والرجلُ [يقاتِلُ] (¬5) للذِّكْرِ، والرجلُ يقاتِلُ ليُرَى مكانُه، فمَن في سبيلِ اللَّه؟ قال: مَن قاتَلَ لتكونَ كلمةُ اللَّهِ هي العُليا فهوَ في سبيلِ اللَّهِ" (¬6). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1521، كتاب الإمارة (33)، باب بيان الشهداء (51)، الحديث (165/ 1915). (¬3) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1515، باب بيان قدر ثواب من غزا. . . (44)، الحديث (154/ 1906) قوله: "غازية" أي قطعة من الجيش أو جماعة تغزوا، قوله: "سَرِيّة" هي أربعمائة رجل. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1517، كتاب الإمارة (33)، باب ذم من مات ولم يَغْزُ. . . (47)، الحديث (158/ 1910). (¬5) ليست في مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما عند البخاري. (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 27 - 28، كتاب الجهاد (56)، باب من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا (15)، الحديث (2810)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1513 - 1513، كتاب الإمارة (33)، باب من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا. . . (42)، الحديث (149/ 1904).

2882 - وعن أنس: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم رجعَ مِن غزوةِ تبوكَ فدَنَا مِن المدينةِ فقال: إنَّ بالمدينةِ أقوامًا ما سِرْتم مَسِيرًا ولا قَطَعْتُم وادِيًا إلّا كانُوا معَكم -وفي رواية: إلّا شَرِكُوكُم في الأجر (¬1) - قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وَهُم بالمدينةِ! قالَ: وهَمُ بالمدينةِ حَبَسَهُم العذرُ" (¬2). 2883 - عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فاستأذَنَهُ في الجهادِ، فقال: أَحَيٌّ والِدكَ؟ قال: نعم؟ قال: ففيهما فجاهِد" (¬3) وفي رواية: "فارجِعْ إلى والديْكَ فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما" (¬4). 2884 - وعن ابن عباس: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ يومَ الفتحِ: لا هِجْرَةَ بعدَ الفتحِ ولكنْ جهادٌ ونيَّةٌ وإذا اسْتُنْفِرتُمْ فانْفِرُوا" (¬5). مِنَ الحِسَان: 2885 - عن عِمْران بن حُصَين قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتِي يُقاتِلُونَ على الحقِّ ظاهرينَ على مَن ¬

_ (¬1) أخرجها من رواية جابر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1518، كتاب الإمارة (33)، باب ثواب من حبسه. . . (48)، الحديث (159/ 1911). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 126، كتاب المغازي (64)، باب (81)، وهو ما يلي باب نزول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحِجْر (80)، الحديث (4423). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 140، كتاب الجهاد (56)، باب الجهاد بإذن الأبوين (138)، الحديث (3004)، وأخرجه مسلم في الصحيح 14/ 975، كتاب البِرِّ والصلة. . . (45)، باب بر الوالدين. . . (1)، الحديث (5/ 2549) واللفظ لها. (¬4) أخرجها من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (6/ 2549). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 3، كتاب الجهاد (56)، باب فضل الجهاد. . . (1)، الحديث (2783) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 986، كتاب الحج (15)، باب تحريم مكة. . . (82)، الحديث (445/ 1353).

نَاوأَهم، حتَّى يُقاتِلَ آخِرُهم المسيحَ الدَّجالَ" (¬1). 2886 - عن أبي أُمَامَةَ، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ لم يَغْزُ ولم يُجَهِّزْ غَازِيًا، أو يَخْلُفْ غَازِيًا في أهلِه بخيرٍ، أصابَهُ اللَّهُ بقارعةٍ قبلَ يومِ القيامةِ" (¬2). 2887 - عن أنس، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "جاهِدُوا المشركينَ بأموالِكُم وأنفسِكُمْ وأَلسِنَتِكُمْ" (¬3). 2888 - عن أبي هريرة قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أَفشُوا السلامَ، وأَطعِمُوا الطعامَ، واضْرِبُوا الهامَ، تُورَثُوا الجِنانَ" (¬4) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 429، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 11، كتاب الجهاد (9)، باب في دوام الجهاد (4)، الحديث (2484)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 71، كتاب الجهاد، باب أيُّ المؤمنين أكمل إيمانًا واللفظ لهما، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 209، كتاب الجهاد، باب في فضل مَن جهَّز غازيًا، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 22، كتاب الجهاد (22)، باب كراهية ترك الغزو (18)، الحديث (2503)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 923، كتاب الجهاد (24)، باب التغليظ في ترك الجهاد (5)، الحديث (2762) واللفظ لهم جميعًا، وأخرجه البيهقي من طريق أبي داود في السنن الكبرى 9/ 48، كتاب السير، باب النفير. . .، قوله: "بقارعة" أي بشدَّة من الشدائد. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 124، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 213، كتاب الجهاد، باب في جهاد المشركين. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 22، كتاب الجهاد (22)، باب كراهية ترك الغزو (18)، الحديث (2504) واللفظ لهم، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 7، كتاب الجهاد (55)، باب وجوب الجهاد (1)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 390، كتاب الجهاد (26)، باب الجهاد بما قدر عليه (11)، الحديث (1618)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 81، كتاب الجهاد، باب ذكر ليلة أفضل من ليلة القدر، واللفظ له، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 286، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في فضل إطعام الطعام (45)، الحديث (1854)، وقال: (حديث حسن صحيح غريب) والهام: الرؤوس.

2889 - عن فضالةَ بن عُبيد، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "كلُّ مَيتٍ يُخْتَمُ على عملِهِ، إلّا الذي ماتَ مُرابِطًا في سبيلِ اللَّهِ فإنه يُنَمَّى لهُ عملُهُ إلى يومِ القيامَةِ ويَأمَنُ فتنةَ القبرِ. وقال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: المجاهدُ مَن جاهَدَ نفسَه" (¬1). 2890 - وعن معاذ بن جبل سَمِعَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "مَنْ قَاتَلَ في سبيلِ اللَّهِ فَوَاقَ ناقةٍ، فقد وَجَبَتْ لهُ الجنةُ، ومَن جُرِحَ جُرحًا في سبيلِ اللَّهِ أو نُكِبَ نَكْبَةً، فإنها تَجيءُ يومَ القيامةِ كَأغْزَرِ ما كانتْ، لونُها الزعفرانُ وريحُها المِسْكُ ومَن خَرَجَ به خُرَاجٌ في سبيلِ اللَّه فإنَّ عليهِ طابَعَ الشهداءِ" (¬2). 2891 - عن خُرَيْم بنِ فَاتِك قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أنفقَ نفقةً في سبيلِ اللَّهِ، كُتِبَتْ لهُ بسبعمائةِ ضِعْفٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 20 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 20، كتاب الجهاد (9)، باب في فضل الرباط (16)، الحديث (2500)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 165، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل من مات مرابطًا (2)، الحديث (1621) واللفظ له. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 230 واللفظ له، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 201، كتاب الجهاد، باب من قاتل في سبيل اللَّه. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 46، كتاب الجهاد (9)، فيمن سأل اللَّه تعالى الشهادة (42)، الحديث (2541)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 185، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء فيمن يُكْلَمُ في سبيل اللَّه (21)، الحديث (1657)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 25، كتاب الجهاد (25)، باب ثواب من قاتل في سبيل اللَّه. . . (25)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 933، كتاب الجهاد (24)، باب القتال في سبيل اللَّه. . (15)، الحديث (2792)، قوله: "فَوَاق ناقةٍ" هو بالضم والفتح، ما بين الحلبتين، قوله: "خُراج" بضم المعجمة ما يخرج في البدن من القروح. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 345، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 167، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل النفقة في سبيل اللَّه (4)، الحديث (1625)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 49، كتاب الجهاد (25)، باب فضل النفقة في سبيل اللَّه تعالى (46).

2892 - عن أبي أمامة قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أفضلُ الصدقاتِ ظل فُسْطاطٍ في سبيلِ اللَّهِ، ومِنْحَةُ خادمٍ في سبيلِ اللَّه، أو طَرُوقَةُ (¬1) فَحْلٍ في سبيلِ اللَّهِ" (¬2). 2893 - عن أبي هريرة، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا يَلِجُ النارَ مَن بَكَى مِن خشيةِ اللَّهِ، حتَّى يعودَ اللَّبَنُ في الضَّرْعِ، ولا يجتمعُ غُبَارٌ في سبيلِ اللَّهِ ودُخَانُ جهنمَ في مَنْخَرِي مسلمٍ أبدًا" (¬3) ويروى: "في جوفِ عبدٍ أبدًا، ولا يجتمعُ الشُّحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا" (¬4). 2894 - وعن ابن عباس قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "عَيْنَانِ لا تمسُّهما النّارُ عين بَكَتْ مِن خشيةِ اللَّهِ، وعين باتَتْ تحرسُ في سبيلِ اللَّهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (وطروقة) والتصويب من مخطوطة برلين وسنن الترمذي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 270، وأخرجه الترمذي في السنن 14/ 168 - 169، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل الخدمة في سبيل اللَّه (5)، الحديث (1627)، واللفظ له قوله: "ظِلُّ فُسْطاط" بضم أوله ويكسر، أي خيمة كبيرة أو صغيرة. قوله: "مِنحة خادم" بكسر الميم أي عِطيَّةُ خادم ملكًا أو إعارة وقوله: "طَرُوقةُ فَحْلٍ" أي إعطاء مركوب كذلك في سبيل اللَّه، وهي التي بلغت أوان ضراب الفحل. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 505، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 171، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل اللَّه (8)، الحديث (1633)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 12، كتاب الجهاد (25)، باب فضل من عمل في سبيل اللَّه. . . (8)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 927، كتاب الجهاد (24)، باب الخروج في النفير (9)، الحديث (2774)، وأخرجه ابن حبان، وذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 385، كتاب الجهاد (26)، باب في فضل الجهاد (3)، الحديث (1598)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 260، كتاب التوبة. . .، باب لا يلج النار أحدٌ بكى. . .، واللفظ له، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 342، وأخرجه النسائي في المصدر السابق 6/ 13 واللفظ له، وأخرجه ابن حبان في المصدر السابق، الحديث (1599). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 175، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل الحرس. . . (12)، الحديث (1639).

2895 - عن أبي هريرة قال: "مَرَّ رجلٌ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بِشِعْب فيهِ عُيَيْنَةٌ من ماءٍ عذبةٌ فَأعْجَبَتْهُ، فقال: لو اعتزلتُ الناسَ فأَقَمْتُ في هذا الشِّعْبِ، فذكر ذلكَ لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: لا تفعلْ! فإنَّ مُقامَ أحدِكم في سبيلِ اللَّهِ أفضلُ مِن صلاتِهِ في بيتِهِ سبعينَ عامًا، ألا تُحِبونَ أنْ يغفرَ اللَّهُ لكم ويُدْخِلَكُمْ الجنةَ، اغزُوا في سبيلِ اللَّهِ، مَن قاتَلَ في سبيلِ اللَّهِ فَوَاقَ ناقةٍ وجبَتْ له الجنةُ" (¬1). 2896 - وعن عثمان عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "رِباطُ يومٍ في سبيلِ اللَّهِ خير مِن ألفِ يومٍ فِيمَا سِوَاهُ مِن المَنَازِلِ" (¬2). 2897 - وعن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "عُرِضَ عليَّ أولُ ثلاثةٍ يدخلونَ الجنةَ: شهيدٌ وعَفيفٌ مُتعفِّفٌ، وعبدٌ أحسنَ عبادةَ اللَّهِ ونصحَ لِمَوَاليهِ" (¬3). 2898 - عن عبد اللَّه بن حُبْشِي: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم سُئِلَ: أيُ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: [إيمانٌ لا شَكَّ فيهِ، وجِهاد لا غُلولَ فيهِ، وحَجةٌ مَبرورَةٌ، قيلَ: فَأيُّ الصلاةِ أفضلُ؟ قال] (¬4): طولُ القيامِ، قيلَ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المُقِلِّ، قيل: فأيُّ الهجرةِ أفضلُ؟ قال: مَن هَجَرَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 524، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 181، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل الغُدُوِّ. . . (17)، الحديث (1650) واللفظ له، قوله: "بِشعب" بكسر أوَّلِه هو ما انفرج من الجبلين وغيره. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 65، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 189 - 190، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل المرابط (26)، الحديث (1667)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 40، كتاب الجهاد (25)، باب فضل الرباط (39) واللفظ لهم. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 425، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 176، كتاب فضل الجهاد (23)، باب ما جاء في ثواب الشهداء (13)، الحديث (1642)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 387، كتاب الزكاة، باب أول ثلاثة يدخلون الجنة. . . (¬4) ليست في مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة ومسند أحمد.

ما حَرَّم اللَّهُ عليهِ، قيل: فأيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: مَن جاهَدَ المشركينَ بمالِهِ ونفسِهِ، قيل: فأيُّ القتلِ أشْرَفُ؟ قال: مَن أُهْريقَ دَمُهُ وعُقِرَ جوادُهُ" (¬1). 2899 - عن المِقْدَامِ بن معد يكرب قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "للشهيدِ عندَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لهُ في أولِ دفعةٍ، ويَرَى مَقْعَدَهُ مِن الجنَّةِ، ويُجَارُ مِن عذابِ القبرِ، ويَأْمَنُ مِن الفَزَعِ الأكبرِ، ويوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ، الياقوتَةُ منها خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العِينِ، ويُشَفَّعُ في سبعينَ مِن أقربائه" (¬2). 2900 - وقال: "مَن لَقِيَ اللَّهَ بغيرِ أثرٍ مِن جهادٍ، لقِيَ اللَّهَ وفيهِ ثُلمَة" (¬3). 2901 - وقال: "الشهيدُ لا يجدُ أَلَمَ القتلِ، إلّا كما يَجِدُ أَحَدُكم ألمَ القَرْصَةِ" (¬4) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 411 - 412، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 146، كتاب الصلاة (2)، باب طول القيام (347)، الحديث (1449)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 58، كتاب الزكاة (23)، باب جهد المُقِلِّ (49)، واللفظ له. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 134، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 187 - 188، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب في ثواب الشهيد (25)، الحديث (1663) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 936، كتاب الجهاد (24)، باب فضل الشهادة. . . (16)، الحديث (2799). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه الترمذي في السنن 4/ 189، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل المرابط (26)، الحديث (1666) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 923، كتاب الجهاد (24)، باب التغليظ في ترك الجهاد (5)، الحديث (2763) وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 79، كتاب الجهاد، باب من لقي اللَّه بغير أثر من الجهاد. . .، قوله: "ثُلْمَةٌ" بضم المثلثة وسكون اللام أي خلل ونقصان. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 297، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 205، كتاب الجهاد باب في فضل الشهيد، وأخرجه الترمذي في السنن 2/ 190، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل المرابط (26)، الحديث (1668) وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 36، كتاب الجهاد (25)، باب ما يجد الشهيد من الألم (35)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 937، كتاب الجهاد (24)، باب فضل الشهادة. . . (16)، الحديث (2802).

2902 - وعن أبي أُمامَةَ عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليسَ شيء أَحَبَّ إلى اللَّه مِن قَطْرَتَيْنِ وأَثَرَيْنِ: قطرةُ دَمْعٍ مِن خشيةِ اللَّهِ، وقطرةُ دم يُهْراقُ في سبيلِ اللَّهِ، وأمَّا الْأَثَرانِ: فأَثَرٌ في سبيلِ اللَّهِ، وأَثَرٌ في فريضةٍ مِن فرائضِ اللَّهِ تعالى" (¬1) (غريب). 2903 - عن عبد اللَّه بن عمرو قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَركبِ البحرَ إِلا حاجًّا أو مُعتَمِرًا أو غازيًا في سبيلِ اللَّه، فإن تحتَ البحرِ نارًا، وتحتَ النَّارِ بحرًا" (¬2). 2904 - عن أم حرام، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "المائدُ في البحرِ الذي يُصيبهُ القَيْءُ لهُ أجرُ شهيدٍ، والغَرِقُ لهُ أجرُ شهيدَيْنِ" (¬3). 2905 - عن أبي مالكٍ الأشعري قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "مَن فَصَلَ في سبيلِ اللَّهِ فماتَ، أو قُتِلَ، أو وَقَصَهُ فرسُه أو بعيرُه، أو لدغتْهُ هامَّةٌ، أو ماتَ على فراشِهِ بأيِّ حتفٍ شاءَ اللَّهُ فإنه شهيدٌ، وإنَّ لهُ الجنةَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 190، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل المرابط (26)، الحديث (1669)، وقال: (حديث حسن غريب). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 13، كتاب الجهاد (9)، باب في ركوب البحر. . . (9)، الحديث (2489). (¬3) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 3/ 15 - 16، باب فضل الغزو. . . (10)، الحديث (2493) قوله: "المائد" وهو الذي يدور رأسه من ريح البحر. (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 3/ 19، باب فيمن مات غازيًا (15)، الحديث (2499) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 166، كتاب السير، باب فضل من مات في سبيل اللَّه، قوله: "فَصَلَ" أي خرج، قوله: "وقصه" أي صَرَعَه ودق عنقه، قوله: "هامَّة" بتشديد الميم أي ذات سم قاتل، أمَّا ما يسم ولا يقتل فهو السامَّة.

2906 - عن عبد اللَّه بن عمرو أن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "قَفْلَةٌ كغزوةٍ" (¬1). 2907 - وقال: "للغازي أَجْرُه، وللجاعِل أَجرُهُ وأجرُ الغازي" (¬2). 2908 - عن أبي أيوب سَمِعَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "ستُفتَحُ عليكم الأمصارُ، وستكونُ جنودٌ مُجَنَّدةٌ، يُقطَعُ عليكم فيها بُعوثٌ، فيَكرهُ الرجلُ البعثَ فيَتخلَّصُ مِن قومِهِ، ثمَّ يتصفَّحُ القبائلَ يَعرِضُ نفسَهُ عليهم: مَن أَكْفِيهِ بعثَ كذا، ألا وذلك الأجيرُ إلى آخرِ قطرةٍ من دمِهِ" (¬3). 2909 - عن يَعلى بن أمية قال: "آذَنَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بالغزوِ، وأنا شيخٌ كبيرٌ ليسَ لي خادِمٌ، فالتمستُ أجيرًا يَكفيني، فوَجَدْتُ رجلًا سَميتُ لهُ ثلاثةَ دنانيرَ، فلمَّا حضرَتْ غَنيمةٌ أردْتُ أنْ أُجريَ لهُ سهمَهُ، فجئتُ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فذكرتُ لهُ [ذلك] (¬4) فقالَ: ما أَجِدُ لهُ في غَزوَتهِ هذهِ في الدنيا والآخرةِ، إلّا دنانيرَهُ التي سَمَّى" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 174، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 12، كتاب الجهاد (9)، باب في فضل القَفْل. . . (7)، الحديث (2487)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 73، كتاب الجهاد، باب قَفْلَة كغزوة واللفظ لهم، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، قوله: "قفلة" من القفول وهو الرجوع من سفره، وفيه وجوه: أحدها أن أجر المجاهد في انصرافه كأجره في إقباله. (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، أحمد في المصدر السابق، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 36 - 37، كتاب الجهاد (9)، باب الرخصة في أخذ الجعائل (31)، الحديث (2526) واللفظ لهما قوله: "الجاعِل" أي المعين للغازي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 415، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 35 - 36، كتاب الجهاد (9)، باب في الجعائل. . . (30)، الحديث (2525) واللفظ له، قوله: "الأمصار" أي البلدان، قوله: "ثم يتصفَّح القبائل" المعنى أنه يتبع القبائل طالبًا منهم أن يشرطوا له شيئًا ويعطوه، قوله: "ألا وذلك الأجيرُ" أي لا أجر له، وليس بغازٍ. (¬4) ليست في مخطوطة برلين، وإثباتها موافق للفظ أحمد. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 4/ 223، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 3/ 37، باب في الرجل يغزو بأجر. . . (32)، الحديث (2527) واللفظ له.

2910 - عن أبي هريرة: "أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّه، رجلٌ يريدُ الجهادَ في سبيلِ اللَّه وهو يبتغي عَرَضًا مِن عَرَضِ الدنيا؟ فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لا أَجْرَ لهُ" (¬1). 2911 - وعن معاذ، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "الغَزْو غَزْوانِ، فأمَّا مَن ابتغَى وجهَ اللَّهِ وأَطاعَ الإمامَ، وأَنفقَ الكريمةَ وياسرَ الشريكَ، واجتنبَ الفسادَ، فإنَّ نومَهُ ونُبْهَهُ أجرٌ كلُّه، وأمَّا مَن غَزا فخرًا ورِياءً وسُمعَةً، وعَصَى الإمامَ، وأَفسدَ في الأرضِ، فإنه لم يرجعْ بالكُفافِ" (¬2). 2912 - عن عبد اللَّه بن عمرو أنّه قال: "يا رسولَ اللَّهِ أَخبرني عن الجهادِ؟ فقالَ: إنْ قاتلْتَ صابرًا محتسِبًا بعثَكَ اللَّه صابرًا محتسبًا، وإنْ قاتلْتَ مُرائيًا مُكابرًا بعثَكَ اللَّه مُرائيًا مُكابرًا، يا عبدَ اللَّهِ بنَ عمروٍ! على أَيِّ حالٍ قاتلْتَ أو قُتِلْتَ بعثَكَ اللَّهُ على تِيكَ الحالِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 290، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 30 - 31، كتاب الجهاد (9)، باب في من يغزو ويلتمس الدنيا (25)، الحديث (2516) واللفظ له. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 466 موقوفًا، كتاب الجهاد (21)، باب الترغيب في الجهاد (18)، الحديث (43)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 234 واللفظ له، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 208 - 209، كتاب الجهاد، باب الغزو غزوان، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (2515) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 49، كتاب الجهاد (25)، باب فضل الصدقة. . . (46)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 168، كتاب السير، باب بيان النية التي يقاتل عليها. . .، قوله: "ويَاسَرَ الشريك" أي ساهل الرفيق واستعمل اليسر معه، قوله: "لم يرجع بالكفاف" أي لم يرجع بالثواب. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 32، كتاب الجهاد (9)، باب من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا (26)، الحديث (2519)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 85 - 86، كتاب الجهاد، باب لا أجر للمجاهد يبتغي متاع الدنيا، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 168، كتاب السير، باب بيان النية. . .، قوله: "مُكاثِرًا" أي في تحصيل المال.

2 - باب إعداد آلة الجهاد

2913 - عن عقبة بن مالك، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أَعَجَزتُم إذا بَعثتُ رجلًا فلم يَمْضِ لأمري، أنْ تَجْعَلُوا مكانَه مَن يَمضي لأمري" (¬1). 2 - باب إعداد آلة الجهاد مِنَ الصِّحَاحِ: 2914 - عن عقبة بن عامر قال: "سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وهوعلى المنبرِ يقولُ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (¬2) أَلا إنَّ القُوَّةَ الرميُ، أَلا إنَّ القُوَّةَ الرميُ، أَلا إنَّ القوةَ الرميُ" (¬3). 2915 - وقال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "ستُفتحُ عليكم الرومُ، ويكفيكُم اللَّهُ فلا يَعجَزْ أحدُكم أنْ يَلهُوَ بأَسهُمِهِ" (¬4). 2916 - وقال: "مَن عَلِمَ الرميَ ثم تَرَكَهُ فليسَ منا -أَوْ قد عصى" (¬5). 2917 - وعن سلمةَ بن الأَكوعِ قال: "خرجَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على قوم من أسلمَ يَتناضَلُونَ بالسوقِ فقال: ارمُوا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 110، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 94، كتاب الجهاد (9)، باب في الطاعة (96)، الحديث (2537)، واللفظ لهما: قوله: "أَعَجَزتم" معناه أما قدرتم. (¬2) سورة الأنفال (8)، الآية (60). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1522، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الرمي. . . (52)، الحديث (167/ 1917). (¬4) أخرجه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (168/ 1918)، قوله: "الروم" كذا وردت في الأصل المخطوط والأصلين المطبوعين، ولكنها في الصحيح "أرضون" قوله: "أن يلهو بأَسْهُمِه" أي يشتغل ويلعب بها، بنية الجهاد. (¬5) أخرجه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1523، الحديث (169/ 1919).

بَني إسماعيلَ، فإنَّ أَباكم كانَ راميًا، وأَنا معَ بَني فلانٍ، لأحدِ الفَرِيقينِ، فأَمسَكُوا بأيديهم فقال: ما لَكم؟ قالوا: وكيفَ نَرمي وأنتَ مَعَ بَني فلانٍ؟ قال: ارمُوا وأَنا معكم كلِّكم" (¬1). 2918 - عن أنس قال: "كانَ أبو طلحةَ يَتترَّسُ مَعَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بِتُرْسٍ واحدٍ، وكانَ أبو طلحةَ حسنَ الرمي، فكانَ إذا رَمَى تشرَّفَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فينظرُ إلى موضعِ نَبْلِهِ" (¬2). 2919 - عن أنس قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "البركةُ في نَواصي الخيلِ" (¬3). 2920 - وعن جرير بن عبد اللَّه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يَلْوي (¬4) ناصيةَ فرسٍ (¬5) بأصبَعيهِ (¬6) وهو يقولُ: الخيلُ معقودٌ بنَواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامةِ: الأجرُ والغَنِيمةُ" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 537، كتاب المناقب (61)، باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، منهم أسلم بن أفصى بن حارثة. . . (4)، الحديث (3507)، قوله: "يتناضلون" أي يترامون للسبق. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 93، كتاب الجهاد (56)، باب المِجَنَّ. . (80)، الحديث (2902) قوله: "تشرَّف" أي تَحقَّقَ ونَظَرَهُ وتطلع عليه، والاستشراف أن تضع يدك على حاجبك وتنظر. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 45، كتاب الجهاد (56)، باب الخيل معقود في نواصيها الخير. . . (43)، الحديث (2851)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1494، كتاب الإمارة (33)، باب الخيل في نواصيها الخير. . . (26)، الحديث (100/ 1874) واللفظ لهما. (¬4) في مخطوطة برلين: (كان يلوي) وليست عند مسلم. (¬5) في المطبوعة (الفرس) والتصويب من مسلم. (¬6) قوله: "بأصبعيه" كذا وردت في المخطوطة والأصلين المطبوعين، ولكنها في صحيح مسلم هي: "بأصبعه". (¬7) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1493، الحديث (97/ 1872).

2921 - وعن أبي هريرة قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن احتبسَ فرسًا في سبيلِ اللَّهِ إيمانًا باللَّهِ وتصديقًا بِوَعدِه، فإنَّ شِبَعَه ورِيَّهُ ورَوْثَه وبَوْلَه في ميزانِهِ يومَ القيامةِ" (¬1). 2922 - عن أبي هريرة قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ يَكْرهُ الشِّكالَ فى الخيلِ -والشِّكالُ [في] (¬2) الخيلِ أنْ يكونَ الفرسُ في رجلِه اليُمنى بياضٌ وفي يدهِ اليُسرى، أَوْ في يدِه اليُمنى ورجلِه اليُسرى" (¬3). 2923 - عن عبد اللَّه بن عمر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم سابَقَ بين الخيلِ التي أُضمِرَتْ، مِن الحَفياءِ وأَمَدُها ثَنِيَّةُ الوداعِ، وبينَهما ستةُ أميالٍ، وسابَقَ بين الخيلِ التي لم تُضَمَّرْ مِن الثنيَّةِ إلى مسجدِ بَني زُرَيْقٍ، وبينهما مِيلٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 57، كتاب الجهاد (56)، باب من احتبس فرسًا. . . (45)، الحديث (2853). (¬2) ليست في مخطوطة برلين، واللفظ عند مسلم: (والشكال أن. . .). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1494 - 1495، كتاب الإمارة (33)، باب ما يكره من صفات الخيل (27)، الحديث (101 - 102/ 1875)، قوله: "والشكال في الخيل. . . " الظاهر أن هذا من كلام الراوي وليس من لفظ النبوة، وإلا لكان نصًا في المقصود وما وقع الإشكال فيه. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 515، كتاب الصلاة (8)، باب هل يقال: مسجد بني فلان؟ (41)، الحديث (420) واللفظ له، دون ذِكْرِ الأميال، وقد أورده في موضع آخر من الصحيح 1/ 76، كتاب الجهاد (56)، باب السبق بين الخيل (56)، الحديث (2868) وفيه ذكر الأميال فقال: (قال سفيان: بين الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميالٍ أو سِتةٌ، وبين ثنيَّة إلى مسجد بني زُرَيق مِيلٌ)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1491، كتاب الإمارة (33)، باب المسابقة بين الخيل. . (25)، الحديث (95/ 1870)، قوله: "أُضْمِرت" الضمر الهزال وخفة اللحم، وأراد بالإضمار التضمير، وقد كانوا يشدون عليه السرج ويجلِّلونه حتَّى يعرق تحته فيذهب رهله ويشتد لحمه، قوله: "الحَفْياء" بفتح الحاء وسكون الفاء اسم موضع، و"ثنيّة الوداع": موضع التوديع، والثنيّة: العقبة. والميل= 1.848 كلم. وقوله: "سابق من الخيل" كذا وردت في المطبوعتين، ولكنها في الصحيح: "سابق بين الخيل".

2924 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانتْ ناقةٌ لرسولِ اللَّهِ تُسمَّى العَضْباءَ، وكانتْ لا تُسبَقُ، فجاءَ أعرابيٌّ على قَعُودٍ لهُ فسبقَها، فاشتدَّ ذلكَ على المسلمينَ فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ حقًّا على اللَّهِ أنْ لا يرتَفِعَ شَيءٌ (¬1) مِن الدنيا إلّا وَضَعَهُ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2925 - عن عقبة بن عامر قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "إنَّ اللَّهَ يُدخِلُ بالسهمِ الواحدِ ثلاثةَ نفرٍ الجنةَ: صانِعَهُ يَحتسِبُ في صنعَتِهِ الخيرَ، والرامي بهِ، ومُنَبِّلَهُ، وارمُوا واركبُوا، وأنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إليَّ مِن أنْ تَرْكبُوا، كلُّ شيءٍ يَلهُو بهِ الرجلُ باطِلٌ، إلّا رَميَهُ بِقَوْسِهِ، وتَأْديبَهُ فرسَه، ومُلاعبتَهُ امرأتَهُ، فإنهنَّ مِن الحقِّ، ومَن تَرَكَ الرميَ بعدَ ما عَلِمَهُ رغبةً عنه، فإنه نِعمةٌ تَرَكَها، أو قال: كفرَها" (¬3). 2926 - عن أبي نَجِيح السُّلَمي قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "مَن بلغَ بسهمٍ في سبيلِ اللَّهِ فهوَ لهُ درجةٌ في ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة: (أن لايرفَعَ شيئًا)، والتصويب من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ البخاري. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 73، كتاب الجهاد (56)، باب ناقة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (59)، الحديث (2872) قوله: (العضباء) بفتح المهملة وسكون المعجمة فموحدة ممدودة، المقطوعة الأذن، أو المشقوقة، وهي القصواء أو غيرها ولم تكن مشقوقة الأذن، إنما هو علم لها، قوله: "قعود" بفتح القاف وضم العين، إبل ذلول، ثم هو قعود إلى السنة السادسة ثم هو جمل. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 144، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 204 - 205، كتاب الجهاد، باب في فضل الرمي. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 28 - 29، كتاب الجهاد (9)، باب في الرمي (24)، الحديث (2513)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 174، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل الرمي. . . (11)، الحديث (1637)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 222 - 223، كتاب الخيل (28)، باب تأديب الرجل فرسه (8)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 940، كتاب الجهاد (24)، باب الرمي في سبيل اللَّه (19)، الحديث (2811)، قوله: "تَرَكَها" أو قال: "كَفَرها" كذا وردت في رواية أبي داود والنسائي.

الجنَّةِ، ومَن رَمَى بسهم فهوَ لهُ عِدْلُ مُحَرَّرٍ، مَن شابَ شيبةً في سبيلِ اللَّه كانَتْ لهُ نورًا يومَ القيامةِ" (¬1). 2927 - وعن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا سَبْقَ إلّا في نَصْلٍ أو خُفٍّ أو حافِرٍ" (¬2). 2928 - وقال: "مَن أدخلَ فَرسًا بينَ فرسينِ فإنْ كانَ يُؤمَنُ أَنْ يَسبِقَ فلا خيرَ فيهِ، وإنْ كانَ لا يُؤمَنُ أنْ يَسبِقَ فلا بأسَ بهِ" (¬3). وفي رواية: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 386، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 274، كتاب العتق (23)، باب أي الرقاب أفضل (14)، الحديث (3965)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 174، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل الرمي (11)، الحديث (1638)، وقال: (حديث صحيح، وأبو نجيح هو مرو بن عبسةَ السُّلَمي)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 27، كتاب الجهاد (25)، باب ثواب من رمى بسهم. . . (26)، واللفظ له، وذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابح 2/ 1137، كتاب الجهاد، باب إعداد آلة الجهاد، الحديث (3873) وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، قوله: "عِدْلُ مُحَرَّرٍ" بكسر العين ويفتح أي مثل ثواب مُعْتَق. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 474، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 63 - 64، كتاب الجهاد (9)، باب في السبق (67)، الحديث (2564)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 205، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في الرِّهان. . . (22)، الحديث (1700)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 226، كتاب الخيل (28)، باب السبق (14)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 960، كتاب الجهاد (24)، باب السبق والرهان (44)، الحديث (2878)، قوله: "سَبَق" بفتحتين وفي نسخة بسكون الموحدة، قوله: "في نَصْل" أي للسهم "أو خُفٍّ" أي للبعير "أو حافرٍ" أي للخيل. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 505، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 66 - 67، كتاب الجهاد (9)، باب في المحلَّل (69)، الحديث (2579)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 960، كتاب الجهاد (24)، باب السبق. . . (44)، الحديث (2876)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 114، كتاب الجهاد، باب عليكم بالدُّلْجَة. . .، وتابعه برواية صحيحة، ووافقه الذهبي، وأخرجه البغوي في شرج السنة 10/ 396، كتاب السير والجهاد، باب أخذ المال على المسابقة، الحديث (2654) واللفظ له.

"وهوَ لا يَأْمنُ أنْ يَسبِقَ فليسَ بقِمارٍ، وإنْ كانَ قد أَمِنَ أنْ يَسبِقَ فهو قِمارٌ" (¬1). 2929 - وقال: "لا جَلَبَ ولا جَنَبَ -يعني في الرِّهانِ" (¬2). 2930 - وعن أبي قتادة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "خيرُ الخيلِ الأدْهمُ الأقرَحُ الأرثمُ، ثمَّ الأقرَحُ المُحَجَّلُ طُلْقُ اليمنى، فإنْ لم يكنْ أَدْهَمَ فَكُمَيْتٌ على هذه الشِّيَةِ" (¬3). 2931 - عن أبي وهب الجُشَمي قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والحاكم في المصادر نفسها. واللفظ لهم سوى أحمد، وقوله: "أن يَسبِقَ" ضُبِطَ في نسخ (المصابح) بصيغة المعلوم في المواضع الأربعة. (¬2) أخرجه من رواية عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 439، بزيادة عليه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 67 - 68، كتاب الجهاد (9)، باب في الجَلَب على الخيل. . . (70)، الحديث (2581)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 430، كتاب النكاح (9)، باب ما جاء في النهي عن نكاح الشغار (30)، الحديث (1123) بزيادة عليه وقال: (حديث حسن صحيح، وفي الباب: عن أنس، أبي ريحانة، وابن عمر، وجابر، ومعاوية، وأبي هريرة، ووائل بن حُجْر) وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 228، كتاب الخيل (28)، باب الجنب (16)، بزيادة عليه، وقد تقدم لفظ الحديث في كتاب الزكاة برقم (1256) لكنه مغاير لهذا الحديث في المعنى والحكم. والجلب: الصياح. والجنب: أي يجنب إلى جنب مركوبه فرسًا آخر. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 300، أخرجه الدارمي في السنن 2/ 212، كتاب الجهاد، باب ما يستحب من الخيل. . .، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 203، كتاب الجهاد (24)، باب ما يستحب من الخيل (20)، الحديث (1696)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 933، كتاب الجهاد (24)، باب ارتباط الخيل في سبيل اللَّه (14)، الحديث (2789)، قوله: "الأدهم" الذي يشتدُّ سواده، و"الأقرح" الذي في وجهه القُرحَة بالضم، وهي ما دون الغرة، يعني فيه بياض ولو قدر درهم، و"الأرثم" أي في حجفلته العليا بياض، يعني أنه الأبيض الشفة العليا، و"المُحَجَّل": التحجيل بَيَاضٌ في قوائمِ الفرس، "وكُمَيت" بالتصغير أي بأذنيه وعرفه سواد، والباقي أحمر، و"الشِّيَة" أي العلامة.

عليه وسلم: "عليكم بكلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحجَّلٍ، أو أَشقرَ أَغَرَّ محجَّلٍ، أو أَدْهَمَ أَغَرَّ محجَّلٍ" (¬1). 2932 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال، قال رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "يُمْنُ الخيلِ في الشُّقْرِ" (¬2). 2933 - عن شيخ من بني سليم، عن عُتبة بن عبد السُّلَميّ أنه سمع رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "لا تَقُصُّوا نَواصي الخيلِ ولا معارِفَها ولا أَذنابَها، فإنَّ أذنابَها مَذابُّها، ومَعارفَها دفاؤها، ونَواصيها معقودٌ فيها الخيرُ" (¬3). 2934 - وعن أبي وهب الجُشَميِّ قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ارتبِطوا الخيلَ، وامْسَحُوا بنَواصِيها وأَعجازِها -أو قال: أَكفالِها- وقَلِّدوها ولا تُقَلِّدُوها الأوتارَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 345، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 47، كتاب الجهاد (9)، باب فيما يستحب من ألوان الخيل (44)، الحديث (2543) واللفظ لهما، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 218 - 219، كتاب الخيل (28)، باب ما يستحب من شية الخيل (3)، قوله: كُمَيْتٍ أي بين الأسود والأحمر و"أَغَرَّ" أي في جبهته بياض. ومحجّل: أي في قوائمه بياض. والأدهم: شديد السواد. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 372، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 48، كتاب الجهاد (9)، باب فيما يستحب من ألوان الخيل (44)، الحديث (2545)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 203، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء ما يستحب من الخيل (20)، الحديث (1695) واللفظ له. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 184، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 47، كتاب الجهاد (9)، باب في كراهية جز نواصي. . . (43)، الحديث (2542)، قوله: "مَعَارِفها" أي شعور عنقها جمع عرف، قوله: "مَذابُّهَا" أي مراوحها. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 345، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 53، كتاب الجهاد (9)، باب في إكرام الخيل. . . (50)، الحديث (2553) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 218 - 219، كتاب الخيل (28)، باب ما يستحب من شية الخيل (3)، قوله: "ولا تقلِّدوها الأوتار" جمع الوَتَر بفتحتين، أي لا تجعلوا أوتار القوس في أعناقها فتختنق.

2935 - عن ابن عباس قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عبدًا مأمورًا، ما اختصَّنا دونَ الناسِ بشيءٍ إلّا بثلاثٍ: أَمَرَنا أنْ نُسبغَ الوضوءَ، وأنْ لا نأكلَ الصدقةَ، وأنْ لا نُنْزِيَ حمارًا على فرسٍ" (¬1). 2936 - عن علي قال: "أُهديَتْ لرسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم بغلةٌ فركبَها، فقال عليٌّ: لو حَمَلْنا الحميرَ على الخيلِ فكانَتْ لنا مثلَ هذه؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنما يفعلُ ذلكَ الذينَ لا يعلمونَ" (¬2). 2937 - قال أنس: "كانتْ قَبِيعَةُ سيفِ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن فِضَّةٍ" (¬3). 2938 - عن هود (¬4) بن عبد اللَّه بن سعد عن جده مَزِيدة (¬5) قال: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 225، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 507 - 508، كتاب الصلاة (2)، باب قدر القراءة. . . (131)، الحديث (808)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 205 - 206، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في كراهية أن تُنْزَى الحمر. . . (23)، الحديث (1701) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 224 - 225، كتاب الخيل (28)، باب التشديد في حمل الحمير. . . (10)، قوله: "نُنْزي" أَنْزَى الحُمُر على الخيل حملها عليه. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 100، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 58، كتاب الجهاد (9)، باب في كراهية الحمر. . . (59)، الحديث (2565)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 224، كتاب الخيل (28)، باب التشديد في حمل الحمير. . . (10). (¬3) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 221، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 68، كتاب الجهاد (9)، باب في السيف. . . (71)، الحديث (2583)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 201، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في السيوف. . (16)، الحديث (1691)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 219، كتاب الزينة (48)، باب حلية السيف (120) واللفظ لهم جميعًا، والقَبِيعَة: قبضة السيف. (¬4) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (عود) والصواب ما أثبتناه، وانظر سنن الترمذي 4/ 200، وتهذيب التهذيب 11/ 74. (¬5) مَزِيدَة بن جابر العبدي: صحابي له وِفادة، ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 2/ 71.

"دخل رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يومَ الفتحِ وعلى سيفِهِ ذهبٌ وفضةٌ" (¬1) (غريب). 2939 - عن السائب بن يزيد: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ عليهِ يومَ أحدٍ دِرعانِ قد ظاهرَ بينَهما" (¬2). 2940 - عن ابن عباس قال: "كانَتْ رايةُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم سوداءَ ولواؤهُ أبيضَ" (¬3). 2941 - وسئل البراء بن عازب عن راية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقال: كانَت سوداءَ مُرَبَّعةً مِن نَمِرةٍ" (¬4). 2942 - وعن جابر: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم دخلَ مكةَ ولِواؤُهُ أبيضُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 205، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في السيوف. . . (16)، الحديث (1690)، وقال: (حسن غريب). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 449، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 71، كتاب الجهاد (9)، باب في لبس الدروع (75)، الحديث (2590)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 938، كتاب الجهاد (24)، باب السلاح (18)، الحديث (2806) قوله: "ظاهر بينهما" أي عاون بينهما بأن لبس أحدهما فوق الآخر. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 196 - 197، كتاب فضائل الجهاد (24)، باب ما جاء في الروايات (10)، الحديث (1681)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 941، كتاب الجهاد (24)، باب الرايات. . . (20)، الحديث (2818) واللفظ لهما، والراية: العلم الضخم، واللواء علم الجيش وهو دون الراية. (¬4) أخرجه من رواية يونس بن عبيد، عن البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 297، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 71 - 72، كتاب الجهاد (9)، باب في الرايات. . . (76)، الحديث (2591)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 196، كتاب فضائل الجهاد (24)، باب ما جاء في الرِّوايات (10)، الحديث (1680) واللفظ لهم، قوله: "نَمرة" بفتح فكسر وهي بردة من صوف فيها تخطيط من سواد وبياض. (¬5) أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (2592)، وأخرجه الترمذي في المصدر السابق 5/ 194، باب ما جاء في الألوية (9)، الحديث (1679) واللفظ له، وأخرجه النسائي =

3 - باب آداب السفر

3 - باب آداب السفر مِنَ الصِّحَاحِ: 2943 - عن كعب بن مالك: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم خرجَ يومَ الخميسِ في غزوةِ تبوك، وكانَ يُحب أنْ يَخرُجَ يومَ الخميسِ" (¬1). 2944 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لو يعلمُ النَّاسُ ما في الوحدةِ ما أَعْلَمُ، ما سارَ راكِبٌ بليلٍ وحدَهُ" (¬2). 2945 - وقال: "لا تَصْحَبُ الملائكةُ رفقةً فيها كلبٌ، ولا جرسٌ" (¬3). 2946 - وقال: "الجرسُ مَزاميرُ الشيطانِ" (¬4). 2947 - عن أبي بشير الأنصاري: "أنَّه كانَ معَ رسولِ اللَّهِ في بعضِ أسفارِهِ فأرسلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم رسولًا (¬5): لا يُبْقَيَنَّ في رقبةِ بعيرٍ قلادةٌ مِن وَتَرٍ، أو قِلادةٌ إلّا قُطِعَت" (¬6). ¬

_ = في المجتبى من السنن 5/ 200، كتاب المناسك (24)، باب دخول مكة باللواء (106) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 941، كتاب الجهاد (24)، باب الرايات. . . (20)، الحديث (2817). (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 113، كتاب الجهاد (56)، باب من أراد غزوة. . . (103)، الحديث (2950). (¬2) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، البخاري في المصدر نفسه 6/ 137 - 138، باب السير وحده (135)، الحديث (2998). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1672، كتاب اللباس. . . (37)، باب كراهة الكلب. . . (27)، الحديث (103/ 2113). (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (104/ 2114). (¬5) في مخطوطة برلين زيادة: (فقال)، ولم نثبتها لأنها ليست عند البخاري ومسلم. (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 141، كتاب الجهاد (56)، باب ما قيل في الجرس. . . (139)، الحديث (3005)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1672 - 1673، =

2948 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا سافرْتُم في الخصبِ فأعطُوا الإبلَ حظَّها (¬1) مِن الأرضِ، وإذا سافرْتُم في السَّنَةِ فأسرِعُوا عليها السيْرَ، وإذا عرَّسْتُم بالليلِ فاجتنِبُوا الطريقَ، فإنها طُرُقُ الدوابِّ ومَأْوَى الهوامِّ بالليلِ" (¬2). وفي رواية: "وإذا سافرتُم في السَّنةِ فبادِرُوا بها نِقْيَها" (¬3). 2949 - عن أبي سعيد الخدري قال: "بينما نحنُ في سفرٍ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، إذ جاءَهُ رجلٌ على راحلةٍ فجعلَ يضرِبُ يمينًا وشمالًا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: مَن كانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فلْيَعُدْ بهِ على مَن لا ظَهْرَ لهُ، ومَن كانَ لهُ فضلُ زادٍ فلْيَعُدْ بهِ على مَن لا زادَ لهُ، قال: فذكرَ مِن أصنافِ المالِ حتَّى رأيْنا أنه لا حَقَّ لأحدٍ منا في فَضْلٍ" (¬4). 2950 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "السفرُ قِطعةٌ مِن ¬

_ = كتاب اللباس. . . (37)، باب كراهة قلادة الوَتَر. . . (28)، الحديث (105/ 2115)، واللفظ لهما، قوله: "لا يبقَيَنَّ" بضم أوله وفتح القاف مؤكدًا بالنون الثقيلة على صيغة المجهول من الإِبقاء، وفي نسخة بفتحها. (¬1) في مخطوطة برلين (حقها) والصواب ما أثبتناه كما في المطبوعة وعند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 3/ 1525، كتاب الإمارة (33)، باب مراعاة مصلحة الدواب. . . (54)، الحديث (178/ 1926) قوله: "في السَّنة" أي القحط، قوله: "عرسْتم" أي نزلتم، والهوامُّ: كل ذات سمٌّ. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1525 - 1526، قوله: "بادِروا بها نقيها" أي أسرعوا عليها السير: ما دامت قوية باقية النّقْي، وهو المخ. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1354، كتاب اللقطة (31)، باب استحباب المواساة. . . (4)، الحديث (18/ 1728) قوله: "فجمل يضرب"، أي الراحلة بيمينه وشماله لعجزها عن السير، وقيل: يلتفت يمينًا وشمالًا طالبًا لما يقضي حاجته، قوله: "ظَهْر" أي مركوب.

العذابِ، يمنعُ أحدَكم نومَهُ وطعامَهُ (¬1)، فإذا قَضَى نهمتَهُ مِن وجهِهِ فليُعجِّلْ إلى أهلِهِ" (¬2). 2951 - عن عبد اللَّه بن جعفر قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا قدِمَ مِن سفرٍ تُلُقِّيَ بصِبْيانِ أهلِ بييهِ، وإنه قدِمَ مِن سفرٍ فسُبِقَ بي إليهِ فحملَني بينَ يديْهِ، ثمَّ جِيءَ بأحدِ ابنَيْ فاطمةَ فأردفهُ خلفَهُ، قال: فأُدخِلْنا المدينةَ ثلاثةً على دابَّةٍ" (¬3). 2952 - عن أنس: "أنَّه أَقبَلَ هو وأبو طلحةَ معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، ومعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم صَفِيَّةُ مُرْدِفَها على راحلتِه" (¬4). 2953 - عن أنس قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لا يَطْرُقُ أهلَهُ (¬5) كانَ لا يدخلُ إلّا غُدْوةً أو عَشِيَّةً" (¬6). 2954 - وعن جابر قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (وشرابه) وليست عند البخاري. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 9/ 555، كتاب الأطعمة (70)، باب ذكر الطعام (30)، الحديث (5429). والنهمة: الحاجة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1885، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل عبد اللَّه بن جعفر رضي اللَّه عنهما (11)، الحديث (66/ 2428). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 569، كتاب الأدب (78)، باب قول الرجل: جعلني اللَّه فداك. . . (104)، الحديث (6185)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 980، كتاب الحج (15)، باب ما يقول إذا قفل من سفر. . . (76)، الحديث (429/ 1345). (¬5) العبارة في المطبوعة (لا يطرق أهله ليلًا وكان لا يدخل) وما أثبتناه موافق للفظ البخاري. (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 619، كتاب العمرة (26)، باب الدخول بالعَشيِّ (15)، الحديث (1800)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1527، كتاب الإمارة (33)، باب كراهة الطروق. . . (56)، الحديث (180/ 1928).

"إذا أَطالَ أحدُكم الغَيْبَةَ فلا يَطرقْ أهلَهُ ليلًا" (¬1). 2955 - وعن جابر أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا دخلتَ ليلًا فلا تدخلْ على أهلِكَ، حتَّى تَستحِدَّ المُغِيبةُ، وتمتشِطَ الشعِثَةُ" (¬2). 2956 - وعن جابر: أن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لمَّا قدِمَ المدينةَ نحرَ جَزُورًا أو بقرةً" (¬3). 2957 - وعن كعب بن مالك قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لا يَقْدَم مِن سفرٍ إلّا نهارًا في الضحى، فإذا قَدِمَ بَدَأَ بالمسجدِ فصلَّى فيهِ ركعتينِ، ثمَّ جلسَ فيهِ للناسِ" (¬4). 2958 - وقال جابر: "كنتُ معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في سفرٍ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ قال لي: ادخلْ المسجدَ فَصَلِّ ركعتينِ" (¬5). ¬________ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 339 - 340، كتاب النكاح (67)، باب لا يطرق أهله ليلًا. . . (120)، الحديث (5244) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1528، كتاب الإمارة (33)، باب كراهة الطروق. . . (56)، الحديث (183/ 715). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 9/ 341، باب طلب الولد (121)، الحديث (5246) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1527، الحديث (182/ 715) قوله: "تستحِدَّ المُغِيبة" بضم الميم وكسر الغين أي حتَّى تستعد بالنظافة التي غاب عنها زوجها. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 194، كتاب الجهاد (56)، باب الطعام عند القدوم. . . (199)، والجَزور: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 193، كتاب الجهاد (56)، باب الصلاة إذا قدم من سفر (198)، الحديث (3088)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 496، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب الركعتين. . . (12)، الحديث (74/ 716)، واللفظ له. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (3087)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (72/ 715).

مِنَ الحِسَان: 2959 - عن صخر الغامِدي قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اللَّهمَّ بارِكْ لأمتي في بُكورِها، وكانَ إذا بعثَ سريةً أو جيشًا بعثَهم مِن أوَّلِ النهارِ" (¬1). 2960 - عن أنس قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: عليكم بالدُّلْجَةِ، فإنَّ الأرضِ تُطوَى بالليلِ" (¬2). 2961 - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "الراكِبُ شيطانٌ، والراكِبانِ شيطانانِ، والثلاثةُ رَكْبٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 416، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 214، كتاب السير، باب بارِكْ لأمتي في بكورها، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 79 - 80، كتاب الجهاد (9)، باب في الابتكار. . . (85)، الحديث (2606) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 517، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في التبكير. . . (6)، الحديث (1212) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 752، كتاب التجارات (12)، باب ما يرجى من البركة. . . (41)، الحديث (2236) واللفظ له. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 305، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 61، كتاب الجهاد (9)، باب في الدُّلجة (64)، الحديث (2571)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 445، كتاب المناسك، باب عليكم بالدلجة، وقال: (صحيح علي شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 256، كتاب الحج، باب كيفية السير. . .، واللفظ لهم، سوى أحمد، والدلجة: بضم فسكون اسم من أَدْلَجَ وهو السير أول الليل. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 978، كتاب الاستئذان (54)، باب ما جاء في الوحدة في السفر. . . (14)، الحديث (35)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 186، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 80، كتاب الجهاد (9)، باب في الرجل يسافر وحده (86)، الحديث (2607)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 193، كتاب فضائل الجهاد (24)، باب ما جاء في كراهية أن بسافر الرجل وحده (4)، الحديث (1674)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 3/ 413، الحديث (2495) وعزاه للنسائي واللفظ لهم جميعًا.

2962 - عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إذا كانَ ثلاثةٌ في سفرٍ فليُؤمِّروا أحدَهم" (¬1). 2963 - عن ابن عباس، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "خيرُ الصحابةِ أربعةٌ، وخيرُ السرايا أربعُمائةٍ، وخيرُ الجيوشِ أربعةُ آلافٍ، ولن يُغْلَبَ اثنا عشرَ ألفًا مِن قِلَّةٍ" (¬2) (غريب). 2964 - عن جابر قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يتخلَّفُ في السيرِ فيُزْجي الضعيفَ ويُرْدِفُ ويَدْعُو لهم" (¬3). 2965 - عن أبي ثعلبة الخُشَنيِّ قال: "كانَ النَّاسُ إذا نَزَلوا مَنزِلًا تَفَرَّقوا في الشِّعابِ والأوديةِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ تَفَرُّقَكُم في هذهِ الشِّعابِ والأوديةِ إنما ذلكم مِن الشيطانِ، فلم ينزِلوا بعدَ ذلكَ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 81، كتاب الجهاد (9)، باب في القوم يسافرون. . . (87)، الحديث (2608)، وحسن إسناده النووي في رياض الصالحين (بتحقيق شعيب الأرنؤوط) ص 408، كتاب آداب السفر، باب استحباب طلب الرفقة (167)، الحديث 3/ 960. وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 706، الحديث (17499)، وعزاه أيضًا للضياء في المختارة، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده 2/ 319، الحديث (80/ 1054) وفي 2/ 511 - 512 الحديث (385/ 1359). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 257، كتاب الحج، باب القوم يؤمّرون أحدهم إذا سافروا. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 215، كتاب السير، باب في خير الأصحاب. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 82، كتاب الجهاد (9)، باب فيما يستحب من الجيوش. . . (89)، الحديث (2611)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 125، كتاب السير (22)، باب ما جاء في السرايا (7)، الحديث (1555) واللفظ لها، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 101، كتاب الجهاد، باب ذكر خير الصحابة. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف بين الناقلين فيه عن الزهري) وأقرَّه الذهبي. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 100 - 101، كتاب الجهاد (9)، باب في لزوم الساقة (103)، الحديث (2639)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 115، كتاب الجهاد، باب نهي التفرق. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، قوله: "فيُزْجِي" بضم الياء وسكون الزاي وكسر الجيم أي فيسوق.

منزِلًا إلّا انضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، حتَّى يقالَ لو بُسِطَ عليهم ثوبٌ لعمَّهم" (¬1). 2966 - وعن عبد اللَّهِ بنِ مسعودٍ قال: "كنا يومَ بدرٍ كلُّ ثلاثةٍ على بعيرٍ، فكانَ أبو لبابةَ وعليُّ بن أبي طالبٍ زَميلَيْ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، قال: فكانَت إذا جاءَتْ عُقْبَةُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قالا: نحنُ نَمشي عنكَ، قال: ما أنتما بأَقوَى مني، وما أنا بأَغنَى عن الأجرِ منكما" (¬2). 2967 - عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تَتَّخِذوا ظهورَ دوابِّكم منابِرَ، فإنَّ اللَّهَ تعالى إنما سخَّرَها لكم لتُبلِّغَكم إلى بلدٍ لم تَكونوا بالِغِيهِ إلّا بِشِقِّ الأنفُسِ، وجعلَ لكم الأرضَ فعليها فاقضُوا حاجاتِكم" (¬3). 2968 - قال أنس: "كنا إذا نَزَلْنا منزِلًا لا نُسبِّحُ حتَّى تُحَلَّ الرِّحالُ" أي: لا نُصلِّي الضحى (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 193، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 94 - 95، كتاب الجهاد (9)، باب ما يؤمر من انضمام العسكر. . . (97)، الحديث (2628) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 3/ 430، الحديث (2514)، وعزاه للنسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 115، كتاب الجهاد، باب نهي التفرق. . .، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. والشِّعاب: جمع شِعب، وهو الطريق في الجبل. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 422، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 68، كتاب المغازي والسير، باب غزوة بدر، وعزاه أيضًا للبزار، وأخرجه البغوي في شرح السنة 11/ 35 - 36، الحديث (2686) واللفظ له، قوله: "عُقْبَةُ" بضم فسكون أي نوبة نزوله. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 59 - 60، كتاب الجهاد (9)، باب في الوقوف على الدابة (61)، الحديث (2567)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 621، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر وابصة بن معبد الأسدي رضي اللَّه عنه. (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 3/ 51، باب في نزول المنازل (48)، الحديث (2551)، وذكره البغوي في شرح السنة 11/ 33، عقب الحديث (2683) وقال: (يريد لا نصلي سُبْحَة الضحى حتَّى نحطَّ الرحال).

2969 - عن بريدة قال: "بينما رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يمشي، إذ جاءَ رجلٌ معَهُ حمارٌ فقال: يَا رسولَ اللَّهِ اركبْ، وتَأخَّرَ الرجلُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لا؟ أنتَ أَحَقُّ بصدرِ دابَّتِكَ إلَّا أنْ تجعلَهُ لي، قال: قد جعلْتُه لكَ، فركِبَ" (¬1). 2970 - عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة قال، قالَ رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "تكونُ إبلٌ للشياطينِ، وبيوتٌ للشياطينِ (¬2)، فأمَّا إبلُ الشياطينِ فقد رأيتُها، يخرُج أحدُكم بِنَجيباتٍ مَعَهُ قد أَسْمَنَها فلا يَعْلو بعيرًا منها، ويَمُرُّ بأخيهِ قد انقطعَ بهِ فلا يحملُه، وأمَّا بيوتُ الشياطينِ فلم أَرَها (¬3). كان سعيدٌ يقولُ: لا أُراها إلَّا هذهِ الأقفاصَ التي تسترُ النَّاسَ بالديباجِ" (¬4). 2971 - عن سهل بن معاذ، عن أَبيه قال: "غَزَوْنا معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فضَيَّقَ النَّاسُ المنازلَ وقطعُوا الطريقَ، فبعثَ نبيُّ اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه أَحْمد في المسند 5/ 353، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 62، كتاب الجهاد (9)، باب ربُّ الدابَّةِ أَحَقُّ بصدرها (65)، الحديث (2572)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 99، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء أنَّ الرجل أحقُّ بصدر دابَّته (25)، الحديث (2773) واللفظ لهم، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 491، كتاب الأدب (32)، باب صاحب الدابَّة أحقُّ بصدرها (46)، الحديث (2001). (¬2) قوله: "فأمَّا إبلُ الشياطين فقد رأيتها" أي في زماني، هذا من كلام الراوي وهو: أبو هريرة رضي اللَّه عنه. (¬3) قوله: "وأما بيوت الشياطين. . " إلى هنا كلام الصحابي، قوله: "وكان سعيد" أي ابن هند التابعي الراوي عن أبي هريرة. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 60، كتاب الجهاد (9)، باب في الجنائب (62)، الحديث (2568)، قوله: "نجيبات" جمع نجيبة، وهي الناقة المختارة، قوله: "فلا يعلو" أي لا يركب.

4 - باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإسلام

صلى اللَّهُ عليه وسلم مُنادِيًا يُنادي في الناسِ: أنَّ مَن ضيَّقَ منزِلًا أو قطعَ طريقًا فلا جهادَ لهُ" (¬1). 2972 - عن جابر، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ أحسنَ ما دخلَ الرجلُ على أهلِهِ إذا قدِمَ مِن سفرٍ أولُ الليلِ" (¬2). 4 - باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإِسلام مِنَ الصِّحَاحِ: 2973 - عن ابن عباس: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كتبَ إلى قيصرَ يدعُوه إلى الإِسلام، وبعثَ بكتابِهِ إليه دِحْيَةَ الكلبيِّ، وأمرَهُ أنْ يدفعَهُ إلى عظيمِ بُصْرَى ليدفَعه إلى قيصرَ، فإذا فيه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِن محمدٍ عبدِ اللَّهِ ورسولِه إلى هِرَقْلَ عظيمِ الرومِ سلامٌ على مَن اتَّبعَ الهدَى، أمَّا بعدُ: فإنِّي أَدعُوكَ بداعيةِ الاسلامِ، أسلِمْ تَسْلَم، وأسلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أجرَكَ مرَّتينِ، فإنْ تَوَلَّيتَ فعليكَ إثمُ الأرِيسيِّينَ، و {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 441، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 95، كتاب الجهاد (9)، باب ما يؤمر من انضمام العسكر وسعته (97)، الحديث (2629). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 218، كتاب الجهاد (9)، باب في الطروق (175)، الحديث (2777).

مُسْلِمُونَ} (¬1) " (¬2). ويروى: "بدِعايةِ الإِسلامِ" (¬3). 2974 - وعن ابن عباس: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بعثَ بكتابِهِ إلى كِسرى مع عبدِ اللَّهِ بنِ حُذافَةَ السهميِّ، فأمرَهُ أنْ يدفعَه إلى عظيمِ البحرَيْنِ فدفعَهُ عظيمُ البحرينِ إلى كِسْرَى فلمَّا قرأَهُ مَزَّقَه، قال ابنُ المسيِّبِ: فدعا عليهم رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ يُمَزَّقُوا كلَّ ممزَّقٍ" (¬4). 2975 - وقال أنس: "إنَّ نبيَّ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كتبَ إلى كِسْرَى وإلى قيصرَ وإلى النَّجاشيِّ وإلى كلِّ جبارٍ يدعُوهم إلى اللَّهِ، وليسَ بالنجاشيِّ الذي صلَّى عليهِ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬5). 2976 - عن سليمان بن بُرَيْدة، عن أَبيه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أمَّرَ أميرًا على جيشٍ أو سَرِيةٍ، أَوْصَاهُ في خاصَّتِه بتقوَى اللَّهِ، ومَن معَهُ مِن المسلمينَ خيرًا ثم قال: اغزُوا بسمِ اللَّهِ في سَبيلِ اللَّهِ، ¬

_ (¬1) سورة آل عمران (3)، الآية (64). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 31 - 32، كتاب بدء الوحي (1)، باب (6)، الحديث (7)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1393 - 1397، كتاب الجهاد والسير (32)، باب كتاب النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى هرقل. . . (26)، الحديث (74/ 1773)، واللفظ له، قوله: "بُصْرَى" بضم الموحدة وسكون المهملة وراء مفتوحة مقصورة، وهي مدينة حوران، ذات قلعة، قوله: "الأريسِّيين" بفتح الهمزة، وكسر الراء، فتحتية ساكنة، فسينٌ مكسورة، ثمَّ تحتية مشددة، ثم ساكنة أي أتباعك. (¬3) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنه، في المصدرين نفسيهما. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 126، كتاب المغازي (64)، باب كتاب النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى كسرى. . . (82)، الحديث (4424). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1397، كتاب الجهاد والسير (32)، باب كتب النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (27)، الحديث (75/ 1774).

قاتِلوا مَن كَفَر باللَّهِ، اغزُوا ولا تَغُلُّوا ولا تَغْدِروا ولا تَمْثُلُوا (¬1)، ولا تقتُلوا وليدًا، فإذا لقيتَ عدُوَّكَ مِن المشركينَ فادعُهم إلى ثلاثِ خصالٍ، أو خِلالٍ، فأَيَّتُهنَّ ما أَجَابُوكَ فاقْبَلْ منهم وكُفَّ عنهم: [ثم] (¬2) ادغهم إلى الإِسلام، فإنْ أجابُوكَ فاقبلْ منهم وكُفَّ عنهم، ثمَّ ادعُهم إلى التحوُّلِ من دارِهم إلى دارِ المهاجرينَ، وأخبِرْهم أَنَّهم إِنْ فعلُوا ذلكَ فلهم ما للمُهاجرينَ، وعليهم ما على المُهاجرينَ، فإنْ أَبَوا أَنْ يَتَحوَّلُوا منها فَأَخْبِرْهم أنَّهم يكونُونَ كأعرَابِ المسلمينَ، يجري عليهم حُكْمُ اللَّهِ الذي يجري على المؤمنينَ، ولا يكونُ لهم في الغنيمةِ والفيءِ شيءٌ إلَّا أنْ يُجاهِدُوا مَعَ المسلمينَ، فإنْ هُم أَبَوا فسَلْهم الجِزْيَةَ، فإنْ هُم أَجَابُوكَ فاقبلْ منهم وكُفَّ عنهم، فإنْ هم أَبَوا فاستعنْ باللَّهِ وقاتِلهم، وإذا حاصرْتَ أهلَ حِصْنٍ فَأرادُوكَ أَنْ تجعلَ لهم ذِمَّةَ اللَّهِ وذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فلا تَجعلْ لهم ذِمَّةَ اللَّهِ ولا ذِمَّةِ نَبِيِّهِ، ولكنْ اجْعَلْ لهمْ ذِمَّتَكَ وذمَّة أصحابِكَ، فإنكم (¬3) أَنْ تَخْفِرُوا ذِمَمِكُمْ وَذِمَمِ أصحابِكم، أهونُ مِن أنْ تَخْفِروا ذِمَةَ اللَّه وذمةَ رسولإِ، وإنْ حاصرْتَ أهلَ حِصْنٍ فأرادُوكَ أنْ تُنْزِلَهم على حكمِ اللَّه فلا تُنْزِلْهم على حكمِ اللَّهِ، ولكنْ أَنْزِلْهُمْ على حُكْمِكَ فإنك لا تدرِي أَتُصيبُ حكمَ اللَّه فيهمْ أم لا" (¬4). 2977 - عن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم في بعضِ أيامِهِ التي لَقِيَ فيها العَدُوَّ انتظرَ حتَّى مالَتْ الشَّمْسُ ثم قامَ في الناسِ [ثم] (¬5) قالَ: يَا أيُّها النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لقاءَ العَدُوِّ وسَلُوا اللَّهَ ¬

_ (¬1) قوله: "تَمْثُلوا" بضم المثلثة، مثل به يَمْثُل كقتل، إذا قطع أطرافه. (¬2) ليست في المطبوعة والصواب إثباتها كما عند مسلم. (¬3) تصحفت في مخطوطة برلين إلى (فإنهم إن يخفروا) والتصويب من صحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1357، كتاب الجهاد والسير (32)، باب تأمير الإِمام الأمراء. . . (2)، الحديث (3/ 1731)، قوله: "تخفِروا" من الإخفار أي تنقضوا. (¬5) ليست في مخطوطة برلين، واللفظ عند البخاري (ثم قام في النَّاس خطيبًا، قال. . .).

العافيةَ، فإذا لقيتمُوهم فاصْبِرُوا، واعلمُوا أنَّ الجنةَ تحتَ ظِلَالِ السيوفِ، ثمَّ قال: اللَّهمَّ مُنزِلَ الكتابِ ومُجْرِيَ السحابِ وهازِمَ الأحزابِ، اهْزِمْهُمْ وانصُرْنَا عليهم" (¬1). 2978 - عن أنس: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا غزَا بِنَا قومًا لم يكنْ يَغْزُو بنَا حتَّى يُصْبحَ وينظرَ، فإنْ سمعَ أذَانًا كَفَّ عنهمْ، وإنْ لم يَسْمَعَ أذَانًا أغارَ عليهم، قال: فخرجْنَا إلى خيبرَ فانتهَيْنَا إليهم ليلًا، فلمَّا أصبَحَ ولم يسمعْ أذانًا ركبَ وركبتُ خلفَ أبي طلحةَ، وإن قَدَمي لَتَمَسُّ قدمَ نبيِّ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: فخرجُوا إلينا بِمَكَاتِلِهم ومَسَاحِيهم فلمَّا رَأَوْا النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالوا: محمدٌ واللَّه! محمدٌ والخَميسُ، فَلَجَأوا إلى الحصنِ، فلمَّا رآهمُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: اللَّه أكبرُ اللَّهُ أكبرُ، خَرِبَتْ خيبرُ، إنَّا إذا نَزَلْنَا بساحةِ قومٍ فَسَاءَ صباحُ المُنْذِرِينَ" (¬2). 2979 - وعن النُّعمان بنِ مُقَرِّن قال شهدتُ القتالَ مَع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهِ عليه وسلم، فَكانَ إذا لم يُقاتِلْ أولَ النهارِ انتظرَ حتَّى تهبَّ الأرواحُ وتحضُرَ الصلاة" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 120، كتاب الجهاد (56)، باب كان النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا لم يقاتل. . . (112)، الحديث (2965 - 2966)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1362 - 1363، كتاب الجهاد. . . (32)، باب كراهة تمني لقاء العدو. . . (6)، الحديث (20/ 1742). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 89 - 90، كتاب الأذان (10)، باب ما يُحقَنُ بالأذان من الدماء (6)، الحديث (610)، واللفظ له سوى قوله: "فلجأوا إلى الحصين" فقد ذُكِرَ في موضع آخر من الصحيح 6/ 134، كتاب الجهاد (56)، باب التكبير عند الحرب (130)، الحديث (2991)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1426 - 1427، كتاب الجهاد والسير (32)، باب غزوة خيبر (43)، الحديث (120/ 1365) قوله: "بمَكَاتِلِهم" جمع مِكتل بكسر الميم وهو الزنبيل الكبير، قيل: إنه يسع خمسة عشر صاعًا. قوله: "مساحيهم" جمع مسحاة وهي المجرفة من الحديد. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 258، كتاب الجزية. . . (58)، باب الجزية والموادعة. . . (1)، الحديث (3160)، عقب الحديث (3159)، قوله: "الأرواح" جمع ريح.

مِنَ الحِسَان: 2980 - عن النُّعمانِ بنِ مُقَرِّن قال: "شهِدْتُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فكانَ إذا لم يقاتِلْ أوَّلَ النَّهارٍ انتظرَ حتَّى تزولَ الشَّمْسُ وتَهُبَّ الرياحُ وينزِلَ النصرُ" (¬1). 2981 - وعن قَتادَةَ عن النعمانِ بنِ مُقَرِّن قال: "غزوتُ معَ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم فكانَ إذا طلَعَ الفجرُ أمْسَكَ حتَّى تطلعَ الشَّمْسُ، فإذا طَلَعَتْ قاتَلَ، فإذا انْتَصَف النَّهارُ أمسكَ حتَّى تزولَ الشَّمْسُ، فإذا زالَتْ الشَّمْسُ قاتَلَ حتَّى العصرِ، ثمَّ أمسكَ حتَّى يُصلِّي العصرَ ثم يقاتلُ، قال قتادةُ، كانَ يقالُ: عندَ ذلكَ تَهِيجُ رياحُ النصرِ، ويدعوا المؤمنونَ لجيوشِهم في صلاتِهم" (¬2). 2982 - عن عصام المُزَني قال: "بَعَثَنَا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في سريةٍ فقال: إذا رأيتُم مسجدًا أو سمعْتُمْ مُؤذنًا فلا تقتُلوا أَحَدًا" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 444 - 445، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 113، كتاب الجهاد (9)، باب في أيِّ وقتٍ يستحب اللقاء (111)، الحديث (2655)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 160، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الساعة التي يستحب فيها القتال (46)، الحديث (1613) واللفظ له وقال: (حديث حسن صحيح). وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 7، الحديث (2540)، وعزاه للنسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 116، كتاب الجهاد، باب نهي التفرق. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 159 - 160، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الساعة التي يستحب فيها القتال (46)، الحديث (1612). (¬3) أخرجه الشافعي في المسند 2/ 116، كتاب الجهاد، الحديث (389)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 448، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 98 - 99، كتاب الجهاد (9)، باب في دعاء المشركين (100)، الحديث (2635) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 120، كتاب السير (22)، باب (2)، وهو ما يلي ما جاء في الدعوة قبل القتال (1)، الحديث (1549).

5 - باب القتال في الجهاد

5 - باب القتال في الجهاد مِنَ الصِّحَاحِ: 2983 - عن جابر قال: "قالَ رجلٌ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يومَ أحدٍ: أرأيتَ إنْ قُتِلْتُ فاينَ أنا؟ قال: في الجنَّةِ، فأَلْقَى تمراتٍ في يدِهِ ثم قاتَلَ حتَّى قُتِلَ" (¬1). 2984 - قال كعب بن مالك: "لم يكنْ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يريدُ غزْوة إلَّا وَرَّى بغيرِها، حتَّى كانَتْ تلكَ الغزوةُ، يعني غزوةَ تبوكَ، غزاهَا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في حَرٍّ شديدٍ، واستقبلَ سفرًا بعيدًا ومَفَازًا، وعَدُوًّا كثيرًا، فجلَّى للمسلمينَ أمرَهم ليتأهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِم، فأَخبرَهم بوجِهِهِ الذي يريد" (¬2). 2985 - قال جابرٌ: قال النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "الحربُ خُدْعَةٌ" (¬3). 2986 - وقال أنس: "كان رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يغزُو ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 354، كتاب المغازي (64)، باب غزوة أحد. . . (17)، الحديث (4046) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1509، كتاب الإمارة (33)، باب ثبوت الجنة للشهيد (41)، الحديث (143/ 1899). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 113، كتاب المغازي (64)، باب حديث كعب بن مالك. . . (79)، الحديث (4418) ضمن رواية مطوَّلة، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2120 - 2121، كتاب التوبة (49)، باب حديث توبة كعب. . . (9)، الحديث (53/ 2769)، قوله: "مفازًا" أي برية وقفرًا. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 158، كتاب الجهاد (56)، باب الحرب خدعة (157)، الحديث (3030)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1361، كتاب الجهاد والسير (32)، باب جواز الخداع. . . (5)، الحديث (17/ 1739)، قوله: "خُدَعة" بفتح الخاء، وبضمها أشهر، ويجوز كسرها.

بأُمِّ سليمٍ ونِسْوَةٌ من الأنصارِ مَعَه إِذا غَزَا، فيَسْقينَ الماءَ ويُدَاوينَ الجَرْحَى" (¬1). 2987 - وقالت أم عطية: "غَزَوْتُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم سبعَ غَزَوَاتٍ: أَخْلُفُهم في رحالِهم فأَصنعُ لهم الطعام، وأُداوي الجرحَى، وأَقومُ على المرضى" (¬2). 2988 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "هَل تُنْصَرُونَ وتُرْزَقونَ إلَّا بضُعفائكم" (¬3). 2989 - وعن عبد اللَّه بن عمر قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن قتلِ النساءِ والصبيانِ" (¬4). 2990 - عن الصعب بن جَثَامَةَ قال: "سُئِلَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عن أهلِ الدار يُبَيَّتونَ مِن المشركينَ فيُصابُ مِن نسائهم وذَرَارِيهم؟ فقال: هُم منهم" (¬5) وفي رواية: "هُم مِن آبائهم" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1443، كتاب الجهاد والسير (32)، باب غزوة النساء مع الرجال (47)، الحديث (135/ 1810). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1447، باب النساء الغازيات. . . (48)، الحديث (142/ 1812). (¬3) أخرجه من رواية سعد بن أبي وقَّاص رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 6/ 88، كتاب الجهاد (56)، باب من استعان بالضعفاء. . . (76) الحديث (2896). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 148، كتاب الجهاد (56)، باب قتل الصبيان. . . (148)، الحديث (3015)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1364، كتاب الجهاد والسير (32)، باب تحريم قتل النساء. . . (8)، الحديث (25/ 1744) واللفظ لهما. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 146، كتاب الجهاد (56)، باب أهل الدار. . . (146)، الحديث (3012)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1364، كتاب الجهاد. . . (32)، باب جواز قتل النساء. . . (9)، الحديث (26/ 1745). (¬6) متفق عليه من رواية الصعب بن جَثَامة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (3013)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1365، الحديث (28/ 1745)، قوله: "يُبيَّتون" هو على صيغة المجهول، أي يُصَابُون.

2991 - وعن البراء بن عازب قال: "بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم رَهْطًا من الأنصارِ إِلى أبي رافِعٍ، فدخلَ عليهِ عبدُ اللَّهِ بن عَتِيكَ بيتَه لَيْلًا فقتَلَهُ وهو نائمٌ" (¬1). 2992 - عن ابن عمر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قَطَعَ نخلَ بني النَّضِيرِ وحَرَّقَ، ولها يقولُ حسانُ بنُ ثابتٍ: وهَانَ على سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... حريقٌ بالبُويَرةِ مُستَطِيرُ وفي ذلكَ نزلت: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} " (¬2) " (¬3). 2993 - عن عبد اللَّه بن عون (¬4): "أنَّ نافِعًا كتبَ إِليه يُخْبِرُهُ أنَّ ابنَ عمرَ أخبرَهُ، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أَغَارَ علي بني المُصْطَلَقِ غَارِّينَ في نَعَمِهِم بالمُرَيْسيعِ، فقتَلَ المُقاتِلة وسَبَى الذرية" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 155، كتاب الجهاد (56)، باب قتل النائم المشرك (155)، الحديث (3023)، وقال ابن حجر في فتح الباري 6/ 156، (وكان أبو رافع يعادي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ويؤلب عليه الناس). (¬2) سورة الحشر (59)، الآية (5). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 329، كتاب المغازي (64)، باب حديث بني النضير. . . (14)، الحديث (4031 - 4032)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1365 - 1366، كتاب الجهاد والسير (32)، باب جواز قطع أشجار الكفار. . . (10)، الحديث (30/ 1746)، واللفظ له، قوله: "سَراة بني لؤي" بفتح السين جمع سري، أي أشراف قريش، والبُوَيرة: بضم الموحدة موضع نخل لبني النضير، قوله: "مستطير" أي منتشر. والبيت في ديوان حسان (بتحقيق وليد عرفات) ص 210 القصيدة (94)، وأوله: (لَهَانَ). (¬4) تحرَّف الاسم في المخطوطة والمطبوعة إلى: (عوف)، والصواب ما أثبتناه كما في الصحيحين. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 170، كتاب العتق (49)، باب من ملك من العرب رقيقًا. . . (13)، الحديث (2541)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1356، كتاب الجهاد والسير (32)، باب جواز الإغارة على الكفار. . . (1)، الحديث (1/ 1730)، وأخرجه الشافعي في المسند 2/ 117، كتاب الجهاد، الحديث (391)، واللفظ له، وأخرجه من طريق =

2994 - وعن أبي أُسَيْد: "أنَّ النَّبي صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لنا يومَ بدرٍ حينَ صَفَفْنَا لقريشٍ وصَفُّوا لنا: إذا أَكْثَبُوكُمْ فعليكم بالنَّبْلِ" (¬1) وفي رواية: "إذا أكْثَبوكم فارمُوهم، واسْتَبْقُوا نَبْلَكم" (¬2). مِنَ الحِسَان: 2995 - رُوِيَ: "أنَّ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَستَفتِحُ بصَعَالِيكِ المهاجرينَ" (¬3). 2996 - عن أبي الدراء، عن النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ابغوني في ضُعَفائكم فَإنَّمَا تُرْزَقُون وتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ" (¬4). ¬

_ = الشافعي، البغوي في شرح السنة 11/ 50، الحديث (2698)، واللفظ له، قوله: "غارِّين" أي غافلين، قوله: "في نَعَمِهم بالمُرَيْسِيع" أي في مواشيهم، والمُرَيْسِيع اسم ماء لبني المصطلق بين مكة والمدينة. (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 91، كتاب الجهاد (56)، باب التحريض على الرمي. . . (78)، الحديث (2900)، قوله: "صَفَفْنَا" تحرف في الأصلين المطبوعين إلى: (ضعفنا)، والصواب ما أثبتناه كما في الصحيح. (¬2) أخرجه من رواية أبي أسيد رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 7/ 306، كتاب المغازي (63)، باب (10)، وهو ما يلي باب فضل من شهد بدرًا (9)، الحديث (3984)، قوله: "أكثبوكم" والكثب القرب، والمعنى: لا تستعجلوا في الرمي ولا ترموهم من بُعد، وقد تحرف في الأصلين المطبوعين إلى: (أكبتوكم) والصواب ما أثبتناه كما في الصحيح. (¬3) أخرجه من رواية أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد، أبو عبيد الهروي في غريب الحديث 1/ 248، مادة: (فتح)، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 90، الترغيب في الفقر. . .، الحديث (26)، وقال: (رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح، وهو مرسل) وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 264، الحديث (4062) واللفظ لهم. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 198، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 73، كتاب الجهاد (9)، باب في الانتصار. . . (77)، الحديث (2594)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 206، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في الاستفتاح. . . (24)، الحديث (1702) وقال: (حديث حسن صحيح) واللفظ لهم، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 45 - 46، كتاب الجهاد (25)، باب الاستنصار بالضعيف (43)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 390، كتاب الجهاد (26)، باب الاستعانة بدعاء الضعفاء (13)، =

2997 - قال عبد الرحمن بن عوف: "عَبَّأَنَا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ببدرٍ ليلًا" (¬1). 2998 - ورُوِيَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنْ بَيَّتَكُم العدوُّ فليكنْ شِعَارُكم: حم لا يُنْصَرُون" (¬2). 2999 - وعن سَمُرَة بن جُنْدَب قال: "كان شعار المهاجرين: (عبد اللَّه) وشعار الأنصار: (عبد الرحمن) " (¬3). 3000 - قال سلمة بن الأكوع: "غَزَوْنَا مع أبي بكر زمنَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فَبَيَّتنَاهُم نقتلُهم، وكانَ شعارُنا تِلكَ الليلَةِ (أَمِتْ أَمِت) " (¬4). ¬

_ = الحديث (1620)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 106، كتاب الجهاد، باب فضل الضعفاء. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 194، كتاب فضائل الجهاد (24)، باب ما جاء في الصَّفِّ. . . (7)، الحديث (1677). (¬2) أخرجه من رواية المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة عن رجل من أصحاب النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أحمد في المسند 4/ 65، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 74، كتاب الجهاد (9) باب في الرجل ينادي بالشعار (78)، الحديث (2597)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 197، كتاب فضائل الجهاد (24)، باب ما جاء في الشعار (11)، الحديث (1682) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 3/ 407، الحديث (2485)، وعزاه للنسائي أَيضًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 107، كتاب الجهاد، باب دعاء المغازي. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 73، كتاب الجهاد (9)، باب في الرجل ينادي بالشعار (78)، الحديث (2595). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 46، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 219، كتاب السير، باب الشعار، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 100، كتاب الجهاد (9)، باب في البيات (102)، الحديث (2638) وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 3/ 407، الحديث (2484) وعزاه للنسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 107، كتاب الجهاد، باب دعاء المغازي. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي.

3001 - عن قيس بن عُبَاد (¬1) قال: "كانَ أصحابُ النَّبيِّ صلى اللَّه عيه وسلم يَكرهُونَ الصوتَ عندَ القتالِ" (¬2). 3002 - عن الحسن، عن سَمُرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "اقتلوا شيوخَ المشركينَ، واستَحْيوا شَرْخَهُم" (¬3) أي صِبيانَهم. 3003 - "قال النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لأسامَة: أَغِرْ على (أُبْنَى) صباحًا وحَرِّقْ" (¬4). 3004 - عن أبي أُسَيْد قال: "قال النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يومَ بدرٍ: إذا أَكْثَبُوكم فارمُوهم، ولا تَسُلُّوا السيوفَ حتَّى يَغْشَوْكُم" (¬5). 3005 - عن رباحِ بن الربيعِ قال: "كنا معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ (¬1) قَيْس بن عُبَاد، بضم المهملة وتخفيف الموحّدة الضُّبَعي، أبو عبد اللَّه البَصْرِيّ، مُخَضْرم، ووهم من عدّه في الصحابة (ابن حجر، تقريب التهذيب) وتصحّف عند الحاكم إلى (قيس بن عُبَادَة). الصمت. . . (113)، الحديث (2656). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 113 - 114، كتاب الجهاد (9)، باب فيما يؤمر به من الصمت. . . (113)، الحديث (2656). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 116، كتاب الجهاد. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 4/ 74 كتاب الجنائز، باب كراهية رفع الصوت في الجَنائز ولفظه "عند الجنائز، وعند القتال، وعند الذكر" وفي 9/ 153، كتاب السِيَر، باب الصمت عند اللقاء. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 12 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 122، كتاب الجهاد (9)، باب في قتل النساء (121)، الحديث (2670)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 145، كتاب السير (22)، باب ما جاء في النزول على الحكم (29)، الحديث (1583) وقال: (حديث حسن صحيح غريب). (¬4) أخرجه من طريق عروة: أحمد في المسند 5/ 205، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 88، كتاب الجهاد (9)، باب في الحرق في بلاد العدو (91)، الحديث (2616)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 948، كتاب الجهاد (24)، باب التحريق بأرض العدو (31)، الحديث (2843)، قوله: "أُبْنَى" بضم الهمزة والقصر، اسم موضع من فلسطين. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 118، كتاب الجهاد (9)، باب في سلِّ السيوف. . . (118)، الحديث (2664)، واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى من طريق أبي داود 9/ 155، كتاب السير، باب سلِّ السيوف عند اللقاء، قوله "أكثبوكم" تحرَّف في المطبوعتين إلى: "أكبتوكم" والصواب ما أثبتناه كما في سنن أبي داود والبيهقي.

عليه وسلم في غزوةٍ، فَرَأَى الناسَ مجتمعين على شيءٍ فبعثَ رجلًا فقال: انظرْ عَلَامَ اجتمَع هؤلاءِ؟ فجاءَ فقالَ: امرأة قتيل، فقال: ما كانَتْ هذه لِتُقَاتِلَ، وعلى المُقَدِّمَةِ خالدُ بنُ الوليدِ، فبعثَ رجلًا وقال: قُلْ لخالدٍ: لا تقتلْ امرأةً ولا عَسِيفًا" (¬1). 3006 - عن أنس أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "انطلِقُوا باسمِ اللَّه، وباللَّهِ، وعلى مِلَّةِ رسولِ اللَّه، لا تَقتلُوا شيخًا فانِيًا، ولا طفلًا، ولا صغيرًا، ولا امرأةً، ولا تَغُلُّوا، وضُمُّوا غنائمكم، وأَصْلِحُوا، وأَحْسِنُوا فإنَّ اللَّه يُحِبُّ المحسنين" (¬2). 3007 - قال علي رضي اللَّه عنه: "تقدَّم عُتْبَةُ بنُ ربيعةَ، وتَبِعَهُ ابنُهُ وأخوهُ (¬3)، فنادَى: مَن يبارِزُ؟ فانتدبَ له شبابٌ مِن الأنصارِ فقالَ: مَن أنتم؟ فأَخبرُوه فقال: لا حاجةَ لنا فيكم! إنما أردْنَا بَنِي عمّنا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: قمْ يَا حمزةُ، قُمْ يَا عليُّ، قُمْ يَا عُبيدةُ (¬4) بنَ الحارثِ، فأقبلَ حمزةُ إلى عتبةَ (¬5)، وأقبَلْتُ إلى شيبةَ (¬6)، واختلفَ بينَ عبيدةَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 488، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 121 - 122، كتاب الجهاد (9)، باب في قتل النساء (21)، الحديث (2669) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 13، الحديث (2553) وعزاه للنسائي أَيضًا، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 948، كتاب الجهاد (24)، باب الغارة والبيات. . . (30)، عقب الحديث (2842)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 398، كتاب الجهاد (26)، باب فيما نهي عن قتله (30)، الحديث (1656)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 122، كتاب الجهاد، باب لا تقتلن ذرية. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي والعسيف: الخادم. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 86، كتاب الجهاد (9)، باب في دعاء المشركين (90)، الحديث (2614). (¬3) كذا في المطبوعة، وفي مخطوطة برلين (وتبعه أخوه وابنه) وهو الموافق للفظ أحمد. (¬4) قال القاري في المرقاة 4/ 238: (بفتح التاء وضمها، ففي "الكافية" العلم الموصوف بابن مضافًا إلى علم آخر يختار فتحه، وأما ابن فمنصوب لا غير). (¬5) في المطبوعة زيادة (فَقَتَلَهُ) وليست عند أبي داود. (¬6) في المطبوعة زيادة (فَقَتَلْتُهُ)، وليست عند أبي داود.

6 - باب حكم الأسارى

والوليدِ ضربتانِ، فأَثْخَنَ كلُّ واحدٍ منهما صاحِبَهُ، ثمَّ مِلْنَا على الوليدِ فَقَتَلْنَاهُ واحْتَمَلْنَا عُبَيْدة" (¬1). 3008 - عن ابن عمر قال: "بعَثَنَا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في سَرِيةٍ فحاصَ النَّاسُ حَيْصةً فَأَتَيْنَا المدينةَ فاختَفَيْنَا بها وقلنا: هَلَكْنا، ثمَّ أَتينا رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم فقُلْنَا: يَا رسولَ اللَّهِ نحنُ الفرَّارونَ؟ قال: بل أنتُمْ العَكَّارُونَ وأنا فِئَتُكم" (¬2) وفي رواية: "لا، بل أنتم العَكَّارون، قال: فَدَنَوْنَا فقبَّلْنَا يَدَهُ فقال: أنا فِئَةُ المسلمين" (¬3). 6 - باب حكم الأسارى مِنَ الصِّحَاحِ: 3009 - عن أبي هريرة، عن النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "عَجِبَ اللَّه من قوم يدخلونَ الجنةَ في السلاسِلِ" (¬4) وفي روايةٍ: "يُقادُونَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 117، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 119 - 120، كتاب الجهاد (9)، باب في المبارزة (119)، الحديث (2665) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 386، كتاب التفسير، سورة الحج، تفسير آية: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} سورة الحج (22)، الآية (19)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 3/ 63، جماع أبواب مغازي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، باب كيف كان بدء القتال. . .، ضمن رواية مطوَّلة. (¬2) أخرجه الشافعي في المسند 6/ 112، كتاب الجهاد، الحديث (388) واللفظ له، سوى قوله: "وقلنا هلكنا" فليس من رواية الشافعي، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 111، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 106 - 107، كتاب الجهاد (9)، باب في التولي يوم الزحف (106)، الحديث (2647)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 215، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في الفرار من الزحف (36)، الحديث (1716) واللفظ له، قوله: "فحاصَ النَّاسُ حيصةٌ" أي حملوا علينا حملة، وجالوا جيلة فانهزمنا عنهم، قوله: "العكَّارون" أي الكرَّارون إلى الحرب، ومعناه الراجعون إلى القتال. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 70، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق واللفظ له. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 145، كتاب الجهاد (56)، باب الأسارى في السلاسل (144)، الحديث (3010).

إلى الجنَّةِ بالسلاسلِ" (¬1). 3010 - عن سَلَمة بن الأكْوَعِ رضي اللَّه عنه قال: "أتى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عينٌ مِنَ المشركينَ وهو في سفرٍ فجلسَ عندَ أصحابِهِ يتحدثُ، ثمَّ انفتلَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: اطلبُوه واقتلُوة، فقتلْتُهُ فنفَّلَنِي سَلَبَهُ" (¬2). 3011 - وعن سَلَمَة [بن الأكوِعِ] (¬3) قال: "غَزَوْنَا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم هَوَازِن فَبَيْنَا نحنُ نَتضحَّى معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم إذ جاءَ رجلٌ على جمل أحمرَ فَأَنَاخَهُ وجَعَلَ ينظرُ، وفينا ضَعْفَةٌ وَرِقَّةٌ مِن الظَّهْرِ، وبعضُنا مشاةٌ، إذ خرجَ يشتدُّ فَأَتَى جملَهُ [فَأَطْلَقَ قَيْدَهُ ثم أناخَهُ فقعدَ (¬4) عليه] (¬5) فَأَثَارَهُ فاشتدَّ به الجَمَلُ، وخرجْتُ أشتدُّ [فكنتُ عندَ وَرِكِ ناقتِهِ، ثمَّ تقدَّمتُ] (5) حتَّى أخذتُ بخِطامِ الجملِ فَأَنَخْتُهُ، فلمَّا وضعَ ركبتَهُ في الأرضِ اخْتَرَطْتُ سيفي فضربْتُ رأسَ الرجلِ، ثمَّ جئتُ بالجملِ أقودُه وعليهِ رَحْلُه وسِلاحُه، فاستقبلَني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم والناسُ فقالَ: مَن قتلَ الرجلَ؟ قالوا: ابنُ الأكوَعِ، قال: لهُ سَلَبَهُ أَجْمَعُ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 3/ 127، كتاب الجهاد (9)، باب في الأسير يُوثقَ (124)، الحديث (2677). وهذا الحديث مؤخر في مخطوطة برلين بعد الذي يليه. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 168، كتاب الجهاد (56)، باب الحربي إذا دخل. . . (173)، الحديث (3051) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1374، كتاب الجهاد. . . (32)، باب استحقاق القاتل سلب القتيل (13)، الحديث (45/ 1754) والعين: الجاسوس، قوله: "انفتل" أي انصرف. قوله: "فَنَفَّلنِي سَلَبَهُ" أي أعطاني ما كان عليه من الثياب والسلاح. (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) قوله: "فقعد عليه" تحرفت في المطبوعة إلى: "فقاد عليه" والصواب ما أثبتناه من صحيح مسلم. (¬5) ليست في مخطوطة برلين. (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق مختصرًا، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، واللفظ له، قوله: "هوازن" هي قبيلة مشتهرة بالرمي لا يخطئ سهمهم، قوله: "نتضحى" أي نتغدّى من الضُّحى. قوله: "وفينا ضَعْفَة ورِقَّةٌ من الظهر" أي رقة حاصلة من قلة المركوب.

3012 - عن أبي سعيد الخُدرِي قال: "لما نَزَلَتْ بنو قُرَيْظَةَ على حُكْمِ سعدِ بنِ معاذٍ، بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم (¬1) فجاءَ على حمارٍ فلمَّا دَنَا قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: قوموا إلى سَيِّدِكم فجاءَ فجلسَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ هؤلاء نَزَلُوا على حُكْمِكَ، قال: فإنِّي أَحْكُمُ أنْ نُقتَلَ المقاتِلَةُ وأنْ تُسْبَى الذريةُ، قال: لقد حكمْتَ فيهم بحُكْمِ المَلِكِ" (¬2) ويروى: "بحُكْمِ اللَّهِ" (¬3). 3013 - عن أبي هريرة قال: "بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم خيلًا قِبَلَ نجدٍ فجاءَتْ برجلٍ مِن بني حَنِيفةَ يقال له: ثَمَامَةُ بنُ أُثالٍ سَيِّدُ أهلِ اليمامةِ (¬4)، فربطوهُ بساريةٍ من سَوَارِي المسجدِ فخرجَ إليه رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: ماذا عندَكَ يَا ثُمَامَة؟ قال: عندي يَا محمدُ خير! إنْ تَقْتُلْ تَقتُلْ ذا دَمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكِرٍ، وإنْ كنتَ تريدُ المالَ فسلْ تُعْطَ منه ما شئتَ، فترَكَهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حتَّى كانَ الغدُ فقالَ لهُ: ما عندَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ فقال: عندي ما قلتُ لك: إن تُنْعِمْ تُنْعَمْ على شاكرٍ، وإنْ تَقْتُلْ تقتلْ ذا دَمٍ، وإنْ كُنْتَ تريدُ المالَ فَسَلْ تُعْطَ منهُ ما شِئتَ، فتركَهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حتَّى (¬5) كانَ بعدَ الغدِ ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (إليه) وليست عند البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 165، كتاب الجهاد (56)، باب إذا نزل العدو على حكم رجلٍ (168)، الحديث (3043) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1388 - 1389 كتاب الجهاد. . . (32)، باب جواز قتال من نقض العهد. . . (22)، الحديث (64/ 1769)، وبنو قُرَيْظة: طائفة من اليهود، قوله: "المقاتِلَة" بكسر التاء أي من يتأتَّي منهم القتال، ولو بالرأي. (¬3) متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 123، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب سعد بن معاذ. . . (12)، الحديث (3804)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق. (¬4) اليمامة: هي بلاد منسوبة إلى جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام وسميت باسمها. (¬5) في المخطوطة زيادة (إذا) وليست عند البخاري ومسلم.

فقال: ما عِندكَ يَا ثُمامَةُ؟ قال: عندي ما قلتُ لكَ: إنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكِرٍ، وإنْ تقتُلْ تقتُلْ ذا دمٍ، وإنْ كنتَ تريدُ المالَ فسلْ تُعْطَ ما شئتَ، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أَطْلِقُوا ثُمامَةَ، فانطلَقَ إلى نخلٍ قريبٍ من المسجدِ فاغتسلَ ثم دخلَ المسجدَ فقال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهَ وأشهدُ أَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، يَا محمدُ واللَّهِ ما كانَ على الأرضِ (¬1) وَجْهٌ أبغضَ إليَّ مِن وجهِكَ، فقد أصبحَ وجهُكَ أحبّ الوجوهِ كلَّها إليَّ، واللَّهِ ما كانَ مِن دينِ أبغضَ إليَّ مِن دينُكَ فأصبحَ دينُكَ أحبَّ الدينِ كلِّه إليَّ، واللَّهِ ما كَانَ مِن بلدٍ أبَغضَ إليَّ من بلدِكَ، فَأَصْبَحَ بلدُكَ أحبَّ البلادِ كلِّها إليَّ، وإنَّ خيلَكَ أَخَذَتْني وأنا أُريدُ العمرةَ فماذا ترى؟ فبَشَّرَهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَأَمَرَهُ أنْ يَعْتَمِرَ، فلما قَدِمَ مكةَ قالَ له قائلٌ: صَبَأْتَ؟! فقال: لا, ولكني أسلَمْتُ مع رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، وَلَا (¬2) واللَّهِ لا يأْتِيكُمْ مِن اليمامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حتَّى يأذَنَ فيها رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬3). 3014 - عن جُبَيْر بنِ مُطْعِم: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال في أُسارَى بدرٍ: لو كانَ المُطْعِمُ بنُ عَديٍّ حَيًّا ثم كلَّمني في هؤلاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتهم له" (¬4). 3015 - عن أنس: "أنَّ ثمانينَ رجلًا مِن أهل مكَّةَ هبطُوا على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن جبلِ التنعيمِ مُتَسَلِّحِينَ يُريدونَ غِرَّةَ ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (من) وليست عند البخاري ومسلم. (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى (ألا). (¬3) متّفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 87، كتاب المغازي (64)، باب وقد بني حنيفة. . . (70)، الحديث (4372)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1386، كتاب الجهاد. . . (32)، باب ربط الأسير. . . (19)، الحديث (59/ 1764) واللفظ له. وصَبَأت: خرجت من دينك. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 243، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما مَنَّ النَّبِي -صلى اللَّه عليه وسلم- على. . . (16)، الحديث (3139) قوله: "النَّتْنَى" جمع نَتِن بالتحريك بمعنى منتن، كزَمِن وزَمْنَى، وإنما سماهم نتنى لرجسهم الحاصل من كفرهم.

النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وأصحابِهِ فأخذَهم سِلْمًا فاسْتَحْيَاهُم -ويروى: فَأَعْتَقَهُمْ (¬1) - فأنزلَ اللَّهُ تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} " (¬2). 3016 - عن أبي طلحة: "أنَّ نبيَّ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أمرَ يومَ بدرٍ بأربعةٍ وعشرينَ رجلًا من صَنَادِيدِ قريشٍ، فَقُذِفوا في طَوِيٍّ من أطواءِ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، [و] (¬3) كانَ إذا ظهرَ على قومٍ أقامَ بالعَرْصَةِ ثلاثَ ليالٍ فلمَّا كانَ ببدرٍ اليومَ الثالثَ أمرَ براحِلَتِهِ فَشُدَّ عليها رَحْلُها ثم مَشَى، واتَّبَعَهُ أصحابُهُ، حتَّى قامَ على شفَةِ الرَّكيِّ، فجعلَ يُنَادِيهِم بأسمائهم وأسماءِ آبائهم: يَا فُلانَ بنَ فُلانٍ، ويا فُلَانَ بنَ فلانٍ، أَيَسرُّكم أنكم أطَعْتُم اللَّهَ ورسولَهُ؟ فإنَّا قد وَجَدْنَا ما وَعَدَنَا ربُّنَا حقًّا فهل وجدْتَم ما وَعَدَ ربُّكم حقًّا؟ فقالَ عمرُ: يَا رسولَ اللَّه ما تُكَلِّمُ مِن أجسادٍ لا أَرْوَاحَ لها؟ قال النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ (¬4) بيدِه ما أنتُم بأسمَعَ لِمَا أقولُ منهم" (¬5) وفي رواية: ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 3/ 137 - 138، كتاب الجهاد (9)، باب في المَنِّ. . (130)، الحديث (2688) , وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 386، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الفتح (49)، الحديث (3264) وقال: (حسن صحيح). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1442، كتاب الجهاد. . . (32)، باب قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} [سورة الفتح (48)، الآية (24)] (46)، الحديث (133/ 1808) قوله: "جبل التنعيم" هو موضع على ثلاثة أميال أو أربعة من مكة، قوله: "يريدون غِرَّة" أي غفلتهم قوله: "سِلْمًا" أي أَسَرَهم، قوله: "فاستحياهم" أي استبقاهم أحياء ولم يقتلهم. (¬3) الواو ساقطة في قوله: "وكان" من النسخة المطبوعة بالمطبعة التجارية، وأثبتناها من النسخة البولاقية، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬4) في المطبوعة (والذي نفسي بيده) والصواب ما أثبتناه كما عند البخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 300 - 301، كتاب المغازي (64)، باب قتل أبي جهل (8)، الحديث (3976) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2204، كتاب الجنة. . . (51)، باب عرض مقعد الميت. . . (17)، الحديث (78/ 2875)، وصناديد قريش: عظمائهم وأشرافهم، قوله: "طَوِيٍّ" أي بئر مطوية بالحجارة محكمة بها، قوله: "العَرْصَة" هو كل موضع واسع لا بناء فيه، "شفة الرَّكِيَّ" أي حافة البئر.

"ما أنتُمْ بأسمعَ منهم، ولكنْ لا يُجيبونَ" (¬1). 3017 - عن مروان، والمِسْوَر بن مَخْرَمَة: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قالَ حينَ جاءَهُ وفدُ هَوازِنَ مسلمينَ فسألُوهُ أَنْ يَرُدَّ إليهم أموالَهم وسَبْيَهم، قال: فاختارُوا إحدى الطائفتينِ إمَّا السَّبْيَ، وإمَّا المالَ! قالوا: فإنَّا نختارُ سَبْيَنَا، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فَأَثْنَى على اللَّهِ بما هوَ أهلُهُ ثم قالَ: أمَّا بعدُ فإن إخوانَكم قد جَاؤوا تائبينَ، وإني قد رأيتُ أنْ أَرُدَّ إليهم سَبْيَهم، فَمَنْ أَحَبَّ منكم أنْ يُطَيِّبَ ذلكَ فَلْيَفْعَلْ، ومَن أحبَّ منكُمْ أنْ يكونَ على حظِّهِ حتَّى نُعطِيهِ إيَّاهُ مِن أول ما يُفِيءُ اللَّهُ علينا فليفعلْ، فقالَ النَّاسُ: قد طَيَّبْنَا ذلكَ يَا رسولَ اللَّهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّا لا نَدري مَن أذِنَ منكم ممن لَمْ يأذنْ، فارجِعُوا حتَّى يرفعَ إلينا عُرَفاؤكم أَمْرَكُم، فرجعَ النَّاسُ فكلَّمَهم عُرَفاؤهم، ثمَّ رجعُوا إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فأخبروهُ أنَّهم قد طَيَّبُوا وأَذِنُوا" (¬2). 3018 - عن عِمرانَ بنِ حُصَيْن قال: "كان ثَقِيفٌ حليفًا (¬3) لبِنِي عُقَيْلٍ، فأسرَتْ ثَقيفٌ رجلينِ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، وأَسَرَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم رجلًا من بني عُقَيْلٍ، فَأَوْثَقوهُ فطَرَحُوه في الحرَّةِ، فمرَّ به النَّبِيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فَنَادَاهُ: يَا مُحمدُ يَا محمدُ فيمَ أُخِذَتْ؟ قال: بجريرةِ حُلفائكم ثَقيفٍ، فتركَهُ ومضى، فنادَاهُ: يا محمدُ يا محمدُ، فَرَحِمَهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 3/ 232، كتاب الجنائز (23)، باب ما جاء في عذاب القبر. . (86)، الحديث (1370). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 483 - 484، كتاب الوكالة (39)، باب إذا وهب شيئًا لوكيل. . . (7)، الحديث (2307)، قوله: "يُطَيِّب" هو بفتح الطاء المهملة وتشديد التحتانية المكسورة، أي يُعطيه عن طِيْب نفسه من غير عوض، قوله: "حتَّى نعطيه إيَّاه" أي بدله عوضًا عنه. (¬3) كذا اللفظ في المخطوطة والمطبوعة، وعبارة مسلم (كانت ثقيف حلفاء).

فرجعَ فقال: ما شأنُكَ؟ فقال: إنِّي مسلمٌ، فقال: لو قُلْتَها وأنتَ تملِكُ أمرَكَ أفلحْتَ كلَّ الفَلَاحِ! قال: فَفَدَاهُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بالرجلينِ اللَّذَيْنِ أَسَرَتْهُما ثقيفٌ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 3019 - عن عائشة قالت: "لمَّا بعثَ أهلُ مكَّةَ في فداءِ أُسرَائهم بعثَتْ زينبُ في فداءِ أبي العاص قال: وبعثَتْ فيهِ بقِلادةٍ لها كانَتْ عندَ خديجةَ أدخلَتْها بها على أبي العاصِ، فلما رَآها رسولُ اللَّه رَقَّ لها رِقَّةً شديدةً، وقال: إنْ رأيتُم أَنْ تُطْلِقُوا لها أَسيرَها عليها الذي لها؟ فقالوا: نعم، وكانَ النَّبِيُّ عليه السلامُ أَخَذَ عليه أنْ يُخليَ سبيلَ زينبَ إليه، وبعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم زيدَ بنَ حارثةَ ورجلًا من الأنصارِ فقال: كُونَا ببطنِ يَأْجِجٍ حتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زينبُ فَتَصْحَبَاها حتَّى تَأْتِيا بها" (¬2). 3020 - وروي: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لمَّا أسرَ أهلَ بدرٍ قتلَ عُقْبَةَ بنَ أبي مُعَيْطٍ والنضرَ بنَ الحارثِ ومَنَّ على أبي عزَّة الجُمَحِي" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1262، كتاب النذر (26)، باب لا وفاء لنذرٍ في معصية اللَّه. . . (3)، الحديث (8/ 1641)، وأخرجه الشافعي في المسند 2/ 121، كتاب الجهاد، الحديث (404) واللفظ له، وأخرجه البغوي في شرح السنة 11/ 83 - 84، من طريق الشافعي، الحديث (2714)، قوله: "ثقيف" كأمير، هو أبو قبيلة من هوازن، وعُقَيْل: بالتصغير، قبيلة كانوا حلفاء ثقيف، والحَرَّة: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 276، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 140 - 141، كتاب الجهاد (9)، باب في فداء الأسير بالمال (131)، الحديث (2692) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 23، كتاب المغازي، وفي 3/ 236، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب أبي العاص. . . وفي 4/ 45، كتاب معرفة الصحابة، ذكر زينب بنت خدبحة. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 322 كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب ما جاء في مفاداة الرجال. قوله: "ببطن يأجج" بفتح التحتية وهمزة ساكنة وجيم مكسورة ثم جيم منونَّة، هو موضع قريب من التنعيم. (¬3) ذكره ابن هشام في سيرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- 2/ 286 - 305، عند ذكره غزوة بدر الكبرى مقتل عقبة بن =

3021 - وروي عن ابن مسعود: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لمَّا أَرادَ قتلَ عُقْبَةَ بنَ أبي مُعَيْطٍ قال: مَن للصِبْيَةِ؟ قال: النّارُ" (¬1). 3022 - عن عُبَيْدَةَ [السلماني] (¬2)، عن علي، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أنَّ جبريلَ هبطَ عليهِ فقالَ لهُ: خَيِّرْهُم، يعني أصحابَكَ، في أُسارَى بدرٍ: القتلَ أو الفِداءَ، على أنْ يقتلَ منهم قابلًا مثلَهم؟ قالوا: الفداء؟ ويُقْتَلَ منا" (¬3) (غريب). 3023 - عن عَطِيَّةَ القُرَظِي قالَ: "كنتُ مِنْ سَبْي قُرَيظةَ، عُرِضْنا على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فكانوا ينظرونَ فَمَنْ أَنْبَتَ الشعرَ قُتِلَ، ومَن لم يُنْبِتْ لم يُقْتَل، فكَشَفُوا عانَتِي فوجدُوهَا لم تُنْبِتْ، فجعَلوني في السبيِّ" (¬4). ¬

_ = أبي معيط، والنضر بن الحارث فقال: (قال ابن إسحاق) وأورد الخبر، وفي أسماء الذين مَنَّ عليهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكر أَبا عَزَّة، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 65، كتاب السير، باب ما يفعله بالرجال البالغين منهم، وذكره البغوي في شرح السنة 11/ 78، بعد الحديث رقم (2711)، فقال: (قال الشافعي: أسر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .) واللفظ له. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 135 - 136، كتاب الجهاد (9)، باب في قتل الأسير صبرًا (128)، الحديث (2686) واللفظ له، وذكره ابن هشام في صيرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- 2/ 287، غزوة بدر الكبرى، مقتل عقبة بن أبي معيط، فقال: (قال ابن إسحاق) وساقه، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 64 - 65، كتاب السير، باب ما يفعله بالرجال البالغين منهم. (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 135، كتاب السير (22)، باب ما جاء في قتل الأسارى. . . (18)، الحديث (1567) واللفظ له، وقال: (هذا حديث حسن غريب)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 7/ 430، الحديث (10234) وعزاه للنسائي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 383، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 223، كتاب السير، باب حد الصبي متى يقتل، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 561، كتاب الحدود (32)، باب في الغلام: =

7 - باب الأمان

3024 - عن علي بن أبي طالب قال: "خرجَ عُبْدَانٌ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم، يعني يومَ الحُدَيْبِيَةِ قبلَ الصلحِ، فكتبَ موالِيهِم قالوا: يَا محمدُ واللَّهِ ما خرَجُوا إليكَ رغبةً في دينكَ، وإنما خَرجُوا هربًا مِنَ الرِّقِّ فقال ناسٌ: صَدَقُوا يَا رسولَ اللَّهِ رُدَّهُم إليهم، فغضِبَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وقال: ما أُراكُم تَنْتَهونَ يَا معشَرَ قريشٍ حتَّى يبعثَ اللَّهُ عليكم مَن يَضْرِبُ رقابَكم على هذا، وأَبَى أنْ يَرُدَّهُم وقال: هُمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ" (¬1). 7 - باب الأمان مِنَ الصِّحَاحِ: 3025 - عن أُمِّ هانئٍ بنتِ أبي طالبٍ قالت: "ذهبتُ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم عامَ الفتحِ فوجدتُهُ يغتسلُ، وفاطمةُ ابْنَتُهُ تسترُه بثوبٍ، فَسَلَّمْتُ فقال: مَن هذهِ؟ فقلتُ: أنا أم هانئٍ بنتَ أبي طالبٍ، فقالَ: مرحبًا بأم هانئٍ، فلمَّا فرغَ مِن غُسْلِهِ قامَ فصلَّى ثماني ركعاتٍ مُلْتَحِفًا في ثوبٍ ثم انصرفَ، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّه زعمَ ابنُ أُمي عليٌّ أنهُ قاتِلٌ رجلًا أَجَرْتُه فلانُ بنُ هُبَيرةَ؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قد أَجَرْنَا من ¬

_ = يُصيبُ الحدَّ (17)، الحديث (4404)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 145، كتاب السير (22)، باب ما جاء في النزول على الحكم (29)، الحديث (1584)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 155، كتاب الطلاق (27)، باب متى يقع طلاق الصبي (20)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 849، كتاب الحدود (20)، باب من لا يجب عليه الحد (4)، الحديث (2541). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 148 - 149، كتاب الجهاد (9)، باب في عبيد المشركين. . . (136)، الحديث (2700)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 634، كتاب المناقب (50)، باب مناقب علي. . . (20)، الحديث (3715)، قوله: "عِبُدان" بكسر العين المهملة وبضم، وبسكون الموحدة، جمع عبد.

أَجَرْتِ يَا أمَّ هانئٍ وذلك ضُحَى" (¬1) وروي عن أم هانئٍ قالت: "أجرْتُ رجلينِ من أحمائي فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه ولم: قد أَمَّنَّا مَن أَمَّنْتَ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3026 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "المسلمونَ تَتكافَأُ دماءُهم ويَسْعَى بذِمَّتِهم أَدْناهُم" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 273، كتاب الجزية (58)، باب أمان النساء. . . (9)، الحديث (3171)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 498، كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب استحباب صلاة الضحى. . . (13)، الحديث (82/ 336) واللفظ لهما. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 142، كتاب السير (22)، باب ما جاء في أمان العبد والمرأة (26)، عقب الحديث (1579)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). (¬3) هذا الحديث مُخَرَّج من خمسة طرق: • الطريق الأولى: من رواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: أخرجه أحمد لا المسند 2/ 192، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 183، كتاب الجهاد (9)، باب في السرية. . . (159)، الحديث (2751)، واللفظ لهما، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 895، كتاب الديات (21)، باب المسلمون تتكافأ دماؤهم (31)، الحديث (2685)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 1/ 99، الحديث (440)، وعزاه للطبراني في المعجم الكبير، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 29، كتاب الجنايات، فيما لا قصاص بينه. . . • الطريق الثانية من رواية علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه: أخرجه أحمد في المسند 1/ 119، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 666 - 668، كتاب الديات (33)، باب إيقاد المسلم بالكافر (11)، الحديث (4530)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 19، كتاب القسامة (45)، باب القود بين الأحرار. . . (9 - 10)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 141، كتاب قسم الفيء، باب يجير على أمتي أدناهم، وقال: (على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، واللفظ عندهم: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم". • الطريق الثالثة من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 895، كتاب الديات (21)، باب المسلمون تتكافأ دماؤهم (31)، الحديث (2683) واللفظ له. • الطريق الرابعة من رواية معقل بن يسار رضي اللَّه عنه: أخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 895، =

3027 - وعن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إن المرأةَ لتأخذُ للقومِ، يعني تُجِيرُ على المسلمينَ" (¬1). 3028 - عن عمرو بن الحَمِق قال، سمعت رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "مَن آمنَ رجلًا على نفسِه فقتلَه، أُعطيَ لواءَ الغدرِ يومَ القيامةِ" (¬2). 3029 - وعن سُلَيْم بنِ عامرٍ قال: "كانَ بينَ معاويةَ وبينَ الرومِ عهدٌ، فكانَ يسيرُ نحوَ بلادِهم حتَّى إذا انقضَى العهدُ أغارَ عليهم، فجاءَ رجلٌ على فرسٍ أو بِرْذَوْنٍ وهو يقولُ: اللَّهُ أكبرُ، اللَّهُ أكبرُ، وفاءٌ لا غَدْرٌ، فنَظَروا فإذا هو عمرو بنُ عَبْسةَ فسأَلَهُ معاويةُ عن ذلكَ؟ فقالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: مَن كانَ بينَهُ وبينَ قومٍ عهدٌ فلا يُحِلَّنَ عهدًا ولا يَشُدَّنَّه حتَّى يَمضيَ أمدُه أو يَنْبِذَ إليهم على سواءٍ، قال: فرجعَ معاويةُ بالناسِ" (¬3). ¬

_ = كتاب الديات (21)، باب المسلمون تتكافأ دماؤهم (31)، الحديث (2684)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 206، الحديث (471)، ولفظهما: "المسلمون يد على من سواهم، وتتكافأ دماؤهم". • الطريق الخامسة من رواية عائشة رضي اللَّه عنها: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 30، كتاب الجنايات، باب فيمن لا قصاص. . . (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 141، كتاب السير (22)، باب ما جاء في أمان العبد والمرأة (26)، الحديث (1579). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 181، الحديث (1285)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 223 - 224، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 896، كتاب الديات (21)، باب من أَمِنَ رجلًا. . . (33)، الحديث (2688)، وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير 1/ 22، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 142، كتاب السير، باب الأسير يؤَمَّن. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 11/ 91، الحديث (2717) واللفظ له. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 190، كتاب الجهاد (9)، باب في الإِمام يكون بينه وبين العدو. . . (164)، الحديث (2759)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 143، كتاب =

3030 - عن أبي رافعٍ قال: "بَعَثَتْنِي قريشٌ رسولًا إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فلمَّا رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أُلقيَ في قلبي الإِسلامُ فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ! إنِّي واللَّهِ لا أَرجِعُ إليهم أبدًا، قال: إنِّي لا أَخِيسُ بالعهدِ ولا أحبِسُ البُرُدَ، ولكنْ ارجِعْ فإنْ كانَ في نفسِكَ الذي في نفسِكَ الآنَ فارجِعْ، قال: فذهبتُ ثم أَتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأَسلمْتُ" (¬1). 3031 - عن نُعَيْم بنِ مسعودٍ: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم قالَ لرجلينِ جاءَا مِن عندِ مُسَيْلِمةَ: أَما واللَّهِ لَوْلا (¬2) أنَّ الرسلَ لا تُقتَلُ لضربتُ أعناقَكما" (¬3). 3032 - عن عمرو بن شعيب، عن أَبيه، عن جده: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قالَ في خطبتِهِ: أَوْفُوا بحِلْفِ الجاهليةِ فإنَّه لا يزيدُه -يعني الإِسلامَ- إلَّا شِدَّةً ولا تُحْدِثُوا حِلْفًا في الإِسلامِ" (¬4). ¬

_ = السير (22)، باب ما جاء في الغدر (37)، الحديث (1580)، وقال: (حديث حسن صحيح) وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 63 - 64، الحديث (2642) وعزاه للنسائي أَيضًا، واللفظ لهم والبرذون: التركي من الخيل. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 8، أخرجه أبو داود في السنن 3/ 189، كتاب الجهاد (9)، باب في الإِمام يُستَجنُّ به. . . (163)، الحديث (2758) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 62 - 63، الحديث (2641)، وعزاه للنسائي أَيضًا، و"أخيس": أغدر، وقوله. "البُرُد" جمع بريد وهو الرسول. (¬2) تحرَّفت العبارة في المطبوعة إلى: "أما واللَّه لو أن الرسل"، والتصويب من أبي داود. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 487 - 488، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 191 - 193، كتاب الجهاد (9)، باب في الرسل (166)، الحديث (2761) واللفظ له. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 213، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 146، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الحِلْف (30)، الحديث (1585) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح).

8 - باب قسمة الغنائم والغلول فيها

8 - باب قسمة الغنائم والغلول فيها مِنَ الصِّحَاحِ: 3033 - عن أبي هريرة، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لم تَحِلَّ الغنائمُ لأحدٍ مِن قبلِنا، ذلكَ بأنَّ اللَّه رَأَى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فَطَيَّبَها لنا" (¬1). 3034 - عن أبي قَتادة قال: "خرجْنا معَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم عامَ حُنَيْنٍ، فلمَّا التقيْنا كانَتْ للمسلمينَ جولَةٌ فرأيتُ رجلًا مِن المشركينَ قد عَلا رجلًا مِن المسلمينَ فضربتُ مِن وَرائه على حَبْكِ (¬2) عاتقِهِ بالسيفِ، فقطعتُ الدِّرْعَ، وأقبلَ عليَّ فضَمَّني ضَمَّةً وجدتُ منها ريحَ الموتِ، ثمَّ أَدْرَكَهُ الموتُ فأَرسلَني، فلَحِقْتُ عمرَ فقلتُ: ما بالُ الناسِ؟ قال: أمرُ اللَّه ثم رجعُوا فجلسَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: مَن قتلَ قتيلًا لهُ عليهِ بَيِّنةٌ فلهُ سَلَبُه، فقلتُ: مَن يشهدُ لي؟ ثم جلستُ، ثمَّ قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مثلَه، فقمتُ فقلتُ: مَن يشهدُ لي؟ ثم جلستُ، ثمَّ قالَ النبيُّ مثلَه فقمتُ، فقالَ: ما لَكَ يَا أَبا قَتادةَ؟ فأَخبرتُهُ، فقالَ رجلٌ: صدَقَ، وسلَبُهُ عندي فأرْضِهِ مِنِّي، فقالَ أبو بكرٍ: لاها اللَّهِ! إذًا لا يَعمِدُ إلى أَسَدٍ مِن أُسْدِ اللَّهِ يقاتلُ عن اللَّهِ ورسولهِ فيُعطيكَ سلَبَه! فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: صدقَ فأَعْطِهِ، فأعطانِيهِ، فابتَعْتُ بهِ مَخْرَفًا في بَني سَلَمةَ، فإنَّه لأولُ مالٍ تَأثَّلتُهُ في الإِسلامِ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 220، كتاب فرض الخمس (57)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُحِلَّتْ لكم الغنائم". . . (8)، الحديث (3124)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1366 - 1367، كتاب الجهاد. . . (32)، باب تحليل الغنائم. . . (11)، الحديث (32/ 1747) ضمن حديث طويل، واللفظ له. (¬2) قوله: "على حبلِ عاتقه" هو ما بين العنق والكتف. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 34 - 35، كتاب المغازي (64)، باب قول اللَّه تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ. . .} [سورة التوبة (9)، الآية (25)] (54)، الحديث (4321) واللفظ =

3035 - عن ابن عمر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أَسْهَمَ للرجلِ ولفرسِهِ ثلاثةَ أَسْهُمٍ: سهمًا له، وسهمينِ لفرسِهِ" (¬1). 3036 - عن يزيد بن هُرْمز قال: "كتبَ نَجْدَةُ الحَرُورِيُّ إلى ابنِ عباسٍ يسألُه عن العبدِ والمرأةِ يحضُرانِ المغنَمَ، هل يُقسَمُ لهما؟ فقالَ ليزيدَ (¬2): اكتبْ إليهِ أنَّه ليسَ لهُما سهمٌ إلَّا أنْ يُحْذَيا" (¬3). وفي رواية: "كتبَ إليه ابنُ عباس: أنكَ كتبتَ تَسألُني، هل كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يغزُو بالنساءِ، وهل كانَ يَضْرِبُ لهنَّ بسهمٍ؟ قد كانَ يغزُو بهِنَّ يُداوينَ المرضى، ويُحْذَيْنَ مِن الغنيمةِ، وأمَّا السهمُ فلم يَضْرِبْ لهنَّ بسهمٍ" (¬4). 3037 - وعن سلمة بن الأكْوَعِ قال: "بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بظهرِهِ معَ رباحٍ غلامِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، وأنا معه، فلمَّا أصبحْنا إذا عبدُ الرحمنِ الفَزارِيُّ قد أغارَ على ظهرِ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم، فقُمْتُ على أَكَمَةٍ (¬5) فاستقبلتُ المدينةَ فناديْتُ ثلاثًا: ¬

_ = له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1370، كتاب الجهاد. . . (32)، باب استحقاق القاتل سلب القتيل (13)، الحديث (41/ 1751)، قول: "ما بال النَّاس" أي منهزمين، قوله: "لا ها اللَّه" أي لا واللَّه، قوله: "مخرفًا" ففتح الميم، وسكون المعجمة، وفتح الراء، ويجوز كسرها أي بستانًا، قوله: "تأثَّلتُه" أي اقتنيته. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 67، كتاب الجهاد (56)، باب سهام الفرس (51)، الحديث (2863)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1382، كتاب الجهاد. . . (32)، باب كيفية قسمة الغنيمة. . . (17)، الحديث (57/ 1762). (¬2) تحرف الاسم في المطبوعة إلى: "لزَيْد". (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1445، كتاب الجهاد. . . (32)، باب النساء الغازيات. . . (48)، الحديث (139/ 1812) ونَجْدَةُ: بفتح النون وسكون الجيم رئيس الخوارج، الحَرُوري: بفتح فضم، نسبة إلى قرية بظاهر الكوفة نسبة الخوارج إليها، قوله: "يُحْذَيا" بصيغة المجهول أي: يُعطَيَا شيئًا قليلًا أَقَلُّ من السهم. (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1444، الحديث (137/ 1812). (¬5) الْأَكَمَة: بفتحات أي مكان مرتفع.

يَا صَباحاهُ (¬1)، ثمَّ خرجتُ في آثارِ القومِ أَرميهِم بالنبلِ، وأرتجِزُ أقولُ: أنا ابنُ الأكْوَعِ ... واليومُ يومُ الرُّضَّعِ (¬2) فما زلتُ أَرميهِم وأعقِرُهم، حتَّى ما خلَقَ اللَّه مِن بعيرٍ من ظهرِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلَّا خَلَّفتُه وراءَ ظَهْري، ثمَّ اتَّبعْتُهم أَرميهِم، حتَّى أَلْقَوا أكثرَ من ثلاثينَ بُردةً وثلاثينَ رُمحًا يَستخِفُّونَ، ولا يَطرَحُونَ شيئًا إلَّا جعلتُ عليهِ آرامًا مِن الحجارةِ يعرفُها رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وأصحابُهُ، حتَّى رأيتُ فوارِسَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ولحِقَ أبو قتادةَ فارسُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بعبدِ الرحمنِ فقتلَهُ، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: خيرُ فُرْسانِنا اليومَ أبو قتادةَ، وخيرُ رجَّالتِنا سلمةُ، قال: ثم أَعطاني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم سهمينِ، سهمَ الفارسِ وسهمَ الراجِلِ، فجمَعُهما لي جميعًا، ثمَّ أَرْدَفَني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وراءَهُ على العضباءِ، راجعينَ إلى المدينةِ" (¬3). 3038 - عن ابن عمر قال: "نَفَّلَنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم نفلًا سوى نصيبنا مِن الخُمسِ فأصابني شارِفٌ" (¬4)، والشارِفُ المُسِنُّ الكبيرُ. ¬

_ (¬1) قوله: "يَا صَبَاحاهُ" كلمة يقولها المستغيث إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح. (¬2) الشطر الأول من البيت غير مستقيم الوزن، قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط 3/ 80: الأكوع: العظيم الكاع، وهو طرف الزند في الذراع مما يلي الرسغ، والأكوع لقب سنان جد الصحابي سلمة بن عمرو بن سنان بن الأكوع القائل يوم ذي قرد وغطفان وهو يرمي: خُذْها وأنا ابن الأكوع ... واليومُ يومُ الرُّضَّع (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1433 - 1437، كتاب الجهاد. . . (32)، باب غزوة ذي قرد. . . (45)، الحديث (132/ 1807) ضمن رواية مطولة، قوله "بظهره": مركوبه وإبله، وقوله: "أعقرهم" كذا وردت في المطبوعتين، وهي في الصحيح: "أعقر بهم" أي اقتل مركوبهم، قوله: "آرامًا" جمع إرم كعِنَب وهو العلامة. والعضباء: ناقة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1369، كتاب الجهاد. . . (32)، باب الأنفال (12)، الحديث (38/ 1750)، وعزاه الخطيب التبريزي في "المشكاة" 2/ 1169، والمناوي في "كف المناهج" للبخاري في كتاب فرض الخمس، وليس عنده كما بينه المزي في "تحفة الأشراف" 5/ 409، الحديث (7005)، والحديث مؤخر في مخطوطة برلين بعد الذي يليه.

3039 - عن ابن عمر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يُنفِّلُ بعضَ مَن يبعثُ مِن السَّرايا لأنفسِهم خاصَّةً سِوَى قسمةِ عامةِ الجيشِ" (¬1). 3040 - عن ابن عمر قال: "ذهبتْ فرسٌ لهُ فأخذَها العدوُّ فظهرَ عليهمُ المسلمونَ فرُدَّت عليهِ في زمنِ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم، وأَبَقَ عبدٌ لهُ فلَحِقَ بالرومِ فظهرَ عليهمُ المسلمونَ فردَّهُ عليهِ خالدُ بنُ الوليدِ بعدَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬2). 3041 - عن جُبَيْر بنِ مُطعِم قال: "مشيتُ أنا وعثمانُ بنُ عفانَ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقلنا: أعطيتَ بَني المطَّلِبِ مِن خُمْسِ خيبرَ وتركتنا، ونحنُ وَهُمْ بمنزلةٍ واحدةٍ منكَ، فقال: إنما بَنُو هاشمٍ وبَنُو المطَّلبِ شيءٌ واحدٌ، قال جُبَيرٌ: ولم يَقْسِمْ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لِبَني عبدِ شمسٍ وبَني نوفلَ شيئًا" (¬3). 3042 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أَيُّما قريةٍ أَتيتُمُوها وأَقَمتُمْ فيها (¬4) فسهمُكم فيها، وأيُّما قريةٍ عَصَت اللَّه ورسولَهُ فإنَّ خُمُسَها للَّهِ ولرسولهِ، ثمَّ هي لكم" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 237، كتاب فرض الخمس (57)، باب ومن الدليل على أن الخمس. . . (15)، الحديث (3135)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1369، كتاب الجهاد (32)، باب الأنفال (12)، الحديث (40/ 1750). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 182، كتاب الجهاد (56)، باب إذا غنم المشركون. . . (187)، الحديث (3067). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 484، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4229). (¬4) العبارة في المطبوعة: (أتيتموها أقم فيها) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه مسلم في الصحيح 3/ 1376، كتاب الجهاد. . . (32)، باب حكم الفيء (15)، الحديث (47/ 1756).

3043 - عن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "ما أُعطِيكُم ولا أمنعُكم، [إنما] (¬1) أنا قاسِمٌ أضعُ حيثُ أُمِرْتُ" (¬2). 3044 - عن خَوْلة الأنصارية قالت: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "إن رجالًا يتخوَّضُون في مالِ اللَّهِ بغيرِ حقٍّ، فلَهُم النّارُ يومَ القيامةِ" (¬3). 3045 - عن أبي هريرة قال: "قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ فذكرَ الغُلولَ، فعَظَّمَهُ وعظَّمَ أمرَهُ ثم قال: لا أُلفِيَنَّ أحدَكم يَجيءُ يومَ القيامةِ على رقبَتِهِ بعيرٌ لهُ رُغاءٌ، يقولُ: يَا رسولَ اللَّهِ أَغِثْني! فأقولُ: لا أملكُ لكَ شيئًا قد أبلغتُكَ، لا أُلفِينَّ أحدَكم يَجيءُ يومَ القيامةِ على رقبَتِهِ فرسٌ لهُ حَمْحَمَةٌ فيقول: يَا رسولَ اللَّه أغِثني! فأقولُ: لا أملِكُ لكَ شيئًا قد أبلغتُكَ، لا أُلفِينَ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقبَتِهِ شاةٌ لها ثُغاءٌ يقول: يَا رسولَ اللَّهِ أغِثني! فأقولُ: لا أملكُ لكَ شيئًا قد أبلغتُكَ، لا ألفينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القِيامَةِ على رقبَتِهِ نفسٌ لها صِياحٌ فيقول: يَا رسولَ اللَّهِ أغِثني! فأقولُ: لا أملكُ لكَ شيئًا قد أبلغتُكَ، لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقبَتِهِ رِقاعٌ تَخفِقُ فيقولُ: يَا رسولَ اللَّهِ أغِثني! فأقولُ: لا أملِكُ لكَ شيئًا قد أبلغتُكَ، لا أُلفينَّ أحدَكم يجيء يومَ القيامةِ على رقبتِهِ صامِتٌ فيقولُ: يَا رسولَ اللَّه أغثني! فأقولُ: لا أملكُ لكَ شيئًا قد أبلغتُكَ" (¬4). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما في المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 217، كتاب فرض الخمس (57)، باب قول اللَّه تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ .. . .} [سورة الأنفال (8)، الآية (41)] (7)، الحديث (3117)، وقد تقدّم هذا الحديث برقم (2817)، في كتاب الإمارة والقضاء (16)، باب رزق الولاة (4). (¬3) أخرجه البخاري في المصدر نفسه، الحديث (3118)، قوله: "يتخوَّضون" بالمعجمتين أي يسرعون، ويدخلون ويتصرفون. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 185، كتاب الجهاد (56)، باب الغلول. . . (189)، الحديث (3073)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1461 - 1462، =

3046 - عن أبي هريرة قال: "أهدى رجلٌ لرسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم غلامًا يقالُ له: مِدْعَمٌ، فبينَما مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا سهمٌ عائِرٌ فقتلَهُ، فقالَ النَّاسُ: هنيئًا له الجنةُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: كلا! والذي نفسي بيدِهِ إنَّ الشَّمْلَةَ التي أخذَها يومَ خيبرَ مِن المغانِمِ لم تُصِبْها المقاسمُ لَتَشْتَعِلُ (¬1) عليهِ نارًا، فلمَّا سمعَ ذلكَ النَّاسُ جاءَ رجلٌ بشِراكٍ أو شِراكَيْنِ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: شِراكٌ مِن نارٍ، أو شِراكانِ مِن نارٍ" (¬2). 3047 - عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "كانَ على ثَقَلِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم رجل يقالُ لهُ كِرْكَرْةُ، فماتَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم هوَ في النَّارِ، فذَهبوا ينظرونَ فوجدُوا عباءَةً قد غلَّها" (¬3). 3048 - قال ابن عمر: "كنا نُصيبُ في مَغازينا العسلَ والعنبَ فنأكلُهُ ولا نرفعُه" (¬4). ¬

_ = كتاب الإمارة (33)، باب غلظ تحريم الغلول (6)، الحديث (24/ 1831)، واللفظ له، قوله: "أُلفِينَّ" أَجِدَنَّ، والرُّغَاء: صوت الإبل، والحَمْحَمَة: صوت الفرس دون الصهيل، والثغاء: صوت الشاء، قوله: "نفس له صياح" يريد بالنفس المملوك الذي يكون قد غلَّه من السبي، وقيل المقتول بغير حق، قوله: "رِقاع تخفِقُ" بكسر الراء جمع رقعة أي ثياب يغلها من الغنيمة أو يأخذه بغير حق، قوله: "صامت" أي ذهب وفضة. (¬1) تحرفت في المطبوعة إلى (لتشعل) والتصويب من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 592، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب هل يدخل في الأيمان. . . (33)، الحديث (6707) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 108، كتاب الإيمان (1)، باب غلظ تحريم الغلول. . . (48)، الحديث (183/ 115) قوله: "سهم عائرٌ" أي لا يدري من رماه، قوله: "شِرَاك" بكسر أوله أحد سيور النعل التي تكون على وجهه. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 187، كتاب الجهاد (56)، باب القليل من الغلول. . . (190)، الحديث (3074) قوله: "ثَقَلِ النَّبِيِّ" أي رحله ومتاعه، وكَرْكَرْة: بفتح الكافين وكسرهما، وقيل غير ذلك. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 255، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما يُصيب من الطعام. . . (20)، الحديث (3154).

3049 - عن عبد اللَّه بن مُغَفَّلٍ قال: "أَصَبْتُ جِرابًا من شحمٍ يومَ خيبرَ فالتزمتُهُ فقلتُ: لا أُعطي اليومَ أَحَدًا مِن هذا شيئًا، فالتَفَتُّ فإذا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يتبسمُ إليَّ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 3050 - عن أبي أُمامة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ فضَّلَني على الأنبياءِ، أو قالَ: فضَّلَ أُمَّتي على الأممِ، وأَحَلَّ لنا الغنائمَ" (¬2). 3051 - عن أنس قال: "قال رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يومئذٍ، يعني يومَ حُنَينٍ: مَن قَتَلَ كافرًا فلهُ سَلَبُه، فقتلَ أبو طلحةَ يومئذٍ عشرينَ رجلًا وأخذَ أَسْلابَهم" (¬3). 3052 - عن عوف بن مالكٍ الأَشجعيّ وخالدِ بنِ الوليدِ: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قَضَى في السلَبِ للقاتلِ، ولم يُخَمِّسْ السلَبَ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 255، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما يُصيب من الطعام (20)، الحديث (3153)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1393، كتاب الجهاد. . . (32)، باب جواز الأكل من طعام. . . (25)، الحديث (72/ 1772) واللفظ له، قوله: "جرابًا" بكسر الجيم، وعاء معروف. (¬2) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 11/ 440 - 441، الحديث (32070) وعزاه لسعيد بن منصور في السنن، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 248، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 123، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الغنيمة (5)، الحديث (1553)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 308، الحديث (8001). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 114، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 229، كتاب السير، باب من قتل قتيلًا فله سَلَبُه، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 162، كتاب الجهاد (9)، باب في السَّلَب. . . (147)، الحديث (2718). (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن 2/ 261، كتاب الجهاد، باب النفل والسلب. . .، الحديث (2698) واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 26، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 165، من طريق سعيد بن منصور، كتاب الجهاد (9)، باب في السلَبِ لا يُخَمَّس (149)، الحديث (2721).

3053 - عن عبد اللَّه بنِ مسعودٍ قال: "نَفَّلني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يومَ بدرٍ سيفَ أبي جهلٍ وكانَ قَتَلَهُ" (¬1). 3054 - عن عُمَيْر مَوْلى أبي اللحمِ قال: "شهدتُ خيبرَ مع سادَتي فكلَّمُوا في رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم، فكلَّمُوه أني مملوكٌ، فأَمَرَني فقُلِّدْتُ سيفًا فإذا أَنا أجرُّه، فأمرَ لي بشيء من خُرْثيِّ المتاعِ، وعرضتُ عليهِ رقيةً كنتُ أرْقي بها المجانينَ، فأمرني بطرحِ بعضِها وحبسِ بعضِها" (¬2). 3055 - عن مُجمِّعِ بن جاريةَ قال: "قُسِمَتْ خيبرُ على أهلِ الحُدَيْبيةِ، قسمَها رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ثمانيةَ عشرَ سهمًا، وكانَ الجيشُ ألفًا وخمسمائةٍ" (¬3)، [قال] (¬4) الشيخ: فيهم ثلثمائة فارسٍ! وهذا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 166، كتاب الجهاد (9)، باب من أجاز على جريح. . . (150)، الحديث (2722). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 223، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 226، كتاب السير، باب في سهام العبيد. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 171، كتاب الجهاد (9)، باب في المرأة والعبد. . . (152)، الحديث (2730)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 127، كتاب السير (22)، باب هل يسهم للعبد (9)، الحديث (1557)، واللفظ له وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 952، كتاب الجهاد (24)، باب العبيد والنساء. . . (37)، الحديث (2855)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 131، كتاب قسم الفيء، باب أُعطي الفارس سهمين. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، قوله: "خُرْثيِّ" بضم المعجمة وسكون الراء، وكسر المثلثة، وتشديد الياء أي أثاث البيت وإسقاطه كالقدر وغيره. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 400 - 401، كتاب الجهاد، باب من قال للفارس سهمان (2223) الحديث (15031). وأَحمد في المسند 3/ 420، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 174 - 175، كتاب الجهاد (9)، باب فيمن أسهم له سهمًا (155)، الحديث (2736) واللفظ له، وما ذكره البغوي عن الوهم، جاء ذكره عقب رواية أبي داود فقال: (وأرى الوهم في حديث "مجمع" أنَّه قال: ثلثمائة فارس! وكانوا مائتي فارس)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 105 - 106، كتاب السير، الحديث (18)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 445، والحديث (1082). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 131، كتاب قسم الفيء، باب أعطي الفارس سهمين. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 325، كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب ما جاء في سهم الراجل والفارس. (¬4) ليست في مخطوطة برلين.

وهم إنما كانوا مائتي فارسٍ. 3056 - عن حبيب بن مَسْلَمة الفِهريِّ قال: "شهدتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَفَّلَ الربعَ في البَدْأَةِ، والثُلُثَ في الرجعةِ" (¬1). 3057 - وعن حبيب بن مَسْلَمَة الفِهْري: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يُنفِّل الربُعَ بعدَ الخُمْسِ، والثلُثَ بعدَ الخُمْسِ إذا قَفَلَ" (¬2). 3058 - عن أبي الجُويرية الجَرْمي أنَّه قال: "أصبتُ بأرضِ الرومِ جرَّةً حمراءَ فيها دنانيرُ في إمْرَةِ مُعاوية، وعلينا رجلٌ مِنْ أصحابِ رسُولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يُقالُ لهُ مَعْن بنُ يزيدَ، فأتَيْتُه بها بقَسَمها بينَ المُسلمينَ وأعطاني منها مِثلَ ما أعطَى رجُلًا منهم، ثمَّ قال: لولا أنِّي سمعت رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: لا نَفْلَ إلَّا بعدَ الخُمْسِ، لأعطَيْتُكَ" (¬3). 3059 - عن أبي موسى الأشعري قال: "قَدِمْنا فوافَقْنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حينَ افتتحَ خَيْبَرَ فأسهمَ لنا -أو قال: فأعطانا منها- ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن 2/ 262، كتاب الجهاد، باب النفل والسلب. . .، الحديث (2702)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 160، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 182 - 183، كتاب الجهاد (9)، باب فيمن قال: الخمس قبل النفل (158)، الحديث (2750)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 951 - 952، كتاب الجهاد (24)، باب النفل (35)، عقب الحديث (2853) قوله: "في البَدْأة" بفتح فسكون أي ابتداء سفر الغزو. (¬2) أخرجه أحمد في المصدر السابق، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 229، كتاب السير، باب النفل بعد الخمس، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (2749) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في المصدر السابق، الحديث (2851)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 133، كتاب قسم الفيء، باب تنفيل الثلث. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، قوله: "إذا قفل" أي إذا رجع من الغزو. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 470 في مسند معين بن يزيد السلمي رضي اللَّه عنه. وأبو داود في السنن 3/ 187، كتاب الجهاد (9)، باب في النفل من الذهب والفضة. . . (160)، الحديث (2753).

وما قسمَ لأحَدٍ غابَ عنْ فتحِ خَيْبَرَ منها شيئًا إلَّا لمنْ شهَدَ معة إلَّا أصحابَ سفينَتِنا جعفرًا وأصحابَهُ، أسهمَ لهمْ معهم" (¬1). 3060 - عن زَيْد بن خالد "أنَّ رجُلًا مِنْ أصحابِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم تُوفِّيَ يومَ خيبرَ فذكرُوا لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: صَلُّوا على صاحِبِكُمْ. فتغيَّرَتْ وجوه النَّاسِ لذلك، فقال: إنَّ صاحِبَكمْ غَلَّ في سبيلِ اللَّه. ففَتَّشْنا متاعَهُ فوجَدْنا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ يَهودَ لا يُساوي دِرهَمَيْنِ" (¬2). 3061 - عن عبد اللَّه بن عَمرو قال: "كانَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أصاب غنيمةً أمرَ بلالًا فنادَى في الناسِ، فيَجيئونَ بغنائِمِهِمْ، فيُخمِّسهُ ويقْسِمهُ، فجاءَ رجلٌ بعدَ ذلكَ بزِمام مِنْ شَعْرٍ فقال: هذا فيما كُنَّا أصبناهُ مِنَ الغَنيمَةِ، فقال: أسمِعْتَ بلالًا نادَى ثلاثًا؟ قال: نعم، قال: فما مَنَعَكَ أنْ تجيءَ بهِ؟ فاعتذَرَ، قال: كنْ أنتَ تجيءُ بهِ يومَ القِيامةِ، فلنْ أقبلهُ عنك" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود بلفظه في السنن 3/ 168، كتاب الجهاد (9)، باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له (151)، الحديث (2725)، وأخرجه البخاري بلفظ مقارب في الصحيح 7/ 484، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4230)، وفي 7/ 487، الحديث (4223). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 458، كتاب الجهاد (21)، باب ما جاء في الغلول (13)، الحديث (23)، وأَحمد في المسند 4/ 114، و 5/ 192، وأبو داود في السنن 3/ 155، كتاب الجهاد (9)، باب في تعظيم الغلول (143)، الحديث (2710)، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 64، كتاب الجنائز (21)، باب الصلاة على من غل (66)، وابن ماجه في السنن 2/ 950، كتاب الجهاد (24)، باب الغلول (34)، الحديث (2848). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 213، وأبو داود في السنن 3/ 156، كتاب الجهاد (9)، باب في الغلول إذا كان يسيرًا. . . (144)، الحديث (2712) وزمام الشعر: الخطام.

3062 - عن عمرو بن شُعَيْب، عن أَبيه، عن جده "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمرَ حَرَّقُوا متاعَ الغالِّ وضربُوه" (¬1). 3063 - عن سَمُرة بن جُندب قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "مَنْ يكْتُمْ غالًّا فإنَّهُ مثلُه" (¬2). 3064 - عن أبي سعيد الخُدرِي قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ شَرْي المغانِمِ حتَّى تُقْسَمَ" (¬3). 3065 - عن أبي أُمامة عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم "أنَّه نَهَى أنْ تُباعَ السِّهامُ حتَّى تُقْسَمَ" (¬4). 3066 - عن خَوْلَة بنت قَيْس قالت: سمعتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمنْ أصابَهُ بحقِّهِ بُورِكَ فيهِ، ورُبَّ مُتخَوِّضٍ فيما شاءتْ بهِ نفسُهُ مِنْ مالِ اللَّه ورسُولِهِ ليسَ لهُ يومَ القِيامَةِ إلَّا النَّارُ" (¬5). 3067 - عن ابن عباس "أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم تنفَّلَ سَيْفَهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 158، كتاب الجهاد (9)، باب في عقوبة الغال (145)، الحديث (2715)، والحاكم في المستدرك 2/ 131، كتاب قسم الفيء، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 102، كتاب السِيَر، باب لا يقطع من غلّ في الغنيمة. (¬2) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه، باب النهي عن الستر على من غل (146)، الحديث (2716). وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 7/ 302 - 303، الحديثان (7023 - 7024). وعزاه المتّقي الهندي في كنز العمال 16/ 25 الحديث (43775) لسيد بن منصور. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 42، والترمذي في السنن 4/ 132، كتاب السير (22)، باب في كراهية بيع الغانم حتى تقسم (14)، الحديث (1563)، وابن ماجه في السنن 2/ 740، كتاب التجارات (12)، باب النهي عن شراء ما في بطون الأنعام. . . (24)، الحديث (2196). (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 226، كتاب السير، باب في النهي عن بيع المغانم حتى تقسم. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 6/ 378، والترمذي في السنن 4/ 587، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في أخذ المال (41)، الحديث (2374) وقال: (حسن صحيح).

ذا الفَقارِ يومَ بَدْرٍ، وهو الذي رأَى فيها الرُّؤْيا يومَ أُحُدٍ" (¬1). 3068 - عن رُوَيْفِع بن ثابت أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللَّه واليومِ الآخِرِ فلا يركبْ دابَّةً منْ فَيْءِ المُسلمينَ حتَّى إذا أعْجَفَها ردَّها فيهِ، ومنْ كانَ يُؤمنُ باللَّه واليومِ الآخِرِ فلا يلبسْ ثوبًا منْ فَيْءِ المُسلمينَ حتَّى إذا أخْلَقَهُ رَدَّهُ فيهِ" (¬2). 3069 - وعن محمد بن أبي المجالدِ عن عبد اللَّه بن أبي أوْفى قال: "قلتُ هلْ كنتمْ تُخَمِّسُونَ الطعامَ في عهدِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقال: أصَبْنا طعامًا يومَ خَيْبَرَ وكانَ الرجُلُ يَجيءُ فيأخُذُ منهُ مِقْدارَ ما يكفيهِ ثمَّ ينصرِفُ" (¬3). 3070 - عن ابن عمر "أنّ جيشًا غَنِمُوا في زَمانِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم طعامًا وعَسَلًا، فلمْ يُؤخذْ منهمُ الخُمْس" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 271، والترمذي في السنن 4/ 130، كتاب السير (22)، باب في النفل (12)، الحديث (1561)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 939، كتاب الجهاد (24)، باب السلاح (18)، الحديث (2808) إلى قوله "يوم بدر". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 108، 109، والدارمي في السنن 2/ 230، كتاب السير، باب النهي عن ركوب الدابة من المغنم، وأبو داود في السنن 2/ 616، كتاب النكاح (6)، باب في وطء السبايا (45)، الحديث (2159)، وفي 3/ 153، كتاب الجهاد (9)، باب في الرجل ينتفع من الغنيمة بالشيء (141)، الحديث (2708) واللفظ له، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (403)، كتاب الجهاد (26)، باب ما ينهى عنه من استعمال الشيء من الغنيمة قبل القسمة (44)، الحديث (1675) قوله "أعجفها" أي أضعفها، و"أخلقه" أي أبلاه. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 151، كتاب الجهاد (9)، باب في النهي عن النهبى (138)، الحديث (2704)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 126، كتاب الجهاد. (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 3/ 149، باب في إباحة الطعام في أرض العدو (137)، الحديث (2701)، وأخرجه ابن حبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن 402، كتاب الجهاد، باب في الغنائم (39)، الحديث (1670)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 59، كتاب السير، باب السرية تأخذ العلف والطعام.

3071 - عن القاسم مَوْلى عبد الرحمنِ عن بعض أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كُنَّا نأكُلُ الجَزورَ في الغزْوِ ولا نقسِمُهُ، حتَّى إنْ (¬1) كنَّا لنرجِعُ إلى رِحالِنا وأخْرِجَتنا منهُ مملوءةٌ" (¬2). 3072 - عن عبادة بن الصامت أنَّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم كان يقول: "أدُّوا الخِياطَ والمِخْيَطَ، وإيَّاكمْ والغُلُولَ فإنَّهُ عارٌ على أهلِهِ يومَ القِيامَةِ" (¬3). 3073 - عن عمرو بن شُعَيْب، عن أَبيه، عن جده قال: "دَنا النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم منْ بعيرٍ فأخذَ وَبَرَةً منْ سَنامِهِ ثمَّ قال: يَا أيُّها النَّاسُ إنَّهُ ليسَ لي منْ هذا الفَيْءِ شيءٌ ولا هذا -ورفعَ أُصبعَهُ- إلَّا الخُمْسَ، والخُمْسُ مَردودٌ عليكمْ فَأَدُّوا الخِياطَ والمِخْيَطَ. فقامَ رجُلٌ في يدِهِ كُبَّةٌ منْ شَعرٍ فقال: أخذتُ هذهِ لأصلحَ بها بَرْذعَةً، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أمَّا ما كانَ لي ولبَني عبدِ المطَّلِبِ فهوَ لَكَ. فقال: أمَّا إذْ بلَغَتْ ما أَرَى فلا أَرَبَ لي فيها، ونَبَذَها" (¬4). ¬

_ (¬1) تحرفت في مخطوطة برلين إلى: (إذا). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 152، كتاب الجهاد (9)، باب في حمل الطعام من أرض العدو (139)، الحديث (2706)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 61، كتاب السير، باب ما فضل في يده من الطعام والعلف في دار الحرب والأخرجة: الأوعية. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 318، والدارمي في السنن 2/ 230، كتاب السير، باب ما جاء أنَّه قال أدوا الخياط والمخيط، واللفظ له، وابن ماجه في السنن 2/ 950، كتاب الجهاد (24)، باب الغلول (34)، الحديث (2850). والخِياط أي الخيط أو جمعه، والمِخْيَط: الإبرة. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 184، وأبو داود في السنن 3/ 142 - 143، كتاب الجهاد (9)، باب في فداء الأسير بالمال (131)، الحديث (2694) واللفظ له، والنسائي في المجتبى من السنن 6/ 264، كتاب الهبة (32)، باب هبة المشاع (1)، قوله: كُبَّةٌ من شعر: قِطَعٌ مُكبكبة من غزل شعر، والبرذعة: كساء يجعل تحت رحل البعير، بالدال والذال، والجمع: البراذع، والْأَرَبُ: الحاجة. ونبذها: ألقاها.

9 - باب الجزية

3074 - عن عمرو بن عَبَسة قال: "صلَّى بنا رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى بَعيرٍ منَ المغنمَ فلمَّا سلَّمَ أَخَذ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ البَعيرِ، ثمَّ قال: ولا يَحِلُّ لي منْ غنائِمِكُمْ مثلُ هذا إلَّا الخُمْس، والخُمْسُ مَردودٌ فيكُمْ (¬1) " (¬2). 3075 - عن جُبَيْر بن مُطْعِم قال: "لمَّا قَسَمَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سهْمَ ذَوي القُرْبَى بينَ بَني هاشِمٍ وبَني المُطَّلب أتيتُهُ أنا وعُثمانُ بنُ عفَّانَ فقلنا: يا رسُولَ اللَّه هؤلاءِ إخوانُنا منْ بَني هاشِمٍ لا نَنْكُرُ فضلَهُمْ لمكانِكَ الذي وَضَعَكَ اللَّه منهُم، أرأَيْتَ إخوانَنا منْ بَني المطَّلِبِ أعطيتَهُمْ وترَكْتَنا، وإنَّما قرابَتُنا وقَرابَتُهم واحِدَة. فقالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أمّا بَنُو هاشِمٍ وبَنُو المطَّلِبِ فشيءٌ واحِدٌ هكذا -وشبَّكَ بين أصابِعِهِ" (¬3). وفي رواية: "أنَّا وبَنُو المطَّلِبِ لا نفتَرِقُ في جاهِليَّةٍ ولا إسلامٍ وإنَّما نحنُ وهُمْ شيءٌ واحِدٌ، وشبَّكَ بينَ أصابعِهِ" (¬4). 9 - باب الجِزْيَة مِنَ الصِّحَاحِ: 3076 - عن بُرَيْدة قال: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أَمَّرَ أميرًا على جَيْشٍ أو سَريَّةٍ أوصاهُ، وقال: إذا لقيتَ عدُوَّكَ فادْعُهُمْ إلى الإِسلامِ ¬

_ (¬1) ما أثبتناه من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ أبي داود، وفي المطبوعة: (عليكم) وهو لفظ الحاكم والبيهقي. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 881، كتاب الجهاد (9)، باب في الإِمام يستأثر بشيء من الفيء لنفسه (161)، الحديث (2755)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 616، كتاب معرفة الصحابة، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 339، كتاب قسم الفيء والغنيمة، جماع أبواب تفريق الخمس، باب سهم اللَّه وسهم رسوله. (¬3) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 125، كتاب الجهاد، الحديث (411)، وبمعناه عند البخاري وقد تقدم برقم (3041) في الباب نفسه. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 383 - 384، كتاب الخراج والإمارة (14)، باب في بيان مواضع قسم الخمس (20)، الحديث (2980)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 130 - 131، كتاب قسم الفيء (38).

فإنْ أجابوكَ فاقبلْ منهُمْ، فإنْ أَبَوْا فسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فإنْ أَبَوْا فاستَعِنْ باللَّه وقاتِلْهُمْ" (¬1). 3077 - عن بَجالة (¬2) قال: "كنتُ كاتِبًا لجَزْء بن مُعاويةَ عمِّ الأحنفِ بن قَيْس، فأتانا كتابُ عُمرَ بنِ الخطَّابِ قبلَ موتهِ بسنَةٍ أنْ فَرِّقُوا بينَ كُلِّ ذِي مَحرمٍ مِنْ المَجُوسِ، وِلَمْ يكُنْ عُمرُ أَخَذَ الجِزْيَةَ مِنَ المجوس، حتَّى شَهِدَ عبدُ الرحمنِ بنُ عَوْفٍ أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أخذَها منْ مجوسِ هَجَرَ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 3078 - عن مُعاذ قال: "بعثَني النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إلى اليمنِ فأمرَهُ أنْ يأخُذَ منْ كُلِّ حالِمٍ دينارًا أوْ عِدْلَهُ مَعافِرَ" (¬4). 3079 - وعن ابن عباس قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1357، كتاب الجهاد والسير (32)، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث (2)، الحديث (3/ 1731)، وقد تقدم برقم (2976) في باب الكتاب إلى الكفار ودعاؤهم إلى الإِسلام (4). (¬2) تابعي شهير كبير، تميمي بصري وهو ابن عبدة، وماله في البخاري سوى هذا الموضع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 260). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 257، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب (1)، الحديث (3156) و (3157) وهَجَرُ: بلدة في البَحْرَيْن. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 230، 233، 247، وأبو داود في السنن 3/ 428، كتاب الخراج والإمارة (14)، باب في أخذ الجزية (30)، الحديث (3038) و (3039)، وزاد "ثياب تكون باليمن" والترمذي في السنن 3/ 20، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء في زكاة البقر (5)، الحديث (623)، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 26، كتاب الزكاة (23)، باب زكاة البقر (8)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 203، كتاب الزكاة (7)، باب فرض الزكاة (1)، الحديث (794)، والحاكم في المستدرك 1/ 398، كتاب الزكاة، باب زكاة البقر، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. و"المعافر": أثواب منسوبة لمعافر بن مُرّة.

وسلم: "لا تصلُحُ قِبلَتانِ في أرض واحِدةٍ، وليسَ على المسلمِ جِزْيَةٌ" (¬1). 3080 - عن أَنس قال: "بعثَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم خالدَ بنَ الوليدِ إلى أُكَيْدِرِ دُومَةَ فأخذُوهُ فأتَوْهُ بهِ، فحقَنَ لهُ دمَهُ وصالَحَهُ على الجِزْيَةِ" (¬2). 3081 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّما العُشُورُ على اليَهُودِ والنَّصارَى وليسَ على المُسلمِينَ عُشُورٌ" (¬3). 3082 - عن عُقْبة بن عامِر قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه إنَّما نمرُّ بقومٍ فلا هُمْ يُضَيِّفُوننا ولا هُمْ يُؤدُّونَ ما لنا عليهمْ مِنَ الحق ولا نحنُ نأخُذُ منهمْ، فقالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنْ أَبَوْا إلَّا أنْ تأخُذُوا كَرْهًا فخُذُوا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 223، 285، وأبو داود في السنن 3/ 438، كتاب الخراج والإِمارة (14)، باب في الذمي يسلم. . . (34)، الحديث (3053)، والترمذي في السنن 3/ 27، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء ليس على المسلمين جزية (11)، الحديث (633). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 427، كتاب الخراخ والإِمارة (14)، باب في أخذ الجزية (30)، الحديث (3037)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 186، كتاب الجزية، باب من قال تؤخذ منهم الجزية. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 59 في ترجمة رجل من بني تغلب، وأَحمد في المسند 3/ 474، 5/ 410، كلاهما من طريق حرب بن هلال الثقفي عن أبي أمية رجل من تغلب، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 474، 4/ 322، وأبو داود في السنن 3/ 435، كتاب الخراج والإِمارة (14)، باب في تعشير أهل الذمة (33)، الحديث (3048)، كلاهما من طريق رجل من بكر بن وائل عن خاله، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 474، من طريق حرب بن عبيد اللَّه الثقفي عن خاله، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (3046) من طريق حرب بن عبيد اللَّه عن جده أبي أمه عن أَبيه واللفظ له، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 60، ق 1، ج 2، باب حرب، الحديث (220)، وساق اضطراب الرواة فيه. (¬4) حديث صحيح أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1353، كتاب اللقطة (31)، باب الضيافة ونحوها (3) الحديث (17/ 1727)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 148، كتاب السير (22)، باب ما يحل من أموال أهل الذمة (32)، الحديث (1589)، وقال: (حديث حسن).

10 - باب الصلح

10 - باب الصلح مِنَ الصِّحَاحِ: 3083 - عن المِسْوَر بنِ مَخْرَمَة ومَرْوانَ بنِ الحَكَم قالا: "خَرَجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عام الحُدَيْبِيَةِ (¬1) في بِضْعِ عشرةَ مائةً منْ أصحابِهِ، فلما أَتَى ذا الحُلَيْفةِ قلَّدَ الهَدْيَ وأَشْعَرَه (¬2) وأحرمَ منها بعُمرةٍ، وسارَ حتَّى إذا كانَ بالثَّنيَّةِ التي يُهبَط عليهمْ مِنها بَرَكَتْ به راحلتُه، فقال النَّاس: حَلْ حَلْ (¬3) خَلَأتِ (¬4) القَصْواءُ خلَأتِ القَصْواءُ، فقال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ما خلأتِ القَصْواءُ وما ذاكَ لها بخُلُق (¬5) ولكنْ حَبَسَها حابِسُ الفيلِ، ثمَّ قال: والذي نَفْسي بيدِهِ لا يَسْألوني خُطَّةً يُعَظِّمون فيها حُرُماتِ اللَّه إلَّا أعْطَيْتُهم إيَّاها. ثمَّ زَجَرَها فوثَبتْ، فعَدَلَ عنهمْ حتَّى نَزَلَ بأقصَى الحُدَيْبِيةِ على ثَمَدٍ (¬6) قليلِ الماءِ يتَبَرَّضهُ (¬7) النَّاسُ تَبرُّضًا، فلم يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حتَّى نزَحوهُ وشُكيَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم العطشُ، فانتَزَعَ سَهْمًا من كِنانتِهِ ثمّ أمرَهمْ أنْ يَجعلوهُ فيه، فَوَاللَّهِ ما زالَ يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صَدَروا عنهُ، فبَيْنما هُمْ كذلك إِذْ جاءَ بُدَيْل بنُ وَرْقاءَ الخُزاعيُّ في نَفَرٍ مِنْ خُزاعةَ -ثم أتاه عُرْوةُ بنُ مسعودٍ وساقَ الحديثَ إلى أنْ قال: إذْ جاء سُهيلُ بن عَمْرو، فقال النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: اكتُبْ هذا ما قاضى عليهِ مُحمدٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم. فقال سُهيلٌ: واللَّه لو كنَّا نَعلمُ أنَّكَ رسولُ اللَّهِ ما صَدَدْناكَ عن البيتِ ¬

_ (¬1) الحديبية: موضع قريب من مكة سمي ببئر هناك. (¬2) تقليده: أن يعلق شيء على عنق البدنة ليعلم أنها هدي، وإشعاره: أن يطعن في سنامه الأيمن أو الأيسر حتى يسيل الدم منه ليعلم أنه هدي. (¬3) كلمة زجر للبعير إذا حثثته على الانبعاث. (¬4) خلأت: أي بركت من غير علة والقصواء: الناقة المقطوع طرف أذنها. (¬5) بخُلُق: أي بعادة. (¬6) ثَمَد: أي حفيرة فيها ماء قليل. (¬7) يتبرضه الناس: أي يأخذونه قليلًا قليلًا.

ولا قاتَلْناك، ولكن اكتُبْ محمدُ بنُ عبْدِ اللَّهِ، فقال النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: واللَّهِ إنِّي لَرسولُ اللَّهِ وإنْ كَذَّبتُموني، اكتُبْ محمدُ بنُ عبدِ اللَّه. فقال: سُهيلٌ: وعلى أنْ لا يأْتِيكَ منَّا رجُلٌ وإنْ كانَ على دينِكَ إلَّا ردَدْتَهُ علينا فلما فَرَغَ مِنْ قضيةِ الكِتابِ قال رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأصْحابِهِ: قوموا فانحرُوا ثم احْلقُوا. ثم جاء نِسوةٌ مؤمِناتٌ، فأنزلَ اللَّه عزّ وجلّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ. . .} (¬1) الآية. فنهاهُم اللَّه عزّ وجلّ أنْ يَردُوهُنَّ وأَمَرهُم أَنْ يَردُّوا الصَّداقَ. ثم رَجَعَ إلى المدينةِ فجاءَهُ أبو بَصيرٍ رجلٌ منْ قُرَيْشٍ وهو مُسلمٌ فأرسَلوا في طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فدفعَهُ إلى الرجُلَين، فخرجا بهِ حتَّى إذا بَلَغا ذا الحُلَيْفة نزلُوا يأكلونَ منْ تمرٍ لهمْ، فقال أبو بَصيرٍ لأحدِ الرجُلَين: واللَّهِ إنِّي لَأرى سَيفَكَ هذا يَا فُلانُ جيِّدًا، فَأَرِني أنظُرْ إليهِ، فأَمْكَنَهُ منهُ، فضَرَبَهُ حتَّى بَرَدَ (¬2)، وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ، فدخَلَ المسجدَ يَعْدو، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لقد رأَى هذا ذُعْرًا. فقالَ: قُتِلَ واللَّهِ صاحِبي وإنِّي لَمقتولٌ. فجاءَ أبو بَصيرٍ، فقال النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ويَلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَربِ (¬3) لو كانَ لهُ أحدٌ. فلمَّا سمِعَ ذلكَ عَرَفَ أنَّهُ سيَرُدُّهُ إليهمْ، فخَرَجَ حتَّى أَتَى سيفَ (¬4) البحرِ، قال: وتفلّتَ أَبو جَنْدَل بنُ سُهيلٍ فلَحِقَ بأبي بَصيرٍ، فجعلَ لا يخرجُ من قُرَيشٍ رجلٌ قد أَسْلَمَ إلَّا لَحِقَ بأَبي بَصيرٍ، حتَّى اجتمعَتْ منهُمْ عِصابةٌ، فواللَّهِ ما يَسْمعونَ بعِيرٍ خَرَجَتْ لقُرَيْش إلى الشأْمِ إلَّا اعترَضُوا لها فقَتَلُوهم وأَخَذوا أموالَهم فأرسلَتْ قُريشٌ إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم تُناشِدُهُ اللَّهَ والرَّحِمَ لما ¬

_ (¬1) سورة الممتحنة (60)، الآية (10). (¬2) برد: أي مات. (¬3) أي هو من يحمي الحرب ويهيج القتال. (¬4) السِّيف: ساحل البحر.

أرسلَ، فمنْ أتاهُ فهوَ آمِنٌ، فأرسلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إليهم" (¬1). 3084 - عن البراء بن عازِب قال: "صالحَ النَّبيُ صلى اللَّه عليه وسلم المُشْرِكينَ يومَ الحُدَيْبيةِ على ثلاثةِ أشياءَ: على أَنَّ مَنْ أتاهُ مِنَ المُشركينَ ردَّهُ إليهِمْ، ومَنْ أتاهُمْ مِنَ المُسلمينَ لم يَرُدُّوه. وعلى أنْ يدخُلَها مِنْ قابلٍ ويُقيمَ بها ثلاثةَ أَيَّامٍ، ولا يدخُلَها إلَّا بجُلُبَّانِ السِّلاحِ: السَّيْفِ والقوسِ ونحوه. فجاءه أبو جَندَلٍ -وهو ابن سُهيل آمنَ برسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقيَّدَهُ أبوه فخرجَ إلى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في قَيْدِهِ فردَّهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم (¬2) -يَحْجُلُ في قُيودِهِ فردَّهُ إليهمِ" (¬3). 3085 - وعن أنس "أنَّ قُرَيْشًا صالَحُوا النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أَنَّ مَنْ جاءَنا منكُمْ لم نَرُدّهُ عليكُمْ، ومَنْ جاءكُمْ منّا رَدَدْتُمُوهُ علينا، فقالوا: يا رسُولَ اللَّه أَنَكْتُبُ هذا؟ قالَ: نَعَمْ، إنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إليهمْ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، ومَنْ جاءَنا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ اللَّهُ لهُ فَرَجًا ومَخْرَجًا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 542، كتاب الحج (25)، باب من أشعر وقلد بذي الحليفة ثم أحرم (106)، الحديث (1694)، وفي 5/ 329، كتاب الشروط (54)، باب الشروط في الجهاد (15)، الحديث (2731). (¬2) ما بين المعترضتين ليس من لفظ البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 303، كتاب الصلح (53)، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان. . .، الحديث (2698)، وفي 5/ 304، باب الصلح مع المشركين (7)، الحديث (2700) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1410، كتاب الجهاد والسير (32)، باب صلح الحديبية في الحديبية (34)، الحديث (92/ 1783)، والجلبان هو ألطف من الجراب يكون من الأدم يوضع فيه السيف مغمدًا ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته ويعلقه في الرحل (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 136) ويحجل: يمشي في مشي الحجل. (¬4) أخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (93/ 1784).

3086 - وقالت عائشة في بَيْعَة النِّساء: "إنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَمتحِنُهُنَّ بهذِه الآية {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ. . .} (¬1) الآية، فمَنْ أَقَرَّتْ بهذا الشَّرْطِ منْهُنَّ قال لها: قد بايَعْتُكِ كلامًا يُكَلِّفها بهِ، واللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امرأةٍ قطُّ في المُبايَعَة" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3087 - عن المِسْوَر ومروان "أنَّهم اصْطَلَحُوا على وضْعِ الحربِ عَشْرَ سنين يأمَنُ فيهنَّ النَّاسُ، وعلى أن بَيْننا عَيْبةً مكفوفةً، وأنَّهُ لا إسْلالَ ولا إغلالَ" (¬3). 3088 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ألا مَنْ ظلمَ مُعاهدًا أو انتقَصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ أو أخذَ منهُ شيئًا بغيرِ طيبِ نَفْسٍ فأنا حَجِيجُهُ يومَ القِيامَةِ" (¬4). 3089 - عن أُمَيْمة بنت رُقَيقة قالت: "بايعتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في نِسْوَةٍ، فقال لنا: فيما اسْتَطَعْتنَّ وأطَقْتنَّ. قلت: اللَّه ورسُولُهُ أرحَمُ ¬

_ (¬1) سورة الممتحنة (60)، الآية (12). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 312، كتاب الشروط (54)، باب ما يجوز من الشروط في الإِسلام (1)، الحديث (2713)، ومسلم في الصحيح 3/ 1489، كتاب الإِمارة (33)، باب كيفية بيعة النساء (21)، الحديث (88/ 1866) واللفظ للبخاري. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 325، ضمن حديث طويل، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 210، كتاب الجهاد (9)، باب في صلح العدو (168)، الحديث (2766) واللفظ له، والعيبة: ما يجعل فيه الثياب، ومكفوفة: أي مشدودة وممنوعة، قيل أي صدرًا نقيًا عن الغل والخداع مطويًا على حسن العهد والوفاء بالصلح، والإملال: السرقة الخفية، والإغلال: الخيانة، وقيل الإسلال: سل السيف، والإِغلال لبس الدرع، أي لا يحارب بعضنا بعضًا. (¬4) أخرجه من رواية صفوان بن سُلَيم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن آبائهم: أبو داود في السنن 3/ 437، كتاب الخراج والإماره (14)، باب في تعشير أهل الذمة (33)، الحديث (3052)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 205، كتاب الجزية، باب لا يأخذ المسلمون من ثمار أهل الذمة. . .

11 - باب [الإجلاء]: إخراج اليهود من جزيرة العرب

بِنا [مِنَّا] (¬1) بأنفُسِنا، قلت: يَا رسُولَ اللَّه بايِعْنا، تعني صافِحْنا، قال: إنَّما قَوْلي لمائَةِ امرأَةٍ كقَوْلي لامرأَةٍ واحِدةٍ" (¬2). 11 - باب [الإِجلاء] (¬3): إخراج اليهود من جزيرة العرب مِنَ الصِّحَاحِ: 3090 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "بَيْنا نحنُ في المسْجِدِ، [إذ] (¬4) خَرَجَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: انطلِقُوا إلى يَهُودَ فَخَرَجْنا معهُ حتَّى جَئْنا بَيْتَ المدراسِ، فقامَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ أسْلِمُوا تَسْلَمُوا، واعْلَمُوا أنَّ الأرضَ للَّهِ ولرسُولهِ، وإنِّي أُريدُ أَنْ أُجْلِيَكُم مِنْ هذِهِ الأرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ منكُمْ بمالِهِ شيئًا فلْيَبِعْه" (¬5). 3091 - عن ابنِ عمرَ قال: "قامَ عمرُ خَطِيبًا فقال: إنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ عامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ على أموالِهم وقال: نُقِرُّكمْ على ¬

_ (¬1) ليست في المطبوعة، والصواب إثباتها كما في مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 982، كتاب البيعة (55)، باب ما جاء في البيعة (1)، الحديث (2)، وأَحمد في المسند 6/ 357، والترمذي في السنن 4/ 151 - 152، كتاب السير (22)، باب ما جاء في بيعة النساء (37)، الحديث (1597) وقال: (حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلَّا من حديث محمد بن المنكدر)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 149، كتاب البيعة (39)، باب بيعة النساء (18)، وابن ماجه في السنن 2/ 959، كتاب الجهاد (24)، باب بيعة النساء (43)، الحديث (2874)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 34، كتاب الإِيمان (1)، باب بيعة النساء (3)، الحديث (14). (¬3) اسم هذا الباب في مخطوطة برلين (باب الاجلاء). (¬4) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري في لَفْظَيْهِ، وهي عند مسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 270، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب (6)، الحديث (3167)، وفي 13/ 314، كتاب الاعتصام (96)، باب {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (18)، الحديث (7348)، ومسلم في الصحيح 3/ 1387، كتاب الجهاد والسير (32)، باب إجلاء اليهود من الحجاز (20)، الحديث (61/ 1765)، وبيت المدراس: الموضع الذي يقرأ فيه أهل الكتاب كتبهم ويدرسونها فيه.

ما أَقَركُمُ اللَّهُ. وقد رأَيْتُ إجلاءهُم، فلمَّا أَجْمَعَ عُمرُ على ذلِكَ أتاهُ أحدُ بني أبي الحُقَيقِ فقال: يَا أميرَ المؤمنينَ أَتُخرِجُنا وقد أَقَرَّنا محمدٌ وعامَلَنا على الأموالِ؟ فقالَ عمرُ: أَظَنَنْتَ أنِّي نسيتُ قولَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: كيفَ بكَ إذا أُخْرِجْتَ من خَيْبَرَ تَعْدُو بكَ قَلُوصُكَ ليْلةً بعدَ لَيْلة. فقال: هذِهِ كانتْ هُزَيْلةً من أبي القاسمِ. قال: كذبتَ يَا عدوَّ اللَّهِ. فأجلاهم عمرُ، وأَعْطاهم قِيمةَ ما كانَ لهمْ مِنَ الثمرِ مالًا وإبلًا وعُروضًا من أقتابٍ وحِبالٍ وغيرِ ذلك" (¬1). 3092 - عن ابن عباس "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَوْصى بثَلاثةٍ قال: أخْرِجُوا المُشْرِكينَ مِنْ جَزيرَةِ العَرَبِ، وأَجِيزوا الوَفْدَ بنَحْوِ ما كُنتُ أُجيزُهُم. قال ابن عباس: وسكتَ عَنِ الثَّالثَةِ، أو قال: فأُنْسِيتها" (¬2). 3093 - عن جابر بن عبد اللَّه قال: أخبرني عمر بن الخطَّاب رضي اللَّه عنه أنَّه سمعَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: لَأخْرِجَنَّ (¬3) اليهودَ والنَّصارَى مِنْ جَزيرَةِ العَرَبِ حتَّى لا أدعَ (¬4) إلَّا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 327، كتاب الشروط (54)، باب إذا اشترط في المزارعة (14)، الحديث (2730)، والقلوص: الناقة الشابة القوية، وقوله: "هُزيلة" تصغير هزلة وهي المرة من الهزل الذي هو نقيض الجد، والأقتاب: جمع قَتَب أي الرحل للجمل. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 170، كتاب الجهاد (56)، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة (176)، الحديث (3053) وفي 6/ 270 - 271، كتاب الجزية والوادعة (58)، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب (6)، الحديث (3168)، وفي 8/ 132، كتاب المغازي (64)، باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته (83)، الحديث (4431)، ومسلم في الصحيح 3/ 1257 - 1258، كتاب الوصية (25)، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه (5)، الحديث (20/ 1637). (¬3) العبارة في المطبوعة: (لئن بقيت لأخرجنّ) وما أثبتناه موافق للفظ مسلم. (¬4) في المخطوطة زيادة (فيها) وليست عند مسلم.

12 - باب الفيء

مُسْلِمًا" (¬1). وفي رواية: "لَئِنْ عِشْتُ إنْ شاءَ اللَّهُ لَأخْرِجَنَّ اليهودَ والنَّصارَى منْ جَزِيرَةِ العَرَبِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3094 - عن ابن عباس قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تكونُ قِبلتانِ في بلدٍ واحِدٍ" (¬3). 12 - باب الفَيْءِ مِنَ الصِّحَاحِ: 3095 - عن مالِك بن أَوْس بن الحَدَثان قال، قال عمر: "إنَّ اللَّهَ قَدْ خَصَّ رسولَهُ في هذا الفيءِ بشيءٍ لم يُعْطِهِ أَحَدًا غيْرَه، ثمَّ قرأ {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ -إلى قوله- قَدِيرٌ} (¬4)، فكانَتْ هذهِ خالِصَةً لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، يُنْفِقُ على أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهم مِنْ هذا المالِ، ثمَّ يأْخُذُ ما بَقيَ فيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مالِ اللَّهِ" (¬5). 3096 - عن مالِك بن أَوْس بن الحَدَثان عن عمر قال: "كانتْ أموالُ بني النَّضيرِ ممَّا أفاءَ اللَّهُ على رسولهِ ممَّا لم يُوجِفِ المسلمونَ عليهِ بخَيْلٍ ولا رِكابٍ، فكانتْ لِرسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خاصَّةً، يُنْفِقُ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1388، كتاب الجهاد والسير (32)، باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب (21)، الحديث (63/ 1767) دون قوله "لئن بقيت". (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 156، كتاب السير (22)، باب ما جاء في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب (43)، الحديث (1606). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 223، 285، والترمذي في السنن 3/ 27، كتاب الزكاة (5)، باب ما جاء ليس على المسلمين جزية (11)، الحديث (633). (¬4) سورة الحشر (59)، الآية (6). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 198، كتاب فرض الخمس (57)، باب فرض الخمس (1)، الحديث (3094)، ومسلم في الصحيح 3/ 1378، كتاب الجهاد والسير (32)، باب حكم الفيء (15)، الحديث (49/ 1757) واللفظ للبخاري.

على أهلِهِ منها نَفَقَةَ سَنَتِهِ (¬1)، ثُمَّ يَجعل ما بقيَ في السِّلاحِ والكُراعِ عُدَّةً في سَبِيلِ اللَّهِ عزّ وجلّ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3097 - عن عوف بن مالك "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا أتاهُ الفَيْءُ قسمَهُ في يومِهِ، فأعطَى الَأهِلَ حظَّيْنِ وأعطَى الأعزَبَ حظًّا، فدُعِيتُ فأعطاني حظَّيْنِ، وكانَ لي أهلٌ، ثَمَّ دُعيَ بعدِي عمَّارُ بنُ ياسرِ فأُعطيَ حظًّا واحِدًا" (¬3). 3098 - وقال ابن عمر: "رأيتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أوَّلَ ما جاءَهُ شيءٌ بدأَ بالمحرَّرينَ" (¬4). 3099 - وعن عائشة "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أُتيَ بظَبْيةٍ فيها خَرَزٌ فقسَمها للحرَّةِ والأمَة. قالت عائشةُ: كانَ أبي يُقسِمُ للحرِّ والعبدِ" (¬5). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (سنتهم) وما أثبتناه من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 93، كتاب الجهاد (56)، باب المِجَن ومن يترس بترس صاحبه (80)، الحديث (2904)، وفي 8/ 629 - 630، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة الحشر (59)، باب قوله: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} (3)، الحديث (4885)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (48/ 1757)، وقد تقدم برقم (2124) والكراع: اسم لجميع الخيل. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 25، 29، وأبو داود في السنن 3/ 359، كتاب الخراج والإِمارة (14)، باب في قسم الفيء (14)، الحديث (2953). (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 3/ 3558، الحديث (2951)، قال الخطابي في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود) 4/ 204: (قلت: يريد بالمحررين المعتقين، وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم وإنما يدخلون تبعًا في جملة مواليهم). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 6/ 156، 159، وأبو داود في المصدر السابق 3/ 359، الحديث (2952)، والظَّبْية: جراب صغير عليه شعر، وقيل هي شبه الخريطة والكيس (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 155، مادة ظبى).

3100 - عن مالِك بن أَوْس بن الحَدَثان قال: ذكرَ عمرُ بنُ الخطَّابِ يومًا الفَيْءَ فقال: "ما أنا أحقُّ بهذا الفَيْءِ منكمْ، وما أحدٌ مِنَّا بأحقَّ بهِ منْ أحَدٍ، إلَّا أنّا على منازِلِنا منْ كتابِ اللَّه عزَّ وجلَّ، وقَسْمِ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، والرجُلُ وقِدَمُهُ، والرجُلُ وبلاؤُهُ، والرجُلُ وعِيالُهُ، والرجُلُ وحاجَتُهُ" (¬1). 3101 - وقال: "قرأ عمرُ بنُ الخطَّابِ {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} حتَّى بلغَ {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (¬2) فقال: هذِهِ لهؤلاءِ، ثمَّ قرأَ {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} حتَّى بلغَ {وَابْنِ السَّبِيلِ} (¬3)، ثمَّ قال: هذهِ لهؤلاءِ، ثَّم قرأَ {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} حتَّى بلغَ {لِلْفُقَرَاءِ} (¬4)، ثمَّ قرأَ {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} (¬5) ثمّ قال: هذِهِ استَوْعَبَتِ المُسلمينَ عامَّةً، فلئِنْ عِشْتُ فلَيأْتيَنَّ الرَّاعيَ وهو بِسَرْوِ حِمْيَرَ نصيبُه منها، لمْ يَعْرَقْ فيها جَبينُهُ" (¬6). 3102 - عن مالِك بن أَوْس عن عمر قال: "كانَ لرسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثلاثُ صَفايا: بنو النَّضِيرِ وخَيْبَرُ وفَدَكُ، فأمَّا بنو النَّضيِرِ فكانتْ حُبْسًا لنوائِبِهِ، وأمَّا فدَكَ فكانتْ حُبسًا لأبناءِ السبيلِ، وأمَّا خيبرُ فجَزَّأَها ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 358، كتاب الخراج والإمارة (14)، باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعية (13)، الحديث (2950)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 346، كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب ما جاء في قسم ذلك. (¬2) سورة التوبة (9)، الآية (60). (¬3) سورة الأنفال (8)، الآية (41). (¬4) سورة الحشر (59)، الآيات (7 - 8). (¬5) سورة الحشر (59)، الآية (10). (¬6) أخرجه من رواية مالك بن أوس بن الحدثان: عبد الرزاق في المصنف 11/ 101، كتاب الجامع، باب الديوان، الحديث (20040)، وأبو عبيد في الأموال، ص 22 - 23، باب صنوف الأموال التي يليها الأئمة للرعية، الحديث (41) وفي ص 273، كتاب مخارج الفيء، باب الحكم في قسم الفيء، الحديث (526)، وسَرْو حِمْيَر: اسم موضع بناحية اليمن.

رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثلاثةَ أجزاءٍ: جُزءَيْنِ بينَ المُسلمِينَ، وجُزءًا نَفَقَةً لأهلِهِ، فما فَضَلَ عنْ نفقةِ أهلِهِ جعلَهُ بينَ فقراءِ المُهاجِرينَ" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 375 كتاب الخراج والإمارة (14)، باب في صفايا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأموال (19)، الحديث (2967). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 296، كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب مصرف أربعة أخماس الفيء. والصفايا: جمع صفيَّة، أي ما يُصطفى ويختار. وحبسًا لنوائبه: محبوسة لحوائجه.

18 - كتاب الصيد والذبائح

18 - كِتَابُ الصَّيْدِ والذَّبَائِحِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 3103 - عن عَدِيّ بن حاتِم رضي اللَّه عنه أنّه قال: قال لي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أَرسلْتَ كلبَكَ [المعلّمَ] (¬1) فاذكُرِ اسمَ اللَّهِ تعالى، فإنْ أَمْسكَ عليكَ فأدْرَكْتَهُ حيًّا فاذبَحْهُ، وإنْ أدْركْتَهُ قد قَتَلَه ولم يأْكُلْ منهُ فكُلْهُ، وإنْ كان أكلَ فلا تأكلْ فإنما أَمْسكَ على نفسه، وإنْ وَجَدْتَ مع كَلْبِكَ كلبًا غيرَهُ وقد قَتلَ فلا تأكلْ فإنكَ لا تدري أَيُّهُما قتلَهُ، وإذا رمَيْتَ بسهمِكَ فاذْكر اسمَ اللَّهِ، فإنْ غابَ عنك يومًا فلمْ تَجِدْ فيه إلّا أثرَ سهمِكَ فكلْ إنْ شئتَ، وإنْ وجدْتَهُ غريقًا في الماءِ فلا تأكُلْ" (¬2). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي عند البخاري في لفظَيْن، واللفظ هنا أقرب لمسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 279، كتاب الوضوء (4)، باب الماء الذي يُغسل به شعر الإنسان (33)، الحديث (175)، وفي 9/ 609، كتاب الذبائح والصيد (73)، باب إذا أكل الكلب (7)، الحديث (5483) وفي 9/ 610، باب الصيد إذا غاب عنه يومين (8)، الحديث (5484)، وفي 2/ 619، باب إذا وجد مع الصيد كلبًا آخر (9)، الحديث (5486)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1531، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب الصيد بالكلاب المعلمة (1)، الحديث (6/ 1929).

3103 ب- ورُوي عن عَدِيّ أنّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنَّا نُرْسلُ الكِلابَ المعلَّمةَ، قال: كُلْ ما أَمْسكْنَ عليكَ، قلتُ: وإنْ قَتَلْن؟ قال: وإن قَتَلْنَ، قلتُ: إنا نرمي بالمعراضِ، قال: كُلْ ما خَزَقَ وما أصابَ بِعَرْضِهِ فقتلَ فإنَّه وَقيذٌ فلا تأْكُلْ" (¬1). 3104 - عن أبي ثَعْلَبة الخُشَنيّ أنّه قال: "قلتُ: يا نبيَّ اللَّه إنَّا بأرضِ قومٍ منْ أهلِ الكتابِ أفنأْكُلُ في آنِيَتِهم؟ وبأرضِ صيدٍ أَصِيدُ بقَوْسي وبكلبي الَذي ليسَ بِمُعلَّمٍ، وبكلبي المُعلَّم، فما يَصْلحُ لي؟ قال: أما ما ذكَرْتَ منْ آنيةِ أهلِ الكتابِ، فإنْ وَجَدْتُم غيرَها فلا تأْكُلُوا فيها، وإنْ لم تَجِدوا فاغْسِلُوها وكُلُوا فيها، وما صِدْتَ بقَوْسِكَ فذَكرْتَ اسمَ اللَّهِ فكُلْ، وما صِدْتَ بكلْبِكَ المعلَّم فذكرتَ اسمَ اللَّهِ فكُلْ، وما صِدْتَ بكلبِكَ غير مُعَلَّم فأَدْرَكْتَ ذَكاتَه فَكُلْ" (¬2). 3105 - وقال: "إذا رَمَيْتَ بسهْمِكَ فغابَ عنكَ فأَدْركْتَهُ فكُلْ ما لم يُنْتِنْ" (¬3). 3106 - وعن أبي ثَعْلَبة الخشَنيّ رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم "في الذي يُدْرِكُ صَيْدَهُ بعدَ ثلاثٍ: فكُلْهُ ما لم يُنْتِنْ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 604، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب ما أصاب المعراض بعرضه (3)، الحديث (5477)، ومسلم في الصحيح 3/ 1529، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب الصيد بالكلاب المعلّمة (1)، الحديث (1/ 1929)، والمِعراض: السهم الثقيل الذي لا ريش له ولا نصل، والوقيذ: أي موقوذ مضروب ضربًا شديدًا بعصا أو حجر حتَّى مات. وعرضه: ما يجرح به. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (5478)، ومسلم في الصحيح 3/ 1532، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب الصيد بالكلاب المعلمة (1)، الحديث (8/ 1930). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي ثعلبة رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1532، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب إذا غاب عنه الصيد ثم وجده (2)، الحديث (9/ 1931). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (10/ 1931).

3107 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "قالوا: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ها هنا أقوامًا حَديثٌ عهدُهم بشِرْكٍ، يأْتُوننا بلُحْمانٍ لا ندري يذكرونَ اسمَ اللَّهِ عليها أَمْ لا، قال: اذْكُروا أنتُم اسمَ اللَّهِ وكُلُوا" (¬1). 3108 - و"سُئِلَ عليُّ رضي اللَّهُ عنهُ: أَخصَّكُمْ رسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم بشيءٍ؟ فقال: ما خصَّنا بشيءٍ لم يَعُمَّ بهِ الناسَ [كافةً] (¬2) إلَّا ما في قِرابِ سَيْفي هذا، فأخرجَ صحيفةً فيها: لعنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لغيرِ اللَّهِ، ولعنَ اللَّهُ مَنْ سَرَقَ مَنارَ الأرضِ -ويُرْوى: مَنْ غَيَّرَ مَنارَ الأرضِ (¬3) - ولعنَ اللَّهُ مَنْ لعنَ والدَيْهِ، ولعنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا" (¬4). 3109 - عن رافع بن خَدِيج رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّهِ إنَّا لاقُوا العدوِّ غدًا وليْسَتْ معَنا مُدًى أفنذبحُ بالقصَبِ؟ قال: ما أَنهَرَ الدمَ وذُكِرَ اسمُ اللَّهِ [عليه] (¬5) فكُلْ، ليسَ السِّنَّ والظُّفُرَ، وسأُحَدِّثُكَ عنه: أمَّا السِّنُّ فعَظْمٌ، وأمَّا الظُّفُرُ فمُدَى الحَبَشِ. وأصَبْنا نَهْبَ إبِلٍ وغنَمٍ فندَّ منها بعيرٌ فرماهُ رجلٌ بسَهْمٍ فحبَسَهُ، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنِّ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 294 - 295، كتاب البيوع (34)، باب من لم ير الوساوس ونحوها من الشبهات (5)، الحديث (2057)، وفي 9/ 634، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب ذبيحة الأعراب (21)، الحديث (5507)، وفي 13/ 379، كتاب التوحيد (97)، باب السؤال بأسماء اللَّه تعالى والاستعاذة بها (13)، الحديث (7398). (¬2) ليست في المطبوعة، وقد أثبتناها من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1567، كتاب الأضاحي (35)، باب تحريم الذبح لغير اللَّه تعالى ولعن فاعله (8)، الحديث (43/ 1978) من رواية أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي اللَّه عنه قال: "سئل علي. . . ". وقراب السيف: الوعاء الذي يكون فيه السيف بغمده. ومنار الأرض: جمع منارة، وهي علامة الأراضي التي يتميز بها حدودها. (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (45/ 1978). (¬5) ليست في المطبوعة وقد أثبتناها من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم.

لهذِهِ الإِبِلِ أوابِدَ كأوابِدِ الوحْشِ فإذا غَلَبَكُمْ منها شيءٌ فافعلُوا بهِ هكذا" (¬1). 3110 - عن كعب بن مالك رضي اللَّه عنه "أنَّه كانتْ لهُ غنمٌ ترعَى بسَلْعٍ فأبصرَتْ جاريةٌ لنا بشاةٍ مِنْ غَنمِنا مَوْتًا، فكسَرتْ حَجَرًا فذَبَحتْها بهِ، فسألَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأمرَهُ بأكْلِها" (¬2). 3111 - عن شدّاد بن أوْس رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ على كلِّ شيءٍ فإذا قتلتُمْ فأحْسِنوا القِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنوا الذَّبْحَ، ولْيُحِدَّ أحدُكُمْ شفرتَهُ ولْيُرِحْ ذبيحَتَه" (¬3) 3112 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم ينهَى أنْ تُصْبَر بَهيمةٌ أو غيرُها للقتلِ" (¬4). 3113 - وعنه "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لعنَ مَن اتَّخذَ شيئًا فيهِ الرُّوحُ غَرضًا" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 131، كتاب الشركة (47)، باب قسمة الغنم (3)، الحديث (2488)، وفي 9/ 638، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب ما ندَّ من البهائم فهو بمنزلة الوحش (23)، الحديث (5509)، ومسلم في الصحيح 3/ 1558، كتاب الأضاحي (35)، باب جواز الذبح بكل ما أنهر الدم. . . (4)، الحديث (20/ 1968). المُدَى: جمع مدية وهي السكين، وندَّ: أي شرد وفر، والأوابد جمع آبدة وهي التي توحشت ونفرت. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 482، كتاب الوكالة (40)، باب إذا أبصر الراعي أو الوكيل شاة تموت. . . (4)، الحديث (2304)، وسَلْع: اسم جبل بالمدينة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1548، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب الأمر بإحسان الذبح والقتل (11)، الحديث (57/ 1955). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 642، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة (25)، الحديث (5514)، وتصبر: أي تحبس لترمى حتَّى تموت (ابن حجر، فتح الباري 9/ 643). (¬5) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر نفسه، الحديث (5515)، ومسلم في الصحيح 3/ 1549 - 1550، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب النهي عن صبر البهائم (12)، الحديث (59/ 1958) واللفظ له، وقوله: "غرضًا" أي هدفًا.

3114 - وعن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تَتَّخِذُوا شيئًا فيهِ الرُّوحُ غَرضًا" (¬1). 3115 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ الضَّرْبِ في الوَجهِ، وعن الوَسْم في الوجْهِ" (¬2). 3116 - وعنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم مرَّ عليه حمارٌ قد وُسِمَ في وجهِهِ قال: لعنَ اللَّهُ الذي وَسَمَهُ" (¬3). 3117 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "غَدَوْتُ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بعبدِ اللَّهِ بنِ أبي طلحةَ رضي اللَّهُ عنه لِيُحَنِّكَهُ، فوافَيْتُه في يدِه المِيسَمُ يَسِمُ إبلَ الصدقَةِ" (¬4). 3118 - ويروى عن أنسٍ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "دخلتُ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو في مِربَدٍ فرأيتُه يَسِمُ شاةً. حسِبْتُهُ قال: في آذانِها" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1549، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب النهي عن صبر البهائم (12)، الحديث (58 م/1957)، وأخرجه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في الصحيح 9/ 642، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب ما يكره من المثلة (25)، عقب الحديث (5515). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 673، كتاب اللباس والزينة (37)، باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه ووسمه فيه (29)، الحديث (106/ 2116) والوسم أي الكي. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (107/ 2117). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 366، كتاب الزكاة (24)، باب وسم الإمام إبل الصدقة بيده (69)، الحديث (1502)، ومسلم في الصحيح 3/ 1674، كتاب اللباس والزينة (37)، باب جواز وسم الحيوان. . . (30)، الحديث (909/ 2119) و (112/ 2119)، واللفظ للبخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 670، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب الوسم والعلم في الصورة (35)، الحديث (5542)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (110/ 2119)، و (111/ 2119) والمِرْبَد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل وهو مثل الحظيرة للغنم (النووي، شرح صحيح مسلم 14/ 100).

مِنَ الحِسَان: 3119 - عن عَديّ بن حاتِمٍ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قلت: يا رسُولَ اللَّه أرأيْتَ أحدُنا أصابَ صَيْدًا وليسَ معهُ سِكِّينٌ أيذبحُ بالمَرْوَةِ وشِقَّةِ العَصا؟ فقال: أمرِر الدَّمَ بما شِئْتَ واذْكُرِ اسْمَ اللَّه" (¬1). 3120 - عن أبي العُشَراء عن أبيه "أنّه قال: يا رسولَ اللَّه أما تكُونُ الذَّكاةُ إلَّا في الحَلْقِ واللَّبَّةِ؟ فقال: لو طَعَنْتَ في فَخِذِها لأجْزأَ عنكَ" (¬2). 3121 - عن عَديّ بن حاتِم أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ما عَلَّمْتَ مِنْ كَلْبٍ أو بازٍ ثمَّ أرسلتَهُ وذكرتَ اسمَ اللَّه فكُلْ مِمَّا أمسَكَ عليكَ. قلت: إنْ قتلَ؟ قالَ: إذا قَتَلَهُ ولمْ يأْكُلْ منهُ شيئًا فإنَّما أمسكَهُ عليكَ" (¬3). 3122 - عن عَديّ بن حاتِمْ أنّه قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه أرْمي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 256، 258، 377، وأبو داود في السنن 3/ 249 - 250، كتاب الأضاحي (10)، باب في الذبيحة بالمروة (15)، الحديث (2824)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 194، كتاب الصيد والذبائح (42)، باب الصيد إذا أنتن (20)، وفي 7/ 225، كتاب الضحايا (43)، باب إباحة الذبح بالعود (19)، وابن ماجه في السنن 2/ 1060، كتاب الذبائح (27)، باب ما يذكى به، الحديث (3177)، والمروة حجر أبيض رقيق يجعل منه كالسكين ويذبح بها. (¬2) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 234، والدارمي في السنن 2/ 82، كتاب الأضاحي، باب في ذبيحة المتردي في البئر. وأبو داود في السنن 3/ 250 - 251، كتاب الأضاحي (10)، باب ما جاء في ذبيحة المتردية (16)، الحديث (2825)، والترمذي في السنن 4/ 75، كتاب الأطعمة (18)، باب ما جاء في الذكاة في الحلق واللبة (5)، الحديث (1481)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 228، كتاب الضحايا (43)، باب ذكر المتردية في البئر (25)، وابن ماجه في السنن 2/ 1063، كتاب الذبائح (27)، باب ذكاة الناد من البهائم (9)، الحديث (3184)، ولبة البعير موضع نحره (الفيومي، المصباح المنير 2/ 547 مادة لبب). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 271، كتاب الصيد (11)، باب في الصيد (2)، الحديث (2851)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 238، كتاب الصيد والذبائح، باب البزاة المعلّمة إذا أكلت.

الصَّيْدَ فأجِدُ فيهِ مِنَ الغَدِ سَهْمي؟ قال: إذا عَلِمْتَ أنَّ سَهْمَكَ قتلَهُ ولمْ تَرَ فيهِ أَثَرَ سَبُعٍ فكُلْ" (¬1). 3123 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نُهينا عنْ صَيْدِ كلبِ المَجُوسِ" (¬2). 3124 - عن أبي ثَعْلبة الخُشَنيّ قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه إنّا أهْلُ سَفرٍ نَمُرُّ باليهُودِ والنَّصارَى والمَجُوسِ فلا نَجِدُ غيرَ آنِيَتِهِمْ، قال: فإنْ لمْ تَجِدُوا غَيْرَها فاغْسِلُوها بالماءِ ثمَّ كُلُوا فيها واشْرَبُوا" (¬3). 3125 - عن قَبِيصة بن هُلْب عن أبيه أنّه قال: "سألتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عنْ طعامِ النَّصارَى -وفي رواية: سألَهُ رجلٌ فقال- إنَّ مِنَ الطعامِ طعامًا أتَحَرَّجُ منه (¬4)، فقال: لا يَتَخَلَّجَنَّ في صدركَ شيءٌ ضارَعْتَ فيهِ النَّصرانِيّة" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 67، كتاب الصيد (16)، باب ما جاء في الرجل يرمي الصيد فيغيب عنه (4)، الحديث (1468)، وقال: (حسن صحيح) والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 193، كتاب الصيد والذبائح (42)، باب في الذي يرمي الصيد فيغيب عنه (19). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 65، كتاب الصيد (16)، باب ما جاء في صيد كلب المجوس (2)، الحديث (1466)، وابن ماجه في السنن 2/ 1070، كتاب الصيد (28)، باب صيد كلب المجوس. . . (4)، الحديث (3209). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 193، والترمذي في السنن 4/ 64، كتاب الصيد (16)، باب ما جاء ما يؤكل من صيد الكلب وما لا يؤكل (1)، الحديث (1464)، وفي 4/ 129، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الانتفاع بآنية المشركين (11)، الحديث (1560) وقال: (حسن صحيح). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 226، في مسند هلب الطائي رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 4/ 147 - 148، كتاب الأطعمة (21)، باب في كراهية التقذّر للطعام (24)، الحديث (3784). (¬5) أخرجه أحمد في المصدر السابق. والترمذي في السنن 4/ 133 - 134، كتاب السير (16)، باب ما جاء في طعام المشركين (16)، الحديث (1565) وقال: (حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 944 - 945، كتاب الجهاد (24)، باب الأكل في قدور المشركين (26)، الحديث (2830)، وقوله: "ضارعت" أي شابهت.

3126 - عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنْ أكْلِ المُجَثَّمَةِ وهيَ التي تُصْبَرُ بالنَّبْل" (¬1). 3127 - عن العِرْباض بن سارِية "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى يومَ خَيْبَرَ عنْ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباعِ، وعنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وعن لحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ، وعنْ المُجَثَّمَةِ، وعنِ الخَلِيسةِ، وأنْ تُوطأَ الحَبالَى حتَّى يضَعْنَ ما في بُطُونهنَّ" (¬2) (قيل: الخَلِيسة ما يُؤخَذُ مِنَ السَّبُعِ فيموتُ قبلَ أنْ يُذَكَّى). 3128 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ شَرِيطةِ الشيطانِ، وهيَ التي تذْبَحُ فيُقْطَعُ الجلدُ ولا تُفْرَى الْأَوْداجُ ثمَّ تُتركُ حتَّى تموتَ" (¬3). 3129 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ذَكاةُ الجَنينِ ذَكاةُ أمّهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 71، كتاب الأطعمة (18)، باب ما جاء في كراهية أكل المصبورة (1)، الحديث (1473)، والمجثمة هي كل حيوان ينصب ويرمى ليقتل، إلّا أنها تكثر في الطير والأرانب وأشباه ذلك مما يجثم في الأرض، أي يلزمها ويلتصق بها، وجثم الطائر جثومًا، وهو بمنزلة البروك للإبل (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر 1/ 239، مادة جثم). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 127، والترمذي في المصدر السابق، الحديث (1474)، وقال عقبة: (قال محمد بن يحيى -شيخ الترمذي أحد الرواة-: سئل أبو عاصم -شيخه- عن المجثمة قال: أن ينصب الطير أو الشيء فيرمى، وسئل عن الخليسَة فقال: الذئب أو السبع يدركه الرجل فيأخذه منه فيموت في يده قبل أن يُذكيها). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 289، وأبو داود في السنن 3/ 251 - 252، كتاب الأضاحي (10)، باب في المبالغة في الذبح (17)، الحديث (2826)، وتُفرى من الفَري وهو القطع، والأوداج العروق المحيطة بالعنق التي تقطع حالة الذبح واحدها ودَج. (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 84، كتاب الأضاحي، باب في ذكاة الجنين ذكاة أمه، وأبو داود في السنن 3/ 251 - 252، كتاب الأضاحي (10)، باب في المبالغة في الذبح (17)، الحديث (2826) والحاكم في المستدرك 4/ 114، كتاب الأطعمة، باب ذكاة الجنين، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي.

3130 - وعن أبي سعيد رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قُلنا يا رسولَ اللَّه ننحرُ النَّاقةَ ونذبحُ البقرةَ والشاةَ فنجِدُ في بطنِها الجَنينَ أنُلقِيه أمْ نأكلُهُ؟ قال: كلُوهُ إنْ شِئْتُمْ فإنَّ ذكاتَهُ ذكاةُ أُمِّه" (¬1). 3131 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ قتلَ عُصفورًا فما فَوْقَها بغيرِ حَقِّها سألَهُ اللَّه عزّ وجلّ عَنْ قَتْلِهِ، قِيلَ: يا رسُولَ اللَّه، وما حقها؟ قال: أنْ يَذْبَحها فيأكُلَها ولا يَقْطَع رأسَها فيَرْمي بها" (¬2). 3132 - وعن أبي واقِدٍ الليثي أنّه قال: "قَدِمَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم المدينةَ وهُمْ يَجُبُّونَ أسْنِمَةَ الإِبِلِ ويَقْطعُونَ ألْياتِ الغَنَمِ فقال: ما يُقْطعُ مِنَ البهيمةِ وهيَ حيَّةٌ فهو مَيْتَة" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 31، 53، وأبو داود في السنن 3/ 252 - 253، كتاب الأضاحي (10)، باب ما جاء في ذكاة الجنين (18)، الحديث (2827)، وابن ماجه في السنن 2/ 1067، كتاب الذبائح (27)، باب ذكاة الجنين ذكاة أمه (15)، الحديث (3199). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 301، الحديث (2279)، والشافعي في ترتيب المسند 2/ 171 - 172، كتاب الصيد والذبائح، الحديث (598) واللفظ له، وأحمد في المسند 2/ 166، والدارمي في السنن 2/ 84، كتاب الأضاحي، باب من قتل شيئًا من الدواب عبثًا، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 239، كتاب الضحايا (43)، باب من قتل عصفورًا بغير حقها (42)، والحاكم في المستدرك 4/ 233، كتاب الذبائح، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 218، والدارمي في السنن 2/ 93، كتاب الصيد، باب في الصيد يبين منه العضو، وأبو داود في السنن 3/ 277، كتاب الصيد (11)، باب في صيد قطع منه فطعة (3)، الحديث (2858)، والترمذي في السنن 4/ 74، كتاب الأطعمة (18)، باب ما قطع من الحي فهو ميت (4)، الحديث (1480).

2 - باب ذكر الكلب

2 - بابُ ذِكر الكَلْبِ مِنَ الصِّحَاحِ: 3133 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنِ اقتنَى كلبًا إلّا كلبَ ماشيةٍ أو ضاري نقصَ من عملهِ كلِّ يومٍ قيراطان" (¬1). 3134 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَن اتَّخَذَ كلبًا إلّا كلبَ ماشِيةٍ أو صيدٍ أو زَرْعٍ (¬2) انْتَقَضَ مِنْ أَجْرِهِ كلَّ يومٍ قيراطٌ" (¬3). 3135 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أمرَنا رسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم بقتلِ الكِلابِ، حتَّى إنَّ المرأةَ تَقْدَمُ مِنَ البادِيةِ بكلبها فنقتُلُه، ثم نَهَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عن قَتْلِها، وقال: عليكُمْ بالأسْودِ البهيمِ ذِي النُّقطَتَيْنِ فإنّهُ شيطانٌ" (¬4). 3136 - عن ابن عمر "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أمرَ بقتلِ الكِلابِ، إلَّا كلبَ صَيْدٍ أو كلْبَ غنَمٍ أو (¬5) ماشِيةٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 608، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد أو ماشية (6)، الحديث (5480)، ومسلم في الصحيح 3/ 1201، كتاب المساقاة (22)، باب الأمر بقتل الكلاب. . . (10)، الحديث (50/ 1574)، وقوله: "ضاري" أي كلبًا مُعوَّدًا بالصيد، يقال ضري الكلب وأضراه صاحبه: أي عوده وأغراه به، ويجمع على ضوار والقيراط= 0.2125 غرامًا ذهبًا. (¬2) في مخطوطة برلين (أو زرع أو صيد) وما أثبتناه من المطبوعة وهو الموافق للفظ مسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 5، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب اقتناء الكلب للحرث (3)، الحديث (2322)، ومسلم في الصحيح 3/ 1203، كتاب المساقاة (22)، باب الأمر بقتل الكلاب. . . (10)، الحديث (58/ 1575). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1200، الحديث (47/ 1572)، والبهيم: أي الذي لا بياض فيه، وذو النقطتين: أي الذي فوق عينيه نقطتان بيضاوان. (¬5) في المطبوعة زيادة (كلب) وليست عند مسلم. (¬6) أخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (46/ 1571).

3 - باب ما يحل أكله وما يحرم

مِنَ الحِسَان: 3137 - عن عبد اللَّه بن مُغفَّلٍ عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لَوْلا أنَّ الكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لأمَرْتُ بقَتْلِها كُلِّها، فاقتُلُوا منها كُلَّ أسودَ بهيمٍ، وما منْ أهلِ بَيْتٍ يَرْتَبِطونَ كلبًا إلَّا نقصَ منْ عملِهِمْ كُلَّ يومٍ قِيراطٌ إلَّا كلبَ صَيْدٍ أو كلبَ حَرْثٍ أو كلبَ غَنَم" (¬1). 3138 - عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن التحريش بين البهائم" (¬2). 3 - باب ما يحل أكله وما يحرم مِنَ الصِّحَاحِ: 3139 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "كُلُّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباعِ فأكْلُهُ حرامٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 54، 56، 57، والدارمي في السنن 2/ 90، كتاب الصيد، باب في قتل الكلاب، وأبو داود في السنن 3/ 267، كتاب الصيد (11)، باب في اتخاذ الكلب للصيد وغيره (1)، الحديث (2845)، والترمذي في السنن 4/ 80، كتاب الأحكام والفوائد (19)، باب ما جاء من أمسك كلبًا ما ينقص من أجره (4)، الحديث (1489)، وفي 4/ 78، باب ما جاء في قتل الكلاب (3)، الحديث (1486)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 185، كتاب الصيد والذبائح (42)، باب صفة الكلاب التي أمر بقتلها (10)، وابن ماجه في السنن 2/ 1069، كتاب الصيد (28)، باب النهي عن اقتناء الكلب إلا كلب صيد (2)، الحديث (3205). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 56، كتاب الجهاد (9)، باب في التحريش بين البهائم (56)، الحديث (2562)، والترمذي في السنن 4/ 210، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في كراهية التحريش بين البهائم. . . (30)، الحديث (1708)، والتحريش بين البهائم: الإغراء بينها بأن ينطح بعضها بعضًا، أو يدوس، أو يقتل. (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1534، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع. . . (3)، الحديث (15/ 1933).

3140 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه اللَّه عليه وسلم عنْ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباعِ، وكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ" (¬1). 3141 - عن أبي ثعلبة [الخشني] (¬2) أنّه قال: "حرَّمَ رسُولُ اللَّهِ اللَّه عليه وسلم لحومَ الحُمُرِ الأهْليّة" (¬3). 3142 - عن جابر رضي اللَّه عنه "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى يومَ خَيْبَرَ عنْ لحومِ الحُمُرِ الأهليّةِ، وأَذِنَ في لُحومِ الخيْلِ" (¬4). 3143 - وعن أبي قتادة "أنّه رأَى حمارًا وحشيًّا فعقَره، فقال النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: هل معكُمْ منْ لحمِهِ شيءٌ؟ قال: معنا رِجْلُهُ، فأخذَها فأكلَها" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1534، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع. . . (3)، الحديث (16/ 1934). (¬2) ليست في المطبوعة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 653، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب لحوم الحمر الإنسية (28)، الحديث (5527)، ومسلم في الصحيح 3/ 1538، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية (5)، الحديث (23/ 1936). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (5524)، ومسلم في الصحيح 3/ 1541، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب في أكل لحوم الخيل (6)، الحديث (36/ 1941). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 22، كتاب جزاء الصيد (28)، باب إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله (2)، الحديث (1821)، وفي 6/ 58، كتاب الجهاد (56)، باب اسم الفرس والحمار (46)، الحديث (2854)، وفي 9/ 613، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب ما جاء في التصيد (10)، الحديث (5490) و (5491)، ومسلم في الصحيح 2/ 855، كتاب الحج (15)، باب تحريم الصيد للمحرم (8)، الحديث (63/ 1196).

3144 - وعن أنس رضي اللَّهُ عنه أنّه قال: "أنْفَجْنا أرنَبًا بمرِّ الظَّهْران، فأخَذْتُها فأَتيتُ بها أبا طَلْحَةَ، فذبحَها وبَعَثَ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بوَرِكِها وفَخِذَيْها (¬1) فقبِلَه" (¬2). 3145 - وعن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما أنّه قال، قال النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "الضَّبُّ لستُ آكلُهُ ولا أُحَرِّمُه" (¬3). 3146 - وعن ابن عباس رضي اللَّهُ عنهما "أنَّ خالدَ بنَ الوليدِ أخبره أنّه دخلَ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على مَيْمونةَ، وهيَ خالَتُهُ وخالَةُ ابنِ عبَّاسٍ، فوجدَ عِندَها ضَبًّا مَحْنُوذًا، فقدَّمَتِ الضّبَّ لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فرفعَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يدَهُ عن الضّبِّ، فقال خالدُ: أحرامٌ الضَّبُّ يا رسولَ اللَّه؟ قال: لا ولكنْ لمْ يكُنْ بأرضِ قَوْمي فأجِدُني أعافُهُ. قال خالد: فاجْتَرَرْتُهُ فأكلْتُهُ ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ينظرُ إليّ" (¬4). ¬

_ (¬1) كذا في المخطوطة والمطبوعة وهو الموافق للفظ مسلم، أما لفظ البخاري (بوركها أو فخذيها قال فخذيها لا شك فيه). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 202، كتاب الهبة (51)، باب قبول هدية الصيد (5)، الحديث (2572)، ومسلم في الصحيح 3/ 1547، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب إباحة الأرنب (9)، الحديث (53/ 1953)، وأنفجنا: أي هيجنا وأثرنا، ومر الظهران: وموضع بين الحرمين قريب مكة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 662، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب الضب (33)، الحديث (5536)، ومسلم في الصحيح 3/ 1542، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب إباحة الضب (7)، الحديث (40/ 1943). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (5537)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (44/ 1946)، ومحنوذ: أي مشوي بالحجارة المحماة.

3147 - عن أبي موسى [الأشعري] (¬1) رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يأكلُ دجاجًا" (¬2). 3148 - عن [ابن] (¬3) أبي أوفى قال: "غَزَوْنا معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم سبْعَ غَزَواتٍ كُنَّا نأكلُ معهُ الجَرادَ" (¬4). 3149 - عن جابرٍ رضي اللَّهُ عنه أنّه قال: "غَزَوْنا جيْشَ الخَبَط، وأُمِّرَ (¬5) أبو عبيدةَ فجُعْنا جوعًا شديدًا، فأَلْقَى البحرُ حُوتًا ميِّتًا لم نَرَ مثلَهُ يُقالُ لهُ العَنْبر، فأَكَلْنا منهُ نِصفَ شَهرٍ، فأخذَ أبو عبيدةَ عَظمًا مِنْ عِظامِهِ، فَمَرَّ (¬6) الراكِبُ تحتَهُ، فلمَّا قَدِمنا ذَكَرْنا للنَّبىِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: كُلُوا رِزقًا أخرجَهُ اللَّه (¬7)، أطْعِمُونا إنْ كانَ مَعَكُمْ [شيءٌ] (¬8) منهُ. قال: فأرْسَلْنا إلى ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 645، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب لحم الدجاج (26)، الحديث (5517) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 3/ 1270، كتاب الأيمان (27)، باب ندب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرًا منها. . . (3)، الحديث (9/ 1649). (¬3) ليست في مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما عند البخاري ومسلم، وهو الصحابي عبد اللَّه بن أبي أوفى، صرح به مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 620، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب أكل الجراد (13)، الحديث (5495)، ومسلم في الصحيح 3/ 1546، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب إباحة الجراد (8)، الحديث (52/ 1952). (¬5) في المطبوعة: (وأُمِّرَ علينا) وهو لفظ مسلم واللفظ في مخطوطة برلين (وأميرنا) وما أثبتناه لفظ البخاري لالتزام المصنف به. (¬6) تصحفت في المطبوعة إلى (يمر) والتصويب من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬7) في المطبوعة (أخرجه اللَّه لكم) وهو لفظ مسلم، وما أثبتناه من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬8) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري وآخر الحديث أثبته المصنف من لفظ مسلم مع أنه التزم لفظ البخاري في أَوّل الحديث.

رسُولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِنهُ فأكلَهُ" (¬1). 3150 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا وَقَعَ الذُّبابُ في إناءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ ليَطْرَحْهُ، فإنَّ في أَحَدِ جَناحَيْهِ داءً (¬2) وفي الآخرِ شفاءً" (¬3). 3151 - وعن مَيْمونةَ "أنَّ فأْرةً وقعتْ في سَمْنٍ فماتتْ، فسُئِلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عنها، فقال: أَلْقُوها وما حَوْلَها وكُلوهُ" (¬4). 3152 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنه سمعِ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "اقتُلُوا الحَيّاتِ، واقتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبْترَ، فإنّهما يَطْمِسانِ البصرَ ويَسْتَسْقِطانِ الحَبَل. فقال أبو لُبابة: إنّه نَهَى بعدَ ذلكَ عنْ ذَواتِ البُيوتِ وهنَّ العَوامِر" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 78، كتاب المغازي (64)، باب غزوة سيف البحر (65)، الحديث (4362)، ومسلم في الصحيح 3/ 1536، كتاب الصيد والذبائح (34)، باب إباحة ميتات البحر (4)، الحديث (17/ 1935)، والخَبَط: ورق الشجر، وسموا جيش الخبط لأنهم أكلوه من الجوع حتَّى قرحت أشداقهم بسبب حرارة ذلك الورق فصارت شفاههم كشفاه الإبل. (¬2) العبارة في المطبوعة: (فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء) وما أثبتناه من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ البخاري. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 250، كتاب الطب (76)، باب إذا وقع الذباب في الإناء (58)، الحديث (5782). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 667 - 668، كتاب الذبائح والصيد (72)، باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب (34)، الحديث (5538). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 347، كتاب بدء الخلق (59)، باب قول اللَّه تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [سورة لقمان (31)، الآية (10)] (14)، الحديث (3297) و (3298)، ومسلم في الصحيح 4/ 1752 - 1753، كتاب السلام (39)، باب قتل الحيات وغيرها (37)، الحديث (128/ 2233) و (129/ 2233)، ذو الطُّفْيَتَين: جنس من الحيات يكون على ظهره خطان، والأبتر هو مقطوع الذنب، وعمار البيوت سكانها من الجن وتسميتهن عوامر لطول لبثهن في البيوت مأخوذ من العمر وهو طول البقاء (الحافظ ابن حجر، فح الباري 6/ 348 - 349). وأبو لبابة: هو ابن عبد المنذر.

3153 - [ورُوي] (1) عن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه [أنّه] (¬1) قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ لهذهِ البُيوتِ عَوامِرَ، فإذا رأَيْتُم شيئًا منها فحَرِّجُوا علَيْها ثلاثًا، فإنْ ذهَبَ وإلّا فاقتُلُوهُ فإنّه كافِر" (¬2). 3153 ب- ويُروى أنّه قال: "إنَّ بالمدينةِ جِنًّا قدْ أسلمُوا، فإذا رأَيْتُمْ منهمْ شيئًا فآذِنُوهُ ثلاثةَ أيَّامٍ، فإنْ بدا لكمْ بعدَ ذلكَ فاقتلُوهُ فإنَّما هو شيطانٌ" (¬3). 3154 - عن أم شَريك "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أَمَرَ بقتلِ الوَزَغِ وقال: كان (¬4) ينفُخُ على إبراهيم" (¬5). 3155 - وعن سعد (¬6) رضي اللَّه عنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أمرَ بقتلِ الوَزَغِ، وسمَّاهُ فُويْسِقًا" (¬7). 3156 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ قَتَلَ وَزَغًا في أوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبتْ لهُ مائةُ حسنةٍ، وفي الثَّانيةِ دُونَ ذلكَ، وفي الثَّالِثَةِ دُونَ ذلك" (¬8). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1756 - 1757، كتاب السلام (39)، باب قتل الحيات وغيرها (37)، الحديث (140/ 2236)، وقوله: "فَحَرِّجُوا عليها" هو أن يقول لها أنت في حرج: أي ضيق أن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 361). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (139/ 2236). (¬4) العبارة في مخطوطة برلين (إنه كان) وما أثبتناه من المطبوعة وهو الموافق للفظ البخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 389، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء (4)، الآية (125)] (8)، الحديث (3359)، ومسلم في الصحيح 4/ 1757، كتاب السلام (39)، باب استحباب قتل الوزغ (38)، الحديث (142/ 2237) واللفظ للبخاري. (¬6) في المطبوعة: (سعيد) والتصويب من مخطوطة برلين، وقد صرح به مسلم أنه سعد بن أبي وقاص. (¬7) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1758، كتاب السلام (39)، باب استحباب قتل الوزغ (38)، الحديث (144/ 2238) والوزغ: سام أبرص، وهي دويبة مؤذية. (¬8) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (147/ 2240).

3157 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "قَرَصَتْ نملةٌ نبيًّا مِنَ الأنبياءِ، فأَمَرَ بقريةِ النمْلِ فأُحْرِقَتْ فأوْحَى اللَّهُ تعالى إليهِ أنْ قَرَصَتْكَ نملةٌ أحْرقْتَ أُمَّةً مِنَ الْأُممِ تُسبِّح" (¬1). مِنَ الحِسَان: 3158 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا وَقَعتِ الفأرةُ في السَّمْنِ فإنْ كانَ جامِدًا فألقُوها وما حَوْلَها، وإنْ كانَ مائِعًا فلا تَقْرَبُوه" (¬2). 3159 - عن سَفِينة أنّه قال: "أكلتُ مَعَ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لَحْمَ حُبارَى" (¬3). 3160 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "نهى رسُولُ اللَّه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 154، كتاب الجهاد (56)، باب (153)، الحديث (3019)، ومسلم في الصحيح 4/ 1759، كتاب السلام (39)، باب النهي عن قتل النمل (39)، الحديث (148/ 2241) واللفظ للبخاري. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 1/ 84، كتاب الطهارة، باب الفأرة تموت في الودك، الحديث (278)، وأحمد في المسند 2/ 232 - 233، 265، 490، وأبو داود في السنن 4/ 181، كتاب الأطعمة (21)، باب في الفأرة تقع في السمن (48)، الحديث (3842)، واللفظ له، وذكره الترمذي تعليقًا في السنن 4/ 257، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في الفأرة تموت في السمن (8)، عقب الحديث (1798)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 331، كتاب الأطعمة (19)، باب في الفأرة تقع في السمن (18)، الحديث (1364). (¬3) أخرجه أبود داود في السنن 4/ 155، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل لحم الحبارى (29)، الحديث (3797)، والترمذي في السنن 4/ 272، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في أكل الحبارى (26)، الحديث (1828)، والحُبارى طائر كبير العنق رمادي اللون في منقاره بعض طول.

صلى اللَّه عليه وسلم عنْ أكلِ الجَلَّالَةِ وألْبانِها" (¬1). ويروى: "أنَّه نَهَى عن رُكوبِ الجلَّالة" (¬2). 3161 - [وروي] (¬3) عن عبد الرحمن بن شِبْل رضي اللَّه عنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عنْ أكلِ لحمِ الضَّبِّ" (¬4). 3162 - عن جابر رضي اللَّه عنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عنْ أكلِ الهرَّةِ وَأَكْلِ (¬5) ثمنِها" (¬6). 3163 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "حرَّمَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم -يَعني يومَ خَيْبَرَ- الحُمُرَ الإنْسِيّةَ ولُحومَ البِغالِ وكُلَّ ذِي نابٍ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 148 - 149، كتاب الأطعمة (21)، باب النهي عن أكل الجلالة وألبانها (25)، الحديث (3785)، والترمذي في السنن 4/ 270، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في أكل لحوم الجلالة وألبانها (24)، الحديث (1824)، وابن ماجه في السنن 2/ 1064، كتاب الذبائح (27)، باب النهي عن لحوم الجلالة (11)، الحديث (3189)، والحاكم في المستدرك 2/ 34، كتاب البيوع، باب النهي عن لبن الجلالة. . (¬2) أخرجه أبو داود من حديث ابن عمر رضي اللَّه عنهما، في المصدر السابق، الحديث (3787) والحاكم في المصدر السابق، والجلالة من الحيوان التي تأكل العَذِرَة، والجلّة: البعر (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر 1/ 288). (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 155، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل الضب (28)، الحديث (3796)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 326، كتاب الضحايا، باب ما جاء في الضب. (¬5) في المطبوعة (وعن أكل) والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين والأصول. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 161، كتاب الأطعمة (21)، باب النهي عن أكل السباع (33)، الحديث (3807)، والترمذي في السنن 3/ 578، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في كراهية ثمن الكلب والسنور (49)، الحديث (1280)، وابن ماجه في السنن 2/ 1082، كتاب الصيد (28)، باب الهرة (20)، الحديث (3250)، والدارقطني في السنن 4/ 290، كتاب الصيد والذبائح والأطعمة الحديث (78)، والحاكم في المستدرك 2/ 34، كتاب البيوع، باب النهي عن لبن الجلالة. . .

مِنَ السِّباعِ وكلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْر" (¬1) (غريب). 3164 - عن خالد بن الوليد رضي اللَّه عنه "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عنْ أكلِ لُحومِ الخَيْلِ والبِغالِ والحَميرِ" (¬2). 3165 - وقال: "ألا لا تحِلُّ أموالُ المُعاهِدينَ إلَّا بحقِّها" (¬3). 3166 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أُحِلَّتْ لنا مَيْتَتانِ ودَمانِ، المَيْتَتان الحُوتُ والجَرادُ، والدَّمانِ الكَبِدُ والطِّحالُ" (¬4). 3167 - ورُوي عن أبي الزبير عن جابر رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما ألقاهُ البحرُ أو جَزَرَ. عنهُ الماءُ فكُلوهُ، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 73، كتاب الأطعمة (18)، باب ما جاء في كراهية كل ذي ناب وذي مخلب (3)، الحديث (1478)، وقال: (حديث حسن غريب)، وقد تقدم في قسم الصحاح، الحديث (3142). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 89، وأبو داود في السنن 4/ 151، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل لحوم الخيل (26)، الحديث (3790)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 202، كتاب الصيد والذبائح (42)، باب تحريم أكل لحوم الخيل (30)، وابن ماجه في السنن 2/ 1066، كتاب الذبائح (28)، باب لحوم البغال (14)، الحديث (3198)، والدارقطني في السنن 4/ 287، كتاب الصيد والذبائح والأطعمة، الحديث (60) و (61). (¬3) شطرة من حديث خالد بن الوليد رضي اللَّه عنه بمعنى الحديث السابق، أخرجه أحمد في المسند 4/ 89 - 90، وأبو داود في السنن 4/ 161، كتاب الأطعمة (21)، باب النهي عن أكل السباع (33)، الحديث (3806). (¬4) أخرجه الشافعي في ترتيب المسند 2/ 173، كتاب الصيد والذبائح، الحديث (607)، وأحمد في المسند 2/ 97، وابن ماجه في السنن 2/ 1101 - 1102، كتاب الأطعمة (29)، باب الكبد والطحال (31)، الحديث (3314)، والدارقطنى في السنن 4/ 271 - 272، كتاب الصيد والذبائح والأطعمة، الحديث (25)، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 254، كتاب الطهارة، باب الحوت يموت في الماء والجراد، وفي 9/ 257، كتاب الصيد والذبائح، باب ما جاء في أكل الجراد.

وما ماتَ فيهِ وطَفا فلا تأكُلوه" (¬1) (والأكثرون على أنّه موقوف على جابر). 3168 - ورُوي عن سلمان رضي اللَّه عنه: "سُئِلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلمَ عَنِ الجرادِ فقال: أكثرُ جُنودِ اللَّه، لا آكُلُهُ ولا أُحَرِّمُه" (¬2) (ضعيف). 3169 - عن زيد بن خالد رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نهى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ سبِّ الدِّيكِ وقال: إنَّهُ يُؤذِّنُ للصَّلاةِ" (¬3). ويُروى: "لا تَسبُّوا الدِّيكَ فإنّهُ يُوقظُ للصَّلاةِ" (¬4). 3170 - وعن عبد الرحمن (¬5) بن أبي ليلى رضي اللَّه عنه أنّه قال، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 165 - 166، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل الطافي من السمك (36)، الحديث (3815)، وقال: (روى هذا الحديث سفيان الثوري وأيوب وحماد، عن أبي الزبير، أوقفوه على جابر. وقد أسند هذا الحديث أيضًا من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1082، كتاب الصيد (28)، باب الطافي من صيد البحر (18)، الحديث (3247)، وأخرجه الدارقطني مرفوعًا وموقوفًا في السنن 4/ 267 - 269، كتاب الصيد والذبائح والأطعمة، الأحاديث (6 - 11)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 255، كتاب الصيد والذبائح، باب من كره أكل الطافي. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 165، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل الجراد (35)، الحديث (3813)، وابن ماجه في السنن 2/ 1073، كتاب الصيد (28)، باب صيد الحيتان والجراد (9)، الحديث (3219)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 257، كتاب الصيد والذبائح، باب ما جاء في أكل الجراد. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 192 - 193، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 12/ 199، كتاب الطب، باب الديك، الحديث (3270). (¬4) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 262، باب الديك، الحديث (20498)، والحميدي في المسند 2/ 356، الحديث (814)، وأحمد في المسند 5/ 193، وأبو داود في السنن 5/ 331، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في الديك والبهائم (115)، الحديث (5101)، واللفظ له، والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 525، ما يقول إذا سمع صياح الديكة، الحديث (945)، وأخرجه مرسلًا، الحديث (946)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 488، كتاب الأدب (32)، باب النهي عن سب الديك (35)، الحديث (1990). (¬5) عبد الرحمن بن أبي ليلى أنصاري ولد لست سنين من خلافة عمر، سمع أباه وخلقًا كثيرًا من الصحابة، وهو في الطبقة الأولى من تابعي الكوفيين (القاري، المرقاة 4/ 348).

قال لي أبو ليلى، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا ظَهَرتِ الحيَّةُ في المَسْكَنِ فقولوا لها: إنّا نسألُكِ بعهدِ نُوحٍ وبعهدِ سُليمانَ بنِ داودَ أنْ لا تُؤْذينا، فإنْ عادتْ فاقْتُلُوها" (¬1). 3171 - وروى أيوب عن عِكرمة، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: لا أعلَمُهُ إلّا رفعَ الحديثَ "أنَّهُ كانَ يأْمُرُ بقتلِ الحَيَّاتِ، وقال: مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةَ ثائِرٍ فليسَ مِنَّا" (¬2). 3172 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما سالمناهُمْ منذُ حاربناهُمْ، ومَنْ تركَ منهُمْ شيئًا خِيفةً فليسَ مِنَّا" (¬3). 3173 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اقتُلُوا الحيّاتِ كلَّهُنَّ، فمنْ خافَ ثَأْرَهُنَّ فليسَ منِّي" (¬4). 3174 - وقال العبّاس رضي اللَّه عنه لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 415، كتاب الأدب (35)، باب في قتل الحيات (174)، الحديث (5260)، والترمذي في السنن 4/ 78، كتاب الأحكام والفوائد (19)، باب ما جاء في قتل الحيات (2)، الحديث (1485) واللفظ له. (¬2) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 10/ 434، باب قتل الحية والعقرب، الحديث (19617)، وأحمد في المسند 1/ 348، وأخرجه أبو داود بمعناه في السنن 5/ 410، كتاب الأدب (35)، باب في قتل الحيات (174)، الحديث (5250)، من طريق موسى بن مسلم عن عكرمة. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 247، 432، 520، وأبو داود في السنن 5/ 409، كتاب الأدب (35)، باب في قتل الحيات (174)، الحديث (5248). (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه، الحديث (5249) واللفظ له، والنسائي في المجتبى من السنن 6/ 51، كتاب الجهاد (25)، باب من خان غازيًا في أهله (48).

وسلم: "إنَّا نريدُ أنْ نكنُسَ زمزَمَ وإنَّ فيها مِنْ هذهِ الجِنَّانِ -يعني الحيّاتِ الصِّغار- فأمرَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بقتلِهِنَّ" (¬1). 3175 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنّه قال: "اقتُلُوا الحيّاتِ كُلَّها إلَّا الجانَّ الأبيضَ الذي كأنّهُ قضيبُ فِضَّةٍ" (¬2). 3176 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا وَقَعَ الذُّبابُ في إناءِ أحدِكُمْ فامْقُلُوهُ ثمَّ انقلُوه، فإنَّ في أحدِ جناحَيْهِ داءً وفي الآخرِ شِفاءً، وإنّه يتَّقي بجناحِهِ الذي فيهِ الدَّاءُ، فلْيغمِسْهُ كُلَّهُ" (¬3). 3177 - وروى أبو سعيد الخدري رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إذا وقعَ الذُّبابُ في الطعام فامقُلُوهُ، فإنَّ في أحدِ جناحَيْهِ سمًّا وفي الآخرِ شِفاءً، وإنّهُ يُقدِّمُ السمَّ ويُؤخِّرُ الشِّفاءَ" (¬4). 3178 - عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما قال: "نَهَى النَّبيُّ صلى ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 410، كتاب الأدب (35)، باب في قتل الحيات (174)، الحديث (5251). (¬2) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 5/ 415، الحديث (5261). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 340، 443، وأبو داود في السنن 4/ 182، كتاب الأطعمة (21)، باب في الذباب يقع في الطعام (49)، الحديث (3844) واللفظ له دون قوله: "ثم انقلوه" وقوله "امقلوه" أي اغمسوه. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 291، الحديث (2188)، وأحمد في المسند 3/ 67، وابن ماجه في السنن 2/ 1159، كتاب الطب (31)، باب يقع الذباب في الإناء (31)، الحديث (3504)، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 11/ 261، كتاب الصيد، باب الذباب يقع في الشراب، الحديث (2815) وهذا لفظه.

4 - باب العقيقة

اللَّه عليه وسلم عنْ قتلِ أربعٍ مِنَ الدوابّ: النَملةِ والنحْلةِ والهُدْهدِ والصُّرَدِ" (¬1) واللَّه المستعان. 4 - بَابُ العقِيقةِ مِنَ الصِّحَاحِ: 3179 - عن سلمان بن عامِر الضبيِّ رضي اللَّهُ عنه أنّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "مع الغُلامِ عَقيقةٌ، فأهْريقُوا عنه دمًا، وأمِيطُوا عنهُ الأذَى" (¬2). 3180 - عن عائشة رضي اللَّه عنها "أن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يُؤتَى بالصِّبيانِ فيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ ويُحنِّكُهم" (¬3). 3181 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "حملتُ بعبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ بمكَّةَ [قالت] (¬4) فولدتُ بقُباءٍ ثمَّ أتيتُ بهِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 332، 347، والدارمي في السنن 2/ 88 - 89، كتاب الأضاحي باب النهي عن قتل الضفاح والنحلة. وأبو داود في السنن 5/ 418، كتاب الأدب (35)، باب في قتل الذر (176)، الحديث (5267)، وابن ماجه في السنن 2/ 1074، كتاب الصيد (28)، باب ما ينهى عن قتله (10)، الحديث (3224)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 265، كتاب الأضاحي (10)، باب ما نهي عن قتله (17)، الحديث (1078)، والصُّرد: طائر ضخم الرأس والمنقار، له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 3/ 21). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 590، كتاب العقيقة (71)، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة (2)، الحديث (5471) و (5472). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 587، كتاب العقيقة (71)، باب تسمية المولود. . . (1)، الحديث (5468) وفي 11/ 151، كتاب الدعوات (80)، باب الدعاء للصبيان بالبركة (31)، الحديث (6355)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 237، كتاب الطهارة (2)، باب حكم بول الطفل الرضيع وكيفية غسله (31)، الحديث (101/ 286) واللفظ له. (¬4) ليست في المطبوعة، وأثبتناها من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم.

رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فوضعتُهُ في حَجْرِهِ، ثمَّ دعا بتمرةٍ فمضَغَها ثمّ تفلَ في فيهِ، ثمَّ حنَّكَهُ، ثمَّ دعا لهُ وبَرَّكَ عليهِ، فكانَ أوَّلَ مولودٍ وُلدَ في الإِسلامِ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 3182 - عن أم كُرْز أنّها قالت: "سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: أقِرُوا الطيرَ (¬2) على مَكِناتِها. قالت: وسمعتُهُ يقول: عنِ الغُلامِ شاتانِ وعنِ الجاريَةِ شاةٌ، ولا يَضُرُّكُمْ ذُكْرانًا كُنَّ أو إناثًا" (¬3) [صح] (¬4). 3183 - وعن الحسن عن سَمُرة أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الغُلامُ مُرْتَهَنٌ بعقيقتِهِ تُذبَحُ عنهُ يومَ السابعِ ويُسمَّى ويُحْلَقُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 248، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة (45)، الحديث (3909)، وفي 9/ 587، كتاب العقيقة (71)، باب تسمية المولود. . . (1)، الحديث (5469)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1691، كتاب الآداب (38)، باب استحباب تحنيك المولود. . . (5)، الحديث (26/ 2146). (¬2) تصحفت في مخطوطة برلين إلى (الطيور) وليست لأحد من أصحاب الأصول. (¬3) هذا الحديث يروى عند الأئمة بأشكال: فمنهم من يذكر في أوله "أقروا الطير على مكناتها" ومنهم من لا يذكره، أخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/ 328، كتاب العقيقة، باب العقيقة، الحديث (7954)، والحميدي في المسند 11/ 166، الحديث (345)، وأحمد في المسند 6/ 381، 422، والدارمي في السنن 2/ 81، كتاب الأضاحي، باب السنة في العقيقة، وأبو داود في السنن 3/ 257 - 258، كتاب الضحايا (10)، باب في العقيقة (21)، الحديث (2835)، واللفظ له، والترمذي في السنن 4/ 98، كتاب الأضاحي (20)، باب الأذان في أذن المولود (17)، الحديث (1516)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 165، كتاب العقيقة (40)، باب كم يعق عن الجارية (4)، وابن ماجه في السنن 2/ 1056، كتاب الذبائح (27)، باب العقيقة (1)، الحديث (3162)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 261، كتاب الأضاحي (10)، باب ما جاء في العقيقة (7)، الحديث (1059)، والحاكم في المستدرك 4/ 237، كتاب الذبائح، باب عن الغلام شاتان، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، ومكنات الطير أي بيضها (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 350). (¬4) ليست في المطبوعة.

رأْسُه" (¬1). ورَوى بعضُهم: "ويُدَمَّى" (¬2) مكان "ويُسمَّى". 3184 - وعن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه أنّه قال: "عَقَّ رسُول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنِ الحسنِ بشاةٍ وقال: يا فاطمَةُ احلِقي رأسَهُ وتصدَّقي بزِنَةِ شَعْرهِ فِضَّة. فوزنَّاهُ فكانَ وزنُهُ دِرهمًا أو بعضَ دِرهمٍ" (¬3) (غريب غير متّصل). 3185 - وعن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَقَّ عنِ الحَسنِ والحُسَيْنِ كَبشًا كَبشًا" (¬4). 3186 - عن عمرو بن شُعَيْب رضي اللَّه عنه عن أبيه، عن جده أنّه قال: "سُئِلَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنِ العَقِيقةِ فقال: لا يُحبُّ اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 12، وأبو داود في السنن 3/ 260، كتاب الضحايا (10)، باب في العقيقة (21)، الحديث (2838)، والترمذي في السنن 4/ 101، كتاب الأضاحي (20)، باب من العقيقة (23)، الحديث (1522)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 166، كتاب العقيقة (40)، باب متى يعق (5)، وابن ماجه في السنن 2/ 1057، كتاب الذبائح (27)، باب العقيقة (1)، الحديث (3165)، والحاكم في المستدرك 4/ 237، كتاب الذبائح، باب الغلام مرتهن بعقيقته. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 7 - 8، 17، 22، والدارمي في السنن 2/ 81، كتاب الأضاحي، باب السنة في العقيقة، وأبو داود في المصدر السابق 3/ 259، الحديث (2837)، كلهم من طريق همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة، قال أبو داود عقب الحديث: (وهذا وهم من همام "ويُدَمَّى"). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 99، كتاب الأضاحي (20)، باب العقيقة بشاة (20)، الحديث (1519) وقال (حديث حسن غريب وإسناده ليس بمتصل)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 237 كتاب الذبائح، باب عقّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الحسن والحسين، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 304، كتاب الضحايا، باب ما جاء في التصديق بزنة شعره فضة. والدرهم= 2.975 غرامًا فضة. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 261 - 262، كتاب الضحايا (10)، باب في العقيقة (21)، الحديث (2841)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 166، كتاب العقيقة (40)، باب كم يعق عن الجارية (4)، ولفظه: ". . . بكبشين كبشين"، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 299، كتاب الضحايا، باب العقيقة سنّة، وفي 9/ 302، باب من اقتصر في عقيقة الغلام على شاة واحدة.

العُقُوقَ. كأنَّهُ كره الاسمَ. وقال: مَنْ وُلدَ لهُ فأَحبَّ أنْ ينسُكَ عنهُ فلْيَنْسُكْ عنِ الغُلامِ شاتانِ وعنِ الجارِيَةِ شاةٌ" (¬1). 3187 - عن أبي رافِع رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رأيتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَذَّنَ في أُذُنِ الحسنِ بنِ عليٍّ حينَ ولدتْهُ فاطِمةُ بالصَّلاةِ" (¬2) [صح] (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/ 330، كتاب العقيقة، باب العقيقة، الحديث (7961)، وأحمد في المسند 2/ 182 - 183، 194، وأبو داود في السنن 3/ 262، كتاب الأضاحي (10)، باب في العقيقة (21)، الحديث (2842)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 162، كتاب العقيقة (40)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 300، كتاب الضحايا، باب ما يستدل على أن العقيقة على الاختيار. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/ 336، كتاب العقيقة، باب ما يستحب للصبي أن يعلَّم إذا تكلم، الحديث (7986)، وأحمد في المسند 6/ 9، 391، 392، وأبو داود في السنن 5/ 333، كتاب الأدب (35)، باب في الصبي يولد فيؤذن في أذنه (116)، الحديث (5105)، والترمذي في السنن 4/ 97، كتاب الأضاحي (20)، باب الأذان في أذن المولود (17)، الحديث (1514)، وقال: (حسن صحيح)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 305، كتاب الضحايا، باب ما جاء في التأذين في أذن الصبي حين يولد. وأبو رافع هو مولى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬3) ليست في مخطوطة برلين.

19 - كتاب الأطعمة

19 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 3188 - قال عمر (¬1) بن أبي سلمة رضي اللَّهُ عنه: "كنتُ غُلامًا في حَجَرِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وكانتْ يَدي تَطيشُ في الصَّحْفَةِ، فقال لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: سَمِّ اللَّهَ وكُلْ بيمينِكَ وكُلْ ممَّا يَليكَ" (¬2). 3189 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ الشَّيطانَ يَستحِلُّ الطعامَ أنْ لا يُذكرَ اسمُ اللَّهِ عليهِ" (¬3). 3190 - وقال: "إذا دخلَ الرجلُ بيتَهُ فذكرَ اللَّه عندَ دُخولِهِ وعندَ طعامِهِ قالَ الشيطانُ: لا مَبيتَ لكُمْ ولا عَشاءَ، وإذا دخلَ فلمْ يذكُرِ اللَّه عندَ ¬

_ (¬1) تصحف الاسم في مخطوطة برلين إلى (عمرو) والصواب ما أثبتناه. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 521، كتاب الأطعمة (70)، باب التسمية على الطعام والأكل باليمين (2)، الحديث (5376)، ومسلم في الصحيح 3/ 1599، كتاب الأشربة (36)، باب آداب الطعام والشراب (13)، الحديث (108/ 2022). (¬3) أخرجه مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه 3/ 1597، الحديث (102/ 2017).

دُخولهِ قالَ الشيطانُ: أدركْتُمُ المَبيتَ، وإذا لمْ يَذكُرِ اللَّه عندَ طعامِهِ قال: أدركْتُمُ المَبيتَ والعَشاءَ" (¬1). 3191 - وقال: "إذا أكلَ أحدُكُمْ فليأكُلْ بيمينهِ، وإذا شَرِبَ فلْيَشربْ بيمينِهِ" (¬2). 3192 - وقال: "لا يأكُلَنَّ أحدُكُمْ بشِمالِهِ، ولا يشرَبَنَّ بها، فإنَّ الشيطانَ يأكُلُ بشِمالِهِ ويشربُ بها" (¬3). 3193 - عن كعب بن مالك رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأكُلُ بثلاثةِ أصابعَ ويَلْعَقُ يدَهُ قبلَ أنْ يمسحَها" (¬4). 3194 - وعن جابر رضي اللَّه عنه "أنّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أمرَ بلَعْقِ الأصابعِ والصَّحْفَة، وقال: إنَّكُمْ لا تدرُونَ في أيِّهِ البركَةُ" (¬5). 3195 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا أكلَ أحدُكُمْ فلا يَمسحْ يَدَهُ حتَّى يَلعقَها أو يُلعِقَها" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1598، كتاب الأشربة (36)، باب آداب الطعام والشراب (13)، الحديث (103/ 2018). (¬2) أخرجه مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنها في المصدر نفسه، الحديث (105/ 2020). (¬3) أخرجه مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنها في المصدر نفسه، الحديث (106/ 2020). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1605، كتاب الأشربة (36)، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة. . . (18)، الحديث (131/ 2032). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1606، الحديث (133/ 2033). (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 577، كتاب الأطعمة (70)، باب لعق الأصابع. . . (52)، الحديث (5456)، ومسلم في الصحيح 3/ 1605، كتاب الأشربة (36)، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة. . . (18)، الحديث (129/ 2031) و (130/ 2031).

3196 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ الشيطانَ يحضُرُ أحدَكُمْ عندَ كُلِّ شيءٍ مِنْ شأْنِهِ حتَّى بحضُرَهُ عندَ طعامِهِ، فإذا سقَطَتْ منْ يدِ أحدِكُمْ اللُّقْمَةُ فلْيُمِطْ ما كانَ بها مِنْ أذًى ثمَّ ليأْكُلْها ولا يدَعْها للشيطانِ، فإذا فرغَ فلْيَلْعَقْ أصابِعَهُ فإنَّهُ لا يَدْري في أيِّ طعامِهِ تكونُ البركَةُ" (¬1). 3197 - عن أبي جُحَيْفة رضي اللَّه عنه قال، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "لا آكلُ مُتَّكِئًا" (¬2). 3198 - وعن قَتادة، عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "ما أكلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على خِوانٍ (¬3) ولا في سُكُرُّجَةٍ، ولا خُبِزَ لهُ مُرَقَّقٌ. قيلَ لقتادةَ: علامَ يأكُلونَ؟ قال: على السُّفَرِ" (¬4). 3199 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "ما أعلمُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رأَى رغيفًا مُرقَّقًا حتَّى لحقَ باللَّه، ولارأَى شاةً سَميطًا بعَيْنِهِ قطّ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 7/ 1603، الحديث (135/ 2033). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 540، كتاب الأطعمة (70)، باب الأكل متكئًا (13)، الحديث (5398) و (5399). (¬3) في مخطوطة برلين زيادة (قط) وليست عند البخاري. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 530، كتاب الأطعمة (70)، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسُّفْرة (8)، الحديث (5386)، وفي 9/ 549، باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه يأكلون (23)، الحديث (5415) الخوان: ما يوضع عليه الطعام عند الأكل، وسكرجة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهي فارسية، والسفرة طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزادة راوية وغير ذلك من الأسماء المنقولة (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 89، 373، 384). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 530، كتاب الأطعمة (70)، باب الخبز المرقق. . . (8)، الحديث (5385)، وفي 9/ 552، باب شاة مسموطة والكتف والجنب (26)، الحديث (5421)، وفي 11/ 282، كتاب الرقاق (81)، باب كيف كان عيش النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه (17)، الحديث (6457)، والمسموط الذي أزيل شعره بالماء المسخن وشوي بجلده (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 9/ 531).

3200 - وعن سهل بن سعد رضي اللَّه عنه قال: "ما رأَى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم النَّقيَّ منْ حِينِ ابتعَثهُ اللَّه حتَّى قبضَهُ اللَّه. وقال: ما رأَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُنخُلًا مِنْ حِين ابتعثَهُ اللَّه حتَّى قبضَهُ اللَّه. قيل: كيفَ كُنْتُمْ تأْكُلُونَ الشعيرَ غيرَ منخُولٍ؟ قال: كنَّا نَطحَنُهُ وننفخُهُ فيطيرُ ما طار، وما بقي ثَرَّيْناهُ فأكلناه" (¬1). 3201 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "ما عابَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم طعامًا قطُّ، إن اشتهاهُ أكلَهُ وإنْ كَرِهَهُ تركَهُ" (¬2). 3202 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ المؤمنَ يأكُلُ في مِعًى واحِدٍ، والكافرُ يأكُلُ في سَبعةِ أمعاءٍ" (¬3). 3203 - وفي رواية: "المؤمنُ يشربُ في معًى واحدٍ والكافرُ يشربُ في سَبعةِ أمعاءٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 549، كتاب الأطعمة (70)، باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه يأكلون (23)، الحديث (5413)، والنقي: أي خبز الدقيق الحوارى وهو النظيف الأبيض، وقوله "ثريناه" أي بللناه بالماء (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 9/ 548 ,550). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 547، كتاب الأطعمة (70)، باب ما عاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طعامًا (21)، الحديث (5409)، ومسلم في الصحيح 3/ 1632، كتاب الأشربة (36)، باب لا يعيب الطعام (35)، الحديث (187/ 2064). (¬3) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 536، كتاب الأطعمة (70)، باب المؤمن يأكل في معى واحد (12)، الحديث (5393)، و (5394)، ومسلم في الصحيح 3/ 1631، كتاب الأشربة (36)، باب المؤمن يأكل في معى واحد. . . (34)، الحديث (182/ 2060)، وأخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في المصدر السابق، الحديث (5397)، وأخرجه مسلم من حديث جابر وابن عمر رضي اللَّه عنهم في المصدر السابق، الحديث (184/ 2061)، ومن حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، الحديث (185/ 2062). (¬4) أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1632، كتاب الأشربة (36)، باب المؤمن يأكل في معى واحد. . . (34)، الحديث (186/ 2063).

3204 - وقال: "طعامُ الاثنَيْنِ كافي الثلاثةِ، وطعامُ الثلاثةِ كافي الأربعَةِ" (¬1). 3205 - وفي رواية: "طعامُ الواحِدِ يَكفي الاثنَيْنِ، وطعامُ الاثنَيْنِ يَكفي الأربعَةَ، وطعامُ الْأَرْبَعَةِ يَكفي الثمانِيةَ" (¬2). 3206 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "التَّلْبِينَةُ مُجَمَّةٌ لفؤادِ المريضِ تَذهبُ ببعضِ الحُزْنِ" (¬3). 3207 - وعن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ خيّاطًا دعا النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لطعام صَنعهُ، فذهبتُ معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقَّربَ خُبزَ الشعيرِ ومَرَقًا فيهِ دُبّاءٌ وقَدِيدٌ، فرأيتُ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يَتتبَّعُ الدُّبّاءَ منْ حَوالَي القَصْعَةِ، فلمْ أَزَلْ أحبُّ الدُّبّاءَ بعدَ يَومئذٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 535، كتاب الأطعمة (70)، باب طعام الواحد يكفي الاثنين (11)، الحديث (5392)، ومسلم في الصحيح 3/ 1630، كتاب الأشربة (36)، باب فضيلة المواساة في الطعام القليل. . . (33)، الحديث (178/ 2058). (¬2) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنها في المصدر نفسه، الحديث (179/ 2059). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 550، كتاب الأطعمة (70)، باب التلبينة (24)، الحديث (5417)، ومسلم في الصحيح 4/ 736، كتاب السلام (39)، باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض (30)، الحديث (90/ 2216)، والتلبينة: هي حساء من دقيق أو نخالة، ومجمة: بفتح الميم والجيم ويقال بضم الميم وكسر الجيم أي تريح فؤاده وتزيل عنه الهم وتنشطه (النووي شرح صحيح مسلم 14/ 202). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 318، كتاب البيوع (34)، باب الخيّاط (30)، الحديث (2092)، وفي 9/ 524، كتاب الأطعمة (70)، باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه. . . (4)، الحديث (5379)، وفي 9/ 562، باب المرق، الحديث (5436)، ومسلم في الصحيح 5/ 1615، كتاب الأشربة (36)، باب جواز أكل المرق. . . (21)، الحديث (144/ 2041)، والدباء هو القرع وهو اليقطين أيضًا واحده دباة ودبة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 9/ 525).

3208 - عن المغيرة بن شعبة أنّه قال: "ضِفتُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ فأمرَ بجَنْبِ [شاةٍ] (¬1) فشُوِي، ثمَّ أخذَ الشَّفرةَ فجعلَ يَحُزُّ لي بها منه، فجاءَ بلالٌ يُؤْذنُهُ بالصَّلاة، فألقَى الشَّفرةَ فقال: ما لَه تَرِبَتْ يداهُ؟ قال: وكانَ شارِبُهُ وفاءً, فقال لي: أَقُصُّه لك على سُواك؟ أو قصّهُ على سِواك" (¬2). 3209 - عن عمرو بن أُميّة "أنّهُ رأَى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يحتزُّ مِنْ كَتِفِ شاةٍ في يدِهِ، فدُعيَ إلى الصَّلاةِ فألقاها والسِّكِّينَ التي يحتزُّ بها، ثمَّ قامَ فصلَّى ولمْ يتوضَّأْ" (¬3). 3210 - عن عائشة رضى اللَّه عنها أنّها قالت: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُحبُّ الحلواءَ والعسلَ" (¬4). ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين ولا عند أبي داود. (¬2) لم نجده في الصحيحين، ولم يذكره المناوي في "كشف المناهج"، الورقة (46) ضمن هذا الباب ولا في الحسان وقد ذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 1222، في الفصل الثالث من هذا الباب، الحديث (4236/ 78)، وعزاه للترمذي، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 252، 255، وأبو داود في السنن 1/ 131، كتاب الطهارة (1)، باب في ترك الوضوء مما مست النار (75)، الحديث (188)، والترمذي في الشمائل المحمدية، ص 79، باب ما جاء في إدام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (26)، الحديث (168)، وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 8/ 492، الحديث (11530)، وعزاه لابن ماجه، المنذري في مختصر سنن أبي داود 1/ 140، الحديث (176)، وقوله: "وفاء" أي طويلًا. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 311، كتاب الوضوء (4)، باب من لم يتوضّأ من لحم الشاة والسَّويق (50)، الحديث (208)، وفي 9/ 547، كتاب الأطعمة (70)، باب قطع اللحم بالسكين (20)، الحديث (5408) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 1/ 274، كتاب الحيض (3)، باب نخ الوضوء مما مست النار (24)، الحديث (93/ 355). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 557، كتاب الأطعمة (70)، باب الحلوى والعسل (32)، الحديث (5431)، ومسلم في الصحيح 2/ 1101، كتاب الطلاق (18)، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق (3)، الحديث (21/ 1474).

3211 - وعن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم سألَ أهلَهُ الْأُدُمَ، فقالوا: ما عِندَنا إلّا خَلٌّ، فدَعا بهِ فجعلَ يأكُلُ ويقول: نِعْمَ الإِدامُ الخلُّ نِعمَ الإِدامُ الخلُّ" (¬1). 3212 - وقال النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "الكَمْأَةُ منَ المَنِّ، وماؤُها شِفاءٌ للعَيْن" (¬2). وفي رواية: "مِنَ المَنِّ الذي أنزلَ اللَّه تعالى على موسى عليه السلام " (¬3). 3213 - عن عبد اللَّه بن جعفر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يأكُلُ الرُّطَبَ بالقِثّاء" (¬4). 3214 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كُنّا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمَرِّ الظَّهْرانِ نَجْني الكَباثَ، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1622، كتاب الأشربة (36)، باب فضيلة الخل والتأدم به (30)، الحديث (166/ 2052)، ولفظه: ". . . نعم الْأُدُمُ الخل نِعْمَ الْأُدُمُ الخل" قال أهل اللغة: الإدام بكسر الهمزة ما يؤتدم به، يقال أدم الخبز يأدِمه بكسر الدال، وجمع الإدام أُدُم بضم الهمزة والدال كإهاب وأُهُب وكتاب وكُتُب، والْأُدُم بإسكان الدال مفرد كالإدام (النووي، شرح صحيح مسلم 14/ 6 - 7). (¬2) متفق عليه من حديث سعيد بن زيد رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 163، كتاب الطب (76)، باب المن شفاء العين (20)، الحديث (5708)، ومسلم في الصحيح 3/ 1619، كتاب الأشربة (36)، باب فضل الكمأة ومداواة العين بها (28)، الحديث (157/ 2049) و (158/ 2049). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (160/ 2049). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 564، كتاب الأطعمة (70)، باب القثاء بالرطب (39)، الحديث (5440)، ومسلم في الصحيح 3/ 1616، كتاب الأشربة (36)، باب أكل القثاء بالرطب (23)، الحديث (147/ 2043).

عليكُمْ بالأسودِ منهُ فإنّهُ أطيبُ. فقيلَ: أكنتَ ترعَى الغنمَ؟ فقال: نعمْ، وهلْ مِنْ نبيٍّ إلِّا رَعاها" (¬1). 3215 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم مُقْعِيًا يأكُل تمرًا" (¬2). وفي رواية: "يأكُلُ منهُ أكلًا ذَريعًا" (¬3). 3216 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "نَهَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يَقْرُنَ الرجلُ بينَ التمرتَيْنِ حتَّى يستأْذِنَ أصحابَهُ" (¬4). 3217 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يجوعُ أهلُ بيتٍ عندَهُمُ التمر" (¬5). 3218 - وقال: "يا عائشةُ بيتُ لا تمرَ فيهِ جِياعٌ أهلُهُ، قالها مرَّتينِ أو ثلاثًا" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 575 - 576، كتاب الأطعمة (70)، باب الكباث، وهو ورق الأراك (50)، الحديث (5453)، ومسلم في الصحيح 3/ 1621، كتاب الأشربة (36)، باب فضيلة الأسود من الكباث (29)، الحديث (163/ 2050)، ومر الظهران: مكان معروف على مرحلة من مكة والكباث: النضيج من ثمر الأراك. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1616، كتاب الأشربة (36)، باب استحباب تواضع الأكل وصفة قعوده (24)، الحديث (148/ 2044) والإقعاء: الجلوس على الوركين، ورفع الركبتين. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (149/ 2044)، وقوله: "ذريعًا" أي مستعجلا -صلى اللَّه عليه وسلم- لاستيفازه لشغل آخر فأسرع في الأكل، وكان استعجاله ليقضي حاجته منه ويرد الجوعة ثم يذهب في ذلك الشغل (النووي، شرح صحيح مسلم 13/ 227). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 131، كتاب الشركة (47)، باب القران في التمر بين الشركاء حتى يستأذن أصحابه (4)، الحديث (2489)، ومسلم في الصحيح 3/ 1617، كتاب الأشربة (36)، باب نهي الآكل مع جماعة عن قران تمرتين. . . (25)، الحديث (151/ 2045). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1618، كتاب الأشربة (36)، باب في إدخال التمر ونحوه من الأقوات للعيال (26)، الحديث (152/ 2046). (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (153/ 2046).

3219 - وقال: "مَنْ تصبَّحَ بسبعِ تمراتٍ عَجْوَةً لمْ يضرَّهُ ذلكَ اليومَ سَمٌّ ولا سِحْر" (¬1). 3220 - وقال: إنّ في عَجْوَةِ العالِيَةِ شِفاءً، وإنَّها تِرْياقٌ أوَّلَ البُكْرَةِ" (¬2). 3221 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "كانَ يأتي علينا الشهر ما (¬3) نُوقِدُ فيهِ نارًا، إنما هو التمرُ والماء إلّا أنْ نُؤتَى باللُّحَيْمِ (¬4) " (¬5). 3222 - وقالت: "ما شَبعَ آلُ محمَّدٍ يَومَيْنِ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ إلَّا وأحدُهُما تمرٌ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 569، كتاب الأطعمة (70)، باب العجوة (43)، الحديث (5445)، وفي 10/ 238، كتاب الطب (76)، باب الدواء بالعجوة للسحر (52)، الحديث (5769)، ومسلم في الصحيح 3/ 1618، كتاب الأشربة (36)، باب فضل تمر المدينة (27)، الحديث (155/ 2047). (¬2) أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي اللَّه عنها في المصدر نفسه 3/ 1619، الحديث (156/ 2048)، والعالية: ما كان من الحوائط والقرى والعمارات من جهة المدينة العليا مما يلي نجدًا والسافلة من الجهة الأخرى مما يلي تهامة (النووي، شرح صحيح مسلم 14/ 3)، والترياق: ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين، وهو معرب ويقال بالدال أيضًا (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 188 مادة "ترق"). (¬3) في المطبوعة (وما) والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬4) في المطبوعة: (باللحم) والصواب: باللحيم بالتصغير كما جاء في مخطوطة برلين وعند البخاري ومسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 282، كتاب الرقاق (81)، باب كيف كان عيش النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه (17)، الحديث (6458) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 2282، كتاب الزهد والرقائق (53)، الحديث (26/ 2972). (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (6455)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (25/ 2971) واللفظ له.

3223 - وقالت: "ما شَبعَ آلُ محمَّدٍ مِنْ خُبزِ الشعير يَومينِ مُتَتابِعينِ حتَّى قُبِضَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 3224 - وقالت: "تُوفِّيَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وما شَبِعْنا مِنَ الأسْوَدَيْنِ" (¬2). 3225 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنَ الدنيا ولم يَشْبَعْ من خُبزِ الشعيرِ" (¬3). 3226 - وقال النعمان بن بشير: "ألَستُمْ في طعامٍ وشرابٍ ما شِئتم؟ لقد رأيتُ نبيَّكُمْ صلى اللَّه عليه وسلم وما يَجدُ مِنَ الدَّقَلِ ما يملَأ بطنَهُ" (¬4). 3227 - عن أبي أيوب رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أُتيَ بطعامٍ أكلَ منهُ وبعثَ بفضلِهِ إليَّ، وإنَّهُ بعثَ إليَّ يومًا [بشيءٍ] (¬5) لمْ يأكُلْ [منهُ] (5) لأنَّ فيهِ ثُومًا، فسألتُهُ: أحرامٌ هو؟ قال: [لا] (¬6) ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي اللَّه عنها في الصحيح 4/ 2282، كتاب الزهد والرقائق (53)، الحديث (22/ 2970). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 527، كتاب الأطعمة (70)، باب من أكل حتَّى شبع (6)، الحديث (5383)، ومسلم في الصحيح 4/ 2284، كتاب الزهد والرقائق (53)، الحديث (31/ 2975) واللفظ له والأسْوَدَان: الماء والتمر. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 549، كتاب الأطعمة (70)، باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه يأكلون (23)، الحديث (5414). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2284، كتاب الزهد والرقائق (53)، الحديث (34/ 2977)، والدَّقل هو ردئ التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 127). (¬5) ليست في مخطوطة برلين، واللفظ عند مسلم (بعث إلي يومًا بفضلة لم يأكل منها). (¬6) ساقطة من المطبوعة وهي من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ مسلم.

ولكنِّي أكرهُ ريحهُ. قال: فإنِّي أكرهُ ما كَرِهْتَ" (¬1). 3228 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ أكلَ ثُومًا أو بَصلًا فلْيَعْتزِلْنا -أو قال: فلْيعتزِلْ مسجدَنا، أو ليقعُدْ في بيتِه- وأنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أُتيَ بقِدْرٍ فيها خَضِراتٌ منْ بُقولٍ، فوجدَ لها ريحًا فقال: قرِّبوها -إلى بعضِ أصحابه، وقال: كُلْ فإنِّي أُناجِي مَنْ لا تُناجي" (¬2). 3229 - عن المِقدام بن مَعْديَكرِب عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "كِيلُوا طَعامَكم يُبارَكْ لكُمْ فيهِ" (¬3). 3230 - عن أبي أُمامة "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا رفعَ مائدتَهُ قال: الحمدُ للَّه حَمْدًا كثيرًا طَيِّبًا مُباركًا فيه، غيرَ مَكْفيّ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنًى عنهُ ربَّنا" (¬4). 3231 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ اللَّه لَيَرْضَى عن العبدِ أنْ يأْكُلَ الأكْلةَ فيحمدَهُ علَيها أو يشربَ الشَّرْبَةَ فيحمدَهُ عليها" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1623، كتاب الأشربة (36)، باب إباحة أكل الثوم. . . (31)، الحديث (170/ 2053). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 339، كتاب الأذان (10)، باب ما جاء في الثوم النِّيء والبصل والكراث (160)، الحديث (855)، ومسلم في الصحيح 1/ 394، كتاب المساجد (5)، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا (17)، الحديث (73/ 564). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 345، كتاب البيوع (34)، باب ما يستحب من الكيل (52)، الحديث (2128). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 580، كتاب الأطعمة (70)، باب ما يقول إذا فرغ من طعامه (54)، الحديث (5458). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2095، كتاب الذكر والدعاء (48)، باب استحباب حمد اللَّه تعالى بعد الأكل والشرب (24)، الحديث (89/ 2734).

مِنَ الحِسَان: 3232 - عن أبي أيُّوب رضي اللَّه عنه قال: "كُنَّا عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فُقِّربَ [إليه] (¬1) طعامٌ، فلمْ أَرَ طعامًا كانَ أعظمَ بركةً منهُ أوَّلَ ما أَكَلْنا، ولا أقلَّ بركةً في آخِرِهِ، قلنا: يا رسولَ اللَّه كيفَ هذا؟ قال: إنّا ذَكرْنا اسمَ اللَّه حِينَ أَكَلْنَا ثمَّ قعدَ منْ أكلَ ولمْ يُسمِّ اللَّه فأكلَ معهُ الشيطانُ" (¬2). 3233 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أكلَ أحدُكُمْ فنَسيَ أنْ يذكرَ اسمَ اللَّه عَلَى طعامِهِ فليَقُلْ: بسمَ اللَّه أوّلَهُ وآخرَهُ" (¬3). 3234 - عن أُمية بن مَخْشِيّ (¬4) قال: "كانَ رجلٌ يأكلُ فلم يُسمِّ حتَّى لمْ يبقَ منْ طعامِهِ إلّا لقمة، -فلمَّا رفَعها إلى فيهِ قال: بسمِ اللَّه أوّلَهُ ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وتصحفت في الشمائل إلى (فقرب طعامًا). (¬2) أخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 88، باب ما جاء في قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل الطعام وبعد ما يفرغ منه (28)، الحديث (190). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 208، 246، 265، والدارمي في السنن 2/ 94، كتاب الأطعمة، باب في التسمية على الطعام، وأبو داود في السنن 4/ 139 - 145، كتاب الأطعمة (21)، باب التسمية على الطعام (16)، الحديث (3767)، والترمذي في السنن 4/ 288، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في التسمية على الطعام (47)، الحديث (1858) وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 261 - 262، ما يقول إذا نسي التسمية ثم ذكر، الحديث (281)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 326، كتاب الأطعمة (19)، باب التسمية على الطعام (1)، الحديث (1341)، والحاكم في المستدرك 4/ 108، كتاب الأطعمة، باب إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل بسم اللَّه، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬4) هو أمية بن مَخْشِي الخزاعي ويقال الأزدي، صحب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم سكن البصرة وأعقب بها، قال ابن سعد، وقال البخاري وابن السكن: له صحبة وحديث واحد (الحافظ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 67، الترجمة (260)).

وآخرَهُ، فضحكَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ثمّ قال: ما زالَ الشيطانُ يأكلُ معهُ، فلمَّا ذكرَ اسم اللَّه اسْتَقَاءَ ما في بطنِه" (¬1). 3235 - عن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا فرغَ مِنْ طعامِهِ قال: الحمدُ للَّه الذي أطعَمَنا وسقانا وجعلَنا مُسلمين" (¬2). 3236 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الطاعِمُ الشاكِرُ كالصائِمِ الصابِرِ" (¬3). 3237 - عن أبي أيُّوب قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 336، وأبو داود في السنن 4/ 140، كتاب الأطعمة (21)، باب التسمية على الطعام (16)، الحديث (3768)، وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 1/ 80، الحديث (164)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 108، كتاب الأطعمة، باب إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل بسم اللَّه، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 32، 98، وأبو داود في السنن 4/ 187، كتاب الأطعمة (21)، باب ما يقول الرجل إذا طعم (53)، الحديث (3850)، والترمذي في السنن 5/ 508، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام (56)، الحديث (3456)، وفي الشمائل المحمدية، ص (89)، باب ما جاء في قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل الطعام وبعد ما يفرغ منه (28)، الحديث (193)، واللفظ له، والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 265، ما يقول إذا شرب اللبن وابن ماجه في السنن 2/ 1092، كتاب الأطعمة (29)، باب ما يقال إذا فرغ من الطعام (16)، الحديث (3283). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 283، 289، والترمذي في السنن 4/ 653، كتاب صفة القيامة (38)، باب (43)، الحديث (2486)، وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 1/ 561، كتاب الصيام (7)، باب فيمن قال الطاعم الشاكر كالصائم الصابر (55)، الحديث (1764)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 236، كتاب الصيام (8)، باب في الصائم الصابر (31)، الحديث (952)، والحاكم في المستدرك 1/ 422، كتاب الصوم، باب الطاعم الشاكر، وفي 4/ 136، كتاب الأطعمة، باب الطاعم الشاكر، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

إذا أكلَ وشربَ قال: الحمدُ للَّه الذي أطعمَ وسقَى وسوَّغَهُ وجعلَ لهُ مَخْرجًا" (¬1). 3238 - عن سلمان قال: "قرأتُ في التوراةِ أنَّ بَركةَ الطعامِ الوُضوءُ بعدهُ، فذكرتُ للنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: بَركةُ الطعامِ الوُضوءُ قبلَهُ والوُضوءُ بعدَهُ" (¬2). 3239 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما "أن رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خرجَ مِنَ الخَلاءِ فقُدِّمَ إليهِ طعامٌ، فقالوا: ألا نأتِيكَ بوَضُوءٍ؟ قال: إنّما أُمرتُ بالوُضوءِ إذا قُمتُ إلى الصلاةِ" (¬3). 3240 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أُتيَ بقصعةٍ مِنْ ثريدٍ فقال: كُلوا من جَوانِبِها ولا تأْكُلوا مِنْ وسطِها، فإنّ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 187 - 188، كتاب الأطعمة (21)، باب ما يقول الرجل إذا طعم (53)، الحديث (3851)، والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص 264، ما يقول إذا شرب، الحديث (285)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (329)، كتاب الأطعمة (19)، باب ما يقول عقيب الأكل والشرب (8)، الحديث (1351) واللفظ عندهم ". . . إذا أكل أو شرب. . . ". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 441، وأبو داود في السنن 4/ 136، كتاب الأطعمة (21)، باب في غسل اليد قبل الطعام (12)، الحديث (3761)، والترمذي في السنن 4/ 281، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في الوضوء قبل الطعام وبعده (39)، الحديث (1846)، والحاكم في المستدرك 4/ 106 - 107، كتاب الأطعمة، باب الوضوء قبل الطعام وبعده بركة. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 282، وأبو داود في السنن 4/ 136، كتاب الأطعمة (21)، باب في غسل اليدين عند الطعام (11)، الحديث (3760)، واللفظ له، والترمذي في السنن 4/ 282، كتاب الأطعمة (26)، باب في ترك الوضوء قبل الطعام (40)، الحديث (1847)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 1/ 85، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء لكل صلاة (101)، وأخرجه مسلم بمعناه في الصحيح 1/ 283، كتاب الحيض (3)، باب جواز أكل المحدث الطعام. . . (31)، الحديث (118/ 374)، ولفظه: "أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج من الخلاء، فأُتي بطعام، فذكروا له الوضوء فقال: أريد أن أصلي فأتوضأ".

البَركةَ تنزِلُ في وسطِها" (¬1). وفي رواية: "إذا أكلَ أحدُكُمْ طعامًا فلا يأْكُلْ منْ أعلَى الصَّحْفَةِ، ولكنْ يأكُلُ مِنْ أسفلِها، فإنَّ البَركةَ تنزِلُ مِنْ أعلاها" (¬2). 3241 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "ما رُئي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأكلُ متّكِئًا قطّ، ولا يطأُ عَقِبَهُ رجُلان" (¬3). 3242 - عن عبد اللَّه بن الحارث بن جَزْء رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أُتيَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بخُبْزٍ ولَحْمٍ وهو في المسجِدِ، فأكلَ وأكلنا مَعَهُ، ثمّ قام فصلَّى وصلَّيْنا معهُ، ولم نزِدْ على أنْ مَسَحْنا أيْدِيَنا بالحَصْباءِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 343، 364، والدارمي في السنن 2/ 100، كتاب الأطعمة، باب النهي عن أكل وسط الثريد حتَّى يأكل جوانبه، واللفظ لهما، والترمذي في السنن 4/ 260، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في كراهية الأكل من وسط الطعام (12)، الحديث (1805)، وقال: (حسن صحيح) وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 4/ 430، الحديث (5566)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1090، كتاب الأطعمة (29)، باب النهي عن الأكل من ذروة الثريد (12)، الحديث (3277)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 328، كتاب الأطعمة (19)، باب الأكل من جوانب القصعة (4)، الحديث (1346)، والحاكم في المستدرك 4/ 116، كتاب الأطعمة، باب البركة تنزل في وسط الطعام، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 142، كتاب الأطعمة (21)، باب ما جاء في الأكل من أعلى الصحفة (18)، الحديث (3772). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 165، 167، وأبو داود في السنن 4/ 141 - 142، كتاب الأطعمة (21)، باب ما جاء في الأكل متكئًا (17)، الحديث (3770)، وابن ماجه في السنن 1/ 89، المقدمة، باب من كره أن يوطأ عقباه (21)، الحديث (244)، وقوله: "لا يطأ عقبه رجلان" أي: لا يمشي قدام القوم، بل يمشي في وسط الجمع أوفي آخرهم تواضعًا. (¬4) أخرجه ابن ماجه بلفظ مقارب في السنن 2/ 1097، كتاب الأطعمة (29)، باب الأكل في المسجد (24)، الحديث (3300) وفي 2/ 1100، باب الشواء (29)، الحديث (3311)، وأخرجه البغوي بلفظه بإسناده في شرح السنة 11/ 295، كتاب الأطعمة، باب أكل الشواء، الحديث (2850).

3243 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أُتيَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بلَحْمٍ فرفِعَ إليهِ الذِّراعُ، وكانتْ تُعجِبُهُ فنهسَ منها" (¬1). 3244 - وروي عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ بالسِّكِّينِ فإنَّهُ منْ صنعِ الأعاجِمِ، وانهَشُوهُ فإنَّهُ أهنأُ وأمرأُ" (¬2) (غريب). 3245 - عن أمّ المُنْذِر أنّها قالت: "دخلَ عليَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعهُ عليٌّ ولنا دَوالٍ معلَّقةٌ، فجعلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأكُلُ وعليٌّ معهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعليٍّ: مَهْ يا عليُّ فإنَّكَ ناقِةٌ. قالت: فجعلتُ لهمْ سِلْقًا وشعيرًا، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا عليُّ منْ هذا فأصِبْ فإنَّهُ أَوْفَقُ لكَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه بتمامه: الترمذي في السنن 4/ 277، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في أي اللحم كان أحب إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (34)، الحديث (1837)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1099، كتاب الأطعمة (29)، باب أطايب اللحم (28)، الحديث (3307)، وجاء شطرة من حديث طويل أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 395، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة بني إسرائيل (17)، باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} (5)، الحديث (4712)، ومسلم في الصحيح 1/ 184، كتاب الإيمان (1)، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (84)، الحديث (327/ 194)، النَّهْس بالمهملة: يكون بأطراف الأسنان، والنَّهْش بالمعجمة: بالأسنان وبالأضراس (الفيومي، المصباح المنير 2/ 628 مادة "نهس"). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 145، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل اللحم (21)، الحديث (3778)، وقال: (ليس هو بالقوي)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 280، كتاب الصداق، باب كيف يأكل اللحم. وعزاهُ السيوطي في الجامع الكبير ص 900 للبيهقي في شعب الإِيمان. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 364، وأبو داود في السنن 4/ 193، كتاب الطب (22)، باب في الحِمْيَة (2)، الحديث (3856)، والترمذي في السنن 4/ 382، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحِمْيَة (1)، الحديث (2037)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1139، كتاب الطب (31)، باب الحِمْيَة (3)، الحديث (3442)، الدوالي: بسر يُعلّق، فإذا أرْطَب أُكل، واحدتها دالية، وناقه: إذا برأ وكان قريب العهد بالمرض، والسّلْق: نبات يطبح ويؤكل.

3246 - عن أنس رضى اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُعجبُهُ الثُّقْلُ" (¬1). 3247 - عن نُبَيْشَة، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال (¬2): "مَنْ أكلَ في قَصْعَةٍ فلَحِسَها استغفرَتْ لهُ القَصْعَةُ" (¬3) (غريب). 3248 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ باتَ وفي يدِهِ غَمَرٌ لمْ يَغْسِلْهُ فأصابَهُ شيءٌ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نفسَه" (¬4). 3249 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "كانَ أحبَّ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 220، والترمذي في الشمائل المحمّديّة، ص (87)، باب ما جاء في إدام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (26)، الحديث (186)، وقال مفسرًا معنى الثُفْل: (قال عبد اللَّه -شيخ الترمذي-: يعني ما بقي من الطعام) وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 116، كتاب الأطعمة باب وما سكت اللَّه عنه فهو مما عفي عنه. (¬2) تكررت لفظة (قال) في المطبوعة. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 76، والدارمي في السنن 2/ 96، كتاب الأطعمة، باب في لعق الصحفة، والترمذي في السنن 4/ 259 - 260، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في اللقمة تسقط (11)، الحديث (1804)، وقال: (هذا حديث غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1089، كتاب الأطعمة (29)، باب تنقية الصحفة (10)، الحديث (3271) و (3272). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 263، 537، والدارمي في السنن 2/ 104، كتاب الأطعمة، باب في الوضوء بعد الطعام، وأبو داود في السنن 4/ 188، كتاب الأطعمة (21)، باب في غسل اليد من الطعام (54)، الحديث (3852)، والترمذي في السنن 4/ 289، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في كراهية البيتوتة وفي يده ريح غمَر (48)، الحديث (1860)، وابن ماجه في السنن 2/ 1096، كتاب الأطعمة (29)، باب من بات وفي يده ريح غمر (22)، الحديث (3297)، والغمَر بالتحريك: الدَّسَم والزُّهومة من اللحم (ابن الأثير، النهاية من غريب الحديث 3/ 385 مادة "غمر").

الطعامِ إلى رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الثَّريدُ مِنَ الخُبزِ، والثَّريدُ مِنَ الحَيْسِ" (¬1). 3250 - عن أبي أَسِيد الأنصاري أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "كُلُوا الزَّيْتَ وادَّهِنُوا بهِ فإنَّهُ مِنْ شَجرةٍ مُباركة" (¬2). 3251 - عن أُمّ هانئ أنها قالت: "دخلَ عليَّ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: أعِندَكِ شيءٌ؟ قلتُ: لا إلّا خُبْزٌ يابسٌ وخَلٌّ، فقال: هاتي، ما أقْفَرَ بيتٌ مِنْ أُدُمٍ فيهِ خَلّ" (¬3) (غريب). 3252 - عن يُوسُف بن عبد اللَّه بن سَلام قال: "رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أخذَ كِسْرةً مِنْ خُبْزِ الشَّعيرِ فوضعَ عليها تمرةً، فقال: هذهِ إدامُ هذِه. وأكَلَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 147، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل الثريد (23)، الحديث (3783)، والحاكم في المستدرك 4/ 116، كتاب الأطعمة، باب كان أحب الطعام إلى رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- والثريد: تمر بأقط وسمن. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 497، والدرامي في السنن 2/ 102، كتاب الأطعمة، باب في فضل الزيت، والترمذي في السنن 4/ 285، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في أكل الزيت (43)، الحديث (1852)، وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 9/ 125، الحديث (11860)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 398، كتاب التفسير، باب كلوا الزيت وادهنوا به، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 279، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في الخل (35)، الحديث (1841) وقال: (هذا حديث حسن غريب)، وحديث "ما أقفر بيت من أدم فيه خل" يُروى من طريق جابر، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 38، كتاب الرهن، باب ذكر الخبر الذي ورد في خل الخمر، ورماه بعضهم بالوضع، انظر التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر، 3/ 35، الحديث (1230). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 575، كتاب الأيمان والنذور (16)، باب الرجل يحلف أن لا يتأدم (10)، الحديث (3259)، وفي 4/ 173، كتاب الأطعمة (21)، باب في التمر (42)، الحديث (3830)، والترمذي في الشمائل المحمدية، ص 86، باب ما جاء في إدام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (26)، الحديث (185) واللفظ له.

3253 - عن سعد (¬1) قال: "مرضتُ مرضًا فأتاني النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يعُودُني، فوضعَ يدَهُ بينَ ثَدْيَيَّ حتَّى وجدتُ بردَها على فُؤادي وقال: إنَّكَ رجلٌ مفؤودٌ وائتِ الحارثَ بن كَلَدَة أخا ثَقِيفٍ فإنَّهُ رجلٌ يتطبَّبُ فلْيأْخُذْ سبعَ تمراتٍ مِنْ عَجْوة المدينة فلْيَجَأْهُنَّ بنواهُنَّ ثمّ ليَلُدَّكَ بهِنّ" (¬2). 3254 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها "أنَّ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يأكُلُ البطِّيخَ بالرُّطَبِ، ويقول: يُكسرُ حرُّ هذا ببردِ هذا، وبردُ هذا بحرِّ هذا" (¬3) (غريب). ¬

_ (¬1) هو ابن أبي وقاص كما بيّنه المِزّي والمنذري، وقال الطبراني في روايته هو سعد بن أبي رافع. قال الحافظ ابن حجر في الإِصابة في تمييز الصحابة 2/ 26، ترجمة سعد بن أبي رافع الصحابي رقم (3152): (روى الطبراني من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال، قال سعد بن أبي رافع: "دخل علي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يعودني فوضع يده بين ثديي حتَّى وجدت بردها على فؤادي فقال: إنك رجل مفؤود، ائت الحارث بن كلدة. . . " الحديث، تفرد يونس بن الحجاج عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح بقوله سعد بن أبي رافع، ورواه الحسن بن سفيان عن قتيبة عن ابن عيينة فقال، قال سعد ولم ينسبه، وكذا أخرجه أبو داود وابن مندة من رواية ابن عيينة، وروى ابن إسحاق عن إسمَاعِيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده مثل هذا، فإما أن يكون يونس بن الحجاج في قوله ابن أبي رافع، أو تكون القصة تعددت)، وقد أورد المزي هذا الحديث في تحفة الأشراف 3/ 310، الحديث (3916)، في مسند سعد بن أبي وقاص. وكذا المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 358، الحديث (3726) وقال: (عن سعد، وهو ابن أبي وقاص رضي اللَّه عنه). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 207، كتاب الطب (22)، باب في تمرة العجوة (12)، الحديث (3875)، والطبراني في المعجم الكبير 6/ 61، في ترجمة سعد بن أبي رافع (550)، الحديث (5479)، المفؤود: هو الذي أصيب فؤاده، وقوله: "فلْيَجَأهُنَّ بنواهن" أي ليرضَّهن، وقوله: "لِيَلُدَّكَ بهنّ" فإنه من اللدود، وهو ما يسقاه الإنسان في أحد جانبي الفم وأخذ من اللديدين وهما جانبا الوادي (الخطابي، معالم السنن 5/ 358 - 359). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 176، كتاب الأطعمة (21)، باب في الجمع بين لونين في الأكل (45)، الحديث (3836)، والترمذي مختصرًا في السنن 4/ 280، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب (36)، الحديث (1843)، وقال: (حسن غريب)، وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 12/ 101، الحديث (16688).

3255 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أُتيَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بتمرٍ عتِيقٍ فجعلَ يُفتِّشُهُ ويُخرِجُ السُّوسَ منهُ" (¬1). 3256 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "أُتيَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بجُبنةٍ في تَبُوكَ فدعا بالسكِّينِ فسمَّى وقطَعَ" (¬2). 3257 - عن سلمان [الفارسيّ] (¬3) قال: "سُئِلَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن السَّمْنِ والجُبْنِ والفِراءِ؟ فقال: الحلالُ ما أحلَّ اللَّه في كتابِهِ، والحرامُ ما حرَّمَ اللَّه في كتابِهِ، وما سكتَ عنهُ فهوَ ممَّا عفا عنهُ" (¬4) (غريب وموقوف على الأصح). 3258 - وروي عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "وَدِدتُ أنَّ عِندي خُبْزةً بيضاءَ مِنْ بُرَّةٍ سمراءَ مُلَبَّقَةً بسمنٍ ولبنٍ. فقامَ رجلٌ مِنَ القومِ فاتَّخذَهُ فجاءَ بهِ، فقال: في أيِّ شيءٍ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 174، كتاب الأطعمة (21)، باب في تفتيش التمر المسوس، عند الأكل (43)، الحديث (3832)، وابن ماجه في السنن 2/ 1106، كتاب الأطعمة (29)، باب تفتيش التمر (42)، الحديث (3333). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 169، كتاب الأطعمة (21)، باب أكل الجبن (39)، الحديث (3819)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 6، كتاب الضحايا، باب أكل الجبن. (¬3) ليست في المطبوعة. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 220، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في لبس الفراء (6)، الحديث (1726)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلّا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله، وكأنّ الحديث الموقوف أصح، وسألت البخاري عن هذا الحديث فقال: ما أراه محفوظًا، روى سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان موقوفًا) وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1117، كتاب الأطعمة (29)، باب أكل الجبن والسمن (60)، الحديث (3367)، والحاكم في المستدرك 4/ 115، كتاب الأطعمة، باب وما سكت اللَّه عنه فهو مما عفي عنه.

كانَ هذا السمنُ؟ قال: في عُكَّةِ ضَبٍّ، قال: ارفعْهُ" (¬1). 3259 - روي عن علي أنّه قال: "نَهَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ أكلِ الثُّومِ إلَّا مَطْبوخًا" (¬2). 3260 - وروي عن عائشة رضي اللَّه عنها "أنّها سُئِلتْ عَنِ البَصَلِ فقالت: إنَّ آخِرَ طَعامِ أكلَهُ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم طَعامٌ فيهِ بصلٌ" (¬3). 3261 - عن ابنيْ بُسْر السُّلَمِيَّيْن (¬4) قالا: "دخلَ عَلَيْنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقدَّمْنا زُبْدًا وتمرًا، وكانَ يُحبُّ الزُّبدَ والتمرَ" (¬5). 3262 - عن عِكْراش بن ذُؤَيْب أنّه قال: "أُتِينا بجَفْنَةٍ كثيرةِ الثَّريدِ والوَذْرِ، فَحَبَطْت بيدِي في نَواحِيها، فقال لي النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 168، كتاب الأطعمة (21)، باب في الجمع بين لونين من الطعام (38)، الحديث (3818)، وابن ماجه في السنن 2/ 1109، كتاب الأطعمة (29)، باب الخبز الملَّبق بالسمن (47)، الحديث (3341)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 326، كتاب الضحايا، باب ما جاء في الضبّ، والبُرَّةُ السَّمْرَاء: الحِنْطَة. ومُلَبَّقة: ملحوظة. والعُكَّة: هى وعاء من جلود مستدير يختص بهما، وهو بالسمن أخصّ. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 173، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل الثوم (41)، الحديث (3828)، والترمذي في السنن 4/ 262، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في الرخصة في الثوم مطبوخًا (14)، الحديث (1808). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 89، وأبو داود في السنن 4/ 173، كتاب الأطعمة (21)، باب في أكل الثوم (41)، الحديث (3829)، وعزاه للنسائي، المزي في تحفة الأشراف 11/ 394، الحديث (16068). (¬4) قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 333، الحديث (3689): وذكر عن محمد بن عوف: أنهما عبد اللَّه، وعطية. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 176 - 177، كتاب الأطعمة (21)، باب في الجمع بين لونين في الأكل (45)، الحديث (3837) واللفظ له، وابن ماجه في السنن 6/ 1102، كتاب الأطعمة (29)، باب التمر بالزبد (43)، الحديث (3334).

كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ واحِدٍ فإنَّهُ طعامٌ واحِدٌ. ثمّ أُتِينا بطَبقٍ فيهِ ألوانُ التمرِ، فجعلتُ آكُلُ منْ بينِ يدَيَّ، وجالَتْ يدُ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الطَبَقِ، فقال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا عِكْراشُ كُلْ مِنْ حيثُ شِئْتَ فإنه غيرُ لَونٍ" (¬1) (غريب). 3263 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أخذَ أهلَهُ الوَعكُ أمرَ بالحِساءِ فصُنِعَ، ثمَّ أَمَرهُمْ فحَسَوْا منهُ، وكانَ يقول: إنّه لَيَرْتُو فُؤادَ الحزينِ ويَسْرُو عنْ فُؤادِ السَّقيمِ كما تَسْرُو إحْداكُنَّ الوَسَخَ بالماءِ عنْ وجهِها" (¬2) (صح). 3264 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "العَجْوَةُ مِنَ الجنَّةِ فيها شِفاءٌ مِنَ السمِّ، والكمأَةُ مِنَ المَنِّ وماؤُها شِفاءٌ للعينِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 283، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في التسمية في الطعام (41)، الحديث (1848) وقال: (هذا حديث غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1089 - 1090، كتاب الأطعمة (29)، باب الأكل مما يليك (11)، الحديث (3274)، والجفنة: القصعة. والوَذْر: أي قطع اللحم، والوَذْرَة بالسكون: القطعة من اللحم، والوَذْر جمعها (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5/ 170، مادة "وذر"). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 32، والترمذي في السنن 4/ 383، كتاب الطب (29)، باب ما جاء ما يطعم المريض (3)، الحديث (2039)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1140، كتاب الطب (31)، باب التلبينة (5)، الحديث (3445)، والحاكم في المستدرك 4/ 205، كتاب الطب، باب الحساء يسرو عن فؤاد السقيم، وقوله: "يَرْتو فؤاد الحزين" أي يشده ويقوِّيه، و"يَسْرو عن فؤاد السقيم" أي يكشف عن فؤاده الألم ويزيله (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 194، مادة "رتا" وفي 2/ 364 مادة "سرى"). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 301، 305، 325، 356، 357، 421، 488، 490، 511، والدارمي في السنن 2/ 338، كتاب الرقاق، باب في العجوة، والترمذي في السنن 4/ 400 - 401، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الكمأة والعجوة (22)، الحديث (2066)، و (2068)، وابن ماجه في السنن 2/ 1143، كتاب الطب (31)، باب الكمأة والعجوة (8)، الحديث (3455).

2 - باب الضيافة

2 - باب الضيافة مِنَ الصِّحَاحِ: 3265 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللَّه واليوم الآخِرِ فلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللَّه واليومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللَّه واليومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خَيْرًا أو ليَصْمُتْ" (¬1). وفي رواية: قال بدل الجار: "مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللَّه واليومِ الآخِرِ فلْيَصِلْ رَحِمَه" (¬2). 3266 - عن أبي شُرَيْح الكَعْبىّ رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللَّه واليومِ الآخِرِ فليُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ يَوْمٌ وليلةٌ، والضِّيافَةُ ثلاثةُ أيَّامٍ، فما بعدَ ذلكَ فهو صَدَقة، ولا يَحِلُّ لهُ أنْ يَثْوِيَ عندَهُ حتَّى يُحْرِجَه" (¬3). 3267 - وقال: "إنْ نَزَلتُمْ بقَوْمٍ فأَمَرُوا لكمْ بما يَنبغي للضَّيْفِ فاقْبَلُوا، فإنْ لمْ يفعلُوا فخُذُوا منهمْ حقَّ الضَّيْفِ الذي يَنْبغي له" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 445، كتاب الأدب (78)، باب من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (31)، الحديث (6018)، وفي 10/ 532، باب إكرام الضيف (85)، الحديث (6136)، ومسلم في الصحيح 1/ 68، كتاب الإيمان (1)، باب الحث على إكرام الجار والضيف. . . (19)، الحديث (75/ 47). (¬2) أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 533، باب إكرام الضيف (85)، الحديث (6138). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 445، كتاب الأدب (78)، باب من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (31)، الحديث (6019)، وفي 10/ 531، باب إكرام الضيف (85)، الحديث (6135) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 3/ 1353، كتاب اللقطة (31)، باب الضيافة ونحوها (3)، الحديث (14/ 48) و (15/ 48)، وقوله: "حتَّى يحرجه" أي يوقعه في الحرج ويضيق صدره. (¬4) متفق عليه من حديث عُقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الصحيح 5/ 108، كتاب المظالم (46)، باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه (18)، الحديث (2461)، وفي 10/ 532، كتاب الأدب (78)، باب إكرام الضيف (85)، الحديث (6137)، ومسلم في =

3268 - عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رجلٌ مِنَ الأنصارِ يُكنَّى أبا شُعَيْبٍ، وكانَ لهُ غُلامٌ لحَّامٌ، فقال: اصنَعْ طعامًا يَكفي خَمسةً لَعلَّي أدعُو النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم خامِسَ خمسةٍ فصنعَ [لهُ] (¬1) طُعَيِّمًا، ثمَّ أتاهُ فدعاهُ فتبِعَهُمْ رجل، فقال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا أبا شُعيب إنَّ رجُلًا تَبِعَنا فإنْ شِئْتَ أذِنتَ لهُ وإنْ شِئْتَ تركتَهُ. قال: لا بلْ أذِنتُ لهُ" (¬2). 3269 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "خرجَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ يوم أو ليلةٍ، فإذا هو بأبي بكرٍ وعُمرَ، فقال: ما أخْرجَكُما مِنْ بُيُوتكُما هذِهِ السَّاعَةَ؟ قالا: الجُوعُ. قال: [و] (¬3) أنا والذي نفسي بيدِهِ لأخرَجَني الذي أخرجَكُما، قُومُوا. فقامُوا معَهُ، فأتَى رجُلًا مِنَ الأنصارِ، فإذا هو ليسَ في بيتِهِ، فلمَّا رأَتْهُ المرأَةُ قالتْ: مَرْحبًا وأهلًا. فقالَ لها رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أينَ فُلانٌ؟ قالت: ذهبَ يَسْتعذِبُ لنا مِنَ الماءِ. إذْ جاءَ الأنصارِيُّ فنظرَ إلى رسُولِ اللَّه صِلى اللَّه عليه وسلم وصاحِبَيْهِ، ثمَّ قال: الحمدُ للَّه ما أَحَدٌ اليومَ أكرمَ أَضْيافًا مِنِّي. قال: فانطلقَ [الرجُلُ] (¬4) ¬

_ = الصحيح 3/ 1353، كتاب اللقطة (31)، باب الضيافة ونحوها (3)، الحديث (17/ 1727) واللفظ عندهما: ". . . الذي ينبغي لهم". (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وهي في رواية البخاري التي في كتاب الأطعمة، باب الرجل يدعى إلى طعام، واللفظ له. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 312، كتاب البيوع (34)، باب ما قيل في اللحام والجزار (21)، الحديث (2081)، وفي 5/ 106، كتاب المظالم (46)، باب إذا أذن إنسان لآخر شيئًا جاز (14)، الحديث (2456)، وفي 9/ 559، كتاب الأطعمة (70)، باب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه (34)، الحديث (5434)، وفي 9/ 583، باب الرجل يُدعى إلى طعام فيقول هذا معي (57)، الحديث (5461)، ومسلم في الصحيح 3/ 1608، كتاب الأشربة (36)، باب ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام (19)، الحديث (138/ 2036). (¬3) ما بين الحاصرتين من صحيح مسلم وهو ساقط من المخطوطة والمطبوعة، قال النووي في شرح صحيح مسلم 13/ 212: (وفي جواز الحلف من غير استحلاف). (¬4) ليست في مخطوطة ولا عند مسلم.

فجاءَهُمْ بعِذْقٍ فيهِ بُسْرٌ وتمرٌ ورُطَبٌ، فقال: كُلوا مِنْ هذِهِ. وأخذَ المُدْيَةَ، فقالَ لهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إيَّاكَ والحَلُوبَ. فذبحَ لهمْ، فأكَلُوا مِنَ الشَّاةِ ومِنْ ذلكَ العِذْقِ وشَرِبُوا، فلمَّا أَنْ شَبِعُوا ورَوُوا قالَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأبي بَكْرٍ وعُمرَ: والذي نفسي بيدِه لتُسْألُنَّ عنْ هذا النَّعيمِ يومَ القيامَةِ، أخرجَكُمْ مِنْ بُيُوتكُمُ الجُوعُ ثمَّ لمْ تَرجِعُوا حتَّى أصابَكُمْ هذا النَّعيمُ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 3270 - عن المِقْدام بن مَعْدِيَكرِب سمع النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "أيُّما مُسلمٍ ضافَ قومًا فأصبحَ الضيفُ مَحرومًا كانَ حقًّا على كُلِّ مُسلمٍ نَصرُهُ حتَّى يأْخُذَ لهُ بقِراهُ مِنْ مالِهِ وزَرْعِهِ" (¬2). وفي رواية: "أيُّما رجُلٍ ضافَ قومًا فلمْ يَقْرُوهُ كانَ لهُ أنْ يُعقِبَهُمْ بمثلِ قِراهُ" (¬3). 3271 - عن أبي الأحْوَص الجُشَمي، عن أبيه قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه أرأيتَ إنْ مررتُ برجلٍ فلمْ يَقْرِني ولمْ يُضِفْني ثمّ مرَّ بي بعدَ ذلكَ أَقْرِيه أمْ أجْزِيه؟ قال: بلْ أقْره" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1609، كتاب الأشربة (36)، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك. . . (20)، الحديث (140/ 2038)، والعِذْق: هي الغصن من النخل وإنما أتي بهذا العِذْق الملون ليكون أطرف وليجمعوا بين أكل الأنواع، والبُسْرُ: الغَصُّ والطريُّ. والمدية بضم الميم وكسرها هي السكين (النووي، شرح صحيح مسلم 13/ 213 - 214). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 131، 133، والدارمي في السنن 2/ 98، كتاب الأطعمة، باب في الضيافة، وأبو داود في السنن 4/ 129، كتاب الأطعمة (21)، باب ما جاء في الضيافة (5)، الحديث (3751). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 131، وأبو داود في السنن 4/ 160، كتاب الأطعمة (21)، باب النهي عن أكل السباع (33)، الحديث (3804). وقراهُ: ضيافته. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 473 و 4/ 37، والترمذي في السنن 4/ 364، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في الإحسان والعفو (63)، الحديث (2006)، وقال: (حديث حسن صحيح، وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي، ومعنى قوله أقره: أضفه، والقِرَى: الضيافة).

3272 - عن أنس رضي اللَّه عنه، أو غيره: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم استأْذَنَ على سعدِ بنِ عُبادَةَ فقال: السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللَّه وبركاتُه. فقال سَعد: وعليكُمُ السَّلامُ ورحمةُ اللَّه وبركاتُهُ، ولمْ يُسمِعِ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى سلَّمَ ثلاثًا، وردَّ عليهِ سَعدٌ ثلاثًا ولمْ يُسمِعْهُ، فرجَعَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فاتَّبَعَهُ سَعدٌ فقال: يا رسُولَ اللَّه بأبي أنتَ وأُمِّي ما سلَّمْت تسليمَةً إلّا هيَ بأُذُني، ولقدْ ردَدْتُ عليكَ ولمْ أُسمِعْكَ، أحببتُ أنْ أستَكثِرَ منْ سلامِكَ ومنَ البَرَكَةِ. ثمَّ دخلُوا البيتَ فقرَّبَ لهُ زَبيبًا، فأكلَ نبيُّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فلمَّا فَرَغَ قال: أكلَ طعامَكُمُ الأبرارُ، وصلَّتْ عليكُمُ المَلائِكةُ، وأفطَرَ عِندَكُمُ الصائِمُون" (¬1). 3273 - وعن أبي سعيد رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مثلُ المؤمِنِ ومثلُ الإيمانِ كمثلِ الفَرَسِ في آخِيَّتِهِ يجُولُ ثمَّ يرجِعُ إلى آخِيَّتِهِ، فإنَّ المؤمِنَ يَسْهُو ثمَّ يرجعُ إلى الإِيمانِ، فأطعِمُوا طعامَكُم الأتقياءَ وأَوْلُوا معروفَكُم المؤمنِينَ" (¬2). 3274 - عن عبد اللَّه بن بُسْر قال: "كانَ للنبىِّ صلى اللَّه عليه وسلم قَصْعةٌ يحمِلُها أربعةُ رجالٍ، يقال لها الغرَّاءُ، فلمَّا أضْحَوْا (¬3) وسجَدُوا ¬

_ (¬1) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 10/ 381 - 382، باب الاستئذان ثلاثًا، الحديث (19425)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه: أحمد في المسند 3/ 138، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 287، كتاب الصداق، باب الدعاء لرب الطعام. (¬2) أخرجه عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 55، وأبو يعلى في مسنده 2/ 357، الحديث (132/ 1106)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 179، في ترجمة عبد اللَّه بن المبارك رقم (397)، والآخيَّة بالمد والتشديد: حُبيل أو عُوَيْد يعرض في الحائط ويدفن طرفاه فيه ويصير وسطه كالعروة ولد فيها الدابة، وجمعها الأواخي مشددًا، والأخايا على غير قياس (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 29، مادة "أخا"). (¬3) في المطبوعة: (أصبحوا) والتصويب من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ أبي داود.

فصل

الضُّحَى أُتيَ بتلكَ القَصْعَةِ -يعني وقد ثُرِدَ فيها- فالتفوا (¬1) عليها، فلمَّا كثروا جَثا رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال أعرابي: ما هذه الجِلْسَة؟ فقال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ اللَّه جَعَلَني عبدًا كريمًا، ولم يجعَلْني جبّارًا عنيدًا، ثمَّ قال: كُلُوا مِنْ جوانِبِها ودَعُوا ذِرْوَتها يُبارَك لكُمْ فيها" (¬2). 3275 - وعن وَحْشِىّ بن حرب عن أبيهِ، عن جده "أنّ أصحابَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قالوا: يا رسولَ اللَّه إنّا نأكلُ ولا نَشبعُ، قال: فلعلَّكُمْ تَفْترِقُون؟ قالوا: نعم، قال: فاجتمِعُوا عَلَى طعامِكُمْ واذكُرُوا اسمَ اللَّه [عليه] (¬3) يُبارَكْ لكُمْ فيهِ" (¬4). فصل مِنَ الحِسَان: 3276 - عن الفُجَيْع العامِريّ "أنَّهُ أَتَى النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: ما يحلُّ لنا مِنَ المَيْتَة؟ قال: ما طعامُكُمْ؟ قلنا: نَغْتَبِقُ ونَصْطَبحُ، قال: ¬

_ (¬1) في المطبوعة: (فاحتفوا) والتصويب من مخطوطة برلين وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 143، كتاب الأطعمة (21)، باب ما جاء في الأكل من أعلى الصحفة (18)، الحديث (3773)، وابن ماجه في السنن 2/ 1086، كتاب الأطعمة (29)، باب الأكل متكئًا (6)، الحديث (3263). (¬3) العبارة في المطبوعة: (عليه تبارك وتعالى) وما أثبتناه موافق للفظ أبي داود وابن ماجه. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 501، وأبو داود في السنن 4/ 138، كتاب الأطعمة (21)، باب في الاجتماع على الطعام (15)، الحديث (3764)، وابن ماجه في السنن 2/ 1093، كتاب الأطعمة (29)، باب الاجتماع على الطعام (17)، الحديث (3286)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 327، كتاب الأطعمة (19)، باب الاجتماع على الطعام (3)، الحديث (1345)، قال ابن حبان: (عن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده وحشي بن حرب)، والحاكم في المستدرك 2/ 103، كتاب الجهاد، باب الاجتماع على الأكل موجب للبركة.

3 - باب الأشربة

ذلكَ وأبي الجُوعُ. فأحلَّ لهم المَيْتَةَ عَلَى هذِهِ الحالِ" فسَّرُوا قولَهُ نَغْتَبِقُ ونَصْطَبحُ: أي قَدحٌ غُدوةً وقَدحٌ عَشِيَّةً (¬1). 3377 - عن أبي واقِد اللَّيْثي "أنَّ رجُلًا قال: يا رسُولَ اللَّه إنا نكُونُ بالأرصِ فتُصيبُنا بها المَخْمَصَةُ، فمتَى تحلُّ لنا المَيْتةُ؟ قال: ما لمْ تصْطَبِحُوا أو تَغْتَبِقُوا أو تَحْتَفِؤوا بها بَقْلًا فشأنُكُم بها" (¬2) معناه: إذا لم تجدوا بها صَبُوحًا ولا غَبُوقًا ولم تجدوا بَقْلةً تأكلونها حلَّتْ لكم المَيْتَة. 3 - باب الأشربة مِنَ الصِّحَاحِ: 3278 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يتنفَّسُ في الشَّرابِ ثلاثًا، ويقول: إنّهُ أرْوَأُ (¬3) وأبْرَأُ وأمْرَأُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 167، كتاب الأطعمة (21)، باب في المضطر إلى الميتة (37)، الحديث (3817) وقال: (الغَبُوق من آخر النهار، والصَّبُوح من أول النهار) والطبراني في المعجم الكبير 8/ 321، الحديث (829)، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 357، كتات الضحايا، باب ما يحل من الميتة بالضرورة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 218، والدارمي في السنن 2/ 88، كتاب الأضاحي، باب في أكل الميتة للمضطر، والطبراني في المعجم الكبير 3/ 284، الحديث (3315) و (3316)، والحاكم في المستدرك 4/ 125، كتاب الأطعمة، باب جواز أكل الميتة عند الاضطرار، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 356، كتاب الضحايا، باب ما يحل من الميتة بالضرورة، وقوله: المَخْمَصَةُ: المجاعة. و"أو تحتفؤوا" أي أو لم تعتلفوا. (¬3) كذا في المطبوعة، ولفظ مسلم: "أروي" قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 10/ 93: (وقوله "أروى" هو من الرِّي بكسر الراء غيى ممهموز أي أكثر ريًا، ويجوز أن يقرأ مهموزًا للمشاكلة). (¬4) أخرجه البخاري إلى قوله: "ثلاثًا" في الصحيح 10/ 92، كتاب الأشربة (74)، باب الشرب بنفسين أو ثلاثة (26)، الحديث (5631)، وأخرجه مسلم بتمامه في الصحيح 3/ 1602، كتاب الأشربة (36)، باب كراهة التنفس في نفس الإناء. . . (16)، الحديث (123/ 2028).

3279 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ الشُّربِ مِنْ فِيِّ السِّقاءِ" (¬1). 3280 - عن أبي سعيد الخُدْري رضي اللَّه عنه قال: "نَهَى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عنِ اخْتِناثِ الأسْقِيَةِ، يعني [أنْ] (¬2) تُكسَرَ أفواهُها فيُشرَبَ منها" (¬3). 3281 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم "أنّهُ نَهَى أنْ يشرب الماء قائمًا" (¬4). 3282 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَشرَبنَّ أحدٌ منكُمْ قائمًا، فمنْ نَسيَ فلْيَسْتقئْ" (¬5). 3283 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "أتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم بدَلوٍ مِنْ ماءِ زمزمَ فشرِبَ وهو قائِمٌ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 90، كتاب الأشربة (74)، باب الشرب من فم السقاء (24)، الحديث (5629). (¬2) ليست في مخطوطة برلين، وهي عند البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 89، كتاب الأشربة (74)، باب اختناث الأسقية (23)، الحديث (5625) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 3/ 1600، كتاب الأشربة (36)، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما (13)، الحديث (111/ 2023). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، باب كراهية الشرب قائمًا (14)، الحديث (113/ 2024) ولفظه: عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "أنه نَهَى أنْ يشرَبَ الرجُلُ قائمًا". (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1601، كتاب الأشربة (36)، باب كراهية الشرب قائمًا (14)، الحديث (116/ 2026). (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 492، كتاب الحج (25)، باب ما جاء في رمزم (76)، الحديث (1637)، وفي 10/ 81، كتاب الأشربة (74)، باب الشرب قائمًا (16)، الحديث (5617)، ومسلم في الصحيح 3/ 1602، كتاب الأشربة (36)، باب في الشرب من زمزم قائمًا (15)، الحديث (120/ 2027).

3284 - وعن علي رضي اللَّه عنه "أنّهُ صلَّى الظهرَ ثمَّ قعدَ في حَوائِجِ الناسِ في رَحبةِ الكُوفةِ حتَّى حَضَرَتْ صلاةُ العصرِ، ثمَّ أُتيَ بماءٍ فشرِبَ وغسلَ وجهَهُ ويدَيْهِ، وذكرَ رأسَهُ ورِجلَيْه، ثمَّ قامَ فشرِبَ فضلَهُ وهو قائمٌ، ثمَّ قال، إنَّ ناسًا (¬1) يكرَهونَ الشُّرْبَ قائمًا، وإنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم صنعَ مثلَ ما صنعتُ" (¬2). 3285 - عن جابر: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم دخلَ على رجُلٍ مِنَ الأنصارِ ومعَهُ صاحِبٌ لهُ، فسلَّمَ، فردَّ الرجُلُ السَّلامَ، وهو يُحوِّلُ الماءَ في حائطٍ، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنْ كانَ عِندَكَ ماءٌ باتَ في شَنَّةٍ وإلَّا كَرَعْنا. فقال: عِندِي ماءٌ باتَ في شَنٍّ. فانطلقَ إلى العَريشِ فسكبَ في قَدَحٍ ماءً، ثمَّ حلبَ عليهِ مِنْ داجِنٍ، فشرِبَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، ثمَّ أعادَ فشرِبَ الرجُلُ الذي جاءَ مَعَهُ" (¬3). 3286 - وعن أُمّ سَلَمة رضي اللَّه عنها أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الذي يشرَبُ في إناءِ الفِضَّةِ إنَّما يُجَرْجِرُ في بطنِهِ نارَ جهنَّم" (¬4). وفي رواية: "إنَّ الذي يأكُلُ ويشرَبُ في آنِيَةِ الفِضَّةِ والذَّهبِ" (¬5). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (أُناسًا) وما أثبتناه موافق للفظ البخاري. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 81، كتاب الأشربة (74)، باب الشرب قائمًا (16)، الحديث (5616). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 75، كتاب الأشربة (74)، باب شرب اللبن بالماء (14)، الحديث (5613)، وفي 10/ 88، باب الكَرْع في الحوض (20)، الحديث (5621)، الشَّنَّة: وهي القربة الخلِقة وقال الداودي: هي التي زال شعرها من البلى، قال المهلب: الحكمة في طلب الماء البائت أنه يكون أبرد وأصفى، والكَرْع: تناول الماء بالفم من غير إناء ولا كف، والداجن الشاة التي تألف البيوت (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 77 - 78). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 96، كتاب الأشربة (74)، باب آنية الفضة (28)، الحديث (5634)، ومسلم في الصحيح 4/ 1634، كتاب اللباس والزينة (37)، باب تحريم استعمال أواني الذهب والفضة. . . (1)، الحديث (1/ 2065). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه.

3287 - وعن حذيفة رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لا تلبَسُوا الحريرَ ولا الدِّيباجَ، ولا تشرَبُوا في آنِيَةِ الذَّهَبِ والفِضةِ ولا تأْكُلوا في صِحافِها فإنَّها لهمْ في الدُّنيا وهيَ لكُمْ في الآخِرةِ" (¬1). 3288 - عن أَنَس رضي اللَّه عنه قال: "حُلِبَتْ لرسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم شاةٌ داجِنٌ، وشِيبَ لبَنُها بماءٍ مِنَ البئرِ التي في دارِ أنَس، فأعْطَى رسُول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم القدحَ فشربَ، وعلى يَسارِهِ أبو بكرٍ وعنْ يميِنِهِ أعرابيٌّ، فقال عمر: أعطِ أبا بكرٍ يا رسولَ اللَّه، فأعطَى الأعرابيَّ الذي على يميِنهِ ثمَّ قال: الأيمنَ فالأيمنَ" (¬2). وفي رواية: "الْأَيْمَنونَ الْأَيْمَنونَ، ألا فيَمِّنوا" (¬3). 3289 - عن سَهْل بن سَعد قال: "أُتيَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بقدَحٍ فشربَ منهُ، وعنْ يميِنهِ غُلامٌ أصغرُ القومِ والأشياخُ عن يَسارِهِ، فقال: ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 554، كتاب الأطعمة (70)، باب الأكل في إناء مفضض (29)، الحديث (5426)، وفي 10/ 96، كتاب الأشربة (74)، باب آنية الفضة (28)، الحديث (5633)، ومسلم في الصحيح 3/ 1637، كتاب اللباس والزينة (37)، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء. . . (2)، الحديث (4/ 2067) و (5/ 2067). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 30، كتاب المساقاة (42)، باب من رأى صدقة الماء وهبته. . . (1)، الحديث (2352)، ومسلم في الصحيح 3/ 1603، كتاب الأشربة (36)، باب استحباب إدارة الماء واللبن ونحوهما عن يمين المبتدئ (17)، الحديث (125/ 2029)، وشِيب: أي خُلِط. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 201، كتاب الهبة (51)، باب من استسقى (4)، الحديث (2571) واللفظ له، ومسلم في المصدر السابق 3/ 1604، الحديث (126/ 2029).

يا غُلامُ أتأْذَنُ أنْ أُعْطِيَهُ الأشياخَ؟ قال: ماكنتُ لِأوثرَ بفضلٍ منكَ أحدًا يا رسولَ اللَّه. فأعطاهُ إيّاه" (¬1). 3290 - عن أبي قَتادة رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ساقي القومِ آخرُهُمْ -يعني شُرْبًا" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3291 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "كُنّا نأكُلُ على عهدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ونحنُ نمشي، ونشربُ ونحن قِيامٌ" (¬3) (صح). 3292 - عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده رضي اللَّه عنهم قال: "رأيتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يشربُ قائمًا وقاعِدًا" (¬4). 3293 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يُتنفَّسَ في الإِناءِ أو يُنفخَ فيهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 29 - 30، كتاب المساقاة (42)، باب من رأى صدقة الماء وهبته. . . (1)، الحديث (2351) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 3/ 1604، كتاب الأشربة (36)، باب استحباب إدارة الماء واللبن ونحوهما عن يمين المبتدئ (17)، الحديث (127/ 2030). (¬2) هذه شطرة من حديث طويل أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 474، كتاب المساجد (5)، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها (55)، الحديث (311/ 681) ولفظه: "إن ساقي القوم آخرهم شُرْبًا". (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 12، 24، 29، 108، والدارمي في السنن 2/ 120، كتاب الأشربة، باب في الشرب قائمًا، والترمذي في السنن 4/ 300، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا (11)، الحديث (1880)، وقال: (هذا حديث صحيح غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 98، كتاب الأطعمة (29)، باب الأكل قائمًا (25)، الحديث (3301). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 174، 179، 190، 206، 215، والترمذي في السنن 4/ 301، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في الرخصة في الشرب قائمًا (12)، الحديث (1883)، وقال: (حسن صحيح). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 220، وأبو داود في السنن 4/ 114، كتاب الأشربة (20)، باب في =

3294 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَشربُوا واحِدًا كشُرْبِ البَعيرِ، ولكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ، وسَمُّوا إذا أنتمْ شَرِبْتُم، واحْمَدُوا إذا أنتمْ رفَعتُمْ" (¬1). 3295 - وعن أبي سعيد الخُدْريّ رضي اللَّه عنه "أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن النَّفْخِ في الشرابِ، فقال رجل: القَذاةُ أراها في الإِناءِ؟ قال: أهرِقْها. قال: فإنِّي لا أرْوَى مِنْ نَفَسٍ واحِدٍ؟ قال: فأَبِنِ القدَحَ عنْ فِيكَ ثمَّ تنفَّسْ" (¬2). 3296 - وعنه قال: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ مِنْ ثُلْمَةِ القَدَحِ، وأنْ يُنفخَ في الشَّرابِ" (¬3) [صح] (¬4). ¬

_ = النفخ في الشراب والتنفس فيه (20)، الحديث (3728)، والترمذي في السنن 4/ 304، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب (15)، الحديث (1888)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1133 - 1134، كتاب الأشربة (30)، باب التنفس في الإناء (23)، وباب النفخ في الشراب (24)، الحديث (3428) و (3429). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 302، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في التنفس في الإناء (13)، الحديث (1885)، وقال: (هذا حديث غريب، ويزيد بن سنان الجزري هو أبو فروة الرهاوي)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 166، في معجم عطاء عن ابن عباس، الحديث (11378)، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، عزاه له السيوطي في جمع الجوامع (893). وضعّف إسنادَهُ الحافظ ابن حجر في فتح الباري 10/ 93 لوجود أبي فروة فيه. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 925، كتاب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (49)، باب النهي عن الشراب في آنية الفضة والنفخ في الشراب (7)، الحديث (12)، وأحمد في المسند 3/ 26، 32، 57، والدارمي في السنن 2/ 119، كتاب الأشربة، باب من شرب بنفس واحد، والترمذي في السنن 4/ 303 - 304، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في كراهية النفخ في الشراب (15)، الحديث (1887)، وقال: (حسن صحيح)، والحاكم في المستدرك 4/ 139، كتاب الأشربة، باب أمط الإِناء عن فيك ثم تنفس، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، وقوله: "فأَبِن القدح" أي أبعده. (¬3) أخرجه أحمد في المنسد 3/ 80، وأبو داود في السنن 4/ 111، كتاب الأشربة (20)، باب في الشرب من ثُلْمَة القدح (16)، الحديث (3722)، وثُلْمة القدح أي موضع الكسر منه. (¬4) ليست في مخطوطة برلين.

3297 - عن كَبْشة (¬1) قالت: "دخلَ عليَّ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فشربَ منْ فِي قِرْبَةٍ مُعلَّقَةٍ قائمًا، فقمتُ إلى فِيها فقطعْتُهُ" (¬2) [صح] (¬3). 3298 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كانَ أحبَّ الشرابِ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الحُلْوَ البارِدَ" (¬4) (والصحيح أنّ هذا مرسل). 3299 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا أكلَ أحدُكُمْ طعامًا فلْيقُل: اللهُمَّ بارِكْ لنا فيهِ وأطعِمْنا خيرًا منهُ، وإذا سُقيَ لَبَنًا فلْيقُل: اللهُمَّ بارِكْ لنا فيهِ وزِدْنا منهُ، فإنَّهُ ليسَ شيءٌ يُجزئُ مِنَ الطعامِ والشرابِ إلَّا اللَّبَن" (¬5). ¬

_ (¬1) هي كَبْشة، ويقال كُبَيْشة بنت ثابت بن المنذر الأنصارية، أخت حسان، لها صحبة وحديث وكان يقال لها البرصاء (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 2/ 612، الترجمة (1)). (¬2) أخرجه أحمد مختصرًا في المسند 6/ 434، والترمذي بلفظه في السنن 4/ 306، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء في الرخصة في اختناث الأسقية (17)، الحديث (1892)، وقال: (حسن صحيح غريب)، وابن ماجه بلفظ مقارب في السنن 2/ 1132، كتاب الأشربة (30)، باب الشرب قائمًا (21)، الحديث (3423)، وزاد "تبتغي بركة موضع في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-". (¬3) وفيها عقب الحديث: (واتَّخذَتْهُ سِقَاءً يُتبرّك به) وليست عند الأئمة. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 38، والترمذي في السنن 4/ 307، كتاب الأشربة (27)، باب ما جاء أي الشراب كان أحب إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (21)، الحديث (1895)، وقال: (والصحيح ما روي عن الزهري عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا)، والحاكم في المستدرك 4/ 137، كتاب الأشربة، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 225، 284، وأبو داود في السنن 4/ 116، كتاب الأشربة (20)، باب ما يقول إذا شرب اللبن (21)، الحديث (3730) واللفظ له، والترمذي في السنن 5/ 506 - 507، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا أكل طعامًا (55)، الحديث (3455)، وقال: (حديث حسن) وابن ماجه في السنن 2/ 1103، كتاب الأطعمة (29)، باب اللبن (35)، الحديث (3322).

4 - باب النقيع والأنبذة

3300 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُستعذَبُ له الماءُ مِنَ السُّقْيا" (¬1) قيل: هيَ عَيْن بينَها وبينَ المدينةِ يومانِ. 4 - باب النقيع والأنبذة مِنَ الصِّحَاحِ: 3301 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "لقدْ سقَيْتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بقَدَحي هذا الشرابَ كلَّهُ العسلَ والنبيذَ والماءَ واللَّبَنَ" (¬2). 3302 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها [قالت] (¬3): "كُنّا نَنْبِذُ لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سِقاءٍ يوكأُ أعلاهُ، ولهُ عَزْلاءُ، نَنْبِذُهُ غُدْوَةً فيشرَبُهُ عِشاءً، ونَنْبِذُهُ عِشاءً فيشرَبُهُ غُدْوَةً" (¬4). 3303 - وعن ابن عباس رضى اللَّه عنهما قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُنْبَذُ لهُ أوَّلَ الليلِ فيشرَبُهُ إذا أصبحَ يومَهُ ذلكَ والليلةَ التي تجيءُ والغدَ والليلةَ الأُخرى والغدَ إلى العصرِ، فإنْ بقيَ شيءٌ سقاهُ الخادِمَ أوْ أمرَ بهِ فصُبَّ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 100، وأبو داود في السنن 4/ 119، كتاب الأشربة (20)، باب في إيكاء الآنية (22)، الحديث (3735)، والحاكم في المستدرك 4/ 138، كتاب الأشربة. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1591، كتاب الأشربة (36)، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرًا (9)، الحديث (89/ 2008). (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة والصواب إثباته كما في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1590، كتاب الأشربة (36)، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرًا (9)، الحديث (85/ 2005)، يُوكأ: يُشَدُّ رأسه بالوكاء وهو الرباط. عزلاء: هو الثقب الذي يكون في أسفل المزادة والقِربة. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1589، كتاب الأشربة (36)، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرًا (9)، الحديث (79/ 2004).

3304 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "كانَ يُنْبَذُ لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سِقاءٍ, فإذا لمْ يجدُوا له سِقاءً نُبِذَ لهُ في تَوْرٍ مِنْ حجارةٍ" (¬1). 3305 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَمِ والمُزَفَّتِ والنَّقِيرِ، وأمرَ أنْ يُنْبَذَ في أسْقِيَةِ [الْأدَمِ] (¬2) " (¬3). 3306 - عن بُرَيْدة أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "نَهَيْتُكُمْ عنِ الظُّروفِ، وإنَّ ظَرْفًا لا يُحِلُّ شيئًا ولا يُحرِّمُهُ، وكُلُّ مُسكِرٍ حرامٌ" (¬4). وفي رواية قال: "نَهَيْتُكُمْ عن الأشربةِ (¬5) في ظُروفِ الْأَدَمِ، فاشربُوا في كُلِّ وِعاءٍ غيرَ أنْ لا تشربُوا مُسْكِرًا" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1584، كتاب الأشربة (36)، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء. . . (6)، الحديث (62/ 1999)، والتَّوْر: قدح كبير كالقدر يتخذ تارة من الحجارة وتارة من النحاس وغيره (النووي، شرح صحيح مسلم 13/ 166). (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في مخطوطة برلين، والعبارة فيها: (في الأسقية) وآخر الحديث "وأمر أن يُنْبَذَ في أسقية الأدم" ليس عند مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1580 - 1583، كتاب الأشربة (36)، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء. . . (6)، الحديث (46/ 1997) و (57/ 1997)، الحنتم وهي الجرة، والدباء وهي القرعة، والمزفت وهو المقير، والنقير وهي النخلة تنسح نسحًا وتنقر نقرًا، كذا فسره ابن عمر في حديثه، وقوله تنسح نسحًا أي تقشر ثم تنقر فتصير نقيرًا (النووي، شرح صحيح مسلم 13/ 165). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1585، كتاب الأشربة (36)، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء. . . (6)، الحديث (64/ 977). (¬5) العبارة في المخطوطة والمطبوعة: (نهيتكم عن الأشربة إلّا في ظروف الأدم) بزيادة (إلّا) والصواب حذفها كما عند مسلم. (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (65/ 977)، والأدَم جمع أديم وهو الجلد المدبوغ (الفيومي، المصباح المنير 1/ 9، مادة "أدم").

5 - باب تغطية الأواني وغيرها

مِنَ الحِسَان: 3307 - عن أبي مالك الأشعَري سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لَيَشْرَبَنَّ ناسٌ منْ أُمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسْمِها" (¬1). 5 - باب تغطية الأواني وغيرها مِنَ الصِّحَاحِ: 3308 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا كانَ جُنحُ الليلِ أوْ أمسيتُمْ فكفُّوا صِبيانَكُمْ، فإنّ الشياطينَ تنتَشِرُ حِينئذٍ، فإذا ذهبَ ساعةٌ مِنَ الليلِ فحلُّوهُمْ، وأغلِقُوا الأبوابَ واذكُرُوا اسمَ اللَّه، فإنَّ الشيطانَ لا يفتحُ بابًا مُغلقًا، وأوْكُوا قِربَكُمْ واذكُرُوا اسمَ اللَّه، وخمِّروا آنِيَتَكُمْ واذكُرُوا اسمَ اللَّه، ولوْ أنْ تَعْرُضُوا عليهِ شيئًا وأطْفئوا مصابِيحَكُم" (¬2). 3309 - وفي رواية: "خَمِّرُوا الآنيةَ، وأوْكُوا الأسْقِيةَ، وأجِيفُوا الأبوابَ، وأكْفِتُوا صِبيانَكُمْ عندَ المساءِ، فإنَّ للجنِّ انتشارًا وخَطْفةً، وأطفِئُوا المصابيحَ عندَ الرُّقادِ، فإنَّ الفُويَسِقةَ ربّما اجترَّتِ الفتيلةَ فأحرَقَتْ أهلَ البيتِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 342، وأبو داود في السنن 4/ 91 - 92، كتاب الأشربة (20)، باب في الداذي (6)، الحديث (3688)، وابن ماجه في السنن 2/ 1333، كتاب الفتن (36)، باب العقوبات (22)، الحديث (4020)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 336، كتاب الأشربة (20)، باب فيمن يستحل الخمر (9)، الحديث (1384). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 336، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3280)، وفي 10/ 88، كتاب الأشربة (74)، باب تغطية الإناء (22)، الحديث (5623)، ومسلم في الصحيح 3/ 1595، كتاب الأشربة (36)، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء. . . (12)، الحديث (97/ 2012)، التخمير: التغطية، والوكاء: الخيط الذي تشد به الصُّرة والكيس. (¬3) أخرجه البخاري من حديث جابر رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 355، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم. . . (16)، الحديث (3316)، وأجيفوا الأبواب: رُدُّوها وأغلقوها، والفويسقة هي الفأرة.

3310 - وفي رواية: "غَطُّوا الإِناءَ وأوْكُوا السِّقاءَ وأغلِقُوا البابَ وأطفئُوا السِّراجَ، فإنَّ الشيطانَ لا يَحُلُّ سِقاءً ولا يفتحُ بابًا ولا يكشِفُ إناءً، فإنْ لمْ يجِدْ أحدُكُمْ إلّا أنْ يَعْرُضَ على إنائهِ عُودًا ويذكُرَ اسمَ اللَّه عليه فليفعل فإنّ الفُويسِقَةَ تُضْرِمُ على أهلِ البيتِ بيتَهُمْ" (¬1). 3311 - وقال: "لا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وصِبيانَكُمْ إذا غابتِ الشَّمْسُ حتَّى تذهبَ فحْمَةُ العِشاءِ، فإنَّ الشيطانَ يُبعثُ إذا غابتِ الشَّمْسُ حتَّى تذهبَ فحْمةُ العِشاءِ" (¬2). 3312 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "غَطُّوا الإِناءَ وأوْكُوا السِّقاءَ، فإنَّ في السنةِ ليلةً ينزلُ فيها وباءٌ لا يمرُّ بإناءٍ ليسَ عليهِ غطاءٌ أو سِقاءٌ ليسَ عليهِ وِكاءٌ إلَّا نَزَلَ فيهِ مِنْ ذلكَ الوباءِ" (¬3). 3313 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ أبو حُمَيْد -رجلٌ مِنَ الأنصارِ- مِنَ النَّقيعِ بإناءٍ منْ لبنٍ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ألا خمَّرْتَهُ ولوْ أنْ تَعْرُضَ عليهِ عودًا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث جابر رضي اللَّه عنه في الصحيح 3/ 1594، كتاب الأشربة (36)، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء. . . (12)، الحديث (96/ 2012). (¬2) أخرجه مسلم من حديث جابر رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه 3/ 1595، الحديث (98/ 2013)، وقوله "فواشيكم" أي مواشيكم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1596، كتاب الأشربة (36)، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء. . . (12)، الحديث (99/ 2014). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 70، كتاب الأشربة (74)، باب شرب اللبن (12)، الحديث (5605) و (5606)، ومسلم في الصحيح 3/ 1593، كتاب الأشربة (36)، باب في شرب النبيذ وتخمير الإناء (11)، الحديث (95/ 2011)، والنقيع اسم موضع بوادي العقيق.

3314 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تترُكُوا النَّارَ في بُيُوتكُمْ حِينَ تنامونَ" (¬1). 3315 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم (¬2): "إنَّ هذهِ النَّارَ إنَّما هيَ عَدوٌّ لكُمْ، فإذا نِمتُمْ فأطْفِئوها عنكُمْ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 3316 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إذا سمعتُمْ نُباحَ الكِلابِ ونهيقَ الحمير [من الليل] (¬4) فتعوَّذُوا باللَّه من الشيطانِ، فإنهنَّ يَرَيْنَ ما لا ترَوْنَ، وأقِلُّوا الخُروجَ إذا هدأتِ الأرجُلُ فإنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ يَبُثُّ مِنْ خَلْقِهِ في ليلهِ ما يشاءُ وأجِيفُوا الأبوابَ واذكُرُوا اسمَ اللَّه [عليها] (¬5)، فإنَّ الشيطانَ لا يفتحُ بابًا إذا أُجِيفَ وذُكِرَ اسمُ اللَّه عليه، وغطُّوا الجِرارَ وأكفِئوا الآنيةَ وأوْكُوا القِرَبَ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 85، كتاب الاستئذان (79)، باب لا تُترك النار في البيت عند النوم (49)، الحديث (6293)، ومسلم في الصحيح 3/ 1596، كتاب الأشربة (36)، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء. . . (12)، الحديث (100/ 2015). (¬2) ورد في مخطوطة برلين ما يلي: (عن ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) وهو خطأ لأن الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه كما عند البخاري ومسلم، وليس لابن عباس حديث في بابه. (¬3) متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (6294)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (101/ 2016). (¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وهي في لفظ أحمد والبخاري، واللفظ عند أبي داود: (بالليل). (¬5) ليست في مخطوطة برلين، وتصحفت في المطبوعة إلى: (عليه) والتصويب من أحمد والبخاري. (¬6) أخرجه أحمد في المسند 3/ 306، والبخاري في الأدب المفرد، ص 409، باب نباح الكلب ونهيق الحمار (589)، الحديث (1239)، وأبو داود في السنن 5/ 332، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في الديك والبهائم (115)، الحديث (5103) و (5104)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 489، كتاب الأدب (32)، باب ما يفعل في الليل وما يقول إذا سمع نهاق الحمير ونباح الكلاب (41)، الحديث (1996)، والحاكم في المستدرك 4/ 283 - 284، كتاب الأدب، باب إياك والسمر بعد هدأة الليل، وأخرجه البغوي بإسناده في =

3317 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "جاءتْ فارةٌ تجرُّ الفتيلةَ وألقَتْها بين يَدَيْ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على الخُمْرَةِ التي كانَ قاعِدًا عليها، فأحرقَتْ منها مِثلَ موضِعِ الدِّرهَمِ، فقال: إذا نِمتُمْ فأطفِئُوا سُرُجَكُمْ فإنَّ الشيطانَ يدُلُّ مِثلَ هذِهِ على هذا فيحرقكُم" (¬1). ¬

_ = شرح السنة 11/ 392، كتاب الأشربة، باب إيكاء الأسقية وتخمير الأنية، الحديث (3060)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح، قوله: "إذا هدأت الأرجل" يعني إذا سكنت عن المشي بالليل، والهدأة: السكون). (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 408 - 409، كتاب الأدب (35)، باب في إطفاء النار بالليل (173)، الحديث (5247)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 489، كتاب الأدب (32)، باب إطفاء النار (42)، الحديث (1997)، والحاكم في المستدرك 4/ 284 - 285، كتاب الأدب، باب لا تبيتن النار في بيوتكم، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

20 - كتاب اللباس

20 - كِتَابُ اللِّبَاسِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 3318 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ أحبُّ الثيابِ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يَلْبَسَها الحِبَرة" (¬1). 3319 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ غَداةٍ وعليهِ مِرطٌ مُرَحَّلٌ مِن شعرٍ أَسود" (¬2). 3320 - عن المغيرة بن شعبة أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم لبسَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 276، كتاب اللباس (77)، باب البرود والحبر. . . (18)، الحديث (5813) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1648، كتاب اللباس. . . (37)، باب فضل لباس ثياب الحبرة (5)، الحديث (32/ 2079)، قوله "الحِبرَة": الحِبرَة من البرود ما كان موشَّيًا مخططًا بوزن عِنبَة. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1649، كتاب اللباس. . . (37)، باب التواضع في اللباس. . . (6)، الحديث (36/ 2081)، قوله: "مِرطٌ" أي كساء من خزٍّ وصوف، قوله: "مُرَحَّلٌ" هو ضرب من برود اليمن.

جُبَّةً روميةً (¬1) ضيقةَ الكُمينِ" (¬2). 3321 - عن أبي بُرْدة قال: "أخرجَتْ إلينا عائشةُ كساءً مُلَبَّدًا وإزارًا غليظًا فقالت: قُبِضَ روحُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في هذيْنِ" (¬3). 3322 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كانَ فِراشُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الذي ينامُ عليهِ أَدَمًا، حَشْوُهُ ليفٌ" (¬4). 3323 - وقالت: "كانَ وِسادَةُ (¬5) رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الذي يَتَّكِئ عليهِ أَدَمًا، حشوُه ليفٌ" (¬6). ¬

_ (¬1) قال القاري في المرقاة 4/ 415: (قال ميرك: كذا وقع في رواية الترمذي. . .، لكن وقع في أكثر روايات الصحيحين وغيرهما "جُبَّةٌ شامية") فلفظ هذا الحديث للترمذي، وهو في الصحيحين بالمعنى كما سيأتي. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 473، كتاب الصلاة (8)، باب الصلاة في الجبة الشامية. . . (7)، الحديث (363)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 229، كتاب الطهارة (2)، باب المسح على الخفين (22)، الحديث (274/ 77) واللفظ عندهما: "وعليه جبة شامية ضيقة الكُمَّين"، وأخرجه النرمذي في السنن 4/ 239 - 240، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في لبس الجبة. . . (30)، الحديث (1768) واللفظ له وقال: (حديث حسن صحيح). (¬3) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 212؛ كتاب فرض الخمس (57)، باب ما ذكر من درع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (5)، الحديث (3108)، وفي 10/ 277، كتاب اللباس (77)، باب الأكسية والخمائص (19)، الحديث (5818)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1648، كتاب اللباس. . . (37)، باب التواضع في اللباس. . . (6)، الحديث (34 - 35/ 2080) واللفظ لهما، والكساء: ما يستر أعالي البدن، ضد الإزار. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 282، كتاب الرقاق (81)، باب كيف كان عيش النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (17)، الحديث (6456)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1650، كتاب اللباس. . . (37)، باب التواضع في اللباس. . . (6)، الحديث (38/ 2082) واللفظ له، قوله: "أَدَما" بفتحتين اسم لجمع الأديم وهو الجلد المدبوغ. (¬5) تصحفت في المطبوعة إلى (وسادُ) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (37/ 2082).

3324 - قالت عائشة: "بينا نحنُ جلوسٌ في بيتِنا في حَرِّ (¬1) الظهيرةِ قالَ قائلٌ لأبي بكرٍ: هذا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مقبلًا متقنِّعًا" (¬2). 3325 - وعن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قالَ لهُ: فِراشٌ للرجلِ، وفِراشٌ لامرأتهِ، والثالثُ للضيفِ، والرابعُ للشيطانِ" (¬3). 3326 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا ينظرُ اللَّهُ يومَ القيامةِ إلى مَن جرَّ إزارَه بَطَرًا" (¬4). 3327 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن جرَّ ثوبَه خُيَلاءَ، لم يَنظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ" (¬5). 3328 - وقال: "بينَما رجلٌ يجرُّ إزارَه مِن الخُيَلاءِ، خُسِفَ بهِ فهو يَتجَلْجَلُ في الأرضِ إلى يومِ القيامةِ" (¬6). ¬

_ (¬1) قوله: "في حرِّ الظهيرة" كذا وردت في المخطوطة والمطبوعة، وهي في صحيح البخاري: "في نحرِ الظهيرة"، وقال ابن حجر في فتح الباري 7/ 235: (أي أول الزوال، وهو أشد ما يكون في حرارة النهار). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 273، كتاب اللباس (77)، باب التقنُّع. . . (16)، الحديث (5807)، ضمن حديث طويل. قوله: "مُتَقَنِّعًا" بكسر النون المشددة، أي مغطِّيًا رأسه بالقناع، أي بطرف ردائه. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1651، كتاب اللباس والزينة (37)، باب كراهة ما زاد على الحاجة. . . (8)، الحديث (41/ 2084). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 257 - 258، كتاب اللباس (77)، باب من جرَّ ثوبه. . . (5)، الحديث (5788) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1653، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم جرِّ الثوب. . . (9)، الحديث (48/ 2087). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 254، باب من جرَّ إزاره. . . (2)، الحديث (5784)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1652، الحديث (44/ 2085) واللفظ لهما. (¬6) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عهما، البخاري في الصحيح 6/ 515، كتاب أحاديث الأنبياء (60) , باب (54)، وهو ما يلي: باب حديث الغارة (53)، الحديث (3485)، قوله: "يتجلجل" أي يتحرك مضطربًا ومندفعًا.

3329 - وقال: "ما أسفلَ مِن الكعبينِ مِن الإِزارِ في النَّارِ" (¬1). 3330 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم أنْ يأكلَ الرجلُ بشمالهِ، أو يمشيَ في نعلٍ واحدةٍ، وأنْ يشتملَ الصماءَ أو يحتبيَ في ثوبٍ واحدٍ كاشفًا عن فرجهِ" (¬2). 3331 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن لبسَ الحريرَ في الدنيا لم يَلْبَسْهُ في الآخرةِ" (¬3). 3332 - وقال: "إنَّما يلبسُ الحريرَ في الدنيا مَن لا خلاقَ لهُ في الآخرةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 10/ 256، كتاب اللباس (77)، باب ما أسفل من الكعبين. . . (4)، الحديث (5887). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1661، كتاب اللباس. . . (37)، باب النهي عن اشتمال الصماء. . . (20)، الحديث (70/ 2099)، قوله: "يشتمل الصماء" أي ونهى عن اللبسة الصمَّاء، وسميت صمَّاء لأنها سدت المنافذ كلها، فلا يدع منفذًا ليديه. (¬3) هذا الحديث له أربع طرق، متفق عليه من طريقين، وانفرد كل واحد من الشيخين بطريق: • اتفقا عليه: من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 284، كتاب اللباس (77)، باب لبس الحرير للرجال. . . (25)، الحديث (5832)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1645، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم استعمال إناء الذهب. . . (2)، الحديث (21/ 2073) واللفظ له. • واتفقا عليه: من رواية عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (5834)، واللفظ له، أخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1641 - 1642، الحديث (11/ 2069). • وأخرجه من رواية عبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه عنه، البخاري في المصدر السابق، الحديث (5833). • وأخرجه من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر السابق 3/ 1646، الحديث (22/ 2074). (¬4) متفق عليه من رواية عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 285، كتاب اللباس (77)، باب لبس الحرير. . . (25)، الحديث (5835)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1639، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم استعمال إناء الذهب. . . (2)، =

3333 - عن حُذَيْفَة قال: "نَهانا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ نشربَ في آنيةِ الفضةِ والذهبِ، وأنْ (¬1) نأكلَ فيها، وعن لبسِ الحريرِ والديباجِ، وأنْ نجلسَ عليهِ" (¬2). 3334 - وقال علي رضي اللَّه عنه: "أهْدِيَتْ لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حُلَّةٌ سِيَراءَ فبعثَ بها إلي فلَبِستُها فعرفْتُ الغضبَ في وجههِ فقالَ: إني لم أبعثْ بها إليك لِتَلبَسَها، إنما بعثت بها إليكَ لتُشقِّقَها حُمُرًا بينَ النساءِ" (¬3). 3335 - عن عمرَ رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن لبسِ الحريرِ إلّا هكذا، ورفعَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إصْبَعَيْهِ، الوسطَى والسَّبَّابَةَ وضَمَّهُما" (¬4). ¬

_ = الحديث (7/ 2068) وقد وهم صاحب المشكاة حيث جعل الحديث من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، ولكنه في الصحيحين من رواية ابن عمر عن عمر رضي اللَّه عنهما، وقال القاري في المرقاة 4/ 418: (وفي الجامع الصغير: رواه أحمد، والشيخان، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، عن عمر)، قوله: "لا خلاق" أي لا حِصَّة، أو لا حظَّ كاملًا. (¬1) تصحفت في مخطوطة برلين إلى (أو أن) والتصويب من المطبوعة وصحيح البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 291، كتاب اللباس (77)، باب افتراش الحرير. . . (27)، الحديث (5837) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1637، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم استعمال إناء الذهب. . . (2)، الحديث (4/ 2067). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 229، كتاب الهبة (51)، باب هدية ما يُكْرَه لبسها (27)، الحديث (2614)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1644، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم استعمال إناء الذهب. . . (2)، الحديث (17/ 2071) واللفظ له، قوله: "حُلَّةٌ سِيراء" هي بكسر السين المهملة وفتح التحتية، ثمَّ راء، بعده ألف ممدودة، بُرْدةٌ يخالطها حرير، وقيل هي حرير محض. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 284، كتاب اللباس (77)، باب لبس الحرير للرجال. . . (25)، الحديث (5829)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1642، كتاب اللباس. . . (37)، باب استعمال إناء الذهب. . . (2)، الحديث (12/ 2069) واللفظ له، وقد ورد الحديث في المطبوعتين: (عن ابن عمر)، والصواب ما أثبتناه كما في الأصل المخطوط، وفي الصحيحين.

3336 - وروي عن عمر: "أنَّه خطبَ بالجابِيَةِ فقال: نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن لُبْسِ الحريرِ إلّا موضعَ إصْبَعَينِ، أو ثلاثٍ، أو أربعٍ" (¬1). 3337 - وعن أسماءَ بنتِ أبي بكر: "أنَّها أخرجَتْ جُبَّةَ طَيالِسَةٍ كِسْرَوانِيَّةٍ لها لِبْنَةُ ديباجٍ، وفرجَيْها مكفوفَيْنِ بالديباجِ، وقالت: هذه جبةُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، كانَتْ عندَ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها، فلمَّا قُبِضَتْ، قَبَضْتُها، وكانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يلبَسُها، فنحنُ نغسِلُها للمرضَى نستَشْفي بها" (¬2). 3338 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رخَّصَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم للزبيرِ وعبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ في لبسِ الحريرِ لحِكَّةٍ بهما" (¬3) وروي: "أنَّهما شَكَوَا القملَ فرخَّصَ لهما في قُمُصِ الحريرِ" (¬4). 3339 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رَأَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عليَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ فقال: إنَّ هذه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1643 - 1644، كتاب اللباس (37)، باب استعمال إناء الذهب (2)، الحديث (15/ 2069) والجابِية: بكسر الموحدَّة مدينة بالشام. (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1641، الحديث (10/ 2069)، قوله: "طيالسة" بكسر اللام جمع طيلسان، وهو من لباس العجم مدوَّر أسود، قوله: "كِسْرَوَانيَّة" بكسر الكاف وتفتح، منسوب إلى كسرى ملك فارس، قوله: "لها لِبْنةٌ" بكسر اللام وسكون الموحدة، رقعة توضع في جيب القميص والجبة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 295، كتاب اللباس (77)، باب ما يرخَّص للرجال من الحرير للحكة (29)، الحديث (5839)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1646، كتاب اللباس. . . (37)، باب إباحة لبس الحرير. . . (3)، الحديث (25/ 2076) واللفظ لهما. (¬4) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1647، الحديث (26/ 2076).

مِن ثيابِ الكفارِ فلا تلبَسْها" (¬1) وفي رواية: "قلتُ: أَغسِلُهما؟ قال: أَحرِقْهما" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3340 - عن أم سَلَمة رضي اللَّه عنها، أنها قالت: "كانَ أحبُّ الثيابِ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم القميصَ" (¬3). 3341 - عن أسماءَ بنتِ يزيد رضي اللَّه عنها قالت: "كانَ كُمُّ قميصِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلى الرسغِ" (¬4) (غريب). 3342 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا لبسَ القميصَ بدأَ بميامِنِهِ" (¬5). 3343 - وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1647، كتاب اللباس (37)، باب النهي عن لبسِ الرجل الثوب المعصفر (4)، الحديث (27/ 2077). (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (28/ 2077). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 312، كتاب اللباس (26)، باب ما جاء في القميص (3)، الحديث (4025)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 237، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في القُمُصِ (28)، الحديث (1762)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 22 - 23، الحديث (3866)، وعزاه للنسائي أيضًا، واللفظ لهم. (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 312 - 313، الحديث (4027)، وأخرجه الترمذي في المصدر السابق 4/ 238، الحديث (1765)، وقال: (حديث حسن غريب)، وذكره المنذري في المصدر السابق، الحديث (3868)، وعزاه للنسائي أيضًا. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 379، كتاب اللباس (26)، باب في الانتعال (44)، الحديث (4141)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 238 - 239، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في القمص (38)، الحديث (1766) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 75، الحديث (3978)، وعزاه أيضًا للنسائي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 141، كتاب الطهارة. . . (1)، باب التيمن. . . (42)، الحديث (402).

اللَّه عليه وسلم يقول: "إزرةُ المؤمنِ إلى أنصافِ ساقيْهِ، لا جُناحَ عليهِ فيما بينَهُ وبينَ الكعبينِ، ما أسفلَ مِن ذلكَ ففي النَّارِ، وقال ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، ولا ينظرُ اللَّهُ يومَ القيامةِ إلى مَن جرَّ إزارَهُ بطرًا" (¬1). 3344 - عن سالم، عن أبيهِ، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الإِسبالُ في الإِزارِ والقميصِ والعمامةِ، مَن جرَّ مِنها شيئًا خيلاءً (¬2) لم ينظر اللَّهُ إليه يومَ القيامةِ" (¬3). 3345 - عن أبي كبشة رضي اللَّه عنه قال: "كانَتْ كِمامُ أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بُطْحًا" (¬4). 3346 - عن أم سلمة قالت: "قلت لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حينَ ذَكَرَ الإِزارَ: فالمرأةُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: تُرْخي شبرًا، فقالت: إذًا ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 914 - 915، كتاب اللباس (48)، باب ما جاء في إسباب الرجل ثوبه (5)، الحديث (12)، واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 97، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 353، كتاب اللباس (26)، باب في قدر موضع الإزار (30)، الحديث (4093)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 55 - 56، الحديث (3935) وعزاه أيضًا للنسائي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1183، كتاب اللباس (32)، باب موضع الإزار. . . (7)، الحديث (3573). (¬2) العبارة في المخطوطة: (مَن جَرّ منها تخيلًا) وما أثبتناه من المطبوعة وهو الموافق للفظ النسائي. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 345 - 346، كتاب اللباس (26)، باب ما جاء في إسبال الإزار (28)، الحديث (4085)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 208، كتاب الزينة (48)، باب إسبال الإزار (104) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1184، كتاب اللباس (32)، باب طول القميص. . . (9)، الحديث (3576) واللفظ له. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 246، كتاب اللباس (25)، باب كيف كان كمام الصحابة (40)، الحديث (1782) والكِمَام: بكسر الكاف جمع كُمّة بضم الكاف كقِبَاب وقُبَّة، وهي القلنسوة المدوَّرة سُميت بها لأنها تغطي الرأس، قوله: "بطحًا" بضم الموحدة أي مبسوطة على رؤوسهم.

ينكشفُ عنها -ويروى: تنكشفُ أقدامُهنَّ (¬1) - قال: فذراعًا، لا تَزيدُ عليهِ" (¬2). 3347 - عن معاوية بن قُرَّةَ، عن أبيهِ قال: "أتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في رَهْطٍ مِن مُزَيْنَةَ، فبايعوهُ وإنه لَمُطْلَقُ الإِزارِ، فأدخلتُ يدي في جيبِ قميصِهِ، فمَسَسْتُ الخاتمَ" (¬3). 3348 - عن سَمُرةَ، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "البَسُوا الثيابَ البيضَ، فإنها أَطْهرُ وأطيبُ، وكفِّنوا فيها مَوْتاكم" (¬4). 3349 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا اعْتَمَّ سَدَلَ عمامَتَهُ بينَ كتفيْهِ" (¬5) (غريب). ¬

_ (¬1) هذه الرواية أخرجها أحمد في المسند 6/ 309، وأخرجها الترمذي في السنن، وأخرجها النسائي في المجتبى من السنن كما سيأتي عنهما. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 293، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 364 - 365، كتاب اللباس (26)، باب في قدر الذيل (40)، الحديث (4117) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 223، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في جرِّ ذيول النساء (9)، الحديث (1731)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 209، كتاب الزينة (48)، باب ذيول النساء (105)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1185، كتاب اللباس (32)، باب ذيل المرأة. . . (13)، الحديث (3580). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 19 ضمن مسند قُرَّة المُزني، والد معاوية، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 342 - 343، كتاب اللباس (26)، باب في حلِّ الإزار (26)، الحديث (4082)، وأخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 33، باب ما جاء في لباس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (8)، الحديث (57)، واللفظ لها، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1184، كتاب اللباس (32)، باب حلِّ الإِزار (11)، الحديث (3578)، قوله: "في رهطٍ" أي مع طائفة وهو من ثلاثة إلى عشرة، وقيل: إلى الأربعين، ومُزَينة: بالتصغير قبيلة معروفة من مُضَر. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 13، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 117، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في لبس البياض (46)، الحديث (2810)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 34، كتاب الجنائز (21)، باب أي الكفن خير (38)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1181، كتاب اللباس (32)، باب البياض من الثياب (5)، الحديث (3567). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 225 - 226، كتاب اللباس (25)، باب في سدل العمامة بين الكتفين (12)، الحديث (1736)، وقال: (حديث حسن غريب).

3350 - وعن عبد الرحمنِ بنِ عوفٍ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "عمَّمني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فسدَلَها بينَ يديَّ ومِن خلفي" (¬1). 3351 - وعن رُكانةَ، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "فَرْقُ ما بَينَنا وبينَ المشركينَ، العمائمُ على القَلانِسِ" (¬2) (غريب). 3352 - عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أُحِلَّ الذهبُ والحريرُ للإِناثِ مِن أمتي، وحُرِّمَ عن ذكورِها" (¬3) (صح). 3353 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا استجدَّ ثوبًا سمَّاهُ باسمهِ، عمامةً، أو قميصًا، أو رداءً، ثمَّ يقول: اللَّهمَّ (¬4) لكَ الحمدُ كما كَسَوْتَنِيهِ أسألُكَ خيرَه وخيرَ ما صُنِعَ لهُ، وأعوذُ بكَ مِن شرَه وشرِّ ما صُنِعَ له" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 341، كتاب اللباس (26)، باب في العمائم (24)، الحديث (4079). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 340 - 341، كتاب اللباس (26)، باب في العمائم (24)، الحديث (4078)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 247 - 248، كتاب اللباس (25)، باب العمائم على القلانس (42)، الحديث (1784) واللفظ لهما، وقال الترمذي: (حديث حسن غريب)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 174، الحديث (3614) وعزاه أيضًا لابن قانع في معجمه والقلانس: جمع قلنسوة، وهي الطاقية. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 11/ 68، باب الحرير والديباج. . .، الحديث (19930)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 392 واللفظ لها، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 217، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في الحرير. . . (1)، الحديث (1720)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 161، كتاب الزينة (48)، باب تحريم الذهب. . . (40)، واللفظ له. (¬4) في المطبوعة زيادة: (رَبَّنا) وليست في المخطوطة ولا عند أصحاب الأصول. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 30 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 309، كتاب اللباس (26)، باب (1)، الحديث (4020)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 239، كتاب اللباس (25)، باب ما يقول إذا لبس ثوبًا. . . (29)، الحديث (1767)، وقال: (حديث =

3354 - عن سهلِ بنِ معاذٍ بن (¬1) أنس رضي اللَّه عنه، عن أبيهِ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن أكلَ طعامًا ثم قال: الحمدُ للَّهِ الذي أطعَمني هذا الطعامَ ورزقنيهِ، بغيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبهِ [وما تأخَّرَ] (¬2) وقال: مَن لبسَ ثوبًا فقال: الحمدُ للَّهِ الذي كَساني هذا ورزقنيهِ، مِن غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذنبهِ وما تأخَّرَ" (¬3) [صح] (¬4). 3355 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "قال لي رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: [يا عائشةُ] (¬5) إنْ أردتِ اللحوقَ بي فليكفِكِ مِن الدنيا كزادِ الراكبِ، وإيَّاكِ ومجالسةَ الأغنياءِ، ولا تستخلقي ثوبًا حتَّى ترقعيهِ" (¬6) (غريب). ¬

_ = حسن غريب صحيح) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 21، الحديث (3863) وعزاه أيضًا للنسائي. (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (بن). (¬2) ضرب عليه ناسخ مخطوطة برلين، وهو ليس عند الترمذي وابن ماجه، وأبي داود في بعض النسخ، وأثبتناه من المطبوعة ومن نسخة لأبي داود، كما أشار لذلك المحقق عزت الدعّاس. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 439 مقتصرًا على ذكر الطعام، دون اللباس، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 310؛ كتاب اللباس (26)، باب (1)، الحديث (4023)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 508، كتاب الدعوات (49)، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام (56)، الحديث (3458)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1093، كتاب الأطعمة (29)، باب ما يقال إذا فرغ من الطعام (16)، الحديث (3285) وروايتهما في ذكر الطعام فقط، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 109، باب ما يقال إذا استجد ثوبًا، مقتصرًا على ذكر الثوب، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 507، كتاب الدعاء، باب الدعاء بعد أكل الطعام. . . واللفظ له، وقال: (صحيح على شرط البخاري) ووافقه الذهبي. (¬4) من مخطوطة برلين فقط، وليس من قول الترمذي وإنما قال: (حسن غريب). (¬5) ليست في مخطوطة برلين ولا عند الترمذي، وأثبتناها من المطبوعة وهي عند الحاكم في المستدرك. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 245، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في ترقيع الثوب (38)، الحديث (1780)، وقال: (هذا حديث غريب)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 312، كتاب الرقاق، باب الأشياء التي لا بد لابن آدم منها، واللفظ لهما. واستخلاق الثوب: عَدُّهُ خَلْقًا.

3356 - وقال: إنَّ البذاذَةَ مِن الإِيمانِ" (¬1). 3357 - وقال: "مَن لبسَ ثوبَ شهرةٍ في الدنيا، ألبسَهُ اللَّهُ ثوبَ مَذَلَّةٍ يومَ القيامةِ" (¬2). 3358 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن تَشبَّهَ بقومٍ فهو منهم" (¬3). 3359 - وقال: "مَن تركَ لُبْسَ ثوبِ جمالٍ وهو يقدرُ عليهِ -ويروى: تَواضعًا- كساهُ اللَّهُ حُلَّةَ الكرامةِ، وقال (¬4): مَن تزوجَ (¬5) للَّهِ توَّجَهُ اللَّهُ تاجَ الملكِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي أمامة الحارثي رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 4/ 393 - 394، كتاب الترجل (27)، باب (1)، الحديث (4161)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1379، كتاب الزهد (37)، باب من لا يؤبه له (4)، الحديث (4118)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 9، كتاب الإيمان، باب الخصال الموجبة لدخول الجنة، واللفظ لهما، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 87، الحديث (5619) وعزاه لأحمد والترمذي ولم نجده عندهما. والبذاذة: التواضع في اللباس، والتوقّي عن الفائق في الزينة. (¬2) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أحمد في المسند 2/ 139، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 314، كتاب اللباس (26)، باب في لبس الشهرة (5)، الحديث (4029)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1192، كتاب اللباس (32)، باب من لبس شهرة. . . (24)، الحديث (3606) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 24، الحديث (3870) وعزاه للنسائي أيضًا. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 50 ضمن حديث طويل، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4031) واللفظ له. (¬4) كذا في المطبوعة، واللفظ في المخطوطة (ويُروَى) وكلاهما ليس في لفظ أبي داود. (¬5) كذا في المطبوعة، وفي مخطوطة برلين، وجاء في حاشية مخطوطة برلين (زَوّج) وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬6) أخرجه من رواية سويد بن وهب، عن رجل من أبناء أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، عن أبيه، أبو داود في السنن 5/ 138، كتاب الأدب (35)، باب من كظم غيظًا (3)، الحديث (4778)، وقال: (قال بِشْر: أحسبه قال "تواضعًا")، ضمن روايته.

3360 - عن عمرو بن شعيب (¬1)، عن أبيه، عن جده قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ يحبُّ أن يَرَى أثرَ نعمتِهِ على عبدِه" (¬2). 3361 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "أتانا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم زائرًا، فرأَى رجلًا شعِثًا قد تفرَّقَ شعرُهُ فقال: أَما (¬3) كانَ يجدُ هذا ما يُسَكِّنُ بهِ رأسَهُ، ورأَى رجلًا عليهِ ثيابٌ وَسِخةٌ فقال: أَما (3) كانَ يجدُ هذا ما يغسلُ بهِ ثوبَهُ" (¬4). 3362 - عن أبي الأحوصِ الجُشَمي رضي اللَّه عنه، عن أبيهِ قال: "رآني النبي صلى اللَّه عليه وسلم وعلىَّ أَطمارٌ فقال: هل لكَ مِنْ مالٍ؟ قلتُ: نعم، قال: مِن أيِّ المالِ؟ قلتُ: مِن كل قد آتاني اللَّه، مِن الشاءِ والإِبلِ، قال: إذا آتاكَ اللَّهُ مالًا فليُرَ أثرُ نعمةِ اللَّهِ (¬5) وكرامتِهِ عليكَ" (¬6). ¬

_ (¬1) عبارة المطبوعتين: (عن عمرو بن شعب رضي اللَّه عنه)، وليست الترضية في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 182، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 123، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء إن اللَّه تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده (54)، الحديث (2819) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 135، كتاب الأطعمة، باب إن اللَّه تعالى يحب. . .، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. (¬3) في مخطوطة برلين: (ما) والتصويب من المطبوعة وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 357، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 332 - 333، كتاب اللباس (26)، باب في غسل الثوب. . . (17)، الحديث (4062) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 183 - 184, كتاب الزينة (48)، باب تسكين الشعر (60). (¬5) ما أثبتناه موافق للفظ أبي داود، وهو من المطبوعة. وأما العبارة في المخطوطة: (فلتر نعمة اللَّه وكرامته عليك) وهي موافقة للفظ البغوي في شرح السنّة. (¬6) أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4063)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 364، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الإحسان. . . (63)، الحديث (2006) وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 196، كتاب الزينة (48)، باب ذكر ما يستحب من لبس الثياب. . . (82)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 47 - 48، الحديث (3118) واللفظ له، قوله: "أطمار" جمع طِمْر، وهو الثوب الخَلَق، البالي.

3363 - وعن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه قال: "مَرَّ رجلٌ وعليهِ ثَوْبانِ أحمرانِ، فسلَّم على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فلَمْ يَرُدَّ عليهِ" (¬1). 3364 - عن عِمرانِ بن حُصَين رضي اللَّه عنه، أنَّ نبيَّ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا أركبُ الْأُرجُوانَ، ولا أَلبَسُ المُعَصْفَر، ولا أَلبسُ القميصَ المكفَّفَ بالحريرِ، وقال: ألا وَطِيبُ الرجالِ ريحٌ لا لونَ لهُ، وطيبُ النساءِ لونٌ لا ريحَ لهُ" (¬2). 3365 - وعن أبي ريحانةَ رضي اللَّه عنه قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم عن عشرٍ: عن الوَشْرِ، والوَشْمِ، والنتفِ، وعن مُكامَعةِ الرجلِ الرجلَ بغيرِ شِعارٍ، ومُكامعةِ المرأةِ المرأةَ بغيرِ شعارٍ، وأنْ يجعلَ الرجلُ في أسفلِ ثيابِهِ حريرًا مثلَ الأعاجِمِ، أو يجعلَ على مَنْكِبَيْهِ حريرًا مثلَ الأعاجمِ، وعن النُّهْبَى، وركوبِ النمورِ، ولُبوسِ الخاتمِ إلّا لِذِي سلطانٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 336، كتاب اللباس (26)، باب في الحمرة (20)، الحديث (4069)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 116، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر. . . (45)، الحديث (2807)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 190، كتاب اللباس، باب النهي عن لبس المعصفر للرجل، وقال: (صحيح الإِسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 442، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 324، كتاب اللباس (26)، باب من كَرِهَهُ (11)، الحديث (4048)، واللفظ له. قوله: "الْأُرجُوان" بضم الهمزة والجيم بينهما راء ساكنة، وسادة صغيرة حمراء تتخذ من حرير توضع على السرج. والمعصفر: المصبوغ بالعصفر. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 134، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 325 - 326، الحديث (4049)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 143 - 144، كتاب الزينة (48)، باب النتف (20)، واللفظ لهما، قوله: "الوَشْر" بواوٍ مفتوحة فمعجمة ساكنة فراء، وهو تحديد الأسنان وترقيق أطرافها. والوَشْم: هو أن يغرز الجلد بإبرة ثم يحشى بكحلٍ أو نيلٍ، قوله: "ومُكامعةِ الرجلِ الرجلَ بغير شعار" أي مضاجعة الرجل صاحبه في ثوب واحد لا حاجز بينهما، يعني أن يكونا عاريين، قوله: "النُّهْبَى" بضم فسكون، والمراد النهي عن إغارة المسلمين، قوله: "وعن ركوب، النُمُور" بضمتين جمع نمر، أي جلودها.

3366 - عن علي رضي اللَّه عنه قال: "نَهانا رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن خاتمِ الذهبِ وعن لُبْسِ القَسِّيِّ والمياثِر" (¬1) وفي رواية: "أنَّه نهى عن مَياثِر الأُرْجُوان" (¬2). 3367 - وعن معاوية رضي اللَّه عنه أنه قالَ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تَركبُوا الخَزَّ ولا النِّمار" (¬3). 3368 - وعن البَراءِ رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم "نَهَى عن المَيْثَرةِ الحمراءِ" (¬4). 3369 - عن أبي رمثةَ التيمي رضي اللَّه عنه قال: "أتيتُ النبيَّ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 127، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 327، كتاب اللباس (26)، باب من كرهه (11)، الحديث (4051)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 221، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في كراهية خاتم الذهب (13)، الحديث (1737)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 166، كتاب الزينة (48)، باب خاتم الذهب (43)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1205، كتاب اللباس (32)، باب المياثر الحمر (46)، الحديث (3654)، قوله: "القَسِّي" بفتح القاف وتشديد المهملة الكسورة نسبة إلى قس، بلد من بلاد مصر، وهو نوع من الثياب فيها خطوط من الحرير، قوله: "والمَيَاثِر" وهي بفتح الميم جمع ميثرة بالكسر، وهي وسادة صغيرة حمراء يجعلها الراكب تحته. (¬2) أخرجه من رواية علي رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 1/ 147، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 326، الحديث (4051) واللفظ لهما، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 249، كتاب اللباس (25)، باب كراهية التختم في أصبعين (44)، الحديث (1786)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المصدر السابق، ولفظهما: "الميثرة الحمراء". (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 93، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 372، كتاب اللباس (26)، باب في جلود النمور (43)، الحديث (4129)، واللفظ لهما، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1205، كتاب اللباس (32)، باب ركوب النمور (47)، الحديث (3656)، قوله: "الخَزَّ" بفتح خاء معجمة، وتشديد زاي، وهو الثوب الذي كله أو أكثره إبريسم، قوله: "النِّمار" جمع نمرة، وهو كساء مخطط. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 307، كتاب اللباس (77)، باب الميثرة الحمراء (36)، الحديث (5849) ضمن رواية مطوَّلة.

صلى اللَّه عليه وسلم وعليهِ ثَوْبانِ أخضرانِ، ولهُ شعرٌ قد علاهُ الشيبُ وشيبُه أحمرُ" (¬1) وفي رواية: "وهو ذو وَفْرَةٍ، وبها رَدْغٌ من حِنَّاءٍ" (¬2). 3370 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ شاكِيًا، فخرج يَتَوكَّأُ على أسامةَ، وعليهِ ثوبٌ قِطْريٌّ قد تَوَشَّحَ به، فصَلَّى بهم" (¬3). 3371 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ثوبانِ قِطْرِيَّانِ غَليظانِ، فكانَ إذا قعدَ فعرِقَ ثَقُلا عليهِ، فقدِمَ بَزٌّ مِن الشامِ لفلانٍ اليهوديِّ فقلتُ: لو بعثتَ إليه فاشتريتَ منهُ ثَوْبينِ إلى المَيْسَرةِ، فأَرسلَ إليه فقالَ: قد علمتُ ما يريدُ، إنما يريدُ أنْ يذهبَ بمالي، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: كذبَ؟ قد علمَ أني من أتقاهُم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 227 واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 334، كتاب اللباس (26)، باب في الخضرة (19)، الحديث (4065)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 119، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الثوب الأخضر (48)، الحديث (2812)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 204، كتاب الزينة (48)، باب الخضر من الثياب (96)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 21، الحديث (3091). (¬2) أخرجه من رواية أبي رمثة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 226، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 416، كتاب الترجل (27)، باب في الخضاب (18)، الحديث (4206)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 366 - كتاب الديات (24)، باب لا يجني أحد على أحد (1)، الحديث (1522)، قوله: "وهو ذو وَفْرَة" هو الشعر الذي وصل إلى شحمة الأذن، قوله: "رَدْعٌ" بفتح راء وسكون دال مهملة، فعين مهملة وقيل معجمة، أي أثر ولطخ. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 2622، وأخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 65 - 66 - باب ما جاء في اتكاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (22)، الحديث (127) واللفظ له، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 23، من طريق الترمذي، الحديث (3092)، قوله: "قِطْري" وهو بكسر القاف وسكون الطاء، ضرب من البرود اليمانية، وهي من الفطن، قوله: "متوشِّحًا" أي جعل طرفيه على عنقه كالوشاح.

وآداهُم للأمانةِ" (¬1). 3372 - عن عبد اللَّه بنِ عمروِ بنِ العاصِ رضي اللَّه عنه قال: "رآني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وعلىَّ ثوبٌ مصبوغٌ بعُصْفُرٍ مُوَرَّدًا فقال: ما هذا؟ فعرِفْتُ ما كرِهَ، فانطلقتُ فأحرقْتُه، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ما صنعتَ بثوبكَ؟ قلتُ: أحرقتُه، قال: أَفَلا كَسَوْتَهُ بعضَ أهلِكَ فإنه لا بأسَ بهِ للنساءِ" (¬2). 3373 - عن هلال بن عامر رضي اللَّه عنه، عن أبيه قال: "رأيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم بمِنَى يخطبُ على بغلةٍ وعليهِ بُرْدٌ أحمرُ وعليٌّ يُعَبِّرُ عنه" (¬3). 3374 - وعن عائشةَ (¬4) رضي اللَّه عنها قالت: "صُنِعَتْ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بُرْدَةٌ سوداءُ فلَبِسَها، فلمَّا عَرِقَ فيها وجدَ ريحَ الصوفِ فقذفَها" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 147، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 518، كتاب البيوع (12)، باب ما جاء في الرخصة في الشراء إلى أجلٍ (7)، الحديث (1213) واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 294، كتاب البيوع (44)، باب البيع إلى الأجل. . . (70)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 23، كتاب البيوع، باب من تداين بدين. . .، وقال: (على شرط البخاري) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 196، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 335 - 336، كتاب اللباس (26)، باب في الحمرة (20)، الحديث (4068)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1191، كتاب اللباس (32)، باب كراهية المعصفر. . . (21)، الحديث (3603). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 477، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 338، كتاب اللباس (26)، باب في الرخصة في ذلك (21)، الحديث (4073)، واللفظ لها، قوله: "يعبِّر عنه" أي يبلِّغ عنه الكلام إلى الناس لازدحامهم. (¬4) تصحف الاسم في مخطوطة برلين إلى (عابِسَة قال. . .) والتصويب من المطبوعة والأصول. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 6/ 219، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 339، كتاب اللباس (26)، باب في السواد (22)، الحديث (4074)، واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 43 - 44، الحديث (3915)، وقال: (أخرجه النسائي مسندًا ومرسلًا).

2 - باب الخاتم

3375 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "أَتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو مُحْتَبٍ بشَمْلَةٍ قد وقعَ هُدْبُها على قدمَيْهِ" (¬1). 3376 - عن دِحْيَةَ بنِ خليفةَ رضي اللَّه عنه قال: "أُتيَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بقَباطيَّ فأعطاني منها قُبطِيَّةً فقال: اصدَعْها صَدْعينِ، فاقطعْ أحدَهما قميصًا وأعطِ الآخرَ امرأتَكَ تختمرُ بهِ، فلمَّا أدبرَ قال: وأْمُرِ امرأتَكَ أنْ تجعلَ تَحْتَهُ ثوبًا لا يصِفُها" (¬2). 3377 - وعن أم سلمة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم دخلَ عليها وهي تختمِرُ فقال: لَيَّةٌ، لا لَيَّتَيْنِ" (¬3). 2 - باب الخاتم مِنَ الصِّحَاحِ: 3378 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: "اتَّخَذَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم خاتمًا مِن ذهب -وفي رواية: وجعلَهُ في يدِه اليُمنَى (¬4) - ثم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 63، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 339، كتاب اللباس (26)، باب في الهُدْب (23)، الحديث (4075) واللفظ له، قوله: "هُدْبها" بضم فسكون أي خيوط أطرافها. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 205، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 363 - 364، كتاب اللباس (26)، باب في لبس القباطي للنساء (39)، الحديث (4116) واللفظ له، قوله: "قَبَاطِيَّ" بفتح القاف وموحدَّة، وكسر طاء مهملة وتحتية مشددة مفتوحة جمع قُبطية، وهي ثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 296، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، باب في الاختمار (38)، الحديث (4115) واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 194 - 195، كتاب اللباس، باب لعن النبي المرأة تلبس. . .، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، قوله: "لَيَّةٌ" أي لَفَّةٌ واحدة، حذرًا من الإسراف أو التشبه بالرجال. (¬4) متفق عليه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 325، كتاب اللباس (77)، باب من جعل فصَّ الخاتم. . . (53)، الحديث (5876)، وأخرجه مسلم في =

أَلْقاهُ، ثمَّ اتَّخذَ خاتَمًا مِن وَرِقٍ نُقِشَ فيهِ: محمدٌ رسولُ اللَّهِ، وقال: لا ينقشْ أحدٌ على نقشِ خاتَمي هذا، وكانَ إذا لَبِسَه جعلَ فَصَّهُ مما يلي بطنَ كفِّهِ" (¬1). 3379 - عن علي رضي اللَّه عنه قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن لُبْسِ القَسِّيِّ، وعن المُعَصفرِ، وعن تَخَتُّمِ الذهبِ، وعن قراءةِ القرآنِ في الركوعِ" (¬2). 3380 - وعن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم رأى خاتمًا من ذهبِ في يَدِ رجلٍ، فنزعَهُ وطرحَهُ، فقال: يَعْمِدُ أحدُكم إلى جمرٍ مِن نارٍ فيجعلُهَ في يدِه" (¬3). 3381 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أرادَ أنْ يكتبَ إلى كِسرَى وقيصرَ والنجاشِيِّ فقيلَ [لهُ] (¬4): إنهم لا يقبلونَ كتابًا إلّا بخاتمٍ، فصاغَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم خاتِمًا حَلْقَةً فضةً، نَقَشَ فيهِ: محمدٌ رسولُ اللَّهِ" (¬5). ¬

_ = الصحيح 3/ 1655، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم خاتم الذهب. . . (11)، الحديث (53/ 2091). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 318، باب خاتم الفضة (46)، الحديث (5866)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1656، باب لبس النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خاتمًا من ورق. . . (12)، الحديث (55/ 2091) واللفظ له. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1648، كتاب اللباس. . . (37)، باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر (4)، الحديث (29/ 2078). قوله: "القَسِّي" سبق بيانه في الحديث (3366). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1655، باب تحريم خاتم الذهب. . . (11)، الحديث (52/ 2090). (¬4) ليست في مخطوطة برلين، ولا في لفظٍ لمسلم، وهي من المطبوعة وفي لفظ البخاري ولفظٍ لمسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 324، كتاب اللباس (77)، باب اتخاذ الخاتم. . . (52)، الحديث (5875)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1657، باب في اتخاذ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خاتمًا. . . (13)، الحديث (58/ 2092) واللفظ له.

3381 ب- "كانَ نقشُ الخاتِمِ ثلاثةَ أسطرٍ: محمدٌ سطرٌ، ورسولُ سطرٌ، واللَّهِ سطرٌ" (¬1). 3382 - عن حُمَيْدٍ، عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ خاتمهُ مِن فضةٍ، وكانَ فَصُّه منه" (¬2). 3383 - وعن ابن شهاب، عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لبسَ خاتمَ فضةٍ في يميِنهِ، وفيهِ فَصٌّ حبشيٌّ، كانَ يجعلُ فَضَّهُ مما يلي (¬3) كَفّهُ" (¬4). 3384 - عن ثابت، عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ خاتمُ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في هذه، وأشارَ إلى الخِنْصَرِ من يدِه اليُسرَى" (¬5). 3385 - وعن علي رضي اللَّه عنه قال: "نهاني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ أتختَّم في أصبعي هذه أو هذه، قال: فأوما إلى الوسطَى والتي تليها" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 328، كتاب اللباس (77)، باب هل يجعل نقش الخاتم. . . (55)، الحديث (5878). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 322، كتاب اللباس (77)، باب فصِّ الخاتم (48)، الحديث (5870). (¬3) العبارة في المطبوعة: (مما يلي بطن كفه)، وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1658، كتاب اللباس. . . (37)، باب في خاتم الورق. . . (15)، الحديث (62/ 2094). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1659، باب في لبس الخاتم. . . (16)، الحديث (63/ 2095). (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، باب النهي عن التختم في الوسطى. . . (17)، الحديث (65/ 2078).

مِنَ الحِسَان: 3386 - عن عبد اللَّه بن جعفر قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَتَخَتَّم في يمينِهِ" (¬1). 3387 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَتَخَتَّم في يسارِهِ" (¬2). 3388 - وعن علي رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أخذَ حريرًا فجعلَه في يميِنه، وأخذَ ذهبًا فجعلَه في شمالِه ثم قالَ: إن هذينِ حرامٌ على ذكورِ أُمَّتي" (¬3). 3389 - وعن معاوية رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم نَهَى عن ركوبِ النُّمورِ، وعن لُبْسِ الذهبِ إلّا مُقَطعًا" (¬4). 3390 - وعن بريدة: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لرجلٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 228 - 229، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في لبس الخاتم. . . (16)، الحديث (1744)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 175، كتاب الزينة (48)، باب موضع الخاتم من اليد (48)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1203، كتاب اللباس (32)، باب التختم باليمين (42)، الحديث (3647) واللفظ لهم. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 431، كتاب الخاتم (28)، باب ما جاء في التختم في اليمين. . . (5)، الحديث (4227). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 96، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 330، كتاب اللباس (26)، باب في الحرير للنساء (14)، الحديث (4057) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 160، كتاب الزينة (48)، باب تحريم الذهب على الرجال (40)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1189، كتاب اللباس (32)، باب لبس الحرير. . . (19)، الحديث (3595). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 93، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 437 - 438، كتاب الخاتم (28)، باب ما جاء في الذهب. . . (8)، الحديث (4239) واللفظ لهما، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 161، كتاب الزينة (48)، باب تحريم الذهب على الرجال (40). قوله: "ركوب النمور" أي جلودها كما سبق في الحديث، (3365). قوله: "إلّا مقطَّعًا" أي مكسرًا قطعًا صغارًا.

عليهِ خاتمٌ مِن شَبَهٍ: ما لي أجدُ منكَ ريحَ الأصنامِ؟ فطرحَهُ ثم جاءَ وعليهِ خاتمٌ مِن حديدٍ، فقالَ: ما لي أَرَى عليكَ حِليةَ أهلِ النَّارِ؟ فطرحَهُ (¬1) فقالَ: اتَّخِذْه مِن وَرِقٍ ولا تُتِمَّه مثقالًا" (¬2). 3390 ب- قالَ الإِمام رضي اللَّه عنه: وقد صحَّ عن سهلِ بن سعدٍ في حديث الصَّداقِ: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال لرجلٍ: التمسْ ولو خاتمًا مِن حديدٍ" (¬3). 3391 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال: "كانَ النبيُّ عليه السلام يكرهُ عشرَ خلالٍ: الصُّفْرةَ، يعني الخَلُوقَ، وتَغْييرَ الشيبِ، وجرَّ الإِزارِ، والتختُّمَ بالذهبِ، والتبرُّجَ بالزينةِ لغيرِ مَحَلِّهَا، والضربَ بالكعابِ، والرُّقَى إلّا بالمعوِّذاتِ وعقدَ التمائمِ، وعزلَ الماءِ لغير مَحَلِّه، وفسادَ الصبىِّ غيرَ مُحَرِّمِه" (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (فجاء)، وليست عند الأئمة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 428 - 429، كتاب الخاتم (28)، باب ما جاء في خاتم الحديد (4) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 248، كتاب الباس (25)، باب ما جاء في الخاتم الحديد (4)، الحديث (1785)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 172، كتاب الزينة (48)، باب مقدار ما يجعل في الخاتم. . . (46)، قوله: "مِن شَبَهٍ" هو شيء يشبه الصفر، سمي به لشبهه بالذهب لونًا، قوله: (قال الإِمام) المعنيُّ به البغوي نفسه حيث قال ذلك الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 2/ 1255، ذكر لقبه فقال: (قال مُحْيِي السنةِ رحمه اللَّه. . .). والمثقال= دينار= 4.25 غرامًا ذهبًا. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 175، كتاب النكاح (67)، باب عرض المرأة نفسها. . . (32)، الحديث (5121). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 380، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 427 - 428، كتاب الخاتم (28)، باب ما جاء في خاتم الذهب (3)، الحديث (4222) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 141، كتاب الزينة (48)، باب الخضاب بالصفرة (17)، قوله: "يعني الخلوق" هو من تفسير ابن مسعود، أو من بعده من الرواة، وهو طِيبٌ مركَّبٌ يتخذ من الزعفران وغيره، قوله: "لغير مَحَلِّها" بكسر الحاء وتفتح أي لغير زوجها ومحارمها، قوله: "والضربَ بالكِعَاب" بكسر الكاف جمع كعب والمراد به النهي عن اللعب بالنرد، قوله: "وعزل الماء لغير محلِّه" أي إخراج المني عن الفرج، قوله: "وفساد الصبيِّ" وهو أن يطأ المرأة المرضع، فإذا حملت فسد لبنها وكان في ذلك فساد الصبيِّ.

3392 - عن ابن (¬1) الزبير: "أنَّ مولاةً لهم ذهبَتْ بِابْنَةِ الزبيرِ إلى عمرَ بنِ الخطابِ وفي رجلِها أجراسٌ، فقطعَها عمرُ وقال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: مع كلِّ جرسٍ شيطانٌ" (¬2). 3393 - ودُخِلَ على عائشةَ رضي اللَّه عنها بجاريةٍ عليها جَلاجَلُ يُصَوِّتنَ فقالت: لا تُدخِلَنَّها على إلّا أنْ تُقطِّعنَّ جلاجِلَها، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيهِ جرسٌ" (¬3). 3394 - وعن عبد الرحمن بن طَرَفة: "أنَّ جدَّه عَرفجَة بن أسعد قُطِعَ أنفُه يومَ الكُلابِ، فاتخذَ أنفًا مِن وَرِقٍ فأَنتنَ عليهِ، فأمرَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يتخِذَ أنفًا مِن ذهبٍ" (¬4). 3395 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن أحبَّ أن يُحَلِّقَ حبيبَهُ حَلْقةً مِن نارٍ، فليُحلِّقْه حلْقةً مِن ذهبٍ، ومَن أحبَّ أنْ يُطوِّقَ حبيبَهُ طوقًا مِن نارٍ فليطوِّقْه طَوْقًا مِن ذهبٍ، ومَن ¬

_ (¬1) تحرف الاسم في المطبوعتين إلى: (أبي الزبير) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين، وأبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 432 - 433، كتاب الخاتم (28)، باب ما جاء في الجلاجل (6)، الحديث (4230). (¬3) أخرجه من رواية بنانة مولاة عبد الرحمن بن حيان، عن عائشة رضي اللَّه عنها، أحمد في المسند 6/ 242، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4231). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 23، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 434، كتاب الخاتم (28)، باب ما جاء في ربط الأسنان. . . (7)، الحديث (4232) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 240، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في شدِّ الأسنان. . . (31)، الحديث (1770)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 163 - 164، كتاب الزينة (48)، باب من أصيب أنفه. . . (41)، توله: "يوم الكُلاب" هو بضم الكاف اسم ماء كان هناك وقعتان مشهورتان.

3 - باب النعال

أحبَّ أنْ يُسَوِّر حبيبَه سِوَارًا مِن نارٍ فليُسوِّرْه سِوَارًا مِن ذهبٍ، ولكنْ عليكم بالفضةِ فالعَبوا بها" (¬1). 3396 - عن أسماءَ بنتِ يزيد أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "أيُّما امرأةٍ تقلَّدَتْ قِلادَةً مِن ذهبٍ قُلِّدَتْ في عنِقها مثلَه مِن النَّارِ يومَ القيامةِ، وأيُّما امرأةٍ جعلَتْ في أُذنِها خُرْصًا مِن ذهبٍ جعلَ اللَّهُ في أُذنِها مثلَها مِن النَّارِ يومَ القيامةِ" (¬2). 3397 - عن أختٍ لحذيفةَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "يا معشرَ النساءِ أَمَا لَكُنَّ فيِ الفضةِ ما تُحَلِّينَ بهِ، أَمَا إنه ليسَ مِنكنَّ امرأةٌ تَحَلَّى ذهبًا تظهره (¬3) إلّا عُذِّبَت بهِ" (¬4). 3 - باب النِّعَال مِنَ الصِّحَاحِ: 3398 - قال ابن عمر رضي اللَّه عنه: "رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 334، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 436، كتاب الخاتم (28)، باب ما جاء في الذهب للنساء (8)، الحديث (4237). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 460، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 437، الحديث (4238)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 157، كتاب الزينة (48)، باب الكراهية للنساء. . . (49)، قوله: "خرصًا" بضم أوله ويكسر، الحلقة الصغيرة وهي من حلي الأذن. (¬3) العبارة في المطبوعة: (فتظهره بطرًا) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للأصول. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 357، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 436، كتاب الخاتم (28)، باب ما جاء في الذهب للنساء (8)، الحديث (4237)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 157، كتاب الزينة (48)، باب الكراهية للنساء. . . (39).

عليه وسلم يَلبسُ النعالَ التي ليسَ فيها شعرٌ" (¬1). 3399 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ نعلَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ لها قِبالانِ" (¬2). 3400 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال: "سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ (¬3) في غزوةٍ غزَاها: استكثرُوا مِن النِّعال فإنَّ الرجلَ لا يزالُ راكبًا ما انتعلَ" (¬4). 3401 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا انتعلَ أحدُكم فليبدَأ باليمنَى، فإذا نزعَ فليبدَأ بالشمالِ، لتكنِ اليمنَى أوَّلَهما تُنعَلُ وآخِرَهما تُنزَعُ" (¬5). 3402 - وقال: "لا يمشي أحدُكم في نعلٍ واحدةٍ، ليُحْفِهما جميعًا، أو ليُنعِلْهما جميعًا" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 308، كتاب اللباس (77)، باب النعال السبتيَّة وغيرها (37)، الحديث (5851)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 844، كتاب الحج (15)، باب الإِهلال من حيث تنبعث الراحلة (5)، الحديث (25/ 1187) واللفظ لهما. (¬2) أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 312، باب قبالان في نعل. . . (41)، الحديث (5857)، قوله: "قبالان" القبال بكسر القاف زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الأصبعين. (¬3) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1660، كتاب اللباس. . . (37)، باب استحباب لبس النعال. . . (18)، الحديث (66/ 2096) قوله: "فإن الرجل لا يزال راكبًا ما انتعل" أي ما دام الرجل لابس النعل يكون كالراكب. (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 311، كتاب اللباس (77)، باب ينزع نعلَهُ اليسرى (39)، الحديث (5856) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، باب استحباب لبس النعل في اليمن. . . (19)، الحديث (67/ 2067). (¬6) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 309، باب لا يمشي في نعلٍ واحدة (40)، الحديث (5855) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (68/ 2097)، قوله: "ليحفهما" أي ليمش حافي الرجلين.

3403 - وقال: "مَن انقطعَ شِسْعُ نعلِه فلا يَمشِيَنَّ في نعلٍ واحدةٍ حَتّى يُصلِحَ شِسعَه، ولا يمش في خُفٍّ واحدٍ، ولا يأكلْ بشمالِه، ولا يحتبِ بالثوبِ الواحدِ، ولا يلتحِف الصمَّاءَ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 3404 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ لنعلِ رسولِ اللَّهِ عليه صلى اللَّهُ عليه وسلم قِبَالانِ مُثَنًّى شِراكُهما" (¬2). 3405 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "نهى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ ينتعلَ الرجلُ قائمًا" (¬3). 3406 - عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية جابر رضي اللَّه عنه مسلم في الصحيح 3/ 1661، كتاب اللباس. . . (37)، باب النهي عن اشتمال الصماء. . . (20)، الحديث (71/ 2099)، قوله: "شِسْع" بكسر معجمة، وسكون مهملة، هو أحد سيور النعل المشدودة في الزمام، قوله: "ولا يلتحف الصماء" بتشديد الميم، وسبق بيانها في الحديث (3330). (¬2) أخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 41، باب ما جاء في نعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (10)، الحديث (72)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1194، كتاب اللباس (32)، باب صفة النعال (27)، الحديث (3614)، قوله: "شِراكهما" بكسر الشين المعجمة أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. (¬3) اللباس (25)، باب ما جاء في كراهية أن ينتعل الرجل. . . (35)، الحديث (1775)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1195، كتاب اللباس (32)، باب الانتعال قائمًا (30)، الحديث (3618). وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه الترمذي في السنن 4/ 243، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في كراهية أن ينتعل الرجل. . . (35)، الحديث (1775)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1195 كتاب اللباس (32) باب الانتعال قائمًا (30) الحديث (3618). • وله أيضًا شاهد من حديث أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه الترمذي في المصدر السابق، الحديث (1776). • وله شاهد من حديث ابن عمر رضي اللَّه عنهما أخرجه ابن ماجه في المصدر السابق، الحديث (3619).

4 - باب الترجيل

"ربما مَشَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في نعلٍ واحدةٍ" (¬1) والصحيح أنه عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّها مَشَتْ بنعلٍ واحدةٍ" (¬2). 3407 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "إنَّ مِن السنةِ إذا جلسَ الرجلُ أنْ يخلعَ نعليْهِ فيضعهما بجنبِهِ" (¬3). 3408 - عن ابن (¬4) بُرَيْدةَ، عن أبيه: "أنَّ النجاشيَّ أهدَى إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم خُفَّينِ أسودَيْنِ ساذَجَيْنِ، فلبِسَهما ثم توضأ ومسحَ عليهما" (¬5). 4 - باب الترجيل مِنَ الصِّحَاحِ: 3409 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كنتُ أُرَجِّلُ رأسَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وأنا حائضٌ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 244، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء من الرخصة في المشي في النعل الواحدة (36)، الحديث (1777). (¬2) أخرجه من رواية القاسم بن محمد عن عائشة رضي اللَّه عنه موقوفًا, أخرجه الترمذي في المصدر نفسه، الحديث (1778)، قال: (وهذا أصح). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 377، كتاب اللباس (26)، باب في الانتعال (44)، الحديث (4138). (¬4) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (أبي بريدة). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 352، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 124، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الخف الأسود (55)، الحديث (2820)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 182، كتاب الطهارة. . . (1)، باب ما جاء في المسح الخفين (84)، الحديث (549)، واللفظ لهم، قوله: "ساذجين" بفتح الذال المعجمة، معرَّب سارة، أي غير منقوشين. (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 368، كتاب اللباس (77)، باب ترجيل الحائض زوجها (76)، الحديث (5925) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 244، كتاب الحيض (3)، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها. . . (3)، الحديث (9/ 297).

3410 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "الفطرةُ خمسٌ: الختانُ، والاستحدادُ وقصُّ الشاربِ، وتقليمُ الأظفارِ، ونتفُ الآباطِ" (¬1). 3411 - وقال: "خالِفُوا المشركينَ: أَوفِرُوا اللحَى، وأَحفُوا الشواربَ" (¬2) ويروى: "أَنهِكوا الشواربَ، وأَعفُوا اللحىَ" (¬3). 3412 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "وُقِّتَ لنا في قصِّ الشاربِ، وتقليمِ الأظفارِ؛ ونتفِ الإبْطِ، وحلقِ العانةِ، أنْ لا نَترُكَ أكثر مِن أربعينَ ليلةً" (¬4). 3413 - وعن أبي هريرة رضى اللَّه عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ اليهودَ والنصارَى لا يَصبُغُونَ فخالِفوهم" (¬5) 3414 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أُتيَ بِأَبي قُحَافةَ يومَ فتحِ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 349، باب تقليم الأظفار (64)، الحديث (5891) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 222، كتاب الطهارة (2)، باب خصال الفطرة (16)، الحديث (50/ 257)، قوله: "الاستحداد" أي حلق العانة. (¬2) متفق عليه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 349، كتاب اللباس (77)، باب تقليم الأظفار (64)، الحديث (5892)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (54/ 259) واللفظ لهما. (¬3) متفق عليه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 351، باب إعفاء اللحى. . . (65)، الحديث (5893)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (52/ 259). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (51/ 258). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 354، كتاب اللباس (77)، باب الخضاب (67)، الحديث (5899)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1663، كتاب اللباس. . . (37)، باب في مخالفة اليهود. . . (25)، الحديث (80/ 2103) واللفظ لهما، قوله: "يصبغون" بضم الموحدة، وفي نسخة بفتحها، وفي أخرى بكسرها.

مكةَ، ورأسُه ولحيتُه كالثُّغامَةِ بَيَاضًا، فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: غيِّروا هذا (¬1) بشيءٍ واجتنِبُوا السواد" (¬2). 3415 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يحبُّ موافقةَ أهلِ الكتابِ فيما لم يُؤمرْ فيهِ، وكانَ أهلُ الكتابِ يَسدِلُون أشعارَهم، وكانَ المشركونَ يَفرُقون رؤسَهم فسدلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ناصيتَه ثم فرَقَ بعدُ" (¬3). 3416 - عن نافع، عن ابن عمر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن القَزَع" (¬4) قيلَ لنافعٍ: ما القَزَعُ؟ قال: يُحْلَقُ بعضُ رأسِ الصبىِّ ويُتْرَكُ البعضُ، وأَلحقَ بعضُهم التفسيرَ بالحديثِ. 3417 - وروي عن ابن عمر رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رأى صبيًّا قد حُلِقَ بعضُ رأسِه وتُرِكَ بعضُه، فَنَهاهُمْ عن ذلكَ وقال: احلِقُوا كلَّه أو اتركُوا كلَّه" (¬5). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (الشيب) وليست في المخطوطة ولا عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في المصدر السابق، باب استحباب خضاب الشيب. . . (24)، الحديث (79/ 2102)، قوله: "كالثُّغامة" بضم المثلثَّة وبالغين المعجمة، هو نَبْتٌ شديد البياض، زهره وثمره يشبه به الشيب. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 361، كتاب اللباس (77)، باب الفَرْق (70)، الحديث (5917)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1817، كتاب الفضائل (43)، باب في سدل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (24)، الحديث (90/ 2336)، قوله: "يسدلون" بضم الدال ويكسر. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 363، كتاب اللباس (77)، باب القزع (72)، الحديث (5920)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1675، كتاب اللباس. . . (37)، باب كراهة القزع (31)، الحديث (113/ 2120)، وقال مسلم في الصحيح برواية ثانية. عقب الرواية الأولى من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني، وروح، ما نصُّه: (وألحقا التفسير في الحديث). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه من طريق عبد الرزاق، وساق سنده فقال: (عن ابن عمر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك) ولم يذكر متن الرواية، وأخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 10/ 421، كتاب الجامع، باب القزع، الحديث (19564) واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 411، =

3418 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "لعنَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم المخنَّثينَ مِن الرجالِ والمُترجِّلاتِ من النساءِ، وقال: أَخرِجُوهم مِن بيوتِكم" (¬1). 3419 - وعنه قال: "لعنَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم المتشبهينَ مِن الرجالِ بالنساءِ والمتشبهاتِ مِن النساءِ بالرجالِ" (¬2). 3420 - عن ابن عمر أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لَعنَ اللَّهُ الواصِلةَ، والمُسْتَوْصِلَةَ، والواشِمَةَ والمسْتَوْشِمَةَ" (¬3). 3421 - عن عبد اللَّه بن مسعود قال: "لعنَ اللَّهُ الواشِمَاتِ والمستوشماتِ، والمُتَنَمِّصَاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ للحُسْنِ المُغيِّراتِ خلقَ اللَّهِ، فجاءتهُ امرأةٌ فقالت (¬4): إنه بلغَني أنكَ لعنتَ كيتَ وكيتَ؟ فقالَ: مالي لا ألعنُ مَن لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، ومَن هو في كتابِ اللَّهِ! فقالت: لقد قرأتُ ما بينَ اللوحينِ، فما وجدتُ فيهِ ما تقولُ؟ قال: لئنْ كنتِ قرأتِهِ لقد وجدْتِه، أَمَا قرأتِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (¬5)؟ ¬

_ = كتاب الترجل (27)، باب في الذؤابة (14)، الحديث (4195)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 130، كتاب الزينة (48)، باب الرخصة في حلق الرأس (3) واللفظ له. (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 333، كتاب اللباس (77)، باب إخراج المتشبهين بالنساء. . . (62)، الحديث (5886). (¬2) أخرجه البخاري في المصدر نفسه 10/ 332، باب المتشبهون بالنساء. . . (61)، الحديث (5885). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر نفسه 10/ 374، باب وصل الشعر (83)، الحديث (5937)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1677، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم فعل الواصلة. . . (33)، الحديث (119/ 2124). والواصلة: التي توصل شعرها بشعر آخر زورًا. والواشمة: التي تغْرُز الإبرة في الجلد حتَّى يسيل الدم، ثمَّ تحشوه بالكحل. (¬4) في المطبوعة زيادة: (له) وليست عند البخاري ومسلم. (¬5) سورة الحشر (59)، الآية (7).

قالت: بلى، قال: فإنه قد نَهَى عنه" (¬1). 3422 - عن أبي هريرة قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "العينُ حَقٌّ، ونَهَى عن الوشمِ" (¬2). 3422 ب-[وقال: "لا تَشِمْنَ وَلَا تَسْتَوْشِمْنَ" (¬3)] (¬4). 3423 - وقال ابن عمر: "لقد رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم مُلَبِّدًا" (¬5). 3424 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "نَهَى النبىُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يتزعفرَ الرجلُ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 630، كتاب التفسير (65)، سورة الحشر (59)، باب {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (4)، الحديث (4886) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1678، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم فعل الواصلة. . . (33)، الحديث (120/ 2125)، قوله: "المُتَنَمِّصات" بتشديد الميم المكسورة، هي التي تطلب إزالة الشعر من الوجه بالمِنقَاش، قوله: "والمتفلِّجات" بكسر اللام المشددة وهي التي تطلب الفَلَج، وهو فرجة ما بين الثنايا والرباعيات. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 203، كتاب الطب (76)، باب العين حقٌّ (36)، الحديث (5740)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1719، كتاب السلام (39)، باب الطب والمرض. . . (16)، الحديث (41/ 2187) دون قوله: "ونهى عن الوشم". (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه البخاري في الصحيح 10/ 380، كتاب اللباس (77)، باب المستوشمة (87)، الحديث (5946). (¬4) هذا الحديث ساقط من المطبوعة. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 360، كتاب اللباس (77)، باب التلبيد (69)، الحديث (5914) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 842، كتاب الحج (15)، باب التلبية وصفتها. . . (3)، الحديث (21/ 1184) قوله: "مُلَبِّدًا" بكسر الموحدة المشددة ويفتح، وهو أن يجعل رأسه كاللبد بالصبغ لأجل السفر لئلا يتلَّوث بالغبار، ولا يقمل. (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 304، باب النهي عن التزعفر للرجال (33)، الحديث (5846)، وأخرجه مسلم في الصحيح 13/ 663، كتاب اللباس. . . (37)، باب نهي الرجل عن التزعفر (23)، الحديث (77/ 2101) واللفظ لهما.

3425 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كنتُ أُطَيِّبُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم بأطيبِ ما نجدُ، حتَّى أجدَ وبيصَ الطيبِ في رأسِه ولحيتِه" (¬1). 3426 - وقال نافع: "كانَ ابنُ عمرَ إذا استجمرَ استجمرَ بأُلُوَّةٍ غيرِ مُطَرَّاةٍ، وبِكَافُورٍ يطرحُه مع الْأُلوَّةِ ثم قال: هكذا يَستجمِرُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3427 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَقُصُّ -أو كانَ يأخذُ- مِن شاربِه، وكانَ إبراهيمُ خليلُ الرحمن يفعلُه" (¬3). 3428 - عن زيد بن أرقم، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن لم يأخذْ مِن شاربِه فليس منا" (¬4). 3429 - عن عبد اللَّه بن عمر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 366، كتاب اللباس (77)، باب الطيب في الرأس. . . (74)، الحديث (5923) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 847، كتاب الحج (15)، باب الطيب للمحرم. . . (7)، الحديث (38/ 1189). ووبيص الطيب: بَريقُهُ ولمعانه. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1766، كتاب الألفاظ من الأدب. . (40)، باب استعمال المسك. . . (5)، الحديث (21/ 2254)، قوله: "استجمر" أي تبخَّر وتعطر، قوله: "بأُلُوَّة" بفتح الهمزة وتضم، وتشديد الواو، وهي عُودٌ يتبخر به. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 301، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 93، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في قص الشارب (16)، الحديث (2760) واللفظ له. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 366، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 93، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في قصِّ الشارب (16)، الحديث (2761) وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 15، كتاب الطهارة (1)، باب قصِّ الشارب (13) واللفظ لهم.

كانَ يأخذُ أظفارَه وشارِبَه كلَّ جمعةٍ" (¬1). 3430 - وروي عن [أبي] (¬2) عبد اللَّه الأغرّ: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يقصُّ شاربَه ويأخذُ من أظفارِه قبلَ أنْ يروحَ إلى صلاةِ الجمعةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي موقوفًا في السنن الكبرى 3/ 244، كتاب الجمعة، باب السنة في التنظيف يوم الجمعة. . .، فقال: (أن عبد اللَّه ابن عمر كان. . .) ثم قال عقبه: (ورُوِّينا عن أبي جعفر مرسلًا قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يستحب أن يأخذ من شارب وأظفاره يوم الجمعة) ونقله ابن حجر عن البيهقي في فتح الباري 10/ 346، كتاب اللباس (77)، باب قصِّ الشارب (63)، فقال: (وأقرب ما وقفت عليه في ذلك ما أخرجه البيهقي من مرسل أبي جعفر الباقر قال: كان رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يستحب. . .). (¬2) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (عبد اللَّه بن الأغر) وفي المخطوطة إلى (عبد اللَّه الأعسر) وصوابه: (أبي عبد اللَّه الأغرِّ، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه) كذا ورد في كشف الأستار، كما سيأتي في التخريج، وكذلك ذكر المِزِّي ترجمته في تهذيب الكمال 1/ 521، واسمه: سلمان الأغرُّ فقال: (سلمان الأغرَّ أبو عبد اللَّه المدني. . .، روى عن أبي هريرة، وروى عنه إبراهيم بن قُدامة. . .)، كما جاء في سند رواية البزَّار للحديث نفسه: (ثنا إبراهيم بن قُدامة الجمحي، عن أبي عبد اللَّه الأغرِّ، عن أبي هريرة)، فالصواب فيه: أبو عبد اللَّه الأغرّ، والحديث من رواية أبى هريرة رضي اللَّه عنه، واللَّه أعلم. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البزَّار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 1/ 299، أبواب الجمعة، باب قصِّ الشارب. . .، الحديث (623)، وقال البزار: (لا يروى هذا عن أبي هريرة من غير هذا، وإبراهيم بن قُدامة مَدَنيُّ تفرد بهذا، ولم يُتَابَع عليه، وإذا تفرد بحديث فليس بحجة لأنه ليس بمشهور)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 170، كتاب الصلاة، باب الأخذ من الشعر والظفر. . .، فقال: (رواه البزَّار والطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن قُدامة. . .)، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 1/ 53، ضمن ترجمة إبراهيم بن قُدامة (170)، وقال: (وهو خبر مُنْكَرٌ)، وذكره ابن حجر في فتح الباري 10/ 346، كتاب اللباس (77)، باب قصِّ الشارب (63)، فقال: (وله شاهد موصول عن أبي هريرة، لكنَّ سنده ضعيف، أخرجه البيهقي في "الشعب")، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 5/ 238، الحديث (7131) وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، ورمز لضعفه، ثمَّ نقل المناوي في فيض القدير عن البيهقي أنه قال عقب الحديث: (قال أحمد: في هذا الإِسناد من يُجهَل)، ولم يخرّج الخطيب التبريزي في المشكاة، ولا المناوي في كشف المناهج هذا الحديث، ولا الحديث الذي قبله، فلعلهما ساقطين من أَصْلَيْهِمَا.

3431 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يأخذُ مِن لحيتِه، مِن عرضِها وطولِها" (¬1) (غريب). 3432 - عن يَعْلَى بن مرَّة: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رأى عليهِ خَلُوقًا فقال: أَلَكَ امرأةٌ؟ قال: لا، قال: فاغسِلْه، ثمَّ اغسِلْه، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثمَّ لا تُعِدْه" (¬2). 3433 - عن أبي موسى قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يقبلُ اللَّهُ صلاةَ رجلٍ في جسدِه شيءٌ مِن خَلُوق" (¬3). 3434 - عن عمار بن ياسر قال: "قدِمْتُ على أهلي وقد تَشَقَّقتْ يَدَاي فحلَّقوني بزعفرانَ، فغدوْتُ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فسلَّمتُ عليهِ فلم يردَّ عليَّ، وقال: اذهبْ فاغسلْ هذا عنك" (¬4). 3435 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "طِيْبُ الرجالِ ما ظهر ريحُه وخَفِيَ لونُه، وطِيبُ النساء ما ظهرَ لونُه وخفيَ ريحُه" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 94، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الأخذ من اللحية (17)، الحديث (2762) وقال: (حديث غريب). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 171 واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 121، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية التزعفر. . . (51)، الحديث (2816)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 152، كتاب الزينة (48)، باب التزعفر. . . (34) واللفظ له، قوله: "خَلُوقًا" وهو نوع من الطيب له لون. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 403، وأخرجه أبو داود فى السنن 4/ 403، كتاب الترجل (27)، باب في الخلوق. . . (8)، الحديث (4178) واللفظ لها. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 320، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 402، الحديث (4176)، واللفظ لها. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 541، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 625 - 627، كتاب النكاح (6)، باب ما يكره من ذكر الرجل. . . (50)، الحديث (2174) ضمن رواية مطوَّلة، =

3436 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم سُكَّةٌ يتطيبُ منها" (¬1). 3437 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عِليه وسلم يُكثِرُ دَهْنَ رأسِه وتسريحَ لحيتِه، ويُكثِرُ القِناعَ، كانَ ثوبَه ثوبَ زيَّاتٍ" (¬2). 3438 - عن أم هانئ أنها قالت: "قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم علينا بمكةَ قَدْمةً ولهُ أربعُ غَدَائر" (¬3). 3439 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "كنتُ (¬4) إذا فَرقتُ لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم رأسَه صَدَعْتُ فرقَهُ عن يَافُوخِهِ، وأرسلتُ ¬

_ = وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 107، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في طيب الرجال. . . (36)، الحديث (2787)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 151، كتاب الزينة (48)، باب الفصل بين طيب الرجال. . . (32)، واللفظ لهما. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 394، كتاب الترجل (27)، باب ما جاء في استحباب الطيب (2)، الحديث (4162)، وأخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 109 - 110، باب ما جاء في تعطر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (33)، الحديث (217) واللفظ لهما، والسُّكَّةُ: بضم السين المهملة وتشديد الكاف، نوع من الطيب عزيز، وقد تحرفت لفظة: "سُكَّة" في الأصلين المطبوعين إلى "سلة"، والصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه الترمذي في الشمائل، ص 23، باب جاء في تَرَجُّلِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (4)، الحديث (32)، وأخرجه البغوي من طريق الترمذي في شرح السنّة 12/ 82، باب ترجيل الشعر. . .، الحديث (3164) قوله: "القِناع" هو خرقة تُلقَى على الرأس تحت العمامة بعد الدهن. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 341، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 409، كتاب الترجل (27)، باب في الرجل يعقص شعره (12)، الحديث (4191)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 246، كتاب اللباس (25)، باب دخول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مكة (39)، الحديث (1781)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1199، كتاب اللباس (32)، باب اتخاذ الجمَّة. . . (36)، الحديث (3631) واللفظ لهم، والغدائر: أي الضفائر. (¬4) ساقطة من مخطوطة برلين والصواب إثباتها كما في المطبوعة والأصول.

ناصيتَهُ بينَ عينيهِ" (¬1). 3440 - عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل قال: "نهى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن (¬2) الترجُّلِ إلَّا غِبًّا" (¬3). 3441 - "قال رجلٌ لفُضالةَ بنِ عُبَيْد مالي أراكَ شَعِثًا؟ قال: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ ينهانَا عن كثيرٍ مِن الإِرْفَاهِ، قال: مالي لا أَرَى عليكَ حِذَاءً؟ قال: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يأمُرنا أنْ نَحتَفِي أحيانًا" (¬4). 3442 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن كانَ لهُ شعرٌ فليُكْرِمْهُ" (¬5). 3443 - وعن أبي ذرٍ قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ أحسنَ ما غُيِّرَ بهِ الشيبُ: الحِنَّاءُ والكَتَمُ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 408، كتاب الترجل (27)، باب ما جاء في الفرق (10)، الحديث (4189)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1199، كتاب اللباس (32)، باب اتخاذ الجمَّة. . . (36)، الحديث (3633) قوله: "عن يافوخه" أي عن جانب مؤخر رأسه. (¬2) في المخطوطة (من) والصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 86، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 392، كتاب الترجل (27)، باب (1)، الحديث (4159)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 234، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في النهي عن الترجل. . . (22)، الحديث (1756) وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 132، كتاب الزينة (48)، باب الترجل غِبًّا (7)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 356 - كتاب اللباس (22)، باب ما جاء في الترجل (21)، الحديث (1480) واللفظ لهم جميعًا، قوله: "غِبًّا" بكسر الغين المعجمة وتشديد الموحدة، الغِبُّ: أن يفعل يومًا ويترك يومًا. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 22، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4160) واللفظ له، قوله: "شعثًا" بفتح فكسر أي متفرق الشعر، قوله: "الإرفاه" بكسر الهمزة بمعنى التنعم. وراوي الحديث هو عبد اللَّه بن بريدة. (¬5) أخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 394 - 395، باب في إصلاح الشعر (3)، الحديث (4163). (¬6) أخرجه أحمد في المسند 5/ 147، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 416، كتاب الترجل (27)،=

3444 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "يكونُ قومٌ في آخرِ الزمانِ يخضِبُونَ بهذا السوَادِ، كحَوَاصِلِ الحمامِ، لا يَجِدُون رائحةَ الجنَّةِ" (¬1). 3445 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يلبسُ النعالَ السِّبْتِيَّة، ويصفِّرُ لحيتَهُ بالوَرْسِ والزعفرانِ" (¬2). وكانَ ابنُ عمَر رضي اللَّه عنه يفعلُ ذلكَ. 3446 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "مرَّ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم رجل قد خَضَبَ بالحِنَّاءِ فقال: ما أحسنَ هذا! قال: فمرَّ آخرُ قد خضبَ بالحِنَّاءِ والكَتَم فقال: هذا أحسنُ مِن هذا! ثم مرَّ آخرُ قد خضبَ ¬

_ = باب في الخضاب (18)، الحديث (4205)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 232، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في الخضاب (20)، الحديث (1753) وقال: (حديث حسن صحيح) واللفظ لهم، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 139، كتاب الزينة (48)، باب الخضاب بالحناء (16)، قوله: "الكَتَم" بفتحتين وتخفيف التاء، هو نبث يخلط مع الوسمة ويُصَبغُ به الشعر. وهذا الحديث هو الحديث السادس مما رماه القزويني بالوضع في الكتاب، وأجاب عنه الحافظ ابن حجر بقوله: (أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس، ولم يقع عبد الكريم منسوبًا في "السنن" وفي طبقته آخر يسمى عبد الكريم يروي أيضًا عن عكرمة. فالأول وهو ابن مالك الجزري ثقة متفق عليه، أخرج له البخاري ومسلم. والآخر هو ابن أبي المخارق وكنيته أبو أميَّة ضعيف، فجزم بأنه الجزري، الحفاظ: أبو الفضل بن طاهر، وأبو القاسم بن عساكر، والضياء أبو عبد اللَّه المقدسي، وأبو محمد المنذري وغيرهم، وزاد أنه ورد في بعض الطرق منسوبًا كذلك. قلت: وهو مقتضى صنيع من صححه، كابن حبان، والحاكم). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 273، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 418 - 419، كتاب الترجل (27)، باب ما جاء في خضاب السواد (20)، الحديث (4212)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 138، كتاب الزينة (48)، باب النهي عن الخضاب بالسواد (15) واللفظ لهم. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 114، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 417 - 418، باب ما جاء في خضاب الصفرة (19)، الحديث (4210)، وأخرجه النسائي في المصدر السابق 8/ 186، باب تصغير اللحية. . (66)، واللفظ لهما، قوله: "بالوَرْسِ" هو نَبْتٌ أصفر باليمن.

بالصُّفْرَةِ فقال: هذا أحسنُ مِن هذا كلِّه" (¬1). 3447 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "غَيِّروا الشيبَ، ولا تَشَبَّهوا باليهودِ" (¬2). 3448 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تَنتِفُوا الشيبَ فإنه نورُ المسلمِ، مَن شابَ شيبةً في الإسلامِ كتبَ اللَّهُ لهُ بها حسنةً، وكفَّرَ عنهُ بها خطيئةً، ورفَعهُ بها درجةً" (¬3). 3449 - عن كعب بن مُرَّة عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن شابَ شيبةً في الإِسلامِ، كانتْ لهُ نورًا يومَ القيامةِ" (¬4). 3450 - وعن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالت: "كنتُ أغتسلُ أنا ورسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن إناءٍ واحدٍ، وكانَ لهُ شعرٌ فوقَ الجُمَّةِ ودونَ الوَفْرةِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4211) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1198، كتاب اللباس (32)، باب الخضاب بالصفرة (34)، الحديث (3627) وقد سبق بيان "الكَتَم"، في الحديث (3443) قبل ثلاثة أحاديث. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 499، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 232، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في الخضاب (20)، الحديث (1752) وقال: (حديث حسن صحيح). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 210، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 414، كتاب الترجل (27)، باب في نتف الشيب (17)، الحديث (4202)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 125، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في النهي عن نتف الشيب (56)، الحديث (2821)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 136، كتاب الزينة (48)، باب النهي عن نتف الشيب (13)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1226، كتاب الأدب (33)، باب نتف الشيب (25)، الحديث (3721). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 236، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 172، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل من شاب. . . (9)، الحديث (1634) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 26، كتاب الجهاد (25)، باب ثواب من رمى. . . (26). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 6/ 118، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 407، كتاب الترجل (27)، باب ما جاء في الشعر (9)، الحديث (4187)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 233، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في الجمة. . . (21)، الحديث (1755) واللفظ له، وقال: (حديث =

3451 - وقال ابنُ الحنظلِيَّةِ -رجلٌ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم- قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "نِعْمَ الرجلُ خزَيْمُ الْأَسْدي لولا طولُ جُمَّتِه وإسيالُ إزارِه، فبلغَ ذلكَ خُرَيْمًا فأخذَ شفرةً فقطعَ بها جُمَّتَه إلى أُذُنَيْهِ، ورفعَ إزاره إلى أنصافِ ساقَيْهِ" (¬1). 3452 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانت لي ذُؤابَةٌ فقالَت لي أمي: لا أَجُزُّها، كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يمدُّها (¬2) ويأخذُ بها" (¬3). 3453 - عن عبد اللَّه بن جعفر رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أمهلَ آلَ جعفرَ ثلاثًا، ثمَّ أَتاهم فقالَ: لا تَبْكُوا على أخي بعدَ اليوم، ثمَّ قال: ادْعُوا لي بني أخي فجيءَ بنا كأننا أَفْرَاخٌ، فقال: ادْعُوا لي الحلاقَ، فأمَرَة فحلقَ رؤوسَنَا" (¬4). 3454 - عن أم عطية الأنصارية: "أنَّ امرأةً كانت تختِنُ بالمدينةِ، فقالَ لها النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تُنْهِكِي، فإن ذلِكَ أَحْظَى للمرأةِ وأحبَّ إلى البعلِ" (¬5). ¬

_ = حسن صحيح) وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1200، كتاب اللباس (32)، باب اتخاذ الجمة. . . (36)، الحديث (3635) قوله: "الجُمَّة" بضم الجيم وتشديد الميم ما سقط من المنكبين، "والوَفْرة" بفتح الواو وسكون الفاء، ما وصل إلى شحمة الأذن. (¬1) أخرجه من رواية سهل بن الحنظلية رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 180، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 348 - 349، كتاب اللباس (26)، باب ما جاء في إسبال الإزار (28)، الحديث (4089)، واللفظ له. (¬2) العبارة في مخطوطة برلين (يأخذها ويمد بها) والتصويب من المطبوعة وأبي داود. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 411 - 412، كتاب الترجل (27)، باب ما جاء في الرخصة (15)، الحديث (4196). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 204، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 409 - 410، باب في حلق الرأس (13)، الحديث (4192)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 182، كتاب الزينة (48)، باب حلق رؤوس الصبيان (57)، واللفظ لهما. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 421، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في الختان (179)، الحديث (5271)، وأخرجه البيهقي من طريق أبي داود في السنن الكبرى 8/ 324، كتاب =

3455 - وروي: "أنَّ امرأةً سألت عائشة رضي اللَّه عنها عن خِضَابِ الحِنَّاءِ؟ فقالت: لا بأسَ [بهِ] (¬1) ولكِنِّي أَكرهُهُ، كانَ حبيبي عليه السلامُ يكرهُ ريحَهُ" (¬2) 3456 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ هندًا بنتَ عتبةَ قالت: يا نَبيَّ اللَّهِ بايعْني؟ فقالَ: لا أُبايُعكِ حتَّى تُغَيَّري كفَّيْكِ، وكأنهما كَفَّا سَبُعٍ" (¬3). 3457 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "أَوْمَأَتْ امرأةٌ مِن وراءِ سترٍ، بيدِها كتابٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقبضَ النبيُّ عليه السلام يدَه! فقال: ما (¬4) أَدري أَيَدُ رجلٍ؛ أَمْ يدُ امرأةٍ؟ قالت: بل يدُ امرأةٍ قال: لو كنتِ امرأةً لغيَّرتِ أظفاركِ" (¬5) يعني بالحِنَّاء. 3458 - عن ابن عباس قالَ: "لُعِنَت الواصِلةُ والمستوصلةُ، والنامِصة والمتنمَّصةُ، والواشِمةُ والمستوشمةُ مِن غيرِ داءٍ" (¬6). ¬

_ = الأشربة. . .، باب السلطان يكره على الاختتان. . .، قوله "تُنْهكي" بضم التاء وكسر الهاء وفي نسخة بفتحها، أي لا تبالغي في قطع موضع الختان، بل اتركي بعض الموضع. (¬1) ساقطة من مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة وأبي داود. (¬2) أخرجه من رواية كريمة بنت همام، عن عائشة رضي اللَّه عنها، أحمد في المسند 6/ 210، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 395، كتاب الترجل (27)، باب في الخضاب للنساء (4)، الحديث (4164) واللفظ لهما، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 142، كتاب الزينة (48)، باب كراهية ريح الحناء (19). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 395، كتاب الترجل (27)، باب في الخضاب للنساء (4)، الحديث (4165). (¬4) والعبارة في المخطوطة (لا أَدْري)، وعند النسائي: (لم أَدْرِ). وما أثبتناه من المطبوعة وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 6/ 262، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 396، الحديث (4166) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 142، كتاب الزينة (48)، باب الخضاب للنساء (18). (¬6) أخرجه أحمد في المسند 1/ 251، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 399، باب صلة الشعر (5)، الحديث (4170)، واللفظ له، وقد تقدم شرح معاني كلمات الحديث في الحديثين: (3420 - 3421).

3459 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم الرجلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ المرأةِ، والمرأةَ تَلْبَسُ لِبسةَ الرجلِ" (¬1). 3460 - و"قيلَ لعائشةَ رضي اللَّه عنها: إنَّ امرأةً تلبَسُ النعلَ! قالت: لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الرَّجُلَة مِن النساءِ" (¬2). 3461 - عن ثوبانَ رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا سافرَ كانَ آخرُ عهدِه بإنسانٍ مِن أهلِه فاطمةَ، وأول مَن يدخلُ عليها فاطمةَ، فقدمَ مِن غَزَاةٍ وقد عَلَّقتْ مِسْحًا أو سِتْرًا على بابِها، وحلَّتِ الحسنَ وَالحُسَيْنَ قُلْبَينِ مِن فضةٍ، فقدمَ فلم يدخلْ، فظنَّت أنما منعَه أنْ يدخلَ ما رَأَى، فَهتكَتْ السِترَ وفكَّتِ القُلْبينِ عن الصَّبِيَّيْنِ وقطعَتهُ منهما، فانطلقَا إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يبكيانِ، فأخذه منهما وقال: يا ثوبانُ، اذهبْ بهذا إلى آلِ فلانٍ، إنَّ هؤلاءِ أهلي أَكْرَهُ أنْ يأكلوا طيِّباتِهم في حياتِهم الدنيا، يا ثوبانُ اشترِ لفاطمةَ قِلادَةً مِن عَصْبٍ وسِوَارَيْنِ من عاج" (¬3). 3462 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 325، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 355، كتاب اللباس (26)، باب في لباس النساء (31)، الحديث (4098)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 56 - 57، الحديث (3940)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 351 - كتاب اللباس (22)، باب في الرجل يلبس لبسة المرأة (9)، الحديث (1455)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 194، كتاب اللباس، باب لعن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المرأة تلبس. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم)، وسكت عليه الذهبي، واللفظ لهم. (¬2) أخرجه من رواية ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي اللَّه عنها، أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4099). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 275، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 419 - 420، كتاب الترجل (27)، باب ما جاء في الانتفاع بالعاج (21)، الحديث (4213) واللفظ له، قوله: "قُلبينِ" بضم القاف أي سوارين، قوله: "قلادة من عَصْب" بفتح العين وسكون الصاد المهملتين هو سن الحيوان.

وسلم قال: "اكتحِلُوا بالإِثمدِ فإنه يَجْلُوا البصرَ، ويُنْبِتُ الشعرَ" (¬1) وزعم: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانتْ لهُ مُكْحُلَة يكتحلُ بها كلَّ ليلةٍ ثلاثةً في هذه، وثلاثةً في هذه" (¬2). 3463 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يكتحلُ قبلَ أنْ ينامَ بالإِثمدِ ثلاثًا في كلِّ عينٍ، قال، وقال: إنَّ خيرَ ما تَدَاوَيْتُم به اللَّدُودُ، والسَّعُوطُ، والحِجَامَةُ، والمَشِيُّ، وخيرَ ما اكتحَلْتُم بهِ الإِثمدُ، فإنه يجلُو البصرَ ويُنْبِتُ الشعرَ، وإنَّ خيرَ ما تَحتجِمونَ فيهِ يومَ سبعَ عشرةً، ويومَ تسعَ عشرةَ، ويومَ إحدى وعشرينَ، وإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حيثُ عُرِجَ بهِ ما مَرَّ على ملأٍ مِن الملائكةِ إلّا قالوا: عليكَ بالحِجَامةِ" (¬3) (غريب). 3464 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى الرجالَ والنساءَ عن دخولِ الحمَّاماتِ، ثمَّ رخَّصَ للرجالِ أنْ يدخلُوا بالميازرِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 231، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 332، كتاب اللباس (26)، باب في البياض (16)، الحديث (4061)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 234، كتاب اللباس (25)، باب ما جاء في الاكتحال (23)، الحديث (1757) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 149 - 150، كتاب الزينة (48)، باب الكحل (28). (¬2) ذكره الترمذي عقب الحديث في المصدر السابق. والإثمد: حجر يُكتحل به. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 388، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في السَّعُوطِ وغيره (9)، الحديث (2048) وقال: (حديث حسن غريب) إلى قوله: "ويُنْبِتُ الشعر" وأخرج بقية الحديث في 4/ 391، باب ما جاء في الحجامة (12)، الحديث (2053)، وقال: (حسن غريب)، قوله: "اللَّدُود" بفتح فضم وهو ما يسقى المريض من الدواء في أحد شقي فيه، والسعوط: هو ما يُصَب في الأنف. والمَشِيُّ: بفتح فكسر فتشديد تحتية، وهو ما يؤكل أو يشرب لإطلاق البطن. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 132، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 300، كتاب الحمّام (25)، باب (1)، الحديث (4009)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 113، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في دخول الحمام (43)، الحديث (2802)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1234، كتاب الأدب (33)، باب دخول الحمام (38)، الحديث (3749) واللفظ لهم.

3465 - عن أبي المَليحِ قال: "قدمَ على عائشةَ رضي اللَّه عنها نِسوةٌ مِن أهلِ حِمْصَ فقالت: مِن أينَ أَنتُنَّ؟ قُلْنَ: مِن الشامِ، قالت: فلعلَّكُنَّ مِن الكُورَةِ التي تدخلُ نِسَاؤها الحمَّامَاتِ؟ قُلْنَ: بلى، قالت: فإني سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: لا تخلعُ امرأةٌ ثيابَها في غيرِ بيتِ زوجِها إلّا هَتَكَتْ السَّترَ بينَها وبينَ ربِّها" (¬1) وفي روايةٍ: "في غيرِ بيتِها إلا هتكَتْ سِترَها فيما بينَها وبينَ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ" (¬2). 3466 - عن عبد اللَّه بن عمرو، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنَّها ستُفْتَحُ لكم أرضُ العجمِ، وستجدُونَ فيها بُيوتًا يقالُ لها الحمَّاماتِ، فلا يَدخُلَنَّها الرجالُ إلّا بالْأُزُرِ، وامنعُوها النساءَ إلّا مريضةً أو نفساءَ" (¬3). 3467 - عن جابر رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ عليه السلام قال: "مَن كانَ يُؤمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فلا يدخلْ الحمامَ بغيرِ إزارٍ، ومَن كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فلا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الحمامَ، ومَن كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 212، الحديث (1518)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 267، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 281، كتاب الاستئذان، باب في النهي عن دخول المرأة الحمام، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 114، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في دخول الحمام (43)، الحديث (2803)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1234، كتاب الأدب (33)، باب دخول الحمام (38)، الحديث (3750)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 288، كتاب الأدب، باب لا تجلسوا على مائدة يدار عليها الخمر، ورمز الذهبي إليه: على شرط البخاري ومسلم، قوله: "الكورة" بضم الكاف أي البلدة أو الناحية. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 1/ 294، كتاب الطهارة، باب الحمام للنساء، الحديث (1132)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 173، وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 304، كتاب الحمام (25)، باب (1)، الحديث (4010)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 288 - 289، كتاب الأدب، باب لا تجلسوا على مائدة يدار عليها الخمر. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 301 - 302، كتاب الحمام (25)، باب (1)، الحديث (4011) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1233، كتاب الأدب (33)، باب دخول الحمام (38)، الحديث (3748)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 9/ 392، الحديث (26635) وعزاه لعبد الرزاق والطبراني في المعجم الكبير.

5 - باب التصاوير

فلا يجلسْ على مائدةٍ تُدَارُ عليها الخمرُ" (¬1). 5 - باب التصاوير مِنَ الصِّحَاحِ: 3468 - عن أبي طلحة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيهِ كلبٌ ولا تصاوير" (¬2). 3469 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن ميمونة: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أصبحَ يومًا وَاجِمًا وقال: إنَّ جبريلَ كانَ (¬3) وَعَدَني أنْ يلقَاني الليلةَ فلَمْ يَلْقَني! أَمَا واللَّهِ ما أَخْلَفَني، ثمَّ وقعَ في نفسِه: جَرْوْ كلبٍ تحتَ فُسْطَاطٍ، فأَمرَ بهِ فأُخرِجَ، ثمَّ أخذَ بيدِه ماءً فنضحَ مَكَانَهُ، فلمَّا أَمسَى لقيَهُ جبريلُ، فقالَ لهُ: لقد كنتَ وعدتَني أنْ تَلقَاني البارحةَ؟ فقال: أَجَلْ، ولكِنَّا لا ندخُل بيتًا فيهِ كلبٌ ولا صورةٌ، فأَصبحَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يومئذٍ فأمرَ بقتلِ الكلابِ، حتَّى إنه يأمر بقتلِ كلبِ الحائطِ الصغيرِ، ويتركُ كلبَ الحائطِ الكبيرِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 339، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 113، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في دخول الحمام (43)، الحديث (2801) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 198، كتاب الغسل والتيمم (4)، باب الرخصة في دخول الحمام (2)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 288، كتاب الأدب، باب النهي عن الدخول في الحمام. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 380، كتاب اللباس (77)، باب التصاوير (88)، الحديث (5949) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1665، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم تصوير صورة الحيوان. . . (26)، الحديث (83/ 2106). (¬3) ساقطة من المخطوطة، والصواب إثباتها كما في المطبوعة وصحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1664 - 1665، الحديث (82/ 2105)، قوله: "واجِمًا" بكسر الجيم، أي ساكنًا حزينًا، قوله: "فُسطاط" بضم الفاء المراد به هنا السرير، قوله: "كلب الحائط" أي كلب البستان.

3470 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لم يَكُنْ يتركُ في بيتِه شيئًا فيهِ تَصَاليبُ إلَّا نَقَضَه" (¬1). 3471 - وقالت قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أصحابَ هذه الصوَرِ يُعَذَّبونَ يومَ القيامةِ ويقالُ لهم: أَحْيوا ما خَلَقتُم، وقال: إنَّ البيتَ الذي فيهِ الصورةُ لا تدخلُه الملائكةُ" (¬2). 3472 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّها كانَتْ قد اتخذَتْ على سهوةٍ لها سِترًا فيهِ تَماثيلُ، فهتكَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فاتخذْتُ منهِ نُمْرُقَتينِ، وكانتا في البيتِ يجلسُ عليهما" (¬3). 3473 - وروي عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم خرجَ في غزاةٍ، فأخذتُ نِمَطًا فسترتُه على البابِ، فلمَّا قدِمَ رَأَى النَّمطَ فجذبَهُ حتَّى هتكَهُ، ثمَّ قال: إنَّ اللَّهَ لم يأمرْنَا أنْ نكسُوَ الحجارةَ والطين" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 385، كتاب اللباس (77)، باب نقض الصور (90)، الحديث (5952)، قوله: "تصاليب" أي تصاوير. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 392، كتاب اللباس (77)، باب من لم يدخل بيتًا فيه صورة (95)، الحديث (5961)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1669، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم تصوير صورة الحيوان. . . (26)، الحديث (96/ 2107). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 123، كتاب المظالم (46)، باب هل تُكْسَر الدِّنان. . . (32)، الحديث (2479) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1668، كتاب اللباس (37)، باب تحريم صورة الحيوان. . . (26)، الحديث (94/ 2107) قوله: "نُمْرُقَتَينْ" بضم النون والراء، هي الوسادة الصغيرة فوق الرَّحْلِ. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 386، كتاب اللباس (77)، باب ما وُطِئَ من التصاوير (91)، الحديث (5954)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1666، الحديث (2107) واللفظ له، قوله: "نَمَطًا" بفتح النون والميم ويكسر ضرب من البسط له خمل رقيق.

3474 - عن عائشة رضي اللَّه عنها عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "أشدُّ الناسِ عذابًا يومَ القيامةِ الذينَ يُضاهونَ بخلقِ اللَّهِ" (¬1). 3475 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "قالَ اللَّهُ تعالى: ومَن أظلمُ ممن ذهبَ يخلقُ كخَلْقي، فليخلُقوا ذرَّةً، أو ليخلقُوا حبةٌ أو شعيرةٌ" (¬2). 3476 - وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "أشدُّ الناسِ عذابًا عندَ اللَّهِ المُصَوِّرون" (¬3). 3477 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "كلُّ مصوِّرٍ في النَّارِ، يُجعَلُ له بكلِّ صورةٍ صَوَّرَها نفسًا فُتَعَذِّبُه في جهنَم" (¬4). 3478 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 386 - 387، كتاب اللباس (77)، باب ما وُطِئَ من التصاوير (91)، الحديث (4954)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1668، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم تصوير صورة الحيوان. . . (26)، الحديث (92/ 2107) واللفظ لهما. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 385، باب نقض الصور (90)، الحديث (5953)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1671، الحديث (101/ 2111) واللفظ له. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 382، باب عذاب المصورين يوم القيامة (89)، الحديث (5950)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1670، الحديث (98/ 2109) واللفظ له. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 416، كتاب البيوع (34)، باب بيع التصاوير. . . (104)، الحديث (2225)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1670 - 1671، كتاب اللباس. . . (37)، باب تحريم تصوير صورة الحيوان. . . (26)، الحديث (99/ 2110) واللفظ له.

وسلم قال: "مَن تَحَلَّمَ بحُلمٍ لم يَرَهُ، كُلِّفَ أنْ يعقدَ بينَ شعيرتينِ ولن يفعلَ، ومَن استمعَ إلى حديثِ قوم وهم له كارِهونَ، أو يَفِرُّونَ منهُ، صُبَّ في أُذُنَيْهِ الآنُكُ يومَ القيامةِ، ومَن صَوَّرَ صورةً عُذِّبَ وكلِّفَ أنْ ينفخَ فيها وليسَ بِنافخٍ" (¬1). 3479 - عن بُريدة، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن لعبَ بالنردَشِيرِ فكأنما صبغَ يدَهُ في لحمِ خنزيرٍ ودمِهِ (¬2) " (¬3). مِنَ الحِسَان: 3480 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أتاني جبريلُ عليهِ السلامِ فقالَ: أتيتُكَ البارحةَ، فلم يَمنعْني أنْ أكونَ دخلتُ إلَّا أنه كانَ على البابِ تماثيلُ، وكانَ في البيتِ قِرامُ سِترٍ فيهِ تماثيلُ، وكانَ في البيتِ كلبٌ فمُرْ برأسِ التمثالِ الذي على بابِ البيتِ فيُقطَع، فيصير كهيئةِ الشجرةِ، ومُرْ بالسترِ فليقطعْ وليُجعلْ وسادتينِ منبوذتَيْنِ تُوطَآن، ومُرْ بالكلبِ فليُخرَجْ، ففعلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 427، كتاب التعبير (91)، باب من كذب في حلمه (45)، الحديث (7042) واللفظ له، وأخرجه مسلم مختصرًا في المصدر السابق، الحديث (100/ 2110)، قوله: "الآنُك" بالمد وضم النون، وهو الرصاص الخالص. (¬2) في المخطوطة: (أو دمه) والتصويب من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1770، كتاب الشعر (41)، باب تحريم اللعب بالنردشير (1)، الحديث (10/ 2260)، قوله: "بالنردشير" وهو النرد المعروف عجمي معرَّب. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 305، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 388، كتاب اللباس (26)، باب في الصور (48)، الحديث (4158) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 115، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء أن الملائكة لاتدخل بيتًا فيه. . . (44)، الحديث (2806) وقال: (حديث حسن صحيح)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 6/ 81 - 82، الحديث (3995) وعزاه أيضًا للنسائي، قوله: "قرام" بكسر القاف الستر المُنَقَّشُ.

3481 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "يخرجُ عنقٌ مِن النَّارِ يومِ القيامةِ لها (¬1) عينانِ تُبصِرانِ، وأُذُنانِ تَسمعانِ، ولسانٌ تَنطقُ بهِ تقولُ: إني وُكِّلتُ بثلاثةٍ (¬2): بكلِّ جبارٍ عنيدٍ، وكلِّ مَن دَعا معَ اللَّهِ إلهًا آخرَ، والمصوِّرينَ" (¬3). 3482 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ حرَّمَ الخمرَ والميسرَ والكُوبَة وقال: كلُّ مسكرٍ حرامٌ" (¬4) قيلَ: الكُوبَةُ، الطبلُ. 3483 - وعن ابن عمرو (¬5) رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن الخمرِ والميسرِ والكُوبَةِ والغُبَيراءِ" (¬6) والغُبَيراءُ: شرابٌ تعملُه الحبشةُ مِن الذرةِ يقالُ لهُ: السُّكُركة. 3484 - عن أبي موسى الأشعري أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه ¬

_ (¬1) في المخطوطة: (ولها) والتصويب من المطبوعة وسنن الترمذي. (¬2) العبارة في المخطوطة والمطبوعة (بثلاث) والتصويب من مسند أحمد وسنن الترمذي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 336، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 701، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة النار (1)، الحديث (2574)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب صحيح). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 289، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 96 - 97، كتاب الأشربة (20)، باب في الأوعية (7)، الحديث (3696) واللفظ له، وقال أبو داود عقب الرواية: (قال سفيان: فسألت علي بن بذيمة عن الكوبة؟ قال: الطبل). (¬5) في المخطوطة والمطبوعتين (ابن عمر)، ولكن قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 269، الحديث (3539) ما نصُّه: (وهكذا وقع في رواية الهاشمي: عبد اللَّه بن عمر، والذي وقع في رواية ابن العبد عن أبي داود: عبد اللَّه بن عمرو، وهو الصواب). (¬6) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، أحمد في المسند 2/ 158، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 89 - 90، كتاب الأشربة (20)، باب النهي عن المسكر (5)، الحديث (3685)، وقال أبو داود: (قال ابن سلام أبو عبيد: الغُبَيْراء السُّكُركة، تعمل من الذرة، شراب يعمله الحبشة).

وسلم قال: "مَن لعبَ بالنردَشِيرِ فقد عَصَى اللَّهَ ورسولَهُ" (¬1). 3485 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم رَأَى رجلًا يتبعُ حمامةً فقال: شيطانٌ يتبعُ شيطانةً" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 958، كتاب الرؤيا (52)، باب ما جاء في النرد (2)، الحديث (6)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 394، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 230، كتاب الأدب (35)، باب في النهي عن اللعب بالنرد (64)، الحديث (4938)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1237 - 1238، كتاب الأدب (33)، باب اللعب بالنرد (43)، الحديث (3762) واللفظ عندهم: "من لعب بالنرد". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 345، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 231، كتاب الأدب (35)، باب في اللعب بالحمام (65)، الحديث (4940)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1238، كتاب الأدب (33)، باب اللعب بالحمام (44)، الحديث (3765) واللفظ لهم جميعًا.

21 - كتاب الطب والرقى

21 - كِتَابُ الطِّبِ والرُّقى [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 3486 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما أنزلَ اللَّهُ داءً إلَّا أنزلَ لهُ شفاءً" (¬1) رواه أبو هريرة. 3487 - وقال: "لكلِّ داءٍ دواءٌ فإذا أُصيبَ دواءُ الداءِ بَرِأَ بإذنِ اللَّهِ" (¬2) رواه جابر. 3488 - وقال: "الشفاءُ في ثلاثةٍ: في شرطةِ مِحْجَمٍ، أو شَربةِ عسلٍ، أو كَيَّةٍ بنارٍ، وأنا أَنْهَى أُمَّتي عن الكيِّ" (¬3). 3489 - عن جابر قال: "رُميَ أُبَيٌّ يومَ الأحزابِ على أَكْحَلِه فكَواهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 134، كتاب الطب (76)، باب ما أنزل اللَّه داء إلّا. . . (1)، الحديث (5678). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1729، كتاب السلام (39)، باب لكل داء دواء (26)، الحديث (69/ 2204). (¬3) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، البخاري في الصحيح 10/ 136، كتاب الطب (76)، باب الشفاء في ثلاث (3)، الحديث (5680). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 1730، الحديث (74/ 2207).

3490 - وقال: "رُميَ سعدُ بنُ معاذٍ في أَكْحَلِه، فحسمَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بيدهُ بمِشْقَصٍ، ثمَّ ورمَتْ فحسمَهُ الثانيةَ" (¬1). 3491 - وقال: "بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلى أُبَيِّ بنِ كعبٍ طبيبًا، فقطعَ منهُ عِرْقًا ثم كَواهُ عليهِ" (¬2). 3492 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أنه سمعَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "في الحبةِ السوداءِ شفاءٌ مِن كلِّ داءٍ إلّا السَّامُ" (¬3) قال ابن شهاب: السَّامُ الموتُ، والحبةُ السوداءُ: الشُّونيز. 3493 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنَّ أخي استطلَقَ بطنهُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم اسقِهِ عسلًا فسقاهُ، ثمَّ جاءَهُ فقال: سقيْتُه عسلًا فلم يزِدْة إلّا استطلاقًا!؟ فقال له ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ جاءَ الرابعةَ فقال: اسقِهِ عسلًا فقال: لقد سقيْتُه فلم يزدْة إلّا استطلاقًا!؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: صدقَ اللَّهُ وكذبَ بطنُ أخيكَ (¬4)، فسقاهُ فبَرَأَ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 1731، كتاب السلام (39)، باب لكل داء دواء (26)، الحديث (75/ 2208). والمشقص: نصل السهم إذا كان طويلًا غير عريض. (¬2) أخرجه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 4/ 1730، الحديث (73/ 2207). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 143، كتاب الطب (76)، باب الحبة السوداء (7)، الحديث (5688)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1735، كتاب السلام (39)، باب التداوي بالحبة السوداء (29)، الحديث (88/ 2215) واللفظ لهما. (¬4) في المطبوعة زيادة (اسقه عسلًا) وهي عند البخاري، وليست عند مسلم، واللفظ له. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 139، كتاب الطب (76)، باب الدواء بالعسل. . . (4)، الحديث (5684)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1736، كتاب السلام (39)، باب التداوي بسقي العسل (31)، الحديث (91/ 2217) واللفظ له.

3494 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أَمْثَلَ ما تَداويتُم بهِ الحجامة، والقُسْط البَحري" (¬1). 3495 - وقال: "لا تعذِّبُوا صِبيانَكم بالغمزِ مِن العُذْرةِ، وعليكم بالقُسطِ" (¬2). 3496 - وقال: "عَلاَمَ تَدْغَرْنَ أولادَكُنَّ بهذا العِلاق؟ عليكُنَّ بهذا العودِ الهنديِّ، فإنَّ فيهِ سبعةَ أَشفِيَةٍ، منها ذاتُ الجنبِ، يُسعَطُ مِن العُذْرة ويُلَدُّ مِن ذاتِ الجَنْبِ" (¬3). 3497 - وقال: "الحُمّى مِن فيحِ جهنمَ فأبرِدُوها بالماءِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 5696، كتاب الطب (76)، باب الحجامة. . . (13)، الحديث (5696) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1204، كتاب المساقاة (22)، باب حل أجرة الحجامة (11)، الحديث (63/ 1577) قوله: "القُسط البحري" بضم القاف من العقاقير طيب الريح، وهو المنسوب إلى البحر، فإن القُسط نوعان بحري وهو أبيض، وهندي وهو أسود. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، وهو عندهما تتمة للحديث السابق، قوله: "بالغمز" أي العصر، وقيل: إدخال الأصبع في حلق المعذور لغمز داخله فيعصر بها العذرة، "والعذرة" بضم العين المهملة فسكون الذال المعجمة، وجع في الحلق يهيج من الدم، وقيل هي قرحة. (¬3) متفق عليه من رواية من أم قيس بنت محصن رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 166، كتاب الطب (76)، باب اللدود (21)، الحديث (5713) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1734، كتاب السلام (39)، باب التداوي بالعود. . . (28)، الحديث (86/ 2214) قوله: "تَدْغَرن" بفتح الغين، هو الدفع والغمز، و"ما" استفهام في معنى الإِنكار، قوله: "العِلاق" بضم أوله، وفي بعض النسخ بفتحها، وفي بعضها بكسرها والكل بمعنى العصر، قوله: "ذاتُ الجَنْب" والمراد بها هنا ريح غليظة في نواحي الجنب، قوله: "يُسعط" وهو ما يُصَب في الأنف، قوله: "يُلَدُّ" بصيغة المجهول وتشديد الدال المهملة من لُدَّ الرجل إذا صب الدواء في أحد شقي الفم. و"العود الهندي" هو الكُست، يستعمل في الأدوية، وهو حار يابس، يفتح السدد ويكسر الريّاح، ويذهب بفضل الرطوبة ويقوي الأحشاء والقلب ويُفرحه، وينفع الدماغ، ويقوي الإحساس، ويحبس البطن، وينفع من سلس البول الحادث عن برد المثانة (ابن القيم، الطب النبوي: 343). (¬4) هذا الحديث متفق عليه من طريقين: • الأولى: من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 330، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة النار. . . (10)، الحديث (3263)، =

3498 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: رخَّصَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في الرقيَةِ مِن العين، والحُمةِ والنَّملةِ" (¬1). 3499 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "أمرَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يُستَرقَى مِن العينِ" (¬2). 3500 - وعن أم سلمة: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رَأَى في بيتِها جاريةً في وجهِها سَفْعَةً، تعني صفرةً، فقالَ: استرقُوا لها، فإنَّ بها النَّظْرَةَ مِن الجن" (¬3). 3501 - عن جابر قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن الرُّقَى فجاءَ آلُ عمروِ بنِ حزمٍ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ إنه كانَتْ عِندَنا رُقْيَةٌ نَرقي بها مِن العقربِ، وأنتَ نَهَيْتَ عن الرُّقَى؟ قال: اعرضُوها فعَرَضُوها عليهِ فقالَ: ما أَرَى بها بأسًا، مَن استطاعَ منكم أنْ ينفعَ أخاهُ فلْينفعْه" (¬4). ¬

_ = وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1732، كتاب السلام (39)، باب لكل داء دواء. . . (26)، الحديث (81/ 2210) واللفظ لهما. • الثانية: من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (3264)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 1731، الحديث (78/ 2209) واللفظ لهما. (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1725، كتاب السلام (39)، باب استحباب الرقية. . . (21)، الحديث (58/ 2196)، قوله: "الحُمَة" وهو بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم السم، ويطلق على إبرة العقرب، قوله: "والنَّملة" وهي بفتح النون وسكون الميم قروح تخرج بالجنب وغيره. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 199، كتاب الطب (76)، باب رقية العين (35)، الحديث (5738) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (56/ 2195). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (5739)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (59/ 2197)، قوله: "من الجن" كذا في مخطوطة برلين، وفي المطبوعتين، ولكنه لم يرد في الصحيحين. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1726 - 1727، كتاب السلام (39)، باب استحباب الرقية من العين. . . (21)، الحديث (63/ 2199).

3502 - عن عوفِ بنِ مالكٍ الأشجعيِّ قال: "كنا نَرقي في الجاهليةِ فقلنا: يا رَسولَ اللَّهِ كيفَ تَرَى في ذلكَ؟ فقال: اعرُضُوا عليَّ رُقاكم، لا بأسَ بالرُّقَى ما لم يكنْ فيهِ شِرْكٌ" (¬1). 3503 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "العينُ حقُّ، ولو كانَ شيءٌ سابق القدرَ سبقَتْهُ العينُ، فإذا استُغْسِلتُم فاغْسِلُوا" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3504 - عن أسامة بن شريك أنّه قال: "قالوا يا رسولَ اللَّهِ أَفَنَتَداوَى؟ قال: نَعَم يا عبادَ اللَّهِ تَداوَوْا، فإنَّ اللَّهَ لم يَضعْ داءً إلّا وضعَ لهُ شفاءً، غير داءٍ واحدٍ، الهرمُ (¬3) " (¬4). 3505 - عن عقبة بن عامر قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تُكْرِهُوا مَرْضاكُم على الطعامِ والشرابِ، فإنَّ اللَّهَ يُطعِمُهم ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1727، كتاب السلام (39)، باب استحباب الرقية من العين (21)، الحديث (64/ 2200). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1719، باب الطب والمرض والرقى (16)، الحديث (42/ 2188)، قوله: "سابَقَ القدر" أي غالبه في السبق، قوله: "فإذا اسْتُغسِلتم فاغسِلُوا" كانوا يرون أن يؤمر العائن فيغسل أطرافه وما تحت الإزار فتصب غسالته على المعيون، يستشفون بذلك. (¬3) العبارة في المطبوعة: (وهو الهرم) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 278، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 192 - 193، كتاب الطب (22)، باب في الرجل يتداوى (1)، الحديث (3855)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 383، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الدواء. . . (2)، الحديث (2038) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1137، كتاب الطب (31)، باب ما أنزل اللَّه داء إلّا. . . (1)، الحديث (3436).

ويَسقيهم" (¬1) (غريب) 3506 - عن أنس: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كَوَى أسعدَ بن زُرارةَ مِن الشوكةِ" (¬2) (غريب). 3507 - عن زيد بن أرقم قال: "أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ نَتَداوَى مِن ذاتِ الجَنْبِ بالقُسطِ البحريِّ والزيتِ" (¬3). 3508 - وعنه أنّه قال: "كانَ النبيُّ عليه السلام ينعتُ الزيتَ والورسَ مِن ذاتِ الجَنْبِ" (¬4). 3509 - عن أسماءَ بنت عُمَيْس: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 384، كتاب الطب (29)، باب ما جاء لا تُكْرِهوا مرضاكم. . . (4)، الحديث (2040)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1140، كتاب الطب (31)، باب لا تُكْرِهوا المريض. . . (4)، الحديث (3444) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 350، كتاب الجنائز، باب لا تكرهوا مرضاكم. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه الترمذي في المصدر السابق 4/ 390، باب ما جاء في الرخصة في ذلك (11)، الحديث (2050) وقال: (حسن غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 341، كتاب الطب (21)، باب ما جاء في الكي (6)، الحديث (1404)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 187، كتاب معرفة الصحابة، باب أسعد بن زرارة أول من. . .، وقال: (صححيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 369، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 407، كتاب الطب (29)، باب ما جاء يا دواء ذات الجنب (28)، الحديث (2079) واللفظ له. والقسط البحري: نوع من العقاقير طيّب الريح. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 372، وأخرجه الترمذي في المصدر السابق، الحديث (2078)، واللفظ له وقال: (حسن صحيح)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 201، الحديث (3684) وعزاه للنسائي في الطب، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1148، كتاب الطب (31)، باب دواء ذات الجنب (17)، الحديث (3467). والوَرْسُ: نبت أصفر. وذات الجنب: عِلّة صعبة، وهي ورم حارٌ يعرض للحجاب المستبطن للأضلاع.

سألَها: بِمَ تَستمشِينَ (¬1)؟ قالت: بالشُّبْرُمِ (¬2)، قال: إنه حارٌّ حارٌّ (¬3)، قالت: ثم استمشَيْتُ بالسَّنا (¬4) فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لو أنَّ شيئًا كانَ فيهِ الشفاءُ مِن الموتِ لكانَ في السَّنا" (¬5) (غريب). 3510 - عن أبي الدرداء قال، قالَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الداءَ والدواءَ، وجعلَ لكلِّ داءٍ دواءً فتَداوَوْا، ولا تَتَداوَوْا بحرامٍ" (¬6). 3511 - وروي عن أبي هريرة قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن الدواءِ الخبيثِ" (¬7). 3512 - عن سلمى خادمةِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنها قالت: "ما كانَ أحدٌ يشتكي إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وجعًا في رأسِهِ ¬

_ (¬1) أي بأي شيء تطلبين الإسهال؟ وفي "النهاية" أي بما تسهلين بطنك؟. (¬2) الشُّبرْمُ: بضم شين معجمة، وسكون موحدة، وراء مضمومة: نبت يسهّل البطن. (¬3) حارُّ حارٌّ: كرر للتأكيد لأنه لا يليق بالإسهال، قال القاري في المرقاة 4/ 504: (وهو على ما ضبطناه في جميع النسخ المصححة والأصول المعتمدة، وفي الكاشف: وروي حار جار بالجيم اتباعًا للحر -وهو لفظ الترمذي وابن ماجه- ويُروى يارٌّ). (¬4) هو السنا المكي، وفي القاموس: نبت مسهّل للصفراء والسوداء والبلغم. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 6/ 369، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 408، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في السنا (3)، الحديث (2081)، وقال: (حسن غريب) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1145 - 1146، كتاب الطب (31)، باب دواء المشي (12)، الحديث (3461). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 206 - 207، كتاب الطب (22)، باب في الأدوية المكروهة (11)، الحديث (3874). (¬7) أخرجه أحمد في المسند 2/ 305، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 203، الحديث (3870)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 387، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في كراهية التداوي بالمسكر (8)، الحديث (2045)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1145، كتاب الطب (31)، باب النهي عن الدواء الخبيث (11)، الحديث (3459) واللفظ لهم.

إلّا قال (¬1): احتجِمْ، ولا وجعًا في رجلَيْه إلّا قال: اختضِبْهما" (¬2). 3513 - وقالت: "ما كانَ يكونُ برسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قَرْحَةٌ ولا نَكْبَةٌ إلّا أمرني أنْ أضعَ عليها الحِنَّاءَ" (¬3) [غريب] (¬4). 3514 - وعن أبي كَبْشَةِ الْأَنْماري: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ يحتجمُ على هامَتِه وبينَ كَتِفَيْهِ وهو يقولُ: مَن أَهْراقَ مِن هذهِ الدماءِ فلا يَضُرُّهُ أنْ لا يَتَداوى بشيءٍ" (¬5). 3515 - وعن جابر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم احتجمَ على وِرِكِهِ مِن وَثْءٍ كانَ بهِ" (¬6). 3516 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال: "حدَّثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم عن ليلةِ أُسْرِيَ بهِ أنه لم يَمُرَّ على ملأٍ مِن الملائكةِ إلّا ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (له) وليست في المخطوطة ولا عند أحمد وأبي داود. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 462، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 194 - 195، كتاب الطب (22)، باب في الحجامة (3)، الحديث (3858) واللفظ له. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 392، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في التداوي بالحِنَّاء (13)، الحديث (2054) واللفظ له، وقال: (حسن غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1158، كتاب الطب (31)، باب الحناء (29)، الحديث (3502). (¬4) ليست في مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما ذكر الترمذي. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 195، كتاب الطب (22)، باب في موضع الحجامة (4)، الحديث (3859)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1152، كتاب الطب (31)، باب موضع الحجامة (21)، الحديث (3484) واللفظ لها، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 343، الحديث (858) والهامة: الرأس، وقيل: وسط الرأس. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 197، كتاب الطب (22)، باب متى تستحب الحجامة (5)، الحديث (3863) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 5/ 193، كتاب المناسك (24)، باب حجامة المحرم. . . (93)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1153، كتاب الطب (31)، باب موضع الحجامة (21)، الحديث (3485)، قوله: "وثءٍ" بفتح الواو وسكون المثلثة فهمز، أي من أجل وجع يصيب العضو من غير كسر.

أَمَرُوه: مُرْ أُمَّتَكَ بالحجامةِ" (¬1) (غريب). 3517 - عن عبد الرحمن بن عثمان: "أنَّ طبيبًا سألَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عن ضِفْدَعٍ يجعلُها في دواءٍ؟ فنهاهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عن قتلِها" (¬2). 3518 - عن أنس قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يحتجمُ في الأخدعينِ والكاهِلِ، وكانَ يحتجمُ لسبعَ عشرةَ، وتسعَ عشرةَ، وإحدَى وعشرينَ" (¬3). 3519 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يستحِبُّ الحِجامةَ لسبعَ عشرةَ وتسعَ عشرةَ وإحدَى وعشرينَ" (¬4). 3520 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 390 - 391، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحجامة (12)، الحديث (2052)، وقال: (حسن غريب). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 453، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 203، كتاب الطب (22)، باب في الأدوية المكروهة (11)، الحديث (3871) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 7/ 210، كتاب الصيد والذبائح (42)، باب الضفدع (36). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 119، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 195 - 196، كتاب الطب (22)، باب في موضع الحجامة (4)، الحديث (3860)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 390، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحجامة (12)، الحديث (2051) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1152 - 1153، كتاب الطب (31)، باب موضع الحجامة (21)، الحديث (3483)، وفي باب في أي الأيام يحتجم (22)، الحديث (3486) قوله: "الأخدَعَيْن" هما عرقان في جانبي العنق، والكاهل ما بين الكتفين. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 347 - الحديث (2666)، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 354، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 391، ضمن رواية مطوَّلة، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحجامة (12)، الحديث (2053)، وأخرجه البيهقي من طريق الطيالسي في السنن الكبرى 9/ 340، كتاب الضحايا، باب ما جاء في وقت الحجامة، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 210، كتب الطب، باب من احتجم لسبع عشرة. . .، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 12/ 150، الحديث (3235) واللفظ له.

اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن احتجمَ لسبعَ عشرةَ وتسعَ عشرة وإحدَى وعشرينَ، كانَ شفاءً مِن كلِّ داءٍ" (¬1). 3521 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن احتجمَ يومَ الثلاثاءِ لسبعَ عشرةَ خَلَتْ مِن الشهرِ أخرجَ اللَّهُ منهُ داءَ سنةٍ" (¬2). 3522 - وعن كَبْشة بنتِ أبي بكرة: "أنَّ أباها كانَ يَنْهَى أهلَه عن الحجامةِ يومَ الثلاثاءِ، ويزعمُ عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنَّ يومَ الثلاثاءِ يومُ الدمِ، وفيهِ ساعةٌ لا يرقَأُ" (¬3). 3523 - وروي عن الزهري مرسلًا، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن احتجمَ يومَ الأربعاءِ أو يومَ السبتِ فأصابَهُ وَضَحٌ فلا يلومَنَّ إلّا نفسَه" (¬4) وقد أسند ولا يصح. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 196، كتاب الطب (22)، باب متى تستحب الحجامة (5)، الحديث (3861)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 210، كتاب الطب، وقال: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 340، من طريق أبي داود، كتاب الضحايا، باب ما جاء في وقت الحجامة. (¬2) هذا الحديث مخرَّجٌ من طريقين: • الأولى: من رواية أنس رضي اللَّه عنه، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 10/ 17، وعزاه لابن حبان في الضعفاء، الحديث (28155)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 340، كتاب الضحايا، باب ما جاء في وقت الحجامة، واللفظ لهما. • الثانية: من رواية معقل بن يسار رضي اللَّه عنه، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 448، ذكر حجامة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 215 - 216، الحديث (499)، وأخرجه البيهقي في المصدر السابق. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 196، كتاب الطب (22)، باب متى تستحب الحجامة (5)، الحديث (3862)، وأخرجه البيهقي من طريق أبي داود في السنن الكبرى 9/ 340، كتاب الضحايا، باب ما جاء في وقت الحجامة. (¬4) أخرجه معمر في الجامع (المطبوع في آخر المصنَّف لعبد الرزاق) 11/ 29، باب الحجامة وما جاء فيه، الحديث (19816) واللفظ له، وذكره البغوي من طريق معمر في شرح السنّة 12/ 151 معلقًا، ثمَّ قال: (قال أبو داود: وقد أُسنِد ولا يصح) وسيأتي ذكر قول أبي داود، وذكره البيهقي =

3524 - ويروى: "مَن احتجمَ أو اطَّلَى يومَ السبتِ أو الأربعاءِ فلا يلومنَّ إلا نفسَه في الوَضَحِ" (¬1). 3525 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما رفعه: "خيرُ ما تَدَاويَتُم بهِ اللَّدُودُ والسَّعُوطُ والحِجَامةُ والمشيُ" (¬2) (غريب). 3526 - عن زينب امرأة عبد اللَّه بن مسعود: "أنَّ عبدَ اللَّهِ رأَى في عنقي خيطًا فقالَ: ما هذا؟ فقلتُ: خيطٌ رُقيَ لي فيهِ، قالت: فأخذَه فقطعَه ثم قال: أنتم آلَ عبدِ اللَّهِ لأغنياءُ عن الشركِ! سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: إنَّ الرُّقَى والتمائمَ والتِّوَلَةَ شِرْكٌ، فقلتُ: لِمَ تقولُ هكذا؟ لقد كانَت عيني تُقْذَفُ، فكنتُ أَختلِفُ إلى فلانٍ اليهوديِّ فإذا رَقاها سكنَت! فقالَ عبدُ اللَّهِ: إنما ذلكَ عملُ الشيطانِ، كانَ ينخَسُها بيدِه، فإذا رُقي كَفَّ عنها، إنما كانَ يَكفيكِ أنْ تقولي كما كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: ¬

_ = في المصدر السابق 9/ 341، عقب إيراده الحديث من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه موصولًا، فقال: (والمحفوظ: عن الزهري عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- منقطعًا واللَّه أعلم) والوَضح: البَرَصُ. • وأخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه مسندًا، الحاكم في المستدرك 4/ 409 - 410، كتاب الطب، باب الوقت المحمود للحجامة، وأخرجه البيهقي في المصدر السابق 9/ 340، وذكره متصلًا من طرق، وضعَّفها. • وأخرج الحديث أبو داود في كتابه المراسيل، ص 182 - من رواية مليكة بنت عمر رضي اللَّه عنه، كتاب الطب، الحديث (413)، وقال: (أسند ولا يصح)، قوله: "وَضَحٌ" بفتح الواو والضاد المعجمة فمهملة أي برص، وعزاه التبريزي في المشكاة 2/ 1284، الحديث (4550) إلى أحمد ولم نجده عنده. (¬1) قال المناوي في كشف المناهج، ق 73/ ب: (رواه في شرح السنة مقطوعًا، عن عون مولى لأم حكيم عن الزهري. . .)، وهو في شرح السنة 12/ 151 - 152، بعد الحديث (3235). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 391، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحجامة (12)، الحديث (2035)، ضمن رواية مطولَّة وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 209، كتاب الطب، باب خير ما تداويتم به. . .، واللفظ له، قوله: "اللَّدُود" بفتح فضم وهو ما يسقى المريض من الدواء في أحد شقيِّ فيه، قوله: "والسَّعُوط" على وزنه هو ما يُصَبُّ من الدواء في الأنف.

أَذهِبِ البأسَ ربَّ الناسِ واشفِ أنتَ الشافي لا شفاءَ إلّا شفاؤكَ، شفاءً لا يغادِرُ سَقَمًا" (¬1). 3527 - عن جابر قال: "سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن النُّشْرَةِ؟ فقال: هو مِن عملِ الشيطانِ" (¬2). 3528 - عن عبد اللَّه بن عمرو قال: سمعت رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "ما أُبالي ما أَتيتُ إنْ أنا شربتُ تِرْياقًا، أو تعلَّقتُ تَميمةً، أو قلتُ الشعرَ مِن قِبَلِ نفسي" (¬3). 3529 - عن المغيرة بن شعبة قال، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 381، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 212، كتاب الطب (22)، باب تعليق التمائم (17)، الحديث (3883)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1166 - 1167، كتاب الطب (31)، باب تعليق التمائم (39)، الحديث (3530)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 417 - 418، كتاب الفتن. . .، باب الدعاء عند عيادة المريض، وقال: (صحيح الإسناد على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، قوله: "الِتّوَلَة": نوع من السحر يُجَيّب المرأة إلى زوجها. و"عيني تُقْذَفُ" أي ترمى بالرمص أو الدمع. ويَنْخَسُها: يطعنها. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 294، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 201، كتاب الطب (22)، باب في النشرة (9)، الحديث (3868) واللفظ لهما، قوله: "النُّشرة" بضم النون وسكون شين معجمة فراء، ضرب من الرقية والعلاج يعالج بها من كان يظن به مسُّ الجن. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 167، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، باب في الترياق (10)، الحديث (3869) واللفظ له، والتِّرياق بكسر أوله، ما يستعمل لدفع السم من الأدوية، قوله: "أو قلت الشعر من قِبَل نفسي" أي قصدته وتقوَّلته. لقوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ}، وأما قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب فذلك صدر لا عن قصد، بل كان من جنس كلامه الذي كان يرمي به على السليقة من غير تَكَلُّف. وقد وهم الخطيب التبريزي فأورد الحديث في مشكاة المصابيح 2/ 1284 من رواية عبد اللَّه بن عمر! لكن قال القاري في المرقاة 4/ 509: (قال الشيخ ابن حجر العسقلاني: صوابه عبد اللَّه بن عمر) وكذا ورد في المسند، والسنن، وجامع الأصول من طريق عبد اللَّه بن عمرو.

وسلم: "مَن اكتوَى أو استرقَى فقد بَرِئَ مِن التَّوَكُّلِ" (¬1) ويروى: "مَن تَعلَّقَ شيئًا وُكِلَ إليه" (¬2). 3530 - عن عمران بن حصين أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا رُقيةَ إلّا مِن عينٍ أو حُمَةٍ" (¬3). 3531 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لا رُقيةَ إلّا مِن عينٍ أو حُمَةٍ أو دَمٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 249، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 393، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في كراهية الرقية (14)، الحديث (2055)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 4/ 1154، كتاب الطب (31)، باب الكيِّ (23)، الحديث (3489)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 341 - كتاب الطب (21)، باب ما جاء في الكي (6)، الحديث (1408) واللفظ لهم جميعًا. (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عكيم رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 310، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 403، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في كراهية التعليق (24)، الحديث (2072)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 216، كتاب الطب، باب من تَعَلَّق شيئًا. . .، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 351، كتاب الضحايا، باب التمائم. • وقد عزاه لأبي داود الخطيب التبريزي في المشكاة 2/ 1285، الحديث (4556)، وابن الأثير في جامع الأصول 5/ 575، الحديث (5728)، ولكنا لم نجده عنده! وجاء في حاشية جامع الأصول ما نصُّه: (في الأصل "أخرجه أبو داود" ورمز له في أوله "د" ولم نجده عنده، وفي المطبوع: أخرجه الترمذي ورمز له في أوله "ت" وهو الصواب). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 436، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 213، كتاب الطب (22)، باب في تعليق التمائم (17)، الحديث (3884)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 394، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الرخصة في ذلك (15)، الحديث (2057) واللفظ لهم، قوله: "أو حُمَةٍ" بضم مهملة وتخفيف ميم أي سم من لدغة عقرب ونحوها. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 119، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 216، كتاب الطب (22)، باب ما جاء في الرقى (18)، الحديث (3889) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 393، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الرخصة. . . (15)، الحديث (2056)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1162، كتاب الطب (31)، باب ما رخص فيه من الرقى (34)، الحديث (3516) قوله: حُمَة: أي لذعة العقرب. وقوله: "أو دَمٍ" أي رعاف.

3532 - عن أسماء بنت عُمَيس قالت: "يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ولدَ جعفرٍ تسرعُ إليهم العينُ، أَفاسترقي لهم؟ قال: نعم، فإنه لو كانَ شيءٌ سابَقَ القدرَ لسبَقَتْهُ العينُ" (¬1) وروي: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال للشفاءِ بنتِ عبدِ اللَّهِ، وهي عندَ حفصةَ: أَلا تُعَلِّمينَ هذهِ رُقيةَ النَّمْلَةِ كما علَّمتِيها الكتابةَ" (¬2). 3533 - عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنيف قال: "رأَى عامرُ بن ربيعة سهلَ بن حُنيف يغتسلُ (¬3) فقالَ: واللَّهِ ما رأيتُ كاليومِ، ولا جِلْدَ مخبَّأَةٍ! قال: فلُبِطَ بسهلٍ فأُتي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقيلَ لهُ: يا رسولَ اللَّهِ هل لكَ في سهلِ بنِ حُنَيفٍ، واللَّهِ ما يرفعُ رأسَه! فقالَ: هل تتهمونَ لهُ أحدًا؟ قالوا: نتَّهمُ عامرَ بنَ ربيعةَ، قال فدَعا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عامرًا فتَغَلَّظَ عليهِ وقال: عَلامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ، أَلا بَرَّكْتَ؟ اغتسِلْ لهُ، فغسلَ لهُ عامرٌ وجهَهُ ويدَيهِ ومِرفَقيهِ ورُكْبَتيهِ وأطرافَ رِجلَيهِ وداخِلةَ إزاره في قدَحٍ ثم صُبَّ عليهِ، فراحَ معَ الناسِ ليسَ بهِ بأسٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 438، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 395، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الرقية من العين (17)، الحديث (2059)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1160، كتاب الطب (31)، باب من استرقى من العين (33)، الحديث (3510) واللفظ لهم. (¬2) أخرجه من رواية الشفاء بنت عبد اللَّه رضي اللَّه عنها، أحمد في المسند 6/ 372، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 215، كتاب الطب (22)، باب ما جاء في الرقى (18)، الحديث (3887)، واللفظ لهما، قوله: "النَّمْلَة" هي قروح تخرج بالجنب وغيره. (¬3) في المطبوعة زيادة (فَعَانَةُ) وليست في المخطوطة ولا سائر الأصول. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 939، كتاب العين (50)، باب الوضوء من العين (1)، الحديث (2)، واللفظ له. وأخرجه أحمد في المسند 3/ 486 - 487، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1160، كتاب الطب (31)، باب العين (32)، الحديث (3509)، وأخرجه ابن حبان، وذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 344 - 345، كتاب الطب (21)، باب ما جاء في العين (9)، الحديث (1424)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 164، من =

2 - باب الفأل والطيرة

3534 - عن أبى سعيد الخدري قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يتعوَّذُ من الجانِّ وعينِ الإِنسانِ حتَّى نزلَتْ المُعَوِّذتانِ، فلما نزلَتا أخذَ بهما وتركَ ما سِواهما" (¬1) (غريب). 3535 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: هل رُئيَ فيكم المُغَرِّبُونَ؟ قلتُ: وما المغرِّبونَ؟ قال: الذينَ يشتركُ فيهم الجنُّ" (¬2) واللَّه المستعان. 2 - باب الفأل والطيرة مِنَ الصِّحَاحِ: 3536 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: لا طِيَرةَ، وخيرُها الفألُ، قالوا: وما الفألُ؟ قال: الكلمةُ الصالحةُ يسمعُها أحدُكم" (¬3). 3537 - وقال: "لا عَدْوَى ولا طِيَرةَ ولا هامَةَ ولا، صَفَرَ (¬4)، وفِرَّ مِن ¬

_ = طريق مالك، الحديث (3245)، قوله: "مُخَبَّأَةٍ" بتشديد الموحدة فهمزة، من التخبية وهو الستر، وهي الجارية التي في خدرها لم تتزوج، قوله: "فَلُبِطَ" بضم لام وكسر موحدة أي صُرِعَ وسقط على الأرض. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 395، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين (16)، الحديث (2058) واللفظ له، وقال: (حسن غريب)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 271، كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من عين الجان (37)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1161، كتاب الطب (31)، باب من استرقى من العين (33)، الحديث (3511). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 333 - 334، كتاب الأدب (35)، باب في الصبي يولد. . . (116)، الحديث (5107). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 212، كتاب الطب (76)، باب الطيرة (23)، الحديث (5754)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1745، كتاب السلام (39)، باب الطيرة والفأل. . . (34)، الحديث (110/ 2223). (¬4) الصَّفَرُ: حيَّةٌ في البطن، واللدغ الذي يجده الإنسان عند جوعه من عضّه.

المجذومِ كما تَفِرُّ مِن الأسدِ" (¬1). 3538 - وقال: "لا عَدْوَى ولا هامَةَ [ولا طِيَرةَ] (¬2) ولا صَفَر، فقال أعرابيٌّ يا رسولَ اللَّهِ فما بالُ الإِبلِ تكونُ في الرملِ كأنها الظِّباءُ فيُخالِطُها البعيرُ الأجربُ فيُجرِبُها! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: فمَن أعدَى الأولَ" (¬3). 3539 - وقال: "لا عَدْوَى ولا هامَةَ ولا نَؤءَ ولا صَفَرَ" (¬4). 3540 - وعن جابر قالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "لا عَدوَى ولا صفرَ ولا غُولَ" (¬5). 3541 - عن عمرو بن الشريدِ، عن أبيه قال: "كانَ في وفدِ ثَقيفٍ رجلٌ مجذومٌ فأرسلَ إليهِ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّا قد بايعناكَ فارجِعْ" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 158، كتاب الطب (76)، باب الجذام (19)، الحديث (5707) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1743، كتاب السلام (39)، باب لا عدوى. . . (33)، الحديث (102/ 2220) قوله: "هَامَةَ" بتخفيف الميم وهي اسم طائر يتشاءم به الناس وهي الصدى، وهو طائر كبير يضعف بصره بالنهار ويطير بالليل ويسكن الخراب يقال له: بوم والجذام: مرض تشقق الجلد. (¬2) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، وفي لفظٍ عند مسلم. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 241، كتاب الطب (76)، باب لا هامة (53)، الحديث (5770) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1742 - 1743، كتاب السلام (39)، باب لا عدوى. . . (33)، الحديث (101/ 2220) قوله: "الظِّباء" بكسر أوله جمع الظبي، قوله: "الأجرب" أي الذي فيه جرب وحكة. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1744، الحديث (106/ 2220) قول: "نَوْء" بفتح فسكون أي طلوع نجم وغروب ما يقابله. (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (107/ 2222) قوله: "غُول" بالضم وهو أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين. (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1752، باب اجتناب المجذوم ونحوه (36)، الحديث (126/ 2231).

مِنَ الحِسَان: 3542 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يتفاءَلُ ولا يتطيرُ، وكانَ يحبُّ الاسمَ الحسنَ" (¬1). 3543 - عن قَطِن بنِ قَبِيصَةَ، عن أبيه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "العِيافةَ والطَّرْقُ والطِّيرَةُ مِن الجِبْتِ" (¬2). 3544 - عن عبد اللَّه بن مسعود، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنّه قال: "الطِّيرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شركٌ، قالَه ثلاثًا -وما مِنَّا إلّا (¬3) - ولكنَّ اللَّهَ يُذهِبُه بالتوكُّلِ" (¬4) قيل، قوله: وما مِنا، قولُ ابنِ مسعودٍ. 3545 - وعن جابر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أخذَ بيدِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 257، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 175، الحديث (3254) واللفظ له. (¬2) أخرجه معمر في كتاب الجامع (المطبوع بآخر المصنَّف لعبد الرزاق) 10/ 403، باب الطيرة الحديث (19502)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 477، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 228 - 229، كتاب الطب (22)، باب في الخط. . . (23)، الحديث (3907)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 373، الحديث (3756) وعزاه للنسائي، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 345، كتاب الطب (21)، باب ما جاء في الطيرة (10)، الحديث (1426)، قوله: "العيافة" بكسر العين، وهي زجر الطير والتفاؤل بها. والطرق: ضرب الرمل. (¬3) في المطبوعة زيادة: (وفي قلبه داعية التطير) وليست في المخطوطة ولا عند أصحاب الأصول، وقد ذكر المصنّف في آخر الحديث أنها من قول ابن مسعود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 438، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 4/ 230، باب في الطيرة (24)، الحديث (3910)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 160 - 161، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الطيرة (47)، الحديث (1614)، وقال: (سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث "وما منا، ولكن اللَّه يُذهِبه بالتوكل" قال سليمان: هذا عندي قول عبد اللَّه بن مسعود، وما منا)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في المصدر السابق، الحديث (1427)، وقال: (قول: "وما منا الخ" من قول ابن مسعود).

مجذومٍ فوضعَها معَهُ في القَصْعَةِ وقالَ: كُلْ ثِقَةً باللَّهِ وتَوَكُّلًا عليهِ" (¬1). 3546 - وعن سعد بن مالك أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا هامةَ ولا عدوَى ولا طِيَرةَ، وإنْ تَكُنْ الطيرةُ في شيءٍ ففي الدارِ والفرسِ والمرأةِ" (¬2). 3547 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يعجبُه إذا خرجَ لحاجةٍ أنْ يسمعَ يا راشدُ يا نجيحُ" (¬3). 3548 - وعن بُرَيْدةَ: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ لا يتطيرُ مِن شيءٍ، فإذا بعثَ عامِلًا سألَ عن اسمِهِ؟ فإذا أعجبَهُ اسمُه فَرِحَ به ورُئيَ بِشْرُ ذلكَ في وجهِهِ، وإنْ كَرِهَ اسمَهُ رُئيَ كراهيةُ ذلكَ في وجهِهِ، وإذا دخلَ قريةً سألَ عن اسمِها؟ فإنْ أعجبَهُ اسمُها فرحَ بها ورُئيَ بِشْرُ ذلكَ في وجهِهِ، وإنْ كَرِهَ اسمَها رُئيَ كراهيةُ ذلكَ في وجهِه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 239، كتاب الطب (22)، باب في الطيرة (24)، الحديث (3925) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 266، كتاب الأطعمة (26)، باب ما جاء في الأكل مع المجذوم (19)، الحديث (1817)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1172، كتاب الطب (31)، باب الجذام (44)، الحديث (3542)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 346، كتاب الطب (21)، باب لا عدوى (13)، الحديث (1433). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 180، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 236، كتاب الطب (22)، باب في الطيرة (24)، الحديث (3921)، واللفظ له. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 161، كتاب السير (22)، باب ما جاء في الطيرة (47)، الحديث (1616). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 347 - 348، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 236، كتاب الطب (22)، باب في الطيرة (24)، الحديث (3920) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 379، الحديث (3766) وعزاه للنسائي، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 346، كتاب الطب (21)، باب ما جاء في الفأل (11)، الحديث (1430).

3 - باب الكهانة

3549 - عن أنس قال: "قالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّا كنا في دارٍ كثيرٍ فيها عددُنا وأموالُنا، فتحوَّلنا إلى دارٍ قلَّ فيها عددُنا وأموالُنا؟ فقالَ صلى اللَّه عليه وسلم: ذَرُوها ذَمِيمَةً" (¬1). 3550 - وروي عن فَرْوَةَ بن مُسَيْك أنّه قال: "يا رسولَ اللَّهِ أرضٌ عندَنا هي أرضُ رَيْعِنا (¬2) ومِيرَتِنا وإنَّ وباءَها شديدٌ؟ فقالَ: دَعْها عنكَ فإنَّ مِن القرفِ التلفَ" (¬3). 3 - باب الكهانة مِنَ الصِّحَاحِ: 3551 - عن معاوية بن الحكم رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أمورًا كنا نصنعُها في الجاهليةِ، كنا نأتي الكُهَّانَ؟ قال: فلا تَأتوا الكُهَّانَ قال، قلتُ: كنا نتطيَّرُ؟ قال: ذلكَ شيءٌ يجدُه أحدُكم في نفسِهِ فلا يَصُدَّنَّكم، قال، قلت: ومِنَّا رجالٌ يَخُطُّونَ؟ قال: كانَ نبيٌّ من الأنبياءِ يَخُطُّ فمَن وافقَ خطَّهُ فذاكَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 238 - 239، كتاب الطب (22)، باب في الطيرة (24)، الحديث (3924) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 140، كتاب القسامة، باب العيافة والطيرة. وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 10/ 127، الحديث (28640) وعزاه لابن جرير. (¬2) كذا في المخطوطة والمطبوعة، والرَّيْعُ: الزيادة والنماء. واللفظ عند أحمد (رفقتنا) ولعله تصحيف وقع في الطباعة، واللفظ عند أبي داود: (رِيفِنَا)، وتابعه عليه الخطيب التبريزي في المشكاة 2/ 1291. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 451، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 238، كتاب الطب (22)، باب في الطيرة (24)، الحديث (3923) واللفظ لهما، قوله "ميرتنا": طعامنا المجلوب من بلد إلى بلد، قوله: "من القَرف التَّلف" القرف ملابسة الداء ومداناة المرض، والتلف الهلاك. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1748 - 1749، كتاب السلام (39)، باب تحريم الكهانة. . . (35)، الحديث (121/ 537) قوله: "يَخُطُّون" بضم الخاء والطاء المشددة، قال ابن الأثير في النهاية 2/ 47، مادة: "خطط" (هو ضرب من الكهانة).

3552 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "سألَ أُناسٌ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن الكُهَّانِ؟ فقالَ لهم رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ليسوا بشيءٍ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ فإنهم يُحَدِّثونَ أحيانًا بالشيءِ يكونُ حقًّا؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: تلكَ الكلمةُ مِن الحقِّ يخطَفُها الجِنِّيُّ فيَقُرُّها في أُذُنِ وَليِّهِ قرَّ الدجاجةِ، فيخلِطونَ فيها أكثرَ مِن مائةِ كذبةٍ" (¬1). 3553 - وعن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالت: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "إنَّ الملائكةَ تَنْزِلُ في العَنان -وهو السحابُ- فتذكرُ الأمرَ قُضِيَ في السماءِ فتَسترِقُ الشياطينُ السمعَ فتسمعُه، فتُوحيهِ إلى الكهَّانِ فيكذبونَ معَها مائةَ كذبةٍ مِن عندِ أنفسِهِم" (¬2). 3554 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أَتَى عَرَّافًا فسألَه عن شيءٍ لم تُقبَلْ لهُ صلاةُ أربعينَ ليلة" (¬3). 3555 - عن زيد بن خالد الجُهني قال: "صلى لنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم صلاةَ الصبحِ بالحُدَيبية على أثرِ سماءٍ كانت مِن الليلِ فلما انصرفَ أقبلَ على الناسِ (¬4) فقال: هلْ تدرونَ ماذا قالَ ربُّكم؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُه أعلمُ، قالَ (¬5): أصبحَ مِن عبادِي مؤمنٌ بي وكافرٌ بي (¬6)، فأمَّا مَن ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 595، كتاب الأدب (78)، باب قول الرجل للشيء. . . (117)، الحديث (6213) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1750، كتاب السلام (39)، باب تحريم إتيان الكهانة. . . (35)، الحديث (123/ 2228). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 304، كتاب بدء الخلق (59)، باب ذكر الملائكة. . . (6)، الحديث (2210). (¬3) أخرجه من رواية صفيَّة، عن بعض أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، مسلم في الصحيح 4/ 1751، كتاب السلام (39)، باب تحريم الكهانة. . . (35)، الحديث (125/ 2230). (¬4) في المطبوعة زيادة: (بوجهه) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم. (¬5) في المطبوعة زيادة: (قال اللَّه) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم. (¬6) العبارة في المطبوعة (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب، وكافر بي ومؤمن بالكواكب) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم.

قالَ: مُطِرنا بنوءِ كذا وكذا فذلكَ كافِرٌ بي مؤمنٌ بالكوكبِ" (¬1). 3556 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "ما أنزلَ اللَّهُ مِن السماءِ مِن بركةٍ إلّا أصبحَ فريقٌ مِن الناسِ بها كافرينَ، يُنْزِلُ اللَّهُ الغيثَ فيقولونَ: بكوكبِ كذا وكذا" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3557 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن اقتبسَ علمًا مِن النجومِ اقتبسَ شُعبةً مِن السحرِ، زادَ ما زادَ" (¬3). 3558 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أَتَى كاهِنًا فصدَّقَه بما يقولُ، أو أَتَى امرأتَه حائضًا أو أَتَى امرأتَه في دبرِها فقد بَرِئَ مما أُنزِلَ على محمدٍ" (¬4) صلى اللَّه عليه وسلم. ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 333، كتاب الأذان (10)، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلَّم (156)، الحديث (846)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 83 - 84، كتاب الإيمان (1)، باب بيان كفر من قال: مُطِرنا بالنوء (32)، الحديث (125/ 71) قوله: "بالنوء" أي بسقوط نجم وطلوع نظيره. (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 1/ 84، الحديث (126/ 72). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 311، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 226، كتاب الطب (22)، باب في النجوم (22)، الحديث (3905)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1228، كتاب الأدب (33)، باب تعلم النجوم (28)، الحديث (3726) واللفظ لهم. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 408، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 225 - 226، كتاب الطب (22)، باب في الكاهن (21)، الحديث (3904) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 1/ 242 - 243، كتاب الطهارة (1)، باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض (102)، الحديث (135)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 370، وعزاه للنسائي، الحديث (3753)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 209، كتاب الطهارة. . . (1)، باب النهي عن إتيان الحائض (122)، الحديث (639).

22 - كتاب الرؤيا

22 - كِتَابُ الرُّؤيا [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 3559 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لم يَبْقَ مِن النبوَّةِ إلّا المبشِّراتِ، قالوا: وما المبشِّراتُ؟ قال: الرؤيا الصالحةُ يَراها المسلمُ، أو تُرَى لهُ" (¬1). 3560 - وقال: "الرؤيا الصالحةُ جزءٌ مِن ستةٍ وأربعينَ جزءًا مِن النبوةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) • أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 12/ 375، كتاب التعبير (91)، باب المبشِّرات (5)، الحديث (6990). • وأخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، مسلم في الصحيح 1/ 348، كتاب الصلاة (4)، باب النهي عن قراءة القرآن. . . (41)، الحديث (208/ 479). (¬2) هذا الحديث متفق عليه من ثلاث طرق وانفرد البخاري بطريق: • الأولى: من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 373، كتاب التعبير (91)، باب الرؤيا الصالحة. . . (4)، الحديث (6988)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1774، كتاب الرؤيا (42)، الحديث (8/ 2263) واللفظ له. • الثانية: من رواية عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (6987)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (7/ 2264). • الثالثة: من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 12/ 361، =

3561 - وقال: "مَن رآني في المنامِ فقد رآني فإنَّ الشيطانَ لا يتمثَّلُ في صورتي" (¬1). 3562 - وقال: "مَن رآني فقد رأى الحقَّ" (¬2). 3563 - وقال: "مَن رآني في المنامِ فسَيراني في اليقظةِ، ولا يتمثَّلُ الشيطانُ بي" (¬3). 3564 - وقال: "الرؤيا الصالحةُ مِن اللَّهِ والحلمُ مِن الشيطانِ، فإذا رَأَى أحدُكم ما يحبُّ فلا يحدِّثْ بهِ إلّا مَن يحبُّ، وإذا رَأَى ما يكرهُ فليتعوَّذْ باللَّهِ مِن شرِّها ومِن شرِّ الشيطانِ وليتفُلْ ثلاثًا [عن يسارِه] (¬4) ولا يحدِّثْ بها ¬

_ = باب رؤيا الصالحين (2)، الحديث (6983)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، عقب الحديث (7/ 2264). • وأخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 12/ 373، كتاب التعبير (91)، باب الرؤيا الصالحة. . . (4)، الحديث (6989) واللفظ له. (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 202، كتاب العلم (3)، باب إثم من كذب على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (38)، الحديث (110) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1774، كتاب الرؤيا (42)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من رآني في المنام. . ." (1)، الحديث (10/ 2266). • وأخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 12/ 373، كتاب التعبير (91)، باب من رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المنام (10)، الحديث (6994). (¬2) متفق عليه من رواية أبي قتادة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر نفسه، الحديث (6996)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1776، كتاب الرؤيا (42)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من رآني في المنام. . . " (1)، الحديث (2267) واللفظ لهما. • وأخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، البخاري في المصدر السابق، الحديث (6997) واللفظ له. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 383، كتاب التعبير (91)، باب من رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المنام (10)، الحديث (6993)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1775، كتاب الرؤيا (42)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من رآني في المنام. . . " (1)، الحديث (11/ 2266) واللفظ لهما. (¬4) ساقطة من مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة، وهي موجودة عند مسلم.

أحدًا فإنها لن تضرَّهُ" (¬1). 3565 - وقال: "إذا رَأَى أحدُكم الرؤيا يكرهُها فليبصُقْ عن يسارِه ثلاثًا وليستعذْ باللَّهِ مِن الشيطانِ ثلاثًا، وليتحوَّلْ عن جنبِه الذي كانَ عليهِ" (¬2). 3566 - وقال: "إذا اقتربَ الزمانُ لم تَكَدْ تَكذبُ رؤيا المؤمنِ، ورؤيا المؤمنِ جزءٌ مِن ستةٍ وأربعينَ جزءًا مِن النبوةِ، وما كانَ مِن النبوةِ فإنه لا يكذبُ" (¬3) رواه محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، قالَ محمدٌ، وأنا أقولُ: الرؤيا ثلاثٌ حديثُ النفسِ، وتخويفُ الشيطانِ، وبُشرَى مِن اللَّهِ، فمَن رأَى شيئًا يكرهُه فلا يقصَّه على أحدٍ وليقمْ فليُصَلِّ، قال: وكانَ يَكرهُ الغُلَّ في النومِ ويعجِبُه القَيْدُ، ويقالُ: القَيْدُ ثباتٌ في الدينِ. وأدرجَ (¬4) بعضُهم الكلَّ في الحديثِ. ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي قتادة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 338، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3292)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1772، كتاب الرؤيا (42)، الحديث (4/ 2261) واللفظ له. (¬2) أخرجه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (5/ 2262). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 404 - 405، كتاب التعبير (91)، باب القيد في المنام (26)، الحديث (7017) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 1773، الحديث (6/ 2263)، قوله: (قال محمد) هو ابن سيرين وقد ذكر البخاري القول عقب الحديث. (¬4) أورد البخاري الحديث في المصدر السابق من طريقين، الأولى: وفيها بيان صاحب القول -وهو محمد بن سيرين- من طريق معتمر عن عوف، عن محمد ابن سيرين، عن أبي هريرة. ثم الثانية: فقال فيها (وروى قتادة ويونس وهشام وأبو هلال عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأدرجه بعضهم كله في الحديث، وحديث عوف أَبْيَنُ! وقال يونس: لا أحسبه إلّا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-)، وكذلك مسلم أورد في الصحيح 4/ 1773 روايات للحديث وفيها: (عن أيوب، بهذا الإِسناد، وقال في الحديث، قال أبو هريرة: فيعجبني القيد وأكره الغل) ثم أورد رواية عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (وأدرج في الحديث قوله: وأكره الغُلّ. . .) فيكون الإِدراج في الحديث من رواية قتادة، عن ابن سيرين، كما صرِّحت بذلك رواية مسلم في الصحيح.

3567 - عن جابر قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: رأيتُ في المنامِ كأنَّ رأسي قُطِعَ، قال: فضحكَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وقال: إذا لعبَ الشيطانُ بأحدِكم في منامِه فلا يحدِّثْ به الناسَ" (¬1). 3568 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "رأيتُ ذاتَ ليلةٍ فيما يرَى النائمُ كأنَّا في دارِ عُقبةَ بنِ رافع فأُتينا برُطَبٍ مِن رُطَبِ ابنِ طابٍ فأَوَّلتُ أنَّ الرِّفعةَ لنا في الدنيا، والعاقِبةَ في الآخرةِ وأنَّ دَينَنا قد طابَ" (¬2). 3569 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه: "في رؤيا النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في المدينةِ: رأيتُ امرأةً سوداءَ ثائرةَ الرأسِ خرجَتْ مِن المدينةِ حتَّى نزلَتْ مَهْيَعَةَ، فتأوَّلْتُها: أنَّ وباءَ المدينةِ نُقِلَ إلى مَهْيَعةَ، وهي الجُحْفَةُ" (¬3). 3570 - وعن أبي موسى رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "رأيتُ في المنامِ أني أُهاجِرُ مِن مكةَ إلى أرضٍ بها نخلٌ، فذهبَ وَهْلي إلى أنها اليمامةُ، أو هَجَر، فإذا هي المدينةُ يثرب، ورأيتَ في رؤيايَ هذه أني هَزَزْتُ سيفًا فانقطعَ صدرُه، فإذا هو ما أُصيبَ مِن المؤمنينَ (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1777، كتاب الرؤيا (42)، باب لا يخبر بتلعب الشيطان به. . . (2)، الحديث (16/ 2268). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1779، كتاب الرؤيا (42)، باب في رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (4)، الحديث (18/ 2270) وقد تحرَّف اسم عقبة بن رافع في النسخة المطبوعة بالمطبعة التجارية إلى: (عقبة بن رافا) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين، وكذلك قوله: "فأتينا" تحرف في المطبوعتين إلى (فأتانا) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين قوله: "من رطب ابن طاب" قيل هو رجل من أهل البادية ينسب إليه نوع من التمر. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 425، كتاب التعبير (91)، باب المرأة السوداء (42)، الحديث (7039)، قوله: "إلى مَهْيَعَة وهي الجحفة" قال ياقوت في معجم البلدان 2/ 111 عن الجُحْفة: (بالضم ثم السكون والفاء، كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة. . . وكان اسمها يومئذٍ مَهْيَعة). (¬4) كذا في المطبوعة وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم، والعبارة في المخطوطة: (بالمؤمنين).

يومَ أُحُدٍ، ثمَّ هَزَزْتُه (¬1) أُخرَى فعادَ أحسنَ ما كانَ، فإذا هوَ ما جاءَ اللَّهُ بهِ مِن الفتحِ واجتماعِ المؤمنينَ" (¬2). 3571 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "بينا أنا نائمٌ، أُتيتُ بخزائِنِ الأرضِ فوُضِعَ في كفَّي سِوارانِ مِن ذهبِ فكبُرا عليَّ، فأُوحيَ إلي أنْ انفخْهما فنفخْتُهما فذهَبا، فأَوَّلتُهما الكذَّابَيْنِ اللذيْنِ أنا بينَهما، صاحبَ صنعاءَ وصاحبَ اليمامةِ" (¬3) وفي رواية: "يقالُ لأحدِهما مُسَيْلمةُ صاحبُ اليمامةِ، والعَنْسيُّ صاحبُ صنعاءَ" (¬4). 3572 - وقالت أم العلاءِ الأنصاريةُ: "رأيتُ لعثمانَ بنِ مظعون رضي اللَّه عنه في النومِ عينًا تجري، فقَصَصْتُها على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالَ: ذاكَ عملُه يُجْرَى لهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) في المطبوعة (هززت) وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 627، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3622)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1779 - 1780، كتاب الرؤيا (42)، باب رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (4)، الحديث (20/ 2272) واللفظ لها. قوله: "وَهْلي" بسكون الهاء ويفتح، أي وهمي، قوله: "اليمامة" جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام، وبلاد الجو منسوبة إليها وسُمِّيت باسمها، قوله: "هَجَر" بفتح الهاء والجيم، بلد باليمن، قوله: "فإذا هي المدينة يثرب" في المطبوعتين هو: (فإذا هي مدينة يثرب) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 89، كتاب المغازي (64)، باب وفد بني حنيفة. . . (70)، الحديث (4375)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1781، كتاب الرؤيا (42)، باب رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (4)، الحديث (22/ 2274) واللفظ لها. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 6/ 627، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة. . . (25)، الحديث (3621)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 542، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (10)، الحديث (2292) وقال: (حديث صحيح حسن غريب) واللفظ له. (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 410، كتاب التعبير (91)، باب العين الجارية. . . (27)، الحديث (7018)، ضمن رواية مطوَّلة.

3573 - عن سَمُرَة بنِ جُنْدب رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلَّى أقبلَ علينا بوجهِه فقال: مَن رَأَى منكم الليلةَ رؤيا؟ قال: فإنْ رَأَى أحدٌ قَصَّها فيقولُ ما شاءَ اللَّهُ، فسأَلَنا يومًا فقالَ: هل رَأَى منكم أحدٌ رؤيا؟ قلنا: لا، قال: لكني رأيتُ الليلةَ رَجُلَيْنِ أَتَياني فأَخَذا بيديَّ وأخرجاني إلى أرضٍ مقدَّسةٍ، فإذا رجلٌ جالسٌ ورجلٌ قائمٌ بيدِهِ كَلُّوبٌ (¬1) مِن حديدٍ، يُدْخِلُه في شِدْقِه فيشقَه حتَّى يبلغَ قفاهُ، ثمَّ يفعلُ بشدقِه الآخرِ مثلَ ذلكَ ويَلتئمُ شِدقُه هذا، فيعودُ فيصنعُ مثلَه (¬2)، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ فانطلَقْنا حتَّى أتيْنا على رجلٍ مضطَجِعٍ على قفاهُ، ورجلٌ قائمٌ على رأسِه بِفِهْرٍ (¬3)، أو صخرةٍ، يشدخُ بها رأسَهُ، فإذا ضربَه تَدَهْدَهَ (¬4) الحجرُ فانطلقَ إليهِ ليأخذَه، فلا يرجعُ إلى هذا حتَّى يلتئمَ رأسُه وعادَ رأسُه كما كانَ، فعادَ إليه فضربَه، فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ فانطلَقْنا حتَّى أتيْنا إلى نَقْبٍ (¬5) مثلِ التنورِ، أَعلاهُ ضيقٌ وأسفلُه واسعٌ تتوقَّدُ تحتَه نارٌ، فإذا اتَّقدَتْ ارتفَعُوا حتَّى يَكادُوا يخرجونَ منها، فإذا خَمَدَتْ رجعُوا فيها، [وفيها] (¬6) رجالٌ ونساءٌ عُراةٌ فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ فانطلَقْنا حتَّى أتيْنا على نهرٍ مِن دمٍ فيهِ رجلٌ قائمٌ، وعلى شَطِّ النهرِ رجلٌ بينَ يديهِ حجارةٌ، فأقبلَ الرجلُ الذي في النهرِ، ¬

_ (¬1) قوله: "كَلُّوبُ" بفتح الكاف وتشديد اللام المضمومة، وقد يقال له كلاب أيضًا، حديدة معوجَّة الرأس. (¬2) اضطربت العبارة في المخطوطة، والتصويب من المطبوعة وصحيح البخاري. (¬3) قوله: "بِفِهْرٍ" بكسر الفاء وسكون الهاء، أي آخذ بحجر ملء الكف، والصخرة: الحجر العظيم. (¬4) قوله: "تَدَهْدَهَ" أي تدحرج. (¬5) قوله: "إلى نقب" كذا وردت في المطبوعتين ومخطوطة برلين، ولكنها في صحيح البخاري، وفي المشكاة "إلى ثَقْب" وقال القاري في المرقاة 4/ 546: (ثقب، بفتح مثلثة وسكون قاف، وفي نسخة بنون مفتوحة في أوله، وهو الموافق لما في "المصابيح" ومؤداهما واحد). (¬6) قوله: "وفيها" ساقط من المطبوعة بالمطبعة التجارية والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين.

فإذا أرادَ أنْ يخرجَ رَمَى الرجلُ بحجرٍ في فيهِ فردَّه حيثُ كانَ، فجعلَ كلما جاءَ ليخرجَ رَمَى في فيهِ بحجرٍ فيرجعُ كما كانَ، فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ فانطلَقْنا حتَّى انتهَيْنا إلى روضةٍ خضراءَ فيها شجرةٌ عظيمةٌ وفي أصلِها شيخٌ وصبيانِ، وإذا رجلٌ قريبٌ مِن الشجرةِ وبينَ يديهِ نارٌ يوقِدُها، فصَعَدا بيَ الشجرةَ فأَدخَلاني دارًا وسطَ الشجرةِ لم أَرَ قَطُّ أحسنَ منها، فيها رجالٌ شيوخٌ وشُبَّانٌ ونساءٌ وصِبيانٌ، ثمَّ أخرجاني منها فصَعَدا بيَ الشجرةَ فأدخلاني دارًا هي أفضلُ وأحسنُ، فيها شيوخٌ وشبانٌ فقلتُ لهما: إنكما قد طَوَّفتُماني الليلةَ فأخبِرأني عما رأيتُ؟ قالا: نعم، أمَّا الرجلُ الذي رأيتَه يُشَقُّ شدقُه فكذَّابٌ يحدِّثُ بالكذبةِ فتُحْمَلُ عنه حتَّى تبلغَ الآفاقَ، فيُصنَعُ بهِ ما تَرَى إلى يومِ القيامةِ، والذي رأيتَه يُشدَخُ رأسُه فرجلٌ علَّمَه اللَّهُ القرآنَ فنامَ عنه بالليلِ ولم يعملْ بما فيهِ بالنهارِ، يُفعَلُ بهِ ما رأيتَ إلى يومِ القيامةِ، والذي رأيتَه في النَّقْبِ فهم الزُّناةُ، والذي رأيتَهُ في النهرِ آكِلُ الربا، والشيخُ الذي رأيتَه في أصلِ الشجرةِ إبراهيم عليه السلامُ والصبيانُ حولَه فأولادُ الناسِ، والذي يوقِدُ النَّارَ مالِكٌ خازِنُ النَّارِ، والدارُ الأولى التي دخلتَ دارُ عامَّةِ المؤمنينَ، وأمَّا هذه الدارُ فدارُ الشهداءِ، وأنا جبريلُ وهذا ميكائيلُ فارفعْ رأسَكَ، فرفعْتُ رأسي فإذا فوقي مثلُ السحابِ -وفي رواية: مثلُ الربابةِ البيضاءِ (¬1) - قالا: ذاكَ منزلُكَ، قلتُ: دَعاني أَدْخُلْ منزِلي، قالا: إنه بقي لكَ عمرٌ لم تَستكمِلْهُ فإذا استكمَلْتَهُ أتيتَ منزلَك" (¬2). ¬

_ (¬1) هذه الرواية أخرجها البخاري في الصحيح 12/ 439، كتاب التعبير (91)، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (48)، الحديث (7048) والربابة: السحابة التي ركب بعضها على بعض. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 251 - 152، كتاب الجنائز (23)، باب (93)، وهو ما يلي باب ما قيل في أولاد المشركين (92)، الحديث (1386) واللفظ له، وأخرج أصله مسلم في الصحيح 4/ 1781، كتاب الرؤيا (42)، باب رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (4)، الحديث (23/ 2275).

مِنَ الحِسَان: 3574 - عن أبي رُزَيْن العُقَيْليِّ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "رؤيا المؤمنِ جزءٌ مِن ستةٍ وَأَرْبَعِينَ جزءًا مِن النبوةِ، وهي على رجلِ طائرٍ ما لم يحدِّثْ بها فإذا حدَّثَ بها وقعَتْ -وأحسبُه قال- لا يُحدِّثْ إلّا حبيبًا أو لبيبًا" (¬1) وفي رواية: "الرؤيا على رجلِ طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ، فإذا عُبِّرت وقعَت -أحسبُه قال- ولا تَقُصَّها إلَّا على وادٍّ أو ذي رأيٍ" (¬2). 3575 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "سئلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن وَرَقَةَ؟ فقالَت لهُ خديجةُ: إنه كانَ صدَّقَكَ ولكنْ ماتَ قبلَ أنْ تظهرَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أُريتُه في المنامِ وعليهِ ثيابٌ بيضٌ، ولو كانَ مِن أهلِ النَّارِ لكانَ عليهِ لباسٌ غيرُ ذلكَ" (¬3). 3576 - عن أبي بَكْرة رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال ذاتَ يوم: "مَن رَأَى منكم رُؤيا؟ فقال رجلٌ: أنا رأيتُ كأنَّ ميزانًا نزلَ مِن السماءِ فوُزِنْتَ أنتَ وأبو بكرٍ فرجَحْتَ أنتَ بأبي بكرٍ، ووزِنَ أبو بكرٍ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 147، الحديث (1088)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 12، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 536، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في تعبير الرؤيا (6)، الحديث (2278 - 2279) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 390، كتاب تعبير الرؤيا، باب القيد ثبات في الدين، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه من رواية أبي رُزَيْن العقيلي رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 4/ 10، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 283 - 284، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في الرؤيا (96)، الحديث (5020) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1288، كتاب تعبير الرؤيا (35)، باب الرؤيا إذا عُبِّرت وقعت. . . (6)، الحديث (3914). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 65، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 540، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (10)، الحديث (2288) واللفظ له.

وعمرُ فرجحَ أبو بكرٍ، ووزِنَ عمرُ وعثمانُ فرجحَ عمرُ، ثمَّ رُفِعَ الميزانُ فرأيتُ الكراهيةَ في وجهِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 3577 - ورويَ: "أنَّ خزيمةَ بنَ ثابتٍ رأى فيما يَرَى النائمُ أنه سجدَ على جبهةِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فأخبرَهُ، فاضطَجَعَ لهُ وقال: صدِّقْ رؤياكَ فسجدَ على جبهتِهِ" (¬2) واللَّه المستعان. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 44، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 29 - 30، كتاب السنة (34)، باب في الخلفاء (9)، الحديث (4634) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 540، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (10)، الحديث (2287)، وقال: (حديث حسن صحيح). (¬2) أخرجه من رواية خزيمة بن ثابت رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 215، وذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 128، الحديث (3532) وعزاه للنسائي، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 225، الحديث (3285) واللفظ له والراوي هو ابن خزيمة عن عمّه.

23 - كتاب الآداب

23 - كِتَابُ الآدَابِ [1 - بابُ السَّلامِ] مِنَ الصِّحَاحِ: 3578 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "خلقَ اللَّهُ آدمَ على صورتِهِ طولُهُ ستونَ ذِراعًا، فلمَّا خلقَهُ قالَ له: اذهبْ فَسَلِّم على أولئكَ النفرِ، وهم نفرٌ مِن الملائكةِ جلوسٌ، فاستمِعْ ما يُحيُّونَكَ فإنها تحيتُكَ وتحيةُ ذريتِكَ، فذهبَ فقالَ: السلامُ عليكم، فقالوا: السلامُ عليكَ ورحمةُ اللَّهِ، قال: فزادُوه ورحمةُ اللَّهِ قال: فكلُّ مَنْ يَدخلُ الجنةَ على صورةِ آدمَ وطولُهُ ستونَ ذراعًا، فلم يزلِ الخلقُ ينقصُ بعدَهُ حتَّى الآن" (¬1). 3579 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رجلًا سألَ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أيُّ الإِسلامِ خيرٌ؟ قالَ: تُطعِمُ الطعامَ، وتقرأُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 3، كتاب الاستئذان (79)، باب بدء السلام (1)، الحديث (6227)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2183 - 2184، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (51)، باب يدخل الجنة أقوام. . . (11)، الحديث (28/ 2841) كلاهما بلفظ مقارب والذراع= 61.6 سنتم.

السلامَ على مَنْ عرفتَ ومَن لم تعرف" (¬1). 3580 - وقال: "للمؤمنِ على المؤمن ستُّ خصالٍ: يعودُهُ إذا مَرِضَ، ويَشهدُهُ إذا ماتَ، ويُجيبهُ إذا دعاهُ، ويسلِّمُ عليه إذا لَقِيَه، ويُشمِّتُه إذا عطسَ، وينصحُ له إذا غابَ أو شهد" (¬2). 3581 - وقال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تدخلونَ الجنةَ حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنون (¬3) حتَّى تحابُّوا، أَوَلا أدُلّكم على شيءٍ إذا فعلتموهُ تحاببتم؟ أَفْشُوا السلامَ بَينكم" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 21، كتاب الاستئذان (79)، باب السلام للمعرفة وغير المعرفة (9)، الحديث (6236) وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 65، كتاب الإيمان (1)، باب بيان تفاضل الإسلام. . . (14)، الحديث (63/ 39) واللفظ لهما. (¬2) قال المناوي في كشف المناهج، ق 80/ أ - ب: (هذه الرواية لم أرها في الصحيحين ولا في أحدهما، والذي في الصحيحين: عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "حقُّ المسلم على المسلم خمس: ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس". وفي لفظ آخر لمسلم: "حق المسلم على المسلم ست، قيل: وما هن يا رسول اللَّه؟ قال: إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استضحك فانصح له، وإذا عطس فحمد اللَّه فشمِّته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه" ولم يخرِّج البخاري لفظ حديث الست ولا ذكر فيه النصيحة، وما رواه المصنِّف هو لفظ رواية النسائي). • وقد أخرج البخاري رواية "الخَمْس" في الصحيح 3/ 112، كتاب الجنائز (23)، باب الأمر بِاتِّبَاعِ الجنائز (2)، الحديث (1240)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1704، كتاب السلام (39)، باب من حق المسلم للمسلم (3)، الحديث (4/ 2162)، وأخرج مسلم رواية "الست" عقبها برقم (5/ 2162). (¬3) كذا في المخطوطة والمطبوعتين، ولكن قال القاري في المرقاة 4/ 555: (قال النووي: هو في جميع الأصول والروايات بحذف النون من آخره. . .، ولعل الوجه -في إثبات النون- أن النهي قد يراد به النفي، أي لا يكمل إيمانكم). (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 1/ 74، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلّا المؤمنون. . . (22)، الحديث (93/ 54).

3582 - وقال: "يسلَم الراكبُ على الماشي، والماشي على القاعدِ، والقليلُ على الكثيرِ" (¬1). 3583 - وقال: "يسلِّم الصغيرُ على الكبيرِ، والمارُّ على القاعدِ، والقليلُ على الكثيرِ" (¬2). 3584 - وقال أنس: "إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلّمَ مَرَّ على غِلمانٍ فَسَلَّم عليهم" (¬3). 3585 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تَبدؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلام، وإذا لقِيتمْ أحدَهم في طريقٍ فاضطرُّوهُ إلى أضيقه" (¬4). 3586 - وقال: "إذا سلَّم عليكم اليهودُ فإنما يقولُ أحدُهم: السَّامُ عليكَ! فقل: عليك" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 15، كتاب الاستئذان (79)، باب يسلم الراكب على الماشي (5)، الحديث (6232)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1704، كتاب السلام (39)، باب يسلم الراكب على الماشي. . . (1)، الحديث (1/ 2160) واللفظ لها. (¬2) أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 11/ 14، كتاب الاستئذان (79)، باب تسليم القليل على الكثير (4)، الحديث (6231). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 32، كتاب الاستئذان (79)، باب التسليم على الصبيان (15)، الحديث (6247)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1708، كتاب السلام (39)، باب استحباب السلام على الصبيان (5)، الحديث (14/ 2168) واللفظ له. (¬4) أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 1707، كتاب السلام (39)، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام. . . (4)، الحديث (13/ 2167). (¬5) متفق عليه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 42، كتاب الاستئذان (79)، باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام (22)، الحديث (6257)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1706، كتاب السلام (39)، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام. . . (4)، الحديث (8/ 2164) كلاهما بلفظ مقارب.

3587 - وقال: "إذا سلَّمَ عليكم أهلُ الكتابِ فقولوا: وعليكم" (¬1). 3588 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "استأذنَ رهطٌ مِن اليهودِ على النَّبيِّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم فقالوا: السَّامُ عليكَ فقلتُ: بل عليكم السَّامُ واللعنةُ! فقال: يا عائشةُ إن اللَّهَ رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ في الأمر كلِّه، قلتُ: أَوَلم تسمعْ ما قالوا؟ قال، قد قلتُ: وعليكم" (¬2) وفي رواية قال: "مهلًا يا عائشة، عليكِ بالرفقِ، وإياكِ والعنفَ والفحشَ" (¬3)، "فإنَّ اللَّهَ لا يحبُّ الفُحشَ والتَّفحّشَ" (¬4)، وفي رواية: "لا تكوني فاحشة" (¬5)، "قالت: أَوَلم تسمعْ ما قالوا؟ قالَ: رَدَدتُ عليهم فيُستجابُ لي فيهم، ولا يُستجابُ لهم فيَّ" (¬6). 3589 - عن أسامة بن زيد: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 42، كتاب الاستئذان (79)، باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام (22)، الحديث (6258)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1705، كتاب السلام (39)، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام. . . (4)، الحديث (6/ 2163). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 280، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (88)، باب إذا عرَّض الذمي أو غيره بسبّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (4)، الحديث (6927)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1706، كتاب السلام (39)، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام. . . (4)، الحديث (10/ 2165). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 452، كتاب الأدب (78)، باب لم يكن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فاحشًا ولا متفاحشًا (38)، الحديث (6030). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1707، كتاب السلام (39)، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام. . . (4)، وهو الحديث التالي لرقم (11/ 2165). (¬5) مسلم، المصدر نفسه، الحديث (11/ 2165). (¬6) البخاري، الصحيح 11/ 200، كتاب الدعوات (80)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يستجاب لنا في اليهود. . . " (62)، الحديث (6401) بلفظ مقارب.

مَرَّ بمجلسٍ فيهِ أخلاطٌ مِن المسلمينَ والمشركينَ عَبَدَةِ الأوثانِ واليهودِ، فسلَّم عليهم" (¬1). 3590 - عن أبي سعيد الخدري عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إيَّاكم والجلوسَ بالطُّرقاتِ! فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ ما لَنا مِنْ مجالِسِنا بُدٌّ، نتحدثُ فيها قالَ: فإذا أَبَيْتُم إلّا المجلسَ فأَعطُوا الطريقَ حقهُ؟ قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروف، والنهيُ عن المنكرِ" (¬2)، وروى أبو هريرة رضي اللَّه عنه في هذه القصة: "وإرشادُ السبيلِ" (¬3)، ورواه عمر رضي اللَّه عنه وفيه: "وتُغيثوا الملهوفَ وتَهدوا الضال" (¬4). مِنَ الحِسَان: 3591 - عن علي رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "للمسلمِ على المسلمِ ستٌ بالمعروفِ: يسلِّم عليه إذا ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 38، كتاب الاستئذان (79)، باب التسليم في مجلس فيه أخلاط. . . (20)، الحديث (2654) وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1422 - 1423، كتاب الجهاد والسير (32)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وصبره على أذى المنافقين (40)، بلفظٍ مقارب. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 8، كتاب الاستئذان (79)، باب قول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ. . .} (2)، [النور (24)، الآية (27)]، الحديث (6229) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 3/ 1675، كتاب اللباس والزينة (37)، باب النهي عن الجلوس في الطرقات. . . (32)، الحديث (114/ 2121). (¬3) أخرجه أبو داود، في السنن 5/ 160، كتاب الأدب (35)، باب في الجلوس في الطرقات (13)، الحديث (4816)، وليس عند أحد الشيخين، على ما التزم به المصنف، وإنما أدرجه عقب حديث أبي سعيد لزيادة في اللفظ. (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر السابق 5/ 160 - 161، الحديث (4817).

لقيَهُ، ويجيبهُ إذا دعاه، ويشمتُه إذا عَطَسَ، ويعودُه إذا مَرِضَ، ويتْبَعُ جنازتَهُ إذا ماتَ، ويحِبُّ لهُ ما يُحِبُّ لنفسِه" (¬1). 3592 - وعن عمران بن حصين رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا جاءَ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: السلامَ عليكم فردَّ عليه ثم جلسَ، فقال النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: عشْرٌ، ثمَّ جاءَ آخرُ فقالَ: السلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ، فردَّ عليه فجلسَ، فقال: عشرون، ثمَّ جاءَ آخر فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُه، فردَّ عليه فجلسَ، فقال: ثلاثون" (¬2). 3593 - وروي عن [سهل بن] (¬3) معاذ بن أنس رضي اللَّه عنهما عن أبيه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم بمعناه وزاد: "ثم أَتَى آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُه ومغفرتُه فقال: أربعونُ، هكذا تكونُ الفضائلُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 276، كتاب الاستئذان، باب حق المسلم على المسلم، والترمذي في السنن 5/ 80، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في تشميت العاطس (1)، الحديث (2736)، وابن ماجه في السنن 1/ 461، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في عيادة المريض (1)، الحديث (1433)، وقال: (هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد تكلم بعضهم في الحارث الأعور). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 439 - 440، واللفظ له، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 277 - 278، كتاب الاستئذان، باب في فضل التسليم وَرَدِّه، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 379 - 380، كتاب الأدب (35)، باب كيف السلام (143)، الحديث (5195)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 52 - 53، كتاب الاستئذان (43)، باب ما ذكر في فضل السلام (2)، الحديث (2689)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، وأخرجه النسائي من طريق أبي داود في عمل اليوم والليلة، ص 287 - باب ثواب السلام، الحديث (337). (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين والمطبوعتين، وهي زيادة يقتضيها النص، كما جاء في سند أبي داود، ولأن أنس -والد معاذ- لم يذكر في الصحابة، ولم يروِ عنه ابنه معاذ، بل المذكور مع الصحابة معاذ بن أنس، وأن سهل بن معاذ هو الذي يروي عن والده، انظر أسد الغابة 4/ 375 - 386، والإصابة 3/ 406. (¬4) أبو داود في المصدر السابق، الحديث (5196).

3594 - عن أبي أُمامة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إن أَوْلَى الناسِ باللَّهِ مَنْ بدأ بالسلامِ" (¬1). 3595 - عن أبي جُرَيٍّ الهُجَيْمي رضي اللَّه عنه قال: "أتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقلتُ: عليكَ السلامُ يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ: لا تقلْ عليكَ السلامُ، فإنَّ (¬2) عليكَ السلامُ تحيةُ الموتَى، ولكنْ قلْ: سلامٌ عليكم" (¬3). 3596 - وعن جرير رضي اللَّه عنه "أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مرَّ على نسوةٍ فسلَّم عليهن" (¬4). 3597 - وعن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، رَفَعَه: "يُجزِئُ عن الجماعةِ إذا مرُّوا أنْ يُسلَّم أحدُهم، ويُجزئُ عن الجلوسِ أنْ يردَّ أحدُهم" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 254، ضمن مسند أبي أمامة رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 5/ 380، كتاب الأدب (35)، باب فضل من بدأ السلام (144)، الحديث (5197)، والترمذي في السنن 5/ 56، كتاب الاستئذان (43)، باب في فضل الذي يبدأ بالسلام (6)، الحديث (2694) وقال: (هذا حديث حسن، قال محمد: أبو فَرْوة الرَّهاوي مقارب الحديث، إلّا أن ابنه محمد بن يزيد يروي عنه مناكير). (¬2) ساقطة من مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما في المطبوعة وسنن أبي داود. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 387، كتاب الأدب (35)، باب كراهية أن يقول عليك السلام (151)، الحديث (5209)، والترمذي في السنن 5/ 72، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في كراهية أن يقول: عليك السلام مبتدئًا (28)، الحديث (2722) وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 281 - باب كيف السلام، الحديث (318). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 357، ضمن مسند جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، وابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 63 - 64، باب سلام الرجل على النساء، الحديث (224). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 387، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في رد الواحد عن الجماعة (152)، الحديث (5210).

3598 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليسَ مِنا مَن تَشبَّه بغيرِنا، لا تَشبَّهوا باليهودِ ولا بالنصارى، فإنَّ تسليمَ اليهودِ: الإِشارةُ بالأصابعِ، وتسليمَ النصارى: الإِشارةُ بالأكُفِّ" (¬1) (ضعيف). 3599 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا لقيَ أحدُكم أخاهُ فليسلمْ عليه، فإنْ حالتْ بينَهما. شجرةٌ أو جدارٌ أو حجرٌ ثم لقيَه فليسلمْ عليه" (¬2). 3600 - عن قتادة (¬3) أنّه قال، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا دَخلتم بيتًا فسلِّموا على أهلِه، فإذا خرجتم فأَوْدِعوا (¬4) أهلَهُ بالسلامِ" (¬5) (مرسل). 3601 - عن أنس رضي اللَّه عنه، أنَّ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "يا بُنَيَّ إذا دخلتَ على أهلِكَ فسلِّم، يكونُ بركةً عليكَ وعلى أهلَ بيتِكَ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 56 - 57، كتاب الاستئذان (43)، باب في كراهية إشارة اليد بالسلام (7)، الحديث (2695) وقال: (هذا حديث إسناده ضعيف، وروى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة فلم يرفعه). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 381، كتاب الأدب (35)، باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أَيُسلِّم عليه (146)، الحديث (5200)، وعزاه التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1318، للبيهقي في شعب الإيمان مرفوعًا، وعزاه القاري في المرقاة 4/ 562 لابن ماجه ولم يذكر ذلك المِزّي في تحفة الأشراف 11/ 91 ولم نجده عند ابن ماجه. (¬3) العبارة في المطبوعتين: (عن قتادة رضي اللَّه عنه) وما أثبتناه من الأصل المخطوط، وقَتَادة هو ابن دِعَامة السَّدُوسي تابعي مشهور، ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 123، وقال: (وهو رأس الطبقة الرابعة). (¬4) في المطبوعة (فودِّعوا) وما أثبتناه من المخطوطة، وكذا هو في المشكاة. (¬5) ذكره التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1319، وعزاه للبيهقي في شعب الإِيمان، مرسلًا. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 59، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في التسليم إذا دخل بيته (10)، الحديث (2698) وقال: (هذا حديث حسن غريب).

3602 - ويروى عن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "السلامُ قبلَ الكلامِ" (¬1) وهذا منكر. 3603 - عن عمران بن حصين أنّه قال: "كنا في الجاهليةِ نقولُ: أَنْعَمَ اللَّهُ بكَ عيْنًا، وأَنْعِمْ صباحًا، فلمَّا كانَ الإِسلامُ نُهينا عن ذلك" (¬2). 3604 - وروي: "أنَّ رجلًا قال لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ أبي يُقرئك السلامَ، فقال: عليكَ وعلى أبيكَ السلامُ" (¬3). 3605 - عن ابن العلاءِ الحَضْرَمي: "أنَّ العلاءَ الحَضْرَميَ كان عامِلَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكان إذا كتبَ إليهِ بدأ بنفسِه" (¬4). 3606 - وروي عن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا كتبَ أحدُكم كتابًا فليُتَرِّبه فإنه أنجحُ للحاجةِ" (¬5) هذا منكر. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 59 - 60، كتاب الاسئذان (43)، باب ما جاء في السلام قبل الكلام (11)، الحديث (2699)، وقال: (هذا حديث منكر لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، سمعت محمدًا يقول: عنبسة بن عبد الرحمن ضيف في الحديث ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 396 - 397، كتاب الأدب (35)، باب في الرجل يقول: أَنْعَمَ اللَّه بك عينًا (163)، الحديث (5227). (¬3) أبو داود: المصدر نفسه 5/ 398 - 399، باب في الرجل يقول: فلان يُقرئك السلام (166)، الحديث (5231)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 95، (وأخرجه النسائي وقال فيه: عن رجل من بني نمير، عن جده، وهذا الإسناد فيه مجاهيل). (¬4) أبو داود: المصدر نفسه 5/ 348، باب فيمن يبدأ بنفسه في الكتاب (127)، الحديث (5134). ولفظ أبي داود: "كان عامِل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على البحرين". (¬5) أخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1240، كتاب الأدب (33)، باب تتريب الكتاب (49)، الحديث (3774)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 66 - 67، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في تتريب الكتاب (20)، الحديث (2713)، وقال: (هذا حديث منكر لا نعرفه عن أبي الزبير إلّا من هذا الوجه، وحمزة هو عندي ابن عمرو النَّصيبي وهو ضيف في الحديث) واللفظ له. وهذا الحديث مما اعترض عليه الحافظ أبو حفص عمر بن علي القزويني من أحاديث الكتاب وقال: إنه موضوع، وأجاب عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في أجوبته فقال: (الحديث الثامن: "إذا كتب أحدكم كتابًا فليُتَرِّبْه، فإنه أنجح للحاجة" ثم قال: هذا منكر. =

3607 - عن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه أنّه قال: "دخلتُ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وبينَ يديْهِ كاتبٌ فسمعتُه يقولُ: ضعْ القلمَ على أُذُنِكَ (¬1) فإنه أَذْكَرُ للمُمْلي (¬2) " (¬3) (ضعيف). 3608 - عن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أمرني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ أَتَعلَّم السُّرْيانِية -ويروى- أنَّه أمرني أنْ أتعلَّم كتابَ يهودَ وقال: إني ما آمَنُ يهودَ على كتابٍ، قال: فما مرَّ بي نصفُ شهرٍ حتَّى تعلَّمتُ، فكانَ إذا كتبَ إلى يهودَ كتبتُ، فإذا كتبوا إليه قرأتُ له كتابَهم" (¬4). 3609 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إذا انتهى أحدُكم إلى مجلسٍ فليُسلمْ فإنْ بَدا لهُ أنْ يجلسَ ¬

_ = قلت: أخرجه الترمذي من طريق حمزة عن أبي الزبير عن جابر، وقال: "هذا حديث منكر، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وحمزة عندي هو ابن عمرو النصيبي، وهو ضعيف في الحديث". وقال العقيلي: هو حمزة ابن أبي حمزة، واسم أبي حمزة ميمون، وأكثر ما يجيء في الرواية: حمزة النصيبي، ضعفوه. وقال ابن عدي وابن حبان والحاكم: "يروي الموضوعات عن الثقات". قلت: ومع ضعفه لم ينفرد به، بل تابعه أبو أحمد بن علي الكلاعي عن أبي الزبير، أخرجه ابن ماجه. قلت: فلا يتأتى الحكم عليه بالوضع مع وروده من جهة أخرى، وقد أخرجه البيهقي من طريق عمر بن أبي عمر عن أبي الزبير أيضًا). قوله: "فليتربه" المراد به: ذر التراب على المكتوب. (¬1) في المطبوعة (خَلْفَ أذنيك) وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬2) في مخطوطة برلين (للمالِّ) وما أثبتناه من المطبوعة وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 67، كتاب الاستئذان (43)، باب (21)، الحديث (2714) وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وهو إسناد ضعيف وعنبسة بن عبد الرحمن، ومحمد بن زاذان -وهما من رواة الحديث- يُضَعَّفان في الحديث). (¬4) أخرجه الترمذي في المصدر نفسه 5/ 67 - 68، باب ما جاء في تعليم السُّرْيانية (22)، الحديث (2715) وقال: (هذا حديث حسن صحيح).

2 - باب الاستئذان

فليجلسْ، ثمَّ إذا قامَ فليُسلمْ فليسَتِ الْأُولى بأَحَقَّ مِن الآخرةِ" (¬1). 3610 - وقال: "لا خيرَ في جلوس في الطرقاتِ إلّا لِمَن هَدَى السبيلَ، وردَّ التحيةَ، وغَضَّ البصرَ، وأعانَ على الحُمُولة" (¬2). 2 - باب الاستئذان مِنَ الصِّحَاحِ: 3611 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أتانا أبو موسى قال: إنَّ عمر أرسلَ إليَّ أنْ آتِيَهُ، فأَتيتُ بابَه فسلَّمتُ ثلاثًا فَلَمْ يَرُدَّ عليَّ فرجعتُ، فقالَ: ما مَنَعَكَ أنْ تأتِيَنا؟ فقلتُ: إني قد أتيتُ فسلَّمتُ على بابِكَ ثلاثًا فلم تردّوا عليَّ فرجعتُ، وقد قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إذا استأذَنَ أحدُكم ثلاثًا فلم يُؤذَن له فليرجعْ، فقالَ عمرُ: أَقِمْ عليهِ البَيِّنَةَ! قال أبو سعيد: فقمتُ معه فذهبتُ إلى عمرَ فشهِدتُ" (¬3). 3612 - وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "قال لي النبيُّ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 386، كتاب الأدب (35)، باب في السلام إذا قام من المجلس (150)، الحديث (5208)، والترمذي في السنن 5/ 62 - 63، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في التسليم عند القيام والقعود (15)، الحديث (2849) وقال: (هذا حديث حسن)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 299، باب ما يقول إذا قام، الحديث (369). (¬2) أخرجه ابن السنّي في عمل اليوم والليلة، ص 161، باب ما يجب على الرجل إذا جلس بفناء داره، الحديث (429). وأخرجه المصنف في كتابه شرح السنة 12/ 305، بسنده المتصل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، كتاب الاستئذان، باب كراهية الجلوس على الطرق، الحديث (3339). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 26 - 27، كتاب الاستئذان (79)، باب التسليم والاستئذان ثلاثًا (13)، الحديث (6245)، ومسلم في الصحيح 3/ 1694، كتاب الآداب (38)، باب الاستئذان (7)، الحديث (33/ 2153).

صلى اللَّه عليه وسلم: إذْنُكَ عليَّ أنْ ترفعَ الحجابَ، وأنْ تَسمعَ سِوادِي (¬1) حتَّى أنهاكَ" (¬2). 3613 - وقال جابر: "أتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في دَيْنٍ كانَ على أبي، فدَقَقْتُ البابَ فقال: مَنْ ذا؟ فقلتُ: أنا، فقال: أنا أنا! كأنه كَرِهَها" (¬3). 3614 - وقال أبو هريرة: "دخلتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فوجدَ لَبَنًا في قَدَح فقالَ: أبا هرٍّ الْحَقْ بأهلِ الصُّفَّةِ فادعهم إليَّ، فأتيتُهم فدَعَوْتُهم فأَقْبَلوا، فاستَأذَنوا فأُذِنَ لهم فَدَخلوا" (¬4). مِنَ الحِسَان: 3615 - قال أنس: "أَتَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على سعدِ بنِ عُبادةَ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ فقال سعدٌ: وعليكم السلامُ ¬

_ (¬1) قال النووي في شرح مسلم 14/ 150: (السِّواد بكسر السين المهملة بالدال، واتفق العلماء على أنَّ المراد به السِّرار بكسر السين وبالراء المكررة، وهو السر والمسارر، يقال ساودت الرجل مساودة إذا ساررته، قالوا: وهو مأخوذ من إدناء سَوَادِك مِن سَواده عند المساررة، أي شخصك مِن شخصه، والسواد اسم لكل شخص، وفيه دليل لجواز اعتماد العَلَامةِ في الأذنِ في الدخول، فإذا جعلَ الأميرُ والقاضي ونحوهما وغيرُهم رفعَ الستر الذي علىٍ بابه علامةً في الأذنِ في الدخولِ عليه للناسِ عامةً، أو لطائفةٍ خاصةً أو لشخصٍ، أو جعل علامةً غير ذلك جاز اعتمادُها والدخول إذا وجِدَت بغير استئذانٍ، وكذا إذا جعلَ الرجلُ ذلك علامةً بينَهُ وبينَ خدمِه ومماليكه وكبارِ أولادِه وأهلِه، فمتى أرخى حجابَه فلا دخولَ عليه إلّا باستئذانٍ، فإذا رفعَه جاز بلا استئذانٍ واللَّه أعلم). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1708، كتاب السلام (39)، باب جواز جعل الإذن رفع حجاب. . . (6)، الحديث (16/ 2169). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 35، كتاب الاستئذان (79)، باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا (17)، الحديث (6250)، ومسلم في الصحيح 3/ 1697، كتاب الآداب (38)، باب كراهة قول المستأذن: أنا. . . (8)، الحديث (38/ 2155). (¬4) البخاري: المصدر السابق 11/ 31، باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن؟. . . (14)، الحديث (6246).

ورحمةُ اللَّهِ ولَم يُسْمِع النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، حتَّى سلَّم ثلاثًا ورد عليه سعدٌ ثلاثًا ولم يُسْمِعْه، فرجِعَ النبيُّ صلى اللَّهُ عليه وسلم فاتَّبعه سعدٌ" (¬1) 3616 - وعن كَلَدَةَ بنِ حنبل: "أنَّ صفوانَ بنَ أُميَّة بعث بلبنٍ وجَدَايةٍ (¬2) وضَغَابِيسَ (¬3) إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، والنبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بأعلى الوادي قال: فدخلتُ عليهِ ولم أُسَلِّم ولَم أستأذنْ، فقالَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ارجعْ فقلْ: السلامُ عليكم، أَأَدْخل" (¬4). 3617 - وروي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى ¬

_ (¬1) أخرجه مَعْمَر في كتاب الجامع (المطبوع بذيل المصنَّف لعبد الرزاق) 10/ 381 - 382، باب الاستئذان ثلاثًا، الحديث (19425)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 138، من طريق عبد الرزاق عن معمر، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 498 - 499، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في السلام عند وقوف الرجل عند باب أخيه كم هو من مرة، والبيهقي في السنن 7/ 287، كتاب الصداق، باب الدعاء لرب الطعام، والبغوي في شرح السنة 12/ 283، كتاب الاستئذان، باب الاستئذان بالسلام، وأن الاستئذان ثلاث، وللحديث تتمة وسياقها في مسند أحمد: "فقال يا رسول اللَّه بأبي أنت وأمي ما سلَّمتَ تسليمة إلّا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أُسْمِعْكَ أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثمَّ أدخله البيت فقرَّب له زبيبًا فأكل نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلما فرغ فقال: أكل طعامكم الأبرار، وصَلَّتْ عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون". (¬2) قال ابن الأثير في النهاية 1/ 248 (وهي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ذكرًا كان أو أنثى). (¬3) هي صغار القِثَّاء، واحدها ضُغْبوس (المصدر نفسه 3/ 89). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 414، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 368 - 369، كتاب الأدب (35)، باب كيف الاستئذان (137)، الحديث (5176)، والترمذي في السنن 5/ 64 - 65، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في التسليم قبل الاستئذان (18)، الحديث (2710)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث ابن جريج)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 327، ضمن أطراف كَلَدَة بن حنبل، وعزاه للنسائي في السنن الكبرى.

3 - باب المصافحة والمعانقة

اللَّهُ عليه وسلم قال: "إذا دُعِيَ أحدُكم فجاءَ معَ الرسولِ، فَإِنَّ ذلِكَ إذْن" (¬1) وفي رواية، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "رسولُ الرَّجلِ إلى الرَّجلَ إذْنُه" (¬2). 3618 - عن عبد اللَّه بن بسر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا أَتَى بابَ قومٍ لم يَسْتَقْبلْ البابَ من تِلقاءِ وجهِهِ، ولكنْ مِن رُكْنِهِ الأيمنِ أو الأيسرِ فيقول: السلامُ عليكم [السلام عليكم] (¬3)، وذلك أنَّ الدُّورَ يومئذٍ لم تكنْ عليها ستورٌ" (¬4). 3 - باب المصافحة والمعانقة مِنَ الصِّحَاحِ: 3619 - عن قتادة أنّه قال، قلتُ لأنس: "أكانتْ المصافحةُ في أصحابِ النبي صلى اللَّه عليه وسلم؟ قال: نعم" (¬5). 3620 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "خرجتُ مَعَ رسول ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 376، كتاب الأدب (35)، باب في الرجل يدعى أيكون ذلك إذنه (140)، الحديث (5190)، وقال أبو داود عقب حديثه: (قتادة لم يسمع من أبي رافع شيئًا). (¬2) المصدر نفسه، الحديث (5189)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 483، كتاب الأدب (32)، باب الاستئذان (22)، الحديث (1965). (¬3) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة ومن لفظ أبي داود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 189 - 190، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 5/ 374، باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان (138)، الحديث (5186). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 54، كتاب الاستئذان (79)، باب المصافحة (27)، الحديث (6263)، وعبارة المطبوعتين: (عن قتاة رضي اللَّه عنه) وليست الترضية في المخطوطة، وقتادة تابعي وليس بصحابي.

اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حتَّى أَتَى جَنَابَ (¬1) فاطمةَ فقال: أَثَمَّ لُكَعُ (¬2)؟ -يعني حسنًا- فلم يَلْبَثْ أنْ جاءَ يَسْعَى حتَّى اعتَنَقَ كلُ واحدٍ منهما صاحِبَه" (¬3). 3621 - وقالت أُم هانئ: "ذهبتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عامَ الفتحِ فقال: مرحبًا بأُم هانئ" (¬4). 3622 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قبَّلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الحسنَ بنَ علي وعندَه الأقرعُ بنُ حابسٍ، فقال الأقرع: إن لي عَشَرَةً مِن الوَلَدِ ما قبَّلتُ منهم أحدًا! فنظرَ إليه رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ثم قال: مَنْ لا يَرْحَمُ (¬5) ¬

_ (¬1) كذا في مخطوطة برلين والمطبوعتين، ولكنها في صحيح مسلم "خباء"، وقال القاري في المرقاة 5/ 595: ("خباء فاطمة" بكسر المعجمة، وبموحدة بعدها ألف فهمز، أي بيتها كما قال النووي. . .، وقال الجزري: "جَنَاب" بفتح الجيم والنون وبالباء الموحدة فِنَاءُ الدار). (¬2) قال ابن حجر في فتح الباري 4/ 341: (ولُكَع بضم اللام وفتح الكاف، قال الخطابي: اللكع على معنيين: أحدهما الصغير، والآخر اللئيم، والمراد هنا الأول). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 339، كتاب البيوع (34)، باب ما ذكر في الأسواق (49)، الحديث (2122)، ومسلم في الصحيح 4/ 1882، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل الحسن والحسين رضي اللَّه عنهما (8)، الحديث (57/ 2421). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 273، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب أمان النساء وجوارهن (9)، الحديث (3171)، ومسلم في الصحيح 1/ 498، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب استحباب صلاة الضحى. . . (13)، الحديث (82/ 336). (¬5) قال ابن حجر في فتح الباري 10/ 429: (هو بالرفع فيهما على الخبر، وقال عياض: هو للأكثر، وقال أبو البقاء "مَن" موصولة ويجوز أنْ تكون شرطية فيقرأ بالجزم فيهما، قال السهيلي: جَعْلُه على الخبر أشبهُ بسياق الكلامِ، لأنه سيق للردّ على من قال: "إنَّ لي عشرة من الولد الخ" أي الذي بفعل هذا الفعل لا يُرحمُ، ولو كانت شرطية لكان في الكلام بعض انقطاع لأن الشرط وجوابه كلام مستأنف. قلت: وهو أولى من جهة أخرى، لأنه يصير من نوع ضرب المثل، ورجَّح بعضُهم كونَها موصولة لكون الشرط إذا أعقبه نفي ينفى غالبًا بلم، وهذا لا يقتضي ترجيحًا إذا كان المقام لائقًا بكونها شرطية. وأجاز بعض شُرَّاح "المشارق" الرفعَ في الجزءين، والجزمَ فيهما، والرفعَ في الأولى والجزمَ في الثاني، وبالعكس، فيحصلُ أربعة أوجهٍ، واستبعد الثالث، ووجه =

لا يُرْحَمُ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 3623 - عن البَراءِ بن غازبٍ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِن مسلِمَيْن يلتقيانِ فيتَصَافحانِ إلّا غُفِرَ لهما قبلَ أن يفترقا" (¬2) وفي رواية: "إذا التَقَى المسلمانِ فتَصَافحا وحَمِدا اللَّهَ واسْتَغفراه غُفِرَ لهما" (¬3). ¬

_ = بأنه يكونُ في الثاني بمعنى النهي أي لا ترحموا مَن لا يرحم الناسَ، وأما الرابع فظاهرٌ وتقديره: مَن لا يكنْ مِن أهل الرحمة فإنه لا يرحم، ومثله قول الشاعر: فقلتُ له احمل فوقَ طوقك إنها ... مطوقة من يأتها لا يضيرها) (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 426، كتاب الأدب (78)، باب رحمة الولد. . . (18)، الحديث (5997)، ومسلم في الصحيح 4/ 1808 - 1809، كتاب الفضائل (43)، باب رحمة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (15)، الحديث (65/ 2318)، والأقرع بن حابسٍ تميمي وفد على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد فتح مكة مع وفد بني تميم، وكان من المؤلفة قلوبهم، وكان شريفًا في الجاهلية والإسلام. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 388، كتاب الأدب (35)، باب في المصافحة (153)، الحديث (5212)، والترمذي في السنن 5/ 74 - 75، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في المصافحة (31)، الحديث (2727)، وقال: (هذا حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق، عن البراء)، وابن ماجه في السنن 2/ 1220، كتاب الأدب (33)، باب المصافحة (15)، الحديث (3703)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 80 - 81: (وفي إسناده الأجْلَح: واسمه يحيى بن عبد اللَّه، أبو حُجَيَّة الكندي، قال ابن معين: ثقة. وقال مرة: صالح، ومرة: ليس به بأس. وقال ابن عدي: يُعد في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق، وقال أبو زرعة الرازي: ليس بقوي، وقال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي كان كثير الخطأ، مضطرب الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الإمام أحمد: رُوي عنه غير حديث منكر، وقال السعدي: الأجلح مُفْتَرٍ، وقال ابن حبان: لا يدري ما يقول، يجعل أبا سفيان: أبا الزبير، ويقلب الأسامي). (¬3) أخرجه أبو داود من حديث البراء بن عازب رضي اللَّه عنه، في المصدر السابق، الحديث (5211)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 79 - 80: (في إسناده اضطراب وفي إسناده: أبو بَلْج، ويقال: أبو صالح يحيى بن سليم، ويقال: يحيى بن أبي سليم، ويقال: يحيى بن أبي الأسود الفزاري الواسطي، ويقال: الكوفي، وقال ابن معين: ثقة، وقال =

3624 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "قال رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، الرجلُ منا يَلْقَى أَخَاهُ أو صَدِيقَهُ، أَيَنْحَنِي له؟ قال: لا، قال: أفَيلتزِمُه ويُقَبِّله؟ قال: لا، قال: أَفَيَأخذُ بِيَدَه ويُصَافِحُهُ؟ قال: نعم" (¬1). 3625 - عن أبي أمَامَةَ رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "تمامُ عيادةِ المريضِ أنْ يَضَعَ أحدُكم يدَه على جبهتِهِ، أو على يده، فَيَسْأَله كيفَ هو؟ وتمامُ تَحِيَّاتِكُمْ بينَكم المصافحةُ" (¬2) (ضعيف). 3626 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "قَدِمَ زيدُ بنُ حارثةَ رضي اللَّه عنه المدينةَ، ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في بَيْتي، فأتَاهُ فقَرعِ البابَ، فقامَ إليه رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عُرْيانًا يَجُرُّ ثَوْبَه، واللَّهِ ما رأيته عُرْيانًا قَبْلَهُ ولا بعدَه، فاعتنقه وقبَّله" (¬3). 3627 - وسُئلَ أبو ذرٍ رضيَ اللَّهُ عنه: "هل كانَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يُصافِحُكم إذا لَقِيتُموهُ؟ قال: ما لَقِيته قَطُّ إلّا صافَحَني، وبعثَ إليَّ ¬

_ = أبو حاتم الرازي: لا بأس به، وقال البخاري: فيه نظر، وقال السعدي: غير ثقة، وضعَّفه الإِمام أحمد، وقال: روى حديثًا منكرًا هذا آخر كلامه. وبلج: بفتح الباء الموحدة، وسكون اللام، وبعدها جيم). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 198، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 75، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في المصافحة (31)، الحديث (2728) وقال: (هذا حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 1220، كتاب الأدب (33)، باب المصافحة (15)، الحديث (3702). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 260، ضمن مسند أبي أمامة رضي اللَّه عنه، والترمذي في السنن 5/ 76، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في المصافحة (31)، الحديث (2731)، وقال: (هذا إسناد ليس بالقوي، قال محمد: وعبيد اللَّه بن زَحْر: ثقة، وعلي بن يزيد: ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن، يكنى أبا عبد الرحمن، وهو مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية وهو ثقة، والقاسم: شامي). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 76 - 77، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في المعانقة والقبلة (32)، الحديث (2732)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلّا من هذا الوجه).

ذاتَ يوم ولَم أَكُنْ في أهلي، فلمَّا جئتُ أُخْبِرْتُ، فأتَيْتُه وهو على سريرٍ فالتَزَمَني، فكانتْ تلكَ أَجْوَدَ وأَجْوَدَ" (¬1). 3628 - عن مُصْعب بن سعدٍ، عن عِكْرمةَ بن أبي جهلٍ أنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يومَ جِئْتُهُ: "مرحبًا بالراكبِ المُهاجرِ" (¬2). 3629 - عن أُسَيْد بنِ حُضَيْر رجلٌ مِنَ الأنصارِ قال: "بينما هو يُحَدِّث القومَ وكانَ فيه مزاحٌ، بينما يُضْحِكهم فطعنَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في خاصرتِه بعودٍ، فقالَ: أَصْبِرني (¬3)، قال: اصْطَبِر، قال: إنَّ عليكَ قميصًا وليسَ عليَّ قميصٌ فرفعَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم عن قميصِهِ، فاحْتَضَنَهُ وجعلَ يُقَبِّلُ كَشْحَه (¬4)، قال: إنما أردتُ هذا يا رسولَ اللَّه" (¬5). 3630 - وعن البَيَاضِيِّ: "أَنَّ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم تَلَقَّى ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أيوب بن بشير، عن رجل من عنزة أنه قال. . .، أحمد في المسند 5/ 167 - 168، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 389 - 390، كتاب الأدب (35)، باب في المعانقة (154)، الحديث (5214)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 82: (رجل من عَنَزَة: مجهول، وذكر البخاري هذا الحديث في التاريخ الكبير، وقال: مرسل). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 78 - 79، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في مرحبًا (34)، الحديث (2735)، وقال: (وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إسْنَادُهُ بصَحِيحٍ لَا نَعْرِفُهُ مِثْل هَذَا إلَّا مِنْ حَدِيثِ مُوسَى بنِ مَسعُودٍ عن سُفْيَانَ، وَمُوسَى بنُ مَسْعَودٍ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ. وَرَوَى هذا الحديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَهْدِيّ عن سفْيَانَ عن أبي إِسْحَاقَ مُرْسَلًا، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عن مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ. وَهَذَا أصَحُّ. قال: وَسَمِعْتُ مُحَمدَ بنُ بَشَّارٍ يَقُولُ: مُوسَى بنُ مَسْعُودٍ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ. قال مُحمَّدُ بن بَشَّار، وَكَتَبْتُ كَثِيرًا عن مُوسَى بنِ مَسْعُودٍ ثُمَّ تَرَكْتُهُ). (¬3) قال ابن الأثير في النهاية 3/ 8: (وفيه "أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طعن إنسانًا بقضيبٍ مُدَاعَبَةً فقال له: أصبرِني، قال: "اصْطَبر" أي أَقِدني من نفسك، قال: اسْتَقِد). (¬4) قال ابن الأثير في النهاية 4/ 175: (الكَشْح، الخصر). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 394 - 395، كتاب الأدب (35)، باب في قبلة الجسد (160)، الحديث (5224).

جعفَر بن أبي طالبٍ فالتَزَمَهُ وقبَّلَ ما بينَ عَيْنَيْهِ" (¬1). 3631 - وعن جعفر بنِ أبي طالب رضي اللَّهُ عنه في قصةِ رجوعِه من أرضِ الحبشةِ قال: "فخرجْنَا حتَّى أَتَيْنا المدينةَ فَتَلقَّاني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فاعتَنَقَني ثم قالَ: ما أدري أنا بفتحِ خيبَر أفرحُ، أم بقدومِ جعفر؟ ووافقَ ذلكَ فتحَ خيبر" (¬2). 3632 - وقال زارع -وكان في وفدِ عبدِ القَيْسِ- "فجعلنا نَتَبَادَرُ مِن رواحِلنِا فنُقَبِّلُ يدَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وجِله" (¬3). 3633 - وعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها أنها قالت: "ما رأيتُ أحدًا كانَ ¬

_ (¬1) أخرجه البغوي -نفسه- في كتابه شرح السنة 12/ 292، كتاب الاستئذان، باب المصافحة وفضلها، وما قيل في المعانقة والقبلة، وقال التبريزي في المشكاة 3/ 1328: (وفي بعض "المصابيح"، وفي "شرح السنة": عن البياضي متصلًا)، وأخرج أبو داود في السنن 5/ 392، كتاب الأدب (35)، باب في قبلة ما بين العينين (157)، الحديث (5220)، عن الشعبي أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "مرسلًا"، وعزاه التبريزي في المشكاة 3/ 1328 إلى البيهقي في شعب الإيمان مرسلًا أيضًا، وراوي الحديث "البياضي" هو: أبو حازم الأنصاري البياضي مولاهم مختلف في صحبته، وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب 12/ 64. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 107، ضمن معجم جعفر بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، الحديث (1470)، وأخرجه أيضًا في المعجم الصغير 1/ 19، ضمن معجم شيخه أحمد بن خالد بن مسرِّح، وقال: (لم يروه عن مسعر إلّا مخلد بن يزيد، تفرد به الوليد بن عبد الملك)، والبغوي -نفسه- في شرح السنة 12/ 291، كتاب الاستئذان؛ باب المصافحة. . .، وذكره المناوي في كشف المناهج، ق 86/ ب، وعزاه للحافظ الغساني في معجمه. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 395، كتاب الأدب (35)، باب في قبلة الرجل (161)، الحديث (5225)، وللحديث تتمة عنده، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 90 - 91: (وأخرج هذا الحديث أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، وقال: ولا أعلم للزارع غيره، وذكر أبو عمر النَّمري أن كنيته: أبو الوازع، وإن له ابنًا يسمى: الوازع، وبه كان يُكنى، وأن حديثه عند البصريين، وأن حديثه هذا حسن)، وترجمته عند ابن عبد البر، في الاستيعاب 1/ 569.

أَشْبَهَ سمتًا وهديًا ودَلَّا (¬1) -وفي روايةٍ- حديثًا وكلامًا برسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مِن فاطمة، كانتْ إذا دَخَلتْ عليهِ قامَ إليها فأخذَ بيدِها فقبَّلها وأَجْلَسَهَا في مجلِسِه، وكانَ إذا دخلَ عليها قامتْ إليه فأخذتْ بيدِه فَقَبَّلتهَا وأَجْلَسَتْهُ في مجلِسِها" (¬2). 3634 - و"دخل أبو بكرٍ على عائشةَ وهي مضطجِعَةٌ قد أصابَتْها حُمَّى فقالَ: كيفَ أنتِ يا بُنَيَّة؟ وقبَّلَ خدَّها" (¬3). 3635 - وعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليه وسلم أُتِيَ بصبيٍ فَقَبَّلَهُ فقال: أَمَا إنهم مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ، وإنهم لَمِن رَيْحَانِ (¬4) اللَّهِ تعالى" (¬5). ¬

_ (¬1) قال ابن الأثير في النهاية 2/ 131: (وهو الهدي والسمت، عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السَّكِينةِ والوَقار، وحسن السِّيرةِ والطريقة واستقامة المنظر والهيئة). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 391، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في القيام (155)، الحديث (5217)، والترمذي في السنن 5/ 700، كتاب المناقب (50)، باب ما جاء في فضل فاطمة بنت محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ورضي اللَّه عنها (61)، الحديث (3872)، وللحديث تتمة عنده، وقال عقبة: (هذا حديث حسن غريب عن هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير وجهٍ عن عائشة)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 85 - 86، وعزاه للنسائي أيضًا، الحديث (5056). (¬3) أخرجه أبو داود في المصدر السابق 5/ 393، باب في قبلة الخدِّ (158)، الحديث (5222)، من رواية البراء "قال: دخلت مع أبي بكر. . . ". (¬4) قال البغوي في شرح السنة 13/ 36 (قوله: "من ريحان اللَّه" قيل: من رزق اللَّه سبحانه وتعالى). (¬5) أخرجه البغوي -المؤلف نفسه- في كتابه شرح السنة 13/ 35، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله، الحديث (3448). وإسناده ضعيف لوجود ابن لهيعة فيه لكن للحديث شواهد من خمسة طرق يرقى بها: عن يعلى بن مرة، وخولة بنت حكيم، والأشعث بن قيس الكندي مرفوعًا، وأبي سعيد الخدري، والأسود بن خلف.

4 - باب القيام

4 - باب القيام مِنَ الصِّحَاحِ: 3636 - عن أبي سعيدٍ الخدري رضي اللَّه عنه أنّه قال: "لَمَّا نَزَلَتْ بنو قُرَيْظَةَ على حكمِ سعدٍ بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلى سعدٍ وكانَ قريبًا منه، فجاءَ على حمارٍ فلمَّا دَنَا مِنَ المسجدِ قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم للأنصارِ: قوموا إلى سَيِّدِكم" (¬1). 3637 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا يُقيم الرجلُ الرجلَ مِن مجلسِه ثم يَجْلِسُ فيه، ولكن تَفَسَّحوا أو تَوَسَّعوا" (¬2). 3638 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَنْ قامَ مِن مجلسِهِ ثم رَجَعَ إليه فهوَ أَحَقُّ به" (¬3). مِنَ الحِسَان: 3639 - عن أنسٍ رضي اللَّه عنه قال: "لَمْ يكنْ شخصٌ أحبَّ إليهم مِن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، وكانوا إذا رَأَوْهُ لم يقوموا، لِمَا يعلمون مِن كراهِيَتِهِ لذلكَ" (¬4) (صحيح). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 411، كتاب المغازي (64)، باب مرجع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم (30)، الحديث (4121)، ومسلم في الصحيح 3/ 1388 - 1389، كتاب الجهاد والسير (32)، باب جواز قتال من نقض العهد. . . (22)، الحديث (64/ 1768). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 62، كتاب الاستئذان (79)، باب لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه (31)، الحديث (6269)، ومسلم في الصحيح 4/ 1714، كتاب السلام (39)، باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه. . . (11)، الحديث (27/ 2177). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 2179، باب إذا قام من مجلسه ثم عاد فهو أحق به (12)، الحديث (31/ 2179). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 90، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل (13)، الحديث (2754)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه).

3640 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّهِ عليه وسلم: "مَنْ سرهُ أنْ يَتَمَثَّلَ له الرجالُ قيامًا فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه مِن النَّارِ" (¬1). 3641 - عن أبي أُمَامَةَ رضي اللَّه عنه أنّه قال: "خرجَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهِ عليه وسلم مُتَوَكِّئًا على عَصَا فقُمْنَا له فقالَ: لا تَقُومُوا كما تقومُ الأعاجمُ يُعظِّمُ بعضُهم بعضًا" (¬2). 3642 - عن سعيد بن أبي الحسن أنّه قال: "جاءنا أبو بَكْرةَ في شهادةٍ، فقامَ له رجلٌ مِن مجلسهِ فأَبَى أنْ يجلِسَ فيه وقال: إنَّ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم نهى عن ذا، ونهى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يَمْسَحَ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية معاوية رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 100، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 397 - 398، كتاب الأدب (35)، باب في قيام الرجل للرجل (165)، الحديث (5229)، والترمذي في السنن 5/ 90 - 91، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل (13)، الحديث (2755). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 253، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (5230)، وابن ماجه في السنن 2/ 1261، كتاب الدعاء (34)، باب دعاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (2)، الحديث (3836)، بزيادة بعده، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 93 - 94: (وفي إسناده: أبو غالب، واسمه: حَزَوَّرٌ، ويقال: نافع، ويقال: سعيد بن الحزور، قال يحيى بنُ مَعَين: صالح الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إلّا فيما يوافق الثقات، وقال ابن سعد في الطبقات: وسمعت من يقول: اسمه: نافع، وكان ضعيفًا منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال مرة: ثقة، هذا آخر كلامه. وحَزَوَّر: بفتح الحاء المهملة، وبعدها زاي مفتوحة وواو مشدَدّة مفتوحة وبعدها راء مهملة، وهو مذكور في الأسماء المفردة. وقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي الزبير، عن جابر "أنهم لما صَلَّوا خَلْفَه قعودًا، قال: فلما سَلَّم، قال: إن كِدْتم آنفًا أن تفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم، وهم قعود، فلا تفعلوا").

الرجلُ يَدَهُ بثوبِ مَنْ لم يَكْسُهُ" (¬1). 3643 - عن أبي الدَّرداء رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إذا جلسَ وجلسْنَا حولَه، فقامَ فأرادَ الرجوعَ نزع نعلَه أو بعضَ ما يكون عليه، فيعرفُ ذلكَ أصحابُه فيثبتون" (¬2). 3644 - عن عبد اللَّه بن عمرو عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ لرجلٍ أنْ يُفَرِّقَ بين اثنينِ إلّا بإذنِهما" (¬3). 3645 - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تجلِسْ بينَ رَجُلَيْنِ إلّا بإذنهما" (¬4). ¬

_ (¬1) هذا الحديث من رواية مولى لآل أبي موسى الأشعري يكنى أبا عبد اللَّه، قال: سمعت سعيد بن أبي الحسن البصري يحدِّث عن أبي بكرة. . .، أخرجه أحمد في المسند 5/ 44، وأبو داود في السنن 5/ 164 - 165، كتاب الأدب (35)، باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه (18)، الحديث (4827)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 7/ 183 - 184: (قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه إلّا أبو بكرة، ولا نعلم له طريقًا إلّا هذا الطريق. ولا نعلم أحدًا سمى هذا الرجل -يعني أبا عبد اللَّه مولى قريش- وإنما ذكرناه على ما فيه، لأنه لا يُروَى عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذا اللفظ إلّا من هذا الوجه. هذا آخر كلامه). وسعيد بن أبي الحسن هو: أخو الحسن البصري، ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب 4/ 16. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 180، كتاب الأدب (35)، باب إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع (30)، الحديث (4854)، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود 7/ 200: (في إسناده: تمام بن نجيح الأسدي، قال يحيى بن معين: ثقة، وقال ابن عدي: غير ثقة، وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه، وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث ذاهب، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا، يروي أشياء موضوعة عن الثفات، كأنه المتعمد لها، وانْتُقِدَ عليه أحاديث هذا من حملتها). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 213، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 5/ 175، باب في الرجل يجلس بين الرجلين بغير إذنهما (24)، الحديث (4845)، والترمذي في السنن 5/ 89، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية الجلوس بين الرجلين بغير إذنهما (11)، الحديث (2752)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح وقد رواه عامرٌ الأحول، عن عمرو بن شعيب أيضًا). (¬4) أخرجه أبو داود في المصدر السابق 5/ 174 - 175، الحديث (4844).

5 - باب الجلوس والنوم والمشي

5 - باب الجلوس والنوم والمشي (¬1) مِنَ الصِّحَاحِ: 3646 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بفِناءِ (¬2) الكعبةِ محتبيًا بيَدَيْهِ" (¬3). 3647 - عن عَبَّادِ بنِ تميم، عن عمه (¬4) أنه قالَ: "رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في المسجدِ، مستلقيًا واضعًا إحدى قَدَميْهِ على الأخرى" (¬5). 3648 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ يرفعَ الرجلُ إحدى رِجْلَيْه على الأخرى، وهو مستلقٍ على ظهرِهِ" (¬6). 3649 - وعنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يَسْتَلْقِيَنَّ أحدُكم ثم يضعُ إحدى رِجليه على الأخرى" (¬7). ¬

_ (¬1) في مخطوطة برلين (والمشي والنوم). (¬2) قال ابن حجر في فتح الباري 11/ 66: (بكسر الفاء ثم نون ثم مد، أي جانبها من قبل الباب)، ثمَّ نقل ابن حجر عن الاحتباء: (الاحتباء أن يقيم الرجل رجليه ويفرِّج بين ركبتيه ويدير عليه ثوبًا ويعقده، فإن كان عليه قميص أو غيره فلا ينهى عنه، وإن لم يكن عليه شيء فهو القرفصاء). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 65، كتاب الاستئذان (79)، باب الاحتباء باليد، وهو القُرْفصاء (34)، الحديث (6272). (¬4) قال ابن حجر في فتح الباري 10/ 399: (عن عمه: وهو عبد اللَّه بن زيد). (¬5) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 80، كتاب الاستئذان (79)، باب الاستلقاء (44)، الحديث (6287)، ومسلم في الصحيح 3/ 1662، كتاب اللباس والزينة (37)، باب في إباحة الاستلقاء. . . (22)، الحديث (75/ 2100). (¬6) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1661، باب في منع الاستلقاء على الظهر. . . (21)، الحديث (72/ 2099) بسياق مطول. (¬7) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1662، الحديث (74/ 2099).

3650 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بينما رجلٌ يَتَبَخْتَرُ في بُرْدَيْنِ وقد أَعْجَبَتْهُ نفسُه، خُسِفَ به الأرضُ، فهو يَتَجَلْجَلُ (¬1) فيها إلى يومِ القيامةِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3651 - عن جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مُتَّكِئًا على وِسادَةٍ على يسارِه" (¬3). 3652 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا جَلَسَ في المجلسِ احْتَبَى بِيَدَيْهِ" (¬4). 3653 - وعن قَيْلَةَ بنتِ مَخْرَمَة: "أنَّها رَأَتْ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في المسجدِ وهو قاعدٌ القُرْفُصَاءَ، قالتْ فلمَّا رأيتُ رسولَ اللَّهِ ¬

_ (¬1) قال النووي في شرح صحيح مسلم 4/ 64: (يتجلجل أي: يتحرك وينزل مضطربًا). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 258، كتاب اللباس (77)، باب مَنْ جرَّ ثوبَه مِن الخيلاء (5)، الحديث (5789)، ومسلم في الصحيح 3/ 1653، كتاب اللباس والزينة (37)، باب تحريم التبختر في المشي. . . (10)، الحديث (49/ 2088). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 380، كتاب اللباس (26)، باب في الفُرُش (45)، الحديث (4143)، والترمذي في السنن 5/ 98، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الاتكاء (57)، الحديث (2770)، وقال: (هذا حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 351 - 352 - كتاب اللباس (22)، باب ما جاء في الوسائد (11)، الحديث (1458). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 175، كتاب الأدب (35)، باب في جلوس الرجل (25)، الحديث (4846)، وقال عقبه: (قال أبو داود: عبد اللَّه بن إبراهيم شيخ منكر الحديث)، وأخرجه الترمذي في الشمائل، ص 62 - 63 - باب ما جاء في جلسة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (20)، الحديث (121)، وعزاه الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 335 إلى رُزَين.

صلى اللَّهُ عليه وسلم المُتَخَشِّع -[في الجلسةِ] (¬1) - أُرْعِدْتُ مِنَ الفَرَقِ" (¬2). 3654 - وعن جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلى الفجرَ تَرَبَّع في مجلسِه حتَّى تَطْلُع الشَّمْسُ حَسْنَاءَ" (¬3). 3655 - عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كان إذا عَرَّسَ (¬4) بليلٍ اضطجعَ على شقهِ الأيمن، وإذا عَرَّسَ قُبيل الصبحِ نصبَ ذراعَهُ، ووضعَ رأسَهُ على كَفِّهِ" (¬5). 3656 - عن بعض آل أم سلمة أنّه قال: "كانَ فراشُ رسولِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) ليست في مخطوطة برلين، وهي من المطبوعة، قال أبو داود: (وقال موسى: المتخشع في الجلسة) بزيادتها. (¬2) أخرجه أبو داود في المصدر السابق 5/ 176، الحديث (4847)، والترمذي في الشمائل، ص 61، باب ما جاء في جلسة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (20)، الحديث (119)، وفي السنن 5/ 120، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الثوب الأصفر (50)، الحديث (2814)، وقال: (حديث قيلة لا نعرفه إلّا من حديث عبد اللَّه بن حسان)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 25/ 7، الحديث (1). (¬3) هذا الحديث أخرجه المصنف ضمن الحسان، وحقه أن يخرَّج ضمن الصحاح -حسب اصطلاح المصنف- وقد أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 464، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5)، باب فضل الجلوس في مصلاه. . . (52)، الحديث (287/ 670)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 178، كتاب الأدب (35)، باب في الرجل يجلس متربعًا (28)، الحديث (4850) واللفظ له. قوله (حسناء) أي نقيّة بيضاء، ويُروى حَسَنًا. (¬4) قال ابن الأثير في النهاية 3/ 206: (التَّعْريس، نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة يقال: عرَّس يعرِّس تعريسًا). (¬5) هذا الحديث ذكره البغوي ضمن "الحسان" وحقُّه أن يكون ضمن "الصحاح" حيث أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 476، كتاب المساجد. . . (5)، باب قضاء الصلاة. . . (55)، الحديث (313/ 683)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 309، وأخرجه الترمذي في الشمائل، ص 139 - باب ما جاء في نوم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (49)، الحديث (257) واللفظ له، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 325، كتاب الاستئذان، باب كيفية النوم، الحديث (3359).

صلى اللَّهُ عليه وسلم نحوًا مما يوضَعُ [الإنسانُ] (¬1) في قبرِه، وكانَ المسجدُ عندَ رأسِهِ" (¬2). 3657 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رأى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رجلًا مضطجعًا على بطنه فقال: إن هذه ضِجْعَةٌ لا يُحِبُّها اللَّهُ" (¬3). 3658 - وعن يعيش بن طَخْفَةَ بن قيسٍ الغِفاري، عن أبيه، وكان من أصحاب الصُّفة أنّه قال: "بينما أنا مضطجع من السَّحر على بطني إذا رجلٌ يحرِّكني برجْلِه فقال: إنَّ هذه ضِجْعَةٌ يُبغِضها اللَّه، فنظرتُ فإذا هو رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬4). ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، والعبارة في المطبوعة (إنسانٌ) والتصويب من أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 297، كتاب الأدب (35)، باب كيف يتوجه (106)، الحديث (5044). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 304، ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، والترمذي في السنن 5/ 97، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية الاضطجاع على البطن (21)، الحديث (2768). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 430، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق 5/ 294 - 295، باب في الرجل ينبطح على بطنه (103)، الحديث (5040)، وعزاه المِزّي في تحفة الأشراف 4/ 209، للنسائي في الكبرى كتاب الوليمة ضمن أطراف طخفة بن قيس، الحديث (4991)، وابن ماجه في السنن 1/ 248، كتاب المساجد والجماعات (4)، باب النوم في المسجد (6)، الحديث (752)، وذكر المنذري في مختصر سنن أبي داود 7/ 314، اختلافًا في اسم الصحابي فقال: (قال أبو عمر النمري: اختلف فيه اختلافًا كثيرًا. واضطرب فيه اضطرابًا شديدًا، فقيل: طِهفة بن قيس، بالهاء، وقيل: طخفة بالخاء، وقيل: طغفة بالغين، وقيل: طقفة بالقاف والفاء، وقيل: قيس بن طخفة، وقيل: يعيش بن طخفة. وقيل: عبد اللَّه بن طخفة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل: طهفة بن أبي ذر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وحديثهم كلهم واحد، قال: "كنت نائمًا بالصُّفة، فركَضَني رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- برجله، وقال: هذه نومة يبغضها اللَّه عز وجل" وكان من أهل الصفة. ومِن أهل العلم مَن يقول: إن الصحبة لأبيه عبد اللَّه، وإنه صاحب القصة، هذا آخر كلامه. وذكر البخاري فيه اختلافًا كثيرًا، وقال "طغفة" خطأ، وذكر أنه روي عن يعيش بن طخفة عن قيس الغفاري، قال: "كان أبي" وقال: لا يصح قيس فيه، وذكر أنه روي عن أبي هريرة، وقال: ولا يصح أبو هريرة).

3659 - عن علي بن شيبان أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن باتَ على ظهرِ بيتٍ ليسَ عليهِ حَجَى (¬1) فقد برأت منه الذمة" (¬2). 3660 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "نهى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ ينامَ الرجلُ على سطح ليسَ بمحجورٍ عليه" (¬3). 3661 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ لأحدٍ أنْ يفرِّق بينَ اثنينِ إلّا بإذنِهما" (¬4). 3662 - عن حذيفة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "ملعونٌ على لسانِ محمدٍ صلى اللَّه عليه وسلم مَن قعد وسطَ الحلقةِ" (¬5). 3663 - عن جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "جاءَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وأصحابُه جلوسٌ فقال: ما لي أَرَاكم عِزِين (¬6) " (¬7). ¬

_ (¬1) قال الخطابي في معالم السنن 7/ 315، الحديث (4876): (قوله "حَجَى" هذا الحرف يروى بفتح الحاء وكسرها، ومعناه معنى الستر والحجاب، فمن قال "الحجى" بكسر الحاء: شبَّهه بالحجى الذي هو بمعنى العقل، وذلك أن العقل يمنع الإِنسان من الردى والفساد، ويحفظه من التعرض للهلاك، فشبَّه الستر الذي يكون على السطح المانع للإِنسان من التردي والسقوط بالعقل المانع له من أفعال السوء المؤدِّية له إلى الردى والهلاك، ومن رواه بفتح الحاء ذهب إلى الطرف والناحية، وأحجاء الشيء نواحيه، واحِدُها حجى مقصور). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 295، كتاب الأدب (35)، باب في النوم على سطح غير حجار (104)، الحديث (5041). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 141 - 142، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الفصاحة والبيان (72)، الحديث (2854). (¬4) تقدم هذا الحديث في باب القيام (4)، من الكتاب نفسه، الحديث (3644). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 164، كتاب الأدب (35)، باب في الجلوس وسط الحلقة (17)، الحديث (4826)، والترمذي في السنن 5/ 90، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية القعود وسط الحلقة (12)، الحديث (2753)، وقال: (حديث حسن صحيح). (¬6) قال الخطابي في معالم السنن 7/ 182 (قوله "عِزين" يريد فِرَقًا غتلفين، لا يجمعكم مجلس واحد، وواحدها: عِزَة). (¬7) هذا الحديث ذكره المصنف ضمن "الحسان"، وحقُّه أن يذكر مع "الصحاح" حيث أخرجه مسلم =

3664 - وعن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "خير المجالسِ أوسعُها" (¬1). 3665 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "إذا كانَ أحدُكم في الفيء فَقَلَص عنه فصارَ بعضُه في الشمس فليَقُم، فإنه مجلسُ الشيطانِ" (¬2) ويروى مرفوعًا (¬3). 3666 - عن على رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ = في الصحيح 1/ 322، كتاب الصلاة (4)، باب الأمر بالسكون في الصلاة. . . (27)، الحديث (119/ 430)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 93، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 163، كتاب الأدب (35)، باب في التحلق (16)، الحديث (4823) واللفظ له، وهذا الحديث مؤخر في مخطوطة برلين بعد الذي يليه. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 18، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 162، كتاب الأدب (35)، باب في سعة المجلس (14)، الحديث (4820)، أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 269، كتاب الأدب، باب خير المجالس أوسعها، وقال: (على شرط البخاري)، وسكت عنه الذهبي. (¬2) أخرجه معمر في كتابه الجامع (المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق) 11/ 24، باب الجلوس في الظل والشمس، الحديث (19799)، ومن طريق معمر أخرجه البغوي -نفسه- في شرح السنة 12/ 301، كتاب الاستئذان، باب الجلوس بين الظل والشمس، الحديث (3335)، والحديث يرويه محمد بن المنكدر عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه -موقوفًا- وفي سماع ابن المنكدر من أبي هريرة نظرٌ: فقد ذكر المزي في تهذيب الكمال 3/ 1276، ضمن ترجمة ابن المنكدر أن روايته عن أبي هريرة مرسلة -والإرسال يورث ضعفًا- وذكر ابن أبي حاتم في المراسيل، ص 189، الترجمة 346، عن يحيى بن معين: أن محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة، وعن أبي زرعة أن محمد بن المنكدر لم يلق أبا هريرة رضي اللَّه عنه. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 383، ضمن مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن ابن المنكدر عنه، وأبو داود عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 162، كتاب الأدب (35)، باب في الجلوس بين الظل والشمس (15)، الحديث (4821)، وسنده: عن ابن المنكدر قال: حدثني من سمع أبا هريرة. . .، ففي سنده مجهول وهذا مما يؤكد الإرسال الواقع في رواية ابن المنكدر عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه. ولكن له طريق أخرى تُقَوِّيه ذكرها الحاكم في المستدرك 4/ 271، كتاب الأدب، باب النهي عن الجلوس بين الشمس والظل، وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي.

عليه وسلم إذا مشىَ تكفَّأ (¬1) تكفُّأً كأنما يَنحطُّ (¬2) من صَبَبٍ" (¬3) ويروى: "كانَ إذا مشَى تقلَّعَ" (¬4). 3667 - وعن أبي هريرة أنّه قال: "ما رأيت أحدًا أسرعَ في مشيهِ مِن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كأنما الأرضُ تُطوى له، إنا لنُجْهِد أنفسنَا وإنه لغير مُكْتَرِث" (¬5). 3668 - عن أبي أُسَيْد الأنصاري رضي اللَّه عنه: "أنَّه سمع رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ وهو خارجٌ مِن المسجد، فاختلطَ الرجالُ مع النساءِ في الطريق، فقالَ للنساءِ: استأخِرنَ فإنه ليسَ لَكُنَّ أنْ تَحقُقْنَ (¬6) الطريقَ، عليكُن بحافَّاتِ الطريقِ! فكانتْ المرأةُ تَلْصَقُ بالجدار حتَّى إنَّ ثوبَها ليعلقُ بالجدار" (¬7). ¬

_ (¬1) قال القاري في المرقاة 5/ 383: (هو الميل تارة إلى اليمين وأخرى إلى الشمال في المشي، وقيل نكفأ أي: اعتمد إلى القدم). (¬2) قال القاري في المرقاة 5/ 383: (أي يسقط "من صبب" أي منحدر من الأرض). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 127، ضمن مسند علي رضي اللَّه عنه، والترمذي في السنن 5/ 259، كتاب المناقب، باب (37)، الحديث (3716)، ضمن حديث طويل في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال عقبه: (هذا حديث حسن صحيح). (¬4) هذه الرواية أخرجها الترمذي في الشمائل، ص 60، باب ما جاء في مشية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (18)، الحديث (116)، والبغوي -نفسه- في شرح السنة 12/ 319 - 320، كتاب الاستئذان، باب صفة المشي وكراهية التبختر عن علي رضي اللَّه عنه دون ذكر سنده، ثمَّ قال: (وقوله "تقلَّع" أي كان قوي المِشْية يرفع رجليه من الأرض رفعًا بائنًا بقوة، لا كمن يمشي اختيالًا ويقارب خطاه). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 604، كتاب المناقب (50)، باب في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (12)، الحديث (3648) وقال: (هذا حديث غريب) وفي سنده ابن لهيعة قال عنه الحافظ الذهبي في الكاشف 2/ 109 (قلت: العمل على تضعيف حديثه). (¬6) قال القاري في المرقاة 4/ 589: (والحاقُّ بتشديد القاف: الوسط). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 422، كتاب الأدب (35)، باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق (180)، الحديث (5272) وعزاه التبريزي في المشكاة 3/ 1337، إلى البيهقي في شعب الإيمان.

6 - باب العطاس والتثاؤب

3669 - وعن ابن عمر: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى أنْ يمشيَ -يعني الرجل (¬1) - بينَ المرأتينِ" (¬2). 3670 - عن جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كنا إذا أتينَا النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم جلسَ أحدُنا حيثُ ينتهي" (¬3). 6 - باب العُطاس والتثاؤب مِنَ الصِّحَاحِ: 3671 - [عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه] (¬4) عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ اللَّهَ يحبُّ العُطَاسَ ويكرهُ التثاؤبَ، فإذا عَطَسَ ¬

_ (¬1) ساق القاري في المرقاة 4/ 589 الخلاف حول إدراج كلمة الرجل وقال: (فالحاصل: أن لفظ "الرجل" ليس من أصل الحديث فالجملة معترضة بين سابقة ولاحقة). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 422 - 423، كتاب الأدب (35)، باب في مشي النساء. . . (180)، الحديث (5273)، والحاكم في المستدرك 4/ 280، كتاب الأدب، باب النهي عن مشي الرجل بين المرأتين، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وتعقبه الذهبي فقال: (داود بن صالح) -وهو في سند الحديث- قال ابن حبان: يروي الموضوعات) وقد أخرج البخاري هذه الرواية في التاريخ الكبير، القسم الأول من المجلد الثاني، ص 234، ضمن ترجمة داود بن أبي صالح، رقم (792)، ثمَّ قال: (ولا يتابع عليه)، ونقل ابن أبي حاتم قول أبيه في الجرح والتعديل 3/ 416، ضمن ترجمة داود برقم (1902)، فقال: (وسألت أبي عنه فقال: هو مجهول، حدَّث بحديث منكر. . .، سئل أبو زرعة عن داود بن أبي صالح فقال: لا أعرفه إلّا في حديث واحد يرويه عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو حديث منكر)، وذكره ابن حبان في المجروحين 1/ 290، فقال: (يروي عن نافع، ليس بشيء. . .، يروي الموضوعات عن الثقات حتَّى كأنه تعمَّد لها) وذكر حديثه هذا. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 164، كتاب الأدب (35)، باب في التحلُّق (16)، الحديث (4825)، والترمذي في السنن 5/ 73 - 74، كتاب الاستئذان (43)، باب (29)، ومما يليه: باب ما جاء في الجالس على الطريق (30)، الحديث (2725)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 2/ 156، ضمن أطراف جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه برقم (2173)، وعزاه للنسائي في كتاب العلم. (¬4) ساقطة من مخطوطة برلين.

أحدُكم وحَمِدَ اللَّهَ كان حقًّا على كل مسلم سَمِعَه أن يقولَ له: يرحمُك اللَّهُ، فأمَّا التثاؤبُ فإنما هو مِن الشيطانِ، فإذا تثاءبَ أحدُكم فليَرُدَّه ما استطاعَ، فإنَّ أحدَكم إذا تثاءبَ ضحِك منهُ الشيطان" (¬1) وفي رواية: "فإنَّ أحدَكم إذا قال: ها، ضحكَ الشيطانُ" (¬2). 3672 - وقال: "إذا عَطَسَ أحدُكم فليَقُلْ: الحمدُ للَّه، وليقُلْ له أخوهُ، أو صاحبُه: يرحمُك اللَّهُ، فإذا قال له: يرحمُك اللَّهُ، فليقلْ: يهديكم اللَّهُ ويصلِحُ بالَكم" (¬3). 3673 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "عَطَسَ رجُلانِ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فَشَمَّتَ أحدَهما ولم يُشَمِّتْ الآخرَ! فقالَ الرجلُ: يا رسولَ اللَّهِ شَمَّتَّ هذا ولم تُشَمِّتْني؟ قال: إنَّ هذا حَمِدَ اللَّهَ، ولم تَحْمَدْ اللَّهَ" (¬4). 3674 - وعن أبي موسى رضي اللَّه عنه أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إذا عَطَسَ أحدُكم فحمِدَ اللَّهَ فشمِّتوه، وإنْ لم يحمَدْ اللَّه فلا تشمِّتوه" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 611، كتاب الأدب (78)، باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه (128)، الحديث (6226). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه البخاري في الصحيح 10/ 607، كتاب الأدب (78)، باب ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب (125)، الحديث (6223). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه البخاري في الصحيح 10/ 608، كتاب الأدب (78)، باب إذا عطس كيف يُشَمِّت (126)، الحديث (6224). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 610، كتاب الأدب (78)، باب لا يشمت العاطس إذا لم يحمد اللَّه (127)، الحديث (6225)، ومسلم في الصحيح 4/ 2293، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب تشميت العاطس، وكراهة التثاؤب (9)، الحديث (53/ 2991). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2292، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب (9)، الحديث (54/ 2992).

3675 - عن سَلَمَةَ بن الأكوَعِ رضي اللَّه عنه: "أنَّه سمعَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وعَطَسَ رجلٌ عندَه فقال له: يرحمُك اللَّهُ، ثمَّ عَطَسَ أخرى فقال: الرجلُ مزكوم" (¬1) ويروى أنه قال في الثالثة: "إنه مزكومٌ" (¬2). 3676 - وعن أبي سعيد الخدري رضى اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إذا تثاءبَ أحدُكم فليُمْسِك بيدِه (¬3) على فيهِ، فإنَّ الشيطانَ يدخلُ (¬4) " (¬5). مِنَ الحِسَان: 3677 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا عطسَ غطَّى وجهَهُ بيدهِ أو بثوبهِ وغضَّ بها صوتَه" (¬6) (صح). 3678 - عن أبي أيوب رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إذا عطسَ أحدُكم فليَقُل الحمدُ للَّهِ على كلِّ حال، وليَقُلِ الذي ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2292 - 2293، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب تشميت العاطس. . . (9)، الحديث (55/ 2993). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 85، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء كم يشمت العاطس (5)، الحديث (2743) وصححه. (¬3) في المخطوطة (يَده) والتصويب من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬4) العبارة في المطبوعة (يدخل به) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2293، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب تشميت العاطس. . . (9)، الحديث (57/ 2995). (¬6) أخرجه أحمد في المسند 2/ 439، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 287 - 288، كتاب الأدب (35)، باب في العطاس (98)؛ الحديث (5029)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 86، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في خفض الصوت. . . (6)، الحديث (2745) , وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 293، كتاب الأدب، باب أدب العطاس، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

يردُّ عليهِ يرحمُكَ اللَّهُ، وليقلْ هو يهديكم اللَّهُ ويُصلِحْ بالَكم" (¬1). 3679 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ اليهودُ يتعاطسُون عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يرجُونَ أنْ يقولَ لهم يرحمُكم اللَّهُ، فيقول: يهديكم اللَّهُ ويصلِحْ بالَكم" (¬2). 3680 - عن هلال بن يساف أنّه قال: "كنا مَعَ سالمِ بنِ عُبيدٍ فعطسَ رجلٌ مِن القومِ فقالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ سالمٌ: عليكَ وعلى أمكَ، فكأنَّ الرجلَ وَجَدَ في نفسِه، فقال: أَمَا إني لم أَقُلْ إلّا ما قالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، عطسَ رجلٌ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: السلامُ عليكم، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: عليكَ وعلى أمكَ، إذا عطسَ أحدُكم فليَقُل الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ، ولْيَقُلْ له مَن يَرُدُّ عليهِ: يرحمُكَ اللَّهُ، وليَقُلْ (¬3): يغفرُ اللَّهُ لي ولكم" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 419، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 283، كتاب الاستئذان، باب إذا عطس الرجل ما يقول، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 83، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء كيف تشميت العاطس (3)، الحديث (2741)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 235 - باب ما يقول إذا عطس، الحديث (213)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 266، كتاب الأدب، باب ذكر ما اختار فقهاء أهل الكوفة في جواب العاطس. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 400، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ص 313، باب إذا عطس اليهودي (424)، الحديث (943)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 291 - 292، كتاب الأدب (35)، باب كيف يشمت الذمي (101)، الحديث (5038)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 82، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء كيف يشمت العاطس (3)، الحديث (2739)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 242 - 243، باب ما يقول لأهل الكتاب إذا تعاطسوا، الحديث (232)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 106، باب كيف تشميت أهل الكتاب، الحديث (262)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 268، كتاب الأدب، باب ذكر ما اختار فقهاء أهل الكوفة في جواب العاطس. (¬3) في المطبوعة زيادة (هو) وليست في المخطوطة ولا عند الترمذي. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 167، الحديث (1203)، وأخرجه أحمد في =

3681 - عن عمر (¬1) بن إسحاق بنِ أبي طلحة، عن أُمِّه، عن أبيها أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "شَمِّتِ العاطسَ ثلاثًا، فإنْ زادَ فإنْ شئتَ فشَمِّتْهُ وإنْ شئتَ فلا" (¬2) (غريب). 3682 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "شمِّتْ أخاكَ ثلاثًا فما زادَ فهوَ زكامٌ" (¬3) وَوَقَفَهُ بعضُهم. ¬

_ = المسند 6/ 7، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 288 - 290، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في تشميت العاطس (99)، الحديث (5031)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 82، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء كيف تشميت العاطس (3)، الحديث (2740)، واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 241، باب ما يقول العاطس إذا شمت، الحديث (225)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 479، كتاب الأدب (32)، باب ما جاء في العاطس (11)، الحديث (1948)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 267، كتاب الأدب، باب ذكر ما اختار فقهاء أهل الكوفة في جواب العاطس. (¬1) تحرَّف الاسم في الأصلين المطبوعين إلى: (عمرو)، وفي الأصل المخطوط إلى: (عُمْرَة)، وصوابه: (عمر) كما جاء في سنن الترمذي وغيره، وعُبَيْد بن رفاعة بن رافع ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 1/ 543، وقال: (ولد في عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ووثقه العجلي). (¬2) هذا الحديث له ثلاثة طرق إلى راوي الحديث عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عبيد بن رفاعة. • الأولى: عن أبي عتبان، وهو مالك بن إسماعيل فقال: عن أمه حميدة. . .، أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده، وذكره ابن حجر العسقلاني النكت الظراف (المطبوع بذيل تحفة الأشراف للمزي) 7/ 225، الحديث (9746). • الثانية: عن يحيى بن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أمه حميدة، أو عبيدة بنت عُبَيْد بن رفاعة الزرقي. . .، أخرجه أبو داود في السنن 5/ 291، كتاب الأدب (35)، باب كم مرة يُشَمَّت العاطس (100)، الحديث (5036). • الثالثة: عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة، عن أمه. . .، وهذه الطريق التي أوردها البغوي، أخرجها الترمذي في السنن 5/ 85، كتاب الأدب (44)، باب ما جاءكم يشمَّت العاطس (5)، الحديث (2744) واللفظ له، وقال: (هذا حديث غريب وإسناده مجهول). (¬3) أخرجها أبو داود في السنن 5/ 290، كتاب الأدب (35)، باب كم مرة يشمت العاطس (100)، الحديث (5035)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 9/ 231، الحديث (25788)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان. • وأخرجه موقوفًا أبو داود في المصدر السابق، الحديث (5034)، وأخرجه البيهقي عزاه له المُتقي الهندي في المصدر السابق، الحديث (25787).

7 - باب الضحك

7 - باب الضحك مِنَ الصِّحَاحِ: 3683 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "ما رأيتُ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مستجمِعًا ضاحكًا حتَّى أَرَى منهُ لَهَواتِه، إنما كانَ يَتَبسَّمُ" (¬1). 3684 - وعن جرير رضي اللَّه عنه أنّه قال: "ما حَجَبَني النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مُذْ أسلمتُ ولا رآني إلّا تبسَّم لي (¬2) " (¬3). 3685 - عن جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لا يقوم مِن مُصَلَّاهُ الذي يصلي فيهِ الصبحَ حتَّى تطلعَ الشَّمْسُ، فإذا طلعَتِ الشَّمْسُ قامَ، وكانوا يتحدثونَ فيأخذونَ في أمرِ الجاهليةِ فيضحكونَ ويتبسمُ" (¬4) ويروى: "يتناشدونَ الشعرَ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 504، كتاب الأدب (78)، باب التبسم والضحك (68)، الحديث (6092)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 616، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب التعوذ عند رؤية الريح. . . (3)، الحديث (16/ 899) واللفظ لهما، قوله: "لَهَوَاتُهُ" بفتح اللام والهاء جمع اللهاة وهي اللحمات في سقف أقصى الفم. (¬2) كذا جاءت العبارة في المطبوعة، وهي في المخطوطة بدون كلمة (لي)، وعند البخاري (في وجهي). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (6089) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1925، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه (29)، الحديث (134/ 2475). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1810، كتاب الفضائل (43)، باب تبسمه -صلى اللَّه عليه وسلم- وحسن عشرته (17)، الحديث (69/ 2322). (¬5) أخرجه من رواية جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 5/ 140، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في إنشاد الشعر (70)، الحديث (2850)، وقال: (حسن صحيح).

8 - باب الأسامي

مِنَ الحِسَان: 3686 - عن عبد اللَّه بن الحارث بن جَزْءِ أنّه قال: "ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تبسمًا مِن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬1). 8 - باب الأسامي مِنَ الصِّحَاحِ: 3678 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في السوقِ فقالَ رجلٌ: يا أبا القاسمِ، فالتفتَ إليهِ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنما دعوتُ هذا! فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: سَمُّوْا باسمي ولا تَكَنَّوْا بكُنيتي" (¬2). 3688 - عن جابر رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "سَمُّوْا باسمي ولا تَكَتَنُوا بكُنيتي، فإني إنما جُعِلتُ قاسِمًا أَقْسِمُ بينَكم (¬3) " (¬4). 3689 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ أحبَّ أسمائكم إلى اللَّهِ، عبدُ اللَّهِ وعبدُ الرحمن" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 190، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 601، كتاب المناقب (50)، باب في بشاشة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (10)، الحديث (3642)، واللفظ لهما. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 339، كتاب البيوع (34)، باب ما ذكر في الأسواق (49)، الحديث (2120)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1682، كتاب الآداب (38)، باب النهي عن التكني بأبي القاسم. . . (1)، الحديث (1/ 2131). (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى (عليكم) والتصويب من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 217، كتاب فرض الخمس (57)، باب قول اللَّه تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}. . . (7)، سورة الأنفال (8)، الآية (41)، الحديث (3114)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1683، الحديث (4/ 2133). (¬5) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 3/ 1682، الحديث (2/ 2132).

3690 - وقال: "لا تُسَمِّيَنَّ غلامَكَ يَسارًا، ولا رَباحًا، ولا نجيحًا, ولا أفلحَ، فإنكَ تقولُ: أَثَمَّ هو؟ فلا يكونُ، فيقولُ (¬1): لا" وفي رواية: "لا تُسَمِّ غلامَك رباحًا ولا يسارًا ولا أفلحَ ولا نافعًا" (¬2). 3691 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "أرادَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يَنْهَى عن أنْ يُسَمّى بِـ: يَعْلَى، وبِبَرَكةَ، وبِأَفْلَحَ، وبِيَسارٍ، وبِنَافِعٍ، وبنحو ذلكَ، ثمَّ رأيته سكتَ بعدُ عنها، ثمَّ قُبِضَ ولم يَنْهَ عن ذلكَ" (¬3). 3692 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أَخنعُ الأسماءِ يومَ القيامةِ عندَ اللَّهِ، رجلٌ تَسمَّى مَلِكَ الأملاكِ" (¬4). 3693 - وقال: "أغيظُ رجلٍ على اللَّهِ يومَ القيامةِ وأخبثُه، (¬5) رجلٌ كانَ يسمَّى مَلِكَ الأملاكِ، لا مَلِكَ إلّا اللَّهُ" (¬6). 3694 - وعن زينبَ بنتِ أبي سلمة (¬7) قالت: "سُمِّيتُ بَرَّةً فقال ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية سَمُرَة بن جُنْدَب رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 3/ 1685، كتاب الآداب (38)، باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة. . . (2)، الحديث (2137). (¬2) أخرجه من رواية سَمُرَة بن جُنْدَب رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (11/ 2136). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر السابق 3/ 1686، الحديث (13/ 2138)، وقد تحرفت عبارة المطبوعتين إلى: (ثم رأيته سكت عنها بعدها)، والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 588، كتاب الأدب (78)، باب أبغض الأسماء إلى اللَّه تعالى (114)، الحديث (6206)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1688، كتاب الآداب (38)، باب تحريم التسمي بملك الأملاك. . . (4)، الحديث (20/ 2143). (¬5) جاء في حاشية المطبوعة: (في نسخة: وَأَخْيَبُهُ). (¬6) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (21/ 2143). (¬7) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (أبي زينب بنت أبي سلمة قال. . .) والتصويب من المطبوعة.

رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لا تُزَكُّوا أنفسَكم، اللَّهُ أعلمُ بأهلِ البِرِّ منكم، سموها زينبَ" (¬1). 3695 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: "كانت جُويَريةُ اسمُها بَرَّةُ، فحوَّلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم اسمها جُويَريةَ، وكانَ يكرهُ أنْ يُقالَ: خرجَ مِن عندِ برَّة" (¬2). 3696 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ بنتًا لعمرَ كانت يقالُ لها عاصيةُ فسمَّاها رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم جميلةَ" (¬3). 3697 - وعن سهل بن سعد قال: "أُتيَ بالمُنْذِرِ بنِ أبي أُسَيْدٍ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم حينَ وُلدَ، فوضعَهُ على فخذِه فقال: ما اسمُه؟ قال: فلانٌ، قال: لكِنْ أَسْمِهِ المُنْذِرَ" (¬4). 3698 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يقولَنَّ أحدُكم: عبدي وأَمَتي كلُّكم عبيدُ اللَّهِ، وكلُّ نساءِكم إماءُ اللَّهِ، ولكنْ ليقلْ: غلامي وجاريَتي وفتايَ وفَتاتي، ولا يقلِ العبدُ لسيدهِ: ربي، ولكن ليقل: سَيِّدي" (¬5)، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1687 - 1688، كتاب الآداب (38)، باب استحباب تغيير الاسم القبيح. . . (3)، الحديث (19/ 2142) واللفظ له، وأخرجه البخاري من طريق أبي هريرة في الصحيح 10/ 575، كتاب الأدب (78)، باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه (108)، الحديث (6192). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (16/ 2140). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (15/ 2139). (¬4) متفق عليه من رواية سهل بن سعد رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 575، كتاب الأدب (78)، باب تحويل الاسم. . . (108)، الحديث (6191) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1692، كتاب الأداب (38)، باب استحباب تحنيك المولود. . . (5)، الحديث (29/ 2149). (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 1764، كتاب الألفاظ من الأدب. . . (40)، باب حكم إطلاق لفظة العبد. . . (3)، الحديث (13 - 14/ 2249)، وأخرج البخاري بمعناه عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 5/ 177، كتاب العتق (49)، باب كراهية التطاول على الرقيق. . . (17)، الحديث (2552).

ويُروى: "ليقلْ: سيدي ومَوْلَايَ" (¬1)، ويُروى: "لا يقلْ العبدُ لسيدِه: مولايَ، فإنَّ مَوْلاكم اللَّه" (¬2). 3699 - وقال: "لا تَقُولوا: الكَرْمُ، فإنَّ الكرمَ قلبُ المؤمنِ" (¬3)، ويروى: "لا تَقُولوا: الكَرْمُ ولكنْ قُولوا: العِنَبُ والحَبَلَةُ" (¬4). 3700 - وقال: "لا تُسَمُّوا العنبَ الكرمَ، ولا تقولوا خيبةَ الدهرِ، فإنَّ اللَّهَ هوَ الدهرُ" (¬5). 3701 - وقال: " [لا] (¬6) يَسُبُّ أحدُكم الدهرَ، فإنَّ اللَّهَ هوَ الدهرُ" (¬7). 3702 - وقال: "قال اللَّهُ تعالى: يؤذيني ابنُ آدمَ يَسُبُّ الدهرَ وأنا ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في المصدر نفسه، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 1765، الحديث (15/ 2249) واللفظ لهما. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (14/ 2249). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 566، كتاب الأدب (78)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّما الكرم قلب المؤمن". . . (102)، الحديث (6183)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1763، كتاب الألفاظ من الأدب. . . (40)، باب كراهة تسمية العنب كرمًا (2)، الحديث (7/ 2247). (¬4) أخرجه من رواية وائل بن حجر رضي اللَّه عنه: مسلم في المصدر نفسه 4/ 1764، الحديث (12/ 2248)، قوله: "الحَبْلَةُ" بفتح مهملة وباء موحدة ويسكن، وهو الأصل من شجر العنب. (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 564، كتاب الأدب (78)، باب لا تسبوا الدهر (101)، الحديث (6182) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 1763، باب النهي عن سب الدهر (1)، الحديث (4/ 2246). (¬6) ساقطة من مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما في المطبوعة ولفظ مسلم. (¬7) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، باب كراهية تسمية العنب كرمًا (2)، الحديث (6/ 2247).

الدهرُ، بيدي الأمرُ أُقلِّبُ الليلَ والنهارَ" (¬1). 3703 - وقال رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يقولنَّ أحدُكم خَبُثَتْ نفسي، ولكنْ ليقلْ: لَقِسَت نفسي" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3704 - عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "تُدْعَونَ يومَ القيامةِ بأسمائكم وأسماءِ آبائكم، فأَحسِنُوا أسماءَكم" (¬3). 3705 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 574، كتاب التفسير (65)، باب سورة الجاثية (45)، الحديث (4826) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1762، كتاب الألفاظ من الأدب. . . (40)، باب النهي عن سب الدهر (1)، الحديث (2/ 2246). (¬2) هذا الحديث متفق عليه من طريقين: • الأولى: عن عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجها البخاري في الصحيح 10/ 563، كتاب الأدب (78)، باب لا يقل: خَبُثَت نفسي (100)، الحديث (6179)، وأخرجها مسلم في الصحيح 4/ 1765، كتاب الألفاظ من الأدب. . . (40)، باب كراهة قول الإنسان: خَبُثَت نفسي (4)، الحديث (16/ 2250)، واللفظ لهما، قوله: "لقست" بفتح لام فكسر قاف أي غثيت. • الثانية: من رواية أبي أُمامة رضي اللَّه عنه، أخرجها البخاري في المصدر السابق، الحديث (6180)، وأخرجها مسلم في المصدر السابق، الحديث (17/ 2251) واللفظ لهما. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 194، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 294، كتاب الاستئذان، باب في حسن الأسماء، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 236، كتاب الأدب (35)، باب في تغيير الأسماء (69)، الحديث (4948)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 479، كتاب الأدب (32)، باب ما جاء في الأسماء (10)، الحديث (1944) واللفظ لهم.

وسلم نَهَى أنْ يَجمعَ أحدٌ بينَ اسمِه وكُنيته، ويُسمَّى محمدًا أبا القاسِم" (¬1). 3706 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا سَمَّيتم باسمي فلا تَكْتَنُوا بكُنيتي"، (¬2) (غريب)، وفي رواية: "مَن تسمَّى باسمي فلا يَكتَنِ بكُنيتي، ومَن اكتَنَى بكُنيتي فلا يَتَسمَّ باسمي" (¬3). 3707 - عن محمد بن الحنفية، عن عليٍّ أنّه قال: "يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إنْ وَلِدَ لي بعدَك ولدٌ أُسمِّيهِ محمدًا وأُكَنِّيهِ بكُنيتِكَ؟ قال: نعم، وكانت رخصةً لي" (¬4). 3708 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كنَّاني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أبا حمزةَ ببقلةٍ كنتُ أَجتنيها" (¬5) (صح). ¬

_ (¬1) ذكره المناوي يا كشف المناهج ق 95/ أ، وعزاه لأبي حاتم، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 136، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وكنيته (68)، الحديث (2841) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرج بمعناه أحمد في المسند 2/ 433، ولفظه: "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 369، وأخرجه الترمذي في المصدر السابق، الحديث (2842) واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب). (¬3) أخرجه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 313، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 249، كتاب الأدب (35)، باب من رأى أن لا يجمع بينهما (75)، الحديث (4966) واللفظ لهما. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 95، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 250، كتاب الأدب (35)، باب في الرخصة في الجمع بينهما (76). الحديث (4967)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 137، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في كراهية الجمع. . . (68)، الحديث (2842)، وقال: (حديث صحيح) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 278، كتاب الأدب، باب جواز دعاء الرجل امرأته باسمها، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وسكت عنه الذهبي. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 127، 130، 161، 232، 260، واخرجه الترمذي في السنن 5/ 682، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لأنس بن مالك رضي اللَّه عنه (46)، الحديث (3830)، وقال: (هذا حديث لا نعرفه إلّا من حديث جابر الجعفي عن أبي نصر) وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 210، الحديث (655 - 656)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم =

3709 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "إنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يُغيِّرُ الاسمَ القبيحَ" (¬1). 3710 - وروي: "أنَّ رجلًا يقالُ له: أصرمُ، قالَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ما اسمُكَ؟ قال: أصرمُ، قال: بل أنتَ زُرْعَةُ" (¬2). 3711 - وروي: "أنه صلى اللَّه عليه وسلم غيَّرَ اسمَ العاص، وعَزيز، وعَتَلَة، وشيطان، والحَكَم، وغُراب، وحُباب، وشِهاب" (¬3). 3712 - وعن أبي مسعود الأنصاريِّ قال، "سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ في زعموا: بئس مطية الرجل" (¬4). ¬

_ = والليلة، ص 155، باب الكنية بالألقاب، الحديث (409)، وقال القاري في المرقاة 4/ 606، في الجمع بين قول البغوي: (صح)، وبين ما ذكره الترمذي عقب الحديث ما نصُّه: (أي الحديث غريب، والغرابة تجتمع مع الصحيح وغيره). وحمزة: بَقْلة في طعمها لذع، كُنّيَ بها أنس. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 135، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في تغيير الأسماء (66)، الحديث (2839) واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير 1/ 126، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 51: (ورجاله رجال الصحيح)، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2202، ضمن ترجمة محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. (¬2) أخرجه من رواية أسامة بن أَخْدريِّ رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 5/ 239 - 240، كتاب الأدب (35)، باب في تغيير الاسم القبيح (70)، الحديث (4954)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 276، كتاب الأدب، باب تفاؤل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالأسماء، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه أبو داود تعليقًا في السنن 5/ 241 - 243، كتاب الأدب (35)، باب في تغيير الاسم القبيح (70)، عقب الحديث (4956)، فقال: (قال أبو داود: وغيَّر النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اسم العاص. . .) ثم قال في آخرها: (تركت أسانيدها للاختصار)، قوله: "عَتَلَة" بفتحات لأن معناه الغلظة والشدة، قوله: "حُبَاب" بضم الحاء وموحدتين اسم الشيطان ويقع على الحية. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 119، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 259، باب ما يقول الرجل إذا زكى، الحديث (763)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 254، كتاب الأدب (35)، باب في قول الرجل: زعموا (80)، الحديث (4972)، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 68، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من قوله: (بئس مطية الرجل =

3713 - وعن حذيفة عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تقولوا: ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ فلانٌ، وقولوا: ما شاءَ اللَّهِ ثم شاءَ فلانٌ" (¬1). 3714 - ويروى: "لا تقولوا ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ محمدٌ، وقولوا ما شاءَ اللَّهُ وحدَهُ" (¬2) (منقطع). 3715 - وقال: "لا تقولوا للمنافقِ سيدٌ، فإنه إنْ يكُ سيدًا فقد أَسخطتم ربَّكم" (¬3). 3716 - عن عائشة: "قالت امرأةٌ: يا رسولَ اللَّهِ إني ولدتُ غلامًا ¬

_ = زعموا" واللفظ لهم، وقال الخطَّابي في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود للمنذري) 7/ 267 ما نصُّه: (وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه، وإنما هو شيء يحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذمَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الحديث ما كان هذا سبيله، وأمر بالتثبت فيه). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 384، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 259، كتاب الأدب (35)، باب لا يقال خَبُثَت نفسي (84)، الحديث (4980)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 544، باب النهي أن يقال ما شاء اللَّه وشاء فلان، الحديث (985). (¬2) هذا الحديث مُخَرَّج من طريقين: • الأولى: من رواية جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 659، الحديث (8384)، وعزاه لسمويه، وللبيهقي في شعب الإيمان. • الثانية: من رواية الطفيل بن سخبرة رضي اللَّه عنه، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 659، الحديث (8384)، وعزاه للخطيب في المتفق والمفترق، ولابن النَّجار، وذكره البغوي في شرح السنة 12/ 361، وقال: (وروي بإسناد منقطع أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال. . .) وساقه. (¬3) أخرجه من رواية بريدة الأسلمي رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 346 - 347، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 258 - باب لا يقال للمنافق سيد، الحديث (761)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 257، كتاب الأدب (35)، باب لا يقول المملوك ربي. . . (83)، الحديث (4977) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 248، باب النهي عن أن يقال للمنافق سيدنا، الحديث (244)، وأخرجه ابن السُّني في عمل اليوم والليلة، ص 150، من طريق النسائي باب من لا يجوز أن يخاطب بالسؤدد، الحديث (393).

فسمَّيتُه محمدًا وكنَّيتُه أبا القاسمِ، فذُكِرَ لي أنَّكَ تَكرهُ ذلكَ؟ قال: ما الذي أحلَّ اسمي وحرَّمَ كنيتي! أو ما الذي حرَّمَ كنيتي وأحلَّ اسمي" (¬1) (غريب) (¬2). 3717 - عن المِقْدام بن شُرَيحٍ، عن أبيهِ شُرَيحٍ، عن أبيه هانئٍ (¬3) قال: "إنَّه [لمَّا] (¬4) وفَدَ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم معَ قومِه سمعَهم يُكَنُّونَه بأبي الحكم، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: اللَّهُ هوَ الحكمُ وإليهِ الحُكْمُ؟ فقال: كانَ قومي إذا اختلفُوا في شيءٍ أَتَوني فحكمتُ بينَهم فرضيَ الفريقانِ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ما أحسنَ هذا، فما لكَ مِن الولدِ؟ قال: شُرَيحٌ ومسلمٌ وعبدُ اللَّهِ، قال: فمَن أكبرُهم؟ قلتُ: شُريح، قال: فأنتَ أبو شُريحٍ" (¬5). 3718 - عن مسروق قال: "لقيتُ عمرَ رضي اللَّهُ عنه فقال: مَن أنتَ؟ قلتُ: مسروقُ بنُ الأجدعِ، قال عمرُ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 251، كتاب الأدب (35)، باب في الرخصة في الجمع بينهما (76)، الحديث (4968)، وقال المناوي في كشف المناهج، ق 95/ ب: (قال الطبري لا يروى عن عائشة إلّا بهذا الإسناد). (¬2) تقدم هذا الحديث في مخطوطة برلين، وموضعه بعد حديث جابر رقم (3706). (¬3) تحرفت العبارة في المطبوعتين إلى: (عن أبيه ابن شريح، عن أبيه هات)، والصواب ما أثبتناه كما في الأصل المخطوط، ق 215/ ب. (¬4) ساقطة من مخطوطة برلين، ومن المطبوعة، وأثبتناها من البخاري، وأبي داود والنسائي. (¬5) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 273، باب كنية أبي الحكم، الحديث (813) , وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 240، كتاب الأدب (35)، باب في تغيير الاسم القبيح (70)، الحديث (4955)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 226، كتاب آداب القضاة (49)، باب إذا حكموا رجلًا فقضى بينهم (7)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 24، كتاب الإيمان، باب إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، وقد تقدم هذا الحديث في مخطوطة برلين، فجاء أول حديث في هذا الباب.

9 - باب البيان والشعر

عليه وسلم يقولُ: الأجدعُ شيطانٌ" (¬1) (¬2). 9 - باب البيان والشعر مِنَ الصِّحَاحِ: 3719 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "قدمَ رجلانِ مِن المشرقِ فخطَبا فعَجِبَ النَّاسُ لبيانِهما، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ مِن البيانِ لَسِحْرًا" (¬3). 3720 - وقال: "إنَّ مِن الشعرِ لحكمةً" (¬4). 3721 - وقال: "هلكَ المُتَنَطِّعُون" (¬5) قالَها ثلاثًا. 3722 - وقال: "أصدقُ كلمةٍ قالَها الشاعرُ، كلمةُ لَبِيدٍ: أَلا كلُّ شيءٍ ما خَلا اللَّهَ باطلٌ" (¬6) ... .................. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 31، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 243، كتاب الأدب (35)، باب في تغيير الاسم القبيح (70)، الحديث (4957)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1229، كتاب الأدب (33)، باب ما يكره من الأسماء (31)، الحديث (3731) واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 279، كتاب الأدب، باب رخصة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الاسم والكنية. (¬2) تقدم هذا الحديث في مخطوطة برلين عن موضعه فجاء الحديث الثاني في هذا الباب. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 237، كتاب الطب (76)، باب إن من البيان لسحرًا (51)، الحديث (5767)، والرجلان هما: الزبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم. (¬4) أخرجه من رواية أبي بن كعب رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 10/ 537، كتاب الأدب (78)، باب ما يجوز من الشعر. . . (90)، الحديث (6145). (¬5) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2055، كتاب العلم (47)، باب هلك المُتَنَطعون (4)، الحديث (7/ 2670)، قوله: "المتنطعون" أي المتكلِّفون في الفصاحة. (¬6) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 537، كتاب الأدب (78)، باب ما يجوز من الشعر. . . (90)، الحديث (6147)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1768، كتاب الشعر (41)، الحديث (3/ 2256) واللفظ لهما. والبيت في ديوان لبيد بن ربيعة العامري، ص 132 (طبعة دار صادر ببيروت) وهو من البحر الطويل، من قصيدة يرثي بها النعمان بن المنذر مطلعها: (ألا تسألانِ المَرْءَ) وتمام البيت: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ ما خَلَا اللَّهَ باطِلُ ... وكُلُّ نَعيمٍ لا مَحَالَةَ زَائِلُ

3723 - وعن عمرو بن الشَّريدِ، عن أبيهِ، قال: "رَدِفتُ (¬1) رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يومًا فقالَ: هل مَعَكَ مِن شعرِ أُمَيَّةَ بنِ أبي الصَّلتِ شيءٌ؟ قلتُ: نعم، قال: هِيهِ، فأنشدْتُه بيتًا فقال: هِيهِ، ثمَّ أَنشدْتُه بيتًا فقال: هيهِ، حتَّى أَنشدتُه مائةَ بيتٍ" (¬2). 3724 - وعن جُنْدُبٍ: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ في بعضِ المشاهدِ وقد دَمِيَتْ إصبَعُه فقال: هل أنتِ إلّا إصبَعٌ دَمِيتِ ... وفي سبيلِ اللَّهِ ما لَقِيتِ (¬3) 3725 - وعن البراءِ بنِ عازبٍ رضي اللَّه عنه قال: "قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يومَ قُرَيْظَةَ لحسانَ بن ثابتٍ: اهْجُ المشركينَ، فإنَّ جبريلَ معكَ" (¬4). 3726 - و"كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ لحسانَ: أَجِبْ عني، اللَّهمَّ أَيِّدْهُ بروحِ القُدُسِ" (¬5). ¬

_ (¬1) تصحفت في مخطوطة برلين إلى (رأيت)، والتصويب من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1767، الحديث (1/ 2255) قوله: "هيه" بكسر هاءين وسكون تحتية بينهما، أي هات. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 19، كتاب الجهاد (56)، باب من ينكب في سبيل اللَّه (9)، الحديث (2802) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1421، كتاب الجهاد والسير (32)، باب ما لقي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين (39)، الحديث (112/ 1796)، قوله: "إصبعٌ" بكسر الهمزة وفتح الموحدة على ما في الأصول. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 416، كتاب المغازي (64)، باب مرجع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (30)، الحديث (4124)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1933، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل حسان. . . (34) , الحديث (153/ 2486). (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 304، كتاب بدء الخلق (59)، باب ذكر الملائكة. . . (6)، الحديث (3212)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1933، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل حسان. . . (34)، الحديث (51/ 2485).

3727 - عن عائشة رضي اللَّه عنها، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "اهْجُوا قريشًا فإنه أَشَدُّ عليهم مِن رَشْقِ النَّبلِ، وقالت: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ لحسانَ: إنَّ روحَ القدسِ لا يزالُ يُؤَيِّدُكَ ما نافَحْتَ عن اللَّهِ ورسوله، وقالت: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: هَجاهم حسانُ فَشَفَى واشْتَفَى" (¬1). 3728 - عن البَراءِ (¬2) قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ينقلُ الترابَ يومَ الخندقِ حتَّى اغبَرَّ بطنُه ويقولُ: واللَّهِ لولا اللَّهُ ما اهتَدَيْنا ... ولا تَصَدَّقنا ولا صَلَّينا فأَنْزِلَنْ سكينةً علينا ... وثَبِّتِ الأقدامَ إنْ لاقَيْنا إنَّ الْأُلى قد بَغَوْا علينا ... إذا أَرادُوا فتنةً أَبَيْنا يرفعُ بها صوتَه: أَبَيْنا أَبَيْنا" (¬3). 3729 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "جعلَ المُهاجِرُونَ والأنصارُ يحفِرُون الخندقَ وينقلُونَ الترابَ وهم يقولونَ: نحنُ الذينَ بايَعُوا محمدًا ... على الجهادِ ما بَقِيْنا أبدًا ويقولُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ يجيبُهم: ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1935 - 1936، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل حسان. . . (34)، الحديث (157/ 2490)، قوله: "فشفى" أي بكلامه المسلمين، "واشتفى" أي بنفسه. (¬2) في مخطوطة برلين زيادة (بن عازب) وليست في المطبوعة ولا عند البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 399، كتاب المغازي (46)، باب غزوة الخندق. . . (19)، الحديث (4104) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1430 - 1431، كتاب الجهاد والسير (32)، باب غزوة الأحزاب. . . (44)، الحديث (125/ 1803).

[اللَّهمَّ] (¬1) لا عيشَ إلّا عيشُ الآخرةِ ... فاغفِرْ للأنصارِ والمُهاجِرة" (¬2) 3730 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأنْ يمتلئَ جوفُ رجل قيحًا [حتَّى] (¬3) يَرِيَهُ خيرٌ مِن أنْ يَمْتَلئَ شعرًا" (¬4). مِنَ الحِسَان: 3731 - عن كعب بن مالك رضي اللَّه عنه: "أنَّه قال للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ تعالى قد أنزلَ في الشعرِ ما أنزلَ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ المؤمنَ يجاهِدُ بسيفِه ولسانِه، والذي نفسي بيدِه لكأنَّما ترمُونَهم بهِ نَضْحَ النبلِ" (¬5). 3732 - عن أبي أُمامَة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) ساقطة من مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة ومن صحيحي البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 46, كتاب الجهاد (56)، باب حفر الخندق (34)، الحديث (2835)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1432، كتاب الجهاد والسير (32)، باب غزوة الأحزاب. . . (44)، الحديث (130/ 1805). (¬3) ساقطة من مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة ومن صحيح البخاري، وليست عند مسلم. (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 548، كتاب الأدب (78)، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر. . . (92)، الحديث (6155)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1769، كتاب الشعر (41)، الحديث (7/ 2257)، قوله: "يَرِيَهُ" بفتح ياء وكسر راء وسكون ياء أخرى، صفة قيح، أي يفسده، وهو داء يفسد الجوف. (¬5) أخرجه معمر في كتاب الجامع (المطبوع بآخر مصنف عبد الرزاق) 11/ 263، باب الشعر والرجز، الحديث (20500)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 456، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 494، كتاب الأدب (32)، باب في هجاء أهل الشرك (59)، الحديث (2018)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 75، الحديث (151)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 239، كتاب الشهادات، باب شهادة الشعراء، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 378، الحديث (3409)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 580، الحديث (7991)، وعزاه للبخاري في تاريخه، ولأبي يعلى، ولابن عساكر.

وسلم قال: "الحياءُ والعِيُّ شُعبَتانِ مِن الإيمانِ، والبَذاءُ والبيانُ شُعبَتانِ مِن النفاقِ" (¬1). 3733 - عن أبي ثَعلبَةُ الخُشَنيِّ رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ أَحَبَّكم إليَّ وأَقْرَبَكم مني يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا، وإنَّ أَبْغضَكم إلي وأَبْعَدَكم مني أساوِئُكم أخلاقًا الثرثارونَ المتشدِّقونَ المُتَفَيْهِقُونَ" (¬2). 3734 - عن سعد بن أبي وقاص قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتَّى يخرجَ قومٌ يأكلونَ بألسنتِهم كما تأكلُ البقرُ بألسنَتِها" (¬3). 3735 - عن عَبد اللَّه بن عمرو (¬4) أن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 269، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 375، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في العِيّ (80)، الحديث (2027)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 9، كتاب الإيمان، باب الخصال الموجبة لدخول الجنة، وقال: (صحيح على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي، قوله: "العِيّ" بكسر العين المهملة وتشديد التحتية، أي العجز في الكلام، قوله "البذاء" فحش الكلام، أو خلاف الحياء، "والبيان" الفصاحة الزائدة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 193، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 473 - 474، كتاب الأدب (32)، باب ما جاء في حسن الخلق (3)، الحديث (1917)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 221، الحديث (588)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 3/ 97، ضمن ترجمة داود بن أبي هند (214)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 193 - 194، كتاب الشهادات، باب بيان مكارم الأخلاق. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 366 - 367، الحديث (3395)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 15، الحديث (5213) وعزاه للخرائطي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 184، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 368، الحديث (3397)، من طريق أحمد، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 14/ 245، الحديث (38580) وعزاه للخرائطي في مكارم الأخلاق، ولسعيد بن منصور واللفظ لهم. (¬4) تصحف الاسم في المطبوعتين، وفي الأصل المخطوط إلى: (عبد اللَّه بن عمر)، والصواب ما أثبتناه من مسند أحمد، وسنن أبي داود والترمذي.

وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ يُبغِضُ البليغَ مِن الرجالِ الذي يتخلَّلُ بلسانِه كما تتخلَّلُ الباقِرَةُ (¬1) بلسانِها" (¬2) (غريب). 3736 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مررتُ ليلةَ أُسرِيَ بي بقومٍ تُقْرَضُ شفاهُهم بمقاريضَ مِن النَّارِ، فقلتُ: يا جبريلُ مَن هؤلاءِ؟ قال: هؤلاءِ خطباءُ أُمَّتِكَ الذينَ يقولونَ ما لا يعملونَ" (¬3) (غريب). 3737 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن تعلَّم صرفَ الكلامِ ليَسبيَ به قلوبَ الرجالِ، أو الناس، لم يقبلِ اللَّهُ منهُ يومَ القيامةِ صرفًا ولا عدلًا" (¬4). 3738 - عن عمرو بن العاص: "أنَّه قال يومًا -وقامَ رجلٌ فأكثرَ ¬

_ (¬1) كذا في الأصل المخطوط وعند أبي داود وأحمد، واللفظ في المطبوعة وعند الترمذي (البقرة) وهما بمعنى واحد. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 187، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 274، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في المتشدَّق. . . (94)، الحديث (5005) واللفظ لهما، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 141، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الفصاحة. . . (72)، الحديث (2853)، وقال: (حديث حسن غريب من هذا الوجه). (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 274، الحديث (2060)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 180، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 386، ضمن ترجمة مالك بن دينار (200)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 10/ 209، الحديث (29106)، وعزاه لعبد بن حميد، والطبراني في الأوسط، وسعيد بن منصور، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1353، الحديث (4801)، وعزاه للترمذي وقال: (هذا حديث غريب) وتبعه المناوي في كشف المناهج، ق 94/ أ، وقال: (رواه الترمذي من حديث قتادة عن أنس وقال: حسن غريب)، ولكنا لم نجده عند الترمذي في السنن والشمائل، ولم نجده ضمن أطراف قتادة عن أنس في تحفة الأشراف للمزي، واللَّه أعلم بالصواب. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 274، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في المتشدق. . . (94)، الحديث (5006)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 764 وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان.

10 - باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

القولَ [فقال عمرو] (¬1) - لو قصدَ في قولهِ لكانَ خيرًا لهُ، سمعتُ (¬2) رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: لقد رأيتُ، أو أُمِرتُ، أنْ أتجَوَّزَ في القولِ، فإنَّ الجوازَ هُوَ خيرٌ" (¬3). 3739 - عن صخرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدةَ، عن أبيه، عن جدَّه رضي اللَّه عنهم، قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "إنَّ مِن البيانِ سحرًا، وإنَّ مِن العلمِ جهلًا، وإنَّ مِن الشَعرِ حُكْمًا، وإنَّ مِن القولِ عِيالًا" (¬4). 10 - باب حفظ اللسان والغيبة والشتم مِنَ الصِّحَاحِ: 3740 - قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فليقلْ خيرًا، أو لِيَسْكُت" (¬5). ¬

_ (¬1) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة وسنن أبي داود. (¬2) العبارة في المطبوعة: (فإني سمعت)، وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 275 - 276، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في المتشدق في الكلام (94)، الحديث (5008)، واللفظ له، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 646، وعزاه أيضًا للطبراني في الكبير، وللبيهقي في شعب الإيمان. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 278، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في الشعر (95)، الحديث (5012) واللفظ له، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 269، وعزاه للروياني، وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة، والعسكري في الأمثال، قوله: "عِيالًا" وهو عرضك حديثك وكلامك على من لا يريده، وقوله: "حُكْمًا" بضم فسكون أي حكمة. (¬5) هذا الحديث متفق عليه من روايتين: • الأولى: من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 445، كتاب الأدب (78): باب من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (31)، الحديث (6018)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 68، كتاب الإيمان (1)، باب الحث على إكرام الجار. . . (19)، الحديث (75/ 47) واللفظ له. • الثانية: من رواية أبي شُرْيح، رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 308، كتاب =

3741 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وما بينَ رجلَيْهِ أضمنْ له (¬1) الجنةَ" (¬2). 3742 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ مِن رضوانِ اللَّهِ لا يُلْقي لها بالًا يرفعُه اللَّهُ بها درجاتٍ، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سخطِ اللَّهِ لا يُلقي لها بالًا يَهوي بها في جهنمَ" (¬3)، ويُروى: "يهوي بها في النَّارِ أبعدَ ما بينَ المشرقِ والمغربِ" (¬4). 3743 - وقال سِبابُ المسلمِ فُسوقٌ وقِتالُه كفرٌ" (¬5). 3744 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "أيُّما رجلٍ قالَ لأخيهِ: كافرٌ فقد باءَ بها أحدُهما" (¬6). ¬

_ = الرقاق (81)، باب حفظ اللسان. . . (23)، الحديث (6476)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 1/ 69، الحديث (48/ 77) واللفظ لهما. (¬1) العبارة في المطبوعة (أضمن له على اللَّه الجنة) وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬2) أخرجه من رواية سهل بن سعد رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 11/ 308، كتاب الرقاق (81)، باب حفظ اللسان (23)، الحديث (6474)، قوله: "لَحْيَيه" بفتح اللام منبت الأسنان، وما بينهما هو اللسان. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 11/ 308، كتاب الرقاق (81)، باب حفظ اللسان. . . (23)، الحديث (6478). (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر نفسه، الحديث (6477)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2290، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب التكلم بالكلمة. . . (6)، الحديث (50/ 2988) واللفظ له. (¬5) متفق عليه من رواية ابن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 110، كتاب الإيمان (2)، باب خوف المؤمن. . . (36)، الحديث (48)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 81، كتاب الإيمان (1)، باب بيان قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: سباب المسلم فسوق. . . (28)، الحديث (116/ 64). (¬6) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 514، كتاب الأدب (78)، باب من أكفر أخاه. . . (73)، الحديث (6104) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 79، كتاب الإيمان (1)، باب (111/ 60).

3745 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يرمي رجلٌ رجلًا بالفسوقِ ولا يرميهِ بالكفرِ إلّا ارتدَّتْ عليهِ إنْ لم يَكُنْ صاحبهُ كذلك" (¬1). 3746 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن دَعا رجلًا بالكفرِ، أو قال عَدُوًّا للَّهِ وليسَ كذلك إلّا حارَ عليهِ" (¬2). 3747 - وقال: "المُسْتَّبانِ ما قالا، فعلى البادِئِ ما لم يَعْتَدِ المظلومُ" (¬3). 3748 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لا ينبغي لصِدِّيقٍ أنْ يكونَ لعَّانًا" (¬4). 3749 - وقال: "إنَّ اللَّعَّانِينَ لايكونونَ شهداءَ ولا شفعاءَ يومَ القيامةِ" (¬5). 3750 - وقال: "إذا قال الرجلُ: هلكَ النَّاسُ فهو أَهْلَكَهم" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 10/ 464، كتاب الأدب (78)، باب ما ينهى عن السِّباب. . . (44)، الحديث (6045). (¬2) أخرجه من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 1/ 79 - 80، كتاب الإيمان (1) , باب بيان حال إيمان من رغب. . . (27)، الحديث (61/ 112)، وقد ذكر الخطيب التبريزي الحديث في مشكاة المصابيح 3/ 1357، وقال: (متفق عليه)، ولعل مراده التخريج عن البخاري بالمعنى وهو الحديث السابق، أما هذه الرواية التي فصلها البغوي عن الرواية السابقة فقد تفرد بها مسلم، ولذلك لم يعزه المناوي في كشف المناهج، ق 100/ ب إلّا إلى مسلم. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 200، كتاب البر. . . (45)، باب النهي عن السباب (18)، الحديث (68/ 2587). (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2005،كتاب البر. . . (45)، باب النهي عن لعن الدواب (24)، الحديث (84/ 2597). (¬5) أخرجه من رواية أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2006، كتاب البر. . . (45)، باب النهي عن لعن الدواب (24)، الحديث (86/ 2598). (¬6) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2024، كتاب البر. . . (45)، باب النهي من قول: هلك الناس (41)، الحديث (139/ 2623).

3751 - وقال: "تجدونَ شرَّ الناسِ يومَ القيامةِ ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ وهؤلاءِ بوجهٍ" (¬1). 3752 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يدخلُ الجنةَ قَتَّاتٌ" (¬2)، ويروى: "لا يدخلُ الجنةَ نَمَّامٌ" (¬3). 3753 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "عليكم بالصدقِ فإنَّ الصدقَ يَهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ، وما يزالُ الرجلُ يَصْدُقُ ويتحرَّى الصدقَ حتَّى يُكْتَبَ عندَ اللَّهِ صدِّيقًا، وإيَّاكم والكذبَ فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ الرجلُ يكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتَّى يُكْتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا" (¬4)، وفي رواية: "إنَّ الصدقَ بِرٌ وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، وإنَّ الكذبَ فجورٌ وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 474، كتاب الأدب (78)، باب ما قيل في ذي الوجهين (52)، الحديث (6058)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2011، كتاب البر. . . (45)، باب ذم ذي الوجهين. . . (26)، الحديث (100/ 2526) واللفظ له. (¬2) متفق عليه من رواية حذيفة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 472، كتاب الأدب (78)، باب ما يكره من النميمة. . . (50)، الحديث (6056)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 101، كتاب الإيمان (1)، باب بيان غلظ تحريم النميمة (45)، الحديث (169/ 105) قوله: "قَتَّات" بفتح القاف وتشديد التاء أي النمام. (¬3) أخرجه من رواية حذيفة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (168/ 105). (¬4) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 507، كتاب الأدب (78)، باب قول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (69)، سورة التوبة (9)، الآية (119)، الحديث (6094)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2013، كتاب البر. . . (45)، باب قبح الكذب. . . (29)، الحديث (105/ 2607) واللفظ له. (¬5) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: مسلم في المصدر نفسه، الحديث (104/ 2607).

3754 - وقال: "ليسَ الكذابُ الذي يُصْلِحُ بينَ الناسِ ويقولُ خيرًا ويَنْمِي خيرًا" (¬1). 3755 - وقال: " إذا رأيتم المدَّاحينَ فاحثُوا في وجوهِهم الترابَ" (¬2). 3756 - وعن أبي بَكْرةَ رضي اللَّه عنه قال: " أثنى رجلٌ على رجلٍ عندَ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: ويلكَ قطعتَ عنقَ أخيكَ، ثلاثًا، مَن كانَ منكم مادِحًا لا مَحالَةَ فليَقُلْ: أحسبُ فلانًا، واللَّهُ حسيبُه، إنْ كانَ يَرَى أنَّه كذلكَ، ولا يُزَكِّي على اللَّهِ أحدًا" (¬3). 3757 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُه أعلمُ، قال: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرهُ، قيلَ: أفرأيتَ إنْ كانَ في أخي ما أقولُ؟ قال: إنْ كانَ فيهِ ما تقولُ فقد اغتبْتَهُ وإنْ لم يكنْ فيهِ فقد بَهَتَّهُ" (¬4)، ويروى: "إذا قلتَ لأخيكَ ما فيهِ فقد اغتبْتَهُ وإذا قلتَ ما ليسَ فيهِ فقد بَهَتَهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أم كلثوم بنت عقبة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 299، كتاب الصلح (53)، باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس (2)، الحديث (2692)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2011، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الكذب. . . (27)، الحديث (101/ 2605) واللفظ له. (¬2) أخرجه من رواية المقداد بن الأسود رضي اللَّه عنه: مسلم في الصحيح 4/ 2297، كتاب الزهد. . . (53)، باب النهي عن المدح. . . (14)، الحديث (69/ 3002). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 552، كتاب الأدب (78)، باب ما جاء في قول الرجل ويلك (95)، الحديث (6162) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2296، كتاب الزهد. . . (53)، باب النهي عن المدح. . . (14)، الحديث (65/ 3000). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2001، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الغيبة (20)، الحديث (70/ 2589). (¬5) هذه الرواية أخرجها البغوي بسنده في شرح السنة 13/ 139، باب تحريم الغيبة، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، ونَصُّ روايته: (إذا قلت ما ليس فيه فقد بَهَتَّهُ) الحديث (3561)، ولم أجدها عند غيره.

3758 - وعن عائشة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا استأذنَ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: ائذنُوا له فبِئسَ أخو العَشِيرَةِ، فلمَّا جلسَ تَطَلَّقَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في وجهِهِ وانبسطَ إليه فلمَّا انطلقَ الرجلُ قالت عائشةُ رضي اللَّه عنه: يا رسولَ اللَّهِ قلتَ لهُ كذا وكذا، ثمَّ تطلَّقتَ في وجهِهِ وانبسطتَ إليه! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: مَتَى عَهِدْتِني (¬1) فَحَّاشًا؟ إنَّ شرَّ الناسِ عندَ اللَّه منزلةً يومَ القيامةِ مَن تركَهُ النَّاسُ اتقاءَ شرِّه" (¬2)، ويروى: "اتقاءَ فُحْشِه" (¬3). 3759 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "كلُّ أُمتي مُعافَى إلّا المُجاهرينَ، فإنَّ مِن المجاهرةِ أنْ يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا ثم يُصبحُ وقد ستَرَهُ اللَّهُ فيقولُ: يا فلانُ عَمِلْتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد باتَ يسترُه ربُّه ويُصْبحُ يكشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنه" (¬4). مِنَ الحِسَان: 3760 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن تركَ الكذبَ ¬

_ (¬1) تحرف اللفظ في المطبوعتَيْن، وفي الأصل المخطوط إلى: (عاهدتني) والصواب ما أثبتناه كما في صحيح البخاري. (¬2) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 452، كتاب الأدب (78)، باب لم يكن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فاحشًا. . . (38)، الحديث (6032)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2002، كتاب البر. . . (45)، باب مداراة من يُتَّقَى فحشه (22)، الحديث (73/ 2591). (¬3) متفق عليه من رواية عائشة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 10/ 471، باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد. . . (48)، الحديث (6054)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق واللفظ لهما. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 486، كتاب الأدب (78)، باب ستر المؤمن على نفسه (60)، الحديث (6069) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 229، كتاب الزهد. . . (53)، باب النهي عن هتك الإنسان. . . (8)، الحديث (52/ 2990).

وهو باطلٌ بُنيَ له في رَبَضِ الجنَّةِ، ومَن تركَ المِراءَ وهو مُحِقٌّ بُنيَ له في وسطِ الجنَّةِ، ومَن حَسَّنَ خُلُقَه بُنيَ له في أعلاها" (¬1) (غريب). 3761 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أتدرونَ ما أكثرُ ما يُدْخِلُ الناسَ الجنةَ؟ تقوى اللَّهِ وحسنُ الخُلُقِ، أتدرونَ ما أكثرُ ما يُدخِلُ الناسَ النَّارَ؟ الْأجْوَفانِ: الفمُ والفرجُ" (¬2). 3762 - وقال: "إنَّ الرجلَ ليتكلمُ بالكلمةِ مِن الخيرِ ما يعلمُ مَبْلَغَها، يكتبُ اللَّهُ له بها رضوانَه إلى يومِ يلقاهُ، وإنَّ الرجلَ ليتكلمُ بالكلمةِ مِن الشر ما يعلمُ مبلغَها، يكتبُ اللَّهُ بها عليهِ سخطَه إلى يومِ يلقاهُ (¬3) " (¬4). ¬

_ (¬1) هذا الحديث مخرَّج من ثلاث طرق: • الأولى: من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه الترمذي في السنن 4/ 358، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في المِراء (58)، الحديث (1993)، وقال: (حديث حسن لا نعرفه إلّا من حديث سلمة بن وردان عن أنس بن مالك)، وأخرجه ابن ماجه في السنن -المقدمة- 1/ 19 - 20، باب اجتناب البدع. . . (7)، الحديث (51) واللفظ لهما. • الثانية: من رواية أوس بن الحدثان رضي اللَّه عنه، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 883 - 884، وعزاه لابن مندة وأبي نعيم، الحديث (9026). • الثالثة: من رواية مالك بن أوس، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 667 وعزاه لابن النجار، الحديث (8408) واللفظ له، قوله: "رَبَض" بفتح الراء والموحدة أي نواحيها وجوانبها من داخلها لا من خارجها. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 2/ 291، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 363، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في حسن الخلق (62)، الحديث (2004)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 8/ 1412، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الذنوب (29)، الحديث (4246)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 475، كتاب الأدب (32)، باب ما جاء في حسن الخلق (3)، الحديث (1923). (¬3) العبارة في المخطوطة (يوم القيامة) والتصويب من المطبوعة وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬4) أخرجه من رواية بلال بن الحارث رضي اللَّه عنه، مالك في الموطأ 2/ 985، كتاب الكلام (56)، باب ما يؤمر به من التحفظ. . . (2)، الحديث (5)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 469، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 559، كتاب الزهد (37)، باب في قلة الكلام (12)، الحديث (2319)، وقال: (حسن صحيح)، وأحرجه ابن ماجه في =

3763 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ويل لمن يحدِّثُ فيكذبُ ليُضحِكَ بهِ القومَ، ويلٌ له ويلٌ له" (¬1). 3764 - وقال: "إنَّ العبدَ ليقولُ الكلمةَ لا يقولُها إلّا ليُضحِكَ بها الناسَ يهوي بها أبعدَ مما بينَ السماءِ والأرضِ، وإنه ليزِلُّ عن لسانِهِ أشدَّ مما يزِلُ عن قدمِهِ" (¬2). 3765 - وقال: "كفى بالمرءِ كذبًا أنْ يحدَّثَ بكل ما سمعَ" (¬3). 3766 - وقال: "مَن صمتَ نجا" (¬4). 3767 - وقال عقبة بن عامر: "لقيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه ¬

_ = السنن 2/ 1312 - 1313، كتاب الفتن (36)، باب كف اللسان في الفتنة (12)، الحديث (3969)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 45، كتاب الإيمان، باب من قتل نفسًا معاهدة. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 315، الحديث (4125) واللفظ له. (¬1) أخرجه من رواية بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية بن حيدة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 5/ 3، 5، 7، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 296، كتاب الاستئذان، باب في الذي يكذب. . .، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 265، كتاب الأدب (35)، باب في التشديد في الكذب (88)، الحديث (4990)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 557، كتاب الزهد (37)، باب فيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس (10)، الحديث (2315). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، الخرائطي في مكارم الأخلاق، ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 556، الحديث (7887) وعزاه أيضًا للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي في شرح السنة 4/ 319، الحديث (4131). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 5/ 265 - 266، كتاب الأدب (35)، باب في التشديد في الكذب (88)، الحديث (4992)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 112، كتاب العلم، باب كفى بالمرء إثمًا. . .، وقد سبق الحديث في كتاب الإيمان، باب الاعتصام بالكتاب والسنة برقم (118) ضمن الصحاح. (¬4) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما: أحمد في المسند 2/ 177، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 299، كتاب الرقائق، باب في الصمت، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 660، كتاب صفة القيامة (38)، باب (50)، الحديث (2501) واللفظ لهما.

وسلم فقلتُ: ما النجاةُ؟ فقال: أملِكْ عليكَ لسانَكَ، ولْيَسَعْكَ بيتُكَ، وابكِ على خطيئتِكَ" (¬1). 3768 - عن أبي سعيد رفعه قال: "إذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكَفِّرُ اللسانَ فتقولُ: اتقِ اللَّهَ فينا، فإنما نحنُ بكَ فإنْ استقمتَ استقمْنا، وإنْ اعوججْتَ اعوجَجْنا" (¬2). 3769 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "مِن حُسْنِ إسلامِ المرءِ تَرْكُه ما لا يَعْنيهِ" (¬3). 3770 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "توفي رجلٌ مِن الصحابةِ فقال رجلٌ: أبشِرْ بالجنةِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: أَوَلا تدري، فلعلَّه تكلمَ فيما لا يَعينه، أو بخِلَ بما لا يُنقِصُه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في كتاب الزهد، ص 43، باب ما جاء في الحزن والبكاء، الحديث (134)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 259، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 605، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في حفظ اللسان (60)، الحديث (2406) واللفظ لهم، قوله: "أمْلِك" بفتح الهمزة، وكسر اللام أي أحفظ لسانك. (¬2) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 96، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 605، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في حفظ اللسان (60)، الحديث (2407) واللفظ له، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير 1/ 286 - 287، الحديث (454)، لابن خزيمة، وللبيهقي في شعب الإيمان، قوله: "تكفِّر" بتشديد الفاء المكسورة أي تتذلل وتتواضع. (¬3) • أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 558، كتاب الزهد (37)، باب (11)، وهو ما قبل باب في قلة الكلام (12)، الحديث (2317)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1315 - 1316، كتاب الفتن (36)، باب كف اللسان في الفتنة (12)، الحديث (3976). • وأخرجه من رواية علي بن الحسين رضي اللَّه عنه مرسلًا، مالك في الموطأ 2/ 903، كتاب حسن الخلق (47)، باب ما جاء في حسن الخلق (1)، الحديث (3)، وأخرجه الترمذي في المصدر السابق، الحديث (2318)، وقال: (علي بن حسين لم يُدْرِك علي بن أبي طالب). • وأخرجه من رواية الحسين بن علي رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 1/ 201، واللفظ لهم جميعًا. (¬4) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 558، كتاب الزهد (37)، باب (11)، الحديث (2316)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت ص 260 - 261، باب النهي عن الكلام فيما لا يعنيك، الحديث (109)، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند =

3771 - عن سفيان بن عبدِ اللَّهِ الثقفيِّ قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّهِ، ما أخوفُ ما تخافُ عليَّ قال: فأخذَ بلسانِ نفسِه وقال: هذا" (¬1) (صَحَّ). 3772 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا كذبَ العبدُ تباعدَ عنه المَلَكُ ميلًا مِن نتْنِ ما جاءَ بهِ" (¬2). 3773 - وقال: "كَبُرَتْ خيانةً أنْ تُحدِّثَ أخاكَ حديثًا هو لكَ بهِ (¬3) مُصَدِّقٌ وأنتَ بهِ كاذبٌ" (¬4). 3774 - وقال: "مَن كانَ ذا وجهينِ في الدنيا، كانَ له يومَ القيامةِ ¬

_ = 7/ 84، الحديث 1262/ 4017. وأخرجه أبو نعيم في الحلية 5/ 55 - 56 ضمن ترجمة سليمان الأعمش. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 413، وأخرجه الترمذي في السنن 7/ 604، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في حفظ اللسان (60)، الحديث (2410)، وقال: (حديث حسن صحيح)، واللفظ لهما، وعزاه المناوي في كشف المناهج، ق 102/ ب، إلى النسائي في التفسير، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1314، كتاب الفتن (36)، باب كف اللسان في الفتنة (12)، الحديث (3972)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 313، كتاب الرقاق، باب ازهد في الدنيا يحبك اللَّه، وقال: (صحيح الإِسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، الترمذي في السنن 4/ 348، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الصدق والكذب (46)، الحديث (1972)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 197 ضمن ترجمة عبد العزيز بن أبي روَّاد، واللفظ لهما. (¬3) كلمة (به) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة وسنن أبي داود. (¬4) هذا الحديث مخرَّجٌ من طريقين: • الأولى: من رواية سفيان بن أُسَيْد رضي اللَّه عنه، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 423، ضمن ترجمة سفيان بن أُسيد الحضرمي، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 142، باب إذا كذبت لرجل. . .، الحديث (395)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 253 - 254، كتاب الأدب (35)، باب في المعاريض (79)، الحديث (4971)، واللفظ لهم، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 619، وعزاه أيضًا للبغوي في معجم الصحابة، ولابن قانع، وللبيهقي في شعب الإيمان. • الثانية: من روايه النواس بن سمعان رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 4/ 183، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 6/ 99، ضمن ترجمة ثور بن يزيد، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 619، وعزاه للطبراني في المعجم الكبير، وللبيهقي في شعب الإيمان.

لسانانِ مِن نارٍ" (¬1) 3775 - وقال: "ليس المؤمنُ بالطعَّانِ، ولا باللعَّانِ، ولا الفاحشِ، ولا البَذِيء" (¬2) (غريب). 3776 - وقال: "لا يكونُ المؤمنُ (¬3) لعَّانًا" (¬4)، وفي رواية: "لا ينبغي للمؤمنِ أنْ يكونَ لعَّانًا" (¬5). 3777 - وقال: "لا تَلاعنوا بلعنةِ اللَّهِ، ولا بغضبِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عمَّار بن ياسر رضي اللَّه عنهما الدارمي في السنن 2/ 314، كتاب الرقاق، باب ما قيل في ذي الوجهين، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 430، باب إثم ذي الوجهين، الحديث (1316)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 191، كتاب الأدب (35)، باب في ذي الوجهين (39)، الحديث (4873)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 486، كتاب الأدب (32)، باب في ذي الوجهين (29)، الحديث (1979). (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 1/ 405، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 117، باب ليس المؤمن بالطعان، الحديث (313)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 350، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في اللعنة (48)، الحديث (1977)، واللفظ لها، وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 42، كتاب الإيمان (1)، باب فيما يخالف كمال الإيمان (11)، الحديث (48)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 12، كتاب الإيمان، باب. ليس المؤمن. . . وقال: (على شرط الشيخين) وسكت عنه الذهبي. (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى (الرجل) والتصويب من المطبوعة والبخاري في الأدب المفرد، والترمذي في السنن. (¬4) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، البخاري في الأدب المفرد، ص 116، باب ليس المؤمن بالطعَّان، الحديث (310)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 371، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في اللعن. . . (72)، الحديث (2019)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 47، كتاب الإيمان، باب لا ينبغي للمؤمن. . .، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 616، الحديث (8185)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان. (¬5) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما البخاري والترمذي والحاكم والمتقي الهندي في المصادر السابقة، واللفظ لهم جميعًا.

ولا بجهنمَ" (¬1) وفي رواية: "ولا بالنارِ" (¬2). 3778 - وقال: "إنَّ العبدَ إذا لعنَ شيئًا صَعِدَتْ اللعنةُ إلى السماءِ فتُغلقُ أبوابُ السماءِ دونَها، ثمَّ تهبطُ إلى الأرضِ فتغلقُ أبوابها دونَها، ثمَّ تأخذ يمينًا وشمالًا فإذا لم تجدْ مَساغًا رجعَتْ إلى الذي لُعِنَ إنْ كانَ لذلكَ أهلًا، وإلا رجعَتْ إلى قائلها" (¬3). 3779 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رجلًا نازعَتْهُ الريحُ رداءَة فلعنَها، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لا تلعنْها فإنها مأمورَةٌ، وإنه مَن لعنَ شيئًا ليسَ لهُ بأهلٍ رَجَعْتْ اللعنةُ عليهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية حميد بن هلال مرفوعًا، معمر في الجامع (المطبوع بآخر مصنَّف عبد الرزاق) 10/ 412، باب اللعن، الحديث (19531)، واللفظ له، ورواه البغوي من طريق عبد الرزاق في شرح السنة 13/ 135. (¬2) أخرجه من رواية سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه، أبو داود الطيالسي في المسند، ص 123 - الحديث (911)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 15، وأخرجه البخاري في الأدب الفرد، ص 119، باب التلاعن. . .، الحديث (321)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 211، كتاب الأدب (35)، باب في اللعن (53)، الحديث (4906)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 350، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في اللعنة (48)، الحديث (1976)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 7/ 250 - 251، الحديثان (6858 - 6859)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 48، كتاب الإيمان، باب لا تلاعنوا. . .، وصححه، ووافقه الذهبي. واللفظ لهم. (¬3) أخرجه من رواية أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 5/ 210 - 211، كتاب الأدب (35)، باب في اللعن (53)، الحديث (4905)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 204، وعزاه الطبراني في المعجم الكبير، وللبيهقي في شعب الإيمان. (¬4) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أبو داود في السنن 5/ 212، كتاب الأدب (35)، باب في اللعن (53)، الحديث (4908) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 350، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في اللعنة (48)، الحديث (1978)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 487 ,كتاب الأدب (32)، باب النهي عن سب الريح (34)، الحديث (1988).

3780 - وقال: "لا يُبَلِّغني أحدٌ مِن أصحابي عن أحدٍ شيئًا فإني أُحِبُّ أنْ أخرجَ إليكم وأنا سليمُ الصدرِ" (¬1). 3781 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "قلتُ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: حسبُكَ مِن صفيَّةَ كذا وكذا، تعني قصيرةً، فقال: لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجَ بها البحرُ لمزجَتْهُ" (¬2) (صَحَّ) (¬3). 3782 - وقال: "ما كانَ الفُحْشُ في شيءٍ إلّا شانَهُ، وما كانَ الحياءُ في شيءٍ إلّا زانَه" (¬4). 3783 - وقال: "مَن عيَّرَ أخاة بذنبٍ (¬5) لم يَمُتْ حتَّى يعمَلَهُ" (¬6) (منقطع). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية ابن مسعود رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 1/ 396، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 183، كتاب الأدب (35)، باب رفع الحديث. . . (33)، الحديث (4860) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 710، كتاب المناقب (50)، باب فضل أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (64)، الحديث (3897). وقد تقدم هذا الحديث في المخطوطة بعد الحديث (3770). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 189، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 192، كتاب الأدب (35)، باب في الغيبة (40)، الحديث (4875) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 660، كتاب صفة القامة (38)، باب (51)، الحديث (2502)، وقال: (حديث حسن صحيح) وصفية هي زوجة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وستأتي للحديث رواية أخرى بعد ثلاثة أحاديث. (¬3) تأخر هذا الحديث في المخطوطة بعد الحديث (3785). (¬4) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 165، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 164، باب الرفق، الحديث (466)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 349، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الفحش. . . (47)، الحديث (1974) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1400، كتاب الزهد (37)، باب الحياء (17)، الحديث (4185)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 709، وعزاه أيضًا لعبد بن حميد، وللبيهقي في شعب الإيمان. (¬5) في المطبوعة زيادة (قد تاب منه) وليست في المخطوطة ولا عند الترمذي. (¬6) أخرجه من رواية معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 661، كتاب صفة القيامة (38)، باب (53)، الحديث (2505)، وقال: (هذا حديث غريب وليس إسناده =

3784 - وقال: "لا تُظْهِرِ الشماتةَ لأخيكَ فيرحَمُهُ اللَّهُ ويَبْتليكَ" (¬1) (غريب). 3785 - عن عائشة رضي اللَّه عنه قالت، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "ما أُحِبُّ أنّي حَكَيْتُ أَحَدًا وأَنَّ لي كذا وكذا" (¬2) (صحيح). ¬

_ = بمتصل، وخالد بن معدان لم يُدْرِك معاذ بن جبل) وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 802، وعزاه لابن أبي الدنيا في ذمِّ الغيبة، وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة، ص 660، وعزاه لابن منيع، وللطبراني الحديث (1156). وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 82، كتاب معاشرة الناس، باب من عيَّر أخاه بذنب، وقال: (هذا حديث لا يصح عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والمتهم به محمد بن الحسن، قال أحمد بن حنبل: ما أراه يساوي شيئًا، وقال يحيى كان كذَّابًا، وقال النسائي متروك الحديث). (¬1) أخرجه من رواية واثلة بن الأسقع رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 662، كتاب صفة القيامة (38)، باب (54)، الحديث (2506)، وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن حبان في المجروحين 2/ 213، في ترجمة القاسم بن أمية الحذاء، وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة، ص 720، الحديث (1293)، وعزاه لابن أبي الدنيا، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 54، الحديث (127)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 5/ 186، ضمن ترجمة مكحول الشامي (316)، وأخرجه الشهاب القضاعي في مسند الشهاب 2/ 77، الحديث (592)، وعزاه الشوكاني في الفوائد المجموعة، ص 265، الحديث (179)، للبيهقي، وليس في السنن الكبرى، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/ 95 - 96، ضمن ترجمة سعيد بن أحمد صاحب المقابري (4679)، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 224، كتاب ذكر الموت، باب الشماتة بالمصائب، وقال: (هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) وقد دفع ابن حجر العسقلاني في أجوبته عن أحاديث المصابيح تهمة الوضع عن الحديث فقال: الحديث التاسع، حديث "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه اللَّه ويبتليك": قلت: أخرجه الترمذي من طريق مكحول عن واثلة بن الأسقع وقال: "حديث حسن غريب، ومكحول قد سمع من واثلة". وأخرج له شاهدًا يؤدي معناه من طريق ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتَّى يعمله" وقال أيضًا: "حسن غريب" هكذا وصف كلًّا منهما بالحسن والغرابة، فأما الغرابة فلتفرد بعض رواة كل منهما عن شيخه، فهي غرابة نسبية. وأما الحسن فلاعتضاد كل منهما بالآخر، وخالف ذلك ابن حبان فقال: "لا أصل له من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-". (¬2) روى بعض الأئمة هذا الحديث ضمن حديث عائشة المتقدم قبل ثلاثة أحاديث، ولم يخرجه مستقلًا هكذا إلّا الترمذي في السنن 4/ 660، الحديث (2503). أخرجه مطولًا أحمد في المسند 6/ 128 في مسند السيدة عائشة، بلفظ: "ذهبتُ أحكي امرأة أو رجلًا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال =

3786 - عن جُنْدُب (¬1) قال: "جاءَ أَعْرابيٌّ فأناخَ راحِلَتَهُ، ثمَّ عَقَلَها، ثمَّ دخل المسجدَ فصلَّى خلفَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فلما سلَّم [رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬2) أَتَى راحِلَتَهُ فأطْلَقَها، ثمَّ رَكِبَ، ثمَّ نادى: اللَّهمَّ ارْحَمْني ومُحَمَّدًا ولا تُشْرِكْ في رَحْمَتِنا أَحدًا، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أَتقولونَ هُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيره؟ أَلَمْ تَسْمَعُوا إلى ما قال! قالوا: بلى" (¬3). ¬

_ = رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . " وذكر الحديث، وأخرجه في 6/ 136 بلفظ: "عن عائشة أنها حكت امرأة فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . " وذكر الحديث، وأخرجه في 6/ 189 بلفظ: "حكيتُ للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا فقال: ما يسرّني. . . " وذكر الحديث، وأخرجه في 6/ 206 بلفظ: عن عائشة أنها ذكرت امرأة وقالت مرة حكت امرأة وقالت إنها قصيرة، فقال: اغتبتها. . . " وذكر الحديث. وأخرج الحديث أبو داود في سننه 5/ 192، كتاب الأدب (35)، باب في الغيبة (40)، الحديث (4875)، بلفظ: "قلتُ للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: حَسْبُكَ من صفية كذا وكذا -تعني قصيرة- فقال: لقد قلت كلمة لو مُزِجَت بماء البحر لمزجته، قالت: وحكيت له إنسانًا فقال. . . " وذكر الحديث، وأخرجه الترمذي في سننه 4/ 660، كتاب صفة القيامة (38)، باب (51)، الحديثان (2502) ولفظه: "حكيتُ للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا فقال: ما يسرني. . . " وذكر الحديث، والحديث (2503) وهو اللفظ الذي ساقه البغوي. وقال عقبة: (هذا حديث حسن صحيح). وقوله: "حَكَيْتُ" أي فعلتُ مثله، يقال: حكاه وحاكاه، وأكثر ما يُستعمل في القبيح: المحاكاة (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 421). (¬1) هو الصحابي جُنْدب بن عبد اللَّه بن سفيان البَجَلي رضي اللَّه عنه كما أوضحه الإمام أحمد في مسنده والمزي في تحفة الأشراف 2/ 439، 446. (¬2) ما بين الحاصرتين من سنن أبي داود. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 312، في مسند جندب بن عبد اللَّه البجلي وله تتمة عنده، وأخرجه أبو داود في سننه 5/ 197 - 198، في كتاب الأدب (35)، باب من ليس له غيبة (42)، الحديث (4885)، وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 4/ 248، في كتاب التوبة والإنابة، وتتتمة الحديث عند الحاكم: " قال: لقد حظر، رحمه اللَّه واسعة، إن اللَّه خلق مائة رحمة فأنزل رحمة يعاطف بها الخلق جنْها وإنسها وبهائمها، وعنده تسع وتسعون رحمة" وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وأقره الذهبي في "التلخيص".

11 - باب الوعد

11 - باب الوعد مِنَ الصِّحَاحِ: 3787 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "لما ماتَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وجاء أَبا بَكْرٍ مالٌ مِنْ قِبَلِ العَلاءِ بنِ الحَضْرَميِّ (¬1) فقال أبو بكر مَنْ كانَ لهُ على النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم دَيْنٌ أَوْ كانَتْ لهُ قِبَلَهُ عِدَةٌ (¬2) فَلْيأْتِنا. قال جابر رضي اللَّه عنه فقلتُ: وَعَدَني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَنْ يُعْطِيَني هكذا وهكذا وهكذا، فَبَسَطَ يَدَيْهِ ثلاثَ مرَّاتٍ، قالَ جابر رضي اللَّه عنه: فَحَثا لي حَثْيَةً فَعَدَدْتُها فإذا هي خَمْسُمائَةٍ، قالَ: خُذْ مِثْلَيْها" (¬3). مِنَ الحِسَان: 3788 - عن أبي جُحَيْفَةَ (¬4) رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه ¬

_ (¬1) العَلَاءُ بن الحضرميّ رضي اللَّه عنه صحابي، اسم أبيه: عبد اللَّه بن عماد. استعمل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- العلاءَ على البحرين وأقره أبو بكر ثم عمر، مات سنة أربع عشرة (ابن حجر، الإصابة 2/ 491) والمال الذي بعثه هو مال الجزية كما أوضحه ابن حجر في فتح الباري 4/ 475. (¬2) العِدَةُ: الوَعْدُ، ويقالان في الخير، ويُقال في الشرّ: الإيعادُ والوعيد (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5/ 206). (¬3) أخرجه البخاري في ستة مواضيع من صحيحه: في 4/ 474، كتاب الكفالة (39)، باب من تكفل عن ميت دَيْنًا (3)، الحديث (2296)، وفي 5/ 221، كتاب الهبة (51)، باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات. . . (18)، الحديث (2598)، وفي 5/ 289، كتاب الشهادات (52)، باب من أمر بإنجاز الوعد (28)، الحديث (2683)، وفي 6/ 237، كتاب فرض الخمس (57)، باب إذا بعث الإمام رسولًا في حاجة (14)، الحديث (3137)، وفي 6/ 268، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب ما أقطع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من البحرين (4)، الحديث (3164)، وفي 8/ 95، كتاب المغازي (64)، باب قصة عُمان والبحرين (73)، الحديث (4383)، وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1806 - 1807، كتاب الفضائل (43)، باب ما سُئِل رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا قطّ فقال لا، وكثرة عطائه (14)، الحديث (60/ 2314 و 61). (¬4) أبو حُجَيْفَةَ السوائي رضي اللَّه عنه: صحابي اسمه وهب بن عبد اللَّه، ويقال وهب بن وهب، توفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو مُراهِق، وولي بيت المال لعليّ. ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 2/ 154.

صلى اللَّه عليه وسلم أَبْيَضَ قَدْ شابَ، وكانَ الحَسَن بنُ عَليٍّ رضي اللَّه عنه يُشْبِهُهُ وأَمَرَ له بثلاثة عشر قَلُوصًا (¬1)، فذَهَبْنا نَقْبِضُها فَأتانا مَوْتُهُ [فَلَمْ يُعْطونا شيئًا] (¬2). فلمَّا قامَ أبو بَكْرٍ قالَ: مَنْ كانَتْ لهُ عِنْدَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عِدَةٌ فَلْيَجئْ، فَقُمْتُ إلَيْهِ فأخْبَرْتُهُ فَأمَرَ لنا بها" (¬3). 3789 - عن عبد اللَّه ابن أبي الحَمْسَاءِ (¬4) أنّه قال: "بايَعْتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قبل أن يُبْعَثَ، وبَقِيَتْ له بَقِيَّةٌ، فَوَعَدْتهُ أنْ آتيهِ بها في مكانِهِ فَنَسيتُ، فذَكَرْتُ بَعْدَ ثَلاثٍ، فإذا هُوَ في مكانِهِ، فقال: لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَيَّ، أنا ههنا مُنْذُ ثَلاثٍ أَنْتَظِرُكَ" (¬5). ¬

_ (¬1) القَلوصُ: الناقة الشابَّة، وقيل: لا تزال قَلُوصًا حتَّى تَصيرَ بازِلًا، وتُجمَع على قلاص، وقُلُص أيضًا (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 100). (¬2) ليست في المطبوعة ولا المخطوطة وأثبتناها من الأصول. (¬3) قال ابن الأثير في جامع الأصول 11/ 645: (اتفق البخاري ومسلم والترمذي على الفصل الأول من الحديث -أي إلى قوله: "وكان الحسن بن علي يشبهه"- واتفق البخاري والترمذي على الفصل الثاني -أي إلى قوله: "فلم يعطونا شيئًا"- وانفرد الترمذي بذكر أبي بكر وإعطائه إياهم). أخرجه البخاري في صحيحه 6/ 564، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3544)، وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1822، كتاب الفضائل (43)، باب شيبه -صلى اللَّه عليه وسلم- (29)، الحديث (107/ 2343)، وأخرجه بلفظه: الترمذي في سننه 5/ 128 - 129، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في العِدَة (60)، الحديث (2826)، وأخرج الحاكم في المستدرك 3/ 168، الفصل الأول من الحديث في كتاب معرفة الصحابة، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي في "التلخيص" أنه عند البخاري ومسلم. (¬4) عبد اللَّه بن أبي الحمساء العامري رضي اللَّه عنه: صحابي ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 306، وقد تصحف في المطبوعة إلى (الحسماء) وكذا تصحف في مشكاة المصابيح 3/ 1367، الحديث (4880). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 268، كتاب الأدب (35)، باب في العِدَة (90)، الحديث (4996)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 1980، كتاب الشهادات، باب من وعد غيره شيئًا. . . وفي إسناد الحديث اضطراب ساقه أبو داود عقب الحديث، وفصله المزي في تحفة الأشراف 4/ 313. وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص 32، باب. الوفاء بالوعد.

12 - باب المزاح

3790 - عن زيد بن أرقم عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إذا وَعَدَ الرجلُ أخاهُ ومِنْ نِيَّتِهِ أنْ يَفيَ فَلَمْ يَفِ وَلَمْ يَجئْ للمِيعادِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ" (¬1). 3791 - عن عبد اللَّه بن عامر أنّه قال: "دَعَتْني أُمَّي يومًا ورسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قاعِدٌ في بَيْتنا فقالَتْ: [ها] (¬2) تعالَ أُعْطيكَ، فقالَ لها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: [وما أَرَدْتِ أن تُعْطيهِ؟ قالت: أُعطيهِ تمرًا، فقال لها رَسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (2): أَما إنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطيهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ" (¬3). 12 - باب المزاح مِنَ الصِّحَاحِ: 3792 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "إنْ كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لَيُخالِطُنا حتَّى يقولَ لأخٍ في صَغير: يا أبا عُمَيْر! ما فَعَلَ النُّغَيْر (¬4) " (¬5) كان له نُغَرٌ يلعب به فمات. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في سننه 5/ 268 ,كتاب الأدب (35)، باب في العِدَة (90)، الحديث (4995)، وأخرجه الترمذي في سننه 5/ 20، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء في علامة المنافق (14)، الحديث (2633)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 198، كتاب الشهادات، باب من وعد غيره شيئًا. . . وقال الترمذي: (هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي). (¬2) ليست في المطبوعة، وهي من المخطوطة وعند أبي داود. (¬3) أخرجه بلفظه أبو داود في سننه 5/ 265، كتاب الأدب (35)، باب في التشديد في الكذب (88)، الحديث (4991)، وأخرجه بنحوه أحمد في المسند 3/ 447، في مسند عبد اللَّه بن عامر، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص 33، باب الوفاء بالوعد. (¬4) النُغَيْر: بنون ومعجمة وراء، مصغر نُغَرٌ، وهو طَيْرٌ صغير. (ابن حجر، فتح الباري 10/ 583). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 526، كتاب الأدب (78)، باب الانبساط إلى الناس (81)، الحديث (6129)، وفي باب الكنية للصبي (112)، الحديث (6203)، =

مِنَ الحِسَان: 3793 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قالوا: يا رسول اللَّه! إنَّكَ تُداعِبُنا. قال: إنّي لا أقولُ إلَّا حَقًّا" (¬1). 3794 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أَنَ رَجُلًا استَحْمَلَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقالَ: إنّي حامِلُكَ على وَلَدِ ناقةٍ، فقالَ: ما أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: وهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إلَّا النوقُ" (¬2). 3795 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال لهُ: يا ذا الأُذُنَيْنِ" (¬3). 3796 - وروي: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لِعَجوزٍ: إن الجنَّةَ لا يَدْخُلُها العُجَّزُ فَوَلَّتْ تَبْكي. قال: أَخْبِروها أنَّها لا تَدْخُلُها وهيَ ¬

_ = وأخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1692، كتاب الآداب (38)، باب استحباب تحنيك المولود (5)، الحديث (30/ 2150). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 340 و 360، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في سننه 4/ 357، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في المزاح (57)، الحديث (1990)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 248، كتاب الشهادات، باب المزاح لا ترد به الشهادة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 267، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في سننه 5/ 270، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في المزاح (92)، الحديث (4998)، وأخرجه الترمذي في سننه 4/ 357، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في المزاح (57)، الحديث (1991)، وأخرجه في الشمائل المحمدية، ص 120، باب ما جاء في صفة مزاح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (36)، الحديث (238)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 280، كتاب الشهادات، باب المزاح لا ترد به الشهادة. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 127، 260، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 272، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في المزاح (92)، الحديث (5002)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 358، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في المزاح (57)، الحديث (1992)، وأخرجه في الشمائل، ص 118، باب ما جاء في صفة مزاح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (36)، الحديث (235)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 248، كتاب الشهادات، باب المزاح لا ترد به الشهادة.

عَجُوزٌ، إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} (¬1) " (¬2). 3797 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا من البادِيَةِ اسمُهُ زاهِرُ بنُ حَرامٍ (¬3) كان يَهدي للنبىّ صلى اللَّه عليه وسلم من الباديَةِ فيُجَهِّزُهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا أرادَ أن يَخْرُجَ. فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ زاهِرًا بادِيَتُنا ونحنُ حاضِرُوهُ وكان النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يُحِبُّهُ، وكان دَميمًا (¬4)، فَأتَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَوْمًا وهُوَ يَبِيعُ مَتاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لا يُبْصِرُهُ، فقال: أَرْسِلْني، مَنْ هذا؟ فالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فَجَعَلَ لا يَأْلُو (¬5) ما أَلْزَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم حِينَ عَرَفَهُ وجَعَلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَقولُ: مَنْ يَشْتَري العَبْدَ؟ فقالَ: يا رسولَ اللَّه إذًا واللَّهِ تَجِدُني كاسِدًا، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لكِنْ عِنْدَ اللَّه لَسْتَ بِكاسِدٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) سورة الواقعة 56، الآيتان (35 - 36). (¬2) حديث مرسل من رواية الحسن بن يسار البصري، أخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 121 - 122 - باب ما جاء في صفة مزاح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (36)، الحديث (240). (¬3) زاهر بن حرام الأشجعي رضي اللَّه عنه: صحابي، ذكره الحافظ ابن حجر في الإِصابة 1/ 523، في القسم الأول من حرف الزاي وقال: (وقد جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذي في الشمائل. . .) وساق الحديث. (¬4) الدَّمَامَةُ: بالفتح القِصَر والقُبْحُ، ورجل دَمِيمٌ (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 134). (¬5) لا يألو: لا يقصِّر (المناوي، كشف المناهج ورقة 105) (¬6) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (الملحق بالمصنّف لعبد الرزاق) 1/ 454 - 455، الحديث (19688)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 161، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية، ص 120، باب ما جاء في صفة مزاح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (36)، الحديث (239). وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص 566، كتاب المناقب، باب فضل زاهر بن حرام (32)، الحديث (2276)، وأخرجه البزار في صحيحه، عزاه له الهيثمي في كشف الأستار عن زوائد البزار 3/ 271، في =

3798 - عن عوف بن مالك الأشجعي أنّه قال: "أَتَيْتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهُوَ في قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عليَّ وقالَ: ادخُلْ، فَقُلْتُ: أَكُلِّي يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: كُلُّكَ فَدَخَلْتُ" (¬1) قيل: إنما قالَ: أَدْخُلُ كُلّي مِنْ صِغَرِ القُبَّةِ (¬2). 3799 - عن النعمان بن بشير أنّه قال: "اسْتَأذَنَ أبو بَكرٍ رضي اللَّه عنه على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ عائِشةَ رضي اللَّه عنها عالِيًا، فلمَّا دَخَلَ تَناوَلَها لِيَلْطِمَها، وقالَ: لا أَراكِ تَرْفَعينَ صَوْتَكِ على ¬

_ = كتاب المناقب، باب مناقب زاهر بن حرام، الحديث (2734)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 6/ 174، في مسند أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، الحديث (701/ 3456)، وأخرجه البيهقي في السنن البكرى 10/ 248، كتاب الشهادات، باب المزاح لا ترد به الشهادة. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 369: (رجال أحمد رجال صحيح)، وهو عند البزار من رواية سالم عن زاهر بن حرام يحدث عن نفسه، وليس من طريق أنس. (¬1) حديث عوف بن مالك هذا يرْوَى عند الأئمة مُختَصَرًا ومُطَوَّلًا، وقد أورده البغوي هنا مختصرًا، أخرجه بهذا اللفظ أبو داود في السنن 5/ 271 - 272، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في المزاح (92)، الحديث (5000)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 248، كتاب الشهادات، باب المزاح لا تردَّ به الشهادة. وأخرجه مطولًا مع ذكر الشاهد -وهو قصة الاستئذان- أحمد في المسند 6/ 22، في مسند عرف بن مالك الأشجعي رضي اللَّه عنه، وتتمته عنده: "فدخلت عليه وهو يتوضّأ وضوءًا مكيثًا، فقال لي: يا عوف بن مالك! سِتًّا قبل الساعة: موت نبيكم، خذ إحدى، ثمَّ فتح بيت القدس، ثمَّ موت يأخذكم تقعصون فيه كما تقعص الغنم، ثمَّ تظهر الفتن وبكثرة المال حتَّى يُعطى الرجلُ الواحدُ مائة دينار فيسخطها، ثمَّ يأتيكم بنو الأصفر تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا" وكذا أخرجه ابن ماجه في سننه 2/ 1642، كتاب الفتن (36)، باب أشراط الساعة (25)، الحديث (4042). وأخرجه مطولًا بدون قصة الاستئذان البخاري في صحيحه 6/ 277، كتاب الجزية (58)، باب ما يُحْذَرُ مِن الغدر (15)، الحديث (3176) ولفظه: "أَتَيْت النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة تبوك وهو في قُبَّةٍ من آدم فقال: اعدُدْ سِتًّا بين يدي الساعة. . . " وذكره، وكذا أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 419، في في كتاب الفتن والملاحم، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 223، كتاب الجزية، باب مهادنة الأئمة بعد رسول رب العزّة. (¬2) هذا التفسير من عثمان بن أبي العاتكة كما ذكر أبو داود عقب الحديث.

13 - باب المفاخرة والعصبية

رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَجَعَلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَحْجُزُهُ، وَخَرَجَ أَبو بكرٍ مُغْضَبًا، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم حين خَرَجَ أبو بكر: كيفَ رَأَيْتيني أَنْقَذْتكِ مِنَ الرَّجُلِ؟ قالَ (¬1): فَمَكَثَ أبو بكر أيامًا، ثمَّ اسْتَأذَنَ فَوَجَدَهُما قد اضْطَجَعا، فقالَ لهما: أَدْخِلاني في سِلْمِكُما كما أَدْخَلْتُماني في حَرْبِكُما، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: قَدْ فَعَلْنا، قد فَعَلْنا" (¬2). 3800 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تُمارِ (¬3) أَخاكَ، ولا تُمازِحْهُ، ولا تَعِدْهُ مَوْعِدًا فَتُخْلِفَهُ" (¬4) (غريب). 13 - باب المفاخرة والعصبية مِنَ الصِّحَاحِ: 3801 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قالَ: أكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاهُمْ. قالوا: لَيْسَ عَن هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فَأكْرَمُ النَّاسِ يوسف نَبيُّ اللَّهِ، ابنُ نَبيِّ ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (قالت) والتصويب من سنن أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 271، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في المزاح (92)، الحديث (4999)، وأخرجه النسائي في الكبرى عزاه له المِزي في تحفة الأشراف 9/ 28، في أطراف النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه. (¬3) لا تُمارِ: المِراءُ الجِدالُ، والتَّمَارِي والمُمَاراة: المجادَلَة على مذهب الشك والريبة (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 322). (¬4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 142 - 143، باب لا تعد أخاك شيئًا فتخلفه (185)، الحديث (396)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 359، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في المراء (58)، الحديث (1995)، وأخرجه أبو نُعَيم في حلية الأولياء 3/ 344، في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس (245)، وأخرجه الغزالي في إحياء علوم الدين 3/ 116، في كتاب آفات اللسان، الآفة الرابعة، المراء والجدال.

اللَّهِ، ابنُ نَبيِّ اللَّهِ، ابنُ خَليلِ اللَّهِ. قالُوا: لَيْسَ عَنْ هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فَعَنْ مَعادِنِ العَرَبِ تَسْأَلوني؟ قالُوا: نَعَمْ. قالَ: فَخِيارُكُمْ في الجاهِلِيَّةِ خيارُكُم في الإِسْلامِ إذا فَقِهُوا" (¬1). 3802 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الكَريمُ ابنُ الكَريمِ، ابنُ الكَريمِ، ابنُ الكَريم: يوسفُ بنُ يعقوبَ بن إسْحقَ بنِ إبراهيمَ" (¬2). 3803 - عن البراء بن عازب "أنه قالَ في يوم حنين: كانَ أبو سُفْيانَ بنِ الحارِثِ (¬3) آخِذًا بعِنانِ بَغْلَتِهِ يعني بَغْلَةَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم (¬4) - فلمَّا غَشِيَهُ المُشْرِكون نَزَلَ فَجَعَلَ يَقُولُ: أنا النبىُّ لا كَذِبْ ... أنا ابنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 362، كتاب التفسير (65)، باب {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7] (2)، الحديث (4689) وهذا لفظه، وأخرجه في 6/ 387، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (8)، الحديث (3353)، وأخرجه في 6/ 414، باب: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} (14)، الحديث (3374)، وفي 6/ 417، باب قول اللَّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} (19)، الحديث (3383)، وفي 6/ 525، كتاب المناقب (61)، باب قول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} (1)، الحديث (3490) مختصرًا. وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1846، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل يوسف عليه السلام (44)، الحديث (168/ 2378). (¬2) أخرجه البخاري عن ابن عمر رضي اللَّه عنه في ثلاثة مواضع من صحيحه: في 6/ 419، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} (19)، وفي 6/ 551، كتاب المناقب (61)، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية (13)، تعليقًا عن ابن عمر وأبي هريرة، وأخرجه في 8/ 361، كتاب التفسير (65)، باب: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} (1)، الحديث (4688). (¬3) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما صرح به البخاري في رواية. (¬4) هذه الجملة التفسيرية مُدْرَجة في الحديث وليست منه، ولم ترد عند الشيخين، فيمكن أن تكون من قول البغوي، واللَّه أعلم.

قال: فما رُئيَ مِنَ الناسِ يَوْمَئِذٍ أَشَدٌّ مِنْهُ" (¬1). 3804 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "جاءَ رجُلٌ إلى النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: يا خَيْرَ البَرِيَّةِ (¬2)، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ذاكَ إبراهِيمُ" (¬3). 3805 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تُطْرُوني (¬4) كما أَطْرَتْ النَّصارى ابنَ مَرْيَمَ، فإنَّما أَنا عَبْدُهُ، فقولوا: عَبْدُ اللَّهِ ورَسُولهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في خمسة مواضع في صحيحه: أخرجه بلفظه مجتزأ من حديث في 6/ 164، كتاب الجهاد (56)، باب من قال: خذها وأنا ابن فلان (167)، الحديث (3042) ولفظه: عن أبي إسحاق قال: "سأل رجل البراء رضي اللَّه عنه فقال: يا أبا عمارة! أَوَلَّيْتُم يوم حُنَيْن؟ قال البراء وأنا أسمع: أما رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يُوَلِّ يومئذ. . . " وذكر الحديث، وأخرجه بألفاظ مقاربة في 6/ 69، باب من قال دابة غيره في الحرب (52)، الحديث (2864)، وفي 6/ 75، باب بغلة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- البيضاء (61)، الحديث (2874)، وفي 6/ 105، باب من صف أصحابه عند الهزيمة (97)، الحديث (2930)، وفي 8/ 28، كتاب المغازي (64)، باب قول اللَّه تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} (54)، الحديث (4317)، وأخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1400 - 1401، كتاب الجهاد والسير (32)، باب في غزوة حنين (28)، الأحاديث (78/ 1776 - 79 - 80). (¬2) البَرِيَّة: الخلق (المناوي، كشف المناهج ورقة 106). (¬3) أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1839، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل (41)، الحديث (150/ 2369). (¬4) الإطراء: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه، وذلك أن النصارى أفرطوا في مدح عيسى وإطرائه بالباطل فمنعهم -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يطروه بالباطل (المناوي، كشف المناهج ورقة 106). (¬5) هذا الحديث من رواية عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، وهو بهذا اللفظ جزء من حديث طويل يسمى حديث السقيفة، أخرجه الستة ورواه مجتزأ هكذا البخاري في صحيحه 6/ 478، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب قول اللَّه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} (48)، الحديث (3445). وأخرجه مطولًا البخاري في صحيحه 12/ 144 - 145، كتاب الحدود (86)، باب رجم الحُبلى من الزنا (31)، الحديث (6830)، وفيه ذكر الشاهد. وأخرجه مفرقًا في مواضع من صحيحه بدون ذكر الشاهد، في 5/ 109، كتاب المظالم (46)، باب ما جاء في السقائف (19)، الحديث (2462)، وفي 7/ 264، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مَقْدَم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- =

3806 - عن عِياض بن حِمار المجاشِعي (¬1) رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ أَوْحى إليَّ أَنْ تَواضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ ولا يَبْغي أَحَدٌ على أَحَدٍ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3807 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لَيَنْتَهِيَن أَقْوام يَفْتَخِرُونَ بِآبائِهِمْ الذينَ ماتُوا، إنَّما هُمْ فَحْمٌ مِنْ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونَن أَهْوَنُ على اللَّهِ من الجُعَلِ الذي يُدَهْدِهُ الخُرْءَ بأَنْفِهِ (¬3). إنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ (¬4) الجاهِلِيَّةِ وفَخْرَها بِالآباءِ إنَّما هُوَ مُؤْمِنٌ تَقيٌّ، أوْ فاجِرٌ شَقيٌّ. النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدمَ، وآدَمُ مِنْ تُرابٍ" (¬5). ¬

_ = وأصحابه المدينة (46)، الحديث (3928)، وفي 7/ 322، كتاب المغازي (64)، باب (12)، الحديث (4021)، وفي 12/ 137، كتاب الحدود (86)، باب الاعتراف بالزنا (30)، الحديث (6829)، وفي 13/ 303، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (96)، باب ما ذكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وحض على اتفاق أهل العلم (16)، الحديث (7323)، وأخرجه مسلم بدون ذكر الشاهد في صحيحه 3/ 1317، كتاب الحدود (29)، باب رجم الثيب في الزني (4)، الحديث (5/ 1691). (¬1) عياض بن حمار المجاشعي رضي اللَّه عنه: صحابي، ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 430. (¬2) هذا الحديث مجتزأ من حديث طويل أوله: "قام فينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خطيبًا فقال أنَّ اللَّه أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا. . . " وساق حديثًا طويلًا ذكر الشاهد في آخره، رواه مسلم في صحيحه 4/ 2197 - 2199، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (51)، باب الصفات التي يُعرف بها في الدنيا (16)، الحديث (64/ 2865). (¬3) الجُعَلُ: بفتح العين حيوان معروف كالخنفساء، والجُعْلُ: بسكون العين هو الإجرة على الشيء (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 276 - 277) ويُدَهْدِهُ: يُدَحْرِج، يقال: دَهْدَيْتُ الحَجَرَ ودهْدَهْتُه (المصدر نفسه 2/ 143). (¬4) العُبِّيَّةُ: بضم العين وكسرها الكِبْرُ والنخوة (البغوي، شرح السنة 13/ 124). (¬5) يروي الأئمة هذا الحديث مجتزأ ومطولًا، مع بعض التقديم والتأخير، أخرجه أحمد في المسند 2/ 361، 524، في مسند أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وأخرجه أبو داود في سننه 5/ 339 - 340، كتاب الأدب (35)، باب في التفاخر بالأحساب (120)،=

3808 - [وعن مُطَرِّف بن عبد اللَّه بن الشخير قال، قال أبي: "انطلقتُ في وفد بني عامر إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقلنا: أنتَ سَيِّدُنا. فقال: السيِّدُ اللَّهُ. فقلنا: وأفضلنا فضلًا وأعظمُنا طَوْلًا. فقال: قولوا قولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينّكم الشيطان" (¬1)] (¬2). 3809 - عن الحسن عن سمرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الحَسَبُ المالُ (¬3)، والكَرَمُ التَّقْوَى" (¬4). 3810 - وعن أُبَى بن كعب رضي اللَّه عنه أنّه قال، سمعت ¬

_ = الحديث (5116)، وأخرجه بلفظه الترمذي في سننه 5/ 734، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الشام واليمن (75)، الحديث (3955 - 3956 وهو آخر أحاديث كتابه)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 232، كتاب الشهادات، باب شهادة أهل العصبية. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 25، في مسند مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير عن أبيه، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 154 - 155، كتاب الأدب (35)، باب في كراهية التمادح (10)، الحديث (4806)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 248 - 249، باب ذكر اختلاف الأخبار في قول القائل: سيدنا وسيدي، الأحاديث (245 - 247). (¬2) هذا الحديث مؤخر في بعض النسخ إلى آخر الباب. (¬3) قال البغوي في شرح السنة 13/ 125: (قال وكيع في قوله: الحسب المال، يريد أن الرجل إذا صار ذات مالٍ عظمه الناس، وقال سفيان: إنما هو قول أهل المدينة: إذا لم يجد الرجل نفقة امرأته فرّق بينهما، ورُوِيَ عن عمر أنّه قال: حسب الرجل ماله، وكرمه دينه، وأصله عقله، ومروءته خلقه). (¬4) أخرجه الحديث أحمد في المسند 5/ 10، في مسند سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 390، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الحجرات (50)، الحديث (3271)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1410، كتاب الزهد (37)، باب الورع والتقوى (24)، الحديث (4219)، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 302، كتاب النكاح، باب المهر، الحديث (208)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 163، كتاب النكاح، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي في التلخيص، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 136، كتاب النكاح، باب اعتبار اليسار في الكفاءة.

رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "مَنْ تَعَزَّى بِعَزاءِ الجاهِلِيَّةِ فَأعِضُّوهُ بِهَنِ أبيهِ (¬1) ولا تَكْنُوا" (¬2). 3811 - عن عبد الرحمن بن أبي عقبة [عن أبي عُقْبَةَ] (¬3) رضي اللَّه عنهما وكان مولى من أهل فارس أنّه قال: "شَهِدْتُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أُحُدًا فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكينَ، فَقُلْتُ: خُذْها مِنِّي وأَنا الغُلامُ الفارِسيُّ. فَالْتَفَتَ إليَّ فقالَ: فَهَلَّا قُلْتَ: خُذْها مِنّي وأَنا الغُلامُ الأَنْصاري" (¬4). ¬

_ (¬1) قوله: "مَن تعزى بعزاء الجاهلية" له وجهان: الأول: أي انتسب وانتمى، كقولهم: يا لفلان، ويا لبني فلان. قوله: "بِهَنِ أَبيهِ" يعني ذَكَرَهُ، يجاهره بهذا اللفظ الشنيع ردًّا لما أتى به من الانتماء إلى قبيلته والافتخار بهم، وقوله: "ولا تكنوا" أي لا تكنوا عن الأير بالهن. والوجه الآخر أن معنى التعزي: التأسي والتصبُّر عند المصيبة، فيقول: إنا للَّه وإنا إليه راجعون كما أمر اللَّه عز وجل: (راجع شرح السنة 13/ 121، وكشف المناهج ورقة 103) والراجح الوجه الأول كما جاء في حديث أحمد في المسند 5/ 136، عن أبي قال: "رأيت رجلًا تعزْى عند أُبَيّ بعزاء الجاهلية افتخر بأبيه. . . " وساق الحديث. (¬2) هذا الحديث مجتزأ من حديث فيه قصة سماع أُبَيّ لرجل يتعزّى بعزاء الجاهلية، من رواية عُتَيَّ بن ضمرة عن أبي، أخرجه أحمد في المسند 5/ 136، في مسند أَبي بن كعب رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 324، باب (436)، الحديث (966)، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى في كتاب السير، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 1/ 35، في أطراف أُبَيّ، الحديث (67)، وأخرجه في عمل اليوم والليلة، ص 539 - 540، باب عزاء الجاهلية، الأحاديث (974 - 976)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 163، باب ما يقول إذا سمع من يدعو بدعاء الجاهلية، الحديث (435): وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص 188، كتاب الجنائز، باب فيمن تعزّى بعزاء الجاهلية (17)، الحديث (736)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 167، في معجم أُبَيّ بن كعب (15)، الحديث (532)، ورحاله ثقات كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 3. (¬3) ليست في المطبوعة، وأبو عقبة رضي اللَّه عنه: صحابي فارسي الأصل كان مولى للأنصار، وقيل مولى بني هاشم قيل اسمه رشيد، ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 12/ 171، في الكنى وذكر حديثه. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 342 - 343، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5123)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 931، كتاب الجهاد (24)، باب النية في القتال (13)، الحديث (2784).

3812 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ نَصَرَ قَوْمَهُ على غَيْرِ الحَق فَهُوَ كالبَعيرِ الذي رَدَى (¬1) فَهُوَ يُنْزَعُ بِذَنَبِهِ" (¬2). 3813 - عن واثلة بن الاسقع أنّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّه! ما العَصَبِيَّةُ؟ قال: أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ على الظُّلْمِ" (¬3). 3814 - وعن سُراقَةَ بن مالِكِ بنِ جُعْشُمٍ أنّه قال: "خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: خَيْرُكُمْ المُدافِعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ ما لَم يَأْثَمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة: (تردّى في البئر)، والتصويب من أبي داود، ورَدَى بفتح الدال والراء، أي سقط في بئر أو نهر. (¬2) يروى هذا الحديث موقوفًا على ابن مسعود من قوله، ويروى عنه مرفوعًا إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولفظ المرفوع "انتهيت إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو في قُبَّةٍ من أَدَم. . . " وذكر الحديث، أخرجه أبو داود في السنن 5/ 341، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5118)، وأخرج الموقوف برقم (5117)، قال الخطابي في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود) 8/ 17: (يُنْزَعُ بذنبه: معناه أنه قد وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في بئر فصار يُنزَع بذنبه ولا يُقدَر على خلاصه). (¬3) أخرجه من رواية واثلة بن الأسقع، أبو داود في السنن 5/ 341، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5119)، وأخرج الحديث ابن ماجه من رواية فُسَيْلَة قالت: "سمعت أبي يقول: سألت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقلتُ: يا رسولَ اللَّه! أمن العصبية أن يحبَّ الرجل قومَهُ؟ قال: لا، ولكن مِن العصبية أن يعين الرجلُ قومَه على الظلم"، أخرجه في السنن 2/ 1302، كتاب الفتن (36)، باب العصبية (7)، الحديث (3949). وظاهر إسناد الروايتين مختلف، لكنه في الحقيقة واحد، وقد بين ذلك ابن أبي حاتم الرازي في علل الحديث 2/ 313، في كتاب الأدب، الحديث (2453)، والمزي في تحفة الأشراف 9/ 82، وذكرا أن فُسَيْلَة هي بنت واثلة بن الأسقع، ويُقال لها أيضًا خُصَيْلة، وكذلك قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 17 - 18. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 341، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5120)، وإسناده ضعيف، قال أبو داود عقب الحديث: (أيوب بن سُويَد ضعيف)، وقال ابن أبي حاتم بانقطاعه في علل الحديث 9/ 202، 231، لعدم سماع أسامة بن زيد من =

3815 - عن جُبَيْر بن مطعم أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لَيْسَ مِنّا مَنْ دَعا إلى عَصَبِيَّةٍ، ولَيْسَ مِنا مَنْ قاتَلَ عَصَبِيَّة، ولَيْسَ مِنا مَنْ ماتَ على عَصَبِيَّةٍ" (¬1). 3816 - عن أبي الدرداء عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "حُبُّكَ الشَّيءَ يُعْمي وَيُصِمُّ" (¬2). ¬

_ = سعيد بن المسيب، وعدم سماع سعيد بن المسيب من سراقة وقال: (وهذا حديث موضوع، بابه حديث الواقدي)، وانظر ما قاله المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 18. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 343، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5121)، وهو ضعيف الإسناد، قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 19 (قال أبو داود في رواية ابن العبد: هذا مرسل، عبد اللَّه بن سليمان لم يسمع من جبير هذا آخر كلامه. وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن المكي -وقيل فيه العكي- قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول وقد أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي في سننه من حديث أبي هريرة نحوه بمعناه، أتمّ منه، ومن حديث جندب بن عبد اللَّه البجلي مختصرًا)، انظر صحيح مسلم، الحديث (1850)، وسنن النسائي 7/ 123، فيصبح حديث جبير بن مطعم حسنًا لوجود شاهد له صحيح. (¬2) أخرجه الحديث أحمد في المسند 5/ 194، في مسند أبي الدرداء رضي اللَّه عنه وفي 6/ 450، في بقية حديث أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 1/ 172، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 346 - 347، كتاب الأدب (35)، باب في الهوى (125)، الحديث (5130)، وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 328، في ترجمة بلال بن أبي الدرداء، وأخرجه الشهاب القضاعي في مسنده 1/ 157، الحديث (151/ 219)، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين، الأحاديث (1454 و 1468)، وأخرجه الغزالي في إحياء علوم الدين 3/ 32، كتاب شرح عجائب القلب، باب تفصيل مداخل الشيطان إلى القلب، وذكره الميداني في مجمع الأمثال 1/ 196، المثل (1037)، في فصل الحاء، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير 1/ 499، للحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" والعسكري في "الأمثال"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والطبراني في "المعجم الكبير". وقد تكلم المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 31، على إسناد الحديث فقال: (في إسناده: بقية بن الوليد، وأبو بكر بُكير بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغساني السَّامي، وفي كل واحد منهما مقال. وروى عن بلال عن أبيه قوله، ولم يرفعه. وقيل: إنه أشبه بالصواب. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وروى من حديث معاوية بن أبي سفيان. ولا يثبت. وسئل ثعلب عن معناه؟ فقال: يعمي العين عن النظر إلى مساويه، ويُصِمَّ الأذن عن استماع العَذْل فيه، وأنشأ يقول: وَكَذَّبْتُ طَرفِي فِيكَ، وَالطَّرفُ صَادِقٌ ... وَأَسْمَعْتُ أُذُنِي فِيكَ ما لَيْسَ تَسْمَعُ وقال غيره: يعمى ويصم عن الآخرة. وفائدته: النهي عن حُبِّ ما لا ينبغي الإغراقُ في حبه). وهذا الحديث هو العاشر من الأحاديث التي رماها القزويني (750 هـ) بالوضع في كتاب "المصابيح" وقد تبع بذلك ابن الجوزي (597 هـ) حيث أورد الحديث في كتابه "الموضوعات" والصاغاني (650 هـ) حيث أورد الحديث في كتابه "الدر الملتقط في تبيين الغلط" مستدركًا فيه على كِتَابَيْ الشهاب والنجم وما فيهما من الموضوع وهو الحديث الثاني عشر من كتابه. وكذا أورده الحافظ أحمد المقدسي في كتابه "تذكرة الموضوعات"، الحديث (199)، والفتني الهندي (986 هـ) في كتابه "تذكرة الموضوعات"، ص 199 حيث قال: (ذكره أبو الفرج -ابن الجوزي- والصغاني في "الموضوعات، والقزويني ذكره في "المصابيح" في -باب- المفاخرة وهو موضوع)، وأورده المُلا علي القاري (1014 هـ) في كتابه "الأسرار المرفوعة"، الحديث (161)، والشوكاني (1250 هـ) في كتابه "الفوائد المجموعة"، ص 255، الحديث (115). وأجاب الحافظ ابن حجر في أجوبته عن أحاديث المصابيح عن هذا الحديث فقال: (الحديث العاشر: حديث "حبك الشيء يعمي ويصم": أخرجه أبو داود من طريق خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذا. وأخرجه أحمد أيضًا من هذا الوجه مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أشبه. قاله المنذري وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم وهو شامي صدوق، طرَقَهُ لصوص ففزع فتغير عقله، فعدوه فيمن اختلط. ومعنى هذا الحديث أنه خبر يراد به النهي عن اتباع الهوى، فإنه من يفعل ذلك لا يبصر قبيح ما يفعله، ولا يسمع نصح من يرشده، وإنما يقع ذلك لمن ايفتقد أحوال نفسه، واللَّه أعلم) وخلص في آخر الرسالة من أجوبته (فصل في تلخيص من أخرج هذه الأحاديث من الأئمة الستة في كتبهم المشهورة) فقال: (العاشر: أبو داود، وهو ضعيف). كما أجاب الأئمة عن هذا الحديث في مصنفاتهم، فذكره الزركشي (794 هـ) في "التذكرة في الأحاديث المشتهرة"، ص 72، الحديث الأول من الباب الثاني: في الحكم والآداب، وذكره المناوي صدر الدين (803 هـ) في كشف المناهج الورقة 107، وذكر له شاهدًا من حديث معاوية بن أبي سفيان وقال: ولا يثبت، وذكره العراقي (806 هـ) في المغني عن حمل الأسفار 3/ 32، وخلص إلى ضعف إسناده، ونقل عنه السخاوي قوله: (ويكفينا سكوت =

14 - باب البر والصلة

14 - باب البِّرِ والصِّلَةِ مِنَ الصِّحَاحِ: 3817 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "قال رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحابَتي (¬1)؟ قال: أُمُّكَ. قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: أُمُكَ. قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: أُمُكَ. قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: [ثُمَّ] (¬2) أبوكَ" (¬3)، ¬

_ = أبي داود عليه، فليس بموضوع ولا شديد الضعف، فهو حسن واللَّه أعلم). وذكره السخاوي (902 هـ) في المقاصد الحسنة (بتحقيق الخشت)، ص 294، الحديث (381)، والسمهودي (911 هـ) في الغماز على اللماز، الحديث (87)، والسيوطي في الجامع الصغير (المطبوع مع فيض القدير للمناوي) 3/ 372، الحديث (3674)، وذكر له شاهدين: عن أبي برزة في اعتلال القلوب للخرائطي، وعن عبد اللَّه بن أنيس عند ابن عسكر في تاريخ دمشق، ورمز لحُسْنِهِ، ووافقه المناوي في فيض القدير على تحسينه، وذكر الحديث أيضًا السيوطي في الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، الحديث (187)، وذكره ابن الديبع الشيباني (944 هـ) في تمييز الطيب من الخبيث (تقديم خليل الميس)، ص 76، الحديث (503)، وذكره العجلوني (1162 هـ) في كشف الخفاء ومزيل الإلباس 1/ 410، وذكره الحوت البيروتي (1276 هـ) في أسنى المطالب، ص 125، الحديث (549). خلاصة: يمكننا استخلاص أقوال الأئمة حول الحديث مما سبق كما يلي: أولًا: ضعف إسناده، لكن سكوت أبي داود عليه يقويه. ثانيًا: يروى موقوفًا ومرفوعًا، وقد أخرج أبو داود الروايتين ورجح المنذري الموقوف. ثالثًا: للحديث ثلاث شواهد تقويه. رابعًا: حسَّنه العراقي والسيوطي ووافقه المناوي، وضعفه الحافظ ابن حجر فهو بين الضعيف والحسن، واللَّه أعلم. (¬1) في المطبوعة زيادة (أو صجتي) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم. (¬2) ليست في المخطوطة ولا المطبوعة، وأثبتناها من البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 401، كتاب الأدب (78)، باب البر والصلة (1)، الحديث (5971)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1974، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب بر الوالدين (1)، الحديث (1/ 2548) وإسنادهما واحد عن جرير عن عُمَارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زُرعة عن أبي هريرة به.

ويُروى: " [مَنْ أَبَرُّ؟ قالَ] (¬1): أمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ, ثُمَّ أمُّكَ, ثُمَّ أَباكَ, ثُمَّ أَدْناكَ" (¬2). 3819 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "رَغِمَ أَنْفُهُ، رَغِمَ أَنْفُهُ، رَغِمَ أَنْفُهُ. قيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّه؟ قال: مَنْ أَدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أَحَدَهُما أَوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ" (¬3). 3820 - وعن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: "قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمّي وَهيَ مُشْرِكَةٌ في عَهْدِ قُرَيْش (¬4) فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللَّه! إنَّ أُمَّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وهيَ راغِبَةٌ أَفَأصِلُها؟ قالَ: نَعَمْ صِليها" (¬5). 3820 ب- وعن عمرو بن العاص أنه قال سمعت النبي صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ آلَ أَبي فُلان لَيْسوا لي بأوْلياء, إنّما وَليِّيَ اللَّهُ وصالِحُ المُؤْمِنينَ ولكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّها بِبَلالِها" (¬6). ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ مسلم. (¬2) هذه الرواية أخرجها مسلم، الحديث (4/ 2548)، بإسناده عن حِبّان ووُهيب عن ابن شُبْرُمَة عن أبي زُرْعَة عن أبي هريرة به. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه مسلم في صحيحه 4/ 1978، كتاب البرّ والصلة والآداب (45)، باب رغم أنف من أدرك أبويه (3)، الحديث (9/ 2551). (¬4) قوله "في عهد قريش" وفي لفظ آخر عند البخاري في عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-"، ويفسّره رواية أخرى عند البخاري "في عهد قريش ومدتهم إذ عاهدوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-"، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 5/ 234: (وأراد بذلك ما بين الحديبية والفتح). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في أربع مواضع من صحيحه: 5/ 233، في كتاب الهبة (51)، باب الهدية للمشركين (29)، الحديث (2620)، وفي 6/ 381، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب (18)، الحديث (3183)، وفي 10/ 413، كتاب الأدب (78)، باب صلة الوالد المشرك (7)، الحديث (5978)، وباب صلة المرأة أمها ولها زوج (8)، الحديث (5979)، وأخرجه مسلم في صحيحه 2/ 696، كتاب الزكاة (12)، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين (14)، الحديث (50/ 1003). (¬6) متفق عليه إلى قوله "وصالح المؤمنين" وزاد البخاري في روايه الجزء الأخير من الحديث، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 419، كتاب الأدب (78)، باب تُبَلُّ الرحم ببَلالها (14)، =

3821 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ حَرَّم عَلَيْكُم عُقُوقَ الأُمَّهاتِ، وَوَأْدَ البَناتِ، ومَنْعًا وَهاتِ، وكَرِهَ لَكُم قِيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وَإضَاعَةَ المَالِ" (¬1). 3822 - وقال: "مِنَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ. قالوا: ¬

_ = الحديث (5990)، وأخرجه مسلم في صحيحه 1/ 197، كتاب الإيمان (1)، باب مُوالاة المؤمنين (93)، الحديث (366/ 215)، وقوله: "أبي فلان" قال البخاري في روايته في هذا الموضع "قال عمرو في كتاب محمد بن جعفر: بَيَاضٌ" وقال المناوي في كشف المناهج الورقة (108)، (قوله "فلان" هو من قول بعض الرواة، خشي أن يسميه فيترتب على تسميته مفسدة، فكنى عنه بفلان، والغرض إنما هو قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّما وليي اللَّه وصالح المؤمنين" فَلَيْسَ وَلِيّي من كان غير صالح وإن قَرُبَ نسبه. قال القاضي عياض: قيل: المكنى عنه هنا هو الحكم بن أبي العاص، وفيه التبرؤ من المخالفين، والتنبيه على موالاة الصالحين والإعلان بذلك ما لم يخف فتنة). (¬1) متفق عليه من رواية المغيرة بن شعبة، أخرجه البخاري في موضعين من صحيحه 5/ 68، كتاب الاستقراض (43)، باب ما يُنهى عن إضاعة المال (19)، الحديث (2408)، واللفظ له سوى قوله: "ومَنْعًا" فهي عنده: "ومَنَعَ" وهي عنده في الرواية الأخرى في 10/ 405، كتاب الأدب (78)، باب عقوق الوالدين من الكبائر (6)، الحديث (5975) مع اختلاف اللفظ، وأخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1341، كتاب الأقضية (30)، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة (5)، الحديث (12/ 593)، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 5/ 68: (قيل: خَصّ الأمهات بالذكر لأن العقوق إليهنَّ أسرع من الأباء لضعف النساء)، وقال في 10/ 456: (وَوَأَدُ البنات: هو دفن البنات بالحياة، وكان أهل الجاهلية يفعلون ذلك كراهة فيهن، ويقال أن أول من فعل ذلك قيس بن عاصم التميمي، وكان بعض أعدائه أغار عليه فأسر بنته فاتخذها لنفسه ثم حصل بينهم صلح فخير ابنته فاختارت زوجها، فآلى قيس على نفسه أن لا تولد له بنت إلّا دفنها حية، فتبعه العرب في ذلك، وكان من العرب فريق ثان يقتلون أولادهم مطلقًا، إما نفاسة منه على ما ينقصه من ماله، وإما من عدم ما ينْفِقُهُ عليه، قوله: "ومنعًا وهات" فيه النهي عن منع ما أمر بإعطائه وطلب ما لا يستحق أخذه، ويحتمل أن يكون النهي عن السؤال مطلقًا. وقوله "قيل وقال" فيه كراهة كثرة الكلام لأنها تؤول إلى الخطأ، وقوله: "كثرة السؤال" اختلف العلماء في المراد منه وهل هو سؤال المال، أو السؤال عن المشكلات والمعضلات، أو أعم من ذلك؟ -ونقل عن النووي في شرح صحيح مسلم قوله- اتفق العلماء على النهي عن السؤال من غير ضرورة. قوله "وإضاعة المال" محمول على الإسراف في الإنفاق).

يا رسولَ اللَّهِ! وهَلْ يَشْتِمُ الرجُلُ والِدَيْهِ؟ قال: نَعَمْ، يَسُبُّ [الرَّجُلُ] (¬1) أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَباهُ، ويَسُب أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ" (¬2). 3823 - وقال: "إنَّ مِنْ أَبَرَّ البِرِّ صِلَةُ الرَّجُل أِهْلَ وُدِّ أَبيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّي [الأَبُ] (¬3) " (¬4). 3824 - وقال: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِهِ ويُنْسَأ لَهُ في أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" (¬5). 3825 - وقال: "خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فلمَّا فَرَغَ مِنْهُ قامَتْ الرَّحِمُ فأَخَذَتْ بِحِقْوَيْ (¬6) الرحمنِ، فقالَ: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة ولفظ مسلم، ومُثْبَتة في المطبوعة وعند البخاري. (¬2) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 403، كتاب الأدب (78)، باب لا يسب الرجل والديه (4)، الحديث (5973)، وأخرجه مسلم في صحيحه 1/ 92، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الكبائر وأكبرها (38)، الحديث (146/ 90). (¬3) كلمة "الأَبُ" ليست عند مسلم، ولا عند البخاري في الأدب، وأبي داود والترمذي في السنن. (¬4) هذا الحديث من رواية عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه وهو مجتزء من حديث طويل فيه قصة، أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1979، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب فضل صلة أصدقاء الأب (4)، الحديث (13/ 2552)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 31، باب بر من كان يصله أبوه (20)، الحديث (41). (¬5) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 415، كتاب الأدب (78)، باب من يُبْسط له في الرزق بصلة الرحم (12)، الحديث (5986)، وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1982، كتاب البر والصلة والآداب (45)، الحديث (21/ 2557). (¬6) قوله "بحقوي" على التثنية من رواية الطبري لصحيح البخاري، وفي رواية ابن السكن: "بِحْقو" مفردًا. قال ابن حجر في فتح الباري 8/ 580: (ومشي بعض الشُراح على الحذف -لإشكاله- فقَالَ: "أخذت بقائمة من قوائم العرش") وهو لفظ مسلم، قال: (وقال عياض: الحِقْوُ معقد الإزار وهو الموضع الذي يُستجار به، فاستعير ذلك مجازًا للرحم في استعاذتها باللَّه من القطيعة، والمعنى على هذا صحيح مع اعتقاد تنزيه اللَّه عن الجارحة).

القَطيعَةِ، قالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ (¬1) مَنْ قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يا رَبّ، قالَ: فذاك [لَكِ] (¬2) " (¬3). 3826 - وقال: "الرَّحِمُ شُجْنَةٌ (¬4) مِنَ الرّحمن. قالَ اللَّهُ تعالى مَنْ وَصَلكِ وَصَلْتُهُ، ومَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ" (¬5). 3827 - وقال: "الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقولُ: مَنْ وَصَلَني وَصَلَهُ اللَّهُ، ومَنْ قَطَعَني قَطَعَهُ اللَّه" (¬6). ¬

_ (¬1) العبارة في المخطوطة (وأن أقطع) وما أثبتناه من المطبوعة، وهو لفظ البخاري. (¬2) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة وهي عند البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، واللفظ للبخاري وله تتمة عندهما جعلها بعض الرواة من قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وجعلها البعض الآخر من قول أبي هريرة، أخرجه البخاري في خمسة مواضع من صحيحه 8/ 580، كتاب التفسير (65)، باب {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (1)، الحديث (4830) وهذا لفظه، و (4831 - 4832) وفي 70/ 411، كتاب الأدب (78)، باب من وصل وصله اللَّه (13)، الحديث (5987)، وفي 13/ 465، كتاب التوحيد (97)، باب قوله اللَّه تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (35)، الحديث (7502)، وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1980، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (6)، الحديث (16/ 2554). (¬4) شُجْنَة: بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون، وجاء بضم أوله، وفتحه رواية ولغة، وأصل الشجنة عروق الشجر المشتبكة، وقوله "من الرحمن" أي أخذ اسمها من هذا الاسم، كما في حديث عبد الرحمن بن عوف في السنن مرفوعًا: "أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسمًا من اسمي" وسيأتي في الحسان، والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها منقطع من رحمة اللَّه (ابن حجر، فتح الباري 10/ 418). (¬5) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 417، كتاب الأدب (78)، باب من وصل وصله اللَّه (13)، الحديث (5988). (¬6) متفق عليه من رواية السيدة عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، واللفظ لمسلم، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 411، كتاب الأدب (78)، باب من وصل وصله اللَّه (13)، الحديث (5989)، ولفظه "الرحم شجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته" وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1981، كتاب البر والصلة والأداب (45)، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (6)، الحديث (17/ 2555)، وفي عزوه للشيخين خلاف، قال المناوي في كشف المناهج الورقة (109): (وعزاه الطبري لمسلم خاصة، وليس بصحيح وقد ذكره الحميدي وغيره فيما اتفق عليه الشيخان من حديث عائشة) وكذا اعتبره المزي في تحفة الأشراف 12/ 229.

3828 - وقال: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قاطِعُ [رَحِمٍ] (¬1) " (¬2). 3829 - وقال: "لَيْسَ الواصِل بالمُكافِئ، ولكنّ الواصلَ الذي إذا قطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَها" (¬3). 3830 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ لي قرابَةً أَصِلُهُمْ ويَقْطَعُوني، وأُحْسِنُ إلَيْهِمْ ويُسيئونَ إلَيَّ، وأَحْلُم عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فقالَ: لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ فَكَأَنَّما تُسِفُّهُم المَلَّ ولا يَزالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظهيرٌ عَلَيْهِمْ ما دُمْتَ على ذلك" (¬4). مِنَ الحِسَان: 3831 - عن ثوبان رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَرُدُّ القَدَرَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يَزيدُ في العُمرِ إلَّا البِرّ، وإنَّ الرَّجُلَ ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وليست عند البخاري، وأثبتناها من المطبوعة وهي عند مسلم. (¬2) متفق عليه من رواية جُبَير بن مُطْعِم رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 415، كتاب الأدب (78)، باب إثم القاطع (11)، الحديث (5984)، وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1981، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (6)، الحديث (19/ 2555). (¬3) رواه عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، أخرجه البخاري في صحيحه 10/ 423، كتاب الأدب (78)، باب ليس الواصل بالمكافئ (15)، الحديث (5991)، ومعنى الحديث: ليست حقيقة الواصل ومَن يُعتدّ بصلته مَن يكافئ صاحبه بمثل فعله، ولكنه من يتفضل على صاحبه (ابن حجر، فتح الباري 10/ 423). (¬4) أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1982، كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (6)، الحديث (22/ 2558)، والمَلُّ: بفتح الميم الرماد الحار، وتُسفُّهُمْ: بضم التاء وكسر السين وتشديد الفاء: تطعمهم. وقوله: "ظهير" أي مُعين، ودافِعٌ لأذاهم، وقوله: "ويجهلون" أي يُسيئون، والجهل هنا القبيح من القول (النووي، شرح صحيح مسلم 11/ 115).

لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذَّنْبِ يُصِيبُهُ" (¬1). 3832 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فيها قِراءَةً، فقلتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: حارِثَةَ بنِ النُّعمانِ (¬2)، كذلِكُمُ البِرُّ كَذلِكُمُ البِرُّ وكان أَبَرَّ الناسِ بأُمَّهِ (¬3) " (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 277، 280، 282، في مسند ثوبان مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه ابن ماجه في سننه 1/ 35، المقدمة، باب في القدر (10)، الحديث (90)، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 169، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من قوله "لا يرد القضاء إلّا الدعاء" وعزاه الهيثمي لابن حبان في موارد الظمآن، ص 268، كتاب البيوع (11)، باب في موانع الرزق (3)، الحديث (1090)، وأخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث 2/ 165، كتاب ثواب الأعمال، الحديث (1988)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 493، كتاب الدعاء، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وأقره الذهبي. قال البغوي في شرح السنة 13/ 6 - 7 في شرحه (ذكر أبو حاتم السجستاني أن دوام المرء على الدعاء يُطيِّبُ له ورود القضاء فكأنه ردّه، والبر يُطيِّب عيشه فكأنه زيد في عمره، والذنب يكدر عليه صفاء رزقه إذا فكّر في عاقبة أمره، فكأنه حُرِمه). (¬2) حارثة بن النعمان بن نفيع الأنصاري رضي اللَّه عنه: صحابي شهد بدرًا، ذكره ابن حجر في الإصابة 1/ 298، الترجمة (1532)، وذكر حديثه وقال: (إسناده صحيح). (¬3) قوله: (وكان أبر الناس بأمَّهِ) ليس في أصل الرواية التي ذكرها المصنف، لكنه من الرواية الأخرى للحديث، قال المناوي في كشف المناهج الورقة (109): (ووضح لنا برواية الحاكم والبيهقي أن قوله: "وكان أبو الناس بأمه" من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وليس بمدرج في الحديث). (¬4) يُروى هذا الحديث من طريقين عن السيدة عائشة، وبلفظين مختلفين، أخرجهما المصنف بإسناده تمييزًا في شرح السنة 13/ 7، كتاب الأدب، باب بر الوالدين، الحديثان (3418 و 3419) • والرواية الأولى هي التي ذكرها هنا، وهي من طريق ابن عيينة عن الزهريّ عن عمرة عن عائشة، وأخرجها من هذا الطريق الحاكم في المستدرك 2/ 308، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب حارثة بن النعمان، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) وأقرّه الذهبي. • وأما الرواية الثانية فهي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة، ولفظه: "نِمْتُ فَرَأَيْتُني في الجنة. . . " أخرجها عبد الرزاق في المصنف، الحديث (20119)، وابن وهب في الجامع، الحديث (22)، والإمام أحمد في المسند 6/ 151 - 152 و 160 - 161 في مسند السيدة عائشة رضي اللَّه عنها، والنسائي في السنن الكبرى في كتاب المناقب، الباب (26)، الحديث (3)، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 12/ 420، وأخرجه أبو نُعَيم في =

3833 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "رِضا الربّ في رِضا الوالِدِ وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوالِدِ" (¬1). ¬

_ = حلية الأولياء 1/ 356، في ترجمة حارثة بن النعمان (59)، وأخرجه البيهقي في شعب الإِيمان، عزاه له المناوي في كشف المناهج الورقة (109). (¬1) يروى هذا الحديث عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص موقوفًا بلفظ ومرفوعًا بلفظ آخر، وقد أخرج المصنِّف الحديثين تمييزًا في شرح السنة 13/ 11 - 12، في كتاب الأدب، باب برّ الوالدين، الحديث (3423) موقوفًا، والحديث (3424) مرفوعًا بلفظ "رضي اللَّه في رضى الوالد، وسخط اللَّه في سخط الوالد". وقد أخرج المصنِّف هنا لفظ الموقوف، لكن قال في أوله: (وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) فأوهم رَفْعَهُ، فَلْيُتَنَبَّه لهذا. • وأخرجه موقوفًا: البخاري في الأدب المفرد، ص 18، باب قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} (1)، الحديث الثاني من كتابه. وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 311، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء من الفضل في رضى الوالدين (3)، الحديث (1899)، واللفظ له أيضًا. • وأخرجه مرفوعًا: الترمذي في المصدر نفسه وقال عقب الحديث: (وهكذا روى أصحاب شُعبة عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه غير خالد بن الحارث عن شعبة، وخالد بن الحارث ثقة مأمون) لكن أخرجه مرفوعًا أيضًا الحاكم في المستدرك 4/ 151 - 152، كتاب البر والصلة، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 215، في ترجمة محمد بن صبيح بن السماك رقم (399)، من طريق أشعث بن سعد، وعزاه السخاوي في المقاصد الحسنة، ص 368 - الحديث (525)، للطبراني والبيهقي مرفوعًا من طريق القاسم بن سليم، وللبيهقي مرفوعًا من طريق الحسين بن وليد، وقال -البيهقي- (ورُويناه أيضًا من رواية أبي إسحاق الفزاري ويزيد بن أبي الزرقاء وغيرهم مرفوعًا). وقال السخاوي: (ورواية أبي إسحاق عند أبي يعلى). وذكر السيوطي لفظًا آخر للحديث عن ابن عمرو في الجامع الصغير (المطبوع مع فيض القدير) 4/ 33، وهو: "رضا الزب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما" وعزاه للطبراني ورمز له بالصحة. • وفي الباب عن ابن مسعود، ذكره الترمذي في المصدر السابق، وأبو نُعيم أيضًا، وعن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، أخرجه البزار في صحيحه، عزاه له الهيثمي في كشف الأستار 2/ 366، في أول كتاب البر والصلة، باب بر الوالدين، الحديث (1865)، وقال البزار عقب الحديث =

3834 - عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أنّه قال، سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "الوالِدُ أَوْسَطُ أَبْوابِ الجَنَّةِ، فَإنْ شِئْتَ فحافِظْ على البابِ أَوْ ضَيِّعْ" (¬1). 3835 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدِّه (¬2) أنّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّهِ! مَنْ أَبرّ؟ قالَ: أُمَّكَ، قلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: أُمَّكَ، قلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: أُمَّكَ، قلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: أَباكَ ثُمَّ الْأَقْرَبَ فالْأَقْرَبَ" (¬3). ¬

_ = (لا نعلم رواه عن يحيى بن سعيد إلّا عصمة) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 136: (رواه البزار، وفيه عصمة بن محمد، وهو متروك). الخلاصة: أن حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يصح مرفوعًا لطرقه وشواهده. (¬1) يُروى هذا الحديث مُخْتَصَرًا هكذا، ومُطَولًا ضمن قصة، أخرج المصنف الروايتين بإسناده تمييزًا في شرح السنة 13/ 10 - 11، كتاب الأدب، باب بر الوالدين، الحديث (3421) مطولًا، والحديث (3422) مختصرًا. • وأخرج الحديث مختصرًا، أبو داود الطيالسي في مسنده، ص 132، في مسند أبي الدرداء، رضي اللَّه عنه، الحديث (981)، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 6/ 451، في بقية مسند أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، وأخرجه ابن ماجه في السنن 8/ 1202، في كتاب الأدب (33)، باب بر الوالدين (1)، الحديث (3663). • وأخرجه مطولًا بألفاظ مختلفة: الإمام أحمد في مسنده 5/ 196، في مسند أبي الدرداء رضي اللَّه عنه، وفي 6/ 445، 447 - 448، والترمذي في السنن 4/ 311، كتاب البر والصلة (28)، الحديث (1900)، وقال: (هذا حديث صحيح)، وابن ماجه في السنن 1/ 675، كتاب الطلاق (10)، باب الرجل يأمره أبوه بطلاق امرأته (36)، الحديث (2089)، والطحاوي في مشكل الآثار 2/ 158، باب بيان مشكل ما روي في تطليق الرجال نساءهم اللاتي أمر آباؤهم بذلك، وابن حبان في صحيحه، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص 496، كتاب البر والصلة (33)، باب بر الوالدين (1)، الحديث (2023)، والحاكم في المستدرك 4/ 152، كتاب البر والصلة وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وأقره الذهبي، وعزاه المناوي في كشف المناهج الورقة (110)، للبيهقي في شعب الإيمان. (¬2) جده هو الصحابي معاوية بن حَيْدَة القشيري رضي اللَّه عنه، انظر تحفة الأشراف للمزي 8/ 427. (¬3) يروى هذا الحديث مختصرًا هكذا، ويُروى مطولًا مع تتمة، ويرويه الأئمة مفرقًا، بذكر الشاهد، وبدونه، أخرجه المصنفُ مطولًا في شرح السنة 13/ 5، كتاب الأدب، باب بر الوالدين، الحديث (3417). =

3836 - عن عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه قال، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "قالَ اللَّهُ تباركَ وتعالى: أنا اللَّهُ وأنا الرحمنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وشَقَقْتُ لها من اسمي، فَمَنْ وَصَلَها وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعها بَتَتُّهُ" (¬1). ¬

_ = • وأخرج الشاهد: الإمام أحمد في مسنده 5/ 3 في مسند بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وفي 5/ 5 في مسند معاوية بن حيدة القشيري، وأبو داود في السنن 5/ 351، كتاب الأدب (35)، باب في بر الوالدين (129)، الحديث (5139)، والترمذي في السنن 4/ 309، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في بر الوالدين (1)، الحديث (1897)، وقال: (هذا حديث حسن) وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 642، كتاب معرفة الصحافة، ذِكْرُ مُعاوية بن حيدة القشيري رضي اللَّه عنه، وفي 4/ 150، كتاب البر والصلة، من طرق وصححه، وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 2، في كتاب النفقات، باب من أحق منهما بحسن الصحبة. (¬1) يُروى هذا الحديث مجتزأ هكذا، وهو لفظ أبي داود، ويروى ضمن قصة، وله ست طرق: • الأولى وهي أصحها: سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف به، أخرجها المصنَّف في شرح السنة 13/ 22 مع القصة، وأبو داود في سننه 2/ 322، كتاب الزكاة (3)، باب في صلة الرحم (45)، الحديث (1694)، والترمذي في سننه 4/ 315، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في قطيعة الرحم (9)، الحديث (1907)، والحاكم في مستدركه 4/ 157 - 158، قال الترمذي: (حديث صحيح). • الثانية: معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن ردَّاد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف، أخرجها أبو داود، والترمذي، والحاكم في المصادر نفسها، قال الترمذي: (وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن ردّاد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف، ومعمر كذا يقول. قال محمد -يعني البخاري- وحديث معمر خطأ) وأخرجها ابن حبان في صحيحه، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص 498 - 499، كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وقطعها (3)، الحديث (2033). • الثالثة: عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي الردّاد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف به، أخرجها أحمد في المسند 1/ 194، في مسند عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه، وأخرجها الحاكم في مستدركه 1/ 194، كتاب البر والصلة. • الرابعة: يزيد بن هارون عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن قارظ، أن أباه حدثه: "أنَّه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وَصَلَتْكَ رِحمٌ، إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال. . . " وذكر الحديث، وأخرجها الحاكم في المستدرك 4/ 157.

3837 - عن عبد اللَّه بن أبي أوفى رضي اللَّه عنه أنّه قال، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لا تَنْزِل الرَّحْمَة على قَوْمٍ فيهِمْ قاطِعُ رَحِمٍ" (¬1). 3838 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصاحِبِهِ العُقوبَةَ في الدُّنْيا مَعْ ما يَدَّخِر لة في الآخِرَةِ مِنَ البَغْيِ وقَطيعَةِ الرَّحِمِ" (¬2). ¬

_ = • الخامسة: عمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب عن أبي سلمة أن أبا الردّاد الليثي، أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . به، أخرجها الحاكم في المستدرك 4/ 158. • السادسة: يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: عاد عبد الرحمن بن عوف أبا الردّاد الليثي رضي اللَّه عنهما فقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول. . . وذكر الحديث. وقد صحح الحاكم في المستدرك هذه الطرق كلها. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، وابن أبي أوفى، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة، وجبير بن مُطعم، وسيد بن زيد، وعائشة، وعبد اللَّه بن عمرو ذكرها، الترمذي والحاكم والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 149، كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وقطعها. (¬1) يروى هذا الحديث مختصرًا، مطولًا ضمن قصة، أخرجهما المصنف بإسنادين له تمييزًا في شرح السنة 13/ 27 - 28، كتاب الأدب، باب ثواب صلة الرحم وإثم من قطعها، الحديث (3439) مطولًا، والحديث (3440)، وهذا لفظه، وأخرجه مختصرًا البخاري في الأدب المفرد، ص 38، باب لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم (31)، الحديث (63)، ولفظه: "إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم"، وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1379، للبيهقي في شعب الإيمان، وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 151، للطبراني في المعجم الكبير بلفظ "إن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم" قال: "وفيه أبو آدم المحاربي وهو كذاب) وعزاه المتقي في كنز العمال 3/ 370، الحديث (6993) لابن النجار. (¬2) رواه أبو بَكْرةَ نُفَيْع بن الحارث رضي اللَّه عنه، أخرجه المصنف بإسناده في شرح السنة 13/ 26، كتاب الأدب، باب ثواب صلة الرحم، الحديث (3438)، والبخاري في الأدب المفرد، ص 27، باب عقوبة عقوق الوالدين (15)، الحديث (29)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 208، كتاب الأدب (35)، باب في النهي عن البغي (51)، الحديث (4902)، =

3839 - وقال: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنَّانٌ، ولا عاقٌّ، ولا مُدْمِن خَمْرٍ [ولا وَلَدُ زِنا] (¬1) " (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 664، كتاب صفة القيامة (38)، باب (57)، الحديث (2511)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1408، كتاب الزهد (37)، باب البغي (23)، الحديث (4211)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 356، كتاب التفسير، باب تفسير سورة النحل، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وأقره الذهبي، وأخرجه أيضًا في 4/ 162 - 163، كتاب البر والصلة من طريقين وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 151 - 152، في كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وقطعها، للطبراني وذكر للحديث تتمة انفرد بها الطبراني وهي: ". . . من قطيعة الرحم والخيانة والكذب، وإن أعجل البر ثوابًا لصلة الرحم حتَّى أن أهل البيت ليكونوا فقراء فتنموا أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا" وقد صحح الأئمة الحديث دون ذكر هذه الزيادة. (¬1) ما بين الحاصرتين من المطبوعة فقط، والراجح عدم وجودها؛ إِذْ لَمْ يذكرها المصنف في شرح السنة 13/ 17، وقد اختلف أئمة الحديث حول هذه الزيادة اختلافًا كبيرًا، فصله السخاوي في المقاصد الحسنة ص 729، وابن كثير في تفسيره، في الكلام على الآية (90)، من سورة المائدة. (¬2) رواه أبو سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه المصنف بإسناده في شرح السنة 13/ 17، كتاب الأدب، باب تحريم العقوق، الحديث (3428)، وأخرجه الإمام أحمد في المسند 3/ 28، 44 في مسند أبي سعيد رضي اللَّه عنه، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى، في كتاب العتق من طريقين عن أبي سعيد، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 4/ 353، الحديثان (4036 و 4291)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 2/ 394، في مسند أبي سعيد الخدري، الحديث (194/ 1168)، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 16/ 54، للطبري، وفي 16/ 83 - 84، لعبد الجبار بن أحمد في أماليه، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 288، كتاب الأشربة والحد فيها، باب التشديد على مُدْمِن الخمر، وعزاه المناوي في كشف المناهج الورقة (110) للبيهقي في شعب الإيمان، وعزاه في مجمع الزوائد 5/ 74، للبزار في صحيحه، وقد تكلم الأئمة في إسناده لوجود يزيد بن أبي زياد فيه. • لكن للحديث رواية أخرى عن أبي سعيد من غير طريق يزيد بن أبي زياد, أخرجها الإمام أحمد وعزاه له الحافظ ابن كثير في تفسيره، في تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ. . .} الآية (91)، من سورة المائدة (5)، وهي طريق مروان بن شجاع عن خصيف عن مجاهد به. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = كما أن للحديث شواهد كثيرة ترقى به، فقد جاء في الباب عن (11) من الصحابة موصولًا وعن مجاهد مرسلًا، أما الروايات الموصولة فهي: • ابن عمر: أخرجه ابن وهب في جامعه، عزاه له ابن كثير في المصدر السابق من تفسيره، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 43، 69، والنسائي في المجتبى من السنن 5/ 80، كتاب الزكاة، باب المنان بما أعطى، وأخرجه ابن حبان في صححه، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص 498، كتاب البر والصلة، باب في العقوق (2)، الحديث (2032)، وأخرجه البزار في مسنده، عزاه له الهيثمي في كشف الأستار 2/ 372، كتاب البر والصلة، باب العقوق، الحديث (1875 و 1876)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 72، في كتاب الإيمان، وفي 4/ 146 - 147 في كتاب الأشربة وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وأقره الذهبي، ويُروى هذا الحديث عن عُمر، أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد، ص 363 - 364، لكن الحاكم رجح رواية ابن عمر. • عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: أخرجه الطيالسي في المسند ص 303، في مسند عبد اللَّه بن عمرو، الحديث (2295)، وأخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 201، 203، والدارمي في السنن 2/ 112، كتاب الأشربة، باب في مدمن الخمر، وأخرجه البخاري في التاريخ الصغير 1/ 298، في ترجمة جابان وقال في إسناده: (ولا يعلم لجابان سماع من عبد اللَّه، ولا لسالم سماع من جابان ولا لِنُبَيْط)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 318، كتاب الأشربة، باب الرواية في المدمنين في الخمر، وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد، ص 363، 366، باب ذكر أخبار رويت أيضًا في حرمان الجنة على من ارتكب بعض المعاصي. . وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 395، باب بيان مشكل ما روى عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قال: لا يدخل الجنة ولد زنية، وأخرجه ابن حبان، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص 335، كتاب الأشربة، باب في مُدمن الخمر، الحديثان (1382، 1383)، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12/ 239، في ترجمة عامر بن اسماعيل أبو معاذ، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 16/ 77، لعبد الرزاق، وابن جرير الطبري، وللخرائطي في مساوئ الأخلاق، وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 257 للطبراني. • أبو موسى: أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 146، كتاب الأشربة، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وأقره الذهبي، وعزاه المتقي في كنز العمال 16/ 55، كتاب المواعظ والحكم، باب الترهيبات، الحديث (43911)، للخرائطي في مساوئ الأخلاق. • أنس بن مالك: أخرجه أحمد في المسند 3/ 226، وعزاه المتقي الهندي في المصدر السابق لأبي حامد البزاز، وللخرائطي في مساوئ الأخلاق. • أبو هريرة: عزاه المتقي في المصدر نفسه، ص 53، الحديث (43903)، للطبراني في الأوسط، وللخرائطي في مساوئ الأخلاق. . =

3840 - وقال: "تَعَلَّمُوا من أَنْسابِكَمْ ما تَصِلُونَ بِهِ أَرْحامَكُمْ، فإنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ في الأَهْلِ، مَثْراةٌ في المالِ مَنْسَأَةٌ في الْأَثَرِ" (¬1) (غريب). ¬

_ = • أبو أمامة الباهلي: أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 154، الحديث (1131). • أبو قتادة: عزاه المتقي في الكنز، الحديث (43910)، للطبري في تفسيره. • ابن عباس: عزاه المتقي في الكنز، الحديث (43908) للطبراني في الكبير، وللخرائطي في مساوئ الأخلاق • أبو الدرداء: أخرجه أحمد في المسند 6/ 441، وعزاه المتقي في الكنز، الحديث (43996 و 43999)، للطبراني في الكبير، ولابن بشران في أماليه. • علي بن أبي طالب: أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/ 452 في ترجمة عبد اللَّه بن دكين الكوفي رقم (5084). • زيد الجرشي: أخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث 2/ 31، في علل أخبار في الأشربة، الحديث (1568)، وقال فيه أبو زرعة: (هذا حديث منكر) يعني من طريق مجاهد عن زيد الجرشي. • مجاهد مرسلًا: عزاه المتقي في الكنز، الحديث (43905) لابن جرير الطبري في تفسيره. (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 2/ 374، والترمذي في السنن 4/ 351، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في تعليم النسب (49)، الحديث (1979)، وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه) لكن أصل الحديث دون قوله "تعلموا من أنسابكم" رواه البخاري في صحيحه 10/ 415، كتاب الأدب (78)، باب من بسط له في الرزق (12)، الحديث (5985)، وصححه الحاكم باللفظ الذي أورده البغوي في المستدرك 4/ 161، كتاب البر والصلة فقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) وأقره الذهبي، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 10/ 220، الحديث (29162)، للبيهقي في شعب الإيمان بلفظ مقارب، وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 152، للطبراني في الأوسط كما أن للحديث شواهد في الباب عن سبع من الصحابة: • أنس بن مالك: متفق عليه، تقدم في الصحاح، دون قوله "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرماحكم". • عمرو بن سهل: رواه الطبراني في الأوسط، عزاه له المتقي في كنز العمال 3/ 365، الحديث (6963). • العلاء بن خارجة: عزاه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 152، للطبراني وقال: (ورجاله قد وثقوا). • ثوبان: أخرجه أحمد في المسند 5/ 279، في مسند ثوبان رضي اللَّه عنه، وعزاه المتقي في كنز العمال 3/ 365، الحديث (6967) لسعيد بن منصور في سننه. =

3841 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "أنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ! إنِّي أَصَبْتُ ذَنبًا عَظيمًا، فهل لي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قالَ: هل لكَ مِنْ أُمٍّ؟ قالَ: لا، قالَ: وهَلْ لكَ مِنْ خالَةٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَبرَّها" (¬1). 3842 - عن أبي أُسَيْد الساعدي أنّه قال: "بينا نحنُ عندَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذ جاءَه رجلٌ مِن بني سلمةَ فقالَ: ¬

_ = • علي بن أبي طالب: أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 160، كتاب البر والصلة عن عاصم، وقال الذهبي في التلخيص: (عن عاصم عن علي مرفوعًا)، وأخرجه الخطيب البغدادي في موضع أوهام الجمع والتفريق 5/ 215، وعزاه المتقي في كنز العمال 3/ 365 - 366، الحديث (6968)، للإمام أحمد وابن جرير وصححه، وللخرائطي في مكارم الأخلاق، وللطبراني في الأوسط، ولابن النجار) وعزاه في الحديث (6964) لابن عساكر. • عبد اللَّه بن عباس: أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 360، الحديث (2757) وفيه قصة، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 42، باب تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم (38)، الحديث (73) موقوفًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 161، كتاب البر والصلة وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) وأقره الذهبي في التلخيص، وفي لفظ لابن عباس: "مكتوب في التوراة مَنْ سره أن تطول حياته، ويزاد في رزقه فليصل رحمه"، أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 160، كتاب البر والصلة، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة)، وأقره الذهبي، وعزاه المتقي في كنز العمال 3/ 366، الحديث (6970) للطبراني وابن عساكر، وفي لفظ لابن عباس "من سره أن تطول أيام حياته ويزاد في رزقه فليصل رحمه" عزاه المتقي في الكنز 3/ 365، الحديث (6966) لابن جرير الطبري والطبراني). • عمر بن الخطاب موقوفًا: أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص 41، باب تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم (38)، الحديث (72). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن (بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان) 3/ 209، كتاب البر والصلة، باب في برِّ الخالة (6)، الحديث (1968) واللفظ له، وقد سقط هذا الحديث من نسخة سنن الترمذي (بتحقيق أحمد شاكر) ولم نجده في موضعه 4/ 313 - 314، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في برِّ الخالة (6)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 496، كتاب البر والصلة (33)، باب بر الوالدين (1)، الحديث (2022)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 155، كتاب البر والصلة، باب بروا آباءكم. . .، وقال: (على شرط الشيخين). ووافقه الذهبي.

15 - باب الشفقة والرحمة على الخلق

يا رسولَ اللَّهِ هل بقيَ مِن برِّ أَبَويَّ شيءٌ أَبرُّهما بهِ بعدَ موتهما؟ قال: نعم الصلاةُ عليهما، والاستغفارُ لهما، وإنفاذُ عهدِهما مِن بعدِهما، وصلةُ الرحمِ التي لا توصلُ إلّا بهما، وإكرامُ صديقِهما" (¬1). 3843 - عن أبي الطُّفيلِ رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقسمُ لحمًا بالجِعْرانةِ إذ أقبلَتِ امرأةٌ حتَّى دَنَتْ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فبسطَ لها رداءَهُ فجلسَتْ عليهِ فقلتُ: مَن هي؟ فقالوا: هذه أُمُّهُ التي أرضعَتْهُ" (¬2). 15 - باب الشفقة والرحمة على الخلق مِنَ الصِّحَاحِ: 3844 - عن جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يرحمُ اللَّهُ مَن لا يرحمُ الناسَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 497 - 498، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 352، كتاب الأدب (35)، باب في بر الوالدين (129)، الحديث (5142) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1208 - 1209، كتاب الأدب (33)، باب صِلْ من كان أبوك يصل (2)، الحديث (3664)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 498، كتاب البر. . . (33)، باب بر الوالدين (1)، الحديث (2030)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 154 - 155، كتاب البر. . .، باب بروا آباءكم. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص 426، باب حسن العهد، الحديث (1300)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 353، كتاب الأدب (35)، باب في بر الوالدين (129)، الحديث (5144) واللفظ له، وذكره المزي في تحفة الأشراف 4/ 235، الحديث (5053)، وعزاه لأبي مسلم الكجيِّ، وعن الجِعْرانة قال ياقوت في معجم البلدان 2/ 142: (بكسر أوله إجماعًا. . .، وهي ماء بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب، نزلها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-)، قوله: "أمُّه التي أرضعته" قال: حليمة بنت أبي ذؤيب وهي التي أكملت رضاعه وجاءته عليه السلام يوم حنين فقام إليها وبسط رداءه لها فجلست عليه. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 358، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ. . .} (2)، سورة الإسراء (17)، الآية (110)، الحديث (7376) =

3845 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "جاءَ أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: أَتُقَبِّلونَ الصِّبيانَ! فما نُقبِّلهُم، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَوَ أَمْلِكُ لكَ أنْ نزعَ اللَّهُ مِن قلبِكَ الرحمةَ" (¬1). 3846 - وعن عائشة أنها قالت: "جاءتني امرأةٌ معَها ابنتانِ تسألُني، فلم تَجِدْ عندي غيرَ تمرةٍ واحدةٍ، فأعطيتُها فقَسَمَتْها بينَ ابنتيْها، ثمَّ خرجَتْ فدخلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وحدَّثتُه فقال: مَن يلي مِن هذه البناتِ شيئًا فأحسنَ إليهنَّ كُنَّ له سِترًا مِن النَّارِ" (¬2). 3847 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن عالَ جاريَتَيْنِ حتَّى تبلُغا جاءَ يومَ القيامةِ، أنا وهو كَهاتَيْنِ (¬3)، وضَمّ أصابِعَهُ" (¬4). 3848 - وقال: "الساعي على الأرملةِ والمسكينِ كالساعي في سبيلِ اللَّهِ، وأحسبُه قالَ: كالقائمِ لا يَفْتُرُ وكالصائمِ لا يُفطِرُ" (¬5). ¬

_ = واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1809، كتاب الفضائل (43)، باب رحمته -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (15)، الحديث (66/ 2319). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 426، كتاب الأدب (78)، باب رحمة الولد. . . (18)، الحديث (5998) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1808، كتاب الفضائل (43)، باب رحمته -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (15)، الحديث (64/ 2317). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 426، كتاب الأدب (78)، باب رحمة الولد. . . (18)، الحديث (5995) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 27/ 204، كتاب البر. . . (45)، باب فضل الإحسان إلى البنات (46)، الحديث (147/ 2629). (¬3) في المطبوعة: (هكذا) واللفظ عند مسلم: (أنا وهو، وضم أصابعه). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2027 - 2028، كتاب البر. . . (45)، باب فضل الإحسان إلى البنات (46)، الحديث (149/ 2631). (¬5) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 437، كتاب الأدب (78)، باب الساعي على المسكين (26)، الحديث (6007)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2286 - 2287، كتاب الزهد. . . (53)، باب الإحسان إلى الأرملة. . . (2)، =

3849 - وقال: "أنَّا وكافلُ اليتيمِ، لهُ ولغيرِهِ، في الجنَّةِ هكذا، وأشارَ بالسبابَةِ والوسطَى، وفرَّج بينَهما شيئًا" (¬1). 3850 - وقال: "تَرَى المؤمنينَ في تراحُمِهِم وتوادِّهم وتعاطُفِهم كمثلِ الجسدِ، إذا اشتكَى عضوًا تداعَى لهُ سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمَّى" (¬2). 3851 - وقال: "المؤمنونَ كرجلٍ واحدٍ إنْ اشتكَى عينُه اشتكَى كلُّه، وإنْ اشتكَى رأسُه اشتكَى كلُّه" (¬3). 3852 - وعن أبي موسى، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يشدُّ بعضُه بعضًا، ثمَّ شبَّكَ بينَ أصابِعِه" (¬4). ¬

_ = الحديث (41/ 2982) واللفظ لهما، قوله: "كالساعي" كذا وردت في المطبوعتين في الأصل المخطوط، ق 222/ ب، ولكنها في الصحيحين: "كالمجاهد"، قوله: "يَفتُرُ" من الفتور وهو الملل والكسل. (¬1) أخرجه من رواية سهل بن سعد رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 9/ 439، كتاب الطلاق (68)، باب اللعان. . . (25)، الحديث (5304)، وأخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2287، كتاب الزهد. . . (53)، باب الإحسان إلى الأرملة. . . (2)، الحديث (42/ 2983)، قوله: "له ولغيره" أي كائنًا لذلك الكافل كولد ولده، ولغيره: الواو بمعنى أو، أي كائنًا لغيره فيكون أجنبيًا منه. (¬2) متفق عليه من رواية النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 438، كتاب الأدب (78)، باب رحمة الناس (27)، الحديث (6011)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1999، كتاب البر. . . (45)، باب تراحم المؤمنين. . . (17)، الحديث (66/ 2586). (¬3) أخرجه من رواية النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 4/ 200، الحديث (67/ 2586). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 449 - 450، كتاب الأدب (78)، باب تعاون المؤمنين. . . (36)، الحديث (6026)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1999، كتاب البر. . . (45)، باب تراحم المؤمنين. . . (17)، الحديث (65/ 2585).

3853 - وعنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّه كانَ إذا أتاهُ السائلُ أو صاحبُ الحاجةِ قال: اشفعُوا فلتُؤجَرُوا ويقضي اللَّهُ على لسانِ رسولهِ ما شاءَ" (¬1). 3854 - وقال: "انصُرْ أخاكَ ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسولَ اللَّهِ أَنصُرُه مظلومًا، فيكفَ أنصرُه ظالمًا؟ قال: تمنعُه مِن الظلمِ فذلك نصرُكَ إيَّاهُ" (¬2). 3855 - وقال: "المسلمُ أخُو المسلمِ لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كانَ في حاجةِ أخيهِ كانَ اللَّهُ في حاجتِهِ، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُرْبَةً فرَّجَ اللَّهُ عنه كُرْبةً مِن كُرباتِ الآخرةِ (¬3)، ومَن سترَ مسلمًا سترَه اللَّهُ يومَ القيامةِ" (¬4). 3856 - وقال: "المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُه ولا يخذلُهُ ولا يحقِرُه، التقوى ههنا، ويُشيرُ إلى صدرهِ ثلاثَ مرَّاتٍ، بحسبِ امرئٍ مِن ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 448، كتاب التوحيد (97)، باب في المشيئة. . . (31)، الحديث (7476) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2026، كتاب البر. . . (45)، باب استحباب الشفاعة. . . (44)، الحديث (145/ 2627). (¬2) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 12/ 323، كتاب الإكراه (89)، باب يمين الرجل لصاحبه. . . (7)، الحديث (6952)، وقال الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1385، عقب هذا الحديث: (متفق عليه)، والصواب: أن البخاري تفرَّد بإخراجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، لكن أخرج مسلم بمعناه ضمن رواية له عن جابر رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 1998، كتاب البر. . . (45)، باب نصر الأخ. . . (16)، الحديث (62/ 2584). (¬3) كذا في المطبوعة، والعبارة في المخطوطة (يوم القيامة)، وعند البخاري (القيامة). (¬4) متفق عليه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 97، كتاب المظالم (46)، باب لا يظلم المسلم المسلم. . . (3)، الحديث (2442) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1996، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الظلم (15)، الحديث (58/ 2580).

الشرِّ أَنْ يحقِرَ أخاهُ المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ، دمُه ومالُه وعرضُه" (¬1). 3857 - وقال: "أهلُ الجنَّةِ ثلاثةٌ: ذو سلطانٍ مُقْسِطٌ متصدِّقٌ مُوَفَّقٌ، ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلبِ لكلِّ ذي قُربَى ومسلمٍ، وعفيفٌ متعفِّفٌ ذو عيالٍ، وأهلُ النَّارِ خمسةٌ: الضعيفُ الذي لا زَبْرَ لهُ، الذينَ هم فيكم تَبَعٌ، لا يَبغُونَ أهلًا ولا مالًا، والخائنُ الذي لا يَخْفَى له طمعٌ وإنْ دَق إلّا خانَهُ، ورجلٌ لا يُصبِحُ ولا يُمسي إلّا وهو يُخادِعُكَ عن أهلِكَ ومالِكَ، وذكرَ البخلَ والكذبَ، والشِّنظيرُ الفَحَّاشُ" (¬2). 3858 - وقال: "والذي نفسي بيدِه لا يؤمنُ عبدٌ حتَّى يحبَّ لأخيهِ ما يحبُّ لنفسِه" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 1986، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم ظلم المسلم. . . (10)، الحديث (32/ 2564)، وأخرج أصله دون ذكر الشاهد منه، البخاري في الصحيح 9/ 198، كتاب النكاح (67)، باب لا يخطب على خطبة. . . (45)، الحديث (5143). (¬2) أخرجه من رواية عِيَاض بن حِمَار المجاشعي رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2197 - 2198، كتاب الجنة. . . (51)، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا. . . (16)، الحديث (63/ 2865) ضمن رواية مطوَّلة، قوله: "زبر" تحرفت في المطبوعتين إلى (وبر)، والصواب ما أثبتناه كما في الأصل المخطوط، ق 223/ أ، وقي صحيح مسلم، والزَبْر: بفتح الزاي وسكون الموحدة، أي لا رأي له ولا عقل كاملًا يمنعه، قوله: "لا يبغون أهلًا" أي لا يطلبون زوجة، فأعرَضُوا عن الحلال، وارتكبوا الحرام، قوله: "وإن دقَّ إلَّا خانه" هو إغراق في الطمع والخيانة، قوله: "الشِّنْظِيرُ" بكسر الشين والظاء المعجمتين بَيْنَهُمَا نون ساكنة، السيء الخلق، والفحَّاش: المكثر للفحش. (¬3) متفق عليه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 56 - 57، كتاب الإِيمان (2)، باب من الإِيمان أنْ يحب لأخيه. . . (7)، الحديث (13)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 68، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أنَّ من خصال الإيمان. . . (17)، الحديث (72/ 45) واللفظ له.

3859 - وقال: "واللَّهِ لا يؤمنُ واللَّهِ لا يؤمنُ واللَّهِ لا يؤمنُ! قيلَ: مَن يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: الذي لا يأمنُ جارُه بوائِقه" (¬1). 3860 - وقال: "لا يدخلُ الجنةَ مَن لا يأمنُ جارُه بَوَائقَه" (¬2). 3861 - وقال: "ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه" (¬3). 3862 - وقال: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يَتَنَاجَى اثنانِ دونَ الآخرِ حتَّى يختلِطُوا بالناسِ مِن أجلِ أنْ يُحْزِنَه" (¬4). 3863 - وعن تميم الداريِّ أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الدينُ النصيحةُ، ثلاثًا، قلنا: يا رسولَ اللَّهِ لِمَن؟ قال: للَّهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئِمةِ المسلمينَ وعامَّتِهم" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي شريح وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما، البخاري في الصحيح 10/ 443، كتاب الأدب (78)، باب إثم من لا يأمن جاره. . . (29)، الحديث (6016)، ولم يخرَّجه مسلم كما ذكر الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1386، الحديث (4962). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 1/ 68، كتاب الإِيمان (1)، باب بيان تحريم إيذاء الجار (18)، الحديث (46/ 73)، وعزاه الخطيب التبريزي لمسلم من رواية أنس رضي اللَّه عنه ولم نجده إلّا من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه. (¬3) هذا الحديث متفق عليه من رواية عائشة وابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 441، كتاب الأدب (78)، باب الوصاة بالجار (28)، الحديثان (6014 - 6015)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2025، كتاب البر. . . (45)، باب الوصية بالجار. . . (42)، الحديثان (140/ 2624) و (141/ 2625) واللفظ لهما. (¬4) متفق عليه من رواية ابن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 82، كتاب الاستئذان (79)، باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة. . . (47)، الحديث (6290)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1714، كتاب السلام (39)، باب تحريم مناجاة الاثنين. . . (15)، الحديث (37/ 2184) واللفظ لهما. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 74، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أنَّ الدين النصيحة (23)، الحديث (95/ 55).

3864 - وعن جرير قال: "بايعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على إقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ والنُّصْحِ لكلِّ مسلمٍ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 3865 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: سمعتُ أبا القاسمِ الصادقَ المصدوقَ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "لا تُنزَعُ الرحمةُ إلّا مِن شقيٍّ" (¬2). 3866 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "الراحمونَ يرحمُهم الرحمنُ، ارحَمُوا مَن في الأرضِ يَرْحَمْكم مَن في السماءِ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 312، كتاب الشروط (54)، باب ما يجوز من الشروط (1)، الحديث (2715)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 75، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أن الدين النصيحة (23)، الحديث (97/ 56) واللفظ له. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 442، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ص 136، باب ارحم من في الأرض، الحديث (376)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 232، كتاب الأدب (35)، باب في الرحمة (66)، الحديث (4942)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 323، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في رحمة المسلمين (16)، الحديث (1923)، واللفظ لهم. (¬3) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، أحمد في المسند 2/ 160، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 231، كتاب الأدب (35)، باب في الرحمة (66)، الحديث (4941)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 323 - 324، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في رحمة المسلمين (16)، الحديث (1924) واللفظ له وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 159، كتاب البر. . .، باب ارحموا أهل الأرض. . .، وصححه، وأقرَّه الذهبي. وأخرج الطبراني نحوه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، في المعجم الصغير 1/ 101، ولفظه: "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء" وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 187، كتاب البر والصلة، باب رحمة الناس، وعزاه لأبي يعلى، وذكره الهيثمي أيضًا من رواية جرير رضي اللَّه عنه، وعزاه للطبراني وقال: (رجاله رجال الصحيح).

3867 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ليسَ منا مَن لم يرحمْ صَغيرَنا ويُوَقِّرْ كبيرَنا، ويأمرْ بالمعروفِ ويَنْهَ عن المنكرِ" (¬1) (غريب). 3868 - وقال: "ما أكرم شابُّ شيخًا مِن أجلِ سِنِّهِ إلّا قَيَّضَ اللَّهُ لهُ عندَ سِنِّهِ مَن يُكرمُه" (¬2). 3869 - وقال: "إنَّ مِن إجلالِ اللَّهِ إكرامَ ذي الشيبةِ المسلمِ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنه، وإكرامَ ذي السلطانِ المقسِطِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، أحمد في المسند 1/ 257، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 322، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في رحمة الصبيان (15)، الحديث (1921)، واللفظ له وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 473، كتاب الأدب (32)، باب في الأكابر. . . (1)، الحديث (1913). (¬2) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 372، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في إجلال الكبير (75)، الحديث (2022) واللفظ له، وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث هذا الشيخ يزيد بن بيان وأبو الرِّحال الأنصاري)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 898، ضمن ترجمة خالد بن محمد أبو الرِّحال الأنصاري. (¬3) أخرجه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، ابن المبارك في الزهد، ص 130 - 131، باب حفظ اللسان، الحديث (388 - 389) مرفوعًا وموقوفًا، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 174، كتاب الأدب (35)، باب في تنزيل الناس منازلهم (23)، الحديث (4843)، وأخرجه البخاري موقوفًا في الأدب المفرد، ص 130، باب إجلال الكبير، الحديث (359) واللفظ لهما، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1388، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان مرفوعًا، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 4/ 565، ضمن ترجمة أبي كنانة (10543) الراوي عن أبي موسى، وقال: (فهذا الحديث حسن). وأخرج نحوه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، ابن عدي في الكامل 4/ 1596، ولفظه: (إن من إكرام جلال اللَّه. . .) ضمن ترجمة عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون.

3870 - وقال: "خيرُ بيت في المسلمينَ، بيتٌ فيهِ يتيمٌ يُحسَنُ إليه، وشرُّ بيتٍ في المسلمينَ بيتٌ فيهِ يتيمٌ يُسَاءُ إليهِ" (¬1). 3871 - وقال: "مَن مسحَ رأسَ يتيمٍ لم يمسحْهُ إلّا للَّهِ، كانَ لهُ بِكُلِّ شعرةٍ تَمُرُّ عليها يدُه حسناتٌ، ومَن أحسنَ إلى يتيمةٍ أو يَتيمٍ عندَهُ كنتُ أنا وهوَ في الجنَّةِ كهاتينِ، وقرنَ بينَ أصبعَيْهِ" (¬2) (غريب). 3872 - وقال: "مَن آوَى يتيمًا إلى طعامِه وشرابه أوجبَ اللَّهُ لهُ الجنةَ البتَّةَ، إلّا أنْ يعملَ ذنبًا لا يُغفَرُ، ومَن عالَ ثلاثَ بناتٍ أو مثلَهن مِن الأخواتِ، فأدَّبَهنَّ وَرَحِمَهُنَّ حتَّى يُغنيَهنَّ اللَّهُ، أَوْجَبَ اللَّهُ له الجنةَ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ أو اثنتينِ؟ قال: أو اثنتينِ، حتَّى لو قالُوا أو واحدةً، لقالَ واحدةً، ومَن أذهبَ اللَّهُ كريمتَيْهِ وجبَتْ له الجنةُ، فقيلَ يا رسولَ اللَّهِ وما كريمَتاهُ؟ قال: عيناهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الأدب المفرد، ص 63، باب خير بيت. . .، الحديث (137)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1212، كتاب الأدب (33)، باب حق اليتيم (6)، الحديث (3679) واللفظ له، وقال السيوطي في زوائده على سنن ابن ماجه (المطبوع مع السنن) عقب الحديث: (وأخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه) وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 168 وعزاه لابي نعيم في الحلية، الحديث (5994). (¬2) أخرجه من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه، ابن المبارك في الزهد، ص 230، باب ما جاء في الإحسان إلى اليتيم، الحديث (655)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 265، واللفظ له، وقد ذكره الترمذي تعليقًا في الصحيح 1/ 324، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في رحمة اليتيم. . . (14)، فقال ما نصُّه: (وفي الباب: عن مُرَّة الفهري، وأبي هريرة وأبي أمامة وسهل بن سعد)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 239، الحديث (7821)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 179، ضمن ترجمة عبد اللَّه بن المبارك (397)، وقال: (غريب من حديث أبي أمامة لم نكتبه إلّا من هذا الوجه). (¬3) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، الترمذي في السنن 4/ 320، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في رحمة اليتيم. . . (14)، الحديث (1917)، وساقه مختصرًا إلى قوله: "لا يُغْفرُ له"، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 216، الحديث (11542)، =

3873 - عن جابر بن سَمُرَة أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لأنْ يؤدِّبَ الرجلُ ولدَهُ خيرٌ (¬1) مِن أنْ يتصدَّقَ بصاعٍ" (¬2) (غريب). 3874 - وروي: "ما نَحَلَ الوالِدُ وَلَدَهُ مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أدَبٍ حَسَنٍ" (¬3) (مرسل). 3875 - عن عوفِ بن مالكٍ الأشجعيِّ أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أنا وامرأةٌ سَفْعَاءُ الخدَّيْنِ كهاتينِ يومَ القيامةِ -وأومأ الراوي بالسبابةِ والوسطى- امرأةٌ آمَتْ مِن زوجِها ذاتُ منصبٍ وجمالٍ حبسَتْ نفسَها على يتامَاهَا حتَّى بانُوا أو مَاتُوا" (¬4). ¬

_ = وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ص 71، باب العطف على البنات وأخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 44، الحديث (3457) واللفظ له سوى قوله: "إلّا أن يعمل ذنبًا لا يغفرُ" فلم يرد عنده. (¬1) في المطبوعة زيادة (له) وليست في المخطوطة ولا عند الترمذي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 96، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 337، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في أدب الولد (33)، الحديث (1951)، واللفظ له وقال: (حديث غريب)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 263، كتاب الأدب، باب فضل تأدب الأولاد. (¬3) أخرجه من رواية أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده، أحمد في المسند 4/ 78، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 338، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في أدب الولد. . . (33)، الحديث (1952)، وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث عامر بن أبي عامر الخزَّاز، وهو عامر بن صالح بن رستم الخزَّاز، وأيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، وهذا عندي حديث مرسل)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 263، كتاب الأدب، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 18، كتاب الصلاة، باب وجوب تعلم ما تجزئ به الصلاة. . .، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 733، وعزاه لعبد بن حميد والبغوي في معجم الصحابة، وابن قانع، والعسكري في الأمثال. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 29، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 356، كتاب الأدب (35)، باب في فضل من عال يتيمًا (130)، الحديث (5149) واللفظ له، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص 70، 72، باب العطف على البنات. قوله: "سفعاء" أي متغيرة لون الخدين لما يكابدها من المشقة.

3876 - عن ابن عباس أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن كانت لهُ أنثَى فلم يَئدْها ولم يُهِنْها ولم يؤثرْ ولدَه عليها -يعني الذكورَ- أدخلَهُ اللَّهُ الجنةَ" (¬1). 3877 - عن أنس عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَن اغتيبَ عندَه أخوهُ المسلمُ وهوَ يقدِرُ على نصرِه فنَصرَهُ نصرَهْ اللَّهُ في الدنيا والآخرةِ، فإنْ لم ينصُرْه وهو يقدرُ على نصرِه أدركَه اللَّهُ بهِ في الدنيا والآخرةِ" (¬2). 3878 - وقال: "مَن ذبَّ عن لحمِ أخيهِ بالمغيبَةِ كانَ حقًّا على اللَّهِ أنْ يُعتِقَه مِن النَّارِ" (¬3). 3879 - وعن أبي الدرداء أنّه قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "ما مِن مسلم يَرُدُّ عن عرضِ أخيهِ، إلَّا كان حقًّا على اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 354، كتاب الأدب (35)، باب في فضل من عال يتيمًا (130)، الحديث (5146)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 177، كتاب البر. . .، باب من عال جارتين. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬2) ذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 752، وعزاه لابن أبي الدنيا في ذمِّ الغِبة، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 303، الحديث (39)، وعزاه لأبي الشيخ في كتاب التوبيخ، والأصبهاني واللفظ له، وأخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 107، الحديث (3530). (¬3) أخرجه من رواية أسماء بنت يزيد رضي اللَّه عنها، ابن المبارك في الزهد، ص 239، باب ما جاء في الشح، الحديث (687) واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 461، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 302، الحديث (35)، وعزاه لابن أبي الدنيا، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 777، وعزاه للخرائطي في مكارم الأخلاق، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 24/ 175، الحديث (442)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 6/ 67، ضمن ترجمة شهر بن حوشب، وذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1389، الحديث (4981)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 107، الحديث (3529) واللفظ لهم.

أنْ يَرُدَّ عنهُ نارَ جهنمَ يومَ القيامةِ، ثمَّ تلى هذه الآية: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (¬1) " (¬2). 3880 - عن جابر أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ما مِن امرئٍ مسلمٍ يخذلُ امرأً مسلمًا في موضع يُنتَهَكُ فيه حرمتُهُ ويُنتَقصُ فيه مِن عِرْضِه، إلَّا خذلَهُ اللَّهُ تعالى في موطنٍ يُحِبُّ فيهِ نُصْرَتَهُ، وما من امرئٍ مسلم ينصرُ مسلمًا في موضع يُنتَقَصُ مِن عرضِهِ وينتَهكُ فيه مِن حرمَتِه إلّا نصَره اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ نصرتَه" (¬3). 3881 - وقال: "مَن رأى عورة فستَرها كانَ كمَن أحيا مَوْؤدةً" (¬4). ¬

_ (¬1) سورة الروم (30)، الآية (47). (¬2) أخرجه بنحوه أحمد في المسند 6/ 450، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 327، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الذبِّ عن عرض المسلم (20)، الحديث (1931)، وقال: (هذا حديث حسن) ولفظهما: (من رد عن عرض أخيه رد اللَّه عن وجهه النار يوم القيامة)، وذكره ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 3/ 446، وعزاه لابن أبي حاتم واللفظ له، وذكره السيوطي في الدرِّ المنثور 5/ 157، وعزاه للطبراني وابن مردويه، واللفظ لهما، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 302، الحديث (36)، وعزاه لابن أبي الدنيا، ولأبي الشيخ في كتاب التوبيخ، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 728، وعزاه للخرائطي في مكارم الأخلاق. (¬3) أخرجه من رواية أبي طلحة وجابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنهما، ابن المبارك في الزهد، ص 243، باب ما جاء في الشح، الحديث (696)، وأحمد في المسند 4/ 30، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 197، كتاب الأدب (35)، باب من رد عن مسلم غيبة (41)، الحديث (4884) واللفظ لهم، وذكره المنذر في الترغيب والترهيب 3/ 303، الحديث (41)، وعزاه لابن أبي الدنيا، وعزاه القاري في المرقاة 4/ 696، للضياء، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 189، ضمن ترجمة عبد اللَّه بن المبارك. (¬4) أخرجه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 147، واللفظ له، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 257، باب من ستر مسلمًا، الحديث (759)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 200، كتاب الأدب (35)، باب في الستر على المسلم (45)، الحديث (4891) واللفظ له، وقال الترمذي في السنن 4/ 326، عقب الحديث (1930)، ما نصه: (وفي الباب عن ابن عمر، وعقبة بن عامر)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 7/ 219، =

3882 - وقال: "من حَمَى مؤمنًا مِن منافِقٍ بعثَ اللَّهُ لهُ ملكًا يحمي لحمَهُ يومَ القيامةَ مِن نارِ جهنم، ومَن رمَى مسلمًا بشيءٍ يريدُ شيْنَه بهِ حبسَه اللَّهُ على جسرِ جهنمَ حتَّى يخرجَ مما قالَ" (¬1). 3883 - عن عائشة أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أنزِلُوا الناسَ منازلَهم" (¬2). 3884 - وقال: "المجالسُ بالأمانِة إلّا ثلاثةَ مجالس: سَفْكُ دمٍ حرامٍ، أو فرجٌ حرامٌ، أو اقتطاعُ مالٍ بغيرِ حقٍّ" (¬3). ¬

_ = الحديث (4723)، وقال: (وأخرجه النسائي)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 384، كتاب الحدود، باب إن وجدتم لمسلم مخرجًا. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي لكن الحاكم جعل الحديث من رواية أبي كثير مولى عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬1) أخرجه من رواية معاذ بن أنس الجهني رضي اللَّه عنه، عبد اللَّه بن المبارك في الزهد، ص 239، باب ما جاء في الشح، الحديث (686)، وأحمد في المسند 3/ 441، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 196، كتاب الأدب (35)، باب من رد عن مسلم غيبة (41)، الحديث (4883)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 194، الحديث (433)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 188، في ترجمة عبد اللَّه بن المبارك، واللفظ لهم. وسيأتي هذا الحديث أيضًا برقم (3625) وهذا الحديث مؤخر في مخطوطة برلين بعد الذي يليه. (¬2) أخرجه معلقًا مسلم في مقدمة الصحيح 1/ 6، فقال: (وقد ذُكِرَ عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها. . .)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 173، كتاب الأدب (35)، باب في تنزيل الناس منازلهم (23)، الحديث (4842) واللفظ لهما، وقد تأخر هذا الحديث في مخطوطة برلين إلى آخر الباب. (¬3) أخرجه من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 342، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 189، كتاب الأدب (35)، باب في نقل الحديث (37)، الحديث (4869) واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 9/ 144، الحديث (25434)، وعزاه للخرائطي وسيأتي هذا الحديث في باب الحذر والتأني. . .، برقم (3939).

3885 - [وقال: "إنَّ مِن أعظمِ الأمانةِ عندَ اللَّهِ يومَ القيامةِ: الرجلَ يُفضي إلى امرأَتِه وتُفضي إليهِ ثم يَنشُر سِرَّها" (¬1)] (¬2). 3886 - عن أبي هريرة قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ أحدَكم مِرآةُ أخيهِ، فإنْ رأى بهِ أَذَى فليُمِطْ عنه" (¬3) (ضعيف). وفي رواية: "المؤمنُ مِرآةُ المؤمِن، والمؤمن أخو المؤمنِ يَكُفُّ عنهُ ضَيْعتَهُ ويَحُوطُه مِن ورائِهِ" (¬4). 3887 - عن عبد اللَّه بن عمرو قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "خيرُ الأصحابِ عندَ اللَّهِ خيرُهم لصاحبِهِ، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللَّهِ خيرُهم لجارِه" (¬5) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: مسلم في الصحيح 2/ 1061، كتاب النكاح (16)، باب تحريم إفشاء سر المرأة (21)، الحديث (124/ 1437)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 69، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 189 - 190، كتاب الأدب (35)، باب في نقل الحديث (37)، الحديث (4870) واللفظ لهما، وقد سبق الحديث في كتاب النكاح، باب المباشرة ضمن الصحاح، الحديث (2374)، وسيأتي أيضًا في باب الحذر والتأني في الأمور، ضمن الحسان، برقم (3940). (¬2) هذا الحديث ساقط من مخطوطة برلين، وأثبتناه من المطبوعتين، ولم يذكره الخطيب التبريزي، ولا القاري في موضعه، وقد تقدم في كتاب النكاح، تحت الرقم (2374). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 94 - 95، باب المسلم مرآة أخيه، الحديث (238)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 326 - 327، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في شفقة المسلم. . . (18)، الحديث (1929)، واللفظ له، وقال: (ويحيى بن عبيد اللَّه ضعفَّه شعبة). (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في المصدر السابق، الحديث (239)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 217 - 218، كتاب الأدب (35)، باب في النصيحة. . . (57)، الحديث (4918) واللفظ له، قوله: "يَكُفُّ عنه ضيعته" أي يمنع عن أخيه تَلَفَه. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 168، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 215، كتاب السير، باب في حسن الصحابة، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 333، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في حق الجوار (28)، الحديث (1944)، وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه الحاكم في =

16 - باب الحب في الله ومن الله

3888 - عن ابن مسعود قال: "قال رجلٌ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: كيفَ لي أنْ أعلمَ إذا أحسنتُ أو إذا أساتُ؟ فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إذا سمعتَ جيرانَك يقولونَ قد أحسنتَ، فقد أحسنتَ، وإذا سمعتَهم يقولونَ قد أساتَ، فقد أسأتَ" (¬1). 16 - باب الحب في اللَّهِ ومِن اللَّهِ (¬2) مِنَ الصِّحَاحِ: 3889 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "الأرواحُ جنودٌ مُجَنَّدةٌ فما تعارَف منها ائتلفَ وما تناكرَ منها اختلفَ" (¬3). 3890 - وقال: "إنَّ اللَّهَ إذا أحبَّ عبدًا دَعَا جبريلَ فقال: إني أُحِبُّ فلانًا فأَحِبَّهُ قال: فيُحِبُّه جبريلُ، ثمَّ يُنادِي في السماءِ فيقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحبُّ فلانًا فأَحبُّوه فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثمَّ يوضعُ له القَبولُ في الأرضِ، وإذا أبغضَ عبدًا دَعَا جبريلَ فيقولُ: إني أُبغضُ فلانًا فأَبْغِضْهُ، قال: فيُبْغِضُه جبريلُ، ثمَّ ¬

_ = المستدرك 1/ 443، كتاب المناسك، باب خير الأصحاب عند اللَّه. . .، وقال: (على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه) وأقرَّه الذهبي واللفظ لهم. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 402، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1412، كتاب الزهد (37)، باب الثناء الحسن (25)، الحديث (4223)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 503، كتاب البر. . . (33)، باب شهادة الجيران (10)، الحديث (2057)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 2380، الحديث (10433)، واللفظ لهم. (¬2) في مخطوطة برلين (وباللَّه)، وما أثبتناه من المطبوعة، وكذا هو عند التبريزي في المشكاة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري تعليقًا من رواية عائشة عنها، في الصحيح 6/ 369، كتاب الأنبياء (60)، باب الأرواح جنود مجنَّدة (2)، الحديث (3336)، وقال ابن حجر في فتح الباري 6/ 369، عند كلامه على سند الحديث: (وصله المصنِّف في الأدب المفرد عن عبد اللَّه بن صالح عن الليث)، وأخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2031، كتاب البر. . . (45)، باب الأرواح جنود مجندة (49)، الحديث (159/ 2638) واللفظ لهما.

ينادِي في أهلِ السماءِ: إن اللَّهَ يُبغِضُ فلانًا فأبغِضُوه قال: فيُبغِضونَه ثم تُوضَعُ له البغضاءُ في الأرضِ" (¬1). 3891 - وقال: "إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ: أينَ المتحابونَ بجلالي، اليومَ أُظِلُّهم في ظِلِّي يومَ لا ظِلَّ إلا ظلي" (¬2). 3892 - عن أبي هريرة، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّ رجلًا زارَ أخًا له في قريةٍ أخرَى فأَرصدَ اللَّه لهُ على مَدْرَجتِهِ ملكًا قال: أينَ تريدُ؟ قال: أريدُ أخًا لي في هذه القريةِ، قال: هل لكَ عليهِ مِن نعمةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا، غيرَ أني أَحببته في اللَّهِ، قال: فإني رسول اللَّهِ إليكَ بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحبَبْتَة فيه" (¬3). 3893 - عن ابن مسعود أنّه قال: "جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّهِ كيفَ تقولُ في رجل أَحَبَّ قومًا ولم يَلْحَقْ بهم؟ فقال: المرءُ مع مَن أحبَّ" (¬4). 3894 - عن أنس: "أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّهِ متى الساعةُ؟ قال: ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 303، كتاب بدء الخلق (59)، باب ذكر الملائكة. . . (6)، الحديث (3209)، إلى قوله: "ثم يوضع له القبول في الأرض"، دون بقية الحديث، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2030، كتاب البر. . . (45)، باب إذا أحب اللَّه عبدًا. . . (48)، الحديث (157/ 2637) واللفظ له. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 1988، كتاب البر. . . (45)، باب في فضل الحب في اللَّه (12)، الحديث (37/ 2566). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (38/ 2567)، قوله: "تَرُبُّها" بضم الراء، والموحدة المشددة، أي تقوم بإصلاحها وإتمامها. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 557، كتاب الأدب (78)، باب علامة الحب في اللَّه. . . (96)، الحديث (6169) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2034، كتاب البر. . . (45)، باب المرء مع من أحبَّ (50)، الحديث (165/ 2640).

ويلَكَ وما أعدَدْتَ لها؟ قال: ما أعددتُ لها إلّا أني أُحِبُّ اللَّهَ ورسولَهُ، قال: أنتَ مع من أحبَبْتَ" (¬1). 3895 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مثلُ الجليسِ الصالحِ والسوءِ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكِيرِ، فحاملُ المسكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتَاعَ منه، وإمَّا أنْ تجدَ منهُ ريحًا طيبةً، ونافخُ الكيرِ: إمَّا أنْ يحرقَ ثيابَكَ، وإمَّا أنْ تجدَ ريحًا خبيثةً" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3896 - عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه أنّه قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "قالَ اللَّهُ تعالى: وجبَتْ محبَّتي للمُتحابِّينَ فيَّ، والمُتَجَالِسينَ فيَّ، والمُتزَاوِرِينَ فيَّ والمُتَباذلينَ فيَّ" (¬3) وفي رواية قال: ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 553، كتاب الأدب (78)، باب ما جاء في قول الرجل: ويلك (95)، الحديث (6167)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2032، كتاب البر. . . (45)، باب المرء مع من أحبَّ (50)، الحديث (161/ 2639). (¬2) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 660، كتاب الذبائح. . . (72)، باب المسك (31)، الحديث (5534)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2026، كتاب البر. . . (45)، باب استحباب مجالسة الصالحين. . . (45)، الحديث (146/ 2628)، قوله: "نافخ الكير" بكسر الكاف زق ينفخ فيه الحدَّاد، قوله: "يُحذِيَكَ" أي يعطيك مجانًا. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ 2/ 953 - 954، كتاب الشعر (51)، باب ما جاء في المتحابين في اللَّه (5)، الحديث (16)، واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 247، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 621 - 622، كتاب الزهد (40)، باب في المتحابين للَّه (24)، الحديث (2510)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 80، الحديث (150)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 168 - 169، كتاب البر. . .، باب أَحِبَّ لأخيك ما تحب لنفسك، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، قوله: "المتباذلين" أي بأن يبذل بعضهم لبعض المال.

"يقولُ اللَّهُ تعالى: المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ مِن نورٍ يغبِطُهم النبيونَ والشهداءُ" (¬1). 3897 - عن أبي مالك الأشعري أنّه قال: "كنتُ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم إذ قال: إنَّ للَّهِ عِبَادًا لَيْسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ، يغبِطُهم النبيونَ والشهداءُ بقربهم ومقعدهم مِن اللَّهِ يومَ القيامةِ، فقالَ أعرابيٌّ: حدِّثْنَا يا رسولَ اللَّهِ مَن هم؟ فقال: هُم عِبادٌ مِن عِبادِ اللَّهِ مِن بلدانٍ شتَّى وقبائلَ شتَّى، لم يَكنْ بينَهم أرحامٌ يَتَواصَلُون بها ولا دُنيا يتباذلُون بها، يتحابُّون بروحِ اللَّهِ، يجعل اللَّهُ وجوهَهم نورًا، وتُجعَلُ لهم منابرُ مِن نورٍ قُدَّامَ الرحمنِ (¬2) يفزعُ النَّاسُ ولا يفزعُون ويخافُ النَّاسُ ولا يخافُونَ" (¬3). 3898 - عن ابن عباس أنّه قال: "قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لأبي ذرٍ يا أبا ذرٌّ أيُّ عُرَا الإِيمانِ أَوْثَقُ؟ قال: اللَّهُ ورسولهُ أعلمُ! قال: ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 239، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 597 - 598، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الحب في اللَّه (53)، الحديث (2390) واللفظ لها، وأخرجه ابن حبان في المصدر السابق، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 88، الحديث (168)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 419 - 420، كتاب الفتن. . .، باب المتحابون في اللَّه. (¬2) العبارة في المطبوعة: (قدام عرش الرحمن) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ المصنف في شرح السنة وللأصول. (¬3) أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 248 - 249، باب النية مع قلة العمل. . .، الحديث (714)، وأخرجه معمر في الجامع (المطبوع بآخر مصنف عبد الرزاق) 11/ 201 - 202، باب في المتحابين في اللَّه، الحديث (20324) واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 343، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 257، وعزاه للطبراني في الكبير، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1396، الحديث (5013)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي من طريق معمر في شرح السنة 13/ 50، الحديث (3464) واللفظ له، سوى قوله: "لهم منابر من نور" فقد جاء في شرح السنة: "من لؤلؤ".

الموالاةُ في اللَّهِ والحبُّ في اللَّهِ والبُغْضُ في اللَّهِ". (¬1). 3899 - وعن أبي هريرة أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا عادَ المسلمُ أخاهُ، أو زارَه، قال اللَّهُ عزَّ وجلَّ: طِبْتَ وطابَ ممشاكَ وتَبَوأتَ مِن الجنَّةِ منزِلًا" (¬2) (غريب). 3900 - عن المِقْدامِ بن مَعْدِ يكرِب عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إذا أحبَّ الرجلُ أَخَاهُ فليُخبْرهُ أنه يُحِبُّه" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 215، الحديث (11537)، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1396، الحديث (5014)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 53، الحديث (3468)، واللفظ له. وأخرجه من رواية أبي ذر رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 146، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 7، كتاب السنة (34)، باب مجانبة أهل الأهواء. . . (3)، الحديث (4599)، ولفظه: "أفضل الأعمال: الحب في اللَّه والبغض في اللَّه". (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 344، واللفظ له، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 126 - 127، باب الزيارة، الحديث (346)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 365، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في زيارة الإخوان (64)، الحديث (2008)، وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 464، كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضًا (2)، الحديث (1443)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 183، كتاب الجنائز (6)، باب عيادة المريض (7)، الحديث (712)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 9/ 99، الحديث (25167) وعزاه أيضًا لابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان، وللبيهقي في شعب الإيمان. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 130، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 189، باب إذا أحبَّ الرجل أخاه فليعلمه، الحديث (542)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 343، كتاب الأدب (35)، باب إخبار الرجل بمحبته إياه (122)، الحديث (5124)، واللفظ لهم، وأخرجه الترمذي في السنن (بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، ولم نجده في طبعة أحمد شاكر) 4/ 25، كتاب الزهد، باب ما جاء في إعلام الحب (42)، الحديث (2502)، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 20 - 21، الحديث (4961)، وعزاه للنسائي، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 623، كتاب الزهد (40)، باب إعلام الحب (25)، الحديث (2514)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 171، كتاب البر. . .، باب إذا أحبَّ أحدكم أخاه فليعلمه إياه.

3901 - عن أنس أنّه قال: "مرَّ رجلٌ بالنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وعندَه ناسٌ فقالَ رجلٌ ممن عندَه: إني لأُحِبٌّ هذا للَّهِ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَعْلَمْتَهُ؟ قال: لا، قال: قُمْ إليه فأَعْلِمْهُ، فقامَ إليه فأَعْلَمَه فقال: أحبَّكَ الذي أحببتَني له، قال: ثم رجعَ فسألَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فأخبرَه بما قالَ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنتَ مَع مَن أحبَبْتَ، ولكَ ما احتسبْت" (¬1) وفي رواية: "المرءُ معَ مَن أحبَّ ولهُ ما اكتسبَ" (¬2). 3902 - عن أبي سعيد أنه سمعَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ: "لا تُصاحِبْ إلّا مؤمنًا ولا يأكل طعامَك إلّا تقيٌّ" (¬3). 3903 - وعن أبي هريرة أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 150، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 334، كتاب الأدب (35)، باب إخبار الرجل بمحبته إياه (122)، الحديث (5125)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 171، كتاب البر. . .، باب إذا أحب أحدكم أخاه. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وروايتهم إلى قوله: "الذي أحببتني له" وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1396 - 1397، الحديث (5017) وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 66، الحديث (3482) واللفظ له. (¬2) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، الترمذي في السنن 4/ 595، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء أن المرء مع من أحبَّ (50)، الحديث (2386)، وأخرج نحوه أحمد في المسند 3/ 228. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 38، أخرجه الدارمي في السنن 2/ 103، كتاب الأطعمة، باب من كره أن يُطعِم. . .، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 167، كتاب الأدب (35)، باب من يؤمر أن يجالس (19)، الحديث (4832)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 600، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في صحبة المؤمن (55)، الحديث (2395)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 502، كتاب البر. . . (33)، باب ما جاء في الأصحاب. . . (8)، الحديث (2049) واللفظ لهم.

17 - باب ما ينهى [عنه] من التهاجر والتقاطع واتباع العورات

وسلم: "المرءُ على دينِ خليلِه فلينظْر أحدُكم مَن يُخَالِلْ" (¬1) (غريب). 3904 - عن يزيد بن نَعَامَةَ (¬2) أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا آخَى الرجلُ الرجلَ فليسألْهُ عن اسمِه واسم أبيهِ وممَن هوَ، فإنه أَوْصَلُ للمودَّةِ" (¬3). 17 - باب ما يُنهَى [عنه] (¬4) من التهاجُرِ والتقاطُعِ واتباعِ العوراتِ مِنَ الصِّحَاحِ: 3905 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يحِلُّ لرجلٍ أنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 303، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 168، كتاب الأدب (35)، باب من يؤمر أن يجالس (19)، الحديث (4833)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 559، كتاب الزهد (37)، باب (45)، الحديث (2378)، وقال: (حديث حسن غربب)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 171، كتاب البر. . .، باب المرء على دين خليله. . .، وقال: (صحيح إن شاء اللَّه تعالى) ووافقه الذهبي. وهذا الحديث من أحاديث الكتاب التي رُمِيَت بالوضع ودفع القول بوضعها الحافظ ابن حجر في أجوبته عن أحاديث المصابيح، الحديث الحادي عشر، فقال: (أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، كلهم من طريق موسى بن وردان، عن أبي هريرة به، وقال الترمذي: (حسن غريب) ولفظه: "الرجل على دين خليله" وصححه الحاكم، ورجاله موثقون إلّا أن الراوي عن موسى مختلف فيه). (¬2) يزيد بن نَعَامة بفتح النون أبو مردود الضبِّي ذكره ابن عبد البر في الصحابة، وحكى عن البخاري أنّه قال: إن له صحبة. . .، والجمهور على أنه تابعي ثقة (المرقاة 4/ 713). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 65، ضمن ترجمة يزيد بن نعامة الضَّبِّي، وذكره ابن حجر في المطالب العالية 3/ 8، كتاب البر. . .، باب الأمر بالتودد إلى الإخوان، الحديث (2726) وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 599، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الحب في اللَّه (53)، الحديث (2392)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 244، الحديث (637)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 6/ 181، ضمن ترجمة عمران القصير (358)، واللفظ لهم، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 30، وعزاه أيضًا لهناد السري، وعبد بن حميد، وللبخاري في التاريخ، وللخرائطي في مكارم الأخلاق. (¬4) ما بين الحاصرتين زيادة من مشكاة المصابيح وليست في المخطوطة ولا المطبوعة.

يهجُرَ أخاهُ فوقَ ثلاثِ ليالٍ يلتقيانِ فيُعرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدَأُ بالسلامِ" (¬1). 3906 - وقال: "إيَّاكم والظنَّ! فإنَّ الظنَّ أكذَبُ الحديثِ، ولا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَنَاجشُوا ولا تَحَاسدُوا، ولا تَبَاغضوا ولا تَدَابروا، وكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا" (¬2) ويروى: "ولا تَنَافسوا" (¬3). 3907 - وقال: "تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ، فيُغفَرُ لكلِّ عبدٍ لا يشركُ باللَّهِ شيئًا، إلا رجلًا كانَتْ بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءُ فيقال: أَنْظِروا هذينِ حتَّى يَصْطلِحا" (¬4). 3908 - وقال: "تُعرَضُ أعمالُ الناسِ في كلِّ جمعةٍ مرتينِ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ، فيُغفرُ لكل عبدٍ مؤمنٍ إلا عبدًا بينَه وبينَ أخيهِ شحناءُ فيقال: اتركُوا هذينِ حتَّى يَفيئا" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 492، كتاب الأدب (78)، باب الهجرة. . . (62)، الحديث (6077)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1984، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الهجر. . . (8)، الحديث (25/ 2560) واللفظ لهما. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 484، كتاب الأدب (78)، باب: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} (58)، سورة الحجرات (47)، الآية (12)، الحديث (6066)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1985، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الظن. . . (9)، الحديث (28/ 2563)، قوله: "تَنَاجَشُوا" من النجش بالجيم والمعجمة المراد به طلب الترفع والعلو على الناس، وقيل: هو الزيادة في الثمن بغير رغبة في السلعة بل ليخدع المشتري. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 1987، كتاب البر. . . (45)، باب النهي عن الشحناء. . . (11)، الحديث (35/ 2565). (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 1987، كتاب البر. . . (45)، باب النهي عن الشحناء. . . (11)، الحديث (36/ 2565).

3909 - وقال: "إنَّ الشيطانَ قد أيسَ أنْ يَعبُدَه المصلونَ في جزيرةِ العربِ، ولكنْ في التحريشِ بينَهم" (¬1). 3910 - وعن أم كلثوم بنتِ عُقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ أنها قالت: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "ليسَ الكذَّابُ الذي يُصلِحُ بينَ الناسِ ويقولُ خيرًا ويَنْمِي خيرًا" (¬2)، قالت: ولم أَسمعْهُ -تَعني النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم- يُرَخِّصُ في شيءٍ مما يقولُ النَّاسُ كذبًا، إلّا في ثلاثةٍ: الحربُ، والإصلاحُ بينَ الناسِ، وحديثُ الرجلِ امرأتَه، وحديثُ المرأةِ زوجَها (¬3). مِنَ الحِسَان: 3911 - عن أسماء بنت يزبد أنَّها قالت، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يَحِلُّ الكذبُ إلّا في ثلاثٍ: كذبُ الرجلِ امرأتَهُ ليُرضِيَها، والكذبُ في الحربِ، والكذبُ ليُصلِحَ بينَ الناسِ" (¬4). 3912 - عن عائشة أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2166، كتاب صفات المنافقين. . . (50)، باب تحريش الشيطان. . . (16)، الحديث (65/ 2812). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 299، كتاب الصلح (53)، باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس (2)، الحديث (2692)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2011، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الكذب. . . (27)، الحديث (101/ 2605)، واللفظ لها، قوله: "يَنْمي خيرًا" بفتح الياء وكسر الميم أي: يبلغ لها ما لم يسمعه منهما من الخير. (¬3) قول أم كلثوم جاء عند مسلم عقب رواية الحديث. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 461، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 331، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في إصلاح ذات البين (26)، الحديث (1939)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 632، الحديث (8257)، وعزاه للخرائطي في مكارم الأخلاق.

"لا يكونُ لمسلم أنْ يهجرَ مسلمًا فوقَ ثلاثةٍ، فإذا لقِيَهُ سلَّم عليهِ ثلاثَ مرَّاتٍ كلُّ ذلكَ لا يَرُدُّ عليهِ فقد باءَ بإثمِهِ" (¬1). 3913 - وعن أبي هريرة، أن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يحِلُّ لمسلمٍ أنْ يهجُرَ أخاهُ فوقَ ثلاثٍ، فمَن هجرَ فوقَ ثلاثٍ فماتَ دخلَ النار" (¬2). 3914 - عن أبي خِراش السُّلَمي أنه سمعَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "من هجرَ أخاهُ سنةً فهوَ كسفكِ دمِهِ" (¬3). 3915 - عن أبي هريرة أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسليم: "لا يحِلُّ للمؤمنِ أنْ يهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثٍ، فإنْ مرَّتْ بهِ ثلاثةٌ فليَلْقَهُ فليُسلِّمْ عليهِ، فإنْ ردَّ عليهِ السلامَ فقد اشتركَا في الأجرِ، وإنْ لم يَرُدَّ عليهِ فقد باءَ بالإِثمِ وخرجَ المُسَلِّمُ مِن الهجرِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 215، كتاب الأدب (35)، باب فيمن يهجر أخاه المسلم (55)، الحديث (4913) واللفظ له، وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2157، ضمن ترجمة محمد بن الحجاج المصفر، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 9/ 47، الحديث (24871). وعزاه الحاكم في الكنى. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 392، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 215، كتاب الأدب (35)، باب فيمن يهجر أخاه المسلم (55)، الحديث (4914) واللفظ له، وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 7/ 232، وعزاه للنسائي، الحديث (4746)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 9/ 48، وعزاه لابن النجار، الحديث (24874). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 220، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 146، باب من هجر أخاه سنة، الحديث (406)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 215 - 216، كتاب الأدب (35)، باب فيمن يهجر أخاه المسلم (55)، الحديث (4960)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 163، كتاب البر. . .، باب من هجر أخاه سنة. . .، واللفظ لهم، وصححه ووافقه الذهبي. (¬4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 149، باب أن السلام يجزئ. . .، الحديث (416)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 214 - 215، كتاب الأدب (35)، باب فيمن هجر أخاه المسلم (55)، الحديث (4912) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 63، كتاب الأيمان، باب من حلف لا يكلم رجلًا. . .، قوله: "المُسَلِّمُ" بتشديد اللام المكسورة.

3916 - عن أبي الدرداء أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أَلَا أُخبِرُكم بأفضلَ مِن درجةِ الصيامِ والصدقةِ والصلاةِ، قلنا: بلى، قال: إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ، وإفسادُ ذاتِ البَيْنِ هي الحالِقَةُ" (¬1) (صح). 3917 - وقال: "دَبَّ إليكم داءُ الأممِ قبلَكم، الحسدُ والبغضاءُ هي الحالِقَةُ، لا أقول تحلِقُ الشعرَ ولكنْ تحلِقُ الدينَ" (¬2). 3918 - عن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إيَّاكُم والحسدَ فإنَّ الحسدَ يأكل الحسناتِ كما تأكلُ النّارُ الحطبَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 444، واللفظ له، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 148، باب الشحناء، الحديث (414)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 218، كتاب الأدب (35)، باب في إصلاح ذات البَيْن (58)، الحديث (4919)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 663، كتاب صفة القيامة (38)، باب (56)، الحديث (2509)، وقال: (حديث صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 486، كتاب الأدب (32)، باب الإصلاح بين الناس (32)، الحديث (1982). (¬2) هذا الحديث مخرَّجٌ من أربع طرق: • الأولى: من رواية يعيش بن الوليد، رفعه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أخرجه معمر في الجامع (المطبوع بآخر المصنَّف لعبد الرزاق) 10/ 385، باب إفشاء السلام، الحديث (19438) واللفظ له. • الطريق الثانية: من رواية الزبير بن العوام رضي اللَّه عنه، أخرجه أحمد في المسند 1/ 167، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 664، كتاب صفة القيامة (38)، باب (56)، الحديث (2510)، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 418 - 419، كتاب الأدب، باب، وهو عقب باب فضل السلام، عقب الحديث (2002)، واللفظ لهم، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 462، الحديث (7443)، وعزاه أيضًا للضياء المقدسي. • الثالثة: من رواية ابن الزبير رضي اللَّه عنهما، أخرجه البزَّار في المصدر نفسه، الحديث (2002). • الرابعة: من رواية يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أخرجه الترمذي في المصدر السابق، عقب الحديث (2510). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 272، ضمن ترجمة إبراهيم بن أبي أسيد (876)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 208 - 209، كتاب الأدب (35)، باب في الحسد (52)، الحديث (4903) واللفظ لهما.

3919 - وعن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إيًاكُم وسوءَ ذاتَ البَيْنِ فإنها الحالِقَةُ" (¬1). 3920 - عن أبي صِرْمةَ (¬2)، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن ضَارَّ ضارَّ اللَّهُ بهِ، ومَن شاقَّ شاقَّ اللَّهُ عليهِ" (¬3) (غريب). 3921 - عن أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "ملعونٌ مَن ضارَّ مؤمنًا (¬4) أو مكرَ بهِ" (¬5) (غريب). 3922 - عن ابن عمر أنّه قال: "صعِدَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم المنبرَ فنادَى بصوتٍ رفيع فقال: يا معشرَ مَن أَسْلَمَ بلسانِه ولم يُفْضِ الإِيمانُ إلى قلبِهِ: لا تُؤْذُوا المسلمينَ ولا تُعَيِّروهم ولا تَتَّبِعُوا عَوْراتِهم، فإنه مَن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 663، كتاب صفة القيامة (38)، باب (56)، الحديث (2508). (¬2) تصحف الاسم في مخطوطة برلين إلى (أبي هريرة) والتصويب من المطبوعة والأصول. وأبو صِرمَةُ، بكسر أوله، وسكون الراء، المازني الأنصاري: صحابيّ، اسمه مالك بن قيس، وقيل: قيسَ بن صرمة، وكان شاعِرًا، روى له البخاري في الأدب الفرد، ومسلم، والأربعة (ابن حجر، تقريب التهذيب 2/ 437). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 453، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 49 - 50، كتاب الأقضية (18)، أبواب من القضاء (31)، الحديث (3635)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 332، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الخيانة. . . (27)، الحديث (1940) واللفظ له، وقال: (حسن غريب) وذكره المنذري في مختصر سنن أبي داود 5/ 239، وعزاه أيضًا للنسائي، الحديث (3488)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 785، كتاب الأحكام (13)، باب من بنى في حقه. . . (17)، الحديث (2342). (¬4) في المطبوعة (مسلمًا) والصواب ما أثبتناه كما في المخطوطة وعند الترمذي. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 332، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الخيانة. . . (27)، الحديث (1941)، واللفظ له، وقال: (غريب)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2053، ضمن ترجمة فرقد أبو يعقوب السبخي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 3/ 49، ضمن ترجمة فرقد السبخي (205)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 745، وعزاه أيضًا للدارقطني في الأفراد وللبيهقي في شعب الإيمان.

يَتَّبعْ عَوْرَة أخيهِ المسلمِ يتَّبعِ اللَّهُ عَوْرتَهُ، ومن يتَّبعِ اللَّهُ عَوْرتَه يفضحْهُ ولو في جوفِ رَحْلِهِ" (¬1). 3923 - عن سعيد بن زيد، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إنَّ مِن أربَى الرِّبَا الاستطالةُ في عرضِ المسلمِ بغيرِ حقٍّ" (¬2). 3924 - وعن أنس أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لمَّا عَرَجَ بي ربي مرَرْتُ بقومٍ لهم أظفارٌ مِن نُحاسٍ يخمِشُونَ وجوهَهم وصدورهم، فقلتُ: مَن هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لحومَ الناسِ ويَقَعُونَ في أعراضِهم" (¬3). 3925 - وعن أنس، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "مَن حَمَى مؤمنًا مِن منافقٍ يعيبُه، بعثَ اللَّهُ مَلَكًا يحمي لحمَهُ يومَ القيامةِ مِن نارِ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 378، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في تعظيم المؤمن (85)، الحديث (2032)، وذكر الترمذي للحديث رواية ثانية فقال: (وروى إسحاق بن إبراهيم السمرقندي، عن حسين بن واقد نحوه)، وذكره ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/ 229، تفسير سورة الحجرات (49)، الآية (12)، من طريق أبي بكر الإِسماعيلي (صاحب المستخرج على الصحيحين). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 190، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 193، كتاب الأدب (35)، باب في الغيبة (40)، الحديث (4876)، واللفظ لها، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 117، الحديث (357)، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1402، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 271، وعزاه لسمّويه، وابن قانع، والضياء. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 224، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 194، كتاب الأدب (35)، باب في الغيبة (40)، الحديث (4878)، وذكره السيوطي في الدرِّ المنثور 6/ 96، تفسير سورة الحجرات، وعزاه أيضًا للبيهقي، وذكره المتقي في كنز العمال 3/ 587، وعزاه للضياء، الحديث (8029).

جهنمَ، ومَن قفا مسلمًا بشيءٍ يريدُ شَيْنَهُ بهِ حبسَهُ اللَّهُ على جسرِ جهنَم حتَّى يخرجَ مما قالَ" (¬1). 3926 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "اعتلَّ بعيرٌ لصفيةَ وعندَ زينبَ فضلُ ظهرٍ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لزينبَ: أعطيها بعيرًا. فقالت: أنا أُعطي تلكَ اليهوديةَ! فغضبَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فهجرَها ذا الحِجَّةِ والمحرمَ وبعضَ صَفَرَ" (¬2). 3927 - عن المُستورِدِ بنِ شداد أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن أكلَ برجل مسلمٍ أُكْلَةً فإنَّ اللَّهَ يُطعِمُه مثلَها مِن جهنمَ، ومَن كُسِيَ ثوبًا برجلٍ مسلمٍ فإنَّ اللَّهَ يكسوهُ مثلَه مِن جهنمَ، ومَن قامَ برجلٍ مقامَ سُمعةٍ ورياءٍ فإنَّ اللَّهَ يقومُ بهِ مقامَ سمعةٍ ورياءٍ يومَ القيامةِ" (¬3). 3928 - وقال: "حُسْنُ الظنِّ (¬4) مِن حُسْنِ العبادةِ" (¬5). ¬

_ (¬1) هذا الحديث تقدّم في باب الشفقة والرحمة على الخلق، من الحسان، الحديث (3882)، من رواية معاذ بن أنس الجهني، وليس من رواية أنس كما جاء في المطبوعتين وفي مخطوطة برلين، وقد أشار إلى ذلك المناوي في كشف المناهج، ق 119/ أ، فقال: (ووقع في بعض نسخ "المصابيح" نسبة الحديث إلى رواية أنس، والصواب إنما هو معاذ بن أنس، وكذا رواه المصنِّف في شرح السنة). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 261، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 8 - 9، كتاب السنة (34)، باب ترك السلام عل أهل الأهواء (4)، الحديث (4602)، واللفظ له. وقد تأخر هذا الحديث في مخطوطة برلين إلى آخر الباب. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 229، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 195، كتاب الأدب (35)، باب في الغيبة (40)، الحديث (4881)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 127 - 128، كتاب الأطعمة، باب لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، وقال: (صحيح الإسناد). (¬4) العبارة في المطبوعة (حسن الظن باللَّه) وما أثبتناه مِنَ المخطوطة وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬5) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 407، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 266، كتاب الأدب (35)، باب في حسن الظن (89)، الحديث (4993)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 256، كتاب التوبة. . .، باب جدِّدوا إيمانكم. . .، واللفظ له.

18 - باب الحذر والتأني في الأمور

18 - باب الحذر والتأني في الأمور مِنَ الصِّحَاحِ: 3929 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يُلْدَغُ المؤمنُ مِن جُحْرٍ واحدٍ مرتينِ" (¬1). 3930 - و"قال لِأشَجِّ عبدَ القيسِ: إنَّ فيكَ لخصلتينِ يحبُهما اللَّهُ ورسولُه: الحِلمُ والأناةُ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3931 - عن سهلِ بن سعدٍ الساعديِّ عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "الأناةُ مِن اللَّهِ، والعجلَةُ من الشيطانِ" (¬3) (غريب). 3932 - عن أبي سعيد أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا حليمَ إلّا ذو عَثرةٍ، ولا حكيمَ إلّا ذو تَجربةٍ" (¬4) (غريب). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 529، كتاب الأدب (78)، باب لا يلدغ المؤمن. . . (83)، الحديث (6133)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2295، كتاب الزهد. . . (53)، باب لا يلدغ المؤمن. . . (12)، الحديث (63/ 2998) واللفظ لهما. (¬2) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، مسلم في الصحيح 1/ 49، كتاب الإيمان (1)، باب الأمر بالإيمان. . . (6)، الحديث (25/ 17). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 367، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في التأني والعجلة (66)، الحديث (2012)، وقال: (هذا حديث غريب). وقد جاء حديث بمعناه ذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 400، ونصُّه: "التأني من اللَّه والعجلة من الشيطان" وعزاه للخرائطي في مكارم الأخلاق، وللبيهقي عن أنس رضي اللَّه عنه، وعزاه لابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن مجاهد مرسلًا، ولسعيد بن منصور عن الحسن مرسلًا. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 69، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 379، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في التجارب (86)، الحديث (2033)، وقال: (حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا =

3933 - عن أنس: "أنَّ رجلًا قالَ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَوْصني، فقال: خُذِ الأمرَ بالتدبيرِ فإنْ رأيتَ في عاقبتِه خيرًا فأَمْضِهِ، وإنْ خِفْتَ غيًا فأمسِكْ" (¬1). 3934 - عن مصعبِ بنِ سعدٍ، عن أبيهِ -قال الأعمشُ: لا أعلمُه إلّا عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "التؤدَةُ في كلِّ شيء إلّا في عملِ الآخرةِ" (¬2). 3935 - عن عبدِ اللَّهِ بن سَرْجَس أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم ¬

_ = من هذا الوجه)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 293، كتاب الأدب، باب لا حليم إلّا ذو عثرة، وقال: (صحيح الإِسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 324، ضمن ترجمة عبد اللَّه بن وهب (428) واللفظ لهم، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 909، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وللعسكري في الأمثال. وهذا الحديث مما رماه القزويني بالوضع، وأجاب عنه الحافظ ابن حجر في أجوبته عن أحاديث المصابيح، فقال: (الحديث الثاني عشر، حديث: "لا حكيم إلّا ذو تجربة، ولا حليم إلّا ذو عثرة"، قلت: أخرجه أحمد، والترمذي، والحاكم، من طريق عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، قال الترمذي: "حسن غريب" وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، قلت: وقد صحَّح ابن حبان هذه النسخة من رواية ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فأخرج كثيرًا من أحاديثه في "صحيحه"). (¬1) أخرجه معمر في كتاب الجامع (المطبوع بآخر المصنف عبد الرزاق) 11/ 165، باب الاستخارة، الحديث (20212)، واللفظ له، وأخرجه ابن عدي في الكامل 1/ 376، ضمن ترجمة أبان بن أبي عياش، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 380، الحديث (7045)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي من طريق معمر في شرح السنة 13/ 178، الحديث (3600). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 157، كتاب الأدب (35)، باب في الرفق (11)، الحديث (4810)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 64، كتاب الإِيمان، باب التؤدة في كل شيء. . .، وقال: (على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 98، الحديث (5673)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان.

قال: "السمتُ الحسن والتؤَدَةُ والاقتصادُ، جزءٌ مِن أربعةٍ وعشرينَ جزأً مِن النبوةِ" (¬1). 3936 - عن ابن عباس أنَّ نبيَّ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنَّ الهَدْيَ الصالحَ، والسمْتَ الصالحَ، والاقتصادَ، جزءٌ مِن خمسةٍ وعشرينَ جزأً مِن النبوةِ" (¬2). 3937 - عن جابر بن عبد اللَّه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا حدَّثَ الرجل بالحديثِ ثم التفتَ فَهِيَ (¬3) أَمَانَةٌ" (¬4). 3938 - عن أبي هريرة: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال لأبي الهيثمِ بنِ (¬5) التيهانِ: هلْ لكَ خادمٌ؟ قال: لا، فقال: إذا أتَانَا سَبْيٌ فائتنا، فأُتيَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم برأسينِ، فأتاهُ أبو الهيثمِ فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: اختَرْ منهما، فقال: يا نَبيَ اللَّهِ اختَرْ لي، فقالَ النبيُّ صلى ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 366، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في التأني والعجلة (66)، الحديث (2010)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 98، الحديث (5672) وعزاه لعبد بن حميد، وللطبراني في المعجم الكبير، وللضياء. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 296 واللفظ له، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 164 - 165، باب الرفق، الحديث (468)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 136 - 137، كتاب الأدب (35)، باب في الوقار (2)، الحديث (4776) واللفظ له. (¬3) العبارة في المطبوعة (فهو)، وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق للفظ أبي داود. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 242 - 243، الحديث (1761)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 379 - 380، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 188 - 189، كتاب الأدب (35)، باب في نقل الحديث (37)، الحديث (4868)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 341، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في أن المجالس أمانة (39)، الحديث (1959)، واللفظ لهما، قوله: "ثم التفت" أي غاب عنك بمفارقة المجلس. (¬5) ساقطة من المخطوطة، والصواب إثباتها كما في المطبوعة وسنن الترمذي.

19 - باب الرفق والحياء وحسن الخلق

اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ المستشارَ مؤتمنٌ خذْ هذا فإني رأيتُه يُصلي، واستَوْصِ بهِ معروفًا" (¬1) (¬2). 3939 - وقال: "المجالسُ بالأمانةِ إلّا ثلاثةَ مجالسٍ: سَفْكُ دمٍ حرامٍ، أو فرجٌ حرامٌ، أو اقتطاعُ مالٍ بغيرِ حقٍّ" (¬3). 3940 - وقال: "إنَّ مِن أعظمِ الأمانةِ عندَ اللَّهِ تعالى يومَ القيامةِ: الرجلُ يُفْضي إلى امرأتِهِ وتُفضي إليه ثم يُفشي سرَّها" (¬4). 19 - باب الرفق والحياء وحسن الخلق مِنَ الصِّحَاحِ: 3941 - عن عائشة أن رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنَّ ¬

_ (¬1) في المخطوطة عقب هذا الحديث إعادة لحديث "إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة" ولعلّه سهو من الناسخ. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 345، كتاب الأدب (35)، باب في المشورة (123)، الحديث (5128)، مختصرًا، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 583 - 584، كتاب الزهد (37) باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (39)، الحديث (2369) برواية مطوَّلة واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1233، كتاب الأدب (33)، باب المستشار مؤتمن (37)، الحديث (3745) مختصرًا، "وأبو الهيثم" ذكره ابن حجر في الإصابة 4/ 209، برقم (1199)، وقال: (أبو الهيثم بن التيهان بفتح المثناة الفوقانية مع كسرها، ابن مالك بن عتيك. . .، الأنصاري الأوسي) أشار إلى قصته في الحديث. (¬3) تقدّم هذا الحديث في باب الشفقة والرحمة على الخلق، برقم (3884). (¬4) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 69، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 189 - 190، كتاب الأدب (35) باب في نقل الحديث (37)، الحديث (4870)، واللفظ لهما، وقد سبق هذا الحديث في موضعين: الأول في كتاب النكاح، باب المباشرة ضمن الصحاح برقم (2374)، وفي كتاب الآداب، باب النفقة والرحمة على الخلق، ضمن الحسان، برقم (3885).

اللَّهَ رفيقٌ يحبُّ الرفقَ، ويُعطي على الرفقِ ما لا يُعطي على العنفِ، وما لا يُعطي على ما سِواهُ" (¬1). 3942 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم لعائشة رضي اللَّه عنها: "عليكِ بالرفقِ وإيَّاكِ والعُنْفَ والفُحْشَ، إنَّ الرفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلّا زانَهُ ولا يُنزَعُ مِن شيءٍ إلّا شانَهُ" (¬2). 3943 - وعن جرير، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن يُحْرَمِ الرفقَ يُحْرَمِ الخيرَ" (¬3). 3944 - وقال: "إنَّ الحياءَ مِن الإيمان" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2001 - 202، كتاب البر. . . (45)، باب فضل الرفق (23)، الحديث (77/ 2593). (¬2) هذا الحديث مركَّب من روايتين وقد ساقه البغوي مدرجًا، وقد عزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1407، لمسلم فقط، وتبعه المناوي في كشف المناهج، ق 120/ أ، وقال أيضًا: (ولم يخرجه البخاري) لكن أخرج البخاري قوله: "عليك بالرفق، وإيَّاكِ والعنف والفحش" في الصحيح 10/ 452، كتاب الأدب (78)، باب لم يكن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فاحشًا. . . (38)، الحديث (6030)، وأخرج بقيته مسلم في الصحيح 4/ 2004، كتاب البر. . . (45)، باب فضل الرفق (23)، الحديث 78 - 79/ 2594) (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2003، كتاب البر. . . (45)، باب فضل الرفق (23)، الحديث (74/ 2592). (¬4) متفق عليه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 74، كتاب الإيمان (2)، باب الحياء من الإيمان (16)، الحديث (24)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 63، كتاب الإيمان (1)، باب بيان عدد شعب الإيمان. . . (12)، الحديث (59/ 36) واللفظ لهما.

3954 - وقال: "الحياءُ لا يأتي إلّا بخيرٍ" (¬1) ويروي: "الحياءُ خيرٌ كلُّه" (¬2) 3946 - وقال: "إنَّ مما أدركَ الناسَ مِن كلام النبوةِ الأولى: إذا لم تَسْتَحي فاصنع ما شئت" (¬3). 3947 - عن نواس بن سمعان قال: "سألتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن البِرِّ والإِثمِ؟ فقال: البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، والإثمُ ما حاكَ في صدرِكَ وكَرِهتَ أنْ يطَّلِعَ عليهِ النَّاسُ" (¬4). 3948 - وقال: "إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ أحسنَكم أخلاقًا" (¬5). 3949 - وقال: "إنَّ مِن خيارِكم أحسنَكم أخلاقًا" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 521، كتاب الأدب (78)، باب الحياء (77)، الحديث (6117)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 64، كتاب الإيمان (1)، باب بيان عدد شعب الإيمان. . . (12)، الحديث (60/ 37) واللفظ لهما. (¬2) أخرجه من رواية عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 1/ 64، كتاب الإِيمان (1)، باب بيان عدد شعب الإيمان. . (12)، الحديث (61/ 37). (¬3) أخرجه من رواية أبي مسعود البدري رضي اللَّه عنه البخاري في الصحيح 10/ 523، كتاب الأدب (78)، باب إذا لم تستحي. . . (78)، الحديث (6120). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1980، كتاب البر (45)، باب تفسير البر والإثم (5)، الحديث (14/ 2553). (¬5) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما البخاري في الصحيح 7/ 102، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه (27)، الحديث (3759). (¬6) متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 566، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23) الحديث (3559)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1810، كتاب الفضائل (43)، باب كثرة حيائه -صلى اللَّه عليه وسلم- (16)، الحديث (68/ 2321) واللفظ لهما.

مِنَ الحِسَان: 3950 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "مَن أُعطيَ حظَّهُ مِن الرفقِ أُعطيَ حظَّهُ من خيرِ الدنيا والآخرةِ، ومَن حُرِمَ حظَّهُ مِن الرفقِ حُرِمَ حظَّهُ مِن خير الدنيا والآخرةِ" (¬1). 3951 - عن أبي هريرة قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "الحياءُ مِن الإيمانِ والإيمانُ في الجنَّةِ، والبذاءُ مِن الجفاءِ والجفاءُ في النَّارِ" (¬2). 3952 - عن أسامة بن شريك قال: "قالوا يا رسولَ اللَّهِ ما خيرُ ما أُعطيَ الإِنسانُ؟ قال: الخلقُ الحسنُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 159، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 9/ 159، ضمن ترجمة الإمام الشافعي (415)، واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 46، الحديث (5409)، وعزاه للحكيم الترمذي، وأخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 74، الحديث (3491) واللفظ له. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 501، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 365، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الحياء (65) الحديث (2009)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص 476، كتاب الأدب (32)، باب ما جاء في الحياء (4)، الحديث (1929)، وإخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 52 - 53، كتاب الإيمان باب الحياء من الإيمان، واللفظ لهم جميعًا. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند ص 171، الحديث (1233)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 278، ضمن رواية مطوَّلة، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1137، كتاب الطب (31)، باب ما أنزل اللَّه داءًا إلّا. . . (1)، الحديث (3436)، ضمن رواية مطوَّلة، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 475، كتاب الأدب (32)، باب ما جاء في حسن الخلق (3)، الحديث (1925) واللفظ له، وقال القاري في المرقاة 4/ 739: (قال الشيخ الجزري رواه البيهقي في الشعب من حديث أسامة).

3953 - عن حارثة (¬1) بن وهب قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم "لا يدخلُ الجنةَ الجوَّاظُ ولا الجَعْظَريُّ" (¬2) قال: والجوَّاظُ الغليظُ الفظُّ. 3954 - عن أبي الدرداء عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ أثقلَ شيءٍ يوضعُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ خلقٌ حسنٌ، وإنَّ اللَّهَ يُبغِضُ الفاحشَ البذيء" (¬3) (صحيح). 3955 - وعن عائشة، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنَّ المؤمنَ ليُدرِكُ بحسنِ خلقِه درجةَ قائمِ الليلِ وصائمِ النهارِ" (¬4). ¬

_ (¬1) ورد الاسم في الأصل المخطوط وفي المطبوعتين (عكرمة بن وهب)، والصواب ما أثبتناه، كما قال الخطيب التبريزي في المشكاة 1408 - 1409، الحديث (5080) ما نصُّه: (رواه أبو داود في "سننه" والبيهقي في "شعب الإيمان" وصاحب"جامع الأصول" فيه عن حارثة، وكذا في "شرح السنة" عنه)، وقال القاري في المرقاة 4/ 740 أيضًا (وفي نسخ "المصابيح" عن عكرمة بن وهب، أي في بعضها، وإلا ففي أكثرها: عن حارثة بن وهب) (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 151، كتاب الأدب (35)، باب في حسن الخلق (8)، الحديث (4801) واللفظ له، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1408 - 1409، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وذكره السيوطي في جمع الجوامع وعزاه لعبد بن حميد، ولابن قانع. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 442، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 149 - 150، كتاب الأدب (35)، باب في حسن الخلق (8)، الحديث (49) وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 362، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في حسن الخلق (62)، الحديث (2002)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 78، الحديث (3496) واللفظ له. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 90، واللفظ له، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 149، كتاب الأدب (35)، باب في حسن الخلق (8)، الحديث (4798)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 475، كتاب الأدب (32)، باب ما جاء في حسن الخلق (3)، الحديث (1927)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 60، كتاب الإيمان، باب إن اللَّه ليبلغ العبد. . .، وقال: (على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي.

3956 - عن أبي ذر قال: "قال لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: اتَّقِ اللَّهَ حيْثُما كنتَ وأَتْبعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها وخالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ" (¬1). 3957 - عن عبد اللَّه بن مسعود قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ألا أخبرُكم بِمَن يحرُمُ على النَّارِ وبِمَن تحرُمُ النّارُ عليهِ؟ على كلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قريبٍ سهلٍ" (¬2) (غريب). 3958 - عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: "المؤمنُ غِرٌّ كريمٌ، والفاجرُ خَبٌّ لئيمٌّ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 153، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 323، كتاب الرقاق، باب في حسن الخلق، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 355، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في معاضة الناس (55)، الحديث (1987)، وقال (حديث حسن صحيح). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 415، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 654، كتاب صفة القيامة (38) باب (2488)، وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 269 كتاب البيوع (11)، باب في الهين اللين (7)، الحديث (1097)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 16، الحديث (5221)، وعزاه للطبراني في المعجم الكببر، وللبيهقي في شعب الإيمان. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 394 وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 144، كتاب الأدب (35)، باب في حسن العشرة (6)، الحديث (4790)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 344، كتاب البر. . . (28) باب ما جاء في البخيل (41)، الحديث (1964)، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 4/ 202، باب مشكل ما روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في المؤمن. . .، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 43 باب الإيمان، باب المؤمن غرٌّ. . .، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/ 38، ضمن ترجمة سليمان بن داود المباركي (4624) واللفظ لهم جميعًا، قوله: "غِرٌّ" بكسر الغين المعجمة وتشديد الراء "كريم" أي موصوف بالوصفين أي له الاغترار لكرمه، وله المسامحة في حظوظ الدنيا لا لجهله، وقوله: "خَبٌّ" بفتح خاء معجمة وتكسر، وتشديد موحدة، أي خداع.

3959 - وقال: "المؤمنونَ هَيِّنونَ لَيِّنونَ كالجمل الأنِفِ، إنْ قِيدَ انقادَ وإنْ أُنيخَ على صخرةٍ استناخَ" (¬1) [مُرسَلٌ] (¬2). 3960 - عن ابن عمر، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "المسلمُ الذي يخالط الناسَ ويصبر على أذاهم، أفضلُ مِن الذي لا يخالطُهم ولا يصبرُ على أذاهم" (¬3). 3961 - وعن سهل بن معاذ، عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن كظمَ غيظًا وهو يقدرُ على أنْ يُنْفِذَهُ دعاهُ اللَّه على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ حتَّى يَخيِّرَهُ في أيِّ الحورِ شاءَ" (¬4) (غريب)، وفي رواية: ¬

_ (¬1) ساقطة من المطبوعة، والصواب إثباتها كما في المخطوطة. (¬2) أخرجه من رواية مكحول مرسلًا، عبد اللَّه بن المبارك في كتاب الزهد، ص 130، باب حفظ اللسان، الحديث (387) واللفظ له، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1410، الحديث (5086)، وعزاه للترمذي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 5/ 180، ضمن ترجمة مكحول الشامي (316)، وأخرجه الشهاب القفاعي، المسند 1/ 115، من طريق ابن المبارك، باب المؤمنون هينون لينون (97)، الحديث (140)، وذكره المناوي في فيض القدير 6/ 258، الحديث (9163)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وقال: (المرسل أصح). وأخرجه عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما متصلًا مرفوعا العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 279، ضمن ترجمة عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي روَّاد (842)، وأخرجه الشهاب القضاعي في المسند 1/ 114 - 115، باب المؤمنون هينون .. ، الحديث (139)، وذكره المناوي في فيض القدير 6/ 258، الحديث (9163)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان. قوله: "أَنِف" بفتح الهمزة ويمد، ولكسر النون، قيل الأنِفُ: الذلول، قوله: "قيدَ" قاده وجرَّه، ومعني الحديث: أنَّ المؤمن شديد الانقياد للشارع في أوامره ونواهيه. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند ص 256، الحديث (1876) وأخرجه أحمد في المسند 2/ 43، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 662 - 663، كتاب صفة القيامة (38)، باب (55)، الحديث (2507)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1338 كتاب الفتن (36)، باب الصبر على البلاء (23)، الحديث (4032). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 440، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 137 - 138 كتاب الأدب (35)، باب من كظم غيظًا (3)، الحديث (4777)، وأخرجه الترمذي في =

20 - باب الغضب والكبر

"ملأ اللَّهُ قلبَه أمنًا وإيمانًا" (¬1) وزاد بعضهم: "مَن تركَ لُبسَ ثوبِ جمالٍ وهو يقدرُ عليهِ -أحسبُه قال- تواضعًا كساهُ اللَّهُ حُلَّةَ الكرامةِ ومَن تزوَّجَ للَّهِ توَّجَهُ اللَّه تاجَ الملكِ" (¬2). 20 - باب الغضب والكبر مِنَ الصِّحَاحِ: 3962 - عن أبي هريرة: "أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: أَوْصِني، قال: لا تَغضبْ، فرَدَّدَ مِرارًا، قال: لا تَغضبْ" (¬3). ¬

_ = السنن 4/ 372، كتاب البر. . . (28)، باب في كظم الغيظ (74)، الحديث (2021)، وقال (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1400،كتاب الزهد (37)، باب الحلم (18)، الحديث (4186) واللفظ لهم، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 47، ضمن ترجمة إبراهيم بن أدهم (366). (¬1) أخرجه من رواية سويد بن وهب، عن رجلٍ من أبناء أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، عن أبيه، أبو داود في السنن 5/ 138 كتاب الأدب (35)، باب من كظم غيظًا (3)، الحديث (4778). (¬2) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه قوله: (أحسبه قال) هي جملة اعتراضية من أحد رواة الحديث، وهو بشر بن منصور، كما جاء في السنن، قوله: "ومن تزوج" كذا وردت في المطبوعتين وفي الأصل المخطوط، وفي المشكاة، ولكنها في سنن أبي داود "ومن زوج". وأخرج نحوه من رواية معاذ بن أنس الجهني رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 3/ 438 - 439، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 650، كتاب صفة القيامة (38)، باب (39)، الحديث (2481)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 184، كتاب اللباس، قبيل باب بيان أوصاف حوض الكوثر، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 47 ضمن ترجمة إبراهيم بن أدهم (366). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 519، كتاب الأدب (78)، باب الحذر من الغضب. . . . (76) الحديث (6116)، قوله: "أنَّ رجلًا" هو ابن عمر، أو حارثة بن قدامة، أو سفيان بن عبد اللَّه.

3963 - وقال: "ليسَ الشديدُ بالصُّرَعَةِ، إنما الشديدُ الذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ" (¬1). 3964 - وقال: "ألا أُخبرُكم بأهلِ الجنَّةِ؟ كلُّ ضعيفٍ مُتَضَعِّفٍ (¬2) لو أقسمَ على اللَّهِ لأبَّرةُ، ألا أُخبِرُكم بأهلِ النَّارِ؟ كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُستكبرٍ" (¬3)، ويروى: "كلُّ جَوَّاظٍ زنيمٍ متكبّرٍ" (¬4). 3965 - وقال: "لا يدخلُ النَّارَ أحدٌ في قلبِهِ مثقالُ حبَّةٍ مِن خردلٍ مِن إيمانٍ، ولا يدخلُ الجنةَ أحدٌ في قلبِهِ مثقالُ حبةٍ مِن خردلٍ مِن كبرياءِ" (¬5). 3966 - وقال: "لا يدخلُ الجنةَ [أحدٌ في قلبِهِ] (¬6) مثقالُ ذرةٍ مِن ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 518، كتاب الأدب (78)، باب الحذر من الغضب. . . (76)، الحديث (6114)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2014، كتاب البر. . . (45)، باب فضل من يملك نفسه. . . (30)، الحديث (107/ 2609) واللفظ لهما. (¬2) قوله: "متضعِّف" كذا وردت في الأصل المخطوط، ق 228/ أ، وفي المطبوعة الأميرية وفي الصحيحين، ولكنها في المطبوعة بالمكتبة التجارية "مستضعف". (¬3) متفق عليه من رواية حارثة بن وهب الخزاعي رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 662، كتاب التفسير (65)، باب (1): {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} سورة القلم (68)، الآية (13)، الحديث (4918)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2190، كتاب الجنة. . . (51)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (13)، الحديث (46/ 2853) واللفظ لهما، قوله: "مُتضعِّف" بفتح العين ويكسر، كأنه مطلوب منه التذلل والتواضع مع إخوانه. (¬4) أخرجه من رواية حارثة بن وهب الخُزَاعي رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (47/ 2853)، قوله: "جَوَّاظ" بتشديد الواو أي جموع منوع، أو مختال، قوله: "زنيم" الدعيُّ في النسب الملصق بالقوم وليس منهم. (¬5) أخرجه من رواية ابن مسعود رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 1/ 93، كتاب الإيمان (1)، باب تحريم الكبر. . . (39)، الحديث (148/ 91)، قوله: "مِن خردلٍ" قيل: إنه الحبة السوداء وهو تمثيل للقلة. (¬6) ساقطة من مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة وصحيح مسلم.

كِبْرٍ، فقال رجلٌ: إنَّ الرجلَ يُحِبُّ أنْ يكونَ ثوبُه حسنًا ونعلُهُ حسنًا؟ فقال: إنَّ اللَّهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ، الكِبْرُ: بَطَرُ الحقِّ وغَمْطُ الناسِ" (¬1). 3967 - وقال: "ثلاثة لا يُكلِّمُهم اللَّهُ يومَ القيامة ولا يُزَكِّيهم -ويُروى: ولا يَنظرُ إليهم- ولهم عذابٌ أليمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّابٌ، وعائلٌ مستكبِرٌ" (¬2). 3968 - وقال: "قالَ اللَّهُ تعالى: الكبرياءُ رِدائي والعَظَمةُ إزاري، فمَن نازَعَني واحدًا منهما قذفتُه في النَّارِ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 3969 - عن سلمة بن الأكوع قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يزالُ الرجلُ يذهبُ بنفسِه حتَّى يُكتَبَ في الجبَّارِينَ فيصيبُهُ ما أصابَهم" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية ابن مسعود رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 1/ 93، كتاب الإيمان (1)، باب تحريم الكبر وبيانه (39)، الحديث (91/ 147)، قوله: "غَمْطُ الناس" أي استحقار الخلق. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 1/ 102، كتاب الإيمان (1)، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار. . . (46)، الحديث (172/ 107)، قوله: "ويروى: ولا ينظر إليهم" جاء ضمن رواية مسلم ما نصُّه: "قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم"، قوله: "عائل" أي فقير متكبر. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنهما، مسلم في الصحيح 4/ 2023، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الكبر (38)، الحديث (136/ 2620)، وأخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أبو داود في السنن 4/ 350 - 351، كتاب اللباس (26)، باب ما جاء في الكبر (29)، الحديث (4090) واللفظ له. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 362، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الكبر (6)، الحديث (2000)، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 7/ 23، الحديث (6254)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 929، وعزاه للدارقطني في الأفراد.

3970 - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "يُحشَرُ المتكبرونَ أمثالَ الذرِّ يومَ القيامةِ في صورةِ الرجالِ، يَغشاهُم الذلُّ مِن كلِّ مكانٍ يُساقونَ إلى سجنٍ في جهنمِ يسمى بَوْلَسَ تَعْلُوهم نارُ الأنيارِ، يُسْقَوْنَ مِن عُصارةِ أهلِ النَّارِ طينةِ الخَبالِ" (¬1). 3971 - عن عطية بن عروةَ السعدي قال، قالَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ الغضبَ مِن الشيطانِ، وإنَّ الشيطانَ خُلِقَ مِن النَّارِ، وإنما تطْفَأُ النّارُ بالماءِ، فإذا غَضِبَ أحدُكم فليتوضأ" (¬2). 3972 - عن أبي ذرٍّ أنَّ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إذا غضبَ أحدُكم وهو قائمٌ فليجلسْ، فإنْ ذهبَ عنه الغضبُ وإلا فليضطجع" (¬3). 3973 - عن أسماء بنت عُمَيْس قالت: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "بئسَ العبدُ عبدٌ تخيَّلَ واختالَ ونسيَ الكبيرَ المتعالِ، بئسَ العبدُ عبدٌ تجبَّرَ واعتدَى ونسيَ الجبارَ الأعلى، بئسَ العبدُ عبدٌ سَها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 179، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 655، كتاب صفة القيامة (38)، باب (47)، الحديث (2492) واللفظ له، قوله: "بَوْلَس" بفتح موحَّدة، وسكون واو وفتح لام وسين، وفي بعض النسخ بضم أوله. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 226، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 141، كتاب الأدب (35)، باب ما يقال عند الغضب (4)، الحديث (4784) واللفظ لهما. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 152، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 141، كتاب الأدب (35)، باب ما يقال عند الغضب (4)، الحديث (4782)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 484، كتاب الأدب (32)، باب ما جاء في الغضب (26)، الحديث (1973)، واللفظ لهم، وقد ذكره الخطيب التبريزي الحديث في المشكاة 3/ 1415، برقم (5114)، وعزاه للترمذي أيضًا، ولكننا لم نجده عند الترمذي، ولم نجد فيما بين أيدينا من المصادر من عزاه إلى الترمذي، ولعله وهم واللَّه أعلم.

21 - باب الظلم

ولَها ونسيَ المقابرَ والبِلَى، بئسَ العبدُ عبدٌ عَتا وطَغَى ونَسيَ المُبتدا والمُنتهى، بئسُ العبدُ عبدُ يَخْتِلُ الدنيا بالدين، بئسَ العبدُ عبدٌ يَخْتِلُ الدينَ بالشبهاتِ، بئسَ العبدُ عبدٌ طمَعٌ يقودُه، بئسَ العبدُ عبدٌ هَوًى يُضِلُّه، بئسَ العبدُ عبدٌ (¬1) رَغُبٌ يُضِلُّه" (¬2) (غريب ضعيف). 21 - باب الظلم مِنَ الصِّحَاحِ: 3974 - عن ابن عمر أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الظلمُ ظلماتٌ يومَ القيامةِ" (¬3). 3975 - وعن جابر أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "اتَّقوا الظلمَ فإنَّ الظلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كانَ قبلَكم، حملَهم على أنْ سَفَكُوا دِماءَهم واستَحَلُّوا محارِمَهم" (¬4). ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة (له رغب) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 632، كتاب صِفة القيامة (38)، باب (17)، الحديث (2448) واللفظ له، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقويِّ)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 316، كتاب الرقاق، باب ذكر ذمائم العباد، وقال: (صحيح ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1415، الحديث (5115)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، قوله: "يَخْتِلُ" بكسر التاء أي يطلب، قوله: "رُغَبٌ" بضم الراء وفتحها، وبفتحات، وفي "المشارق" الرغب: بسكون الغين، وفتحها، وبضم الراء، وفتحها، هو الشَّرَهُ والحرص على الدنيا. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 100، كتاب المظالم (46)، باب الظلم ظلمات. . . (8)، الحديث (2447)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1996، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الظلم (15)، الحديث (57/ 2579)، واللفظ لهما. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1996، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الظلم (15)، الحديث (56/ 2578).

3976 - وقال: "إنَّ اللَّهَ لَيُملي للظالمِ حتَّى إذا أخذَهُ لم يُفْلِتْهُ ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} (¬1) الآية" (¬2). 3977 - عن ابن عمر: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لما مَرَّ بالحِجْرِ قال: لا تَدخلوا مساكنَ الذينَ ظَلَموا أنفسَهم إلّا أنْ تَكُونُوا باكِينَ، أنْ يُصيبَكم مِثْلُ (¬3) ما أصابَهم، ثمَّ قَنَّعَ رأسَه وأَسْرَعَ السيرَ حتَّى اجتازَ الوادي" (¬4). 3978 - عن أبي هريرة قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن كانَت له مَظْلَمَةٌ لأخيهِ مِن عرضِه أو شيءٍ فليَتَحَلَّلْهُ منه اليومَ، قبلَ أنْ لا يكونَ دينارٌ (¬5) ولا درهمٌ، إنْ كانَ لهُ عملٌ صالحٌ أُخِذَ منهُ بقدرِ مَظْلَمَتِه، وإنْ لم يكنْ لهُ حسنات أُخِذَ مِن سيئاتِ صاحبِهِ فحُمِلَ عليهِ" (¬6). 3979 - عن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "أتدرونَ ما المفلسُ؟ قالوا: المفلسُ فينا مَن لا درهمَ له ولا متاعَ، فقال: إنَّ ¬

_ (¬1) سورة هود (11)، الآية (102). (¬2) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 354، كتاب التفسير (65)، سورة هود (11)، باب: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ. . .} (5)، الحديث (4686)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1997، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الظلم (15)، الحديث (61/ 2583) واللفظ لهما. (¬3) ساقطة من المطبوعة، وليست عند البخاري، وأثبتناها من المخطوطة، وهي عند المصنف في شرح السنّة 14/ 361 وفي لفظ مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 125، كتاب المغازي (64)، باب نزول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحجر (80)، الحديث (4419)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2286، كتاب الزهد. . . (53)، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا. . . (1)، الحديث (39/ 2980) قوله: "الحِجْر" بكسر الحاء أي ديار ثمود قوم صالح. (¬5) العبارة في المخطوطة (قبل أن لا يكون له)، وما أثبتناه من المطبوعة وهو لفظ البخاري. (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 101، كتاب المظالم (46)، باب من كانت له مَظْلَمة. . . (10)، الحديث (2449).

المفلسَ مِن أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شَتَمَ هذا وقذفَ هذا وأكلَ مالَ هذا وسفكَ دم هذا وضربَ هذا، فيُعطَى هذا مِن حسناتِه وهذا مِن حسناتِه، فإنْ فَنِيَتْ حسناتُه قبلَ أنْ يُقضَى ما عليهِ أُخِذَ مِن خطاياهم فطُرِحَتْ عليهِ، ثم طُرِحَ في النَّارِ" (¬1). 3980 - وقال: "لَتُؤدُّنَّ الحقوقَ التي أهلِها يومَ القيامةِ حتَّى يُقادَ للشاةِ الجَلْحاءِ مِن الشاةِ القرناءِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3981 - عن حذيفة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تكونوا إمَّعةً تقولونَ: إنْ أحسنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وإنْ ظَلَمُوا ظلمْنا، ولكنْ وَطِّنُوا أنفسَكم: إنْ أحسنَ النَّاسُ أنْ تُحسِنُوا وإنْ أساؤوا فلا تظلِمُوا" (¬3). 3982 - وكتبَ معاويةُ [بنُ أبي سفيان] (¬4) إلى عائشةَ رضي اللَّه عنها: أنْ اكتبي إليَّ كتابًا تُوصِيني فيهِ ولا تُكْثِري، فكتَبَتْ: سلامٌ عليكَ، أمَّا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1997، كتاب البر. . . (45)، باب تحريم الظلم (15)، الحديث (59/ 2581). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (60/ 2582)، قوله: "لتُؤدُّن" بفتح الدال المشددة، وفي بعض النسخ بضمها، قوله: "الحقوقُ" بالرفع على الأول وبالنصب على الثاني، قوله: "الجلحاء" بجيم فلام فحاء مهملة، بالمد، هي الجَّماء التي لا قرن لها، والقرناء ضدها. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 364، كتاب البر. . . (28)، باب ما جاء في الإحسان والعفو (63)، الحديث (2007)، واللفظ له، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 905، وعزاه أيضًا لأبي حامد البزاز، وللضياء. قوله: "إمَّعة" بكسر الهمزة وتشديد الميم والهاء، هو الذي يتابع كلَّ ناعق ويقول لكل أحدٍ: أنا معك لأنه لا رأي له. (¬4) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وليس في المخطوطة ولا عند ابن المبارك.

22 - باب الأمر بالمعروف

بعدُ: فإني سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: مَن التمسَ رضا اللَّهِ بسَخَطِ الناسِ كفاهُ اللَّه مؤونَةَ الناسِ، ومَن التمسَ رضا الناسِ بسخطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إلى الناسِ، والسلامُ عليكَ" (¬1). 22 - باب الأمر بالمعروف مِنَ الصِّحَاحِ: 3983 - عن أبي سعيد الخدري، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مَن رَأَى مِنكم مُنكَرًا فليُغيِّرْه بيدِه، فإنْ لم يستطِعْ فبلسانِه، فإنْ لم يستطِعْ فبقلبِهِ، وذلكَ أضعفُ الإيمانِ" (¬2). 3984 - وقال: "مَثَلُ المُدْهنِ في حدودِ اللَّهِ والواقعِ فيها، مَثَلُ قومٍ استهمُوا سفينةً فصارَ بعضُهم في أسفلِها وصارَ بعضُهم في أعلاها، فكانَ الذي في أسفلِها يَمُرُّ بالماءِ على الذينَ في أعلاها فتَأذَّوا بهِ، فأخذَ فأسًا فجعلَ بنقرُ أسفلَ السفينةِ فأتَوْهُ فقالوا: ما لكَ؟ فقالَ: تأذَّيتُم بي ولابُدَّ لي مِن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 66، باب الإخلاص والنية، الحديث (199)، واللفظ له، وأخرج الحميدي بمعناه في المسند 1/ 129، الحديث (266)، وأخرجه الترمذي من طريق ابن المبارك في السنن 4/ 609 - 610، كتاب الزهد (37)، باب (64)، الحديث (2414)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 188، ضمن ترجمة عبد اللَّه بن المبارك (397)، دون ذكر كلام معاوية رضي اللَّه عنه، وأخرجه الشهاب القضاعي في المسند 1/ 300، باب من التمس رضا اللَّه. . . (340)، الحديث (499)، دون ذكر كلام معاوية، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 370، كتاب الإمارة (25)، باب فيمن يرضي اللَّه بسخط الناس (6)، الحديث (1542)، دون ذكر كلام معاوية، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 756، وعزاه لابن عساكر. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 69، كتاب الإيمان (1)، باب بيان كون النهي عن المنكر. . . (20)، الحديث (78/ 49).

الماءِ، فإنْ أَخَذُوا على يديهِ أَنجوْهُ ونَجَّوا أنفسَهم، وإنْ تَرَكُوه أهلكُوه وأهلكُوا أنفسَهم" (¬1). 3985 - وقال: "يُجاءُ بالرجلِ يومَ القيامةِ فيُلقَى في النَّارِ فتَندلِقُ أَقتابُه في النَّارِ فيَطحنُ فيها كطحنِ الحمارِ بِرَحَاهُ، فيَجتمعُ أهلُ النَّارِ عليهِ فيقولونَ: أي فلانُ، ما شأنُكَ؟ أليسَ كنتَ تأمرُنا بالمعروفِ وتنهانا عن المنكرِ؟ قال: كنتُ آمرُكم بالمعروفِ ولا آتِيهِ وأنهاكُم عن المنكرِ وآتِيهِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 3986 - عن حُذيفة بنِ اليمانِ أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيدِه لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهُونَّ عن المنكرِ أو لَيُوشِكنَّ اللَّهُ أنْ يبعثَ عليكم عذابًا مِن عندِه ثم لَتدْعُنَّهُ فلا يُستجابُ لكم" (¬3). 3987 - عن العُرْس [بن عَميرة] (¬4) عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا عُمِلَتْ الخطيئةُ في الأرضِ مَن شهِدَها فكرِهَها، كانَ كمَن غابَ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 5/ 292 - 293، كتاب الشهادات (52)، باب القُرْعة في المشكلات. . . (30)، الحديث (2686)، قوله: "المُدْهِنِ" أي المتساهل. (¬2) متفق عليه من رواية أسامة بن زيد رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 331، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة النار. . . (10)، الحديث (2267)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2290 - 2291، كتاب الزهد. . . (53)، باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله. . . (7)، الحديث (51/ 2989)، قوله: "أقتابه" أي أَمْعَاءَهُ. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 388، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 468، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في الأمر بالمعروف. . . (9)، الحديث (2169)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 869، وعزاه للسراج، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 14/ 345، الحديث (4154). (¬4) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو في بعض نسخ أبي داود كذلك.

عنها، ومَن غابَ عنها فرَضِيَها كانَ كمَن شهدَها" (¬1). 3988 - عن أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه قال: "يا أيُّها النَّاسُ إنَّكم تقرؤونَ هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (¬2) فإني سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: إنَّ الناسَ إذا رَأَوْا منكرًا فلم يُغَيرُوه يوشِكُ أنْ يعُمَّهم اللَّهُ بعقابِهِ" (¬3) (صحيح)، وفي رواية: "إذا رَأَوْا الظالمَ فلم يأخذُوا على يديْه أَوْ شَكَ. . . " (¬4)، وفي رواية: "ما مِن قوم يُعمَلُ فيهم بالمعاصي ثم يقدِرُونَ على أنْ يُغَيِّروا ثم لا يُغيِّرونَ إلّا يُوشِكُ أنْ يَعُمَّهم اللَّهُ بعقابٍ" (¬5)، وفي رواية: "يُعمَلُ فيهم بالمعاصي هم أكثرُ ممن يعملُه. . . " (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 515، كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4345)، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 139، الحديث (345)، وعُرْس: ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 18، الترجمة (148)، فقال: (بضم أوله وسكون الراء بعدها مهملة، ابن عَمِيرة الكِندي. . .، قيل صحابي)، وذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 378، الترجمة (4055). (¬2) سورة المائدة (5)، الآية (105). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 2 واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1327، كتاب الفتن (36)، باب الأمر بالمعروف. . . (20)، الحديث (4005)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 455، كتاب الفتن (31)، باب الأمر بالمعروف. . . (6)، الحديث (1838). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 7، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 509 - 510، كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4338)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 467، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في نزول العذاب. . . (8)، الحديث (2168)، وقال: (حديث صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في المصدر السابق، الحديث (1837). (¬5) أخرجه أبو داود في المصدر السابق. قوله: "يُغيِّرون" كذا وردت في الأصل المخطوط، ق 230/ أ، وفي المطبوعتين، ولكنها في السنن "يغيروا"، وقد وقع في المطبوعتين زيادة في آخر الرواية ولفظها: "بعقاب هو أكبر مما يعملون" ولكنها لم ترد في الأصل المخطوط، ولا في السنن. (¬6) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه.

3989 - عن جرير بن عبد اللَّه البَجَلي، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ما مِن قومٍ يكونُ بينَ أَظهُرِهم رجلٌ يعملُ بالمعاصي هم أَمْنَعُ منهُ وأَعَزُّ، لا يُغَيِّرُونَ عليهِ إلّا أصابَهم اللَّهُ بعقابٍ" (¬1). 3990 - وعن أبي ثعلبة الخُشَني: "في قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (¬2) فقال: أَما واللَّهِ لقد سألتُ عنها رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: بل ائتَمِروا بالمعروفِ وتَناهَوْا عن المنكرِ، حتَّى إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا وهوًى مُتَبعًا ودُنيا مؤثَرَةً وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيهِ، ورأيتَ أمرًا لا بُدَّ لكَ منهُ فعليكَ نفسَكَ ودَعْ أَمْرَ العوامِّ، فإنَّ وراءَكُم أيامَ الصبرِ، فمَن صبرَ فيهنَّ كانَ كمَن قبضَ على الجمرِ، للعاملِ فيهنَّ أجرُ خمسينَ رجلًا يعملونَ مثلَ عملِهِ، قال: يا رسولَ اللَّهِ أجرُ خمسينَ منهم؟ قال: أجرُ خمسينَ منكم" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 92، الحديث (663)، وأخرجه معمر في الجامع (المطبوع في آخر مصنَّف عبد الرزاق) 11/ 348، باب الأمراء، الحديث (20723)، واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 364، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 510، كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4339)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1329، كتاب الفتن (36)، باب الأمر بالمعروف. . . (20)، الحديث (4009)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 455، كتاب الفتن (31)، باب الأمر بالمعروف. . . (6)، الحديث (1839)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 377، الحديث (2380)، واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 91، كتاب آداب القاضي، باب ما يستدل به على أن القضاء. . .، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 725، وعزاه للضياء. (¬2) سورة المائدة (5)، الآية (105). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 512، كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4341)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 257، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المائدة (6)، الحديث (3058)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1330 - 1331، كتاب الفتن (36)، باب قوله تعالى. . . (20)، الحديث (4014)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 322، كتاب الرقاق، باب أشقى الأشقياء. . .، وقال: (صحيح الإسناد). ووافقه الذهبي، قوله: "لا بُدَّ لك منه" بضم الموحدة وتشديد المهملة، بمعنى لا فراق لك فيه.

3991 - عن أبي سعيد الخُدْريِّ قال: "قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم خطيبًا بعدَ العصرِ فلم يَدَعْ شيئًا يكونُ إلى قيامِ الساعةِ إلّا ذَكَرَهُ، حَفِظَهُ مَن حَفِظهُ ونَسيَهُ مَن نسيَهُ، وكانَ فيما قال: إنَّ الدنيا (¬1) حُلْوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللَّهَ مستخلِفُكم فيها فناظِرٌ كيفَ تعملونَ؟ أَلا فاتَّقُوا الدنيا واتَّقُوا النساءَ، وذكرَ أنَّ لكلِّ غادرٍ لِوَاءً يومَ القيامةِ بقدرِ غدْرتِهِ في الدنيا، ولا غدْرَ أكبرُ مِن غدرِ أميرِ العامَّةِ يُغرَزُ لِواؤه عندَ استِهِ، قال: ولا تَمنعَنَّ أحدًا منكم هيبةُ الناسِ أنْ يقولَ بحقٍّ إذا علمَهُ -وفي رواية: إنْ رأَى منكرًا أنْ يُغيِّرَه- فبَكى أبو سعيدٍ وقال: قد رأيناهُ فمنعتْنا هيبةُ الناسِ أنْ نتكلمَ فيهِ، ثمَّ قال: أَلا إنَّ بني آدم خُلِقُوا على طبقاتٍ شَتَّى، فمنهم: مَن يولدُ مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموتُ مؤمنًا، ومنهم: مَن يولدُ كافرًا ويحيا كافرًا ويموتُ كافرًا، ومنهم: مَن يولدُ مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموتُ كافرًا، ومنهم: مَن يولدُ كافرًا ويحيا كافرًا ويموتُ مؤمنًا، قال: وذكرَ الغضبَ، فمنهم: مَن يكونُ سريعَ الغضبِ سريعَ الفَيْءِ فإحداهُما بالأُخرى، ومنهم: مَن يكونُ بطيءَ الغضبِ بطيءَ الفيءِ فإحداهُما بالأُخرى، وخِيارُكم مَن يكونُ بطيءَ الغضبِ سريعَ الفيءِ، وشِرارُكم مَن يكونُ سريعَ الغضبِ بطيءَ الفيءِ، وقال: اتقوا الغضبَ فإنَّهُ جمرةٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، أَلا تَرَوْنَ إلى انتفاخِ أوداجِهِ وحُمرةِ عينيهِ، فمَن أحسَّ بشيءٍ مِن ذلكَ فليضطجعْ وليتلبَّدْ بالأرضِ، قال: وذكرَ الدَّيْنَ فقال: منكم مَن يكونُ حَسَنَ القضاءِ وإذا كانَ لهُ أفحشَ في الطلَبِ فإحداهما بالأخرى، ومنكم مَن يكونُ سيِّئَ القضاءِ وإنْ كانَ لهُ أَجْمَلَ في الطلَبِ فإحداهُما بالأخرى، وخِيارُكم مَن إذا كانَ عليهِ الدَّيْنُ أحسنَ القضاءَ وإنْ كانَ لهُ أجملَ في الطلَبِ، وشِرارُكم مَن إذا كانَ عليهِ الدينُ أساءَ القضاءَ وإنْ كانَ لهُ أفحشَ في الطلبِ، حتَّى إذا كانَت الشَّمْسُ على رؤوسِ النخلِ وأطرافِ ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة: (واللَّه إن الدنيا) وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق للفظ الترمذي.

الحيطانِ فقالَ: أَما إنه لم يَبْقَ مِن الدنيا فيما مَضَى منها إلّا كما بقيَ مِن يومِكم هذا فيما مَضَى منه" (¬1). 3992 - وقال: "لن يَهلكَ النَّاسُ حتَّى يُعذِّبُ مِن أنفسِهم" (¬2). 3993 - وقال: "إنَّ اللَّهَ لا يُعذِّبُ العامَّةَ بعملِ الخاصَّةِ حتَّى يَرَوْا المنكرَ بينَ ظهرانَيْهِم، وهم قادرونَ على أنْ يُنكِروهُ فلا يُنكِرُونَهُ، فإذا فعلُوا ذلكَ عذَّبَ اللَّهُ العامَّةَ والخاصَّةَ" (¬3). 3994 - وعن عبد اللَّه بن مسعود قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لمَّا وَقَعَتْ بنو إسرائيلَ في المعاصي نَهَتْهُم علماؤهُم فلم يَنْتَهُوا، فجالسُوهم في مجالِسِهم وَواكلُوهُم وشارَبُوهم، فضربَ اللَّهُ قلوبَ بعضِهم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند ص 286، الحديث (2156)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 61، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 483، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء ما أخبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابه. . . (26)، الحديث (2191)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 505، كتاب الفتن. . .، باب ذكر صفات شتى لبني آدم. قوله: "استه" الدبر، أو العجز. (¬2) أخرجه من رواية أبي البختري، عمن سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أحمد في المسند 4/ 260، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 515، كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4347) واللفظ لها، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 659، وعزاه لأبي القاسم البغوي، وللبيهقي في البعث والنشور. قوله: "يُعذروا" بضم الياء وكسر الذال وتفتح، والمعنى حتَّى يذنبون فيعذرون أنفسهم بتأويلات زاغة. (¬3) أخرجه من رواية عدي بن عميرة رضي اللَّه عنه، ابن المبارك في كتاب الزهد، ص 476، الحديث" (1352)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 194 واللفظ لهما، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 2/ 66، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من المراد، بقوله تعالى. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 346، الحديث (4155)، من طريق عبد اللَّه بن المبارك، وعزاه السيوطي في جمع الجوامع 1/ 180، للطبراني في المعجم الكبير، ولكنا لم نجد الحديث في معجم عدي بن عميرة، في الطبعة الأولى من المعجم الكبير (المطبوع بتحقيق السلفي) 17/ 106 - 109.

ببعضٍ، ولعنَهم على لسانِ داودَ وعيسَى بنِ مريمَ عليهما السلامُ {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (¬1) قال: فجلسَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وكانَ مُتَّكِئًا فقال: لا وَالذي نفسي بيدهِ حتَّى تَأْطِرُوهم أَطْرًا" (¬2)، وفي رواية: "كلا واللَّهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ وَلَتنهَونَّ عن المنكرِ ولتأخُذُنَّ على يَدَي الظالمِ ولَتَأْطِرُنَّهُ على الحقِّ أَطْرًا، أولتقصُرُنَّه على الحقِّ قَصْرًا أو ليَضْرِبَنَّ اللَّهُ بقلوبِ بعضِكُم على بعضٍ ثم لَيَلْعَنَنَّكم كما لعنَهُم" (¬3). 3995 - عن أنسٍ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي رجالًا تُقرَضُ شِفاهُهم بمقاريضَ نارٍ، فقلتُ: مَن هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ خطباء مِن أُمَّتِكَ يأمرونَ الناسَ بالبِرِّ وينسونَ أنفسَهم" (¬4). ¬

_ (¬1) سورة المائدة (5)، الآية (78). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 391، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 509، كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4337)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 252، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المائدة (6)، الحديث (3047)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1328، كتاب الفتن (36)، باب الأمر بالمعروف. . . (20)، الحديث (4006)، قوله: "تأْطِرُوهم" بهمزة ساكنة، وبكسر الطاء، أي حتَّى تمنعوا الظلمة والفسقة عن الظلم وتميلوهم عن الباطل إلى الحق. (¬3) أخرجه من رواية ابن مسعود رضي اللَّه عنه، أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4337)، قوله: "لتقصرنَّه" بضم الصاد، لتَحَبِسُنَّه. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 274، الحديث (2060)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 120، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في أربع مواضع من مسنده: 7/ 69، الحديث (3992)، وفي 7/ 72، الحديث (3996)، وفي 7/ 118، الحديث (4069)، وفي 7/ 180، الحديث (4160). وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 39، كتاب الإيمان (1)، باب ما جاء في الوحي. . . (7)، الحديث (35)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 44، ضمن ترجمة إبراهيم بن أدهم (294)، واللفظ له، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 741 - 742، وعزاه لعبد بن حميد، وللطبراني في الأوسط، ولسعيد بن منصور، وذكره الخطيب التبريزي في المكشاة 3/ 1425، الحديث (5149). وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان.

3996 - عن عمار بن ياسر قال، قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أُنزِلَتْ المائدةُ مِن السماءِ خبزًا ولحمًا، وأُمِروا أنْ لا يَخُونوا ولا يَدَّخِرُوا لغدٍ، فخانُوا وادَّخروا ورَفَعُوا لغدٍ فمُسِخُوا قِرَدَةً وخنازِير" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 260، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المائدة (6)، الحديث (3061)، واللفظ له، وأخرجه ابن جرير الطبري في التفسير 7/ 87، تفسير سورة المائدة (5)، الآية (113)، وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/ 348، تفسير سورة المائدة، وعزاه لابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد، وأبي الشيخ، وابن مردويه.

24 - كتاب الرقاق

24 - كِتَابُ الرِّقاقِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 3997 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ مِن الناسِ: الصِّحَّةُ والفَرَاغُ" (¬1). 3998 - وقال: "واللهِ ما الدُّنيا في الآخرةِ إلّا مِثْلُ ما يجعلُ أحدُكم إصبَعَهُ في اليمِّ فلينظرْ بمَ يرجعُ" (¬2). 3999 - وعن جابر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مرَّ بجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فقالَ: أيُّكم يُحِبُّ أَنَّ هذا لهُ بدرهمٍ؟ فقالوا: ما نحبُّ أنهُ لنا بشيءٍ فقال: فَواللَّهِ للدنيا أهونُ على اللَّهِ مِن هذا عليكُم" (¬3). 4000 - وقال: "الدُّنيا سجنُ المؤمنِ وجَنَّةُ الكافرِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، البخاري في الصحيح 11/ 229، كتاب الرقاق (81)، باب ما جاء في الرقاق. . . (1)، الحديث (6412). (¬2) أخرجه من رواية المستورد رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2193، كتاب الجنة. . . (51)، باب فناء الدنيا. . . (14)، الحديث (55/ 2858). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2272، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (2/ 2957) قوله: "أَسَكّ" هو صغير الأذن أو عديمها، أو مقطوعها. (¬4) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2272، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (1/ 2956).

4001 - وقال: "إنَّ اللَّهَ لا يظلمُ مؤمنًا حسنةً، يُعطَى بها في الدنيا ويُجزَى بها في الآخرةِ، وأمَّا الكافرُ فيُطعَمُ بحسناتِ ما عملَ بها للَّهِ في الدنيا حتَّى إذا أفضَى إلى الآخرةِ لم يَكُنْ له حسنةٌ يُجْزَى بها" (¬1). 4002 - وقال: "حُجِبَتْ النّارُ بالشهواتِ، وحُجِبَتْ الجنةُ بالمَكارِه" (¬2). 4003 - وقال: "تَعِسَ عبدُ الدينارِ وعبدُ الدرهمِ وعبدُ الخَميصَة، إنْ أُعطيَ رضي وإنْ لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ وإذا شيكَ فلا انتقشَ، طُوبى لعبدٍ آخذٍ بعِنانِ فرسِه في سبيلِ اللَّهِ أشعثٍ رأسُه مغْبَّرةٍ قدماهُ إنْ كانَ في الحراسة كانَ في الحراسةِ، وإنْ كانَ في الساقةِ كانَ في الساقةِ، إنْ استأذَنَ لم يُؤذَنْ لهُ وإنْ شَفَعَ لم يُشَفَّعْ" (¬3). 4004 - عن أبي سعيد الخدري أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ مما أخافُ عليكُم مِن بعدي ما يُفتَحُ عليكُم مِن زهرةِ الدنيا وزينتِها، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ أَوَ يأتي الخيرُ بالشرِّ؟ فسكتَ حتَّى ظنَنَّا أنهُ يُنزَلُ عليهِ، قال: فمسحَ عنه الرُّحَضَاءَ وقال: أينَ السائلُ؟ وكأنَّهُ حَمِدَهُ فقال: إنَّه لا يأتي الخيُر بالشرِّ، وإنَّ مما يُنبِتُ الربيعُ ما يَقتُلُ حَبَطًا أو يُلِمُّ، إلَّا آكِلَةَ الخُضَرِ، أَكَلَتْ حتَّى إذا امتدَّتْ خاصِرَتَاها استقبَلَتْ عينَ الشمسِ فَثَلَطتْ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2162، كتاب صفات المنافقين. . . (50)، باب جزاء المؤمن. . . (13)، الحديث (56/ 2808). (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 320، كتاب الرقاق (81)، باب حجبت النار. . . (28)، الحديث (6487)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2174، كتاب الجنة. . . (51)، الحديث (1/ 2822). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 6/ 81، كتاب الجهاد (56)، باب الحراسة. . . (70)، الحديث (2887)، قوله: "تَعِسَ" أي انكبَّ وعثر. و"انتكس" انقلب. و"شيك فلا انتقش" أي لا أخرجه من الموضع الذي دخله. ونقش الشوكة: استخراجها، وهذا دُعاءٌ عليه.

وبَالَتْ، ثمَّ عادَتْ فأَكَلَتْ، وإنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فمَن أخذَهُ بحقِّه ووَضَعَهُ في حقِّه فنِعْمَ المعُونَةُ هُوَ، ومَن أخذَهُ بغيرِ حقِّهِ كانَ كالذي يأكلُ ولا يشبعُ، ويكونُ شهيدًا عليهِ يومَ القيامةِ" (¬1). 4005 - وقال: "واللَّهِ ما الفقرَ أَخْشَى عليكُم، ولكِنْ أخشَى عليكُم أنْ تُبْسَطَ عليكُم الدنيَا كما بُسِطَتْ على مَن قبلَكم، فَتَنَافسُوها كما تَنَافَسُوها وتُهلِكَكُم كما أهلَكَتْهُم" (¬2). 4006 - وقال: "اللَّهمَّ اجعلْ رزقَ آلِ محمدٍ قُوتًا" (¬3) ويروى: "كَفَافًا" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 327، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة على اليتامى (47)، الحديث (1465)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 728 - 729، كتاب الزكاة (12)، باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا (41)، الحديث (123/ 1052)، قوله: "أَوَيأتي الخيرُ بالشرِّ" بفتح الواو، والاستفهام للاسترشاد، والمعنى: أيفتح علينا ويأتي الخير من الغنائم، مصحوبًا بالشرِّ المترتب عليه ترك الخير من الطاعة والعبادة مما يخاف علينا، قوله: "الرُّحَضَاء" بضم الراء وفح الحاء المهملة وبالضاد المعجمة وبالمد، عَرَق الحُمّى، والمعنى أنه مسح عنه عرقًا كعرق الحمى، قوله: حَبَطًا" بفتحتين أي انتفاخ بطن من الامتلاء، قوله: "أويُلِمُّ" بضم ياء وتشديد ميم أي يكاد، أن يقتل والمعنى أن الربيعَ يُنبِتُ خيار العُشب، فتستكثر منه الماشية لاستطابتها إياه حتَّى تنتفخ بطونها، فتنفتق أمعاؤها من ذلك فتموت، قوله: "الخَضِرَ" بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين وفي نسخة بضم ففتح، وهو الطري الغضُّ من النبات، والمعنى: يَقتلُ أو يُلِم كل آكلةٍ إلّا آكلة الخضر على الوجه المذكور، قوله: "استقبلت عين الشمس" والمعنى أنها بركت مستقبلة إليها تستمري بذلك ما أكلت، ولم تأكل ما فوق طاقة كرشها حتَّى تقتلها كثرة الأكل، قوله: "فَتَلَطَتْ" أي ألقت روثها رقيقًا سهلًا. (¬2) متفق عليه من رواية عمرو بن عوف رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 319 - 320، كتاب المغازي (64)، باب (12)، الحديث (4015)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2273 - 2274، كتاب الزهد. . (53)، الحديث (6/ 2961)، واللفظ لهما. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 283، كتاب الرقاق (81)، باب كيف كان عيش النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (17)، الحديث (6460)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2281، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (18/ 1055) واللفظ له. (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، قوله: "كفافًا" بفتح الكاف هو من القوت ما يكفُّ الرجلَ عن الجوع.

4007 - وقال: "قد أفلحَ مَن أسلمَ ورُزِقَ كَفَافًا وقنَّعَهُ اللَّهُ بما آتاهُ" (¬1). 4008 - وقال: "يقولُ العبدُ: مالي مالي، إنَّما لهُ مِن مَالِهِ ثلاثٌ: ما أكلَ فأَفْنَى أو لَبِسَ فأَبْلَى أو أَعْطَى فاقتَنَى، ما سِوَى ذلكِ فهوَ ذَاهِبٌ وتَارِكُه للناسِ" (¬2). 4009 - وقال: "يَتْبَعُ الميتَ ثلاثةٌ فيَرجعُ اثنانِ ويبقَى معَهُ واحدٌ: يتبعُهُ أهلُه ومالُه وعملُه، فيرجِعْ أهلُه ومالُه، ويبقَى عملُه" (¬3). 4010 - عن عبد اللَّه قال، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "أيُّكم مالُ وارثِهِ أحبُّ إليهِ مِن مالِه؟ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ما مِنَا أحدٌ إلّا مالُه أحبُّ إليهِ، قال: فإنَّ مالَهُ ما قدَّمَ ومالُ وارثِهِ ما أخَّرَ" (¬4). 4011 - عن مُطَرف، عن أبيه قال: "أتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو يقرأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} (¬5) قال، يقولُ ابنُ آدمَ: مالي مالي قال: ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 2/ 730، كتاب الزكاة (12)، باب في الكفاف. . . (43)، الحديث (125/ 1054). (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2273، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (4/ 2959). (¬3) متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 362، كتاب الرقاق (81)، باب سكرات الموت (42)، الحديث (6514)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2273، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (5/ 2960) واللفظ لهما. (¬4) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 11/ 260، كتاب الرقاق (81)، باب ما قدَّم من ماله. . . (12)، الحديث (6442). (¬5) سورة التكاثر (102)، الآية (1).

وهل لكَ مِن مالِكَ يا ابنَ آدَم إلّا ما أكلْتَ فأَفنَيْتَ أو لَبِسْتَ فأَبليْتَ أو تصدَّقْتَ فأَمضَيْتَ" (¬1). 4012 - وقال: "ليس الغِنى عن كثرةِ العَرَضِ، ولكنَّ الغِنَى غِنَى النفسِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 4013 - عن أبي هريرة قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن يَأْخُذْ عَنّي هؤلاءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أو يُعَلِّمُ مَن يعملُ بهنَّ؟ قلتُ: أنا يا رسولَ اللَّهِ، فأخذَ بيدي فعدَّ خمسًا فقال: اتَّقِ المَحَارِمَ تكنْ أَعْبَدَ الناسِ، وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لكَ تكنْ أغنَى الناسِ، وأَحسِنْ إلى جارِكَ تكن مؤمنًا، وأَحِبَّ للناسِ ما تحبُ لنفسِك تكنْ مسلمًا، ولا تُكْثِرِ الضحكَ فإنَّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ" (¬3) (غريب). 4014 - عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2273، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (3/ 2958)، ووالد مُطَرِّف هو: عبد اللَّه بن الشِّخِّير رضي اللَّه عنه. (¬2) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 271، كتاب الرقاق (81)، باب الغنى غنى النفس. . . (15)، الحديث (6446)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 726، كتاب الزكاة (12)، باب ليس الغنى عن كثرة العرض (40)، الحديث (120/ 1051). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 310، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 551، كتاب الزهد (37)، باب من اتقى المحارم. . . (2)، الحديث (2305)، واللفظ له، وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث جعفر بن سليمان)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1410، كتاب الزهد (37)، باب الورع والتقوى (24)، الحديث (4217)، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص 42، باب ما جاء في حفظ الجار. . .، واللفظ له، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 16، وعزاه أيضًا للبيهقي في شعب الإيمان.

"إنَّ اللَّهَ يقولُ: ابنَ آدَم تفرَّغْ لعبادتي املأ صدرَكَ غِنَى وأَسُدَّ فقرَكَ، وإنْ لا تفعلْ ملأتُ يدَكَ شغلًا ولم أَسُدَّ فقرَكَ" (¬1). 4015 - عن جابر قال: "ذُكِرَ رجلٌ عندَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بعبادةٍ واجتهادٍ، وذُكِرَ آخرُ بِرِعَةٍ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لا تَعدِلْ بالرِّعَةِ شيئًا" (¬2) يعني الورع. 4016 - و"قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لرجلٍ (¬3) وهو يَعِظُه: اغتنمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: شبابَكَ قبلَ هرمِكَ، وصحتَكَ قبلَ سقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فقرِكَ، وفراغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحياتَك قبلَ موتكَ" (¬4) (مرسل). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 358، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 642، كتاب صفة القيامة (38)، باب (30)، الحديث (2466)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1376، كتاب الزهد (37)، باب الهم بالدنيا (2)، الحديث (4107) واللفظ لهم. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 669، كتاب صفة القيامة (38)، باب (60)، الحديث (2519). (¬3) قوله: "لرجل" مُثْبَتٌ في الأصل المخطوط، وفي المطبوعة الأميرية، ولكنه ساقط من مطبوعة المكتبة التجارية. (¬4) هذا الحديث مخرَّجٌ من طريقين: • الأولى من رواية عمرو بن ميمون الأودي مرسلًا، أخرجه عبد اللَّه بن المبارك في الزهد، ص 2، باب التحضيض على طاعة اللَّه عز وجل، الحديث (2) واللفظ له، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 2/ 16، الحديث (1210)، وعزاه لأحمد في الزهد، وذكره المزي في تحفة الأشراف 13/ 328، الحديث (19179)، وعزاه للنسائي في (الكبرى) كتاب المواعظ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 4/ 148، ضمن ترجمة عمرو بن ميمون الأودي (258)، وذكره السيوطي في المصدر السابق، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه الشهاب القضاعي في المسند 1/ 425، باب اغتنم خمسًا. . . (481)، الحديث (729) من طريق ابن المُبارك واللفظ لهم. • الطريق الثانية: من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما موصولًا، أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 306، كتاب الرقاق، باب نعمتان مغبون فيهما. . .، وقال: (على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 2/ 16، الحديث (1210)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1430، =

4017 - عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "ألا إنَّ الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلّا ذكرَ اللَّهِ وما وَالَاهُ وعالمًا أو متعلمًا" (¬1). 4018 - عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "ما ينتظر أحدُكم إلّا غنًى مُطْغِيًا، أو فقرًا مُنْسِيًا، أو مَرضًا مُفْسِدًا، أوهَرَمًا مُفْنِدًا، أو موتًا مُجْهِزًا، أو الدجال فالدجالُ شرُّ غائبٍ يُنتَظَرُ، أو الساعةَ والساعةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ" (¬2). 4019 - وعن سهل بن سعد قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لو كانَت الدُّنيا تَعْدِلُ عندَ اللَّهِ (¬3) جناحَ بعوضةٍ ما سقَى كافرًا منها شربةَ ماءٍ" (¬4). ¬

_ = الحديث (5174)، وعزاه للترمذي مرسلًا، ولم نجده عند الترمذي، وكذلك لم يعزه المزي في تحفة الأشراف 13/ 328 إلى الترمذي، ولا السيوطي في الجامع الصغير. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 561، كتاب الزهد (37)، باب (14)، وهو ما يلي باب ما جاء في هوان الدنيا. . . (13)، الحديث (2322)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1377، كتاب الزهد (37)، باب مثل الدنيا (3)، الحديث (4112)، وقد تأخر هذا الحديث في مخطوطة برلين بعد الذي يليه. (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 3، باب التحضيض على طاعة اللَّه عز وجل، الحديث (7) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 552، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في المبادرة بالعمل (3)، الحديث (2306)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2434، ضمن ترجمة محرز بن هارون، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 321، كتاب الرقاق، باب تمثيل آخر الدنيا، وقال: (إن كان معمر بن راشد سمع من المقبري فالحديث صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، واللفظ له، وأخرجه الشهاب القضاعي في المسند 2/ 31 - 32، باب ما ينتظر أحدكم. . . (540)، الحديث (823 - 824)، واللفظ له، قوله: "مُفْنِدًا" الرواية فيه بالتخفيف، ومن شدده فليس بمصيب، يقال: أفنده الكبر: يعني الذي لا يدري ما يقول من غاية كبره. (¬3) الورقة (232) من مخطوطة برلين رُمِّمَتْ بخط مغاير وليس فيها اختلاف عن المطبوعة. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 560، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في هوان الدنيا. . . (13)، الحديث (2320)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1377، =

4020 - عن ابن مسعود قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تَتَّخِذوا الضيْعَةَ فترغبُوا في الدنيا" (¬1). 4021 - وقال "مَن أحبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بآخِرَتهِ، ومَن أحبُّ آخرَتَة أَضَرَّ بدنياهُ فآثِروا ما يَبْقَى على ما يَفْنَى" (¬2). 4022 - عن أبي هريرة، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لُعِنَ عبدُ الدينارِ، ولُعِنَ عبدُ الدرهمِ" (¬3). 4023 - عن كعب بن مالك، عن أبيه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى ¬

_ = كتاب الزهد (37)، باب مثل الدنيا (37)، الحديث (4110)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 3/ 253؛ ضمن ترجمة سلمة بن دينار (240)، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 5/ 328، الحديث (7480)، وعزاه للضياء المقدسي في المختارة، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 228 - 229، الحديث (4027). (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 377، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 565، كتاب الزهد (37)، باب (20)، وهو ما قبل باب ما جاء في طول العمر. . . (21)، الحديث (2328)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 322، كتاب الرقاق، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 612، كتاب الزهد (40)، باب فتنة المال (1)، الحديث (2471)، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 13/ 431، الحديث (5177)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، واللفظ لهم. (¬2) أخرجه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 412، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص 612، كتاب الزهد (40)، باب فتنة المال (1)، الحديث (2473)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 308، كتاب الرقاق، باب من أحب دنياه. . .، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1431، الحديث (5179)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 238 - 239، الحديث (4038) واللفظ لهم. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 587، كتاب الزهد (37)، باب (42)، وهو ما يلي باب ما جاء في أخذ المال (41)، الحديث (2375).

اللَّهُ عليه وسلم: "ما ذئبانِ جائعانِ أُرْسِلا في غنمٍ بأَفْسَدَ لها مِن حرصِ المرءِ على المالِ والشرفِ لدينِهِ" (¬1). 4024 - عن خَبَّاب، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "ما أنفقَ المؤمنُ مِن نَفَقَةٍ إلّا أُجِرَ فيها إلَّا نَفَقَتَهُ في هذا الترابِ" (¬2). 4025 - عن أنس قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "النفقةُ كلُّها في سبيلِ اللَّهِ إلّا البناءَ فلا خيرَ فيهِ" (¬3) (غريب). 4026 - وقال: "إنَّ كلَّ بناءٍ وبالٌ على صاحِبِه إلَّا مَالَا، إلَّا مَالَا" يعني إلَّا مَا لَا بُدَّ منه (¬4). 4027 - عن أبي هاشم بن عتبة أنّه قال: "عهدَ إليَّ رسولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 460، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 304، كتاب الرقائق، باب ما ذئبان جائعان، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 588، كتاب الزهد (37)، باب (43)، الحديث (2376)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص 612، كتاب الزهد (40)، باب فتنة المال (1)، الحديث (2472)، واللفظ لهم. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 110، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 651، كتاب صفة القيامة (38)، باب (40)، الحديث (2483)، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1394، كتاب الزهد (37)، باب في البناء والخراب (13)، الحديث (4163)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 4/ 64، الحديث (3620)، واللفظ له، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 146، ضمن ترجمة خباب بن الأرت (23). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 651، كتاب صفة القيامة (38)، باب (40)، الحديث (2482) واللفظ له، وقال: (حديث غريب)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1087، ضمن ترجمة زافر بن سليمان. (¬4) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 220، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 403، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في البناء (169)، الحديث (5238) واللفظ له، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 416، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في النهي عن اتخاذ الغرف.

صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: إنما يَكْفيكَ مِن جمعِ المالِ خادِمٌ ومَركَبٌ في سبيلِ اللَّهِ" (¬1). 4028 - عن عثمان أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليسَ لابنِ آدَم حقٌّ في سِوَى هذه الخِصَال: بيتٌ (¬2) يَسْكنُه، وثوبٌ يُوَارِي بهِ عورَتَهُ، وجِلْفُ الخبزِ والماءِ" (¬3). 4029 - عن سهل بن سعد قال: "جاءَ رجلٌ فقال: يا رسولَ اللَّهِ دُلَّني على عمل إذا أنا عَمِلْتُهُ أَحَبَّني اللَّهُ وأَحَبني النَّاسُ، قال: ازهَدْ في الدنيا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وازهَدْ فيما عندَ الناسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 290، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 564، كتاب الزهد (37)، باب (19)، وهو ما يلي باب ما جاء في الهمِّ في الدنيا. . . (18)، الحديث (2327) واللفظ لهما، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 218 - 219، كتاب الزينة (48)، باب اتخاذ الخادم. . . (119)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1374، كتاب الزهد (37)، باب الزهد في الدنيا (1)، الحديث (4103)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 614، كتاب الزهد (40)، باب فيما يكفي من الدنيا (8)، الحديث (2478)، وذكره المنذي في الترغيب والترهيب 4/ 123 - 124، فضل في عيش السلف، الحديث (75)، وعزاه لرُزَين. (¬2) قال القاري في المرقاة 5/ 32: (بالجر، وروي بالرفع، وكذا فيما بعده من الخصال المُبَيَّنة). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 62، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 571 - 572، كتاب الزهد (37)، باب (30)، وهو ما يلي باب ما جاء في الزهادة في الدنيا (29)، الحديث (2341) واللفظ له، وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 312، كتاب الرقاق، باب الأشياء التي لا بد لابن آدم منها، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، قوله: "جِلْف" بكسر الجيم، وسكون اللام، الغليظ اليابس من الخبز. (¬4) أخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1373 - 1374، كتاب الزهد (37)، باب في الزهد في الدنيا (1)، الحديث (4102)، وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 11، ضمن ترجمة خالد بن عمرو الأموي (413)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 237، الحديث (5972)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 902، ضمن ترجمة خالد بن عمرو القرشي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 313، كتاب الرقاق، باب ازهد في الدنيا. . .،=

4030 - عن ابن مسعود: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم نامَ على حصيرٍ فقامَ وقد أَثَّرَ في جسدِهِ فقال ابنُ مسعودٍ: يا رسولَ اللَّهِ لو أَمَرْتَنا أنْ نَبْسُطَ لكَ ونعملَ، فقالَ: مالِي وللدُّنيا، وما أنا والدُّنيا إلّا كرَاكِبٍ استظَلَّ تحتَ شجرةٍ ثم راحَ وتركَها" (¬1). 4031 - وعن أبي أُمَامَةَ، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أَغْبَط أوليائي عندي لمؤمنٌ خفيفُ الحَاذِ، ذو حظٍ مِن الصلاةِ، أحسنَ عبادةَ ربِّهِ وأطاعَهُ في السرِّ، وكانَ غامِضًا في النّاسِ لا يُشَارُ إليه بالأصابعِ، وكانَ رزقُهُ كَفَافًا فصبَر على ذلكَ، ثمَّ نقدَ بيدِهِ فقال: عُجِّلَتْ مَنِيَّتُه، قَلَّتْ بواكِيهِ، قَلَّ تُرَاثُه" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو نعيم في الحلية 3/ 253، ضمن ترجمة سلمة بن دينار (240)، واللفظ له، وذكره التبريزي في المشكاة 3/ 1433، وعزاه للترمذي ولابن ماجه، ولكن عزوه للترمذي غير سديد، يقول القاري في المرقاة 5/ 33: (قال ميرك، أظن أن ذكر الترمذي وقع سهوًا من نساخ الكتاب، أو من صاحبه، فإن الحافظ المنذري، والإمام النووي، والشيخ الجزري رحمهم اللَّه تعالى قالوا كلهم: رواه ابن ماجه فقط، فتأمل). (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (من زيادة نعيم بن حماد)، ص 54، باب في التواضع وكراهية الكبر، الحديث (195)، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 391، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 588، كتاب الزهد (37)، باب (44)، الحديث (2377)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1376، كتاب الزهد (37)، باب مثل الدنيا (3)، الحديث (4109)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 310، كتاب الرقاق، باب إذا أحبَّ اللَّه عبدًا حماه الدنيا، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 236، الحديث (4034) واللفظ له. (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (من زيادة نعيم بن حماد)، ص 54، باب في التواضع. . .، الحديث (196)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 252، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 575، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الكفاف. . . (35)، الحديث (2347)، وقال: (حديث حسن) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1378 - 1379، كتاب الزهد (37)، باب من لا يُؤبُه له (4)، الحديث (4117)، قوله: "خفيف الحاذ" بتخفيف الذال المعجمة أي خفيف الحال الذي يكون قليل المال.

4032 - وقال: "عرضَ عليَّ ربي ليجعلَ لي بطحاءَ مكةَ ذهبًا فقلتُ: لا يا ربِّ، ولكنْ أشبعُ يومًا وأجوعُ يومًا، فإذا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إليكَ وذكرتُكَ، وإذا شَبِعْتُ حمدتُكَ وشكرتُك" (¬1). 4033 - عن عبدِ (¬2) اللَّهِ بن مِحْصَن قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن أصبحَ منكم آمنًا في سَرْبِهِ، مُعَافًى في جسدِه، عندَه قُوتُ يومِهِ، فكأنما حِيزَتْ لهُ الدُّنيا بحذافيرِها" (¬3) (غريب). 4034 - وعن المِقْدَامِ بن مَعْدِ يكرب أنّه قال، سمعث رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: "ما ملْأ آدميٌّ وِعَاءً شرًا مِن بطنٍ بحسبِ ابنِ آدَم أُكُلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَه، فإنْ كانَ لا محالةَ: فثلثٌ طعامٌ، وثلثٌ شرابٌ، وثلثٌ لِنَفَسِهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه، ابن المبارك في الزهد، (من زيادات نعيم بن حماد)، ص 54، باب في التواضع. . .، عقب الحديث (196)، واللفظ له، وأخرجه في المسند 5/ 254، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 575، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الكفاف. . . (35)، عقب الحديث (2347)، وقال: (حديث حسن). (¬2) "عبد اللَّه بن مِحْصَن"كذا ورد في الأصل المخطوط وفي المطبوعتين، ولكنه عند البخاري، والترمذي، وابن ماجه: عبيد اللَّه بن مِحْصَن، وقد ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 363، فقال: (عبيد اللَّه بن محصن الأنصاري، يروي عنه ابنه سلمة، وقيل: بل هو عبد اللَّه). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 113، باب من أصبح آمنًا في سربه، الحديث (301)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 574، كتاب الزهد (37)، باب (34)، وهو ما يلي في التوكل على اللَّه (33)، الحديث (2346)، وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1387، كتاب الزهد (37)، باب القناعة (9)، الحديث (4141) واللفظ لهما سوى قوله: "بحذافيرها" فلم تأت عندهما، قوله: "وسِرْبِه" المشهور كسر السين أي في نفسه، وقيل: السِّربُ الجماعة، فالمعنى: في أهله وعياله، وقيل: بفتح السين، أي في مسلكه وطريقه، وقيل: بفتحتين أي في بيته، قوله: "حيزت" وهي الجمع والضم. (¬4) أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 213، باب في طلب الحلال، الحديث (603)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 132، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 590، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء =

4035 - عن ابن عمر: "أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم سمعَ رجلًا يَتَجَشَّأُ فقال: أَقْصِرْ مِن جُشَائكَ، فإنَّ أطولَ الناسِ جوعًا يومَ القيامةِ أطولُهم شِبَعًا في الدنيا" (¬1). 4036 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ لكلِّ أمةٍ فتنةً، وفتنةُ أمتي المالُ" (¬2). 4037 - عن أنس، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يُجَاءُ بابنِ آدَمَ يومَ القيامةِ كأنه بَذَجٌ فيُوقَفُ بينَ يدي اللَّهِ فيقولُ له: أعطيتُكَ وخَوَّلتُكَ ¬

_ = في كراهية كثر الأكل (47)، الحديث (2380)، وقال: (حديث حسن صحيح)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1111، كتاب الأطعمة (29)، باب الاقتصاد في الأكل. . . (50)، الحديث (3349)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 328، كتاب الأطعمة (19)، باب فيما يكفي الإنسان من الأكل. . . (6)، الحديث (1348)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 121، كتاب الأطعمة، باب كان أحب الفاكهة إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- البطيخ، وصححه الذهبي، قوله: "أُكُلات" بضمتين، والأكلة بالضم اللقمة. (¬1) هذا الحديث قد لفق البغوي فيه، فجعله من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، بينما اللفظ هو من رواية أيوب بن عثمان منقطعًا، أخرجه بهذا اللفظ ابن المبارك في الزهد، ص 213، باب في طلب الحلال، الحديث (604)، والمصنف نفسه في شرح السنة 14/ 250، الحديث (4049)، كتاب الرقاق، باب القناعة بالقليل من الدنيا. بينما أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما بنحوه الترمذي في السنن 4/ 649، كتاب صفة القيامة (38)، باب (37)، الحديث (2478)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 111، كتاب الأطعمة (29)، باب الاقتصاد في الأكل. . . (50)، الحديث (3350)، وأخرجه البغوي معلقًا في شرح السنة 14/ 250، عقب الحديث (4049)، والرجل الذي سمعه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يتجشأ هو: وهب بن عبد اللَّه السوائي، أبو جُحيفة. (¬2) أخرجه من رواية كعب بن عياض رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 160، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 569، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء أن فتنة هذه الأمة في المال (26)، الحديث (2336)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 84، كتاب الرقاق، باب لو توكلتم على اللَّه. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، واللفظ لهم.

وأنعمتُ عليكَ فما صنعتَ فيها؟ فيقولُ: ربِّ جَمَّعتُهُ وثَمَّرتُه فَتَركْتُه أكثَر ما كانَ، فارجِعْني آتِكَ بهِ كلِّه، فيقولُ لهُ: أَرِني ما قَدَّمْتَ، فيقولُ: ربِّ جَمَّعتُه وثَمَّرتُه فتركتُه أكثرَ ما كانَ، فارْجِعْني آتِكَ بهِ كلِّه، فإذا عبدٌ لم يُقَدِّمْ خيرًا فيُمضى بهِ إلى النَّارِ" (¬1) (ضعيف). 4038 - عن أبي هريرة قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ أولَ ما يُسأَلُ العبدُ يومَ القيامةِ مِن النعيمِ أنْ يُقالَ لهُ: أَلَم نُصِحَّ جسمَكَ ونُرْوِكَ مِن الماءِ الباردِ" (¬2). 4039 - عن ابن مسعود، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا تزولُ قَدَمَا ابنِ آدَم يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن خَمْسٍ: عن عُمْرِهِ فيما أَفْنَاهُ، وعن شبابِهِ فيما أبلاهُ، وعن مالِه مِن أينَ اكتسَبَهُ وفيما أنفقَهُ، وماذا عَمِلَ فيما عَلِمَ" (¬3) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في في السنن 4/ 618، كتاب صفة القيامة (38)، باب (6)، الحديث (2427) واللفظ له، وقال: (وقد روى هذا الحديث غير واحد عن الحسن قولَهُ ولم يُسنِدوه، وإسماعيل بن مسلم يُضَعَّف في الحديث)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 990، وعزاه للدارقطني في السنن، ولابن عساكر في تاريخ دمشق، ولم نجد الحديث بلفظه عند الدارقطني، وإنما أخرج الدارقطني بمعناه في السنن 1/ 51، كتاب الطهارة، باب النية، الحديث (2)، قوله: "بَذَجٌ" بفتح موحدة، وذال معجمة فجيم، ولد الضأن، أراد بذلك هَوَانَةُ وعجزه. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 448، كتاب تفسير القرآن (48)، باب (89)، ومن سورة التكاثر، الحديث (3358)، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 640، كتاب البعث (41)، باب ما جاء في الحساب (10)، الحديث (2585)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 138، كتاب الأشربة، باب إن أول ما يحاسب به العبد. . . واللفظ له، وقال: (صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 231، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 311، الحديث (4120). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 614؛ كتاب صفة القيامة (38)، باب في القيامة (1)، الحديث (2416) واللفظ له وقال: (حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلّا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يُضَعَّف في الحديث مِن قِبَلِ =

2 - باب فضل الفقراء وما كان من عيش النبي صلى الله عليه وسلم

2 - باب فضل الفقراء وما كان من عَيْشِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنَ الصِّحَاحِ: 4040 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "رُبَّ أشعثَ مدفوعٍ بالأبوابِ لو أَقسمَ على اللَّهِ لأبَرَّهُ" (¬1). 4041 - وقال: "هل تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلّا بضُعفَائكم" (¬2). 4042 - وقال: "قُمْتُ على بابِ الجنَّةِ، فكانَ عامَّةُ مَن دخلهَا المساكينُ، وأصحابُ الجَدِّ مَحبُوسُونَ، غيرَ أنَّ أصحابَ النَّارِ قد أُمِرَ بهم إلى النَّارِ، وقُمْتُ على بابِ النَّارِ فإذا عامَّةُ مَن دخلهَا النساءُ" (¬3). ¬

_ = حفظه)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 8 - 9، الحديث (9772)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 763، ضمن ترجمة الحسين بن قيس، أبو علي الرحبي)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 889، وعزاه لأبي يعلى في المسند، وللبيهقي في شعب الإيمان، ولابن النجار. (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2024، كتاب البر. . . (45)، باب فضل الضعفاء. . . (40)، الحديث (138/ 2622). (¬2) الحديث من رواية مُصْعَب بن سعد، قال: رأى سعدٌ رضي اللَّه عنه أن له فضلًا على مَن دونَه فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 88، كتاب الجهاد (56)، باب من استعان بالضعفاء والصالحين. . . (76)، الحديث (2896)، وقال ابن حجر في فتح الباري: (ثم إن صورة هذا السياق مرسل، لأن مصعبًا لم يُدرِك زمان هذا القول، لكن هو محمول على أنه سمع ذلك من أبيه، وقد وقع التصريح عن مصعب بالرواية عن أبيه عند الإسماعيلي. . .). (¬3) متفق عليه من رواية أسامة بن زيد رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 415، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6547) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2096، كتاب الذكر. . . (48)، باب أكثر أهل الجنة. . . (26)، الحديث (93/ 2736)، قوله: "فكان عامة من دخلها" وهي مرفوعة وقيل منصوبة فيعكس، قوله: "وأصحاب الجَدِّ" بفتح الجيم أي أرباب الغنى من المؤمنين محبوسون لطول حسابهم بسبب كثرة أموالهم.

4043 - وقال: "اطَّلَعتُ في الجنَّةِ فرأيتُ أكثرَ أهلِها الفقراءَ، واطَّلَعْتُ في النَّارِ فرأيتُ أكثرَ أهلِها النساءَ" (¬1). 4044 - وقال: "إنَّ فقراءَ المهاجرينَ يَسبِقونَ الأغنياءَ يومَ القيامةِ إلى الجنَّةِ بأربعينَ خريفًا" (¬2). 4045 - عن سهل بن سعد قال: "مرَّ رجلٌ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالَ لرجلٍ عندَه جالسِ: ما رأيُكَ في هذا؟ فقال: رجلٌ مِن أشرافِ الناسِ، هذا واللَّهِ حَرِيٌّ إنَّ خطَبَ أنْ يُنْكَحَ وإنْ شَفَعَ أنْ يُشفَّعَ وإنْ قالَ أنْ يُسمَعَ لقوله، قال: فسكتَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، ثمَّ مرَّ رجلٌ فقالَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ما رأيُكَ في هذا؟ فقال: يا رسولَ اللَّهِ هذا رجلٌ مِن فقراءِ المسلمينَ، هذا حَرِيٌّ إنْ خطبَ أنْ لا يُنكَحَ وإنْ شَفَعَ أنْ لا يُشفَّعَ وإنْ قالَ أنْ لا يُسْمَعَ لقولهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ (¬1) هذا الحديث مخرَّج من ثلاث طرق: • الأولى: من رواية عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 415، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6546). • الثانية: من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2096،كتاب الذكر. . . (48)، -كتاب الرقاق- باب أكثر أهل الجنة. . . (26)، الحديث (94/ 2737)، وذكره التبريزي في المشكاة 3/ 1442، الحديث (5234) من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما وقال: (متفق عليه) لكن قال المناوي في كشف المناهج، ق 130/ ب، ما نصُّه: (رواه البخاري في صفة الجنة، وفي الرقاق، وفي النكاح، من حديث عمران بن حصين، ونبَّه على رواية ابن عباس، ولم يخرِّج له لفظًا، ولا وصل به سنده)، ورواية ابن عباس عند البخاري في الصحيح 11/ 273، كتاب الرقاق (81)، باب فضل الفقر (16)، عقب الحديث (6449). • الثالثة: من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري، ذكره المناوي في كشف المناهج، ق 130/ ب، والقاري في المرقاة 5/ 54. (¬2) أخرجه من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، مسلم في الصحيح 4/ 2285، كتاب الزهد والرقاق (53)، الحديث (37/ 2979).

عليه وسلم: هذا خيرٌ مِن ملءِ الأرضِ مِن مثلِ هذا" (¬1). 4046 - وعن عائشة قالت: "ما شَبعَ آلُ محمدٍ صلى اللَّه عليه وسلم مِن خبزِ الشعيرِ يومينِ مُتَتابِعَيْنِ حتَّى قُبِض رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬2). 4047 - وقال أبو هريرة: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مِن الدنيَا ولم يَشبعْ مِن خبزِ الشعيرِ" (¬3). 4048 - عن أنس: "أنَّه مَشَى إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بخبزِ شعيرٍ وإهالة سَنِخَةٍ، ولقد رهنَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم درعًا بالمدينةِ عندَ يهوديٍّ وأخذَ منة شعيرًا لأهلِهِ، ولقد سَمِعْتُه يقولُ: ما أَمْسَى عندَ آلِ محمدٍ صاعُ برٍّ ولا صاعُ حبٍّ، وإنَّ عندَه لَتِسعَ نِسوةٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 273، كتاب الرقاق (81)، باب فضل الفقراء (16)، الحديث (6447)، وذكره التبريزي في المشكاة 3/ 1442 - 1443، الحديث (5236)، وقال: (متفق عليه) ولكن المزي ذكر الحديث في تحفة الأشراف 4/ 114، ولم يعزه إلّا للبخاري ولابن ماجه، وقال ابن حجر في النكت الظِّراف (المطبوع بذيل تحفة الأشراف) ما نصُّه: (قال الحميدي: ذكره أبو مسعود في "المتَّفق" ولم أجده في مسلم، انتهى، وذكره ابن الجوزي في "المتفق" وأهمل التنبيه الذي ذكره الحميدي، وذكره في أفراد البخاري "خَلَفٌ" و"الطرقيُّ" وغيرهما، وهو الصواب). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 549، كتاب الأطعمة (70)، باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه يأكلون (23)، الحديث (5416)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2282، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (22/ 2970) واللفظ له. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 549، كتاب الأطعمة (70)، باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه يأكلون (23)، الحديث (5414). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 302، كتاب البيوع (34)، باب شراء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- النسيئة (14)، الحديث (2069) قوله: "سَنِخَبةٍ" بفتح سين مهملة، وكسر نون وفتح خاء معجمة بعدها هاء، أي متغيرة الريح لطول المكث.

4049 - وقال عمر رضي اللَّه عنه: "دخلتُ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فإذا هو مُضَّطجِعٌ على رِمالِ حصيرٍ ليسَ بينَهُ وبينَهُ فِرَاشٌ قد أَثَّرَ الرِّمالُ بجنبِه، مُتَّكِئًا على وسادةٍ من أَدَم حَشْوُها ليفٌ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فليُوَسِّعْ على أمتِكَ، فإنَّ فارسَ والرومَ قد وُسِّعَ عليهم وهم لا يَعبُدونَ اللَّهَ، فقالَ: أَوَفي هذا أنتَ يا ابنَ الخطابِ! أُولئكَ قومٌ عُجِّلَتْ لهم طيباتُهم في الحياةِ الدنيا" (¬1) وفي رواية: "أَمَا ترضَى أنْ تكونَ لهم الدُّنيا ولَنَا الآخرةُ" (¬2). 4050 - وعن أبي هريرة قال: "لقد رأيتُ سبعينَ مِن أصحابِ الصُّفَّةِ، ما مِنهم رجلٌ عليه رِدَاءٌ، إمَّا إزارٌ وإمَّا كِساءٌ قد رَبطوا في أعناقِهم فمنها ما يبلغُ الساقَيْنِ، ومنها ما يَبلُغُ الكعبينِ، فيَجمعَه بيدِه كراهيةَ أنْ تُرَى عورتُه" (¬3). 4051 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إذا نظرَ أحدُكم إلى مَن فُضِّلَ عليهِ في المالِ والخَلقِ، فليَنظرْ إلى مَن هو أسفلَ منهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 114 - 116، كتاب المظالم (46)، باب الغرفة والعُلِّيَّة المشرفة. . . (25)، الحديث (2468)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1105 - 1113، كتاب الطلاق (18)، باب في الإيلاء واعتزال النساء. . . (5)، الحديثان (30 - 34/ 1479)، ضمن رواية مطوَّلة، واللفظ لها، قوله: "رِمالِ حَصير" بالإضافة، الرِّمال بكسر الراء وضمها جمع رميل بمعنى مرمول أي منسوج، قوله: "أدم" بفتحتين أي جلد. (¬2) متفق عليه من رواية عمر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 657 - 658، كتاب التفسير (65)، سورة التحريم (66)، باب {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ. . .} (2)، الحديث (4913)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1105 - 1107، كتاب الطلاق (18)، باب في الإيلاء. . . (5)، الحديث (30/ 1479) واللفظ لهما. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 536، كتاب الصلاة (8)، باب نوم الرجال في المسجد. . . (58)، الحديث (442). (¬4) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 322، كتاب الرقاق (81)، باب لينظر إلى من هو أسفل منه. . . (30)، الحديث (6490)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2275، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (8/ 2963).

4052 - وقال: "انظرُوا إلى مَن هو أسفلَ منكم، ولا تَنظرُوا إلى مَن هو فوقَكم، فهوَ أَجْدرُ أنْ لا تزدَرُوا نعمةَ اللَّهِ عليكم" (¬1). مِنَ الحِسَان: 4053 - قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أَبشِروا يا معشرَ صَعَاليكِ المهاجرينَ بالنورِ التامِّ يومَ القيامةِ، تدخلونَ الجنةَ قبلَ أغنياءِ الناسِ بنصفِ يومٍ وذلكَ خمسمائة سنةٍ" (¬2). 4054 - وقال: "يدخلُ الفقراءُ الجنةَ قبلَ الأغنياءِ بخمسمائةِ عامٍ نصفِ يومٍ" (¬3). 4055 - عن أنس قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "اللَّهمَّ أَحْيني مسكينًا وأَمِتْني مسكينًا واحشرني في زُمْرةِ المساكينِ، فقالت عائشةُ: لِمَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: إنهم يدخلونَ الجنةَ قبلَ أغنيائهم بأربعينَ خريفًا، يا عائشةُ لا تَرُدِّي المِسْكِينَ ولو بِشِقِّ تمرةٍ، يا عائشةُ أَحِبِّي المساكينَ وقَرِّبيهم، فإنَّ اللَّه يُقَرِّبُكِ يومَ القيامةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه: مسلم في الصحيح 4/ 2275، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (9/ 2963). (¬2) تقدَّم الحديث في 2/ 130 كتاب فضائل القرآن (8)، الحديث (1575). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 2/ 343، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 578، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة. . . (37)، الحديث (2353) واللفظ لهما وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1380، كتاب الزهد (37)، باب منزلة الفقراء (6)، الحديث (4122)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 636، كتاب الزهد. . . (40)، باب ما جاء في الفقراء. . . (40)، الحديث (2567). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 577 - 578، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين. . . (37)، الحديث (2352) واللفظ له، وأخرجه البيهقي في السنن 7/ 12، كتاب الصدقات، باب ما يستدل به على أن الفقير أمس حاجة من المسكين. وهذا الحديث من جملة الأحاديث التي ذكرها ابن حجر في أجوبته عن أحاديث "المصابيح" =

4056 - عن أبي الدرداء، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ابغوني في ضُعَفائكم، فإنما تُرْزَقُونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم" (¬1). 4057 - ورُوي: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يَستفتِحُ بصعَاليكِ المُهاجرينَ" (¬2). 4058 - عن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تغبطَنَّ فاجِرًا بنعمةٍ فإنّكَ لا تَدري ما هوَ لاقٍ بعدَ مَوْته إنَّ لهُ عندَ اللَّه قاتِلًا ¬

_ = ونفى عنه الوضع فقال: (الحديث الرابع عشر: حديث: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين، فقالت عائشة: لم يا رسول اللَّه؟ قال: إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا، يا عائشة، لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم، فإن اللَّه يقرِّبك يوم القيامة"، قلت: أخرجه الترمذي من طريق الحارث ابن أخت سعيد بن جبير عن أنس، وقال: حسن غريب. وأخرجه ابن ماجه والحاكم، وصحّحه من حديث أبي سعيد، ولفظه أخصر من الأول) ثم خَلُصَ في آخر رسالته إلى أنه: ضعيف. قوله: "اللهم أحيني مسكينًا" أي اجعلني متواضعًا لا جبارًا متكبرًا. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 198، وأبو داود في السنن 3/ 73، كتاب الجهاد (9)، باب في الانتصار برُذُل الخيل والضَّعفة (77)، الحديث (2594)، والترمذي في السنن 4/ 206، كتاب الجهاد (24)، باب ما جاء في الاستفتاح بصعاليك المسلمين (24)، الحديث (1702)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 6/ 46، كتاب الجهاد (25)، باب الاستنصار بالضعيف (43)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 390، كتاب الجهاد (26)، باب الاستعانة بدعاء الضعفاء (13)، الحديث (1620)، والحاكم في المستدرك 2/ 106، كتاب الجهاد، باب فضل الضعفاء يوم القيامة، وفي 2/ 145، كتاب قسم الفيء، باب بيان سعادة المرء وشقاوته، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 269 - 270، في مسند أمية بن خالد بن أسبد (72)، الحديث (857) و (858)، وأخرجه البغوي بإسناده عن أبي عبيد القاسم بن سلام حدثنيه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد في شرح السنة 14/ 264، كتاب الرقاق، باب فضل الفقراء، الحديث (4062)، وقال: (قال أبو عبيد: هكذا قال عبد الرحمن، وهو عندي عبد اللَّه بن خالد بن أسيد)، وأمية ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 1/ 371 - 372، الترجمة (680)، وقال: (قال ابن حبان في الثقات: روى عنه أبو إسحاق فقلب اسمه وأرسل حديثه، وقال ابن الجارود: ليس له صحبة).

لا يموتُ" (¬1) يعني النار. 4059 - وقال: "الدُّنْيا سِجنُ المؤمن وسنَتُهُ، فإذا فارقَ الدُّنْيا فارقَ السِّجْنَ والسَّنَةَ" (¬2). 4060 - وعن قتادة بن النُّعمان أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا أحبَّ اللَّه عبدًا حماهُ الدُّنْيا كما يَظَل أحدُكُمْ يَحمِي سَقيمَهُ الماءَ" (¬3). 4061 - عن محمود بن لَبيد أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "اثنتانِ يَكرَهُهُما ابنُ آدَم: يكرهُ الموتَ والموتُ خيرٌ للمؤمِن مِنَ الفِتنةِ، ويكرهُ قِلّةَ المالِ وقِلّةُ المالِ أقلُّ للحِسابِ" (¬4). 4062 - عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنِّي أحبُّكَ، قال: انظُرْ ما تقولُ. فقال: إنِّي واللَّه لأُحبُّكَ، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 231، في ترجمة جهم بن أوس (2296)، وعزاه للطبراني في "المعجم الأوسط" الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 355، كتاب البعث، باب ما جاء في القصاص، وقوله: (يعني النار) من قول عبد اللَّه بن أبي مريم الراوي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه كما جاء في التاريخ الكبير. (¬2) أخرجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما: أحمد في المسند 2/ 197، وعزاه للطبراني، الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 289، كتاب الزهد، باب الدنيا سجن المؤمن، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 315، كتاب الرقاق، باب إن اللَّه يحب كل قلب حزين، وأبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 177، 185، في ترجمة عبد اللَّه بن المبارك (397). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 381، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الحمية (1)، الحديث (2036)، وقال: (حسن غريب، وقد روي هذا الحديث عن محمود بن لبيد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، وقتادة بن النعمان الظفري هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه، ومحمود بن لبيد قد أدرك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ورآه وهو غلام صغير)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 612، كتاب الزهد (40)، باب إذا أحب اللَّه عبدًا حماه الدنيا (4)، الحديث (2474)، والحاكم في المستدرك 4/ 207، كتاب الطب، باب عليكم بالإثمد، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 427، وعزاه لسعيد بن منصور، السيوطي في الجامع الكبير 1/ 19.

ثلاثَ مرّاتٍ، قال: إنْ كُنتَ صادِقًا فأعِدَّ لِلفقرِ تِجْفافًا، لَلْفَقْرُ أسرعُ إلى مَنْ يُجبُّني مِنَ السَّيْلِ إلى منتهاهُ" (¬1) (غريب). 4063 - عن أنس قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لقدْ أُخِفْتُ في اللَّه وما يُخافُ أحدٌ، ولقدْ أُوذيتُ في اللَّه وما يُؤْذَى أحدٌ، ولقدْ أتَتْ عليَّ ثلاثونَ منْ بينِ ليلةٍ ويومٍ ومالِي ولبلالٍ طعامٌ يأكلُهُ ذُو كَبِدٍ إلَّا شيءٌ يُوارِيهِ إبْطُ بِلالٍ" (¬2). 4064 - عن أبي طلحة قال: "شَكَونْا إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الجُوعَ ورَفْعنا عنْ بُطونِنا عنْ حجرٍ حجرٍ، فرفعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ بطنِه عنْ حجرَيْنِ" (¬3) (غريب). 4065 - عن أبي هريرة: "أنَّهُ أصابَهُمْ جُوعٌ فأعطاهُمْ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تَمْرةً تَمرةً" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 576، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في فضل الفقر (36)، الحديث (2350)، وقال: (حسن غريب)، وتِجْفافًا: بكسر الفوقية وسكون الجيم أي درعًا وجُنّة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 120، 286، والترمذي في السنن 4/ 645، كتاب صفة القيامة (38)، باب (34)، الحديث (2472) وقال: (حسن غريب، ومعنى هذا الحديث: حين خرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هاربًا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمله تحت إبطه)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 54، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (11)، الحديث (151)، وصححه ابن حبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 626، كتاب الزهد (40)، باب ما جاء في عيش السلف (33)، الحديث (2528). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 585، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (39)، الحديث (2371)، وفي الشمائل المحمدية ص 63، باب ما جاء في عيش رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (134)، وقال: (هذا حديث غريب من حديث أبي طلحة، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 646، كتاب صفة القيامة (38)، باب (34)، الحديث (2474)، وقال: (حسن صحيح).

3 - باب الأمل والحرص

4066 - عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "خَصلتانِ مَنْ كانتا فيهِ كتَبَهُ اللَّه شاكِرًا صابِرًا، مَنْ نظرَ في دينِه إلى مَنْ هوَ فَوْقَهُ فاقتدَى بهِ، ونظَرَ في دُنْياهُ إلى مَنْ هوَ دونَهُ فحمِدَ اللَّه على ما فضَّلَهُ اللَّه عليه؛ كتبَهُ اللَّه شاكِرًا صابِرًا، ومَنْ نظرَ في دِينِه إلى مَنْ هوَ دونَهُ، ونظرَ في دُنْياهُ إلى مَنْ هو فوقَهُ فأسِفَ على ما فاتَهُ منهُ لمْ يكتُبْهُ اللَّه شاكِرًا ولا صابِرًا" (¬1). 3 - باب الأمل والحرص مِنَ الصِّحَاحِ: 4067 - عن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه قال: "خَطَّ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم خطًّا مُرَبّعًا، وخَطَّ خَطًّا في الوسَطِ خارِجًا منهُ، وخَطَّ خُطوطًا صِغارًا إلى هذا الذِي في الوسَطِ من جانِبه الذِي في الوسَطِ فقال: هذا الإنسانُ وهذا أجلُهُ مُحيطٌ بهِ، وهذا الذِي هوَ خارجٌ أَمَلُهُ، وهذهِ الخُطوطُ الصِّغارُ الأعراضُ، فإنْ أخطأهُ هذا نهشَهُ هذا، وإنْ أخطأَهُ هذا نهشَهُ هذا" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في المصدر نفسه 4/ 665، باب (58)، الحديث (2512). (¬2) أخرجه البخاري من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في الصحيح 11/ 235 - 236، كتاب الرقاق (81)، باب في الأمل وطوله (4)، الحديث (6417)، وقد وضع الحافظ ابن حجر في فتح الباري أشكالًا للخط المربع كما تصورها العلماء فقال: قيل هذه صفة الخط: [تخطيط] وقيل صفته: [تخطيط] وقيل صفته: [تخطيط] وقيل صفته: [تخطيط] ورسمه ابن التين هكذا: [تخطيط]

[تخطيط] 4068 - وعن أنس قال: "خَطَّ النّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم خُطوطًا فقال: هذا الأملُ وهذا أجلُهُ، فبينما هوَ كذلكَ إذْ جاءَهُ الخطُّ الأقربُ " (¬1). 4069 - عن أنس أنّه قال، قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "يَهْرمُ ابن آدَم وتَشِبُّ منه اثنتانِ: الحِرْصُ على المالِ والحِرْصُ على العُمرِ" (¬2). 4070 - عن أبي هريرة عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا يزال قلبُ الكبيرِ شابًّا في اثنتينِ: في حبِّ الدُّنْيا وطُولِ الأمَلِ" (¬3). 4071 - وقال: "أعذرَ اللَّه إلى امرئٍ أخَّرَ أجلَهُ حتَّى بلَّغَة سِتّينَ سنة" (¬4). 4072 - وعن ابن عباس عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لوْ كانَ لابنِ آدَم وادِيانِ منْ مالٍ لابْتغَى ثالِثًا، ولا يملْأُ جَوفَ ابنَ آدَم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 263، كتاب الرقاق (81)، باب في الأمل وطوله (4)، الحديث (6418). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 239، كتاب الرقاق (81)، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر اللَّه إليه في العمر (5)، الحديث (6421)، ومسلم في الصحيح 2/ 724، كتاب الزكاة (12)، باب كراهة الحرص على الدنيا (38)، الحديث (115/ 1047) واللفظ له. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 239، كتاب الرقاق (81)، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر اللَّه إليه في العمر (5)، الحديث (6420)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 2/ 724، كتاب الزكاة (12)، باب كراهة الحرص على الدنيا (38)، الحديث (114/ 1046). (¬4) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 11/ 238، كتاب الرقاق (81)، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر اللَّه إليه في العمر (5)، الحديث (6419).

إلَّا الترابُ، ويتوبُ اللَّه على مَنْ تابَ" (¬1). 4073 - عن ابن عمر قال: "أخذَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ببعضِ جَسدِي فقال: كنْ في الدُّنْيا كأنَّكَ غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ، وعُدَّ نفسَكَ منْ أهلِ القبورِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 4074 - عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "مَرَّ بِنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا وأُمِّي نُطيِّنُ شيئًا فقال: ما هذا يا عبدَ اللَّه؟ قلت: شيءٌ نُصلِحُهُ، قال: الأمرُ أسرعُ منْ ذلِكَ" (¬3). (غريب). 4075 - عن ابن عباس: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 253، كتاب الرقاق (81)، باب ما يُتقى من فتنة المال (10)، الحديث (6436) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 2/ 725 - 726، كتاب الزكاة (12)، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثًا (39)، الحديث (118/ 1049). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 233، كتاب الرقاق (81)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كن في الدنيا كأنك غريب" (3)، الحديث (6416)، ولفظه: عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "أخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وما أورده المصنِّف فقد أخرجه بلفظه التام: أحمد في المسند 2/ 24، 41، والترمذي في السنن 4/ 567، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في قِصَر الأمل (25)، الحديث (2333)، وابن ماجه في السنن 2/ 1378، كتاب الزهد (37)، باب مثل الدنيا (3)، الحديث (4114). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 161، وأبو داود في السنن 5/ 401، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في البناء (169)، الحديث (5235) و (5236)، والترمذي في السنن 4/ 568،كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في قِصَر الأمل (25)، الحديث (2335)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1393، كتاب الزهد (37)، باب في البناء والخراب (13)، الحديث (4160)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 634، كتاب الزهد (40)، باب قرب الأجل (38)، الحديث (2555).

يُهريقُ الماءَ فيتيمَّمُ بالترابِ، فأقولُ: يا رسولَ اللَّه إنَّ الماءَ منكَ قريبٌ، فيقولُ: ما يُدرِيني لَعَلِّي لا أبلُغُه" (¬1). 4076 - عن أنس أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "هذا ابنُ آدَم وهذا أجلُهُ. ووضعَ يدهُ عندَ قَفَاهُ ثمَّ بسطَ فقال: وثَمَّ أمَلُهُ" (¬2). 4077 - عن أبي سعيد الخُدْرِيّ: "أنَّ النّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم غَرزَ عُودًا بينَ يديهِ وآخرَ إلى جَنْبِهِ وآخرَ أبعدَ منهُ فقال: هلْ تدرونَ ما هذا؟ قالوا: اللَّه ورسولُه أعلمُ، قال: هذا الإنسانُ وهذا الأجلُ، أُراهُ قال: وهذا الأملُ، فيتَعاطَى الأملَ فلحِقَهُ الأجلُ دونَ الأملِ" (¬3). 4078 - عن عبد اللَّه بن الشِّخِّير قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مُثلَ ابنُ آدَم وإلى جَنْبِه تِسعٌ وتِسعونَ مَنيّةً إنْ أخطأَتْهُ المنَايا وقعَ في الهَرَمِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 288، 303، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 14/ 232، كتاب الرقاق، باب قصر الأمل، الحديث (4031). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 257، والترمذي في السنن 4/ 568، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في قصر الأمل (25)، الحديث (2334)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1414، كتاب الزهد (37)، باب الأمل والأجل (27)، الحديث (4232)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 633 - 634 - كتاب الزهد (40)، باب قرب الأجل (38)، الحديث (2554). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 18، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 14/ 285، كتاب الرقاق، باب طول الأمل والحرص، الحديث (4091). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 455، كتاب القدر (33)، باب (14)، الحديث (2150)، وقال: (حسن غريب)، وفي موضع آخر من السنن 4/ 636، كتاب صفة القيامة (38)، باب (22)، الحديث (2456)، وقال: (حسن صحيح غريب).

4 - باب استحباب المال والعمر للطاعة

4079 - عن أبي هريرة عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "عُمْرُ أُمَّتي منْ ستِّينَ سنةً إلى سَبعين" (¬1) (غريب). 4080 - عن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أعمارُ أُمِّتي ما بينَ الستِّينَ إلى السبعينَ، وأقلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذلكَ" (¬2). 4 - باب استحباب المال والعمر للطاعة مِنَ الصِّحَاحِ: 4081 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا حسدَ إلَّا في اثنتينِ: رجلٌ آتاهُ اللَّه القرآنَ فهوَ يقومُ بهِ آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، ورجلٌ آتاهُ اللَّه مالًا فهوَ يُنفِقُ منهُ آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ" (¬3). 4082 - وقال: "إنَّ اللَّه يُحبُّ العبدَ التقيَّ الغنيَّ الخَفيَّ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 566، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في فناء أعمار هذه الأمة ما بين الستين إلى السبعين (23)، الحديث (2331)، وقال: (حسن غريب). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 553، كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (102)، الحديث (3550)، وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1415، كتاب الزهد (37)، باب الأمل والأجل (27)، الحديث (4236)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 611، كتاب التوبة (39)، باب أعمار هذه الأمة (10)، الحديث (2467)، والحاكم في المستدرك 2/ 427، كتاب التفسير، تفسير سورة الملائكة، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. (¬3) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 73، كتاب فضائل القرآن (66)، باب اغتباط صاحب القرآن (20)، الحديث (5025)، وفي 13/ 502، كتاب التوحيد (97)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "رجل آتاه اللَّه القرآن. . . " (45)، الحديث (7529)، ومسلم في الصحيح 1/ 558، كتاب صلاة المسافرين (6)، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه. . . (47)، الحديث (266/ 815). (¬4) أخرجه مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2277، كتاب الزهد والرقائق (53)، الحديث (11/ 2965).

مِنَ الحِسَان: 4083 - عن أبي بكرة "أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّه أيُّ النَّاسِ خيرٌ؟ قال: مَنْ طالَ عُمُرهُ وحسُنَ عملُهُ قال: فأيُّ النَّاسِ شرٌّ؟ قال: مَنْ طالَ عُمُرهُ وساءَ عملُهُ" (¬1). 4084 - وعن عُبَيْد بن خالد "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم آخَى بينَ رجلينِ فقُتِلَ أحدُهُما في سبيلِ اللَّه، ثمَّ ماتَ الآخر بعدَة بجُمعةٍ أو نحوِها، فصلُّوا عليهِ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ما قلتُمْ؟ قالوا: دَعَوْنا اللَّه أنْ يغفِرَ لهُ ويرحمَهُ ويُلحقَهُ بصاحِبِهِ، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: فأيْنَ صلاتُهُ بعدَ صلاتِهِ وعملُهُ بعدَ عملِهِ -أو قال: صيامُهُ بعد صيامِهِ- لَما بينهما أبعدُ ممَّا بينَ السماءِ والأرضِ" (¬2). 4085 - عن أبي كَبْشَة الأنْمارِيّ أنّه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "ثلاثٌ أُقسِمُ عليهِنَّ وأحدِّثُكُمْ حَديثًا فاحفَظُوهُ، فأمَّا الذي أُقسِمُ عليهِنَّ فإنَّهُ ما نقصَ مال عبدٍ منْ صَدقةٍ، ولا ظُلِمَ عبدٌ مَظلمةً صبرَ عليها إلَّا زادَهُ اللَّه بها عِزًا، ولا فتحَ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلَّا فتحَ اللَّه عليهِ بابَ فَقرٍ، وأمَّا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 40، 43، 44، 47، 48، 49، 50، والدارمي في السنن 2/ 308، كتاب الرقاق، باب أي المؤمنين خير. والترمذي في السنن 4/ 566، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في طول العمر للمؤمن (22)، الحديث (2330)، وقال: (حسن صحيح)، والحاكم في المستدرك 1/ 339، كتاب الجنائز، باب خياركم أطولكم أعمارًا وأحسنكم عملًا، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 500 و 4/ 219، في مسند عبيد بن خالد السلمي رضي اللَّه عنه، وأبو داود في السنن 3/ 35، كتاب الجهاد (9)، باب في النور يُرى عند قبر الشهيد (29)، الحديث (2524)، والنسائي في المجتبى من السنن 4/ 74، كتاب الجنائز (21)، باب الدعاء (77).

الذي أُحَدِّثُكُمْ فاحفَظُوه، فقال: إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نَفَرٍ: عبدٍ رزقَهُ اللَّه مالًا وعِلمًا فهوَ يَتَّقي فيهِ ربَّهُ ويَصِلُ فيهِ (¬1) رَحِمَهُ ويَعملُ (2) للَّه فيهِ بحقِّهِ، فهذا بأفضَلِ المنازِلِ، وعبدٍ رزقَهُ اللَّه عِلمًا ولمْ يرزُقْهُ مالًا فهوَ صادِقُ النيّةِ يقول: لوْ أنَّ لي مالًا لعمِلتُ بعملِ فُلانٍ، فهوَ ونيّتُهُ فأجرُهُما سواءٌ، وعبدٍ رزقَهُ اللَّه مالًا ولمْ يرزُقْهُ عِلمًا فهو يتخبّطُ في مالِهِ بغيرِ علمٍ لا يتّقي فيهِ ربَّهُ ولا يَصِلُ فيهِ رَحِمَة ولا يَعملُ (¬2) فيهِ بحقّ، فهذا بأخبَثِ المنازِلِ، وعبدٍ لمْ يرزُقْهُ اللَّه مالًا ولا علمًا فهوَ يقولُ: لوْ أنَّ لي مالًا لعمِلْتُ فيهِ بعملِ فُلانٍ، فهوَ بنيّتِهِ فوِزرُهُما سَواءٌ" (¬3) (صحيح). 4086 - عن أنس أنَّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّه تعالى إذا أرادَ بعبدٍ خيرًا استعمَلَهُ. فقيل: وكيفَ يستعمِلُهُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: يُوفِّقُة لعملٍ صالحٍ قبلَ الموتِ" (¬4). 4087 - عن شَدَاد بن أَوْس قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) ليست في المخطوطة وأثبتناها من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬2) كذا في المخطوطة والمطبوعة، ولفظ أحمد والترمذي: "يعلم للَّه فيه حقًّا". (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 231، والترمذي في السنن 4/ 562 - 563، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر (17)، الحديث (2325) وقال: (حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه بمعناه في السنن 2/ 1413، كتاب الزهد (37)، باب النية (26)، الحديث (4228). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 106، 120، 230، والترمذي في السنن 4/ 450، كتاب القدر (33)، باب ما جاء أن اللَّه كتب كتابًا لأهل الجنة وأهل النار (8)، الحديث (2142)، وقال: (حسن صحيح)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 451، كتاب القدر (30)، باب الأعمال بالخواتيم (8)، الحديث (1821)، والحاكم في المستدرك 1/ 340، كتاب الجنائز، باب يبعث كل عبد على ما مات، وقال: (صحيح على شرط الشيخين)، وأقره الذهبي.

5 - باب التوكل والصبر

وسلم: "الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفسَهُ وعمِلَ لِما بعدَ الموتِ، والعاجِزُ مَنْ أتبَعَ نفسَهُ هَواها وتَمنَّى على اللَّه" (¬1) [صحيح] (¬2). 5 - باب التوكل والصبر مِنَ الصِّحَاحِ: 4088 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يدخُلُ الجنَّةَ منْ أُمَّتي سَبعونَ ألفًا منْ غيرِ حِسابٍ، هُمُ الذينَ لا يَسْتَرْقونَ ولا يتَطيَّرونَ وعلى ربِّهمْ يَتوكَّلونَ" (¬3). 4089 - عن ابن عباس قال: "خرجَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومًا فقال: عُرِضَتْ عليَّ الْأُممُ، فجعلَ يَمرُّ النبيُّ ومعهُ الرجُلُ، والنبيُّ ومعهُ الرجُلانِ والنبيُّ ومعهُ الرَّهطُ، والنبيُّ وليسَ معهُ أحدٌ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سَدَّ الأُفُقَ فرجَوْتُ أنْ يكونَ أُمَّتي، فقيلَ: هذا موسَى في قومِهِ، ثمَّ قيلَ لي: انظُرْ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فقيلَ: انظُرْ هكذا وهكذا، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فقيلَ: هؤلاءِ أُمَّتُكَ ومع هؤلاءِ سبعونَ ألفًا قدَّامَهُمْ يَدخلونَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 124، والترمذي في السنن 4/ 638، كتاب صفة القيامة (38)، باب (25)، الحديث (2459)، وقال: (هذا حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 1423، كتاب الزهد (37)، باب ذكر التوبة (30)، الحديث (4260)، والحاكم في المستدرك 1/ 57، كتاب الإيمان، باب الكيس من دان نفسه، وقال: (صحيح على شرط البخاري) وتعقبه الذهبي بقوله: (لا واللَّه أبو بكر -ابن أبي مريم الغساني- واه)، وفي موضع آخر من المستدرك 4/ 251، كتاب التوبة والإنابة، باب الكيِّسُ من دان نفسه، قال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 305، كتاب الرقاق (81)، باب {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق (65)، الآية (3)] (21)، الحديث (6472)، وقوله: "لا يسترقون" أي لا يطلبون الرقية مطلقًا أو بغير الكلمات القرآنية والأسماء الصمدانية، وقوله: "ولا يتطيِّرون" أى ولا يتشاءمون بنحو الطير ولا يأخذون من الحيوانات: الكلمات المسموعات علامة الشر والخير.

الجنَّةَ بغيرِ حِسابٍ، هُمُ الذينَ لا يَتطيِّرونَ ولا يَسْتَرْقونَ ولا يَكْتَوُونَ وعلَى ربِّهمْ يتَوكَّلونَ. فقامَ عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ (¬1) فقال: ادعُ اللَّه أنْ يَجعلَني منهُمْ، فقال: اللَّهمَّ اجعلْهُ منهُمْ. ثمَّ قامَ رجلٌ آخرُ فقال: ادعُ (¬2) اللَّه أنْ يَجعلَني منهُمْ، قال: سَبقَكَ بها عُكَّاشَةُ" (¬3). 4090 - عن صُهَيْب قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "عَجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمْرَهُ كُلَّهُ لهُ خيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ، إنْ أصابتْهُ سرَّاءُ شكرَ فكانَ خيرًا لهُ، وإنْ أصابتْهُ ضرّاءُ صبرَ فكانَ خيرًا لهُ" (¬4). 4091 - وقال: "المؤمنُ القوِيُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّه مِنَ المؤمنِ الضعيفِ وفي كلٍ خير، احرِصْ على ما ينفعُكَ واستعِنْ باللَّه ولا تَعجِزْ، وإنْ أصابَكَ شيءٌ فلا تَقُلْ: لوْ أنِّي فعلتُ كانَ كذا وكذا، ولكنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّه وما شاءَ فعلَ، فإنَّ لوْ يفتحُ عملَ الشيطانِ" (¬5). ¬

_ (¬1) عُكَّاشة بن مِحْصَن: بضم عين وشدة كاف أكثر من خفتها وإعجام شين، كان من فضلاء الصحابة (الهندي، المغني في ضبط أسماء الرجال، ص 177). (¬2) العبارة في المطبوعة: (يا رسول اللَّه ادع اللَّه) والتصويب من المخطوطة ولفظي البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 211، كتاب الطب (76)، باب من لم يرق (42)، الحديث (5752)، وفي 11/ 405، كتاب الرقاق (81)، باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب (50)، الحديث (6541)، ومسلم في الصحيح 1/ 199، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (94)، الحديث (374/ 220). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2295، كتاب الزهد (53)، باب المؤمن أمره كله خير (13)، الحديث (64/ 2999). (¬5) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2052، كتاب القدر (46)، باب في الأمر بالقوة وترك العجز. . . (8)، الحديث (34/ 2664).

مِنَ الحِسَان: 4092 - عن عمر بن الخطَّاب قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لوْ أنَّكُمْ تتوكَّلونَ على اللَّه حقَّ توكَلِهِ لَرزقكُمْ كما يرزُقُ الطيرَ تَغْدو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا" (¬1). 4093 - عن عبد اللَّه بن مسعود عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "يا أيُّها النَّاسُ ليسَ منْ شيءٍ يُقرِّبُكُمْ إلى الجنَّةِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إلَّا قدْ أمرتُكُمْ بهِ، وليسَ شيءٌ يُقربُكُمْ مِنَ النَّارِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ الجنَّةِ إلَّا قدْ نَهيتُكُمْ عنهُ وإنَّ الرُّوحَ الأمينَ -ويُروى: وأنَّ رُوحَ القُدُسِ- نفثَ في رُوعِي أنَّ نفْسًا لنْ تموتَ حتَّى تَستكمِلَ رِزْقَها، ألا فاتَّقُوا اللَّه وأجمِلُوا في الطلَب، ولا يَحمِلَنَّكُمُ استبطاءُ الرزْقِ أنْ تَطلُبوهُ بمعاصي اللَّه، فإنَّهُ لا يُدرَكُ ما عِندَ اللَّه إلَّا بطاعتِهِ" (¬2). 4094 - عن أبي ذَرّ عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "الزَّهادَةُ في الدُّنْيا ليستْ بتحريمِ الحلالِ ولا إضاعةِ المالِ، ولكنِ الزَّهادَةُ في الدُّنْيا أنْ لا تكونَ بما في يَديْكَ أوْثَقَ مِمَّا في يَدَي اللَّه، وأنْ تكونَ في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 30، 52، والترمذي في السنن 4/ 573، كتاب الزهد (37)، باب في التوكل على اللَّه (33)، الحديث (2344)، وقال: (حسن صحيح)، وعزاه للنسائي في الرقائق، المزيّ في تحفة الأشراف 8/ 79، الحديث (10586)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1394، كتاب الزهد (37)، باب التوكل واليقين (14)، الحديث (4164)، والحاكم في المستدرك 4/ 318، كتاب الرقاق، باب لو أنكم توكلتم على اللَّه. وخماصًا: جمع خميص أي جياعًا. وبطانًا: أي شباعًا. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 4، كتاب البيوع، باب خذوا ما حلّ ودعوا ما حرم، وعزاه للبيهقي في "شعب الإيمان" الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1458، الحديث (5300/ 6)، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 14/ 303 - 304، كتاب الرقاق، باب التوكل على اللَّه عزَّ وجلَّ، الحديث (4111) و (4112) و (4113).

6 - باب الرياء والسمعة

ثوابِ المُصيبَةِ إذا أنتَ أُصِبْتَ بها أرْغَبَ فيها لوْ أنَّها أبقِيَتْ لكَ" (¬1) (غريب). 4095 - عن ابن عباس قال: "كُنتُ خلفَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومًا فقال: يا غلامُ احفَظِ اللَّه يَحفظْكَ، احفَظِ اللَّه تجِدْهُ تُجاهَكَ، إذا سألتَ فاسألِ اللَّه، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللَّه، واعلمْ أنَّ الأُمُةَ لو اجتمعَتْ على أنْ يَنفعوكَ بشيءٍ لمْ يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قدْ كتبَهُ اللَّه لك، ولو اجتمَعُوا على أنْ يَضرُّوكَ بشيءٍ لمْ يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قدْ كتبَة اللَّه عليكَ، رُفِعتْ الأقلامُ وجَفَّتْ الصُّحُفُ" (¬2). 4096 - عن سَعْدٍ قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مِنْ سَعادةِ ابنِ آدمَ رِضاهُ بما قَضَى اللَّه لهُ، ومِنْ شَقاوَةِ ابنِ آدمَ تركُهُ استِخارةَ اللَّه، ومِنْ شَقاوَةِ ابنِ آدمَ سَخَطُهُ بما قَضَى اللَّه لهُ" (¬3) (غريب). 6 - باب الرياء والسمعة مِنَ الصِّحَاحِ: 4097 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 571، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الزهادة في الدنيا (29)، الحديث (2340)، وقال: (هذا حديث غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1373، كتاب الزهد (37)، باب الزهد في الدنيا (1)، الحديث (4100). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 293، 303، والترمذي في السنن 4/ 667، كتاب صفة القيامة (38)، باب (59)، الحديث (2516)، وقال: (حسن صحيح). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 168، والترمذي في السنن 4/ 455، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في الرضا بالقضاء (15)، الحديث (2151)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث محمد بن أبي حميد)، وأخرجه الحاكم مقتصرًا على ذكر الاستخارة في المستدرك 1/ 518، كتاب الدعاء، باب من سعادة ابن آدم استخارته إلى اللَّه، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

اللَّه عليه وسلم: "إنَّ اللَّه لا ينظرُ إلى صُورِكُمْ وأموالِكُمْ ولكنْ ينظرُ إلى قُلوبِكُمْ وأعمالِكُمْ" (¬1). 4098 - وقال: "قالَ اللَّه تعالَى: أنا أغنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيهِ معي غَيْري تركتُهُ وشِرْكَه" (¬2)، وفي رواية: "فأنا منهُ بريءٌ هوَ للذي عملَهُ" (¬3). 4099 - وعن جُنْدُب قال، قال النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّه بهِ، ومَنْ يُرائي يُرائي اللَّه بهِ" (¬4). 4100 - وعن أبي ذَرّ قال: "قِيلَ لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أرأَيْتَ الرجلَ يعملُ العملَ مِنَ الخيرِ ويحمَدُهُ النَّاسُ عليهِ؟ قال: تلكَ عاجِلُ بُشرَى المؤمنِ"، وفي رواية: "ويُحبُّهُ النَّاسُ عليهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1987، كتاب البر والصلة (45)، باب تحريم ظلم المسلم وخذله. . . (10)، الحديث (34/ 2564). (¬2) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2289، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب من أشرك في عمله غير اللَّه (5)، الحديث (46/ 2985). (¬3) أخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1405، كتاب الزهد (37)، باب الرياء والسمعة (21)، الحديث (4202)، ولفظه: ". . . فأنا منه بريء وهو للذي أشرك"، وأخرجه البغوي بلفظه التام بإسناده في شرح السنة 14/ 324، كتاب الرقاق، باب الرياء والسمعة، الحديث (4136). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 335 - 336، كتاب الرقاق (81)، باب الرياء والسمعة (36)، الحديث (6499)، ومسلم في الصحيح 4/ 2289، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب تحريم الرياء (5)، الحديث (48/ 2987). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2034 - 2035، كتاب البر والصلة (45)، باب إذا أثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره (51)، الحديث (166/ 2642)

مِنَ الحِسَان: 4101 - عن أبي سعيد (¬1) بن أبي فَضالة رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا جمعَ اللَّه الناسَ يومَ القِيامَةِ ليومٍ لا رَيْبَ فيهِ نادَى مُنادٍ: مَنْ كانَ أشركَ في عملٍ عمِلَهُ للَّه أحدًا فليَطْلُبْ ثوابَهُ مِنْ عندِ غيرِ اللَّه فإنَّ اللَّه أغنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ" (¬2). 4102 - عن عبد اللَّه بن عمرو أنَّه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "مَنْ سَمَّعَ الناسَ بعملِهِ سَمَّعَ اللَّه بهِ أسامِعَ خلقِهِ وحقَّرَهُ وصغَّرَهُ" (¬3). 4103 - عن أنس أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ كانتْ نِيَّتُهُ طلبَ الآخرةِ جعلَ اللَّه غِناهُ في قلبهِ وجمعَ لهُ شملَهُ وأتَتْهُ الدُّنْيا وهي راغِمةٌ، ومَنْ كانتْ نيَّتُهُ طلبَ الدُّنْيا جعلَ اللَّه الفقرَ بينَ عَيْنَيْهِ وشَتَّتَ عليهِ أمرَهُ، ولا يأتيهِ منها إلَّا ما كُتِبَ لهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة وعند أحمد وابن حبان، وفي سنن الترمذي وابن ماجه: (أبو سعد)، ذكره ابن حجر في الإِصابة 4/ 86، الترجمة (518)، وقال: (أبو سعد بن فضالة الأنصاري، ويقال ابن أبي فضالة ويقال أبو سعيد بن فضالة بن أبي فضالة وفي ابن ماجه بالوجهين وفي الترمذي بزيادة الياء). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 466 و 4/ 215، والترمذي في السنن 5/ 314، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الكهف (19)، الحديث (3154) وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1406، كتاب الزهد (37)، باب الرياء والسمعة (21)، الحديث (4203)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 618، كتاب الزهد (40)، باب ما جاء في الرياء (19)، الحديث (2499) و (2500). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 162، 195، 212، 223 - 224، وعزاه للطبراني في المعجم الكبير والأوسط، الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 222، كتاب الزهد، باب ما جاء في الرياء. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 123 - 124، ضمن ترجمة خيثمة بن عبد الرحمن (253)، وفي 5/ 99، ضمن ترجمة عمرو بن مرة (298). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 642، كتاب صفة القيامة (38)، باب (30)، الحديث (2465).

4104 - عن أبي هريرة قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّه بَيْنا أنا في بَيتي في مُصلَّايَ إذْ دخلَ عليَّ رجلٌ فأعجَبَني الحالُ التي رآني عليها، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: رَحِمَكَ اللَّه يا أبا هريرةَ لكَ أجرانِ أجرُ السرِّ وأجرُ العلانِيَةِ" (¬1) (غريب). 4105 - عن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يَخرُجُ في آخرِ الزمانِ رجالٌ يَختِلونَ الدُّنْيا بالدينِ يَلْبَسونَ للناسِ جُلودَ الضأْنِ مِنَ اللِّينِ، ألسنتُهُم أحلَى مِنَ السُّكَّرِ وقُلوبُهُمْ قُلوبُ الذِّئابِ، يقولُ اللَّه: أبي يَغترُّونَ أمْ عليَّ يَجْترِئُونَ، فبي حلفتُ لأبعثنَّ على أُولئِكَ منهُمْ فِتنةً تَدعُ الحليمَ فيهِمْ حَيْرانَ" (¬2). 4106 - عن ابن عمر عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ قال: لقدْ خَلقْتُ خلْقًا ألسنتُهُمْ أحلَى مِنَ السُّكَرِ وقُلوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، فبي حَلفتُ لَأُتيحَنَّهُمْ فِتنةً تَدعُ الحليمَ فيهِمْ حيرانَ، أفبي يغترُّونَ أمْ عليَّ يَجترِئُونَ" (¬3) (غريب). 4107 - عن أبي هريرة قال، قال النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ ¬

_ (¬1) أخرجه البغوي بهذا اللفظ بإسناده في شرح السنة 14/ 328، كتاب الرقاق، باب من عمل للَّه فحمد عليه، الحديث (4141)، وأخرجه بمعناه: الترمذي في السنن 4/ 594، كتاب الزهد (37)، باب عمل السر (49)، الحديث (2384) وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1412، كتاب الزهد (37)، باب الثناء الحسن (25)، الحديث (4226)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 623، كتاب الزهد (40)، باب فيمن يسر بالعمل (27)، الحديث (2516). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 604، كتاب الزهد (37)، باب (59)، الحديث (2404)، وقوله: "يختلون" أي يطلبون. (¬3) أخرجه الترمذي في المصدر نفسه، الحديث (2405)، وقال: (حسن غريب).

7 - باب البكاء والخوف

لكُلِّ شيءٍ شِرَّةً، ولكُل شِرَّةٍ فَتْرَةً، فإنْ صاحبُها سدَّدَ وقاربَ فارجُوهُ، وإنْ أُشيرَ إليهِ بالأصابِع فلا تعُدُّوهُ" (¬1). 4108 - وعن أنس عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشرِّ أنْ يُشارَ إليهِ بالأصابعِ في دينٍ أو دُنْيا إلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّه" (¬2). 7 - باب البكاء والخوف مِنَ الصِّحَاحِ: 4109 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال أبو القاسم صلى اللَّه عليه وسلم: "والذي نفْسي بيدِه لوْ تعلمونَ ما أعلمْ لبكَيْتمْ كثيرًا ولضحِكْتُمْ قليلًا" (¬3). 4110 - وقال: "واللَّه لا أدري وأنا رسولُ اللَّه ما يُفعلُ بي ولا بكُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 635، كتاب صفة القيامة (38)، باب (21)، الحديث (2453) وقال: (حسن صحيح غريب). (¬2) أخرجه الترمذي تعليقًا عقب الحديث الذي قبله (2453)، وعزاه للبيهقي في "شعب الإيمان" الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1464، الحديث (13/ 5326). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 319، كتاب الرقاق (81)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو تعلمون ما أعلم. . . " (27)، الحديث (6485)، وفي 11/ 524، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب كيف كانت يمين النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (6637). (¬4) أخرجه البخاري من حديث أم العلاء امرأة من الأنصار بايعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصحيح 3/ 114، كتاب الجنائز (23)، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه (3)، الحديث (1243)، وفي 12/ 410، كتاب التعبير (91)، باب العين الجارية في المنام (27)، الحديث (7018).

4111 - وقال: "عُرِضَتْ عليَّ النّارُ فرأيتُ فيها امرأةً منْ بَني إسرائيلَ تُعذَّبُ في هِرَّةٍ لها رَبطتْها فلم تُطْعِمْها ولم تَدعْها تأكُلُ مِنْ خَشاشِ الأرضِ حتَّى ماتتْ جُوعًا، ورأيت عَمْرو بنَ عامِرٍ الخزاعيّ يجُرُّ قصْبَهُ في النَّارِ وكانَ أوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السوائِبَ" (¬1). 4112 - عن زَيْنَب بنت جَحْش "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دخلَ عليها يومًا فَزِعًا يقول: لا إله إلَّا اللَّه (¬2) ويْلٌ للعربِ مِنْ شرٍّ قدِ اقتربَ، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه إلى قوله "يجرُّ قُصبه في النار" في الصحيح 2/ 622، كتاب الكسوف (10)، باب ما عرض على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (3)، الحديث (9/ 904). وقد أخرج الشيخان هذا الحديث مجزّأ أيضًا، فقد أخرج البخاري ومسلم قصة الهرة من رواية عبد اللَّه بن عمر وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما: • حديث ابن عمر: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 356، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه. . . (16)، الحديث (3318)، ومسلم في الصحيح 4/ 1760، كتاب السلام (39)، باب تحريم قتل الهرة (40)، الحديث (151/ 2242)، وفي 4/ 2022، كتاب البر والصلة (45)، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها (37)، الحديث (133/ 2242). • حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (3318)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (152/ 2243) و (135/ 2619). وقصّة عمرو بن عامر متفق عليها من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجها البخاري في الصحيح 6/ 547، كتاب المناقب (61)، باب قصة خُزاعة (9)، الحديث (3521): ومسلم في الصحيح 4/ 2192، كتاب الجنة (51)، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (13)، الحديث (51/ 2856). خشاش الأرض: هي هوامها وحشراتها وقيل صغار الطير. وقُصبه: أي أمعاءه (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 207 - 208)، وقوله: "سيب السوائب" أي وضع تحريم السوائب جمع سائبة وهي ناقة يسيبها الرجل عند برئه من المرض أو قدومه من السفر فيقول: ناقتي سائبة، فلا تمنع من المرعى ولا تردّ عن حوض ولا عن علف ولا يحمل عليها ولا يركب عليها ولا تحلب، وكان ذلك تقربًا منهم إلى أصنامهم. (¬2) تكررت عبارة "لا إله إلَّا اللَّه" مرتين في المطبوعة. وفي رواية الترمذي: ". . . يقول: لا إله إلّا اللَّه، يردّدها ثلاث مرات. . ." السنن 4/ 480، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في خروج يأجوج ومأجوج (23)، الحديث (2187)، وفي صحيحي البخاري ومسلم جاء ذكرها مرة واحدة، وهو ما أثبتناه كما في المخطوطة.

فُتِحَ اليومَ منْ رَدْمِ يأجوجَ ومأجوجَ مِثْلُ هذهِ، وحَلَّقَ بإصبعَيْهِ الإِبهامِ والتي تَلِيها، قالتْ زَيْنبُ: فقلتُ: يا رسولَ اللَّه أفنهلِكُ وفِينا الصالِحونَ؟ قال: نعمْ إذا كثُرَ الخَبَثُ" (¬1). 4113 - وقال: "لَيَكونَنَّ في أُمّتي أقوامٌ يَستحِلُّونَ الحِرَ (¬2) والحريرَ والخمرَ والمعازِفَ، ولَينزِلَنَّ أقوامٌ إلى جَنبِ عَلَمٍ يَروحُ عليهمْ سارحةٌ لهُمْ، يأتيهمْ رجلٌ لحاجةٍ فيقولونَ: ارجِعْ إلينا غدًا فيُبيِّتُهمْ اللَّه ويَضعَ العَلَمَ ويَمسخُ آخرينَ قِردَةَ وخنازيرَ إلى يومِ القِيامةِ" (¬3). 4114 - وقال: "إذا أنزلَ اللَّه بقومٍ عذابًا أصابَ العذابُ مَنْ كانَ فيهِمْ ثمَّ بُعِثوا على أعمالِهِمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 381، كتاب الأنبياء (60)، باب قصة يأجوج ومأجوج (7)، الحديث (3346)، وفي 13/ 106، كتاب الفتن (92)، باب يأجوج ومأجوج (28)، الحديث (7135)، ومسلم في الصحيح 4/ 2208، كتاب الفتن (52)، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج (1)، الحديث (2/ 2880). (¬2) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 10/ 55: (الحِر ضبطه ابن ناصر بالحاء المهملة المكسورة والراء الخفيفة وهو الفرج، وكذا هو في معظم الروايات من صحيح البخاري وقال ابن العربي: هو بالمعجمتين تصحيف وإنما رويناه بالمهملتين وهو الفرج، والمعنى يستحلون الفرج). (¬3) أخرجه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم من حديث أبي عامر، أو أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنهما، في الصحيح 10/ 51، كتاب الأشربة (74)، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسمّيه بغير اسمه (6)، الحديث (5590)، وقد أخرجه موصولًا: أبو داود في السنن 4/ 319، كتاب اللباس (26)، باب ما جاء في الخز (9)، الحديث (4039)، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 221، كتاب الشهادات، باب ما جاء في ذم الملاهي من المعارف والمزامير ونحوها. والعَلم: هو الجبل العالي وقيل رأس الجبل، والسارحة: الماشية التي تسرح بالغداة إلى رعيها وتروح أي ترجع بالعشي إلى مألفها (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 55). (¬4) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 60، كتاب الفتن (92)، باب إذا أنزل اللَّه بقوم عذابًا (19)، الحديث (7108)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 2206، كتاب الجنة (51)، باب الأمر بحسن الظن باللَّه تعالى عند الموت (19)، الحديث (84/ 2879).

4115 - وقال: "يُبعَثُ كُلُّ عبدٍ على ما ماتَ عليهِ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 4116 - عن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما رأيتُ مِثْلَ النَّارِ نامَ هارِبُها، ولا مِثْلَ الجنَّةِ نامَ طالِبُها" (¬2). 4117 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يَلِجُ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشيةِ اللَّه حتَّى يَعودَ اللَّبَنُ في الضَّرْعِ" (¬3). 4118 - عن أبي ذَرّ أنّه قال، قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إنِّي أرَى ما لا تَرَوْنَ وأسمعُ ما لا تَسمعونَ، أطَّتِ السماءُ وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، والذي نفسي بيدِه ما فيها مَوْضعُ أربعِ أصابعَ إلَّا ومَلك واضِعٌ جَبْهتَهُ ساجِدًا للَّه، واللَّه لو تَعلمونَ ما أعلمُ لضحِكتُمْ قليلًا ولَبكَيْتُمْ كثيرًا وما تلذَّذْتُمْ بالنِّساءِ على الفُرُشاتِ ولَخرجتُمْ إلى الصُّعُداتِ تَجْأرونَ إلى اللَّه. قالَ أبو ذَرٍّ: يا لَيْتني كنتُ شَجَرةً تُعْضَدُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2206، كتاب الجنة (51)، باب الأمر بحسن الظن باللَّه تعالى عند الموت (19)، الحديث (83/ 2878). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 715، كتاب صفة جهنم (40)، باب (10)، الحديث (2601). (¬3) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 2/ 505، والترمذي في السنن 4/ 171، كتاب فضائل الجهاد (23)، باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل اللَّه (8)، الحديث (1633)، وفي 4/ 555، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في فضل البكاء من خشية اللَّه (8)، الحديث (2311)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 6/ 12، كتاب الجهاد (25)، باب فضل من عمل في سبيل اللَّه على قدمه (8)، والحاكم في المستدرك 4/ 260، كتاب التوبة والإنابة، باب لا يلج النار أحد بكى من خشية اللَّه، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 173، والترمذي في السنن 4/ 556، كتاب الزهد (37)، باب في قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا" (9)، الحديث (2312)، وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1402، كتاب الزهد (37)، باب الحزن والبكاء (19)، =

4119 - عن أبي هريرة أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ خافَ أدْلَجَ ومَنْ أدْلَجَ بَلَغَ المنزِلَ، ألا إنَّ سِلعةَ اللَّه غاليةٌ ألا إنَّ سِلعةَ اللَّه الجنَّةُ" (¬1). 4120 - عن أنس أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يقولُ اللَّه جلَّ ذِكرهُ أخرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ ذَكرني يومًا أو خافَني في مَقامٍ" (¬2). 4121 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "سألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ هذهِ الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} (¬3) أهُمُ الذينَ يَشربونَ الخمرَ ويَسرِقونَ؟ قال: لا يا ابنةَ الصِّدِّيقِ، ولكنّهُم الذينَ يَصومونَ ويُصلُّونَ ويَتصدَّقونَ وهُمْ يَخافونَ أنْ لا يُقبلَ منهُمْ، أولئِكَ الذينَ يُسارِعونَ في الخَيْراتِ" (¬4). ¬

_ = الحديث (4190)، والحاكم في المستدرك 2/ 510 كتاب التفسير، تفسير سورة {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، وفي 4/ 544، كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر نفخ الصور، وقال: (صحيح الإسناد)، وفي 4/ 579، كتاب الأهوال، باب بشارة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للمسلمين، وقال: (صحيح الإِسناد على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، والأطيط صرت الأقتاب، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، وقوله: "أطّت السماء" أي أن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتَّى أطّت، وهذا مثل وإيذان لكثرة الملائكة وإن لم يكن ثَمَّ أطيط، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة اللَّه نعالى. والصُّعُدات هي الطرق. والجؤار: رفع الصوت والاستغاثة، جأر يجأر (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 54، 232، و 3/ 232). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 633، كتاب صفة القيامة (38)، باب (18)، الحديث (2450)، وقال: (حسن غريب)، والحاكم في المستدرك 4/ 307 - 308، كتاب الرقاق، باب قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلب، وقال: (صحيح الإسناد)، وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 712، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء أن للنار نفسين. . . (9)، الحديث (2594)، وقال: (حسن غريب)، والحاكم في المستدرك 1/ 70، كتاب الإيمان، باب يقول اللَّه تعالى أخرجوا من النار. . . (¬3) سورة المؤمنون (23)، الآية (60). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 159، 205، والترمذي في السنن 5/ 327، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة "المؤمنون" (24)، الحديث (3175)، وابن ماجه في السنن 2/ 1404، كتاب الزهد (37)، باب التوقي على العمل (20)، الحديث (4198).

4122 - عن أُبيّ بن كَعْب أنّه قال: "كان النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا ذهبَ ثُلُثا الليلِ قامَ فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ اذْكُروا اللَّه اذكُروا اللَّه، جاءتِ الراجِفَةُ تتبَعُها الرادِفةُ، جاءَ الموتُ بما فيه، جاءَ الموتُ بما فيهِ" (¬1). 4123 - عن أبي سعيد قال: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لصلاةٍ فرأَى الناسَ كأنَّهُمْ يَكْتَشِرونَ فقال: أما إنَّكُمْ لوْ أكثرتُمْ ذِكرَ هادِمِ اللَّذَّاتِ لَشغلَكُمْ عمَّا أرَى: الموتُ، فأكْثِروا ذِكْرَ هادِمِ اللَّذَّاتِ الموتِ، فإنّهُ لمْ يأْتِ على القبرِ يومٌ إلَّا تكلَّمَ فيقولُ: أنا بيتُ الغُربةِ وأنا بيتُ الوِحْدةِ وأنا بيتُ التُّرابِ وأنا بيتُ الدُّودِ، وإذا دُفِنَ العبدُ المؤمنُ قالَ لهُ القبرُ: مَرحبًا وأهلًا أما إنْ كنتَ لَأحبُ مَنْ يَمْشِي على ظَهري إليَّ، فإذْ وُلِّيتُكَ اليومَ وصِرْتَ (¬2) إليَّ فسترَى صَنيعي بِكَ، قال: فيتَّسعُ لهُ مدَّ بصرِه ويُفتحُ لهُ بابٌ إلى الجنَّةِ، وإذا دُفِنَ العبدُ الفاجِرُ أو الكافِرُ قالَ لهُ القبرُ: لا مَرحبًا ولا أهلًا أما إنْ كنتَ لَأبغضُ مَنْ يَمشي على ظَهري إليَّ، فإذْ وُلِّيتُكَ اليومَ وصِرْت إليَّ فسترَى صَنيعي بِكَ، قال: فيَلتئِمُ عليهِ حتَّى تختلفَ أضلاعُهُ. قال: وقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بأصابعِهِ، فأدخَلَ بعضَها في جوفِ بعضٍ، قال: ويُقيِّضُ لهُ سَبعونَ تِنِّينًا لوْ أنَّ واحِدًا منها نفخَ في الأرضِ ما أنبتَتْ شيئًا ما بَقيتِ الدُّنْيا، فيَنْهشْنَهُ ويَخْدِشْنَهُ حتَّى يُفْضَى بهِ إلى الحسابِ. قال، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 136، والترمذي في السنن 4/ 636 - 637، كتاب صفة القيامة (38)، باب (23)، الحديث (2457)، وقال: (حسن صحيح)، والحاكم في المستدرك 2/ 421، كتاب التفسير، تفسير سورة الأحزاب، وفي 2/ 513، تفسير سورة النازعات، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) وردت في المطبوعة: (صيرت)، والتصويب من المخطوطة، وسنن الترمذي.

8 - باب تغير الناس

وقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّما القبرُ رَوْضةٌ منْ رِياضِ الجنَّةِ أوْ حُفرةٌ منْ حُفَرِ النَّارِ" (¬1). 4124 - عن أبي جُحَيْفة قال: "قالوا: يا رسولَ اللَّه قدْ شِبْتَ، قال: شَيِّبَتْني هُودٌ وأخواتُها" (¬2)، وفي رواية: "شَيِّبَتْني هُودٌ، والواقِعةُ، والمُرْسَلاتِ (¬3)، وعَمَّ يَتساءَلُون، وإذا الشَّمْسُ كُوِّرَت" (¬4) واللَّه المستعان. 8 - باب تغير الناس مِنَ الصِّحَاحِ: 4125 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّما النَّاسُ كالإِبِل المائةِ لا تكادُ تجِدُ فيها راحِلةً" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 639، كتاب صفة القيامة (38)، باب (26)، الحديث (2460)، وقال: (حسن غريب)، قوله: "يكتشرون" أي يضحكون، من الكشر وهو ظهور الأسنان للضحك ولعل التاء للمبالغة، وقوله: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأصابعه" أي أشار بها. (¬2) أخرجه الترمذي في الشمائل المحمدية ص 25، باب ما جاء في شيب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (5)، الحديث (41)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده 2/ 184، الحديث (2/ 880)، والطبراني في المعجم الكبير 22/ 123، الحديث (318). (¬3) في المطبوعة: (والمرسلات عرفًا) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬4) يُروى من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه قال: "قال أبو بكر رضي اللَّه عنه: يا رسول اللَّه قد شبت. . ." أخرجه الترمذي في السنن 5/ 402، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الواقعة (57)، الحديث (3297)، وقال: (حسن غريب)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 343، كتاب التفسير، تفسير سورة هود، وفي 2/ 476، تفسير سورة الواقعة، وقال: (صحيح على شرط البخاري)، وأقره الذهبي. وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده 1/ 102، في مسند أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، الحديث (107)، عن عكرمة قال، قال أبو بكر: "سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما شيَّبك؟ قال: شيّبتني هود. . ." ولم يذكر فيه عن ابن عباس. (¬5) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 333، كتاب الرقاق (81)، باب رفع الأمانة (35)، الحديث (6498) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 1973، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الناس كإبل مائة. . ." (60)، الحديث (232/ 2547).

4126 - وقال: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبلَكُمْ شِبْرًا بشِبرٍ وذِراعًا بذِراعٍ حتَّى لوْ دَخَلوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعتُموهم. قيلَ: يا رسولَ اللَّه اليهودَ والنصارَى؟ قال: فمَنْ؟ " (¬1). 4127 - وقال: "يَذهبِ الصالِحونَ الأوّلُ فالأوّلُ وتبقَى حُفالَةٌ كحُفالَةِ الشعيرِ أو التمرِ لا يُباليهِمُ اللَّه بالةً" (¬2). مِنَ الحِسَان: 4128 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا مشَتْ أُمَّتي المُطَيْطِياءَ وخدَمَتْهُم أبناءُ الملوكِ أبناءُ فارِسَ والرُّومِ سَلَّطَ اللَّه شِرارَها على خِيارِها" (¬3) (غريب). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 495، كتاب الأنبياء (60)، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (50)، الحديث (3456)، وفي 13/ 300، كتاب الاعتصام (96)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "لتتبعن سنن من كان قبلكم" (14)، الحديث (7320)، ومسلم في الصحيح 4/ 2054، كتاب العلم (47)، باب اتباع سنن اليهود والنصارى (3)، الحديث (6/ 2669)، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 13/ 301: (قوله: "لتتبعن سنن" بفتح السين للأكثر، وقال ابن التين قرأناه بضمها، وقال المهلب بالفتح أولى لأنه الذي يستعمل فيه الذراع والشبر وهو الطريق، قلت: وليس اللفظ الأخير ببعيد من ذلك). (¬2) أخرجه البخاري من حديث مِرْداس الأسلمي وكان من أصحاب الشجرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 7/ 444، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الحديبية (35)، الحديث (4156)، وفي 11/ 251، كتاب الرقاق (81)، باب ذهاب الصالحين (9)، الحديث (6434)، قال البخاري: (يقال: حُفالة وحُثالة). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 526 - 527، كتاب الفتن (34)، باب (74)، الحديث (2261)، وقال: (هذا حديث غريب)، والمُطَيْطاء هي بالمد والقصر: مشية فيها تبختر ومد اليدين، يقال مَطَوْتُ ومطَطْتُ بمعنى مددت، وهي من المُصغَّرات التي لم يُستعمل لها مكبّر (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 340).

4129 - عن حُذَيْفة أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تقومُ الساعةُ حتَّى تَقتُلوا إمامَكُمْ وتجتَلِدُوا بأسيافِكُمْ ويَرِثَ دُنياكُمْ شرارَكُمْ" (¬1). 4130 - وقال: "لا تقومُ الساعةُ حتَّى يكونَ أسعدَ الناسِ في الدُّنْيا لُكَعُ بنُ لُكَعٍ" (¬2). 4131 - وعن [محمد بن كَعْب حدّثني] (¬3) مَن سمع عليّ بن أبي طالِب أنّه قال: "إنَّا لجُلوسٌ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في المسجدِ فاطَّلعَ علينا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ ما عليهِ إلَّا بُردَةٌ لهُ مَرقوعةٌ بفَرْوٍ، فلمَّا رآهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بكَى للَّذِي كانَ فيهِ مِنَ النِّعْمَةِ والذي هُوَ فيهِ اليومَ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: كيفَ بكُمْ إذا غَدا أحدُكُمْ في حُلَّةٍ وراحَ في حُلَّةٍ ووُضِعَتْ بينَ يدَيْهِ صَحْفَةٌ ورُفِعتْ أُخرَى وسَترتُمْ بُيوتَكمْ كما تُستَرُ الكعبةُ؟ فقالوا: يا رسولَ اللَّه نحنُ يومئذٍ خيرٌ مِنّا اليومَ نتفرَّغُ للعِبادَةِ ونُكفَى المُؤنةَ. قال: لا بلْ أنتُمُ اليومَ خيرٌ منكُمْ يومئِذٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 389، والترمذي فى السنن 4/ 468، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (9)، الحديث (2170)، وقال: (هذا حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 1342، كتاب الفتن (36)، باب أشراط الساعة (25)، الحديث (4043)، واللفظ له، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 391، جماع أبواب إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالكوائن بعده، باب ما جاء في إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالبلوى التي أصابت عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه. (¬2) أخرجه من حديث حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 389، والترمذي في السنن 4/ 493 - 494، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في أشراط الساعة (37)، الحديث (2209)، وقال: (حسن غريب)، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 392، جماع أبواب إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالكوائن بعده، باب ما جاء في إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالبلوى التي أصابت عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه. (¬3) ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو موافق للفظ الترمذي. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 647، كتاب صفة القيامة (38)، باب (35)، الحديث (2476)، وقال: (هذا حديث حسن)، والصَّحْفَة: أي قصعة من طعام.

4132 - عن أنس قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؛ "يأْتي على الناسِ زَمانٌ الصابِرُ فيهِمْ على دينِهِ كالقابِضِ على الجَمْرِ" (¬1) (غريب). 4133 - عن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا كانَ أُمراؤُكُمْ خِيارَكُمْ وأغنياؤُكُمْ أسخياءَكُمْ (¬2) وأُمورُكُمْ شُورَى بينكُمْ فظَهْرُ الأرضِ خيرٌ لكُمْ مِنْ بَطْنِها، وإذا كانَ أُمراؤُكُمْ شِرارَكُمْ وأغنياؤُكُمْ بُخلاءَكُمْ وأُمورُكُمْ إلى نِسائِكُمْ فبَطْنُ الأرضِ خيرٌ لكُمْ مِنْ ظَهرِها" (¬3) [غريب] (¬4). 4134 - عن ثوبان قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُوشِكُ الأممُ أنْ تتداعَى عليكُمْ كما تتداعَى الأكلةُ (¬5) إلى قَصعتِها. فقالَ قائلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ بِنا نحنُ يومئِذٍ؟ قال: بل أنتُمْ يومئِذٍ كثيرٌ ولكنكُمْ غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، ولَيَنْزِعَنَّ اللَّه مِنْ صُدورِ عدُوِّكُم المهابةَ منكُمْ، ولَيَقذِفَنَّ في قُلوبِكُم الوَهْنُ. قالَ قائلٌ: يا رسولَ اللَّه وما الوَهْنُ؟ قال: حبُّ الدُّنْيا وكراهِيَةُ الموتِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 526، كتاب الفتن (34)، باب (73)، الحديث (2260)، وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه). (¬2) كذا في المخطوطة والمطبوعة، وفي سنن الترمذي: "سُمحاءكم". (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 529، كتاب الفتن (34)، باب (78)، الحديث (2266)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إِلا من حديث صالح المري). (¬4) ساقطة من مخطوطة برلين. (¬5) قال القاري في المرقاة 5/ 124: (الأكلة بالمد وهي الرواية على نعت الفئة والجماعة أو نحو ذلك، كذا روي لنا عن كتاب أبي داود، ولو روي الأكلة بفتحتين على أنه جمع آكل اسم فاعل لكان له وجه وجيه، والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضًا). (¬6) أخرجه أحمد في المسند 5/ 278، وأبو داود في السنن 4/ 483 - 484، كتاب الملاحم (31)، باب في تداعي الأمم على الإسلام (5)، الحديث (4297)، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 534، جماع أبواب إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالكوائن بعده، باب إخباره بتداعي الأمم على من شاء اللَّه من أمته إذا ضعفت نيتهم.

9 - باب

9 - باب مِنَ الصِّحَاحِ: 4135 - عن عِياض بن حمار المُجاشِعيّ رضي اللَّه عنه أنّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال ذاتَ يوم في خُطبتِهِ: "ألا إنَّ ربِّي أمرَني أنْ أُعلِّمَكُمْ ما جَهلتُمْ ممّا علَّمني يومي هذا (¬1) كُلُّ مالٍ نَحلْتُهُ عبدًا حلالٌ، وإنِّي خلقتُ عِبادِي حُنفاءَ كُلَّهمْ وإنَّهُمْ أتتْهُمُ الشياطينُ فاجتالتْهُمْ عنْ دِينِهِمْ وحرَّمَتْ عليهمْ ما أحلَلْتُ لهمْ وأَمَرَتْهُمْ أنْ يُشرِكوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ بهِ سُلطانًا، وإنَّ اللَّه نظرَ إلى أهلِ الأرضِ فمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعجَمَهُمْ إلَّا بَقايا منْ أهلِ الكتابِ، وقال: إنَّما بَعثتُكَ لأبتَلِيَكَ وأبتَليَ بِكَ، وأنزلتُ عليكَ كتابًا لا يغسِلُهُ الماءُ تَقرَؤهُ نائمًا ويَقْظانَ، وإنَّ اللَّه أمَرَني أنْ أُحرِّقَ قُرَيْشًا، فقلتُ: ربِّ إذًا يَثْلِغوا رأْسي فيَدَعوهُ خُبْزةً، قال: استخْرِجْهُمْ كما أخرجوكَ واغْزُهُمْ نُغْزِكَ وأنْفِقْ فسنُنْفِقَ عليكَ وابعَثْ جيشًا نَبعَثْ (¬2) خمْسةً مِثلَهُ وقاتِلْ بمَنْ أطاعَكَ مَنْ عَصاكَ" (¬3). 4136 - عن ابن عباس قال: "لمَّا نَزلتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (¬4) صَعِدَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم الصَّفا فجعلَ يُنادي ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (قال اللَّه تعالى) وليس في مخطوطة برلين ولا عند مسلم ولا عند الإمام أحمد في المسند 4/ 162. (¬2) في المطبوعة زيادة (لك) وليست في المخطوطة ولا في لفظ مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2197، كتاب الجنة (51)، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار (16)، الحديث (63/ 2865)، قوله: "نحلته" أي أعطيته، و"حنفاء" أي مسلمين وقيل طاهرين من المعاصي وقيل مستقيمين منيبين لقبول الهِداية، و"اجتالتهم عن دينهم" أي استخفوهم فذهبوا بهم وأزالوهم عما كانوا عليه وجالوا معهم في الباطل، و"يثلغوا رأسي" أي يشدخوه ويشجّوه كما يشدخ الخبز أي يكسر (النووي، شرح صحيح مسلم 17/ 197). (¬4) سورة الشعراء (26)، الآية (214).

يا بَني فِهْرٍ يا بَني عَدِيٍّ لبُطونِ قُرَيْشٍ، حتَّى اجتمعُوا فقال: أرأَيْتَكُمْ لوْ أخبرتُكُمْ أنَّ خيلًا بالوادِي تريدُ أنْ تُغيرَ عليكُمْ أكنتُمْ مُصَدِّقيَّ؟ قالوا: نعمْ ما جرَّبْنا عليكَ إلَّا صِدقًا، قال: فإنِّي نَذيرٌ لكُمْ بينَ يَدَيْ عَذابٍ شديدٍ. فقالَ أبو لَهَب: تبًّا لكَ سائِرَ اليومِ، ألهذا جَمَعْتَنا؟ فنزلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (¬1). ويُروى: "نادَى: يا بَني عبدِ مَنافٍ إنَّما مَثَلي ومثَلُكُمْ كمثَلِ رجلٍ رأَى العدُوَّ فانطلقَ يَرْبأُ أهلَهُ فخَشيَ أنْ يَسنّوهُ فجعلَ يَهتِفُ يا صَباحاهْ" (¬2). 4137 - عن أبي هريرة قال: "لمَّا نَزلتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (¬3) دَعا النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم قُرَيْشًا، فاجتَمَعُوا، فعَمَّ وخَصَّ، فقال: يا بَني كَعْب بنِ لُؤيٍّ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَني مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَني عبدِ شَمْسٍ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَني عبدِ مَنافٍ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَني هاشِم أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بِني عبدِ المُطَّلِبِ أَنْقِذوا أنفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا فاطِمَةُ أَنْقِذي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فإنِّي لا أملِكُ لكُمْ مِنَ اللَّه شيئًا غيرَ أنَّ لكُمْ رَحِمًا سأبُلُّها بِبِلالِها" (¬4)، وفي رواية: "يا مَعشرَ قُرَيْش اشتَرُوا أنفُسَكُمْ، لا أُغني عنكُمْ مِنَ اللَّه شيئًا، يا بَني عبدِ مَنافٍ لا أُغني عنكُمْ مِنَ اللَّه شيئًا، يا عبّاسُ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ لا أُغني ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 501، كتاب التفسير (65)، سورة الشعراء (26)، باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (2)، الحديث (4770)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 1/ 193 - 194، كتاب الإيمان (1)، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (89)، الحديث (355/ 208). (¬2) أخرجه مسلم من حديث قَبيصة بن المُخارق وزهير بن عمرو رضي اللَّه عنهما في المصدر نفسه، الحديث (353/ 207)، ويربأ: أي يحفظ من العدو. (¬3) سورة الشعراء (26)، الآية (214). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 192، كتاب الإيمان (1)، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (89)، الحديث (348/ 204)، والبِلَال جمع بلل، ويطلقون النداوة على الصِّلة كما يطلقون اليُبس على القطيعة (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 153).

عنكَ مِنَ اللَّه شيئًا، ويا صَفِيَّةُ عمَّةَ رسولِ اللَّه لا أُغني عنكِ مِنَ اللَّه شيئًا، ويا فاطِمَةُ بنتَ محمَّدٍ سَلِيني ما شِئْتِ مِنْ مالي لا أُغني عنكِ مِنَ اللَّه شيئًا" (¬1). مِنَ الحِسَان: 4138 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أُمَّتي هذهِ أُمَّةٌ مَرحومَةٌ ليسَ عليها عذابٌ في الآخرةِ، عذابُها في الدُّنيا: الفِتَنُ والزَّلازِلُ والقَتْلُ" (¬2). 4139 - عن أبي عبيدة ومعاذ بن جبلٍ عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ هذا الأمرَ بدأَ نُبوَّةً ورحمةً، ثمَّ يكونُ خِلافةً ورَحمةً، ثمَّ مُلكًا عَضُوضًا، ثمَّ كائِنٌ جَبْرِيَّةً وعُتوًّا وفَسادًا في الأرضِ، يَستَحِلُّونَ الحريرَ والفروجَ والخمورَ، يُرزَقونَ على ذلكَ ويُنْصَرونَ حتَّى يَلْقَوا اللَّه" (¬3) [غريب] (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 382، كتاب الوصايا (55)، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب (11)، الحديث (2753)، واللفظ له، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (351/ 206). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 410، 418، وأبو داود في السنن 4/ 468، كتاب الفتن (29)، باب ما يرجى في القتل (7)، الحديث (4278)، والطبراني في المعجم الصغير 1/ 10، في معجم أحمد بن مسعود المقدسي الخياط، والحاكم في المستدرك 4/ 444، كتاب الفتن والملاحم، باب لا تزال الأمة على شريعة. . . وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه من حديث أبي عبيدة بن الحراج رضي اللَّه عنه، الدارمي في السنن 2/ 114، كتاب الأشربة، باب ما قيل في المسكر. والبزار في "مسنده" أورده الهيثمي في كشف الأستار 2/ 232، كتاب الإمارة، باب بدأة هذا الأمر وما يصير إليه، الحديث (1589)، ومن حديث أبي عبيدة ومعاذ بن جبل رضي اللَّه عنهما، أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده 2/ 177، في مسند أبي عبيدة بن الجراح رضي اللَّه عنه، الحديث (4/ 873)، والطبراني في المعجم الكبير 20/ 53، في مسند معاذ رضي اللَّه عنه، الحديث (91) و (92)، وعزاه للبيهقي في "شعب الإيمان" الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1478، الحديث (5375/ 5). (¬4) ساقطة من مخطوطة برلين.

4140 - عن عائشة قالت، سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ أوّلَ ما يُكْفأُ -قال الراوي: يعني الإِسلام- كما يُكْفَأُ الإِناءُ، يعني الخمر. قيل: فكيفَ يا رسولَ اللَّه وقدْ بيَّنَ اللَّه فيها ما بيِّن؟ قال: يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها فيَستحِلُّونَها" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 114، كتاب الأشربة، باب ما قيل في المسكر، وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2051، في ترجمة فرات بن سلمان الرقي، ولفظه: "أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له الطلاء".

25 - كتاب الفتن

25 - كِتَابُ الفِتَنِ [1 - باب] مِنَ الصِّحَاحِ: 4141 - عن حُذَيْفة قال: "قامَ فِينا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَقامًا، ما تركَ شيئًا يكونُ في مَقامِهِ ذلكَ إلى قِيامِ الساعةِ إلَّا حدَّثَ بهِ، حفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ ونَسِيَهُ مَنْ نسِيَهُ، قدْ علِمَهُ أصحابي هؤلاءِ، وإنّهُ لَيكونُ منهُ الشيءُ قدْ نسيتُهُ فأراهُ فأذْكُرُه كما يَذكُرُ الرجلُ وجْهَ الرجلِ إذا غابَ عنهُ ثمَّ إذ رآهُ عرَفَهُ" (¬1). 4142 - وعن حُذَيْفة قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "تُعرَضُ الفِتنُ على القُلوبِ كالحَصيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَتْ فيهِ نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنكَرَها نُكِتَتْ فيهِ نُكْتَةٌ بَيضاءُ حتَّى تَصيرَ على قلبَيْنِ: أبيضَ مِثلَ الصَّفا، فلا تضرُّهُ فِتنة ما دامَتِ السماواتُ والأرضُ، والآخرُ أسودُ مُرْبَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعرِفُ مَعروفًا ولا يُنكِرُ مُنكرًا إلّا ما أُشرِبَ منْ هَواهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 494، كتاب القدر (82)، باب وكان أمر اللَّه قدرًا مقدورًا (4)، الحديث (6604)، ومسلم في الصحيح 4/ 2217، كتاب الفتن (52)، باب إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما يكون إلى قيام الساعة (6)، الحديث (123/ 2891). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 128، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (65)، الحديث (231/ 144)، ومُربدًا: من الربدة لون بين السواد والغبرة، ومجخيًّا: أي مائلًا منكوسًا.

4143 - وقال حُذَيْفة: "حدّثنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حديثين رأيت أحدَهما وأنا أنتظر الآخر، حدّثنا أنَّ الأمانةَ نَزلَتْ في جَذْرِ قُلوبِ الرجالِ، ثمَّ عَلِموا مِنَ القُرآنِ، ثمَّ عَلِموا مِنَ السُّنَّةِ. وحدَّثَنا عن رفعِها قال: يَنامُ الرجلُ النوْمَةَ فتُقبضُ الأمانةُ مِنْ قلبهِ فيَظلُّ أثَرُها مِثْلَ أَثَرِ الوَكْتِ، ثمَّ يَنامُ النَّوْمةَ فتُقبضُ، فيَبقَى أثَرُها مِثْلَ أثَرِ المَجْلِ كجَمْرٍ دَحْرجتَهُ على رِجلِكَ فنَفِطَ، فتراهُ مُنتَبِرًا وليسَ فيهِ شيءٌ، ويُصبحُ النَّاسُ يَتبايَعونَ ولا يكادُ أحدٌ يُؤدِّي الأمانةَ فيُقال: إنَّ في بَني فُلانٍ رجلًا أمينًا، ويُقالُ للرجلِ: ما أعقَلَهُ وما أظرَفَهُ وما أجلَدَهُ، وما في قلبِهِ مِثقالُ حبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمانٍ" (¬1). 4144 - وعن حُذَيْفة قال: " [كانَ النَّاسُ يسألونَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنِ الخيرِ وكنتُ أسألُهُ عَنِ الشرِّ مَخافةَ أنْ يُدرِكَني] (¬2)، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه إنَّا كُنّا في جاهليّةٍ وشرٍّ فجاءَنا اللَّه بهذا الخيرِ، فهلْ بعدَ هذا الخيرِ مِنْ شرٍّ؟ قال: نعمْ. قلتُ: وهلْ بعدَ ذلكَ الشر مِنْ خيرٍ؟ قال: نعمْ وفيهِ دَخَنٌ. قلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قال: قومٌ يَستنُّونَ بغيرِ سُنَّتي ويَهدونَ بغيرِ هَدْيي تَعرِفُ منهمْ وتُنكِرُ منهمْ. قلت: فهلْ بعدَ ذلكَ الخيرِ منْ شرٍّ؟ قال: نعمْ دُعاةٌ على أبوابِ جهنَّمَ مَنْ أجابَهُمْ إليها قَذَفوهُ فيها. قلت: يا رسولَ اللَّه صِفْهُمْ لنا. قال: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنا ويتكلَّمونَ بألسِنَتِنا. قلتُ: فما تأْمُرُني إنْ أدركَني ذلكَ؟ قال: تَلزَمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامَهُمْ. قلتُ: فإنْ لمْ يكُنْ لهُمْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 333، كتاب الرقاق (81)، باب رفع الأمانة (35)، الحديث (6497)، وفي 13/ 38، كتاب الفتن (92)، باب إذا بقي في حثالة من الناس (13)، الحديث (7086)، ومسلم في الصحيح 1/ 126، كتاب الإيمان (1)، باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب (64)، الحديث (230/ 143)، والوَكْت: الأثر اليسير كالنقطة في الشيء. والمجل: أثر العمل في اليد، ونفط أي صار منتفطًا وهو المنتبر، يقال انتبر الجرح وانتفط إذا ورم وامتلأ ماء (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 11/ 333 - 334 و 13/ 39). (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وأثبتناه من المطبوعة وهو عند البخاري ومسلم. ووقع في المطبوعة بعده: "وعن حذيفة قال" مما يوهم الابتداء بحديث آخر.

جماعةٌ ولا إمامٌ؟ قال: فاعتَزِلْ تلكَ الفِرَقِ كلَّها ولوْ أنْ تَعَضَّ بأصْلِ شَجَرةٍ حتَّى يُدرِكَكَ الموتُ وأنتَ على ذلكَ" (¬1)، وفي رواية: "تكونُ بعدِي أئمَّةٌ لا يَهتَدونَ بهُدايَ ولا يَستنُّونَ بسُنَّتي، وسيقومُ فيهِمْ رِجالٌ قُلُوبُهُمْ قُلوبُ الشياطينِ في جُثمانِ إنْسٍ. قال حُذَيْفة، قلتُ: كيفَ أصنعُ يا رسولَ اللَّه إنْ أدركْتُ ذلكَ؟ قال: تسمعُ وتُطيعُ الأميرَ وإن ضُرِبَ ظهرُكَ وأُخِذَ مالُكَ" (¬2). 4145 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بادِرُوا بالأعمالِ فِتَنًا كقِطَعِ اللِّيلِ المُظلمِ، يُصبحُ الرجلُ مُؤمُنًا ويُمسي كافِرًا، ويُمسي مُؤمِنًا ويُصبحُ كافِرًا، يبيعُ دِينَهُ بعَرَض مِنَ الدُّنيا" (¬3). 4146 - وقال عليه السلام: "ستكونُ فِتَنٌ القاعدُ فيها خيرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خيرٌ مِنَ الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِنَ الساعي، مَنْ تَشرَّفَ لها تَستَشرِفْهُ، فمنْ وجدَ ملجأً أو مَعاذًا فلْيَعُذْ بهِ" (¬4)، وفي رواية: ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 615، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3606)، وفي 13/ 35، كتاب الفتن (92)، باب كيف الأمر إذا لم يكن جماعة (11)، الحديث (7084)، ومسلم في الصحيح 3/ 1475 - 1476، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين. . . (13)، الحديث (51/ 1847). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (52/ 1847). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 110، كتاب الإيمان (1)، باب الحث على المبادرة بالأعمال (51)، الحديث (186/ 118). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 612، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3601)، وفي 13/ 29 - 30، كتاب الفتن (92)، باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم (9)، الحديث (7081)، و (7082)، ومسلم في الصحيح 4/ 2212، كتاب الفتن (52)، باب نزول الفتن كمواقع القطر (3)، الحديث (10/ 2886)، قوله: "من تشرَّف لها" أي تطلع لها بأن يتصدى ويتعرض لها ولا يعرض عنها، وقوله "تستشرفه" أي تهلكه بأن يشرف منها على الهلاك (الحافظ ابن ججر، فتح الباري 3/ 31).

"النائِمُ فيها خيرٌ مِنَ اليَقْظانِ، واليَقْظانُ [فيها] (¬1) خيرٌ مِنَ القائِمِ" (¬2). وفي رواية: "فإذا وقعَتْ فمَنْ كانَ لهُ إبِلٌ فليلْحَقْ بإبلِهِ، ومَنْ كانَتْ لهُ غنَمٌ فليلْحَقْ بغنَمِهِ، ومَنْ كانَتْ لهُ أرضٌ فليلْحَقْ بأرضِهِ. فقال رجلٌ: يا رسُول اللَّه أرأَيْتَ مَنْ لمْ تكُنْ لهُ إبِلٌ ولا غَنَمٌ ولا أرضٌ؟ قال: يعمِدُ إلى سيفِهِ فيدُقُّه عَلَى حَدِّهِ بحجرٍ، ثمَّ ليَنْجُ إن استطاعَ النَّجاءَ، اللَّهُمَّ هلْ بلَّغْتُ؟ ثلاثًا، فقال رجلٌ: يا رسُولَ اللَّه أرأيتَ إنْ أُكْرِهْتُ حتَّى يُنطَلَقَ بي إلى أحدِ الصَّفَّيْنِ فضرَبَني رجلٌ بسيفِهِ أوْ يَجيءُ سَهمٌ فيقتُلُني؟ فقال: يَبوءُ بإثمِكَ وإثمِهِ ويكونُ مِنْ أصحابِ النَّارِ" (¬3). 4147 - وقال عليه السلام: "يُوشِكُ أنْ يكونَ خَيْرَ مالِ المسلمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبالِ ومَواقِعَ القَطْرِ يَفِرُّ بدينهِ مِنَ الفِتَنِ" (¬4). 4148 - عن أُسامة قال: "أشرَفَ النَّبيُّ عليه السلام على أُطُمٍ مِنْ آطامِ المدينةِ فقال: هل تَروْنَ ما أَرَى؟ قالوا: لا، قال: فإني لَأرَى الفتنَ تقعُ خلالَ بُيوتكُمْ كوَقْعِ المطرِ" (¬5). ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ مسلم. (¬2) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2212، كتاب الفتن (52)، باب نزول الفتن كمواقع القطر (3)، الحديث (12/ 2886). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبى بكرة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (13/ 2887). (¬4) أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 69، كتاب الإيمان (2)، باب من الدين الفرار من الفتن (12)، الحديث (19)، وشَعَف الجبال: أي رؤوس الجبال وأعاليها. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 94، كتاب فضائل المدينة (29)، باب آطام المدينة (8)، الحديث (1878)، وفي 13/ 11، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ويل للعرب من شر قد اقترب" (4)، الحديث (7060)، ومسلم في الصحيح 4/ 2211، كتاب الفتن (52)، باب نزول الفتن كمواقع القطر (3)، الحديث (9/ 2885).

4149 - وقال عليه السلام: "هَلَكَةُ أُمَّتي على يَدَيْ غِلمَةٍ مِنْ قُريشٍ" (¬1) 4150 - وقال عليه السلام: "يتقارَبُ الزمانُ ويُقبَضُ العِلمُ وتظهَرُ الفِتنُ ويُلْقَى الشُّحُّ ويكثُرُ الهَرْجُ. قالوا: وما الهَرْجُ؟ قال: القتلُ" (¬2). 4151 - وقال عليه السلام: "والذي نفسي بيدِه لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يأْتي عَلَى النَّاسِ يومٌ لا يدري القاتِلُ فيمَ قتلَ ولا المَقتولُ فيمَ قُتِلَ. فقيل: كيفَ يكونُ ذلكَ؟ قال: الهَرْجُ، القاتِلُ والمَقتولُ في النَّارِ" (¬3). 4152 - وقال (¬4): "العِبادَةُ في الهَرْجِ كهِجرَةٍ إليَّ" (¬5). 4153 - وقال الزُّبَيْر بن عَديّ: "أتَيْنا أَنَسَ بنَ مالِكٍ فشكَوْنا إليهِ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 612، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3605)، وفي 13/ 9، كتاب الفتن (12)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء (3)، الحديث (7058). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 182 كتاب العلم (3)، باب من أجاب الفُتيا بإشارة اليد والرأس (24)، الحديث (85)، وفي 13/ 13، كتاب الفتن (92)، باب ظهور الفتن (5)، الحديث (7061)، ومسلم في الصحيح 4/ 2057، كتاب العلم (47)، باب رفع العلم وقبضه. . . (5)، الحديث (11/ 157) واللفظ له. (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2231 - 2232، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (18)، الحديث (56/ 2908). (¬4) عبارة المطبوعة: (وقال عمر)، والحديث من رواية مَعْقِل بن يَسار رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما جاء في صحيح مسلم، وفي جامع الأصول 10/ 18، كتاب الفتن، الفصل الأول في الوصية عند وقوع الفتن، الحديث (7471). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2268، كتاب الفتن (52)، باب فضل العبادة في الهرج (26)، الحديث (130/ 2948).

ما نلقَى من الحَجَّاجِ، فقال: اصبِرُوا فإنَّهُ لا يأْتي عليكُمْ زمانٌ إلَّا الذي بعدَهُ أشرُّ منهُ حتَّى تَلْقَوْا ربَّكُمْ. سمعتُهُ مِنْ نبيِّكُمْ عليه السلام" (¬1). مِنَ الحِسَان: 4154 - عن حُذَيْفة رضي اللَّه عنه قال: "واللَّهِ ما أدري أَنَسِيَ أصحابي أوْ تَناسَوْا؟ واللَّهِ ما تركَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ قائِدِ فِتنةٍ إلى أنْ تَنقضيَ الدُّنيا يبلغُ مَنْ معهُ ثلثمائةٍ فصاعِدًا إلّا قدْ سمَّاهُ لنا باسمِهِ واسمَ أبيهِ واسمَ قبيلتِهِ" (¬2). 4155 - قال عليه السلام: "إنَّما أخافُ عَلَى أُمَّتي الأئمَّةَ المضلِّينَ، وإذا وُضِعَ السَّيْفُ في أُمَّتي لم يُرفعْ عنهمْ إلى يومِ القِيامَةِ" (¬3). 4156 - عن سَفينة قال: سمعتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "الخِلافَةُ ثلاثونَ سنةً ثمَّ تكونُ مُلكًا. ثم يقول سفينة: أمْسِكْ، خِلافةَ أبي بكرٍ سَنتين، وخِلافةَ عُمرَ عَشرًا، وخِلافةَ عُثمانَ اثنتَيْ عَشَرةَ، وعليٍّ سِتًّا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 19 - 20، كتاب الفتن (92)، باب لا يأتي زمان إلّا الذي بعده شرّ منه (6)، الحديث (7068). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 443، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4243). (¬3) أخرجه من حديث ثوبان رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 5/ 278، 284، وأبو داود في السنن 4/ 451، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4252)، والترمذي في السنن 4/ 504، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في الأئمة المضلين (51)، الحديث (2229)، وفي 4/ 490، باب (32)، الحديث (2202)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1304، كتاب الفتن (36)، باب ما يكون من الفتن (9)، الحديث (3952)، وأخرجه أحمد من حديث شداد بن أوس رضي اللَّه عنه في المنسد 4/ 123. (¬4) أخرجه أحمد في المنسد 5/ 220، 221، وأبو داود في السنن 5/ 36 - 37، كتاب السنة (34)، باب في الخلفاء (9)، الحديث (4646) و (4647)، والترمذي في السنن 4/ 503، كتاب =

4157 - عن حُذَيْفة قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه أيكونُ بعدَ هذا الخيرِ شرٌّ كما كانَ قبلَهُ شرٌّ؟ قال: نَعَمْ. قلتُ: فما العصمةُ؟ قال: السَّيفُ. قلتُ: وهلْ بعدَ السَّيفِ بقيَّةٌ؟ قال: نَعَمْ تكونُ إمارةٌ على أقذاءَ وهُدْنَةٌ على دَخَنٍ. قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: ثمَّ تنشأُ دعاةُ الضلالِ، فإنْ كانَ للَّه في الأرضِ خليفةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ وأخذَ مالَكَ فأطِعْهُ، وإلّا فمتْ وأنتَ عاضٌّ على جَذْلِ شجرةٍ. قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: ثم يخرُجُ الدجّالُ بعدَ ذلكَ، معَهُ نَهْرٌ ونارٌ، فمَنْ وقع (¬1) في نارِهِ وجَبَ أجرُهُ وحُطَّ وِزْرُهُ، ومَنْ وقعَ في نهرِهِ وجَبَ وِزْرُهُ وحُطَّ أجرُهُ. قال، قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: ثمَّ يُنْتَجُ المهرُ فلا يُركبُ حتَّى تقومَ الساعةُ" (¬2)، وفي رواية: "هُدْنةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أقذاءَ. قلت: يا رسولَ اللَّه الهُدنةُ عَلَى الدَّخَنِ ما هيَ؟ قال: لا ترجِعُ قلوبُ أقوامٍ على الذي كانتْ عليهِ. قلت: بعدَ هذا الخيرِ شرّ؟ قال: فتنةٌ عمياءُ صمّاءُ عليها دُعاةٌ على أبوابِ النَّارِ، فإنْ تَمُتْ يا حذيفةُ وأنتَ عاضٌّ على جَذْلٍ خيرٌ لكَ منْ أنْ تَتَّبِعَ أحدًا منهُمْ" (¬3). ¬

_ = الفتن (34)، باب ما جاء في الخلافة (48)، الحديث (2226)، وقال: (حديث حسن)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 4/ 21، الحديث (4479)، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 369، كتاب الإمارة (25)، باب الخلافة (1)، الحديث (1534)، و (1535)، والحاكم في المستدرك 3/ 145، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. (¬1) من هنا إلى آخر الورقة (242/ ب) تَرْمِيمٌ فى مخطوطة برلين كُتِب بخط مغاير. (¬2) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 342، باب لزوم الجماعة، الحديث (20711)، وأحمد في المسند 5/ 403، وأبو داود في السنن 4/ 444 - 448، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4244) و (4245) و (4247). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 386 - 387، وأبو داود في المصدر نفسه، الحديث (4276)، وابن ماجه مختصرًا في السنن 2/ 1317 - 1318، كتاب الفتن (36)، باب العزلة (13)، الحديث (3981)، وجِذل الشجرة: بكسر الجيم ويفتح، أي أصلها.

4158 - عن أبي ذر رضي اللَّه عنه قال: "كنتُ رَديفًا خلفَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومًا على حمارٍ، فلمَّا جاوَزْنا بُيوتَ المدينةِ قال: كيفَ بكَ يا أبا ذَرٍّ إذا كانَ بالمدينةِ جُوعٌ تقومُ عنْ فِراشِكَ فلا تبلُغُ مسجِدَكَ حتَّى يُجْهِدَكَ الجُوعُ؟ قال، قلت: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ، قال: تعفَّفْ يا أبا ذرّ ثمَّ قال: كيفَ بكَ يا أبا ذرٍّ إذا كانَ بالمدينةِ موتٌ يبلُغُ البيتُ العبدَ حتَّى أنَّهُ يُباعُ القبرُ بالعبدِ؟ قال، قلت: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ، قال: تصَبَّرْ يا أبا ذرٍّ قال: كيفَ بكَ يا أبا ذرٍّ إذا كانَ بالمدينةِ قَتْلٌ تغمُرُ الدِّماءُ أحجارَ الزَّيْتِ؟ قال، قلت: اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ، قال: تأْتي مَنْ أنتَ منهُ. قال، قلت: وألبَسُ السِّلاحَ، قال: شارَكْتَ القومَ إذًا. قلتُ: فكيفَ أصنعُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: إنْ خَشيتَ أنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فأَلْقِ ناحِيَةَ ثوبِكَ عَلَى وجهِكَ ليَبُوءَ بإثمِكَ وإثمِهِ" (¬1). 4159 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أنّ النَّبيّ عليه السلام قال: "كيفَ بكَ إذا بَقيتَ في حُثالَةٍ مِنَ النَّاسِ مَرِجَتْ عُهودُهُمْ وأماناتُهُمْ، واختلَفُوا فكانُوا هكذا؟ وشَبَّكَ بينَ أصابعِهِ، قال: فبِمَ تأمُرُني؟ قال: عليكَ بما تعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ، وعليكَ بخاصَّةِ نفسِكَ وَإِيَّاكَ وعوامَّهُمْ" (¬2). وفي رواية: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند ص 62، الحديث (459)، ومعمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 351، باب الفتن، الحديث (20729)، وأحمد في المسند 5/ 149، 163، وأبو داود في السنن 4/ 458، كتاب الفتن (29)، باب في النهي عن السعي في الفتنة (2)، الحديث (4261)، وابن ماجه في السنن 2/ 1308، كتاب الفتن (36)، باب التثبت في الفتنة (10)، الحديث (3958)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 460، كتاب الفتن (31)، باب كيف يفعل في الفتن (16)، الحديث (1862)، والحاكم في المستدرك 4/ 423، كتاب الفتن، باب الترهيب عن إمارة السوء وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، وأحجار الزيت: قيل هي محلة بالمدينة. (¬2) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 359، باب الفتن، الحديث (20741)، وأحمد في المسند 2/ 162، 220، 221، وأبو داود في السنن 4/ 513، =

"الزَمْ بيتكَ واملِكْ عليكَ لسانَكَ وخُذْ ما تعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ وعليكَ بأمرِ خاصَّةِ نفسِكَ ودَعْ أمرَ العامَّة" (¬1) (صح). 4160 - عن أبي موسى عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ بينَ يدَي السَّاعةِ فِتنًا كقِطَعِ الليلِ المُظلمِ، يُصبحُ الرجلُ فيها مُؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مُؤمنًا ويُصبحُ كافرًا، القاعِدُ فيها خيرٌ منَ القائِمِ، والماشي خيرٌ مِنَ السَّاعي، فكسِّرُوا فيها قِسِيَّكُمْ وقطِّعُوا فيها أوْتارَكُمْ واضرِبُوا سُيُوفَكُمْ بالحِجارَةِ والزَمُوا فيها أجْوافَ بُيوتِكُمْ، فإن دُخِلَ على أحدٍ منكمْ فليكُنْ كخَيْرِ ابنيْ آدمَ" (¬2) (صحيح). ويُروى: "أنَّهم قالوا: فما تأمُرنا؟ قال: كونوا أحلاسَ بُيُوتِكُمْ" (¬3). 4161 - وعن أم مالك البَهْزِيَّة أنّها قالت: "ذكَرَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِتنةً فقرَّبَها، قلتُ: مَنْ خيرُ النَّاسِ فيها؟ قال: رجلٌ في ماشِيَتهِ ¬

_ = كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4342)، وابن ماجه في السنن 2/ 1307، كتاب الفتن (36)، باب التثبت في الفتنة (10)، الحديث (3957)، ومرجت أي فسدت. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 212، وأبو داود في المصدر السابق، الحديث (4343)، والنسائي في عمل اليوم والليلة ص 230، باب التفدية، الحديث (205)، والحاكم في المستدرك 4/ 525، كتاب الفتن، باب لن تفتن أمتي حتَّى يظهر التمايز، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 416، وأبو داود في السنن 4/ 457، كتاب الفتن (29)، باب في النهي عن السعي في الفتنة (2)، الحديث (4259)، والترمذي في السنن 4/ 490 - 491، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في اتخاذ سيف من خشب في الفتنة (33)، الحديث (2204)، وقال: (حسن غريب صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1310، كتاب الفتن (36)، باب التثبت في الفتنة (10)، الحديث (3961)، القِسِيّ: جمع قوس. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 408، وأبو داود في المصدر السابق 4/ 459، الحديث (4262)، والحاكم في المستدرك 4/ 440، كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة إلّا على شرار من خلقه، وقال: (صحيح الإسناد)، وأحلاس البيوت ما يبسط تحت حر الثياب فلا تزال ملقاة تحتها، والمعنى الزموا بيوتكم.

يُؤدِّي حقَّها ويعبُدُ ربَّهُ، ورجلٌ أخذَ برأسِ فرَسِهِ يُخيفُ العدُوَّ ويُخوِّفونَه" (¬1). 4162 - عن عبد اللَّه بن عمرو أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ستكونُ فِتنةٌ تستنظِفُ العربُ قَتلاها في النَّارِ اللِّسانُ فيها أشدُّ منْ وقْعِ السَّيفِ" (¬2). 4163 - وعن أبي هريرة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ستكون فِتنةٌ صمَّاءُ بكْماءُ عَمياءُ، مَنْ أشرفَ لها استشرفَتْ لهُ، وإشراف اللِّسانِ فيها كوُقُوع السَّيفِ" (¬3). 4164 - عن عبد اللَّه بن عمر قال: "كُنّا قعودًا عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فذكرَ الفِتنَ فأكثرَ حتَّى ذكرَ فِتنةَ الأحلاسِ، فقال قائل: وما فتنةُ الأحلاسِ؟ قال: هيَ هَرَبٌ وحَرَبٌ، ثمَّ فتنةَ السَّراءِ دخَنُها منْ تحتِ قَدَمَيْ رجلٍ مِنْ أهلِ بيتي يزعُمُ أنَّه منِّي وليسَ منِّي، إنَّما أوليائي المتَّقُون، ثمَّ يصطَلِحُ النَّاسُ على رجُلٍ كوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثمَّ فتنةُ الدُّهَيْماءِ لا تدَعُ أحدًا مِنْ هذهِ الأُمَّةِ إلّا لطمَتْهُ لَطْمةً، فإذا قيلَ: انقضَتْ تمادَتْ يُصبحُ الرجُلُ فيها مُؤمنًا ويُمسي كافِرًا حتَّى يَصيرَ النَّاسُ إلى فُسْطاطَيْنِ: فُسطاطِ إيمانٍ لا نِفاقَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 419، والترمذي في السنن 4/ 473، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة (15)، الحديث (2177)، وقال: (حسن غريب)، والطبراني في المعجم الكبير 25/ 150، الحديث (360) و (361) و (362). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 212، وأبو داود في السنن 4/ 461، كتاب الفتن (29)، باب في كف اللسان (3)، الحديث (4265)، والترمذي في السنن 4/ 473، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة (16)، الحديث (2178)، وابن ماجه في السنن 2/ 1312، كتاب الفتن (36)، باب كف اللسان في الفتنة (12)، الحديث (3967). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 460، كتاب الفتن (29)، باب في كف اللسان (3)، الحديث (4264).

فيهِ، وفُسطاطِ نِفاقٍ لا إيمانَ فيهِ، فإذا كانَ ذلكُمْ فانتظِرُوا الدجَّالَ مِنْ يومِهِ أوْ مِنْ غَدِه" (¬1). 4165 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "وَيْلٌ للعربِ مِنْ شرٍّ قدِ اقتربَ، أفلحَ مَنْ كَفَّ يدَهُ" (¬2). 4166 - عن المقداد بن الأسود أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ السَّعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتنَ، إنَّ السَّعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتنَ، إنَّ السَّعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتنَ ولَمَنْ ابتُليَ فصبَرَ فَواهًا" (¬3). 4167 - عن ثَوْبان أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا وُضِعَ السَّيْفُ في أُمَّتي لم يُرفَعْ عنها إلى يومِ القِيامَةِ، ولا تقومُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 133، وأبو داود في السنن 4/ 442، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4242)، والحاكم في المستدرك 4/ 466، كتاب الفتن، باب إياك ومعضلات الأمور، وقال: (صحيح الإسناد)، وأقره الذهبي. قال الخطابي: في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود) 6/ 131: (قوله "فتنة الأحلاس" إنما أضيفت الفتنة إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها، يقال للرجل إذا كان يلزم بيته لا يبرح منه: هو حلس بيته، لأن الحلس يفترش فيبقى على المكان ما دام لا يرفع. وقد يحتمل أن تكون هذه الفتنة إنما شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها. "والحَرَب" ذهاب المال والأهل، يقال: حُرِب الرجل فهو حريب إذا سُلب أهله وماله. و"الدخَن" الدخان يريد أنها تثور كالدخان من تحت قدميه. وقوله "كورك على ضلع" مثَل ومعناه: الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم، وذلك أن الضلع لا يقوم بالورك ولا يحمله، وإنما يقال في باب الملامة والموافقة إذا وصفوا: هو ككفٍّ في ساعد، وساعد في ذراع أو نحو ذلك، يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك، ولا مستقل به. و"الدهيماء" تصغير الدهماء، وصغرها على مذهب المذمة لها، واللَّه أعلم). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 441، وأبو داود في السنن 4/ 449، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4249)، والحاكم في المستدرك 4/ 439، كتاب الفتن، باب خطبة عمر رضي اللَّه عنه في الفتنة، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 460، كتاب الفتن (29)، باب في النهي عن السعي في الفتنة (2)، الحديث (4263)، "واهًا" كلمة معناها التلهف.

السَّاعةُ حتَّى تلحَقَ قبائِلُ مِنْ أُمَّتي بالمُشركينَ وحتَّى تعبُدَ قبائِلُ مِنْ أُمَّتي الأوثانَ، وأنّهُ سيكونُ في أُمَّتي كَذَّابونَ ثلاثونَ كُلُّهمْ يزعُمُ أنَّهُ نبيُّ اللَّه، وأنا خاتَمُ النَّبيِّينَ لا نبيَّ بعدي، ولا تزالُ طائفةٌ مِنْ أُمَّتي على الحقِّ ظاهِرينَ لا يضرُّهُمْ مَنْ خالَفَهُمْ حتَّى يأتيَ أمرُ اللَّه" (¬1). 4168 - عن عبد اللَّه بن مسعود عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "تدورُ رَحَى الإسلامِ لخمسٍ وثلاثينَ، أو لستٍ وثلاثينَ، أو سَبْعٍ وثلاثينَ، فإنْ يَهْلِكُوا فسبيلُ مَنْ هلكَ، وإنْ يَقُمْ لهمْ دينُهُمْ يقُمْ لهمْ سبعينَ عامًا. قلت: أممَّا بقيَ أوْ ممَّا مَضَى؟ قال: ممَّا مَضَى" (¬2). واللَّه أعلى وأعلم بذلك. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 278، وأبو داود في السنن 4/ 451 - 452، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4252)، والترمذي مفرقًا في السنن 4/ 490، كتاب الفتن (34)، باب (32)، الحديث (2202)، وفي 4/ 499، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتَّى يخرج كذابون (43)، الحديث (2219)، وفي 4/ 504، باب ما جاء في الأئمة المضلين (51)، الحديث (2229)، وابن ماجه في السنن 2/ 1304، كتاب الفتن (36)، باب ما يكون من الفتن (9)، الحديث (3952)، والحاكم في المستدرك 4/ 449 - 450، كتاب الفتن، باب إذا وضع السيف في أمتي. . . وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، وأخرجه مسلم القسم الأخير من الحديث: "لا تزال طائفة. . . " في الصحيح 3/ 1523، كتاب الإمارة (33)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي. . . " (53)، الحديث (170/ 1920). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 390، 393، 451، وأبو داود في السنن 4/ 453 - 454، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4254)، والحاكم في المستدرك 3/ 114، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر إسلام أمير المؤمنين علي رضي اللَّه تعالى عنه، وفي 4/ 521، كتاب الفتن، باب ذكر شيطان الردهة، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

2 - باب الملاحم

2 - باب (¬1) الملاحم مِنَ الصِّحَاحِ: 4169 - عن أبي هريرة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تقومُ السَّاعة حتَّى يقتتلَ فِئتانِ عَظيمتانِ يكون بينَهُما مَقْتَلَةٌ عَظيمةٌ دَعْواهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبعَثَ دجَّالونَ كَذَّابونَ قَريبٌ مِنْ ثلاثينَ كلُّهُمْ يزعُمُ أنَّهُ رسولُ اللَّه، وحتَّى يُقبَضَ العلمُ وتكثُرَ الزلازلُ ويتقارَبَ الزمانُ وتظهرَ الفِتنُ ويكثُرَ الهَرْجُ وهو القتْلُ، وحتَّى يكثُرَ فيكُمُ المالُ فيَفيضَ حتَّى يُهِمَّ ربَّ المالِ مَنْ يقبلُ صدقتَهُ، وحتَّى يعْرِضَهُ فيقول الذي يعرِضُهُ عليهِ: لا أَرَبَ لي بِهِ، وحتَّى يتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنيانِ، وحتَّى يمُرَّ الرجُلُ بقبرِ الرجُلِ فيقول: يا ليتَني مكانَهُ، وحتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مغرِبِها، فإذا طلعَتْ ورآها النَّاسُ آمنوا أجمعُونَ فذلكَ حينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} (¬2)، ولَتَقومَنَّ السَّاعةُ وقدْ نَشَرَ الرجُلانِ ثَوبَهُما بينَهُما فلا يتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقومَنَّ السَّاعة وقدِ انصرَفَ الرجُلُ بلبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقومَنَّ السَّاعةُ وهو يَلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسقي فيهِ، ولَتَقومَنَّ السَّاعةُ وقدْ رفعَ أكْلَتَهُ إلى فيهِ فلا يَطعَمُها" (¬3). ¬

_ (¬1) في المخطوطة (كتاب الملاحم) والتصويب من المطبوعة والمشكاة. (¬2) سورة الأنعام (6)، الآية (158). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري بتمامه في الصحيح 13/ 81 - 82، كتاب الفتن (92)، باب حدثنا مسدد (25)، الحديث (7121)، وأخرجه أيضًا مفرقًا في مواضع أخرى من الصحيح، وأخرجه مسلم مفرقًا في الصحيح 1/ 137 كتاب الإيمان (1)، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (72)، الحديث (248/ 157)، وفي 2/ 701، كتاب الزكاة (12)، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها (18)، الحديث (61/ 157)، وفي 4/ 2057، كتاب العلم (47)، باب رفع العلم وقبضه. . . (5)، الحديث (11/ 157)، وفي 4/ 2214، كتاب الفتن (52)، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما (4)، الحديث (17/ 157)، وفي 4/ 2231، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (53/ 157)، وفي =

4170 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُقاتِلُوا قومًا نعالُهُمُ الشّعَرُ، وحتَى تُقاتِلُوا التُّرْكَ صِغارَ الأعيُنِ حُمْرَ الوُجوهِ ذُلْفَ الْأُنوفِ كأنَّ وُجوهَهُمُ المَجانُّ المُطْرَقَةُ" (¬1). 4171 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُقاتِلُوا خُوزًا وكِرْمانَ مِنَ الأعاجِمِ حُمْرَ الوُجوهِ فُطْسَ الْأُنوفِ صِغارَ الأعيُنِ كأنَّ وُجوهَهُمُ المجانُّ المُطْرَقَةُ نِعالُهُمُ الشَّعَر" (¬2). ويُروى "عِراض الوُجوه" (¬3). 4172 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يُقاتِلَ المسلمونَ اليهودَ، فيقتُلُهُم المسلمونَ حتَّى يَختبئَ اليهوديُّ مِنْ وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجَرُ والشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللَّه هذا يهودِيٌّ خَلفي فتعالَ فاقتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ فإنَّهُ منْ شجرِ اليهودِ" (¬4). ¬

_ = 4/ 2240، الحديث (84/ 157)، وفي 4/ 2270، باب قرب الساعة (27)، الحديث (140/ 2954)، اللقحة: الناقة ذات لبن، يليط: أي يطين ويصلح. (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 104، كتاب الجهاد (56)، باب قتال الترك (95)، الحديث (2928)، وفي 6/ 604، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3587)، ومسلم في الصحيح 4/ 2233، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (62 - 66/ 2912)، وذلف الأنوف: أي فطس الأنوف، وقيل صغيرها. والمجانّ: جمع المجِن وهو الترس. (¬2) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 604، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3590). (¬3) أخرجه البخاري من حديث عمرو بن تغلب رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 104، كتاب الجهاد (56)، باب قتال الترك (95)، الحديث (2927). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 103، كتاب الجهاد (56)، باب قتال اليهود (94)، الحديث (2926)، ومسلم في الصحيح 4/ 2239، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (8)، الحديث (82/ 2922) واللفظ له.

4173 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يَخرُجَ رجلٌ مِنْ قَحْطانَ يَسوقُ النَّاسَ بعَصاهُ" (¬1). 4174 - وقال عليه السلام: "لا تذهبُ الأيّامُ والليالي حتَّى يملِكَ رجلٌ يُقالُ لهُ الجَهْجاهُ" (¬2). وفي رواية: "حتَّى يملِكَ رجل مِنَ المَوالي يُقالُ لهُ الجَهْجاهُ" (¬3). 4175 - وقال عليه السلام: "لَيَفتَتِحنَّ عِصابَةٌ مِنَ المسلمينَ كَنْزَ آلِ كِسرَى الذي في الأبيضِ" (¬4). 4176 - وقال عليه السلام: "إذا هلكَ كِسرَى فلا يكونُ كِسرَى بعدهُ، وقَيْصَرٌ ليَهلِكَنَّ ثمَّ لا يكون قيصرٌ بعدَهُ، ولتُقْسَمَنَّ كنوزُهُما في سبيل اللَّه. وسمَّى الحربَ خُدْعة" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 545، كتاب المناقب (61)، باب ذكر قحطان (7)، الحديث (3517)، ومسلم في الصحيح 4/ 2232، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (60/ 2910) (¬2) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (61/ 2911). (¬3) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 2/ 329، والترمذي في السنن 4/ 504، كتاب الفتن (34)، باب (50)، الحديث (2228). (¬4) أخرجه مسلم من حديث جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2237، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (78/ 2919). (¬5) متفق عليه من حديث أبي هريرة وجابر بن سمرة رضي اللَّه عنهما: • حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 157، كتاب الجهاد (56)، باب الحرب خدعة (157)، الحديث (3027) و (3028)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 2237، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (76/ 2918). • حديث جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 219 - 220، كتاب =

4177 - وقال عليه السلام: تغزُونَ جَزِيرَةَ العَرَبِ فَيَفْتَحُها اللَّهُ، ثُمَّ لَتَغْزُونَ فارِسَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدجَّالَ فيفتَحُهُ اللَّه" (¬1). 4178 - عن عَوْف بن مالِك أنّه قال: "أتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في غَزوةِ تَبوكَ وهو في قبَّةٍ [مِنْ] (¬2) أدَم فقال (¬3): اعدُدْ سِتًّا بينَ يدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتي، ثمَّ فَتحُ بيتِ المَقْدِسِ، ثمَّ مُوتانٌ يأخُذُ فيكُمْ كقُعاصِ الغنمِ، ثمَّ استفاضةُ المالِ حتَّى يُعطَى الرجل مائةَ دينارٍ فيظَلُّ ساخِطًا، ثمَّ فِتنةٌ لا يَبقَى بيت مِنَ العربِ إلَّا دخلَتْه، ثمَّ هُدنةٌ تكونُ بينَكُمْ وبينَ بَني الأصفرِ فيغْدِرونَ فيأْتُونَكُمْ تحتَ ثمانينَ غايةً تحتَ كُلِّ غايةٍ اثْنا عَشَرَ ألفًا" (¬4). 4179 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السّاعةُ حتَّى ينزلَ الرُّومُ بالأعماقِ أوْ بدابِق، فيخرُجُ إليهمْ جيشٌ منَ المدينةِ منْ خِيارِ أهلِ الأرضِ يومئذٍ، فإذا تصافُّوا قالت الرُّومُ خلُّوا بَيْننا وبينَ الذينَ سَبَوْا منا نُقاتِلْهُمْ، فيقولُ المسلمونَ: لا واللَّهِ لا نُخلِّي بينَكُمْ وبينَ إخوانِنا، فيُقاتِلونَهُمُ فيَنْهزِمُ ثُلثٌ لا يتوبُ اللَّه عليهمْ أبدًا، ويُقتلُ ثلثُهُمْ هُمْ أفضلُ الشُّهداءِ عندَ اللَّهِ، ويفتَتِحُ الثلُثُ لا يُفتَنُونَ أبدًا فيَفْتَتِحونَ قُسْطنطينيَّةَ، فبينما هُمْ يقتسِمون الغنائِم قَدْ علَّقُوا سُيوفَهُمْ بالزَّيْتونِ إذْ صاحَ فيهِمُ الشيطانُ: إنَّ المسيحَ قدْ خلفَكَمْ في أهلِيكُمْ، فيخرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُا الشّامَ خرجَ، فبينما هُمْ يُعِدُّونَ ¬

_ = فرض الخمس (57)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أحلَّت لكم الغنائم" (8)، الحديث (3121)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (77/ 2919). (¬1) أخرجه مسلم من حديث نافع بن عتبة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 4/ 2225، كتاب الفتن (52)، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الرجال (12)، الحديث (38/ 2900). (¬2) ساقطة من مخطوطة برلين وأثبتناها من المطبوعة، وهي موجودة عند البخاري. (¬3) في المطبوعة زيادة (لي)، وليست في المخطوطة ولا عند البخاري. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 277، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب ما يحذر من الغدر (15)، الحديث (3176)، الموتان: الوباء، القُعاص: داء يأخذ الغنم فلا يلبثها أن تموت، والغاية: الراية.

للقتالِ يُسَوُّونَ الصُّفوفَ إذْ أُقيمَتِ الصلاة، فينزِلُ عيسَى بنُ مريمَ فأمَّهُمْ، فإذا رآهُ عدُوُّ اللَّهِ ذابَ كما يَذوبُ المِلحُ في الماءِ، فلو تركَهُ لذابَ حتَّى يَهلِكَ، ولكنْ يقتُلُهُ اللَّه بيدِهِ فيُريهِمْ دمَهُ في حَرْبَتِهِ" (¬1). 4180 - عن عبد اللَّه بن مسعود أنّه قال (¬2): "إنَّ السّاعةَ لا تقومُ حتَّى لا يُقسَمَ مِيراث ولا يُفرَحَ بغَنيمةٍ. ثمَّ قال: عدوٌّ يَجتمعونَ لأهل الشام ويجتمعُ لَهُمْ أهلُ الإِسلامِ، يعني الرُّومَ، فيتَشَرَّطُ المسلمونَ شُرطةً للموتِ لا ترجِعُ إلَّا غالِبةً، فيقتتِلونَ حتَّى يحجُزَ بينَهُمُ الليلُ، فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ، كلٌّ غيرُ غالِبٍ، وتفنَى الشُّرْطَة، ثمَّ يتَشرَّطُ المسلمونَ شُرطَةً للموتِ لا ترجِعُ إلَّا غالَبةً، فيَقتتِلونَ حتَّى يحجُزَ بينهُمُ الليلُ، فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ، كلٌّ غيرُ غالِبٍ، وتفنَى الشُّرْطَةُ، ثمَّ يتَشرَّطُ المسلمونَ شُرْطَةً للموتِ لا ترجِعُ إلَّا غالَبةً، فيَقتتِلونَ حتَّى يُمْسُوا، فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ، كلٌّ غيرُ غالِبٍ، وتفنَى الشُّرْطَة، فإذا كانَ اليومُ الرابعُ نَهَدَ إليهِمْ بقيّةُ أهلِ الإِسلامِ، فيجعلُ اللَّه الدَبَرَةَ عليهِمْ فيقتُلُونَ مَقْتَلةً لَمْ يُرَ مِثلُها، حتَّى إنَّ الطائِرَ ليَمر بجنَباتِهمْ فما يُخلِّفُهُمْ حتَّى يخِرَّ مَيْتًا، فيتَعادُّ بنُو الأبِ كانوا مائةً فلا يَجدونَهُ بَقِيَ منهُمْ إلَّا الرجُلُ الواحِدُ، فبأيِّ غنيمةٍ يفرحُ؟ أو أيُّ ميراثٍ يُقَسَمُ؟ فبينا هُمْ كذلكَ إذْ سمعُوا ببأسٍ هو أكبرُ منْ ذلكَ فجاءَهُمُ الصَّريخُ أنَّ الدجَّالَ قدْ خلفَهُمْ في ذَرارِيِّهِمْ فيَرفُضونَ ما في أيديهِمْ ويُقبِلونَ، فيَبعثون عشرةَ فوارِسَ طَليعةً. قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنِّي لأعرفُ أسماءَهُمْ وأسماءَ آبائهِمْ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2221، كتاب الفتن (52)، باب في فتح قسطنطينية. . (9)، الحديث (34/ 2897)، والأعماق ودابق: موضعان بالشام بقرب حلب (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 21). (¬2) عبارة المطبوعة: (عن عبد اللَّه بن مسعود أنه قال قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم.

وألوانَ خُيولهِم هُمْ خَيرُ فَوارِسَ، أو منْ خيرِ فَوارسَ على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ" (¬1). 4181 - عن أَبى هريرة أنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "سمعتُمْ (¬2) بمدينةٍ جانِبٌ منها في البرِّ وجانِبٌ منها في البحرِ؟ قالوا: نعمْ يا رسولَ اللَّه، قال: لا تقومُ السّاعَةُ حتَّى يغَزُوَها سبعونَ ألفًا منْ بَني إسحاق، فإذا جَاءُوهَا نزلُوا فلمْ يُقاتِلُوا بسِلاحٍ ولمْ يَرمُوا بسَهْمٍ، قالوا: لا إلهَ إلَّا اللَّه واللَّه أكبَرُ، فيَسقُطُ أحدُ جانِبَيْها الذي في البحرِ، ثمَّ يقولونَ الثانيةَ: لا إلهَ إلَّا اللَّه واللَّه أكبَرُ، فيَسقُطُ جانبُها الآخرُ، ثمَّ يقولونَ الثالثةَ: لا إلهَ إلَّا اللَّه واللَّه أكبَرُ، فيُفَرَّجُ لَهُمْ، فيَدخُلونَها فيَغْنَمُون، فبَيْنا هُمْ يَقتسِمُون المغَانِمَ إذْ جاءَهُمُ الصَّريخُ فقال (¬3): إنَّ الدجَّالَ قدْ خرجَ، فيَترُكُونَ كلَّ شيءٍ ويَرجِعُون" (¬4). مِنَ الحِسَان: 4182 - عن معاذ بن جبل قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "عُمرانُ بيتِ المَقدِسِ خَرابُ يَثرِبَ، وخَرابُ يَثرِبَ خُروجُ المَلْحَمةِ، وخُروجُ المَلْحَمةِ فتحُ قُسطنطينيَّة، وفتحُ قُسطنطينيّة خُروجُ الدجّالِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2223، كتاب الفتن (52)، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال (11)، الحديث (37/ 2899)، الشُّرطة: طائفة من الجيش تقدم للقتال، ونَهَدَ: أي نهض وتقدم (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 24). (¬2) عبارة المطبوعة (هل سمعتم) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ مسلم. (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى: (فيقال) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2238، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (78/ 2920). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 232، 245، وأبو داود في السنن 4/ 482، كتاب الملاحم (31)، باب في أمارات الملاحم (3)، الحديث (4294)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/ 223، في ترجمة عبد الرحمن بن ثابت الشامي رقم (5356).

4183 - وعن معاذ بن جبل عن النّبيّ عليه السلام قال: "المَلحمةُ العُظمىَ وفتحُ قُسطنطينيّة وخُروجُ الدجّالِ في سَبعةِ أشهُر" (¬1). 4184 - عن عبد اللَّه بن بُسْر أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "بينَ المَلحمةِ وفتحِ المدينةِ سِتُّ سنِينَ، ويَخرُجُ الدجَّالُ في السّابِعةِ" (¬2) وقال أبو داود: (وهذا أصحّ). 4185 - وعن أبي الدرداء أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ فُسْطاطَ المسلمينَ يومَ المَلحمةِ بالغُوطَةِ إلى جانِبِ مدينةٍ يُقالُ لها دِمَشق منْ خيرِ مَدائنِ الشّام" (¬3). 4186 - وعن ابن عمر أنّه قال [قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬4): "يُوشِكُ المسلمونَ أنْ يُحاصَروا إلى المدينةِ حتَّى يكونَ أبعَدُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 234، وأبو داود في السنن 4/ 483، كتاب الملاحم (31)، باب في تواتر الملاحم (4)، الحديث (4295)، والترمذي في السنن 4/ 510، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في علامات خروج الدجال (58)، الحديث (2238)، وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 4/ 1370، كتاب الفتن (36)، باب الملاحم (35)، الحديث (4092)، والحاكم في المستدرك 4/ 426، كتاب الفتن والملاحم، باب الملحمة العظمى. . . (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 189، وأبو داود في المصدر السابق، الحديث (4296)، وابن ماجه في المصدر السابق، الحديث (4093). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 197، وأبو داود في السنن 4/ 484، كتاب الملاحم (31)، باب في المعقل من الملاحم (6)، الحديث (4298)، واللفظ له، والحاكم في المستدرك 4/ 486، كتاب الفتن والملاحم، باب يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بدمشق، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، والحديث من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما جاء عند أبي داود في السنن والحاكم في المستدرك وابن الأثير في جامع الأصول 10/ 29 - 30، كتاب الفتن، الفصل الثاني، فيما ورد ذكره من الفتن، الحديث (7477).

مسالِحِهِمْ سَلاح" (¬1) وسَلاح: قريب من خَيْبر (¬2). 4187 - عن ذي مِخْبَر (¬3) قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "ستُصالِحونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فتغَزونَ أنتمْ وهمْ عَدّوًا منْ ورائِكُمْ، فتُنْصَرونَ وتَغْنَمونَ وتَسْلَمونَ، ثمّ ترجِعونَ حتَّى تَنزِلُوا بمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فيَرفَعُ رجلٌ منْ أهل النصْرانيةِ الصليبَ، فيقولُ: غَلبَ الصليبُ، فيغضَبُ رجلٌ منَ المسلمينَ فيدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذلكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وتجمعُ للملحمةِ" (¬4) وزاد بعضهم: "ويثورُ المسلمونَ إلى أسلحتِهِمْ فيقتتلونَ، فيُكرِمُ اللَّه تلكَ العِصابة بالشهادةِ" (¬5). 4188 - عن عبد اللَّه بن عمرو عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "اتْرُكوا الحبشةَ ما تَركوكُمْ فإنّهُ لا يَستخرِجُ كَنْزَ (¬6) الكعبةِ إلّا ذُو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 449، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4250)، وفي 4/ 484، كتاب الملاحم (31)، باب في المعقل من الملاحم (6)، الحديث (4299)، والحاكم في المستدرك 4/ 511، كتاب الفتن والملاحم، باب من قرأ سورة الكهف لم يسلط عليه الدجال. (¬2) قوله: (وسلاح قريب من خيبر) أخرجه أبو داود عن الزهري من قوله في المصدر السابق، الحديث (4251) و (4300). (¬3) ذو مخبر، ويقال ذو مخمر الحبشي ابن أخي النجاشي، وفد على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وخدمه (الحافظ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 488، القسم الأول من حرف الذال). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 91 و 5/ 372، 409، وأبو داود في السنن 4/ 481، كتاب الملاحم (31)، باب ما يذكر من ملاحم الروم (2)، الحديث (4292)، وابن ماجه في السنن 2/ 1369، كتاب الفتن (36)، باب الملاحم (35)، الحديث (4089)، والحاكم في المستدرك 4/ 421، كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر المصالحة بين الروم والمسلمين. . . وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬5) أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4293)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 463، كتاب الفتن (31)، باب ما جاء في الملاحم (20)، الحديث (1874)، والحاكم في المصدر السابق، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬6) وردت في المخطوطة والمطبوعة: (كَنْزَي) والتصويب من مسند أحمد وسنن أبي داود والمستدرك والسنن للبيهقي.

السُّويْقَتَيْنِ منَ الحبَشةِ" (¬1). 4189 - عن رجل من أصحاب النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، عن النَّبيّ عليه السلام قال: "دَعُوا الحبَشةَ ما وَدَعُوكُمْ، واتْرُكُوا التُّرْكَ ما تَرَكُوكُمْ" (¬2). 4190 - عن بُرَيْدة عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في حديث: "يقاتِلُكُمْ قومٌ صِغارُ الأعيُن -يعني الترك- قال: تَسوقونَهُمْ ثلاثَ مرّاتٍ حتَّى تُلْحِقوهمْ بجزيرةِ العربِ، فأمَّا في السّاقَةِ الْأُولَى فينجُو مَنْ هرَبَ منهُمْ، فأمَّا في الثانيةِ فينجُو بعضٌ ويَهْلِكُ بعضٌ، وأمَّا في الثالثةِ فيُصْطَلَمُون" أو كما قال (¬3). 4191 - عن أبي بَكرة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يَنزِلُ أُناسٌ منْ أُمّتي بغائِطٍ يُسمُّونَهُ البَصْرَة عِند نهرٍ يُقالُ لهُ دِجْلة يكونُ عليهِ جِسْرٌ يكثرُ أهلُها، وتكونُ منْ أمصارِ المسلميِن، فإذا كانَ في آخرِ الزمانِ جاءَ بنُو قَنْطُوراءَ عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ الأعيُنِ حتَّى ينزِلوُا على شَطِّ النهرِ فيتفرَّقَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 371، ضمن أحاديث رجال من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 490، كتاب الملاحم (31)، باب النهي عن تهْيِيجِ الحبشة (11)، الحديث (4309)، والحاكم في المستدرك 4/ 453، كتاب الفتن والملاحم، باب يستخرج كنز الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 176، كتاب السِيَر، باب ما جاء في النهي عن تَهْيِيجِ الترك والحبشة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 485 - 486، كتاب الملاحم (31)، باب في النهي عن تَهْيِيجِ الترك والحبشة (8)، الحديث (4302)، والنسائي في المجتبى من السنن 6/ 44، كتاب الجهاد (25)، باب غزوة الترك والحبشة (42)، وقوله: "ما ودعوكم" أي ما تركوكم. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 348 - 349، وأبو داود في السنن 4/ 487، كتاب الملاحم (31)، باب في قتال الترك (9)، الحديث (4305)، ويُصطلمون: أي يحصدون بالسيف ويستأصلون، من الصلم وهو القطع المستأصل.

أهلُها ثلاثَ فِرَقٍ: فِرقةٌ يأخُذونَ في أذناب البقر والبَرِّيةَ (¬1) وهلَكوا، وفِرقةٌ يأخُذُونَ لأنفُسِهمْ وهلَكوا، وفِرقةٌ يَجعلونَ ذَراريهمْ خلفَ ظُهورِهْم ويُقاتلونهم وهُمُ الشُّهداءُ" (¬2). 4192 - عن أنس أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يا أنسُ إنّ النّاسَ يُمَصِّرونَ أمْصارًا، وإن مِصرًا منها يُقالُ لهُ البَصْرَة، فإنْ أنتَ مررتَ بها أو دخلْتَها فإيّاكَ وسِباخَها وكَلَّاءَها وسُوقَها وبابَ أُمرائِها، وعليكَ بضَواحِيها، فإنّه يكونُ بها خَسْفٌ وقَذْفٌ ورَجْفٌ، وقومٌ يبيتونَ يُصبحونَ قِردةً وخَنازيرَ" (¬3). 4193 - عن صالح بن دِرهَم (¬4) يقول: "انطلقنَا حاجِّينَ، فإذا رجلٌ ¬

_ (¬1) في المطبوعة: (والذرية) والتصويب من مخطوطة برلين وسنن أبي داود. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 45، وأبو داود في السنن 4/ 487 - 488، كتاب الملاحم (31)، باب في ذكر البصرة (10)، الحديث (4306)، الغائط: البطن المطمئن من الأرض، والبصرة: الحجارة الرخوة وبها سميت البصرة، وبنو قنطوراء: هم الترك (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 6/ 168). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 488 - 489، كتاب الملاحم (31)، باب في ذكر البصرة (10)، الحديث (4307)، السِباح: جمع سَبِخة وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلّا بعض الشجر. والكلاء: شاطئ النهر وهو موضع حبس السفينة، وكلاء البصرة موضع منها. والقذف: الريح الشديدة الباردة أو رمي أهلها بالحجارة، والرجف: الزلزلة الشديدة. وهذا الحديث مما استخرجه الإمام القزويني من كتاب "المصابيح" وقال: إنه موضوع، وقد أجاب الحافظ ابن حجر عنه في أجوبته عن أحاديث المصابيح (الحديث الخامس عشر) فقال: (قلت: أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم من طريق موسى الحناط، قال: لا أعلمه إلّا عن موسى بن أنس عن أنس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يا أنس إن إياس يمصرون. . . ". ورجاله ثقات ليس فيه إلّا قول موسى -الحناط-: لا أعلمه إلّا عن موسى بن أنس. ولا يلزم من شكه في شيخه الذي حدثه به أن يكون شيخه فيه ضعيفًا، فضلًا عن أن يكون كذابًا، وتفرد به، والواقع لم يتفرد به، بل أخرج أبو داود أيضًا لأصله شاهدًا بسند صحيح من حديث سفينة مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-). انتهى كلام ابن حجر. (¬4) صالح بن درهم الباهلي، أبو الأزهر البصري، وثقه ابن معين، من الرابعة (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 1/ 359).

3 - باب أشراط الساعة

فقالَ لنا: إلى جَنْبكم قريةٌ يُقالُ لها الْأُبُلَّة، قلنا: نعم، قال: مَنْ يضمنُ لي منكُمْ أنْ يُصلِّيَ في مَسجدِ العَشَّارِ رَكعتينِ أو أربعًا ويقولُ: هذا لأبي هُريرة؟ سمعتُ خَليلي أبا القاسِم صلى اللَّه عليه وسلم يقول: إنّ اللَّه تعالَى يبعثُ مِنْ مَسجدِ العَشَّارِ يومَ القِيامةَ شُهَدَاءُ لا يقومُ مع شُهداءِ بَدْرٍ غيرُهُم" (¬1) قال أبو داود هذا المسجد مما يلي النهر. 3 - باب أشراط الساعة مِنَ الصِّحَاحِ: 4194 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ منْ أشراطِ السّاعةِ أنْ يُرفع العِلمُ ويكثُرَ الجهلُ ويكثُرَ الزِّنا ويكثُرَ شُربُ الخمرِ ويَقِلَّ الرِّجالُ ويكثُرَ النِّساءُ حتَّى يكونَ لخمسينَ امرأة القيمُ الواحِدُ" (¬2) وفي رواية: "يقلَّ العِلمُ ويَظهَرَ الجهلُ" (¬3). 4195 - عن جابر بن سَمُرة قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنّ بينَ يَدَي السّاعةِ كذَّابِينَ فاحْذَرُوهُم" (¬4). 4196 - عن أبي هريرة قال: "بَيْنما النَّبيُّ عليه السلام يُحدِّثُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 489، كتاب الملاحم (31)، باب في ذكر البصرة (10)، الحديث (4308). (¬2) متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 178، كتاب العلم (3)، باب رفع العلم وظهور الجهل (21)، الحديث (80)، وفي 9/ 330، كتاب النكاح (67)، باب يقل الرجال ويكثر النساء (110)، الحديث (5231) وهذا لفظه، ومسلم في الصحيح 4/ 2056، كتاب العلم (47)، باب رفع العلم وقبضه. . . (5)، الحديث (9/ 2671). (¬3) أخرجه البخاري في المصدر السابق 1/ 178، الحديث (81). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1454، كتاب الإمارة (33)، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش (1)، الحديث (10/ 1822).

إذْ جاءَ أعرابيٌّ قال: متَى الساعةُ؟ قال: فإذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانتظِرِ السّاعةَ. قال: كيفَ إضاعَتُها؟ قال: إذا وُسِّدَ الأمرُ إلى غيرِ أهلِهِ فانتظِرِ السّاعةَ" (¬1). 4197 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السّاعةُ حتَّى يكثُرَ المالُ ويَفِيضَ حتَّى يُخْرِجَ الرجلُ زكاةَ مالِهِ فلا يجدُ أحدًا يقبَلُها منهُ، وحتَّى تعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنهارًا" (¬2). 4198 - وقال عليه السلام: "تبلُغُ المساكِنُ إهابَ أوْ يَهابَ (¬3) " (¬4). 4199 - وقال عليه السلام: "يكونُ في آخرِ الزّمانِ خليفةٌ يَقْسِمُ المالَ ولا يعُدُّهُ" (¬5). وفي رواية: "يكونُ في آخرِ أُمّتي خليفةٌ يَحْثِي المالَ حَثْيًا لا (¬6) يَعُدُّهُ عدًّا" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 141 - 142، كتاب العلم (3)، باب من سئل علمًا وهو مشتغل في حديثه. . . (2)، الحديث (56)، قوله "وُسِّد" أي أسند وفوض. (¬2) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 701، كتاب الزكاة (12)، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها (18)، الحديث (60/ 157). (¬3) في المطبوعة: (نهاب) بالنون. قال النووي في شرح صحيح مسلم 18/ 30 - 31، (أما إهاب فبكسر الهمزة، وأما يهاب فبياء مثناة تحت مفتوحة ومكسورة، ولم يذكر القاضي في الشرح والمشارق إلّا الكسر، وحكى القاضي عن بعضهم نِهاب بالنون، والمشهور الأول وقد ذكر في الكتاب أنه موضع بقرب المدينة على أميال منها). (¬4) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2228، كتاب الفتن (52)، باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة (15)، الحديث (43/ 2903). (¬5) أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنهما في الصحيح 4/ 2235، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (69/ 2914). (¬6) في المطبوعة (ولا) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬7) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه 4/ 2234، الحديث (13/ 2967).

4200 - وقال عليه السلام: "يُوشِكُ الفُراتُ أنْ يَحْسِرَ عنْ كنزٍ منْ ذَهبٍ، فمنْ حضَرَ فلا يأْخُذْ منهُ شيئًا" (¬1). 4201 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السّاعةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُراتُ عنْ جَبلٍ منْ ذَهبٍ، يَقتتِلُ النّاسُ عليهِ فيُقتَلُ منْ كلِّ مائةٍ تِسعةٌ وتسعونَ، ويقولُ كلُّ رجلٍ منهُمْ لَعَلِّي أكونُ أنا الذي أنْجُو" (¬2). 4202 - وقال: "تَقيءُ الأرضُ أفْلاذَ كبِدِها أمثالَ الْأُسْطُوانِ منَ الذَّهبِ والفِضّةِ، فيَجِيءُ القاتِلُ فيقولُ: في هذا قَتلتُ، ويَجِيءُ القاطِعُ فيقولُ: في هذا قَطَعْتُ رَحِمي، ويَجيءُ السارِقُ فيقولُ: في هذا قُطِعَتْ يَدي، ثمَّ يَدَعُونَهُ فلا يأخُذونَ منهُ شيئًا" (¬3). 4203 - وقال عليه السلام: "والذِي نفسِي بيدِه لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يمُرَّ الرجلُ على القبر فيَتمرَّعُ عليهِ ويقولُ: يا لَيْتَنِي كنتُ مكانَ صاحبِ هذا القبرِ، وليسَ بهِ الدِّينُ إلَّا البلاءُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 78، كتاب الفتن (92)، باب خروج النار (24)، الحديث (7119)، ومسلم في الصحيح 4/ 2219 - 2220، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يحسر الفرات عن جبل من ذهب (8)، الحديث (30/ 2894). (¬2) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (29/ 2894). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 701، كتاب الزكاة (12)، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها (18)، الحديث (62/ 1013). (¬4) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2231، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (54/ 157)، وأخرجه البخاري مختصرًا في الصحيح 13/ 74 - 75، كتاب الفتن (92)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يُغبط أهل القبور (22)، الحديث (7115).

4204 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ الساعةُ حتَّى تَخرُجَ نارٌ منْ أرضِ الحِجازِ تُضِيءُ أعناقَ الإبِلِ ببُصْرَى" (¬1). 4205 - وقال عليه السلام: "أوّلُ أشراطِ السّاعةِ نارٌ تحشُرُ النّاسَ منَ المشْرِقِ إلى المغرِبِ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 4206 - عن أنس أنّه قال، قال النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تقومُ السّاعةُ حتَّى يَتقاربَ الزمانُ، فتكونُ السنةُ كالشهرِ والشهرُ كالجُمعةِ، وتكونُ الجُمعةُ كاليومِ، ويكونُ اليومُ كالسّاعةِ، وتكونُ السّاعةُ كالضَّرْمَةِ بالنّارِ" (¬3). 4207 - عن عبد اللَّه بن حَوالة أنَّه قال: "بعثَنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لنغْنَمَ علَى أقدامِنا، فرجعْنا فلمْ نغنَمْ شيئًا، وعَرفَ الجُهْدَ في وُجوهِنا، فقامَ فينا فقال: اللَّهمَّ لا تَكِلْهُمْ إليَّ فأضْعُفَ عنهُمْ، ولا تَكِلْهُمْ إلى أنفُسِهِمْ فيَعْجِزوا عنها، ولا تَكِلْهُم إلى النّاس فيَستأْثِروا عليهِمْ. ثمَّ وضعَ يدَهُ علَى رأْسِي ثمَ قال: يا ابنَ حَوالَةَ إذا رأيتَ الخِلافةَ قدْ نزلَت الأرضَ ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 78، كتاب الفتن (92)، باب خروج النار (24)، الحديث (7118)، ومسلم في الصحيح 4/ 2227 - 2228، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى تخرج نار من أرض الحجاز (14)، الحديث (42/ 2902). (¬2) هذه شطرة من حديث طويل أخرجه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 362، كتاب الأنبياء (60)، باب خلق آدم وذريته (1)، الحديث (3329)، وأخرجه بنصه تعليقًا بصيغة الجزم في 13/ 78، كتاب الفتن (92)، باب خروج النار (24). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 567، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في تقارب الزمان وقصر الأمل (24)، الحديث (2332).

المقدَّسةَ، فقدْ دَنَتِ الزلازِلُ والبَلابِلُ والْأُمورُ العِظامُ، والسّاعةُ يومئذٍ أقربُ منَ النّاسِ منْ يَدِي هذهِ إلى رأْسِكَ" (¬1). 4208 - وعن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا اتُّخِذَ الفَيْء دُوَلًا، والأمانةُ مغَنمًا، والزكاة مغَرمًا، وتُعُلِّمَ لغيرِ دين (¬2)، وأطاعَ الرجلُ امرأتَهُ، وعقَّ أُمَّهُ، وأدْنَى صديقَهُ، وأقْصَى أباهُ، وظهرتِ الأصواتُ في المساجِدِ، وسادَ القبيلةَ فاسِقُهُمْ، وكانَ زعيمُ القومِ أْرذَلَهُمْ، وأُكْرِمَ الرَّجلُ مخافةَ شرِّه، وظهرتِ القَيْناتُ والمعازِفُ، وشُرِبَتِ الخُمورُ، ولعنَ آخرُ هذِه الْأُمّةِ أوَّلَها، فارتقِبُوا عندَ ذلكَ رِيحًا حمراءَ، وزَلزلةً وخَسفًا ومَسْخًا وقَذْفًا، وآياتٍ تتابَعُ كنِظام قُطِعَ سِلكُهُ فتتابَع" (¬3). 4209 - ورُوي عن علي رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، قال: "إذا فَعلَتْ أُمّتي خمسَ عشْرةَ خَصلةً حلَّ بها البَلاءُ" وعدَّ هذه الخِصال ولم يذكر "تُعُلِّمَ لغيرِ دين" وقال: "وبَرَّ صديقَهُ، وجَفا أباهُ" وقال: "وشُربتِ الخمرُ ولُبِسَ الحريرُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 288، وأبو داود في السنن 3/ 41 - 42، كتاب الجهاد (9)، باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة (37)، الحديث (2535)، والحاكم في المستدرك 4/ 425، كتاب الفتن، باب إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، والبلابل: هي الهموم والأحزان، وبَلْبَلة الصدر: وسواسه (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 150). (¬2) كذا في المخطوطة والمطبوعة واللفظ عند الترمذي وفي جامع الأصول: "لغير الدين" بالألف واللام. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 495، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف (38)، الحديث (2211)، قوله: "دِوَلًا" بكسر الدال وفتح الواو، ويضم أوله جمع دولة بالضم والفتح، أي غلبة في المداولة والمناولة، وقوله: "كنظام" أي عقد من نحو جوهر وخرز. (¬4) أخرجه الترمذي في المصدر نفسه 4/ 494، الحديث (2210).

4210 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يملِكَ العربَ رجلٌ منْ أهلِ بَيْتي يُواطِئُ اسمُهُ اسمِي" (¬1). وفي رواية: "لوْ لَمْ يبقَ منَ الدُّنيا إلَّا يومٌ لَطوَّلَ اللَّه ذلكَ اليومَ حتَّى يبعثَ اللَّه فيهِ رجلًا منِّي -أوْ منْ أهلِ بَيْتي- يُواطِئُ اسمُهُ اسمِي واسمُ أبيهِ اسمَ أبي، يملْأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا كما مُلِئَتْ ظُلمًا وجَوْرًا" (¬2). 4211 - عن أم سَلَمة قالت: سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "المَهْدِيُّ منْ عِتْرَتي منْ ولَدِ فاطِمَةَ" (¬3). 4212 - وعن أبي سعيد الخُدْرِيّ أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "المَهْدِيُّ مِنِّي أجْلَى الجبهةِ أقْنَى الأنفِ، يملْأُ الأرضَ قِسْطًا وعدلًا كما مُلئِت ظُلمًا وجَوْرًا، يملِكُ سَبْعَ سِنين" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 376، 377، 430، 448، وأبو داود في السنن 4/ 473، كتاب المهدي (30)، الحديث (4282)، والترمذي في السنن 4/ 505، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في المهدي (52)، الحديث (2230)، وقال: (حسن صحيح)، وصححه الحاكم في المستدرك 4/ 442، كتاب الفتن، باب لا يزداد الأمر إلّا شدة، وأقره الذهبي، وقوله: "يواطئ" أي يوافق. (¬2) أخرجه أبو داود في المصدر السابق. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 474، كتاب المهدي (30)، الحديث (4284)، وابن ماجه في السنن 2/ 1368، كتاب الفتن (36)، باب خروج المهدي (34)، الحديث (4086)، والحاكم في المستدرك 4/ 557، كتاب الفتن، باب المهدي هو من ولد فاطمة، وعِتْرَة الرجل: أخص أقاربه (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 3/ 177). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 17، وأبو داود في السنن 4/ 474 - 475، كتاب المهدي (30)، الحديث (4285)، والحاكم في المستدرك 4/ 557، كتاب الفتن، باب حلية المهدي عليه السلام، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، والأجلى: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته، والقنا في الأنف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 290 و 4/ 116).

4213 - عن أبي سعيد الخُدْرِيّ عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في قصّة المَهْدِيّ قال: "فيَجيءُ إليهِ الرجلُ فيقولُ: يا مَهدِيُّ أعطِني أعطِني، فيَحْثِي لهُ في ثَوبِه ما استطاعَ أنْ يَحمِلَهُ" (¬1). 4214 - عن أم سَلَمَة عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "يكونُ اختلافُ عندَ مَوتِ خَليفةٍ، فيَخرُجُ رجلٌ منْ أهلِ المدينةِ هارِبًا إلى مكّةَ، فيأتيهِ ناسٌ منْ أهلِ مكّةَ فيُخرِجونَهُ وهو كارِهٌ فيُبايعونَهُ بينَ الرُّكْنِ والمَقامِ، ويُبعثُ إليهِ بَعثٌ منَ الشامِ فيُخسَفُ بهمْ بالبَيْداءِ بينَ مكّةَ والمدينةِ، فإذا رأَى النّاسُ ذلكَ أتاهُ أبدالُ الشامِ وعَصائبُ أهلِ العِراقِ فيُبايعونَهُ، ثمَّ ينشأُ رجلٌ منْ قريشٍ أخوالُه كَلْبٌ فيبعثُ إليهم بعثًا فيظهرونَ عليهمْ، وذلكَ بعثُ كلبٍ، ويعملُ في النّاسِ بسنّةِ نبيِّهِمْ ويُلقي الإِسلامُ بجِرانِهِ في الأرضِ فيَلبَثُ سبعَ سِنينَ ثمّ يُتوفَّى ويُصلِّي عليهِ المسلمون" (¬2). 4215 - عن أبي سعيد أنّه قال: "ذكَر رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بلاءً يُصيبُ هذِهِ الْأُمّةَ حتَّى لا يَجدَ الرجلُ ملجأً يلجأُ إليهِ مِنَ الظُّلمِ، فيبعثُ اللَّه رجلًا، منْ عِتْرَتِي أهلِ بَيتي فيملْأُ بهِ الأرضَ قِسطًا وعَدْلًا كما مُلِئَتْ ظُلمًا وَجَوْرًا، يَرضَى عنهُ ساكِنُ السماءِ، وساكِنُ الأرضِ، لا تَدعُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 21 - 22، والترمذي في السنن 4/ 506، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في المهدي (53)، الحديث (2232)، وقال: (هذا حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 1367، كتاب الفتن (36)، باب خروج المهدي (34)، الحديث (4083). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 316، وأبو داود في السنن 4/ 475، كتاب المهدي (30)، الحديث (4286)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 464، كتاب الفتن (31)، باب ما جاء في المهدي (21)، الحديث (1881)، والحاكم في المستدرك 4/ 431، كتاب الفتن، باب قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ستفترق أمتي. . . والجِران: مقدم العنق، وأصله في البعير: إذا مدّ عنقه على وجه الأرض، فيقال: ألقى البعير جرانه وإنما يفعل ذلك إذا طال مقامه في مناخه، فضرب الجران مثلًا للإسلام إذا استقر قراره فلم يكن فتنة ولا هيج، وجرت أحكامه على العدل والاستقامة (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 6/ 161).

السماءُ منْ قَطْرِها شيئًا إلَّا صبَّتْهُ مِدْرارًا، ولا تدَعُ الأرضُ من نَباتِها شيئًا إلَّا أخرجَتْهُ حتَّى تتمنَّى الأحياءُ الأمواتَ، يعيشُ في ذلكَ سبعَ سِنينَ أو ثَماني سِنينَ أو تِسعَ سِنينَ" (¬1). 4216 - عن علي رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يخرُجُ رجلٌ منْ وراءِ النَّهر يقال له الحارِثُ، حَرّاث، علَى مَقْدَمتِهِ رجلٌ يقالُ لهُ منصُورٌ، يُوَطِّنُ -أو يُمكِّنُ- لآلِ محمَّدٍ كما مكَّنَتْ قُريشٌ لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وَجبَ علَى كلِّ مُؤمنٌ (¬2) نصرُه -أو قال: إجابتُهُ" (¬3). 4217 - عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلِم: "والذِي نفسِي بيَدِهِ لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُكلِّمَ السِّباعُ الإِنْسَ، وحتَّى تُكلِّمَ الرجلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وشِراكُ نَعْلِهِ، وتُخبِرهُ فَخِذُهُ بما أحدثَ أهلُهُ بعدُه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق) 11/ 371 - 372، باب المهدي، الحديث (20770) واللفظ له، وأحمد في المسند 3/ 37، والحاكم في المستدرك 4/ 465، كتاب الفتن، باب ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد. (¬2) كذا في المطبوعة وعند أبي داود، وفي المخطوطة (مسلم)، والصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 477، كتاب المهدي (30)، الحديث (4290) وقوله: "يوطِّن" أي يقرر ويثبت الأمر، وعند أبي داود "يوطِّئ" بدل "يوطِّن". (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 84، والترمذي في السنن 4/ 476، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في كلام السباع (19)، الحديث (2181)، وقال: (حسن غريب)، والحاكم في المستدرك 4/ 467، كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتَّى تكلم السباع الإنسان، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي، وعَذَبَة السوط: أي طرفه.

4 - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

4 - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال مِنَ الصِّحَاحِ: 4218 - عن حُذَيْفة بن أَسِيد الغِفارِيّ أنّه قال: "اطَّلعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم علَيْنا ونحنُ نتذاكرُ فقال: ما تذكرون؟ قالوا: نذكُرُ السّاعةَ، قال: إنَّها لنْ تقومَ حتَّى تَرَوْا قبلَها عشرَ آياتٍ. فذكرَ الدُّخانَ، والدجَّال، والدابَّةَ، وطُلوع الشمسِ منْ مَغرِبها، ونُزولَ عيسى بن مَرْيَمَ، ويأْجوجَ ومأْجوجَ، وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسْفٌ بالمشرِقِ وخَسْفٌ بالمغرِبِ وخَسْفٌ بجزيرةِ العربِ، وآخِرُ ذلكَ نارٌ تخرجُ منَ اليمنِ تطردُ النّاسَ إلى محشَرِهِمْ" (¬1) ويُروى: "نارٌ تخرجُ منْ قَعْرِ عَدَنَ تسوق النّاسَ إلى المحشَرِ" (¬2) وفي رواية: "في العاشرة: ورِيحٌ تُلقي النّاسَ في البحرِ" (¬3). 4219 - وقال عليه السلام: "بادِرُوا بالأعمالِ سِتًّا: الدُّخانَ والدجّالَ ودابَّةُ الأرضِ وطُلوعَ الشمسِ منْ مَغرِبِها وأمرَ العامَّةِ وَخُويِّصَةَ أحَدِكُم" (¬4). 4220 - عن عبد اللَّه بن عمرو قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ أوّلَ الآياتِ خُروجًا طُلوعُ الشمسِ منْ مَغرِبِها وخُروجُ الدابَّةِ علَى النّاسِ ضُحًى، وأيَّتهُما ما كانتْ قبلَ صاحِبَتِها فالْأُخرَى علَى أَثَرِها قَريبًا" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2225 - 2226، كتاب الفتن (52)، باب في الآيات التى تكون قبل الساعة (13)، الحديث (39/ 2901). (¬2) و (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (40/ 2901). (¬4) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2267، كتاب الفتن (52)، باب في بقية من أحاديث الدجال (25)، الحديث (129/ 2947)، وقوله: "خُويِّصَةَ" بضم وفح وسكون وتشديد وهو تصغير خاصة. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2260، كتاب الفتن (52)، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض. . . (23)، الحديث (118/ 2941).

4221 - عن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ثلاثٌ إذا خَرجْنَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} (¬1): طُلوعُ الشمسِ من مَغرِبِها والدجّالُ ودابَّةُ الأرضِ" (¬2). 4222 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ منْ مغرِبها، فإذا طلَعَتْ ورآها النّاسُ آمَنُوا أجمعُونَ، وذلكَ حينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} (¬3). ثمّ قرأَ الآيةَ" (¬4). 4223 - عن أبي ذَرّ أنّه قال: "قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حِينَ غَربت الشَّمْسُ: أتدرِي أينَ تذهبُ هذه؟ قلت: اللَّه ورسولُهُ أعلَمُ، قال: فإنَّها تذهبُ حتَّى تَسجُدَ تحتَ العَرشِ فتستأْذِنَ فيُؤذَنَ لها، ويُوشِكُ أنْ تَسجُدَ فلا يُقبَلُ مِنها، وتستأذِنَ فلا يُؤذنَ لها، يقالُ لها: ارجِعي منْ حيثُ جِئْتِ، فتطلُعُ منْ مَغرِبِها، وذلكَ قولُهُ تعالَى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} (¬5). قال: مُستقرُّها تحتَ العَرشِ" (¬6). ¬

_ (¬1) سورة الأنعام (6)، الآية (158). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 138، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (72)، الحديث (249/ 158). (¬3) سورة الأنعام (6)، الآية (158). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 297، كتاب التفسير (65)، سورة الأنعام (6)، باب {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} (10)، الحديث (4636)، وهذا لفظه. ومسلم في الصحيح 1/ 137، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (72)، الحديث (248/ 157)، وقد مر مطولًا في باب الملاحم، الحديث (4169). (¬5) سورة يس (36)، الآية (38). (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 297، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة الشمس والقمر (4)، الحديث (3199)، وفي 8/ 541، كتاب التفسير (65)، سورة يس (36)، باب {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} (1)، الحديث (4802) و (4803)، ومسلم في الصحيح 1/ 138 - 139، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (72)، الحديث (250/ 159) و (251/ 159).

4224 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما بينَ خَلْقِ آدَم إلى قِيامِ السّاعةِ أمْرٌ أكبرُ منَ الدجَّالِ" (¬1). 4225 - عن ابن عمر أنّه قال: "قامَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في النّاسِ فأثنَى علَى اللَّه بما هو أهلُهُ، ثمَّ ذكرَ الدجَّالَ فقال: إنِّي لْأُنذِرُكُموهُ وما منْ نبيٍّ إلَّا أنذرَهُ قومَهُ، لقدْ أنذرَهُ نوحٌ قومَهُ، ولكنْ أقولُ لكُمْ فيهِ قولًا لَمْ يقُلْهُ نبيٌّ لقومِهِ، تَعلمون أنّهُ أعورُ وأنَّ اللَّه ليسَ بأعوَرَ" (¬2). 4226 - وقال عليه السلام: "إنَّ اللَّه لا يَخفى عليكُمْ، إنَّ اللَّه ليسَ بأعوَرَ، وإنَّ المسيحَ الدجّالَ أعورُ عينِ اليُمنَى كأنَّ عينَهُ عِنَبةٌ طافِية" (¬3). 4227 - وعن أنس أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما منْ نبيٍّ إلَّا قدْ أنذرَ أُمَّتهُ الأعوَرَ الكذَّابَ، ألا إنّهُ أعورُ، وإنَّ ربَّكُمْ ليسَ بأعوَرَ، ومكتُوبٌ بينَ عَيْنَيهِ ك ف ر" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث عمران بن حصين رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2267، كتاب الفتن (52)، باب في بقية من أحاديث الدجال (25)، الحديث (126/ 2946) و (127/ 2946). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 172، كتاب الجهاد (56)، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي (178)، الحديث (3057)، وفي 6/ 370، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه عزَّ وجلَّ {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [هود (11)، الآية (25)] (3)، الحديث (3337) وهذا لفظه. ومسلم في الصحيح 4/ 2245، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (95/ 169)، وسيأتي برقم (4248). (¬3) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 389، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه (20)، الآية (39)] (17)، الحديث (7407)، ومسلم في الصحيح 4/ 2247، كتاب الفتن (52)، باب ذكر الدجال وصفته (20)، الحديث (100/ 169). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 91، كتاب الفتن (92)، باب ذكر الدجال (26)، الحديث (7131)، ومسلم في الصحيح 4/ 2248، كتاب الفتن (52)، باب ذكر الدجال وصفته (20)، الحديث (101/ 2933)، واللفظ له.

4228 - عن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ألا أُحدِّثُكُمْ حديثًا عنِ الدجّالِ ما حدَّثَ بهِ نبيٌّ قومَهُ؟ إنَّهُ أعوَرُ، وإنّهُ يَجيءُ معهُ بمثلِ الجنَّةِ والنّارِ، فالتي يقولُ إنَّها الجنّةُ هيَ النّارُ، وإنِّي أُنذِرُكُمْ كما أنذرَ بهِ نوحٌ قومَهُ" (¬1). 4229 - وعن حُذَيْفة عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ الدجَّالَ يخرُجُ وإنَّ معَهُ ماءً ونارًا، فأمَّا الذي يَراهُ النَّاسُ ماءً فنارٌ تُحرِقُ، وأمَّا الذي يَراهُ النَّاسُ نارًا فماءٌ بارِدٌ عَذْبٌ، فمنْ أدركَ ذلكَ منكُمْ فليقَعْ في الذي يراهُ النَّاسُ نارًا فإنَّهُ ماءٌ عَذْبٌ طَيِّبٌ. وإنَّ الدجَّالَ ممسوحُ العينِ عليها ظَفَرَةٌ غليظَةٌ، مكتوبٌ بينَ عَيْنيهِ كافِر، يقرؤُهُ كلُّ مؤمنٍ كاتِبٍ وغيرِ كاتِب" (¬2). 4230 - وعن حُذَيْفة أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الدجّالُ أعوَرُ العينِ اليُسرَى، جُفالُ الشعَرِ، معَهُ جَنَّتُهُ ونارُهُ، فنارُهُ جنَّةٌ وجنَّتُهُ نارٌ" (¬3). 4231 - عن النَّوَّاس بن سَمْعان قال: "ذكرَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الدجّالَ فقال: إنْ يخرُجْ وأنا فيكُمْ فأَنا حجيجُهُ دونَكُمْ، وإنْ يخرُجْ ولستُ فيكُمْ فامْرُؤٌ حجيجُ نفسِهِ، واللَّهُ خليفَتي على كلِّ مسلمٍ، إنّهُ شابٌّ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 370 - 371، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [هود (11)، الآية (25)] (3)، الحديث (3338)، ومسلم في الصحيح 4/ 2250، كتاب الفتن (52)، باب ذكر الدجال وصفته (20)، الحديث (109/ 2936). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 494، كتاب الأنبياء (60)، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (50)، الحديث (3450)، ومسلم في الصحيح 4/ 2249 - 2250، كتاب الفتن (52)، باب ذكر الدجال (20)، الحديث (105/ 2934)، و (107/ 2934) وظَفَرة: أي لحمة غليظة أو جلدة. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (104/ 2934)، وجُفال الشعر أي كثير الشعر.

قَطَطٌ (¬1) عينُهُ طافِئةٌ كأنِّي أُشبِّهُهُ بعبدِ العُزَّى بنِ قَطَنٍ، فمنْ أدركَهُ منكُمْ فلْيقرأْ عليهِ فواتِحَ سورةِ الكهفِ -وفي رواية (¬2): فلْيقرأْ عليهِ بفواتِحِ سورةِ الكهفِ فإنّها جَوازُكم (¬3) منْ فِتنتِهِ- إنّهُ خارجٌ مِنْ خَلَّةٍ (¬4) بينَ الشَّامِ والعِراقِ، فعاثَ يمينًا وعاثَ شِمالًا، يا عِبادَ اللَّه فاثبُتُوا. قُلنا: يا رسولَ اللَّه وما لَبْثهُ في الأرضِ؟ قال: أربعونَ يومًا، يومٌ كسَنةٍ، ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجُمعةٍ، وسائِرُ أيَّامِهِ كأيَّامِكُمْ. قُلنا: يا رسولَ اللَّه فذلكَ اليومُ الذي كسَنةٍ أيَكفِينا فيهِ صلاةُ يومٍ؟ قال: لا اقْدُروا لهُ قَدرَهُ. قلنا: يا رسولَ اللَّه وما إسْراعُهُ في الأرضِ؟ قال: كالغَيْثِ استدْبَرَتْهُ الريحُ، فيأْتي على القومِ فيَدعوهُمْ فيُؤمِنونَ بهِ، فيأْمُرُ السَّماءَ فتُمطِرُ والأرضَ فتُنبِتُ فتَروحُ عليهمْ سارحَتُهُمْ (¬5) أطولَ ما كانتْ ذُرًى (¬6) وأَسْبَغَهُ ضُروعًا (¬7) وأمدَّة خَواصِرَ (¬8)، ثمَّ يأتي القومَ فيَدعوهُمْ فيَردُّونَ عليهِ قولَهُ، فيَنصرِفُ عنهُمْ، فيُصبِحونَ مُمْحِلينَ (¬9) ليسَ بأَيْديهِمْ شيءٌ مِنْ أموالِهِمْ، ويمرُّ بالخَرِبَةِ فيقولُ لها: أخْرِجي كُنوزَكِ فتتبَعُهُ كنوزُها كيَعاسِيبِ النَّحْلِ (¬10) ثمَّ يَدعُو رجلًا ممتلِئًا شبابًا فيَضرِبُهُ بالسَّيْفِ فيقطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ ¬

_ (¬1) قطط: أي شديد جعودة الشعر. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 496، كتاب الملاحم (31)، باب خروج الدجال (14)، الحديث (4321). (¬3) الجَواز: هو الصك الذي يأخذه المسافر من السلطان أو نوّابه لئلا يتعرض لهم المترصّدة في الطريق. ولفظ أبي داود: "جِواركم" بكسر الجيم وبالراء، معناه حافظكم. (¬4) خَلَّة: أي طريقًا. (¬5) أي ترجع بعد زوال الشمس إليهم ماشيتهم التي تذهب بالغدوة إلى مراعيها. (¬6) ذُرى: جمع ذروة وهي أعلى السنام، وذروة كل شيء أعلاه. (¬7) جمع ضرع وهو الثدي، كناية عن كثرة اللبن. (¬8) جمع حاضرة وهي ما تحت الجنب ومدّها كناية عن الامتلاء وكثرة الأكل. (¬9) أمحل القوم أي أصابهم المحل وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلأ. (¬10) يعاسيب النحل: هي ذكور النحل، هكذا فسره ابن قتيبة وآخرون، قال القاضي: المراد جماعة النحل لا ذكورها خاصة، لكنه كنى عن الجماعة باليعسوب وهو أميرها لأنه متى طار تبعته جماعته (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 66).

الغَرَضِ (¬1)، ثمَّ يَدعُوه فيُقبِلُ ويتهلَّلُ وجهُهُ يَضْحَكُ، فبينما هوَ كذلكَ إذْ بعثَ اللَّه المسيحَ ابنَ مريمَ فيَنزِلُ عندَ المنارَةِ البيضاءِ شَرقيَّ دِمشقَ بينَ مَهْرودَتَيْنِ (¬2) واضعًا كفَّيْهِ على أجنحةِ مَلَكَيْنِ، إذا طَأْطَأَ رأسَهُ قَطَرَ، وإذا رفعَهُ تحدَّرَ منهُ مثلُ (¬3) جُمانٍ كاللُّؤلؤِ، فلا يَحلُّ لكافِرٍ يجدُ رِيحَ نفسِهِ إلَّا ماتَ، ونَفَسُهُ يَنتهي حيثُ يَنتهي طَرْفُهُ، فيطلُبُهُ حتَّى يُدرِكَهُ ببابِ لُدٍّ (¬4) فيقتُلُه، ثمَّ يأتي عيسَى بنَ مَريمَ قومٌ قدْ عصمَهُمُ اللَّه منهُ، فيمسَحُ عنْ وجوهِهِمْ ويُحدِّثُهُمْ بدرَجاتِهِمْ في الجنَّةِ، فبينما هوَ كذلكَ إذْ أَوْحَى اللَّه إلى عيسى: إنِّي قدْ أخرجتُ عِبادًا لي لا يَدانِ لأحدٍ بقتالِهمْ فحَوِّزْ (¬5) عِبادِي إلى الطُّورِ، ويبعثُ اللَّه يأْجوجَ ومأْجوجَ {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} (¬6) فيمُرُّ أوائِلُهُمْ عَلَى بُحيرةِ طَبَرِيَّةَ فيَشرَبون ما فيها، ويمُرُّ آخِرُهُمْ فيقول: لقدْ كانَ بهذِهِ مرَّة ماءٌ، ثمَّ يَسيرونَ حتَّى يَنتهُوا إلى جَبَلِ الخَمْرِ، وهو جَبلُ بيتِ المَقْدِسِ، فيقولون: لقدْ قَتَلنا مَنْ في الأرضِ هَلُمَّ فلْنَقْتُلْ مَنْ في السَّماءِ، فيَرمونَ بنُشَّابِهِمْ إلى السَّماءِ، فيرُدُّ اللَّه عليهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضوبَةً دَمًا. ويُحْصَرُ نبيُّ اللَّه وأصحابُهُ حتَّى يكونَ رأسُ الثَّوْرِ لأحدِهِمْ خَيرًا مِنْ مائةِ دِينارٍ لأحدِكُمُ اليومَ، فيَرْغَبُ نبيُّ اللَّه عِيسَى وأصحابُهُ ¬

_ (¬1) جزلتين: أي قطعتين، ومعنى رمية الغرض أنه يجعل بين الجزلتين مقدار رمية (النووي، المصدر نفسه). (¬2) أي لابس حلتين مصبوغتين بورس أو زعفران. وروي بالذال: مهروذتين. (¬3) لفظة "مثل" ليست عند مسلم. قال النووي في شرح صحيح مسلم 18/ 67، قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تحدّر منه جُمانٌ كاللؤلؤ" المراد يتحدّر منه الماء على هيثة اللؤلؤ في صفاته فسمّي الماء جُمانًا لشبهه به في الصفاء. (¬4) بلدة قريبة من بيت المقدس (النووي، المصدر نفسه). (¬5) قوله "فحوِّز عبادي إلى الطور" أي ضمهم إليه (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 459) ولفظ مسلم "فحرِّز". (¬6) سورة الأنبياء (21)، الآية (96).

إلى اللَّه، فيُرسلُ اللَّه عليهِمُ النَّغَفَ (¬1) في رِقابِهِمْ، فيُصبِحونَ فَرْسَى (¬2) كموتِ نَفْسٍ واحدةٍ، ثمَّ يَهبِطُ نبيُّ اللَّه عيسَى وأصحابُهُ إلى الأرضِ فلا يَجدونَ في الأرضِ موضِعَ شِبرٍ إلَّا ملَأهُ زهَمُهُمْ (¬3) ونَتْنُهُمْ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّه عيسَى وأصحابُهُ إلى اللَّه، فيُرسلُ اللَّه عليهم طيرًا كأعناقِ البُخْتِ (¬4) فتحملُهُمْ فتطرَحُهُمْ حيثُ شاءَ اللَّه -ويُروى (¬5): فتطرَحُهُمْ بالمَهْبلِ (¬6) ويَستوقِدُ المسلمونَ مِنْ قِسِّيهِمْ ونُشّابِهِمْ وجِعابِهِمْ سَبْعَ سِنين- ثمَّ يُرسلُ اللَّه مطرًا لا يَكُنُّ منهُ بيتُ مَدَرٍ (¬7) ولا وَبَرٍ، فيغسِلُ الأرض حتَّى يترُكَها كالزَّلَفَةِ (¬8)، ثمَّ يُقالُ للأرضِ: أنْبِتي ثَمَرَتَكِ ورُدِّي بَركَتَكِ، فيومَئِذٍ تأكُلُ العِصابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ ويَستظِلُّونَ بقِحْفِها (¬9)، ويُبارَكُ في الرِّسْلِ (¬10) حتَّى أنَّ اللِّقْحَةَ (¬11) مِنَ الإِبِلِ لَتكْفي الفِئامَ (¬12) مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ البقرِ لَتكْفي القبيلةَ مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتكْفي الفَخْذَ (¬13) منَ النَّاسِ، فبينما هُمْ كذلكَ إذْ بعثَ اللَّه ¬

_ (¬1) النَّغَف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم. (¬2) في المطبوعة (مَوْتَى) وفي المخطوطة ولفظ مسلم "فَرْسي" ولفظ الترمذي "فَرْسَي مَوْتَى" قال النووي في شرح صحيح مسلم 18/ 69: فرص أي قتلى واحدهم فريس. (¬3) أي دسمهم ورائحتهم الكريهة (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 69). (¬4) البُخْت: جمال طوال الأعناق (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 101). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 513، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في فتة الدجال (509)، الحديث (2240). (¬6) المهبل: هو الهوة الذاهبة في الأرض (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5/ 241). (¬7) المَدَر: هو الطين الصلب (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 69). (¬8) أي كالمرآة، وقيل كمصانع الماء أي أن الماء يستنقع فيها حتَّى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء، وقيل كالصحفة وقيل كالروضة (النووي، المصدر نفسه). (¬9) أي بقشرها. (¬10) الرِّسْل: هو اللبن. (¬11) اللِّقحة: بالكسر والفتح الناقة القريبة العهد بالنِّتاج (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 263). (¬12) الفئام: أي الجماعة. (¬13) الفخذ: الجماعة من الأقارب.

رِيحًا طَيِّبةً فتأخُذُهُمْ تحتَ آباطِهمْ، فتَقبِضُ روحَ كلِّ مُؤمنٍ وكُلِّ مسلمٍ، ويَبْقَى شِرارُ النَّاسِ يَتهارَجونَ فيها تَهارُجَ الحُمُرِ فَعليْهِمْ تقومُ السَّاعةُ" (¬1). 4232 - عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يخرُجُ الدجّالُ فيتوجَّهُ قِبَلَهُ رجلٌ مِنَ المؤمنينَ (¬2)، فتلقاهُ المَسالِحُ (¬3) مَسالِحُ الدجّالِ فيقولونَ لهُ: أينَ تعمِدُ؟ فيقولُ: أعمِدُ إلى هذا الذي خرجَ، قال فيقولونَ لهُ: أَوَ ما تُؤمِنُ بربِّنا؟ فيقولُ: ما بربِّنا خَفاءٌ، فيقولون: اقتُلُوه، فيقولُ بعضُهُمْ لبعضٍ: أليسَ قدْ نَهاكُمْ ربُّكُمْ أنْ تقتُلُوا أحدًا دُونَهُ، فينطلِقُونَ بهِ إلى الدجَّالِ، فإذا رآهُ المؤمنُ قال: يا أيُّها النَّاسُ هذا الدجَّالُ الذي ذَكَرَ رسول اللَّه عليه السَّلام، قال: فيأمُرُ الدجَّالُ بهِ فيُشَبَّحُ (¬4) فيقولُ: خُذوهُ وشُجُّوهُ، فيُوسعُ ظهرُهُ وبطنُهُ ضَرْبًا، قال فيقولُ: أما تُؤمنُ بي؟ قالَ فيقولُ: أنتَ المسيحُ الكذَّابُ، قال: فيُؤْمَرُ بهِ فيُؤْشَرُ بالمِئْشارِ (¬5) مِنْ مَفْرِقِهِ حتَّى يُفَرَّقَ بينَ رِجلَيْهِ، قال: ثمَّ يَمشي الدجَّالُ بينَ القِطْعَتَيْنِ، ثمَّ يقولُ لهُ: قُمْ، فيَستوِي قائِمًا، ثمَّ يقولُ لهُ: أتُؤمِنُ بي؟ فيقولُ: ما ازْدَدْتُ فيكَ إلَّا بَصيرَةً، قال: ثمَّ يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ إنَّهُ لا يفعلُ هذا بَعدِي بأحدٍ مِنَ النَّاسِ، قال: فيأخُذُهُ الدجَّالُ لِيَذْبَحهُ فيُجعَلُ ما بينَ رقَبَتِهِ إلى تَرْقُوَتهِ نُحاسًا فلا يستطيعُ إليهِ سَبيلًا، قال: فيأخُذُ بيدَيْهِ ورِجلَيْهِ فيَقذِفُ بهِ، فيَحْسِبُ النَّاسُ أنَّما قذَفَهُ إلى ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2250 - 2255، كتاب الفتن (52)، باب ذكر الدجال وصفته (20)، الحديث (110/ 2937) و (111/ 2937). (¬2) في مخطوطة برلين (المسلمين) وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬3) المسالح جمع مَسْلَحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 388). (¬4) فيشبّح: أي يمد على بطنه، ويروى "فيشج" (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 73). وهي في المخطوطة والمطبوعة "فَيُشَجُّ". (¬5) هكذا الرواية -يؤشر بالمئشار- وهو الأفصح، ويجوز تخفيف الهمزة فيهما فيجعل في الأول واوًا وفي الثاني ياء -يوشر بالميشار- ويجوز المنشار بالنون وعلى هذا يقال: نشرت الخشبة، وعلى الأول يقال: أشرتها (النووي، المصدر نفسه).

النَّارِ، وإنَّما أُلقيَ في الجنَّةِ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هذا أعظمُ النَّاسِ شَهادةً عندَ ربِّ العالمينَ" (¬1). 4233 - عن أم شَرِيك أنّها قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدجَّالِ حتَّى يَلْحَقُوا بالجِبالِ. قالت أُمُّ شَرِيكٍ: قلتُ يا رسولَ اللَّه فأَيْنَ العربُ يومئذٍ؟ قال: هُمْ قليلٌ" (¬2). 4234 - عن أنس أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يَتْبعُ الدجّالَ منْ يَهودِ أصْبَهانَ سبعونَ ألفًا عليهِمُ الطَّيالِسَةُ" (¬3). 4235 - وقال عليه السلام: "يأتي الدجّالُ، وهوَ مُحرَّمٌ عليهِ أنْ يَدخُلَ نِقابَ المدينةِ، فينزِلُ بعضَ السِّباخِ التي تَلي المدينةَ، فيخرُجُ إليهِ رجلٌ وهو خيرُ النَّاسِ، أو منْ خِيارِ النَّاسِ، فيقولُ: أشهدُ أنَّكَ الدجّالُ الذي حدَّثَنا رسولُ اللَّه عليه السلام حَديثَهُ، فيقولُ الدجّالُ: أرأَيْتُمْ إنْ قَتلتُ هذا ثمَّ أحيَيْتُهُ هلْ تَشُكُّونَ في الأمرِ؟ فيقولونَ: لا، فيقتُلُهُ ثمَّ يُحييهِ، فيقول: واللَّه ما كنتُ فيكَ أشدَّ بَصيرة منِّي اليومَ، فيُريدُ الدجّالُ أنْ يقتُلَهُ فلا يُسلَّطُ عليهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2256 - 2257، كتاب الفتن (52)، باب في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه (21)، الحديث (113/ 2938). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2266، كتاب الفتن (52)، باب في بقية من أحاديث الدجال (25)، الحديث (125/ 2945)، ولفظه: "ليفرن الناس من الدجّال في الجبال. . . "، وأخرجه الترمذي بتمامه في السنن 5/ 724، كتاب المناقب (50)، باب مناقب في فضل العرب (70)، الحديث (3930). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (124/ 2944). (¬4) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 95، كتاب فضائل المدينة (29)، باب لا يدخل الدجال المدينة (9)، الحديث (1882)، وفي 13/ 101، كتاب الفتن (92)، باب لا يدخل الدجال المدينة (27)، الحديث (7132)، والنقاب: جمع نقب وهو الطريق بين الجبلين. وقوله: "بعض السباخ" أي في بعض الأراضي السبخة وهي ذات ملح لا تنبت.

4236 - عن أبي هريرة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يأتي المسيحُ منْ قِبَلِ المَشْرِقِ وهِمَّتُهُ المدينةُ، حتَّى ينزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثمَّ تَصرِفُ الملائِكَةُ وجهَهُ قِبَلَ الشَّامِ وهُنالِكَ يَهلِكُ" (¬1). 4237 - وعن أبي بَكرة أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يدخُلُ المدينةَ رُعْبُ المسيحِ الدجّالِ، لها يومئذٍ سَبعةُ أبوابٍ عَلَى كلِّ بابٍ مَلَكان" (¬2). 4238 - عن فاطمة بنت قَيْس قالت: "سمعتُ مُنادِي رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُنادِي الصَّلاةَ جامِعةً، فخرجتُ إلى المسجدِ فصلَّيْتُ مَعَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فلمَّا قَضَى صلاتَهُ جلسَ عَلَى المِنبرِ وهوَ يضحَكُ فقال: لِيَلزَمْ كلُّ إنسانٍ مُصلَّاهُ، ثمَّ قال: هلْ تَدرونَ لِمَ جَمعتُكُمْ؟ قالوا: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ، قال: إنِّي واللَّه ما جمعتُكُمْ لرَغْبةٍ ولا لرَهْبَةٍ، ولكنْ جمعتُكُمْ لأنَّ تَميمًا الدارِيَّ كانَ رجلًا نصرانِيًّا فجاءَ وأسلمَ وحدَّثَني حَديثًا وافقَ الذي كنتُ أحدِّثُكُمْ بهِ عنِ المسيحِ الدجّالِ، حدَّثَني أنّهُ ركِبَ في سَفينةٍ بحريّةٍ مَعَ ثلاثينَ رجلًا منْ لَخْم وجُذامَ، فلعِبَ بهمُ الموجُ شهرًا في البحرِ، فَأَرْفَأُوا (¬3) إلى جزيرةٍ حينَ تغربُ الشَّمْسُ، فجلَسُوا في أقربِ السفينةِ فدخَلُوا الجزيرةَ فلقِيَتْهُمْ دابَّةٌ أَهْلَبُ (¬4) كثيرُ الشعرِ لا يدرونَ ما قُبُلُهُ منْ دُبُرِهِ منْ كثرةِ الشعرِ، قالوا: ويلَكِ ما أنتِ؟ قالت: أنا الجَسّاسَةُ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1005، كتاب الحج (15)، باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها (87)، الحديث (486/ 1380). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 95، كتاب فضائل المدينة (29)، باب لا يدخل الدجال المدينة (9)، الحديث (1879). (¬3) أَرْفَأُوا: أي التَجَأُوا (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 81). (¬4) الأهْلَب: غليظ الشعر كثيره (النووي، المصدر نفسه).

انطلِقُوا إلى هذا الرجلِ في الدَّيْرِ فإنَّهُ إلى خَبَرِكُمْ بالأشْواقِ، قال: لمَّا سمَّتْ لنا رجلًا فَرِقْنا (¬1) منها أنْ تكونَ شَيطانةً، قال: فانطلَقْنا سِراعًا حتَّى دخَلْنا الدَّيْرَ، فإذا فيهِ أعظَمُ إنسانٍ ما رأيناهُ قطُّ خَلْقًا وأشدُّهُ وِثاقًا، مجموعةٌ يَداهُ إلى عُنُقِهِ ما بينَ رُكبتِهِ إلى كَعْبِهِ بالحديدِ، قُلنا: ويلَكَ ما أنتَ؟ قال: قدْ قَدَرْتُمْ علَى خَبرِي فأخبِروني ما أنتُمْ؟ قالوا: نحنُ أُناسٌ مِنَ العربِ ركِبْنا في سفينةٍ بحريّةٍ فلعبَ بنا البحرُ شهرًا فدخَلْنا الجزيرةَ فلَقِيَتْنا دابًةٌ أهْلَبُ فقالت: أنا الجَسّاسَةُ اعْمِدُوا إلى هذا في الدَّيْرِ، فأقبَلْنا إليكَ سِراعًا، فقال: أخبِروني عنْ نَخْلِ بَيْسانَ هلْ تُثمِرُ؟ قلنا: نعم، ثمَّ قال: أما إنَّها يوشكُ أنْ لا تُثمِرَ، قال: أخبِروني عنْ بُحَيْرةِ طَبَرِيّة هلْ فيها ماءٌ؟ قلنا: هيَ كثيرةُ الماءِ، قال: أما إنّ ماءَها يُوشِكُ أنْ يذهبَ، قال: أخبِروني عنْ عَيْنِ زُغَرَ (¬2) هلْ في العينِ ماءٌ؟ وهلْ يزرعُ أهلُها بماءِ العينِ؟ قلنا: نَعَمْ هيَ كثيرةُ الماءِ وأهلُها يزرَعونَ مِنْ مائِها، قال: أخبِروني عنْ نبيِّ الْأُمِّيِّينَ ما فعلَ؟ قالوا: قدْ خرجَ منْ مكَّةَ ونزلَ يَثْرِبَ، قال: أقاتَلَهُ العربُ؟ قلنا: نعم، قال: كيفَ صنعَ بهمْ؟ فأخبرناهُ أنّهُ قدْ ظهرَ علَى مَنْ يَليهِ مِنَ العربِ وأطاعوهُ، قال: أما إنَّ ذلكَ خيرٌ لهمْ أنْ يُطيعوهُ، وإنِّي مُخبِرْكُمْ عنِّي، إنِّي أنا المسيحُ وإنِّي أُوشِكُ أنْ يُؤْذَنَ لي في الخُروج فأخرُجَ فأسيرَ في الأرضِ فلا أدعَ قريةً إلَّا هَبَطْتُها في أربعينَ ليلةً غيرَ مكَّةَ وطَيْبَةَ، هُما مُحرَّمَتانِ عليَّ كِلتاهُما، كُلَّما أردْتُ أنْ أدخُلَ واحدَةً مِنهُما استقبَلَني مَلَكٌ بيدِهِ السَّيْفُ صُلْتًا (¬3) يَصُدُّني عنها، وإنَّ على كلِّ نَقْبٍ (¬4) منها ملائِكَةً يَحرُسونَها. قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وطَعَنَ بمِخْصَرَتِهِ في المِنبرِ: هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ. يَعني المَدينَة. ألا هلْ كُنتُ حدَّثْتُكُمْ ذلكَ؟ ¬

_ (¬1) فَرِقْنا: أي خفنا (النووي، المصدر نفسه). (¬2) عين زُغَر: بلدة في الجانب القبلي من الشام (النووي، شرح صحيح سلم 18/ 82). (¬3) صُلتًا: بفتح الصاد وضمها أي مسلولًا (النووي، المصدر نفسه). (¬4) النقب: الطريق بين الجبلين (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5/ 102).

فقالَ النَّاسُ: نَعَمْ، فقال: ألا إنَّهُ في بَحرِ الشَّامِ أوْ بَحرِ اليَمَنِ، لا بَلْ منْ قِبَلِ المَشرِقِ ما هُوَ. وأَوْمَأَ بيدِه إلى المَشرِقِ" (¬1). 4239 - عن عبد اللَّه بن عمر أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "رأيتُني الليلَةَ عندَ الكعبةِ، فرأيتُ رجلًا آدمَ كأحسنِ ما أنتَ راءٍ منْ أُدْمِ الرجالِ، لهُ لِمَّةٌ كأحسنِ ما أنتَ راءٍ مِنَ اللِّمَمِ، قد رجَّلَها فهيَ تقطُرُ ماءً، مُتَّكِئًا على عَواتِقِ رجلَيْنِ يطوفُ بالبيتِ، فسألتُ مَنْ هذا؟ فقالوا: هذا المسيحُ بنُ مريمَ. قال: ثمَّ إذا أنا برجلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أعوَرِ العينِ اليُمنَى كأنَّ عينَهُ عِنَبَةٌ طافِيةٌ، كأشبَهِ من رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ بابْنِ قَطَنٍ، واضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رجلَيْنِ يَطوفُ بالبيتِ، فسألتُ: مَنْ هذا؟ فقالوا: هذا المسيحُ الدجّال" (¬2). وفي رواية: قالَ في الدجّال: "رجلٌ أحمرُ جَسيمٌ جَعدُ الرأسِ أعوَرُ عَينِهِ اليُمنى أقرَبُ النَّاسِ بهِ شَبَهًا ابنُ قَطَنٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2261 - 2264، كتاب الفتن (52)، باب قصة الجساسة (24)، الحديث (119/ 2942). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 477، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} [مريم (19) الآية (16)] (48)، الحديث (3440)، وفي 10/ 356، كتاب اللباس (77)، باب الجعد (68)، الحديث (5902)، وفي 12/ 390، كتاب التعبير (91)، باب رؤيا الليل (11)، الحديث (6999)، ومسلم في الصحيح 1/ 154 - 155، كتاب الإيمان (1)، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال (75)، الحديث (273/ 169) و (274/ 169)، آدم بالمد أي أسمر. واللِّمَّة: شعر الرأس ويقال له إذا جاوز شحمة الأذنين، وإذا جاوزت المنكبين فهي جمة، وإذا قصرت عنهما فهي وفرة، والقَطَط: شدة جعودة الشعر (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 486). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 477، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} (48)، الحديث (3441)، وفي 12/ 417، كتاب التعبير (91)، باب الطواف بالكعبة في المنام (33)، الحديث (7026)، ومسلم في المصدر السابق 1/ 156، الحديث (277/ 171).

مِنَ الحِسَان: 4240 - عن فاطمة بنت قَيْس في حديث تميم الدارِي قال: "فإذا أنا بامرأةٍ تجُرُّ شعرَها، قال: ما أنتِ؟ قالت: أنا الجسّاسَةُ اذهبْ إلى ذلكَ القصرِ، فأتيتُهُ، فإذا رجلٌ يجُرُّ شعرَهُ مُسلسلٌ في الأغلالِ يَنْزُو فيما بينَ السماءِ والأرضِ، فقلت: مَنْ أنتَ؟ قال: أنا الدجّال" (¬1). 4241 - عن عُبادة بن الصامِت عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنِّي حدَّثتُكُمْ عنِ الدجّالِ حتَّى خَشيتُ أنْ لا تعقِلوا، إنَّ المسيحَ الدجّالَ رجلٌ قصيرٌ أفحَجُ جَعْدٌ أعوَرُ مطموسُ العينِ ليستْ بناتِئَةٍ ولا جَحْراءَ، فإنْ أُلْبِسَ عليكُمْ فاعلَمُوا أنَّ ربَّكُمْ ليسَ بأعوَرَ" (¬2). 4242 - عن أبي عُبَيْدة بن الجَرّاح أنّه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّهُ لَمْ يكُنْ نبيٌّ بعدَ نُوحٍ إلَّا قدْ أنذَرَ الدجّالَ قومَهُ، فإنِّي أُنذِركُموهُ. فوصفَهُ لنا فقال: لعلَّهُ سيُدْرِكُهُ بعضُ مَنْ رآني أو سمِعَ كلامي. فقالوا: يا رسولَ اللَّه فكيفَ قُلوبُنا يومئذٍ؟ قال: مِثْلُها، يعني اليوم، أو خَيْر" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 599 - 500، كتاب الملاحم (31)، باب في خبر الجسّاسة (15)، الحديث (4325)، وقوله "ينزو" أي يثب وثوبًا. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 324، وأبو داود في السنن 4/ 495 - 496، كتاب الملاحم (31)، باب خروج الدجال (14)، الحديث (4320)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 4/ 245، الحديث (5078)، الفحج: تباعد ما بين الفخذين، والرجل أفحج، "وعين جحراء" أي غائرة مختفية كأنها قد انجحرت أي دخلت في جحر وهو الثقب، (ابن الأثير، جامع الأصول 10/ 358، الكتاب التاسع في القيامة، باب في أشراط القيامة وعلامتها، الحديث (7850)). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 195، وأبو داود في السنن 5/ 117، كتاب السنة (34)، باب في الدجال (29)، الحديث (4756)، والترمذي في السنن 4/ 507، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في الدجال (55)، الحديث (2234) وقال: (حسن غريب)، وأبو يعلى الموصلي في =

4243 - عن عمرو بن حُرَيْث عن أبي بكر الصدّيق قال، قال حدّثنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الدجّالُ يخرُجُ منْ أرضٍ بالمشرِقِ يقالُ لها خُراسانُ، يَتْبَعُهُ أقوامٌ كأنَّ وجوهَهُمُ المَجانُّ المُطْرَقَة" (¬1). 4244 - عن عِمران بن حُصَيْن قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ سمِعَ بالدجّالِ فليَنْأَ عنهُ، فواللَّه إنَّ الرجلَ لَيأْتِيهِ وهو يَحسِبُ أنَّهُ مُؤمنٌ فيتبعُهُ ممَّا يبعثُ بهِ من الشُّبهاتِ" (¬2). 4245 - عن أسماء بنت يَزيد بن السَّكَن قالت، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يمكُثُ الدجّالُ في الأرضِ أربعينَ سنةً، السنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجُمعةِ، والجُمعةُ كاليوم، واليومُ كاضطرامِ السَّعَفَةِ في النَّارِ" (¬3). ¬

_ = المسند 2/ 178 - 179، الحديث (6/ 875)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 467، كتاب الفتن (31)، باب ما جاء في الكذابين والدجال (25)، الحديث (1895)، والحاكم في المستدرك 4/ 542، كتاب الفتن، باب ذكر يوم الخلاص. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 4، والترمذي في السنن 4/ 509، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء من أين يخرج الدجال (57)، الحديث (2227)، وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1353، كتاب الفتن (36)، باب فتنة الدجال. . . (33)، الحديث (4072)، والحاكم في المستدرك 4/ 527، كتاب الفتن، باب يخرج الدجال من أرض خراسان، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، والمجانّ جمع المِجن وهو الترس. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 431، 441، وأبو داود في السنن 495/ 4، كتاب الملاحم (31)، باب خروج الدجال (14)، الحديث (4319)، والحاكم في المستدرك 4/ 531، كتاب الفتن، باب من سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه. (¬3) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق) 11/ 392، باب الدجال، الحديث (20822)، وأحمد في المسند 6/ 454، 459، والسَّعَفَة: غصن النخل، أي كسرعة التهاب النار بورق النخل، والاضطرام: الالتهاب والاشتعال، فالمعنى أن اليوم كالساعة.

4246 - عن أبي سعيد الخُدريّ قال: قال (¬1) رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يَتبعُ الدجّالَ منْ أُمَّتي سَبعونَ ألفًا عليهِمُ السِّيجانُ" (¬2). 4247 - وعن أسماء بنت يَزيد أنها قالت: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في بَيتي، فذكرَ الدجّالَ فقال: إنَّ بينَ يَدَيْهِ ثلاثَ سِنينَ: سنةٌ تُمسِكُ السَّماءُ فيها ثُلُثَ قَطْرِها والأرضُ ثلُثَ نَباتِها، والثانيةُ تُمسِكُ السَّماءُ ثلُثَيْ قَطْرِها والأرضُ ثلُثَيْ نَباتِها، والثالِثَةُ تُمسِكُ السَّماءُ قَطْرَها كُلَّهُ والأرضُ نَباتَها كُلَّهُ، فلا يبقَى ذاتُ ظِلْفٍ ولا ذاتُ ضِرْس مِنَ البهائِمِ إلَّا هَلَكَتْ، وإنَّ منْ أشدِّ فِتنَتِهِ أنَّهُ يأتي الأعرابىَّ فيقول: أرأيتَ إنْ أحيَيْتُ لكَ إبِلَكَ ألستَ تعلَمُ أنِّي ربُكَ؟ فيقول: بلَى، فيُمثِّلُ لهُ نحوَ إبِلِهِ كأحسنِ ما يكونُ ضُروعًا وأعظَمِهِ أسنِمَةً. قال: ويأتي الرجلُ قدْ ماتَ أخوهُ، وماتَ أبوهُ، فيقول: أرأيتَ إنْ أحيَيْتُ لكَ أباكَ وأخاكَ ألستَ تعلمُ أنِّي ربُّكَ؟ فيقول: بَلَى، فيُمثِّلُ لهُ الشياطِينَ نحوَ أبيهِ ونحوَ أخيهِ. قالت: ثمَّ خرجَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لحاجَتِهِ، ثمَّ رجعَ والقومُ في اهتِمامٍ وغمٍّ ممَّا حدَّثهُمْ، قالت: فأخذَ بلَجْفَتَيِ (¬3) البابِ فقال: مَهْيَمْ (¬4) أسماءُ؟ قلتُ: يا رسولَ اللَّه لقدْ خَلَعْتَ أفئِدَتَنا بذِكرِ الدجّالِ، قال: إنْ يخرُجْ وأنا حيٌّ فأنا حَجِيجُهُ، وإلَّا فإنَّ ربِّي خَليفَتي على كُلِّ مُؤمنٍ. فقلتُ: يا رسولَ اللَّه واللَّهِ إنَّا لَنَعجِنُ عَجينَنا، ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة (قال لي) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للأصول. (¬2) أخرجه معمر بن راشد في المصدر السابق 11/ 393، الحديث (20825)، ومن طريقه أخرجه البغوي في شرح السنة 15/ 62، كتاب الفتن، باب الدجال لعنه اللَّه، الحديث (4265)، وقال: (السِّيجان: جمع الساج وهو طيلسان أخضر). (¬3) لجفتا الباب: عضادتاه وجانباه، من قولهم لجوانب البئر: ألْجاف جمع لَجَف (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 234). (¬4) مَهْيَمْ: كلمة استفهام أي ما حالك وما شأنك أو ما وراءك أو أحدث لك شيء؟ (الفيروزآبادي، القاموس المحيط 4/ 181، باب الميم، فصل اللام إلى النون).

5 - باب قصة ابن الصياد

فما نخبِزُهُ حتَّى نجوعَ فكيفَ بالمؤمنينَ يومئذٍ؟ قال: يُجزِيهِمْ ما يُجزِي أهلَ السماءِ مِنَ التسبِيحِ والتَّقْديسِ" (¬1). 5 - باب قصة ابن الصياد مِنَ الصِّحَاحِ: 4248 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما "أنَّ عُمرَ بنَ الخطّابِ انطلقَ معَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في رَهْطٍ منْ أصحابِهِ قِبَلَ ابنِ الصيّادِ حتَّى وجدُوه يلعبُ معَ الصِّبيانِ في أُطُمِ (¬2) بَني مَغالةَ، وقدْ قارَبَ ابنُ الصيّادِ يومئذٍ الحُلُمَ، فلم يَشعُرْ حتَّى ضربَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ظهرَهُ بيدِه ثم قال: أتشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فنظرَ إليهِ فقال: أشهدُ أنَّكَ رسولُ الْأُمِّيِّينَ، ثمَّ قال ابنُ الصيّادِ: أتشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فرضَّهُ (¬3) النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ثمّ قال: آمنتُ باللَّه ورسولِهِ، ثمَّ قال لابنِ الصيّادِ: ماذا تَرَى؟ قال: يأتِيني صادِقٌ وكاذِب، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: خُلِّطَ عليكَ الأمرُ. ثمَّ قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنِّي خَبأْتُ لكَ خَبِيئًا (¬4)، ¬

_ (¬1) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق) 11/ 391، باب الدجال، الحديث (20821)، وأبو داود الطيالسي في المسند ص 227، الحديث (1633)، وأحمد في المسند 6/ 453 - 454، 455 - 456، والطبراني في المعجم الكبير 24/ 158، الحديث (404). (¬2) الْأُطُم: القصر وكل حصن مبني بحجارة والجمع آطام. (¬3) قوله "فرضه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" قال الخطابي: وقع هنا بالضاد المعجمة وهو غلط، والصواب بالصاد المهملة أي قبض عليه بثوبه يضم بعضه إلى بعض. وقال ابن بطال: من رواه بالمعجمة فمعناه دفعه حتَّى وقع فتكسر (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 561). (¬4) قوله: "خبأت لك خبيئًا" أي أخفيت لك شيئًا (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 173).

وخَبأَ لهُ {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} (¬1) (¬2). فقال: هوَ الدُّخُّ (¬3)، قال: اخْسَأْ فلَنْ تَعْدُو قَدْرَكَ. قال عمر: يا رسولَ اللَّه أتأذَنُ لي فيهِ أضْرِبْ عنُقَه؟ قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنْ يَكنْ هوَ فلا تُسلَّطَ عليهِ، وإنْ لَمْ يكُنْ هوَ فلا خيرَ لكَ في قتلِهِ. قال ابن عمر: انطلقَ بعدَ ذلكَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأُبَيُّ بنُ كعبٍ الأنصارِيُّ يَؤمَّانِ النخْلَ التي فيها ابنُ صيّادٍ، فطَفِقَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يتَّقي بجُذوعِ النَّخْلِ وهوَ يَخْتِلُ (¬4) أنْ يسمعَ منْ ابنِ صيّادٍ شيئًا قبلَ أنْ يراهُ، وابنُ صيّادٍ مُضطجِعٌ علَى فِراشهِ في قَطِيفَةٍ لهُ فيها زَمْزَمَةٌ (¬5)، فرأتْ أمُّ ابنِ صيَادٍ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ يَتَّقي بجُذوعِ النَّخْلِ فقالت: أيْ صافُ، وهوَ اسمُه، هذا محمَّدٌ، فتناهَى (¬6) ابنُ صيّادٍ. قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لو تَرَكَتْهُ بيَّن. قالَ عبدُ اللَّه بن عمر: قامَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في النَّاسِ فأثنَى على اللَّه بما هوَ أهلُهُ، ثمَّ ذكرَ الدجّالَ فقال: إنِّي أُنْذِرْكموهُ، وما منْ نبىٍّ إلَّا وقدْ أنذرَ قومهُ، لقدْ أنذرَهُ نُوحٌ قومهُ، ولكنِّي سأقولُ لكمْ فيهِ قولًا لَمْ يقلْهُ نبيٌّ لقومِهِ، تعلمونَ أنَّهُ أعوَرُ، وأنَّ اللَّه ليسَ بأعوَرَ" (¬7). ¬

_ (¬1) سورة الدخان (44)، الآية (10) (¬2) قوله: "وخبأ له {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} " ليس عند البخاري ومسلم، بل جاء في حديث أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق) 11/ 389، باب الدجال، الحديث (20817)، وأحمد في المسند 2/ 148، وأبو داود في السنن 4/ 505، كتاب الملاحم (31)، باب في خبر ابن صائد (16)، الحديث (4229). (¬3) الدُّخّ: الدخان. (¬4) الختلْ هو طلب الشيء بحيلة والمفعول محذوف أي يخدع ابن صياد. (¬5) القطيفة: كساء مخمل، وزمزمة: هو صوت خفيّ لا يكاد يفهم أو لا يفهم (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 55). (¬6) أي انتهى عما كان فيه من الزمزمة وسكت. (¬7) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 218، كتاب الجنائز (23)، باب إذا أسلم الصبيّ فمات هل يصلى عليه. . . (79)، الحديث (1354) و (1355)، وفي 6/ 172، كتاب =

4249 - عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: "لقِيَهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأبو بَكْرٍ وعُمرُ في بعضِ طُرقِ المدينةِ، فقالَ لهُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أتشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فقال هو: تشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: آمنتُ باللَّه وملائِكتِهِ وكُتُبهِ ورُسُلِهِ، ما تَرَى؟ قال: أَرَى عَرْشًا على الماءِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: نَرَى عَرْشَ إبليسَ على البحرِ، وما تَرَى؟ قالَ: أرَى صادِقَيْنِ وكاذِبًا، أو كاذِبَيْنِ وصادِقًا. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لُبِسَ عليهِ فدعوهُ" (¬1). 4250 - عن أبي سعيد الخُدْرِيّ "أنَّ ابنَ صيّادٍ سألَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عنْ تُربةِ الجنَّةِ. فقال: دَرْمَكَةٌ بَيْضاءُ مِسْكٌ خالِصٌ" (¬2). 4251 - وقال نافع: "لقيَ ابنُ عُمرَ ابنَ صيّادٍ في بعضِ طُرُقِ المدينةِ، فقالَ لهُ قولًا أغضبَهُ، فانتفخَ حتَّى ملَأ السِّكَّةَ، فدخلَ ابنُ عُمرَ على حَفْصَةَ وقدْ بَلَغَها، فقالتْ لهُ: رَحِمَكَ اللَّه ما أردْتَ منْ ابنِ صيّادٍ؟ أما علِمْتَ أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: إنَّما يخرجُ منْ غَضْبَةٍ يغضَبُها" (¬3). ¬

_ = الجهاد (56)، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي (178)، الحديث (3055)، و (3056) و (3057)، وفي 10/ 561، كتاب الأدب (78)، باب قول الرجل للرجل اخسأ (97)، الحديث (6173)، و (6174) و (6175)، ومسلم في الصحيح 4/ 2244 - 2245، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (95/ 2930) وتقدم الحديث برقم (4225). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2241، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (87/ 2925)، وقوله: "لُبِس عليه" أي خُلِط عليه أمره (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 50). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2243، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (93/ 2928)، والدرمك: هو الدقيق الحُوارَى الخالص البياض (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 52). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2246، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (98/ 2932).

4252 - عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: "صحِبْتُ ابنَ صيّادٍ إلى مكّةَ، فقال لي: ما لقيتُ من النّاسِ، يزعُمونَ أنِّي الدجّالُ، ألستَ سمِعتَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: إنّهُ لا يُولدُ لهُ؟ وقدْ وُلِدَ لي، أوَ ليسَ قدْ قال: هو كافِرٌ؟ وأنا مُسلم، أو ليسَ قدْ قال: لا يدخلُ المدينةَ ولا مكّةَ؟ وقدْ أقبلتُ منَ المدينةِ وأنا أُريدُ مكّةَ. ثم قالَ لي في آخِر قولهِ: أما واللَّه إنِّي لأعلمُ مولِدَهُ ومكانَهُ وأيْنَ هوَ، وأعرفُ أباهُ وأُمّهُ. قال: فَلَبَسنِي، قال، قلتُ لهُ: تبًّا لكَ سائِرَ اليومِ. قال، وقيلَ لَهُ: أَيَسُرُّك أنَّكَ ذاكَ الرجلُ؟ قال، فقال: لوْ عُرِضَ عليَّ ما كرِهْتُ" (¬1). 4253 - وقال ابن عمر: "لقِيتُهُ وقد نَفَرَتْ عينُه، فقلتُ: متَى فعلَتْ عينُكَ ما أرَى؟ قال: لا أدرِي، قلتُ: لا تَدرِي وهيَ في رأسِكَ؟ قال: إنْ شاءَ اللَّه خلَقَها في عصاك هذِه، قال: فنخَر كأشَدِّ نخيرِ حمارٍ سمعتُ" (¬2). 4254 - عن محمد بن المُنْكَدِر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "رأيتُ جابرَ بنَ عبدِ اللَّه رضي اللَّه عنه يَحلِفُ باللَّه أنَّ ابنَ الصيّادَ الدجّالُ، قلت: تَحلِفُ باللَّه؟ قال: إنِّي سمعتُ عُمرَ يَحلِفُ على ذلكَ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فلمْ يُنكِرْهُ النَّبيُّ عليهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2242، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (89/ 2927)، و (90/ 2927) و (91/ 2927)، وقوله: "فلَبَسَني" أي جعلني ألتبس في أمره وأشك فيه (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 50). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2246، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (99/ 2932)، ونفرت أي ورمت. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 323، كتاب الاعتصام (96)، باب من رأى ترك النكير من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حجة (23)، الحديث (7355)، ومسلم في الصحيح 4/ 2243، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (94/ 2929)، واللفظ في الصحيحين: ". . . فلم ينكره النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".

مِنَ الحِسَان: 4255 - عن نافِع قال: كان ابنُ عمر رضي اللَّه عنه يقول: "واللَّهِ ما أشُكُّ أنَّ المسيحَ الدجّالَ ابنُ صيّادٍ" (¬1). 4256 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال: "فُقِدَ ابنُ صيّادٍ يومَ الحَرّةِ" (¬2). 4257 - عن أبي بَكْرَة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يمكُثُ أبَوا الدجّالِ ثلاثينَ عامًا لا يُولَدُ لهما ولَدٌ ثمَّ يُولَدُ لهما غُلامٌ أعوَرُ أضْرَسُ (¬3) وأقلُّهُ مَنفعةً، تنامُ عَيْناهُ ولا يَنامُ قلبُهُ. ثمَّ نعتَ لنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أبَوْيه فقال: أبوه طُوالٌ ضَرْبُ اللّحْمِ كأنّ أنفَهُ مِنقارٌ، وأُمُّهُ امرأةٌ فِرضاخيّةٌ طويلةُ اليدينِ. فقال أبو بَكْرَة رضي اللَّه عنه: فسمِعْنا بمولودٍ في اليهودِ بالمدينةِ، فذهبتُ أنا والزُّبَيْرُ بنُ العَوّامِ حتَّى دخَلْنا على أبَوَيْهِ، فإذا نَعْتُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِيهما، فقلنا: هلْ لكُما ولدٌ؟ فقالا: مَكَثْنا ثلاثينَ عامًا لا يُولَدُ لنا ولدٌ ثم وُلدَ لنا غُلامٌ أعورُ أضْرَسُ (3) وأقلُّهُ مَنفعةً، تنامُ عيناهُ ولا ينَامُ قلبُهُ، قال: فخرَجْنا منْ عِندِهما فإذا هو مُنْجَدِلٌ في الشمسِ في قَطيفةٍ ولهُ هَمْهَمَةٌ، فكشفَ عنْ رأسِهِ فقال: ما قُلتُما؟ قلنا: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 506، كتاب الملاحم (31)، باب في خبر ابن صائد (16)، الحديث (4330). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 15/ 160، كتاب الفتن، باب ما ذكر في فتنة الدجال، الحديث (19377)، وأبو داود في المصدر السابق، الحديث (4332)، ويوم الحرّة: هو يوم غلبة يزيد بن معاوية على أهل المدينة. (¬3) قال القاري في المرقاة 5/ 219: (قال الجزري: قوله "أضرس" كذا في نسخ المصابيح، أي عظيم الضرس أو الذي يولد وضرسه معه، ولا شك عندي أنه تصحيف أضر شيء، وكذا هو في كتاب الترمذي الذي أخذه المؤلف منه).

6 - باب نزول عيسى [بن مريم] عليه السلام

وهلْ سمِعتَ ما قُلناه؟ قال: نَعَمْ تنامُ عينايَ ولا ينَامُ قلبي" (¬1). 4258 - وعن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ امرأةً منَ اليهودِ بالمدينةِ ولَدَتْ غُلامًا ممسوحَةً عينُهُ طالعَةً نابُهُ، فأشفقَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يكونَ الدجّالَ، فوجدَهُ تحتَ قَطيفَةٍ يُهَمْهِمُ، قآذنَتْهُ أُمّهُ فقالت: يا عبدَ اللَّه هذا أبو القاسِم، فخرجَ منَ القطيفَةِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما لها قاتَلَها اللَّه، لوْ تركَتْهُ لبيَّنَ. فذكرَ مِثلَ معنَى حديثِ ابنِ عُمرَ، فقالَ عُمرُ بن الخطّابِ رضي اللَّه عنه: ائذَنْ لي يا رسولَ اللَّه فأقتُلَهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنْ يكُنْ هُوَ فلستَ صاحبَهُ وإنَّما صاحبُهُ عيسَى بنُ مريمَ، وإلَّا يكُنْ هوَ فليسَ لكَ أنْ تقتُل رجلًا منْ أهل العهْدِ. فلمْ يزَلْ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُشفقًا أنّهُ الدجّالُ" (¬2). 6 - باب نزول عيسى [بن مريم] (¬3) عليه السلام مِنَ الصِّحَاحِ: 4259 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "والذِي نفسِي بيدِه ليُوشِكنَّ أنْ ينزِلَ فيكُمُ ابنُ مريمَ حكمًا عَدْلًا فيكسِرَ الصليبَ ويقتُلَ الخِنزيرَ ويضعَ الجِزيةَ ويَفيضَ المالُ حتَّى لا يقبلَهُ أحد، حتَّى تكونَ السجدةُ الواحِدةُ خيرًا منَ الدُّنيا وما فيها. ثمّ يقولُ أبو هريرة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 40، 49 - 50، والترمذي في السنن 4/ 518، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في ذكر ابن صائد (63)، الحديث (2248)، وقال: (حسن غريب)، وقوله: "ضَرْب اللحم" أي خفيف اللحم. و"امرأة فرضاخيّة" أي ضخمة عظيمة، و"منجدل" أي ملقى على وجه الأرض. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 368، وقوله: "يهمهم" أي يتكلم بكلام غير مفهوم. (¬3) ساقطة من المطبوعة.

رضي اللَّه عنه: واقرَؤا إنْ شِئتُم {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} (¬1) الآية" (¬2). 4260 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "واللَّهِ لَيَنْزِلنَّ ابنُ مريمَ حَكَمًا عَدْلًا، فلَيَكْسِرَنَّ الصَّليبَ ولَيَقْتُلَنَّ الخِنْزِيرَ ولَيَضَعَنَّ الجِزيَةَ ولَيَتْركَنَّ القِلَاصَ ولا يَسعَى عليها، ولَتَذْهَبَنَّ الشَّحْناءُ والتباغُضُ والتحاسُدُ، ولَيَدْعُوَنَّ إلى المالِ فلا يقبَلُهُ أحدٌ" (¬3). 4261 - وقال عليه السلام: "كيفَ أنتُمْ إذا نزلَ ابنُ مريمَ فيكُمْ وإمامُكُمْ منكُمْ" (¬4). 4262 - وقال عليه السلام: "لا تزالُ طائفةٌ منْ أُمّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القِيامَةِ. قال: فينزِلُ عيسَى بنُ مريمَ، فيقولُ أميرُهُمْ: تعالَ صَلِّ لنا، فيقولُ: لا إنَّ بعضَكُمْ على بعضٍ أُمراءُ، تَكْرِمَةَ اللَّه هذهِ الْأُمّةَ" (¬5). ¬

_ (¬1) سورة النساء (4)، الآية (159). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 414، كتاب البيوع (34)، باب قتل الخنزير (102)، الحديث (2222)، وفي 6/ 490 - 491، كتاب الأنبياء (60)، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام (49)، الحديث (3448)، ومسلم في الصحيح 1/ 135 - 136، كتاب الإيمان (1)، باب نزول عيسى ابن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (71)، الحديث (242/ 155). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (243/ 155)، والقِلاص: جمع قَلوص وهي الناقة الشابة، (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 100). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 491، كتاب الأنبياء (60)، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام (49)، الحديث (3449)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (244/ 155). (¬5) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 137، كتاب الإيمان (1)، باب نزول عيسى بن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (71)، الحديث (247/ 156)، وهذا الباب خال عن الأحاديث الحسان.

7 - باب قرب الساعة وأن من مات [فقد] قامت قيامته

7 - باب قرب الساعة وأن من مات [فقد] (¬1) قامت قيامته مِنَ الصِّحَاحِ: 4263 - عن قتادة عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بُعثتُ أنا والسّاعةَ كهاتينِ، قال قَتادة في قَصَصِهِ: كفَضْلِ إحْداهُما على الْأُخرَى" (¬2). 4264 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ قبلَ أنْ يموتَ بشهرٍ: تسألونَني عنِ السّاعة؟ وإنَّما عِلمُها عندَ اللَّه، وأُقسِمُ باللَّه ما على الأرض منْ نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ تأتِي عليها مِائَةُ سنةٍ" (¬3). 4265 - وعن أبي سعيد الخُدْرِيّ رضي اللَّه عنه أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تأتِي مِائَةُ سنةٍ وعلى الأرضِ نَفْسٌ مَنفوسةٌ اليومَ" (¬4). 4266 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "كانَ رجالٌ منَ الأعرابِ جُفاةً (¬5) يأتونَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فيسألونَهُ عن السّاعةِ، ¬

_ (¬1) ساقطة من المطبوعة. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 347 كتاب الرقاق (81)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بعثت أنا والساعة كهاتين" (39)، الحديث (6504)، دون ذكر قول قتادة، وأخرجه مسلم تمامه في الصحيح 4/ 2268 - 2269، كتاب الفتن (52)، باب قرب الساعة (27)، الحديث (133/ 2951). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1966، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم" (53)، الحديث (218/ 2538). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (219/ 2539). (¬5) ساقطة من مخطوطة برلين وليست في لفظ مسلم، وهي عند البخاري وفي المطبوعة.

8 - باب لا تقوم الساعة إلا على الشرار

فكانَ ينطرُ إلى أصغرِهِمْ فيقول: إنْ يَعِشْ هذا لا يُدرِكْهُ الهرَمُ حتَّى تقومَ عليكُمْ سَاعَاتُكُمْ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 4267 - عن المُسْتَوْرِد بن شدّاد رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "بُعثتُ في نَفَسِ السّاعةِ فسبَقْتُها كما سبَقَتْ هذِه هذِه. وأشارَ بِإِصْبَعَيْهِ السبّابَةِ والوُسطَى" (¬2). 4268 - عن سعد بن أبي وقّاص رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنِّي لأرجُو أنْ لا تَعجِزَ أُمّتي عندَ ربِّها أنْ يَؤخِّرَهُمْ نِصفَ يومٍ" يعني: خمسمائة سنة (¬3). 8 - باب لا تقوم الساعة إلّا على الشرار مِنَ الصِّحَاحِ: 4269 - عن أنس رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تقومُ السّاعةُ حتَّى لا يُقالَ في الأرضِ: اللَّه اللَّه" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 361، كتاب الرقاق (81)، باب سكرات الموت (42)، الحديث (6511)، ومسلم في الصحيح 4/ 2269، كتاب الفتن (52)، باب قرب الساعة (27)، الحديث (136/ 2952). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 496، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: " بعثت أنا والساعة كهاتين" (39)، الحديث (2213). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 170، وأبو داود في السنن 4/ 517، كتاب الملاحم (31)، باب قيام الساعة (18)، الحديث (4350)، والحاكم في المستدرك 4/ 424، كتاب الفتن، باب ذكر ما أمر به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عند الفتنة. وقوله: "خمسمائة سنة" هذا قول سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه كما نصت عليه الرواية عند أحمد وأبي داود. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 131، كتاب الإيمان (1)، باب ذهاب الإيمان آخر الزمان (66)، الحديث (234/ 148).

4270 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السّاعةُ على أحدٍ يقولُ: اللَّه اللَّه" (¬1). 4271 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تقومُ السّاعةُ إلّا على شِرارِ الخَلْقِ" (¬2). 4272 - وقال عليه السلام: "لا تقومُ السّاعةُ حتَّى تضطربَ ألياتُ نِساءِ دَوْسٍ حولَ ذي الخَلَصةِ" وذُو الخَلَصَة: طاغِيَةُ دَوْس التي كانوا يعبُدون في الجاهلية (¬3). 4273 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لا يذهبُ الليلُ والنهارُ حتَّى تُعبدَ اللَّاتُ والعُزَّى. فقلتُ: يا رسولَ اللَّه إنْ كنتُ لأظُنُّ حينَ أنزلَ اللَّه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (¬4) أنّ ذلكَ تامٌ، قال: إنّهُ سيكونُ منْ ذلكَ ما شاءَ اللَّه، ثمَّ يَبعثُ اللَّه رِيحًا طَيِّبةً فتَوَفَّى كُل ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث أنس رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2268، كتاب الفتن (52)، باب قرب الساعة (27)، الحديث (131/ 2949)، ولفظه: ". . . شرار الناس". أما لفظ ". . . شرار الخلق" فقد أخرجه أحمد في المسند 1/ 394، من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، وأخرجه مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنها في الصحيح 3/ 1524، كتاب الإمارة (33)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق" (53)، الحديث (176/ 1924). (¬3) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 76، كتاب الفتن (92)، باب تغير الزمان حتَّى تعبد الأوثان (23)، الحديث (7116)، ومسلم في الصحيح 4/ 2230، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى تعبد دوس ذا الخلصة (17)، الحديث (51/ 2906)، ودَوْس: قبيلة من اليمن. (¬4) سورة التوبة (9)، الآية (33)، وسورة الصف (61)، الآية (9).

مَنْ كانَ في قلبِه مِثقالُ حبةٍ من خَرْدَل مِنْ إيمانٍ، فيَبقَى مَنْ لا خيرَ فيهِ، فيَرجِعونَ إلى دينِ آبائهِمْ" (¬1). 4274 - عن عبد اللَّه بن عمرو [بن العاص] (¬2) رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يخرجُ الدّجالُ فيَمكُثُ أربعينَ، لا أدرِي أربعينَ يومًا أو شهرًا أو عامًا، فيبعثُ اللَّه عيسَى بنَ مريمَ عليهما السلام كأنّهُ عُرْوَةُ بنُ مسعودٍ رضي اللَّه عنه فيَطلُبُه فيُهْلِكُهُ، ثمَّ يمكُثُ في الناسِ سبعَ سِنينَ ليسَ بينَ اثنَتْينِ عَداوة، ثمَّ يُرسِلُ اللَّه رِيحًا بارِدةً منْ قِبَل الشامِ، فلا يَبقَى على وَجْهِ الأرضِ أحد في قلبهِ مِثقالُ ذرَّةٍ منْ خَيْرٍ أو إيمانٍ إلَّا قَبَضتْهُ حتَّى لوْ أنَّ أحدَكُمْ دخلَ في كَبِدِ جبل (¬3) لدخلَتْهُ عليهِ حتَّى تقبِضَهُ. قال: فيبقَى شِرارُ النّاسِ في خِفَّةِ الطيرِ وأحلامِ السِّباعِ، لا يعرِفونَ معروفًا ولا يُنْكِرُونَ مُنكَرًا، فيَتمثلُ لهُمُ الشيطانُ فيقولُ: ألا تستحيُونَ؟ (¬4) فيقولون: فما تأْمُرُنا؟ فيأمُرُهُمْ بِعبادَةِ الأوثْانِ، وهُمْ في ذلك دارٌّ رِزْقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثمَّ ينفَخُ في الصور، فلا يسمَعُهُ أحدُ إلَّا أصْغَى لِيتًا ورفعَ لِيتًا (¬5). وأوّلُ مَنْ يسمعُهُ رجلٌ يَلوطُ (¬6) حَوْضَ إبلهِ، فيَصْعَقُ ويَصْعَقُ النَّاسُ، ثمَّ يُرسِلُ اللَّه مطرًا كأنّهُ الطَّلُّ (¬7) فينبُتُ منهُ أجسادُ الناسِ، ثمّ يُنفخُ فيهِ أُخرَى فإذا هُمْ قِيامٌ يَنظرونَ، ثمَّ يُقالُ: يا أيُّها النّاسُ هَلُمَّ إلى ربِّكُمْ: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} (¬8) ثمَّ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2230، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى تعبد دوس ذا الخلصة (17)، الحديث (52/ 2907). (¬2) ساقطة من المطبوعة. (¬3) في كَبد جبل: أي في جوفه من كهف أو شِعْب، وكَبِد كل شيء: وسطه (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 139). (¬4) كذا في الأصل، ولفظ مسلم: ". . . ألا تستجيبون؟. . . ". (¬5) اللِّيت: صفحة العنق وهي جانبه، وأصغى: أمال (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 76). (¬6) يلوط: أي يطين ويصلح (النووي، المصدر نفسه). (¬7) الطَّلّ: أي المطر الضعيف الصغير القطر (القاري، المرقاة 5/ 228). (¬8) سورة الصافات (37)، الآية (24).

يُقالُ: أخرِجُوا بَعْثَ النَّارِ، فيُقالُ: مِنْ كَمْ؟ كَمْ؟ فيُقال: مِنْ كُل ألفٍ تِسعَمائَةٍ وتِسعَةً وتِسعينَ. قال: فذاكَ يومَ {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} (¬1) وذلكَ {يَوْمَ يُكشَفُ عنْ سَاقٍ} (¬2) " (¬3). مِنَ الحِسَان: 4275 - عن معاوية رضي اللَّه عنه أنّه قال، سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لا تنقطِعُ الهِجرةُ حتَّى تنقطِعَ التوبةُ، ولا تَنْقَطِعُ التوبةُ حتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ منْ مَغْرِبها" (¬4). ¬

_ (¬1) سورة المزّمّل (73)، الآية (17). (¬2) سورة القلم (68)، الآية (42). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2258 - 2259، كتاب الفتن (52)، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض. . . (23)، الحديث (116/ 2940). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 99، والدارمي في السنن 2/ 239 - 240، كتاب السير، باب أن الهجرة لا تنقطع، وأبو داود في السنن 3/ 7 - 8، كتاب الجهاد (9)، باب في الهجرة هل انقطعت (2)، الحديث (2479)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 8/ 454، الحديث (11459).

26 - كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق

[26 - كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق] (¬1) 1 - باب النفخ في الصور مِنَ الصِّحَاحِ: 4276 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "ما بين النَّفختَيْنِ أربعون. قالوا: يا أبا هريرة أربعونَ يومًا؟ قال: أبَيْتُ، قالوا: أربعونَ شهرًا؟ قال: أبَيْتُ، قالوا: أربعونَ سنةً؟ قال: أبَيْتُ. ثمَّ يُنزِلُ اللَّه منَ السماءِ ماءً فيَنبُتونَ كما ينبُتُ البَقْلُ. وقالَ عليه السلام: وليسَ مِنَ الإِنسانِ شيءٌ لا يَبْلَى إلّا عظمًا واحِدًا وهوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنهُ يُركَّبُ الخلْقُ يومَ القِيامةِ" (¬2) وفي رواية: "كُلُّ ابنِ آدمَ يأكلُهُ الترابُ إلّا عَجْبَ الذَّنَبِ، منهُ ¬

_ (¬1) من هنا إلى آخر الكتاب جاءت أسماء الكتب في المخطوطة والمطبوعة تابعة لكتاب الفتن، وقد اعتمدنا أسماء الكتب من مشكاة المصابيح، ولعله من نسخة اعتمدها الخطيب التبريزي، وهو الأصح. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 551، كتاب التفسير (65)، سورة الزُّمَر (39)، باب {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الآية (68)] (4)، الحديث (4814)، وفي 8/ 689 - 690، سورة {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} (78)، باب {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} (1)، الحديث (4935)، ومسلم في الصحيح 4/ 2270 - 2271، كتاب الفتن (52)، باب ما بين النفختين (28)، =

خُلِقَ ومنُهُ يُركَّبُ" (¬1). 4277 - وقال: "يَقْبِضُ اللَّه الأرضَ يومَ القِيامةِ، ويَطْوِي السّماءَ بِيَمِينِهِ، ثمَّ يقول: أنا المِلكُ أينَ مُلوكُ الأرضِ" (¬2). 4278 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يَطوِي اللَّه السماواتِ يومَ القيامةَ، ثمَّ يأخُذُهُنَّ بيدِه اليُمنَى، ثمَّ يقولُ: أنا الملِكُ أينَ الجبّارونَ أينَ المُتَكَبِّرُونَ، ثمَّ يَطوِي الْأَرْضِينَ بشِمالِه -وفي رواية (¬3): ثمَّ يأخُذُهُنَّ بيدِه الأُخْرىَ- ثم يقولُ: أنا الملِكُ أينَ الجبّارونَ أينَ المُتكبِّرون" (¬4). 4279 - عن عبد اللَّه بن مسعود قال: "جاءَ حَبْرٌ من اليهودِ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا محمّدُ إنَّ اللَّه يُمسِكُ السّماواتِ يومَ ¬

_ = الحديث (141/ 2955)، قوله: "أبَيْت"، أي امتنعت عن القول بتعيين ذلك لأنه ليس عندي في ذلك توقيف، وعَجْب الذنَب: هو عظم لطيف في أصل الصلب، وهو رأس العصعص (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 8/ 552). (¬1) أخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (142/ 2955). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 551، كتاب التفسير (65)، سورة الزُّمَر (39)، باب {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الآية (67)] (3)، الحديث (4812)، وفي 13/ 367، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالي {مَلِكِ النَّاسِ} (6)، الحديث (7382)، ومسلم في الصحيح 4/ 2148،كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، الحديث (23/ 2787). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 100، كتاب السنة (34)، باب في الرد علي الجهمية (21)، الحديث (4732). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2148، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، الحديث (24/ 2788)، وأخرجه البخاري مختصرًا في الصحيح 13/ 393، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص (38)، الآية (75)] (19)، الحديث (7412).

القِيامةِ على إصبَعٍ، والأرضينَ على إصبَعٍ، والجِبالَ على إصبَعٍ، والشجرَ على إصبَعٍ، والماءَ والثَّرَى على إصبَع، وسائرَ الخلْقِ على إصبَعٍ، ثمَّ يَهُزُّهُنَّ فيقول: أنا الملِكُ أنا اللَّه. فضَحِكَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تعحبًا ممّا قالَ الحَبْرُ وتصديقًا لهُ، ثمَّ قَرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (¬1) " (¬2). 4280 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "سألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنْ قوله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} (¬3) فأينَ يكونُ النَّاسُ يومئذٍ؟ قال: علَى الصِّراطِ" (¬4). 4281 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الشَّمْسُ والقمرُ مُكوَّرانِ يومَ القِيامةِ" (¬5). مِنَ الحِسَان: 4282 - عن أبي سعيد [الخُدْرِيّ] (¬6) رضي اللَّه عنه قال، قال ¬

_ (¬1) سورة الزُّمُر (39)، الآية (67). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 550، كتاب التفسير (65)، سورة الزمر (39)، باب {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (2)، الحديث (4811)، وفي 13/ 393، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص (38)، الآية (75)] (19)، الحديث (7414)، و (7415)، ومسلم في الصحيح 47/ 214، كتاب صفة القيامة لجنة والنار (50)، الحديث (19/ 2786) ولفظهما: ". . . فيقول: أنا الملك أنا الملك. . . ". (¬3) سورة إبراهيم (14)، الآية (48). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2150، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة (2)، الحديث (29/ 2791). (¬5) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 6/ 297، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة الشمس والقمر (4)، الحديث (3200). (¬6) ساقطة من مخطوطة برلين.

2 - باب الحشر

رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "كيفَ أَنْعَمُ وصاحِبُ الصُّورِ قدِ التَقَمَهُ وأصْغَى سمعَهُ وحنَى جَبْهَتَهُ يَنتظِرُ متى يُؤمَرُ بالنَّفْخِ. فقالوا: يا رسولَ اللَّه وما تأمُرُنا؟ قال: قولوا حسبُنا اللَّه ونِعْمَ الوَكيلُ" (¬1). 4283 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "الصُّورُ قَرْنٌ يُنفَخُ فيهِ" (¬2). 2 - باب الحشر مِنَ الصِّحَاحِ: 4284 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُحشرُ النّاسُ يومَ القيامةِ على أرضٍ بَيْضاءَ عَفْراءَ كقُرْصَةِ النَّقِيِّ ليسَ فيها عَلَمٌ لأحدٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 7، 73، والترمذي في السنن 4/ 620، كتاب صفة القيامة (38)، باب ما جاء في شأن الصور (8)، الحديث (2431)، وفي 5/ 372، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الزُّمَر (41)، الحديث (3243) وقال: (حديث حسن)، وأبو يعلى الموصلي في المسند 2/ 340، الحديث (110/ 1084)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 637، كتاب البعث (41)، باب ما جاء في الصور (1)؛ الحديث (2569)، والحاكم في المستدرك 4/ 559، كتاب الأهوال، باب ينتظر صاحب الصور متي يؤمر بنفخه. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 162، 192، والدارمي في السنن 2/ 325، كتاب الرقاق، باب في نفخ الصور، وأبو داود في السنن 5/ 107، كتاب السنة (34)، باب في ذكر البعث الصور (24)، الحديث (4742) واللفظ له، والترمذي في السنن 4/ 620، كتاب صفة القيامة (38)، باب ما جاء في شأن الصور (8)، الحديث (2430)، وفي 5/ 373، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الزُّمَر (41)، الحديث (3244)، وقال: (حديث حسن)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 6/ 281 - 282، الحديث (8608)، والحاكم في المستدرك 2/ 506، كتاب التفسير، تفسير سورة المدثر، وفي 4/ 560، كتاب الأهوال، باب ينتظر صاحب الصور متى يؤمر بنفخه، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬3) متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 372، كتاب الرقاق 11/ 372، باب يقبض اللَّه الأرض يوم القيامة (44)، الحديث (6521)، ومسلم في الصحيح 4/ 2150، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب في البعث والنشور وصفة =

4285 - وقال عليه السلام: "تكونُ الأرضُ يومَ القِيامةِ خُبزةً واحِدةً يتكَفَّؤها الجبارُ بيدِه نُزُلًا لأهلِ الجنَّةِ" (¬1). 4286 - وقال عليه السلام: "يُحشرُ النَّاسِ على ثلاثِ طرائِقَ راغِبينَ راهِبينَ، واثنانِ على بعيرٍ، وثلاثةٌ على بعيرٍ، وأربعةٌ على بعيرٍ، وعشَرةٌ على بعيرٍ، وتَحشُرُ بقيَّتَهُمُ النّارُ، تَقيلُ معهُمْ حيثُ قالُوا، وتَبيتُ معهُمْ حيث باتُوا، وتُصبحُ معهُمْ حيثُ أصبَحُوا، وتُمسِي معهُمْ حيثُ أمسَوْا" (¬2). 4287 - وقال عليه السلام: "إنَّكم مَحشورونَ حُفاةً عُراةً غُرْلًا. ثم قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (¬3) وأولُ مَنْ يُكْسَى يومَ القيامةِ إبراهيمُ، وإن ناسًا منْ أصحابي يُؤخَذُ بهمْ ذاتَ الشمالِ فأقول: أصحابي أصحابي (¬4)، فيقول: إنَّهُمْ لنْ يَزالوا مُرتدِّينَ على أعقابِهم مُذْ فارقْتَهُمْ، فأقولُ كما قالَ العبدُ الصالحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ -إلى قوله- الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (¬5) " (¬6). ¬

_ = الأرض يوم القيامة (2)، الحديث (28/ 2790)، قوله: "بيضاء عفراء" أي غير شديدة البياض، يضرب إلى الحمرة، والقُرصة: الرغيف. والنقي: الدقيق المنخول المنظف، وقوله: "ليس فيها عَلَمٌ لأحد" أي ليس بها علامة سكنى أو بناء ولا أثر. (¬1) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (6520)، ومسلم في الصحيح 4/ 2151، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب نزل أهل الجنة (3)، الحديث (30/ 2792). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 377، كتاب الرقاق (81)، باب الحشر (45)، الحديث (6522)، ومسلم في الصحيح 4/ 2193، كتاب الجنة (51)، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (14)، الحديث (59/ 2861). (¬3) سورة الأنبياء (21)، الآية (104). (¬4) في المخطوطة (أُصَيْحَابي أُصَيْحَابي) مصغرًا وما أثبتناه من المطبوعة وهو لفظ البخاري ومسلم. (¬5) سورة المائدة (5)، الآيتان (117 - 118). (¬6) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 386، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: (4)، الآية (125)] (8)، الحديث (3349) واللفظ له. ومسلم في الصحيح 4/ 2194، كتاب الجنة (51)، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (14)، الحديث (58/ 2860).

4288 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت، سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "يُحشرُ النَّاسُ يومَ القِيامةِ حُفاة عُراةً غُرْلًا. قلتُ: يا رسولَ اللَّه الرجالُ والنِّساءُ جميعًا ينظُر بعضُهُمْ إلى بعضٍ؟ فقال: يا عائشةُ الأمرُ أشدُّ منْ أنْ ينظُرَ بعضُهُمْ إلى بعضٍ" (¬1). 4289 - عن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ رجلًا قال: يا نبيَّ اللَّه يُحشرُ الكافِرُ على وجههِ يومَ القِيامةِ؟ قال: أليسَ الذِي أمْشاهُ على الرِّجلَيْنِ في الدُّنيا قادرٌ على أنْ يُمشِيِه على وجههِ يومَ القِيامةِ" (¬2). 4290 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يَلقَى إبراهيمُ أباهُ يومَ القِيامةِ وعلى وجْهِ آزرَ قَتَرَةٌ وغَبَرَةٌ، فيقولُ لهُ إبراهيمُ: ألمْ أقُلْ لكَ لا تَعصِني؟ فيقولُ لهُ أبوهُ: فاليومَ لا أعصِيكَ، فيقولُ إبراهيمُ: يا ربِّ إنّكَ وعَدْتَنِي أنْ لا تُخزِيني يومَ يُبعَثونَ فأيُّ خِزْيٍ أخزَى منْ أبي الأبعَدِ؟ فيقولُ اللَّه عزَّ وجلَّ: إنِّي حرَّمْتُ الجنَّةَ على الكافِرينَ، ثمَّ يُقالُ: لإبراهيمَ: ما تحتَ رِجلَيْكَ؟ فينظُرُ فإذا هوَ بذِيخ (¬3) مُتلطّخٌ، فيُؤخَذُ بقوائمِهِ فيُلقى في النَّارِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 377 - 378، كتاب الرقاق (81)، باب الحشر (45)، الحديث (6527)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (56/ 2859). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 492، كتاب التفسير (65)، سورة الفرقان (25)، باب {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} [الآية (34)] (1)، الحديث (4760)، ومسلم في الصحيح 4/ 2161، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب يحشر الكافر على وجهه (11)، الحديث (54/ 2806). (¬3) في المطبوعة: (بذبح) والتصويب من صحيح البخاري، والذيخ: هو ذكر الضبع الكثير الشعر. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 387، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء (4)، الآية (125)] (8)، الحديث (3350)، والقترة: السواد من الكآبة والحزن.

4291 - وقال عليه السلام: "يَعرَقُ النَّاسُ يومَ القِيامةَ حتَّى يَذهبَ عَرَقُهمْ في الأرضِ سَبعينَ ذِراعًا، ويُلجِمَهُمْ حتَّى يبلغَ آذانَهُمْ" (¬1). 4292 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "تُدْنَى (¬2) الشَّمْسُ يومَ القِيامةِ مِنَ الخَلْقِ حتَّى تكونَ منهُمْ كمِقْدارِ مِيل، فيكونُ النَّاسُ على قَدرِ أعمالهِمْ في العَرَقِ، فمنهُمْ مَنْ يكونُ إلى كعبَيْهِ، ومنهُم مَنْ يكونُ إلى رُكبتَيْهِ، ومنهُمْ مَنْ يكونُ إلى حَقْويهِ، ومنهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ العَرَقُ إلجامًا. وأشارَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بيدِه إلى فيهِ" (¬3). 4293 - عن أبي سعيد الخُدْرِي رضي اللَّه عنه أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يقولُ اللَّه تعالَى: يا آدمُ، فيقولُ: لبَّيْكَ وسعدَيْكَ والخيرُ في يدَيْكَ، قال: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قال: وما بَعْثُ النار؟ قال: منْ كُلِّ ألفٍ تِسِعمائة وتسعة وتسعون، فعندَهُ يَشِيبُ الصغيرُ، {أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} (¬4). قالوا: يا رسولَ اللَّه وأيُّنا ذلكَ الواحد؟ قال: أبشِرُوا فإن رجلًا منكمْ ومنْ يأْجوجَ ومأْجوجَ ألف. ثمّ قال: والذِي نَفْسِي بيدِه إنِّي أرجُو أنْ تكونوا رُبُعَ أهلِ الجنَّةِ. فكبَّرنا فقال: أرجُو أنْ تكونوا ثُلُثَ أهلِ الجنَّةِ. فكبّرنا فقال: ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 392، كتاب الرقاق (81)، باب قول اللَّه تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} [المطففين (83)، الآية (4)] (147، الحديث (6532)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 2196، كتاب الجنة (51)، باب في صفة يوم القيامة (15)، الحديث (61/ 2863). (¬2) العبارة في المطبوعة (تدنو) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ مسلم. (¬3) أخرجه مسلم من حديث المِقْداد بن الأسود رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2196، كتاب الجنة (51)، باب في صفة يوم القيامة (15)، الحديث (62/ 2864)، والحقو: الخصر ومشد الإزار. والميل= 1.848 كلم، وهو هنا للتقريب. (¬4) سورة الحج (22)، الآية (2).

أرجو أنْ تكونوا نِصفَ أهلِ الجنة فكبَّرنا قال: ما أنتُم في النّاسِ إلّا كالشَّعرةِ السَّوْداءِ في جلدِ ثَوْرٍ أبيضَ، أو كشَعرةٍ بيضاءَ في جلدِ ثَوْرٍ أسودَ" (¬1). 4294 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "يَكْشِفُ ربُّنا عنْ ساقِه فيسجُدُ لهُ كُلُّ مؤمِنٍ ومؤمِنة، ويَبقَى مَنْ كانَ يَسجُدُ في الدُّنيا رياءً وسُمعةً فيذهَبُ ليسجُدَ فيعودُ ظهرُهُ طَبَقًا واحِدًا" (¬2). 4295 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "لَيأتيَنَّ (¬3) الرجُلُ العظيمُ السمين يومَ القيامةِ لا يَزِنُ عندَ اللَّه جناحَ بَعُوضَةٍ. وقال: اقرؤا: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} (¬4) " (¬5). مِنَ الحِسَان: 4296 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "قرأَ رسولُ اللَّه صلى ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 382، كتاب الأنبياء (60)، باب قصة يأجوج ومأجوج (7)، الحديث (3348)، ومسلم في الصحيح 1/ 201، كتاب الإيمان (1)، باب قوله: "يقول اللَّه لآدم أخرج بعث النار. . . " (96)، الحديث (379/ 222). (¬2) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري بلفظه في الصحيح 8/ 664، كتاب التفسير (65)، سورة {ن وَالْقَلَمِ} (68)، باب {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (2)، الحديث (4919)، وأخرجه مسلم بلفظ مقارب في حديث طويل في الصحيح 1/ 168، كتاب الإيمان (1)، باب معرفة طريق الرؤية (81)، الحديث (302/ 183). (¬3) كذا في الأصل، ولفظ البخاري ومسلم: "إنّه ليأتي الرجل .. ". (¬4) سورة الكهف (18)، الآية (105). (¬5) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 426، كتاب التفسير (65)، سورة الكهف (18)، باب {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} (6)، الحديث (4729)، ومسلم في الصحيح 4/ 2147، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، الحديث (18/ 2785).

اللَّه عليه وسلم هذِه الآية: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} (¬1) قال: أتدرونَ ما أخبارُها؟ قالوا: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ، قال: فإن أخبارَها أنْ تشهدَ على كُلِّ عبدٍ أو أمةٍ بما عمِلَ على ظَهرِها، أنْ تقولَ: عملَ عليَّ كذا وكذا يومَ كذا وكذا، قال: فهذِه أخبارُها" (¬2) (غريب). 4297 - وقال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِنْ أحَدٍ يموتُ إلّا نَدِمَ. قالوا: وما نَدامَتُهُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: إنْ كانَ مُحسِنًا نَدِمَ أنْ لا يكونَ ازداد (¬3)، وإنْ كانَ مُسِيئًا نَدِمَ أنْ لا يكونَ نَزَعَ" (¬4). 4298 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القِيامةِ ثَلاثَةَ أصنافٍ: صِنفًا مُشاةً، وصِنفًا رُكبانًا، وصِنفًا على وجُوهِهمْ. قيلَ: يا رسولَ اللَّه وكيفَ يَمشونَ على وجُوهِهم؟ قال: إن الذِي أمْشاهُمْ على أقدامِهِمْ قادرٌ على أنْ يُمشِيهِمْ على وجُوهِهمْ، أما إنَّهُمْ، يَتَّقونَ بوجُوهِهمْ كُلَّ حَدَبٍ وشَوْكٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) سورة الزلزلة (99)، الآية (4). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 374، والترمذي في السنن 4/ 619 - 620، كتاب صفة القيامة (38)، باب (7)، الحديث (2429)، وفي 5/ 446، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضِ} (88)، الحديث (3353)، وقال: (حسن صحيح غريب)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 9/ 501، الحديث (13076)، والحاكم في المستدرك 2/ 532، كتاب التفسير، تفسير سورة الزلزلة. (¬3) العبارة في المطبوعة (ازداد بِرًا) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬4) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 603 - 604، كتاب الزهد (37)، باب (58)، الحديث (2403). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 354، 363، والترمذي في السنن 5/ 305، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة بني إسرائيل (18)، الحديث (3142)، وقال: (حديث حسن)، والحَدَب: المكان المرتفع.

3 - باب الحساب والقصاص والميزان

4299 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يَنظُرَ إلى يومِ القِيامةِ كأنّهُ رأيُ عينٍ فليقرأ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} " (¬1). 3 - باب الحساب والقصاص والميزان مِنَ الصِّحَاحِ: 4300 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يدخلُ منْ أُمتي الجنّةَ سَبعونَ ألفًا بغيرِ حِسابٍ" (¬2). 4301 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليسَ أحدٌ يُحاسَبُ يومَ القِيامةِ إلّا هَلكَ. قلت: أَوَ ليسَ يقولُ اللَّه: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} (¬3) فقال: إنَّما ذلكَ العَرْضُ، ولكنْ مَنْ نُوقِشَ في الحِسابِ يَهلِكُ" (¬4). 4302 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "ما مِنكُمْ منْ أحدٍ إلّا سيُكلِّمُهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 27، 36، 100، والترمذي في السن 5/ 433، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (74)، الحديث (3333)، وقال: (حسن غريب)، والحاكم في المستدرك 2/ 515، كتاب التفسير، تفسير سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 406، كتاب الرقاق (81)، باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب (50)، الحديث (6542)، ومسلم في الصحيح 1/ 197، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل عل دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (94)، الحديث (367/ 216)، واللفظ له. (¬3) سورة الانشقاق (84)، الآية (8). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 196 - 197، كتاب العلم (3)، باب من سمع شيئًا فراجع حتَّى يعرفه (35)، الحديث (103)، وفي 11/ 400، كتاب الرقاق (81)، باب من نوقش الحساب عذّب (49)، الحديث (6536) و (6537)، ومسلم في الصحيح 4/ 2204، كتاب الجنة (51)، باب إثبات الحساب (18)، الحديث (79/ 2876).

ربُّه ليسَ بينَهُ وبينَهُ تُرْجُمانٌ ولاحِجابٌ يَحجُبُهُ، فيَنظرُ أيْمنَ منهُ فلا يرَى إلَّا ما قدَّمَ منْ عملِهِ، وينظُرُ أشْأَمَ منهُ فلا يرَى إلّا ما قدَّمَ منْ عملِهِ، وينظرُ بينَ يدَيْهِ فلا يَرَى إلّا النَّارَ تِلْقاءَ وجهِهِ، فاتَّقُوا النَّارَ ولَوْ بشِقِّ تمرةٍ" (¬1). 4303 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ اللَّه يُدني المؤمنَ فيضَعُ عليهِ كَنَفَهُ ويسترُه فيقولُ: أتعرِفُ ذنْبَ كذا، أتعرفُ ذنْبَ كذا؟ فيقول: نعمْ أيْ ربِّ، حتَّى إذا قررَهُ بذُنوبِهِ ورأَى في نفسِهِ أنَّهُ هلكَ قال: ستَرتُها عليكَ في الدُّنيا، وأنا أغفِرُها لكَ اليومَ، فيُعطَى كتاب حَسناتِهِ، وأمَّا الكفّارُ والمنافِقُونَ فيُنادَى بهِمْ على رؤُوسِ الخَلائقِ {هُؤلاءِ الذينَ كَذَبُوا عَلَى ربِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّه عَلَى الظَّالِمِينَ} (¬2) " (¬3). 4304 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا كانَ يومُ القِيامةِ دفعَ اللَّه إلى كُلِّ مُسلم يَهوديًا أو نَصْرانِيًا فيقول: هذا فَكاكُكَ (¬4) منَ النَّارِ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث عَدِي بن حاتِم رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 400، كتاب الرقاق (81)، باب من نوقش الحساب عذّب (49)، الحديث (6539)، وفي 13/ 423، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة (75)، الآية (22)] (24)، الحديث (7443)، وفي 13/ 474، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (36)، الحديث (7512)، ومسلم في الصحيح 2/ 703، كتاب الزكاة (12)، باب الحث على الصدقة ولو بشقّ تمرة (20)، الحديث (67/ 1016). (¬2) سورة هود (11)، الآية (18). (¬3) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 96، كتاب المظالم (46)، باب قول اللَّه تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (2)، الحديث (2441)، ومسلم في الصحيح 4/ 2120، كتاب التوبة (49)، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله (8)، الحديث (52/ 2768). (¬4) وردت في المطبوعة: (مكانك) والتصويب من صحيح مسلم، والفكاك: هو الخلاص والفداء (النووي، شرح صحيح سلم 18/ 85). (¬5) أخرجه مسلم من حديث أبي موس الأشعري رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2119، كتاب التوبة (49)، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله (8)، الحديث (49/ 2767).

4305 - وقال عليه السلام: "يُجاءُ بنوحٍ يومَ القِيامةِ فيُقالُ له: هلْ بلَّغْتَ؟ فيقول: نعمْ يا رب، فتُسألُ أمَّتُهُ: هلْ بلَّغَكُمْ؟ فيقولون: ما جاءَنا منْ بشيرٍ ولا نذيرٍ، فيُقال: مَنْ شُهودُكَ؟ فيقول: محمَّدٌ وأُمتُهُ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: فيُجاءُ بكُمْ فتشهدونَ أنَّهُ قدْ بلَّغَ. ثمَّ قرأَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (¬1) " (¬2). 4306 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كُنَّا عندَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فضحكَ فقال: هلْ تدرونَ مِمَّ أضحكُ؟ قُلنا: اللَّه ورسولُه أعلمُ، قال عليه السلام: مِنْ مُخاطَبةِ العبدِ ربَّهُ، يقول: يا ربِّ ألمْ تُجِرْني مِنَ الظُّلمِ؟ قال فيقولُ: بَلَى، قال فيقول: فإني لا أُجيزُ على نَفْسي إلّا شاهِدًا مِنِّي، قال فيقول: كَفَى بنفسِكَ اليومَ عليكَ شَهيدًا وبالكِرامِ الكاتِبينَ شُهودًا، قال: فيُختَمُ على فيهِ، فيُقالُ لأركانِهِ: انْطِقي، قال: فتنطِقُ بأعمالِهِ ثمَّ يُخلَّى بينَهُ وبينَ الكلامِ، قال فيقول: بُعْدًا لكُنَّ وسُحقًا فعنكُنَّ كنتُ أُناضِلُ" (¬3). 4307 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "قالوا يا رسولَ اللَّه هلْ نرَى ربَّنا يومَ القِيامةِ؟ قال: هلْ تُضارُّونَ في رُؤْيةِ الشمسِ في الظَّهيرَةِ ليسَتْ في سَحابَةٍ؟ قالوا: لا، قال: هلْ تُضارُّونَ في رُؤْيةِ القمرِ ليلةَ البدْرِ ليسَ في سَحابَةٍ؟ قالوا: لا، قال: فوالذي نفْسي بيدِه لا تُضارُّونَ في رُؤْيةِ ربِّكمْ إلّا كما ¬

_ (¬1) سورة البقرة (2)، الآية (143). (¬2) أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الحدري رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 371، كتاب الأنبياء (60)، باب فول اللَّه عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [هود: (11)، الآية 25] (3)، الحديث (3339)، وفي 13/ 316، كتاب الاعتصام (96)، باب {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (19)، الحديث (7349) دون لفظة "بشير". (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2280 - 2281، كتاب الزهد (35)، الحديث (17/ 2969)، وأناضل: أي أجادل وأخاصم وأدافع.

تُضارُّونَ في رُؤْيةِ أحدِهما. قال فيَلقَى العبدَ فيقولُ: أيْ فُلْ (¬1) أَلَمْ أُكْرِمْكَ وأُسوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسخِّرُ لكَ الخيلَ والإبِلَ وأذَرْكَ ترأَسُ وتَرْبَع (¬2)؟ فيقول: بلَى. قال فيقولُ: أفَظننْتَ أنَّكَ مُلاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقولُ: فإنِّي قدْ أنساكَ كما نَسِيتَني. ثمَّ يَلقَى الثانيَ، فذكرَ مثلَه. ثمَّ يَلقَى الثالثَ فيقولُ لهُ مثلَ ذلكَ، فيقولُ يا ربِّ آمنتُ بكَ وبكتابِكَ وبرُسُلِكَ وصلَّيْتُ وصُمْتُ وتصدَّقْتُ، ويُثني بخَيْرٍ ما استطاعَ، فيقولُ: ها هُنا إذًا. ثم يُقالُ: الآنَ نَبعثُ شاهِدًا عليكَ، ويتفكَّرُ في نفسِهِ: مَنْ ذا الذي يشهدُ عليَّ؟ فيُختَمُ على فيهِ، ويُقالُ لفَخِذِه: انْطِقي، فتنطِقُ فخِذُهُ ولحمُهُ وعِظامُهُ بعملِهِ، وذلكَ ليُعذَرَ مِنْ نفسِهِ، وذلكَ المُنافِقُ وذلك (¬3) الذي سَخِطَ اللَّه عليهِ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 4308 - عن أبي أُمامة [الباهلي] (¬5) رضي اللَّه عنه قال، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "وَعَدَني ربِّي أنْ يُدخِلَ الجنَّةَ منْ أُمَّتي سبعينَ ألفًا لا حِسابَ عليهمْ ولا عذابَ، معَ كُلِّ ألفٍ سبعونَ ألفًا، وثلاث حَثَياتٍ منْ حَثَياتِ ربِّي" (¬6). ¬

_ (¬1) أي فُلْ: معناه يا فلان (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 103). (¬2) تربع: أي تأخذ المرباع الذي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة وهو ربعها ومعناه: ألم أجعلك رئيسًا مطاعًا (النووي، المصدر نفسه). (¬3) العبارة في المطبوعة (وذلك الكافر) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2279 - 2280، كتاب الزهد (53)، الحديث (16/ 2968). (¬5) ساقطة من المطبوعة. (¬6) أخرجه أحمد في المسند 5/ 268، والترمذي في السنن 4/ 626، كتاب صفة القيامة (38)، باب (12)، الحديث (2437)، وقال: (حسن غريب). وابن ماجه في السنن 2/ 1433، كتاب الزهد (37)، باب صفة أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (34)، الحديث (4286)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي، في موارد الظمآن ص 657، كتاب صفة الجنة (42)، باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب (12)، الحديث (2642).

4309 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُعرَضُ النَّاسُ يومَ القِيامةِ ثلاثَ عَرَضاتٍ، فأمَّا عَرْضَتانِ فجِدالٌ ومَعاذيرُ، وأمّا العَرْضَةُ الثالثةُ فعندَ ذلكَ تَطَايَرُ (¬1) الصُّحُفُ في الأَيْدِي فآخِذٌ بيمينِهِ وآخِذٌ بشِمالِهِ" (¬2) (ضعيف). 4310 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ اللَّه يَستخلِصُ رجلًا منْ أُمَّتي على رُؤوسِ الخَلائِقِ يومَ القِيامَةِ، فيَنْشُرُ عليهِ تِسعةً وتسعينَ سِجِلًا، كُلُّ سِجل مِثلُ مَدِّ البَصرِ ثمَّ يقولُ: أتُنْكِرُ مِنْ هذا شيئًا، أظلمَكَ كَتَبَتي الحافِظونَ؟ فيقول: لا يا ربِّ، فيقولُ: أفلكَ عُذْرٌ؟ قال: لا يا ربِّ، فيقولُ: بَلَى إنَّ لكَ عندَنا حَسنةً وإنَّهُ لا ظُلمَ عليكَ اليومَ، فتخرُجُ بِطاقةٌ فيها: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه وأن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، فيقول: احضرْ وزنَكَ، فيقولُ: يارب ما هذهِ البطاقَةُ معَ هذهِ السجلّاتِ؟ فيقول: إنَّكَ لا تُظلَمُ؟ قال: فتُوضَعَ السجلّاتُ في كفةٍ والبِطاقَةُ في كفَّةٍ، فطاشَتِ السجلّاتُ وثَقُلتِ البِطاقَةُ، فلا يَثْقُلُ معَ اسمِ اللَّه شيءٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة "تطاير الصحف" أي تفرقها إلى كل جانب، وفي سنن الترمذي وابن ماجه: "تطير الصحف" أي يسرع وقوعها. (¬2) أخرجه الترمذي عن الحسن عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 617، كتاب صفة القيامة (38)، باب ما جاء في العرض (4)، الحديث (2425)، وقال: (ولا يصح هذا الحديث من قِبَل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة). (¬3) أخرجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما: أحمد في المسند 2/ 213، والترمذي في السنن 5/ 24، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا اله إلّا اللَّه (17)، الحديث (2639)، وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1437، كتاب الزهد (37)، باب ما يرجى من رحمة اللَّه يوم القيامة (35)، الحديث (4300)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 625، كتاب الزهد (40)، باب في الخوف والرجاء (32)، الحديث (2524)، والحاكم في المستدرك 1/ 529، كتاب الدعاء، باب رجحان بطاقة الشهادة، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، وطاشت: أي خفت.

4 - باب الحوض والشفاعة

4311 - عن عائشة رضي اللَّه عنها "أنّها ذكرَت النَّارَ فبكَتْ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما يُبكيكِ؟ قالت: ذكرتُ النَّارَ فبكيتُ فهلْ تذكُرونَ أهليكُمْ يومَ القِيامةِ؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أمَّا في ثلاثةِ مَواطِنَ فلا يذكُرُ أحدٌ أحدًا: عندَ الميزانِ حتَّى يعلمَ أيَخِفُّ ميزانُه أم يثقُلُ، وعندَ الكتابِ حينَ يُقال {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} (¬1) حتَّى يعلمَ أينَ يقعُ كتابُه أفي يمينهِ أمْ في شِمالِهِ أو منْ وراءِ ظهرِه، وعند الصِّراطِ إذا وُضعَ بينَ ظَهرانَيْ جهنّم" (¬2). 4 - باب الحوض والشفاعة مِنَ الصِّحَاحِ: 4312 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بَيْنا أنا أسيرُ في الجنَّةِ إذا أنا بنهرٍ حافتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المجوَّفِ، قلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: هذا الكَوثَرُ الذي أعطاكَ ربُّكَ، فإذا طِينُه مِسكٌ أذفَرُ" (¬3). 4313 - وقال عليه السلام: "حَوْضي مَسيرةُ شهرٍ وزَواياهُ سَواءٌ، ماؤُهُ أبيضُ مِنَ اللبن، وريحُهُ أطيبُ مِنَ المِسكِ، وكِيزانُهُ كنُجومِ السماءِ، مَنْ يشربُ منها فلا يَظمأُ أبدًا" (¬4). ¬

_ (¬1) سورة الحاقة (69)، الآية (19). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 110، وأبو داود في السنن 5/ 116، كتاب السنة (34)، باب في ذكر الميزان (28)، الحديث (4755) واللفظ له، والحاكم والمستدرك 4/ 578، كتاب الأهوال، باب بشارة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للمسلمين أن تكونوا شطر أهل الجنة، وقال: (صحيح إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 11/ 464، كتاب الرقاق (81)، باب في الحوض (53)، الحديث (6581)، وأذفر: أي شديد الرائحة. (¬4) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 463، كتاب الرقاق (81)، باب في الحوض (53)، الحديث (6579)، ومسلم =

4314 - وقال عليه السلام: "إنَّ حَوْضي أبعدُ منْ أيْلَةَ منْ عَدنَ، لهوَ أشدُّ بَياضًا مِنَ الثلجِ وأحلَى مِنَ العسلِ باللَّبنِ، ولآنيَتُهُ أكثرُ منْ عددِ النُّجومِ، وإنِّي لأصُدُّ النَّاسَ عنهُ كما يَصُدُّ الرجُلُ إبِلَ النَّاسِ عنْ حَوْضِهِ، قالوا: يا رسولَ اللَّه أتعرِفُنا يومئذٍ؟ قال: نعمْ لكُمْ سِيما ليستْ لأحدٍ مِنَ الأُمَمِ تَرِدُونَ علىَّ غُرًّا مُحجَّلينَ منْ أثَرِ الوضُوءِ" (¬1). ويُروى: "تُرَى فيهِ أباريقُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ كعددِ نُجومِ السَّماءِ" (¬2). ويُروى: "يَغُتُّ فيهِ ميزابانِ يَمُدّانِهِ مِنَ الجنَّةِ، أحدُهُما منْ ذَهبٍ والآخرُ منْ وَرِقٍ" (¬3). 4315 - وقال عليه السلام: "إنِّي فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ، مَنْ مرَّ عليَّ شربَ، ومَنْ شرِبَ لمْ يظمأْ أبدًا، لَيَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أعرِفُهُمْ ويعرفونني ثمَّ يُحالُ بَيْني وبَيْنَهُمْ فأقولُ إنَّهُمْ منِّي، فيُقال: إنَّكَ لا تَدرِي ما أحدَثوا بعدَكَ، فأقولُ: سُحقًا سُحقًا لمنْ غَيَّرَ بعدي" (¬4). ¬

_ = في الصحيح 4/ 1793، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات حوض نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وصفاته (9)، الحديث (27/ 2292) والكيزان: جمع كوز. (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 217، كتاب الطهارة (2)، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء (12)، الحديث (36/ 247). (¬2) متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 463 - 464، كتاب الرقاق (81)، باب في الحوض (53)، الحديث (6580)، ومسلم في الصحيح 4/ 1801، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات حوض نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وصفاته (9)، الحديث (43/ 2303) واللفظ له. (¬3) أخرجه مسلم من حديث ثوبان رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه 4/ 1799، الحديث (37/ 2301)، ويَغُت فيه ميزابان أي يدفقان فيه الماء دفقًا دائمًا متتابعًا (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 3/ 342). (¬4) متفق عليه من حديث سهل بن سعد وأبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 464، كتاب الرقاق (81)، باب في الحوض (53)، الحديث (6583)، و (6584)، ومسلم في الصحيح 4/ 1793، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات حوض نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- (9)، الحديث (26/ 2290) و (26/ 2291)، وقوله: "إني فرطكم علي الحوض" أي متقدمكم إليه (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 3/ 434).

4316 - عن أنس أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يُحبَسُ المؤمنونَ يومَ القِيامةِ حتَّى يهِمُّوا بذلكَ فيقولونَ: لَوِ استَشْفعْنا إلى ربِّنا فيُريحُنا منْ مكانِنا، فيأتونَ آدمَ فيقولون: أنتَ آدمُ أبو النَّاسِ خَلقكَ اللَّه بيدِه وأسكَنَكَ جنَّتَهُ وأسجَدَ لكَ ملائكَتَهُ وعلَّمكَ أسماءَ كُلِّ شيءٍ اشفَعْ لنا عندَ ربِّكَ حتَّى يُريحَنا منْ مكانِنا هذا، فيقول: لستُ هُناكُمْ (¬1)، ويذكُرُ خطيئتَهُ التي أصابَ أكلَهُ مِنَ الشجَرَةِ وقدْ نُهيَ عنها، ولكنِ ائْتُوا نُوحًا أوَّلَ نبيٍّ بعثَهُ اللَّه إلى أهلِ الأرضِ. فيأْتونَ نُوحًا فيقول: لستُ هُناكُمْ، ويذكُر خطيئتَهُ التي أصابَ سُؤالَه ربَّه بغيرِ عِلمٍ، ولكنِ ائْتُوا إبراهيمَ خليلَ الرحمن. قال: فيأتونَ إبراهيمَ فيقول: إنِّي لستُ هُناكُمْ، ويذكُرُ ثلاثَ كِذْباتٍ كَذَبَهُنَّ، ولكنِ ائْتُوا موسَى عبدًا آتاهُ اللَّه التوراةَ وكلَّمهُ وقرَّبَهُ نَجِيًّا. قال: فيأتونَ موسَى فيقول: إنِّي لستُ هُناكُمْ، ويذكُرُ خطيئَتَهُ التي أصابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ، ولكنِ ائْتُوا عيسَى عبدَ اللَّه ورسولَهُ وروحَ اللَّه وكلمتَهُ. قال: فيأتونَ عيسَى فيقول: لستُ هُناكُمْ ولكنِ ائْتُوا محمّدًا عبدًا غَفَرَ اللَّه لهُ ما تقدَّمَ منْ ذنبِهِ وما تأخَّر. قال: فيأتونَني فأستأذِنُ على ربِّي في دارِه فيُؤذَنُ لي عليهِ، فإذا رأيتُهُ وقعتُ ساجِدًا، فيدَعُني ما شاءَ اللَّه أنْ يدعَني فيقول: ارفَعْ محمّدُ وقُلْ يسمَعْ واشفَعْ تُشفَّعْ وسَلْ تُعطَهْ، قال: فأرفعُ رأسي فأثني على ربِّي بثناءٍ وتحميدٍ يُعلِّمُنيهِ، ثمَّ أشفَعُ فيُحدُّ لي حدًّا فأخرُجُ فأُخرجُهُمْ مِنَ النَّارِ فأُدخِلُهُمُ الجنَّةَ، ثمَّ أعود فأستأذِنُ على ربِّي في دارِه فيُؤذَنُ لي عليهِ، فإذا رأيتُهُ وقعتُ ساجِدًا، فيدَعُني ما شاءَ اللَّه أنْ يدَعَني ثم يقول: ارفَعْ محمّدُ وقُلْ يُسمَعْ واشفَعْ تُشفَّعْ وسَلْ تُعطَهْ، قال: فأرفعُ رأسي فأُثني على ربِّي بثناءٍ وتحميدٍ يُعلِّمُنيه، ثمَّ أشفَعُ فيُحدُّ لي حدًّا فأخرُجُ فأُدخِلُهُمُ الجنَّة، ثمَّ أعودُ الثالِثةَ فأستأذِنُ على ربِّي في دارِهِ فيُؤذَنُ لي عليهِ، فإذا رأيتُهُ وقعت ساجِدًا، فيدَعُني ما شاءَ اللَّه أن يدَعَني ثمّ يقول: ارفَعْ ¬

_ (¬1) قوله: "لست هُناكُم" معناه لست أهلًا لذلك (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 55).

محمّدُ وقُلْ يُسمَعْ واشفَعْ تُشفَّعْ وسَلْ تُعطَهْ، قال: فأرفَعُ رأسي فأُثني على ربِّي بثناءٍ وتحميدٍ يُعلِّمُنيهِ، [ثم أشفع] (¬1) فيُحدُّ لي حدًّا فأخرُجُ فأُدخلُهُمُ الجنّةَ حتَّى ما يبقى في النَّارِ إلّا مَنْ قدْ حَبَسَهُ القرآنُ، أيْ وَجَبَ عليهِ الخُلودُ (¬2)، ثمَّ تلا هذهِ الآية {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (¬3) وقال: وهذا المقامُ المحمودُ الذي وُعِدَهُ نبيُّكُمْ" (¬4). 4317 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال، حدثنا محمد (¬5) صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا كان يومُ القِيامَةِ ماجَ النَّاسُ بعضُهُمْ في بعض، فيأتُونَ آدمَ فيقولونَ: اشفَعْ لنا إلى ربكَ، فيقول: لستُ لها ولكنْ عليكُمْ بإبراهيمَ فإنَّهُ خليلُ الرحمنِ، فيأتونَ إبراهيمَ فيقولُ: لستُ لها ولكنْ عليكُمْ بموسَى فإنَّهُ كليمُ اللَّه، فيأتونَ موسَى فيقولُ: لستُ لها ولكنْ عليكُمْ بعيسَى فإنَّهُ رُوحُ اللَّه وكَلِمَتُهُ، فيأتونَ عيسَى فيقول: لستُ لها ولكنْ عليكُمْ بمحمَّدٍ، فيأتونني فأقول: أنا لها، فأستأذِنُ على ربِّي فيؤذَنُ لي ويُلهِمُني مَحامِدَ أحمَدُهُ بها لا تحضُرُني الآن فأحمَدُهُ بتلكَ المَحامِدِ، ثمَّ أخِرُّ لهُ ساجدًا فيُقال: يا محمَّدُ ارفَعْ رأسَكَ وقُلْ يُسمَعْ وسَلْ تُعطَهْ واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقولُ: يا ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، ¬

_ (¬1) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة وصحيح البخاري. (¬2) قوله: "أي وجب عليه الخلود" قد بينه مسلم عقب الحديث، والبخاري عقب إحدى الروايات أنه من قول قتادة والراوي واللَّه أعلم. (¬3) سورة الإسراء (17)، الآية (79). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 417، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6565)، وأخرجه أيضًا تعليقًا بصيغة الجزم في الصحيح 13/ 422، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة (75)، الآية (22)] (24)، الحديث (7440)، وهذا لفظه. وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 180 - 181، كتاب الإيمان (1)، باب أدني أهل الجنة منزلة فيها (84)، الحديث (322/ 193). (¬5) كذا في المخطوطة وصحيح مسلم، والعبارة في المطبوعة: قال، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

فيُقال: انطلِقْ فأخرِجْ منها مَنْ كانَ في قلبِهِ مِثقالُ شعيرةٍ منْ إيمانٍ، فأنطلِقُ فأفعلُ ثم أعودُ فأحمَدُهُ بتلكَ المَحامِدِ ثم أخِرُّ لهُ ساجِدًا، فيُقال: يا محمَّدُ ارفَعْ رأسَكَ وقُلْ يُسمَعْ وسَلْ تُعطَهْ واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقولُ: يا ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيقال: انطلِقْ فأخرِجْ مَنْ كانَ في قلبِهِ مِثقالَ ذرةٍ أو خردَلَةٍ مِنْ إيمانٍ، فأنطلِقُ فأفعلُ ثم أعودُ فأحمَدُهُ بتلكَ المَحامِدِ ثمَّ أخِرُّ لهُ ساجِدًا، فيقال: يا محمّدُ ارفَعْ رأسك وقُلْ يُسمَعْ وسَلْ تُعطَهْ واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقولُ: يا ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيقال: انطلِقْ فأخرِجْ مَنْ كانَ في قلبِهِ أَدْنَى أدنَى أدنَى مِثقالَ حبَّةِ خردَلَة مِنْ إيمانٍ فأخرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فانطلِقُ فأفعلُ، ثمَّ أعودُ الرابعةَ فأحمَدُهُ بتلكَ المَحامِدِ ثمَّ أخِرُّ لهُ ساجِدًا، فيقال: يا محمَّدُ ارفَعْ رأسَكَ وقُلْ يُسمَعْ وسَلْ تُعطَهْ واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقولُ: يا ربِّ ائْذَنْ لي فيمنْ قالَ لا إله إلَّا اللَّه، قال: ليسَ ذلكَ لكَ ولكنْ وعِزَّتي وجَلالي وكِبريائي وعَظَمتي لَأخرِجَنَّ منها مَنْ قال لا إله إلّا اللَّه" (¬1). 4318 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أسعدُ النَّاسِ بشفاعَتي يومَ القِيامَةِ مَنْ قال لا إله إلَّا اللَّه خالِصًا مِنْ قلبهِ أو نفسِهِ" (¬2). 4319 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "أُتيَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بلحمٍ، فرُفِعَ إليهِ الذِّراعُ وكانتْ تُعجبُهُ، فنهسَ (¬3) منها نَهْسَةً ثمّ قال: أنا سيِّدُ النَّاسِ يومَ القِيامَةِ، يومَ يقومُ النَّاسُ لربِّ العالمين، وتَدنو ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 473، كتاب التوحيد (97)، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء (36)، الحديث (7510)، ومسلم في الصحيح 1/ 182 - 183، كتاب الإيمان (1)، باب أدني أهل الجنة منزلة فيها (84)، الحديث (326/ 193). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 193، كتاب العلم (3)، باب الحرص على الحديث (33)، الحديث (99). (¬3) نهس: بمعنى أخذ بأطراف أسنانه (النووى، شرح صحيح مسلم 3/ 66).

الشَّمْسُ فيَبلُغُ النَّاسُ مِنَ الغمِّ والكَرْبِ ما لا يُطيقونَ، فيقولُ النَّاسُ: ألا تَنظُرونَ مَنْ يَشفعُ لكُمْ إلى ربِّكُمْ؟ فيأتونَ آدمَ -وذكرَ حديثَ الشفاعةِ- وقال: فأنطلِقُ فآتي تَحْتَ العرشِ فأقعُ ساجدًا لربِّي، ثمَّ يفتحُ اللَّه عليَّ منْ مَحامِدِهِ وحُسنِ الثناءِ عليهِ شيئًا لم يَفتحْهُ على أحدٍ قَبلي، ثمَّ يُقالُ: يا محمدُ ارفَعْ رأسكَ سَلْ تُعطَهْ واشفَعْ تُشفَّعْ، فَأرْفَعُ رأسي فأقول: أُمِّتي يا ربِّ، أُمَّتي يا ربّ، أُمَّتي يا ربِّ، فيقال: يا محمدُ أدخِلْ منْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسابَ عليهمْ مِنَ البابِ الأَيْمَنِ منْ أبوابِ الجنَّةِ وهُمْ شُركاءُ النَّاسِ فيما سِوَى ذلكَ مِنَ الأبوابِ. ثم قال: والذي نفْسي بيدِه إنَّ ما بينَ المِصراعَيْنِ (¬1) منْ مَصاريعِ الجنَّةِ كما بينَ مكَّةَ وهَجَر" (¬2). 4320 - وعن حُذَيْفة رضي اللَّه عنه في حديث الشفاعة، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "تُرسلُ الأمانةُ والرَّحِمُ فيقومان جَنَبَتَيْ الصِّراطِ يَمينًا وشِمالًا" (¬3). 4321 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص"أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم تلا قولَ اللَّه تعالى في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} (¬4) وقال عيسَى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} (¬5) فرفعَ ¬

_ (¬1) المصراعان: جانبا الباب، وهَجَر: مدينة عظيمة هي قاعدة بلاد البحرين، وهجر هذه غير هجر المذكورة في حديث: "إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر" تلك قرية من قرى المدينة كانت القلال تصنع بها (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 69). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 395، كتاب التفسير (65)، سورة بني إسرائيل (17)، باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الآية (3)] (5)، الحديث (4712)، ومسلم في الصحيح 1/ 184 - 186، كتاب الإيمان (1)، باب أدني أهل الجنة منزلة فيها (84)، الحديث (327/ 194). (¬3) أخرجه مسلم من حديث حذيفة وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما في المصدر نفسه، الحديث (329/ 195). (¬4) سورة إبراهيم (14)، الآية (36). (¬5) سورة المائدة (5)، الآية (118).

يَدَيْهِ فقال: اللَّهمَّ أُمَّتي أُمَّتي. وبكَى، فقالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: يا جبريلُ اذهَبْ إلى محمَّدٍ وربُّكَ أعلَمُ فسَلْهُ ما يُبكيه، فأتاهُ جبريلُ فسألَهُ، فأخبرَهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بما قال، فقالَ اللَّه لجبريل: اذهَبْ إلى محمَّدٍ فقُلْ: إنَّا سنُرْضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ" (¬1). 4322 - عن أبي سعيد الخُدْرِيّ رضي اللَّه عنه "أنّ ناسًا قالوا: يا رسولَ اللَّه هلْ نَرَى ربَّنا يومَ القِيامَةِ؟ قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: نعمْ، هلْ تُضارُّونَ (¬2) في رُؤْيةِ الشمسِ بالظَّهيرةِ صَحْوًا ليسَ معها سَحابٌ، وهلْ تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ القمرِ ليلةَ البدْرِ صَحْوًا ليسَ فيها سَحابٌ؟ قالوا: لا يا رسولَ اللَّه، قال: ما تُضارُّونَ في رُؤْيةِ اللَّه يومَ القِيامةِ إلّا كما تُضارُّونَ في رُؤْيةِ أحدِهما، إذا كانَ يومُ القِيامةِ أذَّنَ مُؤذِّنٌ: لِيتَّبعْ كُلُّ أُمَّةٍ ما كانتْ تعبُدُ، فلا يَبقَى أحدٌ كانَ يعبُدُ غيرَ اللَّه مِنَ الأصنامِ والأنصابِ إلّا يَتساقَطُونَ في النَّارِ، حتَّى إذا لمْ يَبقَ إلّا مَنْ كانَ يَعْبُدُ اللَّه مِنْ بَرٍّ وفاجِرٍ أتاهُمْ ربُّ العالمينَ قال: فماذا تَنتظِرونَ؟ يتَّبعُ كُلُّ أُمةٍ ما كانتْ تعبُدُ، قالوا: يا ربَّنا فارَقْنا النَّاسَ في الدُّنْيا أفقَرَ ما كُنَّا إلَيْهمْ ولمْ نُصاحِبْهُمْ". وفي رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "فيقولونَ: هذا مكانُنا حتَّى يأتِيَنا ربُّنا، فإذا جاءَ ربُّنا عَرَفْناهُ" (¬3). وفي رواية أبي سعيد رضي اللَّه عنه: "فيقولُ: هلْ بينكُمْ وبينَهُ آيةٌ تَعرِفونَهُ؟ فيقولون: نعمْ، فيُكشَفُ عنْ ساقٍ فلا يَبقَى مَنْ كانَ يسجُدُ للَّه منْ تِلقاءِ نفسِه إلّا أَذِنَ اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 191، كتاب الإيمان (1)، باب دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأمته وبكائه شفعة عليهم (87)، الحديث (346/ 202). (¬2) تُضارون: يُروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد بمعنى لا تتخالفون ولا تتجادلون في صحّة النظر إليه لوضوحه وظهوره (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 3/ 82). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 292، كتاب الأذان (10)، باب فضل السجود (129)، الحديث (806)، ومسلم في الصحيح 1/ 164، كتاب الإيمان (1)، باب معرفة طريق الرؤية (81)، الحديث (299/ 182).

لهُ بالسُّجودِ، ولا يَبقَى مَنْ كانَ يسجُدُ اتِّقاءً ورِياءً إلّا جعلَ اللَّه ظهرَهُ طَبَقةً واحِدةً، كُلَّما أرادَ أنْ يسجُدَ خَرَّ على قَفاهُ، ثمَّ يُضرَبُ الجِسْرُ (¬1) على جهنَّمَ وتَحِلُّ الشفاعةُ، ويقولونَ: اللَّهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، فيمُرُّ المؤمنونَ كطَرْفِ العينِ وكالبَرْقِ وكالرِّيحِ وكالطيرِ وكأجاوِيد الخيلِ والرِّكابِ، فناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخْدوشٌ مُرْسَلٌ ومُكَرْدَسٌ (¬2) في نارِ جهنَّمَ حتَّى إذا خَلَصَ المؤمنونَ مِنَ النَّارِ، فوالَّذي نفسي بيدِه ما مِنْ أحدٍ منكُمْ بأشدَّ مُناشدَةً في الحقِّ، وقدْ تبيَّنَ لكُمْ، مِنَ المؤمنينَ للَّه يومَ القِيامةِ لإخوانِهمُ الذينَ في النَّارِ، يقولونَ: ربَّنا كانوا يَصومونَ معنا ويُصلُّونَ معنا ويَحُجُّونَ معنا، فيُقالُ لهمْ: أخرِجُوا مَنْ عَرفْتُمْ، فتُحرَّمُ صُوَرُهُمْ على النَّارِ، فيُخرِجونَ خَلْقًا كثيرًا ثمّ يقولونَ: ربَّنا ما بقيَ فيها أحدٌ ممَّنْ أمرْتَنا بهِ، فيقول: ارجِعُوا فمَنْ وجدتُمْ في قلبِهِ مِثقالَ دِينارٍ منْ خيرٍ فأخرِجوهُ، فيُخرِجونَ خَلْقًا كثيرًا، ثمَّ يقول: ارجِعُوا فمَنْ وجدتُمْ في قلبهِ مثقالَ نِصْفِ دِينارٍ منْ خيرٍ فأخرِجُوهُ، فيُخرِجونَ خَلْقًا كثيرًا، ثمَّ يقول: ارجِعُوا فمَنْ وجدتُمْ في قلبِهِ مِثقالَ ذرَّة منْ خيرٍ فأخرِجُوهُ، فيُخرِجونَ خَلْقًا كثيرًا، ثمَّ يقولونَ: ربَّنا لمْ نَذَرْ فيها خيرًا، فيقولُ اللَّه: شَفَعَت الملائِكةُ وشَفعَ النبيُّونَ وشَفعَ المؤمنونَ ولمْ يَبقَ إلّا أرحَمُ الراحِمينَ، فيَقبِضُ قَبْضةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ مِنْها قَوْمًا لم يَعْمَلوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا فَيُلْقِيهِمْ في نَهْرٍ في أَفْوَاهِ الجَنَّةِ يُقالُ لهُ نهرُ الحياةِ، فيَخرجُونَ كما تَخرُجُ الحِبَّةُ (¬3) في حَمِيلِ ¬

_ (¬1) الجَسر بفتح الجيم وكسرها لغتان مشهورتان وهو الصراط (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 29). (¬2) كذا في المطبوعة "مُكَرْدَس". المُكَرْدَس: الذي جُمعت يداه ورجلاه وألقي إلى موضع (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 162)، وفي الصحيحين: "مَكْدوس" أي مدفوع، وتَكَدَّس الإنسان إِذا دُفع من ورائه فسقط (ابن الأثير، المصدر السابق 4/ 155). (¬3) الحِبّة: بكسر الحاء وهي بزر البقول والعشب تنبت في البراري وجوانب السيول وجمعها حِبَب بكسر الحاء المهملة وفتح الباء، وحَميل السَّيْل: بفتح الحاء وكسر الميم وهو ما جاء به السيل من طين أو غثاء ومعناه محمول السَّيْل، والمراد التشبيه في سرعة النّبات وحسنه وطراوته (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 23).

السَّيْلِ، فيَخرُجونَ كاللُّؤلؤِ في رِقابِهِمُ الخَواتِمُ، فيقولُ أهلُ الجنَّةِ: هؤلاءِ عُتَقاءُ الرحمنِ أدخَلَهُمُ الجنَّةَ بغيرِ عَملٍ عَمِلُوهُ ولا خَيرٍ قَدَّموهُ، فيُقالُ لهمْ: لكُمْ ما رأَيْتُمْ ومِثلُهُ مَعَهُ" (¬1). 4323 - وقال عليه السلام: "إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنّةَ وأهلُ النَّارِ النَّارَ يقولُ اللَّه تعالى: مَنْ كانَ في قلبهِ مِثقالُ حبَّةٍ منْ خَرْدَلٍ منْ إيمانٍ فأخرِجُوهُ، فيُخْرَجونَ قدِ امتَحَشُوا (¬2) وعادُوا حُممًا، فيُلقَوْنَ في نهرِ الحياةِ فيَنْبُتون كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ، ألَمْ تَرَوْا أنَّها تخرُجُ صفراءَ مُلتَوِيةً" (¬3). 4324 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه "أنّ النَّاسَ قالوا: يا رسولَ اللَّه هلْ نَرَى ربَّنا يومَ القِيامةِ؟ فذكرَ معنَى حديثِ أبي سعيد الخُدْرِيّ رضيَ اللَّه عنه غيرَ كشفِ السَّاقِ. وقال: ويُضرَبُ الصِّراطُ بينَ ظَهرانَيْ جهنمَ، فأكونُ أوَّلَ مَنْ يَجوزُ مِنَ الرُّسُلِ بأمَّتِهِ، ولا يَتكلَّم يَومئِذٍ إلّا الرُّسُلُ، وكلامُ الرُّسُلِ يَومئذٍ: اللَّهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وفي جهنَّمَ كلالِيبُ مِثلُ شوكِ السَّعْدانِ (¬4) لا يعلَمُ قَدْرَ عِظَمِها إلّا اللَّه، تَخْطَفُ النَّاسَ بأعمالِهِمْ، فمنهُمْ مَنْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 420 - 422، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: (75)، الآية (22)] (24)، الحديث (7439)، ومسلم في الصحيح 1/ 167 - 171، كتاب الإيمان (1)، باب معرفة طريق الرؤية (81)، الحديث (302/ 183). (¬2) امتَحَشُوا: احترقوا (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 22). (¬3) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 416، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6560)، ومسلم في الصحِيح 1/ 172، كتاب الإيمان (1)، باب إثبات الشَّفاعة وإخراج الموحدين من النار (82)، الحديث (304/ 184). (¬4) الكلاليب: جمع كلُّوب بفتح الكاف وضم اللام المشددة وهو حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم وترسل في التنور، والسعدان: بفتح السين وإسكان العين المهملة هو نبت له شوكة عظيمة مثل الحسك من كل الجوانب (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 21).

يُوبَقُ (¬1) بعملِهِ، ومنهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ (¬2) ثمَّ يَنجُو، حتَّى إذا فرَغَ اللَّه مِنَ القضاءِ بينَ عِبادهِ وأرادَ أنْ يُخرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أرادَ أنْ يُخرِجَهُ ممَّنْ كانَ يَشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه؛ أمرَ الملائِكَةَ أنْ يُخرِجُوا مَنْ كانَ يعبُدُ اللَّه، فيُخرِجونَهُمْ ويَعرِفُونَهُمْ بآثارِ السُّجودِ، وحرَّمَ اللَّه على النَّارِ أنْ تأكُلَ أثرَ السُّجودِ، فكُلُّ ابنِ آدمَ تأكلُهُ النَّارُ إلّا أثرَ السُّجودِ، فيُخرَجونَ مِنَ النَّارِ قدِ امتَحَشُوا، فيُصَبُّ عليهِمْ ماءَ الحَياةِ، فَيَنْبِتُونَ كما تنبُتُ الحِبَّة في حَميلِ السَّيْلِ، ويَبقَى رجلٌ بينَ الجنَّةِ والنَّارِ، وهوَ آخِرُ أهلِ النَّارِ دُخولًا الجنَّةَ، مُقبِل بوَجهِهِ قِبَلَ النَّارِ فيقول: يا ربِّ اصرِفْ وَجهي عنِ النَّارِ قدْ قَشَبَني رِيحُها وأحرَقَني ذَكاؤُها (¬3)، فيقول: هلْ عَسَيْتَ إنْ فُعِلَ ذلكَ بكَ أنْ تسألَ غيرَ ذلك؟ فيقول: لا وعِزَّتِكَ، فيُعطي اللَّهَ ما شاءَ مِنْ عَهْدٍ ومِيثاقٍ، فيَصرِفُ اللَّه وجهَهُ عنِ النَّارِ، فإذا أقبَلَ بهِ إلى الجنَّةِ رأَى بهجَتَها سكتَ ما شاءَ اللَّه أنْ يَسكُتَ، ثمَّ قال: يا رب قَدِّمْني عِندَ بابِ الجنَّةِ، فيقولُ اللَّه تباركَ وتعالَى: أليسَ قدْ أَعطيْتَ العُهودَ والمِيثاقَ أنْ لا تَسألَ غيرَ الذي كنتَ سألتَ؟ فيقول: يا ربِّ لا أكونُ أشقَى خَلقِكَ، فيقول: فما عَسَيْتَ إنْ أُعطيتَ ذلكَ أنْ تسألَ غيرَهُ، فيقول: لا وعِزَّتِكَ لا أسالُ غيرَ ذلكَ، فيُعطي ربَّهُ ما شاءَ منْ عهدٍ ومِيثاقٍ، فيُقدِّمُهُ إلى بابِ الجنَّةِ، فإذا بلغَ بابَها فرأَى زَهرتَها وما فيها مِنَ النَّضرَةِ والسُّرورِ، فسكتَ ما شاءَ اللَّه أنْ يَسكُتَ، فيقول: يا ربِّ أدخِلْني الجنَّةَ، فيقولُ اللَّه تباركَ وتعالَى: ويلكَ يا ابنَ آدمَ ما أغدَرَكَ أليسَ قدْ أَعطيْتَ العُهودَ والمِيثاقَ أنْ لا تَسألَ غيرَ الذي ¬

_ (¬1) يُوبَقَ: أي يهلك ويحبس. (¬2) المُخَرْدَل هو المَرْميّ المصروع، وقيل المقطع، تقطعه كلاليب الصراط حتَّى يهوي في النار، يقال خرْدَلتُ اللحم: أي فصلت أعضاءه وقطعته (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 20). (¬3) قَشَبَني معناه: سمَّني واذاني وأهلكني، وذكاؤها معناه: لهبها واشتعالها وشدة وهجها، والأشهر في اللغة ذكاها مقصور، وذكر جماعات أن المد والقصر لغتان (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 23).

أُعطيتَ؟ فيقول: يا ربِّ لا تَجعلْني أشقَى خَلقِكَ، فلا يزالُ يَدعُو حتَّى يَضحَكَ اللُّه منهُ، فإذا ضَحِكَ أذِنَ لهُ في دُخولِ الجنَّةِ، فيقولُ له: تَمنَّ، فيَتمنَّى حتَّى إذا انقطعَ أُمنِيَّتُهُ قالَ اللَّه تعالَى: تَمنَّ كذا وكذا، أقبلَ يُذكِّرُهُ ربُّهُ، حتَّى إذا انتهتْ بهِ الأمانيُّ قالَ اللَّه تعالَى: لكَ ذلكَ ومِثلُهُ معه" وقالَ أبو سعيدٍ رضي اللَّه عنه، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "قالَ اللَّه تعالَى: لكَ ذلكَ وعشرةُ أمثالِهِ" (¬1). 4325 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "آخِرُ مَنْ يَدخُلُ الجنَّةَ رجلٌ فهوَ يَمشي مَرَّةً ويَكْبُو مَرَّةً وتَسْفَعُهُ (¬2) النَّارُ مَرَّةً، فإذا جاوَزَها التفتَ إلَيْها فقال: تَبَارَكَ الذي نجَّاني مِنكِ لقدْ أعطانيَ اللَّه شيئًا ما أعطاهُ أحدًا مِنَ الأوَّلينَ والآخِرينَ، فتُرْفَعُ لهُ شجرة فيقول: أيْ ربِّ أدْنِني منْ هذهِ الشجرةِ فلأستظِلَّ بظِلها وأشربَ منْ مائِها، فيقولُ اللَّه: يا ابنَ آدمَ لعَلِّي إنْ أعطيْتُكَها سألتَني غيرَها، فيقول: لا يا ربِّ، ويُعاهِدُهُ أنْ لا يسألَهُ غيرَها، فيُدنِيه منها، فيَستظِلُّ بظِلِّها ويشربُ منْ مائِها ثمَّ تُرفَعُ لهُ شجَرةٌ أُخرى هيَ أحسنُ مِنَ الأُولى، فيقول: أيْ ربِّ أدْنِني منْ هذهِ الشجَرةِ لأشربَ منْ مائِها وأستظِلُّ بظِلِّها، فيقول: يا ابْنَ آدمَ ألَمْ تُعاهِدْني أنْ لا تَسألَني غيرَها؟ قال: بلى يا ربّ، فيقول: لَعلي إنْ أدنَيْتُكَ منها تسألُني ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 292 - 293، كتاب الأذان (10)، باب فضل السجود (129)، الحديث (806)، وفي 11/ 444 - 446، كتاب الرقاق (81)، باب الصراط جسر جهنم (52)، الحديث (6573) و (6574)، وفي 13/ 419 - 420، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة (75)، الآية (22)] (24)، الحديث (7437) و (7438)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 163 - 166، كتاب الإيمان (1)، باب معرفة طريق الرؤية (81)، الحديث (299/ 182). (¬2) يكبو: معناه يسقط على وجهه، وتَسْعَفه: معناه تضرب وجهه وتسوده وتؤثر فيه أثرًا (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 42).

غيرَها، فيُعاهِدُه أنْ لا يسألَهُ غيرَها، فيُدنيهِ منها فيَستظِلُّ بظِلِّها ويشربُ منْ مائِها، ثمَّ تُرفَعُ لهُ شجَرةً عندَ بابِ الجنَّة هيَ أحسنُ مِنَ الأُولَيَيْنِ فيقولُ: أيْ ربِّ أدْنِني منْ هذهِ فلِأستظِلَّ بظِلِّها وأشربَ منْ مائِها، فيقول: يا ابنَ آدمَ أَلَمْ تُعاهِدْني أنْ لا تَسأَلَني غيرَها؟ قال: بَلَى يا ربِّ هذهِ لا أسألُكَ غيرَها، وربُّهُ يَعذِرُهُ لأنَّهُ يَرَى ما لا صَبْرَ لهُ عليهِ، فيُدنِيهِ منها، فإذا أدناهُ منها سمعَ أصواتَ أهلِ الجنَّةِ فيقولُ: أيْ ربِّ أَدْخِلْنِيها، فيقولُ: يا ابنَ آدمَ ما يَصْرِيني منكَ (¬1) أيُرضِيكَ أنْ أُعطيَكَ الدُّنْيا ومِثلَها مَعَها؟ قال: أيْ ربِّ أتَستهْزِئُ مِنَي وأنتَ ربُّ العالمينَ. فضَحِكَ ابنُ مَسعودٍ فقالوا: مِمَّ تَضحَكُ؟ قال: هكذا ضَحِكَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقالوا: مِمَّ تَضحَكُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: منْ ضِحْكِ رب العالمينَ حِينَ قال: أتَستهْزِئُ مِنِّي وأنتَ ربُّ العالمينَ؟ فيقول: إنِّي لا أستهْزِئُ مِنكَ ولكنِّي على ما أشاءُ قدِير" (¬2). 4326 - وفي رواية: "ويُذكِّرُهُ اللَّه سَلْ كذا وكذا، حتَّى إذا انقطعَتْ بهِ الأمَانِيُّ قال اللَّه: هوَ لكَ وعشَرةُ أمثالِهِ، قال: ثمَّ يَدخلُ بيتَهُ فتدخُلُ عليهِ زَوْجتاهُ مِنَ الحورِ العِينِ فتقولانِ: الحمدُ للَّه الذي أحْياكَ لنا وأحْيانا لكَ، قالَ فيقولُ: ما أُعطيَ أحدٌ مِثلَ ما أُعطيتُ" (¬3). ¬

_ (¬1) ما يَصْريني منك: معناه ما يقطع مسألتك مني، قال أهل اللغة: الصَّرْي بفتح الصاد وإسكان الراء هو القطع، وروي في غير مسلم "ما يصريك مني" قال إبراهيم الحربي: هو الصواب، وأنكر الرواية التي في صحيح مسلم وغيره "ما يصريني منك" وليس هو ما قال بل كلاهما صحيح فإن السائل متى انقطع من المسؤول انقطع المسؤول منه والمعنى أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك واللَّه أعلم (النووي، المصدر نفسه). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 174 - 175، كتاب الإيمان (1)، باب آخر أهل النار خروجًا (83)، الحديث (310/ 187). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 175، كتاب الإيمان (1)، باب أدني أهل الجنة منزلة فيها (84)، الحديث (311/ 188).

4327 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لَيُصِيبَنَّ أقوامًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ بذُنوب أصابُوها عُقوبةً، ثمَّ يُدخِلُهُمُ اللَّه الجنَّةَ بفضْلِ رحمتِهِ، فيُقالُ لهُمْ الجهنَّمِيُّونَ" (¬1). 4328 - عن عِمران بن حُصَيْن عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يَخرُجُ قومٌ مِنَ النَّارِ بشفاعةِ محمَّدٍ صلى اللَّه عليه وسلم فيَدخُلونَ الجنَّةَ ويُسمَّوْنَ الجهنَّميِّينَ" (¬2). وفي رواية: "يخرُجُ قومٌ مِنْ أُمَّتي مِنَ النَّارِ بشفاعَتي يُسمَّوْنَ الجهنَّميِّينَ" (¬3). 4329 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال، قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "إنِّي لَأعلَمُ آخِرَ أهلِ النَّارِ خُروجًا منها وآخِرَ أهلِ الجنَّةِ دُخولًا (¬4)، رجلٌ يخرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا، فيقولُ اللَّه: اذهَبْ فادخُلِ الجنَّةَ، فيأتِيها فيُخيَّلُ إليهِ أنَّها مَلأى، [فَيَرْجِعُ] (¬5) فيقولُ: يا ربِّ وجَدتُها ملأى، [فيقولُ: اذهَبْ فادخُلِ الجنَّةَ، فيأتِيها فيُخيَّلُ إليهِ أنَّها مَلأى، فيرجعُ فيقولُ: يا ربِّ وتجدْتُها مَلأى] (¬6) فيقولُ اللَّه اذهَبْ فادخُلِ الجنَّةَ فإنَّ لكَ مِثلَ الدُّنْيا وعشَرةَ أمثالِها، فيقول: تسخَرُ مِنِّي -أو تَضحَكُ مِنِّي- وأنتَ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 416، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6559)، وفي 13/ 434، كتاب التوحيد (97)، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف (7)، الآية (56)] (25)، الحديث (7450)، وسَفْع: أي سواد من لفح النار أو علامة منها. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 418، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6566). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 715، كتاب صفة جهنم (40)، باب (10)، الحديث (2600)، وقال: (حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1443، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الشفاعة (37)، الحديث (4315). (¬4) العبارة في المطبوعة (دخولًا فيها) والتصويب من المخطوطة وصحيح البخاري. (¬5) ساقطة من المخطوطة والمطبوعة، وأثبتناها من البخاري ومسلم. (¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وهو موجود بهامش المخطوطة وفي الصحيحين.

الملِكُ؟ ولقدْ رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نواجذُهُ وكانَ يُقالُ: ذلكَ أدنَى أهلِ الجنَّةِ مَنزِلةً" (¬1). 4330 - عن أبي ذَرّ رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنِّي لَأعلَمُ آخِرَ أهلِ الجنَّةِ دُخولًا الجنَّةَ وآخِرَ أهلِ النَّارِ خُروجًا منها، رجلٌ يُؤتَى بهِ (¬2) يومَ القِيامَةِ فيُقالُ: اعْرِضوا عليهِ صِغارَ ذُنوبِهِ وارفَعوا عنهُ كِبارَها، فيُعرَضُ عليهِ صِغارُ ذُنوبِهِ، فيُقالُ: عَمِلتَ يومَ كَذا وكَذا؛ كَذا وكَذا، وعَمِلتَ يومَ كَذا وكَذا؛ كَذا وكَذا، فيقولُ: نعمْ، لا يَستطيعُ أنْ يُنكِرَ وهوَ مُشفِقٌ مِنْ كِبارِ ذُنوِبهِ أنْ تُعرَضَ عليهِ، فيُقالُ لهُ: إنَّ لكَ مكان كُلِّ سيِّئةٍ حَسنةً، فيقولُ: ربِّ قدْ عَمِلتُ أشياءَ لا أَراها ها هُنا فلقدْ رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ضَحِكَ حتَّى بدَتْ نَواجِذُهُ" (¬3). 4331 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يخرجُ مِنَ النَّارِ أربعَةٌ فيُعرَضونَ على اللَّه تعالى، ثمَّ يُؤْمَرُ بهمْ إلى النَّارِ، فيَلتفِتُ أحدُهُمْ فيقولُ: أيْ ربِّ لقد كنتُ أرجُو إذْ أخرجْتَني منها أنْ لا تُعيدَني فيها، قال: فيُنجِيهِ اللَّه منها" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 418 - 419، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6571)، ومسلم في الصحيح 1/ 173، كتاب الإيمان (1)، باب آخر أهل النار خروجًا (83)، الحديث (308/ 186). (¬2) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 177، كتاب الإيمان (1)، باب أدني أهل الجنة منزلة فيها (84)، الحديث (314/ 190). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 180، كتاب الإيمان (1)، باب أدني أهل الجنة منزلة فيها (84)، الحديث (321/ 192)، دون قوله: "لقد كنت أرجو"، وأخرجه البغوي بلفظه التام بإسناده في شرح السنة 15/ 194، كتاب الفتن، باب آخر من يخرج من النار، الحديث (4362).

4332 - وقال عليه السلام: "يَخلُصُ المؤمنونَ مِنَ النَّارِ، فيُحْبَسونَ على قَنطَرة بينَ الجنَّةِ والنَّارِ، فيُقْتَصُّ لبعضِهِمْ منْ بعض مَظالِمُ كانتْ بينَهُمْ في الدُّنْيا، حتَّى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أُذِنَ لهُمْ في دُخولِ الجنَّةِ، فوالّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيدِهِ لَأحدُهُمْ أهدَى لمنزلهِ في الجنَّةِ منهُ لمنزلهِ كانَ في الدُّنْيا" (¬1). 4333 - وقال عليه السلام: "لا يدخلُ أحدٌ الجنَّةَ إلّا أُرِيَ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ لوْ أساءَ لِيزدادَ شُكرًا ولا يدخُلِ النَّارَ أحد إلَّا أُريَ مقعدَهُ مِنَ الجنَّةِ، لوْ أحسنَ ليكونَ عليهِ حَسْرةً" (¬2). 4334 - وقال عليه السلام: "إذا صارَ أهلُ الجنَّةِ إلى الجنَّةِ وأهلُ النَّارِ إلى النَّارِ جيءَ بالموتِ حتَّى يُجعلَ بينَ الجنَّةِ والنَّارِ، ثمَّ يُذبحُ ثمّ يُنادِي مُنادٍ: يا أهلَ الجنَّةِ لا موتَ، ويا أهلَ النَّارِ لا موتَ، فيزدادُ أهلِ الجنَّةِ فَرَحًا إلى فرَحِهم، ويزدادُ أهل النَّار حُزنًا إلى حُزنِهم" (¬3). مِنَ الحِسَان: 4335 - عن ثَوْبان عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "حَوْضي من عَدَنَ إلى عَمَّانَ البَلْقاءِ، ماؤُهُ أشدُّ بياضًا مِنٍ اللَّبَنِ وأحلَى مِنَ العَسَلِ، وأكوابُهُ عددُ نُجومِ السماءِ، مَنْ شَرِبَ منه شَرْبةً لمْ يظمأْ بعدَها أبدًا، أوَّلُ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه في الصحيح 5/ 96، كتاب المظالم (46)، باب قصاص المظالم (1)، الحديث (2440)، وفي 11/ 395، كتاب الرقاق (81)، باب القصاص يوم القيامة. . . (48)، الحديث (6535). (¬2) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في الصحيح 11/ 418، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6569). (¬3) متفق عليه من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 415، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6548)، ومسلم في الصحيح 4/ 2189، كتاب الجنة (51)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (13)، الحديث (43/ 2850).

الناسِ وُرُودًا فُقراءُ المهاجِرينَ الشُّعْثُ رؤوسًا الدُّنْسُ ثيابًا الذينَ لا يَنْكِحونَ المتَنعِّماتِ ولا يُفتحُ لهُمُ السُّدَدُ" (¬1) (غريب). 4336 - عن زَيْد بن أرقم قال: "كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فنزَلنا منزلًا، فقال: ما أنتُمْ جزء منْ مائةِ ألْفِ جُزءٍ ممنْ يرِدُ عليَّ الحوضَ. قيل: كمْ كنتُمْ يومئذٍ؟ قال: سبعمائةَ أو ثمانمائةَ" (¬2). 4337 - عن الحسن عن سَمُرة قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ لكُلِّ نبيٍّ حوضًا، وإنَّهُمْ ليتباهَوْنَ أيُّهُمْ أكثرُ وارِدَةً، وإنِّي أرجُو أنْ أكونَ أكثرَهُمْ وارِدةً" (¬3) (غريب). 4338 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "سألتُ رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يشفَعَ لي يومَ القِيامَةِ، فقال: أنا فاعِلٌ. قلتُ: يا رسُولَ اللَّه فأيْنَ أطلُبُكَ؟ قال: اطلُبْني أوَّلَ ما تطلُبُني على الصِّراطِ. قلت: فإنْ لمْ ألْقَكَ عَلَى الصِّراطِ؟ قال: فاطلُبْني عندَ المِيزانِ. قلت: فإنْ لم ألْقَكَ عندَ المِيزانِ؟ قال: فاطلُبْني عندَ الحَوْضِ فإنِّي لا أُخطِئُ هذَهَ الثلاثةَ المَواطِنَ" (¬4) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 275، والترمذي في السنن 4/ 629، كتاب صفة القيامة (38)، باب ما جاء في صفة أواني الحوض (15)، الحديث (2444)، وقال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه)، وابن ماجه في السنن 2/ 1438، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الحوض (36)، الحديث (4303)، والحاكم في المستدرك 4/ 184، كتاب اللباس، باب بيان أوصاف حوض الكوثر، وقال: (صحيح الإسناد)، وأقره الذهبي، والسدد جمع سدة وهي باب الدار. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 369، 371، 372، وأبو داود في السنن 5/ 110، كتاب السنة (34)، باب في الحوض (26)، الحديث (4746)، والحاكم في المستدرك 1/ 76 - 77، كتاب الإيمان، باب صفة حوضه -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 628، كتاب صفة القيامة (38)، باب ما جاء في صفة الحوض (14)، الحديث (2443)، وقال: (هذا حديث غريب). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 178، والترمذي في السنن 4/ 621، كتاب صفة القيامة (38)، باب ما جاء في شأن الصراط (9)، الحديث (2433)، وقال: (حسن غريب).

4339 - عن المُغِيرة بن شُعْبة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "شِعارُ المؤمنينَ يومَ القِيامَةِ عَلَى الصِّراطِ: ربِّ سَلِّمْ سَلِّمْ" (¬1) (غريب). 4340 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "قيلَ لهُ: ما المقامُ المحمودُ؟ قال: ذاكَ يومٌ ينزلُ اللَّه تعالى على كرسيِّهِ فيَئطُّ كما يئِطُّ الرحلُ الجديدُ (¬2) منْ تضايقهِ بهِ وهو يسعهُ ما بينَ السماءِ والأرضِ، ويُجاءُ بكُمْ حُفاةً عُراةً غُرْلًا، فيكونُ أوَّلَ مَنْ يُكسَى إبراهيمُ صلواتُ اللَّه عليه، يقولُ اللَّه تعالى: اكْسُوا خَليلي. فيُؤتَى برَيْطَتَيْنِ بَيْضاوَيْنِ مِنْ رِياطِ الجنَّةِ، ثمَّ أُكْسَى على أَثَرِهِ، ثمَّ أقومُ عنْ يمينِ اللَّه مَقامًا يغبِطني الأوّلونَ والآخِرونَ" (¬3). 4341 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "شَفاعتي لأهلِ الكبائِرِ منْ أُمَّتي" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في المصدر نفسه، الحديث (2432)، وقال: (هذا حديث غريب)، والحاكم في المستدرك 2/ 375، كتاب التفسير، تفسير سورة مريم، وقال: (صحيح على شرط مسلم)، وأقره الذهبي. (¬2) في المطبوعة زيادة: (براكبه) وليست في المخطوطة ولا عند الدارمي. (¬3) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 325، كتاب الرقاق، باب في شأن الساعة ونزول الرب تعالى، وقوله: "يئط" أي يصوت الكرسي، و"رياط" جمع رَيْطة وهي الملاءة الرقيقة اللينة. وقد تقدم هذا الحديث في مخطوطة برلين على الذي قبله. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 213، وأبو داود في السنن 5/ 106، كتاب السنة (34)، باب في الشفاعة (23)، الحديث (4739)، والترمذي في السنن 4/ 625، كتاب صفة القيامة (38)، باب منه في الشفاعة (11)، الحديث (2435)، وقال: (حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 645، كتاب البعث (41)، باب جامع في البعث والشفاعة (14)، الحديث (2596)، والحاكم في المستدرك 1/ 69، كتاب الإيمان، باب شفاعتي لأمل الكبائر من أمتى.

4342 - عن عَوْف بن مالِك رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أتاني آتٍ منْ عندِ ربِّي فخيَّرَني بينَ أنْ يَدْخُلَ نِصفُ أُمَّتي الجنَّةَ وبينَ الشفاعةِ، فاخترتُ الشَّفاعةَ وهيَ لمنْ ماتَ لا يُشرِكُ باللَّه شيئًا" (¬1). 4343 - عن عبد اللَّه بن أبي الجَدْعاء رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "يَدخُلُ الجنَّةَ بشَفاعةِ رجُلٍ مِنْ أُمَّتي أكثرُ منْ بَني تَميمٍ، قيلَ: يا رسُولَ اللَّه سِواكَ؟ قال: سِوايَ" (¬2). 4344 - عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إِنَّ منْ أُمَّتي مَنْ يشفعُ للفِئامِ، ومنهُم مَنْ يشفعُ للقَبيلَةِ، ومنهُم مَنْ يشفعُ للعَصَبَةِ، ومنهُم مَنْ يشفعُ للرجُلِ حتَّى يدخل الجنَّة" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 23، 28، 29، والترمذي في السنن 4/ 627، كتاب صفة القيامة (38)، باب منه في الشفاعة (13)، الحديث (2441)، وابن ماجه في السنن 2/ 1444، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الشفاعة (37)، الحديث (4317)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 644، كتاب البعث (41)، باب جامع في البعث والشفاعة (14)، الحديث 25921). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 469،470، والدارمي في السنن 2/ 328، كتاب الرقاق، باب في قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي سبعون ألفًا"، والترمذي في السنن 4/ 626، كتاب صفة القيامة (38)، باب منه ما جاء في الشفاعة (10)، الحديث (2438)، وقال: (حسن صحيح غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1443 - 1444، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الشفاعة (37)، الحديث (4316)، والحاكم في المستدرك 1/ 71، كتاب الإيمان، باب ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي. . . وقال: (هذا حديث صحيح) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 20، 63، والترمذي في السنن 4/ 627، كتاب صفة القيامة (38)، باب منه ما جاء في الشفاعة (12)، الحديث (2440)، وقال: (هذا حديث حسن)، والفئام: الجماعة من الناس لا واحد له من لفظه.

4345 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ اللَّه عزّ وجلَّ وعَدَني أنْ يُدخِلَ الجنَّةَ منْ أُمَّتي أربعِمائةِ ألفٍ (¬1). فقالَ أبو بكر: زِدْنا يا رسولَ اللَّه، قال: وهكذا، فحَثا بكفَّيْه وجمعهُما، قال أبو بكر: زِدْنا يا رسولَ اللَّه، قال: وهكذا. فقال عمر: دَعْنا يا أبا بكر، فقال أبو بكر: وما عليك أنْ يُدْخِلَنا اللَّه كُلَّنا الجنَّةَ، فقال عمر: إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ إنْ شاءَ أنْ يُدخِلَ خَلْقَه الجنَّةَ بكفٍّ واحِدٍ فَعَلَ، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: صدَقَ عمرُ" (¬2). 4346 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال [قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم] (¬3): "يُصَفُّ أهلُ النَّارِ يومئِذٍ، فيمُرُّ بهم الرجلُ منْ أهلِ الجنَّة، فيقولُ الرجُلُ منهم: يا فُلانُ أما تَعرِفُني؟ أنا الذي سقَيْتُكَ شَربةً، وقال بعضهُمْ: أنا الذي وهبتُ لكَ وَضُوءًا، فيشفَعُ لهُ فيُدْخِلُهُ الجنَّةَ" (¬4). 4347 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّ رجليْنِ ممنْ دخلَ النَّارَ اشتدَّ صِياحُهُما، فقال الربُّ: أخرِجُوهُما، فقال لهما: لأيِّ شيءٍ اشتدّ صِياحُكُما؟ قالا: فعَلْنا ذلكَ لترحَمَنا، قال: فإنَّ رَحمتي لكُما أنْ تنطَلِقا فتُلْقِيا أنفُسكُما حيثُ كنتُما مِنَ النَّارِ. فيُلقي أحدُهُما نفسَهُ فيجعَلُها اللَّه عليهِ بَرْدًا وسَلامًا، ويقومُ الآخرُ فلا يُلقي نفسَهُ، فيقولُ لهُ الربُّ: ما منعَكَ أنْ تُلقيَ نفسَك كما أَلْقى صاحِبُكَ؟ فيقول: ربِّ إنِّي أرجُو أنْ ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (بلا حساب) وليست في المخطوطة ولا عند أحمد ولا عند المصنف في شرح السنة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 165، والبغوي بإسناده في شرح السنة 15/ 163، كتاب الفتن، باب شفاعة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (4335). (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬4) أخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1215، كتاب الأدب (33)، باب فضل صدقة الماء (8)، الحديث (3685).

5 - باب صفة الجنة وأهلها

لا تُعيدَني فيها بعدَ ما أخرَجْتَني منها، فيقولُ لهُ الربّ: لكَ رجاؤُكَك. فيَدخُلانِ جميعًا الجنَّةَ برَحْمَةِ [اللَّه] (¬1) " (¬2). 4348 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثم يَصْدُرُونَ منها بأعمالِهِمْ، فأوَّلُهُمْ كلَمْحِ البَرْقِ، ثمَّ كالريحِ، ثمَّ كحُضْرِ الفَرَسِ، ثمَّ كالراكِبِ في رَحْلِهِ، ثمَّ كشدِّ الرجُلَ، ثمَّ كمَشْيِهِ" (¬3). 5 - باب صفة الجنة وأهلها مِنَ الصِّحَاحِ: 4349 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "قال اللَّه تعالى: أعدَدتُ لِعباديَ الصالحينَ ما لا عَيْنٌ رأتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ، واقرأوا إن شِثْتُم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] (¬4)} (¬5) " (¬6). 4350 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَوضعُ سَوْطٍ في الجنّة خيرٌ منَ الدنيا وما فيها. ولو أنّ امرأةً منْ نِساءِ أهلِ الجنَّةِ اطَّلَعتْ إلى ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة (برحمته) والتصويب من المخطوطة والترمذي. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 714، كتاب صفة جهنم، باب منه ما جاء أن للنار نفسين. . . (10)، الحديث (2599). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 433، 435، والدارمي في السنن 2/ 329، كناب الرقاق، باب في ورود النار، والترمذي في السنن 5/ 317، كتاب التفسير، باب ومن سورة مريم (20)، الحديث (3159)، وقال: (هذا حديث حسن)، والحُضْر: الجري والعدو الشديد. (¬4) ما بين الحاصرتين من المطبوعة وهو عند مسلم، وساقط من المخطوطة وليس عند البخاري. (¬5) سورة السجدة (32)، الآية (17). (¬6) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 318، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (8)، الحديث (3244)، ومسلم في الصحيح 4/ 2174، كتاب الجنة (51)، الحديث (2/ 2824).

أهلِ الأرضِ لأضاءَتْ ما بينهُما ولملَأتْ ما بينهما رِيحًا، ولَنَصيفُها على رأْسِها خَيْرٌ مِنَ الدنيا وما فيها" (¬1). 4351 - وقال عليه السلام: "إنَّ في الجنَّةِ شجرةً يسيرُ الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ لا يقطعُها. ولقابُ قَوسِ أحدِكُمْ في الجنَّةِ خيرٌ مما طلعَتْ عليهِ الشَّمْسُ أو غَربتْ" (¬2). 4352 - وقال عليه السلام: "إنّ للمؤمنِ في الجنَّةِ لَخَيْمَةً منْ لُؤلُؤةٍ واحِدةٍ مجوَّفةٍ طولُها سِتُّونَ مِيلًا، في كلِّ زاوية منها للمؤمنِ أهلٌ لا يراهمُ الآخَرون، يطوفُ عليهمُ المؤمنونَ وجنَّتانِ من فِضَّةٍ آنيتُهما وما فيهما، وجنَّتانِ من ذهبٍ آنيتُهما وما فيهما، وما بينَ القومِ وبينَ أنْ يَنظُروا إلى ربِّهمْ إلّا رِداءً الكبرياءِ على وجههِ في جنَّةِ عَدْن" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري من حديث أنس رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 15، كتاب الجهاد (56)، باب الحور العين وصفتهن (6)، الحديث (2796)، وفي 11/ 418، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6568)، والنصيف: الخمار. (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 319 - 320، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (8)، الحديث (3252)، و (3253)، ومسلم إلى قوله "لا يقطعها" في الصحيح 4/ 2175، كتاب الجنة (51)، باب إن في الجنة شجرة. . . (1)، الحديث (6/ 2826)، ومتفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي اللَّه عنه إلى قوله "لا يقطعها"، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 415، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6552)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (8/ 2827). (¬3) متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في ألصحيح 6/ 318، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في صفة الجنة (8)، الحديث (3243)، وفي 8/ 623 - 624، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة الرحمن (55)، باب {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (1)، الحديث (4878)، وباب {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} (2)، الحديث (4879) و (4880)، ومسلم في الصحيح 4/ 2182، كتاب الجنة (51)، باب في صفة خيام الجنة. . . (9)، الحديث (23/ 2838).

4353 - وقال عليه السلام: "إنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ، ما بينَ كُلِّ درجتَيْنِ كما بينَ السماءِ والأرضِ، والفِردَوْسُ أعلاها درجةً، منها تُفجّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعةُ، ومنْ فوقِها يكونُ العرشُ، فإذا سألتُمُ اللَّه فاسألوهُ الفِردَوْسَ" (¬1). 4354 - وقال عليه السلام: "إنَّ في الجنَّةِ لسُوقًا يأتُونها كُلَّ جُمُعةٍ، فتهُبُّ ريحُ الشَّمالِ فتحْثُو في وُجُوهِهِمْ وثيابِهِمْ فيَزْدادُونَ حُسْنًا وجَمالًا، فيرجِعُونَ إلى أهليهِمْ وقدِ ازْدادُوا حُسْنًا وجَمالًا، فيقولُ لهُمْ أهلُوهُمْ: واللَّه لقدِ ازددتُمْ بَعْدَنا حُسْنًا وجَمالًا، فيقولون: وأنتُمْ واللَّه لقد ازددتُمْ بَعْدَنا حُسْنًا وجَمالًا" (¬2). 4355 - وقال عليه السلام: "إنَّ أوَّلَ زُمرةٍ يدخلونَ الجنَّةَ على صورةِ القمرِ ليلةَ البَدرِ، ثمَّ الذينَ يَلونَهُمْ كأشدِّ كوكَبٍ دُرِّيٍّ في السماءِ إضاءةً، قلوبُهُمْ على قلبِ رجُلٍ واحِدٍ لا اختلافَ بينهم ولا تباغُضَ، لكُلِّ امرئٍ منهُمْ زوجَتانِ مِنَ الحُورِ العِينِ يُرى مُخُّ سُوقِهنَّ مِنْ وراءِ العظمِ واللحمٍ مِنَ الحُسنِ، يُسبِّحُونَ اللَّه بُكرةً وعَشِيًا، لا يَسْقَمُونَ ولا يَبُولُونَ ولا يتغوَّطُونَ ولا يَتْفِلُونَ ولا يَمْتَخِطُونَ، آنيتُهُمُ الذهبُ والفِضَّةُ وأمشاطُهُمُ الذهبُ ووَقُودُ مجامِرِهُمْ الألُوَّةُ ورشحُهُمُ المِسكُ، وأخلاقُهُمْ على خُلُقِ رجُلٍ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري بلفظ مقارب من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 11، كتاب الجهاد (56)، باب درجات المجاهدين في سبيل اللَّه (4)، الحديث (2790) وفي 13/ 404 كتاب التوحيد (97)، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (22)، الحديث (7423)، وبلفظه التام أخرجه الترمذي من حديث عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 675، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة درجات الجنة (4)، الحديث (2531). (¬2) أخرجه مسلم من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2178، كتاب الجنة (51)، باب في سوق الجنة. . . (5)، الحديث (13/ 2833).

واحِدٍ على صُورةِ أبيهم آدَم سِتُّونَ ذِراعًا في السماء" (¬1). 4356 - وقال عليه السلام: "إنَّ أهلَ الجنَّةِ يأكُلونَ فيها ويشربونَ، ولا يَتْفلُونَ ولا يَبُولونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ ولا يَمْتَخِطُونَ. قالوا: فما بالُ الطعامِ؟ قال: جُشاءٌ ورَشْحٌ كرَشْحِ المِسْكِ يُلْهَمونَ التسبيحَ والتحميدَ كما يُلهَمُونَ النَّفَسَ" (¬2). 4357 - وقال عليه السلام: "مَنْ يَدخُل الجنَّةَ يَنْعَمُ ولا يَبْأَسُ، ولا تَبْلَى ثيابُهُ ولا يَفْنَى شَبابُهُ" (¬3). 4358 - وقال عليه السلام: "يُنادي مُنادٍ: إنّ لكُمْ أنْ تصِحُّوا فلا تَسْقَمُوا أبدًا، وإن لكُمْ أنْ تحْيَوْا فلا تموتُوا أبدًا، وإنَّ لكُمْ أنْ تشِبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبدًا، وإنَّ لكُمْ أنْ تَنْعَمُوا فلا تَبْأَسُوا أبدًا" (¬4). 4359 - وقال عليه السلام: "إنَّ أهلَ الجنَّةِ يتراءَوْنَ أهلَ الغُرَفِ منْ فوقهم كما تراءَوْنَ الكوكَبَ الدُّرِّيِّ الغابِرَ في الأُفُقِ مِنَ المشرِقِ والمغرِبِ لتفاضُلِ ما بينَهُمْ. قالوا: يا رسُولَ اللَّه تلكَ منازِلُ الأنبياءِ لا يبلُغُها غيرُهُمْ، ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 318، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في صفة الجنة (8)، الحديث (3245) و (3246) و (3254)، وفي 6/ 362، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب خلق آدم وذريته (1)، الحديث (3327)، ومسلم في الصحيح 4/ 2179، كتاب الجنة (51)، باب أول زمرة تدخل الجنة. . . (6)، الحديث (15/ 2834) و (16/ 2834)، المجامر: المباخر، والألُوّة: العود الهندي. (¬2) أخرجه مسلم من حديث جابر رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2180 - 2181، كتاب الجنة (51)، باب في صفات الجنة (7)، الحديث (18/ 2835). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2181، كتاب الجنة (51)، باب في دوام نعيم أهل الجنة. . . (8)، الحديث (21/ 2836). (¬4) أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما في المصدر نفسه 4/ 2182، الحديث (22/ 2837).

قال: بَلَى والذي نفسي بيدِه رجالٌ آمَنُوا باللَّه وصدَّقُوا المُرسَلِين" (¬1). 4360 - وقال عليه السلام: "يدخُلُ الجنَّةَ أقوامٌ أفئدتُهُمْ مثلُ أفئدةِ الطير" (¬2). 4361 - وقال عليه السلام: "إنَّ اللَّه تعالى يقولُ لأهلِ الجنَّة: يا أهلَ الجنَّة، فيقولون: لبَّيْكَ ربَّنا وسَعْدَيْكَ والخيرُ في يَدَيْكَ، فيقول: هلْ رضِيتُمْ؟ فيقولون: وما لنا لا نرضَى يا ربّ وقد أعطَيْتَنا ما لمْ تُعطِ أحدًا منْ خَلقِكَ، فيقول: ألا أُعطِيكُمْ أفضلَ منْ ذلكَ؟ فيقولون: يا ربِّ وأيُّ شيءٍ أفضلُ منْ ذلكَ؟ فيقول: أُحِلُّ عليكُمْ رِضْواني فلا أسْخَطُ عليكُمْ بعدَهُ أبدًا" (¬3). 4362 - وقال عليه السلام: "إنَّ أدنَى مقعَدِ أحدِكُمْ مِنَ الجنَّةِ أنْ يقولَ لهُ: تمنَّ، فيتمنَّى ويتمنى، فيقولُ لهُ: هلْ تمنَّيْتَ؟ فيقول: نعمْ، فيقولُ لهُ: فإنَّ لكَ ما تمنَّيْتَ ومِثْلَهُ معَهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 320، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في صفة الجنة (8)، الحديث (3256)، ومسلم في الصحيح 4/ 2177، كتاب الجنة (51)، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف. . . (3)، الحديث (11/ 2831). (¬2) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2183، كتاب الجنة (51)، باب يدخل الجنة أتوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير (11)، الحديث (27/ 2840). (¬3) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 415، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنة والنار (51)، الحديث (6549)، وفي 13/ 487، كتاب التوحيد (97)، باب كلام الرب مع أهل الجنة (37)، الحديث (7518)، ومسلم في الصحيح 4/ 2167، كتاب الجنة (51)، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة (2)، الحديث (9/ 2829). (¬4) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 167، كتاب الإيمان (1)، باب معرفة طريق الرؤية (81)، الحديث (301/ 182).

4363 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "سَيْحانُ وجَيْحانُ والفُراتُ والنِّيلُ، كُلٌّ منْ أنهارِ الجنَّةِ" (¬1). 4364 - عن عُتْبة بن غَزْوان (¬2) قال: "ذُكرَ لنا أنَّ الحجرَ يُلقَى منْ شَفةِ جهنَّمَ فيَهْوِي فيها سبعينَ خريفًا لا يُدرِكُ لها قَعْرًا، واللَّه لَتُملَأنَّ. ولقدْ ذُكرَ لنا أنَّ ما بينَ مِصْراعَيْنِ منْ مصارِيعِ الجنَّةِ مسيرةُ أربعينَ سنةً، ولَيأْتيَنَّ عليها يومٌ وهو كَظيظٌ مِنَ الزِّحامِ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 4365 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه مِمَّ خُلِقَ الخَلْقُ؟ قال: مِنَ الماءِ، قُلنا: الجنَّةُ ما بِناؤُها؟ قال: لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ ولَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، ومِلاطُها المِسْكُ الأذْفَرُ، وحَصْباؤُها اللؤلؤُ والياقوتُ، وتُرْبتُها الزعفرانُ، مَنْ يدخُلْها ينعمُ ولا يَبْأَسْ، ويخلدُ ولا يموتُ، ولا تَبْلَى ثيابُهُمْ، ولا يَفْنَى شبابُهُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2183، كتاب الجنة (51)، باب ما في الدنيا من أنهار الجنة (10)، الحديث (26/ 2839)، (¬2) عُتْبَة بن غَزْوان بن جابر المازني، صحابي جليل، مهاجري بدري، وهو أول من اختط البصرة (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 2/ 5، الترجمة (22)). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2278، كتاب الزهد (53)، الحديث (14/ 2967). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 305، 445، والدارمي في السنن 2/ 333، كتاب الرقاق، باب في بناء الجنة، والترمذي في السنن 4/ 672، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها (2)، الحديث (2526)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 652، كتاب صفة الجنة (42)، باب فيما في الجنة من الخيرات (2)، الحديث (2621)، والملاط: الطين الذي يجعل ما بين اللبنتين.

4366 - وقال عليه السلام: "ما في الجنَّةِ منْ شجرةٍ إلّا وساقُها منْ ذَهبٍ" (¬1). 4367 - وقال عليه السلام: "إنَّ في الجنَّةِ مائةَ دَرَجةٍ، ما بينَ كُلِّ درجتَيْنِ مائةُ عامٍ" (¬2) (غريب). 4368 - وقال عليه السلام: "إنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ، لوْ أنَّ العالمينَ اجتمعُوا في إحداهُنَّ لَوَسِعَتْهُمْ" (¬3) (غريب). 4369 - وعن أبي سعيد رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم "في قوله: {وَفُرُش مَرْفُوعَةٍ} (¬4) قال: ارتفاعُها لكَما بينَ السماءِ والأرضِ مسيرةَ خَمسمائَةِ سَنة" (¬5) (غريب). 4370 - وقال عليه السلام: "إنَّ أوَّلَ زُمْرةٍ يدخُلونَ الجنَّةَ يومَ القِيامَةِ ضَوْءُ وُجُوهِهِمْ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ القَمرِ ليلةَ البَدْرِ، والزُّمْرةُ الثانيةُ عَلَى مِثْلِ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 671 - 672، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة شجر الجنة (1)، الحديث (2525)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 652، كتاب صفة الجنة (42)، باب في شجر الجنة (4)، الحديث (2624). (¬2) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 674، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة درجات الجنة (4)، الحديث (2529)، وقال: (هذا حديث حسن غريب). (¬3) أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 29، والترمذي في المصدر السابق 4/ 676، الحديث (2532)، وقال: (هذا حديث غريب)، وأبو يعلى الموصلي في المسند 2/ 530، الحديث (425/ 1398). (¬4) سورة الواقعة (56)، الآية (34). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 75، والترمذي في السنن 4/ 679، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة (8)، الحديث (2540)، وقال: (هذا حديث غريب)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 653، كتاب صفة الجنة (42)، باب فرش أهل الجنة (5)، الحديث (2628).

أحسنِ كوكَبٍ دُرِّيٍّ في السماءِ، لكُلِّ رجُلٍ منهُمْ زَوْجتانِ، عَلَى كُلِّ زَوْجةٍ سبعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ ساقِها منْ ورائِها" (¬1). 4371 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يُعْطَى المؤمنُ في الجنَّةِ قُوةَ كذا وكذا مِنَ الجِماعِ، قِيلَ: يا رسُولَ اللَّه أوَيُطيقُ ذلك؟ قال: يُعطَى قُوَّةَ مائَةٍ" (¬2). 4372 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لوْ أنَّ ما يُقِلُّ ظُفُرٌ ممَّا في الجنَّةِ بَدا لتَزَخْرَفَتْ لهُ ما بينَ خَوافِقِ السماواتِ والأرضِ، ولوْ أنَّ رجُلًا منْ أهلِ الجنَّةِ اطَّلعَ فبَدا أساوِرُهُ لطمَسَ ضَوْؤهُ ضَوْءَ الشمسِ كما تطمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجومِ" (¬3) (غريب). 4373 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أهلُ الجنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لا يفنَى شبابُهُمْ ولا تبلَى ثيابُهُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 16، والترمذي في السنن 4/ 677، كتاب صفة الجنة (39)، باب في صفة نساء أهل الجنة (5)، الحديث (2535)، وقال: (هذا حديث حسن)، وأخرجه أيضًا بلفظ مقارب في 4/ 670، كتاب صفة القيامة (38)، باب (60)، الحديث (2522)، وقال: (حسن صحيح). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند ص 269، الحديث (2012)، والترمذي في السنن 4/ 677، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة جماع أهل الجنة (6)، الحديث (2536)، وقال: (هذا حديث صحيح غريب)، وابن حبان في "صحيحه"، ص 655، كتاب صفة الجنة (42)، باب في نساء أهل الجنة (6)، الحديث (2635). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 169، 171، والترمذي في السنن 4/ 678، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة أهل الجنة (7)، الحديث (2538)، وقال: (هذا حديث غريب)، قوله: "يُقلّ" أي يحمل، وقوله: "خوافق السماوات والأرض" أي أطرافها وقيل منتهاها وقيل الخافقان المشرق والمغرب. (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 335، كتاب الرقاق، باب في أهل الجنة ونعيمها، والترمذي في السنن 4/ 679، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة (8)، الحديث (2539)، وقال: (حسن غريب).

4374 - وعن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يدخلُ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكحَّلينَ أبناءَ ثلاثينَ -أو ثلاثٍ وثلاثينَ- سنة" (¬1). 4375 - عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: "سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وذُكرَ [لهُ] (¬2) سِدرةُ المُنْتهَى قال: يسيرُ الراكِبُ (¬3) في ظِلِّ الفَنَن منها مِائةَ سنةٍ، أو يستظِلُّ لظِلِّها مائةُ راكبٍ -شكَّ الراوي- فيها فَراشُ الذَّهبِ كأنَّ ثمارَها القِلالُ" (¬4) (غريب). 4376 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنّه قال: "سُئلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ما الكوثَرُ؟ قال: نهرٌ أعطانِيهِ اللَّه -يعني (¬5) في الجنَّةِ- أشدُّ بياضًا منَ اللبنِ وأحلى منَ العسلِ، فيهِ طيرٌ أعناقُها كأعناقِ الجُزُرِ. قال عمر: إنَّ هذه لناعِمةٌ. قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: آكِلُها أنعمُ منها" (¬6). 4377 - عن سُليمان بن بُرَيْدة عن أبيه "أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللَّه هلْ في الجنَّةِ منْ خَيلٍ؟ قال: إِنِ اللَّهُ أَدْخَلَكَ الجنَّةَ، فلا تشاءُ أنْ تُحمَلَ فيها على فرسٍ منْ ياقوتَةٍ حَمراءَ يطيرُ بكَ في الجنَّةِ حيثُ شِئتَ إلّا فعلتَ. وسألَهُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 243، والترمذي في السنن 4/ 682 - 683، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في سن أهل الجنة (12)، الحديث (2545)، وقال: (حسن غريب). (¬2) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة وهي في لفظ الترمذي. (¬3) العبارة في المطبوعة (يسير الراكب تحتها) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 680، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة ثمار أهل الجنة (9)، الحديث (2541)، وقال: (حسن غريب)، والطبراني في المعجم الكبير 24/ 87 - 88، الحديث (234)، والحاكم في المستدرك 2/ 469، كتاب التفسير، تفسير سورة النجم، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي، الفنن: أي الغصن. (¬5) كلمة "يعني" ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ الترمذي. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 680 - 681، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة طير الجنة (10)، الحديث (2542)، وقال: (حسن غريب).

رجل فقال: يا رسولَ اللَّه هلْ في الجنَّةِ منْ إبِلٍ (¬1)؟ فقال: إنْ يُدْخِلَكَ اللَّه الجنَّةَ يكُنْ لكَ فيها ما اشتَهتْ نفسُكَ ولذَّتْ عينُكَ" (¬2) وفي رواية: "إنْ أُدخِلْتَ الجنَّةَ أُتيتَ بفرس منْ ياقوتَةٍ لهُ جَناحانِ فحُمِلْتَ عليهِ وطارَ بكَ حيثُ شِئتَ" (¬3). 4378 - وعن بُرَيْدة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أهلُ الجنَّةِ عِشرون ومِائةُ صفٍّ ثمانونَ منها منْ هذَه الأُمّةِ وأربعونَ منْ سائرِ الأُممِ" (¬4). 4379 - عن سالم عن أبيه (¬5) رضي اللَّه عنهما أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بابُ أُمَّتي الذي يدخُلونَ منهُ الجنَّةَ عرضُهُ مسيرَةُ الراكِبِ المجَودِ ثلاثًا، ثمَّ إنّهمْ ليُضْغَطونَ عليهِ حتَّى تكادُ مناكِبُهُمْ تزولُ" (¬6) (ضعيف منكر). ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (فإني أُحِبُّ الإبل) وليست في مخطوطة برلين ولا عند الترمذي في هذا الحديث بل عنده مكانها (قال: فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه)، وهي عنده في حديثٍ تالٍ في الباب. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 352، والترمذي في السنن 4/ 681، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة خيل الجنة (11)، الحديث (2543). (¬3) أخرجه الترمذي من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (2544). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 347، 355، والدارمي في السنن 2/ 337، كتاب الرقاق، باب في صفوف أهل الجنة، والترمذي في السنن 4/ 683، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صف أهل الجنة (13)، الحديث (2546)، وقال: (حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 1434، كتاب الزهد (37)، باب صفة أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (34)، الحديث (4289)، والحاكم في المستدرك 2/ 81 - 82، كتاب الإيمان، باب أهل الجنة عشرون ومائة صف، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي. (¬5) أي عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 684، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة أبواب الجنة (14)، الحديث (2548)، وقال: (هذا حديث غريب، سألت محمدًا -يعني ابن إسماعيل البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه وقال: لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد اللَّه).

4380 - عن علي رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ في الجنَّةِ لسُوقًا ما فيها شِراءٌ ولا بَيْعٌ إلّا الصُّوَرَ منَ الرِّجالِ والنِّساءِ، فإذا اشتهَى الرجُلُ صُورة دخلَ فيها" (¬1) (غريب). 4381 - وعن سعيد بن المُسَيب رضي اللَّه عنهما "أنّهُ لقيَ أبا هُريرة رضي اللَّه عنه، فقالَ أبو هُريرة: أسالُ اللَّه أنْ يجمعَ بينِي وبينَكَ في سوق الجنَّةِ، فقالَ سعيد: أفيها سوقٌ؟ قال: نعم أخبرَنِي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنَّ أهلَ الجنَّةِ إذا دخلُوها نزلُوا فيها بفضْلِ أعمالِهِمْ، ثمَّ يُؤذَنُ لهمْ في مِقْدارِ يومِ الجُمُعةِ منْ أيّامِ الدُّنيا فيَزورُونَ ربَّهُمْ، ويُبْرِزُ لهُمْ عَرْشَهُ، ويتَبدَّى لهُمْ في رَوْضةٍ منْ رِياضِ الجنَّةِ، فيُوضَعُ لهُمْ منابِرُ منْ نُورٍ ومنابِرُ منْ لُؤلؤٍ ومنابِرُ منْ ياقُوتٍ ومنابِرُ منْ زَبَرْجَدٍ ومنابِرُ منْ ذهَبٍ ومنابِرُ منْ فِضّةٍ، ويجلسُ أدناهُمْ، وما فيهم منْ دنيءٍ، على كُثبانِ المِسكِ والكافورِ، وما يُرَوْنَ بأنَّ أصحابَ الكراسِيّ بأفضلَ منهمْ مجلسًا. قال أبو هُريرة رضي اللَّه عنه: قلتُ يا رسولَ اللَّه وهل نَرى ربَّنا؟ قال: نعم، وهلْ تتمارَوْنَ في رؤيةِ الشمسِ والقمرِ ليلةَ البدرِ؟ قلنا: لا. قال: كذلكَ لا تُمارَوْنَ في رُؤيةِ ربِّكُمْ، ولا يَبقى في ذلكَ المجلسِ رجُلٌ إلا حاضرَهُ اللَّه مُحاضَرَةً حتَّى يقولَ للرجلِ منهُمْ: يا فلانُ بنُ فُلانٍ أتذكُرَ يومَ قلتَ كذا وكذا؟ فيذكِّرُهُ ببعضِ غَدراتِهِ في الدُّنيا، فيقولُ: [يا ربِّ] (¬2) أفلمْ تغفِرْ لي؟ فيقول: بلَى فبسَعَةِ مَغفرتي بلغتَ منزلتَكَ هذِهِ. فبينما همْ علَى ذلكَ غشيتهُمْ سحابَةٌ منْ فوقِهِمْ فأمطرتْ عليهمْ طِيبًا لمْ يجدوا مثلَ رِيحهِ شيئًا قطُّ، ويقول ربُّنا: قُوموا إلى ما أعددتُ لكُمْ منَ الكرامَةِ فخُذوا ما اشتهَيْتُمْ. فنأتي سُوقًا قدْ حفَّتْ بهِ الملائكةُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 156، والترمذي في السنن 4/ 686، كناب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في سوق الجنة (15)، الحديث (2550)، وقال: (هذا حديث غريب). (¬2) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وسنن الترمذي.

ما لم تنظرِ العيون إلى مثلِهِ ولمْ تسمع الآذانُ ولم يخْطُرْ على القُلوبِ، فيُحمَلُ لنا ما اشتَهَيْنا، ليسَ يُباعُ فيها ولا يُشترَى، وفي ذلكَ السُّوقِ يَلقَى أهلُ الجنَّةِ بعضهمْ بعضًا، قال: فيُقبِلُ الرجُلُ ذُو المَنزِلةِ المرتفعةِ فيَلْقَى مَنْ هو دُونَهُ، وَمَا فِيهِمْ دَنِيءٌ فَيَرُوعُهُ ما يَرى ما عليهِ منَ اللِّباسِ، فما ينقضِي آخرُ حديثِهِ حتَّى يتخيَّلَ عليهِ ما هو أحسنُ منهُ، وذلكَ أنَّهُ لا ينبغي لأحدٍ أنْ يحزنَ فيها، ثمّ ننصرِفُ إلى منازِلِنا فيتلقَّانا أزواجُنا فيقُلْنَ: مرحًا وأهلًا لقدْ جئتَ وإنَّ بكَ منَ الجمالِ أفضلَ ممَّا فارقْتَنا عليهِ، فيقول: إنَّا جالَسْنا اليومَ ربَّنا الجبَّارَ ويَحِقُّنا أنْ ننقلبَ بمثلِ ما انقلَبْنا" (¬1) (غريب). 4382 - عن أبي سعيد أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أدنَى أهلِ الجنَّةِ الذي له ثمانونَ ألفَ خادِمٍ واثنتانِ وسبعونَ زوجةً ويُنصبُ لهُ قُبّةٌ (¬2) منْ لُؤلؤٍ وزَبَرْجَدٍ وياقوتٍ كما بينَ الجابِيةِ إلى صَنعاءَ" (¬3). وبه قال: "منْ ماتَ منْ أهلِ الجنَّةِ منْ صغيرٍ أو كبيرٍ يُردُّونَ (¬4) بَني ثلاثينَ في الجنَّةِ، لا يزيدونَ عليها أَبَدًا، وكذلكَ أهلُ النَّارِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 685، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في سوق الجنة (15)، الحديث (2549)، وقال: (هذا حديث غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1450، كتاب الزهد (37)، باب صفة الجنة (39)، الحديث (4336). (¬2) العبارة في مخطوطة برلين "ويُنْصَبُ له فيه قُبّة" بزيادة (فيه)، وليست في المطبوعة ولا عند الترمذي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 76، والترمذي في السنن 4/ 695، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء ما لأَدْنَي أهل الجنة من الكرامة (23)، الحديث (2562)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 655 - 656، كتاب صفة الجنة (42)، باب في أدني أهل الجنة منزلة (9)، الحديث (2638)، والجابية: مدينة بالشام. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى: (يريدون). (¬5) أخرجه الترمذي عقب الحديث الذي قبله وبالإسناد نفسه.

وبه قال: "إنَّ عليهمُ التِّيجانَ، أدنَى لؤلؤةٍ منها لتُضِيءُ ما بينَ المشرقِ والمغربِ" (¬1) (غريب) (¬2). 4383 - وبه قال: "المؤمنُ إذا اشتهَى الولدَ في الجنَّةِ كانَ حَمْلُهُ ووضعُهُ وسِنُّه في ساعةٍ كما يشتهي" (¬3) (غريب). قال إسحاق بن إبراهيم في هذا الحديث: إذا اشتهَى المؤمنُ في الجنَّةِ الولدَ كانَ في ساعةٍ ولكنْ لا يشتهي (¬4). 4384 - عن علي رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنّ في الجنَّةِ لمجتمعًا للحُورِ العِينِ يَرْفعنَ بأصواتٍ لمْ يَسمع الخلائِقُ مثلَها، يقُلْنَ: نحنُ الخالِداتُ فلا نَبيدُ، ونحنُ النَّاعِماتُ فلا نبأسُ، ونحنُ الراضِياتُ فلا نسخَطُ، طوبىَ لمنْ كانَ لنا وكُنَّا لهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي عقب الحديث الذي قبله وبالإسناد نفسه، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 427، كتاب التفسير، تفسير سورة الملائكة، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬2) قال الترمذي عقب روايته الأحاديث الثلاثة بإسناد واحد: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث رشدين). (¬3) أخرجه بإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 9، والدارمي في السنن 2/ 337، كتاب الرقاق، باب في ولد أهل الجنة، والترمذي في السنن 4/ 695، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء ما لأدني أهل الجنة من الكرامة (23)، الحديث (2563)، وقال: (حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 2/ 1452، كتاب الزهد (37)، باب صفة الجنة (39)، الحديث (4338)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 655، كتاب صفة الجنة (42)، باب فيمن يشتهي الولد في الجنة (7)، الحديث (2636). (¬4) نقله الترمذي في المصدر السابق. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 156، والترمذي في السنن 4/ 696، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في كلام الحور العين (24)، الحديث (2564).

6 - باب رؤية الله تعالى

4385 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ في الجنَّةِ بحرَ الماءِ وبحرَ العسَلِ وبحرَ اللّبَنِ وبحرَ الخَمرِ، ثمَّ تُشقَقُ الأنهارُ بعدُ" (¬1). 6 - باب رُؤية اللَّه تعالى مِنَ الصِّحَاحِ: 4386 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إِنَّكُمْ سترَوْنَ ربَّكُمْ عِيانًا" (¬2). 4387 - وقال جرير بن عبد اللَّه: "كُنّا جُلوسًا عندَ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فنظر إلى القمرِ ليلةَ البَدْرِ فقال: إنَّكُمْ سترَوْنَ ربَّكُمْ كما ترَوْنَ هذا القمرَ، لا تُضامونَ في رُؤيتِهِ، فإن استطعتُمْ أن لا تُغْلبُوا على صلاةٍ قبلَ طُلوعِ الشمسِ وقبلَ غُروبِها فافعلوا. ثم قرأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} (¬3) " (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه عن معاوية بن حَيْدة رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 5/ 5، والدارمي في السنن 2/ 337، كتاب الرقاق، باب في أنهار الجنة، والترمذي في السنن 4/ 699، كتاب صفة الجنة (39)، باب ما جاء في صفة أنهار الجنة (27)، الحديث (2571)، وقال: (حسن صحيح). (¬2) أخرجه البخاري من حديث جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه في الصحيح 13/ 419، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة (75)، الآية (23)] (24)، الحديث (7435)، وقوله: "عِيانًا" أي معاينة، والمعاينة رفع الحجاب بين الرائي والمرئي. (¬3) سورة طه (20)، الآية (130). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 33، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب فضل صلاة العصر (16)، الحديث (554)، وفي 13/ 419؛ كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة (75)، الآية (23)] (24)، الحديث (7434)، ومسلم في الصحيح 1/ 439، كتاب المساجد (5)، باب فضل صلاتي الصبح والعصر (37)، الحديث (211/ 633)، وقوله: "لا تضامون" بضم التاء وتخفيف الميم من الضيم، وهو الظلم، قال الحافظ ابن حجر وهو الأكثر، وفي نسخة بفتح التاء وتشديد المسم من التضامّ بمعنى التزاحم.

4388 - وعن صَهَيْب عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ يقولُ اللَّه تباركَ وتعالى: تُريدُونَ شيئًا أزيدُكُمْ؟ فيقولون: ألَمْ تُبيِّضْ وُجوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجنَّةَ وتُنجِّنا منَ النَّارِ؟ قال: بلى. فيُرْفَعُ الحِجاث فيَنظُرونَ إلى وَجْهِ اللَّه، فما أُعطُوا شيئًا أحبَّ إليهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلى ربِّهمْ. ثم تلا {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (¬1) " (¬2). مِنَ الحِسَان: 4389 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أدنَى أهلِ الجنَّةِ منزلةً لمَنْ ينظُرُ إلى جِنانِهِ وأزواجِهِ ونعيمِهِ وخَدمِهِ وسُرُرِهِ مسيرةَ ألْفِ سنةٍ، وأكرَمَهُمْ على اللَّه مَنْ ينظُرُ إلى وجهِهِ غَدْوَة وعَشِيّةً. ثمَ قرأَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (¬3) " (¬4). 4390 - عن أبي رَزين العُقَيْلي أنَّه قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه أكلُّنا يَرى رَبَّهُ مُخْلِيًا بهِ يومَ القِيامَةِ؟ قال: بلَى. قال: وما آيةُ ذلكَ في خلقهِ؟ قال: يا أبا رَزين أليسَ كلُّكُمْ يَرى القمرَ ليلةَ البَدْرِ مُخْلِيًا بهِ؟ قال: بلى، قال: فإنَّما هو خَلْقٌ منْ خَلْقِ اللَّه، واللَّه أجَلُّ وأعظمُ" (¬5) ¬

_ (¬1) سورة يونس (10)، الآية (26). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 163، كتاب الإيمان (1)، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (80)، الحديث (297/ 181) و (298/ 181). (¬3) سورة القيامة (75)، الآية (22 - 23). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 64، والترمذي في السنن 4/ 688، كتاب صفة الجنة (39)، باب منه ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى (16)، الحديث (2553)، وفي 5/ 431، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة القيامة (72)، الحديث (3330)، والحاكم في المستدرك 2/ 509 - 510، كتاب التفسير، تفسير سورة القيامة. (¬5) أخرجه: أحمد في المسند 4/ 11، 12، وأبو داود في السنن 5/ 99، كتاب السنة (34)، باب في الرؤية (20)، الحديث (4731)، وابن ماجه في السنن 1/ 64، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (180)، والطبراني في المعجم الكبير 19/ 206، في مسند لقيط بن عامر أبو رزين العقيلي، الحديث (465) و (466)، والحاكم في المستدرك 4/ 560، كتاب الأهوال، باب إن اللَّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، وقال: (صحيح الإسناد)، وأقره الذهبي.

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1987 م دَار الْمعرفَة للطباعة والنشر والتوزيع مستديرة المطار - شَارِع البرجاوي ص. ب: 7876 تليفون: 834301 - 834332 - برقيًا معرفكار بيروت - لبنان

مصَابيحُ السُّنَّة [4]

7 - باب صفة النار وأهلها

7 - باب صفة النار وأهلها مِنَ الصِّحَاحِ: 4391 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "نارُكُمْ جُزءٌ منْ سبعينَ جُزءًا منْ نارِ جهنّم. قيلَ: يا رسولَ اللَّه إنْ كانتْ لكافيةً، قال: فإنّها فُضِّلَتْ عليهنَّ بتسعةٍ وستينَ جُزءًا كلهنَّ مثلُ حرِّها" (¬1). 4392 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اشتَكَتِ النَّارُ إلى ربِّها فقالت: ربِّ أكلَ بعضي بعضًا، فأذِنَ لها بنَفَسَيْنِ: نفَسٍ في الشتاءِ ونفَسٍ في الصيفِ، أشدُّ ما تجِدُونَ منَ الحرِّ، وأشدُّ ما تجدونَ مِنَ الزَّمْهَريرِ" (¬2). 4393 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "يُؤْتَى بجهنَّمَ يومئذٍ لها سبعونَ ألفَ زِمامٍ، معَ كلِّ زِمامٍ سبعونَ ألفَ ملَكَ يجُرُّونَها" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 330، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة النار وأنها مخلوقة (10)، الحديث (3265)، ومسلم في الصحيح 4/ 2184، كتاب الجنة (51)، باب في شدة حر نار جهنم (12)، الحديث (30/ 2843). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 18، كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر (9)، الحديث (537)، وفي 6/ 330، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة النار وأنها مخلوقة (10)، الحديث (3260)، ومسلم في الصحيح 1/ 431، كتاب المساجد (5)، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر. . . (32)، الحديث (185/ 617). (¬3) أخرجه مسلم من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2184، كتاب الجنة (51)، باب في شدة حر نار جهنم (12)، الحديث (29/ 2842).

4394 - وقال عليه السلام: "إنَّ أهْوَنَ أهلِ النَّارِ عَذابًا مَنْ لهُ نَعْلانِ وشِرَاكَانِ مِنْ نارٍ يَغْلي منهُما دماغُهُ كما يَغْلي المِرْجَلُ ما يَرى أنَّ أحدًا أشدُّ منهُ عَذابًا، وإنّهُ لأهْوَنُهُمْ عَذابًا" (¬1). 4395 - وقال عليه السلام: "أهونُ أهلِ النَّارِ عَذابًا أبو طالِبٍ، وهو مُنتعِلٌ بنعلَيْنِ يَغلي منهُما دِماغُه" (¬2). 4396 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يؤتَى بأنعَمِ أهلِ الدُّنيا منْ أهلِ النَّارِ يومَ القِيامةِ فيُصبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً ثمّ يُقالُ: يا ابنَ آدَم هلْ رأيتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هل مَرَّ بكَ نعيمٌ قطُّ؟ فيقول: لا واللَّه يا ربّ، ويُؤتَى بأشدَّ النّاسِ بُؤْسًا في الدُّنيا منْ أهلِ الجنَّةِ فيُصبغُ صَبْغَةً في الجنَّةِ فيقال لهُ: يا ابنَ آدمَ هلْ رأيتَ بُؤْسًا قطُّ؟ هلْ مرَّ بكَ شِدَّةٌ قطُّ؟ فيقول: لا واللَّه يا ربِّ ما مرَّ بي بُؤْسٌ قطُّ ولا رأيتُ شِدَّةً قطُّ؟ (¬3). 4397 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "يقولُ اللَّه لِأهْوَنِ أهلِ النَّارِ عَذابًا يومَ القيامةِ: لوْ أنَّ لكَ [مَا في الْأَرْضِ] (¬4) منْ شيءٍ أكنتَ تفتدِي بهِ؟ فيقول: نعم، فيقول: أردتُ منكَ ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث النُّعمان بن بشير رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 417، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنّة والنار (51)، الحديث (6561) و (6562)، ومسلم في الصحيح 1/ 196، كتاب الإيمان (1)، باب أهون أهل النار عذابًا (91)، الحديث (364/ 213)، واللفظ له، والشِّراك: هو أحد سيور النعل (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 86) والمِرْجَل: القدر من النحاس. (¬2) أخرجه مسلم من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنه في المصدر السابق، الحديث (362/ 212). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2162، كتاب صفات المنافقين (50)، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار (12)، الحديث (55/ 2807). (¬4) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي في لفظ البخاري.

أَهْوَنَ منْ هذا وأنتَ في صُلْبِ آدمَ أنْ لا تُشرِكَ بي شيئًا فأبَيْتَ إلَّا أنْ تُشرِكَ بي" (¬1). 4398 - وعن سَمُرةَ بن جُنْدَب أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "منهُمْ مَنْ تأخُذُهُ النَّارُ إلى كَعْبَيْهِ، ومنهُمْ مَنْ تأخُذُهُ النّارُ إلى رُكْبَتَيْهِ، ومنهُمْ مَنْ تأخُذُهُ النّارُ إلى حُجْزَتِهِ (¬2)، ومنهُم مَنْ تأخُذُهُ النّارُ إلى تَرْقُوَتِهِ" (¬3). 4399 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "ما بينَ منكِبَيِ الكافِرِ في النَّارِ مَسيرةُ ثلاثةِ أيّامٍ للراكِبِ المُسرِعِ" (¬4). 4400 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ضِرْسُ الكافِرِ مثلُ أُحُدٍ، وغِلَظُ جِلْدِهِ مَسيرةُ ثَلاثٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 363، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب خلق آدم وذريته (1)، الحديث (3334)، وفي 11/ 416، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنّة والنار (51)، الحديث (6557)، ومسلم في الصحيح 4/ 2160، كتاب صفات المنافقين (50)، باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبًا (10)، الحديث (51/ 2805). (¬2) وردت في المطبوعة (حجزتيه) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2185، كتاب الجنّة (51)، باب في شدة حر نار جهنم (12)، الحديث (33/ 2845)، قوله: "حُجْزَتيه" هي معقد الإزار والسراويل، وقوله: "تَرْقُوته" هي العظم، الذي بين ثغرة النحر والعاتق، وفي رواية حِقْوَيْه وهما معقد الإزار (النووي، شرح صحيح مسلم 17/ 180). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 415، كتاب الرقاق (81)، باب صفة الجنّة والنار (51)، الحديث (6551)، ومسلم في الصحيح 4/ 2189 - 2190، كتاب الجنّة (51)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (13)، الحديث (45/ 2852). (¬5) أخرجه مسلم من حديث أبي هربرة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (44/ 2851).

مِنَ الحِسَان: 4401 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أُوقِدَ علَى النَّارِ ألْفَ سَنَةٍ حتَّى احمرَّت، ثمَّ أُوقِدَ عليها ألْفَ سَنَةٍ حتَّى ابيضَّتْ، ثمَّ أُوقِدَ عليها ألْفَ سنةٍ حتَّى اسودَّتْ فهيَ سَوداءُ مُظلِمةٌ" (¬1). 4402 - وقال صلى اللَّه عليه وسلم: "ضِرسُ الكافرِ يومَ القِيامةِ مثلُ أُحُدٍ، وفخِذُهُ مثلُ البيضاءِ، ومَقعدُهُ مِنَ النَّارِ مَسيرةُ ثلاثٍ مثلَ الرَّبَذَةِ" (¬2). 4403 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ غِلَظَ جلدِ الكافرِ ثنتانِ وأربعونَ ذِراعًا، وإنّ ضِرسَة مثلُ أُحُدٍ، وإنَّ مجلِسَمهُ مِنْ جهنَّمَ ما بينَ مكّةَ والمدينة" (¬3). 4404 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه أَن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 710، كتاب صفة جهنم (40)، باب منه ما جاء أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم (8)، الحديث (2591)، واللفظ له، وابن ماجه في السنن 2/ 1445، كتاب الزهد (37)، باب صفة النار (38)، الحديث (4320). (¬2) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في السنن 4/ 703، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في عظم أهل النار (3)، الحديث (2578)، وقال: (هذا حديث حسن غريب، ومثل الربذة كما بين المدينة والربذة، والبيضاء: جبل مثل أحد)، والرَّبَذَة: قرية معروفة قرب المدينة، بها قبر أبي ذر الغفاري رضي اللَّه عنه (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 183). (¬3) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه: الترمذي في المصدر السابق، الحديث (2577) وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش)، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 650، كتاب البعث (41)، باب صفة الكافر في جهنم (22)، الحديث (2616)، والحاكم في المستدرك 4/ 595، كتاب الأهوال، باب ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، وليس في روايتهما ذكر مجلسه والذراع = 61.6 سنتم.

قال: "إنَّ الكافِرَ لَيُسْحَبُ لِسانُهُ الفرسَخَ والفرسَخَيْنِ يتَوَطَّؤُهُ النّاسُ" (¬1) (غريب). 4405 - عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الصَّعُودُ جبلٌ منْ نارٍ يتصعَّدُ فيهِ [الكافِرُ] (¬2) سَبعينَ خريفًا ويَهوي بهِ كذلكَ منهُ أبدًا" (¬3). 4406 - و"قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في قوله: {كَالْمُهْلِ} (¬4) أي كعَكَرِ الزَّيْتِ، فإذا قُرِّبَ إلى وجهِهِ سقطت (¬5) فَرْوَةُ وجهِهِ فيهٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 92، والترمذي في السنن 4/ 704، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في عظم أهل النار (3)، الحديث (2580)، وقال: (هذا حديث غريب)، وقوله: "يتوطؤه الناس" أي يطؤونه بأقدامهم ويمشون عليه والفرسخ = 5.544 كلم. (¬2) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة وهي في لفظ الترمذي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 75، والترمذي في السنن 4/ 703، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة قعر جهنم (2)، الحديث (2576)، وفي 5/ 429، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة المدثر (71)، الحديث (3326)، والحاكم في المستدرك 7/ 502، كتاب التفسير، تفسير سورة المدثر، وفي 4/ 596، كتاب الأهوال، باب ويل واد في جهنم. . . وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬4) سورة الكهف (18)، الآية (29)، سورة الدخان (44)، الآية (45)، سورة المعارج (70)، الآية (8). (¬5) تصحفت في المطبوعة إلى (سقط)، والتصويب من المخطوطة ولفظ الترمذي. (¬6) أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 70 - 71، والترمذي في السنن 4/ 704، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار (4)، الحديث (2581) و (2584)، وفي 5/ 426، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة سأل سائل -المعارج- (69)، الحديث (3322)، واللفظ له. وأبو يعلى الموصلي في المسند 2/ 520، الحديث (401/ 1375)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 649، كتاب البعث (41)، باب في صفة جهنم (19)، الحديث (2612)، والحاكم في المستدرك 4/ 604، كتاب الأهوال، باب صفة {مَاءٍ كَالْمُهْلِ}، وقال: (صحيح الإسناد)، وأقره الذهبي وفروة وجهه: أي جلدته وبشرته.

4407 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ الحميمَ لَيُصَبُّ على رُؤوسهِمْ فيَنْفُذُ الحَميمُ حتَّى يخَلُصَ إلى جَوْفِهِ، فيَسْلُتُ ما في جَوْفِهِ حتَّى يَمْرُقَ منْ قدمَيْهِ وهو الصَّهْرُ، ثمَّ يُعادُ كما كانَ" (¬1) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه. 4408 - عن أبي أُمامة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في قوله {يُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرعُهُ} (¬2) قال: "يُقرَّبُ إلى فيهِ فيتكرَّهُهُ، فإذا أُدنِيَ منهُ شَوَى وجهَهُ ووقعَتْ فروةُ رأسِهِ، فإذا شربَهُ قطَّعَ أمعاءَهُ حتَّى (¬3) تخرجَ منْ دُبُرِهِ، يقولُ اللَّه تعالَى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} (¬4) ويقول: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْلِ يَشْوِي الوُجُوْهَ [بِئْسَ الْشَّرَابُ] (¬5)} (¬6) " (¬7). 4409 - وعن أبي سعيد الخُدريّ رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 374، والترمذي في السنن 4/ 705، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار (4)، الحديث (2582)، وقال: (حسن صحيح غريب)، والحاكم في المستدرك 2/ 387، كتاب التفسير، تفسير سورة الحج، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، ويَسْلُت: أي يقطع. (¬2) سورة إبراهيم (14)، الآيتان (16، 17). (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى (ثم) والتصويب من المطبوعة وسنن الترمذي. (¬4) سورة محمد (47)، الآية (15). (¬5) ساقطة من المخطوطة. (¬6) سورة الكهف (18)، الآية (29). (¬7) أخرجه أحمد في المسند 5/ 265، والترمذي في السنن 5/ 704، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار (4)، الحديث (2583)، وعزاه للنسائي: المزي في صفة الأشراف 4/ 174، الحديث (4894)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 351، كتاب التفسير، تفسير سورة إبراهيم عليه السلام، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي.

اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لِسُرادِقِ النَّارِ أربعةُ جُدُرٍ كِثَفُ كُلِّ جِدارٍ مَسيرةُ أربعينَ سنةٍ" (¬1). 4410 - وقال عليه السلام: "لوْ أنَّ دَلْوًا منْ غَسّاقٍ يُهراقُ في الدُّنيا لَأنْتَن أهلُ الدُّنيا" (¬2). 4411 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قرأَ هذهِ الآيَة: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬3) قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لوْ أنَّ قَطْرةً منَ الزَّقُّومِ قَطَرتْ في دارِ الدُّنيا لأفسدَتْ على أهلِ الأرضِ معايشَهُمْ فكيفَ بمنْ يكونُ طعامُهُ" (¬4) (صحيح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 29، والترمذي في السنن 4/ 706، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار (4)، الحديث (2584)، والحاكم في المستدرك 4/ 600 - 601، كتاب الأهوال، باب السور الذي ذكره اللَّه تعالى في القرآن والسرادق: الجدار. (¬2) أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: أحمد في المسند 3/ 28، 83، والترمذي عقب الحديث الذي قبله وبالإسناد نفسه، وأبو يعلي الموصلي في المسند 2/ 522، الحديث (407/ 1381)، والحاكم في المستدرك 4/ 601 - 602، كتاب الأهوال، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي وغسّاق: ما يسيل من صديد أهل النار. (¬3) سورة آل عمران (3)، الآية (102). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 301، 338، والترمذي في السنن 6/ 704 - 707، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار (4)، الحديث (2585) وقال: (حسن صحيح)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 8/ 215 - 219، الحديث (6398)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1446، كتاب الزهد (37)، باب صفة النار (38)، الحديث (4325)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 649 كتاب البعث (41)، باب في صفة جهنم (19)، الحديث (2611)، والحاكم في المستدرك 2/ 294، كتاب التفسير، تفسير سورة آل عمران، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي والزقوم: ماء شجر يخرج في أصل جهنم.

4412 - عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} (¬1) قال: تَشْوبهِ النّارُ فيتقلَّصُ شفتهُ العُليا حتَّى تبلُغَ وسطَ رأسِهِ وتَسْترخِيَ شفتُهُ السُّفلَى حتَّى تضربَ سُرَّتهُ" (¬2). 4413 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "يا أيُّها النَّاسُ ابْكُوا، فإنْ لمْ تستطيعوا فتباكَوْا، فإنَّ أهلَ النَّارِ يبكونَ في النّار حتَّى تسيلَ دُموعُهُمْ في وُجُوهِهِمْ كأَنَّها جَداوِلُ حتَّى تَنقطِعَ الدُّموعُ فتسيلُ الدماءُ فَتَقَرَّحُ العُيونُ، فلوْ أنَّ سُفُنًا أُرخِيَتْ فيها لجَرَتْ" (¬3). 4414 - عن أبي الدرداء أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يُلقَى على أهلِ النَّارِ الجُوعُ فيعدِلُ ما هُمْ فيهِ منَ العَذابِ، فيستَغيثونَ بالطعامِ، فيُغاثونَ بطعامٍ {مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} (¬4)، فَيستَغيثونَ بالطعامِ، فيُغاثونَ بطعام ذي {غُصَّةٍ} (¬5) فَيذكُرونَ أنّهمْ كانوا يُجيزون الغُصَصَ في الدُّنيا بالشرابِ، فيستَغيثونَ بالشرابِ، فيُرفع إليهِمُ {الحَمِيْمِ} (¬6) بكلاليبِ الحديدِ، فإذا دنَتْ منْ وُجوهِهِمْ شوَتْ وُجوهَهُمْ، فإذا دخَلتْ بُطونَهُمْ ¬

_ (¬1) سورة المؤمنون (23)، الآية (104). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 88، والترمذي في السنن 8/ 704، كتاب جهنم (40)، باب ما جاء في صفة طعام أهل النار (5)، الحديث (2587)، وفي 5/ 328، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة "المؤمنون" (24)، الحديث (3176)، وقال: (حسن صحيح غريب)، وأبو يعلى الموصلي في المسند 2/ 516، الحديث (393/ 1367)، والحاكم في المستدرك 2/ 246، كتاب التفسير، باب أول آية نزلت في القتال، وفي 2/ 395، تفسير سورة "المؤمنون" وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (¬3) أخرجه البغوي بإسناده في شرح السُّنَّة 15/ 253، كتاب الفتن، باب صفة النار وأهلها، الحديث (4418)، وأخرجه ابن ماجه بمعناه في السنن 2/ 1446، كتاب الزهد (37)، باب صفة النار (38)، الحديث (4324) وتقرّح العيون: تخرج من سيلان الدماء. (¬4) سورة الغاشية (88)، الآيتان (6 - 7). (¬5) سورة المزمل (73)، الآية (13). (¬6) سورة الواقعة (56)، الآية (54).

قطَّعَتْ ما في بطُونِهِمْ، فيقولون: ادْعُوا خَزَنَة جهنَّمَ، فيقولون: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} (¬1) قال: فيقولون: ادْعُوا مالِكًا، فيقولون: {يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} قال: فيُجِيبُهم {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} (¬2) " قال الأعمش: نُبِّئْتُ (¬3) أنَّ بينَ دُعَائهِمْ وإجابةِ مالِكٍ إيّاهُمْ ألفَ عام. قال: "فيقولون: ادْعُوا ربَّكُمْ فلا أحدَ خيرٌ منْ ربِّكُمْ، فيقولون: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وكُنَّا قَوْمًا ضَالينَ (50) رَبَّنَا أخْرِجْنَا مِنْها فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَا ظَالِمُون} (¬4) قال: فيُجيبُهُمْ {اخْسَؤوا فِيهَا ولا تُكَلِّمُون} (¬5) قال: فعندَ ذلكَ يَئِسوا منْ كُلِّ خيرٍ، وعندَ ذلكَ يأخُذونَ في الزَّفيرِ والحَسْرةِ والوَيْلِ" (¬6) ويُروى هذا موقوفًا على أبي الدرداء. 4415 - عن النُّعمان بن بشير أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "أنَّذَرتُكُم النَّارَ، أنذَرتُكُم النَّارَ، أنذَرتُكُمْ [النّارَ] (¬7) ما زالَ يقولُها حتَّى لوْ كانَ في مَقامِي هذا سمِعَهُ أهلُ السُّوقِ، وحتّى سقطتْ خمِيصةٌ كانتْ عليهِ عندَ رِجلَيهِ" (¬8). ¬

_ (¬1) سورة غافر (40)، الآية (50)، وأولها: {قَالُوا أَوَ لَمْ تَك. . .}. (¬2) سورة الزخرف (43)، الآية (77). (¬3) تصحفت في المخطوطة والمطبوعة إلى: (ثبت) والتصويب من سنن الترمذي. (¬4) سورة المؤمنون (23)، الآيتان (106، 107). (¬5) سورة المؤمنون (23)، الآية (108). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 13/ 155، كتاب ذكر النار، باب ما ذكر فيما أعد لأهل النار، الحديث (15976)، والترمذي في السنن 4/ 707، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة طعام أهل النار (5)، الحديث (2586)، وقال: (قال عبد اللَّه بن عبد الرحمن -شيخ الترمذي-: والناس لا يرفعون هذا الحديث)، والغُصَص جمع الغصة وهي ما اعترض في الحلق. (¬7) ساقطة من المخطوطة، والصواب إثباتها كما في المطبوعة وسنن الدارمي. (¬8) أخرجه أحمد في المسند 4/ 268، 272، والدارمي في السنن 2/ 330، كتاب الرقاق، باب في تحذير النار. والخميصة: نوع ثوب.

8 - باب خلق الجنة والنار

4416 - عن أبي بردة عن أبيه رضي اللَّه عنهما، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ في جهنَّمَ وادِيًا يُقالُ لهُ هَبْهَبُ يسكُنُه كُلُّ جبَّارٍ" (¬1). 4417 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لوْ أنَّ رَضْراضَةً مثلَ هذِهِ، وأشارَ إلى مِثلِ الجُمْجُمَةِ، أُرسِلتْ منَ السماءِ إلى الأرضِ في مَسيرةِ خمسمائةِ سنةٍ لبلغتْ الأرضَ قبلَ الليلِ، ولوْ أنَّها أُرسِلتْ منْ رأسِ السِّلسلةِ لسارتْ أربعينَ خريفًا الليلَ والنهارَ قبل أنْ تبلُغَ أصلَها أو قَعْرَها" (¬2). 8 - باب خلق الجنّة والنار مِنَ الصِّحَاحِ: 4418 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسم: "حُفَّتْ الجنّةُ بالمكارِهِ وحُفَّتِ النَّارُ بالشهَواتِ" (¬3). 4419 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "تحاجَّتِ الجنَّةُ والنّارُ، فقالت النّارُ: أُوثِرْتُ بالمتكبِّرينَ والمتجبِّرينَ، وقالت الجنّةُ: فما لي لا يدخُلُني إِلَّا ضُعفاءُ النّاسِ وسَقَطُهُمْ (¬4) وغِرَّتُهُمْ؟ فقالَ اللَّه للجنَّة: إنَّما أنتِ رحمتي أرحَمُ بكِ مَنْ أشاءُ مِنْ عِبادِي، ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 2/ 331، كتاب الرقاق، باب في أودية جهنم، والعقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 134، في ترجمة أزهر بن سنان (165)، وابن عدي، في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 420، في ترجمة أزهر بن سنان، والحاكم في المستدرك 4/ 597، كتاب الأهوال، باب في جهنم واد. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 197، والترمذي في السنن 4/ 709، كتاب صفة جهنم (40)، باب (6)، الحديث (2588)، وقال: (حسن صحيح)، والحاكم في المستدرك 2/ 438، كتاب التفسير، تفسير سورة حم المؤمن، وقال: (صحيح الإسناد)، وأقره الذهبي، والرّضْراض: الحصى الصغار (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 229). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2174، كتاب الجنّة (51)، الحديث (1/ 2822). (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى (وسقاطهم) والتصويب من المخطوطة وصحيحَيْ البخاري ومسلم.

وقال للنّار: إنَّما أنتِ عَذابي أُعذِّبُ بكِ مَنْ أشاءُ مِنْ عِبادِي، ولكُلِّ واحدَةٍ منكما مِلْؤُها، فأمّا النّارُ فلا تمتلئُ حتَّى يضعَ اللَّه رجلَهُ فيها (¬1)، وتقول قَطْ قَطْ قَطْ، فهنالكَ تمتلئُ ويُزْوَى بعضها إلى بعضٍ فلا يظلمُ اللَّه مِنْ خلقِهِ أحدًا، وأمّا الجنّةُ فإنَّ اللَّه يُنشئُ لها خَلْقًا" (¬2). 4420 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لا تزالُ جهنَّمُ يُلقَى فيها وتقول: {هَلْ مِنْ مَزيدٍ} (¬3) حتَّى يضعَ ربُّ العِزَّةِ فيها قدَمَهُ فيَنْزَوِي بعضُها إلى بعض وتقول: قَطْ قَطْ بعزَّتكَ وكرمِكَ، ولا يزالُ في الجنَّةِ فضْلٌ حتَّى يُنشِئَ اللَّه لها خَلقًا فيُسكِنَهُمْ فضْلَ الجنَّةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم 17/ 182: وفي الرواية التي بعدها -أي حديث أنس الآتي- "لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتَّى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه، فتقول: قط قط". وفي الرواية الأولى "فيضع قدمه عليها". هذا الحديث من مشاهر أحاديث الصفات وقد سبق مرات بيان اختلاف العلماء فيها على مذهبين: أحدهما وهو قول جمهور السلف وطائفة من المتكلمين أنَّه لا يتكلم في تأويلها بل نؤمن أنها حق على ما أراد اللَّه ولها معنى يليق بها وظاهرها غير مراد، والثاني وهو قول جمهور المتكلمين أنها تتأول بحسب ما يليق بها". (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 595، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة ق (50)، باب {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} (1)، الحديث (4850)، ومسلم في الصحيح 4/ 2186، كتاب الجنّة (51)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (13)، الحديث (36/ 2846)، قوله "سقطهم" أي ضعفاؤهم والمتحقرون منهم، و"غرتهم" أي البله الغافلون الذين ليس بهم فتك وحذق في أمور الدنيا، ومعنى "قط" حسبي أي يكفيني هذا وفيه ثلاث لغات: بإسكان الطاء وبكسرها منونة وغير منونة، ومعنى "يُزوى" يضم بعضها إلى بعض فتجتمع وتلتقي على من فيها (النووي، شرح صحيح مسلم 17/ 181 - 182). (¬3) سورة ق (50)، الآية (30). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 594، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة ق (50)، باب {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} (1)، الحديث (4848)، وفي 11/ 545، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب الحلف بعزة اللَّه وصفاته وكلماته (12)، الحديث (6661)، وفي 13/ 369، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}. . . (7)، الحديث (7384)، ومسلم في الصحيح 4/ 2188، كتاب الجنّة (51)، باب النار يدخلها الجبارون. . . (13)، الحديث (38/ 2848) واللفظ له.

9 - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم السلام

مِنَ الحِسَان: 4421 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "لمَّا خلقَ اللَّه الجنّةَ قال: يا جبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها، فذهَب فنظرَ إليها وإلى ما أعدَّ اللَّه لأهلِها فيها، ثمَّ جاءَ فقال: أيْ ربِّ وعِزّتكَ لا يسمعُ بها أحدٌ إلَّا دخَلها، ثمَّ حفَّها بالمكارِهِ، ثمَّ قد: يا جبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها، فذهبَ فنظَر إليها، ثمَّ جاءَ فقال: أيْ ربِّ وعِزّتكَ لقدْ خَشيتُ أنْ لا يدخُلَها أحدٌ. قال: فلمَّا خلقَ اللَّه النّارَ قال: يا جبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها، قال: فذهبَ فنظَر إليها، ثمَّ جاءَ فقال: أيْ ربِّ وعِزّتكَ لا يسمعُ بها أحدٌ فيدخلها، فحفَّها بالشهَواتِ، ثمَّ قال: يا جبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها، فذهبَ فنظرَ إليها، فقال: أيْ ربِّ وعِزّتكَ لقدْ خَشيتُ أنْ لا يَبْقَى أحدٌ إلَّا دخلَها" (¬1). 9 - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم السلام مِنَ الصِّحَاحِ: 4422 - عن عِمران بن حُصَين رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "إنِّي كُنْتُ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم إذْ جاءهُ قومٌ منْ بَني تَميمٍ، فقال: اقبَلُوا البُشرَى يَا بني تميم. قالوا: بشَّرّتَنا فأعطِنا، فدخلَ ناسٌ منْ أهلِ اليمنِ، فقال: اقبَلُوا البُشرَى يا أهلَ اليمنِ إذْ لم يَقبلْها بنو تميم. قالوا: قبِلْنا جئناك لنتفقَّهَ في الدِّينِ ولنسألكَ عنْ أَوَّلِ هذا الأمرِ ما كان؟ قال: كانَ اللَّه ولم يكنْ شيءٌ قبلَهُ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 332 - 333، 354، 373، وأبو داود في السنن 8/ 105، كتاب السنة (34)، باب في خلق الجنّة والنار (25)، الحديث (4744)، والترمذي في السنن 4/ 693، كتاب صفة الجنّة (39)، باب ما جاء حفْت الجنّة بالمكاره. . . (21)، الحديث (2560)، وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في المجتبى من السنن 7/ 3، كتاب الأيمان والنذور (35)، باب الحلف بعزة اللَّه تعالى (3)، والحاكم في المستدرك 1/ 26 - 27، كتاب الإيمان، باب حفت الجنّة بالمكاره، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي.

وكانَ عرشُهُ علَى الماءِ، ثمَّ خلقَ السماواتِ والأرضَ، وكتبَ في الذِّكْرِ كلَّ شيءٍ. ثمّ أتاني رجلٌ فقال: يا عِمران أدْرِكْ ناقتَكَ فقدْ ذهبتْ، فانطلقتُ أطلبُها، وايْمُ اللَّه لودِدْت أنَّها قد ذهبَتْ ولمْ أقمْ" (¬1). 4423 - عن عمر رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "قامَ فينا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَقامًا، فأخبَرَنا عنْ بِدْءِ الخلقِ حتَّى دخلَ أهلُ الجنَّةِ منازِلَهُمْ وأهلُ النَّارِ منازِلَهُمْ، حفظَ ذلكَ مَنْ حَفِظَهُ ونَسِيَهُ مَنْ نَسِيَه" (¬2). 4424 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إنَّ اللَّه كتبَ كِتابًا قبلَ أنْ يخلُقَ الخَلْقَ أنَّ رَحمتي سَبقتْ غَضبي فهو مكتوبٌ عِندَهُ فوقَ العرشِ" (¬3). 4425 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "خُلِقَتِ الملائكةُ مِنْ نورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِنْ مارِج مِنْ نار، وخُلِقَ آدمُ ممَّا وُصِفَ لكُم" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 286، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم (30)، الآية (27)] (1)، الحديث (3190) و (3191)، وفي 13/ 403، كتاب التوحيد (97)، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} [هود (11)، الآية (7)] (22)، الحديث (7418). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 286، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} (1)، الحديث (3192). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 287، كتاب بدء الخلق (59)، باب ما جاء في قول اللَّه تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم (30)، الآية (27)] (1)، الحديث (3194)، وفي 13/ 522، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى: {بَلْ هُوَ قرْآنٌ مَجِيْدٌ (22) في لَوْحٍ مَحْفوظٍ} [البروج (85)، الآية (22)] (55)، الحديث (7554)، وهذا لفظه. ومسلم في الصحيح 4/ 2107، كتاب التوبة (49)، باب في سعة رحمة اللَّه تعالى وأنها سبقت غضبه (4)، الحديث (14/ 2751). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2294، كتاب الزهد والرقاق (53)، باب في أحاديث متفرقة (10)، الحديث (60/ 2996)، والمارِج: اللهب المختلط بسواد النار (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 123).

4426 - وعن أنس رضي اللَّه عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لمَّا صَوَّرَ اللَّه آدمَ في الجنَّةِ تركَهُ ماشاءَ اللَّه أنْ يترُكَهُ، فجعلَ ابليسُ يُطيفُ بهِ ينظرُ ما هوَ، فلمَّا رآهُ أجوَفَ عرفَ أنَّهُ خُلقَ خَلْقًا لا يتمالَكُ" (¬1). 4427 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا خَيْرَ البرِيَّةِ، فقال: ذاكَ ابراهيمُ" (¬2). 4428 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اختتنَ إبراهيمُ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ ابنُ ثمانينَ سنةً بالقَدُومِ (¬3) " (¬4). 4429 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لمْ يَكذِبْ إبراهيمُ إِلَّا ثلاثَ كَذَباتٍ: ثِنتَيْنِ منهن في ذاتِ اللَّه تعالَى: قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} (¬5)، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2016، كتاب البر والصلة (45)، باب خلق الإنسان خلقًا لا يتمالك (31)، الحديث (111/ 2611). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1839، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل -صلى اللَّه عليه وسلم- (41)، الحديث (150/ 2369)، وقد تقدم هذا الحديث رقم (3804). (¬3) قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم 15/ 122: رواة مسلم متفقون على تخفيف القدوم، ووقع في روايات البخاري الخلاف في تشديده وتخفيفه، قالوا: وآلة النّجار يقال لها قَدُوم بالتخفيف لا غير وأما القدوم مكان بالشام ففيه التخفيف، فمن رواه بالتشديد أراد القرية، ومن رواه بالتخفيف يحتمل القرية والآلة، والأكثرون على التخفيف وعلى إرادة الآلة. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 388، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء (4)، الآية (125)] (8)، الحديث (3356)، وفي 11/ 88، كتاب الاستئذان (79)، باب الختان بعد الكبر ونتف الإبط (51)، الحديث (6298)، ومسلم في الصحيح 4/ 1839، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل -صلى اللَّه عليه وسلم- (41)، الحديث (151/ 2370). (¬5) سورة الصافات (37)، الآية (89). (¬6) سورة الأنبياء (21)، الآية (63).

وقال: بَينا هُوَ ذاتَ يومٍ وسارةُ إذْ أَتَى عَلَى جبَّارٍ مِنَ الجبابرةِ، فقيلَ لهُ: إنَّ ها هُنا رجلًا معهُ امرأةٌ منْ أحسَنِ النَّاسِ، فأرسلَ إليهِ فسألَهُ عنها: مَنْ هذِهِ؟ قال: أُختي. فأتَى سارةَ فقال لها: إنَّ هذا الجبَّارَ إنْ يعلمْ أنَّكِ امرأتي يغلِبْني عليكِ، فإنْ سألكِ فأخبِريهِ أنَّكِ أُختي، فإنَّك أُختي في الإسلامِ ليسَ علَى وَجْهِ الأرضِ مؤمنٌ غَيْري وغَيْرُكِ. فأَرسلَ إليها فأُتيَ بها، وقامَ إبراهيمُ يُصلِّي، فلمَّا دخلَتْ عليهِ ذهبَ يتناوَلُها بيدِهِ فأُخِذَ -ويُروى فغُطَّ حتَّى رَكضَ برجلِه (¬1) - فقال: ادعِي اللَّه لي ولا أضرُّكِ، فدعَتِ اللَّه فأُطلِقَ، ثمَّ تناولَها الثانية فأُخِذَ مثلها أو أشدّ، فقال: ادعِي اللَّه لي ولا أضرُّكِ، فدعَتِ اللَّه فأُطلِقَ، فدَعا بعضَ حجَبتِهِ فقال: إنَّكَ لمْ تأتِني بإنسانٍ إنَّما أتيتَني بشيطانٍ، فأخدَمَها هاجَرَ، فأتَتْهُ وهو قائمٌ يُصلِّي، فأَوْمَأَ بيدِهِ مَهْيَمْ؟ قالت: ردَّ اللَّه كيدَ الكافرِ في نَحرِهِ وأخدَمَ هاجَر". قال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: تلكَ أُمُّكُم يا بَني ماءِ السماءِ (¬2). 4430 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أيُّ النَّاسِ أكرمُ؟ قال: أكرمُهُمْ عندَ اللَّه أتقاهُمْ. قالوا: ليسَ عنْ هذا نسألُكَ، قال: فأكرمُ النَّاسِ يوسُفُ نبيُّ اللَّه ابنُ نبيِّ اللَّه ابنِ خليلِ اللَّه. قالوا: ليسَ عنْ هذا نسألُكَ، قال: فعَنْ معادِنِ العربِ تسألُونني؟ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 410 - 411، كتاب البيوع (34)، باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه (100)، الحديث (2217)، قوله: "فغُط حتَّى ركض برجله" يعني أنَّه اختنق حتَّى صار كأنه مصروع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 393). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 388، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء (4)، الآية (125)] (8)، الحديث (3358)، ومسلم في الصحيح 4/ 1840، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل -صلى اللَّه عليه وسلم- (41)، الحديث (154/ 2371)، وقوله: "حجبته" جمع حاجب. و"مَهْيَم" أي ما شأنك وما خبرك (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 125).

قالوا: نعم، قال: فخِيارُكُمْ في الجاهليةِ خِيارُكُمْ في الإسلامِ إذا فقِهُوا" (¬1). 4431 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الكريمُ ابنُ الكريمِ ابنِ الكريمِ ابنِ الكريمِ: يوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيم" (¬2). 4432 - وقال عليه السلام: "نحنُ أحقُّ بالشكِّ منْ إبراهيمَ إذْ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} (¬3)، ويرحمُ اللَّه لُوطًا لقدْ كانَ يأْوِي إلى رُكنٍ شديد، ولوْ لبِثْتُ في السِّجنِ طولَ ما لَبِثَ يوسُفُ لَأجَبْتُ الداعي" (¬4). 4433 - وقال عليه السلام: "إنَّ موسى كانَ رجلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا لا يُرَى منْ جِلدِهِ شيءٌ استحياءً، فآذاهُ مَنْ آذاهُ منْ بَني إسرائيلَ فقالوا: ما يتستَّرُ هذا التستُّرَ إلَّا مِنْ عَيْبِ بجلدِهِ: إمَّا بَرَصٍ أو أُدْرَةٍ، وإنّ اللَّه أرادَ أنْ يُبَرِّئهُ، فخلا يومًا وحدَهُ ليغتَسِلَ، فوضعَ ثَوْبَهُ على حجرٍ، ففرَّ الحجَرُ بثوبِهِ، فجَمَحَ موسى في إثْرِهِ يقول: ثوبي يا حجرُ ثوبي يا حجرُ ثوبي يا حجرُ، حتَّى انتهَى إلى ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 387، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء (4)، الآية (125)] (8)، الحديث (3353)، وفي 8/ 362، كتاب التفسير (65)، سورة يوسف (12)، باب {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [الآية (7)] (2)، الحديث (4689) وهذا لفظه، ومسلم في الصحيح 4/ 1846، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل يوسف عليه السلام (44)، الحديث (168/ 2378)، وقد تقدم الحديث برقم (3801). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 417، كتاب الأنبياء (60)، باب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ} [البقرة (2)، الآية (133)] (18)، الحديث (3382)، وقد تقدم الحديث برقم (3802). (¬3) سورة البقرة (2)، الآية (260). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 410 - 411، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه عزَّ وجلَّ: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} [الحجر (15)، الآية (51)] (11)، الحديث (3372)، ومسلم في الصحيح 4/ 1839، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل -صلى اللَّه عليه وسلم- (41)، الحديث (152/ 151).

مَلَإٍ منْ بَني إسرائيل فرأَوْهُ عُريانًا أحسنَ ما خلقَ اللَّه، وقالوا: واللَّهِ ما بموسى منْ بأْسٍ، وأخذَ ثوبَة وطفَقِ بالحجرِ ضَرْبًا" (¬1) فواللَّه إنَّ بالحجرِ لَنَدَبًا منْ أثرِ ضربهِ ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا (¬2). 4434 - وقال عليه السلام: "بينا أيُّوبُ يَغتسِل عُريانًا فخرَّ عليهِ جَرادٌ منْ ذَهبٍ، فجدلَ أيُّوبُ يحتَثي في ثَوبِهِ، فناداه ربُّه: يا أيُّوبُ أَلَمْ أكُنْ أغنَيْتكَ عمَّا تَرَى؟ قال: بلَى وعِزَّتِكَ ولكنْ لا غِنى بي عَنْ بَرَكَتِك" (¬3). 4435 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "استبَّ رجلٌ من المسلمينَ ورجلٌ مِنَ اليهودِ، فقالَ المسلمُ: والذي اصطَفى محمَّدًا على العالمينَ، فقالَ اليهوديُّ: والذي اصطفَى موسَى علَى العالمينَ، فرفعَ المسلمُ يدَهُ عندَ ذلكَ فلطَمَ وَجْهَ اليهوديِّ، فذهبَ اليهوديُّ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فأخبَرَهُ بما كانَ منْ أمرِهِ وأمرِ المسلمِ، فدَعا النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم المسلمَ فسألَهُ عنْ ذلكَ، فأخبرَه، فقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لا تُخيِّروني على موسَى، فإنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يومَ القِيامَةِ فأصعَقُ معهم فأكون أول من يُفيق، فإذا موسَى باطِشٌ بجانِبِ العَرشِ، فلا أدري كانَ فيمَنْ ¬

_ (¬1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 385، كتاب الغسل (5)، باب من اغتسل عريانًا وحده في الخلوة. . . (20)، الحديث (278)، وفي 6/ 436، كتاب الأنبياء (65)، باب (28)، الحديث (3404)، ومسلم في الصحيح 1/ 267، كتاب الحيض (3)، باب جواز الاغتسال عريانًا في الخلوة (18)، الحديث (75/ 339)، وفي 4/ 1841 - 1842، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى -صلى اللَّه عليه وسلم- (42)، الحديث (155/ 339) و (156/ 339)، الأدرة: نفخة بالخصية. جمح: أي ذهب وأسرع، النَدَب: الأثر. (¬2) قوله: "فواللَّه إن بالحجر لندبًا. . . " هذا من قول أبي هريرة رضي اللَّه عنه ما جاء في رواية البخاري الأولى، وكذلك روايات مسلم، أما في رواية البخاري الثانية فظاهر سياقه أنَّه بقية الحديث. (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 1/ 387، كتاب الغسل (5)، باب من اغتسل عُريانًا وحده في الخلوة. . . (20)، الحديث (279). وقوله: يحتثي أي يضع.

صَعِقَ فأفاقَ أوْ كانَ ممَّنْ استَثْنَىِ اللَّه" (¬1). وفي رواية: "فلا أدرِي أحُوسِبَ بصعقةِ (¬2) يومِ الطُّور أو بُعِث قبلي، ولا أقولُ إنَّ أحدًا أفضلُ مِنْ يونُسَ بنِ مَتَّى" (¬3). وفي رواية: "لا تُخيِّروا بينَ الأنبياءِ" (¬4). وفي رواية: "لا تُفضِّلوا بينَ أنبياءِ اللَّه" (¬5). 4436 - وقال عليه السلام: "مَا يَنْبَغي لعبدٍ أنْ يقولَ إنِّي خيرٌ منْ يونُسَ بنِ مَتَّى" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 70، كتاب الخصومات (44)، باب ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهود (1)، الحديث (2411)، وفي 6/ 441، كتاب الأنبياء (60)، باب وفاة موسى وذكره بعد (31)، الحديث (3408)، ومسلم في الصحيح 4/ 1844، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى -صلى اللَّه عليه وسلم- (42)، الحديث (160/ 2373) و (161/ 2373)، وقوله: "باطش بجانب العرش" أي آخذ بشيء من العرش بقوة، والبطش الأخذ بقوة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 445). (¬2) كذا في المخطوطة والمطبوعة. واللفظ عند البخاري "بِصَعْقتِهِ". (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 450 - 451، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لِمَنَ المُرْسَلِينَ} [الصافات (37)، الآية (139)] (35)، الحديث (3414) و (3415). (¬4) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 70، كتاب الخصومات (44)، باب ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهود (1)، الحديث (2412)، وفي 12/ 263، كتاب الديات (87)، باب إذا لطم المسلم يهوديًّا عند الغضب (32)، الحديث (6916)، ومسلم في الصحيح 4/ 1845، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى -صلى اللَّه عليه وسلم- (42)، الحديث (163/ 2374). (¬5) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 450 - 451، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَإِنَّ يُونَسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات (37)، الآية (139)] (35)، الحديث (3414)، ومسلم في الصحيح 4/ 1844، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى -صلى اللَّه عليه وسلم- (42)، الحديث (159/ 2373) واللفظ له. (¬6) متفق عليه من حديث ابن عباس وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما، وانفرد البخاري بروايته عن ابن مسعود: • حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 428، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيث مُوسَى} [طه (20)، الآية (9)] (24)، الحديث (3395)، وفي 6/ 450، باب قول اللَّه تعالى: {وَإِنَّ يُونَسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات (37)، الآية (139)] (35)، الحديث (3413)، وفي 13/ 512، كتاب =

4437 - وقال عليه السلام: "مَنْ قالَ أَنا خيرٌ منْ يونُسَ بنِ مَتَّى فقدْ كذَب" (¬1). 4438 - عن أُبيّ بن كَعْب رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ الغُلامَ الذي قتلَهُ الخَضِرُ طُبعَ كافِرًا، ولوْ عاشَ لأرهَقَ أبويهِ طُغيانًا وكُفرًا" (¬2). 4439 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّما سُمِّيَ الخَضِرَ لأنَّهُ جلسَ على فَرْوَةٍ بيضاءَ، فإذا هي تهتزُّ منْ خلفِهِ خَضراءَ" (¬3). 4440 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى بنِ عِمرانَ فقالَ لهُ: أَجِبْ ربَّكَ. قال: فلطَمَ موسَى عينَ مَلَكِ الموتِ ففقأَها، قال: فرجَعَ الملَكُ إلى اللَّه تعالَى فقال: إنَّكَ أرسلْتَني إلى عبدٍ لكَ ¬

_ = التوحيد (97)، باب ذكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وروايته عن ربه (50)، الحديث (7539)، ومسلم في الصحيح 4/ 1846، كتاب الفضائل (43)، باب في ذكر يونس عليه السلام (43)، الحديث (167/ 2377). • حديث أبي هريرة رضي رضي اللَّه عنه: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 451، الحديث (3416)، وفي 8/ 294، كتاب التفسير (65)، سورة الأنعام (6)، باب {ويُونُس وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى العَالَمِينَ} [الآية (86)] (4)، الحديث (4631). ومسلم في المصدر السابق، الحديث (166/ 2376). • وأخرجه البخاري من حديث ابن مسعود رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 450، الحديث (3412) وفي 8/ 267، كتاب التفسير (65)، سورة النساء (4)، باب {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ -إِلَى قوله- ويُونُسَ وهَارُونَ وَسُلَيْمانَ} [الآية (162)]، الحديث (4603). (¬1) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (4604). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2050، كتاب القدر (46)، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة. . . (6)، الحديث (29/ 2661). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 433، كتاب الأنبياء (60)، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام (27)، الحديث (3402) والفروة البيضاء: الأرض اليابسة.

لا يُريدُ الموتَ وقدْ فقأ عَيْني. قال: فردَّ اللَّه تعالَى عليهِ (¬1) عينَهُ وقال: ارجِعْ إلى عبدِي فقُل: الحياةَ تَريدُ؟ فإنْ كنتَ تريدُ الحياةَ فضَعْ يدَكَ علَى مَتْنِ ثَوْرٍ فما وارَتْ يدُكَ منْ شَعْرةٍ فإنَّكَ تعيشُ بها سنةً: ثُمّ مَهْ؟ قال: ثُمَّ تموتُ. قال: فالآن (¬2) منْ قريبٍ ربِّ أدْنِني مِنَ الأرضِ المقدَّسَةِ رميةً بحجرٍ. قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: واللَّهِ لوْ أنِّي عِندهُ لَأرَيْتُكُمْ قبرَهُ إلى جَنَبِ الطريقِ عندَ الكَثِيبِ الأحمرِ" (¬3). 4441 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مررتُ على موسَى ليلةَ أُسرِيَ بي عندَ الكَثِيبِ الأحمرِ وهوَ قائِمُ يُصلِّي في قبرِهِ" (¬4). 4442 - وعن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "عُرِضَ عليَّ الأنبياءُ، فإذا موسَى ضَرْبٌ من [الرجالِ كأنَّهُ مِنْ] (¬5) رِجالِ أزد شَنُوأَة، ورأيتُ عيسَى بنَ مريمَ فإذا أقربُ مَنْ رأيتُ بهِ شَبَهًا عُروَةُ بنُ ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة وفي لفظٍ عند البخاري. والعبارة في المخطوطة وفي لفظ مسلم ولفظٍ عند البخاري (إِلَيْهِ). (¬2) العبارة في المطبوعة (فالآن فالآن) مكررة، وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق لألفاظ البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه موقوفًا ومرفوعًا، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 206، كتاب الجنائز (23)، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة (68)، الحديث (1339)، وفي 6/ 440، كتاب الأنبياء (60)، باب وفاة موسى وذكره بعد (31)، الحديث (3407)، ومسلم في الصحيح 4/ 1842، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل موسى -صلى اللَّه عليه وسلم- (42)، الحديث (157/ 2372)، و (158/ 2372)، والكثيب: أي التل المستطيل المجتمع من الرمل. (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1845، الحديث (164/ 2375). (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وأثبتناه من المخطوطة ولفظ مسلم.

مسعودٍ، ورأيتُ إبراهيمَ فإذا أقربُ مَنْ رأيتُ بهِ شَبَهًا صاحِبُكُمْ، يعني نفسَهُ، ورأيتُ جِبريلَ فإذا أقربُ مَنْ رأيتُ بهِ شَبَهًا دَحْيَةُ بنُ خَليفةَ" (¬1). 4443 - عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "رأيتُ ليلةَ أُسرِيَ بي موسَى رجُلًا آدمَ طوالًا جَعدًا كأَنَّهُ منْ رِجالِ شَنوأةَ، ورأيتُ عيسَى رجُلًا مَربوعَ الخَلْقِ إلى الحُمرَةِ والبياضِ سَبطَ الرأسِ، ورأيتُ مالِكًا خازِنَ النَّارِ، والدَّجالَ في آياتٍ أراهُنَ اللَّه إيَّاهُ {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} (¬2) " (¬3). 4444 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسليمِ: "ليلةَ أُسرِيَ بي لَقِيتُ موسَى، فنَعَتَهُ، فإذا رجُلٌ مُضْطَرِبٌ رَجِلُ الشعرِ كأنَّهُ منْ رِجالِ شَنُوأَةَ، ولقيتُ عيسَى رَبْعَةٌ أحمرُ كأنَّما خرجَ منْ دِيماسٍ -يعني الحمَّام (¬4) - ورأيتُ إبراهيمَ وأنا أشبَهُ ولدِهِ بهِ، قال: وأُتِيتُ بإِناءَيْنِ أحدُهُما فيهِ لَبنٌ والآخَرُ فيهِ خمرٌ، فقيلَ لي: خُذْ أيُّهما شِئْتَ، فأخذتُ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 153، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (74)، الحديث (271/ 167)، وقوله: "ضرب من الرجال" أي خفيف اللحم، وازدشنوءة: حي من اليمن. (¬2) سورة السجدة (32)، الآية (23). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 314، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا قال أحدكم آمين. . . (7)، الحديث (3239)، ومسلم في الصحيح 1/ 151، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (74)، الحديث (267/ 165)، وشنوءة: هي قبيلة معروفة، قال الجوهري: الشنوءة التقزز وهو التباعد من الأدناس ومنه أزدشنوءة وهم حي من اليمن. والسبط بفتح الباء وكسرها لغتان مشهورتان، قال أهل اللغة الشعر السبط هو المسترسل ليس فيه تكسر (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 226 - 227). (¬4) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 6/ 484: قوله (يعني الحمام) هو تفسير عبد الرزاق -الراوي- ولم يقع ذلك في رواية هشام.

اللَّبَنَ فشرِبْتُهُ، فقيلَ لي: هُدِيت الفِطْرةَ، أما إنَّكَ لو أخذْتَ الخمرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ" (¬1). 4445 - عن ابن عباس قال: "سِرْنا معَ رسُولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بينَ مكَّةَ والمدينَةِ، فمرَرْنا بوادٍ فقال: أيُّ وادٍ هذا؟ فقالوا: وادِي الأزرقِ، قال: كأنِّي أنظُرُ إلى موسَى، فذكَرَ منْ لونِهِ وشعرِهِ شيئًا، واضِعًا أصبعَيْهِ في أُذُنَيْهِ، لهُ جُؤارٌ إلى اللَّه تعالى بالتلبِيَةِ مارًّا بهذا الوادِي. قال: ثمَّ سِرْنا حتَّى أَتَيْنا على ثَنِيَّة فقال: أيُّ ثَنِيَّةٍ هذهِ؟ قالوا: هَرْشَى أو لِفْتٌ، فقال: كأنِّي أنظُرُ إلى يونُسَ عَلَى ناقَةٍ حمراءَ عليهِ جُبَّة صُوفٍ خِطامُ ناقَتِهِ خُلْبَةٌ مارًّا بهذا الوادي مُلبِّيًا" (¬2). 4446 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "خفَّفَ عَلَى داودَ القُرآنُ، فكانَ يأمرُ بدوابِّهِ فتُسرَجُ، فيقرأُ القُرآنَ قبلَ أنْ تُسرَجَ دوابُّة، ولا يأكُل إلَّا مِنْ عملِ يَدِه" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 428، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه (20)، الآية (9)] (24)، الحديث (3394)، وفي 6/ 476، باب قول اللَّه تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} [مريم (19)، الآية (16)] (48)، الحديث (3437)، ومسلم في الصحيح 1/ 154، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (74)، الحديث (272/ 168)، والمضطرب: الطويل غير الشديد، وقيل الخفيف اللحم. وَرجِلُ الشَّعْرِ: بين الجعودة والسَبوطة. وقوله: "رَبْعة" هو المربوع والمراد أنَّه ليس بطويل جدًّا ولا قصير جدًّا بل وسط (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 484). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 152، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (74)، الحديث (268/ 166)، وجؤار: تضرّع وهَرْشَى: ثنيّة بقرب الجحفة، يقال لها أيضًا لفت. والثنية: طريق عال في الجبل أو بين الجبلين: الخطام: هو الحبل الذي يقاد به البعير، خُلْبة: ليفة نخل. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 303، كتاب البيوع (34)، باب كسب الرجل وعمله بيده (15)، الحديث (2073)، وفي 6/ 453، كتاب الأنبياء (60)، باب قوله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (37)، الحديث (3417).

4447 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اله عليه وسلم قال: "كانتْ امرأتانِ معهما ابناهما، جاءَ الذئبُ فذهبَ بابن إحداهُما، فقالت صاحبتُها: إنَّما ذهبَ بابنكِ، وقالتِ الأُخرى: إنَّما ذهبَ بابنكِ، فتَحاكمَتا إلى داودَ فقضَى بهِ للكُبرى، فخَرجتا على سُليمانَ بنِ داودَ فأخبرتاهُ فقال: ائْتُوني بالسكِّينِ أشقُّهُ بينكُما، فقالتِ الصُّغرَى: لا تَفعلْ يَرحمُكَ اللَّه هو ابنُها، فقضَى بهِ للصُّغرَى" (¬1). 4448 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "قالَ سليمانُ: لأطوفَنَّ اللَّيلةَ عَلَى تِسعينَ امرأةً -وفي رواية: بمائةِ امرأةٍ (¬2) - كلُّهنَّ تأتي بفارِسٍ يُجاهِدُ في سَبِيلِ اللَّه، فقالَ لهُ الملَكُ: قُلْ إنْ شاءَ اللَّه، فلمْ يقُلْ ونَسيَ، فطافَ عليهِنَّ، فلمْ تحمِلْ منهنَّ إِلَّا امرأةٌ واحِدةٌ جاءتْ بشِقِّ رجُلٍ، وايْمُ الذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لوْ قالَ إنْ شاءَ اللَّه لجاهَدُوا في سبيلِ اللَّهِ فُرسانًا أجمَعُونَ" (¬3). 4449 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كانَ زَكرِيا نَجَّارًا" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 458، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ} [ص (38)، الآية (30)] (40)، الحديث (3427)، ومسلم في الصحيح 3/ 1344، كتاب الأقضية (30)، باب بيان اختلاف المجتهدين (10)، الحديث (20/ 1720). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 34، كتاب الجهاد (56)، باب من طلب الولد للجهاد (23)، الحديث (2819)، وفي 9/ 339، كتاب النكاح (67)، باب قول الرجل: لأطوفنّ الليلة على نسائي (119)، الحديث (5242). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 458، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ} [ص (38)، الآية (30)] (40)، الحديث (3424)، وفي 11/ 524، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب كيف كانت يمين النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (6639)، ومسلم في الصحيح 3/ 2761، كتاب الأيمان (27)، باب الاستثناء (5)، الحديث (25/ 1654). (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1847، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل زكرياء عليه السلام (45)، لحديث (169/ 2379).

4450 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أَنا أَوْلَى النَّاسِ بعيسَى بنِ مريمَ في الأُولَى والآخِرةِ، الأنبياءُ إخوةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وأمَّهاتُهُمْ شتَّى ودينُهُمْ واحِدٌ، وليسَ بَيْننا نبيٌّ" (¬1) 4451 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كُلُّ بَني آدمَ يَطعنُ الشيطانُ في جنبَيْهِ بإصبعيه (¬2) حِينَ يُولَدُ، غيرَ عيسَى بنِ مريمَ ذهبَ يطعنُ فطعنَ في الحِجابِ" (¬3). 4452 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كَمُلَ مِنَ الرجالِ كثيرٌ ولم يَكمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مريمُ بنتُ عِمرانَ واسِيَةُ امرأةُ فِرعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشةَ على النِّساءِ كفضلِ الثَّرِيدِ على سائرِ الطعامِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 477 - 478، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَاذْكرْ في الكِتَابَ مَرْيَمَ إِذْ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} [مريم (19)، الآية (16)] (48)، الحديث (3442)، و (3443)، ومسلم في الصحيح 4/ 1837، كتاب الفضائل (43)، باب فضائل عيسى عليه السلام (40)، الحديث (145/ 2365)، وقوله: "من عَلَّات" أي هم إخوة من أب واحد، فإن العلّة الضرة وبنو العلات أولاد الرجل من نسوة شتى. وقوله: "ليس بَيْنَنَا نبِيٌ" فسَّره رواية مسلم قبلها: "وليس بيني وبين عيسى نبيٌّ". (¬2) وردت في المطبوعة: (بأصبعه) والتصويب من المخطوطة وصحيح البخاري. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 337، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3286)، وأخرجه مسلم بمعناه في الصحيح 4/ 1838، كتاب الفضائل (43)، باب فضائل عيسى عليه السلام (40)، الحديث (147/ 2366)، ولفظه: "كلُّ بني آدم يمسُّه الشيطان يوم ولدته أمه إلّا مريم وابنها" والحجاب: المشيمة. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 446، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى: {وَضرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} [التحريم (66)، الآية (11)] (32)، الحديث (3411)، ومسلم في الصحيح 4/ 1886، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه تعالى عنها (12)، الحديث (70/ 2431).

مِنَ الحِسَان: 4453 - عن أبي رَزين [العقيلي] (¬1) قال: "قلتُ: يا رسُولَ اللَّه أينَ كانَ ربُّنا قبلَ أنْ يخلُقَ خلقَهُ؟ قال: كانَ في عَماءٍ ما تحتَهُ هواءٌ وما (¬2) فوقَهُ هواءٌ، وخلقَ عرشَهُ علَى الماءِ" (¬3) وقال يَزيد بن هارون: العماءُ أي ليسَ معه شيء. 4454 - وعن العبّاس بن عبد المطلب رضي اللَّه عنه: "زعمَ أنَّه كانَ جالِسًا في البَطْحاءِ في عِصابةٍ ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جالِسٌ فيهِمْ، فمَّرتْ سَحابَةٌ فنظَرُوا إليها، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما تسمُّونَ هذه؟ قالوا: السَّحابُ، قال: والمُزْن، قالوا: والمُزْنُ، قال: والعَنانُ، قالوا: والعَنانُ، قال: هَلْ تَدرُونَ ما بُعْدُ ما بينَ السماءِ والأرضِ؟ قالوا: لا نَدرِي، قال: إنَّ بُعْدَ ما بينَهُما إمَّا واحدةٌ أو اثنتانِ أو ثلاثٌ وسبعونَ سنةً، والسماءُ التي فوقَها كذلكَ، حتَّى عدَّ سبع سماواتٍ، ثمَّ فوقَ السَماءِ السابعةِ بحرٌ بينَ أعلاهُ وأسفلِهِ كما بينَ سماءٍ إلى سماءٍ، ثمَّ فوقَ ذلك ثمانيةُ أوْعالٍ بينَ أظْلافِهنَّ ورُكَبِهنَّ مثلُ ما بينَ سماءٍ إلى سماءٍ، ثمَّ على ظُهورِهنَّ العرشُ بينَ أسفلِهِ وأعلاهُ ما بينَ سماءٍ إلى سماءٍ، ثمَّ اللَّه تعالَى فوقَ ذلكَ" (¬4). ¬

_ (¬1) ساقطة من المطبوعة. (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى: (ولا) والتصويب من المخطوطة وسنن الترمذي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 11، 12، والترمذي في السنن 5/ 288، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة هود (12)، الحديث (3109)، وقال: (هذا حديث حسن، وأبو رزين اسمه لقيط بن عامر) وابن ماجه في السنن 1/ 64 - 65، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (182)، والطبراني في المعجم الكبير 19/ 207، في مسند لقيط بن عامر أبو رزين العقيلي، الحديث (468). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 206 - 207، وأبو داود في السنن 5/ 93، كتاب السنة (34)، باب في الجهمية (19)، الحديث (4723)، والترمذي في السنن 5/ 424، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الحاقة (68)، الحديث (3320)، وقال: (حسن غريب)، وابن =

4455 - عن جُبَيْر بن مُطْعِم قال: "أَتَى رسُولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أعرابيٌّ فقال: جُهِدَتْ الأنفُسُ وجاعَ العِيالُ ونُهِكَتْ الأموالُ وهَلكتْ الأنعامُ فاسْتَسْقِ اللَّه لنا فإنَّا نستَشْفِعُ بكَ علَى اللَّه ونستَشْفِعُ باللَّه عليك، فقال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: سُبحانَ اللَّه سُبحانَ اللَّه. فما زالَ يُسبِّحُ حتَّى عُرِفَ ذلكَ في وُجوهِ أصحابِهِ، ثمَّ قال: ويحَكَ إنَّه لا يُستَشْفَعُ باللَّه علَى أحدٍ، شأنُ اللَّه أعظمُ منْ ذلكَ، وَيْحَكَ أتدري ما اللَّه إنَّ عرشَهُ علَى سماواتِهِ لهكذا، وقال بأصابِعِهِ مثلَ القُبَّةِ عليهِ، وإنَّه لَيَئِطُّ بهِ أطِيطَ الرَّحْلِ بالراكِبِ" (¬1). 4456 - عن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أُذِنَ لي أَنْ أُحَدِّثَ عنْ مَلَكٍ منْ ملائِكَةِ اللَّه مِنْ حَمَلَةِ العرشِ، إنَّ ما بينَ شَحْمَةِ أُذُنيهِ إلىِ عاتِقِهِ مَسيرةُ سبعمائةِ عامٍ" (¬2). 4457 - عن زُرارة بن أَوْفَى (¬3) "أنّ رسول اللَّه صلىَ اللَّه عليه وسلم قال لجبريل: هل رأيتَ ربَّك؟ فانتفضَ جبريل وقال: يا محمَّدُ إنَّ بَيني وبينَهُ سبعينَ حِجابًا مِنْ نورٍ لو دنَوْتُ منْ بعضِها لاحترقْت" (¬4). ¬

_ = ماجه في السنن 1/ 69، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (193)، والحاكم في المستدرك 2/ 288، كتاب التفسير، تفسير سورة آل عمران، والبطحاء: موضع بمكة. والعصابة: جماعة من كفار مكة، وأوعال جمع وعل وهو العنز الوحشي ويقال له تيس شاة الجبل. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 94 - 95، كتاب السنة (34)، باب في الجهمية (19)، الحديث (4726)، قوله: "ونُهكت الأموال" أي نقصت، و: "قال بأصابعه" أي أشار بها. ويئطّ: يتضايق العرشُ ويعجز عن القيام بحق معرفته وعن سعة علمه، وإحاطة عظمته، كعجز الرحل عن احتمال الراكب. (¬2) أخرجه أبو داود في المصدر نفسه 5/ 96، الحديث (4727)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/ 158، في ترجمة محمد بن المنكدر (230)، وقد تأخر هذا الحديث في مخطوطة برلين إلى آخر الباب. (¬3) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (زرارة بن أبي أوفى)، والتصويب من المطبوعة، وانظر تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر. (¬4) أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، عزاه له الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 79، كتاب الإيمان، باب في عظمة اللَّه سبحانه وتعالى، وأخرجه أبو نعيم في =

4458 - عن ابن عبَّاس قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنّ اللَّه خلقَ إسرافيلَ منذُ يومَ خَلَقَهُ صافًّا قدمَيْهِ لا يرفعُ بصره، بينهُ وبينَ الربِّ تباركَ وتعالَى سبعونَ نُورًا ما منها منْ نورٍ يدنُو منهُ إلَّا احترَق" (¬1) [صح] (¬2). 4459 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لمَّا خلقَ اللَّه آدمَ وذريَّتَهُ قالت الملائكةُ: يا ربِّ خلقتَهُمْ يأكلونَ ويشربونَ وينكِحونَ ويركبونَ فاجعلْ لهمُ الدُّنيا ولنا الآخرة. قال اللَّه تعالَى: لا أجعلُ مَنْ خلقْتُهُ بيديَّ ونفختُ فيهِ مِنْ رُوحي كمنْ قلتُ لهُ كُنْ فكان" (¬3). ¬

_ = "حلية الأولياء" من حديث أنس إلَّا أنَّه لم يذكر "فانتفض جبريل" الخطيب التبربزي في مشكاة المصابيح 3/ 1579، الحديث (32/ 5729)، وقال صدر الدين المناوي في كشف المناهج، ق 191/ ب: أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق زرارة بن أوفى. (¬1) قال صدر الدين المناوي في كشف المناهج، ق 192/ أ، رواه البيهقي في "شعب الإيمان" في أوائله في باب الإيمان بالملائكة من حديث عبد اللَّه بن أسامة الكلبي قال: ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس وذو حديثًا مطولًا هذه قطعه منه، قم قال البيهقي: يحتمل أن يريد بينه وبين عرش الرب سبعون نورًا. (¬2) ساقط من المخطوطة. (¬3) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس مخطوط مكتبة الأزهرية رقم (362/ 3009)، ورقة 250/ ب، والبيهقي في "شعب الإيمان" على ما ذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1597، الحديث (5732/ 35).

27 - كتاب الفضائل والشمائل

[27 - كتاب الفضائل والشمائل] 1 - بابُ فَضَائِلِ سَيِّدِ الْمرْسَلِينَ صَلَوَات اللَّهِ عَلَيْهِ مِنَ الصِّحَاحِ: 4460 - قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "بُعثتُ منْ خيرِ قُرونِ بني آدمَ قَرْنًا فقَرْنًا حتَّى كُنتُ منْ القَرْنِ الذِي كُنتُ (¬1) منه" (¬2). 4461 - و [قال] (¬3): "إنَّ اللَّه اصطَفَى كِنانةَ منْ ولَدِ إسماعيلَ، واصطَفَى قُريشًا مِنْ كِنانةَ، واصطَفَى منْ قُريشٍ بَني هاشِمٍ، واصطفانِي منْ بَني هاشمٍ" (¬4) ويُروى: "إنَّ اللَّه اصطَفَى منْ وَلَدِ إبراهيمَ إسماعيلَ، واصطَفَى منْ وَلَدِ إسماعيلَ بَني كِنانة" (¬5). 4462 - وقال عليه السلام: "أنَّا سيِّدُ وَلَدِ آدم يَومَ القِيامَةِ وأوَّلُ مَنْ يَنشقُّ عنهُ القبرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وأَوَّل مُشفَّعٍ" (¬6). 4463 - وقال عليه السلام: "أنَّا أكثرُ الأنبياءِ تَبَعًا يومَ القِيامَةِ، ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة وهو لفظ البخاري، وفي المخطوطة: (فيه). (¬2) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 6/ 566، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3557). (¬3) ساقطة من مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه مسلم من حديث واثلة بن الأسقع رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 1782، كتاب الفضائل (43)، باب فضل نسب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وتسليم الحجر عليه قبل النبوة (1)، الحديث (1/ 2276). (¬5) أخرجه الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع رضي اللَّه عنه في السنن 5/ 583، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3605) وقال: (حسن صحيح). (¬6) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 1782، كتاب الفضائل (43)، باب تفضيل نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- على جميع الخلائق (2)، الحديث (3/ 2278).

و [أنا] (¬1) أوّل مَنْ يَقرَعُ بابَ الجنَّةِ" (¬2). 4464 - وقال عليه السلام: "آتِي بابَ الجنَّةِ يومَ القِيامَةِ فأسْتَفْتِحُ فيقولُ الخازِنُ: مَنْ أنتَ؟ فأقولُ: محمّدٌ، فيقولُ: بِكَ أُمِرْتُ لا أفتحُ لأحدٍ قَبلك" (¬3). 4465 - وقال عليه السلام: "نحنُ الآخِرونَ الأوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، ونحنُ أوّلُ مَنْ يَدخلُ الجنّة" (¬4). 4466 - وقال عليه السلام: "نحن الآخِرونَ مِنْ أهلِ الدُّنْيا والأوَّلونَ يومَ القِيامَةِ المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِق" (¬5). 4467 - وقال عليه السلام: "أنَّا أوّلُ شَفِيعٍ في الجنّة لمْ يُصَدَّقْ نبيٌّ مِنَ الأنبياءِ ما صُدِّقْتُ، وإنَّ مِنَ الأنبياءِ نبيًّا ما صدَّقهُ منْ أُمَّتهِ إلَّا رجلٌ واحِدٌ" (¬6). 4468 - وقال عليه السلام: "مَثَلي ومَثَلُ الأنبياءِ كمثَلِ قصرٍ أُحسِنَ بُنيانُهُ، ترِكَ منهُ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فطافَ بهِ النُّظّارُ يَتعجَّبونَ مِنْ حُسْنِ بُنيانِهِ إِلَّا مَوْضِعَ تِلكَ اللَّبِنةِ، [لا يَعِيبُونَ سِوَاهَا] (¬7)، فكنتُ أنا سَدَدْتُ مَوْضِعَ ¬

_ (¬1) ساقطة من مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة، وهي عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 188، كتاب الإيمان (1)، باب في قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "أنا أوّل الناس يشفع في الجنّة. . . " (85)، الحديث (331/ 196). (¬3) أخرجه مسلم من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (333/ 197). (¬4) هذه شطرة من حديث أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 2/ 585 - 586، كتاب الجمعة (7)، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة (6)، الحديث (20/ 855). (¬5) هذه شطرة من حديث أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة وحذيفة رضي اللَّه عنهما في المصدر نفسه، الحديث (22/ 856). (¬6) أخرجه مسلم من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 188، كتاب الإيمان (1)، باب في قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "أنا أوَّل الناس يشفع في الجنّة. . . " (85)، الحديث (332/ 196). (¬7) ساقطة من المطبوعة، والصواب إثباتها كما عند المؤلف في شرح السنة 13/ 200 - 201.

[تلك] (¬1) اللبِنَةِ فتَمَّ بيَ البُنيانُ وخُتِمَ بيَ الرُّسُلُ" (¬2) وفي رواية: "فأنا اللَّبِنَةُ وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ" (¬3). 4469 - وقال عليه السلام: "ما مِنَ الأنبياءِ من نبيٍّ إلَّا قدْ أُعطِيَ مِنَ الآياتِ ما مِثْلُهُ آمنَ عليه البشرُ، وإنَّما كانَ الَّذِي أوتيتُ وَحْيًا أَوْحَى اللَّه إليَّ، فأرجُو أنْ أكونَ أكثرَهُمْ تابعًا يومَ القِيامةِ" (¬4). 4470 - وقال عليه السلام: "أُعْطِيتُ خَمسًا لمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرَةَ شَهر، وجُعِلَت ليَ الأرضُ مسجِدًا وطَهورًا، فأيُّما رجلٍ مِنْ أُمَّتي أدرَكَتْهُ الصلاة فليُصلِّ، وأُحِلَّتْ ليَ المغانِمُ (¬5) ولمْ تحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي، وأُعْطِيتُ الشفاعَةَ وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمهِ خاصّةً وبُعِثْتُ إلى الناسِ عامَّة" (¬6) ويُروى: "فُضِّلْتُ على الأنبياء بسِتٍّ: أُعْطِيت جَوامِعَ الكَلِمِ -وذكَر ¬

_ (¬1) ساقطة من مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما عند المؤلف في شرح السنة. (¬2) متفق عليه من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 558، كتاب المناقب (61)، باب خاتم النبيين -صلى اللَّه عليه وسلم- (18)، الحديث (3534)، ومسلم في الصحيح 4/ 1791، كتاب الفضائل (43)، باب ذكر كونه -صلى اللَّه عليه وسلم- خاتم النبيين (7)، الحديث (23/ 2287). وأخرجه مسلم أيضًا من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في المصدر نفسه، الحديث (20/ 2286) و (21/ 2268). وقد أخرجه البغوي بلفظه التام بإسناده في شرح السنة 13/ 200 - 201، كتاب الفضائل، باب فضائل سيّد الأولين والآخرين محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (3620). واللبنة: ما يُعمل من الطين فيُبنى به. (¬3) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (3535)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (22/ 2286). (¬4) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 3، كتاب فضائل القرآن (66)، باب كيف نزل الوحي وأوَّل ما نزل (1)، الحديث (4981)، ومسلم في الصحيح 1/ 134، كتاب الإيمان (1)، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى جميع الناس (70)، الحديث (239/ 152). (¬5) كذا في المطبوعة وعند البخاري، وعند المؤلف في شرح السنة 13/ 196، وفي مخطوطة برلين (الغنائم)، وهو لفظ مسلم. (¬6) متفق عليه من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 435 - 436، كتاب التيمم (7)، باب (1)، الحديث (335)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 1/ 370، كتاب المساجد (5)، الحديث (3/ 521).

هذهِ الأشياءَ إلَّا الشفاعةَ وزاد- وخُتِمَ بيَ النَّبيُّونَ" (¬1). 4471 - وقال عليه السلام: "بُعِثْتُ بجَوامِع الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وبَيْنا أنا نائِمٌ رأَيْتُني أُتِيتُ بمفاتِيحِ خَزائِن الأرضِ فوُضِعَتْ في يدي" (¬2). 4472 - وقال عليه السلام: "إنَّ اللَّه زَوَى ليَ الأرضَ فرأيتُ مشارِقَها ومغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لِي منها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأحمرَ والأبيضَ، وإنِّي سأَلتُ ربَي لأُمَّتِي أنْ لا يُهْلِكَها بسَنَةٍ عامّةٍ وأنْ لا يُسلِّطَ عليهِمْ عدوًّا منْ سِوَى أنفُسهِمْ فَيَستَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ ربِّي قال: يا محمّدُ إنِّي إذا قَضَيْتُ قضاءً فإنّهُ لا يُرَدُّ، وإنِّي أعطَيْتُك لأُمَّتِكَ أنْ لا أُهلِكَهُمْ بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأنْ لا أُسلِّطَ عليهِمْ عدوًّا منْ سِوَى أنفُسِهِمْ فيَستَبيحَ بَيْضَتَهُمْ، ولو اجتمعَ عَلَيْهِم مَنْ بأقطارِها حتَّى يكونَ بعضُهُمْ يُهلِكُ بعضًا ويَسبي بعضُهُمْ بَعضًا" (¬3). 4473 - عن سعد رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مرَّ بمسجِدِ بَني مُعاويةَ دخلَ فركعَ فيهِ ركعتَيْنِ وصلَّيْنا معهُ ودَعا ربَّهُ طويلًا ثمَّ انْصَرَفَ فقال: سألتُ ربِّي ثلاثًا فأعطانِي ثِنْتَيْنِ ومَنعنِي واحدةً، سألتُ ربِّي أنْ لا يُهلِكَ أُمَّتي بالسنَةِ فأعطانِيها، وسألتُهُ أنْ لا يُهلِكَ أُمَّتِي بالغَرَقِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 1/ 371، كتاب المساجد (5)، الحديث (5/ 523). (¬2) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 128، كتاب الجهاد (56)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "نصرت بالرعب مسيرة شهر" (122)، الحديث (2977)، وفي 13/ 247، كتاب الاعتصام (96)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "بعثت بجوامع الكلم" (1) الحديث (7273) وهذا لفظه، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 371 - 372، كتاب المساجد (5)، الحديث (6/ 523). وجوامع الكلم: القرآن، لما تضمنّه من المعاني. (¬3) أخرجه مسلم من حديث ثوبان رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2215، كتاب الفتن (52)، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض (5)، الحديث (19/ 2889). وزَوَى: معناه جمع. والكنزين هما الذهب والفضة. وقوله: "فيستبيح بيضتهم" أي جماعتهم وأصلهم، والبيضة أيضًا العز والملك. وقوله: "أن لا أهلكهم بسَنَة عامّة" أي لا أهلكهم بقحط يَعُمُّهُم، بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة التي باقي بلاد الإسلام (النووي، شرح صحيح مسلم (18/ 13 - 14).

فأعطانِيها، وسألتُهُ أنْ لا يَجعلَ بأسَهُمْ بيْنَهُمْ فمنعَنِيها" (¬1). 4474 - عن عطاء بن يَسار رضي اللَّه عنه قال: "لقيتُ عبدَ اللَّه بن عَمرِو بنِ العاصِ رضيَ اللَّه عنه قُلت: أخبِرْني عن صِفةِ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في التَّوْراةِ، قال: أجَلْ، واللَّه إنّهُ لموصوفٌ في التَّوْراةِ ببعضٍ صِفتِه في القُرآنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ومُبَشَرًا وَنَذِيرًا} (¬2) وحِرْزًا للأُميِّيّنَ أنتَ عَبْدي ورسولي، سمَّيْتكَ المتوكِّلَ، ليسَ بفَظٍ ولا غَليظٍ ولا سَخَّابٍ في الأسواقِ ولا يدفَع بالسيِّئةِ السيِّئةَ ولكنْ يَعفو ويَغْفِرُ، ولنْ يَقبضَهُ حتَّى يُقيمَ بهِ المِلَّةَ العَوْجاءَ بأنْ يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللَّه، وتُفتحُ بها أعيُنٌ عُميٌ واذانٌ صُمٌّ وقلوبٌ غلفٌ" (¬3) ورواه عطاء عن ابن سَلام (¬4). مِنَ الحِسَان: 4475 - عن خَبَّاب بن الأرَتّ رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "صلَّى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صلاةً فأَطالَها، قالوا: يا رسولَ اللَّه، صلَّيْتَ صلاةً لمْ تكُنْ تُصلِّيها؟ قال: أجَلْ إنَّها صلاةُ رَغْبَةٍ ورَهْبَةٍ، إنِّي سألتُ اللَّه فِيها ثلاثًا فأعطانِي اثنتَيْنِ ومَنعنِي واحِدةً، سألتُهُ أنْ لا يُهلِكَ أُمَّتي بسَنَةٍ فأعطانِيها، وسألتُهُ أنْ لا يُسلِّطَ عليهِمْ عدوًّا منْ غيرهِمْ فأعطانِيها، وسألتُهُ أنْ لا يُذيقَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2216، كتاب الفتن (52)، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض (5)، الحديث (20/ 2890)، والسَّنَةُ: القحط العام. (¬2) سورة الأحزاب (33)، الآية (45). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 342 - 343، كتاب البيوع (34)، باب كراهية السخب في الأسواق (50)، الحديث (2125)، وقال: (تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال عن عطاء عن ابن سلام). قوله: حرزًا للأميّين، أي حصنًا وموئلًا لِلْعَرَبِ يتحصنون به من غوائل الشيطان أو عن سطوة العجم. والسَّخَبُ: هو رفع الصوت بالخصام، ويقال فيه الصخب بالصاد الهملة بدل السين. وقلوب غلف: هم الذين لا يفهمون وكانت قلوبهم في غلاف (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 4/ 343). (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 5، المقدمة، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الكتب قبل مبعثه.

بعضَهُمْ بأْسَ بعضٍ فمنعَنِيها" (¬1). 4476 - عن أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه على اللَّه عليه وسلم: "إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ أجارَكُمْ منْ ثلاثِ خِلالٍ: أنْ لا يَدعُوَ عليكُمْ نبيُّكُمْ فتَهلِكُوا جميعًا، وأنْ لا يَظهرَ أهلُ الباطِلِ على أهلِ الحقِّ، وأنْ لا تَجتمِعُوا على ضلالةٍ" (¬2). 4477 - وعن عوف بن مالك رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لنْ يَجْمَعَ اللَّهُ على هذِهِ الأُمَّةِ سَيفَيْنِ: [سَيفًا] (¬3) منها وسَيفًا منْ عدُوِّها" (¬4). 4478 - عن العبَّاس "أنَّه جاءَ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فكأنّهُ سمِعَ شيئًا فقامَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على المنبر فقال: مَنْ أنا؟ فقالوا: أنتَ رسولُ اللَّه، قال: أنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّه بنِ عبدِ المطلِب، إِنَّ اللَّه خلقَ الخلْقَ فجعلَنِي في خَيْرِهِمْ، ثمَّ جعلَهُمُ فِرقتَيْنِ فجعلَنِي في خَيْرِهِمْ فِرقةً، ثمَّ جعلَهُمْ قبائلَ فجعلَنِي في خيرِهِمْ قَبيلةً، ثمَّ جعلَهُمْ بُيوتًا وجعلَنِي في خيرِهِمْ بيتًا، فأنا خَيْرُهُمْ نفْسًا و [أنا] (¬5) خَيْرُهُمْ بَيتًا" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 109، والترمذي في السنن 4/ 471، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في سؤال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثلاثًا في أمتّه (14)، الحديث (2175) واللفظ له، وقال: (حسن غريب صحيح). وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 217، كتاب قيام الليل وتطوع النهار (20)، باب إحياء الليل (16). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 452، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4253). والخلالُ: الخِصَالُ. (¬3) ساقطة من مخطوطة برلين، والصواب إثباتها كما في المطبوعة وعند أحمد وأبي داود. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 26، وأبو داود في السنن 4/ 485، كتاب الملاحم (31)، باب ارتفاع الفتنة في الملاحم (7)، الحديث (4301). (¬5) ساقطة من مخطوطة برلين، وليست عند الترمذي، وهي من المطبوعة. (¬6) أخرجه أحمد في المسند 1/ 210، والترمذي في السنن 5/ 584، كتات المناقب (50)، باب في فضائل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3607) و (3608) وقال: (حديث حسن).

4479 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "قالوا: يا رسولَ اللَّه متَى وَجَبَتْ لكَ النُّبُوَّةُ؟ قال: وآدمُ بينَ الرُّوحِ والجسدِ" (¬1). 4480 - وعن عِرْباض بن سارِيَة [الأسلمي] (¬2)، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنِّي عِنْدَ (¬3) اللَّه مَكتوبٌ خاتمُ النبيِّينَ وإنَّ آدمَ لمُنْجَدِلٌ (¬4) في طِينَتهِ، وسأُخبِرُكُمْ بأوَّلِ أمْرِي، دعوةُ إبراهيمَ، وبِشارَةُ عيسَى، ورُؤْيا أُمِّي التي رأَتْ حينَ وضَعَتْني وقدْ خرجَ لها نُورٌ أضاءَتْ لها منهُ قُصورُ الشامِ" (¬5). 4481 - عن أبي سعيد قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أنا سيِّدُ ولَدِ آدمَ يومَ القِيامَةِ ولا فَخْرَ، وبِيَدِي لِواءُ الحمد ولا فَخْرَ، وما منْ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 585، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3609)، وقال: (حسن صحيح غريب)، والحاكم في المستدرك 9/ 602، كتاب التاريخ، باب ذكر مراكبه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 130، جماع أبواب المبعث، باب الوقت الذي كتب فيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- نبيًا. (¬2) ساقطة من المطبوعة، وذكر ابن حجر في تقريب التهذيب أنَّه "السُّلَمي". (¬3) اختلف الأئمة في هذا اللفظ، فذكره: (عبد) بالباء: أحمد والطبراني والبيهقي وأبو نعيم، وذكره بالنون (عند) البزار وابن حبان والحاكم، وهو ما رجحناه هنا، وكذا ذكره المؤلف في شرح السنة. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى: (لمجندل). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 4/ 127، 128. والبزار في "مسنده" أورده الهيثمي في كشف الأستار 3/ 113، كتاب علامات النبوّة، باب قدم نبوّته، الحديث (2365)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص (512)، كتاب علامات نبوّة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب في أول أمره (1)، الحديث (2093)، والطبراني في المعجم الكبير 18/ 252، الحديث (629)، والحاكم في المستدرك 2/ 600، كتاب التاريخ، باب ذكر أخبار سيّد المرسلين -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: (صحيح الإسناد) وأقرّه الذهبي. وأبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 89، في ترجمة أبو بكر الغساني (334)، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 130، جماع أبواب المبعث، باب الوقت الذي كتب فيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- نبيًّا، وأخرجه البغوي بلفظه التام إلَّا أنَّه قال: "عند" بدل "عبد"، أخرجه بإسناده في شرح السنة 13/ 207، كتاب الفضائل، باب فضائل سيد الأوَّلين والآخرين محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (3626). وقوله "لمنجدل" أي: مطروح على وجه الأرض صورةً من طين، لم يجر فيه الروح بعد (البغوي، شرح السنة 13/ 207).

نبيٍّ يومئذٍ آدمُ فمن سِواهُ إلَّا تحت لِوائِي، وأنا أوَّلُ مَنْ تَنشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فَخْر" (¬1)، 4482 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال. "جلسَ ناسٌ منْ أصْحابِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فخرجَ فسمِعَهُمْ يَتذاكَرونَ، قال بعضُهُمْ: إنَّ اللَّه اتّخذَ إبراهيمَ خَليلًا، وقالَ آخرُ: موسُى كلَّمهُ [اللَّه] (¬2) تكليمًا، وقالَ آخرُ: فعيسَى كلمةُ اللَّه وروحُهُ، وقالَ آخرُ: آدمُ اصطفاهُ اللَّه. فخرجَ عليهم [النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم] (2) فسلم وقال: قدْ سمِعتُ كَلامَكُمْ وعَجَبَكُمْ أنَّ إبراهيمَ خليلُ اللَّه وهوَ كذلكَ، وموسَى نَجِيُّ اللَّه وهوَ كذلكَ، وعيسَى روحُهُ وكلمتُهُ وهوَ كذلكَ، وآدمُ اصطفاهُ اللَّه وهوَ كذلكَ، ألا وأنا حَبيبُ اللَّه ولا فَخْرَ، وأنا حامِلُ لِواءِ الحمدِ يومَ القِيامةِ، تحتهُ آدمُ فمَنْ دونُه ولا فَخْرَ، وأنا أوَّلُ شافِعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ يومَ القِيامةِ ولا فَخْرَ، وأنا أوَّلُ مَنْ يُحرِّكُ حِلَقَ الجنَّةِ فيَفتحُ اللَّه ليَ فيُدْخِلْنيها ومعِي فقراءُ المؤمنينَ ولا فَخْرَ، وأنا أكْرَمُ الأوَّلينَ والآخِرينَ على اللَّه ولا فَخْر" (¬3). 4483 - عن عمرو بن قَيْس أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "نحنُ الآخِرونَ ونحنُ السابِقونَ يومَ القِيامةِ، وإنِّي قائلٌ قولًا غيرَ فَخْرٍ: إبراهيمُ خليلُ اللَّه، وموسَى صَفِيُّ اللَّه وأنا حبيبُ اللَّه، ومعِي لِواءُ الحمدِ يومَ القِيامةِ، وإنَّ اللَّه [عَزَّ وجَلَّ] (¬4) وعَدَنِي في أُمَّتِي وأجارَهُمْ منْ ثلاثٍ: لا يَعمُّهُمْ بسَنةٍ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 2، والترمذي في السنن 5/ 308، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة بني إسرائيل (18)، الحديث (3148)، وفي 5/ 587، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3615)، واللفظ له، وقال: (حسن صحيح). وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1440، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الشفاعة (37)، الحديث (4308)، وزاد: "وأنا أوَّل شافعٍ وأوّل مشفّعٍ ولا فخر". (¬2) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند الترمذي، وهي من المطبوعة. (¬3) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 26، المقدمة، باب ما أعطي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الفضل. والترمذي في السنن 5/ 587 - 588، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3616)، وقال: (هذا حديث غريب). وحِلَقُ الجنّة: أبوابها. (¬4) ساقطة من المطبوعة.

ولا يَستأصِلُهُمْ عدوٌّ ولا يجمعُهُمْ على ضَلالةٍ" (¬1). 4484 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أنا قائِدُ المُرسلينَ ولا فَخْرَ، وأنا خاتمُ النبيِّينَ ولا فَخْرَ، وأنا أوّلُ شافِعٍ ومُشفَّعٍ ولا فَخْرَ" (¬2). 4485 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّا أوّلُ الناسِ خُروجًا إذا بُعِثوا، وأنا قائِدُهُمْ إذا وَفَدُوا، وأنا خَطيبُهُمْ إذا أنْصَتوا، وأنا مُستَشفَعُهُمْ إذا حُبِسوا (¬3)، وأنا مُبشِّرهُمْ إذا أيسُوا، الكَرامةُ والمفاتيحُ يومئذٍ بيَدِي، ولواءُ الحمدِ يومئذٍ بيَدِي، وأنا أكرمُ ولَدِ آدمَ على ربِّي، يَطوفُ عليَّ ألفُ خادِمٍ كأنَّهُنَّ (¬4) بَيْضٌ مَكْنونٌ أو لُؤلؤٌ مَنْثورٌ" (¬5) (غريب). 4486 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "فأُكْسَى حُلَّةً منْ حُلَلِ الجنَّةِ ثمَّ أقومُ عنْ يَمينِ العرشِ ليسَ أحدٌ مِنَ الخَلائِقِ يَقومُ ذلكَ المقامَ غَيَري" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 29، المقدمة، باب ما أعطي النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الفضل. ولفظ أوّله: "إنّ اللَّه أدرك بي الأجل المرحوم واختصر لي اختصارًا، فنحن الآخرون. . . ". (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 27، المقدمة، باب ما أعطي النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الفضل، ولفظه: ". . . وأنا أوّل شافع وأوّل مشفّع ولا فخر". (¬3) في المطبوعة "حُشروا" والتصويب من المخطوطة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة 13/ 203، وسنن الدارمي، والمشكاة 3/ 1605، وكشف المناهج ق 194/ ب. (¬4) كذا في المخطوطة والمطبوعة، وهي في شرح السنة: "كأنهم" على التذكير، وكذا عند الدارمي، والخطيب التبريزي. (¬5) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 26 - 27، المقدمة، باب ما أعطي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الفضل. والترمذي في السنن 5/ 585، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3610)، وقال: (حسن غريب)، وبَيْض مكنون: أي بيض النعام في الصفاء والبياض، ومكنون: أي مصون عن الغبار. (¬6) أخرجه الترمذي بلفظه في المصدر نفسه، الحديث (3611)، وقال: (حسن غريب)، وفي نسخة بتحقيق عثمان (طبعة دار الفكر) 5/ 245 - 246، الحديث (3690) بلفظ: "أنَّا أوّل من تنشقّ عنه الأرض فأكسى الحلّة. . . " وقال: (حسن غريب صحيح).

4487 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "سَلُوا اللَّه ليَ الوَسيلَة. قالوا: يا رسولَ اللَّه وما الوَسيلَةُ؟ قال: أعلَى درَجةٍ في الجنَّةِ لا ينالُها إلَّا رجلٌ واحِدٌ أرجُو أنْ أكونَ أنا هوَ" (¬1). 4488 - عن أُبيّ بن كَعْب عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إذا كانَ يومُ القِيامةِ كُنْتُ إمامَ النبيِّينَ وخَطيبَهُمْ وصاحِبَ شفاعَتِهِمْ غيرَ فَخْرٍ" (¬2). 4489 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أنَّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ لكُلِّ نبيٍّ وُلاةً مِنَ النبيِّينَ وإنَّ وَليّي أبي خليلُ ربِّي، ثمَّ قرأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَبعُوهُ وَهَذَا النَّبيِّ} (¬3) " (¬4). 4490 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّه [تعالى] (¬5) بَعثَنِي لِتمامِ مَكارِمِ الأخلاقِ وكمالِ مَحاسِنِ الأفعال" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 265، والترمذي في السنن 5/ 586، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- (1)، الحديث (3612). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 137، 138، والترمذي في السنن 5/ 586، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3613) وقال: (حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 1443، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الشفاعة (37)، الحديث (4314)، والحاكم في المستدرك 1/ 71، كتاب الإيمان، باب إذا كان يوم القيامة. . . وفي 4/ 78، كتاب معرفة الصحابة، ذكر فضائل الأنصار رضي اللَّه عنهم، وقال: (صحيح الإسناد) وأقرّه الذهبي. (¬3) سورة آل عمران (3)، الآية (68). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 401، 430. والترمذي في السنن 5/ 223، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة آل عمران (4)، الحديث (2995)، والحاكم في المستدرك 2/ 292، كتاب التفسير، تفسير سورة آل عمران، وقال: (صحيح على شرط الشيخين). وأقرّه الذهبي. (¬5) ساقطة من المطبوعة. (¬6) عزاه للطبراني في "المعجم الأوسط" الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 188، كتاب البر والصلة، باب مكارم الأخلاق والعفو عمن ظلم، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنّة 13/ 202، كتاب الفضائل، باب فضائل سيد الأولين والآخرين محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (3622) و (3623).

2 - باب أسماء النبي عليه السلام وصفاته

4491 - عن كَعْب [الأحبار] (¬1) يحكي عن التوراة قال: "نجدُ مَكتوبًا: محمّدٌ رسولُ اللَّه عَبدِي المُختار، لا فَظٌّ ولا غَليظٌ، ولا سَخّابٌ بالأسواقِ، ولا يجزِي بالسيِّئةِ السيِّئةَ، ولكنْ يَعفُو ويَغْفِرُ، مَوْلد بمكّةَ، وهجرتُهُ بطَيْبةَ، ومُلكُهُ بالشامِ، وأُمّتُهُ الحمّادونَ يَحمدونَ اللَّه في السَّرّاءِ والضَّرّاءِ، يَحمدونَ اللَّه في كل مَنْزِلَةٍ، ويُكبِّرونَهُ على كُلِّ شَرَفٍ، رُعاةٌ لِلشَّمْسِ، يُصَلُّونَ الصَّلاةَ إذا جاءَ وقتُها، يَتأزَّرونَ على أنصافِهِمْ، ويَتوضّأونَ على أطرافِهِمْ، مُنادِيهِمْ يُنادِي في جوِّ السماءِ، صفُّهُمْ في القِتالِ وصفُّهُمْ في الصلاةِ سَواءٌ، لهُمْ بالليلِ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النحلِ" (¬2). 4492 - عن عبد اللَّه بن سَلام رضي اللَّه عنه قال: "مكتوبٌ في التوراةِ صِفةُ محمّدٍ وعيسَى بنِ مريمَ [عليهما السلام] (¬3) يُدفَقُ معهُ" (¬4) قيل: قدْ بقيَ في البيتِ مَوضِعُ قبره (¬5). 2 - بابُ أَسْمَاءِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَصِفَاتُهُ مِنَ الصِّحَاحِ: 4493 - عن جُبَيْر بن مُطْعِم رضي اللَّه عنه قال: "سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لِي [خمسةُ] (¬6) أسماء: أنا محمّدٌ، وأنا أحمدُ، ¬

_ (¬1) ساقطة من مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 5 - 6، المقدمة، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الكتب قبل مبعثه، وأخرجه البغوي بلفظه المأم بإسناده في شرح السنة 13/ 210، كتاب الفضائل، باب فضائل سيد الأولين والآخرين محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (3628). وسخّاب أي صياح، وشَرَف بفتحتين: أي مكان مرتفع. ورُعَاةٌ للشمس: أي مراعون لطلوعها واستوائها وغروبها محافظة على أوقات الصلاة. (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 588، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3617) وقال: (حسن غريب). (¬5) قاله أبو مَوْدود المدني أحد رواة الحديث، ونقله الترمذي عقب الحديث والبيت أي حجرة عائشة. (¬6) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي في المطبوعة وعند البخاري واللفظ له.

وأنا الماحِي الذِي يَمحُو اللَّه بي الكفرَ، وأنا الحاشِرُ الذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلى قَدمَيَّ، وأنا العاقِبُ" والعاقِبُ: الذي ليسَ بعدَهُ نبيٌّ (¬1). 4494 - وعن أبي موسى الأشعري قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُسمِّي لنا نَفسهُ أسماءً، فقال: أنا محمّدٌ وأحمدُ والمُقَفِّي والحاشِرُ ونبيُّ التَّوْبةِ ونبيُّ الرحمَةِ" (¬2). 4495 - وعن أبي هريرة أنَّه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "ألا تَعجَبونَ كيفَ يَصرِفُ اللَّه عنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ ولَعْنَهُمْ؟ يشتِمونَ مُذمَّمًا ويَلعَنونَ مُذَمَّمًا، وأنا محمّدٌ" (¬3). 4496 - وعن جابر عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "سمُّوا باسْمِي ولا تَكَنَوْا بكُنْيَتِي، فإنِّي إنَّما جُعِلْتُ قاسِمًا أقسِمُ بينكُمْ" (¬4). 4497 - عن جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قدْ شَمِطَ مُقدَّمُ رأْسِهِ ولِحْيتهِ، وكانَ إذا ادَّهنَ لم يَتبيَّنْ، وإذا شَعِثَ رأسُهُ تَبيَّنَ، وكانَ كثيرَ شَعْرِ اللِّحْيةِ، فقالَ رجلٌ: وجهُهُ مِثْلَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 554، كتاب المناقب (61)، باب ما جاء في أسماء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (17)، الحديث (3532)، ومسلم في الصحيح 4/ 1828، كتاب الفضائل (43)، باب في أسمائه -صلى اللَّه عليه وسلم- (34)، الحديث (124/ 2354). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (126/ 2355)، والمقفِّي: يعني آخر الأنبياء. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 554 - 555، كتاب المناقب (61)، باب ما جاء في أسماء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (17)، الحديث (3533). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 217، كتاب فرض الخمس (57)، باب قول اللَّه تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَللْرسُولِ} [الأنفال (8)، الآية (41)] (7)، الحديث (3114)؛ ومسلم في الصحيح 3/ 1683، كتاب الأداب (38)، باب النهي عن التكنيّ بأبي القاسم. . . (1)، الحديث (5/ 2133).

السَّيْف؟ قال: لا بلْ كانَ مِثْلَ الشمسِ والقمرِ، وكانَ مُستَديرًا، ورأيتُ الخاتَمَ عندَ كَتِفهِ مِثْلَ بَيضةِ الحَمامَةِ يُشبِهُ جسدَهُ" (¬1). 4498 - عن عبد اللَّه بن سَرْجِس رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وأكلت معهُ خُبْزًا ولحمًا -أو [قال] (¬2): ثريدًا- ثمَّ دُرْتُ خَلْفَة فنظرتُ إلى خاتَمِ النبوَّةِ بينَ كتِفَيْهِ عندَ ناغِضِ كَتِفِهِ اليُسرَى، جُمْعًا، عليه خِيلانٌ كأمثالِ الثَّآلِيلِ" (¬3). 4499 - وقال السائِب بن يزيد: "نَظرتُ إلى خاتمِ النبوَّةِ بينَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الحَجَلَةِ" (¬4). 4500 - وعن أمّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص [قالت] (¬5): "أُتِيَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بثيابِ فيها خَميصةٌ سوداءٌ صغيرة، فقال: ائْتُونِي بأُمِّ خالدٍ فأُتِي بها تُحمَلُ، فأخذَ الخَميصةَ بيدِهِ فألبَسَها، قال: أبْلي ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1823، كتاب الفضائل (43)، باب شيبه -صلى اللَّه عليه وسلم- (29)، الحديث (109/ 2344). وشمِط: بكسر الميم أي شاب. (¬2) ليست في مخطوطة برلين. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1823 - 1824، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات خاتم النبوَّة وصفته ومحله من جسده -صلى اللَّه عليه وسلم- (30)، الحديث (112/ 2346). والنَّاغِضُ: أعلى الكتف، وقيل هو العظم الرقيق الذي على طرفه، وقيل ما يظهر منه عند التحرك. وجُمْعًا: بضم الجيم وإسكان الميم معناه أنه كجمع الكف وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع وتضمها. والخِيلان: جمع خال وهو الشامة في الجسد واللَّه أعلم (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 98 - 99). والثآليل: جمع ثؤلول خراج صلب يخرج على الجسد له نتوّ واستدارة. (¬4) شطرة من حديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 296، كتاب الوضوء (4)، باب استعمال فضل وضوء الناس (40)، الحديث (190)، ومسلم في الصحيح 4/ 1823، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات خاتم النبوّة وصفته ومحله من جسده -صلى اللَّه عليه وسلم- (30)، الحديث (111/ 2345). والحَجَلة: واحدة الحجال وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 98). وقد مرّ الحديث بطوله في 1/ 224 رقم (327). (¬5) ليست في مخطوطة برلين.

وأخْلِقي، ثمَّ أبْلِي وأخْلِقي، ثمَّ أبْلِي وأخْلِقي. وكانَ فيها عَلَمٌ أخضرُ أو أصفرُ، فقال: يا أُمَّ خالدٍ هذا سَناه. وهيَ بالحبَشِيّةِ حَسنٌ. قالت: فذهبتُ ألعبُ بخاتمِ النبوّةِ، فزَبَرَني أبي، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: دَعْها" (¬1). 4501 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ليسَ بالطويلِ البائِنِ ولا بالقصيرِ، وليسَ بالأبيضِ الأمْهَقِ ولا بالآدَمِ، وليسَ بالجَعْدِ القَطَطِ ولا بالسَّبطِ، بعثَهُ اللَّه على رأسِ أربعينَ سنةً، فأقامَ بمكّةَ عشرَ سِنينَ وبالمدينةِ عشرَ سِنينَ، وتَوفّاهُ اللَّه على رأسِ سِتّينَ سنةً، وليسَ في رأسهِ ولحْيَتهِ عِشرُونَ شَعرةً بيضاءَ" (¬2). 4502 - وفي رواية عن أنس رضي اللَّه عنه يصِفُ النبيَّ صلى اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 183، كتاب الجهاد (56)، باب من تكلّم بالفارسية (188)، الحديث (3071)، وفي 10/ 279، كتاب اللباس (77)، باب الخميصة السوداء (22)، الحديث (5823)، وفي 10/ 425، كتاب الأدب (78)، باب من ترك صبية غيره حتَّى تلعب به (17)، الحديث (5993)، والخميصة السوداء: كساءٌ أسود مربّع له علمان. وقوله: "أبلي وأخلقي" العرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي: أنها تطول حياتها حتَّى يبلى الثوب ويخلق. وقولها: "فزبرني أبي" أي نهرني، والزبر هو الزجر والمنع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 280، 425). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 564، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3548)، وفي 10/ 356، كتاب اللباس (77)، باب الجَعد (68)، الحديث (5900)، ومسلم في الصحيح 4/ 1824، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومبعثه وسنّه (31)، الحديث (113/ 2347). الطويل البائن: أي زائد الطول. والأبيض الأمهق: هو شديد البياض كلون الجص وهو كريه المنظر وربما توهمه الناظر أبرص. والآدمُ: الأسمر (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 100). وقوله "وليس بالجعد القطط ولا بالسبط" أي أنَّ شعره بين الجعودة والسبوطة، وأنّ الشعر الجعد هو الذي يتجعد كشعور السودان، وأنّ السبط هو الذي يسترسل فلا يتكسّر منه شيء كشعور الهنود، والقطط: البالغ في الجعودة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 357).

عليه وسلم قال: "كانَ رَبْعةً منَ القومِ، ليسَ بالطويلِ ولا بالقصيرِ أزهر (¬1) اللّون" (¬2). 4503 - وقال: "كانَ شعرُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى أنْصافِ أُذُنَيْهِ" (¬3). وفي رواية: "بينَ أُذُنَيْهِ وعاتِقِه" (¬4). 4504 - وقال: كانَ ضَخْمَ الرأس والقَدَمَيْنِ، لمْ أرَ بعدَهْ ولا قبلَهُ مثله (¬5)، وكانَ بَسِطَ الكفَّيْن" (¬6) وفي رواية: "كانَ شَثْنَ القدَمَيْن والكفَّيْن" (¬7). 4505 - وعن البَراء قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مَرْبُوعًا بَعِيدَ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لهُ شَعَرٌ بَلَغَ (¬8) شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، [رأَيْتُهُ] (¬9) في حُلَّةٍ حَمْراءَ لمْ أرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنهُ" (¬10). ¬

_ (¬1) وردت في المطبوعة: (زهر) والتصويب من صحيح البخاري. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 564، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3547). قوله: "ربعة من القوم" أي بين الطويل والقصير. (¬3) أخرجه مسلم من حديث أنس مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 1819، كتاب الفضائل (43)، باب صفة شعر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (26)، الحديث (96/ 2338). (¬4) متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 356، كتاب اللباس (77)، باب الجَعد (68)، الحديث (5905)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (94/ 2338). والخضاب: ما يختضب به ويُلوّن. (¬5) كذا العبارة في المطبوعة وهي موافقة للفظ البخاري، والعبارة في المخطوطة: "لم أر قبله ولا بعده مثله". (¬6) أخرجه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه في الصحيح 10/ 357، كتاب اللباس (77)، باب الجعد (68)، الحديث (5907). (¬7) أخرجه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في المصدر نفسه، الحديث (5910)، وقوله: "شثن" أي غليظ الأصابع والراحة، قال ابن بطال: كانت كفه -صلى اللَّه عليه وسلم- ممتلئة لحمًا غير أنها مع ضخامتها كانت لينة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 359). (¬8) كذا في المخطوطة والمطبوعة، واللفظ عند البخاري (يَبْلُغ). (¬9) ليست في المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي عند البخاري. (¬10) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 565، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3551)، ومسلم في الصحيح 4/ 1818، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنه كان أحسن الناس وجهًا (25)، الحديث (91/ 2337).

4506 - وفي رواية عنه قال: "ما رأيتُ منْ ذِي لِمَّةٍ أحسنَ في حُلَّةٍ حمراءَ منْ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، شعرُهُ يَضرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بعيدَ ما بين المِنْكَبَيْنِ، ليسَ بالطويلِ ولا بالقصيرِ" (¬1). 4507 - عن سِمَاك بن حَرْب، عن جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ضَليعَ الفمِ، أشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهوشَ (¬2) العَقِبَيْنِ" قيلَ لسِماكٍ ما ضَليعُ الفم؟ قال: عظيمُ الفمِ (¬3)، قيل: ما مَنْهوشُ العَقِبَيْنِ؟ قال: قليل لَحْمِ العَقِبَيْنِ، قيل: ما أشْكَلُ العَيْن؟ قال: طويلُ شَقِّ العَيْنِ (¬4) (¬5). 4508 - عن أبي الطُّفَيْل أنَّه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ أبيضَ مَليحًا مُقَصَّدًا" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (92/ 2337). واللِّمة من شعر الرأس دون الجُمّة سميت بذلك لأنها ألمّتْ بالمنكبين، فإذا زادت فهي الجُمّة، (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 273). (¬2) كذا في المطبوعة، ولفظ مسلم: "منهوس" بالسين. قال النووي في شرح صحيح مسلم 15/ 93: (منهوس بالسين المهملة، هكذا ضبطه الجمهور، وقال صاحب التحرير وابن الأثير روي بالمهملة والمعجمة وهما متقاربان، ومعناه قليل لحم العقب كما قال). (¬3) قوله في ضليع الفم فكذا قاله الأكثرون وهو الأظهر، قالوا: والعرب تمدح بذلك وتذم صغر الفم، وهو معنى قول ثعلب في ضليع الفم: واسع الفم، وقال شمر: عظيم الأسنان (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 93). (¬4) قوله في أشكل العين، قال القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء وغلط ظاهر، وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيد وجمع أصحاب الغريب: إن الشكلة حمرة في بياض العينين وهو محمود، والشهلة حمرة في سواد العين (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 93). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1820، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة فم النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وعينيه وعقبيه (27)، الحديث (97/ 2339). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1820، كتاب الفضائل (43)، باب كان النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أبيض مليح الوجه (28)، الحديث (99/ 2340). وقوله "مقصَّدًا" هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 94).

4509 - و"سُئِلَ أنسٌ عنْ خِضابِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنّهُ لمْ يَبلغْ ما يَخضِبُ، لو شِئتُ أنْ أعُدَّ شَمَطاتِهِ في لحيَتِه" (¬1) وفي رواية: "لو شِئتُ أنْ أعُدَّ شَمَطاتٍ كُنَّ في رأسِهِ" (¬2) وفي رواية: "إنَّما كانَ البَياضُ في عَنْفَقَتِهِ وفي الصُّدْغَيْنِ وفي الرأسِ نَبْذٌ" (¬3). 4510 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كَانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أزْهَرَ اللونِ، كأنَّ عَرَقهُ اللُّؤْلؤُ، إذا مشَى تَكَفّأَ، وما مَسِسْتُ دِيباجَةً ولا حَريرةً ألْيَنَ منْ كفِّ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولا شَمِمْتُ مِسْكًا ولا عَنْبرًا أطيبَ منْ رائحةِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬4). 4511 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن أم سُلَيْم: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ يأْتِيها فَيَقِيل عِندَها، فتَبْسُطُ نِطْعًا فيَقيلُ عليهِ، وكانَ كثيرَ العَرَقِ، فكانتْ تجمعُ عَرَقَهُ فتجعلُهُ في الطِّيب، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا أُمَّ سُلَيْمٍ ما هذا؟ قالت: عَرَقُكَ نجعلُهُ في طيبنا وهوَ مِنْ أطْيَبِ ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية ثابت البناني: البخاري في الصحيح 10/ 351 - 352، كتاب اللباس (77)، باب ما يذكر في الشيب (66)، الحديث (5895). والمراد بالشمطات: الشعرات اللاتي ظهر فيهن البياض، فكأن الشعرة البيضاء مع ما يجاورها من شعرة سوداء ثوب أشمط، والأشمط الذي يخالطه بياض وسواد (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 352). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1821، كتاب الفضائل (43)، باب شيبه -صلى اللَّه عليه وسلم- (29)، الحديث (103/ 2341). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (104/ 2341). وقوله "عنفقته": أي شعره النابت تحت شفته السفلى وفوق الذقن. و"نَبْذ" بفتح النون وسكون الموحدة فذال معجمة أي شيء يسير من شيب، وفي نسخة بنون مضمومة فموحدة مفتوحة أي شعرات متفرّقة (القاري، المرقاة 5/ 381). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 566، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3561) ولفظه: "ما مَسِسْتُ حريرًا ولا ديباجًا. . . " إلى آخر الحديث. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1815، كتاب الفضائل (43)، باب طيب رائحة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (21)، الحديث (82/ 2330). قوله: "تكفأ" أي تمايل إلى قدّام كما تتمايل السفينة في جَرْيها. والديباجة: نوع من الحرير.

الطِّيبِ" (¬1) وفي رواية: "قالت: يا رسولَ اللَّه نرجُو برَكتَهُ لصِبْيانِنا (¬2)، قال: أصَبْتِ" (¬3). 4512 - عن جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه قال: "صلَّيتُ مع النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم صلاةَ الأُولى، ثمَّ خرجَ إلى أهلهِ وخرجتُ معهُ فاستقبلَهُ وِلْدانٌ، فجعلَ يَمسحُ خَدَّيْ أَحَدِهمْ واحدًا واحِدًا، وأمَّا أنا فَمسَح خَدِّي، فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ (¬4) بَرْدًا أو رِيحًا كأنَّما أخرَجَها منْ جُؤْنَةِ عَطّارِ (¬5) " (¬6). مِنَ الحِسَان: 4513 - عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ليسَ بالطويلِ ولا بالقصيرِ، ضَخْمَ الرأسِ واللِّحيةِ، شَثْنَ الكفَيْنِ والقدمَيْنِ، مُشْرَبٌ حُمْرَةً، ضَخْمَ الكَرادِيس، طويلَ المَسْرُبَةِ، إذا مشَى تَكفَّأ تَكفُّأ كأنَّما يَنحطُّ منْ صَبَبٍ، لمْ أرَ قبلَهُ ولا بعدَهُ مثلَهُ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬7) (صح). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 70، كتاب الاستئذان (79)، باب من زار قومًا فقال عندهم (41)، الحديث (6281)، ومسلم في الصحيح 4/ 1815 - 1816، كتاب الفضائل (43)، باب طيب عرق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والتبرك به (22)، الحديث (83/ 2331) و (85/ 2332) واللفظ له. قوله: "فيقيل" أي ينام عند الظهيرة: والنطع: بساط من الأديم. (¬2) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم، وفي المخطوطة: (بِصَبْيَانِنَا). (¬3) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (84/ 2331). (¬4) كذا في المطبوعة، وهو موافق للفظ مسلم، وفي المخطوطة: (بِيَدِهِ). (¬5) في المطبوعة (العطار). وما أثبتناه من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1814، كتاب الفضائل (43)، باب طيب رائحة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (21)، الحديث (80/ 2329). والجُؤنة بالضم: التي يعدّ فيها الطيب ويُحرز (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 318). (¬7) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص (24 - 25)، الحديث (171). وأحمد في المسند 1/ 96، 116 - 117، 127، والترمذي في السنن 5/ 598، كتاب المناقب (50)، باب ما جاء في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (8)، الحديث (3637) وقال: (حسن صحيح). وصحّحه ابن =

4514 - وعن عليّ رضي اللَّه عنه، كانَ إذا وصفَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لمْ يكُنْ بالطويلِ المُمَغَّطِ ولا بالقصيرِ المُتردِّد، كانَ رَبْعةً منَ القومِ، ولمْ يكُنْ بالجَعْدِ القَطَطِ ولا بالسَّبْطِ، كانَ جَعْدًا رَجِلًا ولمْ يكُنْ بالمُطَهَّمِ ولا بالمُكَلْثَمِ، وكانَ في وجههِ (¬1) تَدْويرٌ، أبيضُ مُشْرَبٌ، أدْعَجُ العينَيْنِ، أهْدَبُ الأشْفارِ، جليلُ المَشاشِ والكَتَدِ، أَجْرَدُ ذو مَسْرُبَةٍ، شَثْنُ الكفَّيْنِ والقدمَيْنِ، إذا مشَى يَتقلَّعُ كأنَّما يمشِي في صَبَبٍ، وإذا التفتَ التفتَ معًا، بينَ كتفَيْهِ خاتمُ النبوَّةِ وهوَ خاتمُ النبيِّينَ، أجودُ النَّاسِ كفًّا، وأرحبُهُمْ صَدْرًا، وأصدقُهُمْ لهجةً، وأليَنُهُمْ عَريكًا، وأكرمُهُمْ عَشيرةً، مَنْ رآه بَديهةً هابَهُ، ومَنْ خالطَهُ مَعرِفةً أحبّهُ، يقولُ ناعِتُهُ: لمْ أرَ قبلَهُ ولا بعدَهُ مِثلَهُ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬2). ¬

_ = حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (521)، كتاب علامات نبوّة نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب في صفته -صلى اللَّه عليه وسلم- (11)، الحديث (2117)، والحاكم في المستدرك 2/ 606، كتاب التاريخ، باب حلية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (صحيح الإسناد) وأقرّه الذهبي، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/ 251، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب صفة تامة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي 1/ 268، باب جامع صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قول "شَثْن الكفّين" أي غليظهما، و"مُشْرَبٌ حُمْرة" إذا كان في بياضه حمرة، و"ضخم الكراديس" أراد ضخم الأعضاء والكراديس رؤوس العظام، والمَسْرُبَة: الشعر المستدق من الصدر إلى السرّة، وقوله: "إذا مشى تكفّأ تكفُّأً" أي تمايل إلى قدّام كما تتكفأ السفينة في جريها، والصبب: الحدور وهو ما انحدر من الأرض وجمعه أصباب، يريد: أنه كان يمشي مشيًا قويًا يرفع رجليه من الأرض رفعًا بائنًا لا كمن يمشي اختيالًا ويقارب خطاه تنعمًّا. البغوي، شرح السنة 13/ 221 - 222، كتاب الفضائل، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (3641). (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى (الوجه). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 599، كتاب المناقب (50)، باب ما جاء في صفة النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (8)، الحديث (3638)، وفي الشمائل المحمدية ص (7 - 8)، باب ما جاء في خَلْق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (6)، وقال: (حسن غريب ليس إسناده بمتصل)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/ 270، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب جامع صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال الترمذي عقب الحديث: (قال أبو جعفر -شيخه-: سمعت الأصمعي يقول في تفسيره صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: الممغّط: الذاهب طولًا، وسمعت أعرابيًا يقول: تمغَّط في نشّابة، أي مدّها مدًّا =

4515 - عن جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لمْ يَسلُكْ طريقًا فيَتبعُهُ أحدٌ إلَّا عرفَ أنَّهُ قدْ سلَكَهُ منْ طِيبِ عَرْفهِ" (¬1). 4516 - "قِيلَ (¬2) للرُّبَيِّعِ بنتِ مُعَوِّذِ بن عفراءَ: صِفي لنا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قالت: يا بُنيَّ لوْ رأيتَهُ رأيتَ الشَّمسَ طالِعةً" (¬3). 4517 - وعن جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في ليلةٍ إضْحِيانٍ، فجعلتُ أنظُرُ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وإلى القمرِ وعليهِ حُلَّةٌ حمراءُ فإذا هو أحسنُ مِنَ القمرِ" (¬4). 4518 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "ما رأيتُ شيئًا أحسنَ ¬

_ = شديدًا. وأمَّا المتردِّد: فالداخل بعضه في بعض قِصَرًا. وأمَّا القَطط: فالشديد الجعودة. والرَّجِلُ: الذي في شعره جحونة قليلًا، أي تثن قليل. وأما المُطهم: فالبادن الكثير اللحم. والمكلثَم: المدوّر الوجه. والمُشرب: الذي في بياضه حمرة. والأدعج: الشديد سواد العين. والأهدب: الطويل الأشفار. والكَتَد: مجتمع الكتفين وهو الكاهل. والمسربة: هو الشعر الدقيق الذي كأنّه قضيب من الصدر إلى السرّة. والشَّثْن: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين. والتقلّع: أن يمشي بقوّة. والصَبب: الحُدور، يقال: انحدرنا في صَبوبٍ وصَبَبٍ. وقوله: "جليل المشاش" يريد رؤوس المناكب. والعشيرة: الصحبة، والعشير: الصاحب. والبديهة: المفاجأة، يقال: بدهته بأمرٍ، أي فجأته). ورَبْعَةٌ في القوم: متوسّط بين أفرادهم لا بالطويل ولا بالقصير. والسَّبْط: ذو الشعر المسترسل. وألْيَنهم عريكة: سلسًا مطاوِعًا قليل الخلاف. (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 32، المقدمة، باب في حسن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من رواية أبي الزبير عن جابر "أنّ النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يسلك. . . " ولم يقل جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه كما جاء في الأصل المطبوع. وعَرْفه: أي رائحته. (¬2) القائل هو أبو عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر، كما بينه الدارمي في السنن. (¬3) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 30 - 31، المقدمة، باب في حسن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 30، المقدمة، باب في حسن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، والترمذي في السنن 5/ 118، كتاب الأدب (44)، باب ما جاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال (47)، الحديث (2811)، وقال: (حسن غريب). وعزاه للنسائي؛ المزي في تحفة الأشراف 2/ 163، الحديث (2208)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 186، كتاب اللباس، باب لبس ثوب أحمر، وقال: (صحيح الإِسناد) وأقرّه الذهبي. وليلة إضحيان: أي ليلة مضيئة لا غيم فيها.

3 - باب في أخلاقه وشمائله عليه السلام

منْ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كأنَّ الشَّمسَ تَجري في وجههِ، وما رأيتُ أحدًا أسرعَ في مِشْيَتِهِ مِنْ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كأنَّما الأرضُ تُطْوَى لهُ، إنَّا لَنُجْهِدُ أنفُسَنا، وإنَّه لَغيرُ مُكترِثٍ" (¬1). 4519 - عن جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه قال: "كانَ في ساقَيْ رسولِ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم حُمُوشَةٌ، وكانَ لا يضحكُ إلَّا تَبسُّمًا، وكنتُ إذا نظرتُ إليهِ قلتُ: أكْحَلَ العينَيْنِ، وليسَ بأكْحَلَ" (¬2). 3 - بابٌ في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ الصِّحَاحِ: 4520 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "خَدمتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عشرَ سِنينَ فما قالَ لي أُفٍّ، ولا: لَم صنعتَ؟ ولا: ألا صنعتَ؟ " (¬3). 4521 - قال أنس: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم منْ أحسنِ النَّاسِ خُلُقًا، فأرسلَنِي يومًا لحاجةٍ، فقلتُ: واللَّه لا أذهبُ، وفي نفسِي أنْ أذهبَ لما أمرَنِي به رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فخرجتُ حتَّى أمُرَّ على صِبيانٍ وهُمْ يَلعبونَ في السوقِ، فإذا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قدْ قبضَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 350، 380، والترمذي في السنن 5/ 604، كتاب المناقب (50)، باب في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (12)، الحديث (3648)، وفي الشَّمائل المحمدية، ص (60)، باب ما جاء في مشية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (18)، الحديث (115). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 97، 105، والترمذي في السنن 5/ 603، كتاب المناقب (50)، باب في صفة النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (12)، الحديث (3645)، وقال: (حسن غريب من هذا الوجه صحيح)، والحاكم في المستدرك 2/ 606، كتاب التاريخ، باب حلية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 212، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب صفة عين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأشفاره وفمه. وحموشة: أي دقّة ولطافة مناسبة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 456، كتاب الأدب (78):، باب حُسن الخلق والسخاء (39)، الحديث (6038) واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 1804، كتاب الفضائل (43)، باب كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحسن النَّاس خُلقًا (13)، الحديث (51/ 2309).

بقفايَ منْ ورائِي، قال: فنظرتُ إليهِ وهو يَضحكُ فقال: يا أُنَيْسُ ذهبتَ حيثُ أمرتُكَ؟ قلتُ: نعمْ أنا أذهبُ يا رسولَ اللَّه" (¬1). 4522 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كنتُ أمشِي معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وعليهِ بُرْدٌ نَجْرانِيٌّ غليظُ الحاشِيَةِ، فأدركَهُ أعِرابيٌّ فجَبذَهُ بردائِهِ جَبْذَةً شديدةً، [و] (¬2) رجعَ نبيٌّ اللَّه في نَحْرِ الأعرابيِّ (¬3)، حتَّى نظرتُ إلى صَفْحَةِ عاتِقِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قد أثَّرَتْ بها حاشِيَةُ البُرْدِ منْ شِدَّةِ جَبْذَتِه، ثمَّ قال: يا محمّدُ مُرْ لي منْ مالِ اللَّه الذي عِندَكَ، فالتفتَ إليهِ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أمرَ لهُ بعَطاءٍ" (¬4). 4523 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أحسنَ النَّاسِ وأجودَ النَّاسِ وأشجَعَ النَّاسِ، ولقد فَزِعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ، فانطلقَ النَّاسُ قِبَلَ الصوتِ، فاستقبلَهُم النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم قدْ سبقَ النَّاسَ إلى الصوتِ وهو يقول: لَمْ تُراعُوا لَمْ (¬5) تُراعُوا، وهوَ على فرَسٍ لأبي طَلْحةَ عُرْيٍ ما عليهِ سَرجٌ في (¬6) عُنقِهِ سيفٌ، فقال: لقدْ وجدتُهُ بَحْرًا" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1805، الحديث (54/ 2310). (¬2) ليست في المخطوطة والمطبوعة وهي من مشكاة المصابيح. (¬3) عبارة: "ورجع نبيُّ اللَّه في نحر الأعرابي" ليست عند المؤلف في شرح السنة 13/ 238، ولا عند البخاري ومسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 251، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما كان النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعطي المؤلّفة قلوبهم. . . (19)، الحديث (3149)، وفي 10/ 275، كتاب اللباس (77)، باب البرود والحبر والشَّمْلة (18)، الحديث (5809)، وفي 10/ 503 - 504، كتاب الأدب (78)، باب التبسُّم والضحك (68)، الحديث (6088)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 730 - 731، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء من سأل بفحشٍ وغلظة (44) الحديث (128/ 1057)، والبُرْدُ النجراني: ثوب من مخطّط نجران، بلد في اليمن. (¬5) في المخطوطة (ولم) والتصويب من المطبوعة وصحيحَيْ البخاري ومسلم. (¬6) العبارة في المطبوعة (وفي) بزيادة واو، وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم. (¬7) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 240، كتاب الهبة (51)، باب من استعار من الناس الفرس (33)، الحديث (2627)، وفي 10/ 455، كتاب الأدب (78)، باب حسن الخُلُق والسخاء (39)، الحديث (6033)، واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1802، =

4524 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "ما سُئلَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم شيئًا قطُّ فقالَ لا" (¬1). 4525 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا سألَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم غَنَمًا بينَ جبلَيْنِ فأعطاهُ إيّاهُ، فأتَى قومَهُ فقال: أيْ قومِ أسْلِمُوا فَوَاللَّهِ إنَّ محمدًا ليُعطِي عَطاءً ما يَخاف الفقرَ" (¬2). 4526 - عن جُبَيْر بن مُطْعِم رضي اللَّه عنه "بينما هوَ يَسيرُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مَقْفَلَهُ منْ حُنَيْنٍ، فَعَلِقَتِ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حتَّى اضْطَرُّوهُ إلى سَمُرَةٍ فخطِفَتْ رداءَهُ، فوقفَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: أعطُوني ردائي، لوْ كانَ لي عددَ هذِه العِضاهِ نَعَمٌ لَقسمْتُهُ بينكُمْ، ثُمَّ لا تجدُونَنِي بَخيلًا ولا كَذوبًا ولا جَبانًا" (¬3). 4527 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلَّى الغَداةَ جاءَ خَدمُ المدينةِ بآنيتهِمْ فيها الماء، فما يأتونَ ¬

_ = كتاب الفضائل (43)، باب في شجاعة النَّبي عليه السلام وتقدمه للحرب (11)، الحديث (48/ 2307)، قوله: "لم تراعوا" هي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسًا وإظهارًا للرفق بالمخاطب. قال الأصمعي: يقال للفرس بحر إذا كان واسع الجري أو لأنّ جريه لا ينفد كما لا ينفد البحر (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 5/ 241 و 10/ 457). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 455، كتاب الأدب (78)، باب حسن الخُلُق والسخاء (39)، الحديث (6034)، ومسلم في الصحيح 4/ 1805، كتاب الفضائل (43)، باب ما سُئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا قط فقال لا (14)، الحديث (56/ 2311). (¬2) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1806، الحديث (58/ 2312). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 35، كتاب الجهاد (56)، باب الشجاعة في الحرب والجبن (24)، الحديث (2821)، وفي 6/ 251، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما كان النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعطي المؤلفة قلوبهم. . . (19)، الحديث (3148). قوله: "مَقْفَلُه" يعني زمان رجوعه، "فعلقت الأعراب" يعني طفقت ونشبت، وقوله: "اضطرُّوه إلى سَمُرَة" أي الجأوه إلى شجرة من شجر البادية ذات شوك، وقوله: "العِضاه" هو شجر ذو شوك (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 35).

بإناءٍ إلّا غَمسَ يَدهُ فيهِ، فربَّما (¬1) جَاءُوهُ في الغَداةِ البارِدَةِ فيَغمِسُ يَدهُ فيها" (¬2). 4528 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانتِ الأمَةُ منْ إماءِ أهلِ المدينةِ لَتأخذُ بيدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فتنطَلِقُ بهِ حيثُ شاءَتْ" (¬3). 4529 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ امرأةً كانتْ في عقلها شيءٌ، فقالت: يا رسولَ اللَّه إنَّ لي إليكَ حاجةً، فقال: يا أُمَّ فُلانٍ انظُري أيَّ السِّكَك شِئْتِ حتَّى أقْضِيَ لكِ حاجَتَكِ. فخَلا مَعَها (¬4) في بعضِ الطُّرُقِ حتَّى فَرغَتْ منْ حاجتِها" (¬5). 4530 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "لم يكُنْ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاحِشًا ولا لعّانًا ولا سَبَابًا، كانَ يقولُ عندَ المَعْتَبةِ: ما لَهُ تَرِبَ جَبينهُ" (¬6). ¬

_ (¬1) في المخطوطة: (فَرُبُّ) والتصويب من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1812، كتاب الفضائل (43)، باب قرب النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من النَّاس وتبرّكهم به (19)، الحديث (74/ 2324). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 489، كتاب الأدب (78)، باب الكبر (61)، الحديث (6072). (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى (بِها) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1812 - 1813، كتاب الفضائل (43)، باب قرب النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من النَّاس وتبركهم به (19)، الحديث (76/ 2326). (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 452، كتاب الأدب (78)، باب لم يكن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فاحشًا ولا متفاحشًا (38)، الحديث (6031)، وفي 10/ 464، باب ما يُنهى عن السِّباب واللعن (44)، الحديث (6046)، قوله: "تَرِبَ جبينُهُ" أي رغم أنفه، أو سجد للَّه وجهه.

4531 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "قيلَ: يا رسولَ اللَّه ادْعُ على المشركينَ، قال: إنِّي لمْ أبعثْ لعّانًا وإنَّما بعِثتُ رحمةً" (¬1). 4532 - عن أبي سعيد الخدْرِيّ رضي اللَّه عنه قال: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أشدَّ حَياءً مِنَ العَذْراءِ في خِدْرِها، فإذا رأَى شيئًا يكرَهُهُ عَرَفْناهُ في وجههِ" (¬2). 4533 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "ما رأيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم مُستجْمِعًا قطُّ ضاحِكًا حتَّى أَرى منة لهَوَاتِهِ، إنَّما كانَ يَتبسَّمُ" (¬3). 4534 - وعن عائشة (¬4) رضي اللَّه عنها قالت: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لمْ يكُنْ يَسرُد الحديثَ كسردِكُمْ، كانَ يُحدِّثُ حديثًا لو عدّهُ العادُّ لأحصاهُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2006 - 2007، كتاب البر والصلة (45)، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها (24)، الحديث (87/ 2599). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 566، كتاب المناقب (61)، باب صفة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3562)، وفي 513/ 10، كتاب الأدب (78)، باب من لم يواجه النَّاس بالعتاب (72)، الحديث (6102)، واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1809، كتاب الفضائل (43)، باب كثرة حيائه -صلى اللَّه عليه وسلم- (16)، الحديث (67/ 2320). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 504، كتاب الأدب (78)، باب التبسم والضحك (68)، الحديث (6092)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 2/ 616 - 617، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب التعوّذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر (3)، الحديث (16/ 899)، واللهوات جمع لهاة وهي اللحمة الحمراء المعلّقة على الحنك، قاله الأصمعي (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 197). (¬4) في المخطوطة: (وعنها). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم مفرقًا، فأخرج القطعة الأولى منه "إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يكن يسرد الحديث كسردكم" البخاري في الصحيح 6/ 567، كتاب المناقب (61)، باب صفة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3568)، ومسلم في الصحيح 4/ 1940، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي اللَّه عنه (35)، =

4535 - و"سُئلتْ عائشةُ رضيَ اللَّه عنها: ما كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَصنعُ في بيتهِ؟ قالت: كانَ يكونُ في مَهْنَةِ أهلهِ -تَعنِي خِدمةَ أهلهِ- فإذا حَضرتِ الصَّلاةُ خرجَ إلى الصَّلاة" (¬1). 4536 - وعنها قالت: "ما خُيِّرَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بينَ أمرَيْنِ قطُّ إلَّا أخذَ أيسَرَهُما ما لمْ يكُنْ إثمًا، فإنَّ كانَ إثمًا كانَ أبعدَ النَّاسِ منه، وما انتقمَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لنفسِهِ في شيءٍ قطُّ، إلَّا أنْ تُنْتَهكَ حُرمة اللَّه فيَنتقِمَ للَّه بها" (¬2). 4537 - وقالت: "ما ضربَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم شيئًا قَطُّ بيدِه، ولا امرأةً، ولا خادِمًا، إلَّا أنْ يجاهِدَ في سبيل اللَّه [تعالى] (¬3)، وما نيلَ منهُ شيْءٌ قطّ فيَنتقِمَ منْ صاحِبهِ، إلَّا أنْ ينتهَكَ شيءٌ منْ مَحارِمِ اللَّه فيَنتقِمَ للَّه" (¬4). مِنَ الحِسَان: 4538 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "خَدمتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا ابنُ ثمانِ سِنينَ، خَدمتُهُ عشرَ سِنينَ، فما لامَنِي على شيءٍ قطُّ ¬

_ = الحديث (160/ 2493)، وبقية الحديث أخرجه: البخاري في المصدر السابق، الحديث (3567)، ومسلم في الصحيح 4/ 2298، كتاب الزهد (53)، باب التثبت في الحديث (16)، الحديث (71/ 2493). (¬1) أخرجه من رواية الأسود بن يزيد النخعي: البخاري في الصحيح 2/ 162، كتاب الأذان (10)، باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج (44)، الحديث (676). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 566، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3560)، وفي 10/ 524، كتاب الأدب (78)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "يَسِّروا ولا تعسِّروا" (80)، الحديث (6126) واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1813، كتاب الفضائل (43)، باب مباعدته -صلى اللَّه عليه وسلم- للآثام. . . (20)، الحديث (77/ 2327). (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1814، الحديث (79/ 2328).

أُتيَ فيهِ على يَديَّ، فإنَّ لامَنِي لائمٌ منْ أهلهِ قال: دعوهُ فإنَّهُ لو قُضِيَ شيءٌ كان" (¬1). 4539 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "لمْ يكُنْ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاحِشًا ولا مُتفحِّشًا، ولا سخّابًا في الأسواقِ، ولا يَجزِي بالسيِّئةِ السيِّئةَ، ولكنْ يَعْفُو ويَصفحُ" (¬2). 4540 - عن أنس رضي اللَّه عنه، يُحدِّث عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: "أنَّهُ كانَ يعودُ المريضَ، ويتبعُ الجنازةَ، ويُجيبُ دَعوةَ المملوكِ، ويَركبُ الحِمارَ، لقدْ رأيتُهُ يومَ خَيْبَرَ على حِمارٍ خِطامُه لِيفٌ" (¬3). 4541 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: "كانَ رسول اللَّه ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف 9/ 443، كتاب العقول، باب ضرب النساء والخدم، الحديث (17947)، وأحمد في المسند 3/ 231، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (450)، كتاب القدر (30)، باب فيما لم يقدر (6)، الحديث (1816)، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 124 - 125، في ترجمة سفيان الثوري (387). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص (214)، الحديث (1520)، وأحمد في المسند 6/ 174، 236، 246، والترمذي في السنن 4/ 369، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في خلق النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (69)، الحديث (2016)، وقال: (حسن صحيح). وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (524)، كتاب علامات نبوة نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب حسن خلقه -صلى اللَّه عليه وسلم- (14)، الحديث (2131)، وسخّابًا أي صيّاحًا. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 337، كتاب الجنائز (8)، باب (32)، الحديث (1017)، وابن ماجه في السنن 2/ 1398 - 1399، كتاب الزهد (37)، باب البراءة من الكبر والتواضع (16)، الحديث (4178)، والحاكم في المستدرك 2/ 466، كتاب التفسير، تفسير سورة ق، وقال: (صحيح الإِسناد) وأقرّه الذهبي. والبيهقي في دلائل النبوة 4/ 204، جماع أبواب مغازي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب ما جاء في مسيره إلى خيبر. . . وأخرجه البغوي بلفظه التام بإسناده في شرح السنة 13/ 241، كتاب الفضائل، باب تواضعه -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (3673). وخطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتّان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقاد البعير، وأما الذي يجعل في الأنف دقيقًا فهو الزِّمام (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 50).

صلى اللَّه عليه وسلم يَخْصِفُ نَعلَهُ، ويَخِيطُ ثوبَهُ، ويَعملُ في بيته كما يَعْمَلُ أحدُكُمْ في بيتِه" (¬1). 4542 - وقالت: "كان (¬2) بَشَرًا منَ البشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحلُبُ شاتَهُ، ويَخدُم نفسَهُ" (¬3). 4543 - وقيل لزيد بن ثابِت: حدِّثنا أحاديثَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "كنتُ جارَهُ، فكانَ إذا نزلَ عليهِ الوَحْيُ بعثَ إليَّ فكتَبْتُهُ لهُ، وكانَ (¬4) إذا ذَكَرْنا الدُّنْيا ذَكرَها مَعنا، وإذا ذَكَرْنا الآخِرَةَ ذَكَرَها معَنا، وإذا ذكَرْنا ¬

_ (¬1) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 260، باب عمل النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (20492)، وأحمد في المسند 6/ 167، والبخاري في الأدب المفرد، ص (188)، باب ما يعمل الرجل في بيته (247)، الحديث (539) و (540). وصححه ابن حبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (524)، كتاب علامات نبوّة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب حسن خلقه -صلى اللَّه عليه وسلم- (14)، الحديث (2133)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 328، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقولها: "يخصف نعله" أي يطبّق طاقة على طاقة، وأصل الخصف: الجمع والضمّ (البغوي، شرح السنة 13/ 243، كتاب الفضائل، باب تواضعه -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (3675). (¬2) كذا في المطبوعة، والعبارة في المخطوطة: (كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بشرًا. . .) واللفظ عند البخاري في الأدب المفرد: (قيل لعائشة رضي اللَّه عنها: ماذا كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرًا. . .). (¬3) أخرجه من حديث عائشة رضي اللَّه عنها: أحمد في المسند 6/ 256، والبخاري في الأدب المفرد، ص (188)، باب ما يعمل الرجل في بيته (247)، الحديث (541)، والترمذي في الشمائل المحمدية، ص (181)، باب ما جاء في تواضع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (47)، الحديث (335)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (524)، كتاب علامات نبوّة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب حسن خلقه -صلى اللَّه عليه وسلم- (14)، الحديث (2136)، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 331، في ترجمة عبد اللَّه بن وهب (428)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 328، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقولها "يفلي ثوبه" أي ينظر في الثوب هل فيه شيء من القمل. (¬4) كذا في المطبوعة، ولا المخطوطة: (فكان)، وعند الترمذي في الشمائل: (فَكُنَّا) بصيغة الجمع ولفظ الحديث له، وكذا عند البيهقي في الدلائل.

الطعامَ ذَكَرَهُ معَنا، وكلُّ هذا أحدِّثكُمْ عنْ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 4544 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ إذا صافحَ الرجلَ لمْ يَنزِعْ يدهُ منْ يدِهِ حتَّى يكونَ هوَ الذِي يَنزِعُ يدهُ، ولا يَصرِف وجهَة عنْ وجهِهِ حتَّى يكونَ هوَ الذِي يَصرِفُ وجهَهُ عنْ وجهِهِ، وَلمْ يُرَ مُقدِّمًا رُكبتَيْهِ بينَ يَدَيْ جَليسٍ لهُ" (¬2). 4545 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم كانَ لا يَدَّخِرُ شيئًا لِغدٍ" (¬3). 4546 - عن جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم طَويلَ الصَّمْتِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي من رواية خارجة بن زيد بن ثابت في الشمائل المحمدية، ص (182 - 183)، باب ما جاء في خُلُق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (48)، الحديث (336)، والطبراني في المعجم الكبير 5/ 154، الحديث (4882)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 324، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 654، كتاب صفة القيامة (38)، باب (46)، الحديث (2490)، وابن ماجه في السنن 2/ 1224، كتاب الأدب (33)، باب إكرام الرجل جليسه (21)، الحديث (3716)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 320، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 580، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في معيشة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأهله (38)، الحديث (2362)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (525)، كتاب علامات نبوة نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب في زهده وتواضعه -صلى اللَّه عليه وسلم- (15)، الحديث (2139). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 86، 88، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 323 - 324، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 13/ 256، كتاب الفضائل، باب حيائه وقلة كلامه -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحديث (3695).

4547 - وعن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه (¬1) قال: "كانَ في كَلامِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تَرْتيلٌ وتَرْسيلٌ" (¬2). 4548 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "ما كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هذا، ولكنّهُ كانَ يتَكلَّمُ بكلامٍ بَيْنَهُ فَصْلٌ، يَحفظُهُ مَنْ جلسَ إليهِ" (¬3) 4549 - وعن عبد اللَّه بن الحارث بن جَزْء قال: "ما رأيتُ أحدًا (¬4) أكثرَ تبسُّمًا منْ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬5). 4550 - عن عبد اللَّه بن سَلام رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا جلسَ يتحدَّثُ يُكثِرُ أنْ يرفعَ طَرْفَهُ إلى السَّماءِ" (¬6). ¬

_ (¬1) وقع خطأ في المطبوعة برواية هذا الحديث عن جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه، والصواب ما أثبتناه كما جاء في سنن أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 171، كتاب الأدب (35)، باب الهَدْي في الكلام (21)، الحديث (4838)، وقوله "ترتيل" أي تبيين في قراءته، و"ترسيل" أي تمهيل في حديثه. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 257، والترمذي في السنن 5/ 600، كتاب المناقب (50)، باب في كلام النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (9)، الحديث (3639)، وقال: (حديث حسن، لا نعرفه إلَّا من حديث الزهري)، وفي نسخة بتحقيق عثمان (طبعة دار الفكر) 5/ 261 - 262، الحديث (3719) قال: (حسن صحيح لا نعرفه إلَّا من حديث الزهري). (¬4) في المخطوطة زيادة: (قط) وليست في المطبوعة ولا في لفظ أحمد والترمذي. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 4/ 190، 191، والترمذي في السنن 5/ 601، كتاب المناقب (50)، باب في بشاشة النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (10)، الحديث (3641)، وقال: (حسن غريب). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 171، كتاب الأدب (35)، باب الهَدْي في الكلام (21)، الحديث (4837)، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 321، جماع أبواب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، باب ذكر أخبار رويت في شمائله وأخلاقه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

4 - باب المبعث وبدء الوحي

4 - بابُ المَبْعَثِ وَبِدْءِ الوَحْيِ مِنَ الصِّحَاحِ: 4551 - عن عِكْرِمة (¬1)، عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه قال: "بُعِثَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأَرْبَعِينَ سنةً، فمَكثَ بمكّةَ ثلاثَ عشْرةَ سنةً يُوحَى إليهِ، ثمَّ أُمِرَ بالهِجرةِ فهاجَرَ عشْرَ سِنينَ، وماتَ وهو ابنُ ثلاثٍ وستّينَ (¬2) " (¬3). 4552 - وعن عمّار بن أبي عمّار (¬4)، عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه قال: "أقامَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمكّةَ خَمْسَ عشْرَة سنةً، يَسمعُ الصَّوْتَ ويَرَى الضَّوْءَ سبعَ سنينَ ولا يَرَى شيئًا، وثماني سِنينَ يُوحى إليهِ، وأقامَ بالمدينةِ عشْرًا" (¬5). ¬

_ (¬1) هو أبو عبد اللَّه عكرمة مولى ابن عباس الهاشمي المدني، أصله بربري من أهل المغرب، وهو من كبار التابعين (النووي، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 341، الترجمة (421)). ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 2/ 30، الترجمة (277)، وقال: (ثقة ثبت عالم بالتفسير، لا يثبت عنه بدعة، من الثالثة، مات سنة سبع ومائة، وقيل بعد ذلك). (¬2) في المطبوعة زيادة: (سَنَةً) في آخر الحديث، وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ولفظ الحديث له من رواية عكرمة عن ابن عباس في روايته التي في كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه، وهي موجودة عند مسلم في آخر حديثه من رواية أبي جمرة الضبعي عن ابن عباس. (¬3) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 162، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مبعث النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (28)، الحديث (3851)، وفي 7/ 227، باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة (45)، الحديث (3902) و (3903)، واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1826، كتاب الفضائل (43)، باب كم أقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة والمدينة (33)، الحديث (117/ 2351) و (118/ 2351). (¬4) هو عمّار بن أبي عمار، مولى بني هاشم، أبو عمرو ويقال أبو عبد اللَّه، صدوق ربما أخطأ من الثالثة، روي له مسلم والأربعة (الحافظ ابن حجر، تهذيب التهذيب 2/ 48، الترجمة (447)). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1827، كتاب الفضائل (43)، باب كم أقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة والمدينة (33)، الحديث (123/ 2353).

4553 - ويُروى عن ابن عبَاس رضي اللَّه عنه "أَنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تُوفِّيَ وهوَ ابنُ خَمْسٍ وسِتّينَ سنةً" (¬1). 4554 - ويُروى (¬2) عن رَبِيعة (¬3)، عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "تَوفّاهُ اللَّه على رأْسِ سِتينَ سنةً" (¬4). 4555 - وعن الزُّبَيْر بن عَدِيّ (¬5) رضي اللَّه عنه، عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "قُبِضَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابنُ ثلاثٍ وسِتينَ سنةً، وأبو بَكْرٍ وهوَ ابنُ ثلاثٍ وسِتّينَ، وعُمَرُ وهوَ ابنُ ثلاثٍ وسِتّين" (¬6). قال محمّد بن إسماعيل (¬7): ثلاث وستين أكثر. 4556 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "أوَّلُ ما بُدِئَ بهِ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم منَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصادِقةُ (¬8) في النومِ، فكانَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (122/ 2353). (¬2) في المخطوطة: (ورُوِيَ). (¬3) هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن، التيمي مولاهم، أبو عثمان المدني، المعروف بربيعة الرأي، واسم أبيه فرُّوخ، ثقة، فقيه مشهور، من الخامسة، روي له الستة (الحافظ ابن حجر، تهذيب التهذيب 1/ 247، الترجمة (60)). (¬4) هذه شطرة من حديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 356، كتاب اللباس (77)، باب الجَعْد (68)، الحديث (5900)، ومسلم في الصحيح 4/ 1824، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ومبعثه وسنّه (31)، الحديث (113/ 2347)، وقد تقدم الحديث بطوله برقم (4501). (¬5) الزبير بن عدي الهمداني اليامي، ولي قضاء الري، ثقة من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين وماثة، ورى له الستة (الحافظ ابن حجر، تهذيب التهذيب 1/ 258). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1825، كتاب الفضائل (43)، باب كم سنْ النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم قبض (32)، الحديث (114/ 2348). (¬7) أي البخاري، وقوله (أكثر) أي أكثر رواية من غيرها. وقال في التاريخ الكبير ق 1، ج 2، ص 255، في ترجمة دَغْفَل بن حنظلة النسّاب: وهذا أَصَحَّ. (¬8) كذا في المخطوطة والمطبوعة وفي لفظين للبخاري ولفظ مسلم، لكن لفظ المؤلف في شرح السنة 13/ 316: (الصالحة) وهو لفظ البخاري الذي في كتاب بدء الوحي وهو أقرب الروايات لفظًا من لفظ المؤلف هنا.

لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ (¬1)، ثمَّ حُبِّبَ إليهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلو بغارِ حِراءٍ فيَتحَنَّثُ (¬2) فيهِ -وهو التعبُّدُ- (¬3) اللياليَ ذَواتِ العددِ قبلَ أنْ يَنزِعَ إلى أهلِهِ ويتزوَّدُ لذلكَ، ثمَّ يَرجِعُ إلى خَديجةَ فيتَزوَّدُ لمثلِها، حتَّى جاءَهُ (¬4) الحقُّ وهوَ في غارِ حراءٍ، فجاءَهُ المَلَكُ فقال: اقْرَأْ، قال: ما أنا بقارِئٍ. قال: فأخذَنِي فغَطَّنِي حتَّى بلغَ مِنِّي الجُهْدَ (¬5)، ثمَّ أرسَلَني فقال: اقْرَأ، قلتُ: ما أنا بقارِئٍ. فأخذَنِي فغَطَّني الثانيةَ حتَّى بلغَ [مِنِّي] (¬6) الجُهْدَ، ثُمَّ أرسَلَنِي فقال: اقْرَأْ، قلتُ: ما أنا بقارِئٍ. فأخذَنِي فغطني الثالثة، ثمَّ أرسَلَنِي فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} (¬7) فرجَعَ بها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَرْجُفُ فُؤادُهُ، فَدخلَ على خَديجةَ فقال: زَمِّلونِي زَمِّلوني (¬8). فزَمَّلُوهُ حتَّى ذهبَ عنهُ الرَّوْعُ، فقالَ لخَديجةَ وأخْبَرَها الخبَرَ: لقدْ خَشيتُ على ¬

_ (¬1) قال أهل اللغة: فَلَق الصبح وفَرَق الصبح بفتح الفاء واللام والراء هو ضياؤه، وإنما يقال هذا في الشيء الواضح البينّ (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 197). (¬2) التحنّث فسره بالتعبّد، وهو تفسير صحيح، وأصل الحنث الإثم، فمعنى يتحنّث يتجنب الحنث فكأنه بعبادته يمنع نفسه من الحنث (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 198). (¬3) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/ 23: (قوله: (وهو التعبد) هذا مدرج في الخبر، وهو من تفسير الزهري كما جزم به الطيبي ولم يذكر دليله، نعم في رواية المؤلف من طريق يونس عنه في التفسير ما يدل على الإِدراج). (¬4) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة، وللفظ البخاري الذي في كتاب بدء الوحي، لكن اللفظ في المخطوطة: (جاء)، وعند البخاري في روايتين وعند مسلم: (فَجِئَهُ). (¬5) قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فغطّني حتَّى بلغ مني الجُهْد" أما غطنّي فمعناه عصرني وضمني. وأما الجُهد فيجوز فتح الجيم وضمها لغتان، وهو الغاية والمشقة (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 199). (¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وهو من المخطوطة، وفي لفظ المؤلف في شرح السنة وفي ألفاظ البخاري ومسلم. (¬7) سورة العلق (96)، الآيات (1 - 5). (¬8) قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "زمِّلوني" معناه غطوني بالثياب ولفوني بها (النووي، شرح صحيح. مسلم 2/ 200).

نَفْسِي. فقالتْ خَديجةُ: كلَّا واللَّه لا يُخْزِيكَ (¬1) اللَّه أبدًا، إنّكَ لَتَصِلُ الرَّحمَ، وتَصْدُقُ الحديثَ، وتَحمِلُ الكَلَّ (¬2)، وتَكْسِبُ المَعْدومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ (¬3) وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ (¬4). ثُمَّ انطلقَتْ بهِ خَديجةُ إلى وَرَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ، ابنِ عمِّ خَديجةَ، فقالتْ لهُ: يا ابنَ عمِّ اسمَعْ مِن ابنِ أخيكَ فقالَ لهُ وَرَقَةُ: يا ابنَ أخي ماذا ترَى؟ فأخبَرَهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خَبَرَ ما رأَى. فقالَ وَرَقَةُ: هذا النامُوسُ (¬5) الذي أنزلَ اللَّه على موسى، يا لَيْتَني فيها جَذَعًا (¬6)، لَيْتَني أكونُ حيًّا إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ قال: نعمْ، لمْ يأْتِ رجلٌ قطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ بهِ إلَّا عُودِي، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نصرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لمْ يَنْشَبْ (¬7) وَرَقَة أنْ تُوفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ (¬8) حتَّى حَزِنَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم -فيما بلغنَا (¬9) - حُزنًا غدا منه مِرارًا كيْ يَترَدَّى منْ رؤوسِ شَواهِقِ الجبالِ، فكلَّما أوْفَى بذِروَةِ جبلٍ ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (يُحْزِنُكَ) والتصويب من المخطوطة. ولفظ المؤلف في شرح السنة (ما يخزيك) وكذا في رواية البخاري التي في كتاب بدء الوحي. (¬2) الكلّ: بفتح الكاف أصله الثقل (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 201). (¬3) تقري الضيف: تطعم النازل بك. (¬4) نوائب الحق: الحوادث الجارية على الخلق. (¬5) الناموس: صاحب سر الملك، وهو خاصّه الذي يطلعه على ما يطويه عن غيره من سرائره، وقيل: الناموس: صاحب سرّ الخير، والجاسوس: صاحب سرّ الشرّ، وأراد به جبريل عليه السلام لأنَّ اللَّه تعالى خصّه بالوحي والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5/ 119، مادة "نمس"). (¬6) قوله "جَذَعًا" يعني شابًا قويًا (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 203). (¬7) لم ينشب: أي لم يلبث، وأصل النشوب: المتعلق؛ أي لم يتعلق بشيء من الأمور حتَّى مات (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 1/ 27). (¬8) إلى هنا يقف بعض رواة الحديث. وتتمة الحديث موجودة عند البخاري في روايته التي في أول كتاب التعبير، وليست محمد البخاري في سائر رواياته ولا عند مسلم ولا عند المؤلف في شرح السنة. (¬9) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 12/ 359: (إن القائل (فيما بلغنا) هو الزهري، ومعنى الكلام: إن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذه القصة، وهو من بلاغات =

لكيْ يُلقي نفسَهُ منهُ تبَدَّى لهُ جِبريلُ فقال: يا محمّدُ إنَّكَ رسولُ (¬1) اللَّه حقًّا. فيَسكُنُ لذلكَ جأشُهُ وتقِرُّ نفسُهُ" (¬2). 4557 - عن جابر رضي اللَّه عنه، إنّه سمعَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُحدِّثُ عن فَترةِ الوَحْي قال: "فبَيْنا أنا أمشِي إذْ سمعتُ صوتًا مِنَ السَّماءِ، فرفعتُ بَصَري، فإذا المَلَكُ الذي جاءَنِي بحِراءٍ قاعِدٌ على كُرسيٍّ بينَ السَّماءِ والأرضِ، فَجَئِثْتُ منهُ رُعْبًا، حتَّى هَويتُ إلى الأرضِ، فجئْت أهلي فقلتُ: زمِّلوني زمِّلوني، فزمَّلوني، فأنزلَ اللَّه {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ -إلى قوله- فَاهْجُرْ} (¬3).ثمَّ حَميَ الوَحيُ وتتابَعَ" (¬4). 4558 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ الحارِثَ بنَ هِشامٍ رضي اللَّه عنه سألَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه كيفَ يأتِيكَ الوَحْيُ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أحْيانًا يأْتِيني مِثْلَ صَلْصَلَةِ ¬

_ = الزهري وليس موصولًا) أي من قوله: "حتَّى حزن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . " إلى آخره. وهذه الزيادة أخرجها البخاري في رواية له دون مسلم. (¬1) كذا في المطبوعة وعند البخاري، واللفظ في المخطوطة: "لَرَسُولُ". (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 22، كتاب بدء الوحي (1)، باب (3)، الحديث (3)، وفي 8/ 715، كتاب التفسير (65)، سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (96)، باب (1)، الحديث (4953)، وفي 12/ 351 - 352، كتاب التعبير (91)، باب أول ما بُدئ به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة (91)، الحديث (6982)، وأخرجه مسلم إلى قوله: ". . . نصرًا مؤزرًا" في الصحيح 1/ 139 - 142، كتاب الإِيمان (1)، باب بدء الوحي إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (73)، الحديث (252/ 160). (¬3) سورة المدَّثِّر (74)، الآيات (1 - 5). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 27، كتاب بدء الوحي (1)، باب (3)، الحديث (4)، وفي 8/ 678 - 679، كتاب التفسير (65)، سورة المدَّثِّر (74)، باب {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (4)، الحديث (4925)، وباب {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (5)، الحديث (4926)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 143، كتاب الإِيمان (1)، باب بدء الوحي إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (73)، الحديث (255/ 161)، وقوله: "فَجئِثْت" أي فزعت ورعبت (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 207) وزمِّلوني أي غطوني بثوبي.

الجَرَس وهوَ أَشَدُّهُ عليَّ، فَيَفْصِمُ عنِّي وقدْ وَعَيْتُ عنهُ ما قالَ، وأحْيانًا يَتمثَّل لي الملَكُ رجلًا فيُكلِّمُني فأعِي ما يقولُ. قالت عائشةُ رضي اللَّه عنها: ولقدْ رأيتُهُ يَنزِلُ عليهِ الوَحْيُ في اليومِ الشديدِ البرْدِ فيَفْصِمُ عنهُ وإنَّ جَبِينَة ليَتَفَصَّدُ عَرَقًا" (¬1). 4559 - عن عبادة بن الصامِت رضي اللَّه عنه قال: "كانَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا أُنزِلَ عَلَيهِ الوَحْيُ كُرِبَ لذلكَ وتَرَبَّدَ وجهُهُ" (¬2). وفي رواية: "نَكَسَ رأسَهُ ونَكَسَ أصحابُهُ رؤسَهُمْ، فلمَّا سُرِّيَ عنهُ (¬3) رفعَ رأسَهُ" (¬4). 4560 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: "لمَّا نَزلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (¬5) خرجَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى صَعِدَ الصَّفا، فجعلَ يُنادِي: يا بَني فِهْرٍ، يا بَني عَدِيّ لبُطونِ قريشٍ حتَّى اجتمعُوا، فجعلَ الرجل إذا لمْ يستطِعْ أنْ يَخرجَ أرسلَ رسولًا لينظرَ ما هوَ، فجاءَ أبو لَهَبٍ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 18، كتاب بدء الوحي (1)، باب (2)، الحديث (2)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 1816، كتاب الفضائل (43)، باب عرق النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في البرد وحين يأتيه الوحي (23)، الحديث (86/ 2333) و (87/ 2333)، والصلصلة: في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض، ثم أطلق على كل صوت له طنين، وقيل هو صوت متدارك لا يدرك في أول وهلة. وقوله: "فيَفْصِم" بفتح أوله وسكون الفاء وكسر المهملة أي يقلع ويتجلى ما يغشاني، ويُروى بضم أوله من الرباعي، وفي رواية بضم أوّله وفتح الصاد على البناء للمجهول -فيفصم- وأصل الفصم القطع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 1/ 20)، ويتفصّد عرقًا أي يتصبَّب. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1817، كتاب الفضائل (43)، باب عرق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في البرد وحين يأتيه الوحي (43)، الحديث (88/ 2334)، ومعنى كُرِبَ أي أصابه الحزن. وتربَّد: أي تغير وصار كلون الرماد. (¬3) كذا في المطبوعة، ولفظ مسلم: ". . . فلما أُتْلِيَ عنه. . . " قال النووي في شرح صحيح مسلم 15/ 89: (هكذا هو في معظم نسخ بلادنا أُتلي، ومعناه ارتفع عنه الوحي). (¬4) أخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (89/ 2335). (¬5) سورة الشعراء (26)، الآية (214).

وقريشٌ، فقال: أرأيتُم إنْ أخبرتُكُمْ أنَّ خَيْلًا تخرج منْ سَفْحِ هذا الجبلِ -وفي رواية (¬1): أنَّ خَيْلًا تخرجُ بالوادِي تُريدُ أنْ تُغيرَ عليكُم- أكُنتُمْ مُصَدِّقيَّ؟ قالوا: نعمْ ما جرَّبنا عليكَ إلَّا صِدقًا. قال: فإنِّي نذيرٌ لكمْ بينَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ، قال أبو لَهَبٍ: تبًّا لكَ ألِهذا جَمعْتَنا؟ فنزلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} " (¬2). 4561 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال: "بَيْنما رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قائِمًا يُصلِّي عندَ الكعبةِ وجَمْعُ قريشٍ في مجالِسِهِمْ، إذْ قالَ قائِلٌ: أيُّكُمْ يقومُ إلى جَزورِ آلِ فُلانٍ فيَعْمِدُ إلى فَرْثِها ودَمِها وسَلاها، ثمَ يُمْهلُهُ حتَّى إذا سجدَ وضعَهُ بينَ كتِفَيْهِ؟ فانبعَثَ أشقاهُمْ، فلمَّا سجدَ وضعَهُ بينَ كتِفَيْهِ، وثَبَتَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ساجِدًا، فضَحِكوا حتَّى مالَ بعضُهم على بعضٍ مِنَ الضحِكِ، فانطلقَ مُنطلِقٌ إلى فاطِمةَ رضي اللَّه عنها فأخبَرَهَا، فأقبلَتْ تسعَى، وثَبَتَ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم ساجِدًا حتَّى ألقَتْهُ عنهُ، وأقبَلَتْ عليهِمْ تسُبُّهُمْ، فلمَّا قضَى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الصَّلاةَ قال: اللَّهمَّ عليكَ بقريشٍ. ثلاثًا، وكانَ إذا دَعا دَعا ثلاثًا، وإذا سألَ سألَ ثلاثًا. اللَّهمَّ عليكَ بعَمرو بن هِشامٍ، وعُتبةَ بن رَبيعةَ، وشَيْبَةَ بنِ رَبيعةَ، والوليدِ بن عُتْبةَ، وأُميّةَ بنِ خَلَفٍ، وعُقْبَةَ بنِ أبي مُعَيْطٍ، وعُمارةَ بنِ الوليدِ. قالَ عبدُ اللَّه: فوَاللَّه لقد رأيتُهُمْ صَرْعَى يومَ بَدْرٍ، ثمَّ سُحِبوا إلى القَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: وأُتبعَ أصحابُ القَلِيبِ لَعنةً" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 501، كتاب التفسير (65)، سورة الشعراء (26)، باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (2)، الحديث (4770). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 737، كتاب التفسير (65)، سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (111)، باب (1)، الحديث (4971)، ومسلم في الصحيح 1/ 193 - 194، كتاب الإيمان (1)، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (89)، الحديث (355/ 208). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 349، كتاب الوضوء (4)؛ باب إذا ألقي على ظهر =

4562 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "يا رسولَ اللَّه هلْ أتَى عليكَ يومٌ كانَ أشدَّ منْ يومِ أُحُدٍ؟ قال: لقدْ لَقيت منْ قومِكِ، وكانَ أشدُّ ما لَقيتُ منهُمْ يومَ العقبةِ، إذْ عَرَضْتُ نفسِي على ابنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبد كُلالٍ فلمْ يُجِبْني إلى ما أردْتُ، فانطلقتُ وأنا مَهمومٌ على وجْهِي، فلمْ أستَفِقْ إلَّا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فرفعتُ رأْسِي فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظلَّتْنِي، فنظَرْتُ فإذا فيها جِبريلُ فنادانِي فقال: إنَّ اللَّه قدْ سَمِعَ قولَ قومِكَ وما ردُّوا عليكَ، وقدْ بعثَ إليكَ مَلَكَ الجِبالِ لتأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهِمْ، قال: فنادانِي مَلَكُ الجِبالِ وسلَّمَ عليَّ ثمَّ قالَ: يا محمّدُ إنَّ اللَّه قدْ سَمِعَ قولَ قومِكَ، وأنا مَلَكُ الجِبالِ وقدْ بَعَثنِي ربُّكَ إليكَ لِتأْمُرَني بأمْرِكَ، إنْ شِئْتَ أنْ أطْبِقَ عليهِمُ الأخشَبَيْنِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: بلْ أرجُو أنْ يُخرِجَ اللَّه منْ أصلابِهِمْ مَنْ يعبُدُ اللَّه وحدَهُ لا يُشرِكُ بهِ شيئًا" (¬1). 4563 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ = المصلّي قذر. . . (69)، الحديث (240)، وفي 1/ 594، كتاب الصلاة (8)، باب المرأة تطرح عن المصلّي شيئًا من الأذى (109)، الحديث (520)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1418، كتاب الجهاد والسير (32)، باب ما لقي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين (39)، الحديث (107/ 1794)، والجَزُور من الإبل ما يجزر أي يقطع، والسلَى مقصور بفتح المهملة: هي الجلدة التي يكون فيها الولد، يقال لها ذلك من البهائم، وأمّا من الآدميات فالمشيمة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 1/ 350)، والفَرْث: السرجين ما دام في الكرش والجمع فُروث (الرازي، مختار الصحاح، ص (495) مادة ف ر ث) والقليب: البئر قبل أن تطوى. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 312 - 313، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء. . . (7)، الحديث (3231)، ومسلم في الصحيح 3/ 1420، كتاب الجهاد والسير (32)، باب ما لقي النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين (39)، الحديث (111/ 1795)، وقرن الثعالب: هو ميقات أهل نجد، ويقال له قرن المنازل أيضًا، وقرن كل جبل صغير منقطع من جبل كبير. والأخشبين: هما جبلا مكة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 315 - 316).

5 - باب علامات النبوة

وسلم كُسِرَتْ رَباعِيَتُهُ يومَ أُحُدٍ وشُجَّ في رأسِهِ، فجَعلَ يَسْلُتُ الدمَ عنهُ ويقولُ: كيفَ يُفلِحُ قومٌ شَجُّوا نبِيَّهُمْ وكَسَروا رَباعِيَتَهُ" (¬1). 4564 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "اشتدَّ غضَبُ اللَّه على قومٍ فعلُوا بنبيِّهِ -يُشيرُ إلى رَباعِيَتهِ- اشتدَّ غضَبُ اللَّه على رجلٍ يقتلُهُ رسولُ اللَّه في سبيلِ اللَّه" (¬2). مِنَ الحِسَان: 4565 - عن جابر رضي اللَّه عنه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أُذِنَ لي أنْ أُحدِّثَ عنْ مَلَكٍ منْ مَلائِكةِ اللَّه مِنْ حَمَلَةِ العرشِ، إنَّ ما بينَ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إلى عاتِقِه مَسيرةُ سبعمائةِ عامٍ" (¬3). 5 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ مِنَ الصِّحَاحِ: 4566 - قال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أتاهُ جِبريلُ وهوَ يَلعبُ معَ الغِلْمانِ، فأخذَهُ فصرَعَهُ، فشَقَّ عنْ قلبِهِ، فاستخرج منهُ عَلَقةً فقال: هذا حظُّ الشيطانِ منكَ، ثمَّ غسَلهُ في طَسْتٍ منْ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1417، كتاب الجهاد والسير (32)، باب غزوة أحد (37)، الحديث (104/ 1791)، والرَّباعية: بفتح الراء وتخفيف التحتية، السن الذي بين الثنية والناب، وقوله: "يسلُت" أي يزيل. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 372، كتاب المغازي (64)، باب ما أصاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الجراح يوم أحد (24)، الحديث (4073)، واللفظ له. ومسلم في الصحيح 3/ 1417، كتاب الجهاد والسير (32)، باب اشتداد غضب اللَّه على من قتله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (38)، الحديث (106/ 1793). (¬3) تقدم في باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم السلام، الحديث (4456).

ذهبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأمَهُ وأعادَهُ في مكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يعني ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ محمّدًا قد قُتِلَ، فاستقبَلُوه وهوَ مُنْتَقَعُ اللونِ. قالَ أنسٌ رضي اللَّه عنه: فكنتُ أرَى أثرَ المِخْيَطِ في صَدرِه" (¬1). 4567 - عن جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنِّي لَأعرِفُ حَجَرًا بمكةَ كانَ يُسلِّمُ عليَّ قبلَ أنْ أُبعثَ، إنِّي لَأعرِفُهُ الآن" (¬2). 4568 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ أهْلَ مكّةَ سألُوا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يُريَهُمْ آيةً، فأراهُمْ القمرَ شِقَّتَيْنِ حتَّى رأَوْا حِراءَ بينهُما" (¬3). 4569 - وقال ابن مسعود رضي اللَّه عنه: "انشقَّ القمرُ على عهْدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِرقتَيْنِ: فِرْقَةٌ فوقَ الجبَلِ، وفِرْقَةٌ دُونَهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اشْهَدُوا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 147، كتاب الإيمان (1)، باب الإِسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السماوات (74)، الحديث (261/ 162)، قوله: "لأمه" معناه جمعه وضم بعضه إلى بعض. و"ظئر" هي المرضعة، ويقال أيضًا لزوج المرضعة ظئر. و"مُنْتَقَع اللون" أي متغير اللون. و"المخِيْط" هي الإِبرة (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 216 - 217). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1782، كتاب الفضائل (43)، باب فضل نسب النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وتسليم الحجر عليه قبل النبوّة (1)، الحديث (2/ 2277). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 631، كتاب المناقب (61)، باب سؤال المشركين أن يريهم النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- آية (27)، الحديث (3637)، وفي 7/ 182، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب انشقاق القمر (36)، الحديث (3868) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2159، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب انشقاق القمر (8)، الحديث (46/ 2802). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 631، كتاب المناقب (61)، باب سؤال المشركين أن يريهم النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- آية (27)، الحديث (3636)، وفي 8/ 617، كتاب التفسير (65)، سورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} -القمر- (54)، باب {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا} (1)، الحديث (4864) واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2158، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب انشقاق القمر (8)، الحديث (43/ 2800) و (45/ 2800).

4570 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "قالَ أبو جَهْلٍ: هلْ يُعَفِّرُ محمّدٌ وجهَهُ بينَ أظهُرِكُمْ؟ فقيلَ: نعمْ، فقالَ: واللَّاتِ والعُزَّى لَئِنْ رأيتهُ يفعلُ ذلكَ لَأطأنَّ على رقَبَتِهِ. فأتَى رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ يُصلِّي، زَعَمَ لِيَطأَ على رَقبَتهِ، فما فَجِئَهُمْ منة إلَّا وهوَ يَنْكِصُ على عَقِبَيْهِ ويَتَّقي بيدَيْهِ، فقيلَ لهُ: مالكَ؟ فقال: إنَّ بينِي وبينَهُ لخَندقًا منْ نارٍ وهَوْلًا وأجنِحةً. فقالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لوْ دَنا مِنَي لاخْتَطَفَتْهُ الملائِكَةُ عضْوًا عُضْوًا" (¬1). 4571 - وقال عَدِيّ بن حاتِم رضي اللَّه عنه: "بَيْنا أنا عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم إذْ أتاه رجلٌ فشَكا إليهِ الفاقَةَ، ثُمَّ أتاهُ آخرُ فشَكا إليهِ قَطْعَ السبيل، فقال: يا عَدِيُّ هلْ رأيتَ الحِيرَةَ؟ قال: نعم (¬2)، قال: فإنْ طالَتْ بِكَ حَياةٌ فلَتَرَيَنَّ الظَعينَةَ تَرْتحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حتَّى تَطوفَ بالكعبةِ لا تخاف أحدًا إلَّا اللَّه، ولَئنْ طالَتْ بكَ حياةٌ لتفْتَحنَّ كُنوزُ كِسْرَى، ولَئنْ طالَتْ بكَ حياةٌ لَتَرَيَنَّ الرجلَ يُخرِجُ مِلْءَ كفِّهِ منْ ذهَبٍ أو فِضةٍ يَطلُبُ مَنْ يَقبَلُة منهُ فلا يَجِدُ أحدًا يَقبَلُهُ منه، ولَيلقَيَنَّ اللَّه أحدُكُمْ [يَوْمَ القِيَامَةِ] (¬3) يومَ يَلقاهْ وليسَ بينَهُ وبينَهُ تَرْجمانٌ يُترجِمُ لهُ، فلَيقولَنَّ: أَلَمْ أبعَثْ إليكَ رسولًا فيُبلِّغَكَ؟ فيقولُ: بلَى (¬4)، فيقول: ألَمْ أُعطِكَ مالًا وأُفْضِل عليكَ؟ فيقولُ: بلَى، فيَنظُرُ عنْ يَمينِهِ فلا يرَى ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2154، كتاب صفة القيامة والجنة والنار (50)، باب قوله {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق (96)، الآيتان (6 - 7)] (6)، الحديث (38/ 2797)، قوله: "هل يعفّر محمد وجهه" أي يسجد ويلصق وجهه بالعفر وهو التراب. وقوله: "ينكِص على عقبيه" أي رجع يمشي إلى ورائه (النووي، شرح صحيح مسلم 17/ 139 - 140). (¬2) كذا في الأصل المطبوع، ولفظ البخاري: ". . . هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها وقد أُنبئْتُ عنها، قال: فإن طالت. . . ". (¬3) ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين وليس فيها (يوم يلقاه). والموجود عند البخاري (يوم يلقاه) فقط، وكذا في المطبوعة وما أثبتناه هو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة 15/ 32. (¬4) في المطبوعة زيادة (يا رب) وليست في المخطوطة، ولا عند المؤلف في شرح السنة، ولا عند البخاري.

إلّا جهنّمَ، وينظُرُ عنْ يَسارِهِ فلا يرَى إلَّا جهنّمَ، فاتَّقُوا النَّارَ ولوْ بِشقِّ تمرةٍ، فمَنْ لمْ يَجِدْ فبكلمةٍ طيِّبةٍ. قالَ عَدِيٌّ: فرأيتُ الظعَّينَة تَرْتحِلٌ مِنَ الحِيرَةِ حتَّى تَطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ إلَّا اللَّه، وكنتُ فيمَنْ افتتحَ كُنوزَ كِسْرَى بن هُرْمُزَ، ولَئنْ طالَتْ بكُم حَياة لَتَرَونَّ ما قالَ النَّبيُّ (¬1) أبو القاسِمِ صلى اللَّه عليه وسلم: يُخرِجُ (¬2) مِلْءَ كفِّهِ" (¬3). 4572 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يَهلِكُ كِسْرَى ثُمَّ لا كِسْرَى بعدَهُ، وقَيْصَرُ لَيَهْلِكنَّ ثُمَّ لا يكونُ قَيْصَرٌ بعدَهُ، ولَتُنْفِقُنَّ كُنوزَهُما في سبيل اللَّه" (¬4). 4573 - وقال [عليه السلام] (¬5): "ليَفتتحَنَّ عِصابةٌ مِنَ المسلمينَ كَنْزَ آلِ كِسْرَى الذِي في (¬6) الأَبْيَضِ" (¬7). ¬

_ (¬1) كلمة النَّبي ليست في المخطوطة، وهي من المطبوعة وموجودة في لفظ المؤلف في شرح السنة، وعند البخاري. (¬2) في المطبوعة زيادة (الرجلُ)، وليست في المخطوطة ولا عند المؤلف في شرح السنة، ولا عند البخاري. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 281، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة قبل الردّ (9)، الحديث (1413)، وفي 6/ 610، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3595)، والحِيرة كانت بلد ملوك العرب الذين تحت حكم آل فارس، والظعينة: المرأة في الهودج وهو في الأصل اسم للهودج (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 613). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 157، كتاب الجهاد (56)، باب الحرب خدعة (56)، الحديث (3027)، ومسلم في الصحيح 4/ 2236 - 2237، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (75/ 2918) و (76/ 2918). (¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين. (¬6) في المطبوعة زيادة (القَصْرِ) وليست في المخطوطة ولا عند مسلم. (¬7) أخرجه مسلم من حديث جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2237، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل. . . (18)، الحديث (78/ 2919) قوله: "الأبيض" أي قصره الأبيض.

4574 - وعن خبّاب بن الأرَتّ رضي اللَّه عنه قال: "شَكَوْنَا إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، وهوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً في ظِلِّ الكعبةِ، وقدْ لَقِينا مِنَ المشركينَ شِدَّةً، فقُلنا: ألا تَدعو اللَّه؟ فقعَدَ وهوَ مُحْمَرٌ وجهُهُ قال: كانَ الرجلُ فيمَنْ كانَ قبلَكُمْ يُحفَرُ لهُ في الأرضِ فيُجعَلُ فيهِ، فيُجاءُ بالمِيشارِ فيُوضَعُ فوقَ رأسهِ فيُشَقُّ باثنيْنِ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دينهِ، ويُمشطُ بأمشاطِ الحديدِ ما دُونَ لحمهِ مِنْ عظمٍ وعَصَبٍ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دينِهِ، واللَّه لَيُتِمَّنَّ هذا الأمر حتَّى يَسيرَ الراكِبُ منْ صَنعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لا يخافُ إلَّا اللَّه أو الذِّئبَ على غَنَمِهِ، ولكنَّكُمْ تَستعجِلون" (¬1). 4575 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَدخلُ على أُمِّ حَرامٍ بنتِ مِلْحانَ، وكانتْ تحتَ عُبادَةَ بنِ الصامِتِ رضيَ اللَّه عنهُ، فدخلَ عليها يومًا فأطعَمَتْهُ، ثمَّ جلسَتْ تَفْلِي رأسَهُ، فنامَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثمَّ استيقظَ وهوَ يَضحَكُ، قالتْ فقلتُ: ما يُضحِكُكَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: ناسٌ منْ أُمَّتِي عُرِضوا عليَّ غُزاةً في سبيلِ اللَّه، يَركَبونَ ثَبَجَ هذا البحرِ، مُلوكًا على الأسِرَّةِ -أوْ مِثْلَ المُلوكِ على الأسِرَّةِ- فقلتُ: يا رسولَ اللَّه ادْعُ اللَّه أنْ يَجعلَني منهُمْ، فدَعا لها، ثُمَّ وضَعَ رأسَهُ فنامَ، ثمَّ اسْتَيْقَظَ وهوَ يَضحكُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه وما يُضحِكُكَ؟ قال: ناسٌ منْ أُمّتي عُرِضوا عليّ غُزاةً في سبيلِ اللَّه -كما قال في الأُولى- فقلتُ: يا رسولَ اللَّه ادْعُ اللَّه أنْ يَجعلَنِي منهُمْ، قال: أنتِ مِنَ الأوَّلينَ. فركبَتْ أُمُّ حَرامٍ البحرَ في زمنِ معاويَةَ، فصُرِعتْ عنْ دابَّتِها حينَ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 619، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3612)، وفي 7/ 164 - 165، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب ما لقي النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه من المشركين بمكة (29)، الحديث (3852). والبردة: كساء مخطط. والميشار: بكسر الميم وسكون التحتانية بهمز وبغير همز، تقول: وشرت الخشبة وأشرتها، ويقال فيه بالنون -منشار- وهي أشهر في الاستعمال (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 7/ 166).

خَرجَتْ مِنَ البحرِ فهَلَكَتْ" (¬1). 4576 - وقال ابنُ عبَّاس رضي اللَّه عنه: "إنَّ ضِمادًا (¬2) قَدِمَ مكّةَ، وكان منْ أزْدِ شَنُوأَةَ، وكانَ يَرْقي مِنْ هذِه (¬3) الرِّيحِ، فَسَمِعَ سُفَهاءَ أهْلِ مكّةَ يقولونَ: إنَّ محمّدًا مَجنونٌ، فقال: لوْ أنِّي رأيتُ هذا الرجلَ لَعلَّ اللَّه يَشْفِيهِ على يَدَيَّ، قال: فلِقَيَهُ فقال: يا محمّدُ إنِّي أَرْقِي منْ هذا الريح فهلْ لكَ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ الحَمْدَ للَّه نَحْمَدُهُ ونستَعينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّه فلا مُضلَّ لهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّه وحدَهُ لا شَريكَ لهُ وأنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، أمّا بَعْدُ. فقالَ: أعِدْ عليَّ كلِماتِكَ هؤلاء، فأعادَهُنَّ عليهِ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثَلاثَ مرّاتٍ، فقال: لقدْ سَمِعت قولَ الكَهَنَةِ وقولَ السَّحَرَةِ وقولَ الشُّعَراءِ، فما سَمِعتُ مِثْلَ كلِماتِكَ هؤلاءَ، ولقدْ بلَغْنا قامُوسَ البحرِ (¬4)، هاتِ يَدَكَ أُبايعْكَ على الإسلامِ. قال: فبايَعَهُ" (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 10، كتاب الجهاد (56)، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء (3)، الحديث (2788)، وفي 11/ 70 - 71، كتاب الاستئذان (79)، باب من زار قومًا فقال عندهم (41)، الحديث (6282)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1518، كتاب الإمارة (33)، باب فضل الغزو في البحر (49)، الحديث (160/ 1912). وتفلي رأسه: تفتش شعر رأسه. وثبج البحر: هو ظهره ووسطه (النووي، شرح صحيح مسلم 13/ 58). (¬2) هو ضِماد بن ثعلبة الأزدي -أزد شنوءة- رضي اللَّه عنه: صحابي، ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 272، الترجمة (2864) وتصحف اسمه عنده إلى ضمار، فليُحَرَّر. (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى: (هذا) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم. (¬4) كذا في الأصل المطبوع، ولفظ مسلم "ناعوس البحر". قال النووي في شرح صحيح مسلم 6/ 157: (ضبطناه بوجهين أشهرهما ناعوس بالنون والعين، هذا هو الموجود في أكثر نسخ بلادنا، والثاني قاموس بالقاف والميم، قال أبو عبيد: قاموس البحر وسطه، وقال ابن دريد: لجته). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 593، كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة والخطبة (13)، الحديث (46/ 868). (¬6) وهذا الباب خال عن أحاديث الحسان.

فصل في المعراج

فصل في المِعْرَاجِ [مِنَ الصِّحَاحِ:] 4577 - عن قتادة رضي اللَّه عنه، عن أنس بن مالِك رضيَ اللَّه عنه، عن مالِك بن صَعْصَعَة رضي اللَّه عنه، أنّ نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حدّثهم عن ليلة أُسرِيَ به: "بينما أنا في الحَطِيمِ -وربّما قال: في الحِجْرِ- (¬1) مُضطجِعًا إذْ أتانِي آتٍ فشقَّ ما بينَ هذِه إلى هذِه -يَعني: منْ ثغْرةِ نَحْرِهِ إلى شِعْرَتِهِ- (¬2) فاستخرجَ قَلبِي، ثمَّ أُتيتُ بطَسْتٍ منْ ذَهبٍ مملوءٍ إيمانًا (¬3)، فغُسِلَ قَلبي، ثُمَّ حُشِيَ، ثُمَّ أُعيدَ -وفي رواية (¬4): ثُمَّ غُسِلَ البطنُ بماءِ زَمْزَمَ، ثمَّ مُلِئَ إيمانًا وحِكْمةً- ثُمَّ أُتيتُ بِدابّةٍ دُونَ البَغلِ وفوقَ الحِمارِ أبيضَ، يَضَعُ خَطْوَهُ عندَ أقصَى طَرْفِهِ، فحُمِلتُ عليهِ، فانطلقَ بي جِبريلُ حتَّى أتَى السماءَ الدُّنيا، فاستفتَحَ، قيلَ مَنْ هذا؟ قالَ: جِبريلُ، قيل: ومَن معكَ؟ قال محمّدٌ، قيل: وقدْ أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مَرحبًا بهِ فنِعْمَ المجيءُ جاءَ، ففُتِحَ، فلمَّا خَلَصْتُ (¬5) فإذا فيها آدمُ، فقال: هذا أبوكَ آدم فسلِّمْ عليه، فسلَّمتُ عليهِ، فردَّ السلامَ ثمّ قال: مَرحبًا بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ. ثمّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السماءَ الثانيةَ، فاستفتَحَ، قيل: مَنْ هذا؟ قال: جِبريلُ، قيل: ومَنْ معكَ؟ قال: محمّدٌ قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قال: نعمْ، ¬

_ (¬1) الحطيم: حِجر، سمي حِجرًا لأنَّه حجر عنه بحيطانه، وحطيمًا لأنه حطم عنه جداره عن مساواة الكعبة. (¬2) قوله: "ثغرة نحره" أي الموضع المنخفض الذي بين الترقوتين، و"شِعرته" أي شعر العانة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 7/ 204). (¬3) في المخطوطة زيادة: (وحكمة) وليست في المطبوعة، ولا في لفظ المؤلف في شرح السنة 13/ 337، ولا عند البخاري، وهي موجودة عند مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 302، كتاب بدء الخلق (59)، باب ذكر الملائكة (6)، الحديث (3207)، ومسلم في الصحيح 1/ 151، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات (74)، الحديث (265/ 164). (¬5) قوله: "فلما خَلَصْت" أي وصلت ودخلت (القاري، المرقاة 3/ 427).

قيل: مَرحبًا بهِ فنِعْمَ المَجِيءُ جاءَ، ففُتِحَ، فلما خَلَصْتُ إذا يَحيَى وعيسَى، وهُما ابنا خالَةٍ، قال: هذا يَحيَى وعيسَى فسلّمْ عليهِما، فسلَّمتُ، فردّا ثمّ قالا: مَرحبًا بالأخِ الصالح والنبيِّ الصالحِ. ثُمَّ صَعِدَ بي إلى السَّماءِ الثالثةِ، فاستفتَحَ، قيل: مَنْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومَنْ معكَ؟ قال: محمّدٌ، قيل: وقدْ أُرسِلَ إليهِ؟ قال: نعمْ، قيل: مَرحبًا بهِ فنِعْمَ المَجِيءُ جاءَ، ففُتِحَ، فلما خَلَصْتُ إذا يُوسُفُ، قال: هذا يُوسُفُ فسلِّمْ عليهِ، فسلَّمتُ عليهِ، فردَّ ثمّ قال: مَرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ ثمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السماءَ الرابعةَ، فاستفتَحَ، قيل: مَنْ هذا؟ قال: جِبريلُ، قيل: ومَنْ معكَ؟ قال: محمّدٌ، قيل: وقدْ أُرسِلَ إليهِ؟ قال: نعم، قيل: مَرحبًا بهِ فنِعْمَ المَجِيءُ جاءَ ففُتِحَ، فلمَّا خَلَصْتُ فإذا إدريس، قال: هذا إدريسُ فسلِّمْ عليهِ، فسلَّمتُ عليهِ، فردَّ ثمَّ قال: مَرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ. ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السماءَ الخامسةَ، فاستفتَحَ، قيل: مَنْ هذا؟ قال جبريلُ، قيل: ومَنْ معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقدْ أُرسِلَ إليهِ؟ قال: نعمْ، قيل: مَرحبًا بهِ فنِعْمَ المَجيءُ جاءَ، فلمَّا خَلَصْتُ فإذا هارونُ، قال: هذا هارونُ فسلِّمْ عليهِ، فسلَّمت عليهِ، فردَّ ثُمَّ قال: مَرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ. ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السماءَ السادسةَ، فاستفتَح، قيل: مَنْ هذا؟ قال: جِبريلُ، قيل: ومَنْ معكَ؟ قال: محمّدٌ؟ قيل: وقدْ أُرسِلَ إليهِ؟ قال: نعمْ، قيل: مَرحبًا بهِ فنِعْمَ المَجِيءُ جاء، فلمّا خَلَصْتُ فإذا مُوسَى، قال: هذا مُوسَى فسلِّمْ عليهِ، فسلَّمتُ عليهِ، فردَّ (¬1) ثمّ قال: مَرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، فلمّا تجاوَزْتُ بكَى، قيلَ [لَهُ] (¬2): ما يُبكيكَ؟ قال: أبكي لأنَّ غلامًا بُعِثَ بعدِي يَدخل الجنّة منْ أمّتِه أكثرُ مِمنْ يَدخُلُها منْ أُمَّتي. ثمَّ صَعِدَ بي إلى ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (السلام) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، والصواب إثباته كما في المخطوطة، وعند المؤلف في شرح السنة وفي صحيح البخاري.

السَّماءِ السابعةِ، فاستفتَحَ جِبريلُ، قيل: مَنْ هذا؟ قال: جِبريلُ، قيل: ومَنْ معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقدْ بُعِثَ إليه؟ قال: نعمْ، قيل: مَرحبًا بهِ فنِعْمَ المَجِيءُ جاءَ، فلمَّا خَلَصْتُ فإذا إبراهيمُ، قال: هذا أبوكَ إبراهيمُ فسلِّمْ عليهِ، فسلَّمتُ عليهِ، فردَّ السَّلامَ ثمّ قال: مَرحبًا بِالابْنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ. ثمَّ رُفِعْت إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى (¬1)، فإذا نَبِقُها مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ (¬2)، وإذا وَرَقُها مِثْل آذانِ الفِيَلَة، قال: هذا سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فإذا أربعةُ أنهارٍ: نَهرانِ باطِنان، ونَهرانِ ظاهرانِ، قلتُ: ما هذانِ يا جبريلُ؟ قال: أمَّا الباطِنانِ فَنهرانِ في الجنَّةِ، وأمّا (¬3) الظّاهِرَانِ فَالنِّيلُ (¬4) والفُراتُ. ثم رُفِعَ لي البيتُ المَعْمُورُ (¬5). ثمَّ أُتيتُ بإناءٍ منْ خَمْرٍ وإناءٍ منْ لَبَن وإناءٍ منْ عَسلٍ، فأخذتُ اللَّبَنَ، فقال: هيَ الفِطرةُ التي أنتَ عليها وأُمَّتُكَ ثُمَّ فُرِضَتْ عليَّ الصلاةُ خَمسينَ صلاةً كُلَّ يومٍ، فرَجَعْتُ فمَررْتُ على مُوسَى فقال: بِمَ أُمِرْتَ؟ قلتُ: أُمِرْتُ بخَمسينَ صلاةً كُلَّ يومٍ، قال: إنَّ أمَّتَكَ لا تَستطيعُ خَمسينَ صلاةً كُلَّ يومٍ، وإنِّي واللَّه قدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وعالَجْتُ بَني إسْرائيل أَشَدَّ المُعالَجَة، فارجِعْ إلى ربِّك فسَلْهُ (¬6) التخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، فرجَعتُ، فوضَعَ عنِّي عَشْرًا، فرجَعتُ إلى مُوسَى ¬

_ (¬1) سدْرَة المنتهى: قال النووي (سميّت كذلك لأنَّ علم الملائكة ينتهي إليها، ولم يجاوزها أحد إلَّا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) وقال السيوطي: (إضافتها إلى المنتهى لأنَّها مكان ينتهي دونه أعمال العباد وعلوم الخلائق (القاري، المرقاة 5/ 429). (¬2) قوله: "فإذا نَبِقُها مثل قِلال هجر" النَبِقَ: هو ثمر السدر، قال الخطابي: القِلال بالكسر جمع قُلّة بالضم هي الجرار، يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال، وكانت معروفة عند المخاطبين فلذلك وقع التمثيل بها. وهَجَر بلدة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 7/ 213). (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (فَأمّا) بالفاء، والتصويب من المخطوطة، وشرح السنة، وصحيح البخاري. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى (النيل)، والتصويب من المخطوطة وشرح السنة، وصحيح البخاري. (¬5) البيت المعمور هو بيت في السماء السابعة، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض (القاري، المرقاة 5/ 430). (¬6) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة، واللفظ في المخطوطة: (فاسأله) وهو الموافق للفظ البخاري.

فقال مِثْلَهُ، فرجَعتُ فوضَعَ عنِّي عَشْرًا، فرجَعتُ إلى مُوسى فقالَ مِثْلَهُ، فرَجعتُ فوضَعَ عنِّي عَشْرًا، فرجَعتُ إلى مُوسَى فقالَ مِثْلَهُ، فرجَعتُ فأُمِرْتُ بعَشْرِ صَلواتٍ كُلَّ يوم [وليلةٍ، فرجَعتُ إلى مُوسَى] (¬1) فقالَ مِثْلَهُ، فرجَعتُ فأُمِرْتُ بخَمس صلواتٍ كُلَّ يومٍ، فرجَعتُ إلى مُوسَى فقال: بِمَ أُمِرْتَ؟ قلت: أُمِرْتُ بخَمسِ صَلواتٍ كُلَّ يومٍ (¬2)، قال: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَستطيعُ خَمسَ صَلواتٍ كُلَّ يومٍ، وإنِّي قدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وعالَجْتُ بَني إِسْرائيلَ أشَدَّ المُعالجَةَ، فارجِعْ إلى ربِّكَ فسَلْهُ (¬3) التخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، قال: [قلت] (¬4) سألتُ ربِّي حتَّى استَحْيَيْتُ ولكنِّى أرْضَى وأُسلِّمُ. قال: فلمَّا جاوَزْتُ نادَى مُنادٍ: أمضَيْتُ فَريضَتِي وخفَّفْتُ [عن] (¬5) عِبادِي" (¬6). 4578 - وروى ثابِت عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "أُتيتُ بالبُراقِ، وهوَ دابّةٌ أبيضُ طويلٌ فوقَ الحمارِ ودُونَ البغلِ، يقعً حافِرُهُ عندَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فركِبْتُهُ حتَّى أتيتُ بيتَ المَقْدِسِ فربَطْتُهُ بالحَلْقَةِ التي يَربِطُ بها الأنبياءُ. قال: ثُمَّ دخلتُ المسجِد فصلَّيْتُ فيهِ ركعَتَيْنِ، ثمَّ خَرَجْت فجاءَنِي جِبريل بإناءٍ منْ خمرٍ وإناءٍ منْ لَبَنٍ، فاخترتً اللَّبَنَ، فقال جِبريلُ: اختَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عَرَجَ بنا إلى السَّماءِ. وقالَ في السَّماءِ الثالثة: ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من المطبوعة ليست في المخطوطة، ولا عند المؤلف في شرح السنة، وذكر البخاري (فرجعت إلى موسى) فقط. (¬2) في المطبوعة زيادة: (وليلة) وليست عند المؤلف في شرح السنة، ولا عند البخاري. (¬3) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة، واللفظ في المخطوطة: (فاسأله) وهو الموافق للفظ البخاري. (¬4) العبارة في شرح السنة بدون (قلت)، وكذا عند البخاري، وفي مخطوطة برلين: (قلت) بدون (قال). (¬5) ساقطة من المخطوطة. (¬6) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 201 - 202، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب المعراج (42)، الحديث (3887)، واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 149 - 151، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات (74)، الحديث (264/ 164).

فإذا أنا بيُوسُفَ، إذا هوَ قدْ أعطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، فرَحَّبَ بي ودَعا لي بخَيْرٍ. وقالَ في السَّماءِ السابعة (¬1): فإذا أنا بإبراهيمَ مُسْنِدًا (¬2) ظَهْرَهُ إلى البيتِ المَعْمُورِ، وإذا (¬3) هوَ يَدخُلُهُ كُلَّ يومٍ سَبعونَ ألْفَ مَلَكٍ لا يَعودونَ إليهِ، ثمَّ ذهبَ بي إلى سِدْرَةِ المُنْتهَى، فإذا وَرَقها كآذانِ الفِيَلَةِ، وإذا ثَمَرُها كالقِلالِ، فلمَّا غشِيَها منْ أمْرِ اللَّه ما غَشِيَ تَغيَّرَتْ، فما أحدٌ منْ خَلْقِ اللَّه يَستطيعُ أنْ يَنْعَتَها منْ حُسْنِها وَأوْحى (¬4) إليَّ ما أوْحَى، ففَرضَ عليَّ خَمسينَ صلاةً في كُلِّ يومٍ وليلةٍ، فنزلتُ إلى مُوسى (¬5). وقال: فلمْ أَزَلْ أرجِع بينَ ربِّي وبينَ مُوسَى حتَّى قال: يا محمّدُ إنَّهُنَّ خَمسُ صَلواتٍ كُلَّ يومٍ وليلةٍ، لكُلِّ صَلاةٍ عَشْرٌ، فذلكَ خمسونَ صلاةً، مَنْ (¬6) هَمَّ بحَسنةٍ فلمْ يَعْمَلْها كُتِبَتْ لهُ حَسنةً، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ لهُ عَشْرًا، ومَنْ هَمَّ بسَيئةٍ فلمْ يَعْمَلْها لمْ يُكْتَبْ (¬7) شيئًا، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ سَيِّئةً واحِدةً" (¬8). 4579 - عن ابن شِهاب، عن أنس رضي اللَّه عنه قال: كان أبو ذرّ يُحدِّث أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "فُرِجَ عنِّي سَقْف بَيتي وأنا ¬

_ (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى (الرابعة) والتصويب من المطبوعة وشرح السنة 13/ 343. (¬2) تصحفت في المخطوطة إلى (مُسْنِدٌ) بالرفع، والتصويب من شرح السنة وصحيح مسلم. (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى (فإذا) بالفاء، والتصويب من شرح السنة وصحيح مسلم. (¬4) كذا في المخطوطة وشرح السنة، والعبارة في المطبوعة (فَأوْحَى اللَّه) وكذا هي عند مسلم. (¬5) اختصر المؤلف لفظ الحديث بعد هذا الموضع في كتابه "المصابيح" وأسقط من لفظ الحديث مقدار (6) أسطر، لكنه ذكرها في كتابه شرحٍ السنة 13/ 344، وها هو السقط: "فقال: ما فرض ربُّكَ على أُمتِكَ؟ قلتُ: خمسين صلاةً. قال: ارجِعْ إلى ربكَّ فَسَلْهُ التخفيفَ، فإنَّ أُمتَكَ لا تُطيقُ ذلكَ، فإني قد بَلَوْتُ بني إسرائيل وَخَبَرْتُهُمْ. قال: فرجعتُ إلى رَبي، فقلتُ: يا رَبّ خفف على أُمَّتي، فَحَطَّ عَنّي خمسًا، فرجعت إلى موسى فقلت: حَطَّ عَني خمسًا. قال: إن أُمَّتَكَ لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربكَ فَسَلْهُ التخفيفَ". (¬6) كذا في المخطوطة وفي شرح السنة. والعبارة في المطبوعة (ومن) بزيادة واو، وكذا عند مسلم. (¬7) كذا في المخطوطة وفي شرح السنة، والعبارة في المطبوعة (تُكتب) بالتاء، وكذا عند مسلم. (¬8) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 145 - 147، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات (74)، الحديث (259/ 162).

بمكّةَ، فنزلَ جِبريلُ ففَرَجَ صَدرِي (¬1)، ثمَّ غَسلَهُ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جاءَ بطَسْتٍ منْ ذَهَبِ مُمتلِئٍ حِكمةً وإيمانًا فأفرَغَهُ في صَدرِي، ثمَّ أطبَقَهُ، ثمَّ أخذَ بيدِي فَعَرَجَ بي إلى السَّماءِ، [فلمَّا جِئتُ إلى السماءِ] (¬2) الدُّنْيا قال جِبريلُ لخازِنِ السَّماءِ: افْتَحْ، فلمَّا فَتحَ عَلَوْنا السماءَ الدُّنْيا، إذا رجلٌ قاعِدٌ على يَمينِه أَسْوِدَةٌ (¬3) وعلي يَسارِهِ أسْوِدَةٌ، إذا نظرَ قِبَلَ يَمينهِ ضَحِكَ، وإذا نظرَ قِبَلَ شِمالِه بَكَى، فقال: مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والابنِ الصالحِ: قلتُ (¬4) لِجبريلَ: مَنْ هذا؟ قال: هذا آدمُ، وهذِه الأَسْوِدَةُ عنْ يَمينِه وعنْ شِماله نَسَمُ (¬5) بنيهِ، فأهلُ اليَمينِ منهُمْ أهلُ الجنَّةِ، والأسْوِدَةُ التي عنْ شِمالِه أهلُ النَّارِ، فإذا نظرَ عنْ يَمينِه ضَحِكَ، وإذا نظرَ قِبَلَ شِمالِهِ بَكَى". وقال ابنُ شِهاب رضيَ اللَّه عنه: فأخبرَني ابنُ حَزْم (¬6) أنَّ ابنَ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنه وأبا حَيَّةَ الأنصارِيَّ (¬7) كانا يقولان: قالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "ثمَّ عُرِجَ بي حتَّى ظَهرْتُ بِمُسْتَوًى أسمعُ فيهِ صَريفَ الأقلامِ" (¬8). وقالَ ابنُ حَزْمٍ وأنسٌ: قالَ النَّبيُّ صلى اللَّه ¬

_ (¬1) فرج: أي فتح، وقوله: "ففرج صدري" أي شقَّهُ (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 1/ 460). (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وأثبتناه من المطبوعة وشرح السنة 13/ 345. (¬3) الأسْوِدَة جمع سواد كسنام وأسنمة وزمان وأزمنة، وقال أهل اللغة: السواد الشخص وقيل السواد الجماعات (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 218). (¬4) كذا في المخطوطة وشرح السنة، والعبارة في المطبوعة (فقلت) بالفاء. (¬5) النَّسَم: بفتح النون والسين والواحدة نَسَمة، قال الخطابي وغيره: هي نفس الإِنسان، والمراد أرواح بني آدم (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 218). (¬6) أي أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 1/ 462). (¬7) كذا في المطبوعة (أبو حيّة) بالياء، قال النووي في شرح صحيح مسلم 2/ 220 - 221: (أبو حبّة بالحاء المهملة وبالباء الموحدة، هكذا ضبطناه هنا، وفي ضبطه واسمه اختلاف، فالأصحّ الذي عليه الأكثرون "حبّة" بالباء الموحدة كما ذكرنا، وقيل "حيّة" بالياء المثناة تحت، وقيل "حنّة" بالنون وهذا قول الواقدي، وقد اختلف في اسم أبي حبّة، فقيل عامر، وقيل مالك، وقيل ثابت، وهو بدريّ باتفاقهم واستشهد يوم أُحد). (¬8) صريف الأقلام: تصويتها حال الكتابة، قال الخطابي: هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية اللَّه تعالى ووحيه وما ينسخونه من اللوح المحفوظ، أو ما شاء اللَّه تعالى من ذلك أن يكتب ويرفع لما أراده من أمره وتدبيره (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 221).

عليه وسلم: "ففَرَض اللَّه على أُمَّتي خَمسينَ صلاةً، فرجَعْتُ حتَّى مَرَرْتُ على مُوسَى، فراجَعَني، فوَضَعَ شَطْرَها. وقالَ في الآخر: فراجَعْتُهُ فقال: هِيَ خَمسٌ وهي خمسونَ، ما يُبَدَّلُ القولُ لَدَيَّ فرجَعْتُ إلى مُوسَى فقال: راجِعْ ربَّكَ، فقلتُ: اسْتَحْيَيْتُ منْ ربِّي. ثمَّ انطلق (¬1) بي حتَّى انتهى بي إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وغَشِيَها ألْوانٌ لا أدْرِي ما هِيَ، ثمَّ أُدْخِلْتُ الجنَّةَ فإذا فيها جنابذُ (¬2) اللؤُلؤِ، وإذا تُرابُها المِسْكُ" (¬3). 4580 - عن عبد اللَّه قال: "لمَّا أُسرِيَ برسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم انتُهِيَ بهِ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهيَ في السَّماءِ السّادِسَة (¬4) إليها يَنتهِي ما يُعْرَجُ به مِنَ الأرضِ فيُقبَضُ منها، وإليها يَنتهي ما يُهْبَطُ بهِ مِنْ فوقها فيُقْبَضُ ¬

_ (¬1) حصل خطأ في ترتيب صفحات مخطوطة برلين ابتداء من هذا الموضع، وقع به مُرَقِّمُ الصفحات بالأرقام الأجنبية، وقد أخذت هذه الصفحة الرقم (286/ ب). (¬2) الجَنابِذ: هي القباب واحدتها جنبذة. ووقع في كتاب الأنبياء من صحيح البخاري كذلك -أي جنابذ-، ووقع في أول كتاب الصلاة منه "حبائل" قال الخطابي وغيره: هو تصحيف، واللَّه أعلم (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 222 - 223). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 458 - 459، كتاب الصلاة (8)، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء (1)، الحديث (349)، وفي 6/ 374، كتاب الأنبياء (60)، باب ذكر إدريس عليه السلام (5)، الحديث (3342)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 148 - 149، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات (74)، الحديث (263/ 163). (¬4) تحرفت في المطبوعة إلى "السابعة" والتصويب من المخطوطة، وشرح السنة 13/ 349، ولفظ مسلم ". . . وهي في السماء السادسة. . . " قال النووي في شرح صحيح مسلم 3/ 2: (كذا هو في جميع الأصول "السادسة" وقد تقدَّم في الروايات الأخر من حديث أنس أنها فوق السماء السابعة، قال القاضي: كونها في السابعة هو الأصح وقول الأكثرين وهو الذي يقتضيه المعنى وتسميتها بالمنتهى. قلت: ويمكن أن يجمع بينهما فيكون أصلها في السادسة ومعظمها في السابعة، فقد علم أنها في نهاية من العظم، وقد قال الخليل رحمه اللَّه: هي سدرة في السماء السابعة قد أظلّت السماوات والجنة، وقد تقدَّم ما حكيناه عن القاضي عياض رحمه اللَّه في قوله: إن مقتضى خروج النهرين الظاهرين النيل والفرات من أصل سدرة المنتهى أن يكون أصلها في الأرض، فإن سلم له هذا أمكن حمله على ما ذكرناه واللَّه أعلم).

منها، قال: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} (¬1) قال: فَراشٌ منْ ذَهَبٍ، قال: فأُعطِيَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثلاثًا: أُعطِيَ الصَّلواتِ الخَمسَ، وأُعطِيَ خَواتيمَ سُورَةِ البقَرَةِ، وغُفِرَ لمنْ لا يُشرِكُ باللَّه مِنْ أُمتِه شيئًا المُقْحِماتُ" (¬2). 4581 - عن أَبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لقدْ رأَيْتُنِي في الحِجْرِ وقريشٌ تسألُنِي عنْ مَسْرايَ، فسألَتْنِي عنْ أشياءَ منْ بيتِ المَقْدِسِ لمْ أُثْبِتْها، فكُرِبْتُ كَربًا ما كُرِبْت مِثلَهُ، فرفَعَهُ اللَّه [تعالى] (¬3) لي أنظُرُ إليهِ، ما يسألوننِي عنْ شيءٍ إلَّا أنبأْتُهُمْ، وَقَدْ (¬4) رأيْتُنِي في جَماعةٍ مِنَ الأنبياءِ، فإذا مُوسَى قائِمٌ يُصلِّي، فإذا رجلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كأنه [منْ] (¬5) رِجالِ شَنوأَةَ، وإذا عيسَى قائِمٌ يُصلِّي، أقربُ النَّاسِ بهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بنُ مَسعودٍ الثَّقَفيُّ، وإذا إبراهيم قائِمٌ يُصلِّي، أشْبَهُ النَّاسِ بهِ صاحِبُكُمْ -يَعني نفسَهُ- فحانَتِ الصَّلاةُ فأَمَمْتُهُمْ، فلمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ قالَ لي قائلٌ: يا محمّدُ هذا مالِكٌ خازِنُ النَّارِ فسلِّمْ عليهِ، فالتَفَتُّ إليهِ فبدأَنِي بالسَّلامِ" (¬6). ¬

_ (¬1) سورة النجم (53)، الآية (16). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 157، كتاب الإِيمان (1)، باب في ذكر سدرة المنتهى (76)، الحديث (279/ 173)، والمُقْحِمات: أي الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النَّار وتقحمهم إياها، والتقحم: الوقوع في المهالك (النووي، شرح صحيح مسلم 3/ 3). (¬3) ليست في مخطوطة برلين. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى: (ولقد) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬5) ساقطة من المخطوطة. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 156 - 157، كتاب الإيمان (1)، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجّال (75)، الحديث (278/ 172).

فصل في المعجزات

فصل في المُعْجِزَاتِ [مِنَ الصِّحَاحِ:] 4582 - عن أنس بن مالِك رضي اللَّه عنه، أنَّ أبا بَكْر الصِّدِّيق قال: "نَظرتُ إلى أقدامِ المشركينَ على رُؤوسِنا ونحنُ في الغار، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه لوْ أنَّ أحدَهُمْ نظرَ إلى قَدمِهِ أبْصَرَنا فقال: يا أبا بَكْرٍ ما ظنُّكَ باثنينِ اللَّه ثالِثُهُما" (¬1). 4583 - وقال البَراء بن عازِب لأبي بَكْر (¬2): "يا أبا بَكْرٍ حدِّثْنِي كيفَ صَنَعْتُما حِينَ سَرَيْتَ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. قال: أسْرَيْنا لَيْلَتَنا ومِنَ الغدِ حتَّى قامَ قائِمُ الظَّهيرَةِ وخَلا الطريق لا يَمُرُّ فيهِ أحدٌ، فرُفِعَتْ لنا صَخرةٌ طويلةٌ لها ظِلٌّ لمْ تأتِ عليهِ الشَّمسُ، فنزَلْنا عِندَهُ، وسَوَّيْتُ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مكانًا بيدِي فنامَ عليهِ، وبَسَطْتُ عليهِ فَرْوَةً (¬3) وقلتُ: نَمْ يا رسولَ اللَّه وأنا أنفُضُ ما حَوْلَكَ، فنامَ وخرجتُ أنفُضُ ما حَوْلَهُ، فإذا أنا براعٍ مُقبلٍ، قلتُ: أفي غَنَمِكَ لَبَنٌ؟ قال: نعمْ، قلتُ: أفتَحلِبُ لي؟ قال: نعمْ، فأخذَ شاةً فحلبَ في قَعْبٍ كُثْبةً منْ لَبَنٍ، ومعِي إدواةٌ حَملتُها للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يَرْتَوِي فيها، يَشربُ (¬4) ويتوضّأ، فأتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُ، فوافَقْتُهُ حتَّى اسْتَيْقظَ، فصَبَبْتُ مِنَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 8، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب المهاجرين وفضلهم (2)، الحديث (3653)، ومسلم في الصحيح 4/ 1854، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر الصدّيق رضي اللَّه عنه (1)، الحديث (1/ 2381). (¬2) كذا في المطبوعة، والحديث قد أخرجه البخاري ومسلم من رواية البراء بن عازب رضي اللَّه عنهما قال: "جاء أبو بكر رضي اللَّه عنه إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا، فقال لعازب: ابعث ابنك يحمله معي، قال: فحملته معه، وخرج أبي ينتقد ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر حدِّثني كيف صنعتما حين سريت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .". (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى: (بردة) والتصويب من المخطوطة وصحيحي البخاري ومسلم. (¬4) تصحفت في المخطوطة إلى (ويشرب) والتصويب من المطبوعة وصحيح البخاري.

الماءِ على اللَّبَنِ حتَّى برَدَ أسفَلُهُ، فقلتُ: اشرَبْ يا رسولَ اللَّه، فشَرِبَ حتَّى رضيتُ، ثمَّ قال: ألَمْ يَأْنِ للرَّحيلِ؟ قلتُ: بلَى [قال] (¬1): فارتحَلْنا بعدَ ما مالَتِ الشَّمسُ، واتَّبَعَنا سُراقَةُ بنُ مالكٍ، فقلتُ: أُتِينا يا رسولَ اللَّه، فقال: لا تَحزَنْ إنَّ اللَّه مَعنا. فدَعا عليه النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فارتَطَمَتْ بهِ فرَسُهُ إلى بَطنِها في جَلَدٍ مِنَ الأرض، فقال: إنِّي أراكُما دعوتُما عليَّ فادعُوَا لي فاللَّهُ لكُما أنْ أرُدَّ عنكُما الطَلَب فدَعا لهُ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فَنجا، فجعلَ لا يَلقَى أحدًا إلَّا قال: كُفيتُمْ ما هُنَا، فلا يَلقَى [أحدًا] (1)، إلَّا ردَّهُ" (¬2). 4584 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "سمعَ عبدُ اللَّه بنُ سَلامٍ بمقدَمِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليّ وسلم [وهوَ] (¬3) في أرضٍ يَخْترِفُ، فَأتَى النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: إنِّي سائِلُكَ عنْ ثلاثٍ لا يعلَمُهُنَّ إلّا نبيٌّ: فما أوّلُ أشراطِ الساعةِ؟ وما أوّلُ طعامِ أهلِ الجنَّةِ؟ وما يَنْزِعُ الولدَ إلى أبيهِ أوْ إلى أُمِّهِ؟ قال (¬4): أخبَرنِي بهنَّ جِبريلُ آنِفًا، أمّا أوّلُ أشراطِ الساعةِ فنارٌ تحشُرُ النَّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إلى المَغْرِبِ، وأما أولُ طعامٍ يأْكُلُهُ أهلُ الجنَّةِ فزيادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وإذا سبقَ ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةَ نَزَعَ الوَلدَ، وإذا سبقَ ماءُ ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي موجودة عند البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 622، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوّة في الإسلام (25)، الحديث (3615)، ومسلم في الصحيح 4/ 2309 - 2310، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب في حديث الهجرة، ويقال له: حديث الرَّحْل (19)، الحديث (75/ 2009)، قوله: "أنفض ما حولك" أي أحرس وأطوف حولك، هل أرى أحدًا من الطّلب. والقعْب: القدح الصغير. وقوله: "كُثبة من لبن" أي قليل منه، وكل ما جمعته من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلًا فهو كُثبة، والجمع كُثَب. والجلد: الأرض الغليظة الصلبة. وقوله "ارتطمت به فرسه" أي ارتبكت، يقال: ارتطم الحمار في الوحل، أي ساخ فيه (البغوي، شرح السنة 13/ 370، كتاب الفضائل، باب الهجرة). (¬3) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي عند المؤلف في شرح السنة 13/ 372، وعند البخاري. (¬4) في المطبوعة: (فقال) والتصويب من المخطوطة وشرح السنة وصحيح البخاري.

المرأةِ نَزَعَتْ، قال: أشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللَّه وأنَّكَ رسول اللَّه، يا رسولَ اللَّه إنَّ اليهودَ قومٌ بُهْتٌ (¬1) وإنَّهُمْ إنْ يَعلموا بإسلامِي قبلَ أن تسألَهُمْ يَبْهتوني. فجاءَت اليهودُ، فقال: أيُّ رجلٍ عبدُ اللَّه فيكُمْ؟ قالوا: خَيْرُنا وابنُ خَيْرِنا (¬2) وسيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، قال: أرأَيْتُمْ إنْ أسلَمَ عبدُ اللَّه بنُ سَلامٍ؟ قالوا: أعاذَهُ اللَّه منْ ذلكَ، فخرجَ عبدُ اللَّه فقال: أشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، فقالوا: شَرُّنا وابنُ شَرِّنا، فانتقَصُوهُ (¬3) قال (¬4): هذا الذي كنتُ أخافُ يا رسولَ اللَّه" (¬5). 4585 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم شاوَرَ (¬6) حينَ بلَغَنا إقْبالُ أبي سُفْيانَ. فقامَ سعدٌ بنُ عُبادَةَ فقال: يا رسول اللَّه والّذِي نفسِي بيدِهِ لوْ أمَرْتَنَا أنْ نُخِيضَها البحرَ لأخَضْناها، ولوْ أمَرْتَنا أنْ نَضْرِبَ أكبادَها إلى بَرْكِ الغِمادِ لفعَلْنا. قال: فندَبَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم النَّاسَ فانطلَقُوا حتَّى نزَلُوا بَدْرًا. فقالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هذا مَصْرَعُ فلانٍ. ويَضعُ يَدهُ على الأرضِ ها هنا وها هنا، قال: فما ماطَ أحدُهُمْ عن مَوْضِعِ يَدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم" (¬7). ¬

_ (¬1) قَوْمٌ بُهْتٌ: جمع بهوت من بناء المبالغة في البهتان. (¬2) وردت في المخطوطة والمطبوعة "حبرنا وابن حبرنا" والتصويب من شرح السنة للمؤلف وصحيح البخاري. (¬3) فانتقصوه: من النقص أي العيب. (¬4) في المطبوعة: (فقال)، والتصويب من المخطوطة وشرح السُّنَّة وصحيح البخاري. (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 362، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب خلق آدم وذرِّيَّته (1)، الحديث (3329)، وفي 7/ 272، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب (51)، الحديث (3938) وفي 8/ 165، كتاب التفسير (65)، سورة البقرة (2)، باب قوله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [الآية (97)] (6)، الحديث (4480)، قوله: "يخترف" أي يجتني من الفواكه. وقوله: "وما ينزع الوَلَد" أي: وما يشبهه. (¬6) في المطبوعة: (شَاوَرَنَا) والتصويب من المخطوطة، وصحيح مسلم. (¬7) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1403 - 1404، كتاب الجهاد (32)، باب غزوة بدر (30)، الحديث (83/ 1779)، قوله: "أنَّ نُخيضها" يعني الخيل. ونضرب أكبادها: تكليف الدابة =

4586 - وعن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ وهوَ في قُبّةِ [أدَمٍ] (¬1) يومَ بَدْرٍ: اللَّهمَّ أَنشُدُكَ عهدَكَ ووعدَكَ، اللَّهمَّ إنْ تَشأُ لا تُعبَدْ بعدَ اليومِ: فأخذَ أبو بَكْرٍ بيَدِهِ فقالَ: حَسْبُكَ (¬2) يا رسولَ اللَّه ألْحَحْتَ على ربِّك، فخرجَ وهوَ يَثبُ في الدِّرْعِ وهوَ يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (¬3) " (¬4). 4587 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه "أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ يومَ بَدْرٍ: هذا جِبريل آخِذٌ برأسِ فرَسهِ عليهِ أداةُ الحرب" (¬5). 4588 - وقال ابن عباس رضي اللَّه عنه: "بَيْنما رجلٌ مِنَ المسلمينَ يومئذٍ يَشتَدُّ في أثَرِ رجلٍ مِنَ المشركينَ أمامَهُ إذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بالسَّوْطِ فَوقَهُ: وصَوْتَ الفارِسِ يقول: أقْدِمْ حَيْزومُ، إذْ نظرَ إلى المشركِ أمامَهُ خَرَّ مُسْتلقيًا، فنظرَ إليهِ فإذا هوَ قدْ خُطِمَ أنفُهُ وشُقَّ وجهُهُ كضَرْبةِ السَّوْطِ، فاخْضَرَّ ذلكَ ¬

_ = بالسير بأبلغ ما يمكن. و"برك الغماد" هو موضع من وراء مكّة، بخمس ليال بناحية الساحل وقيل بلدتان. وندب: دعا. و"ماط" أي تباعد (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 124 - 126). (¬1) ساقطة من المخطوطة، وليست عند البخاري. وقبة الأدم هي البنيان، وتطلق على الشيء المدور. (¬2) العبارة في مخطوطة برلين (حَسْبُك اللَّه)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو لفظ المؤلف في شرح السنة 13/ 378، ولفظ البخاري. (¬3) سورة القمر (54)، الآية (45). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 99، كتاب الجهاد (56)، باب ما قيل في درع النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (89)، الحديث (2915)، وفي 7/ 287، كتاب المغازي (64)، باب قول اللَّه تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال (8)، الآية (9)] (4)، الحديث (3953)، وفي 8/ 619، كتاب التفسير (65)، سورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} - القمر- (54)، باب قوله: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (5)، الحديث (4875). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 312، كتاب المغازي (64)، باب شهود الملائكة بدرًا (11)، الحديث (3995).

أجْمَعُ، فجاءَ الأنصاريُّ فحدَّثَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: صَدَقْتَ، ذلكَ منْ مَدَدِ السَّماءِ الثالِثةِ" (¬1). 4589 - وقال سعد بن أبي وقّاص رضي اللَّه عنه: "رأيتُ عنْ يَمينِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وعَنْ شِمالِه يومَ أُحُدٍ رجلَيْنِ عليهِما ثِيابٌ بِيضٌ يُقاتِلانِ كأشَدِّ القِتالِ، ما رأَيْتُهُما قبلُ ولا بعدُ، يَعني جِبريلَ ومِيكائِيلَ" (¬2). 4590 - وعن البَراء قال: "بَعثَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم رَهْطًا إلى أبي رافِعٍ فدخلَ عليهِ عبدُ اللَّه بنُ عَتِيكٍ بيتَهُ ليلًا وهوَ نائِمٌ فقتَلَهُ، فقالَ عبدُ اللَّه بنُ عَتِيكٍ: فوضعْتُ السيفَ في بطنِه حتَّى أخذَ في ظهرِهِ فعرَفْتُ أنِّي قتلتُهُ، فجعلتُ أفتحُ الأبوابَ حتَّى انتهَيْتُ إلى درجةٍ فوضعْتُ رِجلي فوقعْتُ في ليلةٍ مُقْمِرَةٍ، فانكسَرَتْ ساقي، فعصَبْتُها بِعمامةٍ، فانطلَقْتُ إلى أصحابي فانتَهَيْتُ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فحدَّثتُهُ فقال: ابْسُطْ رِجلَكَ فبسَطْتُ رِجلي فمسَحَها، فكأنَّما [لمْ] (¬3) أشتَكِها قطُّ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1384، كتاب الجهاد (32)، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر (18)، الحديث (58/ 1763)، وحَيْزوم: هو اسم فرس الملك، والخطم: الأثر على الأنف (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 85 - 86). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 358، كتاب المغازي (64)، باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [آل عمران (3)، الآية (122)] (18)، الحديث (4054)، ومسلم في الصحيح 4/ 1802، كتاب الفضائل (43)، باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم أُحُد (10)، الحديث (46/ 2306). (¬3) ساقطة من المخطوطة. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 155، كتاب الجهاد (56)، باب قتل النائم المشرك (155)، الحديث (3022)، وفي 7/ 340 - 342، كتاب المغازي (64)، باب قتل أبي رافع عبد اللَّه ابن أبي الحُقيق. . . (16)، الحديث (4038) و (4039) و (4040).

4591 - وقال جابر: "إنَّا يومَ الخَنْدَقِ نَحفِرُ فعرَضَتْ (¬1) كُدْيَةٌ شديدةٌ، فجاءُوا النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا: هذِه كُدْيَةٌ عَرضَتْ في الخَنْدَقِ، فقال: أنا نازِلٌ: ثمَّ قامَ وبطنُهُ مَعصوبٌ بحجَرٍ، ولَبِثْنا ثلاثةَ أيّامٍ لا نَذوقُ ذَواقًا، فأخذَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم المِعْوَلَ فضربَ فعادَ كَثيبًا أهْيَلَ، فانْكَفأْتُ إلى امرأَتِي فقلتُ: هلْ عِندَكِ شيءٌ فإنِّي رأيتُ بالنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم خَمَصًا شديدًا، فأخرجَتْ جِرابًا فيهِ صاعٌ مِنْ شَعيرٍ، ولنا بُهَيْمةٌ داجِنٌ فذبَحْتُها، وطَحنَتِ الشَّعيرَ، حتَّى جَعلْنا اللَّحْمَ في البُرْمَةِ، ثمَّ جِئت النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فسارَرْتُهُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّه ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لنا وطَحَنَتْ صاعًا مِنْ شَعيرٍ، فتعالَ أنتَ ونَفَرٌ معَكَ فصاحَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: يا أهلَ الخَنْدَقِ إنَّ جابِرًا صَنَع سُورًا فَحَيَّ هَلا بكُمْ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لا تُنْزِلنَّ بُرْمَتَكُمْ ولا تَخْبِزُنَّ عَجينَكُمْ حتَّى أَجِيءَ. وجاءَ فأخرَجَتْ لهُ عَجينًا فبَصق (2) فيهِ وباركَ، ثمَّ عَمَدَ إلى بُرْمَتِنا فبَصقَ (¬2) وباركَ، ثمَّ قال: ادْعُ خابِزةً فلتَخْبِزْ معَكِ، واقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكمْ ولا تُنزِلوها. وهُمْ ألفٌ فأُقسِمُ باللَّه لأكَلوا حتَّى تَركوه وانحَرَفوا، وإنَّ بُرْمَتَنا لَتَغِطُّ كما هِيَ، وإنَّ عَجينَنا لَيُخْبَزُ كما هوَ" (¬3). ¬

_ (¬1) العبارة في المخطوطة (فَعَرَضَتْ في الخندق)، والزيادة ليست في المطبوعة ولا في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 5، ولا عند البخاري. (¬2) في المخطوطة (فَبَسَقَ)، والتصويب من المطبوعة وصحيح البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 395 - 396، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب (19)، الحديث (4101) و (4102)، ومسلم في الصحيح 3/ 1610 - 1611، كتاب الأشربة (36)، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك. . . (20)، الحديث (141/ 2039). خَمصًا: هو بفتح الخاء والميم أي رأيته ضامر البطن من الجوع. والجِراب: وعاء من جلد. والصاع = 2.751 كلغ تقريبًا. والداجن: ما ألف البيوت. والسور: بضم السين وإسكان الواو غير مهموز وهو الطَّعام الذي يدعى إليه، وقيل الطَّعام مطلقًا، وهي لفظة فارسية. وقوله "اقدحي من برمتكم" أي اغرفي والقدح المغرفة. =

4592 - وقال أبو قتادة: "إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لِعمَّارٍ حِينَ يَحفِرُ الخَنْدَقَ، فجَعلَ يَمسحُ رأسَهُ ويقول: بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ، تَقتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ" (¬1). 4593 - وقال سُلَيمان بن صُرَد: "قالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم حِينَ أُجْلِيَ الأحزابُ عنهُ: الآنَ نَغزوهُمْ ولا يَغزونَنا، نحنُ نَسيرُ إليهِمْ" (¬2). 4594 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "لمَّا رجعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِنَ الخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلاحَ واغْتَسلَ، أتاهُ جِبريلُ وهو يَنْفُضُ رأسَهُ مِنَ الغُبارِ، فقالَ: قَدْ وضعْتَ السِّلاحَ، واللَّهِ ما وضعتهُ اخرُجْ إليهِمْ. قالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: فأيْنَ؟ فأشارَ إلى [بَني] (¬3) قُرَيْظَة" (¬4). ¬

_ = وقوله: "حتَّى تركوه وانحرفوا" أي شبعوا وانصرفوا. وقوله: "تغِطّ" أي تغلي ويسمع غليانها (النووي، شرح صحيح مسلم 13/ 215 - 217). الكُدْية: هي القطعة الصلبة الصمّاء. وقوله: "كثيبًا أهيل" أي صار رملًا يسيل ولا يتماسك والبرمة: القدر. وقوله: "حيّ هلا بكم" هي كلمة استدعاء فيها حث؛ أي هلموا مسرعين (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 7/ 397 - 399). (¬1) أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه في الصحيح 4/ 2235 - 2236، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (18)، الحديث (70/ 2915) و (71/ 2915) وأخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه بنحو لفظ المصنِّف في الصحيح 1/ 541، كتاب الصلاة (8)، باب التعاون في بناء المسجد (63)، الحديث (447). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 405، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب (19)، الحديث (4109) و (4110). (¬3) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 9. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 407، كنإب المغازي (64)، باب مرجع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأحزاب. . . (30)، الحديث (4117)، ومسلم في الصحيح 3/ 1389، كتاب الجهاد (32)، باب جواز قتال من نقض العهد. . . (22)، الحديث (65/ 1769).

4595 - قال أنس: "كأنِّي أنظُرُ إلى الغُبارِ ساطِعًا في زُقاقِ بَني غَنْم مِنْ مَوْكِبِ جِبريلَ عليه السلام حِينَ سارَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى بني قُرَيْظَة" (¬1). 4596 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "عَطِشَ النَّاسُ يومَ الحُدَيْبِيَةِ ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بينَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فتَوضّأَ منها، ثمَّ أقبلَ النَّاسُ نحوَهُ، قالوا: ليسَ عندَنا ماءٌ نَتوضّأُ بهِ ونشربُ إلَّا ما في رَكْوَّتِكَ، فوَضَعَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَدَهُ في الرَّكْوَة، فَجَعَلَ الماءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيونِ، قال: فشَرِبْنا وتَوضّأْنا. قيلَ لجابرٍ: كَمْ كُنْتُم؟ قال: لوْ كُنَّا مِائةَ ألْفٍ لَكَفانا، كُنَّا خَمسَ عَشرةَ مِائةً" (¬2). 4597 - وقال البَراء بن عازِب رضي اللَّه عنه: "كُنَّا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أربع عَشَرةَ مِائةً يومَ الحُدَيْبِيَة، والحُدَيْبِيَةُ بِئرٌ، فنَزَحْناها فلمْ نترُكْ فيها قَطْرةً، فبلَغَ ذلكَ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فأَتاها فجلَسَ على شَفِيرِها، ثُمَّ دَعا بإناءٍ مِنْ ماءٍ فتوضّأَ، ثمَّ مَضْمَضَ ودَعا، ثمَّ صَبَّهُ فيها، ثمَّ قالَ: دَعوها ساعةً. فأَرْوَوا أنفُسَهُمْ ورِكابَهُمْ حتَّى ارتَحلوا" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 407، كتاب المغازي (64)، باب مرجع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأحزاب. . . (30)، الحديث (4118). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 581، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوّة في الإسلام (25)، الحديث (3576)، وفي 7/ 441، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الحديبية (35)، الحديث (4152)، واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1484، كتاب الإمارة (33)، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. . . (18)، الحديث (73/ 1856)، والركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، والجمع رِكاء (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 261). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 581، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوّة في الإسلام (25)، الحديث (3577)، وفي 7/ 441، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الحديببة (35)، الحديث (4150) و (4151). والنزح: هو أخذ الماء شيئًا بعد شيء إلى أن =

4598 - وقال عِمْران بن حُصَيْن رضي اللَّه عنه: "كُنَّا في سَفَرٍ مَعَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاشتَكَى إليهِ النَّاسُ مِنَ العَطشِ، فنزَلَ فدَعا فُلانًا (¬1) ودَعا عليًّا فقال: اذْهَبا فابتَغِيا الماءَ. فانطلَقا فلَقِيا امرأةً بينَ مَزادَتَيْنِ -أو سَطيحَتَيْنِ- منْ ماءٍ، فجاءا بها إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فاستَنْزَلوها عن (¬2) بَعيرِها، ودَعا النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بإناءٍ ففرَّغَ فيهِ منْ أفواهِ المَزادَتَيْنِ، ونُودِيَ في النَّاسِ: اسْقوا واسْتَقوا، قال: فشَرِبنا عِطاشًا أربعينَ رجلًا حتَّى رَوِينا، فمَلأْنا كُلَّ قِرْبَةٍ معَنا وإداوَةٍ، وايمُ اللَّه لقدْ أُقلِعَ عنها وإنّهُ لَيُخيَّلُ إلَيْنا أنَّها أشدُّ مِلْأً منها حِينَ ابتَدأَ" (¬3). 4599 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "سِرْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى نَزَلنا وادِيًا أفْيَحَ، فذهبَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَقْضِي حاجتَهُ فلمْ يرَ شيئًا يَسْتتِرُ بهِ، وإذا شَجَرتانِ بشاطئِ الوادِي، فانطلَقَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى إحْداهُما فأخذَ بغُصْنٍ منْ أغصانِها فقال: انْقادِي عليَّ بإذنِ اللَّه. فانقادَتْ معهُ كالبَعيرِ المَخْشوشِ الذي يُصانِعُ قائِدَهُ ¬

_ = لا يبقى منه شيء، والرِّكاب: الإبل التي يسار عليها (الحافظ ابن حجر، منح الباري 7/ 442)، وشفيرها: أي طرفها. (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى (بلالًا) والتصويب من المطبوعة، وصحيح البخاري، قال الحافظ ابن حجر، في فتح الباري 1/ 451: (هو عمران بن حصين، ويدل على ذلك قوله في رواية سلم بن زرير عند مسلم: "ثم عجلني النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في ركب بين يديه نطلب الماء"). (¬2) كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة: (مِنْ). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 447 - 448، كتاب التيمم (7)، باب الصعيد الطيّب وضوء المسلم يكفيه من الماء (6)، الحديث (344)، وفي 6/ 580، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3571)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 474 - 475، كتاب المساجد (5)، باب قضاء الصَّلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها (55)، الحديث (312/ 682)، والمزادة: هي أكبر من القربة، والمزادتان حمل البعير، سميت مزادة لأنه يزاد فيها من جلد آخر من غيرها (النووي، شرح صحيح مسلم 5/ 190 - 191).

حتَّى أتى الشَّجَرَةَ الأُخرَى، فأخذَ بغُصْنٍ منْ أغصانِها فقال: انقادِي عليَّ بإذنِ اللَّه. فانقادَتْ معهُ كذلك، حتَّى إذا كانَ بالمَنْصَفِ ممَّا بينهُما قال: التَئِما عليَّ بإذنِ اللَّه. فالتَأَمَتا، فجلسْتُ أُحدِّثُ نفسِي، فحانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ فإذا أنا برسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُقبِلًا، وإذا الشَّجَرتانِ قدْ افْتَرَقَتَا، فقامَتْ كُلُّ واحِدةٍ منهُما على ساقٍ" (¬1). 4600 - عن يزيد بن أبي عُبَيْد (¬2) رضي اللَّه عنهما قال: "رأيتُ أثَرَ ضَرْبةٍ في ساقِ سَلَمةَ بنِ الأكْوَعِ رَضي اللَّه عنه فقلت: يا أبا مُسلمِ ما هذِه الضَّرْبةُ؟ قال: ضَرْبةٌ أصابَتْنِي يومَ خَيْبَرَ فقالَ النَّاسُ: أُصيبَ سلَمَةُ، فأتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فنَفثَ فيهِ (¬3) ثلاثَ نَفَثات، فما اشْتَكَيْتُها حتَّى الساعةَ" (¬4) 4601 - وقال سهْل بن سعد رضي اللَّه عنه: "قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ هذِه الرايةَ غدًا رجلًا يَفتحُ اللَّه على يَديهِ يُحبُّ اللَّه ورسولَهُ ويُحبُّهُ اللَّه ورسولُهُ. فلمَّا أصبحَ النَّاسُ غَدَوْا على ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2306 - 2307، كتاب الزهد (53)، باب حديث جابر الطَّويل (18)، الحديث (74/ 3012)، وأفيح: أي واسعًا. وشاطئ الوادي: أي جانبه. والبعير المخشوش: هو الذي يجعل في أنفه خِشاش بكسر الخاء، وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبًا ويشدّ فيه حبل ليذل وينقاد، وقد يتمانع لصعوبته فإذا اشتدّ عليه وآلمه انقاد شيئًا، ولهذا قال: "الذي يصانع قائده" (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 143). (¬2) هو شيخ شيخ البخاري، ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 368، الترجمة (296)، وقال: (يزيد بن أبي عبيد الأسلمي، مولى سلمة بن الأكوع -الصحابي- ثقة، من الرابعة، مات سنة بضع وأربعين ومائة، روي له الستة). (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (فيها) والتصويب من المخطوطة وصحيح البخاري. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 475، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4206). والنفث فوق النفخ ودون التفل، وقد يكون بغير ريق بخلاف التفل، وقد يكون بريق خفيف بخلاف النفخ (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 7/ 475).

رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال أَيْنَ عليُّ بنَ أبي طالِبِ؟ فقالوا: هوَ يا رسولَ اللَّه يَشْتَكِي عَيْنَهُ، فأُتِيَ بهِ، فبَصقَ في عَيْنهِ ودَعا لهُ فبرَأَ حتَّى [كأنْ] (¬1) لَمْ يَكُنْ بهِ وجَعٌ، فأعطاهُ الرايةَ" (¬2). 4602 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "نَعى النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم زَيْدًا وجَعفرًا وابنَ رَواحةَ للناسِ قبلَ أنْ يأتيَهُمْ خبرُهُمْ فقال: أخذَ الرايةَ زَيْدٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخذَ جعفَرٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخذَ ابنُ رَواحَةَ فأُصيبَ، وعَيْناهُ تَذرِفان، حتَّى أخذَ الرايةَ سَيْفٌ منْ سُيوفِ اللَّه -يَعني خالدَ بنَ الوليدِ رضي اللَّه عنه- حتَّى فتحَ اللَّه عليهِم" (¬3). 4603 - وقال عبّاس رضي اللَّه عنه: "شَهِدتُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومَ حُنَيْنٍ، فلمَّا الْتَقَى المسلمونَ والكُفَّارُ وَلَّى المسلمونَ مُدبِرينَ، فطفِقَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَرْكُضُ بَغلتَهُ قِبَلَ الكُفَّارِ وأنا آخِذٌ بلِجامِ بَغلةِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أكُفُّها إرادَةَ أن لا تُسرِعَ، وأبو سُفيانَ بنُ الحارِثِ رضيَ اللَّه عنهُ (¬4) آخِذٌ برِكابِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 111، كتاب الجهاد (56)، باب دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الناس إلى الإِسلام والنبوّة (102)، الحديث (2942)، وفي 7/ 476، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4210)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1872، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه (4)، الحديث (34/ 2406) وسيأتي هذا الحديث أيضًا برقم (4764). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 116، كتاب الجنائز (23)، باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه (4)، الحديث (1246)، وفي 7/ 512، كتاب المغازي (64)، باب غزوة مُؤتة من أرض الشام (44)، الحديث (4262)، وزيد: هو زيد بن حارثة، وجعفر: هو ابن أبي طالب، وابن رواحة: هو عبد اللَّه بن رواحة. وهذه الغزوة غزوة مؤتة قرية بالشام وكانت في السنة الثامنة للهجرة وكان المسلمون ثلاثة آلاف والروم مع هرقل مائة ألف. (¬4) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب هو ابن عم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال جماعة من العلماء: اسمه هو كنيته، وقال آخرون: اسمه المغيرة (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 113).

وسلم، فنظرَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ على بَغلتِهِ كالمُتطاوِلِ عليْها إلى قِتالهِمْ فقال: هذا حِينَ حَمِيَ الوَطِيسُ. ثُمَّ أخذَ حَصَياتٍ فرَمَى بهِنَّ وجُوهَ الكُفّارِ ثمّ قال: انهَزَموا ورَبِّ محمّدٍ فواللَّهِ ما هوَ إلَّا أنْ رَماهُمْ بحَصَياتِهِ، فما زِلْتُ أرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا وأمْرَهُمْ مُدبرًا" (¬1). 4604 - وقيل للبَراءِ بنِ عازِبٍ رضيَ اللَّه عنهُ: أفَرَرْتُمْ يومَ حُنَيْنٍ؟ قال: لا واللَّه ما ولَّى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولكنْ خرجَ شُبَّانُ أصحابهِ ليسَ عليهِمْ كثيرُ سِلاحٍ، فلَقُوا قَومًا رُماةً لا يَكادُ يَسقُطُ لهُمْ سَهْمٌ فرَشَقُوهُمْ رِشْقًا ما يَكادونَ يُخطِئونَ، فأقبَلُوا هُناكَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على بَغلتِهِ البيضاء، وأبو سُفيانَ بنُ الحارِثِ رضيَ اللَّه عنهُ يقودُهُ، فنزلَ واستنصَرَ وقال: أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ ... أنا ابنُ عبدِ المُطّلِبْ ثمَّ صَفَّهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1398، كتاب الجهاد (32)، باب في غزوة حنين (28)، الحديث (76/ 1775)، وحنين: وادٍ بين مكّة والطائف وراء عرفات بينه وبين مكّة بضعة عشر ميلًا. والوطيس: قال الأكثرون هو شبه التنور يسجر فيه ويضرب مثلًا لشدّة الحرب التي يشبه حرّها حرّه، وقد قال آخرون: الوطيس هو التنور نفسه، وقال الأصمعي: هي حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد يطأ عليها، فيقال: الآن حمي الوطيس، وقيل هو الضرب في الحرب، وقيل هو الحرب الذي يطيس النَّاس أي يدقهم، وقالوا: وهذه اللفظة من فصيح الكلام وبديعه الذي لم يسمع من أحد قبل النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقوله: "فما زلت أرى حدّهم كليلًا" أي ما زلت أرى قوتهم ضعيفة (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 113 - 117). (¬2) متفق عليه، من رواية أبي إسحاق -عمرو بن عبد اللَّه السَّبيعي- قال: قال رجل للبراء: يا أبا عُمارة أفررتم يوم حنين؟. . . أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 105، كتاب الجهاد (56)، باب من صفَّ أصحابه عند الهزيمة. . . (97)، الحديث (2930)، وفي 8/ 27 - 28، كتاب المغازي (64)، باب قول اللَّه تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ. . .} [التوبة: (9)، الآية (25)]، الحديث (4315) و (4316) و (4317). وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1400، كتاب الجهاد (32)، باب في غزوة حنين (28)، الحديث (78/ 1776)، =

4605 - قال البراء: "كُنَّا واللَّه إذا احْمَرَّ البأسُ نتَّقِي بِهِ، وإنَّ الشُّجاعَ مِنّا لَلَّذِي يُحاذِي به، يَعني النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 4606 - وقال سلمة بن الْأَكْوَع رضي اللَّه عنه: "غَزَوْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حُنَيْنًا، فوَلَّى صَحابةُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فلمَّا غَشُوا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نزلَ عن البَغْلةِ ثُمَّ قبضَ قَبْضةً مِنْ تُرابٍ مِنَ الأرضِ ثمَّ استقبلَ بها وجوهَهُمْ، فقال: شاهَتِ الوُجوهُ. فما خلقَ اللَّه مَنهُمْ إنسانًا إلَّا ملأَ عَيْنَيْهِ تُرابًا بتلكَ القَبْضةِ، فوَلَّوْا مُدبِرينَ" (¬2). 4607 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "شَهِدْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حُنَيْنًا (¬3)، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لرجُلٍ ممّنْ معهُ يَدَّعِي الإِسلامَ: هذا منْ أهلِ النَّارِ. فلمَّا حضرَ القِتالُ قاتَلَ الرجُلُ مِنْ أشدِّ القِتالِ وكثُرَتْ بهِ الجِراح، فجاءَ رجلٌ فقال: يا رسولَ اللَّه أرأيتَ الذِي تُحدِّثُ أنّهُ منْ أهلِ النَّارِ، قد قاتَلَ في سبيلِ اللَّه منْ أشدِّ القِتالِ فكثُرَتْ بهِ الجِراحُ، فقال: أَمَا إنّهُ منْ أهلِ النَّارِ. فكادَ بعضُ ¬

_ = ورَشْقًا: هو بفتح الراء وهو مصدر، وأمَّا الرِّشق بالكسر فهو اسم للسهام التي ترميها الجماعة دفعة واحدة. واستنصر: أي دعا (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 118). (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1401، كتاب الجهاد (32)، باب في غزوة حنين (28)، الحديث (79/ 1776)، واحمرار البأس كناية عن شدة الحرب، واستعير ذلك لحمرة الدماء الحاصلة فيها في العادة، أو الاستعار الحرب واشتعالها كاحمرار الجمر (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 121). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1402، كتاب الجهاد (32)، باب في غزوة حنين (28)، الحديث (81/ 1777)، وقوله: "شاهت الوجوه" أي قبحت (النووي، شرح صحيح مسلم 12/ 122). (¬3) كذا في المخطوطة والمطبوعة وفي صحيح مسلم أيضًا "حنين"، قال النووي في شرح صحيح مسلم 2/ 122: (كذا وقع في الأصول، قال القاضي عياض رحمه اللَّه: صوابه خيبر بالخاء المعجمة)، وفي صحيح البخاري "خيبر".

المسلمينَ يَرتابُ، فبَيْنما هُمْ (¬1) عَلَى ذلكَ إذْ وَجَدَ الرجلُ ألَمَ الجِراحِ فَأَهْوَى بيَدِه إلى كِنانتِهِ فانتزَعَ سَهْمًا فانتحَرَ بهِ، فاشتد رِجالٌ مِنَ المسلمينَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا: يا رسولَ اللَّه صدَّقَ اللَّه حَديثَكَ، قد انتحَرَ فُلانٌ وقتلَ نفسَه فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اللَّه أكبرُ أشهدُ أنِّي عبدُ اللَّه ورسولُهُ، يا بِلالُ قمْ فأذِّنْ: لا يَدخل الجنّةَ إلَّا مُؤْمِنٌ، وإنَّ اللَّه لَيُؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرجُلِ الفاجِرِ" (¬2). 4608 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "سُحِرَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى أنّهُ لَيُخَيَّلُ إليهِ أنّه فعلَ الشيءَ وما فعلَهُ، حتَّى إذا كانَ ذاتَ يومٍ عندِي دَعا اللَّه ودَعاهُ، ثمَّ قال: أشَعَرْتِ يا عائشةُ أنَّ اللَّه قدْ أفتانِي فيما استفتَيْتُهُ، جاءَنِي رجُلانِ، جلسَ أحدُهُما عندَ رأْسِي والآخرُ عندَ رِجْلِي ثمَّ قالَ أحدُهُما لصاحبِهِ: ما وَجَعُ الرجُلِ؟ قال: مَطْبوبٌ، قال: ومَنْ طَبَّهُ؟ قال: لَبيدُ بنُ الأعْصَمِ اليهوديُّ، قال: فيماذا؟ قال: في مُشْطٍ ومُشاطَةٍ وجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ، قال: فأينَ هوَ؟ قال: في بئرِ ذَرْوانَ. فذهبَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في أُناسٍ منْ أصحابِه إلى البئر فقال: هذِهِ البئرُ التي أُريتُها، وكأَنَّ ماءَها نُقاعَةُ الحِنّاءِ، وكأَنَّ نَخْلَها رؤوسُ الشياطينِ. فاستخرجَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (هو)، والعبارة في المخطوطة: (فبينما هو ذلك) والتصويب من صحيحَيْ البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 179، كتاب الجهاد (56)، باب إنّ اللَّه يؤيّد الدين بالرجل الفاجر (182)، الحديث (3062)، وفي 7/ 471، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4203) و (4204)، وفي 11/ 498، كتاب القدر (82)، باب العمل بالخواتيم (5)، الحديث (6606)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 105، كتاب الإِيمان (1)، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. . . (47)، الحديث (178/ 111)، والكِنانة: أي الجعبة وهي ظرف السهم. وقوله "فاشتد رجال" أي أسرعوا. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 334، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3268)، وفي 10/ 221، كتاب الطبّ (76)، باب السِّحْر (47)، الحديث (5763)، وفي 10/ 232 - 233، بساب هل يستخرج السِّحْر (49)، =

4609 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال: "بَيْنما نحنُ عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أتاهُ ذُو الخُوَيْصِرَةِ، وهوَ رجلٌ منْ بَني تَميم، فقال: يا رسولَ اللَّه اعدِلْ، فقال: ويلَكَ فمَنْ يَعدِلُ إذا لمْ أعدِلْ، قدْ (¬1) خِبْتُ وخَسِرْتُ (¬2) [إنْ لمْ أكُنْ أعدِلُ] (¬3) فقال عمرُ: ائْذَنْ لي أضرِبْ عُنُقَهُ، فقال: دَعْهُ فإنَّ لهُ أصحابًا يَحقِرُ أحدُكُمْ صَلاتَهُ معَ صَلاتِهِمْ، وصِيامَهُ معَ صِيامِهِمْ، يَقرأُونَ القُرآنَ لا يجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرقُ السهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ: يُنْظَرُ إلى نَصْلِهِ، إلى رِصافِهِ؛ إلى نَضِيِّهِ -وهو قِدْحِهِ-؛ إلى قُذَذِهِ فلا يُوجدُ فيهِ شيءٌ، قَدْ سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ، آيتُهُمْ رجلٌ أسودُ إحدَى عضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المرأة، أو مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، ¬

_ = الحديث (5765)، وفي 10/ 235 - 236، باب السِّحْر (50)، الحديث (5766)، وفي 11/ 193، كتاب الدعوات (80)، باب تكرير الدعاء (57)، الحديث (6391)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1719 - 1720، كتاب السلام (39)، باب السِّحْر (17)، الحديث (43/ 2189)، قوله: "مطبوب" أي مسحور يقال طُبّ الرجل بالضم إذا سحر، فكنوا عن السحر بالطب تفاؤلًا كما كنوا بالسليم عن اللديغ. والمُشاطة: هي الشعر الذي يسقط من الرأس أو اللحية عند تسريحه. وجُفّ: هو وعاء طلع النخل، وهو الغشاء الذي يكون عليه، ويطلق على الذكر والأنثى فلهذا قيّده في الحديث بقوله: "طلعة ذكر". وبئر ذَرْوان: هي بئر بالمدينة في بستان بني زُرَيْق، وقد وقع في جميع نسخ مسلم وفي بعض روايات البخاري "ذي أروان" وكلاهما صحيح والثاني أجود وأصح -أي ذي أروان- والنُّقاعة: بضم النون الماء الذي ينقع فيه الحناء (النووي، شرح صحيح مسلم 14/ 177). (¬1) في المخطوطة (فقد) والتصويب من المطبوعة، وكذا لفظ المؤلف في شرح السنة 10/ 224، ولفظ البخاري أيضًا. (¬2) قال النووي في شرح صحيح مسلم 7/ 159: (قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خبتُ وخسرتُ" روي بفتح التاء وبضمها، ومعنى الضم ظاهر، وتقدير الفتح خبتَ أنت أيها التابع إذا كنت لا أعدل لكونك تابعًا ومقتديًا بمن لا يعدل، والفتح أشهر واللَّه أعلم). (¬3) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ المؤلف في شرح السنة، وعند البخاري، والعبارة عند مسلم: (إِنْ لَم أعْدِلْ).

ويَخرُجونَ على حِينِ (¬1) فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ. قالَ أبو سعيد: أشهدُ أنِّي سمعتُ هذا الحديث منْ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأشهدُ أنَّ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ رضي اللَّه عنه قاتَلَهُمْ وأنا معَهُ، فأمرَ (¬2) بذلكَ الرَّجُلِ فالتُمِسَ، فأتِيَ بهِ حتَّى نَظرتُ إليهِ على نَعْتِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم الذي نَعَتَهُ" (¬3). وفي رواية: "أقبَلَ رجلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، ناتِئُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِف الوَجْنَتَيْنِ، مَحْلوقُ الرأسِ، فقال: يا محمّدُ اتَقِ اللَّه قال: فمَنْ (¬4) يُطيعُ اللَّه إذا عَصَيْتُهُ، فَيَأْمَنُني اللَّهُ على أهلِ الأرضِ ولا تأْمَنونني. فسألَ رجلٌ قَتْلَهُ فمنعَهُ، فلمّا ولَّى قال: إنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هذا قومًا يَقرأُونَ القُرآنَ لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقونَ مِنَ الإِسلامِ مُروقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فيَقتلونَ أهلَ ¬

_ (¬1) كذا في المخطوطة، وفي لفظ المؤلف في شرح السنة عند البخاري ومسلم. والعبارة في المطبوِعة: (خَيْر فِرقَةٍ)، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 6/ 619 (وفي رواية الكشمهيني على خَيْر، بخاءِ معجمة وراء، أي أفضل، وفِرقة بكسر الفاء أي طائفة، وهي رواية الإِسماعيلي، ويؤيّد الأول -حين فرقة- حديث مسلم). (¬2) أي عليّ رضي اللَّه عنه. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 617 - 618، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3610)، وفي 10/ 552، كتاب الأدب (78)، باب ما جاء في قول الرجل: ويلك (95)، الحديث (6163). وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 744، كتاب الزكاة (12)، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (47)، الحديث (148/ 1064)، قوله: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" قال القاضي: معناه يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق به شيء منه، والرمية هي الصيد المرمي. الرِّصاف: هو مدخل النصل من السهم. والنصل: هو حديدة السهم والقِدْح: عوده. والقُذذ: هو ريش السهم. والبضعة: هي القطعة من اللحم، وتدردر: معناه تضطرب وتذهب وتجيء. (النووي، شرح صحيح مسلم 7/ 159 - 166). والتراقي: جمع ترقوة وهي العظام بين نقرة الحلق والعاتق. وقوله: "قد سبق الفرث والدم" أي مرّ عليهما، والمعنى كما نفذ السهم في الرمية بحيث لم يتعلق به شيء من الروث والدم كذلك دخول هؤلاء في الإسلام ثم خروجهم منه سريعًا بحيث لم يؤثر فيهم. والْتُمسَ: أي طُلِبَ. وآيتهم: أي علامتهم. (¬4) كذا في المطبوعة، والعبارة في المخطوطة: (فقال: من يطيع اللَّه) وهو الموافق للفظ البخاري، والعبارة عند مسلم: (قال: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: فمن يُطع اللَّه).

الإِسلامِ ويَدَعونَ أهلَ الأوْثَانِ، لَئِنْ أدْرَكْتُهُمْ لأقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عادٍ" (¬1). 4610 - وقال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: "كنتُ أدعُو أُمِّي إلى (¬2) الإِسلامِ وهيَ مُشرِكةٌ، فدَعَوْتُها يومًا فأسمعَتْنِي في رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ما أكْرَهُ، فأتيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا أبكِي قلتُ: يا رسولَ اللَّه ادْعُ اللَّه أنْ يَهدِيَ أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ، فقال: اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ. فخرجتُ مُستبْشِرًا بدَعْوةِ نبيِّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فلمَّا صِرْتُ إلى البابِ، فإذا هوَ مُجافٌ، فسمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فقالتْ: مكانَكَ يا أبا هُرَيْرَةَ، وسمِعتُ خَضْخَضَةَ الماءِ، فاغتسلَتْ ولبِسَتْ دِرْعَها وعجِلَتْ عنْ خِمارِها، ففَتحَت البابَ ثمَّ قالت: يا أبا هُرَيْرةَ أشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللَّه وأشهدُ أنَّ محمّدًا رسولُ اللَّه فرجَعْتُ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا أبكِي مِنَ الفَرح، فحمِدَ اللَّه وقالَ خَيْرًا" (¬3). 4611 - وقال أبو هريرة: "إنَّكُم تقولون: أَكْثَرَ أبو هُرَيْرةَ عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، واللَّهُ الموعِدُ، وإنَّ إخْوَتِي مِنَ المُهاجِرينَ كانَ يَشغَلُهُمْ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 376، كتاب الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا. . .} [هود (11)، الآية (50)] (6)، الحديث (3344)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 741، كتاب الزكاة (12)، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (47)، الحديث (143/ 1064) غائر العينين: أي غارت عيناه ودخلتا في رأسه. وناتئ الجبهة: أي مرتفعها. وكثّ اللحية: أي كثيفها. ومشرف الوجنتين: أي عالي الخدين. وقوله: "إنّ من ضئضئ هذا" أي من أصله ونسبه. (¬2) تصحفت في المخطوطة إلى (على) والتصويب من المطبوعة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة 13/ 306، ومن لفظ مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1938 - 1939، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي هريرة الدوسيّ رضي اللَّه عنه (35)، الحديث (158/ 2491)، مجاف: أي مغلق. وقوله: "خشف قدميّ" أي صوتهما في الأرض. وخضخضة الماء: صوت تحريكه (النووي، شرح صحيح مسلم 16/ 52).

الصَّفْقُ بالأسْواقِ، وإنَّ إخْوَتي مِنَ الأنْصارِ [كانَ] (¬1) يشغَلُهُمْ عملُ أموالِهِمْ، وكنتُ امرءًا مِسْكينًا ألزَمُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على مِلْءِ بَطنِي، وقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يومًا: لنْ يَبسُطَ أحدٌ منكُمْ ثَوْبهُ حتَّى أقضِيَ مَقالتِي هذهِ ثُمَّ يَجمعُهُ إلى صَدرِهِ فيَنسَى منْ مَقالتِي شيئًا أبدًا. فبسَطْت نَمِرَةً ليسَ عليَّ ثوبٌ غيرها، حتَّى قضَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مَقالَتَهُ ثُمَّ جمعتُها إلى صَدرِي، فَوالذِي (¬2) بَعثَة بالحقِّ ما نسيتُ مِنْ مَقالتِهِ ذلكَ إلى يَومِي هذا" (¬3). 4612 - وقال جرير بن عبد اللَّه: "قالَ لي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ألا تُريحُني منْ ذِي الخَلَصَة؟ فقلتُ: بلى، وكنتُ لا أثبُتُ على الخيلِ، فذكرتُ ذلكَ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فضربَ يدَهُ على صَدرِي حتَّى رأيتُ أثرَ يَدِهِ في صَدرِي وقال: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ واجعلْهُ هادِيًا مَهْدِيًّا. قال: فما وقعت عنْ فرَسِي بعدُ، فانطلقَ في مِائةٍ وخَمسينَ فارِسًا من أحْمَسَ فحرَّقَها بالنارِ وكَسرَها" (¬4). ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة وهي موجودة عند البخاري. (¬2) كذا في المطبوعة وهو الموافق للفظ البخاري. والعبارة في المخطوطة (فواللَّه الذي). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 213، كتاب العلم (3)، باب حفظ العلم (42)، الحديث (118)، وفي 5/ 28، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب ما جاء في الغرس (21)، الحديث (2350)، وفي 13/ 321، كتاب الاعتصام (96)، باب الحجة على من قال إن أحكام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كانت ظاهرة. . . (22)، الحديث (7354)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1939 - 1940، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي اللَّه عنه (35)، الحديث (159/ 2492) و (160/ 2492). والصفق: هو كناية عن التبايع، وكانوا يصفقون بالأيدي من المتبايعين بعضها على بعض (النووي، شرح صحيح مسلم 16/ 54). والنَمِرَة: شملة مخططة من مآزر العرب. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 154، كتاب الجهاد (56)، باب حرق الدُّور والنخيل (154)، الحديث (3020)، وفي 8/ 70 - 71، كتاب المغازي (64)، باب غزوة ذي الخاصة (62)، الحديث (4355) و (4356) و (4357)، وأخرجه مسلم في =

4613 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "إنَّ رجلًا كانَ يكتُبُ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فارتدَّ عن الإِسلامِ ولحِقَ بالمُشركينَ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ الأرضَ لا تَقبَلْهُ. فأَخبرَنِي أبو طَلْحةَ أنّهُ أتَى الأرضَ التي ماتَ فيها، فوجدَهُ منبوذًا، فقال: ما شأنُ هذا؟ فقالوا: دَفنّاهُ مِرارًا فلمْ تَقبَلْهُ الأرضُ" (¬1). 4614 - وقال أبو أيُّوب: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وقد وَجَبَت الشَّمْسُ فسَمِعَ صوتًا فقال: يَهودُ تُعذَّبُ في قُبورِها" (¬2). ¬

_ = الصحيح 4/ 1925 - 1926، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنه (29)، الحديث (136/ 2476) و (137/ 2476). والخلصة: نبات له حبّ أحمر كخرز العقيق، وذو الخلصة اسم للبيت الذي كان فيه الصنم، وقيل اسم البيت: الخلصة، واسم الصنم: ذو الخلصة، وحكى المبرِّد أن موضع ذي الخلصة صار مسجدًا جامعًا لبلدة يقال لها العبلات من أرض خثعم. وأحمس: هم رهط جرير ينتسبون إلى أحمس بن الغوث بن أنمار (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 8/ 71 - 72). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 624، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3617)، ومسلم في الصحيح 4/ 2145، كتاب صفات المنافقين (50)، الحديث (14/ 2781)، ولفظه عن أنس قال: "كان منّا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فانطلق هاربًا حتَّى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه، قالوا: هذا قد كان يكتب لمحمد فأعجبوا به، فما لبث أن قصم اللَّه عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثمَّ عادوا فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجها، ثمَّ عادوا فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فتركوه منبوذًا"، وأما نص الحديث الذي ساقه المصنف فقد أخرجه بإسناده في شرح السنة 13/ 306، كتاب الفضائل، باب علامات النبوة، الحديث (3725)، وأبو طلحة: هو زوج أم أنس، ومنبوذًا: أي مطروحًا ملقى على وجه الأرض. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 241، كتاب الجنائز (23)، باب التعوذ من عذاب القبر (87)، الحديث (1375) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 2200، كتاب الجنة (51)، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار. . . (17)، الحديث (69/ 2869)، وقوله: "وجبت الشمس" أي سقطت، والمراد غروبها (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 241).

4615 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "قَدِمَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم منْ سَفَرٍ، فلمَّا كانَ قُرْبَ المدينةِ هاجَتْ رِيحٌ تكادُ أنْ تَدْفِنَ الراكِبَ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: بُعِثَتْ هذِه الرِّيحُ لمَوْتِ مُنافِقٍ فقَدِمَ المدينةَ فإذا عَظيمٌ مِنَ المُنافِقينَ قدْ ماتَ" (¬1). 4616 - عن أبي سعيد الخُدْرِيّ رضي اللَّه عنه قال: "خرَجْنا معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى قَدِمْنَا عُسْفانَ، فأقامَ بها لَيالِيَ، فقالَ النَّاسُ: ما نحنُ هاهنا في شيءٍ وإنَّ عِيالَنا لَخلوفٌ مَا نَأْمَنُ عليهِمْ، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: والَّذِي نَفْسِي بيدِه ما مِنَ المدينةِ شِعْبٌ ولا نَقْبٌ إلَّا عليهِ مَلَكانِ يَحْرِسانِها حتَّى تَقْدَموا إليها. ثمَّ قال: ارتَحِلُوا. فارتَحَلْنا وأقبَلْنا إلى المدينةِ، فوَالَّذِي يُحْلَفُ بهِ ما وَضَعْنا رحالَنا حِينَ دَخَلنا المدينةَ حتَّى أغارَ علينا بَنُو عبدِ اللَّه بنِ غَطَفانَ، وما يهيجُهُمْ قبلَ ذلكَ شيءٌ" (¬2). 4617 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "أصابَت الناسَ سَنَةٌ على عهدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فبَيْنا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يَخطُبُ في يومِ جُمُعَةٍ (¬3) قامَ أعرابيٌّ فقال: يا رسولَ اللَّه هَلَكَ المالُ وجاعَ العِيالُ فادْعُ اللَّه لنا، فرفَعَ يدَيْهِ وما نَرى في السماءِ قَزَعَة، فوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2145 - 2146، كتاب صفات المنافقين (50)، الحديث (15/ 2782)، وقوله: "تدفن الراكب" أي تغيبه عن الناس وتذهب به لشدتها (النووي، شرح صحيح مسلم 17/ 127). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1001 - 1002، كتاب الحج (15)، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها (86)، الحديث (475/ 1374)، قوله: "وإنّ عيالنا لخُلوف": أي ليس عندهم رجال ولا من يحميهم، والشِّعْب: هو الفرجة النافذة بين الجبلين، وقال ابن السكيت: هو الطريق في الجبل. والنَّقب: هو مثل الشعب، وقيل هو الطريق في الجبل، قال الأخفش: أنقاب المدينة: طرقها وفجاجها (النووي، شرح صحيح مسلم 9/ 147 - 148). (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (الجمعة) والتصويب من المخطوطة، ومن شرح السنة 4/ 414، وهو الموافق للفظ البخاري.

ما وضَعَهُما (¬1) حتَّى ثارَ السَّحابُ أمثالَ الجِبالِ، ثُمَّ لمْ يَنْزِلْ عنْ مِنبَرِهِ حتَّى رأيتُ المطرَ يَتَحادَرُ على لِحيَتِهِ، فمُطِرْنا يومَنا ذلكَ ومِنَ الغَدِ ومِنْ بعدِ الغَدِ حتَّى الجُمْعَةِ الأُخرَى. فقامَ (¬2) ذلكَ الأعرابيُّ، أو غيرُهُ، فقال: يا رسولَ اللَّه تَهدَّمَ البِناءُ وغَرِقَ المالُ فادْعُ اللَّه لنا، فرفَعَ يدَيْهِ وقال: اللَّهُمَّ حَوالَيْنا ولا علَيْنا. فما يُشيرُ إلى ناحية مِنَ السَّحابِ إلَّا انفرَجَتْ، وصارَت المدينةُ مِثْلَ الجَوْبَةِ، وسالَ الوادِي قَناةُ شهرًا، ولم يَجِئْ أحدٌ منْ ناحِيَةٍ إلَّا حدَّثَ بالجَوْدِ" (¬3) وفي رواية: "قال: اللَّهُمَّ حَوالَيْنا ولا علينا، اللَّهُمَّ على الآكامِ والظِّرابِ وبُطونِ الأَوْدِيةِ ومَنابِتِ الشجرِ. قال: فأَقلَعَتْ وخَرَجْنا نمشِي في الشمسِ" (¬4). ¬

_ (¬1) في المخطوطة (وضعها) وكذا عند البخاري، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة. (¬2) في المخطوطة (وقام) بالواو، وكذا عند البخاري، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 413، كتاب الجمعة (11)، باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة (35)، الحديث (933)، وفي 9/ 512، كتاب الاستسقاء (15)، باب من تمطّر في المطر حتَّى يتحادر على لحيته (24)، الحديث (1033) واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 614، كتاب صلاة الاستسقاء (9)، باب الدعاء في الاستسقاء (2)، الحديث (9/ 897). القزعة: هي القطعة من السحاب. وسنة: أي قحط. والجوبة: هي الفجوة، ومعناه تقطع السحاب عن المدينة وصار مستديرًا حولها وهي خالية منه. وقناة: اسم لوادٍ من أودية المدينة وعليه زروع لهم، وفي رواية للبخاري ". . . وسال الوادي، وادي قناة. . . ". والجود: هو المطر الكثير (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 192 - 194). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 501، كتاب الاستسقاء (15)، باب الاستسقاء فى المسجد الجامع (6)، الحديث (1013)، وفي 2/ 507 - 508، باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة (7)، الحديث (1014)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 612 - 614، كتاب الاستسقاء (9)، باب الدعاء في الاستسقاء (2)، الحديث (8/ 897). قال أهل اللغة: الإِكام بكسر الهمزة جمع أَكَمة ويقال في جمعها آكام بالفتح والمد، وهي دون الجبل وأعلى من الرابية، وقيل دون الرابية. والظِّراب: بكسر الظاء المعجمة واحدها ظَرِب يفتح الظاء وكسر الراء وهي الروابي الصغار (النووي، شرح صحيح مسلم 6/ 193).

4618 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا خطبَ اسْتَنَد إلى جِذْعِ نَخلةٍ منْ سَوارِي المسجِدِ، فلمَّا صُنِعَ لهُ المِنبَرُ فاستَوَى عليهِ، صاحَت النَّخلةُ التي كانَ يَخطُبُ عِندَها حتَّى كادَتْ أَنْ تَنشَقَّ، فنزَلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى أخذَهَا فضَمَّها إليهِ، فجَعَلَتْ تَئِنُّ أنِينَ الصبيِّ الذي يُسَكَّتُ حتَّى استقرَّتْ. قال: بَكَتْ على ما كانتْ تَسمَعُ مِنَ الذِّكْرِ" (¬1). 4619 - عن سَلَمَة بن الأَكْوَع رضي اللَّه عنه "أنَّ رجلًا أكلَ عندَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بشماله، فقال: كُلْ بيَمينِكَ، فقال: لا أستطيعُ، قال: لا استَطَعْتَ. ما منعَهُ إلّا الكِبْرُ، قال: فما رفعَها إلى فيهِ" (¬2). 4620 - عن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ أهلَ المدينةِ فَزِعوا مرّةً، فركِبَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فرسًا لأبي طَلحَةً بَطيئًا وكانَ يَقْطِفُ، فلمَّا رجعَ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 397، كتاب الجمعة (11)، باب الخطبة على المنبر (26)، الحديث (918)، وفي 4/ 319، كتاب البيوع (34)، باب النجّار (32)، الحديث (2095)، وفي 6/ 601 - 602، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3584) و (3585)، ولفظه: "أنَّ امرأة من الأنصار قالت لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا رسول اللَّه ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه؟ فإنَّ لي غلامًا نجَّارًا، قال: إن شئتِ. فعملتْ له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على المنبر الذي صُنع، فصاحت النخلة. . . " إلى آخر الحديث. وأما اللفظ الذي ساقه المصنف من أول الحديث إلى قوله: "فاستوى عليه" فهو من رواية النسائي، المجتبى من السنن 3/ 102، كتاب الجمعة (14)، باب مقام الإِمام في الخطبة (17)، والسواري: جمع سارية بمعنى الأسطوانة. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1599، كتاب الأشربة (36)، باب آداب الطعام والشراب (13)، الحديث (107/ 2021)، قال النووي في شرح صحيح مسلم 13/ 192: (هذا الرجل هو بُسْر بن راعي العَيْر الأشجعي، كذا ذكره ابن مندة وأبو نعيم الأصبهاني وابن ماكولا وآخرون، وهو صحابي مشهور، عدّه هؤلاء وغيرهم في الصحابة رضي اللَّه عنهم).

قال: وَجَدْنا فرسَكُمْ هذا بَحْرًا. فكانَ بعدَ ذلكَ لا يُجارَى" (¬1). وفي رواية: "فما سُبِقَ بعدَ ذلكَ اليوم" (¬2). 4621 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "تُوفِّي أبي وعليهِ دَيْنٌ، فعَرَضْتُ على غُرَمائِهِ أنْ يَأْخذُوا التمرَ بما عليهِ فأبَوْا، فأتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقلتُ: قدْ علِمْتَ أنَّ والِدي (¬3) استُشْهِدَ يومَ أُحُدٍ وتركَ دَيْنًا كثيرًا، وإنِّي أُحبُّ أنْ يَراكَ الغرَماءُ، فقالَ لي: اذهَبْ فبَيْدِرْ كُلَّ تمرٍ على ناحِيةٍ. ففعلتُ، ثُمَّ دعَوْتهُ، فلمَّا نَظَروا إليهِ كأنَّهُمْ أُغْروا بي تلكَ الساعةَ، فلمَّا رأَى ما يَصنعونَ طافَ حولَ أعظَمِها بَيْدَرًا ثلاثَ مرَاتٍ، ثُمَّ جَلَس عليهِ، ثمَّ قال: ادْعُ لي أصحابَكَ. فما زالَ يَكِيلُ لهُمْ حتَّى أدَّى اللَّهُ عنْ والِدي أمانَتَهُ، وأنا أَرْضى أنْ يُؤَدِّيَ اللَّه أمانَةَ والِدي ولا أرجِعَ إلى أَخَواتِي بتمرةٍ، فسَلَّمَ اللَّه البَيادِرَ كُلَّها حتَّى أنِّي أنظُرُ إلى البَيْدَرِ الذي كانَ عليهِ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم كأنَّها لمْ تَنْقُصْ تَمرةً واحِدةً" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 70، كتاب الجهاد (56)، باب الفرس القطوف (55)، الحديث (2867) واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1804 - 1803، كتاب الفضائل (43)، باب في شجاعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وتقدّمه للحرب (11)، الحديث (48/ 2307)، ويقطف: أي يمشي مشيًا ضيقًا يتقارب خطاه. وبحرًا: أي جلدًا، سمي بحرًا لأنّ جريه لا ينفد كما لا ينفد ماء البحر، وقوله: "لا يُجارى" أي لا يقاوم في الجري ولا يسبق. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 123، كتاب الجهاد (56)، باب السرعة والركض في الفزع (117)، الحديث (2969). (¬3) في المطبوعة زيادة (قد)، وهي في رواية البخاري التي في كتاب المغازي، وليست عند المؤلف في شرح السنة 13/ 302، ولا في سائر ألفاظ البخاري. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 344، كتاب البيوع (34)، باب الكيل على البائع والمعطي (51)، الحديث (2127)، وفي 5/ 310، كتاب الصلح (53)، باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث (13)، الحديث (2709)، وفي 5/ 413، كتاب الوصايا (55)، باب قضاء الوصيّ ديون الميِّت بغير محضر من الورثة (36)، الحديث (2781)، وفي 7/ 357، كتاب المغازي (64)، باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [آل عمران (3)، =

4622 - وقال جابر: "إنَّ أُمَّ مالِكٍ (¬1) كانتْ تُهْدي للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في عُكَّةٍ لها سَمْنًا، فيأْتِيها بَنوها فيَسألونَ الأُدْمَ وليسَ عندَهُمْ شيءٌ، فتعمِدُ إلى الذِي كانتْ تُهْدي فيه للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فتَجِدُ فيهِ (¬2) سَمْنًا، فما زالَ يُقيمُ لها أُدْمَ بيتِها حتَّى عَصَرَتها، فأتَت النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: عَصَرْتِها؟ قالتْ: نعم، قال: لوْ تَركْتِها ما زالَ قائِمًا" (¬3). 4623 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "قالَ أبو طَلْحَةَ (¬4) لأُمِّ سُلَيْمٍ: لقدْ سمِعتُ صوتَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ضَعيفًا أعرِفُ فيهِ الجوعَ، فهَلْ عندَكِ منْ شيءٍ؟ قالتْ: نعمْ، فأخرجَتْ أقراصًا منْ شعيرٍ، ثُمَّ أخرجَتْ خِمارًا لها فلَفَّت الخُبزَ ببعضِهِ، ثمَّ دَسَّتْهُ تحتَ يَدِي ولَاثَتْنِي ببعضِهِ ثُمَّ أرسَلَتْنِي إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: فذهبتُ بهِ فوجدْتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في المسجِدِ ومعهُ النَّاسُ، فقُمْتُ فسلَّمتْ (¬5) عليهِمْ، فقالَ لي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أرسلكَ أبو طَلْحَةَ؟ قلتُ: نعمْ، قال: بطعامٍ؟ قلتُ: نعمْ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لمنْ معهُ: قُوموا. فانطَلَقَ، فانطلَقْتُ بينَ أيْدِيهِمْ حتَّى جِئْتُ أبا طَلْحَةَ فأخبَرْتُهُ، فقالَ أبو طَلْحَةَ يا أُمَّ سُلَيْمٍ قدْ جاءَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالناسِ ¬

_ = الآية (122)] (18)، الحديث (4053). قوله "فبَيْدِرْ كل تمرٍ على ناحية" أي اجعل كل نوع من تمرك بيدرًا. وقوله: "كأنهم أغروا بي" أي لجوا في مطالبتي وألحّوا. (¬1) أم مالك البهزية من بني سليم لها صحبة ورواية وهي حجازية. (¬2) تصحفت في المخطوطة إلى (فيها) والتصويب من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1784، كتاب الفضائل (43)، باب في معجزات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (8/ 2280)، والعُكّة: هي وعاء من جلود مستدير يختصّ بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخصّ، والأُدْم بالضم، والإدام بالكسر: ما يؤكل مع الخبز أي شيء كان (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 31 و 3/ 284). (¬4) أبو طلحة هو زيد بن سهل الأنصاري زوج أم سليم والدة أنس (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 588). (¬5) لفظة "فسلّمت" ليست في الصحيحين.

وليسَ عِندَنا ما نُطْعِمْهُمْ، فقالت: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ. فانطلقَ أبو طَلْحَةَ حتَّى لَقِيَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فأقبَلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأبو طَلْحَةَ معهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم هَلُمِّي يا أُمَّ سُلَيْم ما عِنْدَك. فأتَتْ بذلك الخبزِ فأمر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَفُتَّ، وعَصَرَتْ أُمَّ سُلَيْمٍ عُكَّةً، فأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فيهِ ما شاءَ اللَّه أنْ يقولَ، ثُمَّ قال: ائْذَنْ لِعَشَرةٍ، [فأذِنَ لهُمْ] (¬1)، فأكَلوا حتَّى شبِعوا ثُمَّ خرَجوا، ثُمَّ قال: ائْذَنْ لِعَشَرةٍ، ثُمَّ لِعَشَرةٍ. فأكلَ القومُ كُلُّهُمْ وشَبِعُوا، والقومُ سَبعونَ أو ثَمانونَ رجلًا" (¬2). ويُروى أنّه قال: "ائْذَنْ لِعَشَرةٍ، فدَخَلوا فقال: كُلوا وسَمُّوا اللَّه، فأَكَلوا، حتَّى فعلَ ذلك بثمانينَ رجلًا، ثُمَّ أكل النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وأهلُ البيتِ وتركَ سُؤْرًا" (¬3). ويُروى: "فجعلتُ أنظُرُ هلْ نَقَصَ منها شيء" (¬4). ويُروى: "ثُمَّ أخذَ ما بَقِيَ فجَمَعَهُ، ثُمَّ دَعا فيهِ بالبَرَكَةِ، فعادَ كما كانَ، فقال: دُونَكُمْ هذا" (¬5). ¬

_ (¬1) أثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ البخاري ومسلم، وعبارة المخطوطة: "ائذن لعشرة، فأكل القوم كلهم وشبعوا ثم خرجوا. . ". (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 586 - 587، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3578)، وفي 9/ 526 - 527، كتاب الأطعمة (70)، باب من أكل حتَّى شبع (6)، الحديث (5381)، وفي 11/ 570، كتاب الأيمان والنذور (83)، باب إذا حلف أن لا يأتدم فأكل تمرًا بخبز (22)، الحديث (6688)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1612، كتاب الأشربة (36)، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك. . . (20)، الحديث (142/ 2040)، قوله: "ولَاثَتْني ببعضه" أي لفتني به، يقال لاث العمامة على رأسه أي عصبها، والمراد أنها لفَّت بعضه علَى رأسه وبعضه على إبطه. وقوله: "وعصرت أم سليم عُكة فأدمته" أي صيّرت ما خرج من العكة له إدامًا (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 589 - 590)، والعكة والإدام سبق شرحهما فى الحديث الذي قبله. (¬3) أخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (143/ 2040)، والسُّؤْر: هو البقية. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 574، كتاب الأطعمة (70)، باب من أدخل الضِّيفان عشرة عشرة. . . (48)، الحديث (5450). (¬5) أخرجه مسلم فى المصدر السابق، الحديث (143/ 2040).

4624 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "أُتِيَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بإناءٍ وهوَ بالزَّوْراءِ، فوَضَعَ يَدهُ في الإِناءِ [فجعَلَ الماءُ] (¬1) يَنبُعُ منْ بينِ أصابعِهِ، فتوضَّأَ القومُ. قال قَتادةُ (¬2) رضي اللَّه عنه: قلتُ لأنسٍ: كمْ كنتُمْ؟ قالَ: ثلاثمائةٍ أوْ زُهاءَ ثَلاثمائةٍ" (¬3). 4625 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال: "كُنَّا نعُدُّ الآياتِ برَكَةً، وأنتُمْ تَعُدُّونَها تَخْويفًا، كُنَّا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سفَرٍ فقلَّ الماءُ، فقال: اطلُبوا فَضْلةً من ماءٍ. فجاءُوا بإناء فيهِ ماءٌ قليلٌ، فأدخلَ يَدَهُ في الإِناءِ، ثُمَّ قال: حَيَّ على الطَّهورِ المُبارَكِ، والبرَكَةُ مِنَ اللَّه. فلقدْ رأيت الماءَ يَنبُعُ منْ بينِ أصابع رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولقدْ كُنَّا نَسمعُ تسبيح الطعامِ وهوَ يُؤْكَلُ" (¬4). 4626 - قال أبو قَتادة رضي اللَّه عنه: "خَطبَنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنَّكُمْ تَسيرونَ عَشيَّتَكُمْ ولَيْلَتَكُمْ، وتأْتونَ الماءَ إنْ شاءَ اللَّه ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة. (¬2) قتادة الراوي عن أنس رضي اللَّه عنه، ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 123، وقال: (قتادة بن دِعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، ثقة ثبت، وهو رأس الطبقة الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومائة). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 580، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوَّة في الإسلام (25)، الحديث (3572)، واللفظ له. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1783، كتاب الفضائل (43)، باب في معجزات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (6/ 2279) و (7/ 2279) والزَّوْراء: مكان معروف بالمدينة عند السوق، وقوله: "زُهاء ثلاثمائة" أي قدر ثلاثمائة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 586). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 587، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3579)، والآيات: أي الأمور الخارقة للعادات. والطَّهور: هو بفتح الطاء والمراد به الماء، ويجوز ضمها والمراد الفعل أي تطهروا (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 591 - 592).

غدًا، فانطلقَ النَّاسُ لا يَلْوِي أحدٌ على أحدٍ. قال (¬1) أبو قَتادَةَ رضيَ اللَّه عنه: فبَيْنَما رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَسيرُ حتَّى ابْهارَّ الليلُ، فمالَ عنْ الطريقِ، فوَضَعَ رأْسَهُ [ثمَّ] (¬2) قال: احْفَظُوا علَيْنا صَلاتَنا. فكانَ أوّلَ مَنْ استَيْقَظَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم والشَّمْسُ فِي ظَهْرِهِ، ثُمَّ قال: ارْكَبوُا. فركِبْنا، فسِرْنا، حتَّى إذا ارتفَعَت الشَّمْسُ نزلَ، ثمَّ دَعا بمِيضأَةٍ كانتْ معِي [و] (2) فيها شيءٌ منْ ماءٍ، فتوضّأَ منها وُضوءًا دونَ وُضوءٍ. قال: وبقيَ فيها شئٌ منْ ماءٍ، ثمَّ قال: احْفَظْ علَيْنا مِيضأَتَكَ فسيَكونُ لها نَبأٌ. ثمَّ أَذَّنَ بِلالٌ بالصَّلاة، فصَلَّى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ركعتَيْنِ، ثمَّ صَلَّى الغَداةَ. ورَكِبَ ورَكِبْنا معهُ، فانتَهْينا إلى الناسِ حِينَ امتدَّ النَّهارُ وحَمِيَ كلُّ شيءٍ وهُمْ يقولون: يا رسولَ اللَّه هَلَكْنا عَطَشًا (¬3)، فقال: لا هُلْكَ عليكُمْ. ودَعا بالمِيضأَةِ فجعلَ يَصُبُّ وأبو قَتادَةَ يَسقيهِمْ، فلمْ يَعْدُ أنْ رَأَى النَّاسُ ماءً في المِيضأَةِ تَكابُّوا عليها، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أحْسِنوا المَلَأ، كُلُّكُمْ سَيَرْوَى. قال: ففعلَوا، فجعلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَصُبُّ وَيَسقِيهِمْ (¬4)، حتَّى ما بقيَ غَيْرِي وغَيْرُ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثُمَّ صَبَّ (¬5) فقالَ لي: اشرَبْ. فقلتُ: لا أشرَبُ حتَّى تشرَبَ يا رسولَ اللَّه، قال: إنَّ ساقِيَ القومِ آخِرُهُمْ شُرْبًا. قال: فشرِبْتُ وشَرِبَ، قال: فأتَى النَّاسُ الماءَ جامِّينَ رِواءً" (¬6). ¬

_ (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى: (فقال). (¬2) ساقطة من مخطوطة برلين. (¬3) كذا في الأصل المطبوع، ولفظ مسلم: ". . . هلكنا، عطِشنا. . . ". (¬4) في المخطوطة: (وَأَسْقِيهِمْ). (¬5) في المطبوعة: (فَصَبَّ) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 472 - 474، كتاب المساجد (5)، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها (55)، الحديث (311/ 681)، قوله: "لا يلوي" أي لا يعطف. و"ابهار الليل" أي انتصف. والميضأة: هي الإناء الذي يتوضّأ به كالركوة. وقوله: "وضوءًا دون وضوء" معناه وضوءًا خفيفًا مع أنه أسبغ الأعضاء، والغداة: أي الصبح. وقوله: "لا هُلك =

4627 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "لمَّا كانَ يومُ غَزوةِ تَبوكَ أصابَ الناسَ مَجاعَةٌ، فقالَ عمرُ رضي اللَّه عنه: يا رسولَ اللَّه ادْعُهُمْ بفَضْلِ أزْوادِهمْ ثُمَّ ادْع اللَّه [لهُمْ] (¬1) عليها بالبَرَكَةِ، فقال: نعمْ. فدَعا بنِطَعٍ فبُسِطَ، ثُمَّ دَعا بفَضْلِ أزْوادِهمْ، فجعلَ الرجلُ يَجيءُ بكَفِّ ذُرَةٍ، ويَجيءُ الآخر بكَفِّ تَمْرٍ، ويَجيءُ الآخر بكِسْرةٍ، حتَّى اجتمَعَ على النِّطَعِ شيءٌ يَسيرٌ، فدَعا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بالبَرَكَةِ ثمَّ قال: خُذوا في أَوْعيَتِكُمْ. فأخَذوا في أوْعِيَتهِمْ حتَّى ما تَرَكوا في العَسْكَرِ وِعاءً إلَّا مَلَؤُوهُ، قال: فأكَلوا حتَّى شَبعوا وفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللَّه وأنِّي رسول اللَّه، لا يَلْقَى اللَّه بهِما عبدٌ غَيْرَ شاكٍ فيُحْجَبَ عن الجنَّةِ" (¬2). 4628 - وقال أنس رضي اللَّه عنه: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَروسًا بزَيْنَبَ (¬3)، فعَمَدَتْ أُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ إلى تَمْرٍ وسَمْنٍ وأقِطٍ، فَصَنَعَتْ حَيْسًا فجعلَتْهُ في تَوْرٍ، فقالتْ: يا أنسُ (¬4) اذهَبْ بهذا إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقلْ: بَعَثَتْ بهذا إليكَ أُمِّي وهيَ تُقْرِئُكَ السلامَ وتقولُ: ¬

_ = عليكم" بضم الهاء وهو من الهلاك، وهذا من المعجزات. والمَلَأ: الخُلُق والعشرة. وقوله: "جامِّين رواء" أي نشاطًا مستريحين (النووي، شرح صحيح مسلم 5/ 184 - 189)، وقوله: "فلم يعد" أي لم يتجاوز. و"تَكَابُّوا" أي تزاحموا. (¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 56 - 57، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أنّ من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (10)، الحديث (45/ 27)، والنِّطَع: هو بساط من الأديم -أي الجلد. (¬3) هي زينب بنت جحش الأسدية أم المؤمنين زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، تزوجها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سنة ثلاث وقيل سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها نزلت {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب (33)، الآية (37)] (الحافظ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 313، الترجمة (470)). (¬4) وردت في المطبوعة (أنيس) والتصويب من صحيح مسلم.

إنَّ هذا لكَ مِنّا قليلٌ يا رسولَ اللَّه. فذهبْتُ فقلتُ، فقال: ضَعْهُ، ثُمَّ قال: اذهَبْ فادْعُ لي فُلانًا وفُلانًا وفُلانًا، رِجالًا سمّاهُمْ، وادْعُ لي مَنْ لَقِيتَ. فدعَوْتُ مَنْ سَمَّى ومَنْ لَقِيتُ، فرجعتُ فإذا البيتُ غاصٌّ بأهلِهِ. قيلَ لأنسٍ: كَمْ كانَ عددُكمْ؟ قال: زُهاءَ ثَلاثمائةٍ. فرأيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وضعَ يَدَهُ على تلكَ الحَيْسَةِ وتَكلَّمَ بما شَاءَ [اللَّه] (¬1)، ثُمَّ جَعَلَ يَدعُو عَشَرَةَ عَشَرةً يأْكُلونَ منهُ ويقولُ لهُمْ: اذْكُروا اسْمَ اللَّه [عَلَيْهِ] (¬2)، ولْيأْكُلْ كُلُّ رجلٍ ممَّا يَليهِ. قال: فَأَكَلوا (¬3) حتَّى شَبِعوا، فخَرَجَتْ طائِفةٌ ودخلَتْ طائِفةٌ حتَّى أكَلوا كُلُّهُمْ، فقالَ لي: يا أنسُ ارْفَعْ. فرفَعْتُ فما أدْرِي حِينَ وضَعْتُ كانَ أكثرَ أمْ حينَ رَفعْتُ" (¬4). 4629 - قال جابر رضي اللَّه عنه: "غَزَوْتُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنا على ناضِحٍ [لي] (¬5) قدْ أعْيا فلا يكادُ يَسير، فتلاحَقَ بِي النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: ما لِبَعيرِكَ؟ قلتُ (¬6): قدْ عَيِيَ، فتخلَّفَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَزَجَرَهُ ودَعا له، فما زالَ (¬7) بينَ يَدَي الإِبِل قُدّامَها يَسيرُ، فقالَ لي: كيفَ تَرى بَعيرَكَ؟ قلتُ: بخَيْرٍ، قدْ أصابَتْهُ بَرَكَتُكَ، قال: أفَتَبيعُنِيهِ بِوُقِيَّةٍ؟ فبِعْتُهُ على أنَّ لي فَقارَ ظهرِهِ إلى المدينةِ. قال: فلمَّا قَدِمَ ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ البخاري. (¬2) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة وليست عند البخاري. (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى: (فكلوا) والتصويب من المطبوعة وصحيح مسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 226 - 227، كتاب النكاح (67)، باب الهدية للعروس (64)، الحديث (5163)، ومسلم في الصحيح 2/ 1051، كتاب النكاح (16)، باب زواج زينب بنت جحش. . . (15)، الحديث (94/ 1428)، والأقِط: هو لبن مجفّف يابس. والتَّوْر: هو إناء كالقدح. (¬5) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، والعبارة عند البخاري: (وأَنَا عَلى ناضِحٍ لَنَا). (¬6) كذا في المطبوعة، والعبارة في المخطوطة (فقلت) وعند البخاري ومسلم (قال: قُلْتُ). (¬7) تصحفت في المخطوطة إلى (ذاك) والتصويب من المطبوعة وصحيح البخاري.

رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم المدينةَ غَدَوْتُ عليهِ بالبَعيرِ، فأعطانِي ثمنَهُ ورَدَّهُ عليَّ" (¬1). 4630 - عن أبي حُمَيْد (¬2) قال: "خَرَجْنا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم غَزْوَةَ تَبوكَ، فأتَيْنا وادِي القُرَى على حَديقةٍ لامْرأةٍ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اخْرُصُوها. فخَرَصْناها، وخَرَصَها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَشَرَةَ أوْسُقٍ وقال: أحْصِيها حتَّى نَرجِعَ إليكِ إنْ شَاءَ اللَّه عزَّ وجلَّ. وانْطَلَقْنا حتَّى قَدِمْنَا تَبوكَ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ستَهُبَّ عليكُم الليلةَ رِيحٌ شَديدةٌ، فلا يَقُمْ فيها أحدٌ، فمَنْ كانَ لهُ بَعيرٌ فلْيَشُدَّ عِقالَهُ. فهَبَّتْ رِيحٌ شَديدةٌ، فقامَ رجلٌ فحَملَتْهُ الرِّيحُ حتَّى ألْقَتْة بجَبَلِ طَيِّئٍ، ثُمَّ أقبَلْنا حتَّى قَدِمنا وادِي القُرَى، فسألَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم المرأَةَ عنْ حَديقتِها: كَمْ بلغَ تمرُها؟ فقالت: عَشرَةَ أوْسقٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 320، كتاب البيوع (34)، باب شراء الدواب والحمير (34)، الحديث (2097)، وفي 5/ 314، كتاب الشروط (54)، باب إذا اشترط البائع ظهر الدابّة إلى مكان مسمى جاز (4)، الحديث (2718)، وفي 6/ 121، كتاب الجهاد (56)، باب استئذان الرجل الإِمام (113)، الحديث (2967)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1221 - 1222، كتاب المساقاة (22)، باب بيع البعير واستثناء ركوبه (21)، الحديث (110/ 715)، والناضح: هو بعير يستقى عليه. والوقية = 8.126 غرامًا من ذهب وقوله: "على أن لي فقار ظهره" أي ركوب فقار ظهره وهي عظام الظهر. وأعيا: تعب. (¬2) هو أبو حُمَيْد الساعدي رضي اللَّه عنه، صحابي مشهور، شهد أحدًا وما بعدها (الحافظ ابن حجر، الإِصابة في تمييز الصحابة 4/ 46). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 343 - 344، كتاب الزكاة (24)، باب خرص التمر (54)، الحديث (1481)، ومسلم في الصحيح 4/ 1785، كتاب الفضائل (43)، باب في معجزات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (11/ 1392). ووادي القرى: هي مدينة قديمة بين المدينة والشام. والخرص: هو حزر ما على النخل من الرطب تمرًا. والراد بجبل طيء: المكان الذي كانت القبيلة المذكورة تنزله (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 3/ 344 - 345). أوسق جمع وَسْق، والوَسْقَ ستون صاعًا، وهو ثلاثمائة وعشرون رطلًا عند أهل الحجاز، وأربعمائة وثمانون رطلًا عند أهل العراق، والأصل في الوسق: الحِمْل والوسق= 165.060 كلغ. (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5/ 185).

4631 - وقال أبو ذر، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّكُمْ ستَفْتَحونَ مِصرَ وهيَ أرضٌ يُسمَّى فيها القِيراط، فإذا فتَحتُموها فأحْسِنوا إلى أهلِها فإنَّ لهُمْ ذِمَّةً ورَحِمًا -أوْ قال: ذِمَّة وصِهْرًا- فإذا رأيتُمْ رجُلَيْنِ يَخْتصِمانِ في مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فأخْرُجْ منها. قال: فرأيتُ عبدَ الرحمن ابنَ شُرَحْبِيلَ بنِ حَسَنةَ وأخاهُ رَبيعةَ يَخْتصمانِ في مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فخورجْتُ منها" (¬1). 4632 - عن حُذَيْفة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "في أصحابي -وفي رواية: في أُمّتي- اثْنا عَشَرَ مُنافِقًا لا يَدخلونَ الجنّةَ ولا يَجِدونَ رِيحَها حتَّى يَلِجَ الجمَل في سَمِّ الخِياطِ، ثَمانِيةٌ منهُمْ تَكفِيهِم الدُّبَيْلَةُ: سِراجٌ مِنَ النَّارِ تَظهرُ في أكتافِهِمْ حتَّى تَنْجُمَ في صُدورِهِم" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1970، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب وصيَّة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأهل مصر (56)، الحديث (226/ 2543) و (227/ 2543). قال النووي في شرح صحيح مسلم 16/ 97: (قال العلماء: القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به -وهو يساوي 0.2125 غ ذهبًا و 0.2475 غ فضة- وأما الذمة فهي الحرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم وفيه معجزات ظاهرة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منها إخباره بأن الأمة تكون لهم قوة وشوكة بعده بحيث يقهرون العجم والجبابرة ومنها أنهم يفتحون مصر ومنها تنازع الرجلين في موضع اللبنة، ووقع كل ذلك وللَّه الحمد). واللبنة أي الآجرّ قبل طبخه. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2143 - 2144، كتاب صفات المنافقين (50)، الحديث (9/ 2779) و (10/ 2779). قوله: "في أصحابي" معناه الذين ينسبون إلى صحبتي كما قال في الرواية الثانية: "في أمتي". وسَمِّ الخياط: بفتح السين وضمها وكسرها، والفتح أشهر وبه قرأ القراء السبعة، وهو ثقب الإبرة، ومعناه لا يدخلون الجنة أبدًا كما لا يدخل الجمل في ثقب الإِبرة أبدًا. والدُّبَيْلة قد فسرها في الحديث بسراج من نار (النووي، شرح صحيح مسلم 17/ 125)، وقوله: "تكفيهم" أي تدفع شرهم، وقوله: "حتَّى تنجم في صدورهم" أي تظهر وتطلع النار في صدورهم.

4633 - عن جابر رضي اللَّه عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مَنْ يَصْعَدُ الثَّنِيَّةَ ثَنيَّةَ المُرارِ فإنَّهُ يُحَطُّ عنهُ ما حُطَّ عنْ بَني إسْرائيلَ. فكانَ أوَّلَ مَنْ صَعِدَها خَيْلُنا خَيْلُ بَني الخَزْرَجِ، ثُمَّ تَتامَّ النَّاسُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: وكُلُّكُمْ مَغفورٌ لهُ إلَّا صاحِبَ الجَملِ الأحمرِ. فأتيناهُ فقُلنا لهُ: تعالَ يَستغفِرْ لكَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: واللَّه لَأنْ أجدَ ضالَّتِي أحبُّ إليَّ منْ أنْ يَستغفِرَ لي صاحِبُكُمْ، وكانَ رجلًا يَنشُدُ ضالَّةً لهُ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 4634 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال: "خرجَ أبو طالِبٍ إلى الشامِ، وخرجَ معهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في أشياخٍ منْ قريشٍ، فلمَّا أشْرَفوا على الراهِبِ هَبَطوا فَحَلُّوا رِحالَهُمْ، فخرَجَ إليهِم الراهِبُ، وكانوا قَبْلَ ذلكَ يَمُرُّونَ بهِ فلا يَخرُجُ إليهِمْ، قال: فهُمْ يَحُلُّونَ رِحالَهُمْ، فجعلَ يَتخلَّلُهُم الراهِبُ حتَّى جاءَ فأخذَ بيدِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قال: هذا سيّدُ العالَمِينَ، [هذا رسولُ ربِّ العالَمِينَ، يَبعثُهُ اللَّه رَحمةً للعالَمينَ، فقالَ لهُ أشياخٌ] (¬2) منْ قريشٍ: ما عِلْمُكَ؟ فقال: إنَّكُمْ حِينَ أشرفْتُمْ مِنَ العَقَبةِ لم يَبْقَ شجرٌ ولا حجرٌ إلَّا خرَّ ساجِدًا، ولا يَسجُدانِ إلَّا لنبيٍّ، وإنِّي أعَرِفُهُ بخاتَم النبوّةِ أسفلَ مِنْ غُضْروفِ كتِفِهِ مِثْلَ التُّفاحةِ، ثُمَّ رجعَ فصنعَ لهُمْ طعامًا، فلمَّا أتاهُمْ بهِ وكانَ هوَ في رِعْيَةِ الإِبِلِ قال: أرسِلوا إليهِ، فأقبَلَ وعليهِ غَمامَة تُظِلُّهُ، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2144 - 2145، كتاب صفات المنافقين (50)، الحديث (12/ 2880)، والمُرار: شجر مرّ، وأصل الثنيَّة: الطريق بين جبلين، وهذه الثنية عند الحديبية، قال الحازمي قال ابن إسحاق: هي مهبط الحديبية. وقوله: "ينشد ضالة له" أي يسأل عنها. قال القاضي: قيل هذا الرجل هو الجد بن قيس المنافق (النووي، شرح صحيح مسلم 17/ 126)، وسيأتي هذا الحديث أيضًا برقم (4888). (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

فلمَّا دَنا مِنَ القومِ وجدَهُمْ قدْ سَبقوهُ إلى فَيْءِ الشَّجَرَةِ (¬1)، فلمَّا جلسَ مالَ فَيْءُ الشجرةِ عليهِ فقال: انظُروا إلى فَيْءِ الشجرةِ مالَ عليهِ، فقال: أنشُدُكُم اللَّه أيُّكُمْ وليُّهُ؟ قَالُوا (¬2): أبو طالِبٍ، فلمْ يَزَلْ يُناشِدُهُ حتَّى رَدَّهُ أبو طالِبٍ، وبعثَ معهُ أبو بكرٍ رضي اللَّه عنه بِلالًا، وزوَّدَهُ الراهِبُ مِنَ الكَعكِ والزَّيْتِ" (¬3). 4635 - عن علي بن أبي طالِب رضي اللَّه عنه قال: "كنتُ معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمكّةَ فخرَجْنا في بعضِ نَواحِيها، فما استقبلَهُ ¬

_ (¬1) في المطبوعة (شجرةٍ) والتصويب من المخطوطة وسنن الترمذي والمستدرك للحاكم. (¬2) كذا في المخطوطة وعند الترمذي، واللفظ في المطبوعة: (فقالوا)، وعند الحاكم: (قال). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 590 - 591، كتاب المناقب (50)، باب ما جاء في بدء نبوة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (3)، الحديث (3620)، وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 615 - 616، كتاب التاريخ، باب استغفار آدم عليه السلام بحق محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: (أظنه موضوعًا فبعضه باطل). ونقل القاري في المرقاة 5/ 472، عن الجزري قوله: (إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح أو أحدهما، وذكر أبي بكر وبلال فيه غير محفوظ وعدّه أئمتنا وهمًا، وهو كذلك فإن سنّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ ذاك اثنا عشرة سنة وأبو بكر أصغر منه بسنتين وبلال لعله لم يكن ولد في ذلك الوقت). قال الحافظ ابن حجر، في الإِصابة في تمييز الصحابة 1/ 177، ترجمة بحيرا الراهب (795): (وردت القصة بإسناد رجاله ثقات من حديث أبي موسى الأشعري، أخرجها الترمذي وغيره ولم يسمّ فيها الراهب وزاد فيها لفظة منكرة وهي قوله: "وأتبعه أبو بكر بلالًا" وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذٍ لم يكن متاهلًا ولا اشترى يومئذٍ بلالًا، إلّا أن يحمل على أن هذه الجملة الأخيرة منقطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث، وفي الجملة هي وهم من أحد رواته). وفي الحديث قطعة أسقطها البغوي هنا وذكرها الترمذي والحاكم في حَدِيثَيْهِمَا عقب قوله: "انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه" وهذه القطعة هي: "قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إِذَا رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَيَقْتُلُونَهُ. فَالْتَفَتَ فَإِذَا بِسَبْعَةٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قالُوا: جِئْنَا أَنَّ هذا النبيَّ خَارِجٌ في هذا الشَّهْرِ، فَلَمْ يَبْقَ طَرِيْقٌ إِلَّا بُعِثَ إِلَيْهِ بِأُنَاسٍ وِإنَّا قَدْ أُخْبِرْنَا خبَرَهُ بُعِثْنَا إلى طريقكَ هذا، فقال: هل خَلْفَكُم أَحَدٌ هو خَيْرٌ منكم؟ قالوا: إنما اخترنا خِيرَةً لكَ لِطَرِيقِكَ هذا. قال: أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرادَ اللَّهُ أن يَقْضِيَهُ، هل يَستطيعُ أَحَدٌ مِن الناسِ رَدِّه؟ قالوا: لا، قال: فبايَعُوهُ وأقاموا معه".

جَبَلٌ ولا شَجَرٌ إلَّا وهوَ يقول: السَّلامُ عليكَ يا رسولَ اللَّه" (¬1). 4636 - عن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم أُتِيَ بالبُراقِ ليلةَ أُسْرِيَ بهِ مُلْجَمًا مُسْرَجًا فاسْتَصْعَبَ عليهِ، فقالَ لهُ جبريلُ: أبِمحمّدٍ تفعلُ هذا؟ فما ركِبَكَ أحدٌ أكرمُ على اللَّه منهُ. قال: فارْفَضَّ عَرَقًا" (¬2) (غريب). 4637 - وعن بُرَيْدة رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لمَّا انتهَيْنا إلى بيتِ المَقْدِسِ قالَ جِبريل بأصبعِهِ، فخَرَقَ بها الحجرَ، فشدَّ بهِ البُراقَ" (¬3). 4638 - عن يَعلى بن مُرَّة الثَّقَفي قال: "ثَلاثةُ أشياءَ رأَيْتُها منْ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، بَيْنا نحنُ نَسيرُ معهُ إذْ مَرَرْنا ببعيرٍ يُسْنَى ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 12، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن. وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 593، كتاب المناقب (50)، باب في آيات إثبات نبوَّة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (6)، الحديث (3626)، وقال: (حديث غريب)، وفي نسخة بتحقيق عثمان (طبعة دار الفكر 5/ 253، الحديث (3705)، قال: (حسن غريب). وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 620، كتاب التاريخ، باب سلام الأشجار والجبال عليه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (صحيح الإِسناد) وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 153 - 154، جماع أبواب المبعث، باب مبتدأ البعث والتنزيل وما ظهر عند ذلك من تسليم الحجر والشجر. . (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 164، والترمذي في السنن 5/ 301، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة بني إسرائيل (18)، الحديث (3131)، وقال: (حسن غريب). والبُراق: هي الدابّة التي ركبها -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة الإِسراء، سمِّي بذلك لنصوع لونه وشدة بريقه، وقيل لسرعة حركته شبهه فيهما بالبرق. وقوله: "فارفضّ عرقًا" أي جرى عرقه وسال (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 120، و 2/ 243). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 301، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة بني إسرائيل (18)، الحديث (3132)، وقال: (حسن غريب)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (39)، كتاب الإِيمان (1)، باب ما جاء في الوحي والإِسراء (7)، الحديث (34)، والحاكم في المستدرك 2/ 360، كتاب التفسير، تفسير سورة بنى إسرائيل، وقال: (صحيح الإِسناد) وأقرّه الذهبي.

عليهِ، فلمَّا رآهُ البعيرُ جَرْجَرَ، فوَضَعَ جِرانَهُ، فوقفَ عليهِ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: أينَ صاحِبُ هذا البعيرِ؟ فجاءَهُ، فقال: بِعْنِيهِ. فقال: بلْ نَهَبُهُ لكَ يا رسولَ اللَّه، وإنهُ لأهلِ بيتٍ ما لهُمْ مَعيشَةٌ غيرُهُ، فقال: أمَّا إذ (¬1) ذكرت هذا منْ أمْرِهِ فإنَّه شَكا كَثْرَةَ العملِ وقِلَّةَ العَلَفِ، فأحْسِنوا إليهِ. ثم سِرْنا حتَّى نَزَلْنا مَنْزِلًا، فنامَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فجاءَتْ شَجرةٌ تَشُقُّ الأرضَ حتَّى غَشِيَتْهُ، ثمَّ رجَعَتْ إلى مكانِها، فلمَّا استيقظَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ذَكَرْتُ لهُ، فقال: هِيَ شَجرة استأْذَنَتْ ربَّها في أنْ تُسَلِّمَ على رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فأذَنِ لها. قال: ثم سِرْنا فمَرَرْنا بماءٍ فأَتَتْهُ امرأَةٌ بابنٍ لها بهِ جِنَّةٌ، فأخذَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بمَنْخِرِهِ، ثُمَّ قال: اخرُجْ إنِّي (¬2) محمّدٌ رسول اللَّه. ثُمَّ سِرْنا، فلمَّا رَجَعْنا مَرَرْنا بذلكَ الماءِ، فسألَها عنْ الصبيُّ فقالت: والَّذِي بعثَكَ بالحقِّ ما رأَيْنا منهُ رَيْبًا بعدَك" (¬3). 4639 - وقال ابن عبّاس رضي اللَّه عنه: "إنَّ امرأةً جاءتْ بابنٍ لها إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللَّه إنَّ ابني بهِ جُنونٌ، وإنّهُ يأخذهُ عندَ غَدائِنا وعَشائِنا (¬4) فمسحَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه ¬

_ (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى (إذا) والتصويب من المطبوعة، ومن لفظ المؤلف فى شرح السنة ولفظ البيهقي. (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى (فإني) والتصويب من المخطوطة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة ومن لفظ البيهقي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 170، 173، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 23، جماع أبواب دلائل النبوة، باب ذكر المعجزات الثلاث. . . وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 13/ 295 - 296، كتاب الفضائل، باب علامات النبوة، الحديث (3718)، قوله: "جرجر" أي صاح، من الجرجرة وهي صوت تردد البعير في حلقه. و"جِرانه" أي مقدم عنقه، وقيل باطن عنقه. و"يُسنى" أي يُستقى. و"عشيته" أي أتته وأظلته. و"جِنَّة" أي جنون. (¬4) عند أحمد والدارمي زيادة في هذا الموضع وهي: "فَيَخَبُثُ عَلَيْنا"، وليست في لفظ البغوي لا في المخطوطة ولا في المطبوعة.

عليه وسلم صدرَهُ ودَعا، فثَعَّ ثَعَّةً وخرجَ منْ جَوْفِه مثلَ الجِرْوِ الأسودِ يَسعَى" (¬1). 4640 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ جِبريلُ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو جالِسٌ حَزينٌ؛ قدْ تَخضَّبَ بالدَّمِ مِنْ فِعْلِ أهلِ مكّةَ، قال: يا رسول اللَّه هلْ تُحبُّ أنْ نُريَكَ آية؟ قال: نعمْ. فنَظَرَ إلى شَجرةٍ منْ ورائِهِ فقال: ادعُ بها، فدَعا بها، فجاءتْ فقامَتْ بينَ يَدَيْهِ، فقال: مُرْها فلترجِعْ، فأمرَها فرجعَتْ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: حَسْبي حَسْبِي" (¬2). 4641 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنه: "كُنَّا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سفرٍ، فأقبَلَ أعرابيٌّ، فلمَّا دَنا قالَ لهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: تشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللَّه وحدَهُ لا شَريكَ لهُ وأنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ. قال: ومَنْ يشهدُ على ما تقولُ؟ قال: هذِهِ السَّلَمَةُ. فَدَعَاهَا (¬3) رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ بشاطِئِ الوادِي، فأقبَلَتْ تَخُدُّ الأرضَ حتَّى قامَتْ بينَ يَدَيْهِ (¬4)، فاستَشْهَدَها ثلاثًا، فشهِدَتْ ثلاثًا أنه كما قالَ، ثمَّ رجعَتْ (¬5) إلى مَنْبِتِها" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 254، 268، والدارمي في السنن 1/ 11 - 12، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن، قوله: "ثعَّ ثعَّة" أي قاء قيئة واحدة. والجِرْو: هو ولد الكلب. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 12، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن. والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 154، جماع أبواب المبعث، باب مبتدأ البعث والتنزيل وما ظهر عند ذلك من تسليم الحجر والشجر. . . (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (فدعا بها) والتصويب من المخطوطة، وسنن الدارمي، وموارد الظمآن. (¬4) كذا في المطبوعة وسنن الدارمي وموارد الظمآن والعبارة في المخطوطة: (بين يدي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-). (¬5) تصحفت في المخطوطة إلى: (رجع). (¬6) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 9 - 10، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن. وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (519 - 520)، كتاب علامات نبوة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب شهادة الشجر وانقيادها له (9)، =

4642 - وعن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ أعرابيٌّ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال (¬1): بِمَ أعرِفُ أنّكَ نبيٌّ؟ قال: إنْ دَعَوْتُ هذا العِذْقَ منْ هذهِ النَّخْلَةِ يشهدُ أنِّي رسول اللَّه (¬2). فدَعاهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فجعلَ يَنزِل منَ النَّخْلَةِ حتَّى سقطَ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، ثمَّ قال: ارجِعْ. فعادَ، فأسلَمَ الأعرابيُّ" (¬3). (صحيح) (¬4). 4643 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنّه قال: "جاءَ ذِئبٌ إلى راعِي غَنْمٍ فأخذَ منها شاةً، فطلبَهُ الراعِي حتَّى انتزَعَها منهُ، قال: فصَعِدَ الذِّئبُ على تَلٍّ فأقْعَى واستثْفَرَ (¬5) وقال: عَمَدْتُ إلى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللَّه أخذتهُ ثُمَّ انتزَعْتَهُ منِّي؟ فقالَ الرجلُ: تالله إنْ رأيتُ كاليومِ ذِئبٌ يَتكلَّم! فقالَ الذِّئبُ: أعجَبُ منْ هذا رجلٌ في النَّخَلاتِ بينَ الحَرَّتَيْنِ يُخْبِركُمْ بما مَضَى وما هوَ كائِنٌ بعدَكُمْ، قال: وكانَ الرجلُ يَهوديًّا، فجاءَ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فأخبرَهُ وأسلَمَ، فصدَّقَهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، ثمَّ قالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّها أماراتٌ بينَ يَدَي الساعَةِ، فقدْ أَوْشَكَ الرجلُ أنْ يَخرجَ ¬

_ = الحديث (2110)، والسَّلَمَة: شجرة من البادية وورقها القَرَظ الذي يدبغ به، وبها سمي الرجل سَلَمَة وقوله: "تَخُدّ الأرض" أي تشقها أخدودًا. (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى: (قال). (¬2) كذا في الأصل وفي المشكاة 3/ 1666، والمرقاة 5/ 475، لكن اللفظ عند الترمذي والحاكم: ". . . أتشهد أني رسول اللَّه؟. . . ". (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 594، كتاب المناقب (50)، باب في آيات إثبات نبوَّة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (6)، الحديث (3628)، وقال: (حسن غريب صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 620، كتاب التاريخ، باب نزول العِذْقِ من النخلة، وقال: (صحيح على شرط مسلم) وأقرّه الذهبي، والعِذْق: بكسر العين وهو العرجون بما فيه من الشماريخ وهي بمنزلة العنقود من العنب، وبالفتح -العَذْق-: النخلة، والمراد به الأوَّل. (¬4) كذا في المطبوعة، واللفظ في المخطوطة (صحَّ). (¬5) كذا في الأصل، وفي المشكاة 3/ 1666، والمرقاة 5/ 475: "واستثفر" بالمثلثة فالفاء أي أدخل ذنبه بين رجليه وقيل بين ألييه، واللفظ فى كتاب الجامع لعمر بن راشد: "فأقعى واستقر".

فلا يَرجِعُ حتَّى تُحدِّثَهُ نَعْلاهُ وسَوْطُه بما أحدَثَ أهلُهُ بعدَهُ" (¬1). 4644 - عن أبي العَلاء (¬2) عن سَمُرة بن جُنْدَب رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كُنَّا معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم نَتَداوَلُ منْ قَصعَةٍ منْ غُدْوَةٍ حتَّى الليل، تقومُ عَشَرةٌ وتَقْعُدُ عَشَرةٌ. قُلنا: فَمَا (¬3) كانتْ تُمَدُّ؟! قال: منْ أيِّ شيءٍ تَعْجَبُ، ما كانتْ تُمَدُّ إلَّا منْ ها هنا وأشارَ بيدِهِ إلى السماءِ" (¬4). 4645 - عن عبد اللَّه بن عَمْرو رضي اللَّه عنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم خرجَ يومَ بَدْرٍ في ثَلاثِمائةٍ وخمسةَ عَشَرَ، فقال: اللَّهُمَّ إنَّهُمْ حُفاةٌ فاحْمِلْهُمْ، اللَّهُمَّ إنَّهُمْ عُراةٌ فاكْسُهُمْ، اللَّهُمَّ إنَّهُمْ جِياعٌ فأَشْبِعْهُمْ. ففَتحَ اللَّه لهُ، فانقَلَبوا وما منهُمْ رجلٌ إلَّا وقدْ رجعَ بجَمَلٍ أو جَمَلَيْنِ، واكْتَسُوا وشَبِعوا" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه معمر بن راشد في كتاب الجامع (المطبوع بآخر المصنَّف لعبد الرزاق) 11/ 383، باب أشراط الساعة، الحديث (20808)، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر أخرجه أحمد في المسند 6/ 302، والبغوي في شرح السنة 15/ 87، كتاب الفتن، باب كلام السباع، الحديث (4282)، قوله: "فأقعى" أي جلس مقعيًا بأن قعد على وركيه ونصب يديه، والحَرَّتين: تثنية حرّة وهي أرض ذات حجارة سود بين جبلين من جبال المدينة. وأمارات: أي علامات. (¬2) هو يزيد بن عبد اللَّه بن الشِّخّير العامري، أبو العلاء البصري، ثقة، من الثانية، مات سنة إحدى عشرة ومائة أو قبلها، وكان مولده في خلافة عمر رضي اللَّه عنه، وروى له الستة (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 2/ 367، الترجمة (280)). (¬3) كذا في المخطوطة، وهو الموافق للفظ الترمذي، واللفظ في المطبوعة: (فمِمَّا)، وعند الدارمي: (أما)، وعند ابن حبان: (أكانت). (¬4) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 30، المقدمة، باب ما أكرم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بنزول الطعام من السماء. والترمذي في السنن 5/ 593، كتاب المناقب (50)، باب في آيات إثبات نبوة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (5)، الحديث (3625)، وقال: (حسن صحيح)، وصححه ابن حبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (527)، كتاب علامات نبوة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب بركته في الطعام (18)، الحديث (2149)، والحاكم في المستدرك 2/ 618، كتاب التاريخ، باب كثرة الطعام في قصعته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقرّه الذهبي. وقوله: "نتداول" معناه نتناوب أخذ الطعام وأكله. والقصعة: هي الصحفة الكبيرة، وغدوة: أي أوَّل النهار. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 180 - 181، كتاب الجهاد (9)، باب في نفل السرية تخرج من العسكر (157)، الحديث (2747)، والحاكم في المستدرك 2/ 145، كتاب قسم الفيء، باب إنَّ الجنّة لا تحلّ لعاص، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ولم يورده الذهبي في التلخيص. =

4646 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنهما، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّكُمْ مَنصورونَ ومُصيبونَ ومَفتوحٌ لكُمْ، فمَنْ أدركَ [ذلكَ] (¬1) منكُمْ فليَتَّقِ اللَّه ولْيأْمُرْ بالمعروفِ ولْيَنْهَ عن المُنكَرِ" (¬2). 4647 - وعن جابر رضي اللَّه عنه "أن يَهوديةً منْ أهلِ خَيْبَرَ سَمَّتْ شاةً مَصْلِيّةً، ثُمَّ أهدَتْها لرسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فأَخذَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الذِّراعَ فأَكلَ منها وأكلَ رَهْطٌ منْ أصحابِهِ معهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ارْفَعوا أيْديَكُمْ. وأرسلَ إلى اليَهودية، فدَعاها فقال: سَمَمْتِ هذِه الشاةَ؟ فقالت: مَنْ أخبَرَكَ؟ فقال (¬3): أخبَرَنِي هذِه في يَدِي [يَعني] (¬4) الذِّراعَ قالتْ: نعمْ قلتُ إنْ كانَ نَبِيًّا فلنْ يَضُرَّهُ، وإنْ لمْ يكُنْ نبيًّا اسْتَرَحْنا منهُ، فعفَا عنها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ولمْ يُعاقِبْها" (¬5). 4648 - عن سَهْل بن الحَنْظَلِيَّة (¬6) "أنهُمْ سارُوا معَ رسولِ اللَّه ¬

_ = وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 3/ 38، جماع أبواب مغازي رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- بنفسه، باب ذكر عدد أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذين خرجوا معه إلى بدر. (¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي عند جميع الأئمة الذين خرّجوا الحديث في ألفاظهم. (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (44 - 45)، الحديث (337)، وأحمد في المسند 1/ 389، 436، والترمذي في السنن 4/ 524، كتاب الفتن (34)، باب (70)، الحديث (2257)، وقال: (حسن صحيح)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 7/ 75، الحديث (9359)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 159؛ كتاب البر والصلة، باب ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء، وقال: (صحيح الإسناد) وأقرّه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 180، كتاب الجمعة، باب ما يستدل به على أن عدد الأربعين له تأثير فيما يقصد به الجماعة. (¬3) كذا في المطبوعة، واللفظ في المخطوطة: (قال). (¬4) ساقطة من المخطوطة، وليست عند أبي داود، ولا عند الدارمي، ولفظ أبي داود: (للذراع). (¬5) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 33، المقدمة، باب ما أكرم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من كلام الموتى. وأبو داود في السنن 4/ 648 - 649، كتاب الديات (33)، باب فيمن سقى رجلًا سمًّا. . . (6)، الحديث (4510)، وقوله: "مَصْليَّة" أي مشويّة. (¬6) نقل القاري في المرقاة 5/ 477 عن الخطيب التبريزي قوله: (الحنظلية هي أم جدّه وقيل أمّه =

صلى اللَّهُ عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَأَطْنَبُوا السَّيْرَ حَتَّى كَانَ عَشِيَّة، فَجَاءَ فَارِسٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي طَلَعْتُ على جَبَلَ كَذَا وَكَذَا، فَإِذَا أَنَا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهِمْ بِظُعُنِهِمْ وَنَعَمِهِمْ، اجْتَمَعُوا إِلَى حُنَيْنٍ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ؟ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ (¬1): أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ارْكَبْ. فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ فَقَالَ: اسْتَقْبِلْ هَذَا الشِّعْبَ حَتَّى تَكُونَ فِي أَعْلَاهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إِلَى مُصَلَّاهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: هَلْ حَسَسْتُمْ فَارِسَكُمْ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَسَسْنَاهُ، فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم وَهُوَ يُصلي يَلْتَفِتُ إِلَى الشِّعْبِ حَتَّى إِذَا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاءَ فَارِسُكُمْ فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَى خِلَالِ الشَّجَرِ فِي الشِّعْبِ فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي انْطَلَقْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَى هَذَا الشِّعْبِ حَيْثُ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ طَلَعْتُ الشِّعْبَيْنِ كِلَيْهِمَا فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: هَلْ نَزَلْتَ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: لَا إِلَّا مُصَلِّيًا أَوْ قَاضِيَ حَاجَةٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: فَلَا عَلَيْكَ أَنْ لا تَعْمَلَ بَعْدَهَا" (¬2). ¬

_ = وإليها ينسب وبها يعرف، وكان سهل ممّن بايع تحت الشجرة، وكان فاضلًا معتزلًا عن الناس كثير الصلاة والذكر، وكان عقيمًا لا يولد له، سكن الشام ومات بدمشق في أوَّل أيام معاوية). (¬1) نقل القاري في المرقاة 5/ 478 عن الخطيب التبريزي قوله: (شهد أنس بن أبي مرثد فتح مكة وحنينًا، ومات سنة عشرين، وله ولأبيه وجدّه وأخيه صحبة، واسم أبي مرثد كَنّاز). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 20 - 21، كتاب الجهاد (9)، باب في فضل الحرس في سبيل اللَّه تعالى (17)، الحديث (2501)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 4/ 95، الحديث (4650)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 83 - 84، كتاب الجهاد، باب حرمت النار على عين سهرت في سبيل اللَّه، وقال: (صحيح على شرط الشيخين، غير أنهما لم يخرّجا مسانيد سهل بن الحنظلية لقلة رواية التابعين عنه، وهو من كبار الصحابة) وأقرّه الذهبي وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 149، كتاب السير، باب فضل الحرس في سبيل اللَّه. وقوله: "فأطنبوا السير" أي أطالوا وبالغوا فيه. وهَوازن: اسم قبيلة كبيرة. وقوله: "بكرة أبيهم" أي كلهم مجتمعين. وقوله: "بظُعُنهم" أي جماعة الرجال والنساء الذين يظعنون أي يرتحلون =

6 - باب الكرامات

4649 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "أتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم بتَمَراتٍ فقلتُ: يا رسولَ اللَّه ادْعُ اللَّه فيهِنَّ بالبَرَكَةِ، فضَمَّهُنَّ ثمَّ دَعا لي فيهنَّ بالبَرَكَةِ، قال: خُذهُنَّ فاجعَلْهُنَّ في مِزْوَدِكَ، كُلَّما أردتَ أنْ تأخُذَ منهُ شيئًا فأدْخِلْ فيهِ يَدَكَ فخُذْهُ ولا تَنْثُرْهُ نَثْرًا. فقدْ حَملْتُ منْ ذلكَ التمرِ كذا وكذا منْ وَسْقٍ في سبيلِ اللَّه، فكُنّا نأكُلُ منهُ ونُطْعِمُ، وكانَ لا يُفارِقُ حِقْوِي حتَّى كانَ [يَوْمُ] (¬1) قَتْلِ عُثمانَ فإنّهُ انقطَعَ" (¬2). 6 - بَابُ الكَرَامَاتِ مِنَ الصِّحَاحِ: 4650 - قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: "لقد كُنَّا نَسمعُ تَسبيحَ الطعامِ وهو يُؤكَلُ" (¬3). 4651 - عن أنس: "أنَّ أُسيدَ بنَ حُضَيْرٍ وعَبَّادَ بنَ بِشْرٍ تَحدَّثَا عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في حاجةٍ لهما حتَّى ذهبَ مِن الليلِ ساعةٌ، في ¬

_ = "ونَعَمهم" أي وبأموالهم ومواشيهم. والشِّعْب: هو الطريق بين الجبلين. وقوله: "هل حسِستم" بكسر السين أي هل أدركتم بالحق. و"ثُوِّب" أي أقيم. (¬1) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي في لفظ الترمذي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 352، والترمذي في السنن 5/ 685، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أبي هريرة رضي اللَّه عنه (47)، الحديث (3839) وقال: (حسن غريب). وصحَّحه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص (527)، كتاب علامات نبوَّة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب بركته في الطعام (18)، الحديث (2150)، والبيهقي في دلائل النبوَّة 6/ 109، جماع أبواب دعوات نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- المستجابة في الأطعمة والأشربة. . .، باب ما جاء في مِزْوَد أبي هريرة رضي اللَّه عنه ... والوَسْق: ستون صاعًا، وهو ثلاثمائة وعشرون رطلًا عند أهل الحجاز، وأربعمائة وثمانون رطلًا عند أهل العراق -ويساوي 165.060 كلغ- والأصل في الوسق: الحِمْل (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 5/ 185). والمِزْود: هو ما يجعل فيه الزاد من الجراب وغيره. وقوله "حِقوي" أي وسطي، والحقو: الإِزار والمراد هنا موضع شدّ الإزار. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 587، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة. . . (25)، الحديث (3579).

ليلةٍ شديدةِ الظُّلمةِ (¬1)، ثمَّ خَرَجَا مِن عندِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ينقلبانِ وبيَدِ كلِّ واحدٍ منهما عُصَيَّةٌ، فأضاءَتْ عصا أحدِهما لهما حتَّى مَشَيَا في ضوئها، حتَّى إذا افترقَت بهما الطريق أضاءَت للآخرِ عصاهُ، فمشَى كلُّ واحدٍ منهما في ضوءِ عصاهُ حتَّى بلغَ أهلَه" (¬2). 4652 - وقال جابر: "لمَّا حضرَ أُحُدٌ دعاني أبي مِن الليلِ فقال [ما] (¬3) أُراني إلّا مقتولًا في أولِ مَن يُقتَلُ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، وإني لا أتركُ بعدي أَعَزَّ عليَّ منكَ غيرَ نفسِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وإنَّ عليَّ دَيْنًا فاقْضِ، واستَوْصِ بأخواتِكَ خيرًا، فأصبحنَا فكانَ أولَ قتيلٍ، ودفنتُه معَ آخرَ في قبرٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) العبارة في المطبوعة (شديدة البرد والظلمة) بزيادة البرد، وليست في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 187 ولا عند أصحاب الأصول. (¬2) قال القاري في المرقاة 5/ 485، عن هذا الحديث: (قال ميرك: ليس الحديث في البخاري بهذا اللفظ. . .، ويفهم من كلام الشيخ ابن حجر العسقلاني أن اللفظ الذي أورده "المصابيح" و"المشكاة" أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه")، والرواية أخرجها البخاري في الصحيح 7/ 124 - 125، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب منقبة أسيد بن حُضَيْر، وعبّاد بن بشر رضي اللَّه عنهما (13)، الحديث (3805) ولفظه: (أنَّ رجلين خرجا من عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتَّى تفرقا، فتفرق النور معهما، وقال معمر: عن ثابت، عن أنس: أنَّ أُسَيْد بن حضير ورجلًا من الأنصار)، وقال ابن حجر في فتح الباري 7/ 125: (فأما رواية معمر فوصلها عبد الرزاق في مصنَّفه عنه) والرواية التي ساقها البغوي هي من طريق معمر، أخرجها معمر في كتاب الجامع (المطبوع بآخر المصنَّف لعبد الرزاق) 11/ 280، باب ما يُعجل لأهل اليقين من الآيات، الحديث (20541) واللفظ له، ومن طريقه أخرجها أحمد في المسند 3/ 137 - 138، ومن طريقه أخرجها البغوي في شرح السنة 14/ 187، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب أسيد بن حضير. . .، وقال القاري في المرقاة 5/ 485 عن أُسَيْد: (أنصاري أوسي كان ممن شهد العقبة وشهد بدرًا وما بعدها. . .، مات بالمدينة سنة عشرين ودفن بالبقيع، و"عبّاد" بفتح العين وتشديد الموحدة ابن "بشر" بكسر فسكون، أنصاري أسلم بالمدينة قبل إسلام سعد بن معاذ شهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها). (¬3) سقطت من المخطوطة. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 214، كتاب الجنائز (23)، باب هل يُخْرَج الميت القبر. . . (77)، الحديث (1351).

4653 - وقال عبد الرحمن بن أبي بكر: "إنَّ أصحابَ الصُّفَّةِ كانوا أُناسًا فقراءَ، وإنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ: مَن كانَ عندَهُ طعامُ اثنينِ فلْيَذهبْ بثالثٍ، ومَن كانَ عندَه طعامُ أربعةٍ، فليَذهبْ بخامسٍ، أو سادسٍ، وإنَّ أبا بكرِ جاءَ بثلاثةٍ، وانطلقَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم بعشرةٍ، وإنَّ أبا بكرٍ تَعَشَّى عندَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ثم لَبِثَ حتَّى صُلِّيَتْ (¬1) العِشَاءُ، ثمَّ رجعَ فلبِثَ حتَّى تَعَشَّى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فجاءَ بعدَ ما مَضَى مِن الليلِ ما شاءَ اللَّهُ قالَتْ له امرأتُه: ما حبسَكَ عن أضيافِكَ؟ فال: أَوَ مَا عَشَّيْتِيهم؟ قالَت: أَبَوا حتَّى تَجيءَ، فغضبَ وقال: واللَّهِ لا أطعَمُه أبدًا، فحلفَت المرأةُ أنْ لا تَطعمُه، وحلفَ الأضياف أنْ لا يَطعمُوه، قال أبو بكرٍ رضي اللَّه عنه: كانَ هذا مِن الشيطانِ، فَدَعَا بالطعامِ فأكلَ وأكلُوا، فجعلُوا لا يرفعُون لقمةً إلّا رَبَتْ مِن أسفلِها أكثرُ منها، فقالَ لامرأتِه: يا أُختَ بني فِرَاس، ما هذا؟ قالت: وقُرَّةِ عيني إنها الآنَ لأكثرُ منها قبلَ ذلكَ بثلاثِ مِرارٍ فأكلوا وبَعَثَ بها إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فذُكِرَ أنه أكلَ منها" (¬2). ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى: (صلينا)، والتصويب من لفظ المؤلف في شرح السنة 2/ 1934، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 587، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3581) من أول الحديث إلى قوله: "فغضب" وأخرج بقية الحديث في 10/ 535، كتاب الأدب (78)، باب ما يكره من الغضب. . . (87)، الحديث (6141)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1627 - 1628، كتاب الأشربة (36)، باب إكرام الضيف. . . (32)، الحديث (176/ 2057) وقوله: "إلّا رَبَتْ من أسفلها أكثر" قال القاري في المرقاة 5/ 487: (وضُبِطَ أكثر بالنصب في أكثر النسخ، وفي نسخة بالرفع) وامرأة أبي بكر هي أم رومان من بني فِراس بن تيم، وقال: (وَقُرَّةَ عيني، بالجر وفي نسخة بالنصب ولعلها على نزع الخافض. . .، وقرة العين يُعَبَّر بها عن المسرَّة).

مِنَ الحِسَان: 4654 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "لمَّا ماتَ النجاشيُّ كُنَّا نَتَحدَّثُ أنه لا يزالُ يُرَى على قبرِهِ نورٌ" (¬1). 4655 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "لما أرادوا غسلَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قالوا: لا نَدري أَنُجَرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم مِن ثيابِهِ كما نُجَرِّدُ مَوتَانَا، أَمْ نغسلُه وعليهِ ثيابُه؟ فلمَّا اختلفُوا أَلْقَى اللَّه عليهم النومَ، حتَّى ما مِنهم رجلٌ إلّا وَذَقْنُه في صدرِه، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ مِن ناحيةِ البيتِ [لا يَدرونَ مَن هو: اغسلُوا النبيَّ وعليهِ ثيابُه، فقامُوا فغسلوهُ] (¬2) وعليهِ قميصُه يَصبُّونَ الماءَ فوقَ القميصِ ويَدلكونَهُ بالقميصِ" (¬3). 4656 - عن ابن المُنْكَدِر: "أنَّ سَفِيْنَةَ [مَولى] (¬4) رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أخطأَ الجيشَ بأرضِ الرومِ، أو أُسِرَ، فانطلقَ هاربًا يلتمسُ الجيشَ فإذا هو بالأسدِ! فقال: يا أبا الحارثِ أنا مولى رسولِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 34 - 35، كتاب الجهاد (9)، باب في النور يُرَى عند قبر الشهيد (29)، الحديث (2523)، وذكره ابن كثير في السيرة النبوية 2/ 27، باب هجرة من هاجر من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من مكة إلى أرض الحبشة. . .، معلقًا فقال: (وقال: زياد البكَّائي عن ابن إسحاق) وساقه بسنده. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 276، ذكر القميص الذي غُسل فيه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 267، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 502، كتاب الجنائز (15)، باب في ستر الميت. . . (32)، الحديث (3141) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 59 - 60، كتاب المغازي، باب غسلوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وعليه ثيابه، وقال: (صحيح على شرط مسلم)، وسكت عنه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 387، كتاب الجنائز، باب جماع أبواب غسل الميت، وأخرجه البيهقي أيضًا في دلائل النبوة 7/ 242، باب ما جاء في غسل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، من طريق أبي داود، واللفظ له، وذكره المناوي في كشف المناهج ق 223/ ب وعزاه أيضًا لأبي حاتم وقال: (ورجاله موثقون). (¬4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

صلى اللَّه عليه وسلم، كانَ مِن أمري كَيْتَ وكَيْتَ، فأقبلَ الأسد، لهُ بَصْبَصَةٌ، حتَّى قامَ إلى جنبِهِ كلَّما سمعَ صوتًا أهوَى إليه، ثمَّ أقبلَ يمشي إلى جنبِهِ حتَّى بلغَ الجيشَ ثم رجعَ الأسد" (¬1). 4657 - عن أبي الجَوْزَاءِ قال: "قُحِطَ أهلُ المدينةِ قحطًا شديدًا، فَشَكَوْا إلى عائشةَ رضي اللَّهُ عنها فقالَت: انظروا قبرَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فاجعلُوا منهُ كُوًى إلى السماءِ، حتَّى لا يكونَ بينَهُ وبينَ السماءِ سقفٌ، ففعلُوا فمُطِرُوا مطرًا حتَّى نبتَ العشبُ وسَمِنَتِ الإِبلُ، حتَّى تَفَتَّقَتْ مِن الشحمِ، فسُمِّيَ عامَ الفَتْقِ" (¬2). 4658 - عن سعيد بن عبد العزيز قال: "لمَّا كانَ أيام الحَرَّةِ لم يُؤَذَّنْ في مسجدِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ثلاثًا ولم يُقَمْ، ولم يَبْرَحْ سعيدُ بنُ ¬

_ (¬1) أخرجه معمر في الجامع (المطبوع بآخر المصنَّف لعبد الرزاق) 11/ 281، باب ما يُعَجَّل لأهل اليقين من الآيات، الحديث (20544) واللفظ له، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 3/ 271، كتاب علامات النبوة، باب مناقب سفينة، الحديث (2733)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 7/ 94، الحديث (6433)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 606، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر سفينة مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 369، ضمن ترجمة سفينة (74)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 46، باب ما جاء في تسخير اللَّه عزَّ وجلَّ الأسد لسفينة مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، من طريق معمر واللفظ له، وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى 2/ 65، باب قصة الأسد، وعزاه لابن سعد، وأبي يعلى، وابن مندة، و"سفينة" لقب له، واختلف في اسمه، وقوله: "يا أبا الحارث" هو كنية للأسد. وقوله: "بَصْبَصَة" أي تحريك ذنب كفعل الكلب تملقًا إلى مالكه. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 43، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه تعالى نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد موته، قوله: "كُوى" بفتح الكاف وتضم، والمعنى: اجعلوا من مقابلة قبره في سقف حجرته منافذ متعددة، وقوله: "تَفتَّقَتْ" أي انتفخت خواصرها من الرعي، وقوله: "عامَ الفَتْقِ" أي سنة الخصب، وأبو الجوزاء هو: أوس بن عبد اللَّه الأزدي من أهل البصرة تابعي مشهور.

7 - باب الهجرة

المُسَيِّب مِن المسجدِ، وكانَ لا يعرفُ وقتَ الصلاةِ إلّا بِهَمْهَمَةٍ يَسمعُها مِن قبرِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 4759 - "قيل (¬2) لأبي العاليةِ: سمعَ أنسٌ رضي اللَّهُ عنه مِن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم؟ قال: خَدَمَهُ عشرَ سنينَ ودعا لهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكانَ لهُ بستانٌ يحملُ في [كلِّ] (¬3) سنةٍ الفاكهةَ مرتينِ، وكانَ فيها ريحان يجيءُ منهُ ريحُ المسكِ" (¬4) (غريب). 7 - بَابُ الهِجْرَةِ مِنَ الصِّحَاحِ: 4660 - عن البراءِ رضي اللَّه عنه قال: "أولُ مَن قَدِمَ علينا مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ وابنُ أم مكتومٍ، فجعلا يُقْرِآنِنَا القرآنَ، ثمَّ جاءَ عمَّارٌ وبلالٌ وسعدٌ، ثمَّ جاءَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللَّه عنه في عشرينَ، ثمَّ جاءَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فما رأيتُ أهلَ المدينةِ فَرِحُوا بشيءٍ فرحَهُم بهِ، حتَّى رأيتُ الولائدَ والصبيانَ يقولونَ: هذا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قد جاءَ (¬5)، فما جاءَ حتَّى ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 44، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه تعالى نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد موته واللفظ له، وأخرج نحوه من رواية طلحة بن محمد بن سعيد، عن أبيه قال: كان سعيد بن المسيب أيام الحرَّة. . .، قوله: "أيام الحرَّةِ" بفتح فشديد قال الطيبي هو يوم مشهور في الإسلام، أيام يزيد بن معاوية لما نهب المدينة عسكر من أهل الشام، قوله: "بِهَمْهَمَةٍ" أي بصوت خفي، وقال المناوي في كشف المناهج ق 224/ أ، ما نصَّه: (رواه الدارمي. . .، ورجاله رجال مسلم). (¬2) القائل هو: أبو خلدة، خالد بن دينار، أدرك أنس بن مالك، ذكره الترمذي في حديثه. (¬3) ساقطة من المخطوطة، والعبارة عند الترمذي: (يحمل في السنة). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 683، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لأنس بن مالك رضي اللَّه عنه (46)، الحديث (3833)، وقال: الترمذي في السنن 5/ 347 (بتحقيق عبد الرحمن عثمان) عقب الحديث: (حديث حسن غريب) وليست في نسخة أحمد شاكر. (¬5) تصحفت في المطبوعة إلى (جاءنا) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ البخاري.

قرأتُ (¬1) {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (¬2) في سُوَرٍ مثلِها" (¬3). 4661 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم جلسَ على المنبرِ فقالَ: إنَّ عبدًا خيَّرهُ اللَّهُ بينَ أنْ يُؤتيَهُ مِن زهرةِ الدنيا ما شاءَ وبينَ ما عندَهُ فاختارَ ما عندَهُ، فبَكَى أبو بكرٍ رضي اللَّه عنه قال: فديْنَاكَ بآبائِنَا وأمهاتِنَا. فعَجِبْنَا لهُ وقال النَّاسُ: انظرُوا إِلى هذا الشيخِ! يُخبِرُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عن عبدٍ خيَّرَهُ اللَّهُ بينَ أنْ يُؤتيَهُ مِن زهرةِ الدنيا، وبين ما عنده وهوَ يقولُ: فدينَاكَ بآبائنَا وأمهاتِنَا، فكانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم هوَ المُخَيَّرُ وكانَ أبو بكرٍ رضيَ اللَّهُ عنه أَعْلَمَنَا" (¬4). 4662 - عَنْ عُقْبَة بنِ عامرٍ رضي اللَّه عنه قال: "صلى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم على قَتلى أُحُدٍ بعد ثمانِ سنينَ كالمُودِّعَ للأحياءِ والأمواتِ، ثمَّ طلعَ المنبرَ فقال: إني بينَ أَيْديكُم فَرَط وأنا عليكم شهيدٌ، وإنَّ موعِدَكم الحوضُ وإني لأنظرُ إليهِ وأنا في مقامي هذا، وإني قد أُعطيتُ مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ، وإني لستُ أخْشَى عليكم أنْ تُشرِكُوا بعدي، ولكنْ أَخْشَى عليكم ¬

_ (¬1) في المخطوطة زيادة (سورة) وليست في المطبوعة، ولا في لفظ البخاري. (¬2) سورة الأعلى (87)، الآية (1). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 699 - 700، كتاب التفسير (65)، سورة: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (87)، الحديث (4941)، قوله: "الولائد" جمع وليدة وهي الجارية الصغيرة. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 227، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (45)، الحديث (3904)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1854، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر رضي اللَّه عنه (1)، الحديث (2/ 2382).

الدنيا أنْ تَنَافسُوا فيها" (¬1) وزاد بعضُهم: "فَتَقْتَتِلُوا فتَهْلَكوا كما هَلَكَ مَن كانَ قبلَكم" (¬2). 4663 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "إنَّ مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم تُوفِّيَ في بيتي، وفي يومِي، وبينَ سَحْري ونَحْري، وأنَّ اللَّهَ جمعَ بينَ ريقي وريقِه عندَ مَوتهِ، دخلَ عليَّ عبدُ الرحمن بنُ أبي بكرٍ وبيدِهِ سِوَاكٌ، وأنا مُسْنِدةٌ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فرأيتُهُ ينظرُ إليه فعَرَفْتُ أنهُ يُحِبُ السواكَ فقلت: آخُذهُ لكَ؟ فأشارَ برأسِهِ أنْ نَعَم، فتَناولْتُهُ، فاشتَدَّ عليهِ وقلت: أليِّنُه لكَ؟ فأشارَ برأسِهِ أنْ نعم، فلَيَّنْتُه، فأَمَرَّهُ على أسنَانِهِ، وبينَ يديْهِ رَكْوَةٌ فيها ماءٌ فجعلَ يُدخِلُ يدَهُ في الماءِ فيَمسحُ بها وجهَهُ ويقولُ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ إنَّ للموتِ سَكَراتٍ (¬3)، ثمَّ نصبَ يده فجعلَ يقولُ: في الرفيقِ الأعلَى، حتَّى قُبِضَ ومالَتْ يدُه" (¬4). 4664 - عن عائشة رضيَ اللَّه عنها قالت، سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 348 - 349، كتاب المغازي (64)، باب غزوة أحد. . . (17)، الحديث (4042)، واللفظ له، سوى قوله: "وإني قد أعطيت مفاتح خزائن الأرض" فقد أخرجه في الصحيح 9/ 203، كتاب الجنائز (23)، باب الصلاة على الشهيد (72)، الحديث (1344)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1795، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات حوض نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وصفاته (9)، الحديث (30/ 2296)، قوله: "فَرَطٌ" بفتح الفاء والراء، وهو الذي يتقدم الواردة فيهيء لهم، بمعنى أنه شفيع لهم يتقدمهم. (¬2) أخرجه من رواية عقبة بن عامر رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 1796، كتاب الفضائل (43)، باب إثبات حوض نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وصفاته (9)، الحديث (31/ 2296). (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (لسكرات) والتصويب من لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 44، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 144، كتاب المغازي (64)، باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته (83)، الحديث (4449)، قوله: "بين سَحْري ونَحْري" بفتح فسكون فيهما وهو يدل على كمال قربها، والمعنى أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- توفي وهو مستندٌ إلى صدرها وما يُحاذي سحرها منه، إذ السحر الرئة.

عليه وسلم يقولُ: "ما مِن نبيِّ يمرضُ إلّا خُيِّرَ بينَ الدنيا والآخرةِ، وكانَ في شكواهُ التي قُبِضَ بها أخذَتْهُ بُحَّةٌ شديدةٌ، فسمعتُهُ يقولُ: معَ الذينَ أنعمْتَ عليهم مِن النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ، فعَلِمْتُ أنه خُيِّرَ" (¬1). 4665 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "لمَّا ثَقُلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم جعلَ يَتَغشَّاهُ الكَرْبُ، فقالَتْ فاطمةُ رضي اللَّهُ عنها، وَاكَرْبَ أَبَاه! فقالَ لها: ليسَ على أَبيكِ كَرْبٌ بعدَ اليومِ، فلمَّا ماتَ قالَتْ: يا أَبَتَاهُ أجابَ ربًّا دَعَاه، [يا أَبَتَاهُ مِن ربِّه ما أدنَاهُ] (¬2) يا أبتاهُ مِن جنةِ الفردوسِ مأواهُ، يا أبتاهُ إلى جبريلَ نَنْعَاهُ، فلما دُفنَ قالَت فاطمةُ: يا أنسُ أَطَابَتْ أنفسُكُم أنْ تَحْثُوا على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الترابَ". (¬3) مِنَ الحِسَان: 4666 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "لمَّا قَدِمَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم المدينةَ لَعِبَتْ الحبشةُ بحرابِهم فرحًا لقدومِه (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 255، كتاب التفسير (65)، سورة النساء (4)، باب: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} (13) الآية (69)، الحديث (4586) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1893، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل عائشة رضي اللَّه تعالى عنها (13)، الحديث (86/ 2444). (¬2) هذه الزيادة ليست في المخطوطة، ولا في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 48، ولا عند البخاري. وإنما أخرجها الدارمي في السنن 1/ 40 - 41، المقدمة، باب في وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرجها ابن ماجه في السنن 1/ 522، كتاب الجنائز (6)، باب ذكر وفاته ودفنه -صلى اللَّه عليه وسلم- (65)، الحديث (1630)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 59، كتاب المغازي، باب كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طيبًا حيًا وميتًا، وقال: (على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 149، كتاب المغازي (64)، باب مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته (83)، الحديث (4462). (¬4) كذا في المطبوعة وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة 11/ 186 وللفظ أحمد، والعبارة في المخطوطة: (بقدومه) وهو لفظ معمر. (¬5) أخرجه معمر في الجامع (المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق) 10/ 466، باب اللعب، =

4667 - وقال: "ما رأيتُ يومًا كانَ أحسنَ ولا أَضْوَأَ مِن يومٍ دخلَ علينا فيهِ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، وما رأيتُ يومًا كانَ أَقْبَحَ ولا أظلَم مِن يومٍ ماتَ فيهِ" (¬1). 4668 - وقال: "لمَّا كانَ اليومُ الذي دخلَ فيهِ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم المدينةَ أضاءَ مِنها كلُّ شيءٍ، فلمَّا كانَ اليومُ الذي ماتَ فيهِ أظلمَ مِنها كلُّ شيءٍ، وما نَفَضْنَا أَيْدِينَا عن الترابِ وإنَّا لفي دفنِهِ حتَّى أَنْكَرْنَا قلوبَنَا" (¬2). 4669 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "لما قُبضَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم اخْتَلَفُوا في دَفْنِهِ، فقالَ أَبُو بَكْرٍ رضْي اللَّهُ عنه: سَمِعْت ¬

_ = الحديث (19723) واللفظ له، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 163، من طريق معمر، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 221، كتاب الأدب (35)، باب في النهي عن الغناء (59)، الحديث (4923)، من طريق معمر أيضًا، وقال المناوي في كشف المناهج ق 225/ أ: (ورجاله رجال الصحيحين). (¬1) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 287، وأخرجه الدارمي في السنن 1/ 141، المقدمة، باب في وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- واللفظ لما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 57، كتاب المغازي، باب أَظْلَم في المدينة كل شيء. . .، وقال: (على شرط مسلم) وأقرّه الذهبي، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/ 265 - 266، باب ما جاء في عِظَم المصيبة. . .، من طريق الحاكم برواية مختصرة. (¬2) أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 274، ذكر كم مرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 221، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 588 - 589، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (2618)، وقال: (حديث غريب صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 522، كتاب الجنائز (6)، باب ذكر وفاته ودفنه -صلى اللَّه عليه وسلم- (65)، الحديث (1631)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 57، كتاب المغازي، باب أظلم في المدينة كل شيء. . .، وقال: (على شرط مسلم)، وأقرّه الذهبي، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/ 265، باب ما جاء في عِظَم المصيبة. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 49 - 50، الحديث (3835) واللفظ له، قوله: "حتَّى أنكرنا قلوبنا" أي تغيَّرت حالنا بوفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

8 - باب

مِنْ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم شَيْئًا قالَ: ما قَبَضَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا في المَوْضِعِ الّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ، ادْفِنُوه في مَوْضِعِ فِرَاشهِ" (¬1). 8 - باب مِنَ الصِّحَاحِ: 4670 - قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "ما تركَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلَا دِرْهمًا، ولا شَاةً ولا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ" (¬2). 4671 - وعن عمرو بن الحارث أخي جُويريةَ قال: "ما تركَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عندَ موته درهمًا ولا دينارًا، ولا عبدًا ولا أمةً، ولا شيئًا إلّا بغلَتَهُ البيضاء، وسلاحُهُ، وأرضًا جعلَها صدقة" (¬3). 4672 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "لا يَقْتَسِمُ (¬4) ورثتي دينارًا، ما تَرَكْتُ بعدَ [نفقةِ] (¬5) نسائي ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 338، كتاب الجنائز (8)، باب (33)، الحديث (1018) واللفظ له، وقال: (وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، فرواه ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أيضًا)، وأخرجه من طريق الترمذي البغوي في شرح السنة 14/ 48، الحديث (3832). وقال في الموطأ 1/ 231، كتاب الجنائز (16)، باب ما جاء في دفن الميت (10)، الحديث (27)، ما نصُّه: (عن مالك أنه بلغه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تُوفِّي. . .، فجاء أبو بكر الصديق فقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: ما دفن نبي قط إلَّا في مكانه الذي توفي فيه)، وأخرج البيهقي الحديث في دلائل النبوة 7/ 260 من عدة طرق عن أبي بكر رضي اللَّه عنه، منها عن ابن عباس، عن أبي بكر رضي اللَّه عنهما. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1256، كتاب الوصية (25)، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء. . . (5)، الحديث (18/ 1635). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 356، كتاب الشروط (54)، باب الوصايا. . . (1)، الحديث (2739)، وعمرو بن الحارث الخزاعي له صحبة، وجويرية إحدى أمهات المؤمنين. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى (يقسم) والتصويب من لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 52، وهو الموافق للفظ مسلم، وأما لفظ البخاري فهو (تَقْتَسِمُ). (¬5) ساقطة من المخطوطة وأثبتناها من المطبوعة، ومن لفظ المؤلف في شرح السنة، وهي عند البخاري ومسلم.

وَمَؤُنَةِ عاملي فهو صدقةٌ" (¬1). 4673 - عن أبي بكر رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا نُورَثُ، ما تركْنَا صدقةٌ" (¬2). 4674 - عن أبي موسى رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ رحمةَ أُمةٍ مِن عبادِهِ قبضَ نبيِّها قبلَها فجعلَهُ لها فَرَطًا وسَلَفًا بَيْنَ يَدَيْها، وإذا أرادَ اللَّهُ هَلَكَةَ أُمةٍ عذَّبَها ونَبيُّها حيٌّ، فأهلكَها وهوَ ينظرُ فأقَرَّ عينَهُ بهلكَتِها حينَ كذَّبُوه وعَصَوْا أمرَهُ" (¬3). 4675 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ (¬4) ليأتِيَنَّ على أحدِكم يومٌ ولا (¬5) يَرَاني ثم لَأنْ يَراني أحبُّ إليهِ مِن أهلِهِ ومالِهِ معهم" (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 406، كتاب الوصايا (55)، باب نفقة القيِّم للوقف (32)، الحديث (2776)، وأخرجه مسلم في الصحيح 13/ 382، كتاب الجهاد. . . (32)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا نورث. . . " (16)، الحديث (55/ 1760) واللفظ لهما، قوله: "بعد نفقة نسائي" لأن نفقة نسائه بعده تتعلق بحياة كلِّ واحدة منهن، لكونهن محبوسات عن النكاح في اللَّه وفي رسوله، قوله: "عاملي" أراد بالعامل الخليفة بعده. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 5، كتاب الفرائض (85)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا نُورَثُ. . . " (3)، الحديث (6726)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1380، كتاب الجهاد. . . (32)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا نُورَث. . . " (16)، الحديث (52/ 1759). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1791 - 1792، كتاب الفضائل (43)، باب إذا أراد اللَّه تعالى رحمة أمةٍ. . . (8)، الحديث (24/ 2288)، قوله: "فرطًا وسلفًا" أي سابقًا ومقدّمًا وشفيعًا. (¬4) تصحفت في المخطوطة إلى: (في يده). (¬5) تصحفت في المخطوطة إلى (ولأن)، والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1836، كتاب الفضائل (43)، باب فضل النظر إليه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (39)، الحديث (142/ 2364).

28 - كتاب المناقب

[28 - كتاب المناقب] 1 - بَابٌ في مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ وَذِكْرِ القَبَائِلِ مِنَ الصِّحَاحِ: 4676 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "النَّاسُ تَبَعٌ لقريشٍ في هذا الشأنِ، مسلمهُم تَبَعٌ لمسلمِهم، وكافرُهم تَبَعٌ لكافرهم" (¬1). 4677 - عن جابر رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "النَّاسُ تَبَعٌ لقريشٍ في الخيرِ والشرِّ" (¬2). 4678 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يزالُ هذا الأمرُ في قريشٍ ما بَقِيَ منهم اثنانِ" (¬3). 4679 - وعن معاوية رضي اللَّه عنه قال، سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 526، كتاب المناقب (61)، باب قول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ. . .} سورة الحجرات (49)، الآية (13) (1)، الحديث (3495)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1451، كتاب الإمارة (33)، باب الناس تَبَعٌ لقريش. . . (1)، الحديث (2/ 1818) واللفظ لهما، وقال البغوي في شرح السنة 14/ 57، في معنى الحديث: (معناه تفضيل قريش على قبائل العرب وتقديمها في الإمامة والإمارة). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1451، كتاب الإمارة (33)، باب الناس تَبَعٌ لقريش. . . (1)، الحديث (3/ 1819). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 533، كتاب المناقب (61)، باب مناقب قريش (2)، الحديث (3501)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 1453، كتاب الإمارة (33)، باب الناس تَبَعٌ لقريش. . . (1)، الحديث (4/ 1820) واللفظ لهما.

عليه وسلم يقول: "إنَّ هذا الأمرَ في قريشٍ لا يُعَادِيهم أحدٌ إلّا كَبَّهُ اللَّهُ على وجهِهِ، ما أَقَامُوا الدين" (¬1). 4680 - عن جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه قال، سمعتُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "لا يزالُ الإسلامُ عزيزًا إلى اثنَيْ عَشَرَ (¬2) خَلِيفَةً، كلُّهم [مِن] (¬3) قريشٍ" (¬4) وفي رواية: "لا يزالُ أمرُ الناسِ ماضيًا ما وَلِيَهم (¬5) اثنا عشرَ رجلًا كلُّهم مِن قريشٍ" (¬6) وفي رواية: "لا يزالُ الدينُ قائمًا حتَّى تقومَ الساعةُ، أو يكونَ عليهم اثنا عشرَ خليفةً كلُّهم مِن قريشٍ" (¬7). 4681 - وقال: " [غِفَارُ] (¬8) غَفَرَ اللَّهُ لها، وأَسْلَمُ سَالَمَها اللَّهُ، وعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ ورسولَه" (¬9). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 532 - 533، كتاب المناقب (61)، باب مناقب قريش (2)، الحديث (3500). (¬2) تصحفت في المخطوطة إلى (اثني عشرة) والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬3) ساقطة من المخطوطة. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 211، كتاب الأحكام (93)، باب، وهو ما بعد باب الاستخلاف (51)، الحديث (7222)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1453، كتاب الإمارة (33)، باب الناس تَبَعٌ لقريش. . . (1)، الحديث (7/ 1821) واللفظ له. (¬5) تصحفت في المخطوطة إلى (ولا ولاهم). (¬6) أخرجه من رواية جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1452، الحديث (6/ 1821). (¬7) أخرجه من رواية جابر بن سَمُرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 3/ 1453، الحديث (10/ 1822). (¬8) ساقطة من المخطوطة. (¬9) متفق عليه، من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 542، كتاب المناقب (61)، باب ذكر أَسْلَمَ وغِفَار. . . (6)، الحديث (3513)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1953، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لغفار. . . (46)، الحديث (187/ 2518) واللفظ لها، قوله: "غِفَار" بكسر الغين المعجمة، وتخفيف الفاء وبالراء، عَلَمُ قبيلة، رهط أبي ذر "وأسلم" قبيلة أخرى "وعُصَيَّة" بالتصغير، قبيلة.

4682 - وقال عليه السلام: "قُريْشٌ والأنصارُ وجُهَيْنةُ ومُزَيْنةُ وأَسلمُ وغِفارُ وأشجعُ مَوَالِيَّ، ليسَ لهم مَوْلَى دونَ اللَّهِ ورسولهِ" (¬1). 4683 - وقال عليه السلام: "أسلمُ وغِفارُ ومُزَيْنةُ وجُهَينَةُ خيرٌ مِن بَني تميمٍ، ومِن بني عامرٍ والحلِيفَيْنِ [مِن] (¬2) بَني أسدٍ وغَطَفَانَ" (¬3). 4684 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "ما زلتُ أحِبُّ بَني تَمِيمٍ مُنْذ ثلاثٍ (¬4)، سمعتُ مِن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ فيهم، سمعتُه يقول: هم أشدُّ أمتي على الدجالِ، قال: وجاءَتْ صدقاتُهم فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: هذه صدقاتُ قومِنَا، وكانَتْ سَبِيَّةٌ منهم عند عائشةَ رضي اللَّه عنها فقالَ: أعتقِيها فإنها مِن وَلَدِ إسماعيل" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 542، كتاب المناقب (61)، باب ذِكْرُ أسلم. . . (6)، الحديث (3512)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1954، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل غفار. . . (47)، الحديث (189/ 2520) قوله: "جُهَيْنَة" بالتصغير قبيلة "ومُزَيْنة" كذلك، قوله: "مَوَاليَّ" أي أحبائي وأنصاري. (¬2) ليست في المخطوطة. وعبارة المؤلف في شرح السنة 14/ 64: (خير من بني تميم، وعامر بن صعصعة، وأسد وغطفان) وعبارة مسلم (خير من بني تميم، وبني عامر، والحليفين أسد وغطفان). (¬3) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 543، كتاب المناقب (61)، باب ذكر أسلم. . . (6)، الحديث (3523)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1955، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل غفار. . . (47)، الحديث (190/ 2521) واللفظ له، قوله: "غَطَفان" بفتحتين. وتفضيل تلك القبائل لسبقهم إلى الإسلام وحسن آثارهم. (¬4) تصحفت العبارة في المطبوعة إلى: (ما زلت أحب من بني تميم بعد ثلاث) والتصويب من المخطوطة، ومن شرح السنة 14/ 66، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 170، كتاب العتق (49)، باب من ملك من العرب رقيقًا. . . (13)، الحديث (2543) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1957، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل غفار. . . (47)، الحديث (198/ 2525) قوله: "سَبِيَّةٌ" بفتح فكسر فتشديد تحتية أي أسيرة.

مِنَ الحِسَان: 4685 - عن سعد رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن يُرِدْ هَوَانَ قريشٍ أهانَهُ اللَّهُ" (¬1). 4686 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "اللَّهمَّ أَذَقْتَ أوَّل قريشٍ نكالًا فأَذِقْ آخرَهُمْ نَوَالًا" (¬2). 4687 - عن أبي عامرٍ الأشعري رضي اللَّه عنه قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم: "نِعْمَ الحيُّ الْأَسْدُ والأشعريونَ لا يَفِرُّونَ في القتالِ ولا يَغُلُّونَ، هم مني وأنا منهم" (¬3) (غريب). 4688 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "الْأَزْدُ أَزْدُ اللَّهِ في الأرضِ، يريدُ النَّاسُ أنْ يَضَعُوهم ويَأْبَى ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 1/ 171، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 714، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الأنصار. . . (66)، الحديث (3905)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 74، كتاب معرفة الصحابة، باب من أهان قريشًا. . .، وصححه الحاكم وأقرّه الذهبي، واللفظ لهم. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 242، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 715، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الأنصار. . . (66)، الحديث (3908)، وقال: (حسن صحيح غريب)، وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 227 - 228 ضمن ترجمة طارق بن عبد الرحمن (774) واللفظ لهم، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 12/ 29، الحديث (33830) وعزاه لابن حبان، ولسعيد بن منصور، قوله: "نَكالًا" بفتح النون أي بلاء، وقوله: "نَوالًا" أي عطاء. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 129، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 731، كتاب المناقب (50)، باب مناقب في ثقيف. . . (74)، الحديث (3947) وقال: (حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث وهب بن جرير، ويقال: الْأَسْدُ هم: الأزْد)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 138، كتاب قسم الفيء، باب النهي عن بيع المغانم. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، واللفظ لهم، قوله: "الأسْد" بفتح فسكون، ويقال لهم: الأزد، وهو بالسين أفصح، قوله: "لا يَغُلُّون" بفتح فضم فتشديد أي ولا يخونون.

اللَّهُ إلّا أنْ يرفَعَهم، ولَيَأتينُّ على الناسِ زمانٌ يقولُ الرجلُ: يَا لَيْتَ أَبي كانَ أَزْدِيًا، ويا ليتَ أمي كانَت أَزْدِيَّةً" (¬1) (غريب). 4689 - عن عِمرَانَ بن حُصَين رضي اللَّه عنه قال: "ماتَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ يَكْرهُ ثلاثةَ أحياءٍ ثَقيفًا، وبَني حَنِيفَةَ، وبَني أُمَيَّةَ" (¬2) (غريب). 4690 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه: عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "في ثَقِيفٍ كذابٌ ومُبيرٌ" (¬3) قيل: الكذابُ هو المختارُ بنُ أبي عُبيدٍ، والمُبيرُ هو الحجاج بن يوسف، قال هشامُ بنُ حسانَ أَحْصَوْا ما قتلَ الحجاجُ صَبْرًا فبلغَ مائةَ ألفٍ وعشرينَ ألفًا. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 727، كتاب المناقب (50)، باب في فضل اليمن (72)، الحديث (3937)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وروي هذا الحديث بهذا الإسناد، عن أنس موقوف، وهو عندنا أصح) واللفظ له، وأخرجه ابن جُمَيْع الصيداوي في معجم الشيوخ، ص 181، وبني ترجمة أحمد بن محمد بن جعفر، أبو جعفر المنكدري رقم (130). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 729، كتاب المناقب (50)، باب مناقب في ثقيف. . . (74)، الحديث (3943) وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه)، قوله: "ثقيف" كأمير، "وبني حنيفة" كسفينة، "وبني أمَيَّة" بضم ففتح فتشديد تحتية، قبائل، قال العلماء: إنما كره ثقيفًا للحجاج، وبني حنيفة لمسيلمة، وبني أمية لعبيد اللَّه بن زياد. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 26، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 499، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في ثقيف. . . (44)، الحديث (220) واللفظ له وقال: الكذاب هو المختار. . .، حدثنا أبو داود سليمان بن سَلْم البلخي، أخبرنا النضر بن شميل، عن هشام بن حسان قال: أَحْصَوْا. . .) وساق بقيته، "والمختار بن عبيد" بالتصغير الثقفي، قام بعد وقعة الحسين ودعا الناس إلى طلب ثأره، وكان غرضه في ذلك أن يصرف وجوه الناس ويتوسل به إلى الإمارة، قوله: "مُبير" بضم الميم وكسر الموحدة، أي مفسد ومُهلِك، وتنوينهما للتعظيم، قوله: "صبرًا" أي محبوسًا مأسورًا لا في معركة.

4691 - وروى مسلم في الصحيح (¬1): "حينَ قَتَلَ الحجاجُ عبدَ اللَّهِ بنَ الزبيرِ رضي اللَّه عنه قالَت أسماءُ لهُ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حدَّثنا أنَّ في ثقيفٍ كذابًا ومُبِيرًا، فأَمَّا الكذابُ فرأيناهُ، وأمَّا المُبِيرُ فلا أخالُكَ [إلّا] (¬2) إيَّاه". 4692 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال: "قالوا يا رسولَ اللَّهِ أحرَقَتْنَا نِبَالُ ثقيفٍ، فَادْعُ اللَّهَ عليهم قال: اللَّهمَّ اهْدِ ثَقِيفًا" (¬3). 4693 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "كُنَّا عندَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فجاءَهُ رجلٌ أحسبُه مِن قيس قال: يا رسولَ اللَّهِ العنْ حِمْيَرًا فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: رَحِمَ اللَّهُ حِميرًا أفواهُهم سلامٌ، وأيدِيهم طعامٌ وهم أهلُ أَمْنٍ وإيمانٍ (¬4) " (¬5) (منكر). 4694 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "قالَ لي رسولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1971 - 1972، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب ذكر كذاب ثقيف. . . (58)، الحديث (229/ 2545) قوله: "إخالك" بكسر الهمزة وتفتح، أخال بالفتح وهو القياس، وبالكسر هو الأفصح، أي لا أظنك، وهذا الحديث حَقُّه أن يكون ضمن "الصحاح". (¬2) ساقطة من المخطوطة. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 343، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 529، كتاب المناقب (50)، باب مناقب في ثقيف. . . (74)، الحديث (3942) واللفظ له، وقال: (حسن صحيح غريب). (¬4) تصحفت في المخطوطة إلى (أمان)، والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ أحمد والترمذي. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 278، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 728، كتاب المناقب (50)، باب في فضل اليمن (72)، الحديث (3939) واللفظ له، وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه من حديث عبد الرزاق، ويروى عن ميناء هذا أحاديث مناقب، وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2451، ضمن ترجمة ميناء بن أبي ميناء، وذكره ابن الأثير في جامع الأصول 9/ 220، الحديث (6803)، وعزاه إلى رزين، قوله: "حِمْيَرًا" بكسر فسكون ففتح، وحِمْيَر كدِرْهم موضع غربي صنعاء اليمن، وقيس: اسم قبيلة.

صلى اللَّهُ عليه وسلم: ممن أنتَ؟ قلتُ: مِن دَوْسٍ، قال: ما كنتُ أُرَى أنَّ في دَوْسٍ أحدًا فيهِ خيرٌ" (¬1). 4695 - عن سلمان قال: "قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: لا تُبغِضني فتفارِقَ دينَكَ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ [وَ] (¬2) كيفَ أُبغِضُكَ وبكَ هدَانا اللَّهُ؟ قال: تُبغِضُ العربَ فتُبغِضُني" (¬3) (غريب). 4696 - عن عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن غَشَّ العربَ لم يدخلْ في شفاعتي، ولم تَنَلْه مَوَدَّتي" (¬4) (غريب). 4697 - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "مِن اقترابِ الساعةِ هلاكُ العربِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 685، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لأبي هريرة رضي اللَّه عنه (47)، الحديث (3838) وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، قوله: "دَوْس" بفتح فسكون قبيلة من اليمن، قوله: "أُرى" بضم الهمزة أي أظن. (¬2) ساقطة من المطبوعة، ومن لفظ الترمذي، وأثبتناها من المخطوطة، وهي في لفظ أحمد. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 440 - 441، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 723، كتاب المناقب (50)، باب مناقب في فضل العرب (70)، الحديث (3927)، وقال: (حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 86، كتاب معرفة الصحابة، باب فضل كافة العرب، واللفظ لهم، وأخرجه أبو نُعَيْم في الحلية 7/ 270، ضمن ترجمة مسعر بن كدام (389). (¬4) ذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 804، وعزاه لابن أبي شيبة، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 72، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 724، كتاب المناقب (50)، باب مناقب في فضل العرب (70)، الحديث (3928)، واللفظ لهما، وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث حُصَيْن بن عمر الأحمسي، عن مخارق، وليس حُصَيْن عند أهل الحديث بذاك القوي). (¬5) أخرجه من رواية طلحة بن مالك رضي اللَّه عنه، البخاري في التاريخ الكبير 4/ 344 - 345، ضمن ترجمة طلحة بن مالك (3072)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 724، كتاب المناقب (50)، باب مناقب في فضل العرب (70)، الحديث (3929)، واللفظ لهما، وذكره المزي في تحفة الأشراف 4/ 223، الحديث (5022)، وقال: (ورواه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة).

2 - باب مناقب الصحابة رضي الله عنهم

4698 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "المُلْكُ في قريشٍ، والقضاءُ في الأنصارِ، والأذانُ في الحبشةِ، والأمانةُ في الْأَزْدِ" (¬1) يعني اليمنَ، ويُروَى موقوفًا وهو الأصحُّ. 2 - بابُ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الصِّحَاحِ: 4699 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم أَنفقَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهم ولا نَصِيفَهُ" (¬2). 4700 - عن أبي بُرْدَة، عن أبيه: أبي موسى الأشعري قال: "رفعَ -يعني النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم- رأسَهُ إلى السماءِ، وكانَ كثيرًا ما يرفعُ رأسَه إلى السماءِ، فقالَ: النجومُ أَمَنَةٌ للسماءِ، فإذا ذهبَتِ النجومُ أتى السماءَ ما تُوعَدُ، وأنا أَمَنَةٌ لأصحابي فإذا ذهبتُ (¬3) أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 364، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 727، كتاب المناقب (50)، باب في فضل اليمن (72)، الحديث (3936) واللفظ لهما، وقال: (حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه، وهذا أصح). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 21، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنت مُتخِذًا خليلًا. . . (5)، الحديث (3673) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1967 - 1968، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب تحريم سب الصحابة. . . (54)، الحديث (222/ 2541)، قوله: "مُدَّ أحدهم" المُدُّ بضم الميم ربع الصاع، "والنَّصيفُ" بمعنى النصف، والمعنى: لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحدٍ ذهبًا من الأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصفه لما يقارنه من مزيد الإخلاص وصدق النية. (¬3) في المطبوعة زيادة (أنا) وليست في المخطوطة ولا في لفظ مسلم.

وأَصْحَابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي فإذا ذَهَبَ (¬1) أصحابي أتى أُمَّتي ما يُوعَدُون" (¬2). 4701 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "يأتي على الناسِ زمانٌ فيَغْزُو فِئَامٌ مِن الناسِ فيَقُولونَ: هل فيكم مَن صَاحَبَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم؟ فيقولونَ: نعم، فيُفتَحُ لهم، ثمَّ يأتي على الناسِ زمانٌ فيَغزُو فِئَامٌ مِن الناسِ فيُقَالُ: هل فيكم مَن صاحبَ أصحابَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم؟ فيقولونَ: نعم، فيُفتَحُ لهم، ثمَّ يأتي على الناسِ زمانٌ فيَغزو فِئَامٌ مِن الناسِ فيُقَالُ لهم: هل فيكم مَن صَاحَبَ مَن صَاحَبَ أصحابَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم؟ فيقولونَ نعم، فيُفتَحُ لهم" (¬3) وزادَ بعضُهم: "ثُمَّ يَكُونُ البَعْثُ الرابعُ فيقالُ: انظرُوا هل تَرَوْن فيهم أحدًا رَأَى مَن رَأَى أحدًا رَأَى أصحابَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم؟ فيُوجَدُ الرجلُ فيُفتَحُ لَهُمْ (¬4) بِهِ" (¬5). 4702 - وعن عِمرانَ بنِ حُصَيْنٍ قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "خيرُ أُمَّتي قرني، ثمَّ الذينَ يَلُونَهم، ثمَّ الذينَ يَلُونَهم، ثمَّ إن بعدَهم قومًا يَشهدُونَ ولا يُستَشهدونَ، ويَخُونونَ ولا يُؤتَمَنُون، ويَنذُرونَ ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (ذهبت) والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1961، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب بيان أنَّ بقاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمان لأصحابه (51)، الحديث (207/ 2531) قوله: "أَمَنَةٌ" بفتح الهمز والميم، أي أمن، والمراد بذهاب النجوم: تكويرها وانكدارها. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 3، كتاب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (62)، باب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (1)، الحديث (3649)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1962، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضل الصحابة. . . (52)، الحديث (209/ 2532) واللفظ لهما. (¬4) اضطربت العبارة في المخطوطة فأسقط منها كلمة: (به)، والعبارة في المطبوعة (فيفتح له)، والتصويب من لفظ مسلم. (¬5) هذه الزيادة تفرَّد بها مسلم في المصدر نفسه، في حديث عقب الحديث الأول، قوله: "فِئَامٌ" بكسر الفاء فهمز أي جماعة.

ولا يَفُونَ، ويَظهرُ فيهم السِّمَنُ" (¬1) وفي رواية: "ويَحلِفُونَ ولا يُستحلَفُونَ" (¬2) ويروى: "ثم يَخْلُف قومٌ يُحبونَ السُّمَانَة" (¬3). مِنَ الحِسَان: 4703 - عن عمر رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أَكْرِمُوا أصحابي فإنهم خِيارُكم، ثمَّ الذينَ يَلُونهم، ثمَّ الذينَ يَلُونَهم، ثمَّ يَظهر الكَذِبُ حتَّى إنَّ الرجلَ لَيَحلِفُ ولا يُستحلَفُ، ويَشهدُ ولا يُستشهَدُ، ألا فمَن سَرَّه بُحْبُوحةُ الجنَّةِ فليَلْزمِ الجماعةَ، فإنَّ الشيطانَ معَ الفَذِّ وهو مِن الاثنينِ أَبْعَدُ، ولا يَخلُونَّ رجلٌ بامرأةٍ فإنَّ الشيطانَ ثالثُهما، ومَن سرَّتْهُ حسنَتُه وساءَتْهُ سيئَتُه فهو مؤمِنٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 3، كتاب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (62)، باب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (1)، الحديث (3650)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1964، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضل الصحابة. . . (52)، الحديث (214/ 2535)، قوله: "قرني" القرن أهل كل زمان، وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان، قيل أربعون سنة وقيل ثمانون وقيل مائة، "السِّمن" بكسر السين وفتح الميم، وكنى به عن الغفلة وقلة الاهتمام بأمر الدين، فإنه الغالب على ذوي السمانة. (¬2) أخرجه من رواية عمران بن حصين رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 4/ 1965، الحديث (215/ 2535). (¬3) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في الصحيح 4/ 1963 - 1964، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضل الصحابة. . . (52)، الحديث (213/ 2534)، قوله: "السُّمَانَة" قال القاري في المرقاة 5/ 521: (السُّمَانة: بضم السين). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 26، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 465 - 466، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في لزوم الجماعة (7)، الحديث (2165)، وقال: (حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه) وذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 62، الحديث (10539) وعزاه للنسائي في عشرة النساء (الكبرى)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص (568)، كتاب المناقب (36)، باب فضل أصحاب. . . (37)، الحديث (2282)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 114، كتاب العلم، باب خطبة عمر رضي اللَّه عنه بالجابية، وصححه، ووافقه الذهبي، قوله: "بُحْبُوحة الجنة" بضم الموحدتين أي وسطها وخيارها. و"الفَذُّ" أي الفرد الذي يتفرد برأيه.

4704 - عن جابر رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تَمَسُّ النّارُ مسلمًا رآني، أو رَأَى مَن رآني" (¬1). 4705 - عن عبد اللَّه بن مُغَفَّل رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "اللَّهَ اللَّهَ في أصحابي، اللَّهَ اللَّهَ في أصحابي، لا تَتَّخِذُوهم غَرَضًا مِنْ بعدي، فمَن أَحبَّهم فبحُبي أَحبَّهم، ومَن أَبغضَهم فَبِبُغضِي أَبغضَهُم، ومَن آذاهُم فقد آذاني، وَمَنْ آذاني فقد آذَى اللَّهَ، ومن آذى اللَّهَ فيُوشِكُ أنْ يَأخذه" (¬2) (غريب). 4706 - عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ما مِن أحدٍ مِن أصحابي يموتُ بأرض إلّا بُعِثَ قائدًا ونورًا لهم يومَ القيامةِ" (¬3) (غريب). 4707 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 694، كتاب المناقب (50)، باب ما جاء في فضل من رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (57)، الحديث (3858)، واللفظ له، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 906، وعزاه أيضًا لابن أبي عاصم، ولأبي نعيم في المعرفة، وللضياء في المختارة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 87، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 696، كتاب المناقب (50)، باب (59)، وهو ما يلي: باب في فضل من بايع. . . (58)، الحديث (3862)، واللفظ له، وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (568 - 569)، كتاب المناقب (36)، باب فضل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (37)، الحديث (2284). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 697، كتاب المناقب (50)، باب (59)، وهو ما يلي باب في فضل من بايع. . . (58)، الحديث (3865)، واللفظ له، وقال: (حديث غريب)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 72، الحديث (3862)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 2/ 711، وعزاه لتمام، وللضياء في المختارة.

3 - باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه

عليه وسلم: "مثلُ أصحابي في أمتي كالملحِ في الطعامِ لا (¬1) يَصلُحُ الطعامُ إلّا بالملحِ" (¬2). 4708 - عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لا يُبَلِّغُني أحدٌ عن أحدٍ من أصحابي شيئًا فإني أحبّ أن أخرجَ إليهم وأنا سليمُ الصدرِ" (¬3) واللَّه الموفق. 3 - بابُ مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الصِّحَاحِ: 4709 - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ مِن أَمَنِّ الناسِ عليَّ في صحبَتِهِ ومالِه أبا بكرٍ، ولو كُنتُ مُتَّخِذًّا خليلًا مِن أُمَّتي لاتَّخَذْتُ أبا بكرٍ (¬4)، ولكنْ أُخُوَّةُ الإِسلامِ ومَودَّتُه، لا يَبقَى في المسجدِ خَوْخةٌ إلّا خَوْخَةُ أبي بكرٍ" (¬5) وفي رواية: ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (ولا) والتصويب من لفظ المؤلف في شرح السنة، وهو الموافق للفظ الأئمة الذين رووا الحديث. (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص (200 - 201)، باب ما جاء في الفقر، الحديث (572) واللفظ له، وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 3/ 291، كتاب علامات النبوة، باب مناقب أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، الحديث (2771)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 1/ 155، الحديث (7/ 2762)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 72 - 73، الحديث (3863). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 396، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 183، كتاب الأدب (35)، باب رفع الحديث. . . (33)، الحديث (4860)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 710، كتاب المناقب (50)، باب فضل أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (64)، الحديث (3896) واللفظ له. (¬4) في المطبوعة زيادة (خيلًا) وليست في المخطوطة ولا في لفظ المؤلف في شرح السنة، ولا عند البخاري، وهي في لفظ مسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 227، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (45)، الحديث (3904)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1854 - 1855، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر. . . (1)، الحديث (2/ 2382) قال =

"لو كنت مُتخِذًا خليلًا غيرَ ربي لاتَّخَذْتُ أبا بكرٍ (¬1) خَلِيلًا" (¬2). 4710 - عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لو كنتُ مُتخِذًا خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكرٍ خَلِيلًا ولكنُه أخي وصاحبي، وقد اتخذَ اللَّهُ صاحِبَكم خليلًا" (¬3). 4711 - عن عائشة رضي اللَّه عنها، قالت: "قال لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في مرضِهِ: ادْعِي لي أبا بكرٍ أَباكِ، وأَخاكِ، حتَّى أكتبَ كتابًا، فإني أخافُ أنْ يَتَمنَّى مُتَمَنٍّ ويقولَ قائلٌ: أنا أَوْلى (¬4) ويَأْبَى اللَّهُ والمؤمنونَ إلّا أبا بكرٍ" (¬5). 4712 - عن جُبَير بن مُطعِمٍ قال: "أَتَتِ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم امرأةٌ فَكَلَّمَتْهُ في شيءٍ، فأمرَها أنْ ترجعَ إليه قالت: يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إنْ ¬

_ = القاري في المرقاة 5/ 523 عن قوله: "أبا بكر" ما نصَّه: (أبو بكر، كذا في صحيح مسلم، وفي البخاري: أبا بكر، أي بالنصب وهو الظاهر لأنه اسم "إن" والرفع مشكل) قوله: "خوْخَةٌ" الخوخة بفتح الخاءين المعجمتين وسكون الواو، كُوَّة في الجدار تؤدي الضوء إلى البيت. (¬1) اضطربت العبارة في المخطوطة كما يلي: (لاتخذت ربي) والتصويب من المطبوعة وشرح السنة وصحيح البخاري. (¬2) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 7/ 12، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سُدُّوا الأبواب. . . (3)، الحديث (3654). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1855، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر. . . (1)، الحديث (3/ 2383). (¬4) تصحفت في المخطوطة إلى (ولا). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1857، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر. . . (1)، الحديث (11/ 2387) قوله: "وأخاك" المراد به عبد الرحمن، وقد طلبه ليكتب الكتاب، قوله: "يتمنى مُتمنٍّ" أي للخلافة على تقدير عدم الكتابة.

جئتُ ولم (¬1) أجدْكَ، كأنها تريدُ الموتَ، قال: فإِنْ (¬2) لَمْ تَجِديني فَأْتِي أبا بكرٍ" (¬3). 4713 - عن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعثَه على جيشِ ذاتِ السلاسلِ قال: فأَتيتُه فقلتُ: أيُّ الناسِ أَحبُّ إليكَ؟ قال: عائشةُ، قلتُ: مِن (¬4) الرجالِ؟ قال: أبوها، قلت: ثم مَن؟ قال: عمرُ، فعدَّ رِجالًا فَسَكَتُ مخافَةَ أنْ يجعلَني في آخرِهم" (¬5). 4714 - عن محمد بن الحنفية قال: "قلت لأبي: أيُّ الناسِ خيرٌ بعدَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم؟ قال: أبو بكرٍ، قلت: ثم مَن؟ قال: عمرُ، وخَشِيتُ أنْ يقولَ عثمانُ قلت: ثم أنتَ؟ قال: ما أنا إلّا رجلٌ مِن المسلمين" (¬6). 4715 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: "كُنَّا في زمنِ النَّبيِّ صلى ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة وهو الموافق للفظ البخاري، والعبارة في المخطوطة: (فلم) وهو الموافق للفظ مسلم. (¬2) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم، وفي المخطوطة: (إنْ) وهو الموافق للفظ البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 17، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا. . . (5)، الحديث (3659)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1856 - 1857، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر. . . (1)، الحديث (10/ 2386). (¬4) في المطبوعة: (ومن) بزيادة واو، وليست في المخطوطة ولا عند البخاري ومسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 74، كتاب المغازي (64)، باب غزوة ذات السلاسل. . . (63)، الحديث (4358) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1856، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر. . . (1)، الحديث (8/ 2384) وقال ابن حجر في فتح الباري 7/ 26 عن: ذات السلاسل، (قيل سمي المكان بذلك لأنه كان به رمل بعضه على بعض كالسلسلة) وقال في 8/ 74: (قيل سميت ذات السلاسل لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا). (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 20، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا. . . " (5)، الحديث (3671)، ومحمد بن الحنفية: هو ابن علي رضي اللَّه عنه، من غير فاطمة.

اللَّه عليه وسلم لا نَعدِلُ بابي بكرٍ أحدًا، ثمَّ عمرَ، ثمَّ عثمانَ، ثمَّ نتركُ أصحابَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم لا نُفاضِلُ بينَهم" (¬1). وفي رواية: "كُنَّا نقولُ ورسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حَيٌّ: أفضلُ أمةِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم [بعدَه] (¬2) أبو بكرٍ ثم عمر ثم عثمان" (¬3). مِنَ الحِسَان: 4716 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ما لأحدٍ عندَنا يدٌ [إلّا] (¬4) وقد كافَأْنَاهُ ما خلا أبا بكرٍ، فإنَّ لهُ عندَنا يدًا يُكافئُه اللَّهُ بِهِ (¬5) يومَ القِيامةِ، وما نَفَعَني مالُ أحدٍ قَطُّ ما نفعَني مالُ أبي بكرٍ، ولو كنتُ مُتَّخِذًا خليلًا لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا، ألا وإنَّ صاحبَكم خليلُ اللَّهِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 53 - 54، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عثمان بن عفان (7)، الحديث (3697). (¬2) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وموجودة عند أبي داود. (¬3) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أبو داود في السنن 5/ 26، كتاب السنة (34)، باب في التفضيل (8)، الحديث (4628)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 629، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان رضي اللَّه عنه (19)، الحديث (3707)، وسيأتي هذا الحديث برقم (4761). (¬4) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي عند الترمذي. (¬5) المطبوعة (بها) وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬6) هذا الحديث أخرجه الإمام الترمذي بتمامه، وأخرج غيره منه قطعًا، فقد أخرج أحمد في المسند 2/ 253، منه قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما نفعني مال قط. . . " فقط، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 609، كتاب المناقب (50)، باب (15)، وهوما قبل باب في مناقب أبي بكر وعمر. . . (16)، الحديث (3661)، واللفظ له، وأخرج ابن ماجه قوله: "ما نفعني مال. . . " في السنن 1/ 36، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (11)، الحديث (94)، وأخرج ابن حبان أيضًا قوله "ما نفعني مال. . . "، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص (532)، كتاب المناقب (36)، باب في فضل أبي بكر. . . (1)، الحديث (2166)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 12/ 505، الحديث (35648) وعزاه لابن عساكر في تاريخه.

4717 - وقال عمر رضي اللَّه عنه: "أبو بكرٍ سيدُنا وخيرُنا وأحبُّنا إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬1). 4718 - عن ابن عمررضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أنَّه قالَ لأبي بكرٍ رضي اللَّه عنه: أنتَ صَاحِبِي في الغارِ وصاحِبي على الحوضِ" (¬2). 4719 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكرٍ أَنْ يَؤُمَّهم غيرُه" (غريب). (¬3) 4720 - وعن عمر رضي اللَّه عنه قال: "أمرَنا رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم أنْ نتصدَّقَ ووافَقَ ذلك مالًا [عندي] (¬4) فقلتُ: اليومَ أسبقُ أبا بكرٍ، إنْ سبقتُهُ يومًا، قال: فجئتُ بنصفِ مالي فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ما أَبقيْتَ لأهلِكَ؟ فقلتُ: مثلَهُ، وأَتَى أبو بكرٍ بكلِّ ما عندَهُ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 606، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أبي بكر. . . (14)، الحديث (3656) واللفظ له وقال: (حديث صحيح غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص (532)، كتاب المناقب (36)، باب في فضل أبي بكر. . . (1)، الحديث (2169)، وأخرج نحوه الحاكم في المستدرك 3/ 284، كتاب معرفة الصحابة، باب بلال حسنة من حسنات أبي بكر، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 12/ 491، الحديث (35612) وعزاه أيضًا لابن أبي عاصم، ولسعيد بن منصور. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 613، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر وعمر. . . (16)، الحديث (3670) وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه خيثمة بن سليمان في (جزء) من حديث خيثمة بن سليمان، ص (137)، وأخرجه من طريق خيثمة البغوي في شرح السنة 14/ 81 - 82، الحديث (3872) واللفظ لهم. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 614، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر. . . (16)، الحديث (3673)، وقال: (حسن غريب)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 188، ضمن ترجمة عيسى بن ميمون، واللفظ لهما. (¬4) ساقطة من المخطوطة، وليست عند الترمذي، وهي في المطبوعة وعند الدارمي وأبي داود، والحاكم.

فقال (¬1): يا أبا بكرٍ ما أبقيْتَ لأهلِكَ؟ فقال: أبقيْتُ لهم اللَّهَ ورسولَهُ! قلت: لا أسبقُه إلى شيءٍ أبدًا" (¬2). 4721 - وعن عائشةَ: "أنَّ أبا بكرٍ رضي اللَّه عنه دخلَ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: أنتَ عَتيقُ اللَّه مِن النَّارِ، فيَومَئذٍ سُمِّيَ عتيقًا" (¬3). 4722 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أنَّا أولُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ، ثمَّ أبو بكرٍ، ثمَّ عمرُ ثم آتي أهلَ البقيعِ فيُحشرُونَ معي، ثمَّ أنتظِرُ أهلَ مكةَ حتَّى أُحشَرَ (¬4) بينَ الحَرَمَيْنِ" (¬5). ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ الدارمي والحاكم والعبارة عند أبي داود والترمذي: (قال) وسقطت من المخطوطة. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 391 - 392، كتاب الزكاة، باب الرجل يتصدق بجميع ما عنده، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 312 - 313، كتاب الزكاة (3)، باب في الرخصة في ذلك (40)، الحديث (1678)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 614 - 615، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر. . . (16)، الحديث (3675)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 414، كتاب الزكاة، باب أفضل الصدقة جهد المُقِل، وقال. (على شرط مسلم) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 616، كتاب المناقب (50)، باب (17)، وهو ما قبل باب في مناقب عمر. . (18)، الحديث (3679) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 376، كتاب معرفة الصحابة، باب من أراد أن ينظر إلى شهيد. . .، وقال: (على شرط مسلم) وسكت عنه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 12/ 508، الحديث (35656)، وعزاه أيضًا للطبراني في المعجم الكبير، ولابن مندة، قوله: "عتيقًا" العتيق المتقدم في الزمان أو المكان أو الرتبة. (¬4) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي، وتصحفت في المخطوطة إلى: (أُحْبَسَ). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 622، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه (18)، الحديث (3692) واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص (539)، كتاب المناقب (36)، باب فيما اشترك فيه أبو بكر وعمر. . . (3)، =

4 - باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

4723 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أتاني جبريلُ فأخذَ بيدي فأراني بابَ الجَنَّةِ الذي تدخلُ منهُ أمتي، فقالَ أبو بكرٍ رضي اللَّه عنه: يا رسولَ اللَّه وَدِدْتُ أني كنتُ معَكَ حتَّى أَنظُرَ إليه، فقال رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: أَمَا إنكَ يا أبا بكرٍ أولُ مَن يدخلُ الجنَّةَ مِن أمتي" (¬1). 4 - بَابُ مَنَاقِب عُمَرَ بنِ الخَطَّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الصِّحَاحِ: 4724 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لقد كانَ فيمن (¬2) قَبْلَكُمْ مِن الأُممِ مُحدَّثونَ، فإنْ يَكُ في أُمَّتي أحدٌ فإنه عمر" (¬3). ¬

_ = الحديث (2194)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 305، الحديث (13190)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 465 - 466، كتاب التفسير، باب تفسير سورة ق (50)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 11/ 433، الحديث (32035) وعزاه لأبي عروبة في الأوائل، ولابن عساكر، ولأبي نعيم في فضائل الصحابة، قوله: "بينَ الحَرَمَينْ" أي بين أهلهما. (¬1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 41، كتاب السنة (34)، باب في الخلفاء (9)، الحديث (4652) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 73، كتاب معرفة الصحابة، باب أول من يدخل الجنة أبو بكر رضي اللَّه عنه. (¬2) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري، وتصحفت في المخطوطة إلى: (فيما). (¬3) هذا الحديث ذكره الخطيب التبريزي من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في المشكاة 2/ 1703، الحديث (6026) وقال: (متفق عليه) والصواب أنه عند البخاري من رواية أبي هريرة وعند مسلم من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 42، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمر. . . (6)، الحديث (3689)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1864، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عمر رضي اللَّه عنه (2)، الحديث (23/ 2398) وقال المناوي في كشف المناهج ق (231) عقب الحديث: (رواه البخاري بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة، ورواه مسلم في المناقب من حديث عائشة مع بعض تغيير في اللفظ، ولم يرو البخاري عن عائشة في هذا المعنى شيئًا)، وقال القاري في المرقاة 5/ 532: (قال ميرك: ولفظه للبخاري، ولمسلم نحوه عن عائشة)، قِوله: "محدثون" بفتح الدال المشددة أي ناس ملهمون.

4725 - عن سعد بن أبي وقَّاص رضي اللَّه عنه قال: "استأذَنَ عمرُ بن الخطابِ على رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم وعندَه نِسوةٌ مِن قريشٍ يُكلّمْنَهُ، عالية أصواتُهنَّ، فلمَّا استأذنَ عمرُ قمنَ فبادرنَ الحجابَ، فدخلَ عمرُ ورسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يضحكُ فقالَ: أضحكَ اللَّه سِنَّكَ يا رسولَ اللَّهِ مِمَّ تضحكُ؟ فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: عجبْتُ مِن هؤلاءِ اللاتي كُنَّ عندي، فلما سَمِعنَ صوتَكَ ابتدرْنَ الحجابَ، قال عمرُ: يا عَدُوَّات أنفسِهنَّ، أَتَهبْنَني ولا تَهَبْنَ رسولَ اللَّه! فقُلنَ: نَعَم أنَتَ أَفظُّ وأغلظُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إيْهِ (¬1) يا ابنَ الخطابِ والذي نفسي بيدِهِ ما لَقِيَكَ الشيطانُ سالكًا فَجًّا قطُّ إلّا سلكَ فجًا غيرَ فَجِّكَ" (¬2). 4726 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "دخلتُ الجنَّةَ فإذا أنا بالرُّمَيْصَاء، امرأةِ أبي طلحةَ- وسمعتُ خَشْفَةً فقلتُ: مَن هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيتُ قصرًا بفِنَائهِ جارية فقلتُ (¬3): لمن هذا؟ قال: هذا لعمرَ، فأردتُ أنْ أدخُلَهَ فانظرَ إليه فذكرتُ غيرتَكَ، فقال عمرُ رضي اللَّه عنه: بِأَبِي (¬4) وأُمّي يا رسولَ اللَّهِ أعليكَ أغارُ" (¬5). ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 84، واللفظ في المخطوطة (إيهٍ)، وعند البخاري (إيها). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 41، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمر. . . (6)، الحديث (3683) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1863 - 1864، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عمر. . . (2)، الحديث (22/ 2396) قوله: "فَجًّا" أي طريقًا. (¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (قلت) والتصويب من لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 87، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم. (¬4) في المطبوعة زيادة (أنت) وليست في المخطوطة ولا عند المؤلف في شرح السنة، ولا عند البخاري ومسلم. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 40، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمر. . . (6)، الحديث (3679) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1862، كتاب =

4727 - وعن أبي سعيد رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "بينَا أنا نائمٌ رأيتُ الناسَ يُعرَضُونَ عليَّ وعليهم قُمُصٌ، منها ما يَبلغُ الثديَ، ومنها ما دونَ ذلكَ، وعُرِضَ علي عمرُ بن الخطاب رضي اللَّه عنه وعليهِ قميصٌ يَجرُّه قالوا: فما أَوَّلْتَ ذلكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: الدينَ" (¬1). 4728 - وعن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال، سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "بَيْنَا أنا نائمٌ أُتيتُ بقَدَحِ لبنٍ فشربْتُ، حتَّى إني لأَرَى الرَّيِّ يخرجُ في أظفاري، ثمَّ أَعطيْتُ فَضْلي عمرَ بنَ الخطابِ رضي اللَّه عنه، قالوا: فما أَوَّلْتَهُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: العلمَ" (¬2). 4729 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "بَيْنا أنا نائمٌ رأيتُني على قَلِيب عليها دَلْوٌ، فنزعْتُ منها ما شَاءَ اللَّهُ، ثمَّ أخذَها ابنُ أبي قُحَافةَ فنزعَ بها ذَنُوبًا أو ذَنُوبينِ، وفي نَزْعِه ضَعْفٌ واللَّهُ يغفِرُ لهُ ضَعْفَهُ، ثمَّ استحالَتْ غرْبًا فأخذَها ابنُ الخطابِ، ¬

_ = فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عمر. . . (2)، الحديث (20/ 2394) قوله: "الرُّميْصَاء" بالصاد المهملة تصغير رمصاء وهي امرأة في عينها رَمَصٌ بفتحتين، وهو ما جمد من الوسخ في الموق، اسم أم أنس أو لقبها، قوله: "خَشَفَة" بفتح المعجمتين والفاء أي حركة، وبفتح الخاء، وسكون الشين، هو الصوت ليس بالشديد. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 43، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمر. . . (6)، الحديث (3691)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1859، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عمر رضي اللَّه تعالى عنه (2)، الحديث (15/ 2390) واللفظ لهما. والقُمُصُ: جمع قميص. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 40 - 41، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمر. . . (6)، الحديث (3681)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1859 - 1860، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عمر رضي اللَّه تعالى عنه (2)، الحديث (16/ 2391).

فلم أَرَ عَبْقريًا مِن الناسِ يَنزِعُ نَزْعَ عمرَ حتَّى ضربَ الناسُ بعَطَنٍ" (¬1). 4730 - ورواهُ ابنُ عمرَ عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وقال: "ثم أخذَها ابنُ الخطابِ مِن يَدِ أبي بكرٍ فاستحالَتْ في يدِهِ غَربًا، فلم أَرَ عبقريًا يَفرِي فَريَهُ، حتَّى رَوِي الناسُ وضربوا بعَطَنٍ" (¬2). مِنَ الحِسَان: 4731 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " [إِنَّ اللَّهَ] (¬3) وَضَعَ الحقَّ على لِسَانِ عُمَرَ وقَلْبِهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 18 - 19، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا خليلًا. . ." (5)، الحديث (3664)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1860، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عمر رضي اللَّه تعالى عنه (2)، الحديث (17/ 2392)، واللفظ لهما، قوله: "قليب" أي بئر لم تُطْوَ بالحجارة، قوله: "ذَنُوبًا" بفتح الذال المعجمة هو الدلو وفيها ماء، قوله: "استحالت" أي انقلبت الدلو "غربًا" بفتح فسكون أي دلوا عظيمة، قوله: "عبقريًا" بتشديد التحتية أي رجلًا قويًا، قوله: "بعطن" بفتحتين أي حتَّى أرووا إبلهم فأبركوها وضربوا لها عطنًا، وهو مَبْرَكُ الإبل حول الماء. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 412، كتاب التعبير (91)، باب نزع الماء من البئر. . . (28)، الحديث (7019) واللفظ له، سوى قوله: "حتَّى رَوِي الناس" وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1862، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عمر. . (2)، الحديث (19/ 2393)، وقال ابن حجر في فتح الباري 12/ 413، (ووقع في رواية أبي بكر بن سالم، عن أبيه، عند أبي بكر ابن أبي شيبة، "حتَّى رَوِي الناس وضربوا بعطن") ويفري فريه: يعمل عمله. (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وأثبتناه من المخطوطة، وهو في لفظ المؤلف في شرح السنة، وعند أحمد والترمذي وابن حبان. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 53، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 617، كتاب المناقب (50)؛ باب في مناقب عمر. . . (18)، الحديث (3682)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (536)، كتاب المناقب (36)، باب فضل عمر. . . (2)، الحديث (2185)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 921، ضمن ترجمة خارجة بن عبد اللَّه، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 85، الحديث (3875) واللفظ له.

4732 - وقال علي رضي اللَّه عنه: "ما كُنَّا نُبْعِدُ أنَّ السكينةَ تنطقُ على لسانِ عمرَ" (¬1). 4733 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "اللَّهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ بأبي جهلِ بنِ هشام، أو بعُمَرَ بنِ الخطابِ، فأصبحَ عمرُ فَغَدَا على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فأسلَم، ثمَّ صلّى في المسجدِ ظاهِرًا" (¬2). 4734 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "قال عمرُ لأبي بكرٍ: يا خيرَ الناسِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فقالَ أبو بكرٍ: أَمَا إنك إنْ قلتَ ذلكَ، فلقد سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: ما طلعَت الشَّمْسُ على رجل خيرٍ مِن عمرَ" (¬3) (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 461 - 462، باب في عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، واللفظ له، وأخرجه من رواية الفسوي البيهقي في دلائل النبوة 6/ 369 - 370، باب ما جاء في إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمحدَّثين. . .، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 86، الحديث (3877)، واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 12/ 600 - 601، بروايتين الأولى، وعزاها لابن عساكر، الحديث (35873)، والثانية وعزاها للطبراني في الأوسط، الحديث (35878)، قوله "نُبْعِدْ" من الإبعاد بمعنى الاستبعاد. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 618، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عمر. . . (18)، الحديث (3683)، دون قوله: "ثم صلى في المسجد ظاهرًا"، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 11/ 255، الحديث (11657) ولفظه: "اللَّهمَّ أيِّد الإسلام. . . "، وأخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2487، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 93، الحديث (3886)، واللفظ له في روايتين، الأولى دون قوله "ثم صلى في المجد ظاهرًا". وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 11/ 582، الحديث (32771)، وعزاه لابن عساكر، قوله: "ظاهرًا" أي عيانًا غير خفي، ويُروى هذا الحديث أيضًا من طريق ابن عمر، وابن مسعود، وعائشة. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 618، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عمر. . . (18)، الحديث (3684) واللفظ له وقال: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وليس إسناده =

4735 - عن عُقبَةَ بنِ عامرٍ رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لو كانَ [مِن] (¬1) بعدي نبيٌّ لكانَ عمرَ بنَ الخطابِ" (¬2) (غريب) (¬3). 4736 - عن بُرَيْدة قال: "خرجَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في بعضِ مَغَازيه، فلمَّا انصرفَ جاءَتْ جارية سوداءُ فقالت: يا رسولَ اللَّه إني كنتُ نذرتُ: إنْ رَدَّكَ اللَّهُ صَالِحًا (¬4) أنْ أضرِبَ بينَ يَدَيْكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: إنْ كنتِ نذرتِ فاضرِبي وإلَّا فلا، فجعلَتْ تَضرِبُ فدخلَ أبو بكر وهي تضربُ، ثمَّ دخلَ عليٌّ وهي تَضرِبُ، ثمَّ دخلَ عثمانُ وهي تضربُ، ثمَّ دخلَ عمرُ فالقَتِ الدُّفَّ تحتَ اسْتِهَا ثم قعَدَتْ عليه، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ الشيطانَ ليخافُ منك يا عمرُ، إني كنتُ جالسًا وهي تضربُ، فدخلَ أبو بكرٍ وهي تضربُ، ثمَّ دخلَ عليٌّ وهي تضربُ، ثمَّ دخلَ عثمانُ وهي تضربُ، فلمَّا دخلتَ أنتَ ألقَت ¬

_ = بذاك)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1556 - 1557، ضمن ترجمة عبد اللَّه بن داود، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 90، كتاب معرفة الصحابة، باب ما طلعت الشمس على رجلٍ خير من عمر، وذكر السيوطي المرفوع منه فقط، في جع الجوامع 1/ 703، وعزاه للبزار، وللدارقطني في الأفراد، وعزاه برواية أخرى لابن عساكر. (¬1) ساقطة من المخطوطة، وليست عند الترمذي والحاكم، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ أحمد. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 154، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 619، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عمر. . (18)، الحديث (3686)، وقال: (حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث مشرَّح بن عاهان)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 85، كتاب معرفة الصحابة، باب لو كان بعدي نبيّ. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬3) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، والصواب إثباتها كما عند الترمذي. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى: (سالمًا) والتصويب من المخطوطة وهو الموافق للفظ أحمد والترمذي.

5 - باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

الدفّ" (¬1) (غريب [صحيح]) (¬2). 4737 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم جالسًا في المسجدِ فسمعْنَا لَغَطًا وصوتَ صِبْيَانٍ، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فإذا حَبَشِيَّة تَزْفُنُ والصبيانُ حولَها، فقال: يا عائشةُ تعالَيْ فانظري، فجئتُ فوضعْتُ لَحْيَيَّ على مَنْكِب رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، فجعلتُ أنظرُ إليها ما بينَ المنكبِ إلى رأَسِهِ فقالَ لي: أَمَا شَبِعْتِ أَمَا شَبعْتِ، فجعلْتُ [أقولُ] (¬3): لا، لأنظُرَ منزلَتي عندَهُ إذ طلعَ عمرُ، فارفَضَّ النَّاسُ عنها، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إني لأنظرُ إلى شياطينِ الجنِّ والإنس قد فَرُّوا مِن عمرَ بنِ الخطابِ، قالَت: فرجعْتُ" (¬4) (صحيح غريب) واللَّه الموفق. 5 - بابُ مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا مِنَ الصِّحَاحِ: 4738 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "بينَما رجلٌ يسوقُ بقرةً إذ أَعْيَا فرَكِبَها، فقالَت: إنَّا لم نُخلَقْ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 353، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 620 - 621، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عمر. . . (18)، الحديث (3690)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح غريب) والاست: الألية. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وأثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق لقول الترمذي. (¬3) ساقطة من المخطوطة. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 621 - 622، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عمر. . . (18)، الحديث (3691)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 921، ضمن ترجمة خارجة بن عبد اللَّه بن سليمان، قوله: "لغطًا" بفتح لام وغين معجمة أي صوتًا شديدًا لا يُفهَم، قوله: "تَزْفُنُ" بسكون الزاي، وكسر الفاء ويضم، أي ترقص، قوله: "لحيىَّ" تَثْنِيَةُ لحي، أي منبت شعر الإنسان، وقوله: "فارفضَّ" بشديد الضاد المعجمة أي تفرَّق.

لهذا إنما خُلِقنا لحراثةِ الأرضِ، فقالَ النَّاسُ: سبحانَ اللَّه! بقرةٌ تَكَلَّمُ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: فإني أُومِنُ بهِ أنا، وأبو بكرٍ، وعمرُ، وما هُمَا ثَمَّ (¬1)، وقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم: بينَما رجلٌ في غنمٍ لهُ إذ عَدَا الذئبُ على شاةٍ منها فأخذَها، فأدركَها صاحبُها فاستنقذَها، فقالَ لهُ الذئبُ: فمَن لها يومَ السَّبعِ، يومَ لا راعيَ لها غيري، فقالَ النَّاسُ: سبحانَ اللَّه! ذئبٌ يتكلَّمُ، فقالَ عليه السلامُ: فأنا أُومِنُ بهِ، وأبو بكرٍ، وعمرُ، وما هُما ثَمَّ" (¬2). 4739 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: "إنَّي لَوَاقِفٌ في (¬3) قومٍ فَدَعَوا اللَّهَ لعُمَرَ، وقد وُضِعَ على سريرِهِ، إذا رجلٌ مِن خلفي قد وَضَعَ مِرفَقَهُ على مَنكِبي يقول: يرحمُكَ اللَّهُ، إني لأرجو أنْ يجعلَكَ اللَّهُ مَعَ صاحِبَيْكَ، لأني كثيرًا ما كنتُ أسمعُ رَسُولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: كنتُ وأبو بكرٍ وعمرُ، وفعلتُ وأبو بكرٍ وعمرُ، وانطلقتُ وأبو بكرٍ وعمرُ، ¬

_ (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى (ثمة)، والتصويب من المطبوعة، وهو لفظ المؤلف في شرح السنة، ولفظ البخاري. (¬2) هذا الحديث أخرجه البغوي ضمن الصحاح إلّا أنه بلفظه ليس في الصحيحين، بل هو من رواية الحميدي، وقد أخرجه الحميدي في المسند 2/ 454 - 455، الحديث (1054) واللفظ له، وهو بلفظ مقارب في الصحيحين، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 512، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب (54)، وهو ما يلي باب حديث الغار (53)، الحديث (3471)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1857، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر. . . (1)، الحديث (13/ 2388)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 96، باب في فضل أبي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما، الحديث (3889)، من طريق الحميدي، قوله: "يومَ السَّبع" بفتح السين المهملة وسكون الموحدة، وفي نسخة بضمها، والمراد حين يموت الناس ويبقى الوحوش. (¬3) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري، والعبارة في المخطوطة: (على).

ودخلتْ وأبو بكرٍ وعمرُ، وخرجتُ وأبو بكرٍ وعمر، فالتَفَتُّ فإذا عليُّ بنُ أبي طالب" (¬1) رضي اللَّه عنهم أجمعين. مِنَ الحِسَان: 4740 - عن أبي سعيد الخُدري رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ أهلَ الجنَّةِ لَيَتَراءَؤنَ أهلَ عِلِّيين، كما تَرَوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماءِ، وإنَّ أبا بكرٍ وعمرَ لمِنْهُمْ وأَنْعَما" (¬2). 4741 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أبو بكرٍ وعمَر رضي اللَّهُ عنهما سَيِّدا كهولِ أهلِ الجنَّةِ مِن الأولينَ والآخرينَ إلّا النبِيينَ والمرسلينَ" (¬3). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 22، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنت منخذًا خليلًا. . . (5)، الحديث (3677)، وفي 7/ 41 - 42، باب مناقب عمر بن الخطاب. . . (6)، الحديث (3685) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1858 - 1859، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عمر. . . (2)، الحديث (14/ 2389)، قوله: "وُضِعَ على سريره" المعنى أنه وضع يوم مات على سريره للغسل. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 26، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 287، كتاب الحروف. . . (24)، باب (1)، الحديث (3987)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 607، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أبي بكر. . (14)، الحديث (3658)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 37، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فضل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- (11)، الحديث (96)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 100، الحديث (3893)، واللفظ له، قوله: "وأنعما" أي زادا في الدرجة والرتبة وتجاوزا أهل عليين. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 610، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما (16)، الحديث (3664)، واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 25، الحديث (36149) وعزاه لابن عساكر، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 102 - 103، الحديث (3897)، قوله: "كُهُول" بضمتين جمع الكهل وهو من جاوز الثلاثين.

4742 - وعن حذيفة قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "اقتدُوا باللّذَيْن من بَعْدِي أبي بكرٍ وعُمَر" (¬1) 4743 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا دخلَ المسجدَ لم يرفعْ أحدٌ رأسَه غيرَ أبي بكرٍ وعمرَ، كَانَا يتبسَّمانِ إليهِ ويتبسَّمُ إليهما" (¬2) (غريب). 4744 - عن ابن عمر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم خرجَ ذاتَ يومٍ ودخلَ المسجدَ وأبو بكرٍ وعمرُ، أحدُهما (¬3) عن يمينِه والآخرُ عن شمالِه وهو آخِذٌ بأيدِيهما، فقال: هكذا نُبعَثُ يومَ القيامةِ" (¬4). (غريب). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 382 واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 610، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما (16)، الحديث (3663)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 37، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فضل أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه (11)، الحديث (97)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (538 - 539)، كتاب المناقب (36)، باب فيها اشترك فيه أبو بكر وعمر. . . (3)، الحديث (2193)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 75، كتاب معرفة الصحابة، أحاديث فضائل الشيخين، واللفظ له. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 612، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر. . (16)، الحديث (3668)، وقال: (هذا حديث لا نعرفه إلّا من حديث الحكم بن عطية، وقد تكلم بعضهم في الحكم بن عطية)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 623، ضمن ترجمة الحكم بن عطية، وأخرجه البنوي في شرح السنة 14/ 103، بسنده، الحديث (3898) واللفظ له. (¬3) كذا في المخطوطة، وهو الموافق للفظ الترمذي، وفي المطبوعة: (وأحدهما) بزيادة واو. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 612، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر. . (16)، الحديث (3669)، واللفظ له، وقال: (وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي)، قول المصنف "غريب" ليس في نسخة (أحمد شاكر) من سنن الترمذي ولكنها في نسخة (عبد الرحمن محمد عثمان) 5/ 274، قال عقب الحديث (3751) ما نصه: (حديث غريب وسعيد. . .)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 280، كتاب الأداب، باب النهي عن مشي الرجل بين المرأتين، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 17، الحديث (36130) وعزاه لابن عساكر.

4745 - عن عبد اللَّه بن حَنْطَب: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رَأَى أبا بكرٍ وعمرَ فقال: هذانِ السمعُ والبصرُ" (¬1) (مرسل). 4746 - عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ما مِن نبيٍّ إلّا وَلَهُ وزيرانِ مِن أهلِ السماءِ، ووزيرانِ مِن أهلِ الأرضِ؛ فأما وزيرايَ من أهلِ السماءِ فجبريلُ وميكائيلُ، وأما وزيرايَ مِن أهلِ الأرضِ فأبو بكرٍ وعمرُ" (¬2). 4747 - عن أبي بَكْرَة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رجلًا قال لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم رأيتُ كأنَّ ميزانًا نزلَ مِن السماءِ فوُزِنْتَ أنتَ وأبو بكر فرجحْتَ أنتَ، ووُزِنَ أبو بكرٍ وعمرُ فرجحَ أبو بكرٍ، ووُزِنَ عمرُ وعثمانُ فرجحَ عمرُ، ثمَّ رُفِعَ الميزانُ"، فاستاءَ (¬3) [لها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، يعني فساءَهُ ذلكَ فقال: خلافةُ نبوةٍ ثم يُؤتي اللَّهُ المُلْكَ مَن يشاءُ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 613، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر. . . (16)، الحديث (3671)، واللفظ له، وقال: (وهذا حديث مرسل، وعبد اللَّه بن حنطب لم يدرك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 69، كتاب معرفة الصحابة، باب نزول جبريل. . .، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 13، الحديث (36114) وعزاه لأبي نعيم، ولابن عساكر، وعبد اللَّه بن حنطب بفتح الحاء والطاء المهملتين بينهما نون ساكنة، وهو تابعي، قوله: "السمع والبصر" أي كالسمع والبصر في الأعضاء، وحذف كاف التشبيه للمبالغة. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 616، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر. . . (16)، الحديث (3680) واللفظ له، وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 517، ضمن ترجمة تليد بن سليمان، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 264، كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة، باب ذكر وزرائه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (¬3) من هنا إلى قوله (استأذن) في الحديث التالي ساقط من مخطوطة برلين من هذا الموضع وحصل اضطراب فيها فذكر بعد الحديث الذي يليه. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 50، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 29 - 30، كتاب السنة (34)، باب في الخلفاء (9)، الحديث (4634 - 4635)، واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 540، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (10)، =

6 - باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

6 - بَابُ مَنَاقِبِ عُثْمانَ بنِ عَفَّانَ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الصِّحَاحِ: 4748 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم مضطجعًا في بيتِه كاشفًا عن فخذيْهِ أو ساقيْهِ فاستأذنَ أبو بكرِ فأذِنَ له، وهو على تلكَ الحالِ فتحدَّثَ، ثمَّ استأذ] ن (¬1) عمرُ فأذنَ لهُ وهو كذلكَ فتحدثَ، ثمَّ استأذنَ عثمانُ فجلسَ رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم وسوَّى ثيابَهُ، فلما خرجَ قالت عائشةُ رضي اللَّه عنها: دخلَ أبو بكرٍ فلم تهتَشَّ لهُ ولمِ تُبَالِه، ثمَّ دخلَ عمرُ فلم تهتشَّ لهُ ولم تُبَاله، ثمَّ دخلَ عثمانُ فجلَسْتَ وسوَّيْتَ ثيابَكَ! فقال؛ ألا أَسْتَحيي مِن رجلٍ تستحيي منهُ الملائكةُ" (¬2). 4749 - وفي رواية: قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ عثمانَ رجلٌ حَيييٌّ، وإني خشيت إن أذنْتُ لهُ على تلكَ الحالةِ أنْ لا يَبْلُغَ إليَّ في حاجتِهِ" (¬3). ¬

_ = الحديث (2287)، قوله: "فساءَهُ ذلك" أي ما ذكره الرجل من رؤياه وذلك لما علم -صلى اللَّه عليه وسلم- من أن تأويل رفع الميزان، ظهور الفتن بعد خلافة عمر، قوله: "خلافةُ نبوةٍ" بالإِضافة أي هذه خلافة نبوة. (¬1) إلى هنا ينتهي الاضطراب في مخطوطة برلين. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1866، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عثمان. . . (3)، الحديث (26/ 2401)، قوله: "فلم تهتشَّ له" بتشديد الشين أي لم تتحرك لأجله، قوله: "ولم تُبَالِه" أي ما اكترثت. (¬3) أخرجه من رواية سعيد بن العاص، أن عائشة وعثمان حدثناه. . .، مسلم في الصحيح 4/ 1866 - 1867، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عثمان. . . (3)، الحديث (27/ 2405)، قوله: "أنْ لا يبلغ" أي لا يعرض عليَّ حاجته لغلبة أدبه وكثرة حيائه.

مِنَ الحِسَان: 4750 - عن طلحةَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ رضي اللَّه عنه قال، قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لكلِّ نبيٍّ رفيقٌ ورفيقي، يعني في الجنةِ، عثمانُ" (¬1) (غريب منقطع). 4751 - عن عبد الرحمن بن خَبَّاب رضي اللَّه عنه قال: "شهدتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو يَحُثُّ على جيشِ العُسرةِ، فقامَ عثمانُ فقالَ: يا رسولَ اللَّه عليَّ مائةُ بعيرٍ بأحلاسِها وأَقْتابِها في سبيلِ اللَّهِ، ثمَّ حضَّ على الجيشِ فقامَ عثمانُ فقال: عليَّ مائَتا بعيرٍ بأحلاسِها وأَقتابِها في سبيلِ اللَّهِ، ثم حضَّ على الجيشِ فقامَ عثمانُ فقالَ: عليَّ ثلثمائةِ بعيرٍ بأحلاسِها وأقتابِها في سبيلِ اللَّهِ، فأنا رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ينزلُ عن المنبرِ وهو يقولُ: ما على عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ هذهِ، ما على عثمانَ ما عملَ بعدَ هذهِ" (¬2). 4752 - عن عبد الرحمن بن سَمُرةَ رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ عثمانُ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 624، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، الحديث (3698) واللفظ له، وقال: (هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 4/ 212، الحديث (4996)، وعزاه لأبي بكر عبد الرحمن بن عفان الصوفي. وأخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، ابن ماجه في السنن 1/ 40 المقدمة، باب فضل عثمان، الحديث (109). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (164)، الحديث (1189)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 75، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 625 - 626، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، الحديث (3700) واللفظ له، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 109، الحديث (3904)، قوله: "بأحلاسها" أي مع جلالها، قوله: "وأقتابها" أي رحالها جمع حِلْس بالكسر وسكون اللام؛ والأقتاب جمع قَتَب بفتحتين.

إلى النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بألفِ دينارٍ في كُمِّهِ حينَ جهَّزَ جيشَ العُسرةِ، فنثرَها في حجره فرأيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقلِّبُها في حِجْرِهِ ويقولُ: ما ضَرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ، مرتينِ" (¬1). 4753 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "لَمّا أُمِرَ (¬2) رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم بِبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ كانَ عثمانُ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إلى مَكَّةَ، فَبَايَعَ النَّاسَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ عثمانَ في حاجَةِ اللَّهِ وحاجَةِ رَسولهِ، فضرَبَ بإِحدَى يَدَيْهِ على الأُخْرَى فكانَتْ يَدُ (¬3) رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لِعثْمانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِم لِأَنْفُسِهم" (¬4). 4754 - عن ثُمامَةَ بنِ حَزْنٍ القُشَيْريِّ قال: "شَهِدْتُ الدارَ حينَ أشرفَ عليهم عثمانُ فقال: أَنشُدُكم اللَّهَ والإسلامَ، هل تعلمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ وليسَ بها ماءٌ يُستعذَبُ غيرُ بئرِ رُومَةَ فقال: مَن يشتري بئرَ رُومَةَ يَجعلُ دَلْوَه مع دلاء المسلمينَ بخيرٍ له منها في الجنَّةِ؟ فاشتريتُها مِن صُلْبِ مالي، فأنتم اليومَ تَمنعونَني أنْ أشربَ منها حتَّى أشربَ مِن ماءِ البحرِ! فقالوا: اللَّهمَّ نعم، قال: أَنشدُكم اللَّهَ والإِسلامَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 63، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 626، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، الحديث (3701) واللفظ له. (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى (أَمَرنا) والتصويب من المخطوطة، وكذا هو عند الترمذي. (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى (يدا) والتصويب من المطبوعة، وكذا هو عند الترمذي. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 626، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، الحديث (3702)، واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 64، الحديث (36261)، وعزاه لابن عساكر، قوله: "بيعة الرضوان" وهي البيعة التي كانت تحت الشجرة عام الحديبية.

هل تعلمونَ أنَّ المسجدَ ضاقَ بأهلِهِ فقالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: مَن يشتري بقعةَ آلِ فلانٍ فيزيدُها في المسجدِ بخيرٍ لهُ منها في الجنَّةِ فاشتريْتُها مِن صُلْبِ مالي؟ فأنتم اليومَ تمنعونَني أنْ أصليَ فيها ركعتينِ؟ فقالوا: اللَّهمَّ نعم، قال أَنشدُكم اللَّه والإسلامَ هل تعلمونَ أني جَهَّزتُ جيشَ العُسرةِ مِن مالي؟ فقالوا: اللَّهمَّ نعم، قال: أَنشدُكم اللَّهَ والإسلامَ هل تعلمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ على ثَبِيرِ مكةَ ومعَهُ أبو بكرٍ وعمرُ وأنا، فتحرَّكَ الجبلُ حتَّى تساقطَتْ حجارَتُه بالحضيضِ فركضَهُ برجلِهِ قال: اسكُنْ ثَبِيرُ فإنما عليكَ نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدانِ؟ قالوا: اللَّهمَّ نعم، قال: اللَّهُ أكبرُ شَهِدُوا [لي] (¬1) ورَبِّ الكعبةِ أني شهيدٌ ثلاثًا" (¬2). 4755 - عن مرة بن كعب قال: "سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وذكرَ الفتنَ فقرَّبَها فمرَّ رجلٌ مُقَنَّعٌ في ثوبٍ، فقال: هذا يومَئذٍ على الهُدَى، فقمْتُ إليهِ فإذا هو عثمانُ بنُ عفَّان رضي اللَّه عنه قال: فأقبلْتُ عليهِ ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ الترمذي والنسائي والدارقطني. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 627، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، الحديث (3703) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 6/ 235، كتاب الأحباس (29)، باب وقف المساجد (4)، وأخرجه الدارقطني في السنن 4/ 196، كتاب الأحباس، باب وقف المساجد والسقايات، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 168، كتاب الوقف، باب اتخاذ المسجد. . .، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 73 - 74، الحديث (36280) وعزاه أيضًا لأبي يعلى، ولابن خزيمة، ولابن أبي عامر، وللضياء في المختارة، قوله: "شهدت الدار" أي حضرت دار عثمان التي حاصروه فيها، قوله: "غير بئر رُومَة" برفع غير وجوز نصبه، ورومة بضم الراء المهملة اسم بئر بالمدينة اشتراها عثمان رضي اللَّه عنه ثم سبّلها، قوله: "من صُلْبِ" بضم الصاد أي من أصله، قوله: "حتَّى أشرب من ماء البحر" أي مما فيه ملوحة كماء البحر، قوله: "فيزيدُها" بالرفع وفي نسخة بالنصب، قوله: "ثَبِيرَ مكة" بفتح مثلثة وكسر موحدة وتحتية ساكنة فراء جبل مكة، قوله: "بالحضيض" أي أسفل الجبل.

بوجهِهِ فقلت: هذا؟ قال: نْعم" (¬1) (صح) (¬2). 4756 - عن عائشة رضي اللَّه عنها، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يا عثمانُ إنه لعلَّ اللَّه يُقمِّصُكَ قميصًا، فإنْ أرادوك خلعِه فلا تخلعْه لهم" (¬3). 4757 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: "ذكرَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم فتنةً فقال (¬4): يُقتَلُ هذا فيها مظلومًا لعثمانَ" (¬5) (غريب). 4758 - عن أبي سَهْلَةَ رضي اللَّه عنه قال: "قال لي عثمانُ يومَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 235، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 628، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عثمان (19)، الحديث (3704)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 102، كتاب معرفة الصحابة، باب تجهيز عثمان جيش العسرة، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 38 - 39، الحديث (36191)، وعزاه لابن أبي شيبة، ولنعيم بن حماد، قوله: "فقرَّبها" أي قرَّب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقوعها، قوله: "مُقَنَّع" بفتح النون المشددة أي مستتر في ثوب. (¬2) كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة: (صحيح). (¬3) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 53، الحديث (36227)، وعزاه لابن أبى شيبة وأخرجه أحمد في المسند 6/ 75، وأخرجه الترمذي فى السنن 5/ 628، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، الحديث (3705)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 41، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (11)، فضل عثمان رضى اللَّه عنه، الحديث (112)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي فى موارد الظمآن ص (539)، كتاب المناقب (36)، باب فضل عثمان (4)، الحديث (2196)، مطولًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 99 - 100، كتاب معرفة الصحابة، باب إخبار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عثمان. . .، قوله: "يقمصك قميصًا" أى الخلافة. (¬4) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي، والعبارة فى المخطوطة: (قال)، وعند أحمد: (فَمَرَّ رَجُلٌ فقال). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 115، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 630، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، الحديث (3708)، واللفظ له، وقال: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عمر).

7 - باب مناقب هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم

الدارِ: إنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم قد عهِدَ إليَّ عهدًا وأنا صابرٌ عليهِ" (¬1) (صح) واللَّه الموفق. 7 - بابُ مَنَاقِبِ هؤلاءِ الثَّلاثَةِ رضيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الصِّحَاحِ: 4759 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا وأبو بكر وعمرُ وعثمانُ، فْرجفَ بهم فضربَه برجلِه، فقال: اثبُتْ أُحُد فإنما عليكَ نبيٌّ وصِدِّيقٌ وَشَهيدان" (¬2). 4760 - عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه قال: "كنتُ مع النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم في حائطٍ مِن حيطانِ المدينة، فجاءَ رجلٌ فاستفتحَ فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: افتَحْ لهُ وبشِّرْهُ بالجنةِ، ففتحْتُ لهُ فإذا [هُوَ] (¬3) أبو بكرٍ، فبشَّرْتُه (¬4) بما قال رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم فحمِدَ اللَّهَ، ثمَّ جاءَ رجلٌ فاستفتحَ فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: افتَحْ لهُ وبشِّرْهُ بالجنةِ، ففتحْتُ لهُ فإذا عمرُ، فأخبرْتُه بما قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 58، ضمن مسند عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي فى السنن 5/ 631، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلّا من حديث إسماعيل بن أبي خالد)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 42، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (11)، فضل عثمان بن عفان عقب الحديث (113)، قوله: "عهد إليَّ عهدًا" أي أوصاني أن لا أخلع، وأبو سهلة: هو السائب بن خلاد الأنصاري الخزرجي مات سنة إحدى وتسعين. (¬2) أخرجه البخارى في الصحيح 7/ 42، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمر. . . (6)، الحديث (3686). (¬3) ساقطة من المطبوعة، وليست عند مسلم، وأثبتناها من المخطوطة، وهي عند البخاري واللفظ له. (¬4) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري، والعبارة فى المخطوطة (وبشرته) وهو الموافق للفظ مسلم.

8 - باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه

فحمِدَ اللَّه، ثمَّ استفتحَ رجلٌ فقال لي: افتَح [لهُ] (¬1) وبشَّرْهُ بالجنةِ على بَلْوَى تُصيبهُ (¬2)، فإذا عثمانُ، فأخبرتُه بما قالَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلم فحمِدَ اللَّه ثم قال: اللَّهُ المستعانُ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 4761 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: "كنا نقولُ ورسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم حىٌّ: أفضلُ أُمَّةِ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بعدَهُ: أبو بكرٍ، وعمرُ وعثمانُ" (¬4) رضي اللَّه عنهم أجمعين. 8 - بابُ مَنَاقِبِ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الصِّحَاحِ: 4762 - عن سعد بن أبي وَقَّاص رضي اللَّه عنه قال: "قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لعليٍّ: أنتَ مِنِّي بمنزلةِ هارونَ مِن موسى، إلّا أنَّه لا نبيَّ بعدي" (¬5). ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة، وليست في لفظ مسلم، وأثبتناها من المطبوعة وهي عند البخاري واللفظ له. (¬2) في المطبوعة زيادة (ففتحت) وليست في المخطوطة ولا عند البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 43، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمر. . . (6)، الحديث (3693) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1867، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عثمان (3)، الحديث (28/ 2403)، قوله: "حائط" أي بستان. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 26، كتاب السنة (34)، باب في التفضيل (8)، الحديث (4628)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 629 - 630، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب عثمان. . . (19)، الحديث (3707)، دون قوله: "أفضل أُمَّةِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعده"، وقد تقدم هذا الحديث في باب مناقب أبي بكر، في قسم الصحاح، برقم (4715). (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 71، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب علي. . . (9)، الحديث (3706)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1870، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل علي. . . (4)، الحديث (30/ 2404) واللفظ له.

4763 - وقال عليٌّ رضي اللَّه عنه: "والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ إنه لَعَهْدُ النبيِّ [الأُمِّيّ] (¬1) صلى اللَّه عليه وسلم إليَّ: أنْ لا يُحِبَّني إلّا مؤمنٌ، ولا يُبْغِضَني إلّا منافقٌ" (¬2). 4764 - عن سهل بن سعد: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قالَ يومَ خيبرَ: لأُعطِينَّ هذهِ الرايةَ غدًا رجلًا يَفتحُ اللَّهُ على يديهِ، يحبُّ اللَّه ورسولَهُ ويحبُّهُ اللَّهُ ورسولُه، فلمَّا أصبحَ النَّاسُ غَدَوْا على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كلُّهم يَرْجُونَ أنْ يُعطَاها، فقال: أينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ؟ فقالوا: هوَ يا رسولَ اللَّهِ يشتكي عينيهِ، قال: فأَرسِلوا إليهِ فاُتيَ بهِ، فبصقَ [رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم] (¬3) في عينيهِ فبَرَأَ حتَّى كأنْ لم يكنْ بهِ وَجَعٌ، فأعطاهُ الرايةَ فقال عليٌّ: يا رسولَ اللَّه أقاتلُهم حتَّى يكونُوا مثلَنا؟ قال: انفُذْ على رِسْلِكَ حتَّى تنزِلَ بساحتِهم، ثمَّ ادعُهم إلى الإِسلامِ وأخبرهم بما يجبُ عليهم من حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فواللَّهِ لأنْ يهديَ اللَّهُ بكَ رجلًا واحدًا خيرٌ لكَ مِن أنْ تكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ" (¬4). ¬

_ (¬1) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي في لفظ مسلم. (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 86، كتاب الايمان (1)، باب الدليل على أنَّ حُبَّ الأنصار وعلي. . . (33)، الحديث (131/ 78)، وبرأ النسمة أي خلق كل ذات روح. (¬3) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 112، وعند البخاري ومسلم. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 476، كتاب المغازي (64)، باب غزوة خيبر (38)، الحديث (4210)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1873، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل علي. . . (4)، الحديث (34/ 2406) واللفظ لهما، قوله: "فأرسلوا إليه" بكسر السين، قوله: "انفُذْ" بضم الفاء أي امض، قوله: "على رِسْلك" بكسر فسكون أي رفقك ولينك، قوله: "حُمْر النَّعَم" يراد به حمر الإبل وهي أعزها وأنفسها، وأما النعم بكسر النون فهو جمع: نعمة. وقد تقدم هذا الحديث برقم (4601).

4765 - عن البَرَاءِ "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لعليٍّ: أنتَ مِنِّي وأنا مِنكَ" (¬1). مِنَ الحِسَان: 4766 - عن عمران بن حُصَين رضي اللَّه عنه، أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ عليًا مِني وأنا مِنه، وهوَ وَليُّ كلِّ مؤمنٍ" (¬2). 4767 - عن زيد بن أَرقَم، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَن كنتُ مَوْلاهُ فعلىٌّ مَوْلاهُ". (¬3) 4768 - عن حُبْشيِّ بن جُنَادَةَ قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "عليٌّ مِني وأنا مِن عليٍّ، ولا يؤُدِّي عني إلّا أنا أو علي" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 303 - 304، كتاب الصلح (53)، باب كيف يُكتَب. . . (6)، الحديث (2699) برواية مطوَّلة، وأخرج أصله دون ذكر الشاهد مسلم في الصحيح 3/ 1409، كتاب الجهاد. . . (32)، باب صلح الحديبية. . . (34)، الحديث (90/ 1783). (¬2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 437 - 438، ضمن رواية ضمن رواية مطوَّلة، وأخرجه الترمذى فى السنن 5/ 132 وكتاب المناقب (50)، باب مناقب علي. . . (20)، الحديث (3712)، برواية مطولة، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (543)، كتاب المناقب (36)، باب في فضل علي. . . (5)، الحديث (2203)، مطولًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 110 - 111، كتاب معرفة الصحابة، باب من كنت مولاه. . .، مطولًا، وقال: (على شرط مسلم)، وسكت عنه الذهبي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 368، ضمن رواية مطوَّلة، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 633، كتاب المناقب (50)، باب مناقب علي. . . (25)، الحديث (3713)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 195، الحديث (3667)، وعزاه أيضًا للنسائي، وأخرجه الحاكم فى المستدرك 3/ 109 - 110، كتاب معرفة الصحاية، باب وصية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في كتاب اللَّه. . .، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 6/ 217، الحديث (9000) وعزاه أيضًا للضياء. (¬4) أخرجه أحمد فى المسند 4/ 164، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 636، كتاب المناقب (50)، باب (21)، وهو ما يلي باب مناقب علي. . . (20)، الحديث (3719)، واللفظ له، وذكره =

4769 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: "آخَى رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بينَ أصحابِه فجاءَه عليٌّ تَدمَعُ عينَاهُ فقال: آخيْتَ بينَ أصحابِكَ ولم تُؤاخ بيني وبينَ أحدٍ؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: أنتَ أخي في الدنيا والآخرةِ" (¬1) (غريب). 4770 - عن أنسٍ رضي اللَّه عنه قال: "كانَ عندَ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم طيرٌ فقال: اللَّهمَّ ائتني بأحبِّ خلقِكَ إليك يأكلُ معي هذا الطيرَ، فجاءَ عليٌّ فأكلَ معَهُ" (¬2) (غريب). ¬

_ = المزي في تحفة الأشراف 3/ 13، الحديث (3290) وعزاه أيضًا للنسائي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 44، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (11)، فضل علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، الحديث (119). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 636، كتاب المناقب (50)، باب (21)، الحديث (3720) واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 588، ضمن ترجمة جُمَيْع بن عُمَيرَ. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 636 - 637، كتاب المناقب (50)، باب (21)، الحديث (3721)، واللفظ له، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلّا من هذا الوجه)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 130، كتاب معرفة الصحابة، باب إذا غضب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 167، الحديث (36507) وعزاه لابن عساكر، ولابن النجار، وهذا الحديث السادس عشر من الأحاديث التي رماها الحافظ القزويني بالوضع وأجاب عنها الحافظ ابن حجر فقال: (قلت: أخرجه الترمذي من طريق عيسى بن عمر عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدِّي عن أنس وقال: غريب لا نعرفه من حديث السدي إلّا من هذا الوجه. وقد روي من غيره عن أنس، قال: والسدِّي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن سمع أنس، قلت: أخرج له مسلم، ووثقه جماعة، منهم شعبة وسفيان ويحيى القطان. وأخرجه الحاكم من طريق سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس: كنت أخدم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقُدِّم له فرخٌ مشوي فقال: "اللَّهمَّ ائتني بأحبِّ خلقِكَ إليك يأكلُ معي هذا الطير" فقلت: اجعله رجلا من أهلي من الأنصار، فجاء علي فقلت: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على حاجةٍ، ثمَّ جاء فقلت ذلك، فقال: "اللَّهمَّ ائتنى كذلك"، فقلت ذلك فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "افتح" فدخل، فقال: "ما حبسَك يا عليُّ"؟ فقال: إنَّ هذه آخِرُ ثلاثِ كرَّاتٍ يَرُدُّني أنس. فقال: =

4771 - وقال عليٌّ: "كنتُ إذا سألْتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم أعطاني وَإذا (¬1) سَكَتُّ ابتدأني" (¬2) (غريب). 4772 - عن علي رضِي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أنَّا دارُ الحكمةِ وعليٌّ بابُها" (¬3) (غريب) لا يُعرَفُ هذا عن أحدٍ مِن الثقاتِ غير شريك وإسنادُه مضطربٌ. ¬

_ = "ما حملَك على ما صنعَت؟ " قلت: أحببتُ أن يكونَ رجلًا من قومي، فقال: "إن الرجل محب قومه". وقال الحاكم: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسًا، ثمَّ ذكر له شواهد عن جماعة من الصحابة، وفي الطبراني منها عن سفينة وعن ابن عباس، وسند كل منهما متقارب). (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (فإذا) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق لألفاظ الأئمة. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 637، كتاب المناقب (50)، باب (21)، الحديث (3722)، وقال: (حديث حسن غريب من هذا الوجه)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 125، كتاب معرفة الصحابة، باب سُدُّوا هذه الأبواب. . .، واللفظ لهما، وقال: (على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 68، ضمن ترجمة علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه (4)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 120، الحديث (36387) وعزاه أيضًا لابن أبي شيبة، وللشاشي، وللدورقي، ولسعيد بن منصور. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 637 - 638، كتاب المناقب (50)، باب (21)، الحديث (3723) -ملاحظة-: عبارة الترمذي في نسخة (أحمد شاكر)، دخلها تحريف طباعي، لذلك نقلنا قول الترمذي من نسخة (عبد الرحمن محمد عثمان) 5/ 301 (هذا حديث غريب منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصُّنَابحِيِّ، ولا نعرف هذا الحديث عن أحدٍ من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 64، ضمن ترجمة علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه (4)، وهذا الحديث السابع عمر من الأحاديث التي رماها الحافظ القزويني بالوضع، وأجاب عنها ابن حجر العسقلاني فقال: (قلت: أخرجه الترمذي من رواية محمد بن عمر الرومي عن شريك بن عبد اللَّه القاضي عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي، واسمه عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب بهذا، وقال: غريب، ورواه غيره عن شريك، ولم يذكروا فيه الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. انتهى كلام الترمذي، وحديث ابن عباس المذكور أخرجه ابن عبد البر في كتاب الصحابة المسمى بـ "الاستيعاب" ولفظه: "أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه" وصححه الحاكم، وأخرجه =

4773 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "دَعَا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عليًا يومَ الطائِف فانتَجَاهُ، (¬1) فقالَ النَّاسُ: لقد طالَ نَجوَاهُ مع ابنِ عمِّه! فقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ما انتَجَيْتُهُ ولكنَّ اللَّهَ انتجَاهُ" (¬2). 4774 - عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه قال: "قالَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لعليٍّ: يا عليُّ لا يَحِلُّ لأحدٍ يُجْنِبُ في هذا المسجدِ غيري وغيرُك" (¬3) قال ضرَار بن صُرَد: معناهُ لا يَحِلُّ لأحدٍ يستطرقُه جنبًا غيري وغيرك. (هذا حديثٌ غريبٌ). ¬

_ = الطبراني من حديث ابن عباس بهذا اللفظ، ورجاله رجال الصحيح، إلّا عبد السلام الهروي، فإنه ضعيف عندهم، وذكر أبو أحمد بن عدي أنهم اتهموه به، وسرقه منه جماعة من الضعفاء، لكن أخرجه الحاكم من رواية عبد السلام المذكور، ونقل عن عباس الدوري سألت ابن معين عن أبي الصلت؟ فقال: ثقة. قلت: قد حدث عنه أبو معاوية بحديث "أنا مدينة العلم" فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة. ثم ساق الحاكم الحديث من طريق الفيدي المذكور. وهو بفتح الفاء بعدها ياء مثنَّاة من تحت. وذكر له شاهدًا من حديث جابر). (¬1) فانتجاه أي سارَّهُ وقال له نجوى. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 639، كتاب المناقب (50)، باب (21)، الحديث (3726) واللفظ له، وقال: (ومعنى قوله: "ولكنَّ اللَّه انتجاه" يقول: اللَّه أَمرني أن أنتجيَ معَه)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 202، الحديث (1756)، قوله: "يومَ الطائف" أي يوم أرسل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عليًا إلى الطائف. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 639، كتاب المناقب (50)، باب (21)، الحديث (3727)، واللفظ له، وقال: (قال عليُّ بن المنذر، قلت لِضِرار بن صُرَد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: (لا يحِلُّ لأحدٍ يستطرقه جنبًا غيري وغيرك، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وسمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث فاستغربه)، وأخرجه أبو يعلى في المسند 2/ 311، الحديث (69/ 1042)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 66، كتاب النكاح، باب دخوله المسجد جنبًا، وهذا الحديث الثامن عشر من أحاديث الكتاب التي رماها الحافظ القزويني بالوضع، وأجاب عنها الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال: (أخرجه الترمذي من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، وقال: "حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه". وقال علي بن المنذر: قلت: لضِرار بن صُرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه =

9 - باب مناقب العشرة رضوان الله عليهم أجمعين

4775 - عن أم عطيةَ رضي اللَّه عنها قالت: "بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم جيشًا فيهم عليٌّ قالت: فسمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم وهو رافِعٌ يديْهِ يقولُ: اللهمَّ لا تُمِتْني حتَّى تُرِيني عَلِيًّا" (¬1). 9 - بابُ مَنَاقِبِ العَشرَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ مِنَ الصِّحَاحِ: 4776 - قال عمر رضي اللَّه عنه: "ما أحدٌ أحقُّ بهذا الأمرِ مِن هؤلاءِ النَّفَرِ الذينَ توفيَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ عنهم راضٍ، فَسَمَّى: عليًا وعثمانَ والزبير وطلحة وسعدًا وعبد الرحمن" (¬2). 4777 - وقال قيسُ بن أبي حازم: "رأيتُ يد طلحة شَلَّاءَ، وقى بها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومَ أُحُدٍ" (¬3). ¬

_ = غيرهما، والسبب فى ذلك أن بيته مجاور المسجد، وبابه من داخل المسجد كبيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما أمر بسدِّ الأبوابِ الشارعةِ في المسجد إلّا بابَ عليِّ، فشقَّ على بعضٍ من الصحابة، فأجابَهم بعذرِه في ذلك، وقد ورد ذلك في حديث طويل لابن عباس أخرجه أحمد والطبراني بسند جيد وقد وقع في بعض الطرق من حديث أبي هريرة أنَّ سكْنَى علي كانت معَ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المسجدِ يعني مجاورة المسجد، أخرجه أبو يعلى في "مسنده"، وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص، أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد عن أبيه، ورواته ثقات واللَّه أعلم). (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 643، كتاب المناقب (50)، باب (21)، الحديث (3737)، وأم عطية هي: نُسَيْبَةُ بضم النون وفتح السين المهملة وسكون الباء، وفتح الباء الموحدة، بنت كعب، وقيل بنت أنْارث الأنصارية، بايَعَت النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 59 - 61، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب قصة البيعة. . . (8)، الحديث (3700) ضمن رواية مطوَّلة، قوله: "النَّفَر" هو من الثلاثة إلى عشرة. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 359، كتاب المغازي (64)، باب (18). . .، الحديث (4063)، وقيس بن أبي حازم: بجليٌّ أدرك زمن الجاهلية وأسلم، وجاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليبايعه فوجده قد توفي، يُعَدُّ في تابعي الكوفة، وطلحة هو ابن عبيد اللَّه، يكنى أبا محمد القرشي، أسلم قديمًا وشهد المشاهد كلها غير بدرٍ، وجُرِحَ يوم أحدٍ أربعة وعشرين جراحة، و"شلّاء" أي مشلولة من الشلل، وهو نقص في الكف وبطلان عمل الأعصاب.

4778 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "من يأتيني بخبرِ القومِ، يومَ الأحزابِ؟ قال الزبيرُ: أنا، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنَّ لكلِّ نبيٍّ حَوَارِيًا وحواريَّ الزبيرُ" (¬1). 4779 - وقال الزبيرُ، قالَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن يأتي بني قُرَيْظَةَ فيأتيني بخبرهم؟ فانطلقتُ، فلما رجعتُ جَمَعَ لي رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أَبَوَيْهِ فقال: فِدَاكَ أبي وأمي" (¬2). 4780 - عن علي رضي اللَّه عنه قال: "ما سمعتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم جمعَ أبويهِ لأحدٍ إلّا لسعدِ بنِ مالكٍ، فإني سمعتُه يقول يومَ أُحُدٍ: يا سعدُ ارمِ فِدَاكَ أبي وأمي" (¬3). 4781 - وقال سعدٌ: "إني لأولُ العربِ رَمَى بسهمٍ في سبيلِ اللَّهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 52، كتاب الجهاد (56)، باب فضل الطليعة (40)، الحديث (2846) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1879، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل طلحة والزبير. . . (6)، الحديث (48/ 2415)، قوله: "حوارِيًّا" بتشديد الياء، ويجوز تخفيفها، أي ناصرًا مخلصًا. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 80، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب الزبير. . . (13)، الحديث (3720)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1879 - 1880، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل طلحة والزبير. . . (6)، الحديث (49/ 2416) وبنو قريظة طائفة من اليهود. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 358، كتاب المغازي (64)، باب (18). . .، الحديث (4059) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1876، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل سعد بن أبي وقَّاص رضي اللَّه عنه (5)، الحديث (41/ 2411). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 83، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب سعد بن أبي وقاص. . .، وهو سعد بن مالك (15)، الحديث (3728)، ضمن رواية مطوَّلة، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2277 - 2278، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (16/ 2966) واللفظ لهما.

4782 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "سَهِرَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم مَقْدَمَهُ المدينةَ ليلةً فقال: ليتَ رجلًا صالحًا يَحْرُسُني إذ سمعنَا صوتَ سلاحٍ فقال: مَن هذا؟ قال: سعدٌ، قال: ما جاءَ بكَ؟ قال: وَقَعَ في نفسي خوفٌ على رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم فجئتُ أَحرُسُه، فَدَعَا لهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ثم نامَ" (¬1). 4783 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "لكلِّ أمةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأمةِ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ" (¬2). 4784 - و"سُئلت عائشةُ: مَن كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم مُستخلِفًا لو استخلَفَ؟ قالت: أبو بكر فقيلَ: ثم مَن بعدَ أبي بكرٍ؟ قالت: عمرُ قيل: ثم مَن بعدَ عمرَ؟ قالت: أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ" (¬3). 4785 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم كانَ على حِرَاءَ هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعليٌّ وعثمانُ وطلحةُ والزبيرُ، فتحرَّكَتْ الصخرةُ فقالَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: اهْدَأْ فما عليكَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 81، كتاب الجهاد (56)، باب الحراسة في الغزو. . (70)، الحديث (2885)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1875، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل سعد. . . (5)، الحديث (40/ 2410)، واللفظ له، قوله: "مقدَمَهُ" أي وقت قدومه. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 94، كتاب المغازي (64)، باب قصة أهل نجران (72)، الحديث (4382) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1881، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل أبي عبيدة. . . (7)، الحديث (53/ 2419). (¬3) أخرجه من رواية ابن أبي مُلَيْكَة عن عائشة رضي اللَّه عنها، مسلم في الصحيح 4/ 1856، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي بكر. . . (1)، الحديث (9/ 2385).

إلّا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيدٌ" (¬1) وزادَ بعضُهم: "وسعد بن أبي وقَّاص" (¬2) ولم يذكرْ عليًا. مِنَ الحِسَان: 4786 - عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ رضي اللَّه عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أبو بكرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعثمانُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وطلحةُ في الجنَّةِ، والزبيرُ (¬3) في الجنَّةِ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوف في الجنَّةِ وسعدُ بنُ أبي وَقَّاصٍ فى الجنَّةِ وسعيدُ بن زيدٍ في الجنَّةِ، وأبو عبيدةَ بنُ الجراحِ في الجنَّةِ" (¬4). 4787 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أرحمُ أُمَّتي بأُمتي أبو بكرٍ، وأشدُّهم (¬5) في أمرِ اللَّهِ عمرُ وأَصدَقُهم ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1880، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل طلحة والزبير. . . (6)، الحديث (50/ 2417). من طريق قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز -يعني ابن. محمد- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه عقب الحديث (50/ 2417)، من طريق عبيد اللَّه بن محمد بن يزيد بن خُنَيْس، وأحمد بن يوسف الأزدي قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سهيل به، وقد ذكر عليًا، وجاء في جامع الأصول 8/ 566، الحديث (6375): (زاد في رواية بعد عثمان: وعلي، أخرجه مسلم). (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى (زبير) والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة، وكذا هو عند أحمد والترمذي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 193، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 647، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه (26)، الحديث (3747)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 128، الحديث (3925) واللفظ لهم. (¬5) في المطبوعة زيادة (بأمتي) والصواب عدم وجودها كما في لفظ المؤلف في شرح السنة وعند الأئمة رواة الحديث.

حياءً عثمانُ، وأَفْرَضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ، وأَقْرَؤهم أُبَيٌّ، وأَعلمُهم بالحلال (¬1) والحرامِ مُعَاذُ بنُ جبلٍ، ولكلِّ أمةٍ أمينٌ، وأمينُ هذهِ الأُمةِ أبو عبيدَة بنُ الجرَّاحِ" (¬2) (صح) ورواهُ بعضُهم عن قتادةَ رضي اللَّه عنه مرسلًا وفيه: "وأقضاهُم عليٌّ (¬3) " (¬4). 4788 - عن الزبير قال: "كانَ على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم يومَ أُحدٍ دِرْعانِ فنهضَ إلى الصخرةِ فلم يستطعْ، فقعدَ طلحةُ تحتَه حتَّى استوَى على الصخرةِ، فسمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: أَوْجَبَ طلحة" (¬5). ¬

_ (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى (في الحلال) والتصويب من المطبوعة، ومن شرح السنة، وكذا هي عند الأئمة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 281، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 665، كتاب المناقب (50)، باب مناقب معاذ بن جبل. . . (33)، الحديث (3791)، وقال: (حديث حسن صحيح) واللفظ لهم، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 55، المقدمة، باب فضائل كتاب، الحديث (154)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (548)، كتاب المناقب (36)، باب فضل جماعة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (10)، الحديث (2218) وزاد ابن ماجه وابن حبان في روايتهما: "وأقضاهم علي" وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 422، كتاب معرفة الصحابة، باب أفرض الناس زيد. . .، وقال: (على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 14/ 131، الحديث (3930)، قوله: "أَفْرَضُهم" أي أكثرهم علمًا بالفرائض أي المواريث. (¬3) في المخطوطة زيادة: (بن أبي طالب) وليست في المطبوعة ولا عند المؤلف في شرح السنة. (¬4) ذكره البغوي في شرح السنة 14/ 132، عقب الحديث (3930). (¬5) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 218، ضمن ترجمة طلحة بن عبيد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 165، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 643 - 644، كتاب المناقب (50)، باب مناقب طلحة. . . (22)، الحديث (3738)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 374، كتاب معرفة الصحابة، باب بيعة طلحة. . .، واللفظ لهما، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 14/ 119 - 120، الحديث (3915)، قوله: "أَوْجَبَ طلحةُ" أي الجنة، والمعنى: أَثْبَتَها لنفسه بعمله هذا.

4789 - وقال جابر: "نظرَ (¬1) رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إلى طلحةَ بن عُبَيْدِ اللَّه وقال: مَن أحبَّ أنْ ينظرَ إلى رجلٍ يمشي على وجهِ الأرضِ وقد قَضَى نحبَهُ فلْيَنظرْ إلى هذا" (¬2) وفي رواية [قال] (¬3): "مَن سرَّهُ أنْ ينظرُ إلى شهيدٍ يمشي على وجهِ الأرض فليَنظرْ إلى طلحَة بن عُبَيدِ اللَّهِ" (¬4). 4790 - وعن علي رضي اللَّه عنه قال: "سمعَتْ أُذني مِن في رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: طلحةُ والزبير جارَايَّ في الجنَّةِ" (¬5) (غريب). ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة، والعبارة في المخطوطة (نزل) ولفظ المطبوعة أقرب للصواب. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 376، كتاب معرفة الصحابة، باب من أراد أن ينظر إلى شهيد. . .، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 14/ 120، الحديث (3916) واللفظ له، دون قوله: "نظر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى طلحة" بل أورد المرفوع فقط، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 11/ 696، الحديث (33371) وعزاه لابن عساكر. (¬3) ساقطة من المخطوطة. (¬4) هذه الرواية مخرَّجة من طريقين. • الأولى: من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، أخرجه الترمذي في السنن 5/ 644، كتاب المناقب (50)، باب مناقب طلحة. . . (22)، الحديث (3739) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 46، المقدمة، باب فضل طلحة .. . .، الحديث (125)، ولفظه: "عن جابر أن طلحة مرَّ على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: شهيد يمشي على وجه الأرض". • الثانية: من رواية عائشة، رضي اللَّه عنها، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 218، ضمن ترجمة طلحة بن عبيد اللَّه رضي اللَّه عنه، وأبو يعلى الموصلي في مسنده 8/ 302، الحديث (542/ 4898)، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 11/ 696، الحديث (33372) لابن عساكر، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 88، ضمن ترجمة طلحة بن عبيد اللَّه (5)، وعزّاه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 148، للطبراني في الأوسط، وإسناد الحديث ضعيف لوجود سويد بن سعيد، وصالح بن موسى فيه، لكنّه يتقوى برواية جابر الأولى. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 644 - 645، كتاب المناقب (50)، باب مناقب طلحة. . . (22)، الحديث (3741)، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 364، كتاب معرفة الصحابة، باب طلحة والزبير. . .، واللفظ لهما.

4791 - عن سعد بن أبي وَقَّاص رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال يومَئذٍ، يعني يومَ أُحُدٍ: اللَّهمَّ سَدِّدْ رَمْيَتَهُ، وأَجِبْ دعوتَهُ" (¬1). 4792 - وروي عن سعدٍ أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "اللَّهمَّ استجبْ لسعدٍ إذا دَعَاكَ" (¬2). 4793 - عن علي رضي اللَّه عنه قال: "مَا جَمَعَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أَبَاهُ وأُمَّهُ إلا لسعدٍ، قال لهُ يومَ أُحُدٍ ارْمِ فِدَاكَ أبي وأمي، وقالَ لهُ: ارْم أيُّها الغلامُ الحَزَوَّرُ" (¬3). 4794 - وعن جابر رضي اللَّه عنه قال: "أقبلَ سعدٌ فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: هذا خالي فليُرِني امرؤٌ خالَه" (¬4) وكانَ سعدٌ مِن بني زُهْرَةَ، وكانت أمُّ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مِن بني زُهْرَةَ. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 500، كتاب معرفة الصحابة، باب استجابة دعاء سعد. . .، وقال: (تفرد به يحيى بن هانئ بن خالد الشجري، وهو شيخ ثقة)، ووافقه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 415 - 416، الحديث (37105) وعزاه لابن عساكر، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 124 - 125، الحديث (3922)، واللفظ له، قوله: "سَدِّدْ" كذا وردت. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 649، كتاب المناقب (50)، باب مناقب سعد. . . (27)، الحديث (3751)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (547)، كتاب المناقب (36)، باب فضل سعد. . . (8)، الحديث (2215)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 499، كتاب معرفة الصحابة، باب دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- اللَّهمَّ استجب لسعد، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 92، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 650، كتاب المناقب (50)، باب مناقب سعد. . . (27)، الحديث (3753) واللفظ له، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص (227)، باب التفدية، الحديث (193)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 47، المقدمة، باب فضل سعد بن أبي وقَّاص، الحديث (129)، قوله: "الحَزَوَّرُ" بفتح الحاء المهملة والزاي، والواو المشددة، أى الغلام القوي، أو الرجل القوي. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 649، كتاب المناقب (50)، باب مناقب سعد. . . (27)، الحديث (3752)، ثمَّ قال: (وكان سعد بن أبي وقَّاص من بني زُهْرَةَ. . .)، وأخرجه الحاكم =

10 - باب مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

10 - بابُ مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصِّحَاحِ: 4795 - عن سعد بن أبي وقَاص رضي اللَّه عنه قال: "لمَّا نزلَتْ هذه الآيةُ: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} (¬1) دَعَا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم عليًا وفاطمةَ وحسنًا وحسينًا فقال: اللَّهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي" (¬2). 4796 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم غداةً وعليهِ مِرْطٌ (¬3) مُرَحَّلٌ (¬4) مِن شَعرٍ أسودَ (¬5) فجاءَ الحسنُ بنُ عليٍّ فأدخلَهُ، ثمَّ جاءَ الحسينُ فدخلَ معَهُ، ثمَّ جاءَتْ فاطمةُ فأدخلَها، ثمَّ جاءَ عليٌّ فأدخلَهُ، ثمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (¬6) " (¬7). ¬

_ = في المستدرك 3/ 498، كتاب معرفة الصحابة، باب كان سعد أول من أهراق. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، قوله: "فليُرِني" بضم ياء وكسر راءٍ أي فليبصرني، أي ليس لأحد خال مثل خالي. (¬1) سورة آل عمران (3)، الآية (61). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1871، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل علي. . . (4)، الحديث (32/ 2404)، ضمن رواية مطوَّلة. (¬3) مِرْط: أي كساءٌ من خزّ وصوف. (¬4) كذا في المخطوطة، وعند مسلم، وعند البغوي في شرح السنة 14/ 116، مُرَحَّلٌ بالحاء المهملة، وهو ضرب من برود اليمن، عليه تصاوير رِحَالِ الإبل، واللفظ في المطبوعة: (مُرَجَّل) بالجيم المعجمة، وهو في رواية، أي ما عليه صورة المراجل، يعني القدور. (¬5) في المطبوعة زيادة: (مُوَشَّى مَنْقُوش) ليست في المخطوطة ولا في لفظ مسلم، ولا عند البغوي في شرح السنة 14/ 116، وهي تفسيرية ليست من لفظ الحديث، ذكرها النووي في شرحه على صحيح مسلم 15/ 194. (¬6) سورة الأحزاب (33)، الآية (33). (¬7) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1883، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل الصحابة (9)، الحديث (61/ 2424).

4797 - وقال البَرَاءُ: "لمَّا تُوُفِّي إبراهيمُ قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنَّ لهُ مُرضِعًا في الجنَّةِ" (¬1). 4798 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "كُنَّا أزواجَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم عندَهُ فأقبَلتْ فاطمةُ، ما تَخْفَى مِشْيَتُها مِن مِشيَةِ رسولِ اللَّهُ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فلمَّا رآها قال: مرحبًا بابنَتي ثم أجلسَها، ثم سَارَّها فبكَتْ بكاءً شديدًا، فلمَّا رأَى حُزْنَها سارَّها الثانية فإذا هي تضحكُ! فلمَّا قامَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سألتُها عَمَّا سارَّكِ؟ قالَت ما كنتُ لأُفشيَ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم سِرَّه فلمَّا تُوُفِّي قلت: عَزَمتُ عليكِ بما لي عليكِ مِن الحقِّ لمَّا أخبرتِني قالت: أمَّا الآنَ فَنَعَمْ، أمَّا حينَ سارَّني في الأمرِ الأولِ فإنَّهُ أخبرَني أنَّ جبريلَ كانَ يُعارِضُه بالقرآنِ كلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وأنَّه عارضَني بهِ العامَ مرتينِ، ولا أُرَى الأجلَ إلّا قد اقتربَ فاتَّقي اللَّهَ واصبري، فإني نِعمَ السلفُ أنا لكِ فبَكَيْتُ، فلما رَأَى جَزَعي سارَّني الثانيةَ قال: يا فاطمةُ ألا ترضَيْنَ أنْ تكوني سيدةَ نساءِ أهلِ الجنَّةِ، أو نساءِ المؤمنين" (¬2) وفي رواية: "سارّني فأخبرني أنه يُقبَضُ في وجعِه فبَكَيْتُ ثم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 244، كتاب الجنائز (23)، باب ما قيل في أولاد المسلمين. . . (91)، الحديث (1382)، وإبراهيم: أي ابن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 79 - 80، كتاب الاستئذان (79)، باب من ناجى بين يدي الناس. . . (43)، الحديث (6285)، واللفظ له، سوى قوله: "سيدة نساء أهل الجنة" ففي الصحيح: "سيدة نساء هذه الأمة" لكن البغوي عزا هذه الرواية للبخاري من رواية ثانية ولم أجدها في الصحيح، انظر شرح السنة 14/ 162، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1904 - 1905، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل فاطمة. . . (15)، الحديث (98/ 2450)، قولها: "ما تَخْفَى مِشْيَتها" أي ما تمتاز، وفى رواية ما تخطئ، قولها "عزمتُ" أي أقسمت، قوله: "عارضني" أي دارسني، قوله: "أُرَى" بضم الهمزة وفتح الراء أي ولا أظن.

سارَّني فأخبرَني أني أولُ أهلِ بيتهِ أَتْبَعُه فضحِكتُ" (¬1). 4799 - عن المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ أنَّ رسولَ اللَّهُ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "فاطمةُ بِضْعةٌ مني فمن أغضبَها أغضبني" (¬2) وفي رواية: "يُريبُني ما أَرَابَها ويُؤذيني ما آذَاهَا" (¬3). 4800 - وعن زيد بن أرْقَمَ رضي اللَّه عنه قال: "قامَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم خطيبًا بماءٍ يُدعَى خُمًّا، بينَ مكةَ والمدينةِ، فحمِدَ اللَّه وأثنَى عليهِ ووَعظَ وذكَّرَ ثم قال: أمَّا بعدُ أيُّها النَّاسُ إنما أنا بَشَرٌ (¬4) يُوشِكُ أنْ يأتيَني رسولُ ربي فأُجيبَ، وأنا تارِكٌ فيكم الثَّقَلَيْنِ أولهُما: كتابُ اللَّهِ فيهِ الهدى والنورُ فخُذوا بكتابِ اللَّه واستمسِكوا بهِ، وأهلُ بيتي أُذَكِّرُكم اللَّهَ في أهلِ بيتي أُذَكِّرُكم اللَّه في أهلِ بيتي أُذكرُكم اللَّه في أهلِ بيتي" (¬5) وفي ¬

_ (¬1) متفق عليه، من رواية عائشة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري فى الصحيح 6/ 628، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة. . . (25)، الحديث (3626) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1904، الحديث (97/ 2450). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 105، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب فاطمة. . . (29)، الحديث (3767)، قوله: "بَضْعَةٌ" بفتح موحدة أي قطعة لحم، وقد وهِمَ الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1732، الحديث (6130)، حيث جعل هذه الرواية مما اتفقا عليه، والصواب أنها للبخاري فقط، أما الرواية الثانية فهي مما اتفقا عليه. (¬3) متفق عليه، من رواية المِسْوَر بن مَخَرَمة رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 327، كتاب النكاح (67)، باب ذبِّ الرجل عن ابنته. . (109)، الحديث (5230)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1902، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل فاطمة. . . (15)، الحديث (93/ 2449)، قوله: "يريبني" أي يقلقنى. (¬4) في المخطوطة زيادة (مثلكم) وليست في المطبوعة ولا في لفظ المؤلف في شرح السنة 4/ 117، ولا عند مسلم. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1873، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل علي. . . (4)، الحديث (36/ 2408) قوله: "خُمًّا" بضم فتشديد وهو موضع بالجحفة بين مكة والمدينة، قوله: "يوشك أن يأتيني رسول ربي" المراد به ملك الوت، قوله: "الثَّقَلَيْن" بفتحتتين أي الأمرين العظيمين.

رواية: "كتابُ اللَّهِ هوَ حبلُ اللَّهِ مَن اتَّبَعَهُ كانَ على الهدَى، ومَن تَرَكَهُ كانَ على الضلالةِ" (¬1). 4801 - عن البَرَاءِ [بن عَازِبٍ] (¬2) قال: "قالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لعليٍّ: أنتَ مِني وأنا منكَ، وقال لجعفَر: أَشْبَهْتَ خَلْقِي وخُلُقي، وقال لزيدٍ: أنت أَخُونا ومَوْلانا" (¬3). 4802 - وكان ابنُ عمرَ إذا سلَّمَ على ابنِ جعفرَ قال: السلامُ عليكَ يا ابنَ ذي الجناحَيْنِ" (¬4). 4803 - وعن البَرَاءِ قال: "رأيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم والحسنُ بنُ عليٍّ على عاتِقِه يقول: اللَّهمَّ إني أُحبُّه فأحِبَّهُ" (¬5). 4804 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "خرجتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم في طائفةٍ مِن النهارِ حتَّى أَتَى جَنابَ (¬6) ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه 4/ 1874، الحديث (37/ 2408). (¬2) ساقطة من المطبوعة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 303 - 304، كتاب الصلح (53)، باب كيف يكتب. . . (6)، الحديث (2699) واللفظ له ضمن رواية مطوَّلة، وأخرج أصله دون ذكر الشاهد منه، مسلم في الصحيح 3/ 1409، كتاب الجهاد. . . (32)، باب صلح الحديبية. . . (34)، الحديث (90 - 92/ 1783). (¬4) أخرجه من رواية الشعبي، البخاري في الصحيح 7/ 75، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب جعفر. . . (10)، الحديث (3709)، وفي حديث: أنّ جعفر في الجنة يطير مع الملائكة، لذلك لقَّبه بذي الجناجين (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 94، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب الحسن. . . (22)، الحديث (3749)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1883، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل الحسن. . . (8)، الحديث (58/ 2422) واللفظ لهما. (¬6) قوله: "جناب" بالجيم المعجمة والنون آخره باء موحدة كذا وردت في المخطوطة والمطبوعة، وكذا ضبطه الجزري بفتح الجيم والنون وبالباء الموحدة أي فناء الدار، وهي في صحيح مسلم: "خِبَاءَ". قال القاري في المرقاة 5/ 595: (بكسر الخاء المعجمة وبموحدة بعدها ألف فهمز أي =

فاطمةَ فقالَ: أَثَمَّ لُكَعُ أَثَمَّ لُكَعُ؟ يعني حسنًا فلم يَلْبَثْ أنْ جاءَ يَسْعَى حتَّى اعتنقَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: اللَّهمَّ إني أُحِبُّه فأَحِبَّهُ وأَحِبَّ مَن يُحبُّه" (¬1). 4805 - وعن أبي بَكْرةَ رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم على المنبرِ، والحسنُ بنُ عليٍّ إلى جنبهِ، وهوَ يُقبِلُ على الناسِ مرةً وعليهِ أُخرى ويقولُ: إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ ولعلَّ اللَّه أنْ يُصْلِحَ بهِ بينَ فئتينِ عظيمتينِ مِن المسلمين" (¬2). 4806 - وعن ابن عمر في الحسنِ والحسينِ قالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "هما رَيْحَانِي مِن الدنيا" (¬3). 4807 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "لم يكنْ أحدٌ أشبَهَ بالنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنَ الحَسَنِ بنِ عليٍّ" (¬4). ¬

_ = بيتها كما قاله النووي. . .، وفي بعض نسخ المصابيح: خَبَابَ فاطمة. . .، والخَباب بالفتح مقدم الباب، وقال ابن الملك: أراد به حجرتها وقيل حول دارها). (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 339، كتاب البيوع (34)، باب ما ذكر في الأسواق (49)، الحديث (2122)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1882، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل الحسن. . . (8)، الحديث (57/ 2421) واللفظ له، قوله: "أَثَمَّ" بفتح المثلثة وتشديد الميم أي أهناك، قوله: "لُكَعُ" بضم اللام وفتح الكاف من غير انصراف كعمر، واللكع الصبي الصغير. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 306 - 307، كتاب الصلح (53)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للحسن بن علي. . . (9)، الحديث (2704) ضمن رواية مطولة. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 95، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب الحسن. . . (22)، الحديث (3753) قوله: "ريحاني" كذا وردت في الأصل، ولكنها في الصحيح: "ريحانتاي" وقال ابن حجر في فتح الباري 7/ 99: (كذا للأكثر بالتثنية، ولأبي ذر "ريحاني" بالإفراد والتذكير، شبههما بذلك لأن الولد يُشَمُّ ويُقبَّل). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 95، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب الحسن. . . (22)، الحديث (3752).

4808 - وقال في الحسينِ أيضًا: "كانَ أَشْبَههُمْ برسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬1). 4809 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: "ضَمَّني رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم إلى صدرِه وقال: اللَّهمَّ علِّمهُ الحكمة" (¬2) وفي رواية: "علِّمْه الكتاب" (¬3). 4810 - وعنه قال: "إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم دخلَ الخلاءَ فوضعْتُ له وَضُوءًا قال (¬4): مَن وضعَ هذا؟ فأُخبِرَ فقال: اللَّهمَّ فَقِّههُ في الدين" (¬5). 4811 - عن أسامةَ بن زيدٍ، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم "كانَ يأخذُه والحسنَ فيقولُ: اللَّهمَّ أَحِبَّهما فإني أُحِبُّهما" (¬6). 4812 - وعن أسامةَ بنِ زيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يأخذُني فيُقعِدُني على فخذِه ويُقعدُ الحسنَ بنَ عليٍّ على فخذِه الأخرى ثم يضمُّهما ثم يقولُ: اللهمَّ ارحمْهما فإني أَرحمُهما" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه من رواية أنس رضى اللَّه عنه، البخاري في الصحيح 7/ 94، الحديث (3748). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 100، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب ذكر ابن عباس رضي اللَّه عنه (24)، الحديث (3756). (¬3) أخرجه من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما، البخاري في المصدر نفسه. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى (فقال) والتصويب من المخطوطة، وكذا اللفظ عند البخاري. (¬5) متّفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 244، كتاب الوضوء (4)، باب وضع الماء عند الخلاء. . . (10)، الحديث (143)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1927، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل عبد اللَّه بن عباس (30)، الحديث (138/ 2477). قوله: "وَضوءًا" بفتح الواو ماء الوضوء. (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 88، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب ذكر أسامة. . . (18)، الحديث (3735). (¬7) أخرجه البخاري فى الصحيح 10/ 434، كتاب الأدب (78)، باب وضع الصبي على الفخذ (22)، الحديث (6003).

4813 - وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم بعثَ بعثًا وأمَّرَ عليهم أسامةَ بنَ زيدٍ فطعنَ الناسُ في إمارتِه فقامَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إنْ تَطعنُوا في إمارتِه فقد كنتُم تطعنونَ في إمارةِ أبيهِ مِن قبلُ، وايمُ اللَّهِ إنْ كانَ لخليقًا للإمارةِ، وإنْ كانَ لمِن أحبِّ الناسِ إليَّ، وإنَّ هذا لمِن أحبِّ الناسِ إليَّ بعدَه" (¬1) وفي رواية: "وأُوصيكُم بهِ فإنه مِن صَالحِيكم" (¬2). 4814 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه: "أنَّ زيدَ بنَ حارِثَةَ مولَى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ما كُنَّا نَدعُوهُ إلّا زيدَ بنَ محمدٍ حتَّى نزلَ القرآنُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} (¬3) " (¬4). مِنَ الحِسَان: 4815 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في حَجَّتِهِ يومَ عرفةَ وهو على ناقتِهِ القَصْواءِ يخطبُ، فسمعتُهُ يقولُ: يا أيُّها الناسُ إني تركْتُ فيكم ما إنْ أخذْتُم بهِ لن تَضِلُّوا كتابَ اللَّهِ وعِتْرَتي أهلَ بَيْتي" (¬5). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 86، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب زيد. . . (17)، الحديث (3730)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1884، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل زيد. . . (10)، الحديث (63/ 2426) واللفظ لهما. (¬2) أخرجه من رواية ابن عمر رضي اللَّه عنه، مسلم في المصدر نفسه 4/ 1884 - 1885، الحديث (64/ 2426). (¬3) سورة الأحزاب (33)، الآية (5). (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 517، كتاب التفسير (65)، سورة الأحزاب (33)، باب: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ. . .} (2)، الحديث (4782)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1884، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل زيد. . . (10)، الحديث (62/ 2425) واللفظ لهما. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 662، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أهل بيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (32)، الحديث (3786) واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 9/. . .

4816 - عن زيد بن أرقم رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إني تَارِكٌ فيكم ما إن تَمَسكْتُم بهِ لن تَضِلُّوا بعدي أحدُهما أعظمُ مِن الآخرِ، كتابُ اللَّهِ حبلٌ ممدودٌ مِن السماء إلى الأرضِ، وعِترَتي أهلُ بيتي، ولن يَتَفرَّقا حتَّى يَرِدَا عليَّ الحوضَ فانظُروا كيفَ تَخْلُفونَني فيهما" (¬1). 4817 - وعن زيد بن أرقم رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال لعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ: أنا حربٌ لِمَن حاربَهم وَسِلْمٌ لِمَن سَالمَهم" (¬2). 4818 - وروي عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّها سُئلَتْ، أَيُّ الناس كانَ أحبَّ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم؟ قالت: فَاطِمَةُ، فقيلَ: مِن الرجالَ؟ قالت: زوجُها" (¬3). ¬

_ = الحديث (951)، وعزاه لابن أبي شيبة، وللخطيب في التفق والمفترق. عترة الرجل: أخصّ أقاربه، وعترة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أهل بيته، وهم بنو عبد المطلب. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 366 - 367، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 431 - 432، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 663، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أهل بيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (32)، الحديث (3788) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 148، كتاب معرفة الصحابة، باب إني تارك فيكم الثقلين. . .، وقال: (على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 699، كتاب المناقب (50)، باب فضل فاطمة. . . (61)، الحديث (3870)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 52، المقدمة باب فضل الحسن والحسين. . .، الحديث (145)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (555)، كتاب المناقب (36)، باب فضل أهل البيت (16)، الحديث (2244)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 149، كتاب معرفة الصحابة، باب مبغض أهل البيت. . .، واللفظ لهم. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 701، كتاب المناقب (50)، باب فضل فاطمة. . . (61)، الحديث (3874) واللفظ له، وكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 145، الحديث (36457) وعزاه للخطيب في المتفق والمفترق، ولابن النجار.

4819 - وعن [عبد] (¬1) المطَّلِب بنِ ربيعةَ رضي اللَّه عنه: "أنَّ العباسَ رضي اللَّه عنه دخلَ على رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم مُغْضَبًا وأنا عندَه فقالَ: ما أغضبَكَ؟ قال: يا رسولَ اللَّهِ ما لَنا ولقريشٍ، إذا تَلَاقَوْا بينَهم تَلَاقَوْا بوجوهٍ مستبشرةٍ، وإذا لقونا لقونا بغيرِ ذلكَ، فغضبَ رسولُ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم حتَّى احمرَّ وجهُهُ ثم قال: والذي نفسي بيدِه لا يدخلُ قلبَ رجلٍ الإِيمانُ حتَّى يُحِبِّكم للَّهِ ولرسولهِ ثم قال: يا أيُّها النَّاسُ مَن آذَى عمي فقد آذَاني، فإنما عمُّ الرجلِ صِنْو أبيهِ" (¬2). 4820 - وعن علي رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لعمرَ في العباسِ: إنَّ عمَّ الرجلِ صِنْو أبيهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة والمطبوعة، وهو عند أحمد والترمذي قال الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1736، عقب الحديث (6147)، ما نصُّه: (وفي "المصابيح" عن المطلب)، وقال القاري في المرقاة 5/ 602: (فما وقع في "المصابيح" سهو سببه وهم) وترجم لعبد المطلب فقال: (عبد المطلب بن ربيعة أي ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، سكن المدينة ثم تحوَّل عنها إلى دمشق ومات بها سنة اثنتين وستين) ثم ترجم للمطلب فقال: (هو المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي كان عاملًا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، عَداده في أهل الحجاز. . .، ولم يقع إلى أهل الحديث عنه رواية). (¬2) أخرجه من رواية عبد المطلب بن ربيعة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 4/ 165، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 652، كتاب المناقب (50)، باب مناقب العباس. . . (29)، الحديث (3758)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وقد وجدت الحديث من طريق المطلب بن ربيعة عند الحاكم في المستدرك 3/ 333، كتاب معرفة الصحابة، قوله: "صِنْو" بكسر الصاد وسكون نون أي مثله. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 94، ضمن رواية مطوَّلة، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 653، كتاب المناقب (50)، باب مناقب العباس. . . (29)، الحديث (3760)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وذكره المتقي الهندي. في كنز العمال 13/ 524، الحديث (37355) وعزاه لابن جرير، ولابن عساكر.

4821 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "العباسُ مِني وأنا مِنهُ" (¬1). 4822 - وعنه قال: "قال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم للعباسِ: إذا كانَ غداةَ الاثنينِ فأْتِني أنتَ وولدُك حتَّى أَدْعُوَ لهم بدعوةٍ ينفعُكَ اللَّهُ بها وَوَلَدَكَ، فغدَا وغدَوْنا معَه وألبَسَنا كساءَهُ ثم قال: اللَّهمَّ اغفر للعباسِ وولدِهِ مغفرةً ظاهرةً وباطنةً لا تغادرُ ذنبًا، اللَّهمَّ احفظْهُ في ولدِه" (¬2) (غريب). 4823 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: "أنَّه رأَى جبريلَ مرتينِ ودَعَا لهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم مرتينِ" (¬3). 4824 - وعنه أنّه قال: "دَعَا لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يؤتيَني الحكمةَ مرتينِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 24، ضمن ترجمة العباس بن عبد المطلب رضي اللَّه عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 652، كتاب المناقب (50)، باب مناقب العباس. . . (29)، الحديث (3759) وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 325، كتاب معرفة الصحابة، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- العباس مني. . .، واللفظ لهما، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 11/ 702، الحديث (33407)، وعزاه لابن عساكر. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 653، كتاب المناقب (50)، باب مناقب العباس. . . (29)، الحديث (3762) واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه)، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير 1/ 381 لأبي يعلى، ولم نجده في مسنده 4/ 213 - 5/ 140، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1736، الحديث (6149)، وعزاه لِرُزَيْن أيضًا بزيادة عليه، وعزاه لرُزَين أيضًا ابن الأثير في جامع الأصول 9/ 23، الحديث (6545). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 679، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد اللَّه ين عباس رضي اللَّه عنه (43)، الحديث (3822). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 679، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد اللَّه بن عباس (43)، الحديث (3823)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 5/ 85 - 86، الحديث (5910)، وعزاه للنسائي أيضًا في الكبرى.

4825 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "رأيتُ جعفرًا يطيرُ في الجنَّةِ معَ الملائكةِ" (¬1) (غريب) (¬2). 4826 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "كانَ جعفرٌ يحبُّ المساكينَ ويجلسُ إِليهم ويحدثُهم ويحدثونَهُ، فكانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يَكْنيهِ بأبي المساكينِ" (¬3). 4827 - عن أبي سعيد رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: "الحسنُ والحسينُ سَيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ" (¬4). 4828 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ الحسنَ والحسينَ هما رَيْحانِي مِن الدنيا" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 654، كتاب المناقب (50)، باب مناقب جعفر. . . (30)، الحديث (3763) واللفظ له، وقال: (هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة) وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 209، كتاب معرفة الصحابة، باب كان جعفر بن أبي طالب يطير. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ولكن الذهبي تعقَّبه وقال: (قلت: المديني واهٍ). (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى (صح) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق لقول الترمذي. (¬3) أخرجه بنحوه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 41، ضمن ترجمة جعفر بن أبي طالب، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 655، كتاب المناقب (50)، باب مناقب جعفر. . . (30)، الحديث (3766)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1381، كتاب الزهد (37)، باب مجالسة الفقراء (7)، الحديث (4125). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 3، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 656، كتاب المناقب (50)، باب مناقب الحسن. . . (31)، الحديث (3768)، وقال: (حديث حسن صحيح) واللفظ لهما، وذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 390، الحديث (4134) وعزاه أيضًا للنسائي في الكبرى، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (551)، كتاب المناقب (36)، باب ما جاء في الحسن. . . (15)، الحديث (2228)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 166 - 167، كتاب معرفة الصحابة، باب الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. (¬5) تقدم هذا الحديث ضمن الصحاح من الباب نفسه برقم (4806).

4829 - عن أسامةَ بن زيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "طرقْتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ ليلة في بعض الحاجةِ، فخرجَ النبىُّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو مشتمِلٌ على شيءٍ لا أدري ما هو، فلما فرغْتُ مِن حاجتي قلتُ: ما هذا الذي أنتَ مشتمِلٌ عليه؟ فكشَفَهُ فإذا الحسنُ والحسينُ على وَركَيْهِ فقال: هذانِ ابنايَ وابنا ابنتي اللهمَّ إني أُحبُّهما فأحبَّهما وأَحِبَّ مَن يحبُّهما" (¬1). 4830 - عن سَلْمى (¬2) قالت: "دخلتُ على أم سلمةَ وهي تبكي فقلت: ما يُبكيكِ؟ قالت: رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم، تعني في المنام، وعلى رأسِه ولحيتهِ الترابُ، فقلتُ: ما لكَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: شهدتُ قتلَ الحسينِ آنِفًا" (¬3) (غريب). 4831 - وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: "سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 656 - 657، كتاب المناقب (50)، باب مناقب الحسن. . . (31)، الحديث (3769)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (552)، كتاب المناقب (36)، باب ما جاء في الحسن. . . (15)، الحديث (2234)، وذكره المتقي في كنز العمال 13/ 671، الحديث (37711) وعزاه لابن أبي شيبة، ولعبد بن حميد، ولسعيد بن منصور، قوله: "طرقت" الطرْقُ الإتيان بالليل، قوله: "مشتملٌ" أي محتجب. (¬2) قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 12/ 425: (سَلْمَى البَكْريّة، مِن بكر بن وائل، مولاة لهم، روت عن عالة وأم سَلَمَة، وعنها رزين الجهني ويقال البكري)، وقال في التقريب: (لا تُعْرَف، من الثالثة). وقال الملّا علي القاري في المرقاة 5/ 604: (زوجة أبي رافع مولى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قابلة إبراهيم ابن نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 657، كتاب المناقب (50)، باب مناقب الحسن. . . (31)، الحديث (3771)، واللفظ له وقال: (حديث غريب)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (بتحقيق قلعجي) 6/ 468 في جماع أبواب إخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالكوائن بعده، باب ما روي في إخباره بقتل ابن ابنته ..

عليه وسلم: أيُّ أهلِ بيتكَ أحبُّ إليكَ؟ قال: الحسنُ والحسينُ وكانَ يقولُ لفاطمةَ: ادعي لي ابنيَّ فيَشمُّهما ويَضمُّهما إليهِ" (¬1) (غريب). 4832 - عن بُرَيْدَةَ رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم يخطبُنا اذ جاءَ (¬2) الحسنُ والحسينُ عليهما قميصانِ أحمرانِ يمشيانِ ويعثُرانِ، فنزلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِن (¬3) المنبرِ فحملَهما ووضعَهما بينَ يديهِ ثم قال: صدق اللَّه {إنَّمَا أَمْوَالُكُم وَأَوْلَادُكُم فِتْنَةً} (¬4) نظرْتُ إلى هذيْنِ الصبِيَّيْنِ يمشيانِ ويعثُرانِ فلَمْ أصبرْ حتَّى قطعتُ حديثي ورفعتُهما" (¬5). 4833 - عن يَعْلى بن مُرَّةَ رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "حسينٌ مني وأنا مِن حسينٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَن أحبَّ حسينًا، حسينٌ سِبْط مِن الأسباطِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/ 377 - 378، ضمن ترجمة يوسف بن إبراهيم (3388)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 657 - 658، كتاب المناقب (50)، باب فضل الحسن. . (31)، الحديث (3772)، واللفظ له، وقال: (حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس). (¬2) تصحفت في المخطوطة إلى (فجاءه) والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي. (¬3) كذا في المطبوعة وعند الترمذي. واللفظ في المخطوطة: (عن). (¬4) سورة التغابن (64)، الآية (15). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 663 - 664، كتاب الصلاة (2)، باب الإمام يقطع الخطبة. . . (233)، الحديث (1109)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 658، كتاب المناقب (50)، باب مناقب الحسن. . . (31)، الحديث (3774) واللفظ له، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 108، كتاب الجمعة (14)، باب نزول الإمام عن المنبر. . . (30)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1190، كتاب اللباس (32)، باب لبس الأحمر للرجال (20)، الحديث (3600)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (552)، كتاب المناقب (36)، باب ما جاء في الحسن. . . (15)، الحديث (2230). (¬6) أخرجه أحمد في المسند 4/ 172، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص (133 - 134)، باب معانقة الصبي (170)، الحديث (366)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 658 - 659، كتاب =

4834 - عن علي قال: "الحسنُ أشبهَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ما بينَ الصدرِ إلى الرأسِ، والحسينُ أشبهَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم ما كانَ أسفلَ مِن ذلك" (¬1) (غريب). 4835 - عن حُذَيْفة: "قلتُ لأمي دعيني آتي النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فأُصليَ معَهُ المغربَ وأسألُه أنْ يستغفرَ لي ولكِ، فأتيتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فصليتُ معَهُ المغربَ، فصلَّى حتَّى صلَّى العشاءَ ثم انفتلَ فتبعْتُه، فسمعَ صوتي فقالَ: مَن هذا، حذيفةُ؟ قلتُ: نعم، قالَ: ما حاجتُكَ غفرَ اللَّهُ لكَ ولأُمِّكَ، إنَّ هذا مَلَكٌ لم ينزلْ الأرضَ قَطُّ قبلَ هذه الليلةِ، استأذنَ ربَّهُ أنْ يُسلِّمَ عليَّ ويُبشرَني بأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ، وأنَّ الحسنَ والحسينَ سيدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ" (¬2) (غريب). 4836 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حاملَ الحَسَنِ بنِ عليٍّ على عاتِقِه، فقالَ رجلٌ: نِعْمَ ¬

_ = المناقب (50)، باب مناقب الحسن. . . (31)، الحديث (3775)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 51، المقدمة، باب فضل الحسن. . . .، الحديث (144)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 177، كتاب معرفة الصحابة، باب استشهد الحسين يوم الجمعة. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، قوله: "سِبْطٌ" بكسر السين أي ولد ابنتي. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 660، كتاب المناقب (50)، باب مناقب الحسن. . . (31)، الحديث (3779)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (553)، كتاب المناقب (36)، باب ما جاء في الحسن. . . (15)، الحديث (2235)، وذكره القاري في المرقاة 5/ 606، وعزاه لأبي حاتم. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 391، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 660 - 661، كتاب المناقب (50)، باب مناقب الحسن. . . (31)، الحديث (3781)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلّا من حديث إسرائيل)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 30 - 31، الحديث (3323) وعزاه للنسائي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 381، كتاب معرفة الصحابة، باب كان حذيفة اعلم الناس. . .، وقال الذهبي: (صحيح).

المركِبُ رَكِبتَ يا غلامُ، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: ونِعمَ الراكبُ هوَ" (¬1). 4837 - عن عمر رضي اللَّه عنه: "أنَّه فرضَ لأسامةَ في ثلاثةِ آلافٍ وخمسمائةٍ، وفرضَ لعبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ رضي اللَّه عنه في ثلاثةِ آلافٍ، فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ رضي اللَّه عنه لأبيهِ: لِمَ فَضَّلْتَ أسامةَ عليَّ فواللَّهِ ما سبقني إلى مشهدٍ؟ قال: لأنَّ زيدًا كانَ أحبَّ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِن أبيكَ، فكانَ أسامةُ أحبَّ إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم منكَ، فآثرتُ حِبَّ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على حِبِّي" (¬2). 4838 - عن جَبَلةَ بنِ حَارِثَةَ رضي اللَّه عنه قال: "قدمتُ على رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ اللَّه ابعثْ معي أَخي زيدًا، قال: هو ذا فإنْ انطلَق معكَ لَمْ أمنعهُ، قال زيدٌ: يا رسولَ اللَّه واللَّهِ لا أختارُ عليكَ أحدًا قال: فرأيتُ رأْيَ أخي أفضلَ مِن رأيي" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 661، كتاب المناقب (50)، باب مناقب الحسن. . . (31)، الحديث (3784)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 170، كتاب معرفة الصحابة، باب حب الصبيان. . . تنبيه: قوله: "حامل الحسن" وقع في سنن الترمذي (بتحقيق شاكر، والتي أكملها إبراهيم عطوة عوض): "حامل الحسين" وهو تصحيف طباعي، وقد ورد النص صحيحًا في نسخة الترمذي (بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان) 5/ 327، فليُحَرَّر في نسخة إبراهيم عطوة عوض. (¬2) أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال، ص (289)، باب فرض الأعطية من الفيء. . .، الحديث (558)، وذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 297، ضمن ذكر استخلاف عمر، فقال: (وقد روى بعضهم. . .) وساقه بغير إسناد، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 675، كتاب المناقب (50)، باب مناقب زيد. . . (40)، الحديث (3813) واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 270، الحديث (36793) وعزاه لابن أبي شيبة، ولأبي يعلى -وليس في النسخة المطبوعة من المسند 1/ 127 - ولابن حبان، وللبيهقي. قوله: "حِبَّ" بكسر الحاء وقد يضم أي محبوبه. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 676، كتاب المناقب (50)، باب مناقب زيد. . . (40)، الحديث (3815) واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 321 - 322، =

4839 - عن أسامة بن زيد رضي اللَّه عنه قال: "لما ثَقُلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم هبطْتُ وهبطَ النَّاسُ المدينةَ، فدخلتُ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وقد أُصمِتَ فلم يتكلم، فجعلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يضعُ يدَيْهِ عليَّ ويرفعُهما، فأعرِفُ أنه يدعُو لي" (¬1) (غريب). 4840 - عن عائشة قالت: "لما أرادَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يُنحِّيَ مخاطَ أسامةَ قالت عائشةُ رضي اللَّه عنها: دَعني حتَّى أنا الذي أفعلُ، قال: يا عائشةُ أحِبِّيهِ فإني أَحِبُّه" (¬2). 4841 - وعن أسامة قال: "كنتُ جالسًا إذ جاءَ عليٌّ والعباسُ يستأذنانِ فقالا لأُسامةَ: استأذنْ لنا على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، قلتُ: يا رسولَ اللَّه عليٌّ والعباسُ يستأذنانِ فقالَ: أتدري ما جاءَ بهما؟ قلت: لا، فقال (¬3): لكني أدري، ائذنْ لهما، فدخَلَا فقالا: يا رسولُ اللَّهِ جئناكَ نسألُك، أيُّ أهلِكَ أحبُّ إليك؟ قال: فاطمةُ بنتُ محمدٍ، قالا: ما جئناكَ ¬

_ = الحديث (2192)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 214، كتاب معرفة الصحابة، باب مجيء حارثة في. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 397، الحديث (37065) وعزاه لأبي يعلى، وللدارقطني في الأفراد، ولأبي نعيم، وللنسائي، ولابن عساكر. (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 201، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 677، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أسامة. . . (41)، الحديث (3817)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 123، الحديث (377)، واللفظ له وقال: (حديث حسن غريب)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 273، الحديث (36803) وعزاه للروياني، وسمويه، والباوردي، والبغوي، وللضياء، قوله: "أُصمِتَ" على بناء المفعول يقال أصمت العليل إذا اعتقل لسانه. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 677، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أسامة. . . (41)، الحديث (3818)، قوله: "يُنحِّي" بتشديد الحاء المكسورة أي يزيل. (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى (قال) والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي وعنده زيادة (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-).

11 - باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

نسألُكَ عن أهلِك (¬1)، قال: أحبُّ أهلي إليّ مَن قد أنعمَ اللَّهُ عليهِ وأنعمتُ عليهِ: أسامةُ بنُ زيدٍ، قالا: ثم مَن؟ قال: عليُّ بنُ أبي طالب، فقال العباسُ: يا رسولَ اللَّهِ جعلتَ عمَّكَ آخرَهم! فقال: إنَّ عليًا [قد] (¬2) سبقَكَ بِالهِجْرَةِ" (¬3) واللَّه الموفق. 11 - بابُ مَنَاقِبِ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصِّحَاحِ: 4842 - عن عليٍّ رضي اللَّه عنه قال، سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "خيرُ نسائها مريمُ بنتُ عمرانَ، وخيرُ نسائها خديجةُ بنتُ خُوَيْلد" (¬4) وأشارَ وَكِيعٌ (¬5) إلى السماءِ والأرضِ. 4843 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "أتى جبريلُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّهِ هذه خديجةُ قد أَتَتْ معَها إناءٌ فيهِ ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة (من النساء)، وليست في المخطوطة، ولا عند الترمذي. (¬2) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة وهي في لفظ الترمذي. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (88)، عقب الحديث (633)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 678، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أسامة. . . (41)، الحديث (3819) واللفظ له، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 120 - 121، الحديث (369). وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 217، كتاب معرفة الصحابة، باب كان زيد بن حارثة أحب القوم. . .، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 273، الحديث (36802)، وعزاه للروياني، والبغوي، ولسعيد بن منصور. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 470، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ. . .} سورة آل عمران (3)، الآية (42) (45)، الحديث (3432)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1886، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل خديجة. . . (12)، الحديث (69/ 2430)، واللفظ له، قوله: "وأشار وكيع" أي خيرًا ممن هو فوق الأرض وتحت أديم السماء. (¬5) هو وكيع بن الجرّاح أحد رواة الحديث.

إدامٌ أو طعامٌ، فإذا أتتْكَ فاقرأ عليها السلامَ مِن ربِّها ومني وبشِّرْها ببيتٍ في الجنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ" (¬1). 4844 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "ما غِرْتُ على أحدٍ مِن نساءِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجَة، وما رأيتُها ولكنْ كانَ يُكثِرُ ذِكْرَها، ورُبَّما ذبحَ الشَّاةَ ثم يُقطِّعُها أعضاءً ثم يبعثُها في صَدَائِقِ خديجةَ فربما قلتُ له: كأنه لم يكنْ في الدنيا امرأةٌ إلّا خديجةُ؟ فيقولُ: إنها كانَت وكانَت، وكانَ لي منها ولدٌ" (¬2). 4845 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "فضلُ عائشةَ على النساءِ كفضلِ الثريدِ على سائرِ الطعامِ" (¬3). 4846 - عن أبي سلمة رضي اللَّه عنه، أنَّ عائشةَ قالت: "قال لي ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 133 - 134، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب تزويج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خديجة. . . (20)، الحديث (3820)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1887، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل خديجة. . . (12)، الحديث (71/ 2432) واللفظ لهما، قوله: "قَصَب" بفتحتين المراد به لؤلؤ مجوَّف واسع كالقصر المنيف. والنَّصَبُ: الكلال والتعب. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 133، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب تزويج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خديجة. . . (25)، الحديث (3818)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1888، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضائل خديجة. . . (12)، الحديث (74 - 75/ 2435)، وصدائق: جمع صديقة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 106، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب فضل عائشة. . . (30)، الحديث (3770)، وأخرجه مسلم في الصحيح 14/ 895، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل عائشة. . . (13)، الحديث (89/ 2446)، واللفظ لهما. والثريد: الخبز المفتوت المبلول بمرق (الفيومي)، المصباح المنير 81، مادة ث ر د).

رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: يا عائشةُ هذا جبريلُ يقرئُكِ السلام، قالت: وعليهِ السلامُ ورحمةُ اللَّهِ، قالت: وهو يرَى ما لا أَرَى" (¬1). 4847 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: "قال لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أُريتُكَ في المنامِ ثلاثَ ليالٍ يجيءُ بكِ الملكُ في سَرَقَةٍ مِن حريرٍ فقال لي: هذه امرأتُكَ فكشفتُ عَنْ وَجْهِكِ (¬2) الثوبَ فإذا أنتِ هي، فقلتُ: إنْ يكنْ هذا مِن عندِ اللَّهِ يُمْضِه" (¬3). 4848 - وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إِنَّ الناسَ كانوا يتحرَّوْنَ بهداياهُم يومَ عائشةَ يبتغونَ بذلكَ مرضاةَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم" (¬4). 4849 - وقالت: "إنَّ نساءَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم كُنَّ حزبينِ، فَحِزْبٌ فيهِ عائشةُ وحفصةُ وصفيةُ وسودةُ، والحزبُ الآخرُ فيهِ أمُّ سلمةَ وسائرُ نساءِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، فكلَّم حزبُ أمِّ سلمة (¬5) فقلْنَ ¬

_ (¬1) متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 106، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب فضل عائشة رضي اللَّه عنها (30)، الحديث (3768) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1895، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل عائشة. . . (13)، الحديث (90/ 2447). (¬2) تصحفت في المطبوعة إلى (فكشفت وجهك عن الثوب) والتصويب من المخطوطة. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 223، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب تزويج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عائشة. . . (44)، الحديث (3895)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1889 - 1890، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل عائشة:. . . (13)، الحديث (79/ 2438) واللفظ له، قوله: "سَرَقة" بفتحتين أي قطعة من جيد الحرير. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 206، كتاب الهبة (51)، باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى. . . (8)، عقب الحديث (2581)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 1894، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل عائشة. . . (13)، الحديث (82/ 2441) واللفظ لهما. (¬5) في المطبوعة زيادة هنا، وهي (حفصة) وهي سهو من الناسخ ليست في المخطوطة ولا عند الشيخين.

لها: كلِّمي رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يكلِّمِ الناسَ فيقولُ: مَن أرادَ أنْ يُهديَ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فليُهدِ (¬1) إليهِ حيثُ كانَ فكلَّمْتُه فقالَ لها: لا تؤذيني في عائشةَ، فإنَّ الوحيَ لم ياتني وأنا في ثوبِ امرأةٍ إلّا عائشةَ، قالت: أتوبُ إلى اللَّهِ مِن أذاكَ يا رسولَ اللَّهِ، ثمَّ إنَّهُن دَعَوْنَ فاطمةَ رضي اللَّهُ عنها فأرسلْنَها (¬2) إلى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فكلَّمَتْه فقال: يا بُنيةَ أَلَا تُحبينَ ما أُحِبُّ؟ قالت: بلى، قال: فأَحبِّي هذه" (¬3). مِنَ الحِسَان: 4850 - عن أنس رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "حسبُكَ من نساءِ العالمينَ مريمُ بنتُ عِمرانَ، وخديجةُ بنتُ خُويلد، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ، وآسيةُ امرأةُ فِرعونُ" (¬4). 4851 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ جبريلَ جاءَ بصورتِها في ¬

_ (¬1) كذا في المطبوعة، واللفظ في المخطوطة: (فليهده)، وعند البخاري: (هديةً فليهدها). (¬2) كذا في المطبوعة، واللفظ في المخطوطة (فأرسلن)، وعند البخاري (فأرسلت). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 205، كتاب الهبة (51)، باب من أهدى إلى صاحبه. . . (8)، الحديث (2581)، ضمن رواية مطولة واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1891، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل عائشة. . . (13)، الحديث (83/ 2442). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 135، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 703، كتاب المناقب (50)، باب فضل خديجة رضي اللَّه عنها (62)، الحديث (3878) واللفظ لهما وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (549)، كتاب المناقب (36)، باب في أي النساء أفضل (12)، الحديث (2222)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 157 - 158، كتاب معرفة الصحابة، باب دعاء دفع الفقر. . .، وقال: (على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، قوله: "حسبك" أي يكفيك في الاقتداء بهن.

خرقةِ حرير (¬1) خضراء إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: هذهِ زوجتُكَ في الدنيا والآخرةِ" (¬2). 4852 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "بلغَ صفيةَ أنَّ حفصةَ قالت: بنتُ يهوديٍّ، فبكَتْ فدخلَ عليها النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وهي تَبْكي فقالَ: ما يُبْكيك؟ فقالَتْ: قَالَتْ لي حَفْصَةُ: إني ابْنَةُ يَهُودِيٍّ، فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: إنكِ لابنةُ نبيٍّ، وإنَّ عمَّكِ لنبيٌّ، وإنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ فَبِمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟ ثُمَّ قالَ: اتَّقِ اللَّهَ يا حَفْصَةُ" (¬3). 4853 - وروي عن أم سلمة رضي اللَّه عنها: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم دَعَا فاطمةَ عامَ الفتحِ فناجَاهَا فبكَتْ، ثمَّ حدَّثَها فضحكَتْ، فلما توفِّي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم سألتُها عن بكائها وضحكِها؟ قالت: أخبرَني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أنَّه يموتُ فبكيتُ، ثمَّ أخبرني أني سيدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ إلا مريمَ بنتَ عمرانَ فضحكتُ" (¬4). ¬

_ (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (حريرة). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 704، كتاب المناقب (50)، باب فضل عائشة رضي اللَّه عنها (63)، الحديث (3880) واللفظ له، وذكره المباركفوري في تحفة الأحوذي 10/ 379، الحديث (3967)، وعزاه للآجري من وجه آخر عن عائشة رضي اللَّه عنها. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 135 - 136، وأخرجه الترمذي في السنن 9/ 705، كتاب المناقب (50)، باب فضل أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (64)، الحديث (3894) واللفظ لهما، وقال الترمذي: (حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، وذكره ابن الأثير الجزري في جامع الأصول 9/ 144، الحديث (6692)، وعزاه للنسائي أيضًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 29، كتاب معرفة الصحابة، باب فضائل صفية من النسب. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 701، كتاب المناقب (50)، باب فضل فاطمة. . . (61)، الحديث (3873)، وذكره المباركفوري في تحفة الأحوذي 10/ 393 - 394، الحديث (3985)، وعزاه للنسائي في خصائص علي، وهو في تهذيب خصائص علي، ص (103 - 104)، باب ذكر الأخبار المأثورة بأن فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سيدة ... الحديث (123)، قوله: "عام =

12 - باب جامع المناقب

12 - بَابُ جَامِعِ المَنَاقِبِ مِنَ الصِّحَاحِ: 4854 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه قال: "رأيتُ في المنامِ كأنَّ في يَدي سَرَقَةً مِن الحرير، لا أَهوِي إلى مكانٍ في الجنَّةِ إلّا طارَتْ بِي (¬1) إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُها على حَفْصَةَ فَقَصَّتْها حَفْصَةُ على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنَّ أخاكِ رجلٌ صالحٌ، أو إنَّ عبدَ اللَّهِ رجلٌ صالحٌ" (¬2). 4855 - عن حذيفة رضي اللَّه عنه قال: "إنَّ أشبهَ الناسِ دَلًّا وسَمْتًا وهديًا برسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لابنُ أمِّ عبدٍ، من حينِ يخرجُ مِن بيته إلى أنْ يرجعَ إليه، لا ندري ما يصنعُ في أهلِه إذا خَلَا" (¬3). 4856 - وقال أبو موسى الأشعريُّ: "قدمْتُ أنا وأخي مِن اليَمَنِ فمكثْنَا حينًا مَا (¬4) نُرَى إلّا أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ رضي اللَّه عنه رجلٌ مِن أهل ¬

_ = الفتح" قال القاري في المرقاة 5/ 615: (الظاهر أن هذا وهم، إذ لم يثبت عند أرباب السير وقوع هذه القضية عام الفتح، بل كان هذا في عام حجة الوداع، أو حال مرض موته عليه السلام). (¬1) تصحفت في المطبوعة إلى (به) والتصويب من المخطوطة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 147، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 403، كتاب التعبير (61)، باب الاستبراق. . . (25)، الحديث (7015)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1927، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما (31)، الحديث (139/ 2478)، قوله: "سرقة" بفتحتين أي قطعة، قوله: "لا أَهوِي" بكسر الواو أي لا أقصد. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 509، كتاب الأدب (78)، باب الهدي الصالح (70)، الحديث (6097)، قوله: "دَلًا" بفتح الدال المهملة ويشديد اللام أي طريقة، قوله: "سمتًا" أي سيرة. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى (لا) والتصويب من المخطوطة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 149، وهو الموافق للفظ البخاري.

بيت النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم لِمَا نَرَى مِن دُخُولِهِ وَدُخُولِ أمِّه على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم" (¬1). 4857 - عن عبد اللَّه بن عمرو (¬2) رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "استِقرؤوا القرآنَ مِن أربعةٍ: من عبدِ اللَّهِ بن مسعودٍ وسالمٍ مولى أبي حُذَيفةَ، وأُبَيِّ بنِ كعبٍ، ومعاذِ بنِ جبلٍ" (¬3) رضي اللَّه عنهم. 4858 - عن علقمة قال: "قدمتُ الشامَ فصليتُ ركعتينِ ثم قلتُ: اللَّهمَّ يَسِّرْ لي جليسًا صالحًا فأتيتُ قومًا فَجَلَسْتُ إليهم، فإذا شيخٌ قد جاءَ حتَّى جلسَ إلى جنبي قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: أبو الدرداءِ قلتُ: إني دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُيَسرَ لي جليسًا صالحًا فيسَّرَكَ لي فقال: مَن أنتَ؟ قلتُ: مِن أهلِ الكوفةِ قال: أوليسَ عندَكم ابنُ أُمِّ عبدٍ صاحبُ النعليْنِ والوسادةِ والمَطْهَرَةِ، وفيكم الذي أجارَهُ اللَّه من الشيطانِ على لسانِ نبيِّهِ، يعني عمَّارًا، أوليسَ فيكم صاحبُ السرِّ الذي لا يعلمُه غيرُه، يعني حذيفة" (¬4). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 102 - 103، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه (27)، الحديث (3763) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1911، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن مسعود. . . (22)، الحديث (110/ 2460)، قوله: "ما نُرَى" بضم النون وفتح الراء على ما صرَّح به النووي، أي ما نظن. (¬2) تصحفت في المطبوعة، إلى (عمر). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 102، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه (27)، الحديث (3760)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1913، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن مسعود. . . (22)، الحديث (117/ 2464) قوله: "وسالم مولى أبي حذيفة" هو سالم بن معقل مولى أبي حذيفة بن عتبة، كان من أهل فارس وكان من فضلاء المَوَالي ومن خيار الصحابة. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 90، كتاب فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمَّار. . . (20)، الحديث (3782) قوله: "صاحب النعلين، والوِسادةِ، والمَطْهَرةِ" المطهرة بفتح =

4859 - وعن جابر رضي اللَّه عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "أُريتُ الجنّةَ فرأيتُ امرأةَ أبي طلحةَ، وسمعتُ خَشْخشةً أمامي فإذا بلالٌ" (¬1). 4860 - عن سعد رضي اللَّه عنه قال: "كُنَّا معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ستةَ نفرٍ، فقالَ المشركونَ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم: اطردْ هؤلاءِ لا يجترءوا علينا، قال: وكنتُ أنا، وابنُ مسعودٍ، ورجلٌ مِن هُذَيْل، وبلالٌ ورجلانِ لستُ أُسَمِّيهما، فأنزلَ اللَّه: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (¬2) " (¬3). 4861 - عن أبي موسى [الأشعري] (¬4) رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قالَ لهُ: يا أبا موسى لقد أُعطِيتَ مِزمارًا مِن مَزَامِير آلِ داودَ" (¬5). ¬

_ = الميم ويكسر إناء يتطهر به، يريد به أنَّه كان يخدم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ويلازمه في الحالات كلها فيصاحبه في الجالس، ويأخذ نعله ويضعها إذا جلس، ويكون معه في الخَلَوات فيُسَوِّي مضجعه ويضع وسادته، ويُهيء له طَهُورَه ويحمل معه المطهرة، قوله: "يعني عمَّارًا" هذا قول بعض الرواة. (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1908، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أم سليم. . . (19)، الحديث (106/ 2457)، قوله: "امرأة أبي طلحة" وهي أم سليم تزوجها مالك بن النضر أبو أنس بن مالك فولدت له أنسًا، ثمَّ قتل عنها مشركًا وأسلمت فخطبها أبو طلحة وهو مشرك، فأَبَتْ ودعته إلى الإسلام فأسلم، قوله: "خشخشة" بالخائين والشينين المعجمات أي صوتًا. (¬2) سورة الأنعام (6)، الآية (52). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1878، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل سعد ابن أبي وقاص رضي اللَّه عنه (5)، الحديث (46/ 2413)، قوله: "ورجلان" هما خبَّاب وعمَّار، وإنما قال: لست أسميهما لمصلحة في ذلك. (¬4) ساقطة من المخطوطة. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 92، كتاب فضائل القرآن (66)، باب حسن الصوت. . . (31)، الحديث (5048) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 546، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، الحديث (235/ 793)، قوله: "مِزمارًا" أي صوتًا حسنًا ولحنًا طيبًا.

4862 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "قالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لأُبيِّ بنِ كعبٍ: إنَّ اللَّهَ أمرَني أنْ أقرأَ عليكَ" (¬1)، قال: آللَّهُ سَمَّاني [لَكَ] (¬2)؟! قال: نعم، فَبَكَى" (¬3) ويُروى: "أنَّه قرأَ عليه: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ [أَهْلِ الْكِتَابِ] (¬4)} (¬5) " (¬6). 4863 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "جمعَ القرآنَ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أربعةٌ: أُبَيُّ بنُ كعبٍ، ومُعاذُ بنُ جبلٍ، وزيدُ بنُ ثابتٍ، وأبو زيدٍ، قيلَ لأنسٍ: مَن أبو زيدٍ؟ قال: أَحَدُ عُمُومتي" (¬7). 4864 - عن خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ قال: "هاجرْنَا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم نبتغي وجهَ اللَّهِ فوقعَ أجرُنا على اللَّهِ فمِنَا مَن مَضَى لم يأكلْ مِن أجرِهِ شيئًا، منهم مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ، قُتِلَ يومَ أحدٍ فلم يوجدْ له ¬

_ (¬1) في المطبوعة زيادة: (القرآن)، وليست في المخطوطة ولا في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 184. (¬2) ساقطة من المخطوطة والمطبوعة وهي موجودة في لفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 184، وعند البخاري. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 725، كتاب التفسير (65)، سورة {لمْ يَكُنْ} (98)، باب (1 - 2)، الحديث (4959 - 4960)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1915، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أُبىّ. . . (23)، الحديث (121 - 122/ 799) واللفظ لهما. (¬4) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي موجودة في لفظ المؤلف في شرح السنة، وعند البخاري. (¬5) سورة البيِّنَة (98)، الآية (1). (¬6) أخرجه البخاري في المصدر السابق عقب الحديث (4960)، فقال: (قال قتادة فأُنبئتُ أنه قرأ عليه. . .). (¬7) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 127، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه (17)، الحديث (3810)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1914، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أُبيِّ. . . (23)، الحديث (119/ 2465)، وأبو زيد اختلف في اسمه فقيل: سعيد بن عمير، وقيل: قيس بن السكن.

ما يُكفَّنُ فيهِ إلّا نَمِرَةً فكنا إذا غطَّينا رأسَهُ خرجَتْ رجلَاهُ وإذا غطَّينا رجلَيْهِ خرجَ (¬1) رأسُه، فقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: غَطُّوا بها رأسَه واجعلُوا على رجلَيْهِ [شَيْئًا] (¬2) مِن الإِذْخِرِ، ومِنَّا مَن أَيْنَعَتْ لهُ ثمرتُه فهوَ يَهْدُبُها" (¬3). 4865 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "اهتَزَّ العرشُ لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ" (¬4) وفي رواية: "اهتزَّ عرشُ الرحمنِ لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ" (¬5). 4866 - وعن البَرَاءِ رضي اللَّه عنه قال: "أُهديَتْ لرسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم حُلَّةُ حريرٍ فجعلَ أصحابُه يَمَسُّونَها ويَعْجَبُون (¬6) مِن لِيْنِها فقال: أَتَعجبُونَ مِن لِيْنِ هذهِ، لمَنَادِيلُ سَعْدِ بنِ معاذٍ في الجنَّةِ خَيْرٌ مِنْها وأَلْيَنُ" (¬7). ¬

_ (¬1) تصحفت في المخطوطة إلى (بدا)، والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم. (¬2) ساقطة من المطبوعة، واللفظ عند مسلم (واجعلوا على رجليه الإذخر). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في مواضع من الصحيح 3/ 142، كتاب الجنائز (23)، باب إذا لم يجد كفنًا. . . (27)، الحديث (1276)، وفي 7/ 226، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (45)، الحديث (3898)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 649، كتاب الجنائز 11/ 649، كتاب الجنائز (11)، باب في كفن الميت (13)، الحديث (44/ 940)، قوله: "نَمرَة" بفتح نون فكسر ميم أي كساء غليظ فيه خطوط! قوله: "الإذخر" بكسر الهمزة والخاء نَبْتٌ، قوله: "أَيْنَعَتْ" بهمز مفتوح وسكون تحتية وفتح نون أي نضجت، قوله: "أَيْنَعَتْ" بفتح الياء وكسر الدال ويضم، أي يجتَنيها. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 122 - 123، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب سعد بن معاذ رضي اللَّه عنه (12)، الحديث (3803)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1915، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل سعد بن معاذ رضي اللَّه عنه (24)، الحديث (124/ 2466). (¬5) متفق عليه من رواية جابر رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، عقب الرواية الأولى، وأخرجه مسلم في المصدر السابق واللفظ لها. (¬6) تصحفت في المطبوعة إلى (ويتعجبون)، والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم. (¬7) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 122، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب =

4867 - وعن أم سُلَيْم أنها قالت: "يا رسولَ اللَّهِ أنسٌ خادمُك ادْعُ اللَّهَ لهُ، قال: اللَّهمَّ أَكْثِرْ مالَهُ وولدَهُ وباركْ لهُ فيما أعطيْتَه" (¬1) قال أنسٌ (¬2): فواللَّهِ إنَّ مالي لكثيرٌ، وإنَّ ولدِي ووَلَدَ ولدِي ليَتَعَادُّونَ على نحوِ المائةِ اليومَ. 4868 - وعن سعد بن أبي وقَّاصٍ رضي اللَّه عنه قال: "ما سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقولُ لأحدٍ يمشي على وجهِ الأرض إنه مِن أهلِ الجنَّةِ، إلّا لعبدِ اللَّهِ بن سلامِ" (¬3). 4869 - وقال عبد اللَّهِ بن سلامٍ: "رأيتُ كأني في روضةٍ، ذَكَرَ مِن سَعَتِها وخُضْرتِها، وَسْطَها عمودٌ مِن حديدٍ أسفلُهُ في الأرضِ وأعلاهُ في السماءِ، في أعلاة عُروةٌ فقيل لهُ: ارْقَهُ فقلتُ: لا أسْتَطِع فأتاني مِنْصَفٌ فَرَفَعَ ثِيابي مِنْ خَلْفي، فَرَقَيْتُ حتَّى كنْت في أَعْلاهُ وأخذت بالعُرْوَةِ، فاسْتَيْقَظْتُ وإنها لفي يدي، فقصَصْتُها على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ: تلكَ ¬

_ = سعد بن معاذ رضي اللَّه عنه (12)، الحديث (3802)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1916، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل سعد بن معاذ رضي اللَّه عنه (24)، الحديث (126/ 2468) واللفظ لهما. (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 228، كتاب الصوم (30)، باب من زار قومًا. . . (61)، الحديث (1982)، وفي 11/ 144، كتاب الدعوات (80)، باب دعوة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لخادمه. . . (26)، الحديث (6344) وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1928، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أنس. . . (32)، الحديث (141/ 2480) واللفظ لهما. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 4/ 228، عقب الحديث (1982)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 1929، عقب الحديث (143/ 2481) واللفظ له. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 128، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه عنه (19)، الحديث (3812) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1930، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه عنه (33)، الحديث (147/ 2483).

الرَّوْضَةُ (¬1) الإِسْلَامُ، وذلكَ العَمُودُ عَمُودُ الإسْلامِ، وتلْكَ العُرْوَةُ الوُثْقَى، فأنتَ على الإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ" (¬2). 4870 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "كانَ ثابتُ بنُ قيس بنِ شمَّاسٍ خطيبَ الأنصارِ فلمَّا نزلَتْ: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ [فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ] (¬3)} (¬4) إلى آخرِ الآيةِ، جلسَ ثابت في بيتِهِ واحتبَس عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فسألَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم سعدَ بنَ معاذٍ فقال: ما شانُ ثابتٍ، أَيَشتكي؟ فأتَاه سعدٌ فذكرَ لهُ قولَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالَ ثابتٌ: أُنزِلَتْ هذهِ الآيةُ ولقد علمتُم أني مِن أرفعِكُم صوتًا على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فأنا من أهلِ النَّارِ، فذكرَ ذلك سعدٌ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالَ رسولُ اللَّهِ: بل هوَ مِن أهلِ الجنَّةِ" (¬5). 4871 - عن أبي هريرة قال: "كُنَّا جلوسًا عندَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم إذ نزلَتْ سورةُ الجمعةِ فلمَّا نزلَتْ هذهِ (¬6): {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} (¬7) قالوا: مَن هؤلاءِ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: وفينَا سلمانُ الفارسيُّ، ¬

_ (¬1) في المخطوطة زيادة (روضة) وليست في المطبوعة، ولا في لفظ البخاري ومسلم. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 129، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه عنه (19)، الحديث (3813)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1930 - 1931، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه عنه (33)، الحديث (148/ 2484)، قوله: "مِنْصَفٌ" بكسر الميم وفح الصاد ذكره النووي وهو الوصيف الصغير المدرك للخدمة. (¬3) ساقطة من المخطوطة. (¬4) سورة الحجرات (49)، الآية (2). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 110، كتاب الإيمان (1)، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله (52)، الحديث (187 - 188/ 119). (¬6) كذا العبارة في المطبوعة، وهي في المخطوطة: (فلما نزلت)، ولكن عبارة المؤلف في شرح السنة 14/ 199: (فلما قرأ) وهو الموافق للفظ مسلم، والعبارة كلها ليست عند البخاري. (¬7) سورة الجمعة (62)، الآية (3).

قالَ (¬1): فوضعَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يدَهُ على سلمانَ ثم قال: لو كانَ الإيمانُ [عِنْدَ] (¬2) الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رجالٌ مِن هؤلاءِ" (¬3) 4872 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "اللهمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يعني أبا هريرةَ، وأُمَّه إلى عبادِكَ المؤمنينَ، وحَبِّبْ إليهم (¬4) المؤمنينَ" (¬5). 4873 - وعن عائذ بن عمروٍ: "أنَّ أبا سفيانَ أتى على سلمانَ وصُهَيْبِ وبلالٍ في نفرٍ فقالوا: ما أخذَتْ سيوفُ اللَّهِ مِن عنقِ عدوِّ اللَّهِ مآخِذَها، فقالَ أبو بكرٍ: أتقولونَ هذا لشيخِ قريشٍ وسيِّدِهم! فأَتى النبيَّ صلي اللَّه عليه وسلم فأخبرَهُ فقال: يا أبا بكرٍ لعلَّكَ أغضبْتَهُم، لئنْ كنتَ أغضبْتَهُم لقد أغضبْتَ ربَّكَ [فأتَاهُم] (¬6) فقال: يا إخوَتَاهُ أَغضبتُكم؟ قالوا: لا، يغفرُ اللَّهُ لكَ يا أُخَيَّ" (¬7). ¬

_ (¬1) تصحفت العبارة في المطبوعة إلى (ثم قالوا)، والتصويب من المخطوطة ومن لفظ المؤلف في شرح السنة، وهو الموافق للفظ مسلم، والعبارة عند البخاري (ثم قال). (¬2) تصحفت العبارة في المطبوعة، إلى (بالثريا) والتصويب من المخطوطة، وكذا لفظ المؤلف في شرح السنة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 641، كتاب التفسير (65)، سورة الجمعة (62)، باب (1)، الحديث (4897)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1972 - 1973، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب فضل فارس (59)، الحديث (231/ 2546) واللفظ لهما. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى: (إليهما) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ مسلم. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1938 - 1939، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي هريرة. . . (35)، الحديث (158/ 2491) ضمن رواية مطوَّلة. (¬6) ساقطة من المخطوطة، والعبارة عند مسلم: (فأتاهم أبو بكر). (¬7) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1947، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل سلمان وصهيب. . . (42)، الحديث (170/ 2504)، قوله: "مآخِذَهَا" كذا في الأصل، ولكنها في الصحيح: "مَأْخَذَها" وقال القاري: (فتح الخاء المعجمة أي حقها، وفي نسخة صحيحة. . .، مآخِذَها).

4874 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "آيةُ الإيمانِ حُبُّ الأنصارِ، وآيةُ النفاقِ بغضُ الأنصارِ" (¬1). 4875 - وعن البَرَاءِ رضي اللَّه عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "الأنصارُ لا يُحِبُّهم إلّا مؤمنٌ ولا يُبغِضُهم إلّا منافقٌ، فمَن أحبَّهم أحبَّهُ اللَّهُ ومَن أبغضَهُم أبغَضَهُ اللَّهُ" (¬2). 4876 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "إنَّ ناسًا مِن الأنصارِ قالوا حينَ أفاءَ اللَّهُ على رسولهِ مِن أموالِ هَوَازِن ما أفاءَ فطفِقَ يُعطِي رجالًا مِن قريشٍ المائةَ مِن الإِبلِ فقالوا: يغفرُ اللَّهُ لرسولِ اللَّهِ يُعطِي قريشًا ويَدَعُنا وسيوفُنا تَقْطرُ مِن دِمائهم، فحُدِّثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بمَقَالَتِهم، فأَرسلَ إلى الأنصارِ فجمعَهم في قبةٍ مِن أَدَمٍ ولم يَدْع معَهم أحدًا غيرَهم، [فلمَّا اجتمعُوا جاءَهم رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم] (¬3) فقال: ما حديثٌ بلغَني عنكم فقال له فقهاؤهم: أمَّا ذَوُو رأيِنَا يا رسولَ اللَّهِ فلَمْ يقولوا شيئًا، وأمَّا أناسٌ مِنا حديثةٌ أسنانُهم قالوا: يغفرُ اللَّهُ لرسولِ اللَّهِ يُعطي قريشًا ويَدَعُ الأنصارَ وسُيوفُنا تقطرُ مِن دمائهم، فقال رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إني أُعطي رجالًا حديثي عهدٍ بكفرٍ أتألَّفُهم، أَمَا ترْضَوْنَ أنْ يذهبَ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 113، كتاب مناف الأنصار (63)، باب حب الأنصار. . . (4)، الحديث (3784)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 85، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن حب الأنصار. . . (33)، الحديث (74/ 128). (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 117، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب حب الأنصار. . . (4)، الحديث (3783)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 85، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن حب الأنصار. . . (33)، الحديث (129/ 75) واللفظ لهما. (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وأثبتناه من المطبوعة، وهو موجود عند المؤلف في شرح السنة 14/ 173، وعند البخاري.

النَّاسُ بالأموالِ وترجعونَ إلى رحالِكم برسولِ اللَّهِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللَّهِ قد رَضِينَا" (¬1). 4877 - وقال: "لولا الهجرةُ لكنتُ امْرَأً مِن الأنصارِ [و] (¬2) لو سلَكَ النَّاسُ وادِيًا أو شِعْبًا وسَلَكَتِ الأنصارُ وادِيًا أو شِعْبًا لَسَلَكْتُ وادِيَ الأنصار وشِعْبَها، الأنصارُ شِعَارٌ والناسُ دِثَارٌ إنكم سَتَرَوْنَ بعدي أَثَرَةً فاصبِرُوا حتَّى تَلْقَوْني على الحوضِ" (¬3). 4878 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "كُنَّا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم يومَ الفتحِ فقال: مَن دخلَ دارَ أبي سفيانَ فهوَ آمِنٌ، ومَن ألقَى السلاحَ فهوَ آمِنٌ، فقالَتِ الأنصارُ: أمَّا الرجلُ فقد أَخَذَتْهُ رأفةٌ بعشيرَتِهِ ورغبةٌ في قَرْيَتِهِ (¬4)، ونزلَ الوحيُ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قالَ، قلتم: أَمَّا الرجلُ أخذَتْهُ رأفةٌ بعشيرَتِهِ ورغبةٌ في قَرْيَتِهِ (4)، كلا! إني عبدُ اللَّهِ ورسولُه هاجرْتُ إلى اللَّهِ وإليكم، المَحْيَا مَحْيَاكُم والمَمَاتُ ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 250 - 251، كتاب فرض الخمس (57)، باب ما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعطي المؤلَّفة. . . (19)، الحديث (3147)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 733 - 734، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم. . . (46)، الحديث (132/ 1059)، قوله: "هوازن" هي قبيلة شهيرة، قوله: "أَدَم" بفتحتين أي جلد، قوله: "رِحالكم" بكسر الراء أي منازلكم في المدينة. (¬2) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة، وفي لفظي البخاري ومسلم. (¬3) متفق عليه بلفظه الكامل من رواية عبد اللَّه بن زيد بن عاصم رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 47، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الطائف. . . (56)، الحديث (4330) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 738 - 739، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم. . . (46)، الحديث (139/ 1061) وعزاه الخطيب التبريزي للشيخين من رواية أبي هريرة، وهو عندهما إلى قوله: "وشعبها" قوله: "أو شِعْبًا" بكسر فسكون بمعنى الوادي، وهذا شكٌ من الراوي، قوله: "شِعَارٌ" بكسر أوله ويفتح، وهو الثوب الذي يلي شعر البدن، قوله: "دِثَار" بكسر الدال هو الثوب الذي فوق الشعار، قوله: "أَثَرَة" بفتحتين أي استئثارًا. (¬4) تصحفت في المطبوعة إلى (قرابته) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم.

مَمَاتُكم، قالوا: واللَّهِ ما قُلْنَا إلّا ضِنًّا باللَّهِ ورسولِهِ، قال: فإنَّ اللَّهَ ورسولَه يُصدِّقانِكم "ويَعُذِرَانِكم" (¬1). 4879 - وعن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رَأَى صبيانًا ونساءً مُقْبِلينَ مِن عُرْسٍ فقامَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: اللَّهمَّ أنتُم مِن أَحَبِّ الناسِ إليَّ، اللَّهمَّ أنتُم مِن أَحَبِّ الناسِ إليَّ [اللَّهمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ الناسِ إِلَيَّ] (¬2) " (¬3) يعني الأنصارَ. 4880 - عن أنس قال: "مرَّ أبو بكرٍ والعباسُ بمجلس مِن مجالسِ الأنصارِ وهم يَبْكُونَ فقال: ما يُبْكيكُم؟ فقالوا: ذكَرْنَا مجلسَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم مِنَّا، فدخلَ على النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فأخبرَهُ بذلكَ فخرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم وقد عصَّبَ على رأسِه حاشيةَ بُرْدٍ (¬4)، فصعدَ المنبرَ ولم يصعدْ بعدَ ذلكَ اليومِ فحَمِدَ اللَّهَ وأثنَى عليهِ ثم قال: أوصِيْكُم بالأنصارِ فإنهم كَرِشي وعَيْبَتي، وقد قَضَوْا الذي عليهم وبقيَ الذي لهم، فاقبلُوا مِن مُحبشِهم وتجاوزُوا عن مُسيئهم" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1407 - 1408، كتاب الجهاد. . . (32)، باب فتح مكة (31)، الحديث (86/ 1780)، قوله: "ضِنًّا" بكسر الضاد المعجمة وتشديد النون أي شحًا وبخلًا، قوله: "ويُعذِرانكم" بفتح أوله ويضم أي يقبلان ما ذكرتم من اعتذاركم فيما قلتم. (¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وأثبتناه من المخطوطة، وهي بالتثنية عند مسلم، وقال البخاري: (قالها ثلاثًا). (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 113 - 114، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للأنصار: أنتم أحب الناس إليَّ (5)، الحديث (3785)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1948، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل الأنصار رضي اللَّه تعالى عنهم (43)، الحديث (174/ 2508) واللفظ له. (¬4) تصحفت في المخطوطة إلى (ردائه) والتصويب من المطبوعة، وهو الموافق للفظ البخاري. (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 120 - 121، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: اقبلوا من محسنِهم. . . (11)، الحديث (3799)، قوله: "ذكرنا مجلس النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" يعني نخاف فوته إن قدَّر اللَّه موته، قوله: "عصَّب" بتشديد الصاد أي ربط وشد، قوله: =

4881 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم في مرضِه الذي ماتَ فيهِ حتَّى جلسَ على المنبرِ فحمِدَ اللَّهَ وأثنَى عليهِ ثم قال: أمَّا بعدُ فإِنَّ الناسَ يَكثُرون ويَقِلُّ الأنصارُ حتَّى يكونُوا في الناسِ بمنزلةِ الملحِ في الطعامِ، فمَن وَليَ منكم شيئًا يَضُرُّ فيهِ قومًا وينفعُ فيهِ آخرينَ فليَقبلْ مِن مُحسنِهم ويتجاوزْ عن مُسيئهم" (¬1). 4882 - عن زيد بن أرقم قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "اللَّهمَّ اغفرْ للأنصارِ ولأبناءِ الأنصارِ ولأبناءِ (¬2) أبناءِ الأنصارِ" (¬3). 4883 - عن أَبي أُسَيْدٍ رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "خَيرُ دُورِ الأنصارِ بَنُو النجار، ثمَّ بَنو عبدِ الأشهلِ، ثم بَنو الحارثِ بنِ الخَزْرجِ، ثمَّ بَنو ساعدةَ وفي كلِّ دُورِ الأنصارِ خيرٌ" (¬4). 4884 - وقال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لعمرَ في حاطبِ بنِ ¬

_ = "كرشي" بفتح فكسر أي بطانتي، قوله: "وعَيْبتي" بفتح المهملة وسكون المثناة بعدها موحدة، أي وخاصتي. (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 628، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة. . . (25)، الحديث (3628) قوله: "يَضُرُّ فيه قومًا" أي مسيئين. (¬2) في المخطوطة إلى: (أبناء) وهو لفظ مسلم، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 169. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 650، كتاب التفسير (65)، سورة المنافقين (63)، باب (6)، الحديث (4906)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1948، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل الأنصار. . . (43)، الحديث (172/ 2506) واللفظ له. (¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 115، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب فضل دُورِ الأنصار (7)، الحديث (3789)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1949، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في خير دور الأنصار رضي اللَّه عنهم (44)، الحديث (177/ 2511) واللفظ لهما.

أبي بلتعةَ: "إنه شهدَ بدرًا وما يُدريكَ لعلَّ اللَّهَ قد اطَّلعَ على أهلِ بدرٍ فقالَ: اعملُوا ما شئتُم فقد وجبَتْ لكم الجنّة" (¬1) وفي رواية: "فقد غَفرْتُ لكم" (¬2). 4885 - عن رِفاعةَ بنِ رافعٍ قال: "جاءَ جبريلُ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: ما تَعُدُّاونَ أهلَ بدرٍ فيكم؟ قال: مِن أفضلِ المسلمينَ، أو كلمةً نحوَها، قال: وكذلكَ مَن شهدَ بدرًا مِن الملائكةِ" (¬3). 4886 - عن حفصةَ رضي اللَّه عنها قالت: "قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: إني لأرجو أنْ لا يدخلَ النَّارَ إنْ شاءَ اللَّهُ أحدٌ شَهِدَ بدرًا والحُدَيْبِيةَ (¬4)، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أليس قد قالَ اللَّهُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (¬5) قال: أَفلم (¬6) تسمعِيهِ يقول: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} (¬7) " (¬8) ¬

_ (¬1) متفق عليه من رواية علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 46 - 47، كتاب الاستئذان (79)، باب من نظر في كتاب. . . (23)، الحديث (6259) واللفظ له ضمن رواية مطولة، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1941 - 1942، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أهل بدر رضي اللَّه عنهم. . . (36)، الحديث (161/ 2494) ضمن رواية مطوَّلة. (¬2) متفق عليه من رواية علي رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الصحيح 6/ 143، كتاب الجهاد (56)، باب الجاسوس. . . (141)، الحديث (3007)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، واللفظ لهما. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 311 - 312، كتاب المغازي (64)، باب شهود الملائكة بدرًا (11)، الحديث (3992). (¬4) كذا في المخطوطة والمطبوعة، وهو الموافق للفظ ابن ماجه. ولفظ المؤلف في شرح السنة 14/ 193: (أو الحديبية). (¬5) سورة مريم (19)، الآية (71). (¬6) كذا في المطبوعة، واللفظ في المخطوطة: (فَلَمْ) وعند ابن ماجه: (أَلَمْ)، وعند المؤلف في شرح السنة: (فَكَم) وهو بعيد. (¬7) سورة مريم (19)، الآية (71). (¬8) أخرج نحوه مسلم في الصحيح 4/ 1942، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أصحاب الشجرة (37)، الحديث (163/ 2496)، وأما لفظ هذه الرواية فقد أخرجه ابن ماجه =

وفي رواية: " [إنه] (¬1) لا يدخلُ النَّارَ إنْ شاءَ اللَّهُ مِن أصحابِ الشجرةِ أحدٌ، الذينَ بايعُوا تحتَها" (¬2). 4887 - وقال جابر: "كُنَّا يومَ الحُديْبِيَة ألفًا وأربعِمائةٍ، قال لنا النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: أنتمُ اليومَ خيرُ أهلِ الأرضِ" (¬3). 4888 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مَن يَصعدْ الثنيَّةَ، ثنيَّةَ المُرَارِ، فإنه يُحَطُّ عنهُ ما حُطَّ عن بني إسرائيلَ، فكانَ أولَ مَن صَعِدَها خيلُنا، خيلُ بَني الخَزْرَجِ، ثمَّ تَتَامَّ النَّاسُ، فقالَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: كلُّكم مَغفورٌ لهُ إلّا صاحبَ الجملِ الْأَحمرِ، فأتينَاة فقلنا [لهُ] (¬4): تعالَ يستغفرْ لكَ رسولُ اللَّهِ قال: لأن أَجِدَ ضالَّتي أحبُّ إليَّ مِن أنْ يستغفرَ لي صاحبُكم" (¬5). ¬

_ = في السنن 2/ 1431، كتاب الزهد (37)، باب ذكر البعث (33)، الحديث (4281)، وأخرجه البغوي بسنده في شرح السنة 14/ 193، الحديث (3994) بهذا اللفظ. (¬1) ليست في المخطوطة ولا عند مسلم. (¬2) أخرجه مسلم من رواية أم مُبَشِّر أنها سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول عند حفصة. . .، في الصحيح 4/ 1942، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أصحاب الشجرة. . . (37)، الحديث (163/ 2496). (¬3) متفق عليه أخرجه، البخاري في الصحيح 7/ 443، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الحديبية. . . (35)، الحديث (4154)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1484، كتاب الإِمارة (33)، باب استحباب مبايعة الإمام. . . (18)، الحديث (71/ 1856) واللفظ له. (¬4) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ مسلم. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2144 - 2145، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (50)، الحديث (12/ 2880)، قوله: "ثنيَّةَ المُرَار" بضم الميم وهو المشهور، وهو موضع بين مكة والحديبية من طريق المدينة، وإنما حثهم على صعودها لأنها عقبة شاقة، قوله: "تَتَامَّ" بتشديد الميم أي تابع، قوله: "إلّا صاحب الجمل الأحمر" وهو عبد اللَّه بن أبي رئيس المنافقين. وقد تقدَّم هذا الحديث تحت الرقم (4633).

مِنَ الحِسَان: 4889 - عن حذيفة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أنَّه قال: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بعدِي مِن أصحابي أبي بكرٍ وعمرَ، واهتدُوا بهدْي عمَّارٍ، وتمسَّكُوا بعهدِ ابنِ أمِّ عبدٍ" (¬1) وفي رواية: "ما حدَّثكم ابنُ مسعودٍ فصدِّقُوه" (¬2). 4890 - عن علي [بن أبي طالب] (¬3) رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "لو كنتُ مؤمِّرًا عن غيرِ مَشورَةٍ لأمَّرتُ عليهم ابنَ أمِّ عبدٍ" (¬4). 4891 - عن خَيْثَمةَ بنِ أبي سَبْرَةَ رضي اللَّه عنه قال: "أتيتُ المدينةَ فسألتُ اللَّهَ أنْ يُيسِّرَ لي جليسًا صالحًا فيسِّرَ لي أبا هريرةَ فجلستُ [إِلَيْهِ] (¬5) فقلتُ: إني سألتُ اللَّهَ أنْ يُيسِّرَ لي جليسًا صالحًا فوُفِّقتَ لي، فقال: من أينَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 399، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 610، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب أبي بكر وعمر. . . (16)، الحديث (3663)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 37، المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (11)، الحديث (97)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 75، كتاب معرفة الصحابة، باب أحاديث فضائل الشيخين، وصححه ووافقه الذهبي، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (538 - 539) كتاب المناقب (36)، باب فيما اشترك فيه أبو بكر وعمر. . . (3)، الحديث (2193). (¬2) أخرجه من رواية حذيفة رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 5/ 385، وأخرجه الحاكم في المصدر السابق، واللفظ لهما، وأخرجه ابن حبان في المصدر السابق. (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 107، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 673، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه (38)، الحديث (3808) واللفظ لهما، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 49، المقدمة، فضل عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، الحديث (137)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 318، كتاب معرفة الصحابة، باب مَن أَحبُّ أن يقرأ القرآن. . . (¬5) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهو الموافق للفظ الترمذي.

أنتَ؟ قلتُ: مِن أهلِ الكوفةِ، جئتُ أَلتمسُ الخيرَ وأَطلبُه فقال: أليسَ فيكُم سعدُ بنُ مالكٍ مجابُ الدعوةِ، وابنُ مسعودٍ رضي اللَّه عنه صاحبُ طَهُورِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ونعلَيْهِ، وحُذَيْفَةُ صاحبُ سرِّ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، وعمَّارٌ الذي أجارَهُ اللَّهُ مِن الشيطانِ على لسانِ نبيِّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، وسلمانُ صاحبُ الكتابيْنِ" (¬1) يعني الإِنجيلَ والقرآنَ. 4892 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "نِعمَ الرجلُ أبو بكرٍ، نِعمَ الرجلُ عمرُ، نِعمَ الرجلُ [أبو] (¬2) عبيدةَ بن الجرَّاحِ، نِعمَ الرجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، نِعمَ الرجلُ ثابتُ بنُ قيسِ بن شَمَّاسٍ، نِعَمَ الرجلُ مُعَاذُ بنُ جبل، نِعمَ الرجلُ مُعَاذُ بنُ عمروِ بنِ الجَمُوحِ" (¬3) (غريب). 4893 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "إنَّ الجنّةَ لتشتاقُ إلى ثلاثةٍ: عليٍّ، وعمَّارٍ، وسلمانَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 674، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه (38)، الحديث (3811)، واللفظ له وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 392، كتاب معرفة الصحابة، باب كان عمار أجاره اللَّه. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وخَيْثَمة بفتح الخاء المعجمة، وسكون الياء التحتية وفتح الثاء المثلثة، ابن أبي سبرة، بفتح السين المهملة فسكون الباء الموحدة، هو خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، من كبار التابعين. (¬2) ساقطة من المخطوطة. (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 167، ضمن ترجمة ثابت بن قيس بن شمَّاس رضي اللَّه عنه (2081)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 666 - 667، كتاب المناقب (50)، باب مناقب معاذ بن جبل. . . (33)، الحديث (3795)، وقال: (حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سهيل)، وذكره القاري في المرقاة 5/ 634، وعزاه للنسائي أيضًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 233، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر مناقب ثابت بن قيس، وقال: (على شرط مسلم ولم يخرِّجاه) ووافقه الذهبي. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 667، كتاب المناقب (50)، باب مناقب سلمان الفارسي رضي اللَّه (34)، الحديث (3797)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 137، كتاب معرفة الصحابة، باب اشتاقت الجنّة التي ثلاثة. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

4894 - وعن علي قال: "استأذنَ عمَّارٌ على النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: ائذَنُوا له، مرحبًا بالطِّيب المُطَيَّب" (¬1). 4895 - عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا" (¬2). 4896 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: " لما حُمِلَتْ جنازةُ سعدِ بنِ مُعَاذٍ قال المنافقونَ: ما أَخَفَّ جنازتَهُ، وذلك لحكمةٍ في بني قُرَيظةَ، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إنَّ الملائكةَ كانَتْ تحملُه" (¬3). 4897 - عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنه قال، سمعتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "ما أَظَلَّتِ الخضراءُ ولا أَقَلَّتِ الغبراءُ أصدقَ مِن أبي ذرٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 668، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عمَّار بن ياسر رضي اللَّه عنه (35)، الحديث (3798)، وقال: (حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 52، المقدمة، فضل عمَّار بن ياسر، الحديث (146)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 388، كتاب معرفة الصحابة، باب ما خُيِّر عمَّار. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، واللفظ لهم. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 668، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عمار بن ياسر رضي اللَّه عنه (35)، الحديث (3799)، وذكره القاري في المرقاة 5/ 635، وعزاه أيضًا للنسائي، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 52، المقدمة، باب فضل عمَّار بن ياسر، الحديث (148)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 388، كتاب معرفة الصحابة، باب ما خُيِّر عمَّار. . .، واللفظ له، قوله: "أرشدهما" عند الترمذي: أسدهما". (¬3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 690، كتاب المناقب (50)، باب مناقب سعد بن معاذ رضي اللَّه عنه (51)، الحديث (3849) وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 207، كتاب معرفة الصحابة، باب قول المنافقين في جنازة سعد. . .، وقال: (على شرط الشيخين ووافقه الذهبي). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 175، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 669، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أبي ذر رضي اللَّه عنه (36)، الحديث (3801) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 55، المقدمة، باب فضل أبي ذر، الحديث (156)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 342، كتاب معرفة الصحابة، باب ما أظلَّت الخضراء. . .، قوله: "أقلَّتْ" بتشديد اللام أي حملت ورفعت، قوله "الغبراء" أي الأرض.

4898 - وعن أبي ذر رضي اللَّه عنه قال: "قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ما أظلَّت الخضراءُ ولا أقلَّت الغبراءُ مِن ذي لهجةٍ أصدقَ، ولا أَوْفَى مِن أبي ذرٍ يُشبِهُ عيسى بن مريمَ" (¬1). 4899 - عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه: "لمَّا حضرَهُ الموتُ قال: التمِسُوا العلمَ عندَ أربعةٍ: عندَ عُويَمرٍ أبي الدرداءِ، وعندَ سلمانَ، وعندَ [عَبْدِ اللَّهِ] (¬2) ابنِ مسعودٍ، وعندَ عبدِ اللَّهِ بن سلامٍ، الذي كانَ يهوديًّا فأسلمَ، فإني سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: إنه عاشِرُ عشرةٍ في الجنَّةِ" (¬3). 4900 - وعن حُذَيفة رضي اللَّه عنه قال: "قالوا يا رسولَ اللَّهِ لو استخلَفْتَ قال إنْ استخلفْتُ عليكم فعصيْتُمُوهُ عُذِّبْتُم، ولكِنْ: ما حدَّثَكُم حذيفةُ فصدِّقُوه، وما أقرأَكُم عبدُ اللَّهِ فاقرءوه" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 669 - 670، كتاب المناقب (50)، باب مناقب أبي ذر رضي اللَّه عنه (36)، الحديث (3802) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 342، كتاب معرفة الصحابة، باب ما أظلَّت الخضراء. . .، وقال: (على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، قوله: "يشبه عيسى" أي تواضعًا. (¬2) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة، وهي عند الأئمة في رواياتهم. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 243، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 671، كتاب المناقب (50)، باب مناقب عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه عنه (37)، الحديث (3804) واللفظ لهما، وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (557)، كتاب المناقب (36)، باب في فضل عبد اللَّه بن مسعود. . . (20)، الحديث (2252)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 416، كتاب معرفة الصحابة، باب لا يدخل الجنّة من كان في قلبه. . .، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (59)، الحديث (441)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 675، كتاب المناقب (50)، باب مناقب حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه (39)، الحديث (3812) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 70، كتاب معرفة الصحابة، باب سؤال الناس عن الخلافة. . .، وذكره القاري في المرقاة 5/ 636، وعزاه لابن السَّمان.

4901 - عن حُذَيْفةَ قال: "ما أَحَدٌ مِن الناسِ تُدرِكُه الفتنةُ إلّا أنا أخافُها عليهِ إلّا محمدَ بنَ مَسْلَمَةَ، فإني سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقولُ: لا تَضرُّكَ الفتنة" (¬1). 4902 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم رأَى في بيتِ الزبيرِ مصباحًا فقال: يا عائشة ما أُرَى أسماءَ إلّا قد نَفِسَتْ فلا تُسَمُّوه حتَّى أُسمِّيَهُ، فسمَّاهُ عبدَ اللَّهِ، وحنَّكَهُ بتمرةٍ بيدِهِ" (¬2). 4903 - عن عبد الرحمن بن أبي عَمِيرةَ، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم "أنَّه قالَ لمعاويةَ: اللَّهمَّ اجعلْهُ هاديًّا مهدِيًّا وَاهْدِ بِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنَّف 15/ 50، كتاب الفتن، الحديث (19085)، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 49، كتاب السنة (34)، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة (13)، الحديث (4663) واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 433 - 434، كتاب معرفة الصحابة، باب مناقب محمد بن مَسْلَمَة، وصححه، ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 93، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 680 - 681، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لعبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه عنه (45)، الحديث (3826) واللفظ له، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 473، الحديث (37236) وعزاه لابن عساكر، قوله: "نُفِست" بضم النون وكسر الفاء، وقد تفتح النون، أي ولدت وصارت ذات نفاس. (¬3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 214، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 687، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لمعاوية. . . (48)، الحديث (3842) وقال: (هذا حديث حسن غريب)، واللفظ لهما، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 588، الحديث (37511)، وعزاه لابن عساكر، وعبد الرحمن ابن أبي عميرة، قال عنه الترمذي عند سياق الحديث: (وكان من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)، وقال القاري في المرقاة 6/ 637: (مدني صحابي. . .، وقيل لا يثبت في الصحابة). (تنبيه): جاء في المخطوطة عقب هذا الحديث (ضعيف)، وليست في المطبوعة، والحديث حسن غريب كما قال الترمذي، لكن جاء عند الترمذي عقب هذا الحديث حديث آخر من رواية عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني قال: لما عزل عمر بن الخطاب عُمَيْر بن سعيد عن حمس ولى معاوية، فقال الناس: عزل عميرًا وولى معاوية، فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلّا بخير فإني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "اللَّهمَّ اهْدِ به" قال أبو عيسى -الترمذي- (هذا حديث غريب) قال: (وعمرو بن واقد يضعف).

4904 - وعن عقبةَ بنِ عامرٍ رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "أسلمَ النَّاسُ وآمَنَ عمرو بنُ العاص" (¬1) (غريب). 4905 - قال جابر رضي اللَّه عنه: "لقيَني رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال: يا جابرُ مالي أراكَ منكسِرًا؟ قلت: استُشهِدَ أبي وتركَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قال: أَفَلَا أُبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بهِ أباكَ؟ قال: بلى يا رسولَ اللَّهِ، قال: ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قَطُّ إلّا مِن وراءِ حجابٍ، وأَحْيَا أباكَ فكلَّمَه كِفَاحًا، فقال (¬2): يا عبدي تَمَنَّ عليَّ أُعطِكَ، قال: [يا] (¬3) ربِّ تحييني فأُقتَلَ فيكَ ثانيةً، قال الربُّ تعالى: إنه قد سَبَقَ مني، أنهم لا يرجعونَ فنزلَتْ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (¬4) الآية" (¬5). 4906 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "استغْفَرَ لي رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم خمسًا وعشرينَ مرةً" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 155، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 687، كتاب المناقب (50)، باب مناقب لعمرو بن العاص رضي اللَّه عنه (49)، الحديث (3844) واللفظ لهما، وقال الترمذي: (حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث ابن لهيعة عن شرح بن عاهان، وليس إسناده بالقوي). (¬2) كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة: (قال). (¬3) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ الترمذي. (¬4) سورة آل عمران (3)، الآية (169). (¬5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 363، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 230، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة آل عمران (4)، الحديث (3010)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 68، المقدمة، باب قيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (190) واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 204، كتاب معرفة الصحابة، باب وصية أبي جابر قبل الشهادة. . .، وقال: (صحيح الإسناد)، وسكت عنه الذهبي، قوله: "كِفَاحًا" بكسر الكاف أي مواجهة عيانًا. (¬6) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص (239 - 240)، الحديث (1733)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 691، كتاب المناقب (50)، باب في مناقب جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه =

4907 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لهُ لو أَقْسَمَ عَلى اللَّهِ لأبَرَّه، منهم البرَاءُ بن مالكٍ" (¬1) رضي اللَّه عنه. 4908 - عن أبي سعيد قال، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "ألا إنَّ عَيْبَتي التي آوي إليها أهلُ بيتي، وإنَّ كَرِشي الأنصارُ فاعفُوا عن مُسيئهم واقبلُوا مِن مُحسِنِهم" (¬2) (صحيح). 4909 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا يُبغِضُ الأنصارَ أحدٌ يؤمنُ (¬3) باللَّهِ واليومِ الآخرِ (¬4) (صحيح) (¬5). ¬

_ = عنهما (53)، الحديث (3852) واللفظ لهما، وذكره المزي في تحفة الأشراف (2/ 294) الحديث (2691) وعزاه للنسائي أيضًا، أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 565، كتاب معرفة الصحابة، باب استغفار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لجابر، وقال: (صحيح الإسناد) وسكت عنه الذهبي. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 692 - 693، كتاب المناقب (50)، باب مناقب البراء بن مالك رضي اللَّه عنه (55)، الحديث (3854)، وقال: (حديث حسن صحيح) واللفظ له، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 291 - 292، كتاب معرفة الصحابة، البراء بن مالك رضي اللَّه عنه، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 368، باب ما جاء في أخبار النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن حال البراء بن مالك. . .، وذكره القاري في المرقاة 5/ 639، وعزاه للضياء أيضًا، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 7 في المقدمة. قوله: "أشعث" أي متفرق شعر الرأس، وأغبر: مغبر البدن، قوله: "ذي طِمْرين" بكسر فسكون أي صاحب ثوبين خلقين، قوله: "لا يُؤْيه له" بضم ياء وسكون واو، وقد يهمز، وفتح موحدة أي لا يُبَالى به. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 89، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 714، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الأنصار وقريش (66)، الحديث (3904)، واللفظ له وقال: (حديث حسن) ولم يقل صحيح، وإنما هو من قول البغوي، وفي المخطوطة: (صَحّ). قوله: "عَيْبَتي" أي خاصتي وقوله: "كَرِشي" أي بطانتي. (¬3) تصحفت في المخطوطة إلى (لا يؤمن). (¬4) أخرجه أحمد في المسند 1/ 309، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 715، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الأنصار. . . (66)، الحديث (3906) واللفظ لهما، وقال الترمذي: (حديث حسن صحيح)، وذكره المباركفوري في تحفة الأحوذي 10/ 408، الحديث (3999) وعزاه للطبراني. (¬5) كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة: (صحّ).

4910 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن أبي طلحةَ رضي اللَّه عنه قال: "قال لي رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أَقْرِئ قومَكَ السلامَ فإنهم ما عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ" (¬1). 4911 - عن جابر رضي اللَّه عنه: "أنَّ عبدًا لحاطب جاءَ رَسُولَ (¬2) اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يَشْكُو حاطِبًا فقال: يا رَسِولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حاطِبٌ النَّارَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: كذبتَ لا يدخلُها فإنه شهِدَ بدرًا والحُديْبِيَة" (¬3). 4912 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم تَلَا هذه الآيةُ: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (¬4) قالوا: يا رسولَ اللَّهِ مَن هؤلاءِ الذينَ إنْ تولَّيْنا استُبدِلُوا بنا ثم لا يكونُوا أمثالنا؟ فضربَ على فخذِ سلمانَ الفارسي ثم [قال] (¬5): هذا وقومُهُ، ولو كانَ الدينُ عندَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَه رجل مِن الفُرسِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 150، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 714، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الأنصار. . . (66)، الحديث (3903) وأخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار 3/ 304، كتاب المناقب، باب مناقب الأنصار، الحديث (2804)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 79، كتاب معرفة الصحابة، باب سلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على الأنصار. . .، واللفظ لهم، وقال الحاكم: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، قوله: "أعِفَّةٌ" بفتح فكسر فتشديد جمع عفيف، قوله: "صُبُر" بضمتين جمع صابر. (¬2) في المطبوعة (إلى حاطب) والتصويب من المخطوطة، وهو الموافق للفظ مسلم والترمذي. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1942، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أهل بدر. . . (36)، الحديث (162/ 2195)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 697، كتاب المناقب (50)، باب (59)، الحديث (3864) واللفظ لهما، وقال الترمذي: (حديث حسن صحيح). (¬4) سورة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (47)، الآية (38). (¬5) ساقطة من المخطوطة. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 384، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (48)، الحديث (3261)، وذكره ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/ 196، آخر =

13 - باب ذكر اليمن والشأم وذكر أويس القرني رضي الله عنه

4913 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: "ذُكِرَت الأعاجِمُ عندَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقال النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: لَأنَا بهم أو ببعضِهم أوثقُ مِنِّي بكُم أو ببعضِكُم" (¬1). 13 - بابُ ذِكْرِ اليَمَنِ وَالشَّأْمِ وَذِكرِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الصِّحَاحِ: 4914 - عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنَّ رجلًا يأتيكُم مِن اليَمَنِ يقالُ لهُ: أَويْسٌ، لا يَدَعُ باليمنِ غيرَ أمٍّ له، قد كانَ بهِ بياضٌ فدَعَا اللَّهَ فأذهبَهُ إلّا موضعَ الدينارِ أو الدرهمِ، فمَن لقيَهُ منكم فليستغفرْ لكم" (¬2). 4915 - وعنه قال سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "إنَّ خيرَ التابعينَ رجلٌ يقالُ له: أُوَيْسٌ، ولهُ والدةٌ وكانَ بهِ بياضٌ فمُرُوه فليستغفرْ لكم" (¬3). ¬

_ = سورة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وعزاه لابن أبي حاتم ولابن جرير، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 458، كتاب التفسير، باب تفسير سورة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (على شرط مسلم) وسكت عنه الذهبي، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 200، الحديث (4000) واللفظ له. (¬1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 725، كتاب المناقب (50)، باب في فضل العجم (71)، الحديث (3932). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1968، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أويس. . . (55)، الحديث (223/ 2542) قوله: "بياض" أي بَرَصٌ. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1968، الحديث (224/ 2542)، قوله: "وله والدة" المعنى ليس له أهل وعيال في اليمن غيرها، وإنما منعه عن الإتيان إلينا خدمتها، والحديث منقبة ظاهرة لأُوَيْس القرني، وفي الحديث طلب الدعاء والاستغفار من أهل الصلاح، وإن كان الطالب أفضل منهم.

4916 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أتاكُم أهلُ اليمنِ هم أَرَقُّ أفئدةً وأَلْينُ قلوبًا (¬1) الإِيمانُ يَمَانٍ، والحكمةُ يَمَانيَّةٌ، والفخرُ والخُيَلاءُ في أصحابِ الإبلِ، والسكينةُ والوَقَارُ في أهلَ الغنمِ" (¬2). 4917 - وعنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "رأسُ الكفرِ نحوَ المشرقِ، والفخرُ والخيلاءُ في أهلِ الخيلِ والإبلِ والفدَّادينَ أهلِ الوَبَرِ، والسكينة في أهلِ الغنمِ" (¬3). 4918 - عن أبي (¬4) مسعود الأنصاري، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مِن ها هنا جاءَتِ الفتنُ، نحوَ المشرقِ، والجفاءُ وغِلَظُ القلوبِ في الفَدَّادينَ أهلِ الوَبَرِ عندَ أصولِ أذنابِ الإِبلِ والبقرِ في ربيعةَ ومُضَرَ" (¬5). ¬

_ (¬1) الورقة الأخيرة من الكتاب مُرَمَّمَة بخط مغاير عن خط الناسخ. (¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 98، كتاب المغازي (64)، باب قدوم الأشعريين. . . (74)، الحديث (4388)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 72، كتاب الإيمان (1)، باب تفاضل أهل الإيمان. . . (21)، الحديث (84 - 87/ 52) قوله: "في أهل الغنم" قال القاضي: تخصيص الخيلاء بأصحاب الإبل والوقار بأهل الغنم يدل على أن مخالطة الحيوان تؤثر في النفس. (¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 350، كتاب بدء الخلق (59)، باب خير مال المسلم. . . (15)، الحديث (3301)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 72، كتاب الإيمان (1)، باب تفاضل أهل الإيمان. . . (21)، الحديث (85/ 52)، قوله: "نحو المشرق" أي ظهور الكفر من قِبَل المشرق ويحتمل أن يراد بالمشرق فارس، أو نجد، قوله: "والفدَّادين" بالتشديد ويخفف أي الفلاحين، عطف على أهل الخيل، قوله: "أهل الوَبَرِ" بفتح الواو والباء الموحدة شعر الإبل، والمراد بهم سكان الصحارى لأن بيوتهم غالبًا من الشعر. (¬4) تصحف الاسم في المطبوعة إلى ابن مسعود الأنصاري. (¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 526، كتاب المناقب (61)، باب (1)، الحديث (3498) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 71، كتاب الإيمان (1)، باب تفاضل أهل الإيمان. . . (21)، الحديث (81/ 51)، قوله: "والجفاء وغلط القلوب" وإنما ذمَّهم =

4919 - عن جابر رضي اللَّه عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهُ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "غِلَظُ القلوبِ والجفاءُ في المشرقِ والإيمانُ في أهلِ الحجازِ" (¬1). 4920 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال، قالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم: "اللَّهمَّ بارِكْ لنا في شامِنَا، اللَّهمَّ بارِكْ لنا في يَمَنِنَا، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وفي نَجْدِنا؟ قال: اللَّهمَّ بارِكْ لنا في شامِنَا اللَّهمَّ بارِكْ لنا في يَمَنِنَا، قالوا: [يا رسولَ اللَّهِ] (¬2) وفي نجدِنا؟ فأظنُّه قال في الثالثةِ: هناكَ الزلازلُ والفِتَنُ، وبها يَطْلُعُ قرنُ الشيطانِ" (¬3). مِنَ الحِسَان: 4921 - عن أنس رضي اللَّه عنه، عن زيدِ بن ثابتٍ رضي اللَّه عنه: "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم [نظرَ] (¬4) قِبَلَ اليمنِ فقال: اللَّهمَّ أَقبِلْ بقلوبِهم وبارِكْ لنا في صاعِنَا ومُدِّنا" (¬5). ¬

_ = لبعدهم عن المدن والقرى الموجب لقلة العلم. الحاصل به حسن الأخلاق، قوله: "عندَ أصولِ أذناب الإبل" أي هم تبع لأصولها ويمشون خلفها للرعي. (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 73، كتاب الإيمان (1)، باب تفاضل أهل الإيمان. . . (21)، الحديث (92/ 53). (¬2) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ البخاري. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 45، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الفتنة من قِبَل المشرق" (16)، الحديث (7094)، قوله: "قرن الشيطان" أي حزبه. (¬4) ساقطة من المخطوطة. (¬5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 185، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 726، كتاب المناقب (50)، باب في فضل اليمن (72)، الحديث (3934) واللفظ له وقال: (حديث حسن صحيح غريب)، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 12/ 244، الحديث (34878) وعزاه للروياني، وللطبراني في الأوسط، ولأبي نعيم في الحلية، ولسعيد بن منصور، قوله: "في صاعِنا ومُدِّنا" الصاع= 2.751 كلغ، والمُدّ = 0.687 كلغ، وأراد بهما الطعام المكتال بهما، فهو من باب إطلاق الظرف وإرادة المظروف.

4922 - عن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "طُوبَى للشَّامِ، قلنا: لأيِّ [شيءٍ] (¬1) ذلكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: لأنَّ ملائكةَ الرحمنِ باسِطَةٌ أجنحتَها عليها" (¬2). 4923 - عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "ستخرجُ نارٌ [من حضرموت أو] (¬3) مِن نحوِ حَضْرَمَوْتَ تحشرُ الناسَ، قلنا: يا رسولَ اللَّهِ فما تأمرُنا؟ قال: عليكم بالشامِ" (¬4). 4924 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه قال سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول: "إنها ستكونُ هجرةٌ بعدَ هجرةٍ فخِيَارُ الناسِ [هجرةً] (¬5) إلى مُهَاجَرِ إبراهيم عليهِ السلامُ" (¬6) وفي رواية: "فخيارُ ¬

_ (¬1) ساقطة من المخطوطة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 184، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 734، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الشام. . . (75)، الحديث (3954) واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (574)، كتاب المناقب (36)، باب ما جاء في الشام. . . (48)، الحديث (2311)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 229، كتاب التقسير، باب فضيلة الشام، وقال: (على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي. (¬3) ما بين الحاصرتين من المخطوطة، وهو عند الترمذي. (¬4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 119، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 498، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتَّى تخرج نار. . . (42)، واللفظ له، وقال: (حديث حسن غريب صحيح)، وأخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص (575)، كتاب المناقب (36)، باب ما جاء في الشام وأهله (48)، الحديث (2312)، قوله: "حَضْرَمَوْتَ" بفتح فسكون ففتحتين فسكون ففتح. (¬5) ساقطة من المخطوطة، وليست عند معمر بن راشد، وهي من المطبوعة، وموجودة عند أبي داود. (¬6) أخرجه معمر في كتاب الجامع (المطبوع في آخر المصنَّف لعبد الرزاق) 11/ 377، باب أشراط الساعة، الحديث (20790)، ضمن رواية مطولَّة، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 199، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 9 - 10، كتاب الجهاد (9)، باب في سكنى الشام (3)، الحديث (2482)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 510، كتاب الفتن والملاحم، باب الشام صفوة اللَّه. . .، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وأخرجه البغوي من =

أهلِ الأرضِ ألزمُهم مُهَاجَرَ إبراهيمَ، ويَبقَى في الأرضِ شِرارُ أهلِها، تَلْفِظُهم أَرَضُوهم (¬1) تَقْذَرُهم نفسُ اللَّهِ، تَحشرُهم (¬2) النّارُ معَ القِرَدةِ والخنازيرِ، تَبِيتُ معَهم إذا باتُوا وتَقِيلُ معَهم إذا قَالُوا" (¬3). 4925 - عن ابن حَوَالة قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "سيصيرُ الأمرُ أنْ تكونُوا جنودًا مجنَّدَةً، جندٌ بالشامِ وجندٌ باليمنِ وجندٌ بالعراقِ، فقال ابنُ حَوَالة: خِرْ لي يا رسولَ اللَّهِ إنْ أدركتُ ذلكَ، قال: عليكَ (¬4) بالشامِ فإنها خِيرَةُ اللَّهِ مِن أرضِهِ، يجتبي إليها خيرَتُه مِن عبادِه، فَأَمَّا إنْ أبَيْتُم فعليكم بيمنِكُم واسقُوا مِن غُدُرِكم فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ تَوَكَّل لي بالشامِ وأَهْلِهِ (¬5) " (¬6). ¬

_ = طريق معمر في شرح السنة 14/ 209، الحديث (4008) واللفظ له، قوله: "ستكون هجرة بعد هجرة" أي ستكون هجرة إلى الشام بعد هجرة كانت إلى المدينة. (¬1) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ أبي داود، وفي المخطوطة: (أرضهم) وكذا عند معمر. (¬2) تصحفت في المخطوطة إلى (تحشر). (¬3) أخرجه معمر في المصدر السابق، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 209، وأخرجه أبو داود في المصدر السابق واللفظ له، إلى قوله: "مع القردة والخنازير"، وأخرجه الحاكم في المصدر السابق، مثل رواية أبي داود، وأخرجه البغوي في المصدر السابق، قوله: "ألزمهُم" أي أكثرهم لزومًا لمهَاجَرِ إبراهيم الشام، قوله: "تلفِظُهم" بكسر الفاء أي ترميهم، قوله: "تقيل معهم" من القيلولة وهي الاستراحة بالنهار، أي تكون الفتنة لازمة لهم لا تنفك عنهم حيث يكونون. (¬4) كذا في المطبوعة، وهو الموافق للفظ أحمد وأبي داود، واللفظ في المخطوطة: (عليكم) وهو الموافق للفظ الحاكم. (¬5) تصحفت في المطبوعة، إلى: (وأهلها) والتصويب من المخطوطة وكذا هي عند الأئمة. (¬6) أخرجه أحمد في المسند 4/ 110، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 10، كتاب الجهاد (9)، باب في سكنى الشام (3)، الحديث (2483) واللفظ لهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 510، كتاب الفتن والملاحم، باب الشام صفوة اللَّه من بلاده، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 12/ 287، الحديث (35067) وعزاه للطبراني في الكبير -وليس في القسم المطبوع-، وللضياء، وابن حوالة صحابي ذكره ابن حجر في الإصابة 2/ 292، التزجمة (4639)، فقال: (عبد اللَّه بن حَوَالة بالمهملة وتخفيف الواو يكنى أبا حوالة، وقيل أبا محمد، قال البخاري له صحبة) ثم ذكر حديثه من نسخة أبي مسهر، عن =

14 - باب ثواب هذه الأمة

14 - بابُ ثَوَابِ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الصِّحَاحِ: 4926 - عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "إنَّما أَجَلُكم في أجلِ مَن خَلَا مِن الأممِ ما بينَ صلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمسِ، وإنما مَثَلُكم ومَثَلُ اليهودِ والنصارَى كرجلٍ استعملَ عمَّالًا فقالَ: مَن يَعملُ لي إلى نصفِ النهارِ على قِيراطٍ قيراطٍ؟ فعَمِلَتِ اليهودُ إلى نصفِ النهارِ على قيراطٍ قيراطٍ، ثمَّ قال: مَن يَعمل لي مِن نِصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصرِ على قيراطٍ قيراطٍ؟ فعَمِلَتِ النصارَى مِن نصف النهارِ إلى صلاةِ العصرِ على قيراطٍ قيراطٍ؟ ثم قال: مَن يعملُ لي مِن صلاةِ العصرِ إِلى مغربِ الشمسِ [على قيراطينِ قيراطينِ؟ أَلَا! فأنتُم الذينَ تعملونَ مِن صلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمس] (¬1) أَلَا لكم الأجرُ مرتينِ فغضِبَتِ اليهودُ والنصارَى فقالوا: نحنُ أكثرُ عملًا وأقلُّ عطاءً؟ قالَ اللَّهُ تعالى: وهل ظلمتُكم مِن حقِّكم شيئًا؟ قالوا: لا، قال اللَّه: فإنه فضلي أُعطِيهِ مَن شئتُ" (¬2). 4927 - عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: "مِن أشدِّ أمتي لي حبًا ناسٌ يكونونَ بعدي يَوَدُّ أحدُهم لو رآني بأهلِهِ ومالِهِ" (¬3). ¬

_ = أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللَّه بن حوالة، قوله: "خِرْ" بكسر الخاء وسكون الراء من الخيرة بمعنى الاختيار، أي اختر لي جندًا ألزمهم، قوله: "خِيرة" بكسر الخاء، وفتح التحتية، وقد يسكن أي مختاره، قوله: "غدركم" أي حياضكم جمع غدير، والمعنى لِيَسْقِ كل واحدٍ من غديره الذي يختص به، لِتَرْكِ المُزاحَمَةِ التي تكون سببًا للاختلاف وتهييج الفتن. (¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو سهو من الناسخ. (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 495 - 496، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (50)، الحديث (3459) والقيراط جزء من أجزاء الدينار وهو نصف عُشْرِه ويساوي 0.2125 غرامًا ذهبًا، و 0.2475 غرامًا فِضَّة. (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2178، كتاب الجنة. . . (51)، باب فيمن يَوَدُّ رؤية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . (4)، الحديث (12/ 2832).

4928 - عن أنس أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "إنَّ مِن عبادِ اللَّهِ مَن لو أقسمْ على اللَّهِ لأبَرَّهُ" (¬1). 4929 - [وعن مُعَاويَةَ أنَّه قال، قالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم] (¬2): "لا يَزَالُ مِن أُمَّتي أُمَّة قائمةٌ بأمرِ اللَّهِ لا يَضرُّهم مَن خذلَهم ولا مَن خالفَهم حتَّى يأتي [أمرُ] (¬3) اللَّهِ وهُم على ذلكَ" (¬4). مِنَ الحِسَان: 4930 - [عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: "وَدِدْتُ أني قد رأيتُ إخوانَنَا قالوا: يا رسولَ اللَّهِ أَلَسْنا إخوانَك؟ قال: بل أنتُم أصحابي وإخوانُنا الذينَ لم يأتُوا بعدُ، وأنا فَرَطُهم على الحَوْضِ" (¬5)] (¬6). ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 306، كتاب الصلح (53)، باب الصلح في الدية (8)، الحديث (2703)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1302، كتاب القسامة (28)، باب إثبات القصاص في الأسنان. . . (5)، الحديث (24/ 1675) واللفظ لهما ضمن رواية مطوَّلة. (¬2) ساقطة من المطبوعة، وأثبتناها من المخطوطة. (¬3) ساقطة من المخطوطة. (¬4) متفق عليه من رواية معاوية رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 432، كتاب المناقب (61)، باب (28)، الحديث (3641)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1524، كتاب الإِمارة (33)، باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي. . ." (53)، الحديث (174/ 1037) واللفظ لهما. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 218، كتاب الطهارة (2)، باب استحباب إطالة الغرة. . . (12)، الحديث (39/ 249)، فكان حق المصنَّف أن يذكر هذا الحديث ضمن الصحاح، وأخرجه مالك في الموطأ 1/ 28 - 29، كتاب الطهارة (2)، باب جامع الوضوء (6)، الحديث (28)، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 300، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 93 - 94، كتاب الطهارة (1)، باب حلية الوضوء (110)، واللفظ لهم، قوله: "فرطهم" المعنى أنا أتقدمهم على الحوض. (¬6) هذا الحديث ساقط من النسخة المخطوطة.

4931 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: "مثلُ أمتي مثلُ المطرِ لا يُدْرَى أوله خيرٌ أم آخِرُه" (¬1) (صح) (¬2) [والحمد للَّه رب العالمين والصلاة على رسوله محمد وآله أجمعين. تم بِعَوْنِ اللَّهِ وحسن توفيقه في تاريخ سنة أربع وثمانمائة، وقد وقع الفراغ من تحريره وتسويده في شوال، والحمد للَّه رب العالمين] (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 130، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 152، كتاب الأمثال (45)، باب (6)، الحديث (2869) واللفظ له. (¬2) قوله (صح) ليس في المخطوطة ولا من قول الترمذي، بل قال الترمذي عقب الحديث: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). (¬3) هذه العبارة من مخطوطة برلين.

فهرس الأطوال والأوزان والمكاييل والنقود الإسلامية

فهرس الأطوال والأوزان والمكاييل والنقود الإِسلامية (¬1) حاولنا هذا الفهرس تحديد القيم التي كان معمولًا بها في عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد قدمنا للفهرس بجداول تبين قيمة كل وحدة بما يعادلها في عصرنا الحاضر. وإن الأرقام التي نبينها للأخ القارئ في هذه الجداول أرقام تقريبية، نظرًا للخلاف الشديد بين العلماء حولها، ولتطور هذه الوحدات واختلافها بالنسبة للأمصار. 1 - جدول أبجدي يبين قيمة الأطوال والمساحات الإسلامية (بالمتر) الوحدة ... قيمتها بالمتر الباع ... قدر مد اليدين وما بينهما من البدن البريد ... 22176 م الجريب ... 1366.0416 م (2) الخطوة ... 0.421 م الذراع ... 0.616 م العشير (عشر القفيز) ... 13.66 م (2) الغلوة ... 184.8 م الفرسخ ... 5544 م القدم ... 0.140 م القصبة الهاشمية ... 3.696 م القفيز (عشر الجريب) ... 136.6 م (2) الميل ... 1848 م 2 - جدول أبجدي يبين قيمة الأوزان الإسلامية (بالغرام) الوحدة ... قيمتها بالغرام الأوقية ... 126.8 غ الدرهم ... 3.17 غ الرطل ... 382.5 غ الرقّة ... 959 غ الشعيرة ... 0.05283 غ الصاع ... 2.751 كلغ القلّة ... 95 كلغ القلّتان ... 190 كلغ العرق ... 41.265 كلغ الفرق ... 8.235 كلغ المثقال ... 4.25 غ المدّ ... 687 غ النشّ ... 63.4 غ النواة ... 15.85 غ الوسق ... 165.060 كلغ ¬

_ (¬1) المصادر المعتمدة في إعداد هذه الجداول هي: "النقود الإسلامية" للمقريزي؛ و"الميزان في الأقيسة والأوزان" لعلى مبارك؛ و"النظم الإسلامية" للدكتور صبحي الصالح.

3 - جدول أبجدي يبين قيمة المكاييل الإسلامية (بالليتر) الوحدة ... قيمتها بالليتر الإردب ... 66 ل الجريب ... 132 ل الصاع ... 2.75 ل العَرَق ... 41.25 ل الفرق ... 8.25 ل القسط ... 1.375 ل القفيز ... 33 ل القلّة ... 95 ل الكرّ ... 1980 ل الكيلجة ... 1.375 ل المختوم (الصاع) ... 2.75 ل المدّ ... 0.688 ل المُدْي ... 61.875 ل المكوك ... 4.125 ل الوسق ... 165.060 ل الويبة ... 15.114 ل 4 - جدول أبجدي يبين قيمة النقود الإسلامية (بالغرام) الوحدة ... قيمتها بالغرام الأوقية (فضة) ... 126.8 غ الحبة ... 0.059 غ الدانق (فضة) ... 0.495 غ الدرهم (فضة) ... 2.975 غ الدينار (ذهب) ... 4.25 غ الفلس (فضة) ... 0.03 غ القنطار (ذهب) ... 17 كلغ القيراط (ذهب) ... 0.2125 غ القيراط (فضة) ... 0.2475 غ المثقال (ذهب) ... 4.25 غ النش (فضة) ... 63.4 غ 5 - جدول أبجدي يبين أعمار الدواب الدابّة ... عمرها بنت لبون ... شاة لها سنتان بنت مخاض ... شاة لها سنة تبيع ... بقرة لها سنة جَدَاية ... ولد الظبي الذي له ستة أو سبعة أشهر جذعة ... شاة لها أربع سنين الجمل ... ما بلغ ست سنين من الإبل حِقَّة ... طروقة الفحل خَلِفَةٌ ... الحامل من النوق رباعي ... الجمل الذي له ست سنين ودخل في السابعة، فطلعت رباعيته عَتُود ... الصغير من أولاد المعز القعود ... الجمل الذي يحمل على ظهره، وأدناه أن يكون له سنتان، ولا يُسمّى جملاً قبل السادسة القلوص ... الناقة الشابة المُسِنَّة ... البقرة التي لها سنتان

ثبت المصادر والمراجع

ثبت المصادر والمراجع (*) (أ) • ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد (327 هـ). - الجرح والتعديل. حيدرآباد - الهند، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1371 هـ، 9 مج، 9 ج. - علل الحديث. تحقيق محبّ الدين الخطيب. بيروت، دار المعرفة، (طبعة مصوّرة عن طبعة القاهرة الأولى عام 1343 هـ) 3 مج، 2 ج + الفهارس. - المراسيل. تحقيق شكر اللَّه قوجاني. بيروت، مؤسّسة الرسالة. ط 1، 1397 هـ، 1 مج، 1 ج. • ابن أبي الدنيا، أبو بكر عبد اللَّه بن محمد (281 هـ). - كتاب الشكر. القاهرة، مطبعة المنار، ط 1، 1349 هـ، 1 مج، 1 ج. - كتاب الصمت وآداب اللسان. تحقيق نجم عبد الرحمن خلف. بيروت، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1406 هـ/ 1986 م، 1 مج، 1 ج. • ابن أبي شيبة، عبد اللَّه بن محمد (235 هـ). - المصنَّف. تصحيح عامر عمر الأعظمي. حيدرآباد - الهند، نشر السيّد علي يوسف صاحب مطبعة قريب. الطبعة الأولى، 1386 هـ، 14 مج، 14 ج. • ابن الأثير الجزري، أبو الحسن علي بن محمد (630 هـ). - أسد الغابة في معرفة الصحابة. القاهرة، المطبعة الوهبية، ط 1، 1286 هـ، 5 مج، 5 ج. - اللباب في تهذيب الأنساب. بيروت، دار صادر، 1400 هـ، 3 مج، 3 ج. • ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات، المبارك بن محمد (606 هـ). - جامع الأصول في أحاديث الرسول. تحقيق عبد القادر الأرنؤوط، دمشق، مكتبة الحلواني، ط 1، 1389 هـ، 13 مج (11 ج + 2 ج فهارس). - النهاية في غريب الحديث والأثر. تحقيق محمود محمد الطناحي، القاهرة، مطبعة عيسى الحلبي، ط 1، 1385 هـ، 5 مج، 5 ج. ¬

_ (*) رتّبنا المصادر والمراجع حسب الترتيب الأبجدي لشهرة المؤلفين. الاختصارات: (ط) يعنى طبعة، (ج) يعني جزء، (مج) يعني مجلّد.

• ابن إسحاق، محمد المطّلبي (151 هـ). - السِّيَر والمغازي. تحقيق سهيل زكّار. بيروت، دار الفكر، ط 1، 1398 هـ، 1 مج، 1 ج. • ابن إياس، محمد بن أحمد (930 هـ). - بدائع الزهور في وقائع الدهور. تحقيق محمد مصطفى، القاهرة، المكتبة الإِسلامة لجمعية المستشرقين الألمان، ط 2، 1380 هـ / 1960 م. • ابن بدران، عبد القادر (1346 هـ). - تهذيب تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر. دمشق، ط 1، 1329 - 1351 هـ، 7 مج، 7 ج. • ابن التركماني، علاء الدين بن علي المارديني (745 هـ). - الجوهر النقي في التعليق على السنن الكبرى للبيهقي. (طُبع بأسفل صفحات السنن الكبرى). حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1344 - 1355 هـ، 10 مج، 10 ج. • ابن تغري بردي، أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي (874 هـ). - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. القاهرة، دار الكتب، 1929 - 1972 م، 16 مج، 16 ج. • ابن تيمية، أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (728 هـ). - الفتاوى الكبرى. تقديم حسين محمد مخلوف. بيروت، دار المعرفة، (مصوَّر بالأوفست عن الطبعة المصرية) 5 مج، 5 ج. • ابن تيمية، مجد الدين أبو البركات عبد السلام بن عبد اللَّه (652 هـ). - المنتقى من أخبار المصطفى. تحقيق محمد حامد الفقي، القاهرة، المكتبة التجارية، ط 1، 1350 هـ، 2 مج، 2 ج. • ابن الجارود النيسابوري، أبو محمد عبد اللَّه بن علي (307 هـ). - المنتقى. تحقيق عبد اللَّه هاشم اليماني. باكستان، لاهور، مطابع الأشرف، ط 1، 1403، 1 مج، 1 ج. • ابن جُمَيْع الصيداوي، أبو الحسين محمد بن أحمد (402 هـ) - معجم الشيوخ. تحقيق عمر عبد السلام تدمري، بيروت، مؤسسة الرسالة، وطرابلس، دار الإيمان، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م، 1 مج، 1 ج. • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي (597 هـ). - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية. تقديم وضبط خليل الميس. بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1403 هـ، 2 مج، 2 ج. - الموضوعات. تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان. المدينة المنورة، المكتبة السلفية، الطبعة الأولى، 1386 هـ/ 1969 م، 3 مج، 3 ج.

• ابن حبّان البستي، محمد (354 هـ). - صحيح ابن حبان. ترتيب الأمير علاء الدين الفارسي. تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان. المدينة المنورة، نشر محمد عبد المحسن الكتبي صاحب المكتبة السلفية، ط 1، 1390 هـ، صدر منه 3 مج، 3 ج. - صحيح ابن حبان. بترتيب الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (739 هـ). تحقيق شعيب الأرنؤوط وحسين أسد. بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1404 هـ، المجلد الأول (وهو ما صدر منه). - كتاب المجروحين من المحدِّثين والضعفاء والمتروكين. تحقيق محمود إبراهيم زايد. حلب، دار الوعي، ط 1، 1396 هـ، 3 مج، 3 ج. • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (852 هـ). - أجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح. الإسكندرية، مخطوط بالمكتة البلدية، 1 ج، 9 ورقات. - الإِصابة في تمييز الصحابة. بيروت، دار الكتاب العربي (طبعة مصوَّرة عن الطبعة المصرية الأولى عام 1359 هـ) ومعه بأسفل صفحاته كتاب الاستيعاب لابن عبد البر، 4 مج، 4 ج. - بلوغ المرام من أدلّة الأحكام. تحقيق رضوان محمد رضوان، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1403 هـ، 1 ج. - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه للذهبي. تحقيق علي محمد البجاوي، القاهرة، سلسلة تراثنا، المؤسسة المصرية العامة للتأليف، ط 1، 1383 هـ، 4 مج، 4 ج. - تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة. حيدرآباد - الهند، ط 1، 1324 هـ، 1 مج، 1 ج. - تعريف أهل التقدير بمراتب الموصوفين بالتدليس. تحقيق عبد الغفار سليمان البنداري، ومحمد أحمد عبد العزيز - بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ، 1 ج. - تقريب التهذيب. تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف. المدينة المنوَّرة، المكتة العلمية لصاحبها محمد سلطان النمنكاني، ط 1، 3801 هـ، 2 مج، 2 ج (من القطع المتوسط). - تقريب التهذيب. تحقيق محمد عَوَّامَة. حلب، دار الرشيد، ط 1، 1406 هـ/ 1986 م، 1 مج، 1 ج (من القطع الكبير). - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير. تحقيق ونشر عبد اللَّه هاشم اليماني المدني، المدينة المنورة، ط 1، 1384 هـ، 3 مج، 4 ج + الفهارس (وضعها يوسف المرعشلي وطبعت بدار المعرفة في بيروت عام 1406 هـ). - تهذيب التهذيب. حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1325 - 1327 هـ، 12 مج، 12 ج. - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1349 - 1350 هـ، 4 مج، 4 ج. - فتح الباري شرح صحيح البخاري. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ومحب الدين الخطيب. القاهرة، المطبعة السلفية، ط 1، 1379 هـ، 14 مج، (مقدمة + 13 ج).

- لسان الميزان. تصحيح أمير الحسن النعماني، وأبو بكر الحضرمي، حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1329 - 1331 هـ، 7 مج، 7 ج. - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية. تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الكويت، وزارة الأوقاف، ط 1، 1392 هـ، 5 مج، 4 ج + الفهارس (وضعها يوسف المرعشلي وطبعت بدار المعرفة في بيروت). - النكت الظراف على الأطراف. تحقيق عبد الصمد شرف الدين. بومباي - الهند، الدار القيمة (طُبع بأسفل تحفة الأشراف للمِزّي) ط 1، 1384 هـ، 14 مج، 14 ج. • ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد (456 هـ). - المحلّى بالآثار في شرح المجلّى بالاختصار. القاهرة، مطبعة النهضة، ط 1، 1347 هـ، 8 مج، 11 ج. • ابن خزيمة، أبو بكر محمد بن إسحاق (311 هـ). - صحيح ابن خزيمة. تحقيق محمد مصطفى الأعظمي، بيروت، المكتب الإِسلامي، ط 1، 1391 - 1399 هـ، 4 مج، 4 ج (وهو ما عثر عليه محقّقه، وينتهي عند باب إباحة العمرة قبل الحج، من كتاب الحج). • ابن خلّكان، أبو العباس، أحمد بن محمد (681 هـ). - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. تحقيق إحسان عبَّاس. بيروت، دار صادر، 8 مج، 7 ج + الفهارس. • ابن دقيق العيد، أبو الفتح تقي الدين (702 هـ). - إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام. تصحيح محمد منير الدمشقي، القاهرة، إدارة الطباعة المنيرية، ط 1، 1344 هـ، 2 مج، 4 ج. - الإِلمام باحاديث الأحكام. تحقيق محمد سعيد المولوي، دمشق، نَشْر المحقق، ط 1، 1383 هـ، 1 مج، 1 ج. • ابن الديبع الشيباني، عبد الرحمن بن علي (866 هـ). - تمييز الطيّب من الخبيث. بيروت، دار الكتاب العربي، (طبعة مصوَّرة) بدون تاريخ، 1 ج. • ابن رجب الحنبلي، أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد (795 هـ). - الاستخراج لأحكام الخراج. تحقيق عبد اللَّه الصديق الغماري. بيروت، دار المعرفة، بدون تاريخ (مصور بالأوفست عن الطبعة المصرية)، ومعه: الخراج للقاضي أبي يوسف، والخراج ليحيى بن آدم القرشي. • ابن سعد، أبو عبد اللَّه محمد (230 هـ). - الطبقات الكبرى. تحقيق إحسان عبَّاس. بيروت، دار صادر، 1380 هـ، 9 مج (8 ج + فهارس). • ابن السنّي، أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري (364 هـ). - عمل اليوم والليلة. تحقيق عبد القادر أحمد عطا. بيروت، دار المعرفة، 1399 هـ/ 1979 (مصوَّر بالأوفست عن طبعة القاهرة)، 1 مج، 1 ج.

• ابن شاكر الكتبي (انظر الكتبي). • ابن شاهين، أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان (385 هـ). - تاريخ أسماء الثقات. تحقيق صبحي السامرائي. الكويت، الدار السلفية، الطبعة الأولى 1404 هـ / 1984 م، 1 ج. - تاريخ أسماء الثقات ممّن نُقِلَ عنهم العلم. تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي. بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1406 هـ / 1986 م، 1 ج. • ابن الصابوني، جمال الدين أبي حامد محمد (723 هـ). - تكملة إكمال الإكمال. تحقيق مصطفى جواد. بغداد، الطبعة الأولى 1377 هـ/ 1957 م، 1 مج، 1 ج. - تكملة إكمال الإكمال. بيروت، عالم الكتب. ط 1، 1406 هـ/ 1986 م، 1 مج، 1 ج. • ابن الصلاح، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري (642 هـ). - مقدمة في علوم الحديث. تحقيق نور الدين عتر. المدينة المنورة، المكتبة العلمية. الطبعة الثانية 1392 هـ/ 1972 م، 1 مج، 1 ج. • ابن طاهر المقدسي، أبو الفضل محمد بن طاهر (507 هـ). - معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة. تحقيق عماد حيدر. بيروت، مؤسسة الكتب الثقافية. الطبعة الأولى 1406 هـ/ 1985 م، 1 مج، 1 ج. • ابن عبد البَرّ، يوسف بن عبد اللَّه القرطبي (463 هـ). - الاستيعاب في معرفة الأصحاب. (طُبع بأسفل صفحات الإصابة لابن حجر) بيروت، دار الكتاب العربي، (طبعة مصوَّرة عن طبعة القاهرة عام 1359 هـ) 4 مج، 4 ج. - الإنباه على قبائل الرواة. تحقيق إبراهيم الأبياري. بيروت، دار الكتاب العربي. الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م، 1 ج. - التمهيد لما في الموطّأ من المعاني والأسانيد. تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبد الكبير البكري. المغرب، وزارة عموم الأوقاف، الطبعة الثانية 1402 هـ/ 1982 م، (كان بحوزتنا منه عشر أجزاء أثناء التحقيق). - القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب المرب والعجم. تحقيق إبراهيم الأبياري. بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى، 1405 هـ/ 1985 م، 1 ج. • ابن عبد الحكم، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الحكم (257 هـ). - فتوح مصر وأخبارها. ليدن، مطبعة بريل، الطبعة الأولى 1920 م، 1 مج، 1 ج. • ابن عدي، عبد اللَّه بن عدي الجرجاني أبو أحمد (365 هـ). - الكامل في ضعفاء الرجال. بيروت، دار الفكر، ط 1، 1404 هـ، 8 مج (7 ج + فهرس الأحاديث).

• ابن العربي المالكي، القاضي أبو بكر محمد بن عبد اللَّه الإِشبيلي (543 هـ). - شرح الجامع الصحيح للترمذي -أو- عارضة الأحوذي في شرح كتاب أبي عيسى، محمد بن عيسى الترمذي. القاهرة، المطبعة المصرية، ط 1، 1350 هـ، 7 مج، 13 ج. • ابن العماد الحنبلي، أبو الفلاح عبد الحي (1089 هـ). - شذرات الذهب في أخبار من ذهب. القاهرة، مكتبة المقدصي، ط 1، 1370 - 1371 هـ، 4 مج، 8 ج. • ابن قاضي شهبة، أبو بكر بن أحمد بن محمد (851 هـ). - طبقات الشافعية. مخطوط بالمكتبة الظاهرية بدمشق رقم (57)، تاريخ. • ابن القيسراني، أبو الفضل محمد بن طاهر (507 هـ). -كتاب الجمع بين رجال الصحيحين. حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1323 هـ، 2 مج، 2 ج. • ابن القيّم، محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (751 هـ). - تهذيب سنن أبي داود. تحقيق أحمد محمد شاكر، ومحمد حامد الفقي، القاهرة، مطبعة أنصار السنة المحمدية، ط 1، 1368 هـ، 8 مج، 8 ج (طُبع مع مختصر المنذري ومعالم السنن للخطابي). - المنار المنيف في الصحيح والضعيف. تحقيق عبد الفتاح أبو غدة. حلب، مكتب المطبوعات الإِسلامية. ط 2، 1402 هـ/ 1982 م، 1 ج. • ابن كثير، إسماعيل بن عمر الدمشقي (774 هـ). - البداية والنهاية. بيروت، مكتبة المعارف (مصوَّر بالأوفست) 1397 هـ/ 1977 م، 7 مج، 14 ج. - البداية والنهاية. تصحيح أحمد أبو ملحم وآخرين، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ، 8 مج، (7 ج + فهارس). - تفسير القرآن العظيم. تقديم يوسف المرعشلي. بيروت، دار المعرفة، ط 1، 1406 هـ/ 1986 م، 5 مج، 4 ج + فهرس الأحاديث (وضعها يوسف المرعشلي ومحمد سليم سمارة وجمال حمدي الذهبي). - طبقات الشافعية. مخطوط بالخزانة العامة بالرباط برقم (279). • ابن ماجه، أبو عبد اللَّه محمد بن يزيد (275 هـ). - سنن ابن ماجه. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. القاهرة، مطبعة عيسى البابي الحلبي، ط 1، 1374 هـ، 2 مج، 2 ج. • ابن ماكولا، الأمير الحافظ أبو نصر علي بن هبة اللَّه (475 هـ). - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب. تصحيح عبد الرحمن بن يحيى المعلمي. حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1381 هـ -1387 هـ/ 1961 - 1967 م، 7 مج، 7 ج.

• ابن المبارك، عبد اللَّه المروزي (181 هـ). - الزهد ويليه الرقائق. تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. بيروت، دار الكتب العلمية (مصوَّر بالأوفست عن الطبعة الهندية عام 1386 هـ) 1 مج، 1 ج. • ابن معين، أبو زكريا يحيى البغدادي (233 هـ). - تاريخ يحيى بن معين. تحقيق أحمد محمد نور سيف. القاهرة، الهيئة المصرية العامّة، ط 1، 1399 هـ، 4 مج، 4 ج (صدر عن مركز البحث العلمي بمكّة المكرمة). • ابن مَنْجُوَيْه، أحمد بن علي الأصبهاني (428 هـ). - رجال صحيح مسلم. تحقيق عبد اللَّه الليثي. بيروت، دار المعرفة، ط 1، 1407 هـ/ 1987 م، 2 مج، 2 ج. • ابن منده، محمد بن إسحاق بن يحيى (395 هـ) - كتاب الإيمان. تحقيق علي بن محمد بن ناصر الفقيهي. بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1406 هـ/ 1986 م، 2 مج، 2 ج. • ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (711 هـ). - لسان العرب. بيروت، دار صادر (طبعة مصوَّرة) 1300 هـ، 15 مج، 15 ج. • ابن نقطة، أبو بكر محمد بن عبد الغني البغدادي (629 هـ). - الاستدراك. مخطوط بالظاهرية رقم (423). - التقييد لمعرفة رواة الأسانيد. مخطوط بمكتبة الأزهر رقم (137) مصطلح الحديث. - تكملة الإكمال. مخطوط بمكتبة عبد الستار القدسي ببغداد. • ابن هانئ النيسابوري، إسحاق بن إبراهيم (275 هـ). - مسائل الإِمام أحمد. تحقيق زهير الشاويش. بيروت، المكتب الإسلامي، ط 1، 1400 هـ، 2 مج، 2 ج. • ابن هداية اللَّه الحسيني، أبو بكر (1014 هـ). - أسماء الرجال الناقلين عن الشافعي أو المنسوبين إليه. مخطوط بالظاهرية رقم (57) بدون تاريخ. - طبقات الشافعية. تحقيق عادل نويهض. بيروت، دار الآفاق. الطبعة الأولى، 1391 هـ/ 1971 م، 1 مج، 1 ج. • ابن هشام، أبو محمد عبد الملك (218 هـ). - السيرة النبوية. تحقيق مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ شلبي. القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 1، 1355 هـ، 2 مج، 4 ج. • ابن وهب، عبد اللَّه بن وهب المصري (197 هـ). - الجامع. تحقيق دافيد ويل. منشورات المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية. القاهرة، الطبعة الأولى 1939 م، 1 مج، 2 ج.

• أبو داود السجستاني، سليمان بن الأشعث (275 هـ). - سنن أبي داود. تحقيق عزّت عبيد الدعّاس، وعادل السيّد. حمص، دار الحديث، ط 1، 1389 هـ، 5 مج، 5 ج. - المراسيل. القاهرة، المطبعة العلمية، ط 1، 1310 هـ، 1 ج. - المراسيل. راجعه وفهرس أحاديثه يوسف المرعشلي. بيروت، دار المعرفة، ط 1، 1406 هـ/ 1986 م، 1 ج. - مسائل الإِمام أحمد. تصحيح محمد رشيد رضا. القاهرة، مكتبة المنار، ط 1، 1353 هـ، 1 مج، 1 ج. • أبو داود الطيالسي، سليمان بن داود (204 هـ). - مسند أبي داود الطيالسي. بيروت: دار المعرفة (طبعة مصوَّرة عن طبعة حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1321 هـ)، 1 مج، 1 ج. - مسند أبي داود الطيالسي. بيروت، دار المعرفة (طبعة مصوَّرة عن طبعة حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1321 هـ) 1 مج، 1 ج (مذيّلة بفهرس لأوائل الأحاديث). • أبو زرعة الرازي، عبيد اللَّه بن عبد الكريم (264 هـ). -كتاب الضعفاء -أو- أسامي الضعفاء ومن تكلَّم فيهم من المحدّثين. تحقيق سعدي الهاشمي. المدينة المنوَّرة، الجامعة الإسلامية، المجلس العلمي، سلسلة إحياء التراث الإسلامي (3)، ط 1، 1402 هـ، (طُبع ضمن كتاب: أبو زرعة الرازي وجهوده في السنَّة النبوية، ويقع في الجزء الثاني وهو الأوسط منه، ص - ص: 595 - 674). • أبو الشيخ، أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيّان الأصبهاني (369 هـ). - أخلاق النبي وآدابه. تحقيق السيد الجميلي، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م، 1 مج، 1 ج. • أبو عبيد، القاسم بن سَلَّام (224 هـ). - الأموال. تحقيق محمد خليل هراس. بيروت، دار الفكر، الطبة الثانية 1395 هـ/ 1975 م (مصور بالأوفست عن الطبعة المصرية الأولى عام 1388 هـ/ 1968 م) 1 مج، 1 ج. • أبو عوانة الإِسفرائيني، يعقوب بن إسحاق (316 هـ). - المستخرج على صحيح مسلم -المسمّى- بمسند أبي عوانة. تصحيح عبد الرحمن اليماني، بيروت، دار المعرفة (مصوَّر بالأوفست عن طبعة حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1363 هـ) 4 مج، 4 ج. • أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل بن علي بن محمود (732 هـ). - المختصر في أخبار البشر. القاهرة، المطبعة الحسينية، ط 2، 1325 هـ (عن طبعة الأستانة 1286 هـ)، 2 مج، 4 ج.

(ب)

• أبو نُعَيْم، أحمد بن عبد اللَّه الاصبهاني (430 هـ/ 1038 م). - دلائل النبوّة. حيدرآباد الدكن - الهند، مطبعة مجلس دائرة المعارف العمانية، ط 2، 1369 هـ/ 1950 م، 1 مج، 1 ج (من القطع الصغير). - ذكر أخبار إصبهان. ليدن، بريل، ط 1، 1350 هـ، 2 مج، 2 ج. - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. القاهرة، مطبعة السعادة، ط 1، 1351 - 1357 هـ، 5 مج، 10 ج. • أبو يعلى الموصلي، أحمد بن علي (307 هـ). - مسند أبي يعلى. تحقيق حسين سليم أسد، دمشق، دار المأمون للتراث، ط 1، 1404 - 1405 هـ، (صدر منه 8 ج حتَّى إعداد هذا التحقيق). • أبو يوسف، القاضي يعقوب بن إبراهيم صاحب أبي حنيفة (182 هـ). -كتاب الخراج. بيروت، دار المعرفة، بدون تاريخ (مصور بالأوفست عن الطبعة المصرية) ومعه كتاب الخراج ليحيى بن آدم القرشي، والاستخراج لأحكام الخراج لابن رجب الحنبلي. • أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد اللَّه (241 هـ). - الأشربة. تحقيق صبحي السامرّائي. بيروت، عالم الكتب، ط 1، 1405 هـ، 1 ج. -كتاب الزهد. تحقيق محمد جلال شرف. بيروت، دار النهضة العربية، ط 1، 1401 هـ، 2 مج، 2 ج. - مسند الإِمام أحمد. القاهرة، المطبعة الميمنية، ط 1، 1313 هـ، 6 مج، 6 ج. - الورع. القاهرة، مطبعة السعادة، ط 1، 1340 هـ، 1 ج. • الإسنوي، جمال الدين عبد الرحيم (722 هـ). - طبقات الشافعية - المسمى بمجموع ملخص المهمَّات. تحقيق عبد اللَّه الجبوري. بغداد، مطبعة الإرشاد، الطبعة الأولى 1390 هـ/ 1970 م، 2 مج، 2 ج (مذيّلة بفهرس أوائل الأحاديث). (ب) • الباجي، أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي (494 هـ). - المنتقى شرح الموطّأ. القاهرة، مطبعة السعادة، ط 1، 1331 هـ، 4 مج، 7 ج. • البخاري، أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل (256 هـ). - الأدب المفرد. ترتيب وتقديم كمال الحوت. بيروت، عالم الكتب، ط 1، 1404 هـ، 1 ج. - التاريخ الصغير. تحقيق محمود إبراهيم زايد. بيروت، دار المعرفة، الطبعة الأولى الجديدة المصححة، 1406 هـ/ 1986 م، 2 مج، 2 ج (مذيّلة بفهرس لأوائل الأحاديث). - التاريخ الكبير. تصحيح عبد الرحمن اليمانى وجماعة. حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العمانية، ط 1، 1362 هـ، 9 مج، (8 ج + الكنى وكتاب بيان خطأ البخاري في تاريخه للرازي). - جزء القراءة خلف الإمام. مصر، الطبعة الأولى 1320 هـ، 1 ج.

- خَلْقُ أفعال العباد. بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1404 هـ/ 1984 م، 1 ج. - صحيح البخاري -أو- الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. مع شرحه فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ومحبّ الدين الخطيب، القاهرة، المطبعة السلفية، ط 1، 1379 هـ، 14 مج، (مقدمة + 13 ج). - الضعفاء الصغير. تحقيق بوران ضناوي. بيروت، عالم الكتب، ط 1، 1404 هـ، 1 ج. - كتاب الضعفاء الصغير. تحقيق محمود إبراهيم زايد. حلب، دار الوعي، ط 1، 1396 هـ، 1 ج (ومعه كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي). • البرهان فوري (انظر المتقي الهندي). • بروكلمان كارل، المستشرق الألماني (1376 هـ/ 1956 م). - تاريخ الأدب العربي (الأصل الألماني). ليدن، ط 1، 1898 م، 2 مج، 2 ج. - تاريخ الأدب العربي (الأصل الألماني). ليدن، ط 2، 1943 م، 2 مج + 3 ذيول. - تاريخ الأدب العربي. تعريب عبد الحليم النجار، والسيد يعقوب بكر، القاهرة، دار المعارف، ط 3، 1394 هـ/ 1974 م، 6 مج، 6 ج. - دائرة المعارف الإِسلامية. (الترجمة العربية) تعريب أحمد الشنتناوي وآخرين. القاهرة، نشره إبراهيم زكي خورشيد، ط 1، 1355 هـ/ 1936 م، مج 4. وط 2 (مطابع الشعب) معدّلة ومزيدة، مج 7. • البغدادي، إسماعيل باشا بن محمد أمين (1339 هـ). - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون. بغداد، مكتبة المتنى (طبعة مصوّرة بالأوفست عن طبعة اسطنبول (1365 هـ، 2 مج، 2 ج. - هديّة العارفين أسماء المؤلفين واثار المصنفين. إسطنبول، وكالة المعارف، ط 1، 1371 هـ، 2 مج، 2 ج. • البغوي الفرّاء، الحسين بن مسعود (516 هـ). - تفسير البغوي - المسمى بمعالم التنزيل. تحقيق خالد العك ومروان سوار، بيروت، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1406 هـ/ 1986 م، 4 مج، 4 ج (من القطع الكبير). - شرح السنّة. تحقيق شعيب الأرنؤوط، ومحمد زهير الشاويش، بيروت، المكتب الإسلامي، ط 1، 1400 هـ، 16 مج (15 ج + فهارس). - مصابيح السنَّة. تصحيح إبراهيم الدسوقي. القاهرة، مطبعة بولاق، الطبعة الأولى، 1294 هـ، 1 مج، 2 ج (من القطع الكبير). - مصابيح السنّة. القاهرة، مطبعة محمد علي صبيح، الطبعة الأولى، 1355 هـ، 1 مج، 2 ج (من القطع المتوسط). - مصابيح السنّة. مخطوط في مكتبة برلين رقم (1280 - 2282) 1 مج، 2 ج، 304 ورقات.

(ت)

• البنا الساعاتي، أحمد بن عبد الرحمن (1371 هـ). - الفتح الربّاني في ترتيب مسند الإِمام أحمد الشباني. القاهرة، مطبعة الفتح الربّاني، ط 1، 1356 هـ، 14 مج، 24 ج. • البوصيري، أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل (840 هـ). - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه. تحقيق محمد المنتقى الكشناوي، بيروت، دار العربية، ط 2، 1403 هـ، 4 مج، 4 ج. • البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي (458 هـ). - الأسماء والصفات. بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م، 1 مج، 1 ج. - البعث والنشور. تحقيق عامر أحمد حيدر. بيروت، مركز الخدمات والأبحاث الثقافية. ط 1، 1406 هـ/ 1986 م، 1 ج. - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة. تحقيق د. عبد المعطي أمين قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م، 7 مج، 6 ج + فهارس. - السنن الكبرى. بيروت، دار المعرفة (مصوَّر عن طبعة حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1344 - 1355 هـ) 11 مج، 10 ج + فهرس أوائل الأحاديث. - القراءة خلف الإِمام. تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول. بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1984 م. - مختصر شعب الإِيمان. اختصار القزويني. بيروت، دار الكتب العلمية (مصور بالأوفست) 1403 هـ/ 1983 م، 1 ج. - معرفة السنن والآثار. تحقيق سيد أحمد صقر. القاهرة، المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية، لجنة إحياء أمّهات كتب السنَّة، ط 1، 1389 هـ، المجلد الأول، (الجزء الأول، وهو ما صدر من الكتاب). (ت) • التبريزي (نظر الخطيب التبريزي). • الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة (279 هـ). - سنن الترمذي -أو- الجامع الصحيح. تحقيق أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوه عوض. القاهرة، ط 1، 1356 - 1138 هـ، 5 مج، 5 ج. - سنن الترمذي -أو- الجامع الصحيح. تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الرحمن محمد عثمان، بيروت، دار الفكر، ط 2، 1403 هـ، (مصوَّر بالأوفست عن الطبعة المصرية الأولى عام 1384 هـ)، 5 مج، 5 ج. - الشمائل المحمّدية. تحقيق عزّت عبيد الدعّاس. حمص، مؤسسة الزعبي، ط 1، 1388 هـ، 1 ج.

(ج)

(ج) • الجهضمي، إسماعيل بن إسحاق (282 هـ). - فضل الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. تحقيق محمد ناصر الدين الألباني. بيروت، المكتب الإسلامي، ط 3، 1397 هـ/ 1977 م، 1 ج. • الجورقاني، أبو عبد اللَّه الحسين بن إبراهيم (543 هـ). - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير. تحقيق عبد الرحمن عبد الجبّار الفريوائي. الهند، المطبعة السلفية بنارس، ط 1، 1403 هـ/ 1983 م، 2 مج، 2 ج. • الجوزجاني، أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب (259 هـ). - أحوال الرجال. تحقيق صبحي السامرّائي. بيروت، مؤيسة الرسالة، ط 1، 1405 هـ، 1 ج. • الجوهري، إسماعيل بن حمّاد الفارابي (393 هـ). - الصّحاح. تحقيق أحمد عبد الغفور عطار. القاهرة، دار الكتاب العربي، ط 1، 1376 هـ، 5 مج، 5 ج. (ح) • حاجي خليفة، مصطفى بن عبد اللَّه القسطنطيني (1067 هـ). - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. تقديم شهاب الدين النجفي المرعشي، إسلامبول، مطبعة المعارف، ط 1، 1360 هـ، 2 مج، 2 ج. • الحاكم النيسابوري، أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه (405 هـ). - المستدرك على الصحيحين. بيروت، دار المعرفة (مصوّر عن طبعة حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1334 هـ) 5 مج، 4 ج + الفهارس. • حسّان بن ثابت الأنصاري (40 هـ). - ديوان حسان بن ثابت الأنصاري. تحقيق وليد عرفات. بيروت، دار صادر، الطبعة الأولى، 1394 هـ/ 1974 م، 2 مج، 2 ج. • الحكيم الترمذي، أبو عبد اللَّه محمد (من علماء القرن الثالث الهجري). - نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول. بيروت، دار صادر، بدون تاريخ (مصور عن الطبعة الأولى باسطنبول عام 1294 هـ)، 1 مج، 1 ج، 432 صفحة. ومعه (مرقاة الوصول حواشي نوادر الأصول). • الحميدي، أبو بكر عبد اللَّه بن الزبير (219 هـ). - مسند الحميدي. تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الهند، المجلس العلمي، ط 1، 1382 هـ، 2 مج، 2 ج.

(خ)

(خ) • الخرائطي، أبو بكر محمد بن جعفر (327 هـ). - مكارم الأخلاق ومعاليها. القاهرة، المطبعة السلفية ومكتبتها، ط 1، 1350 هـ/ 1930 م، 1 ج. • الخطّابي، أبو سليمان حَمْد بن محمد (388 هـ). - معالم السنن. تحقيق أحمد شاكر، ومحمد حامد الفقي. القاهرة، مطبعة أنصار السنّة المحمدية، ط 1، 1368 هـ، 8 مج، 8 ج. (مطبوع مع مختصر المنذري وتهذيب ابن القيم). • الخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي (463 هـ). - تاريخ بغداد. تصحيح محمد سعيد العرفي، القاهرة، مكتبة الخانجي، ط 1، 1349 هـ، 14 مج، 14 ج. • الخطيب التبريزي، محمد بن عبد اللَّه (توفي بعد سنة 737 هـ). - مشكاة المصابيح. تحقيق محمد ناصر الدين الألباني. بيروت، المكتب الاسلامي، الطبعة الثانية 1405 هـ/ 1985 م، 3 مج، 3 ج. • خليفة بن خياط، أبو عمرو العصفري (240 هـ). -كتاب الطبقات. تحقيق أكرم ضياء العمري، بغداد، طُبع بمساعدة جامعة بغداد بمطبعة العاني، ط 1، 1387 هـ، 1 مج، 1 ج. • الخوانساري، محمد باقر الموسوي الأصبهاني (1313 هـ/ 1895 م). - روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات. طهران، ط 2، 1347 هـ/ 1928 م، 1 مج، 4 ج. • خَيْثَمَةُ بن سليمان الْأَطْرابُلُسي (343 هـ). - من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي. تحقيق عمر عبد السلام التدمري. بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1400 هـ/ 1980 م، 1 مج، 1 ج. (د) • الدارقطني، أبو الحسن علي بن عمر (385 هـ). - سنن الدارقطني. تحقيق عبد اللَّه هاشم اليماني. بيروت، دار المعرفة (مصوّر عن طبعة القاهرة، دار المحاسن للطباعة، ط 1، 1386 هـ) 4 مج، 4 ج + 2 للفهارس. -كتاب الضعفاء والمتروكين. تحقيق صبحي السامرّائي. بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1404 هـ، 1 ج. -كتاب النزول ومعه كتاب الصفات. تحقيق د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي الأستاذ المشارك بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ط 1، نشره المحقق عام 1403 هـ/ 1983 م، 1 مج، 1 ج. • الدارمي، أبو محمد عبد اللَّه بن عبد الرحمن (255 هـ). - سنن الدارمي. بتحقيق محمد أحمد دهمان. القاهرة، مطبعة الاعتدال، ط 1، 1349 هـ، 2 مج، 2 ج.

(ذ)

• الداودي، محمد بن علي بن أحمد (945 هـ). - طبقات المفسّرين. تحقيق علي محمد عمر. القاهرة، مكتبة وهبة، ط 1، 1392 هـ، 2 مج، 2 ج. • الدولابي، أبو بِشْر محمد بن أحمد (310 هـ). -كتاب الكنى والأسماء. حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1322 هـ، 1 مج، 2 ج. (ذ) • الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد (748 هـ). - الإِعلام بوفيات الأعلام. مخطوط بالظاهرية رقم (116) و (3852). - تاريخ الإِسلام. مخطوط بالظاهرية، المجلد الرابع، ورقة (222 - ب). - تجريد أسماء الصحابة. تصحيح صالحة عبد الحكيم شرف الدين، الهند - بومباي، نشره شرف الدين الكتبي، ط 1، 1389 هـ، 1 مج، 2 ج. - تذكرة الحفاظ. تصحيح عبد الرحمن اليماني، حيدرآباد - الهند، ط 1، 1395 هـ، (وبذيله ثلاث ذيول للحسيني والمكي والسيوطي)، 3 مج، 4 ج + الذيول. - تلخيص المستدرك للحاكم. طبع بأسفل المستدرك في حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1334 هـ، 4 مج، 4 ج. - دول الإِسلام. بيروت، مؤسسة الأعلمي، الطبعة الأولى صف جديد، 1405 هـ/ 1985 م، 1 مج، 1 ج. - سِيَر أعلام النبلاء. تحقيق شعيب الأرنؤوط وجماعة، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1400 - 1404 هـ، 23 مج، 23 ج. - العِبَر في خبر من غبر. تحقيق صلاح الدين المنجد وفؤاد السيد، الكويت، 1380 هـ/1960 م، 5 مج، 5 ج. - العِبَرُ في خَبَرِ مَن غبر. تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول. بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م، 4 مج، 4 ج. - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستّة. بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1403 هـ، 3 مج، 3 ج. - المشتبه في الرجال، أسماؤهم وأنسابهم. تحقيق علي محمد البجاوي، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، عيسى الحلبي، ط 1، 1382 هـ، 1 مج، 1 ج. - معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرَّد. تحقيق إبراهيم سعيداي إدريس. بيروت، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1406 هـ/ 1986 م، 1 مج، 1 ج. - المُعين في طبقات المحدِّثين. تحقيق همّام عبد الرحيم سعيد، عمّان، دار الفُرقان، ط 1، 1404 هـ، 1 ج. - المغني في الضعفاء. تحقيق نور الدين عتر، حلب، دار المعارف، ط 1، 1391 هـ/ 1971 م، 2 مج، 2 ج.

(ر)

- ميزان الاعتدال في نقد الرجال. تحقيق علي محمد البجاوي، القاهرة، مكتبة عيسى البابي الحلبي، ط 1، 1383 - 1384 هـ، 4 مج، 4 ج. (ر) • الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر (كان حيًا سنة 666 هـ). - مختار الصحاح. دمشق، دار الحكمة (طبعة مصورة على الأوفست) 1394 هـ، 1 مج، 1 ج. (ز) • الزرقاني، محمد بن عبد الباقي (1122 هـ). - شرح موطأ الإِمام مالك. تحقيق إبراهيم عطوه عوض، القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 1، 1381 - 1382 هـ، 5 مج، 5 ج. • الزركشي، بدر الدين أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه (794 هـ). - اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة - المعروف بالتذكرة في الأحاديث المشتهرة. تحقيق مصطفى عبد القادر عطا. بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1406 هـ/ 1986 م، 1 ج. • الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد (1396 هـ). - الأعلام. بيروت، دار العلم للملايين، ط 4، 1399 هـ، 8 مج، 8 ج. • الزمخشري، جار اللَّه محمود بن عمر (538 هـ). - الفائق في غريب الحديث. تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم. القاهرة، مطبعة عيسى الحلبي، ط 1، 1365 - 1367 هـ، 4 مج، 4 ج. • الزيلعي، جمال الدين أبي محمد عبد اللَّه بن يوسف (762 هـ). - نصب الراية لأحاديث الهداية. الهند، المجلس العلمي والقاهرة، دار المأمون، ط 1، 1357 هـ، 4 مج، 4 ج. (س) • السبكي، تاج الدين تقي الدين أبي نصر عبد الوهاب (771 هـ/ 1370 م). - طبقات الشافعية الكبرى. القاهرة، المطبعة الحسينية، ط 1، 1324 هـ، 6 مج، 6 ج. • السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (902 هـ). - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع. مصر، ط 1، 1353 - 1355 هـ، 6 مج، 12 ج. - القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع. بيروت، دار الكتاب العربي، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م، 1 ج.

- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. تحقيق عبد اللَّه محمد الصديق الغماري وعبد الوهاب عبد اللطيف، نشر الخانجي، مطبعة دار الأدب العربي بالقاهرة، ط 1، 1375 هـ، 1 مج، 1 ج. - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. تحقيق محمد عثمان الخشت. بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م، 1 مج، 1 ج. • سركيس، يوسف إليان (1351 هـ/ 1932 م). - معجم المطبوعات العربية والمعرّبة. القاهرة، مطبعة سركيس، ط 1، 1346 هـ/ 1928 م، 1 مج، 2 ج. • السمعاني، عبد الكريم بن محمد بن منصور (562 هـ). - الأنساب. تحقيق عبد الرحمن اليماني، بيروت، نشره محمد أمين دمج، ط 2، 1400 هـ، 12 مج، 12 ج. - التحبير في المعجم الكبير. تحقيق منيرة ناجي سالم. بغداد، الطبعة الأولى 1395 هـ/ 1975 م، 2 مج، 2 ج. • السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (911 هـ). - بغية الوُعاة في طبقات اللغويين والنحاة. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. القاهرة، مكتبة عيسى الحلبي، ط 1، 1384 - 1385 هـ، 2 مج، 2 ج. - تحذير الخواص من أكاذيب القصاص. تحقيق محمد بن لطفي الصبّاغ، بيروت، المكتب الإِسلامي، ط 2، 1404 هـ/ 1984 م، 1 ج. - تنوير الحوالك شرح موطّأ مالك. القاهرة، مطبعة دار إحياء الكتب، ط 1، 1343 هـ، 1 مج، 2 ج (وبذيله إسعاف المبطأ برجال الموطأ للسيوطي أيضًا). - الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير. طبع بأعلى صفحات فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي. القاهرة، مطبعة مصطفى محمد، ط 1، 1356 هـ، 6 مج، 6 ج. - الجامع الكبير -المسمى- جمع الجوامع. تقديم الحسيني عبد المجيد هاشم. القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب. مصوّر بالأوفست عن مخطوطة مكتبة محمد علي بالقاهرة رقم (95) حديث الموجودة حاليًا بدار الكتب المصرية تحت الرقم (2699)، 2 مج، 2 ج. - الخصائص الكبرى. حيدرآباد - الهند، دائرة المعارت النظامية، ط 1، 1320 هـ، 2 مج، 2 ج. - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور. تصحيح محمد زهري الغمراوي، القاهرة، المطبعة الميمنية، ط 1، 1314 هـ، 6 مج، 6 ج. - زهر الربى شرح المجتبى من سنن النسائى. (طبع بأسفل صفحات المجتبى) القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى، ط 1، 1348 هـ، 4 مج، 8 ج. - طبقات الحفّاظ. تحقيق علي محمد عمر، القاهرة، مكتبة وهبة، ط 1، 1393 هـ، 1 مج، 1 ج. - طقات المفسّرين. بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1403 هـ/ 1983 م، 1 مج، 1 ج.

(ش)

- اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. بيروت، دار المعرفة 1403 هـ/ 1983 م (مصور بالأوفست عن الطبعة المصرية). (ش) • الشافعي، الإِمام محمد بن إدريس (204 هـ). - الأُمّ. تصحيح محمد زهري النجار، بيروت، دار المعرفة، الطبعة الثانية 1393 هـ/ 1973 م (مصوّر بالأوفست عن الطبعة المصرية) 5 مج، 8 ج. - المسند. بترتيب محمد عابد السندي، وتحقيق يوسف علي الزواوي وعزت العطار الحسيني. القاهرة، مكتب نشر الثقافة الإِسلامية، ط 1، 1370 هـ، 1 مج، 2 ج. • الشوكاني، محمد بن علي (1250 هـ). - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة. تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني. القاهرة، مطبعة السنة المحمدية 1379 هـ/ 1959 م، 1 ج. - نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار. القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 1، 1347 هـ، 4 مج, 8 ج. • الشيباني= ابن الديبع، عبد الرحمن بن علي (866 هـ). (ص) • الصغاني، أبو الفضائل الحسن بن محمد (650 هـ). - موضوعات الصغاني. تحقيق نجم عبد الرحمن خلف. القاهرة، دار نافع، الطبعة الأولى 1401 هـ/ 1980 م، 1 ج. • الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (764 هـ). - الوافي بالوفيات. تحقيق جماعة من المحققين. بيروت، المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، سلسلة النشرات, الإِسلامية (6)، ط 1، 1350 - 1405 هـ، 21 مج، 21 ج (وهو ما صدر منه). • الصنعاني، عبد الرزاق أبو بكر بن همام (211 هـ). - تفسير عبد الرزاق. تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي. بيروت، دار المعرفة، ط 1، 1407 هـ/ 1987 م، 2 مج، 2 ج. - المصنف. تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، الهند، المجلس العلمي، ط 1، 1392 هـ، 11 مج، 11 ج.

(ط)

(ط) • طاشكبري زادة، أحمد بن مصطفى (968 هـ/ 1560 م). - مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم. تحقيق كامل بكري، وعبد الوهاب أبو النور، القاهرة، دار الكتب الحديثة، ط 1، 1388 هـ/ 1968 م، 4 ج. - مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم. بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م، 3 مج، 3 ج. • الطبراني، أبو القاسم سليمان بن أحمد (360 هـ). - المعجم الصغير. دلهي - الهند، ط 1، 1311 هـ، 1 مج، 2 ج. - المعجم الكبير. تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي. بغداد، وزارة الأوقاف، سلسلة إحياء التراث (31)، مطبعة الوطن العربي، ط 1، 1398 - 1404 هـ، 25 مج، 25 ج (ناقص 13 - 16، و 21). • الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير (310 هـ). - تهذيب الآثار: (مسند عبد اللَّه بن عباس). تحقيق محمود محمد شاكر. القاهرة، مطبعة المدني، 1402 هـ/ 1982 م، 2 مج، 2 ج. - جامع البيان عن أحكام القرآن. القاهرة، المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق، الطبعة الأولى، 1323 هـ/ 1905 م، 12 مج، 30 ج. • الطحاوي، أحمد بن محمد بن سلامة (321 هـ). - شرح معاني الآثار. تحقيق محمد زهري النجار ومحمد سيد جاد الحق. القاهرة، مطبعة الأنوار المحمدية، ط 1، 1388 هـ، 4 مج، 4 ج. - مشكل الآثار. حيدرآباد - الهند، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، ط 1، 1333 هـ، 4 مج، 4 ج. • الطيالسي= أبو داود الطيالسي، سليمان بن داود (204 هـ). • الطيبي، الحسين بن محمد بن عبد اللَّه (743 هـ). - أسماء الرجال. مخطوط بالظاهرية رقم (6164) بدون تاريخ. (ع) • العامري، يحيى بن أبي بكر بن محمد اليمني (893 هـ). - الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة. تصحيح عمر الديراوي، بيروت، مكتبة المعارف، ط 1، 1394 هـ، 1 مج، 1 ج. • عبد بن حميد، أبو محمد (249 هـ). - المنتخب من مسند عبد بن حميد. مخطوط بدار الكتب المصرية رقم (1066).

(غ)

• عبد الرزاق (انظر الصنعاني). • العجلوني، إسماعيل بن محمد (1162 هـ). - كشف الخفاء ومُزيل الإِلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس. تصحيح أحمد القلاش. بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م، 2 مج، 2 ج. • العجلي، أبو الحسن، أحمد بن عبد اللَّه (261 هـ). - تاريخ الثقات. بترتيب الحافظ نور الدين الهيثمي، وتضمينات الحافظ ابن حجر العسقلاني. تحقيق عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ، 1 مج، 1 ج. • العراقي، زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين (806 هـ). - تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد. بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1404 هـ، 1 ج. - طرح التثريب في شرح التقريب. حلب، جمعية النشر والتأليف الأزهرية، دار المعارف، ط 1، 1354 هـ، 4 مج، 8 ج. (وقد أكمله ابنه ولي الدين أبو زُرعة العراقي). - المغني عن حمل الأسفار في الأسفار. مطبوع بذيل إحياء علوم الدين للغزالي. بيروت، دار المعرفة، بدون تاريخ (مصور بالأوفست عن الطبعة المصرية الأولى)، 5 مج، 4 ج + فهارس وملاحق. • عفاف عبد الغفور (معاصرة). - البغوي ومنهجه في التفسير. عمّان، دار الفرقان، ط 1، 1402 هـ/ 1982 م، 1 ج، 192 ص. • العقيلي، أبو جعفر محمد بن عمرو (322 هـ). - كتاب الضعفاء الكبير. تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1404 هـ، 4 مج، 4 ج. • عياض بن موسى اليحصبي الأندلسي (544 هـ). - الشفا بتعريف حقوق المصطفى. تحقيق محمد أمين قره علي وآخرين، دمشق، مكتبة الفارابي ومؤسسة علوم القرآن، ط 1، 2 مج، 2 ج. (بدون تاريخ). (غ) • الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد (505 هـ). - إحياء علوم الدين. بيروت، دار المعرفة، بدون تاريخ (مصور بالأوفست عن الطبعة المصرية الأولى) 5 مج، 4 ج + فهارس وملحقات. • الغماري، عبد العزيز بن محمد (معاصر). - التأنيس بشرح منظومة الذهبي في أهل التدليس. بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1404 هـ/ 1984 م، 1 ج.

(ف)

(ف) • الفتني الهندي، محمد طاهر بن علي (986 هـ). - تذكرة الموضوعات. بيروت، دار إحياء التراث العربي، (طبعة مصورة بالأوفست 1343 هـ/ 1923 م). - المغني في ضبط أسماء الرجال ومعرفة كُنى الرواة وألقابهم وأنسابهم. بيروت، دار الكتاب العربي، 1402 هـ، 1 ج. • الفريابي، أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن (301 هـ). - كتاب القدر. تحقيق جمال حمدي الذهبي. رسالة ماجستير مطبوعة على الآلة الكاتبة عام 1403 هـ/ 1983 م، الرياض، جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية، كلية أصول الدين، قسم الحديث، 1 مج، 1 ج. • الفسوي، أبو يوسف يعقوب بن سفيان (277 هـ). - المعرفة والتاريخ. تحقيق أكرم ضياء العمري. بيروت، مؤسسة الرسالة. الطبعة الثانية 1401 هـ/ 1981 م، 3 مج، 3 ج. • الفيروزآبادي، مجد الدين بن يعقوب (817 هـ). - القاموس المحيط. تصحيح مصطفى عناني. القاهرة، المطبعة والمكتبة الحسينية، الطبعة الأولى 1332 هـ/ 1913 م، 2 مج، 4 ج. • الفيّومي، أحمد بن محمد بن علي المقري (770 هـ). - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي. بيروت، المكتبة العلمية (مصوَّر على الأوفست) بدون تاريخ، 1 مج، 2 ج. (ق) • القاري (انظر المُلّا علي القاري). • القاضي عياض (انظر عياض بن موسى). • القرشي (انظر يحيى بن آدم). • القضاعي، أبو عبد اللَّه محمد بن سلامة (454 هـ). - مسند الشهاب. تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي. بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م، 2 مج، 2 ج. (ك) • الكاندهلوي، محمد إدريس الصدّيقي. - التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح. دمشق، مطبعة الاعتدال، الطبعة الأولى 1354 هـ/ 1934 م، 5 مج، 5 ج.

(ل)

• الكتّاني، عبد الحيّ بن عبد الكبير. - فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات. باعتناء د. إحسان عباس، بيروت، دار الغرب الإِسلامي، ط 2، 1402 هـ/ 1982 م، 3 مج، 2 ج + 1 ج للفهارس. • الكتّاني، محمد بن جعفر الإِدريسي (1345 هـ). - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنّة المشرّفة. بيروت، ط 1، 1332 هـ، 1 ج. • الكتبي، محمد بن شاكر (764 هـ). - عيون التواريخ. تحقيق فيصل السامر ونبيلة داود. بغداد. وزارة الإِعلام العراقة، المجلد (13). - فوات الوفيات والذيل عليها. تحقيق إحسان عبّاس، بيروت، دار صادر، ط 1، 1393 هـ، 5 مج (4 ج + فهارس). • كحالة، عمر رضا (معاصر). - معجم المؤلفين. بيروت، دار إحياء التراث العربي ومكتبة المثنى، (طبعة مصوّرة على الأوفست) 8 مج، 15 ج. • الكلاباذي، أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين (398 هـ). - رجال صحيح البخاري -المسمى- الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد. تحقيق عبد اللَّه الليثي. بيروت، دار المعرفة، ط 1، 1407 هـ/ 1987 م، 2 مج، 2 ج. (ل) • لبيد بن ربيعة العامري (661 م). - ديوان لبيد بن ربيعة العامري. بيروت، دار صادر. بدون تاريخ، 1 ج. • اللكنوي، عبد الحي بن محمد (1304 هـ). - الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة. تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول. بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ/ 1984 م، 1 ج. (م) • مالك بن أنس، الإِمام صاحب المذهب (179 هـ). - الموطّأ. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 1، 1389 هـ، 2 مج، 2 ج. • المباركفوري، أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم. - تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي. الهند، ط 1، 1346 هـ، 5 مج، 5 ج.

• المُتَّقي الهندي، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين (975 هـ). - كنز العمال فى سنن الأقوال والأفعال. تحقيق بكري حيّاني وصفرة السقّا. بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الخامسة 1405 هـ/ 1985 م، 18 مج (16 ج + 2 ج فهارس). • المراغي، عبد اللَّه بن مصطفى. - الفتح المبين في طبقات الأصوليين. بيروت، نشره محمد أمين دمج، ط 2، 1394 هـ/ 1974 م، 1 مج، 2 ج. • المروزي، أبو عبد اللَّه محمد بن نصر (294 هـ). - قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر. اختصار المقريزي أحمد بن علي (845 هـ). لاهور - الهند، ط 1، 1320 هـ، 1 مج، 1 ج. • المِزّي، جمال الدين أبو الحجّاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن (742 هـ). - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف. تحقيق عبد الصمد شرف الدين، الهند، الدار القيّمة، ط 1، 1396 هـ، 15 مج، 15 ج. - تهذيب الكمال في أسماء الرجال. دمشق، دار المأمون للتراث، (نسخة مصوّرة عن مخطوطة دار الكتب المصرية) ط 1، 1402 هـ، 3 مج، 3 ج من القطع الكبير. - تهذيب الكمال في أسماء الرجال. تحقيق بشار عوّاد معروف، بير، ت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1400 هـ (صدر منه 5 أجزاء أ - حزن). • مسلم، الإِمام أبو الحسين بن الحجّاج النيسابوري (261 هـ). - صحيح مسلم -أو- الجامع الصحيح. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، ط 1، 1374 هـ، 5 مج، (4 ج + فهارس). - الكنى والأسماء. تحقيق عبد الرحيم القشقري. المدينة المنوّرة، الجامعة الإِسلامية، المجلس العلمي، ط 1، 1404 هـ، 2 مج، 2 ج. • معهد المخطوطات العربية. - مجلة معهد المخطوطات العربية. القاهرة، العدد (15)، ج 2، رمضان 1389 هـ/ 1969 م، ص 240. • المُلّا علي بن سلطان محمد القاري الهروي (1014 هـ). - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح. القاهرة، المطبعة الميمنية، الطبعة الأولى، 1309 هـ، 5 مج، 5 ج (من القطع الكبير). • المناوي، زين الدين عبد الرؤوف بن تاج العارفين (1031 هـ). - فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي. القاهرة، مطبعة مصطفى محمد، ط 1، 1356 - 1357 هـ، 6 مج، 6 ج.

(ن)

• المناوي السلمي، أبو عبد اللَّه محمد شرف الدين بن إبراهيم (748 هـ). - كشف المناهج والتناقيح في شرح أحاديث المصابيح. مخطوط في مكتبة برلين رقم (3394). 2 مج، 2 ج (وكان بحوزتنا المجلد الثاني منه فقط من باب الإِمارة والقضاء إلى آخر الكتاب). • المنجد، صلاح الدين (معاصر). - معجم ما أُلِّفَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. بيروت، دار الكتاب الجديد، الطبعة الأولى 1402 هـ/ 1982 م، 1 مج، 1 ج. - معجم المخطوطات المطبوعة (ما بين سنَتَيْ 1954 - 1980 م). بيروت، دار الكتاب الجديد، الطبعة الأولى 1382 - 1400 هـ/ 1962 - 1980 م، 5 مج، 5 ج. • المنذري، زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي (656 هـ). - مختصر سنن أبي داود. تحقيق أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي. القاهرة، مطبعة أنصار السنّة المحمّدية، ط 1، 1368 هـ، 8 مج، 8 ج. (ن) • النسائي، أحمد بن شعيب (303 هـ). - تهذيب خصائص الإِمام علي. تحقيق أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف. بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ/ 1984 م، 1 ج. - عمل اليوم والليلة. تحقيق فاروق حمادة. بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1406 هـ/ 1985 م، 1 مج، 1 ج (من القطع المتوسط). - كتاب الضعفاء والمتروكين. تحقيق محمود إبراهيم زايد. حلب، دار الوعي، ط 1، 1396 هـ، 1 ج (طبع مع كتاب الضعفاء الصغير للبخاري). - المجتبى من سنن النسائي. القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى، ط 1، 1348 هـ، 4 مج، 8 ج. • النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف الدين (676 هـ). - الأذكار المنتخبة من كلام سيّد الأبرار. وعليه شرح وجيز مختصر من شرح العلّامة ابن علان. بيروت، دار المعرفة (مصور بالأوفست) بدون تاريخ، 1 مج، 1 ج. - الأربعون النووية. بشرح ابن دقيق العقد، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1403 هـ/ 1983 م، 1 ج (من القطع الصغير). - التقريب (في فن أصول الحديث). دمشق، مكتبة الحلبوني. بدون تاريخ، 1 ج. - تهذيب الأسماء واللغات. بيروت، دار الكتب العلمية (مصوّر على الأوفست) بدون تاريخ، 3 مج، 3 ج. - شرح صحيح مسلم. القاهرة، المطبعة المصرية الأزهرية، ط 1، 1348 هـ، 9 مج، 18 ج. - طبقات الشافعية. مخطوط بمكتبة الأوقاف المغربية رقم (195 - ب).

(هـ)

- المجموع شرح المهذب للشيرازي. القاهرة، إدارة الطباعة المنيرية، ط 1، 1349 هـ، 9 مج، 9 ج (وبذيله تكملة المجموع). (هـ) • الهروي، أبو عبيد القاسم بن سلّام (224 هـ). - غريب الحديث. حيدرآباد - الهند، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1387 هـ، 4 مج، 4 ج. • الهيثمي، نور الدين علي بن أبي بكر (807 هـ). - كشف الأستار عن زوائد البزّار. تحقيق حبيب الرحمن الأعظمى، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1399 - 1405 هـ، 4 مج، 4 ج. - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. بتحرير الحافظان العراقي وابن حجر، القاهرة، مكتبة القدسي، ط 1، 1351 هـ، 10 مج، 10 ج. - المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي. تحقيق نايف بن هاشم الدَّعيس، جدَّة، المملكة العربية السعودية، شركة تهامة، الطبعة الأولى 1402 هـ/ 1982 م (صدر منه المجلد الأول -حتَّى إعداد هذا الكتاب- إلى آخر كتاب الحج). - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان. تحقيق محمد عبد الرزاق حمزة، القاهرة، المكتبة السلفية، ط 1، 1399 هـ، 1 مج، 1 ج. (و) • الواقدي، محمد بن عمر (207 هـ). - المغازي. تحقيق م. جونس. القاهرة، مطبعة دار المعارف، ط 1، 1384 هـ، 3 مج، 3 ج. (ي) • اليافعي، عفيف الدين، عبد اللَّه بن أسعد اليمني (768 هـ). - مرآة الجنان وعبْرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان. حيدرآباد الدكن - الهند، الطبعة الأولى 1337 - 1339 هـ، 4 مج، 4 ج (من القطع الكبير). • ياقوت الحموي، أبو عبد اللَّه بن عبد اللَّه (626 هـ). - معجم البلدان. بيروت، دار صادر، 4 مج، 4 ج. • يحيى بن آدم القرشي (203 هـ). - كتاب الخراج. تحقيق أحمد محمد شاكر. بيروت، دار المعرفة، بدون تاريخ (مصور بالأوفست عن الطبعة المصرية) ومعه: كتاب الخراج لأبي يوسف، والاستخراج لأحكام الخراج لابن رجب الحنبلي. * * *

§1/1