مشيخة السهروردي

السُّهْرَوَرْدي

مشيخة شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن عمويه السهروردي

مشيخة شهاب الدين أبي حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمويه السهروردي، عن شيوخه تخريج الحسن بن محمد بن الحسن بن أبي جرويه الشيباني الموصلي له رواية: الشيخ العالم أبي المعالي أحمد بن إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَيَّدِ بْنِ عَلِيِّ الأبرقوهي، عنه. رواية: القاضي رئيس الشام عماد الدين أبي الفضل محمد بن القاضي تاج الدين أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله الشيرازي، عنه

بسم الله الرحمن الرحمن رَبِّ يَسِّرْ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْعَالِمُ الْفَاضِلُ الْمُحَدِّثُ الأَصِيلُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ ابْنُ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَيَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيُّ الأَصْلُ الأَبَرْقُوهِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي يَوْمِ الأَحَدِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ تسع وتسعين وستمائة، بِالْجَامِعِ الطُّولُونِيِّ بَيْنَ الْقَاهِرَةِ وَمِصْرَ الْمَحْرُوسَتَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْعَالِمُ قُدْوَةُ الْمَشَايِخِ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمُّوَيْهِ السَّهْرَوَرْدِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسمع، في أحد شهور سنة عشرين وستمائة، ببغداد، قال:

ضياء الدين أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بعمويه

الشَّيْخُ الأَوَّلُ 1- أَخْبَرَنَا [الشَّيْخُ الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلامِ] عَمِّي ضِيَاءُ الدِّينِ أَبُو النَّجِيبِ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، الْمَعْرُوفُ بِعَمُّوَيْهِ، ابْنُ سَعْدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْقَاسِمِ [بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ النَّضْرِ بْنِ مُعَاذِ] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، مِنْ لَفْظِهِ -وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ -وَهُوَ أَوَّلُ حديثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ -وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ- أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ -وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ- أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِلالٍ -وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ -وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ -وَهُوَ أَوَّلُ -[61]- حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ- عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)) .

2- حَدَّثَنَا شَيْخُنَا الإِمَامُ أَبُو النَّجِيبِ السَّهْرَوَرْدِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ الْكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، أَخْبَرَنَا الْبَغَوِيُّ -وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَبُو الْحَسَنِ- عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلامٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، تَغْسِلُ الخطايا غسلاً)) .

3- وَبِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا حجاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ آيةٌ إلا ولها ظهرٌ وبطنٌ، وَلِكُلِّ حرفٍ حَدٌّ، وَلِكُلِّ حَدٍّ مطلعٌ)) . قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا الْمَطْلَعُ؟ قَالَ: قومٌ يَعْمَلُونَ بِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَحْسَبُ أَنَّ قَوْلَ الْحَسَنِ هَذَا، إِنَّمَا ذَهَبَ إِلَى قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: ((مَا مِنْ آيةٍ إِلا وَقَدْ عَمِلَ بِهَا قومٌ، أَوْ لَهَا قومٌ يَعْمَلُونَ بِهَا)) . تُوُفِّيَ شَيْخُنَا أَبُو النَّجِيبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي لَيْلَةِ السَّبْتِ ثَامِنَ عَشَرَ -[63]- جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ وستين وخمسمائة [وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ بِمَدْرَسَتِهِ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ] وكان مولده تقديراً في سنة تسعين وأربعمائة.

أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد الشبلي

شيخٌ آخَرُ ثانٍ 4- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْمُظَفَّرِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّبْلِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، بِمَجْلِسِ عَمِّي الإِمَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي شَهْرِ رمضان سنة ست وخمسين وخمسمائةٍ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ الزَّاهِدُ أَبُو نصرٍ مُحَمَّدُ بْنُ محمد بن علي الزينبي، قراءةً عليه أنا أَسْمَعُ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وسبعين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، قِرَاءَةً عليه وأنا حاضرٌ، في سنة تسعين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ -[65]- الْحُدَّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ -يَعْنِي ابْنَ شَيْبَانَ- قَالَ: قُلْتُ لأَبِي سَلَمَةَ: حَدِّثْنِي بشيءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ، يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمه)) .

5- وَبِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ -وَهُوَ الْبَغَوِيُّ- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلالِ بْنِ أسدٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سعيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عباسٍ يَقُولُ: ((قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ)) .

6- وَبِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ -قَالَ ابْنُ مَنِيعٍ: وَاسْمُهُ فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى- قَالَ ابْنُ مَنِيعٍ: بَلَغَنِي أَنَّ اسْمَ أَبِي أَوْفَى: عَلْقَمَةُ -قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَالَ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، أَحَدًا صَمَدًا، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ: كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حسنةٍ)) .

7- وَبِهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عبيد الله بْنِ مقسمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: ((قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِنْبَرِهِ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَالأَرْضُ جميعاً قبضته يوم القيامة} قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا يُمَجِّدُ نَفْسَهُ، وَيَقُولُ: أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، يَعْنِي اللَّهَ -[67]- عَزَّ وَجَلَّ، فَرَجَفَ بِهِ الْمِنْبَرُ، حَتَّى قُلْنَا: لَتَخِرَّنَّ بِهِ الأَرْضُ)) .

8- أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ الشِّبْلِيُّ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الإِثْنَيْنِ رَابِعِ شَهْرِ رَمَضَانَ سنة ست وخمسين وخمسمائة] ، أَخْبَرَنَا طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ] ، سَنَةَ ثمانين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ [أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ] رِزْقَوَيْهِ [الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رمضان] ، سنة إحدى عشرة وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حربٍ، [فِي شَهْرِ ربيع الأول من] سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فِي دَرْبِ دَجَاجٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَيْنِ: رجلٌ آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، ورجلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ)) .

9- وَبِهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورَ، عَنْ مسلمٍ، عَنْ مسروقٍ، سَمِعْنَا عَائِشَةَ تَقُولُ: ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ شَدَّ الْمِئْزَرَ، وَأَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ)) . تُوُفِّيَ أَبُو الْمُظَفَّرِ [هِبَةُ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ محمدٍ بْنِ الشِّبْلِيِّ الْقَصَّارُ فِي يَوْمِ الأَحَدِ] سَلْخَ [ذِي الْحَجَّةِ] سَنَةَ سبع وخمسين وخمسمائةٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ [الشَّرِيفِ أَبِي نصرٍ] الزَّيْنَبِيِّ [وَالشَّرِيفُ أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الْمُخَلِّصِ] .

أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان

شيخٌ ثالثٌ 10- أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ] ، ثَانِي ربيع الآخر سنة ست وخمسين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَانِيَاسِيُّ الْمَالِكِيُّ، فِي شهور سنة خمس وثمانين وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [مُوسَى] بْنِ الْحَكَمِ بْنِ الصَّلْتِ الْقُرَشِيُّ الْمُجَبِّرُ، قراءةً عليه في رجبٍ سنة خمس وأربعمائةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو مصعبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن شِهَابٍ، عَنْ سالمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ عَلَى رجلٍ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ -[70]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ)) .

11- وَبِهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَتَخَلَّفَ خَلْفَ سريةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَكِنْ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَلا يَجِدُونَ مَا يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي، فَوَدِدْتُ أَنْ أُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَا فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَا فَأُقْتَلُ)) .

12- وَأَخْبَرَنَاهُ الشُّيُوخُ: أَبُو مُحَمَّدِ بْنَ الْمَوْصِلِيِّ، وَأَبُو بكر ابن الْمُقَرَّبِ، وَيَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو الْمُعَمَّرِ بْنُ الْهَاطِرَا، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا الْمَحَامِلِيُّ، -[71]- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، بِمِثْلِهِ.

13- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، [و] الفضل بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نِعْمَتَانِ مغبونٌ فِيهِمَا كثيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ)) .

14- وَبِهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يا بني عبدمنافٍ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنْ وُلِّيتُمْ مِنْ هَذَا الأَمْرِ شَيْئًا فَلا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى، أَيَّةَ ساعةٍ شَاءَ مِنْ ليلٍ أَوْ نهارٍ)) . -[72]- تُوُفِّيَ [أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بن عبد الباقي] ابن الْبَطِّيِّ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ خَامِسِ عِشْرِينَ جُمَادَى الأولى من سنة أربع وستين وخمسمائة، ومولده سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر بن علي بن محمد الصوفي الشيباني المقدسي

شيخٌ رابعٌ 15- أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ [الشَّيْبَانِيُّ الْمَقْدِسِيُّ] رَحِمَهُ اللَّهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَالِثِ عِشْرِينَ شهر ربيعٍ الأول سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدُوسٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ [الْعُذْرِيُّ] الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَنَا عُقْبَةُ -هُوَ ابْنُ عَلْقَمَةَ الْمَعَافِرِيُّ- أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: -[74]- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلا يَعْصِهِ)) .

16- وَبِهِ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ، أَخْبَرَنِي الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ الأَنْصَارِيُّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ حَلَفَ بملةٍ سِوَى الإِسْلامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بشيءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ نذرٌ فِيمَا لا يملك)) .

17- أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقَوِّمِيُّ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، وَكَانَ الشَّيْخُ أَبُو زُرْعَةَ محقق سماعه، فقرأ علي احْتِيَاطًا كَذَلِكَ، حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْمُنْذِرِ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا -[75]- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: ((وَالَّذِي أَذْهَبَ بِنَفْسِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرَ صَلاتِهِ وَهُوَ جالسٌ، وَكَانَ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا)) . سَمِعْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي زُرْعَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ جَمِيعَ سُنَنِ ابن ماجة.

18- وَبِهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَاجَهْ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مسلمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حكيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نكتةٌ سَوْدَاءَ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ زَادَ زَادَتْ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قلوبهم ما كانوا يكسبون} . -[76]- وُلِدَ أَبُو زُرْعَةَ [طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ] بِالرَّيِّ سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وَتُوُفِّيَ بِهَمَذَانَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ سَابِعَ عَشَرَ شَهْرِ ربيع الآخر، سنة سبع وستين وخمسمائة.

القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد البيضاوي

شيخٌ خامسٌ 19- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَيْضَاوِيُّ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي] سَنَةِ سِتٍّ وخمسين [وخمسمائة] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبيد الله بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْبَيِّعُ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جريرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي مسعودٍ قَالَ: ((إِنِّي لأَضْرِبُ غُلامًا لِي، إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، قَالَ: فَجَعَلْتُ لا أَلْتَفِتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَضَبِ حَتَّى غَشِيَنِي، فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَعَ السَّوْطُ مِنْ يَدِي مِنْ هَيْبَتِهِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا أَضْرِبُ غُلامًا لِي أبداً)) .

20- وَبِهِ، حَدَّثَنَا جريرٌ، عَنْ منصورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: ((كُنَّا فِي سفرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَسِيرُ، إِذْ قَالَ الْمُهَاجِرُونَ: لَوَدِدْنَا أَنَّا عَلِمْنَا أَيَّ الْمَالِ خيرٌ أَوْ أَفْضَلُ فَنَتَّخِذُهُ، إِذْ أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: أَجَلْ، فَانْطَلَقَ وَتَبِعْتُهُ، أُوضَعُ عَلَى قعودٍ لي، قال: يا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ لَمَّا أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ، قَالُوا: وَدِدْنَا أَنَّا عَلِمْنَا الآنَ أَيَّ الْمَالِ خيرٌ فَنَتَّخِذُهُ. قَالَ: نَعَمْ، لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى إِيمَانِهِ)) .

21- أَخْبَرَنَا [الْقَاضِي] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْمَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شبيبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أويسٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: -[79]- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((لا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صلاةٍ مَا ثبت في مصلاه)) .

22- وبه، حدثنا المحاملي، الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نميرٍ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّفُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ)) . تُوُفِّيَ [الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ] الْبَيْضَاوِيُّ [لَيْلَةَ الْخَمِيسِ] رَابِعَ شَوَّالٍ سَنَةَ ثمانٍ وَخَمْسِينَ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ستٍ وَثَمَانِينَ.

أبو بكر أحمد بن المقرب بن الحسين بن الحسن الكرخي

شيخٌ سادسٌ 23- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرَّبِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَرْخِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ [فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَانِي عَشَرَ رَبِيعٍ الآخِرِ] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وستين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ [إِمْلاءً فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ] ، سَنَةَ تِسْعٍ وعشرين وثلثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ شُعْبَةَ، أَخْبَرَنِي حُصَيْنٌ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: ((أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نساءٍ نَعُودُهُ، فَإِذَا سقاءٌ يَقْطُرُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنَ الْحُمَّى، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَكَشَفَ -[81]- عَنْكَ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلاءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)) .

24- وَبِهِ، قَالَ الْمَحَامِلِيُّ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، حَدَّثَنَا -أَوْ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَهُوَ عَلَى بعيرٍ، فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ واحدٌ، أَلا لا فَضْلَ لعربيٍ عَلَى عجميٍ، أَلا لا فَضْلَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى، أَلا بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ. أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ)) .

25- وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، وَرَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو صخرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ، عَنْ سالمٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ: -[82]- ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ: هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا واسعةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإِبْرَاهِيمَ: وَمَا غِرَاسُ الجنة؟ فقال: لا حول ولا قوة إلى بِاللَّهِ)) . وَقَالَ يُوسُفُ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، وَقَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَرَّةً أُخْرَى: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ. تُوُفِّيَ [الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ] بْنُ الْمُقَرَّبِ [الصُّوفِيُّ لَيْلَةَ الإِثْنَيْنِ] خَامِسَ عَشَرَ ذِي الْحَجَّةِ سنة ثلاثٍ وستين وخمسمائة.

أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال

شيخٌ سابعٌ 26- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَقَّالُ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَانِي عشر ربيع الآخر] ، سنة اثنتين وستين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ] النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ [عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ] الْفَارِسِيُّ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ] ، حَدَّثَنَا الْمَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ جُعْثُمٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بسرٍ يَقُولُ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: طُوبَي لِمَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ)) .

27- وَبِهِ، قَالَ الْمَحَامِلِيُّ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جريرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عميرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حوشبٍ، قَالَ: ((دَخَلَ حُذَيْفَةُ الْمَسْجِدَ وَعَبْدُ اللَّهِ فِيهِ، وَقَدْ تَعَالَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالَ -[84]- حُذَيْفَةُ: مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ الَّتِي قَدِ ارْتَفَعَتْ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، ذَكَرْنَا شَيْئًا ذَكَرَهُ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدَّجَّالِ، فَخِفْنَا فِتْنَتَهُ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: وَاللَّهِ مَا أُبَالِي إِيَّاهُ لَقِيتُ أَوْ هَذِهِ الْعَنْزَ السَّوْدَاءَ الْمُعْتَرِضَةَ. قَالَ: لِمَ لِلَّهِ أَبُوكَ؟ قَالَ: لأَنَّا قومٌ مُؤْمِنُونَ وَهُوَ امرؤٌ كافرٌ، وَإِنَّا لَنَا عَلَيْهِ النَّصْرُ وَالظَّفَرُ، وَايْمُ اللَّهِ لا يَخْرُجُ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ [أَحَبَّ] إِلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مِنْ بَرْدِ الشَّرَابِ عَلَى الظَّمَإِ. قَالَ: لِمَ لِلَّهِ أَبُوكَ؟ قَالَ: لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الْفِتَنِ وَجَنَادِعِ الشَّرِّ)) .

28- وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِصْرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَطُّ إِلا وَبِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ مَنْ عَلَى الأرض، غير الثقلين: يا أيها النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خيرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلا غَابَتْ إِلا وَبِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَان يُنَادِيَانِ: اللَّهُمَّ مَنْ أَنْفَقَ فَأَعْقِبْهُ خَلَفًا، وَمَنْ أَمْسَكَ فَأَعْقِبْهُ تَلَفًا)) . أَوْ كَمَا قَالَ. تُوُفِّيَ [الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى] بْنُ بُنْدَارٍ فِي خَامِسِ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سنة ست وستين وخمسمائة.

أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي

شيخٌ ثامنٌ 29- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ ثَانِي شهر رمضان من] سنة ست وخمسين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جريرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ [الصُّهْبَانِيِّ] ، عَنْ كميلٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ((كُنْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَمَنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَرَرْنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَقْرَأُ؟ فَقِيلَ لَهُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ عبدٍ، فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَأَثْنَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى رَبِّهِ وَحَمِدَ كَأَحْسَنِ مَا أَثْنَى عَبْدٌ عَلَى رَبِّهِ وَحَمِدَهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَخْفَى الْمَسْأَلَةَ، وَسَأَلَهُ كَأَحْسَنِ مَا سَأَلَ عَبْدٌ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[86]- فِي أَعْلَى عليين في جنانه جنان الْخُلْدِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ تُعْطَهْ. سَلْ تُعْطَهْ، فَانْطَلَقْتُ لأُبَشِّرَهُ، فَوَجَدْتُ أَبَا بكرٍ قَدْ سَبَقَنِي، وَكَانَ سَبَّاقًا بِالْخَيْرَاتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)) .

30- وَبِهِ، قَالَ الْمَحَامِلِيُّ: [] أَخْبَرَنَا معمرٌ، أَخْبَرَنَا ثُمَامَةُ [بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ] . أَنَّ حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ -وَهُوَ خَالُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- طُعِنَ فِي وَقْعَةِ [بِئْرِ مَعُونَةَ] ، فَتَلَقَّى دَمَهُ بِكَفِّهِ، ثُمَّ نَضَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

31- وَبِهِ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ [سعدٍ] ، عَنْ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: -[87]- قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَقِيتُ كَعْبًا، وَكَانَ يُحَدِّثُنِي عَنِ التَّوْرَاةِ، وَأُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى ذِكْرِ الْجُمُعَةِ، فَحَدَّثْتُهُ، فَقُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لا يُوَافِقُهَا عبدٌ مسلمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)) . قَالَ كعبٌ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فِي كُلِّ سنةٍ مَرَّةً. قَالَ: فَقُلْتُ: لا، قَالَ: فَنَظَرَ، ثُمَّ قَالَ: فِي كُلِّ شهرٍ مَرَّةً، قُلْتُ: لا. فَنَظَرَ، ثُمَّ قَالَ: فِي كُلِّ جمعةٍ مَرَّةً، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ وَالْخَلائِقُ مصيخةٌ - إِلا الثَّقَلَيْنِ خَشْيَةَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ، فَأَخْبَرْتُهُ يقول كعبٍ، فَقَالَ: كَذَبَ كعبٌ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ رَجَعَ، فَقَالَ: فِي كُلِّ سنةٍ مَرَّةً، فَقَالَ: كَذَبَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ رَجَعَ فَقَالَ: فِي كُلِّ شهرٍ مَرَّةً، فَقَالَ: كَذَبَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ رَجَعَ فَقَالَ: فِي كُلِّ جمعةٍ مَرَّةً، فَقَالَ: صَدَقَ. ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي أَيَّ ساعةٍ هِيَ؟ فَقُلْتُ: لا وَتَهَالَكْتُ عَلَيْهِ أَخْبِرْنِي أَخْبِرْنِي، فَقَالَ: مَا بَيْنَ الْعَصْرِ -[88]- وَالْمَغْرِبِ، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ وَلا صَلاةَ؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صلاةٍ مَا دَامَ جَالِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ)) . تُوُفِّيَ [أَبُو محمدٍ] بْنُ الْمَوْصِلِيِّ فِي مُسْتَهَلِّ جُمَادَى الأولى، من سنة سبع وستين وخمسمائة، وكان مولده سنة ثمان وثمانين [وأربعمائة] .

أبو المعمر عبد الله بن سعد بن الحسن بن الهاطرا

شيخٌ تاسعٌ 32- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْمُعَمَّرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْهَاطِرَا، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي يَوْمِ السَّبْتِ ثاني شهر رمضان سنة ستٍ وخمسين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا الْمَحَامِلِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صلاةٍ)) . فَكَانَ زيدٌ يَضَعُ السِّوَاكَ مِنْهُ مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أذن الكاتب، لا يقوم لصلاةٍ إلا استن، ثم يصلي.

33- وَبِهِ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن نميرن عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، فَذَكَرَ، قَالَ ابْنُ نميرٍ: عَنْ حَكِيمِ بْنِ حزامٍ، قَالَ: -[90]- ((قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرحم الكاشح)) .

34- وَبِهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا معمرٌ عَنْ فراسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثَلاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: رجلٌ آمَنَ بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ وَالْكِتَابِ الآخِرِ، ورجلٌ كَانَتْ لَهُ أمةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَ بِهَا، وعبدٌ مملوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ)) . تُوُفِّيَ أَبُو الْمُعَمَّرِ [بْنُ الْهَاطِرَا فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ تَاسِعَ عَشَرَ] فِي رَجَبٍ سَنَةَ ستين وخمسمائة.

أبو بكر سلامة بن أحمد بن عبد الملك بن الصدر

شيخٌ عاشرٌ 35- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ سَلامَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الصَّدْرِ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ] فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ست وخمسين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ [الْفَارِسِيُّ] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، فِي سَنَةِ إحدى عشرة وأربعمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ليثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ سَمِعَهُ يَقُولُ: -[92]- ((إِنَّ رَجُلا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْصِنِي؟ قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحِي رَجُلا مِنْ صَالِحِي قَوْمِكَ)) .

36- وَبِهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا كَمَا يُدْخِلُ أَحَدُكُمْ يَدَهُ فِي الْيَمِّ، ثُمَّ يُخْرِجُهَا فَلا تُرْجِعُ إِلَيْهِ شَيْئًا)) .

37- وَبِهِ، حَدَّثَنَا محمدٌ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ وقاصٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((ثَلاثُ مَوَاطِنَ لا تُرَدُّ فِيهَا دعوةٌ: رجلٌ يَكُونُ فِي بريةٍ حَيْثُ لا يَرَاهُ أحدٌ فَيَقُومُ يُصَلِّي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَرَى عَبْدِي هَذَا يَعْلَمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ، فَانْظُرُوا مَا يَطْلُبُ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: أَيْ رَبِّ، رِضَاكَ وَمَغْفِرَتَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ. -[93]- ورجلٌ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَيْسَ قَدْ جَعَلْتُ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا، فَقَامَ عَبْدِي هَذَا يُصَلِّي وَيَعْلَمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا مَا يَطْلُبُ عَبْدِي هَذَا؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: يَا رَبِّ رِضَاكَ وَمَغْفِرَتَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ. ورجلٌ تَكُونُ مَعَهُ فئةٌ، فَيَفِرُّ عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَيَلْبَثُ هُوَ مَكَانَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ تَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا مَا يَطْلُبُ عَبْدِي هَذَا؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: يَا رَبِّ بَذَلَ مُهْجَةِ نَفْسِهِ لَكَ يَطْلُبُ رِضَاكَ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ)) . تُوُفِّيَ سَلامَةُ فِي ثَامِنِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ سَنَةَ ثَمَانٍ وخمسين [وخمسمائة] .

أبو الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي

شيخٌ حَادِي عَشَرَ 38- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْعَالِمُ أَبُو [الْحَجَّاجِ] يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَلَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ عاشر ذي احجة] سنة ست وخمسين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حربٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَيْضِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ ابْنَ مسعودٍ، يَقُولُ: -[95]- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَالَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ هَذِهِ الْعَشْرَ كَلِمَاتٍ أَلْفَ مرةٍ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، إِلا قَطِيعَةَ الرحم، أَوْ مأثمٍ: سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الأَرْضِ مَوْطِئُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رُوحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لا مَنْجَا مِنْهُ إِلا إِلَيْهِ)) .

39- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ محمدٍ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ طاهرٍ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ إِمْلاءً، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيمٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عبد الأعلى، وَأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ. -[96]- ((شَكَّ النَّاسُ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصائمٌ هُوَ؟ فَقَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: أَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بقدحٍ مِنْ لبنٍ فَشَرِبَهُ)) . قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: عُمَيْرٌ مَوْلَى أُمِّ الفضل.

40- وَأَخْبَرَنَا يُوسُفُ، أَخْبَرَنَا زاهرٌ، سَمِعْتُ الإِمَامَ أَبَا الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيَّ، يَقُولُ: الْحَاجُّ: يُسَتْحَبُّ لَهُ تَرْكُ الصَّوْمِ يَوْمَ عَرَفَةَ لِيَقْوَى عَلَى الدُّعَاءِ، فَلِذَلِكَ لَمْ يَصُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو الْحَجَّاجِ بِدِمَشْقَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وخمسين وخمسمائة.

القاضي أبو الرشيد أحمد بن محمد بن أبي القاسم الأبهري الخفيفي

شيخٌ ثَانِي عَشَرَ 41- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الرَّشِيدِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الأَبْهَرِيُّ الخفيفي، قراءةً عليه في يوم عيد النحر سنة ست وخمسين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُسْتَمْلِي أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ محمدٍ الْبَحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأَبَحُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ((أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَ معي بالهدي أن أتصدق بجلودها وجلاله، وَلا أُعْطِيَ الْجَازِرَ مِنْهَا شَيْئًا، وَمَعِي مائةٌ نكرمه)) .

42- وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الرَّشِيدِ، أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو سعدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَنْجَرُوذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الوصلي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ كِنَانَةَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، [أَنَّ أَبَاهُ] حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي الْعَبَّاسَ: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ لأُمَّتِهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَكْثَرَ الدُّعَاءَ، وَأَجَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنْ قَدْ فَعَلْتُ، وَغَفَرْتُ لأُمَّتِكَ، إِلا ظُلْمَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا. قَالَ: قَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ قادرٌ أَنْ تَغْفِرَ لِلظَّالِمِ، وَتُثِيبَ الْمَظْلُومَ خَيْرًا مِنْ مَظْلَمَتِهِ، فَلَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْعَشِيَّةُ إِلا دَعَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَعَا غَدَاةَ الْمُزْدَلِفَةَ، فَعَادَ يَدْعُو لِأُمَّتِهِ، فَلَمْ يَلْبَثِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَبَسَّمَ، قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي [أَنْتَ] وَأُمِّي تَبَسَّمْتَ فِي ساعةٍ لَمْ تَكُنْ تَضْحَكُ فِيهَا، فَمَا أَضْحَكَكَ؟ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ، قَالَ: تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ اللَّهِ إِبْلِيسَ حِينَ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَجَابَنِي فِي أُمَّتِي وَغَفَرَ لِلظَّالِمِ، أَهْوَى يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ مَرَّةً: -[99]- فَضَحِكْتُ مِنْ جَزَعِهِ)) .

القاضي أبو المرجى سالم بن عبد السلام بن علوان البوازيجي المعروف بابن الربع

شيخٌ ثَالِثَ عَشَرَ 43- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْمُرَجَّى سَالِمُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ عُلْوَانَ الْبَوَازِيجِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرَّبعِ [قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي ذِي الْحَجَّةِ مِنْ] سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ [وخمسمائة] ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ سعيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَحْيَا اللَّيَالِيَ الأَرْبَعَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ: لَيْلَةَ -[101]- التَّرْوِيَةِ، وَلَيْلَةَ عَرَفَةَ، وَلَيْلَةَ النَّحْرِ، وَلَيْلَةَ الْفِطْرِ)) .

44- أَخْبَرَنَا سالمٌ، أَخْبَرَنَا زاهرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [يُوسُفَ بْنِ] عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَابِتٍ الْخَطَّابَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: ((رَأَيْتُ فَتْحًا الْمَوْصِلِيَّ فِي يَوْمِ أَضْحًى وَقَدْ شَمَّ رِيحَ الْقَتَارِ، فَدَخَلَ إِلَى زقاقٍ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: تَقَرَّبَ الْمُتَقَرِّبُونَ بِقُرْبَانِهِمْ وَأَنَا أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِطُولِ حزني، يا محبوب كم تتركني في أرقة الدُّنْيَا مَحْزُونًا، ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ وَحُمِلَ، فَدَفَنَّاهُ بعد ثلاثٍ)) .

45- أَخْبَرَنَا سالمٌ، أَخْبَرَنَا زاهرٌ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلامِ -[102]- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ إِجَازَةً، وَأَذِنَ لِي فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ محمدٍ بْنِ حَبِيبٍ الْمُفَسِّرُ فِي كِتَابِ عُقَلاءِ الْمَجَانِينَ الَّذِي صَنَّفَهُ، قَالَ: وحكى أبو جعفرٍ السياج الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: ((لَقِيتُ عِلْيَانَ يَوْمَ الْعِيدِ عَلَى شِدَّةِ شَوْقِي إِلَيْهِ، وَقَدْ قَصَدَ مَقْبَرَةً، فَلَمَّا تَوَسَّطَهَا رَفَعَ رَأْسَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ صَامَ الصَّائِمُونَ، وَلَكَ قَامَ الْقَائِمُونَ، وَقَدْ قَرَّبُوا قُرْبَانَهُمْ، وَدَخَلُوا مَنَازِلَهُمْ، وَأَنِسُوا بِأَهْلِيهِمْ، وَقَدْ قَرَّبْتُ قُرْبَانِي، فَلَيْتَ شِعْرِي مَا صَنَعْتَ فِي قُرْبَانِي؟، اللَّهُمَّ أَصْبَحْتُ لا مَنْزِلَ لِي، وَلا عِنْدِي طعامٌ، فَاجْعَلْ قِرَايَ مِنْكَ الْمَغْفِرَةَ. فَلَمَّا رَآنِي أَرْمُقُهُ وَثَبَ وَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ)) .

أبو القاسم عبد الله بن عمر بن محمد بن الظريف البلخي الشافعي

شيخٌ رَابِعَ عَشَرَ 46- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الظَّرِيفِ الْبَلْخِيُّ الشَّافِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَالِثِ شوالٍ سَنَةَ ستين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الإِسْلامِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ببلخٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الصُّوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْعَيَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرُّومِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَغْلانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُلَيْحِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: -[104]- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَلاةً بِغَيْرِ طهورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غلولٍ)) .

47- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صهيبٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً)) .

48- وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بشرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ)) .

بشارة بنت الرئيس أبي السعادات مسعود بن موهوب

شيخةٌ، وَهِيَ خَامِسَةَ عَشْرَةَ 49- أَخْبَرَتْنَا بِشَارَةُ بِنْتُ الرَّئِيسِ أَبِي السَّعَادَاتِ مَسْعُودِ بْنِ مَوْهُوبٍ قِرَاءَةً عليها، [وأنا أسمع في جمادى الآخر سنة ست وخمسين وخمسمائة] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قُرِئَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نصرٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ)) .

50- وَبِهِ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ -وَهُوَ أَبُو قَتَادَةَ- عَنْ مسعرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلا أَكُونُ عبداً شكوراً)) .

51- وَبِهِ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عاصمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: ((خَطَبْتُ امْرَأَةً، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمْ)) . قَالَ سَعْدَانُ: يَعْنِي أَنْ يَدُومَ بَيْنَكُمْ.

52- وَبِهِ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ، حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القرآن وعلمه)) .

أحاديث ملحقة بهذه المشيخة

أَحَادِيثُ ملحقةٌ بِهَذِهِ الْمَشْيَخَةِ، وَهِيَ خَمْسَةُ أَحَادِيثَ أُلْحِقَتْ بِهَا فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعٍ وعشرين وستمائة.

أبو محمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي ثم الأصفهاني

شيخٌ آخَرُ، السَّادِسَ عَشَرَ وَبِهِ قَالَ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ السَّهْرَوَرْدِيُّ: 53- أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو محمدٍ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْفَاخِرِ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ الأَصْفَهَانِيُّ بِمَكَّةَ، فِي الْحَرَمِ الشَّرِيفِ بِبَابِ النَّدْوَةِ تِجَاهَ الْكَعْبَةِ الْمُعَظَّمَةِ -زَادَهَا اللَّهُ شَرَفًا- في سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ الْمُقْرِئُ الأَصْفَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جعفرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لبيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عفانٍ: -[109]- ((عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) .

54- أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخمسمائة، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عرقٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ روحٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياشٍ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ وَكَثْرَةِ الْعِيَالِ، وقلة الشيء)) .

55- أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ مَعمَرٌ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدُونٍ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا غُزَيْلُ بْنُ سِنَانٍ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سالمٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ ليثٍ، عَنْ عطاءٍ، عن طاووسٍ، عن عبد الله بن عمر [و] ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ائْتَدِمُوا وَلَوْ بِالْمَاءِ)) .

56- أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سعدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ خُشَيْشٍ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ فِي كِتَابَيْهِمَا، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مخلدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بشرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبيرٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ، قَالَ: ((بِتُّ ذَاتَ ليلةٍ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[111]- يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ أُصَلِّي بِصَلاتِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بذؤابٍ كَانَ لِي أَوْ بِرَأْسِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ)) .

57- أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ سَوْسَنَ التَّمَّارُ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، [حدثنا] أبو محمد عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكِرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، لِيَحْلِفْ حالفٌ بِاللَّهِ أَوْ لِيَسْكُتْ)) . آخِرُ الْمَشْيَخَةِ، والأحاديث الخمسة الملحقة بها.

§1/1