مشيخة ابن الجوزي

ابن الجوزي

قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي أَوَّلِ مَشْيَخَتِهِ: حَمَلَنِي شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ إِلَى الأَشْيَاخِ فِي الصِّغَرِ وَأَسْمَعَنِي الْعَوَالِي، وَأَثْبَتَ سَمَاعَاتِي كُلَّهَا بِخَطِّهِ، وَأَخَذَ لِي إِجَازَاتٍ مِنْهُمْ. فَلَمَّا فَهِمْتُ الطَّلَبَ كُنْتُ أُلازِمُ مِنَ الشُّيُوخِ أَعْلَمَهُمْ، وَأُوثِرُ مِن أَرْبَابِ النَّقْلِ أَفْهَمَهُمْ، فَكَانَتْ هِمَّتِي تَجْوِيدُ الْعدَدِ لا تَكْثِيرُ الْعدَدِ. وَلَمَّا رَأَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ يُؤْثِرُ الاطِّلاعَ عَلَى كِبَارِ مَشَايِخِي، ذَكَرْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدِيثًا. ثُمَّ ذَكَرَ فِي هَذِهِ الْمَشْيَخَةِ لَهُ سَبْعَةً وَثَمَانِينَ شَيْخًا. . . . شَيْخُنَا، وَكَانَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ قَدْ بَكَّرَ بِهِ أَبُوهُ فَأَسْمَعَهُ مِنِ ابْنِ غَيْلانَ، وَابْنِ الْمَذْهَبِ وَالتَّنُوخِيِّ وَأَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَعَمَّرَ حَتَّى صَارَ أَسْنَدَ أَهْلِ عَصْرِهِ، فَرَحَلَ إِلَيْهِ الطَّلَبَةُ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ. وَكَانَ صَحِيحَ السَّمَاعِ وَسَمِعْتُ

الشيخ الثاني

مِنْهُ جَمِيعَ مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَالْغَيْلانِيَّاتِ جَمِيعَهَا، وَأَجْزَاءَ الْمُزَكِّي وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ بِذَلِكَ وَسَمِعْتُ مِنْهُ غَيْرَ ذَلِكَ. وَأَمْلَى بِجَامِعِ الْقَصْرِ مَجَالِسَ كَثِيرَةً، خَرَّجَهَا لَهُ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ نَاصِرٍ وَاسْتَمْلاهَا عَلَيْهِ، وَكُنْتُ أَحْضُرُ الإِمْلاءَ وَأَكْتُبُ. وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ رَابِعَ عَشَرَ شَوَّالَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَأَشْرَفَ عَلَى غُسْلِهِ شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ، وَتَوَلَّى الصَّلاةَ عَلَيْهِ بِوَصِيَّةٍ مِنْهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ بِجَامِعِ الْقَصْرِ، ثُمَّ حُمِلَ إِلَى جَامِعِ الْمَنْصُورِ فَصَلَّى عَلَيْهِ شَيْخُنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَدُفِنَ يَوْمَئِذٍ بِبَابِ حَرْبٍ مِمَّا يَلِي قَبْرَ بِشْرٍ الْحَافِي. الشَّيْخُ الثَّانِي أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ الْخَامِسِ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ

وَثَلاثِينَ بِمَنْزِلِهِ فِي النَّصْرِيَّةِ، مِنْ غَرْبِيِّ بَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيِّ. قَالَ: أنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلانِ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَمَّتَّ هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتَنِي قَالَ: إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ. .

أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَأَمَّا الْحَدِيثُ: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أنا. . . فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ أَنَا وَشَيْخُ شَيْخِنَا أَبِي الْوَقْتِ وَهُوَ الرَّاوِي. . . وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ عَاشِرَ صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَذَكَرَ لَنَا: أَنَّ مُنَجِّمَيْنِ حَضَرَا حِينَئِذٍ وَحَكَمَا أَنَّ عُمْرَهُ اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ سَنَةً، فَظَهَرَ كَذِبُهُمَا، وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيِّ فِي رَجَبٍ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ حُضُورًا، وَبَقِيَ مُدَّةً لا يُخْبِرُنَا بِمُؤَيِّدِهِ، ثُمَّ أَخْبَرَنَا. وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ فِي الدُّنْيَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيِّ، وَأَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ عُمَرَ، وَالْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ العُشَارِيِّ

وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البَاقِلانِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، وَأَبِي الْقَاسِمِ عُمَرَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَفَّافِ، وَأَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونَ، وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ غَالِبٍ الْمُقْرِئِ، وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الآبَنُوسِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ، وَأَبِي الْفَضْلِ هَبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمَأْمَونِ، فَهَؤُلاءِ انْفَرَدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُمْ، وَقَدْ سَمِعَ خَلْقًا يَطُولُ ذِكْرُهُمْ، وَكَانَتْ لَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ التَّنُوخِيِّ، وَأَبِي الْفَتْحِ بْنِ شِيطَا، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامَةَ الْقُضَاعِيِّ، وَتَفَقَّهَ عَلَى

الْقَاضِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْفَرَّاءِ، وَشَهِدَ عِنْدَ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّامَغَانِيِّ، وَعَمَّرَ حَتَّى أَلْحَقَ الصِّغَارَ بِالْكِبَارِ، وَأَمْلَى الْحَدِيثَ فِي جَامِعِ الْقَصْرِ بِاسْتِمْلاءِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ، وَكَانَ ثِقَةً، فَهِمًا، حُجَّةً، مُتَفَنِّنًا فِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ، مُنْفَرِدًا فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ، وَكَانَ قَدْ سَافَرَ فَوَقَعَ فِي أَيْدِي الرُّومِ، فَبَقِيَ فِي أَسْرِهِمْ سَنَةً وَنِصْفًا، وَقَيَّدُوهُ وَجَعَلُوا الْغُلَّ فِي عُنُقِهِ، وَأَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَنْطِقَ بِكَلِمَةَ الْكُفْرِ فَلَمْ يَفْعَلْ. وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً مِنْ عَمْرِهِ وَهُوَ صَحِيحُ الْحَوَاسِّ ثَابِتُ الْعَقْلِ. وَلَمَّا مَرِضَ لَمْ يَفْتَرْ عَنْ تِلاوَةِ الْقُرْآنِ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ثَانِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ، وَحَضَرَ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّيْنَبِيِّ، وَوَجَوهَ النَّاسِ، وَدُفِنَ قَرِيبًا مِنْ بِشْرٍ الْحَافِي.

الشيخ الثالث

الشَّيْخُ الثَّالِثُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاجِّيُّ، الْمَعْرُوفُ بِالْمَزْرَفِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، بِمَسْجِدِهِ بِبَيْتِ الْقَيَّادِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ يَوْمَ السَّبْتِ عَاشِرَ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي

سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذِبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَزْرَفِيُّ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ بِالْقِرَاءَاتِ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ مِنِ ابْنِ الْمُهْتَدِي،

الشيخ الرابع

والصَّرِيفِينِيِّ، وَابْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَابْنِ النَّقُّورِ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ، وَقَرَأَ، وَرَوَى، وَتَفَرَّدَ بِعِلْمِ الْفَرَائِضِ. وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، عَالِمًا، حَسَنَ الْعَقِيدَةِ حَنْبَلِيًّا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَزْرَفَةِ، وَإِنَّمَا انْتَقَلَ أَبُوهُ إِلَى الْمَزْرَفَةِ أَيَّامَ الْفِتْنَةِ بِهَا مُدَّةً، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ قِيلَ لَهُ الْمَزْرَفِيُّ. . . . تُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ غُرَّةَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ سَبْعِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ فَجْأَةً، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الرَّابِعُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ الْمُقْرِئُ، أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَنْبَسَ

بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَمْعُونَ الْوَاعِظِ، لَيْلا فِي مُسْتَهَلِّ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَاتِبُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زِيَادٍ، وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنِ ابْنِ أَعْيَنَ شَيْخِ شَيْخِنَا أَبِي الْوَقْتِ، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. كَانَ شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ يُعْرَفُ بِابْنِ الطَّبَرِيِّ، وُلِدَ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَهُوَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِالتُّسْتُرِيِّينَ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ زَوْجِ الْحُرَّةِ، وَأَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيِّ، وَالْبَرْمَكِيِّ

الشيخ الخامس

وَابْنِ الْمَأْمُونِ، وَالصَّرِيفِينِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ بِالْقِرَاءَاتِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْخَيَّاطِ، وَغَيْرِهِ. وَحَدَّثَ، وَأَقْرَأَ، وَكَانَ صَحِيحَ السَّمَاعِ، دَيِّنًا، ثَبْتًا، كَثِيرَ الذِّكْرِ، دَائِمَ التِّلاوَةِ. وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ زَوْجِ الْحُرَّةِ، وَرَوَى عَنْ أَبِي الْحَسَنِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَأَبُو الْقَاسِمِ هَذَا، وَبَيْنَ وَفَاتِهِمَا ثَمَانٍ وَسِتُّونَ سَنَةً. وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ، وَمَتَّعَهُ اللَّهُ بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَجَوَارِحِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ ثَانِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، عَن سِتٍّ وَتِسْعِينَ سَنَةً وأَشْهُرٍ، وَدُفِنَ بِالشُّونِيزِيَّةِ فِي تُرْبَةِ شَيْخِنَا عَبْدِ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيِّ، وَهُوَ الَّذِي أَمَّ النَّاسَ فِي الصَّلاةِ عَلَيْهِ. الشَّيْخُ الْخَامِسُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّينَوَرِيُّ. . .

أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ، قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ باللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمْسَ مِنَ الْمَغْنَمِ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ، وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ غُنْدَرٍ، كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، فَإِسْنَادُنَا إِلَى الْبُخَارِيِّ مِثْلُ إِسْنَادِنَا إِلَى أَحْمَدَ، وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا وَسَمِعَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْخَلالِ، وَالْجَوْهَرِيِّ، وَغَيْرِهِمَا

الشيخ السادس

وَكَانَ يَسْكُنَ بَابَ الْبَصْرَةِ مِنْ غَرْبِيِّ بَغْدَادَ. وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ السَّادِسُ أَخْبَرَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ بْنِ الرَّشِيدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ بْنِ الْمَنْصُورِ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّالِثِ مِنْ جُمَادَى الأِولَى مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فِي جَامِعِ الْقَصْرِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الَمَحَامِلِيِّ، ثنا سَلَمُ بْنُ جَنَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ،

عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقَتْرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقَتْرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ. . وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو السَّعَادَاتِ الْمُتَوَكِّلِيُّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَسَمِعَ شَيْخُنَا أَبُو السَّعَادَاتِ الْمُتَوَكِّلِيُّ مِنْ أَبِي الْغَنَائِمِ بْنِ الْمَأْمُونِ، وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَالصَّرِيفِينِيُّ، وَابْنِ الْبُسْرِيِّ، وَالْخَطِيبِ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا. وَكَتَبَ لِي إِجَازَةً بِخَطِّهِ فَذَكَرَ فِيهَا سِنَّهُ

الشيخ السابع

الَّذِي ذَكَرْتُهُ. وَكَانَ يَسْكُنُ مَحَلَّةَ التُّوثَةِ مِنْ غَرْبِيِّ بَغْدَادَ. فَوَقَعَ فِي لَيْلَةِ الْخَمِيسِ سَابِعِ عِشْرِينَ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ مِنْ سَطْحِ دَارِهِ فَمَاتَ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ الدَّيْرِ وَقَدْ بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً. الشَّيْخُ السَّابِعُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ، الْهَرَوِيُّ الْمَنْشَأُ، السِّجْزِيُّ الأَصْلُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عِمْرَانَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَصَابَنَا

عَطَشٌ فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَدَهُ فِي تَوْرٍ فَجَعَلَ يَفُورُ كَأَنَّهُ عُيُونٌ مِنْ خَلَلِ أَصَابِعِهِ، وَقَالَ: اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَشَرِبْنَا حَتَّى وَسِعَنَا وَكَفَانَا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْوَقْتِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ خَلْقًا كَثِيرًا، وَحَمَلَهُ أَبُوهُ عَلَى عُنُقِهِ مِنْ هُرَاةَ إِلَى بُوشَنْجَ، فَسَمِعَ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ، وَمُسْنَدَ الدَّارِمِيِّ وَالْمُنْتَخَبَ مِنْ مَسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ مِنْ جَمَالِ الإِسْلامِ الدَّاوُدُيِّ. . وَسِنُّهُ عَشْرُ سِنِينَ. وَأَلْحَقَ الصِّغَارَ بِالْكِبَارِ. وَكَانَ كَثِيرَ التَّعَبُّدِ وَالتَّهَجُّدِ، وَالْبُكَاءِ، عَلَى سَمْتِ السَّلَفِ. وَعَزَمَ عَلَى الْحَجِّ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فَهَيَّأَ آلاتِهِ، فَأَصْبَحَ مَيِّتًا. قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التِّكْرِيتِيُّ: أَسْنَدْتُهُ إِلَيَّ فِي مَرَضِهِ فَمَاتَ، فَكَانَ آخِرُ كَلِمَةٍ قَالَها: {يَا لَيْتَ

الشيخ الثامن

قَوْمِي يَعْلَمُونَ {26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ {27} } [يس: 26-27] . وَدُفِنَ بِالشُّونِيزِيَّةِ. الشَّيْخُ الثَّامِنُ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّاءِ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّامِنِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، بِجَامِعِ الْقَصْرِ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفِضْلِ بْنِ الْمَأْمَونِ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حُمَيْدَةُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ

الْحَجَّاجِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَالْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ شَيْبَانَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

الشيخ التاسع

عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنِ ابْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ حَجَّاجُ الصَّوَّافِ، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَالإِسْنَادُ فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ يَتَسَاوَى، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ أَبُو غَالِبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَوهَرِيَّ وَأَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ حَسْنَونَ، وَالْقَاضِي أَبَا عَلِيٍّ، وَأَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ الْمُهْتَدِي، وَأَبَا الْغَنَائِمِ بْنَ الْمَأْمُونِ، وَغَيْرَهُمْ. وَكَانَ ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَقِيلَ فِي صَفَرٍ. الشَّيْخُ التَّاسِعُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّاءِ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخِضْرِ السُّوسُنْجِرْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ اهْتَزَّ عَرْشُ اللَّهِ تَعَالَى لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مَعَاذٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنِ

الشيخ العاشر

الْفَضْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ أَعْيَنَ السَّرْخَسِيِّ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ كِلاهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ. فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وَكَانَ شَيْخُنَا يَحْيَى ثِقَةً. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِن ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ العَاشِرُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَهْبٍ الدَّبَّاسُ، الْمَعْرُوفُ بِالْبَارِعِ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةِ عِشْرِينَ

وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا قُتَيْبَةَ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ لا رِيحَ لَهَا، وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لا رِيحَ لَهَا، وَطَعْمُهَا مُرٌّ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا عَنْ هُدْبَةَ

الشيخ الحادي عشر

عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ، فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ سَمِعْتُهُ مِنَ الدَّاوُدُيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ كأَنَيِّ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَارِعُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَقَرَأَ الْقِرَاءَاتِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْخَيَّاطِ، وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ الْبَنَّاءِ، وَغَيْرِهِمَا. وَصَنَّفَ لَهُ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ كِتَابًا يَتَضَمَّنُ الْخِلافَ بِمَا قَرَأَهُ وَلَقَبُهُ الشَّمْسَ الْمُنِيرَةَ. وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنَ الْقَاضِي أَبِي يعْلَى وَغَيْرِهِ. وَكَانَ فَاضِلا عَارِفًا بِالأَدَبِ، وَلَهُ شِعْرٌ فِي الْغَايَةِ، وَأُضِرَّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ سَابِعَ عَشَرَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الْحَادِي عَشَرَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي الْمُوَحِّدُ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي رَجَبٍ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو الْمُظَفَّرِ هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ النَّسَفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ فِي يَوْمِ الإِثْنَيْنِ السَّادِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَدِيبُ

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا الأَعْمَشُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْعِزُّ إِزَارِي، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، فَمَنْ نَازَعَنِي فِيهِمَا بِشَيْءٍ عَذَّبْتُهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.

الشيخ الثاني عشر

وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ فِي شَعْبَانَ سَنَةِ ثَلاثِ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ وَسَمِعَ مِنَ الْقُضَاةِ: أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمُهْتَدِي، وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ الْفَرَّاءِ وَهَنَّادِ النَّسَفِيِّ، وَمِنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَابْنِ النَّقُّورِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سَاوُوشَ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا. وَكَانَ شَيْخُنَا ابْنُ النَّاصِرِ يَغْمِزُهُ بَشَيْئَيْنِ، أَحَدِهِمَا: الْمَيْلُ إِلَى الأَشَاعِرَةِ، وَالثَّانِي: خِدْمَةُ السُّلْطَانِ. قَالَ: فَكَانَ يُؤْذِي أَهْلَ السَّوَادِ. وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِابْنِ الْبقشَلانِ، كَذَا قَالَهُ شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ، بِالنُّونِ. وَكَانَ رَفِيقُنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ كَامِلٍ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ بِالَّلامِ، وَأَنَّهُ بِالْمِيمِ، لأَنَّ أَبَاهُ أَوْ جَدَّهُ مَضَى إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالَ لَهَا شَلامُ، فَبَاتَ بِهَا فَآذَاهُ الْبَقُّ، فَكَانَ يَقُولُ طُولَ اللَّيْلِ: بَقُّ شَلامَ، فَرَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ، فَحَكَى ذَلِكَ، فَبَقِيَ عَلَيْهِ هَذَا الاسْمُ. وَتُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ لَيْلَةَ السَّبْتِ خَامِسَ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بِيَبْرَزَ. الشَّيْخُ الثَّانِيَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ،

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ

الشيخ الثالث عشر

بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَلا أَفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ. انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ هَاشِمٍ. فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِنَا إِلَى مُسْلِمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو غَالِبٍ الْمَاوَرْدِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ يُوَرِّقُ لِلنَّاسِ، فَكَتَبَ الْكَثِيرَ، فَسَمِعْتُ عَلَيْهِ مَشْيَخَتَهُ وَهِيَ تَحْتَوِي عَلَى سَبْعَةٍ وَسَبْعِينَ شَيْخًا. وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ قَرِيبًا مِنْ بَابِ مَسْجِدِ الْجَنَائِزِ بِقُرْبِ قَبْرٍ مَعْرُوفٍ عَلَى الْجَادَّةِ. وَرُؤِيَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لِي بِبَرَكَاتِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَانِي مَا أَمْلَيْتُهُ. الشَّيْخُ الثَّالِثَ عَشْرَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ السُّرِّيِّ الزَّاغُونِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ، فِي شَهْرِ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّقُّورِ، قَالَ: أنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ

قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الإِثْنَيْنِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةِ تِسْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ الْهَيْصَمِ الْهَرَوِيُّ، إِمْلاءً مِنْ كِتَابِهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ أَهْلَهُ الأَدَمَ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَقُولُ: نِعْمَ الأَدَمُ الْخَلُّ، مَرَّتَيْنِ. انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَقَرَأَ الْقِرِاءَاتِ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ مِنْ الصَّرِيفِينِيِّ، وَابْنِ الْمَأْمَونِ، وَغَيْرِهِمَا.

الشيخ الرابع عشر

وَتَفَقَّهَ عَلَى يَعْقُوبَ الْبرزبانيِّ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الأَحَدِ سَابِعَ عَشَرَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الرَّابِعَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَيْرُونَ الْمُقْرِئُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ ثَامِنَ عِشْرِينَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، ثنا الْبَغَوِيُّ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ

الشيخ الخامس عشر

الْمَسْجِدِ وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ، فَحَتَّهَا، ثُمَّ قَالَ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلاةِ: إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قِبَلُ وَجْهِهِ، فَلا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلاةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُدُيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونَ فِي رَجَبٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْمُهْتَدِي، وَأَبَا جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَابْنَ الْمَأْمُونِ، وَالصَّرِيفِينِيَّ، وَابْنَ النَّقُّورِ، وَغَيْرِهِمْ. وَقَرَأَ الْقِرَاءَاتِ، وَصَنَّفَ فِيهَا، وَأَقْرَأَ بِهِا، وَحَدَّثَ. وَكَانَ ثِقَةً، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنِ الْجَوْهَرِيِّ بِالإِجَازَةِ. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الإِثْنَيْنِ سَادِسَ عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الْخَامِسَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الأَشْعَثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ السَّادِسِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رِزْمَةَ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ

الْعَاصِمِيُّ، قَالُوا: أنا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ. فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الْجُلُودِيِّ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.

الشيخ السادس عشر

وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ بِدِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ، وَسَمِعَ مِنْ شُيُوخِ دِمَشْقَ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ فَسَمِعَ مِنِ ابْنِ النَّقُّورِ، وَالصَّرِيفِينِيِّ، وَابْنِ الْمُسْلِمَةِ، فِي خَلْقٍ كَثِيرٍ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، ذَا يَقَظَةٍ وَمَعْرِفَةٍ بِالْحَدِيثِ وَحُسْنِ إِصْغَاءٍ إِلَى مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْلَى بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ زِيَادَةً عَلَى ثَلاثِ مِائَةِ مَجْلِسٍ. كَانَ أَبُو الْعَلاءِ الْهَمَذَانِيُّ يَقُولُ: مَا أَعْدِلُ بِهِ أَحَدًا مِنْ شُيُوخِ خُرَاسَانَ وَالْعِرَاقِ. وَتُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الثُّلاثَاءِ سَادِسَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، عَنِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَثَلاثَةِ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَ بِبِابِ حَرْبٍ فِي الْمَقْبَرَةِ الْمَنْسِوبَةِ إِلَى الشُّهَدَاءِ، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ مَقْبَرَةِ أَحْمَدَ، وَذِكْرُ هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ بِالشُّهَدَاءِ شَهِيرٌ عِنْدَ الْعَامَّةِ، وَلَيْسَ لَهُ صِحَّةٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ. الشَّيْخُ السَّادِسَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الأَنْمَاطِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّرِيفِينِيُّ قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ

رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ آخِرَ مَا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ. انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْ آدَمَ عَنْ شُعْبَةَ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ فِي رَجَبٍ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ النَّقُّورِ، وَابْنِ الْبُسْرِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ، وَكَتَبَ الْكَثِيرَ بِيَدِهِ، وَكَانَ صَحِيحَ السَّمَاعِ، ثِقَةً ثَبْتًا، ذَا دِينٍ وَوَرَعٍ. وَقَدْ نَصَّبَ نَفْسَهُ لِتَسْمِيعِ الْحَدِيثِ طُولَ النَّهَارِ، وَكُنْتُ أَقْرَأُ الْحَدِيثَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْكِي، فَاسْتَفَدْتُ بِبُكَائِهِ أَكْثَرَ مِنِ اسْتِفَادَتِي بِرِوَايَتِهِ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ الْحَادِي عَشَرَ مِنْ مُحَرَّمٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِالشُّونِيزِيَّةِ.

الشيخ السابع عشر

الشَّيْخُ السَّابِعَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الكَرُوخِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: أنا أَبُو عَامِرٍ مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ الأُزْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْغُورَجِيُّ قَالا: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ التَّاجِرُ، قَالَ: أنا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا يُوسُفَ بْنُ عِيسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عِمَارَةَ، عَنْ أَبِي زَرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

الشيخ الثامن عشر:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سَبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ. أَخْرَجَاهُ. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَتْحِ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِهُرَاةَ، وَكُرُوخُ بَلْدَةٌ عَلَى عَشَرَةِ فَرَاسِخَ مِنْ هَرَاةَ. وَسَمِعَ جَمَاعَةً كَثِيرَةً، وَكَانَ خَيِّرًا، صَالِحًا، صَدُوقًا، مُقْبِلا عَلَى نَفْسِهِ، وَمَرِضَ بِبَغْدَادَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بَعْضُ مَنْ يُسَمِّعُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الذَّهَبِ فَلَمْ يَقْبَلْ، وَقَالَ: بَعْدَ السَّبْعِينَ وَاقْتِرَابِ الأَجَلِ آخُذُ عَلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا! وَرَدَّهُ مَعَ حَاجَتِهِ إِلَيْهِ. وَكَانَ يَكْتُبُ نُسَخًا لِجَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَيَبِيعُهَا، فَيَتَقَوَّتُ مِنْهَا، وَكَتَبَ نُسْخَةً فَوَقَفَهَا. وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةِ فَجَاوَرَ بِهَا، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، بَعْدَ رَحِيلِ الْحَاجِّ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ. الشَّيْخُ الثَّامِنَ عَشَرَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلالُ الْوَرَّاقُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي يَوْمِ الإِثْنَيْنِ رَابِعَ عِشْرِينَ مِنْ رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَاوُوشَ

الْكَازْرُونِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي صَفَرٍ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَكَ الشَّعْرَانِيُّ بِإِسْفَرَايِينَ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمَعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ آدَمَ، عَنْ شُعْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، كِلاهُمَا عَنْ

الشيخ التاسع عشر

سَيَّارٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَفِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ يَسْتِوِي الإِسْنَادُ. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ الْمُسْلِمَةِ وَابْنِ الْمَأْمُونَ، وَجَابِرِ بْنِ يَاسِينَ، وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ وَشَاحٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْبَيْضَاوِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سَاوُوشَ. وَكَانُوا يُنْبِزُونَهُ بِالتَّشَيُّعِ. وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ قُرَيْشٍ، قَرِيبًا مِنْ قَبْرِ أَبِي يُوسُفَ. الشَّيْخُ التَّاسِعَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ ثَامِنَ عَشَرَ شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ

بْنِ مُوسَى بْنِ شَمَّةَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُقْرِئِ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالا: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ آدَمَ عَنْ شُعْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ هُشَيْمٍ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُدُيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِأَصْبَهَانَ، وَكَانَ خَطِيبَهَا. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.

الشيخ العشرون

الشَّيْخُ الْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاخِرَةَ الزَّوْزَنِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَبَابَةَ، قَالَ: ثنا الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ: عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: لَقَّنَنِي كَعْبُ بْنُ عَجْرَةَ فَقَالَ: أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السَّلامُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ . قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا

الشيخ الحادي والعشرون

بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَهُوَ يَعْلُو لَنَا. وُلِدَ أَبُو سَعْدٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ الْقَاضِي أَبَا يَعْلَى، وَابْنَ الْمُسْلِمَةِ وَابْنَ الْمُهْتَدِي، وَثنا عَنْهُمْ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى. وَكَانَ قَدْ مَضَى إِلَى صَرِيفِينَ، فَسَمِعَ الْجَعْدِيَّاتِ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيِّ وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَلِيِّ بْنِ وِشَاحٍ، وَجَابِرِ بْنِ يَاسِينَ، وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ النَّقُّورِ وَأَبِي مَنْصُورٍ الْعُكْبَرِيِّ، وَالْخَطِيبِ، وَغَيْرِهِمْ. وَحَكَى عَنْهُ ابْنُ السَّمْعَانِيِّ نُوعَ تَسَمُّحٍ فِي الدِّينِ، فَلا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ اطَّلَعَ عَنْ ذَلِكَ؟ وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ تَاسِعَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ عِنْدَ رِبَاطِ جَدِّهِ أَبِي الْحَسَنِ الزَّوْزَنِيِّ حِذَاءَ جَامِعِ الْمَنْصُورِ. الشَّيْخُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ بِجَامِعِ الْقَصْرِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الطِّهْرَانِيُّ، وَأَبُو الْمُفَضَّلِ الْمُطَهَّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدُ الْبُزَانِيُّ، وَأَبُو عِيسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَاجَهْ، قَالُوا: أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْزُبَانِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى الْحَزَوُّرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنِ امْرِئٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلا طَيِّبًا حَتَّى وَلَوْ بِتَمْرَةٍ إِلا أَخَذَهُ اللَّهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ رَبَّاهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يُوَفِّيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَأَصْلُهُ مِنْ بَغْدَادَ، فَهُوَ بَغْدَادِيُّ الأَصْلُ، أَصْبَهَانِيُّ الْمَوْلِدُ وَالْمَنْشَأُ. سَمِعَ الْكَثِيرَ، وَحَدَّثَ، وَكَانَ خَيِّرًا، ثِقَةً، وَحَجَّ إِحْدَى عَشْرَةَ حُجَّةً، وَأَمْلَى بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَصُومُ فِي الْحَرِّ الشَّدِيدِ، وَكَانَ عَلَى طَرِيقَةِ

الشيخ الثاني والعشرون

السَّلَفِ، صَحَيحَ الْعَقِيدَةِ، حُلْوَ الشَّمَائِلِ، مُطْرِحَ التَّكَلُّفِ، وَرُبَّمَا خَرَجَ إِلَى السُّوقِ وَعَلَى رَأْسِهِ قَلَنْسُوَةُ طَاقِيَّةٍ، وَرُبَّمَا قَعَدَ بَيْنَ النَّاسِ عُرْيَانَ مُتَأَزِّرًا. وَتُوُفِّيَ بِنَهَاوَنْدَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فَحُمِلَ إِلَى أَصْبَهَانَ فَدُفِنَ بِهَا. الشَّيْخُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو النَّجْمِ بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشِّيحِيُّ، مَوْلَى عَبْدِ الْمُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادُيِّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شَوَّالٍ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي

الشيخ الثالث والعشرون

مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا. انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلاءِ، فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. كَانَ شَيْخُنَا بَدْرُ الشِّيحِيُّ مَوْلَى أَبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الْمُحْسِنِ وَعَتِيقُهُ. وَسَمِعَ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ الْمُهْتَدِي، وَابْنَ الْمُسْلِمَةِ، وَابْنَ النَّقُّورِ، وَابْنَ الْمَأْمُونِ، وَغَيْرَهُمْ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ رَابِعَ عِشْرِينَ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ عِنْدَ مَوْلاهُ. الشَّيْخُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو النَّجْمِ عَبَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنَابَادِي الأَصْفَهَانِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ سَلْخِ صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ

الشيخ الرابع والعشرون

الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنَ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو حَاتِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ وَمَا مَسَسْتُ حَرِيرَةً وَلا دِيبَاجَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا شَمَمْتُ مِسْكَةً وَلا عَنِبَرَةً أَطْيَبَ رَائِحَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَإِسْنَادُنَا فِيهِ عَالٍ. وَتُوُفِّيَ عَبَّادٌ بَعْدَ مَا سَمعْنَاهُ عَلَيْهِ بِقَلِيلٍ. الشَّيْخُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّرَّاحِ الْمُدِيرُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ عَاشِرِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَأْمُونِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ

وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي جُمَادَى الآخَرَةِ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَابَةَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، لأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ فَقَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ. قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ. قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِي حَلِيلَةَ جَارِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ،

عَنْ جَرِيرٍ، كِلاهُمَا عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ. فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ حَمَّوَيْهِ، وَهُوَ شَيْخُ شَيْخِنَا أَبِي الْوَقْتِ، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ، وَهُوَ شَيْخُ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بِنَهْرِ الْقَلائِينَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَنَشَأَ بِهَا، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، فَسَمِعَ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ الْمُهْتَدِي، وَأَبَا جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَالصَّرِيفِينِيَّ، وَابْنَ الْمَأْمُونِ، وَابْنَ النَّقُّورِ، وَأَبَا بَكْرٍ الْخَيَّاطَ، وَأَبَوَيْ الْقَاسِمِ بْنَ الْبُسْرِيِّ، وَالْمَهْرَوَانِيِّ، وَغَيْرَهُمْ. وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، شَهِدَ لَهُ بِذَلِكَ شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ. وَكَانَ لَهُ سَمْتٌ وَصَمْتٌ وَوَقَارٌ، مَشْغُولا بِمَا يَعْنِيهِ، كَثِيرَ الرَّغْبَةِ فِي الْخَيْرِ، وَفِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ. وَكَانَ يُدِيرُ لِقَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي

الشيخ الخامس والعشرون

الْقَاسِمِ الزَّيْنَبِيِّ. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. وَدُفِنَ بِالشُّونِيزِيَّةِ. الشَّيْخُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ الشَّيْبَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَدَنِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ خَامِسَ عَشَرَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ، فِي شَعْبَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو رَوْحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ الْبَلَدِيُّ، ثنا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَيَانًا كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلا تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، كِلاهُمَا عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ عَنِ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.

الشيخ السادس والعشرون

وُلِدَ شَيْخُنَا عَبْدُ الْخَالِقِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ الْمُهْتَدِي، وَأَبَا جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَالصَّرِيفِينِيَّ، وَغَيْرَهُمْ. وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا. وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا، سَرِيعَ الدَّمْعَةِ. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو السُّعُودِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمجلِيِّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَثْرَمُ قَالَ: ثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا الأَعْمَشُ، ثنا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ:

الشيخ السابع والعشرون

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: إِنَّ أَحَدَكُمْ يَكْمُلُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، كِلاهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا. وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو السُّعُودِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ ابْنَ الْمُسْلِمَةِ، وَابْنَ النَّقُّورِ، وَخَلْقًا كَثِيرًا، وَكَانَ سَمْعُهُ صَحِيحًا، وَتُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الإِثْنَيْنِ ثَامِنِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ جَامِعِ الْمَنْصُورِ. الشَّيْخُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ الْمُقْرِئُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ الْحَادَي عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ أنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ الْمَأْمُونِ قَالَ:

أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يُونُسَ بْنِ يَحْيَى الشِّيرَازِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَالِمٍ السُّوَائِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتَيَانِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بِبَعْضِ جَسَدِي، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، واعْدُدْ نَفْسَكَ فِي أَهْلِ الْقُبُورِ. قَالَ مُجَاهِدٌ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: يَا مُجَاهِدُ، إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِسَقَمِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ فَإِنَّكَ لا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَدًا. هَذَا مَتْنٌ صَحِيحٌ انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ،

الشيخ الثامن والعشرون

عَنْ مُجَاهِدٍ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ عَنْ مُجَاهِدٍ. تَفَرَّدَ بِهِ السُّوَائِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ الْمَأْمُونِ، وَالصَّرِيفِينِيِّ، وَابْنِ النَّقُّورِ، وَغَيْرِهِمْ. وَكُنْتُ أَتَلَقَّنُ مِنْهُ الْقُرْآنَ. وَكَانَ صَالِحًا يَأْمَلُ مِنْ كَدِّ يَدِهِ فِي الْخِيَاطَةِ. وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الأُرْمَوِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، ثنا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، مِنْ لَفْظِهِ فِي صَفَرٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهُذَيْلِ بْنِ السُّرِّيِّ الْكَاتِبُ، قَالَ: ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَنِ الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ. وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكَمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكَمُ الرَّبَاطُ، انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ

الشيخ التاسع والعشرون

غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلاءِ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ أُرْميَةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَأَبِي الْغَنَائِمِ بْنِ الْمَأْمُونِ، وَأَبِي بَكْرٍ الْخَيَّاطِ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَابْنِ النَّقُّورِ، وَابْنِ الْبُسْرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا، وَكَانَ فَقِيهًا شَافِعِيًّا، تَفَقَّهَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ، وَكَانَ دَيِّنًا كَثِيرَ التِّلاوَةِ لِلْقُرْآنِ. وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ مُقَابِلَ النَّاحِيَةِ مِنْ بَابَ بُرْزٍ. الشَّيْخُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ الإِسْكَافُ، وَيُعْرَفُ بَابْنِ الْعَالِمَةِ بِنْتِ الرَّازِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، قَالَ: أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْبَغَوِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، ثنا

سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أُخِذَتْ كَرِيمَتُهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ أَرْضَ لَهُ إِلا الْجَنَّةَ، فَقَالَ أَنَسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً؟

الشيخ الثلاثون

قَالَ: وَلَوْ كَانَتْ وَاحِدَةً. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَقَرَأَ بِالْقِرَاءَاتِ عَلَى أَبِي الْوَفَاءِ بْنِ الْقَوَّاسِ، وَغَيْرِهِ وَسَمِعَ مِنَ الصَّرِيفِينِيِّ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ ثِقَةً أَمِينًا. وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ النَّيْسَابُورِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ يَوْمِ الأَحَدِ السَّادِسِ مِنْ صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَدْلُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَمَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ، فَهُوَ يَعْلُو مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ.

الشيخ الحادي والثلاثون

وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِنَيْسَابُورَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيِّ، وَأَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيِّ، وَبَرَعَ فِي الْفِقْهِ، وَكَانَ كَثِيرَ السَّمَاعِ، خَرَّجَ لَهُ أَخُوهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ مِائَةَ حَدِيثٍ عَنْ مِائَةِ شَيْخٍ. وَكَانَ لَهُ تَقَدُّمٌ عِنْدَ السَّلاطِينِ. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ عَيْدِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ: وَدُفِنَ يَوْمَ الْعِيدِ. وَأَبُو الْقَاسِمِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ هُوَ أَخُو نِظَامِ الْمَلِكِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنُ، وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا لَمْ يَدْخُلْ فِي أُمُورِ السَّلاطِينِ. الشَّيْخُ الْحَادِي وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَابَةَ، قَالَ: أنا الْبَغَوِيُّ، ثنا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا فضَالُ بْنُ جَبْرٍ، ثنا أَبُو أُمَامَةَ،

الشيخ الثاني والثلاثون

قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ، أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ. سَمِعَ أَبُو نَصْرٍ مِنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُهْتَدِي، وَابْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَابْنِ النَّقُّورِ، وَالْخَطِيبِ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا. وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ. وَكَانَ شَيْخًا لَطِيفًا، عَلَيْهِ نُورٌ. وَكَانَ يُصَلِّي بِمَسْجِدِهِ فِي دَرْبِ الشَّاكِرِيَّةِ. مِنْ نَهْرِ مُعَلَّى، ثُمَّ سَافَرَ إِلَى الْمَوْصِلِ فَتُوُفِّيَ بِهَا فِي يَوْمِ السَّبْتِ حَادِيَ عِشْرِينَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الثَّانِي وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّقَّاقُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ صرمَا، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الإِثْنَيْنِ الْعِشْرِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ

الْخَلالِ قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّيْدَلانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مَطْعَمٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَيْنَمُا هُوَ يَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مُقْفِلَةٌ مِنْ خَيْبَرَ، عَلِقَتِ الأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَاضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةَ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَوَقَفَ وَقَالَ: رُدُّوا عَلَيِّ رِدَائِي، أَتَخْشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ، فَلَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعُضَاهِ نِعَمًا لَقَسَّمْتُهَا بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لا تَجِدَونِي بَخِيلا وَلا جَبَانًا وَلا كَذُوبًا تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

الشيخ الثالث والثلاثون

بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ يَوْمَ الْخَمِيسِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةِ سِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيِّ، وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ النَّقُّورِ، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ مُنْتَصَفَ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الثَّالِثُ وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ الْمَذَارِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الإِثْنَيْنِ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ مُحَرَّمٍ سَنَةِ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ،

الشيخ الرابع والثلاثون

قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ. انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْمَعَالِي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ الْبُسْرِيِّ، وَابْنَ الْبَنَّاءِ، وَغَيْرَهُمَا، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا، وَسُئِلَ عَنْ نِسْبَتِهِ إِلَى الْمَذَارِ، وَهِيَ قَرْيَةٌ تَحْتُ الْبَصْرَةِ، قَرِيبَةٌ مِنْ عَبَّادَانَ، فَقَالَ: كَانَ أَبِي قَدْ سَافَرَ إِلَيْهَا، فَأَقَامَ بِهَا مَدَّةً، ثُمَّ رَجَعَ، فَقِيلَ لَهُ: الْمَذَارِيُّ. وَتُوُفِّيَ عَشِيَّةَ الأَرْبَعَاءِ الثَّامِنَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الرَّابِعُ وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ يَعْلَى بْنِ عَوَضِ بْنِ أَمِيرجهْ بْنِ حَمْزَةَ الْعُمَرِيُّ الْعَلَوِيُّ الْهَرَوِيُّ. بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فِي الرِّبَاطِ الَّذِي عِنْدَ بَابِ السُّورِ فِي الْحَلبَةِ، قَالَ: أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ الْحُمَيْدِ بْنِ

عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَحْمُودِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّبَّاسِ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: ثنا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ: نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ غَيْرَكُمْ وَلا يُصَلَّى يَوْمَئِذٍ إِلا بِالْمَدِينَةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، وَمُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ عَنِ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. قَدِمَ شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ إِلَى بَغْدَادَ، فَوَعَظَ مُدَّةً، وَحُمِلْتُ إِلَيْهِ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ، وَأَنَا صَغِيرُ السِّنِّ، فَلَقَّنَنِي كَلِمَاتِ مِنَ الْوَعْظِ، وَجَلَسَ لِوَدَاعِ أَهْلِ بَغْدَادَ مُسْنَدًا إِلَى الرِّبَاطِ الَّذِي عِنْدَ بَابِ السُّورِ فِي الْحَلْبَةِ، وَرَقَّانِي يَوْمَئِذٍ الْمِنْبَرَ فَقُلْتُ الْكَلِمَاتِ، وَحَرَّرَ الْجَمْعُ خَمْسِينَ أَلْفًا، وَخَرَجَ مُتَوَجِّهًا إِلَى بَلَدِهِ وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.

الشيخ الخامس والثلاثون

الشَّيْخُ الْخَامِسُ وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَزَّازُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمَأْمُونِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَابَةَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا جَدِّي، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: ثنا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا آلَيْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ

عَبْدِ الْوَارِثِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ حُجْرٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، كِلاهُمَا عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وَكَانَ أَبُو مَنْصُورٍ مِنْ أَوْلادِ الْمُحَدِّثِينَ، سَمِعَ مِنِ ابْنِ الْمُهْتَدِي، وَابْنِ وِشَاحٍ، وَابْنِ الدَّجَاجِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ يَاسِينَ، وَالصَّرِيفِينِيِّ، وَابْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَأَبِي الْغَنَائِمِ، وَأَبِي بَكْرٍ الْخَيَّاطِ، وَابْنِ النَّقُّورِ، وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعْنَا مِنْهُ

الشيخ السادس والثلاثون

تَارِيخَ بَغْدَادَ عَنِ الْخَطِيبِ، وَكَانَ ثِقَةً، خَيِّرًا، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ السَّادِسُ وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنُ بْنُ الْبَنَّاءِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرُّسْتَمِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي مِنْكَبِيْهِ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلا يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.

الشيخ السابع والثلاثون

وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ خَيِّرًا. وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْحُجَّةِ سَنَةِ خَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ السَّابِعُ وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حَبَابَةَ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلِ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ أَنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجَزْكُمُوهُ. فَيَقُولُونَ: مَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُزَحْزِحْنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيَكْشِفُ لَهُمُ الْحِجَابَ فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَا شَيْءٌ أُعْطُوهُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهِيَ الزِّيَادَةِ. انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ. عَنْ يَزِيدَ، عَنْ حَمَّادٍ. فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ عَمْرَوَيْهِ الْجُلُودِيِّ، وَهُوَ شَيْخُ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.

الشيخ الثامن والثلاثون

سَمِعَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَتْحِ، ابْنَ النَّقُّورِ، وَغَيْرَهُ، وَشَهِدَ، وَصَارَ حَاكِمًا، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ بِجَامِعِ الْقَصْرِ أَخُوهُ لأُمِّهِ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّيْنَبِيُّ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الثَّامِنُ وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمنزلِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَيَّاطُ الْمُقْرِئُ بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ

الشيخ التاسع والثلاثون

بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: ثنا فضَالُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اكْفُلُوا لِي سِتًّا أَكْفُلُ لَكُمُ الْجَنَّةَ، إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلا يَكْذِبْ، وَإِذَا ائْتُمِنَ فَلا يَخُنْ، وَإِذَا وَعَدَ فَلا يُخْلِفْ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ. تُوُفِّيَ الْخَيَّاطُ فِي رَجَبٍ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ التَّاسِعُ وَالثَّلاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ الأَصْفَهَانِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الأَحَدِ سَادِسَ عَشَرَ مِنْ شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدِ بْنِ خُثَيِمٍ الْكُوفِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَهَبَطْنَا مِنَ الأَرْضِ، فَرَفَعَ النَّاسُ أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، وَإِنَّمَا تَدْعِونَ سَمِيعًا قَرِيبًا. قَالَ: وَدَعَانِي وَكُنْتُ قَرِيبًا مِنْهُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى

كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، كِلاهُمَا عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ.

الشيخ الأربعون

فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِم مِنْ عَبْدُ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. تُوُفِّيَ عَبْدُ الْجَبَّارِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَغَازِلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَأْمُونِ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ

الشيخ الحادي والأربعون

بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْغُدْوَةَ، فَشَهِدَهَا مَعَهُ نِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ مُتَلَفِّعَاتِ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ، وَمَا يُعْرَفْنَ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْمَتْنِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ. فَيَعْلُو لَنَا مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ. إِلا أَنَّ الإِسْنَادَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ عَنْهُ. وَتُوُفُّيَ أَحْمَدُ بْنُ ظَفْرٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الْحَادِي وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخِضْرِ الْجَوَالِيقِيُّ. بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الأَحَدِ الثَّامِنِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى، مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُسْرِيِّ، الْبُنْدَارُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي دَارِهِ بِبَابِ

الْمَرَاتِبِ، سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْقُرَشِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ. أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا عَنِ الْقَعْنَبِيِّ،

الشيخ الثاني والأربعون

عَنْ مَالِكٍ، فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ سَمِعْتُهُ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو مَنْصُورٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبِعِ مِائَةٍ، وَنَشَأَ بِبَابِ الْمَرَاتِبِ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ وَغَيْرِهِمَا، وَقَرَأَ الأَدَبَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عِلْمُ اللُّغَةِ، وَدَرَسَهَا فِي النِّظَامِيَّةِ بَعْدَ أَبِي زَكَرِيَّا مُدَّةً. فَلَمَّا وُلِّيَ الْمُقْتَفِي بِأَمْرِ اللَّهِ، اخْتَصَّ بِإِمَامَةِ الْخَلِيفَةِ، وَكَانَ الْمُقْتَفِي يَقْرَأُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْكُتُبِ وَكَانَ غَزِيرَ الْعَقْلِ مُتَوَاضِعًا، طَوِيلَ الصَّمْتِ، لا يَقُولُ شَيْئًا إِلا بَعْدَ التَّفْكِيرِ الطَّوِيلِ وَالْيَقِينِ. قَرَأْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ الْمُعْرَبُ وَغَيْرَهُ مِنْ تَصَانِيفِهِ، وَقِطْعَةً مِنَ اللُّغَةِ، وَكَثِيرًا مِنَ الأَحَادِيثِ. وَتُوُفِّيَ سَحْرَةَ الأَحَدِ النِّصْفَ مِنْ مُحَرَّمٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. وَحَضَرَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ أَرْبَابُ الدَّوْلَةِ، وَتَقَدَّمَ فِي الصَّلاةِ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّيْنَبِيُّ. وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ عِنْدَ وَالِدِهِ. الشَّيْخُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلامِيُّ

الدَّارُ، الْفَارِسِيُّ الأَصْلُ، مِنْ لَفْظِهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ ثَالِثَ عَشَرَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ، فِي انْسِلاخِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيُّوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلَ

الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ رَسُولَ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ قَالَ: مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، فَيَنْفَصِلُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ، وَهُوَ أَشَدُّ عَلَيَّ، وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صُورَةِ الْفَتَى فَيَنْبِذُهُ إِلَيَّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، كِلاهُمَا عَنْ هِشَامٍ. فَيَعْلُو لَنَا مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ لَيْلَةَ السَّبْتِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ التَّمُيمُيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ الْعَاصِمِيِّ، وَأَبِي الْغَنَائِمِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَالِكِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَانِيَاسِيِّ، وَأَبِي طَاهِرِ بْنِ

الشيخ الثالث والأربعون

أَبِي الصَّقْرِ، وَأَبِي الْخَطَّابِ بْنِ الْبَطِرِ، وَمَنْ دُوَنُهْم، وَأَكْثَر عَنْ الشُّيُوخِ الْمُتَأَخِّرِينَ. وَكانَ حَافِظًا، ضَابِطًا، ثِقَةً، مِنْ أَهْلِ السُّنَّةُ لا مَغْمَزَ فِيهِ. وَاسْتَمْلَى عَلَى شَيْخِنَا بْنِ الْحُصَيْنِ، وَابْنِ عَبْدِ الْبَاقِي، وَأَمْلَى هُوَ الْحَدِيثَ، وَقَرَأَ كَثِيرًا مِنَ اللُّغَةِ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا. وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى تَسْمِيعِي الْحَدِيثَ مِنْ زَمَنِ الصِّغَرِ، فَأَسْمَعَنِي مُسْنَدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ الْكِبَارِ وَالْعَوَالِي، وَأَثْبَتَ لِي مَا سَمِعْتُ، وَعَنْهُ أَخَذْتُ أَكْثَرَ مَا عَرَفْتُ مِنْ عِلْمِ الْحَدِيثِ. وَكَانَ كَثِيرَ الذِّكْرِ، سَرِيعَ الدَّمْعَةِ. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةِ خَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ قَرِيبًا مِنْ قَبْرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ الْحُصْرِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَ: رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي، وَقَالَ لِي: غَفَرْتُ لِعَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فِي زَمَانِكَ لأَنَّكَ رَئِيسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ. الشَّيْخُ الثَّالِثُ وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ. قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، قَالَ:

أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، ثنا يُوسُفَ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيَّةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ بَسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ فَقَدْ غَزَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ كِلاهُمَا عَنِ الْمُعَلِّمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ فِي لَيْلَةِ الثُّلاثَاءِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَقَرَأَ الْقِرَاءَاتِ عَلَى جَدِّهِ أَبِي مَنْصُورٍ الْخَيَّاطِ،

الشيخ الرابع والأربعون

وَعَلَى عَبْدِ الْقَاهِرِ الْعَبَّاسِيِّ وَأَبِي طَاهِرِ بْنِ سِوَارٍ، وَثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَصَنَّفَ فِي ذَلِكَ. وَقَرَأَ الأَدَبَ عَلَى أَبِي الْكَرَمِ بْنِ الدَّبَّاسِ. وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِِنِ ابْنِ النَّقُّورِ، وَطِرَادٍ، وَثَابِتٍ، وَأَبِي مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَلازَمَ الْمَسْجِدَ مُنْذُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَالْحَدِيثَ الْكَثِيرَ، وَلَمْ أَسْمَعْ قَارِئًا قَطُّ أَطْيَبَ صَوْتًا مِنْهُ، وَلا أَحْسَنَ أَدَاءً، عَلَى كِبَرِ سِنِّهِ. وَدُفِنَ عِنْدَ جَدِّهِ أَبِي مَنْصُورٍ بِدِكَّةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَكَانَ جَمْعُ جِنَازَتِهِ لا يُحَدُّ. الشَّيْخُ الرَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الزَّاغُونِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا نَقِيبُ النُّقَبَاءِ أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، إِمْلاءً فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَالِثِ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ

إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ. وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ الْمَدْيَنِيِّ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ، فَكَأَنِّي فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ سَمِعْتُهُ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وَعَاصِمٍ، وَالتَّمِيمِيِّ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الإِثْنَيْنِ ثَالِثَ عَشَرَ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ

الشيخ الخامس والأربعون

مِائَةٍ، وَدُفِنَ عِنْدَ أَخِيهِ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الْخَامِسُ وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ صَافِي بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَمَالِيُّ، عَتِيقُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرْدَةَ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّاءِ، فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ سَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ:

الشيخ السادس والأربعون

سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. فَكَأَنَّنِي فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ سَمِعْتُهُ مِنَ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. سَمِعَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ - وَيُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ أَيْضًا لأَنَّهُ اسْمُ وَلَدِهِ - مِنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْبَنَّاءِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ. وَكَانَ شَيْخُنَا حَسَنًا مُلازِمًا لِلصَّلَوَاتِ فِي جَمَاعَةٍ. وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ السَّادِسُ وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ ظَفْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ

فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيُّ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّارِكِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِرْمَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ الْوَلِيدُ الْعَيْزَارُ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ:

الشيخ السادس والأربعون

ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وُلِدَ أَبُو حَفْصٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ وَكَانَ ثِقَةً يُقْرِئُ الْقُرْآنَ وَيَسْمَعِ الْحَدِيثَ، وَسَمَاعِهِ صَحِيحٌ، لَهُ سَمْتُ الْمَشَايِخِ، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ بِيَبْرَزَ. الشَّيْخُ السَّادِسُ وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّبَّاسُ. بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ

قَالَ: أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْبِرْتِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمًا، فَأَعْطَى رَجُلا، وَلَمْ يُعْطِ آخَرًا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتُ فُلانًا وَهُوَ مُؤْمِنٌ.

الشيخ الثامن والأربعون

قَالَ: أَوَ مُسْلِمٌ. قَالَ: إِنِّي أُعْطِي أَقْوَامًا، وَأَدَعُ أَقْوَامًا، مَخَافَةَ أَنْ يُكِبَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ فِي سَنَةِ سَبْعِينَ، وَسَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيَّ، وَطِرَادًا، وَابْنَ الْبَطِرِ، وَابْنَ أَيُّوبَ، وَغَيْرَهُمْ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا. وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالسُّنَّةِ. وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِبِابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الثَّامِنُ وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ قَالَ: أنا أَبِي، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيُّ،

ثنا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرصَدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مِدْرَجَتِهِ مُتَكَلِّمًا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدَ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةِ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، غَيْرُ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ. انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يَعْلِو لَنَا فِي طَرِيقِهِ. وُلِدَ شَيْخُنَا عَبْدُ الْخَالِقِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَسَمِعَ أَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيَّ, وَطِرَادًا، وَعَاصِمًا، وَابْنَ الْبَطِرِ وَغَيْرَهُمْ. وَكَانَ مِنْ الْمُكْثِرِينَ سَمَاعًا وَكِتَابَةً، وَلَهُ فَهْمٌ وَضَبْطٌ، وَمَعْرِفَةٌ بِالنَّقْلِ، وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْحَدِيثِ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ ثَالِثَ عَشَرَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ مِنْ بَابِ حَرْبٍ.

الشيخ التاسع والأربعون

الشَّيْخُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبِسْطَامِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخَلِيلِيُّ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ، ثنا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى

الشيخ الخمسون

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَتَوَضَّأَ، فَشَرِبْتُ مِنْ وُضُوئِهِ، وَقُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَإِذَا هُوَ مِثْلُ «الْحَجَلَةِ» . وَرَدَ عَلَيْنَا شَيْخُنَا أَبُو شُجَاعٍ بِبَغْدَادَ، فَسَمِعْنَا مِنْهُ شَمَائِلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرَهَا، وَنَاظَرَ، وَوَعَظَ، وَكَانَ مَجْمُوعًا حَسَنًا. وَأَنْشَدَ فِي مَجْلِسِ وَعْظِهِ لأَبِي الْفَرَجِ بْنِ هِنْدو: تَعَرَّضَتِ الدُّنْيَا بِلَذَّةِ مَطْعَمٍ ... وَرَوْنَقِ مُوشِيٍّ مِنَ اللُّبْسِ رَائِقِ أَرَادَتْ سِفَاهًا أَنْ تُمَوِّهَ قُبْحَهَا ... عَلَى فِكْرٍ خَاضَتْ بِحَارَ الدَّقَائِقِ فَلا تَخْدَعِينَا بِالسَّرَابِ فَإِنَّنَا ... قَتَلْنَا نُهَانَا فِي طِلابِ الْحَقَائِقِ الشَّيْخُ الْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ الْعَامِرِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّقَّانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، قَالَ: أنا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا. وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ

يَحْيَى، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ شَيْخُنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ، وَطِرَادٍ، وَابْنِ الْبَطِرِ، وَغَيْرِهِمْ، وَسَمِعَ بِنَيْسَابُورَ مِنْ جَمَاعَةٍ، وَبِبِلْخَ وَهَرَاةَ، وَدَخَلَ مَرْوَ، وَجَالَ فِي خُرَاسَانَ. وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَكَانَ يَعِظُ وَلا يَتَكَلَّفُ، فَرُبَّمَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَمَعَهُ مَرْوِيَّاتُهُ، فَلَمَّا احْتَضَرَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمُرَاقَبَتِهِ فِي الْخَلْوَةِ، وَاحْذَرُوا مَصْرَعِي هَذَا، فَقُدْ عِشْتُ إِحْدَى وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَا كَأَنِّي رَأَيْتُ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: انْظُرْ، هَلْ تَرَى جَبِينِي يَعْرَقُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، هَذِهِ عَلامَةُ الْمُؤْمِنِ. يُرِيدَ بِذَلِكَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ. ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ:

الشيخ الحادي والخمسون

هَا قَدْ مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْكَ فَرُدَّهَا ... بِالْفَضْلِ لا بِشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَتُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الأَرْبِعَاءِ مُنْتَصَفِ رَمَضَانَ سَنَةِ ثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي رِبَاطِهِ بِقرَاحِ ظَفْرَ، ثُمَّ جَاءَ الْغَرَقُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَهَدَمَ الْمَحَلَّةَ، وَعَفَى أَثَرَ الْقَبْرَ. الشَّيْخُ الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ السَّلَمَاسِيُّ، مِنْ لَفْظِهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ ثَالِثِ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَارِئُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَزَّارُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاسِمِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: ثنا هَارُونَ بْنُ

سُفْيَانَ. ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: ثنا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ، ثنا. . . عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: غَدَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى عُرِفَ سِيمَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: رَجُلانِ مِنْ أُمَّتِي جَثِيَا بَيْنَ يَدِي رَبِّ الْعِزَّةِ تَعَالَى، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَبِّ خَذْ لِي تَمَطُّلاتِي مِنْ أَخِي. فَقَالَ أَعْطِ آجَالَ مَظْلَمَتِهِ. فَقَالَ: يَا رَبِّ لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ. قَالَ: يَا رَبِّ فَلْيَحْمِلْ عَنِّي مِنْ أَوْزَارِي. وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَوْلَ الْيَوْمِ عَظِيمٌ، يَوْمٌ يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهِ أَنْ يُحْمَلَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ. قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلطَّالِبِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ إِلَى الْجِنَانِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ، وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ، لأَيِّ شَيْءٍ هَذَا،

الشيخ الثاني والخمسون

لأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا لِمَنْ أَعْطَانِي الثَّمَنَ. قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ مُمَلِّكٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَنْتَ تَمْلِكُهُ. قَالَ: بِمَاذَا يَا رَبِّ؟ قَالَ: بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِيكَ. قَالَ: يَا رَبِّ قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: خُذْ بَيَدِ أَخِيكَ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَدِمَ أَبُو زَكَرِيَّا بَغْدَادَ، فَوَعَظَ بِهَا، وَوَقَعَ لَهُ الْقَبُولُ التَّامُّ، ثُمَّ غَابَ عَنْهَا نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فَسَمِعْنَا مِنْهُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، ثُمَّ رَحَلَ عَنْ بَغْدَادَ، فَتُوُفِّيَ بِسَلْمَاسَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حسون الْقَزَّازُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ

الشيخ الثالث والخمسون

الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ؛ ثنا ابْنُ صَفْوَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا قَاسِمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي عَنِ الإِسْلامِ بِأَمْرٍ لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ: قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ. قُلْتُ: فَمَا بَقِيَ؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ. كَانَ أَبُو الْحَسَنِ شَيْخُنَا، صَالِحًا، صَحِيحَ السَّمَاعِ، مُلازِمًا لِجَامِعِ الْمَنْصُورِ. الشَّيْخُ الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرَّبِ بْنِ الْحُسَيْنِ، الْفَقِيهُ الْكَرْخِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ:

أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ، قَالَ: أنا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَر الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،

الشيخ الرابع والخمسون

عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلا سَجَدَ إِلا رَجُلا رَأَيْتُهُ رَفَعَ كَفًّا مِنْ حَصًى فَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا يَجْزِينِي، فَرَأَيْتُهُ بِبَدْرٍ قُتِلَ كَافِرًا. وُلِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقَرَّبِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَرَوَى عَنْ طِرَادٍ، وَابْنِ الْبَطِرِ، وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ ثِقَةً: وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ سَعْدُ الْخَيْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَغْرِبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. قَالَ: أنا أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ سَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، فِي رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الطَّائِيُّ فِي رَبُيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ،

ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ، كِلاهُمَا عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ. فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ عَمْرَوَيْهِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. سَافَرَ شَيْخُنَا سَعْدُ الْخَيْرِ مِنَ الأَنْدَلُسِ إِلَى بِلادِ الصِّينِ، وَرَكِبَ الْبِحَارَ، ثُمَّ دَخَلَ بَغْدَادَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَامِدٍ الَغَزَالِيِّ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ طِرَادٍ، وَابْنِ الْبَطِرِ. وَثَابِتٍ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَسَمِعَ مِنْ شُيُوخِ خُرَاسَانَ، وَقَرَأَ الأَدَبَ عَلَى أَبِي زَكَرِيَّا. وَكَانَ ثِقَةً صَحِيحَ السَّمَاعِ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ

الشيخ الخامس والخمسون

عَاشِرَ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ الْقَصْرِ، وَحَضَرَ قَاضِي الْقُضَاةِ الزَّيْنَبِيُّ وَالأَعْيَانُ، وَدُفِنَ إِلَى جَانِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بِوَصِيَّةٍ مِنْهُ. الشَّيْخُ الْخَامِسُ وَالْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو زَرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ الأَصْلِ، الرَّازِيُّ الْمَوْلِدِ، الْهَمَذَانِيُّ الدَّارِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلانَ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،

الشيخ السادس والخمسون

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، كِلاهُمَا عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ. وُلِدَ أَبُو زَرْعَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ سَابِعَ رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ بِهَمَذَانَ. الشَّيْخُ السَّادِسُ وَالْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَاسِبِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى

الْجَوْهَرِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ هِشَامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءً جُهَّالا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ وَكِيعٍ،

الشيخ السابع والخمسون

كِلاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. سَمِعَ أَبُو الْقَاسِمِ مِنِ ابْنِ النَّقُّورِ، وَابْنِ الْبَنَّاءِ، وَلَمْ تَكُنْ طَرِيقَتُهُ مَرْضِيَّةً. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ السَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ رَجَاءٍ الأَصْفَهَانِيُّ، إِمْلاءً فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّوْضَةِ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُطَهَّرِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالُوا: أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ، قَالَ: أنا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا نُوحُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ

الشيخ الثامن والخمسون

الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ. أَخْرَجَاهُ. وَكَانَ أَبُو أَحْمَدَ مِنَ الْحُفَّاظِ الْوُعَّاظِ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِالْحَدِيثِ. وَكَانَ يُخْرِّجُ وَيُمْلِي، وَيَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ. وَتُوُفِّيَ فِي الْبَادِيَةِ ذَاهِبًا إِلَى الْحَجِّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الثَّامِنُ وَالْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ ظَفْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْهَمَذَانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ سَهْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّبِيعِيُّ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الإِسْفَرَايِينِي، قَالَ: أنا يَعْقُوبُ بْنُ

إِسْحَاقَ، قَالَ: أنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، فَيَعْلُو لَنَا فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ. قَدِمَ شَيْخُنَا هَذَا أَبُو سَعْدٍ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ، وَكَانَ ظَاهِرَ الْكِيَاسَةِ، لَهُ فَهْمٌ وَأَدَبٌ.

الشيخ التاسع والخمسون

الشَّيْخُ التَّاسِعُ وَالْخَمْسُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي صَفَرٍ سَنَةِ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أنا الْحَسَنُ وَمُحَمَّدُ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الشيخ الستون

كَانَ أَبُو الْقَاسِمِ وَكِيلا بَيْنَ يَدَيْ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي الْقَاسِمِ الزَّيْنَبِيِّ، وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ ابْنِ الْبَطِرِ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبُسْرِيِّ. الشَّيْخُ السِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْمُنْزِلُ بْنُ بَرَكَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فُتُوحِ بْنِ كَمَوَيْهِ النَّخَّاسُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي يَوْمِ الإِثْنَيْنِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ الْعُكْبَرِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: أنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدَ مَنَافٍ: لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ: سَلِينِي مَا شِئْتِ، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ

الشيخ الواحد والستون

حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى. عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَيَعْلُو لَنَا مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ، كَأَنْ سَمِعْنَاهُ مِنْ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. الشَّيْخُ الْوَاحِدُ وَالسِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَطِّيِّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.

الشيخ الثاني والستون

وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَتْحِ مِنْ سَنَةِ سَبْعِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ مَالِكٍ الْبَانِيَاسِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ، وَابْنِ الْبَطِرِ، وَغَيْرِهِمْ. وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا، وَكَانَ يُحِبُّ أَهْلَ الْخَيْرِ، وَيَشْتَهِي أَنْ يُقْرَأَ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ سَابِعَ عِشْرِينَ جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابُ بِيَبْرَزَ. الشَّيْخُ الثَّانِي وَالسِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الْهَرَوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ الرَّابِعَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَطَاءٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْمُلَيْحِيُّ، قَالَ: أنا - فَذَكَرَ شَيْخًا قَدْ خَفِيَ عَلَيَّ اسْمُهُ وَأَظُنُّهُ ابْنَ مَرْدَوَيْهِ - قَالَ: أنا مَنْصُورُ بْنُ عَبَّاسٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ، وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ . قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَلَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلا الْخَيْرَ، قَالَ: اقَرْإِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ. فَقُلْتُ: إِنِّي أَطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ:

الشيخ الثالث والستون

فَشَدَدْتُ فَشَدَّدَ عَلَيَّ، فَقَالَ: اقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ، وَلا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. الشَّيْخُ الثَّالِثُ وَالسِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ حَمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَمَدِ الْهَمَذَانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: أنا أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ: أَخْبَرَكُمْ مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاةِ الْفَذِّ سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً فَأَقَرَّ بِهِ، وَقَالَ: نَعَمْ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ، فَيَعْلُو لَنَا فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ. وَكَانَ شَيْخُنَا أَبُو نَصْرٍ حَسَنَ الصُّورَةِ، مَلِيحَ الشَّيْبَةِ، مَائِلا إِلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ، كَثِيرَ التَّهَجُّدِ وَالتِّلاوَةِ لِلْقُرْآنِ وَكَانَ شَيْخَ رِبَاطِ بُهْرُوزَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَانِي عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثِ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَغَسَّلَهُ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ بِوَصِيَّةٍ مِنْهَ، وَدُفِنَ بِالشُّونِيزِيَّةِ فِي صُفَّةِ الْجُنَيْدِ.

الشيخ الرابع والستون

الشَّيْخُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ الْقَزَّازُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَوَارِسِ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ لِجِبْرِيلَ إِنِّي أُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ لأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ. قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ. وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا فَمِثْلُ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ

الشيخ الخامس والستون

مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلٍ، فَيَعْلُو لَنَا فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُخْتَصَرًا، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْبُغْضَ، وَهُوَ يَعْلُو لَنَا أَيْضًا. سَمِعَ شَيْخُنَا أَبُو عَلِيٍّ مِنِ ابْنِ الْبَطِرِ، وَثَابِتٍ، وَجَمَاعَةٍ، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا، وَتُوُفِّيَ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ. وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الْخَامِسُ وَالسِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو السُّعُودِ الْمُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونَ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْعَلافِ، قَالَ: أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الآدَمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْرَانَ، ثنا

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُهُ وَيُتَعْتِعُ فِيهِ وَهُوَ شَاقٌّ عَلَيْهِ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ يَعْلُو لَنَا فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ كَأَنَّا سَمِعْنَاهُ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا. وَتُوُفِّيَ أَبُو السُّعُودِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.

الشيخ السادس والستون

الشَّيْخُ السَّادِسُ وَالسِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدِّينَوَرِيُّ، الْمُقْرِئُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبِي، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَرْقَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، ثنا أَبُو بُرْدَةَ،

الشيخ السابع والستون

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى. وَهُوَ يَعْلُو لَنَا فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ. رَوَى لَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ صَحِيحَ الإِسْمَاعِيلِيِّ وَغَيْرَهُ. تُوُفِّيَ يَوْمَ الأَحَدِ خَامِسَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ السَّابِعُ وَالسِّتُّونَ نجلاء أَخْبَرَنَا أَبُو الْعُزِّ ثَابِتُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْكَيْلِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَأَقَرَّ بِهِ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ أَبِي حَرْبٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ الْحَرَشِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ،

ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَتَى خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ، فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ قَالَ: وَجَاءَ الْحَسَنُ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَحَدَّثَ، قَالَ: ثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ مُكَوَّرَانِ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: وَمَا ذَنْبُهُمَا؟ فَقَالَ: أَحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَسَكَتَ الْحَسَنُ.

الشيخ الثامن والستون

كَانَ أَبُو الْعِزِّ الْكَيْلِيُّ دَيِّنًا، ثِقَةً، صَحِيحَ السَّمَاعِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَقِيلَ: ثَمَانٍ، وَوَقَفَ كُتُبَهُ. الشَّيْخُ الثَّامِنُ وَالسِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بَذَّالٍ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ النَّفِيسِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْعُشَارِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَكِينَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَهْدِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُعَيْرِ بْنِ

الْخِمْسِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ ابْنِ نَصِيرٍ

الشيخ التاسع والستون

عَنْ أَبِيهِ، كِلاهُمَا عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ. تُوُفِّيَ أَبُو الْفَضْلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ التَّاسِعُ وَالسِّتُّونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّمَّاكِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ قَالَ: أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: أنا أَبُو عُثْمَانَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافِ قَالَ: أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ،

الشيخ السبعون

قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: مَتَى أُحْدِثَ هَذَا الْمَسْجِدُ؟ قُلْنَا: الآنَ. فَقَالَ أَنَسٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ» . كَانَ أَبُو الْحَسَنِ ثِقَةً مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَسَمَاعُهُ صَحِيحٌ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ السَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبَّاسِيُّ، نَقِيبُ الْعَبَّاسِيِّينَ بِمَكَّةَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ

الشيخ الحادي والسبعون

وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْمَكِّيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الأَزْهَرِ يُعْرَفُ بِابْنِ زُنْبُورٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعِ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَامْرَأَةُ الرَّجُلِ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، فَكُلُّكَمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ يَعْلُو لَنَا عُلُوًّا كَبِيرًا فِي طَرِيقِ الصَّحِيحَيْنِ. تُوُفِّيَ الشَّرِيفُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَمِّرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُعَمِّرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عِبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ الْخَزْرَجِيُّ

الأَنْصَارِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنَوَيْهِ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ

الشيخ الثاني والسبعون

مُعَاوِيَةَ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وُلِدَ أَبُو الْمُعَمِّرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ لَهُ فَهْمٌ وَعِلْمٌ بِالْحَدِيثِ، وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِالشُّونِيزِيَّةِ. الشَّيْخُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَيْضَاوِيُّ الْقَاضِي، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الْعُشَارِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَكِينَةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ،

الشيخ الثالث والسبعون

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ إِلا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلا يَرَى إِلا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلا يَرَى إِلا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ تِلْقَاءَ وَجْهَهَ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ وَجْهَهُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ رَابِعَ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الثَّالِثُ وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُسْرُو الْبَلْخِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الأَحَدِ ثَانِيَ عَشَرَ رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ: قَالَ: أنا عَبْدُ الْمُحْسِنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَنْشَدَنَا مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ الصَّيْمَرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ

بْنُ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ دُرَيْدٍ لِنَفْسِهِ: رُبَّ أَخٍ كُنْتُ بِهِ مُغْتَبِطًا ... أَشُدُّ كَفِّي بِعُرَا صُحْبَتِهِ تَمَسُّكًا مِنِّي بِالْوُدِّ وَلا ... أَحْسَبُهُ يُغَيِّرُ الْعَهْدَ وَلا يَحُولُ عَنْهُ أَبَدًا ... مَا حَلَّ رُوحِي جَسَدِي فَانْقَلَبَ الدَّهْرُ بِهِ ... فَرُمْتُ أَنْ أُصْلِحَ مَا أَفْسَدَهُ فَاسْتَصْعَبَ أَنْ يَأْتِيَ طَوْعًا ... فَنَأَيْتُ أَنَّ حبه فَلَمَّا لَحَّ فِي الْهَجْرِ أَبَى ... وَمَضَى مُنْهَمِكًا غَسَلْتُ إِذْ ذَاكَ يَدِي مِنْهُ وَلَمْ آسَ عَلَى ... مَا فَاتَ مِنْهُ وَإِذَا لَجَّ بِكَ الأَمْرُ الَّذِي تَطْلُبُهُ ... فَخَلِّ عَنْهُ وَائْتِ غَيْرَهُ وَلا تَلِحَّ فِيهِ فَتَلْقَ غَيًّا ... وَجَانِبِ الْغَيَّ وَأَهْلَ الْفِتْنَةِ وَاصْبِرْ عَلَى حَادِثَةٍ إِنْ جَاءَكَ الدَّهْرُ بِهَا ... فَالصَّبْرُ أَحْرَى بِذَوِيِ اللُّبِّ وَأَرْبَى بِهِمْ وَقَلَّ مِنْ صَابِرٍ مَا فَاجَأَهُ الدَّهْرُ بِهِ ... إِلا سَيَلْقَى فَرَحًا فِي يَوْمِهِ أَوْ فِي غَدِ

الشيخ الرابع والسبعون

قَالَ: وَأَنْشَدَنِي ابْنُ دُرَيْدٍ لِنَفْسِهِ: لا تَتْرُكْنِي إِلَى الْهَوَى ... وَاذْكُرْ مُفَارَقَةَ الْهَوَى وَذَكَرَ الْمَقْصُورَةَ كُلَّهَا. سَمِعَ الْبَلْخِيُّ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْعَلافِ، وَأَبِي الْغَنَائِمِ، وَابْنِ أَبِي عُثْمَانَ، وَطِرَادٍ، وَأَكْثَرَ السَّمَاعَ. وَتُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الرَّابِعُ وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَلْمَانُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَامِدٍ الْقَصَّابُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيْضَاوِيُّ، ثنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: أنا ابْنُ صَفْوَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ

عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ. قَالَ الآخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطِبًا بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وُلِدَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. سَمِعَ مِنْ ثَابِتٍ، وَيَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، وَغَيْرِهِمَا. وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ.

الشيخ الخامس والسبعون

الشَّيْخُ الْخَامِسُ وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَلافِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْحَمَّامِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الآدَمِيُّ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا قَبْيَصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،

الشيخ السادس والسبعون

ثنا عَلْقَمَةُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ يَعْلُو لَنَا مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ. سَمِعَ أَبُو طَالِبٍ الْكَثِيرَ، وَرَوَى وَكَانَ ثِقَةً، صَحِيحَ السَّمَاعِ. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ثَالِثَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ السَّادِسُ وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ هَدِيَّةَ بْنِ سَلامَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّوَّافُ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ خَامِسَ عَشَرَ جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ الرَّزَّازُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٌّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ

الشيخ السابع والسبعون

عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زَرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: اثْنَتَانِ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَأْمُلُ الْغِنَى، وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا تُهْمِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقِومَ قُلْتَ: لِفُلانٍ كَذَا، وَلِفُلانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، كِلاهُمَا عَنْ عُمَارَةَ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا. وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. وُلِدَ أَبُو حَفْصٍ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ سَادِسَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ, وَكَانَ ثِقَةً. الشَّيْخُ السَّابِعُ وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَجَا بْنِ شَاتِيلَ الدَّبَّاسُ، قَالَ: أنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ خُشَيْشٍ، قَالَ:

أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَكَانَ شَيْخًا ثِقَةً، صَحِيحَ السَّمَاعِ. سَمِعَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبُسْرِيِّ، وَابْنِ بَيَانٍ، وَأَبِي الْخَطَّابِ الْكَلْوَذَانِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.

الشيخ الثامن والسبعون

الشَّيْخُ الثَّامِنُ وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَكِيمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ النَّهْرَوَانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ، قَالَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُومَا، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الذَّرَّاعُ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالُوا: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَدَثَانِيُّ،

ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ. وُلِدَ أَبُو حَكِيمٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ ابْنِ ملَةَ، وَابْنِ الْحُصَيْنِ، وَغَيْرِهِمَا. وَتَفَقَّه، وَنَاظَرَ، وَأَفْتَى. وَكَانَ عَالِمًا بِالْمَذْهَبِ، وَالْحُدُودِ، وَالْفَرَائِضِ. وَكانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْحِلْمِ وَالتَّوَاضُعِ. وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ

الشيخ التاسع والسبعون

مِائَةٍ، وَدُفِنَ قَرِيبًا مِنْ بِشْرٍ الْحَافِي. الشَّيْخُ التَّاسِعُ وَالسَّبْعُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا عَمِّي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الصُّورِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

الشيخ الثمانون

وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ إِلا تَرْكُ الصَّلاةِ. انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، وَيَعْلُو لَنَا مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ. وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْحُسَيْنِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ. وَكَانَ حَافِظًا كِتَابَ اللَّهِ، دَيِّنًا، ثِقَةً، وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ وَحَدَّثَ وَهُوَ مِنْ بَيْتِ الْمُحَدِّثِينَ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الأَحَدِ خَامِسَ عَشَرَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ أَحْمَدَ. الشَّيْخُ الثَّمَانُونَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ جَعْفَرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ جَامِعٍ الشَّامِيُّ الْحَمَوِيُّ مِنْ لَفْظِهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ الْيُوسُفِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ لُولُو الْوَرَّاقُ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْوَلِيدِ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقَاضِي، ثنا

الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ عَجَبًا. قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أَمَّتِي جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدَيْهِ فَرَدَّهُ عَنْهُ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدْ احْتَوَشَتْهُ الشَّيَاطِينُ، فَجَاءَهُ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَخَلَّصَهُ مِنْ بَيْنِهِمْ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يَمُوتُ جَاءَ عَلَيْهُ عَذَابُ الْقَبْرِ فَجَاءَهُ وُضُوءُهُ، فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْهُ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدِ احْتَوَشَتْهُ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَجَاءَتْهُ صَلاتُهُ فَاسْتَنْقَذَتْهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يَلْهَثُ عَطَشًا كُلَّمَا وَرَدَ حَوْضًا مُنِعَ مِنْهُ، فَجَاءَهُ صَوْمُ رَمَضَانَ فَسَقَاهُ وَأَرْوَاهُ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي وَالنَّبِيُّونَ حِلَقًا حِلَقًا، كُلَّمَا دَنَا إِلَى حَلْقَةٍ طُرِدَ مِنْهَا، فَجَاءَهُ اغْتِسَالُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِي. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ظُلْمَةٌ وَمِنْ خَلْفِهِ ظُلْمَةٌ، وَعَنْ يَمِينِهِ ظُلْمَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ ظُلْمَةٌ، وَمِنْ فَوْقِهِ ظُلْمَةٌ، وَمِنْ تَحْتِهِ ظُلْمَةٌ وَهُوَ مُتَحَيِّرٌ، فَجَاءَهُ حَجُّهُ وَعُمْرَتُهُ

فَاسْتَنْقَذَاهُ مِنَ الظُّلْمَةِ وَأَدْخَلاهُ النُّورَ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِينَ وَلا يُكَلِّمُونَهُ، فَجَاءَتْهُ صِلَةُ الرَّحِمِ وَقَالَتْ: يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ كَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ وَاصِلا لِلرَّحَمِ، فَكَلَّمُوهُ، وَصَافَحُوهُ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يَتَّقِي وَهَجَ النَّارِ وَشَرَرَهَا بِيَدِهِ عَنْ وَجْهِهِ. فَجَاءَتْهُ صَدَقَتُهُ فَصَارَتْ سِتْرًا عَلَى رَأْسِهِ، وَظِلا عَلَى وَجْهِهِ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدْ أَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَجَاءَ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَاسْتَنْقَذَاهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَأَدْخَلاهُ فِي مَلائِكَةِ الرَّحْمَةِ، وَصَارَ مَعَهُمْ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ، فَجَاءَ حُسْنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَأَدْخَلَهُ عَلَى اللَّهِ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدْ هَوَتْ صَحِيفَتُهُ قِبَلَ شِمَالِهِ، فَجَاءَهُ خَوْفُهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِشِمَالِهِ، فَجَعَلَهَا فِي يَمِينِهِ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدْ خَفَّ مِيزَانُهُ فَجَاءَتْهُ ابْنُ يُمْنَاهُ، يَعْنِي أَوْلادَهُ، الصِّغَارَ، فَثَقَّلُوا مِيزَانَهُ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَجَاءَهُ قَاصِدٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يَهْوِي فِي النَّارِ، فَجَاءَتْهُ دُمُوعُهُ الَّتِي بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَخْرَجَتْهُ مِنَ النَّارِ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَائِمًا عَلَى الصِّرَاطِ يَرْعَدُ كَمَا يَرْعَدُ السَّعَفُ فِي رِيحٍ عَاصِفٍ، فَجَاءَهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَسَكَنَتْ رَعْدَتُهُ، وَمَضَى عَلَى الصِّرَاطِ. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يَحْبُو أَحْيَانًا وَيَزْحَفُ أَحْيَانًا، وَيَتَعَلَّقُ أَحْيَانًا، فَجَاءَتْهُ صَلاتُهُ عَلَيَّ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ، فَأَقَامَتْهُ عَلَى الصِّرَاطِ وَمَضَى. وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي انْتَهَى إِلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَأُغْلِقَتِ

الشيخ الحادي والثمانون

الأَبْوَابُ دُونَهُ، فَجَاءَتْهُ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَفَتَحَتِ الأَبْوَابَ وَأَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ. كَانَ أَبُو زَيْدٍ مِنْ أَهْلِ حَمَاةَ، بَلْدَةٍ مِنْ بِلادِ الشَّامِ بَيْنَ حِمْصَ وَحَلَبَ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَكَانَ كَثِيرَ الدِّرَاسَةِ لَهُ. وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الطُّيُورِيُّ. وَأَبِي طَالِبِ بْنِ يُوسُفَ، وَغَيْرِهِمَا. وَانْقَطَعَ عَنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ مُتَشَاغِلا بِنَفْسِهِ. وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي صُفَّةٍ مُلاصِقَةٍ لِمَسْجِدِهِ فِي مَحَلَّتِهِ الْمَعْرُوفَةِ بِقَطُفْتَا، مِنَ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ. الشَّيْخُ الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا سَنَةَ سِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

الشيخ الثاني والثمانون

الْفُرَاوِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَمْرَوَيْهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا شَبَابَةُ. ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أَخْرَجَاهُ. كَانَ لِلْمَرْوَزِيِّ سَمْتُ الْمَشَايِخِ، وَسَمِعْنَا عَلَيْهِ جَمِيعَ صَحِيحِ مُسْلِمٍ. الشَّيْخُ الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدِي، قَالَ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيثِيُّ، قَالَ أنا أَبُو الْهَيْثَمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ

الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَرْبِيَّ الْجُرْجَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّيْنِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْهَدُوا، أَخْرَجَاهُ

الشيخ الثالث والثمانون

الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ الْمُدَيْنِيِّ، وَمُسْلِمٌ عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فَهُوَ يَعْلُو لَنَا مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ. كَانَ أَبُو الْبَرَكَاتِ رَجُلا خَيِّرًا، وَسَمِعَ مِنِ ابْنِ الْبَطِرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ، وَغَيْرِهِمَا. وَتُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ, وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حَرْبٍ. الشَّيْخُ الثَّالِثُ وَالثَّمَانُونُ أَخْبَرَنَا الْوَزِيرُ أَبُو الْمُظَفَّرِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هُبَيْرَةَ: قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا الإِمَامِ الْمُقْتَفِي لأَمْرِ اللَّهِ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بنِ الإِمَامِ الْمُسْتَظْهِرِ بِاللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ ابْنِ الإِمَامِ الْمُقْتَدِي بِأَمْرِ اللَّهِ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ، ابْنِ الأَمِيرِ ذَخِيرَةِ الدِّينِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ، ابْنِ الإِمَامِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ اللَّهِ، ابْنِ الإِمَامِ الْقَادِرِ بِاللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ، ابْنِ الأَمِيرِ أَبِي مُحَمَّدٍ إِسْحَاقَ، ابْنِ الإِمَامِ الْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ أَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرٍ، ابْنِ الإِمَامِ الْمُعْتَضِدِ بِاللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ، ابْنِ الأَمِيرِ أَبِي مُحَمَّدٍ طَلْحَةَ الْمُوَفَّقِ، ابْنِ الإِمَامِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ أَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرٍ، ابْنِ الإِمَامِ الْمُعْتَصِمِ باللَّهِ أَبِي إِسْحَاقَ مُحَمَّدٍ، ابْنِ الإِمَامِ الرَّشِيدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ هَارُونَ، ابْنِ الإِمَامِ الْمَهْدِيِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ، ابْنِ الإِمَامِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ابْنِ حَبْرِ الأُمَّةِ، وَأَبِي الأَئِمَّةِ، تُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ، ابْنِ عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَابِعَ عِشْرِينَ

رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، فَأَقَرَّ بِهِ، قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو الْبَرَكَاتِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ السِّيبِيُّ مِنْ لَفْظِهِ فِي رَمَضَانَ سَنَةِ خَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَزَارمَرْدَ الصَّرِيفِينِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِبَغْدَادَ فِي صَفَرٍ سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَزْدَادُ الزَّمَانُ إِلا شِدَّةً، وَلا يَزْدَادُ النَّاسُ إِلا شُحًّا، وَلا تَقُومُ

الشيخ الرابع والثمانون

السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ. وُلِدَ الْوَزِيرُ أَبُو الْمُظَفَّرِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ بِالْقِرَاءَاتِ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ وَتَفَقَّهَ. وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِالنَّحْوِ، وَاللُّغَةِ، وَالْعَرُوضِ، وَصَنَّفَ. وَوُزِّرَ لِلْمُقْتَفِي، ثُمَّ لِلْمُسْتَنْجِدِ. وَكَانَ مُتَوَاضِعًا مُقَرَّبًا لأَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ، كَرِيمًا. وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأَحَدِ ثَالِثَ عَشَرَ جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ سِتِّينَ، وَكَانَ يَوْمُهُ مَشْهُودًا. الشَّيْخُ الرَّابِعُ وَالثَّمَانُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمجلِيُّ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا جَدِّي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْقُومسَانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَاهَانَ، قَالَ: ثنا مُوسَى

الشيخ الخامس والثمانون

بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ. عَنْ هُصَّانَ بْنِ كَاهِلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِشَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ. سَمِعَ أَبُو عَلِيٍّ مِنْ أَهْلِ الْبِلادِ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ الْبَطِرِ، وَأَبِي الْغَنَائِمِ، وَابْنِ أَبِي عُثْمَانَ. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الشَّيْخُ الْخَامِسُ وَالثَّمَانُونَ أَخْبَرَنَا عَنْبَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّجْمِيُّ وَكَانَ خَيِّرًا قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَرّرُ بْنُ

الشيخ السادس والثمانون

هَارُونَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، سِتًّا، مَا تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضَا مُفْسِدًا، أَوْ كِبَرًا مُقَيِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ، فَإِنَّهُ شَرٌّ مُنْتَظَرٌ، أَوِ السَّاعَةِ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ. الشَّيْخُ السَّادِسُ وَالثَّمَانُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي. . . بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ. . قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ. . . ابْنِ مُسْلِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمْدَانَ عَن شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقَرِّرَانِهِ، فَيَقُولانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. فَيَقُولانِ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أَبْدَلَهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: فَيَرَاهُمَا كِلَيْهِمَا. أَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ فَيَقُولانِ

الأولى

لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ كَمَا يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقَالَ لَهُ: لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمَطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً، فَيَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ مِنَ الثَّقَلَيْنِ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَكَانَ أَبُو الْمَعَالِي مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الْجِيَادِ. هَذَا آخِرَ الْمَشَايِخِ الأَكَابِرِ. وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ جَمَاعَةٍ غَيْرِهِمْ، وَلِي إِجَازَاتٌ مِنْ خَلْقٍ يَطُولُ ذِكْرُهُمْ. وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ ثَلاثِ نِسْوَةٍ. الأُولَى أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَضْلَوَيْهِ الرَّازِيُّ الْبَزَّازُ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهَا وَأَنَا أَسْمَعُ، يَوْمَ الْخَمِيسِ غُرَّةَ جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَتْ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ النِّصْفِ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ سِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , يُكْسَرُ هَذَا الاسْمُ، فَقِيلَ: ابْنُ سَمْعُونَ إِمْلاءً يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسِتٍّ بَقَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمَخْرَمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ

الثانية

عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ هُوَ لَهُ إِلا الصَّيَامَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ الأَشَجِّ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَكَأَنَّا سَمِعْنَاهُ فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا. كَانَتْ شَيْخَتُنَا فَاطِمَةُ وَاعِظَةً مُتَعَبِّدَةً، لَهَا رِبَاطٌ تَجْتَمِعُ فِيهِ الزَّاهِدَاتُ سَمِعَتْ أَبَا جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَأَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبِ، وَغَيْرَهُمَا. تُوُفِّيَتْ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الثَّانِيَةِ أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حَكِيمٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَبْرِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِا وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَتْ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيُّ، ثنا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ،

عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَهَبَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرْجِعِهِ مِنْ حَجَّتِهِ، وَمَا أَدْرِي مَا مَضَى مِن اللَّيْلِ أَكْثَرُ أَوْ مَا بَقِيَ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدَ بِأَبِي وَأُمِّي؟ ! يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ

الثالثة

انْطَلِقْ، فَإِنِّي قَدْ كَثَّرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأَهْلِ الْبَقِيعِ، قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ اسْتَغْفَرَ لَهُمْ طَوِيلا قَائِمًا وَقَاعِدًا ثُمَّ قَالَ ... : لِيَهْنِكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَتْبَعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الأُولَى. يَا أَبَا مَوْهِبَةَ: إِنِّي قَدْ أُعْطَيتُ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا، ثُمَّ خُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَالْجَنَّةِ، وَبَيْنَ لِقَائِي رَبِّي وَالْجَنَّةِ. فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، خَذْ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا بِالْجَنَّةِ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ يَا أَبَا مَوْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَالْجَنَّةَ عَلَى ذَلِكَ. فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَكَى بَعْدَ ذَلِكَ بَأَيَّامٍ. كَانَتْ شَيْخَتُنَا هَذِهِ خَالَةَ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ. وَكَانَتْ خَيِّرَةً، وَتُوُفِّيَتْ فِي رَجَبٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ. الثَّالِثَةِ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عُمَرَ الإِبَرِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا فِي صَفَرٍ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فَقَالَتْ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

الأَرْدَسْتَانِيُّ قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمُذَكِّرُ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّخَعِيُّ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَقَرَأَ الإِمامُ ذَاتَ لَيْلَةٍ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] فَقَطَعَ صَلاتَهُ وَجُنَّ، وَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ، فَلْم يُوقَفُ لَهُ عَلَى أَثَرٍ. سَمِعَتْ شُهْدَةُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ السَّرَّاجِ، وَطِرَادٍ، وَغَيْرِهِمَا. وَكَانَ لَهَا خَطٌّ حَسَنٌ، وَعَاشَتْ مُخَالِطَةً لِدَارِ الْخِلافَةِ. وَكَانَ لَهَا بِرٌّ وَمَعْرُوفٌ. وَقَارَبَتً الْمِائَةَ، وَتُوُفِّيَتْ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَتْ بِمَقْبَرَةِ بَابِ بيرزَ. آخِرُ الْمَشْيَخَةِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. كَتَبَهَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَالِسِيُّ بِدِمَشْقَ.

§1/1