مشيخة ابن إمام الصخرة

البياني، ابن إمام الصخرة

الشيخ الأول علي بن أحمد المقدسي، المعروف بابن البخاري

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً الشيخ الأول علي بن أحمد المقدسي، المعروف بابن البخاري 1- أخبرنا الشيخ الإمام العالم المسند، ملحق الأصاغر بالأكابر، والأحفاد بالأجداد، أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي الحنبلي المعروف بابن البخاري، بقراءة الحافظ أبي الحجاج المزي عليه، وأنا حاضر أسمع، في شعبان، من سنة تسع وثمانين وستمئة، وهو أول حضوري عليه، قال: أنا الإمام العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قراءةً عليه وأنا أسمع، في ربيع الأول سنة ست وستمئة، وهو -[32]- أول حديث سمعته منه في ذلك المجلس، قال: أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني القاضي المسند أبو الحسن علي بن الفرج بن عبد الرحمن الصقلي من لفظه بـ ((مكة)) في المسجد الحرام تجاه الكعبة، في بكرة يوم الخميس، تاسع عشر ذي الحجة، من سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني الشيخ أبو نصر عبيد الله بن سعيد الحافظ، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، وهو أول حديث سمعته منه، بقراءتي عليه، قال: ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، وهو أول حديث سمعته منه سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمئة، قال: ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا سفيان بن عيينة وهو أول حديث سمعته من سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء)) . هذا حديث حسنٌ غريبٌ، تفرد به سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، ولم يروه غير عمرو بن دينار، عن أبي قابوس. أخرجه أبو داود في ((سننه)) عن مسدد بن مسرهد، وأبي بكر بن -[33]- أبي شيبة، وأخرجه الترمذي في ((جامعه)) عن ابن عمرو، كلهم عن سفيان، وقال: حسن صحيح.

2- وبه قال الصقلي: حدثني أبو نصر, قال: ثنا أحمد بن محمد بن موسى إملاءً, قال: ثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي, قال: ثنا أبو مصعب, عن مالك, عن نافع, عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو)) . صحيح, أخرجه البخاري عن القعنبي, وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى, كلاهما عن مالك.

3- وأخبرنا الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أبي العباس البخاري, قراءةً عليه وأنا حاضر أسمع, قال: أنا أبو حفص عمر بن -[36]- محمد بن معمر بن طبرزذ البغدادي, قراءةً عليه ونحن نسمع, قال: أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي الحافظ, قال: أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن المجمع الخطيب, قال: أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الكتاني, قال: ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي, قال: ثنا أبو خيثمة زهير بن حرب, قال: ثنا وكيع, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس, ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً, فسئلوا فأفتوا بغير علم, فضلوا وأضلوا)) هذا حديثٌ صحيح, انفرد به مسلم, فرواه في ((صحيحه)) , عن أبي خيثمة زهير بن حرب, فوقع لنا موافقةً له, ولله الحمد والمنية.

4- وأخبرنا علي بن أحمد السعدي, قراءةً عليه وأنا محضر, في الثالثة, في سنة تسع وثمانين وستمئة, قال: أنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر الدارقزي, قال: أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد الحافظ, قال: أنا علي بن أحمد بن محمد البندار, وعبد الله بن محمد بن هزارمرد الصريفيني, قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي, قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي, قال: ثنا -[37]- محمد بن حسان السمتي, قال: ثنا محمد بن الحجاج اللخمي, عن مجالد, عن الشعبي, عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيكم يعرف القس بن ساعدة الإيادي؟)) , قالوا: كلنا يا رسول الله نعرفه, قال صلى الله عليه وسلم: ((فما فعل؟)) , قالوا: هلك, قال: ((فما أنساه بعكاظ على جمل أحمر, وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واستمعوا وعوا: من عاش مات, ومن مات فات, وكل ما هو آت آت, إن في السماء لخبراً, وإن في الأرض لعبراً, مهادٌ موضوعٌ, وسقف مرفوع، ونجومٌ تمور, وبحارٌ لا تغور, أقسم قسٌ قسماً حقاً, لئن كان في الأمر رضاً ليكونن سخطاً, إن لله لديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه, ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا فناموا)) , ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((أيكم يروي شعره)) . فأنشدوه: في الذاهبين الأولين ... من القرون لنا بصائر لما رأيت موارداً ... للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها ... يسعى الأصاغر والأكابر لا يرجع الماضي إلي ... ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة ... حيث صار القوم صائر

ولد شيخنا ابن البخاري في آخر سنة خمس وتسعين وخمسمئة، وسمع من ابن طبرزذ، والكندي، وحنبل وابن الزنف وخلقٌ بـ ((دمشق)) و ((بغداد)) و ((مصر)) و ((حلب)) . وأجاز له أبو المكارم اللبان، وابن الجوزي، وابن المعطوش وأبو سعد الصفار، والصيدلاني، والخشوعي، وخلائق. حضرت عليه في سنة تسع وثمانين وستمئة، وأنا في السنة الثالثة الجزء الأول من ((فوائد الصقلي)) ، وجزءٌ من ((فوائد ابن السمرقندي)) ، وكتاب ((حياة الأنبياء في قبورهم)) للبيهقي، وغير ذلك. ومات رحمه الله في ربيع الآخر سنة تسعين وستمئة، ودفن بقاسيون.

الشيخ الثاني يوسف بن يعقوب بن المجاور الشيباني

الشيخ الثاني يوسف بن يعقوب بن المجاور الشيباني 5- أخبرنا الشيخ الجليل المسند الرحلة، نجم الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب بن المجاور الشيباني، قراءةً عليه وأنا حاضر أسمع، في ثاني شعبان المكرم، من سنة تسع وثمانين وستمئة، قال: أنا الإمام العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز الشيباني، قال: أنا الحافظ الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، قال: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، قال: ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاءً، قال: نبأ أبو موسى محمد بن المثنى، قال: ثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها)) . -[40]- صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي في كتبهم، عن أبي موسى محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس البصري الزمن، فوقع لنا موافقةً عاليةً لهم.

6- وبه قال الخطيب: أنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: ثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب إملاءً، قال: ثنا أبو جدي علي بن حرب الطائي، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجلٌ أتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث سفيان بن عيينة الهلالي، عن محمد بن شهاب الزهري. -[41]- أخرجه البخاري في التوحيد من ((صحيحه)) ، عن علي. وأخرجه مسلم في الصلاة من ((صحيحه)) ، عن أبي بكر وزهير وعمرو الناقد. وأخرجه النسائي في فضائل القرآن من ((سننه)) عن قتيبة. وأخرجه ابن ماجه في ((الزهد)) ، عن يحيى بن حكيم المقوم، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، كلهم عن سفيان بن عيينة، فوقع لنا بدلاً عالياً لهم.

7- وبه قال الخطيب: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، قال: ثنا محمد بن مخلد العطار، قال: ثنا أبو بكر العطار قال: ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن المروزي قال: سمعت بشراً -يعني ابن الحارث الحافي- رحمة الله عليه يقول: (إن الجوع يصفي الفؤاد، ويميت الهوى، ويورث العلم الدقيق) .

8- قال: وسمعت بشراً يقول: (طوبى لمن ترك شهوةً حاضرةً، لموعد غائب لم يره) .

9- وبه قال: أنشدني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، قال: أنشدنا القاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني لنفسه: إذا المرء لم يحسن مع الناس عشرةً ... وكان بجهل منه بالمال معجبا ولم تره يقضي الحقوق فإنه ... حقيقٌ بأن يقلى وأن يتجنبا ولد شيخنا هذا ابن المجاور في سنة إحدى وستمئة، سمع أباه، والكندي، وابن مندويه وجماعة، وتفرد بأشياء، وسمع منه الحفاظ، حضرت عليه في الثالثة جزء فيه ((المستجاد في تاريخ بغداد)) بقراءة الحافظ المزي، وأجاز لي مروياته. وتوفي في ذي العقدة، سنة تسعين وستمئة، رحمة الله تعالى عليه.

الشيخ الثالث أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن المعروف بابن المنادي

الشيخ الثالث أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن المعروف بابن المنادي 10- أخبرنا الشيخ الجليل المسند، أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو الفراء المعروف بابن المنادي، وأبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن عساكر قراءةً عليهما وأنا أسمع، في سنة خمس وتسعين وستمئة، قالا: أنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى بن الزبيدي قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، قال: أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي، قال: أنا أبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: ثنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: ثنا مكي بن إبراهيم، قال: ثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)) . -[44]- انفرد به البخاري، فرواه في العلم من ((صحيحه)) كما أخرجناه، عن مكي بن إبراهيم، وهو معدود من الثلاثيات)) .

11- وبه قال البخاري: حدثنا مكي، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة رضي الله عنه قال: ((كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب إذا توارت بالحجاب)) . وأخرجه مسلم، والترمذي عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، وأخرجه أبو داود بن عمرو بن علي، عن صفوان بن عيسى، كلاهما عن يزيد به. ولد شيخنا هذا ابن المنادي في سنة عشر وستمئة، وروى الكثير عن ابن قدامة، وابن راجح، وابن البن، والقزويني وجماعة، وكان كثير التلاوة، حسن التواضع، سمع منه عدة من الحفاظ، سمعت منه ((صحيح البخاري)) . ومات في جمادى الآخرة، سنة سبعمائة، بقاسيون.

الشيخ الرابع أبو حفص عمر بن عبد المنعم القواس

الشيخ الرابع أبو حفص عمر بن عبد المنعم القواس 12- أخبرنا الشيخ الجليل المسند المعمر، مسند الشام ناصر الدين أبو حفص عمر بن عبد المنعم بن عمر بن غدير بن القواس الطائي، قراءةً عليه وأنا أسمع، في جمادى الآخرة، من سنة سبع وتسعين وستمئة، قال: أنا قاضي القضاة جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري المعروف بابن الحرستاني قراءةً عليه وأنا حاضر في الرابعة، في سنة تسع وستمئة، قال: أنا جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي، في سنة ثمان وعشرين وخمسمئة، قال: أنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب الخطيب، قال: أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني سنة أربع وتسعين وثلاثمئة، قال: ثنا محمد بن الحسن أبو بكر البغدادي بالرملة، قال: ثنا محمد بن حسان الأزرق، قال: ثنا وكيع، -[46]- قال: ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم الإدام الخل)) . صحيح أخرجه مسلم في ((صحيحه)) . والترمذي في ((جامعه)) ، وابن ماجه في ((سننه)) ، من حديث سليمان بن بلال، فوقع لنا عالياً.

13- وبه قال ابن جميع: حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الحافظ بـ ((الرقة)) ، قال: ثنا أبو عمر عبد الحميد بن محمد بن المستام قال: سألت أبا عبد الرحمن عبد الله بن محمد فقلت: حدثني حديث مالك، فقال: خرجت حاجاً, فأتيت المدينة, فأتيت مالك بن أنس, فقلت له: يا أبا عبد الله إني خرجت أريد الحج, فاختلف علينا العلماء, فمنهم من يقول: أفرد, فقال مالك: حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد بالحج. وأنبأنيه عالياً أبو الحسن علي بن البخاري، قال: أنا أبو حفص ابن طبرزذ، قال: أنا أبو القاسم ابن الحصين، قال: أنا أبو طالب بن غيلان، قال: أنا أبو بكر الشافعي، قال: حدثني إسحاق، قال: ثنا القعنبي، عن مالك به. هذا حديث صحيح، أخرجه الترمذي وابن ماجه، عن أبي مصعب، وأخرجه أبو داود عن القعنبي، كلاهما عن مالك، -[47]- فوافقناهم بعلو.

14- وبالإسناد الأول إلى ابن جميع، قال: ثنا محمد بن عثمان بـ ((صيدا)) ، قال: أنا العباس بن الوليد، قال أخبرني أبي، قال: ثنا عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان وصلةً لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة بر، أو تيسير عسر، أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام)) .

15- وبه قال: ثنا محمد بن يوسف، قال: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري السقطي يقول: (أشتهي أن لا أموت في بلدي، أفزع أن لا تقبلني الأرض -[48]- فأفتضح) . ولد شيخنا أبو حفص بن القواس في سنة خمس وستمئة, ظناً, حضر في سنة تسع, في الرابعة على ابن الحرستاني, وفي سنة عشر على الشيخ أبي حمزة بن أبي نعمة, وسمع من جماعة, وأجاز له الكندي وابن ملاعب وخلائق, وسمع منه الحفاظ, وتفرد في زمانه بأشياء. سمعت منه الجزء الأول من ((معجم ابن جميع)) , وتوفي في ذي القعدة سنة ثمان وتسعين وستمئة رحمه الله.

الشيخ الخامس كمال الدين عبد الله بن محمد بن نصر الرصافي

الشيخ الخامس كمال الدين عبد الله بن محمد بن نصر الرصافي 16- أخبرنا الشيخ المسند كمال الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن نصر بن ناصر بن قوام الرصافي, وأبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر, وأبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو الفراء, قراءةً عليهم وأنا أسمع, في سنة خمس وتسعين وستمائة, قالوا: أنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن الزبيدي, قال: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي, قال: أنا عبد الرحمن بن محمد الداوودي, قال: أنا عبد الله بن أحمد الحموي, قال: أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري, قال: ثنا الحافظ أبو عبد الله البخاري, قال: ثنا مكي بن إبراهيم, قال: ثنا يزيد بن أبي عبيد, عن سلمة رضي الله عنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أسلم أن أذن في الناس, أن من كان -[50]- أكل, فليصم بقية يومه, ومن لم يكن أكل فليصم, فإن اليوم يوم عاشوراء. ورواه مسلم في الصوم من ((صحيحه)) عن قتيبة, عن حاتم, ورواه النسائي فيه, عن محمد بن المثنى, عن يحيى القطان, كلاهما, عن يزيد به.

17- وبه عن سلمة رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتي بجنازة, فقالوا: صل عليها, فقال: ((هل عليه دينٌ؟)) , قالوا: لا, قال: ((فهل ترك شيئاً؟)) , قالوا: لا, فصلى عليه, ثم أتي بجنازة أخرى, فقالوا: يا رسول الله صل عليها, قال: ((هل عليه دينٌ؟)) , قيل: نعم, قال: ((فهل ترك شيئاً؟)) قالوا: ثلاثة دنانير, فصلى عليها, ثم أتي بالثالثة, فقالوا: صل عليها, قال: ((وهل ترك شيئاً؟)) قالوا: لا, قال: ((فهل عليه دينٌ؟)) , قالوا: ثلاثة دنانير, قال: ((صلوا على صاحبكم)) . قال أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعلي دينه, فصلى عليه. أخرجه هكذا في ((الحوالة)) , ورواه النسائي في ((اليوم والليلة)) بمعناه عن قتيبة, عن حاتم بن إسماعيل, عن يزيد به.

18- وبه قال البخاري: ثنا المكي بن إبراهيم, قال: ثنا يزيد, عن سلمة رضي الله عنه قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ثم عدلت إلى ظل شجرة, فلما خف الناس, قال: ((يا ابن الأكوع ألا تبايع؟)) , قلت: قد بايعت يا رسول الله, قال: ((وأيضاً)) , فبايعته الثانية, فقلت له: يا أبا مسلم, على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت. ورواه الترمذي والنسائي عن قتيبة, عن حاتم بن إسماعيل, عن يزيد به.

19- وبه قال: ثنا خلاد بن يحيى, قال: ثنا عيسى بن طهمان, قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش, فأطعم عليها يومئذ خبزاً أو لحماً, وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم , وكانت تقول: (إن الله قد أنكحني في السماء) . أخرجه هكذا في التوحيد من ((صحيحه)) , وهو أحد ثلاثياته. ولد شيخنا هذا ابن قوام, في سنة خمس عشرة وستمئة, وسمع القزويني وابن الزبيدي, ووالده وغيرهم, سمعت منه ((صحيح البخاري)) , وسمع منه البرزالي, والذهبي وخلق, مات ساجداً في ذي القعدة, سنة خمس وتسعين وستمئة رحمه الله تعالى.

الشيخ السادس تاج الدين صالح بن تامر الجعبري

الشيخ السادس تاج الدين صالح بن تامر الجعبري 20- أخبرنا الشيخ الجليل المسند, تاج الدين أبو محمد صالح بن تامر بن حامد الجعبري الشافعي, قراءةً عليه وأنا أسمع, في سنة ست وتسعين وستمئة, قال: أنا الحافظ صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري قراءةً عليه وأنا أسمع, قال: أنا الشيخ رضي الدين أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي سماعاً عليه. ح. وقرئ على الشيخ المسند شرف الدين أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر وأنا أسمع, أخبرك المؤيد بن محمد الطوسي إجازةً, قال: أنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي, قال: أنا أبو الحسين عبد الغفار بن محمد الفارسي, قال: أنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي, قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه, قال: ثنا مسلم بن الحجاج -[53]- القشيري, قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس, قال: ثنا عاصم بن محمد, عن أبيه قال: قال عبد الله رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال هذا الأمر في قريش, ما بقي من الناس اثنان)) .

21- وبه قال: ثنا قتيبة بن سعيد, قال: ثنا جرير, عن حصين, عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفةً)) قال: ثم تكلم بكلام خفي علي, فقلت لأبي: ما قال؟ قال: ((كلهم من قريش)) . ولد شيخنا هذا الجعبري في حدود سنة ثلاثين, وقيل: في سنة ثمان وعشرين وستمئة, وسمع من يوسف بن خليل الحافظ, ومحمد بن أبي القاسم القزويني, وأبي علي البكري وجماعة. وكان إماماً, خيراً متواضعاً, حكم ببعلبك, ومات في الحكم بدمشق, ولي الخطابة, وأفتى ودرس ونظم, وتوفي في ربيع الأول سنة ست وسبعمائة.

الشيخ السابع أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار المعروف بابن الشحنة

الشيخ السابع أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار المعروف بابن الشحنة 22- أخبرنا الشيخ الجليل المسند المعمر الرحلة، شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم نعمة بن الحسن بن علي بن بيان الحجار المعروف بابن الشحنة قراءةً عليه وأنا أسمع، في سنة ست وعشرين وسبعمائة بجميع ((صحيح البخاري)) قال: أنا الشيخ سراج الدين أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى بن الزبيدي سماعاً عليه في سنة ثلاثين وستمئة، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن القطيعي، وعلي بن أبي بكر بن روزبة القلانسي إجازةً، قالوا: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، قال: أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: ثنا الحافظ أبو عبد الله البخاري، قال: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: ثنا حميد، عن -[55]- أنس رضي الله عنه قال: إن ابنة النضر لطمت جاريةً فكسرت ثنيتها، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بالقصاص.

23- وبه قال: ثنا الأنصاري، قال: ثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كتاب الله القصاص)) .

24- وبه قال: ثنا الأنصاري، قال: ثنا حميد، أن أنساً رضي الله عنه حدثهم أن الربيع -وهي ابنة النضر- كسرت ثنية جارية، فطلبوا الأرش، وطلبوا العفو، فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها. فقال: ((يا أنس كتاب الله القصاص)) ، فرضي القوم وعفوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من عباد الله، من لو أقسم على الله لأبره)) . سئل شيخنا هذا ابن الشحنة في رجب سنة ست وسبعمئة عن مولده فقال: لي الآن اثنان وثمانون أو ثلاث وثمانون سنة، وتفرد بـ ((صحيح البخاري)) ، و ((جزء أبي الجهم)) و ((مسند عمر النجاد)) وغير ذلك، وأجاز له ابن بهروز، والأنجب، -[56]- وابن روزبة والقطيعي وجماعة، وسمع ابن الزبيدي وابن اللتي. سمعت منه ((صحيح البخاري)) بكماله، وسمع منه المزي والبرزالي والذهبي وأممٌ لا يحصون، مات يوم الاثنين، خامس عشر من صفر، سنة ثلاثين وسبعمئة، ودفن بقاسيون رحمة الله تعالى عليه.

الشيخ الثامن أحمد بن هبة الله بن عساكر

الشيخ الثامن أحمد بن هبة الله بن عساكر 25- أخبرنا الشيخ الجليل مسند الوقت، رحلة الشام، شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء أبي الفضل أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي محمد الحسن بن أبي الحسين هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر الدمشقي قراءةً عليه وأنا أسمع، في صفر، من سنة سبع وتسعين وستمئة بجامع دمشق قال: أنا الشيخ رضي الدين أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي إذناً، قال: أنا هبة الله بن سهل السيدي سماعاً، قال: أنا أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو محمد البحيري، قال: أنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: أنا أبو مصعب الزهري، قال: ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[62]- ((إن أحدكم إذا مات، عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإذا كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة)) .

26- وبه قال: ثنا مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نهى عن بيع وسلف)) .

27- وأخبرنا أبو الفضل بن تاج الأمناء الشافعي قراءةً عليه وأنا أسمع عن المؤيد بن محمد الطوسي، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي، قال: أنا أبو الحسين بن محمد الفارسي، قال: أنا محمد بن عيسى أبو أحمد، قال: أنا إبراهيم بن محمد الزاهد، قال: ثنا الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، قال: ثنا شيبان بن فروخ، قال: ثنا جرير بن حازم، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها)) .

28- وبه قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا الليث. ح. وحدثنا محمد بن رمح، قال: أنا الليث، عن نافع، -[63]- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا كلكم راع، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسؤولٌ عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأة راعيةٌ على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولةٌ عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسؤولٌ عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤولٌ عن رعيته)) .

29- وأخبرنا أحمد بن هبة الله بن عساكر، وأبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو الفراء، وكمال الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن نصر الرصافي قراءة عليهم وأنا أسمع، في سنة خمس وتسعين وستمئة، قالوا: أنا الحسين بن المبارك بن محمد الزبيدي، قال: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد الحموي قال: أنا محمد بن يوسف، قال: أنا محمد بن إسماعيل الحافظ، قال: ثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيءٌ)) ، فلما كان العام المقبل، قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا العام الماضي؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((كلوا، وأطعموا وادخروا، فإن ذلك العام كان بالناس جهدٌ، فأردت أن تعينوا فيها)) .

أخرجه هكذا في ((الضحايا)) ، وأخرجه مسلم فيه عن إسحاق بن منصور، عن أبي عاصم به فوقع لنا بدلاً عالياً به، والحمد لله على ذلك. ولد شيخنا هذا ابن عساكر في سنة أربع عشرة وستمائة، في ربيع الأول، وسمع من القزويني، وابن صصري، وابن صباح، وزين الأمناء وجماعة، وأجاز له المؤيد الطوسي، وعبد المعز الهروي وجماعة. سمعت عليه ((صحيح البخاري)) و ((صحيح مسلم)) و ((الموطأ)) لأبي مصعب بفوت مجلسين. مات في الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وستمئة.

الشيخ التاسع أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الولي المقدسي

الشيخ التاسع أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الولي المقدسي 30- أخبرنا الشيخ الإمام، بقية السلف، شيخ القراء شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد بن عبد الولي بن جبارة بن عبد الولي المقدسي بقراءة الحافظ أبي محمد القاسم بن محمد البرزالي عليه وأنا أسمع، قال: أنا الخطيب أبو العباس أحمد بن أبي البقاء المقدسي سماعاً عليه، قال: أنا أبو الفرج يحيى بن محمود الأصبهاني. ح. وأنبأنيه ابن البخاري، عن الصيدلاني، قالا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ، قال: أنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله، قال: أنا عبد الله بن جعفر بن فارس، قال: ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، قال: ثنا يعلى بن عبيد، قال: ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تجد من شرار الناس ذا الوجهين)) . -[66]- قال الأعمش: الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.

31- وبه قال: أنا يعلى بن عبيد، قال: ثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن عبد الله رضي الله عنه قال: في طلب الرجل الحاجة إلى أخيه فتنة، إن أعطاه حمد غير الذي أعطاه، وإن منعه ذم غير الذي منعه.

32- وبه قال: أنا يعلى، قال: ثنا أبو حيان التيمي، عن إياس بن نذير، عن شبرمة بن الطفيل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: (إن الرجل ليدخل على ذي السلطان، ومعه دينه فيخرج وما معه من دينه شيء، يرضيه بما يسخط الله فيه) . سمعت على هذا الشيخ بقراءة البرزالي ((جزء ابن الفرات)) ، و ((جزء أيوب السختياني)) ، و ((وحديث ابن أبي الشيخ)) . سمع من ابن عبد الدائم، وغيره، وسمع منه جماعة. ولد في سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وأربعين وستمئة بدمشق، ومات بالقدس في سنة ثمان وعشرين وسبعمئة في رجب رحمه الله تعالى.

الشيخ العاشر علي بن مسعود بن نفيس الموصلي ثم الحلبي

الشيخ العاشر علي بن مسعود بن نفيس الموصلي ثم الحلبي 33- حدثنا الشيخ الإمام المحدث المفيد أبو الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي، ثم الحلبي بجميع ((صحيح مسلم)) في سنة ست وتسعين وستمئة، قال: أنا الشيخان رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس الواسطي بالقاهرة، وأبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي بدمشق، قال الأول: أنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي، وقال الثاني: أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحراني. ح. وأخبرنيه أبو الفضل ابن عساكر سماعاً عن المؤيد الطوسي، قالوا: أنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي قال: أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال: أنا محمد بن عيسى الجلودي، قال: أنا إبراهيم بن محمد الزاهد، قال: ثنا الحافظ أبو الحسين مسلم القشيري، قال: ثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن -[68]- نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يبيع بعضكم على بيع بعض)) . أخرجه البخاري عن إسماعيل، وأخرجه أبو داود، عن القعنبي، وأخرجه النسائي عن قتيبة، وأخرجه ابن ماجه عن سويد، كلهم عن مالك.

34- وبه قال مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا ليث، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في ركب وعمر يحلف بأبيه، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)) . وأخرجه البخاري عن قتيبة فوافقناه. ولد شيخنا هذا ابن نفيس، في سنة أربع وثلاثين وستمئة، وسمع من ابن رواحة، وغيره، حدثني بـ ((صحيح مسلم)) ، ومات في صفر سنة أربع وسبعمئة رحمه الله تعالى.

شيوخ خمسة

شيوخ خمسة 35- أخبرنا المشايخ الخمسة السادة المسندون، الأخيار: الإمام العالم أقضى القضاة بهاء الدين أبو العباس أحمد بن أبي العباس أحمد بن القدوة صفي الدين أبي عبد الله الحسين بن أبي منصور المالكي. والمحدث الإمام كمال الدين أبو عبد الله محمد بن أسعد بن عبد الكريم القاياتي. والإمام العدل الأصيل, المحدث الثقة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي الجرايدي الرصدي, المعروف بابن الإمام, وشهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن طي بن حاتم الزبيري. -[70]- وشرف الدين أبو عبد الله الزبير بن علي بن سيد الكل الأسواني, المهلبي قراءةً عليهم وأنا أسمع, في سنة ست عشرة وسبعمئة لبعض كتاب ((الشفا)) , وهو من أوله إلى قول المصنف: فصل في ثواب محبة النبي صلى الله عليه وسلم , ومناولة وإجازة لباقيه. قالوا كلهم -سوى الشيخ شمس الدين الرصدي-: أنا بجميع الكتاب الشيخ الإمام أبو الحسين يحيى بن أحمد بن محمد بن حسن اللواتي المعروف بابن تامتيت. وقال القاياتي أيضاً, والرصدي: أنا شيخ الإمام, العالم, المفتي أبو الحسن محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق المالكي. قال الرصدي: وأخبرني أيضاً بجميعه الشيخان أبو عبد الله محمد بن الحسين بن الحسن الخليلي، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي المعروف بابن برطلة. وقال الزبيدي: وأخبرني بجميعه أيضاً الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الخالق بن طرخان المعروف بابن السخاوي. قال ابن تامتيت: أنبأنا أبو الحسين يحيى بن محمد بن علي الأنصاري المعروف بابن الصائغ, وقال ابن رشيق وابن الخليلي -[71]- وابن السخاوي: أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جبير بن سعيد بن جبير قراءةً عليه ونحن نسمع, قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى التميمي, وقال ابن برطلة: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي القرطبي المعروف بالشقوري. قال ابن الصائغ والتميمي والشقوري: أنا القاضي الإمام أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي. قال التميمي سماعاً, وقال الآخران: إجازة, قال: ثنا القاضي أبو علي الحسين بن محمد الحافظ, قال: ثنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار, وأبو الفضل أحمد بن خيرون, قالا: ثنا أبو يعلى البغدادي, قال: ثنا أبو علي السنجي. ح. وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري إجازةً, قال: أنا أبو حفص بن طبرزذ, قال: أنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي, قال: أنا أبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي, وغيره, قال: أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي, قالا: أنا محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي, قال: ثنا الحافظ أبو عيسى الترمذي, قال: ثنا إسحاق بن منصور, قال: حدثنا عبد الرزاق, قال: أنا معمر, عن قتادة, عن أنس رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به ملجماً مسرجاً, فاستصعب عليه, فقال له جبريل عليه السلام: أبمحمد تفعل هذا؟ ما ركبك أحدٌ أكرم على الله منه, -[72]- قال: فارفض عرقاً.

36- وبه قال القاضي عياض: حدثنا سفيان بن العاص, وغير واحد, قالوا: ثنا أحمد بن عمر, قال: ثنا أبو العباس المروزي. ح. وقرئ على الشيخ أبي الفضل بن عساكر وأنا أسمع, أنبأك المؤيد بن محمد الطوسي, قال: أنا محمد بن الفضل الصاعدي, قال: أنا أبو الحسين بن محمد الفارسي, قالا: أنا أبو أحمد الجلودي, قال: ثنا إبراهيم بن محمد الفقيه, قال: ثنا مسلم بن الحجاج, قال: ثنا قتيبة, قال: حدثنا جعفر بن سليمان, عن ثابت البناني, عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما شممت عنبراً قط, ولا مسكاً, ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم. متفق عليه, ووقع لي عالياً كأنني من حيث العدد في الطريق الثانية سمعته من القاضي عياض وصافحته به, ولله الحمد والمنة.

شيخة زينب بنت مكي الحرانية

شيخة زينب بنت مكي الحرانية 37- أخبرتنا الشيخة الصالحة، المسندة المعمرة أم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحرانية قراءةً عليها وأنا حاضر في الثانية، في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وستمئة، قالت: أنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزذ البغدادي سماعاً عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وستمئة، قال: أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري سماعاً عليه في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسمئة قال: أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، قال: ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر بالتمرة، فما يمنعه أن يأخذها إلا مخافة أن تكون صدقة)) . -[74]- أخرجه أبو داود في الزكاة من ((سننه)) عن موسى، ومسلم بن إبراهيم عن حماد به، فوقع لنا بدلاً.

38- وبه قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا إسماعيل بن جعفر، قال: ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) . صحيح، أخرجه مسلم في الوصايا من ((صحيحه)) عن يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، ثلاثتهم عن إسماعيل. وأخرجه أبو داود عن يحيى بن أيوب، عن إسماعيل به فوقع لنا بدلاً عالياً لهما.

39- وأخبرتنا زينب بنت مكي الحرانية قراءةً عليها وأنا محضر، قالت: أنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزذ، قال: أنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، قال: أنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد محمد بن علي الصوفي، قال: أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبان الكندي، قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا صدقة بن خالد، قال: ثنا ابن جابر، قال: ثنا أبو عبد رب قال: -[75]- سمعت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاءٌ وفتنةٌ)) . غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه، ورجاله ثقات، وابن جابر اسمه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الداراني، وأبو عبد رب رجل اسمه: قسطنطين.

40- وبه قال: ثنا هشام، قال: ثنا صدقة بن خالد، والوليد بن مسلم، قالا: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: مر بنا خالد بن اللجلاج، فقال له مكحول: يا أبا إبراهيم حدثنا حديث عبد الرحمن بن عايش، فقال خالد: سمعت عبد الرحمن بن عايش الحضرمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((رأيت ربي الليلة في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أعلم، فوضع كفه بين كتفي, فوجدت بردها بين ثديي, فعلمت ما في السموات والأرض ثم تلا: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} . ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: في الكفارات -[76]- يا رب, قال: وما هي؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجمعات, والجلوس في المساجد خلف الصلوات, وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره, من يفعل ذلك يعيش بخير, ويمت بخير, ويكن من خطيئته كيوم ولدته أمه, ومن الدرجات: إطعام الطعام, وبذل السلام, وأن يقوم بالليل والناس نيامٌ. ثم قال: قل يا محمد واشفع تشفع وسل تعطه, قال: قلت: إني أسألك الطيبات, وترك المنكرات, وحب المساكين, وأن تغفر لي وتتوب علي, وإن أردت بقوم فتنةً, فتوفني وأنا غير مفتون)) , ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموهن فوالذي نفسي بيده إنهن لحق)) . غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه, رجاله شاميون ثقات. وقد رواه أحمد في ((المسند)) والترمذي. وعبد الرحمن بن عايش مختلف في صحبته, واختلف عليه في هذا الحديث, وليس له غيره, والله أعلم.

ولدت شيختنا زينب هذه في سنة أربع وتسعين وخمسمئة تقريباً, وماتت في سنة ثمان وثمانين وستمئة رحمها الله تعالى. حضرت عليها وأنا في الثانية بقراءة الحافظ أبي الحجاج المزي كتاب ((الزكاة)) ليوسف القاضي, و ((جزء ابن زبان الكندي)) , و ((جزء من حديث أبي الحسين بن المظفر)) في مجلس واحد سنة ثمان وثمانين وستمئة, وفيها ماتت رحمها الله تعالى.

شيخة ثانية زينب بنت أحمد بن شكر المقدسية

شيخة ثانية زينب بنت أحمد بن شكر المقدسية 41- أخبرتنا الشيخة الصالحة, المسندة, المعمرة أم أحمد زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر بن علان المقدسية بقرائتي عليها في ربيع الأول من سنة اثنين وعشرين وسبعمئة بالقدس الشريف, قالت: أنا أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني قراءة عليه وأنا أسمع, قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي, قال: أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي, قال: ثنا أبو الحسين علي بن محمد بن هبة الله بن بشران المعدل ببغداد قال: ثنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار, قال: ثنا الحسن بن عرفة, قال: ثنا هشيم, عن أبي بشر, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت ليلةً عند خالتي -[79]- ميمونة بنت الحارث, فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل, فقمت عن يساره أصلي بصلاته فأخذ بذؤابة كانت لي أو برأسي فأقامني عن يمينه. صحيح, أخرجه البخاري في ((صحيحه)) عن قتيبة, عن هشيم فوقع لنا بدلاً.

42- وبه قال البيهقي: حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي الحيري قراءةً عليه بنيسابور, قال: أنا أبو علي محمد بن أحمد بن معقل الميداني, قال: ثنا محمد بن يحيى الذهلي, قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد, قال: ثنا أبي صالح, وهو ابن كيسان, عن ابن شهاب, قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا نائمٌ رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمصٌ, منها ما يبلغ الثدي, ومنها ما يبلغ دون ذلك, ومر علي عمر بن الخطاب وعليه قميصٌ يجره)) , قالوا: ماذا أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: ((الدين)) . متفق عليه. ولدت شيختنا هذه بقاسيون, وسمعت من ابن اللتي والهمداني, وجماعة. -[80]- وانفردت بأشياء حدثت بمصر وغيرها من البلاد, وقرأت عليها الجزء الأول من ((الثقفيات)) وغير ذلك, وماتت يوم انسلاخ عام اثنتين وعشرين وسبعمئة. وهي في عشر المئة رحمها الله تعالى.

شيخ آخر ملحق بالمشيخة المذكورة بدر الدين بن جماعة الكناني

شيخ آخر ملحق بالمشيخة المذكورة بدر الدين بن جماعة الكناني 43- أخبرنا الإمام قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن جماعة الكناني, الشافعي, قراءةً عليه وأنا أسمع لجميع ((صحيح البخاري)) في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وستمئة بجامع دمشق, قال: أنا المشايخ الثلاثة: أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي. وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن غزون الأنصاري. وأبو عمر عثمان بن عبد الرحمن بن رشيق المصري. قالوا: أنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن أحمد الأرتاحي. قالا: أنا أبو الحسين علي بن الحسن الفراء. قال: أخبرتنا كريمة بنت أحمد المروزية. -[82]- قالت: أنا أبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد الكشميهني. ح. وقرئ على الشيخ أبي الفضل أحمد بن هبة الله ابن عساكر. وأبي الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو الفراء. وأبي محمد عبد الله بن محمد بن نصر بن قوام الرصافي, وأنا أسمع. قالوا: أنا الحسين بن المبارك بن محمد الزبيدي. قال: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي. قال: أنا عبد الرحمن بن محمد الداوودي. قال: أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي. قالا: أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري, قال: أنا الحافظ أبو عبد الله البخاري, قال: ثنا مكي بن إبراهيم, قال: ثنا يزيد بن أبي عبيد, عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه أخبره قال: خرجت من المدينة ذاهباً نحو الغابة, حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلامٌ لعبد الرحمن بن عوف, فقلت: ويحك ما بك؟ قال: أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة, فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه, يا صباحاه, ثم اندفعت حتى ألقاهم, وقد أخذوها, فجعلت أرميهم وأقول: أنا ابن الأكوع, واليوم يوم الرضع, فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا, فأقبلت بها أسوقها, فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم , فقلت: -[83]- يا رسول الله, إن القوم عطاشٌ, وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم, فابعث في أثرهم, فقال: ((يا ابن الأكوع ملكت فأسجح, إن القوم يقرون في قومهم)) . أخرجه هكذا في الجهاد من ((صحيحه)) , وهو أحد ثلاثياته. آخر مشيخة الشيخ الإمام المسند الرحلة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي عبد الله الخزرجي البياني رحمة الله تعالى عليه. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

§1/1