مشيخة أبي المنجى ابن اللتي

ابْنُ اللَّتِّيِّ

الجزء الأول من مشيخة أبي المنجى عبد الله بن عمر ابن علي بن زيد ابن اللتي البغدادي تخريج: الحافظ أبي عبد الله محمد بن البرزالي، رحمهما الله تعالى. رواية: الشيخ أبي علي الحسن بن علي ابن الخلال، عن ابن اللتي. سماع: أحمد بن مظفر بن أبي محمد ابن النابلسي، عفا الله عنه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الأَصِيلُ الْمُسْنِدُ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن يوسف بن يونس ابن الْخَلالِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ، خَامِسَ عشر ربيع الآخر، سنة اثنتين وتسعين وستمائة، بِدِمَشْقَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ اللَّتِّيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ بِدِمَشْقَ، فِي أَوَائِلِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وستمائة.

أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إسحاق بن إبراهيم السجزي

[الشَّيْخُ الأَوَّلُ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ، بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّجْزِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، بِمَدِينَةِ السَّلامِ بَغْدَادَ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى، في شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الْفَضْل وَأُمُّ [عزى] بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرْثَمِيَّةُِ، قراءةً عليها وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وستين وأربعمائة، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ ثابتٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ، سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وَفِيهَا تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حربٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَس بنِ مالكٍ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَرَّزُ لِحَاجَتِهِ، فَآتِيهِ بماءٍ، فَيَغْتَسِلُ بِهِ. أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ، فِي الطَّهَارَةِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حربٍ، وَأَبِي كريبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيِّ، كِلَيْهِمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ -أَبُوهُ، وَعَلَيْهِ أُمُّهُ، عَلَى اختلافٍ فِيهَا- عَنْ روحٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي الطَّهَارَةِ أَيْضًا مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَفْلَحَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُزَاحِمٍ أَبِي يُوسُفَ الْعَبْدِيِّ النُّكْرِيِّ الدَّوْرَقِيِّ، أَخِي أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ روحٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا. شَيْخُنَا هَذَا كَانَ أَسْنَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ، لِعَدَمِ مُشَارَكَةِ أحدٍ لَهُ مِنْ أَقْرَانِهِ، أَوْ ذَوِي أَسْنَانِهِ، مَعَ وَرَعِهِ، وَصَمْتِهِ، وَكَفِّ لِسَانِهِ، سَمِعَ وَهُوَ صغيرٌ مِنْ جماعةٍ، بِإِفَادَةِ أَبِيهِ، وَهُمْ: أَبُو عَاصِمٍ الْفُضَيْلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْفُضَيْلِ الْفُضَيْلِيُّ، وَأَبُو صَاعِدٍ يَعْلَى بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْفُضَيْلِيُّ، وَأَبُو منصورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَفِيفٍ الْبُوشَنْجِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِكلار، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ -وَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شُرَيْحٍ، وَابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، وَأَبِي محمدٍ يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ- وَسَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ داوود الدَّاوُدِيَّ، وَأَبَا بكرٍ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي نصرٍ الْكوفَانِيَّ الصُّوفِيَّ، الْمَعْرُوفَ بِكَاكُو، وَأَبَا الْقَاسِمِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبَّاسٍ الْفَضْلُوِيِّيَّ، وَأَبَا عَطَاءٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَاصِمٍ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيَّ، وَأَبَا سعدٍ حَكِيمَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الإِسْفَرَايِينِيَّ، وَالْقَاضِيَ أَبَا عامرٍ مَحْمُودَ بْنَ الْقَاسِمِ الأَزْدِيَّ، وَأَبَا مُظَفَّرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ الْبغَاوردَانِيَّ، وَأَبَا الْفَتْحِ

نَصْرَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَنَفِيَّ، وَأَبَا عَدْنَانَ الْقَاسِمَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ محمدٍ الْقُرَشِيَّ، وَأَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ [الْكَلْوَذَانِيَّ]-قَدِمَ عَلَيْهِمْ مُجْتَازًا- وَأَبَاهُ عِيسَى وَأَبَا إِسْمَاعِيلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ، وَخَدَمَهُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَلَحِقَتْهُ بَرَكَتُهُ، وَبَرَكَةُ أَبِيهِ، وَتَفَرَّسَ فِيهِ شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَيَّدَ أَنَّ أَبَاهُ سَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَغَيَّرَ [أَبُو] إِسْمَاعِيلَ وَسَمَّاهُ عَبْدَ الأَوَّلِ، وَكَنَّاهُ أَبَا الْوَقْتِ، وَقَالَ لَهُ: الصُّوفِيُّ ابْنَ وَقْتِهِ، وَبِدُعَائِهِ وَدُعَاءِ أَبِيهِ انْتَفَعَ، وَنَفَعَ اللَّهُ بِهِ خَلْقًا كَثِيرًا، وَسَافَرَ بِنَفْسِهِ فِي صِبَاهُ إِلَى أَصْبَهَانَ وَغَيْرِهَا، وَسَمِعَ أَبَا مطيعٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَطَافَ فِي الْعِرَاقِ، وَخُوزستَانَ، وَالْبَصْرَةِ، وَبَغْدَادَ، وَسَمِعَ عَلَيْهِ بِخُرَاسَانَ عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلَى بِلادِ الْغُزِّ، بِهَرَاةَ، وَمَالِينَ، وَبُوشَنْجَ، وَفِي خروجه

بِكِرْمَانَ، وَيَزْدَ، وَأَصْبَهَانَ، وَالْكَرْجِ، وَبِفَارِسَ، وَهَمَذَانَ، وَبَغْدَادَ، وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحُفَّاظُ وَالْوُزَرَاءُ وَالْكُبَرَاءُ، وَانْتُقِيَ عَلَيْهِ، كَانَ عِنْدَهُ كتبٌ كبارٌ، وَأَجْزَاءٌ صغارٌ، وَحَصَلَ لَهُ مِنَ الْعِزِّ مَا لَمْ يَحْصُلْ لِغَيْرِهِ، وَلَوْلا خَشْيَةُ التَّطْوِيلِ لَذَكَرْتُ مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ بلدٍ، فَإِنَّ مَنْ سَمِعَ منه لا يحصى ولا يحضر، وَأَصْحَابُهُ انْتَشَرُوا بِالْبِلادِ وَقَدِ انْقَرَضُوا، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثمانٍ وخمسين وأربعمائةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائة، وَانْقَطَعَ الإِسْنَادُ بِمَوْتِهِ. وَفِيهِ يَقُولُ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ: أَتَاكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْوَقْتِ ... بِأَحْسَنِ الأَخْبَارِ عَنْ ثَبْتِ طَوَى إِلَيْكُمْ عِلْمَهُ نَاشِرًا ... مَرَاحِلَ الأَبْرَقِ وَالْخَبْتِ أَلْحَقَ بِالأَطْفَالِ أَطْفَالَكُمْ ... وَقَدْ رَمَى الْحَاسِدَ بِالْكَبْتِ فَمِنَّةُ الشَّيْخِ فِيمَا قَدْ رَوَى ... كَمِنَّةِ الْغَيْثِ عَلَى النَّبْتِ بَارَكَ فِيهِ اللَّهُ مِنْ حاملٍ ... خُلاصَةَ الْفِقْهِ إِلَى الْمُفْتِي انْتَهِزُوا الْفُرْصَةَ يَا سَادَتِي ... وَحَصِّلُوا الإِسْنَادَ فِي الْوَقْتِ فَإِنَّ مَنْ فَوَّتَ مَا عِنْدَهُ ... يَصِيرُ ذَا الْحَسْرَةِ والمقت

سعيد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن البنا أبو القاسم بن أبي غالب ابن أبي علي

شيخٌ آخَرُ [الثَّانِي] أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّا، أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي غالبٍ ابن أَبِي عَلِيٍّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي سَنَةِ تسعٍ وأربعين وخمسمائة، وَأَنَا حاضرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو نصرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ الزَّيْنَبِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ، وَمَرَّةً أُخْرَى فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سبعٍ وسبعين وأربعمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خلفٍ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زنبورٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قال:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((جَنَّتَانِ مِنْ ذهبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فضةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ إِلا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عدنٍ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ، فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ، مِنْ جَامِعِهِ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ، فِي النُّعُوتِ، من سنته. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهِ الْقَزْوِينِيُّ، فِي السُّنَّةِ مِنْ سُنَنِهِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ بُنْدَارٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي بكرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ -وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً. شَيْخُنَا هَذَا مِنْ سِنِّ الرِّوَايَةِ وَالتَّحْدِيثِ، وَالأَخْذِ وَالأَدَاءِ بِالْحَدِيثِ، سَمِعَ جَمَاعَةً: أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُسْرِيِّ، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيَّ، وَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

الْمُخَلِّصِ، وَأَبَا الْحُسَيْنِ عَاصِمَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَاصِمٍ الْكَرْخِيَّ، وَأَبَا الْفَوَارِسِ طِرَادَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيَّ، وَأَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيٍّ الدَّقَّاقَ وَغَيْرَهُمْ، مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ، [سَنَةَ] سبعٍ وَسِتِّينَ وأربعمائةٍ، وتوفي في ذي الحجة، سنة خمسين وخمسمائةٍ.

أبو حفص عمر بن عبد الله بن علي بن محمد بن أبي طاهر الحربي

شيخٌ آخَرُ [الثَّالِثُ] أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْحَرْبِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غالبٍ مُحَمَّدُ بْنُ [الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ] الْعَطَّارُ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرَسْتُوَيْهِ الْفَارِسِيُّ النَّحْوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي مَنْزِلِهِ بِبَيْتِ الزَّعْفَرَانِ، فِي رجبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وأربعين وثلاثمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نِعْمَتَانِ مغبونٌ فِيهِمَا كثيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ)) . حديثٌ جليلٌ صحيحٌ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هند

الْمَدِينِيِّ، مِنْ مُحَدِّثِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَفُضَلائِهِمْ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، تَرْجُمَانِ الْقُرْآنِ. رَوَاهُ عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيَّانِ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَغَيْرُهُمْ. أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجُعْفِيُّ الْبُخَارِيُّ، فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي السَّكَنِ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فرقدٍ التَّمِيمِيِّ الْحَنْظَلِيِّ الْبَلْخِيِّ، وَهُوَ مِنْ أَسْنَدِ شُيُوخِهِ الْخُرَاسَانِيِّينَ، وَلَمْ يُحَدِّثْ مِنَ الأَئِمَّةِ سِوَاهُ، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَ عَنْ رجلٍ عَنْهُ: مسلمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْقَزْوِينِيُّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ، مُنْتَصَفَ شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ أَحَدُ شُيُوخِهِ فِي الأَحَادِيثِ الثُّلاثِيَّاتِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ التَّابِعِينَ، وَهَذِهِ منزلةٌ رفيعةٌ، وهمةٌ عاليةٌ فِي تَحْصِيلِ عُلُومِ الشَّرِيعَةِ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، فِي الزُّهْدِ، مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سُوَيْدٍ أَبِي الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيِّ، نَزِيلِ بَغْدَادَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، الَّذِي سُقْنَاهُ مِنْ حَدِيثِهِ، فَوَقَعَ بَدَلا فِي رِوَايَتِهِ.

وَفِي الْحَدِيثِ تنبيهٌ ودليلٌ بِالإِخْبَارِ الصَّحِيحِ عَلَى مَحَلِّ هَذَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا، وَجَلالَةِ خطرِهِمَا، إِذْ لا يَتَوَصَّلُ إِلَى رِئَاسَةِ الدُّنْيَا وَسَعَادَةِ الآخِرَةِ إِلا بِهِمَا، لَكِنْ إِذَا صَرَفَا فِي الطَّاعَةِ، فَالْمَغْبُونُ مِنْ غُبِنَ صِحَّةَ جِسْمِهِ، وَفَرَاغَ قَلْبِهِ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ يُغْبَنُ فِيهِمَا بِاغْتِرَارِهِمْ بِدَوَامِهَا، وَيَغْفُلُونَ عَنِ اغْتِنَامِهَا، وَلا تُسْتَطَاعُ مصلحةٌ مِنْ مَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا بِهِمَا، فَقَدْ أَبْلَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمَّتِهِ فِي النَّصِيحَةِ، وَأَوْجَزَ فِي اللَّفْظِ بِلُغَتِهِ الْفَصِيحَةِ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ كفايةٌ لِمَنْ كَانَ لَهُ قلبٌ وفقهٌ، وَهِمَّتُهُ شريفةٌ، وَنِيَّتُهُ صادقةٌ صحيحةٌ. هَذَا الشَّيْخُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ، وَأَبَا الْخَطَّابِ نَصْرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنَ الْبَطِرِ الْقَارِئَ، وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْبَزَّارَ، وَأَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عُلْوَانَ بْنِ قيس الشيباني، وغيرهم، مولده سنة سبعين وأربعمائة بِالْحَرْبِيَّةِ، غَرْبِيِّ مَدِينَةِ السَّلامِ بَغْدَادَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثنتين وخمسين وخمسمائة.

الحسن بن جعفر بن عبد الصمد ابن المتوكل على الله الشريف أبو علي الفاضل

شيخٌ آخَرُ [الرَّابِعُ] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بن عبد الصمد ابن الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ الشَّرِيفُ، أَبُو عَلِيٍّ الْفَاضِلُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شَهْرِ رجبٍ، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غالبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، ثَانِي عَشَرَ، شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ تسعٌ وتسعين وأربعمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمدٍ الأَنْبَارِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي أَحْمَدَ الْبُنْدَارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْقُلُ مَعْهُمُ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارُهُ، فَقَالَ له العباس عمه: يا ابن أَخِي: لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبِكَ دُونَ الْحِجَارَةِ، قَالَ: فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمَ عُرْيَانًا. أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي الصَّلاةِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ مَطَرِ بْنِ الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيِّ، وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ أَصْحَابِ

الْكُتُبِ السِّتَّةِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهَا سِوَاهُ، فَلَمْ يَقَعْ مُشَافَهَتُهُ بِاللِّقَاءِ، وَلا حَدَّثَ واحدٌ مِنْهُمْ عَنْهُ بواسطةٍ. وَأَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، فِي الطَّهَارَةِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي خَيْثَمَةَ النَّسَائِيِّ الْحَافِظِ، كِلَيْهِمَا عَنْ روحٍ بِهِ، فَوَقَعَ بَدَلا. هَذَا شيخٌ مِنْ بَيْتِ الشَّرَفِ، لَهُ حَظٌّ وافرٌ مِنَ الأَدَبِ، ونظمٌ فائقٌ مَعَ سَلْكِهِ بِمَنْثُورِ فَرَائِدِ الأدَبِ، وعبارةٌ تَعُمُّ لِمَا كَانَ مُنْسَدِلا عَلَى الْعُلُوِّ مِنَ الْحَجْبِ، سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئَ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ الْعَلافِ، وَأَبَا غالبٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيَّ، وَأَبَا الْقَاسِمِ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيَّ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وسبعين وأربعمائة، بِجِرَايَةِ ابْنِ جَرَادَةَ مِنْ بَغْدَادَ، وَتُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ حَادِي عَشَرَ، مِنْ جُمَادَى الأُولَى سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة، بِمَدِينَةِ السَّلامِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

أبو الفتوح محمد بن أبي جعفر محمد بن علي بن محمد الطائي الهمذاني الواعظ

شيخٌ آخَرُ [الْخَامِسُ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جعفرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ الْهَمَذَانِيُّ الْوَاعِظُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسمع، في شوال سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ [بْنِ] مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ مصعبٍ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُمْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَبِّرَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ اللَّهَ عَشْرًا، فَذَلِكَ فِي خَمْسِ صلوات خمسون ومائةٍ باللسان، وألفٍ وخمسمائةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا آوَى إِلَى فِرَاشِهِ كَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَسَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ فِي اللِّسَانِ، وألفٌ فِي الْمِيزَانِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يومٍ وليلةٍ ألفين وخمسمائة سيئةٍ)) .

أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ، فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ جُمُعَةٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ إياسٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّجْزِيِّ، الْمَعْرُوفِ بِخَيَّاطِ السُّنَّةِ، نَزِيلِ دِمَشْقَ - وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ سِوَاهُ- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ، عَنِ الْمُبَارَكِ كَمَا سُقْنَاهُ، فَيَكُونُ شَيْخُ شَيْخِي كَأَنَّهُ سَمِعَهُ من النسائي، وتوفي النسائي سنة ثلاثٍ وثلاثمائةٍ. سَمِعَ شَيْخُنَا هَذَا بِبَلَدِهِ: فَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعْرَانِيَّ، وَأَبا بَكْرٍ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْفَرَجِ ابْنَ أُخْتِ الطَّوِيلِ، وَأَبَا بكرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ التُّوَيِّيَّ، وَبِمَرْوَ أَبَا بكرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السَّمْعَانِيَّ، وَأَبَا عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيَّ، وَبِسَرَخْسَ أَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ السَّعِيدِيَّ، وَأَبَا مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ

الْحَارِثِيَّ، وَبِبَغْدَادَ أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ، وَأَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ الْكَاتِبَ، وَآخَرِينَ ببلدانٍ شَتَّى، وَجَمَعَ أَرْبَعِينَ، وَأَكْثَرُ شُيُوخِهِ فِيهَا أَكْثَرُهَا نَقَلَهَا مِنْ أَمَالِي السَّمْعَانِيِّ، مَوْلِدُهُ فِي سَنَةَ ست وسبعين وأربعمائة بِهَمَذَانَ، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةَ خمسٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائة بِهَمَذَانَ، رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ.

أحمد بن المقرب بن الحسين بن الحسن الفقيه أبو بكر ابن أبي منصور العقيلي

شيخٌ آخَرُ [السَّادِسُ] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرَّبِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الْعُقَيْلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو القاسم عبيد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بحرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ. وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنِي بكرٍ، عَنْ أَبِي رافعٍ نفيعٍ الصَّايِغِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: سَجَدْتُ بِهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلا أَزَالُ أَسْجُدُهَا حَتَّى أَلْقَاهُ.

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي الصَّلاةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ نُفَيْعٍ الصَّايِغِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً. سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ: أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرَدَانِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ، وأبا الحسن علي بن محمد [ابن] الْعَلافِ، وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ [أَحْمَدَ بْنِ] عمر ابن [الْخَلِّيِّ] ، وَأَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ التِّكَكِيَّ، وَأَبَا الْفَوَارِسِ طِرَادَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّقِيبَ الزَّيْنَبِيَّ، وَأَبَا الْمَعَالِي ثَابِتَ بْنَ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَقَّالَ، وَأَبَا سعدٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ خشيشٍ، وَأَبَا محمدٍ رِزْقَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أسدٍ التَّمِيمِيَّ وَغَيْرَهُمْ، مَوْلِدُهُ لَيْلَةَ عَرَفَةَ سَنَةَ تسعٍ وسبعين وأربعمائة.

أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد ابن الجبان العطار المعروف بابن اللحاس

شيخٌ آخَرُ [السَّابِعُ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمد ابن الْجَبَّانِ الْعَطَّارُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ اللَّحَّاسِ، مِنْ أَهْلِ الْحَرِيمِ الطَّاهِرِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شعبان سنة ثلاثٍ وخمسين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن علي ابن الْبُسْرِيِّ، إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طاهرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مسهرٍ قَاضِي الْمَوْصِلِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، وَهُوَ ابْنُ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ حَوْضِي لأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ وعدنٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَلَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ الإِبِلَ الْغَرِيبَةَ عَنْ حَوْضِهِ)) ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَعْرِفُنَا

يومئذٍ؟ قَالَ: ((نَعَمْ تَرِدُونَهُ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، لَيْسَتْ لأحدٍ غَيْرَكُمْ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ فِي الطَّهَارَةِ. وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهِ الْقَزْوِينِيُّ فِي الزُّهْدِ فِي سُنَنِهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ أَبُو شَيْبَةَ -وَإِلَيْهِ نِسْبَتُهُمُ- ابْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُوَاسْتِيٍّ، أَبُو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مسهرٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً. شَيْخُنَا هَذَا سَمِعَ جَدَّهُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ الإِبْرَاهِيمِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ بن الحسين بن عبيد الله ابن السَّرَّاجِ، وَغَيْرَهُمْ، وَكَانَتْ لَهُ إجازةٌ [مِنَ] ابْنِ الْبُسْرِيِّ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ، سَمِعَ بِهَا عَلَيْهِ مُدَّةَ سَنَتَيْنِ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أحدٌ، وَكَتَبَ عَنْهُ الأَكَابِرُ، وَرُوِيَ عَنْهُ، مَوْلِدُهُ في سَنَةِ ثمانٍ وستين وأربعمائة، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الأَحَدِ تَاسِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الآخِرِ، سنة اثنتين وستين وخمسمائةٍ.

أبو القاسم مقبل بن أحمد بن بركة بن عبد الملك بن الصدر يعرف بابن الأبيض

شيخٌ آخَرُ [الثَّامِنُ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُقْبِلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَرَكَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الصَّدْرِ، يُعْرَفُ بِابْنِ الأَبْيَضِ، مِنْ أَهْلِ الحريم الطاهري، قراءةً عليه، في ذي القعة، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن الْمَهْدِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَاهِينَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: أنا أَبُو بحرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ [إِسْحَاقَ] الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عطاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَجَدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي الصَّلاةِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ الأَسَدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عطاءٍ مَوْلَى ابْنِ مِينَاءَ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً.

سَمِعَ أَبَا أَسْعَدَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ خُشَيْشٍ، وَالشَّرِيفَ أَبَا الْعِزِّ مُحَمَّدَ بْنَ مختار بن محمد بن عبد الواحد ابن المؤيد بالله، مولده سنة ست وثمانين وأربعمائة، وتوفي سنة ست وخمسين وخمسمائة، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حربٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ.

أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان الحاجب

شيخٌ آخَرُ [التَّاسِعُ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَاجِبُ، بِقِرَاءَةِ عَبْدِ الْمُغِيثِ بْنِ زُهَيْرٍ الْحَرْبِيِّ، في صفر سنة تسع وخمسين وخمسمائةٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي صفرٍ، سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عقيلٍ، ح: قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن

أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا نائمٌ وَفَاطِمَةُ، وَذَلِكَ مِنَ السَّحَرِ، حَتَّى قَامَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَلا تُصَلُّونَ؟ فَقُلْتُ مُجِيبًا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا نُفُوسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، قَالَ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يُرْجِعْ إِلَيَّ الْكَلامَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ حِينَ وَلَّى يَقُولُ: وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ: {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شيءٍ جدلاً} . أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّلاةِ، وَفِي كِتَابِ الاعْتِصَامِ، وَفِي التَّوْحِيدِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ شعيبٍ. وَفِي التَّفْسِيرِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ عَلِيٍّ، هُوَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ. وَفِي الاعْتِصَامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سلامٍ، عَنْ عتابٍ، هُوَ ابْنُ بشيرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ. وَفِي التَّوْحِيدِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ.

وَرَوَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ مِنْ كِتَابَيْهِمَا، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سعيدٍ بْنِ جَمِيلِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي رَجَاءٍ الْبَغْلانِيِّ الثَّقَفِيِّ الْبَلْخِيِّ، مَوْلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سعدٍ، عَنْ عقيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً لَهُمَا. هَذَا الشَّيْخُ سَمِعَ الْكَثِيرَ بِنَفْسِهِ وَبِإِفَادَةِ أبي، سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَالِكَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَالِكِيَّ الْبَانِيَاسِيَّ، وَالْخَطِيبَ أَبَا [مَنْصُورٍ] عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ [عَلِيٍّ] الأَنْبَارِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ، وَأَبَا الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونٍ الأَمِينَ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ رِزْقَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ التَّمِيمِيَّ، وَأَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ الله بن علي بن زكري الدَّقَّاقَ، وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ أيوب، وطبقتهم، مولده سنة سبعٍ وتسعين وأربعمائةٍ، وَكَانَ لَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيِّ، وتوفي سنة أربعٍ وستين وخمسمائةٍ.

أبو المعالي عمر بن بنيمان بن عمر بن نصر

شيخٌ آخَرُ [الْعَاشِرُ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي عُمَرُ بْنُ بُنَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ نصرٍ، قِرَاءَةً عليه، في رجبٍ سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرَدَانِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو الْحَسَنِ محمدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: ((لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ زِدْنِي عِلْمًا،

وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)) . أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي الأَدَبِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ حَامِدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ هَانِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيِّ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ السِّتَّةِ سِوَاهُ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبِي قُدَيْدٍ النَّسَائِيِّ، كِلَيْهِمَا عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، كَمَا سُقْنَاهُ، فَوَقَعَ بَدَلا. شَيْخُنَا هَذَا سَمِعَ أَبَا الْمَعَالِي ثَابِتَ بْنَ بُنْدَارٍ الْبَقَّالَ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ الحسين بن علي ابن الْبُسْرِيِّ، وَأَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَرَدَانِيَّ، وَأَبَا الْعِزِّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُخْتَارِ الْهَاشِمِيَّ، تُوُفِّيَ ثامن شهر رجب، سنة ثلاثٍ وستين وخمسمائةٍ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ حربٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ.

أبو العباس أحمد بن بنيمان بن عمر بن نصر بن المستعمل

شيخٌ آخَرُ [الْحَادِي عَشَرَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ بُنَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْمُسْتَعْمَلِ، بِقِرَاءَةِ خَالِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَادِي عَشَرَ شَهْرِ رجبٍ، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خذاداذا الْبَاقِلانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ مِهْرَانَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي جُمَادَى الأُولَى، سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ الْفَقِيهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ، لإِحْدَى عَشْرَةَ بَقِيَتْ من جمادى الآخرة، سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ، وَقَالَ: إِنِّي لأُقَبِّلُكَ وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حجرٌ،

وَلَكِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ. أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ فِي الْمَنَاسِكِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُقَدّمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُقَدِّمِيِّ الْبَصْرِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً. شَيْخُنَا هَذَا هُوَ أَخُو عُمَرَ الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ، سَمِعَ أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ السَّلامِ الأَنْصَارِيَّ، وَأَبَا الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيَّ، وَأَبَا الْمَعَالِي ثَابِتَ بْنَ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَقَّالَ، وَأَبَا سعدٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ خشيشٍ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ ابن البسري، وغيرهم، مولده ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وخمسمائة.

أبو الفتح أحمد بن أحمد بن محمد بن اليعسوب

شيخٌ آخَرُ [الثَّانِي عَشَرَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْيَعْسُوبِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غالبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الله ابن البناء الفقيه المقر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ، إِمْلاءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حنبلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمروٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ صَمَتَ نَجَا)) . أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ [عِيسَى بْنِ] سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ، فِي الزُّهْدِ

مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جَمِيلٍ أَبِي رَجَاءٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ بِهِ، وَقَالَ: غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ بِهِ، فوقع بدلاً.

مسعود بن محمد بن أحمد بن يوسف أبو الفتح ابن شنيف الوراق

شيخٌ آخَرُ [الثَّالِثَ عَشَرَ] أَخْبَرَنَا مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، أَبُو الْفَتْحِ ابن شُنَيْفٍ الْوَرَّاقُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، وأبو غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار، قراءةً عليه وأنا أسمع، سنة اثنين وسبعين وأربعمائة، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ السَّبْتِ، السَّادِسَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وأربعمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ السَّبْتِ، النِّصْفَ مِنْ صفرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وأربعين وثلاثمائةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي العنبس القاضي الزهري، قالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عونٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ عينٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ نازلٌ، فَلَمَّا طَعِمَ انْسَلَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَابْتَدَرَهُ الْقَوْمُ)) ، قَالَ: وَكَانَ أَبِي

يَسْبِقُ الْفَرَسَ، فَسَبَقَهُمْ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ فَقَتَلَهُ، فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ النَّسَائِيُّ، فِي السَّيْرِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سيلمان بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبِي الْحُسَيْنِ الْجَزَرِيِّ الرُّهَاوِيِّ الْحَافِظِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عونٍ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، وَاسْمُهُ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، كَمَا سُقْنَاهُ، فَوَقَعَ بَدَلا.

أبو الحسين ذهيل بن علي بن منصور بن إبراهيم بن عبد الله أبو الحسين يعرف بابن كاره

شيخٌ آخَرُ [الرَّابِعَ عَشَرَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ ذهيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ، يُعْرَفُ بِابْنِ كَارِهٍ، مِنْ أَهْلِ الْحَرِيمِ الطَّاهِرِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي شوال سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي بن أحمد ابن الْبُسْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قتاتٌ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ، فِي الْبِرِّ مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بدلاً.

سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بن علي ابن البسري، وأبا علي محمد بن سعيد ابن نَبْهَانَ الْكَاتِبَ، وَأَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بن محمد ابن بَيَانٍ وَطَبَقَتَهُمْ، تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ، ثَانِي المحرم سنة تسعٍ وستين وخمسمائةٍ.

أبو المعالي المبارك بن الحسين بن الحسين البقلي

شيخٌ آخَرُ [الْخَامِسَ عَشَرَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْمُبَارَكُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَقْلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، الثَّانِي مِنْ جُمَادَى الأولى سنة خمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَقَّالُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نصيرٍ بْنِ الْقَاسِمِ الْخُلْدِيُّ الْخَوَّاصُ، سَنَةَ أربع وأربعين وثلاثمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، عَرْضًا عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ [الْفَضْلِ] ، عَنِ [ابْنِ] أَبِي ذئبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْبَرَ، فَقَالَ: ((خَرِبَتْ خَيْبَرُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بساحةٍ قومٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ) ، قَالَ: فَجَاءَ رجلٌ مِنْ عُظَمَاءِ أَحْبَارِهِمْ، لَهُ فصاحةٌ وبلاغةٌ وجمالٌ وهيئةٌ، فَقَالَ سعدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَخْلَقَ هَذَا أَنْ يَكُونَ عَاقِلا، فَإِنِّي أَرَى لَهُ هَيْئَةً وَنُبْلا، فَقَالَ:

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا الْعَاقِلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَصَدَّقَ رَسُولَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ)) . حَدِيثُ خَيْبَرَ يُرْوَى مُسْنَدًا، وَهُوَ حديثٌ صحيحٌ، وَلَكِنْ هذه الزيادة ليست بمحفوظة فيه. آخر الجزء الأول من المشيخة

الجزء الثاني من مشيخة أبي الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ اللَّتِّيِّ تخريج: أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد البرزالي. رواية: أبي عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن يونس بن الخلال، عن ابن اللتي. سماع لكتابه: أحمد بن مظفر بن أبي محمد بن مظفر ابن النابلسي منه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الأَصِيلُ الْمُسْنِدُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ يُونُسَ ابن الْخَلالِ، أَبْقَاهُ اللَّهُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَابِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الآخِرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتسعين وستمائة بِدِمَشْقَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ اللَّتِّيِّ الْحَرِيمِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ بِدِمَشْقَ، فِي أَوَائِلِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاثين وستمائة، قال له.

أبو عبد الله الحسين بن أبي الطيب العباس بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم الشافعي

[الشيخ السادس عشر] أخبرك الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الإِمَامُ مُفْتِي أَصْبَهَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رُسْتُمَ الشَّافِعِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْكُمْ مِنْ أَصْبَهَانَ، سَنَةَ سبعٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّيَّانُ، قِرَاءَةً عليه وأنا أسمع، سنة ثلاثٍ وسبعين وأربعمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُرَّشِيدَ قوله التَّاجِرُ، حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وهبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نفيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فإنه مني} ، وقال عيسى بن مريم: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} الآيَةَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي

وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اذْهَبْ إِلَى محمدٍ -وَرَبُّكَ أَعْلَمُ- فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى محمدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوءُكَ. انْفَرَدَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ بِإِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ صَحِيحِهِ، فَأَخْرَجَهُ فِي الإِيمَانِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَفْصِ بْنِ حَيَّانَ الْفَقِيهِ -وَدَعْوَتُهُ في الصدف وَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَلا مِنْ مَوَالِيهِمْ -عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وهبٍ الْفَقِيهِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً. شَيْخُنَا هَذَا، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثمانٍ وستين وأربعمائة، وتوفي في صفر، سنة إحدى وستين وخمسمائة، سَمِعَ أَبَا عَمْرٍو عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ، وَأَبَا الْمُظَفَّرِ مَحْمُودَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ [مُحَمَّدِ] بْنِ أَحْمَدَ الشَّاهِدَ، الْمَعْرُوفَ بِالْكَوْسَجِ، وَأَبَا الْحَسَنِ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْغَازِيَ، وَأَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ الذَّكْوَانِيَّ، وَأَبَا حفصٍ عُمَرَ بن

أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ السِّمْسَارَ، وَآخَرِينَ، وَخَرَّجَ لَهُ الْفَوَائِدَ فِي عَشَرَةِ أجزاءٍ، وَهُنَاكَ ذِكْرُ شُيُوخِهِ، كَانَ يُفْتِي وَيُدَرِّسُ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ فِي الْجَامِعِ، ثُمَّ فِي مَنْزِلِه لَمَّا أَنْ ضَعُفَ عَنِ الْخُرُوجِ، أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سنةٍ، وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ الْخَاشِعِينَ للَّهِ.

أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الثقفي الأصبهاني

شيخٌ آخَرُ [السَّابِعَ عَشَرَ] أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْفَرَجِ مَسْعُودُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بها إلينا، سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائةٍ، قال: أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب ابن الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)) . انْفَرَدَ مسلمٌ بِإِخْرَاجِهِ فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ، مِنْ صَحِيحِهِ، عَن أبي زرعة

عبيد الله بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ فروخٍ الرَّازِيِّ الْحَافِظِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكيرٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، وَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً، وَلَيْسَ لَهُ فِي كِتَابِ مسلمٍ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ، وَالْعَجَبُ أَنَّ أَبَا زُرْعَةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ أربعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بَعْدَ مسلمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طاهرٍ الْمَقْدِسِيُّ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ يُفِيدُهُ النَّاسُ مِنَ الْفَقِيهِ أَبِي الْفَتْحِ سُلَيْمِ بْنِ أَيُّوبَ الرَّازِيِّ فِي الْحَجِّ، وَيَقْرَأُ لَهُمْ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ، وَلَمْ نَزَلْ نَسْمَعُهُ نَازِلا حَتَّى بَلَغَنِي وَأَنَا بطوسٍ أَنَّهُ عِنْدَ أَبِي عُمَرَ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَهْ عَالِيًا، فَرَحَلْتُ إِلَى أَصْبَهَانَ لأَجْلِهِ. شَيْخُنَا هَذَا مِنْ بَيْتِ الرِّئَاسَةِ، وَكَانَ مِنَ الْمُسْنِدِينَ وَالْمُكْثِرِينَ وَالْمُعَمَّرِينَ، سَمِعَ جَدَّهُ الرَّئِيسَ أَبَا عَبْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ الْفَضْلِ، وَأَبَا عِيسَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الْمَعْرُوفَ بِتَانَةَ، وَأَبَا طاهرٍ أَحْمَدَ بْنَ

مُحَمَّدِ بْنِ [أَحْمَدَ] بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظَ، وَالرَّئِيسَ أَبَا الْفَضْلِ الْمُطَهَّرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُزَانِيَّ، وَأَبَا شُكْرٍ غَانِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ إِمَامَ الْجَامِعَيْنِ، الشَّافِعِيَّ الْمَذْهَبِ، وَأَبَا بكرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ السِّمْسَارَ النَّبْلِيَّ، وَأَبَا الْخَيْرِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ، الْمَعْرُوفَ بزرا، وَأَبَا مَسْعُودٍ سُلَيْمَانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظَ، وَأَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّيَّانَ، وَأَبَا الْحَسَنِ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْغَازِيَ، وَخَلْقًا غَيْرَهُمْ، وَخُرِّجَ لَهُ فَوَائِدَ فِي تِسْعَةِ أجزاءٍ، وَذُكِرَ شُيُوخُهُ هُنَاكَ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وستين وأربعمائة، وتوفي سنة اثنتين وستين وخمسمائةٍ.

أبو القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن إبراهيم المعروف بفورجة التاجر

شيخٌ آخَرُ [الثَّامِنَ عَشَرَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الْمَعْرُوفُ بِفورجَةَ التَّاجِرِ، إِجَازَةً كتب إلينا من أصبهان، سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاجَهْ الأَبْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن محمد بن المرزبان بن أدرجشنس الأَبْهَرِيُّ بِأَبْهَرَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الأَدَبِ وَالْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يحيى بن الحكم الحزوري، سنة خمس وثلاثمائة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حبيبٍ الْمِصِّيصِيُّ، وَلَقَبُهُ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ادْنُ بُنَيَّ، وَسَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)) . هَذَا حَدِيثٌ جليلٌ كبيرٌ عالٍ، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ

مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ جماعةٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بلالٍ، وَرَوَاهُ عَنْ لوينٍ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ همامٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي الأَطْعِمَةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ أَبِي جَعْفَرٍ الأَسَدِيِّ الْمُلَقَّبِ بلوينٍ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً. وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ هُوَ: أَبُو حفصٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ، رَبِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَحَابِيٌّ، وَوَالِدُهُ صَحَابِيٌّ، وَوَالِدَتُهُ صحابيةٌ، وَوَالِدُهُ هُوَ: أَبُو سَلَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالٍ الْمَخْزُومِيُّ، بدريٍ مُهَاجِرِيٌّ، تُوُفِّيَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَالِدَتُهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَوَّلُ مهاجرةٍ مِنَ النِّسَاءِ، زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَبُو وَجْزَةَ اسْمُهُ: يَزِيدُ بْنُ عبيدٍ. شَيْخُنَا هَذَا سَمِعَ أَبَا بَكْرِ بْنَ مَاجَهْ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ بِجُزْءِ لوينٍ، وَسَمِعَ الرَّئِيسَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَجَدَّهُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ،

خَرَّجَ لَهُ فَوَائِدَ سُمِعَتْ مِنْهُ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خمسٍ وستين وخمسمائة، وَبِمَوْتِهِ انْقَطَعَ جُزْءُ لوينٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ بِهِ فِي الدُّنْيَا.

أبو عاصم قيس بن محمد بن إسماعيل المؤدب السويقي الصوفي

شيخٌ آخَرُ [التَّاسِعَ عَشَرَ] أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَيْسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ السُّوَيْقِيُّ الصُّوفِيُّ فِي كِتَابِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَبْهَانَ الْكَاتِبُ، فِي قَطِيعَةِ الْفُقَهَاءِ فِي مَدِينَةِ السَّلامِ بَغْدَادَ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مكرمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ح: وَأَخْبَرَنَا بِهَا الشَّرِيفُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شهر رجبٍ، سنة إحدى وخمسين وخمسمائةٍ، بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، ثَانِي عَشَرَ، شهر رمضان، من سنة تسعٍ وتسعين وأربعمائةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمدٍ بْنِ غالبٍ الْبَرْقَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ، من سنة

خمسٍ وعشرين وأربعمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شاكرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سابقٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مغولٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عمروٍ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((الصَّلاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟)) قَالَ: فَسَكَتَ عَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. حَدِيثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عمروٍ الشَّيْبَانِيِّ، وَاسُمْهُ: سَعْدُ بْنُ إياسٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي كِتَابِ الْجِهَادِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ محمد بن الصباح أبي علي الواسطي الرزاز، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سابقٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مغولٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا، وَلَهُ فِيهِ طرقٌ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَأَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، كُلُّهُمْ فِي كُتُبِهِمْ، مِنْ طرقٍ يَطُولُ ذِكْرُهَا. شَيْخُنَا قيسٌ هَذَا سَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ شُيُوخِهَا، بِإِفَادَةِ الْحَافِظِ أَبِي نصرٍ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْيُونَارْتِيِّ، كَأَبِي الْحُسَيْنِ [الْمُبَارَكِ] بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئَ،

الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْعَلافِ، وَالرَّئِيسِ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ، وَالْعَدْلِ أَبِي محمدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الآبَنُوسِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التِّكَكِيِّ، وَأَبِي غالبٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيِّ، وَبِمَكَّةَ أَبَا الْوَفَاءِ إِسْمَاعيلَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَكِّيَّ، وَغَيْرَهُمْ، انْتَقَى لَهُ أَحَادِيثَ عَنْهُمْ، وَكَتَبَهَا لَهُ، وَأَفَادَهُ إِيَّاهَا أَبُو نَصْرٍ الْيُونَارْتِيُّ، وَحَدَّثَ بِهَا، وَسَمِعَ مِنْهُ الْفُضَلاءُ، وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأَرْبَعَاءِ، السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وستين وخمسمائة.

أبو الفتح عبد الله بن أبي العباس أحمد بن أبي الفتح الخرقي القاضي

شيخٌ آخَرُ [الْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا النَّبِيلُ أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ الْخِرَقِيُّ الْقَاضِي، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إلينا من أصبهان، سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مطيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ اللَّيْثِ بْنِ الضَّبِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ عفيفٍ الضَّبِّيُّ، الْمُجَلِّدُ، النَّاسِخُ، الْمَعْرُوفُ بِالْمِصْرِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّايِغُ، ح: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شعيبٍ السِّجْزِيُّ الْهَرَوِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا بَغْدَادَ، حَرَسَهَا اللَّهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شُهُورِ سَنَةَ ثلاثٍ وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مظفرٍ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّرَخْسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خزيمٍ الشَّاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو محمدٍ عَبْدُ بْنُ

حميدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سماكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قومٍ في رؤوس النَّخْلِ، فَقَالَ: ((مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: يُلَقِّحُونَهُ، يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الأُنْثَى، قَالَ: مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا، فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ)) ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَاكَ، فَقَالَ: ((إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ بِشَيْءٍ فَخُذُوهُ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا)) . حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ سِمَاكِ بْنِ حربٍ بْنِ أوسٍ أَبِي الْمُغِيرَةِ، رَوَاهُ عَنْهُ: إِسْرَائِيلُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ سِوَى عَفَّانَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ، فِي فَضَائِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سعيدٍ أَبِي رَجَاءٍ الثَّقَفِيِّ الْبَغْلانِيِّ، وَأَبِي كاملٍ فضيل بن حسينٍ الجحدري، كلهما عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا. شَيْخُنَا هَذَا مَوْلِدُهُ فِي الْعَاشِرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وهو يوم العيد سنة تسعين وأربعمائة، وَكَانَ جَدُّهُ حَيًّا، فَسَمَّاهُ بِاسْمِهِ وَكَنَّاهُ بِكُنْيَتِهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: كُنْتُ مُجَاوِرًا بِمَكَّةَ فَكَانَ قَدْ وَقَفْتُ تِسْعَةَ عَشَرَ مَوْقِفًا، فَقِيلَ لَهُ: سَيُولَدُ لابْنِكَ ولدٌ فَسَمِّهِ بِاسْمِكَ وَكَنِّهِ بِكُنْيَتِكَ، فَمَنْ أَكْرَمَهُ فَقَدْ أَكْرَمَنِي، وَهُوَ آخِرُ مَنْ يَبْقَى مِنْ أَوْلادِي، وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا، وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَسَمِعَ شَيْخُنَا الْمَجَالِسَ الثَّلاثَةَ مِنْ أَمَالِي ابْنِ مَرْدُوَيْهِ مِنْ أَبِي مُطِيعٍ، وَسَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَمْدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيَّ، وَأَبَا الْفَتْحِ بْنَ عَلُّوَيْهِ، وَصَحِيحَ مُسْلِمٍ مِنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيِّ، قَدِمَ عَلَيْهِمْ أَصْبَهَانَ، وَتُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ، السَّابِعَ وَالْعِشْرِينَ، مِنْ شَهْرِ رجبٍ، سَنَةَ تسعٍ وسبعين وخمسمائةٍ، وَدُفِنَ بِالْمُصَلَّى، وَصَلَّى عَلَيْهِ بِظَاهِرِ بَابِ باغٍ عِيسَى الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَابْنُ مُطِيعٍ كَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ مَرْدُوَيْهِ، وَفِيهِ يَقُولُ الإِمَامُ أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ زِيَادٍ التَّمِيمِيُّ أبياته هذه: لكم خبراً رَأَيْنَا وَاخْتَبَرْنَا ... فَلَمْ نَرَ كَالإِمَامِ أَبِي مُطِيعِ يروي حين يروي غليلنا ... بِمَا يُمْلِي مِنَ الْخَبَرِ الرَّفِيعِ وَقَالَ الدِّينُ سِبْطَتُهُ قَوَامِي ... وَقَالَ الدَّهْرُ طَلْعَتُهُ رَبِيعِي أَرَدْتُ أقول في معناه مدحاً ... فلم أك بالقؤول الْمُسْتِطِيعِ هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي آوِي إِلَيْهِ ... أُومِلُ أَنْ يَكُونَ غَدًا شَفِيعِي

أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء علي بن أبي طالب حمد بن عيسى بن عبد الوهاب بن محمد بن المرزبان المعدل الحافظ

شيخٌ آخَرُ [الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا الرَّضَا أَبُو مَسْعُودٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَبِي الْوَفَاءِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ حَمْدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْمُعَدَّلُ الْحَافِظُ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، سنة ستين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ، سَنَةَ عشرٍ وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سعيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عياضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَنْزِعُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جُهَّالا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ علمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)) .

اتَّفَقَ الإِمَامَانُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَلَى إِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ. فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أويسٍ، عَنْ مالكٍ. وَرَوَاهُ مسلمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ فِي الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ، عَنْ عمروٍ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بحرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ فِي السُّنَّةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي كريبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن إدريس، وعبدة، وأبي معاوية، وابن النمير، وَمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، وَعَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مسهرٍ، وَمَالِكِ بْنِ أنسٍ، وَحَفْصِ بْنِ مَيْسَرَة، وَشُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِهِ. قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ: فَلَقِيتُ هِشَامًا فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِهِ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حسنٌ صحيحٌ، ولمسلمٍ فِيهِ طرقٌ اقْتَصَرْنَا مِنْهَا عَلَى رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَالْحَدِيثُ صحيحٌ محفوظٌ مِنْ حَدِيثِ هشامٍ، وَرَوَاهُ عَنْهُ الْجَمُّ الْغَفِيرُ وَالدَّهْمَاءُ الْكَثِيرَةُ مِنَ الأَئِمَّةِ: مالكٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، ومعمرٌ، وَشُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ. وَمِنَ التَّابِعِينَ: يَحْيَى بْنُ سعيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ سليمٍ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ. وَعَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ خلقٌ يَطُولُ تِعْدَادُهُ: كَابْنِهِ هِشَامٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كثيرٍ، وَأَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نوفلٍ. وَلأَصْحَابِ الْحَدِيثِ عنايةٌ فِي جَمْعِ طُرُقِهِ، وَاجْتَمَعَ فِيهِ تَابِعِيَّانِ: عُرْوَةُ، وَهِشَامٌ، وَلَهُ طرقٌ، هَذَا أَشْهَرُهَا وَأَصَحُّهَا، وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بِرِوَايَةِ هشامٍ، عَنْ أَبِيهِ، إِلا هَذَا الْحَدِيثُ، وحديثٌ آخَرُ أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ. وَقَدْ جَمَعَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْبَيِّعِ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بِهَذَا الإِسْنَادِ، كُلُّهَا أفرادٌ وَغَرَائِبُ، وَقَدْ جَمَعَ طُرُقَ هَذَا الْحَدِيثِ: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ شعيبٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْعَطَّارُ الطُّوسِيُّ، وَالْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَسَاكِرَ. شَيْخُنَا هَذَا سَمِعَ بِبَلَدِهِ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ، وَجَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَكَانَ عِنْدَهُ مَعَاجِمُ الطَّبَرَانِيِّ، وَرَحَلَ إِلَى نَيْسَابُورَ، وَسَمِعَ بِهَا مَا كَانَ عِنْدَ الشِّيرَوِيِّ، وَغَيْرِهِ، وَاسْتَوْعَبَ، وَكَتَبَ، وَجَمَعَ التَّرَاجِمَ وَالأَبْوَابَ، وَسَمِعَ مِنْهُ جماعةٌ، مِنْهُمُ: الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ، مُؤَرِّخُ دِمَشْقَ، سَمِعَ مِنْهُ الْمُعْجَمَ الْكَبِيرَ وَغَيْرَهُ، وَذَكَرَهُ فِي مُعْجَمِ شُيُوخِهِ، تُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، الْعِشْرِينَ من شوالٍ سنة ستٍ وستين وخمسمائةٍ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، بِبَابِ بَاغِ عِيسَى، بِقُرْبِ جَدِّهِ مِنْ أُمِّهِ غانمٍ الْبُرْجِيِّ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ.

أبو عبد الله محمد بن الحافظ أبي نعيم عبيد الله بن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد

شيخٌ آخَرُ [الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمد بن الحافظ أبي نعيم عبيد الله بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادِ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أصبهان، في شوال، سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخِرَقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عاصمٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ واضحٍ، قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بجير بْنِ سعدٍ، عَنْ خالدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صدقةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صدقةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَتَكَ فَهُوَ لَكَ صدقةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صدقةٌ)) .

أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ، فِي عِشْرَةِ النِّسَاءِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَعَنْ عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ بْنِ يَحْيَى الْبَلْخِيِّ، نَزِيلِ عَسْقَلانَ، كِلَيْهِمَا عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ بِهِ، فَوَقَعَ بَدَلا. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ بِنَيْسَابُورَ، وَأَحْضَرَهُ أَبُوهُ عِنْدَ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي صادقٍ، وَغَيْرِهِ، وَسَمِعَ بِأَصْبَهَانَ لَمَّا عَادَ بِهِ أَبُوهُ إِلَيْهَا: جَدَّهُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ، وَأَبَا الْفَتْحِ، وَأَبَا مطيعٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمِصْرِيَّ، وَأَبَا الْعَلاءِ. وَكَانَ عِنْدَهُ الْحِلْيَةُ وَالدَّلائِلُ جَمْعُ أَبِي نعيمٍ، عَنْ أَبِي سعدٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُطَرِّزِ، وَكَانَ حَرِيصًا عَلَى الرِّوَايَةِ، نَبِيلا، مُرَاعِيًا لأَصْحَابِهِ، نَبِيهًا جَلِيلا، مَحَلَّ تحببٍ إِلَيْهِمْ، وَيَجْمَعُهُمْ، وَسَمِعَ مَعَهُمْ وَمِنْهُمْ، سَمِعَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَحَضَرَ مَجَالِسَ أَصْحَابِهِ، وَكَانَ يَحْفَظُ وَيُذَاكِرُ، كَتَبَ عَنْهُ والده،

وكان من المكثرين، و [من] بَيْتِ الْحَدِيثِ، وَكَانَ خَطِيبًا وَإِمَامًا.

أبو سعد محمد بن عبد الواحد بن عبد الوهاب الصائغ الأصبهاني الحافظ

شيخٌ آخَرُ [الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو سعدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الصَّائِغُ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ الأُطْرُوشُ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم ابن الْمُقْرِئِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمدٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فروخٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سعدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عليٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:

أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّنِي حَدِيثًا لا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هدفٌ، أَوْ قَالَ: حَائِشُ نخلٍ، يَعْنِي حَائِطًا، [فَدَخَلَ حَائِطًا] لرجلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا فِيهِ جملٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ سُرَّتَهُ إِلَى سَنَامِهِ وَذِفْرَاهُ، فَسَكَنَ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ((أَفَلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا؟!، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ [أَنَّكَ] تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ)) . رَوَاهُ أَسْوَدُ بْنُ عامرٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ بن مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عارمٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، كُلُّهُمْ عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الطَّهَارَةِ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُخَارِقٍ أَبِي عَبْدِ الرحن الضُّبَعِيِّ الْبَصْرِيِّ، ابْنِ أَخِي جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، وَشَيْبَانَ بْنِ فروخٍ، وَهُوَ شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو محمدٍ الْحَبَطِيُّ مَوْلاهُمُ الأَيْلِيُّ، كِلَيْهِمَا عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ بِإِسْنَادِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً.

أبو القاسم عبد الواحد بن أبي طاهر بن محمد بن عبد الواحد الشرابي الخباز النشاستجي

شيخٌ آخَرُ [الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي طاهرٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّرَابِيُّ الْخَبَّازُ النَّشَاسِتَجِيُّ، إِجَازَةً كتب إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ التَّمِيمِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا أَصْبَهَانَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عمر عبد الواحد بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حفصٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمثان بْنِ كَرَامَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مخلدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بلالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نمرٍ، عَنْ عطاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنَنِي بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يبطش بها، ورجله التي يمشي

عليها، ولأن سألني عبدي لأعطيته، ولأن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ، تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يكره الموت، ويكره مَسَاءَتَهُ، وَلا بُدَّ لَهُ مِنْهُ)) . أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ الْعِجْلِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ أَبِي أَيُّوبَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [أَبِي] عتيقٍ الْقُرَشِيِّ الْمَدَنِيِّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عطاءٍ، وَهُوَ ابْنُ يسارٍ أَبِي محمدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ. وَهُوَ مِنْ أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ إِلا عَنِ ابْنِ كَرَامَةَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً، وَخَالِدُ بْنُ مخلدٍ هُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، رَوَى عَنْهُ فِي كِتَابِهِ، وَرُبَّمَا فَاتَهُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثُ، فَرَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ، وَذَلِكَ لِجَلالَةِ الشَّيْخِ عِنْدَهُ، وَشَرَفِ الْحَدِيثِ.

أبو المحاسن إسماعيل بن زيد بن شهريار

شيخٌ آخَرُ [الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَحَاسِنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدِ بْنِ شَهْرِيَارَ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فِي شَهْرِ اللَّهِ الْمَحَرَّمِ، سنة إحدى وستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو محمدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ التَّمِيمِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، عِنْدَ قُدُومِهِ إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّمَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عبيد الله بْنِ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كعبٍ: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ الْقُرْآنَ، أَوْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟! قَالَ: وَقَدْ ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ)) . حديثٌ صحيحٌ محفوظٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيِّ، وثابتٌ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي محمدٍ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْعَلاءِ الْقَيْسِيِّ الْبَصْرِيِّ عَنْهُ.

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل البخاري، عن محمد بن عبيد الله بْنِ أَبِي دَاوُدَ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُنَادِي، عَنْ روحٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، وَيُسَمِّيهِ الْبُخَارِيُّ أَحْمَدَ، وَأَهْلُ بَغْدَادَ يُسَمُّونَهُ مُحَمَّدًا، وَقَدْ سَاوَى أَبُو عمروٍ الدَّقَّاقُ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّمَّاكِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ، حَيْثُ رَوَى عَنْ شَيْخِهِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَكَفَى بِذَلِكَ فَخْرًا لَهُ، وَرِفْعَةً، وَشَرَفَ همةٍ، حَيْثُ تَسَاوَى مَعَهُ، وَقَدْ تُوُفِّيَ الْبُخَارِيُّ لَيْلَةَ الْفِطْرِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَتُوُفِّيَ ابْنُ السَّمَّاكِ فِي شَهْرِ ربيعٍ الأول، سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة، فَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا ثمانٌ وَثَمَانُون سنةٍ، وَذَلِكَ عُمَرُ رجلٍ معمرٍ، وَيَكُونُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ كَأَنَّهُ شَاهَدَ الْبُخَارِيَّ، وَصَافَحَهُ، وَسَمِعَ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ، وَخَاطَبَهُ، وَفَاتَحَهُ.

أبو جعفر أحمد بن أحمد بن عبد العزيز ابن القاص المقرئ الصوفي

شيخٌ آخَرُ [السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا الزَّاهِدُ أَبُو جعفرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن الْقَاصِّ الْمُقْرِئُ الصُّوفِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا، سنة اثنتين وستين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَلَّةَ الأَصْبَهَانِيُّ، إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، بِاسْتِمْلاءِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ ناصرٍ، في شهورٍ سنة ثمانٍ وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخ أَبُو عُمَرَ الْمُطَهَّرُ بْنُ أَبِي نزارٍ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عاصمٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حدثنا أبو يعلى الموصلي، قال: حدثنا عبيد الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سعيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وقاصٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لامرئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى

رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امرأةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)) . هَذَا حديثٌ جليلٌ كبيرٌ صحيحٌ، متفقٌ عَلَيْهِ، مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سعيدٍ الأَنْصَارِيِّ، رَوَاهُ عَنْهُ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ. فَأَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ. وَفِي الإِيمَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مالكٍ. وَفِي النِّكَاحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ قَزَعَةَ، عَنْ مالكٍ. وَفِي الْعِتْقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ. وَفِي هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مسددٍ بْنِ مسرهدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيدٍ. وَفِي تَرْكِ الْحِيَلِ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عارمٍ، عَنْ حمادٍ. وَفِي الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سعيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ فِي الْجِهَادِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مالكٍ.

وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رمحٍ، عَنِ اللَّيْثِ. وَعَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيِّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ حمادٍ. وَعَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ. وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ أَبِي خالدٍ الأَحْمَرِ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نميرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غياثٍ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ. وَعَنْ أَبِي كريبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيِّ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْقَزْوِينِيُّ، فِي كُتُبِهِمْ، مِنْ عِدَّةِ طرقٍ يَطُولُ ذِكْرُهَا، وَلا يَصِحُّ إِلا مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ: عَلْقَمَةُ بْنُ وقاصٍ، وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ الأَئِمَّةُ الْمُتَقَدِّمُونَ وَالْحُفَّاظُ الْمُبْرَزُونَ، وَقَالُوا: هُوَ ثُلُثُ الْعِلْمِ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رُبُعُ الْعِلْمِ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلا يَصِحُّ إِلا مِنْ حَدِيثِهِ. هَذَا الشَّيْخُ شِيرَازِيُّ الأَصْلِ، بَغْدَادِيُّ الْمَوْلِدِ وَالدَّارِ، أَحَدُ زُهَّادِ زَمَانِهِ،

صَاحِبُ عبادةٍ ورياضةٍ، وَكَانَ جَدُّ أَبِيهِ أَبُو يَعْلَى هُوَ الْقَاضِي فَعُرِفَ بِهِ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ست وتسعين وأربعمائةٍ، وتوفي سنة ثلاثٍ وسبعين وخمسمائة بِبَغْدَادَ، قَرَأَ الْقُرْآنَ بِالرِّوَايَاتِ السَّبْعِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيِّ، وَعَلَى أَبِي الْخَيْرِ الْمُبَارَكِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْغَسَّالِ، وَغَيْرِهِمَا، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْهُمَا، وَمِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الآبَنُوسِيِّ الْوَكِيلِ، وَأَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ، وَأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ، وَمِنْ أَبِي عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَلَّةَ وَغَيْرِهِمْ، وَحَدَّثَ عَنْهُمْ، وَأَقْرَأَ النَّاسَ، مَاتَ وَقَبْرُهُ يُزَارُ، وَيُتَبَرَّكُ بِهِ إِلَى الْيَوْمِ.

أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن ينال أبو العباس المعروف بالترك

شيخٌ آخَرُ [السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي منصورٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَنَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ، الْمَعْرُوفُ بِالتُّرْكِ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا من أصبهان، سنة خمس وستين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَّاشُ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شاكرٍ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حمادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابتٍ، عَنْ أَبِي رافعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ رَجُلا زَارَ أَخَاهُ فِي قريةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى الْمَلَكُ، قَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَزُورُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نعمةٍ؟ قَالَ: لا، إِلا

أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ)) . حَدِيثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي رافعٍ نفيعٍ الصَّائِغِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وثابتٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي محمدٍ ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِي رافعٍ. انْفَرَدَ مسلمٌ بِإِخْرَاجِهِ دُونَ الْبُخَارِيِّ، فَأَخْرَجَهُ فِي الأَدَبِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ حَمَّادِ بْنِ نصرٍ أَبِي يَحْيَى النَّرْسِيِّ الْبَصْرِيِّ، ابْنِ عَمِّ عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ بِهِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً. ورواه عبيد الله بْنُ محمدٍ الْعَيْشِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ منهالٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مسلمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا مُسْنَدًا. سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ جَمِيعَ سُنَنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حمدٍ الدُّونِيِّ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مطيعٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ

الْمِصْرِيِّ، فَقَدِمَ بَغْدَادَ فِي صِبَاهُ، وَسَمِعَ أَبَا طَاهِرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، وَأَبَا الْبَرَكَاتِ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ النَّحْوِيَّ، وَغَيْرَهُمَا، وَحَدَّثَ، وَعُمِّرَ، وَسَمِعَ مِنْهُ الأَكَابِرُ: الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، وَالْحَافِظُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِينِيُّ، وَخُرِّجَ لَهُ جزءٌ عَنْ شُيُوخِهِ، وَالْحَافِظُ أَبُو سعدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ منصورٍ السَّمْعَانِيُّ، وَمِنَ الأَصَاغِرِ مَنْ لا يُعَدُّ وَلا يُحْصَى، وَتُوُفِّيَ بِأَصْبَهَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وثمانين وخمسمائةٍ.

أبو نصر عمر بن محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني

شيخٌ آخَرُ [الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو نصرٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرِ بْنِ أَبِي بكرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخِرَقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حاضرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو منصورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جعفرٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ بْنِ الْمُقْرِئِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أربعٍ وسبعين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا أبو عروية الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى الْقُرَشِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ واضحٍ، قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سعدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي بَحَرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْغَزْوُ غَزْوَانِ، فَأَمَّا من ابتغى وجه الله عز جل، وَأَطَاعَ الإِمَامَ، وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ، وَيَاسَرَ الشَّرِيكَ، وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ، فَإِنَّ نَوْمَهُ وَنُبْهَهُ أَجْرٌ كُلُّهُ، وَأَمَّا مَنْ غَزَا لِفَخْرٍ ورياءٍ وسمعةٍ، وَعَصَى الإِمَامَ، وَأَفْسَدَ فِي الأَرْضِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ بِالْكَفَافِ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ فِي الْجِهَادِ مِنْ سُنَنِهِ،

عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي الْعَبَّاسِ الْحَضْرَمِيِّ الْحِمْصِيِّ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ فِي الْبَيْعَةِ وَالسِّيَرِ وَالْجِهَادِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ أَبِي حفصٍ الْحِمْصِيِّ، كِلَيْهِمَا عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سعدٍ، فَوَقَعَ بَدَلا. سَمِعَ شَيْخُنَا هَذَا أَبَا غالبٍ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيِّ بن إبراهيم النوبندجاني. آخر الجزء الثاني، والله أعلم علقه أحمد بن مظفر بن أبي محمد بن مظفر بن بدر بن الحسن بن النابلسي، عفا الله عنه، والحمد لله، وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وسلم.

الجزء الثالث من مشيخة أبي الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ اللَّتِّيِّ تخريج: الحافظ أبي عبد الله محمد بن البرزالي. رواية: أبي علي الحسن بن أبي يونس بن الخلال، عن ابن اللتي. سماع: أحمد بن مظفر بن أبي محمد بن النابلسي، عفا الله عنه، بقراءته عليه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الصَّالِحُ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْخَلالِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَابِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الآخِرِ، سنة اثنتين وتسعين وستمائة، بِدِمَشْقَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ اللَّتِّيِّ، قِرَاءَةً عليه، سنة أربع وثلاثين وستمائة، قيل له.

أبو الفتوح عبد الله بن محمد بن عبد الله الجوهري

[الشَّيْخُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ] أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْفُتُوحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْكُمْ مِنْ أَصْبَهَانَ، سَنَةَ ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَرْقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسمع، سنة ست وتسعين وأربعمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو منصورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ محمد بن مردود بْنِ حَمَّادٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وهبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زيدٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مصرفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالكٍ يَقُولُ: قَدِمَ أعرابٌ مِنْ عُرَيْنَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمُوا، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، حَتَّى اصْفَرَّتْ أَلْوَانُهُمْ، وَعَظُمَتْ بُطُونُهُمْ، فَبَعَثَ بِهِمْ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى لقاحٍ لَهُ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، حَتَّى صَحُّوا، فَقَتَلُوا رُعَاتَهَا، وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ، وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَّرَ أَعْيُنَهُمْ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لأنسٍ، وَهُوَ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ، أبكفرٍ أَمْ بذنبٍ؟ قَالَ: بكفرٍ.

قَالَ زيدٌ: وَحَدَّثَنِي السُّدِّيُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ بَعْدَمَا قَطَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَّرَ أَعْيُنَهُمْ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآيَةَ كُلَّهَا. أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ فِي الطَّهَارَةِ، وَالْمُحَارَبَةِ، عَنْ أَبِي الْمُعَافَى مُحَمَّدِ بْنِ وهبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مُرْسَلا، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أنسٍ، غَيْرَ طَلْحَةَ، وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا: يَحْيَى بْنُ سعيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَحَدِيثُ الْعُرَنِيِّينَ هَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنسٍ. وَفِي كِتَابِ الطِّبِّ أَيْضًا مِنْ صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ سَلامِ بْنِ مسكينٍ، عَنْ ثابتٍ، عَنْ أنسٍ. وَهُوَ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ. هَذَا الشَّيْخُ سَمِعَ أَبَا نصرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السِّمْسَارَ، وَأَبَا بَكْرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الصَّابُونِيَّ، وَأَبَا بكرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَرْدُوَيْهِ.

محمد بن إسماعيل بن أبي نصر بن محمد يعرف بدانكفاد

شيخٌ آخَرُ [الثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي نَصْرِ بْنِ محمدٍ، يُعْرَفُ بدانكفاد، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فِي سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَدَّادِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سنة ست وخمسمائة، وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ محمد الخرقي، قراءةً عليه سنة أربع وخمسمائةٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو منصورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جعفرٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ الْمُقْرِئُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ محمدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى الْقُرَشِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ واضحٍ، قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سعدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نفيرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَتْ لَهُ بغلةٌ شَهْبَاءُ، فَرَكِبَهَا. وَقَالَ الْمُسَيَّبُ: أَهْدَتْ فَارِسُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بغلةٌ شهباء فربكها، فَأَخَذَ عُقْبَةُ يَقُودُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُقْبَةَ: اقْرَأْ، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَقْرَأُ، قَالَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} . وَقَالَ الْمُسَيَّبُ: اقْرَأْ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} قَالَ: فَأَعَادَهَا عَلَيَّ، حَتَّى قَرَأْتُهَا، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي لَمْ أفرح بها

جِدًّا، فَقَالَ: ((لَعَلَّكَ تَهَاوَنْتَ بِهَا، فَمَا قُمْتَ بشيءٍ أفضل منها)) . قال المسب: فَمَا قُمْتَ تُصَلِّي بِمِثْلِهَا. أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ فِي الاسْتِعَاذَةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كثيرٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ بحيرٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا.

أبو الحسين علي بن أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد اللباد الحافظ

شيخٌ آخر [الحادي والثلاثون] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ اللَّبَّادُ الْحَافِظُ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، سَنَةَ سِتِّينَ وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَاجَهِ الأَبْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ الْحَزَوَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حبيبٍ أَبُو جَعْفَرٍ الأَسَدِيُّ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جريجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهُ ذُكِرَ لَهَا أَنَّ امْرَأَةً تَنْتَعِلُ أَوِ انْتَعَلَتْ، فَقَالَتْ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ. أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي اللِّبَاسِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ أَبِي جَعْفَرٍ الأَسَدِيِّ، الْمُلَقَّبِ بلوينٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً. سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ أَبَا محمدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عبد العزيز

التَّمِيمِيَّ الْحَنْبَلِيَّ، وَالرَّئِيسَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمَ بْنَ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيَّ، وَأَبَا سَعِيدٍ رجاء بن عبد الواحد بن فولويه، وَأَبَا نَصْرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ [يُوسُفَ] السِّمْسَارَ، وَأَبَا الْفَتْحِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَدَّادِ وَغَيْرَهُمْ، وَخَرَّجَ لَهُ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْفَاخِرُ فَوَائِدَ، وَلَهُ إجازةٌ مِنْ أَبِي بكرٍ أَحْمَدَ بْنِ خلفٍ، وَغَيْرِهِ، وَتُوُفِّيَ هَذَا الشَّيْخُ يَوْمَ السَّبْتِ، الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ شوالٍ، سنة ستين وخمسمائة.

أبو جعفر محمد بن أبي المرجى الحسين بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر التيمي

شيخٌ آخَرُ [الثَّانِي وَالثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُرَجَّى الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طاهرٍ التَّيْمِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْكُمْ مِنْ أصبهان، في سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْخِرَقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، سَنَةَ أربعٍ وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو منصورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ بْنِ الْمُقْرِئِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائةٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بن مودود حَمَّادٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ واضحٍ، وعمروٌ، وَيَحْيَى ابْنَا عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دينارٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بحيرٍ، عَنْ خالدٍ، عَنْ جبيرٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ -وَقَالَ عَمْرٌو: الْمُقَدَّمِ- ثَلاثًا، وَعَلَى الَّذِي يَلِيهِ وَاحِدَةً. أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ فِي الصَّلاةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ أَبِي سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيِّ الْقُرَشِيِّ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، أَخِي عمروٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، كَمَا سُقْنَاهُ، فَوَقَعَ موافقةً.

أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين الصيدلاني الأصبهاني

شيخٌ آخَرُ [الثَّالِثُ وَالثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّيْدَلانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا، فِي سَنَةِ سِتِّينَ وخمسمائة مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مسعودٍ سُلَيْمَانُ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظَ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وثمانين وأربعمائةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جعفرٍ الْجُرْجَانِيُّ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بكيرٍ الْكِرْمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، خَتَنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، أخي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَارًا، وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا، وَلا أَمَةً، وَلا شَيْئًا، إِلا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً. أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجعفي

الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِيِّ نَزِيلِ نَيْسَابُورَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بكيرٍ، كَمَا سُقْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً. وَقَدْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثابتٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَيَكُونُ شَيْخُنَا أَبُو جعفرٍ هَذَا بِمَنْزِلَةِ الْخَطِيبِ، وَقَدْ توفي الخطيب سنة ثلاثٍ وستين وأربعمائةٍ، فَمَنْ سَمِعَهُ مِنِّي يَكُونُ كَمَنْ سَمِعَهُ مِنْ أصحاب الخطيب.

محمد بن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بالكسائي

شيخٌ آخَرُ [الرَّابِعُ وَالثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ أَحْمَدَ بْنِ محمدٍ بْنِ أَحْمَدَ، الْمَعْرُوفُ بِالْكِسَائِيِّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أصبهان، في سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مطيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْوَرَّاقُ الْمِصْرِيُّ الصَّحَّافُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدُوَيْهِ، إِمْلاءً فِي دَارِهِ، سنة عشرٍ وأربعمائةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زهيرٌ، يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قيسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ يَرَى أَمْرًا للَّهِ فِيهِ مقالٌ، أَنْ يَقُولَ فِيهِ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: مَا مَنَعَكَ إِذَا رَأَيْتَ كَذَا وَكَذَا أَلا تَقُولَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، خِفْتُ، فَيَقُولُ: إِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخَافَ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ، فِي الْفِتَنِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ

أَبِي كريبٍ مُحَمَّدِ بْنِ علاءٍ الْهَمْدَانِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنِ ابْنِ نميرٍ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، وَاسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْهُ مَرْفُوعًا.

محمد بن أبي الفوارس بن أبي الفتح بن أبي القاسم السباك

شيخٌ آخَرُ [الْخَامِسُ وَالثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ السَّبَّاكُ، إِجَازَةً كَتَبَ خَطَّهُ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْخِرَقِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ ست وتسعين وأربعمائةٍ قال: أخبرنا أَخْبَرَنَا أَبُو منصورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جعفرٍ الْخَطِيبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ بن زاذان ابن الْمُقْرِئِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سنة أربع وسبعين وثلاثمائةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودِ بْنِ حمادٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ واضحٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بحيرٍ - قَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سعدٍ، عَنْ خالدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِي أيوبٍ الأَنْصَارِيِّ. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كِيلُوا طَعَامَكُمْ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهِ الْقَزْوِينِيُّ، فِي التِّجَارَاتِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كثيرٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سعدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً.

والمقدام هو ابن معد يكرب أَبُو كَرِيمَةَ الْكِنْدِيُّ الشَّامِيُّ، لَهُ صحبةٌ. وَأَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كليبٍ الأَنْصَارِيُّ، لَهُ صحبةٌ، وَعَلَيْهِ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا.

أبو الفضل شاكر بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد الأسواري

شيخٌ آخَرُ [السَّادِسُ وَالثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ شَاكِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسْوَارِيُّ، إجازةً في شوال، سنة ستين وخمسمائةٍ، كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْخِرَقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ست وتسعين وأربعمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جعفرٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عاصم بن زاذان ابن الْمُقْرِئِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ، سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودِ بْنِ حَمَّادٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ الأحمسي، عن جدته أم الحصين، قالت: ححجت فِي حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُ بِلالا يَقُودُ بِهِ، آخذٌ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَافِعًا عَلَيْهِ ثَوْبَهُ، يُظِلُّهُ مِنَ الْحَرِّ، وَهُوَ محرمٌ، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَكَانَ فِيمَا قَالَ: ((إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عبدٌ حبشيٍ مجدعٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا)) .

أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ، فِي الْمَنَاسِكِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شبيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ مَعْقِلِ بن عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة [و] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حنبلٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زيدٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي الْحَجِّ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حنبلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سلم. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ، فِي الْحَجِّ أَيْضًا مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ، وَبَدَلا فِي رِوَايَةِ مسلمٍ وَأَبِي دَاوُدَ. سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ مِنْ أَبِي بكرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عزيزَةَ، وَأَبِي مطيعٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَأَبِي الْفَتْحِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيِّ، وَأَبِي الْفَتْحِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادِ، وَأَبِي الْعَلاءِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيِّ، وَأَبِي بكرٍ أَحْمَدَ بن محمد بن

أحمد مُوسَى، وَأَبِي أَحْمَدَ فَضْلانَ بْنِ عُثْمَانَ الْقَيْسِيِّ، وَأَبِي محمدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيِّ، وَأَبِي محمدٍ حَمْزَةَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَلَوِيِّ، وَأَبِي سهلٍ غَانِمِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ أَحْمَدَ بْنِ محمدٍ الْحَدَّادِ، وَجَدِّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الأَسْوَارِيِّ، وَخَرَّجَ لَهُ فَوَائِدَ، سُمِعَتْ عَلَيْهِ، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ، سنة ثلاثٍ وستين وخمسمائةٍ.

أبو المحاسن علي بن أبي منصور بن عبد الصمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه

شيخٌ آخَرُ [السَّابِعُ وَالثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَحَاسِنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ مَرْدُوَيْهِ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ أصبهان، في ذي القعدة سنة ستين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّلارُ أَبُو الْحَسَنِ مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَلانَ الْكَرْجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ معقلٍ الْمَيْدَانِيُّ، مِنْ مَيْدَانِ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فِيمَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، بِمَيْدَانِ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وثلاثمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَن أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصينٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ، فَسَهَا فِي صَلاتِهِ، فَسَجَد سَجْدَتَيِ السهو، ثم تشهد، ثم سلم. خرجه الأَئِمَّةُ الثَّلاثَةُ: أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، وَأَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ، فِي كُتُبِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا موافقةٍ. سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ أَبَا مُطِيعٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن عبد العزيز، وأبا عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمَ بْنَ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَفِيَّ، وَتُوُفِّيَ فِي شَهْرِ ربيعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أربعٍ وسبعين وخمسمائةٍ. قَالَ ابْنُ مَكِّيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ: هُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ الرَّئِيسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَبِهِ خَتَمَ حَدِيثَهُ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ صَحِيحًا، وَذَلِكَ أَنَّ السِّلَفِيَّ تَأَخَّرَ بَعْدَهُ، فَإِنْ كَانَ أَرَادَ بِأَصْبَهَانَ فمسلمٌ، وَإِنْ أَرَادَ بِقَوْلِهِ الإِطْلاقَ فممنوعٌ وغير مسلمٍ.

أبو أحمد هبة الله بن محمد بن الفرج البقال

شيخٌ آخَرُ [الثَّامِنُ وَالثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْبَقَّالُ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فِي ذِي الحجة سنة ستبن وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ محمدٍ الْخِرَقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ ست وتسعين وأربعمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو منصورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جعفرٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زاذان ابن الْمُقْرِئِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودِ بْنِ حمادٍ، مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بكارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زيدٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كعبٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم إذ طلع جنازةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مستريحٌ ومستراحٌ مِنْهُ، فَقُلْنَا: مَا مستريحٌ ومستراحٌ مِنْهُ؟ فَقَالَ: الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ أَوْصَابِ الدُّنْيَا، وأنصابها، وبلائها، وأذائها، ومصابيها، وَالْكَافِرُ يَمُوتُ، فَيَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلادُ، وَالدَّوَابُّ، وَالشَّجَرُ. أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، فِي الْجَنَائِزِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي

عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زيدٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ معبدٍ، عَنْهُ، فَوَقَعَ بَدَلا.

أبو بكر بنيمان بن أبي الفوارس بن أبي الفتح بن أبي القاسم بن السباك الأصبهاني

شيخٌ آخَرُ [التَّاسِعُ وَالثَّلاثُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ بُنَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ السَّبَّاكِ الأَصْبَهَانِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ، من سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ محمدٍ الْخِرَقِيُّ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وأربعمائةٍ، قال: أخبرنا منصورٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جعفرٍ الْخَطِيبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ ابن الْمُقْرِئِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي شَهْرِ ربيعٍ الآخِرِ، سنة أربع وسبعين وثلاثمائةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلالٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، ح. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَمَيْمُونُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بن هلالٍ، حدثنا عبد الله بن زيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نوفلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالبٍ. عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يقول: الصوم لي، وأنا

أجزي به، للصائم فَرْحَتَانِ، حِينَ يُفْطِرُ، وَحِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَالَّذِي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، فِي الصَّوْمِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ هِلالِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ هلالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [عُبَيْدِ] اللَّهِ بْنِ عمروٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالبٍ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا مَوْقُوفًا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: هَذَا هُوَ الصَّوَابُ عِنْدَنَا، وَحَدِيثُ الْعَلاءِ خطأٌ، والله أعلم.

أبو طاهر الخضر بن الفضل بن عبد الواحد الصفار يعرف برجل

شيخٌ آخَرُ [الأَرْبَعُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو طاهرٍ الْخَضِرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّفَّارُ، يُعْرَفُ بِرجل، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، في سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عمروٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، إِذْنًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طاهرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الشَّرَابِيُّ الشِّيرَازِيُّ، بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمودٍ الْبَزَّازُ، بتسترٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عبيد الله بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جعفرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريةٌ، فَأَسَرُوا رَجُلا مِنْ بَنِي سليمٍ، يُقَالُ لَهُ الأَصْيَدُ بْنُ سَلَمَةَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهُ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ الإِسْلامَ،

فَأَسْلَمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَاهُ، [وَكَانَ] شَيْخًا كَبِيرًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: مِنْ رَاكِبٍ نَحْوَ الْمَدِينَةِ سَالِمًا ... حَتَّى يُبَلِّغَ مَا أَقُولَ الأَصْيَدَا إِنَّ الْبَنِينَ شِرَارُهُمْ أَمْثَالُهُمْ ... مَنْ عَقَّ وَالِدَهُ وَبَرَّ الأَبْعَدَا أَتَرَكْتَ دِينَ أَبِيكَ وَالشَّمَّ الْعُلَى ... أَوْدَوْا وَتَابَعْتَ الْغَدَاةَ مُحَمَّدَا فَلأَيِّ أمرٍ يَا بُنَيَّ عَقَقْتَنِي ... وَتَرَكْتَنِي شَيْخًا كَبِيرًا مُفْنِدَا أَمَّا النَّهَارُ فَدَمْعُ عَيْنِي ساكبٌ ... وَأَبِيتُ لَيْلِي كَالسَّلِيمِ مُسْهِدَا فَلَعَلَّ رَبًّا قَدْ هَدَاكَ لِدِينِهِ ... فَاشْكُرْ أَيَادِيَهُ عَسَى أَنْ تَرْشُدَا وَاكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَصَبْتَ مِنَ الْهُدَى ... وَبِدِينِهِ لا تَتْرُكَنِّي مُوَحَّدَا وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ قَطَعْتَ قَرَابَتِي ... وَعَقَقْتَنِي لَمْ أَلْفَ إِلا لِلْعِدَى فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ أَبِيهِ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، وَاسْتَأْذَنَهُ فِي جَوَابِهِ، فَأَذِنَ لَهُ، وَكَتَبَ: إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بقدرةٍ ... حَتَّى عَلا فِي مُلْكِهِ فَتَوَحَّدَا بعث الذي لا مثله فيما مَضَى ... يَدْعُو لِرَحْمَتِهِ النَّبِيَّ مُحَمَّدَا ضَخْمَ الدَّسِيعَةِ كَالْغَزَالَةِ وَجْهُهُ ... قَرْنًا تَأَزَّرَ بِالْمَكَارِمِ وَارْتَدَى فَدَعَا الْعِبَادَ لِدِينِهِ فَتَتَابَعُوا ... طَوْعًا وَكَرْهًا مُقْبِلِينَ عَلَى الْهُدَى وَتَخَوَّفُوا النَّارَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا ... كَانَ الشَّقِيَّ الْخَاسِرَ الْمُتَلَدِّدَا وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ ميتٌ ومحاسبٌ ... فَإِلَى مَتَى هَذِي الضَّلالَةِ وَالرِّدَى فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ ابْنِهِ، أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ. كَذَا فِي النُّسْخَةِ الَّتِي نقلنا منها: فإلى من هذي الضلالة، [و] في

نسخةٍ أخرى: فإلى متى هذي الضلالة والردى، وَهُوَ حسنٌ فِي مُوَافَقَةِ الأَكَابِرِ وَالأَصَاغِرِ. أَوْرَدَ الْقِصَّةَ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدِينِيُّ فِي كِتَابِ (التَّتِمَّةِ) لَهُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْدَهْ إِجَازَةً، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمِّهِ، عَنْ أَبِي طاهرٍ، فَأَكُونُ فِيهَا بمنزلته، وقد توفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائةٍ.

أبو بكر ذاكر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن حسنويه المعلم

شيخٌ آخَرُ [الْحَادِي وَالأَرْبَعُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ ذَاكِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَسْنُوَيْهِ الْمُعَلِّمُ، إِذْنًا كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فِي سَنَةِ تسعٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمدٍ الْفَارِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّاهِدُ الْجُلُودِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مسروقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خديجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حربٍ، وَصَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ

حصنٍ، وَالأَقْرَعَ بْنَ حابسٍ، كُلَّ إنسانٍ مِنْهُمْ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عَبَّاسَ بْنَ مرداسٍ دُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مرداسٍ: أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعَبِيدِ ... بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ؟ فَمَا كَانَ بدرٌ وَلا حابسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي المجمع وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَخْفِضِ الْيَوْمَ لا يُرْفَعِ قَالَ: فَأَتَمَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةً. أَخْرَجَهُ مسلمٌ وَحْدَهُ فِي صَحِيحِهِ هَكَذَا. وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بشارٍ، عَنْ سُفْيَانَ، أَتَمَّ مِنْ هَذَا وَأَطْوَلَ. سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ الرَّئِيسَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمَ بْنَ الْفَضْلِ الثَّقَفِيَّ.

أبو رشيد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر المعدل

شيخٌ آخَرُ [الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ] أخبرنا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمُعَدَّلُ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا من أصبهان، سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمودٍ الثَّقَفِيُّ، رَئِيسُ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نظيفٍ الْمِصْرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نصرٍ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، يُلَقَّبُ سنجة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ رجلٍ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا، إِلا سَهَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي كِتَابِ الْعِلْمِ مِنْ

سُنَنِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [قيسٍ] أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْيَرْبُوعِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً. هَذَا الشَّيْخُ سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ أشتة، وتوفي سنة أربعٍ وسبعين وخمسمائة. قَالَ الْمُخَرِّجُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ شَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ الْحَنْبَلِيِّ الْحَافِظِ: مَاتَ شَيْخُنَا أَبُو رشيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ أربعٍ وسبعين وخمسمائةٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ الرَّئِيسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَبِهِ خَتَمَ حَدِيثَهُ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ هَذَا صَحِيحًا، وَوَجَدْتُ الْحَافِظَ أَبَا طاهرٍ أَحْمَدَ بْنَ محمدٍ السِّلَفِيَّ بَقِيَ بَعْدَهُ سَنَتَيْنِ، يُحَدِّثُ عَنِ الرَّئِيسِ الثَّقَفِيِّ بِالْعَوَالِي وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَكَانَ مِنْ أَجَلِّ أَصْحَابِهِ وَأَشْهَرِهِمْ، وَمِثْلُ هَذَا لا يَخْفَى عَلَى مَنْ [لامَسَ يَدَهُ فِي خَلْقِ] الْمُحَدِّثِينَ وَنَظَرَ فِي أَعْمَارِ الْمُعَمَّرِينَ، وَبَحَثَ مَعَ الطَّلَبَةِ الْغُرَبَاءِ وَالرَّحَّالِينَ.

أبو الطيب محمد بن أبي بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني

شيخٌ آخَرُ [الثَّالِثُ وَالأَرْبَعُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرِ بْنِ أَبِي بكرٍ اللَّفْتُوَانِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طاهرٍ الْخِرَقِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو طاهرٍ عُمَرُ بْنُ محمد بن الْخِرَقِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ ابن الْمُقْرِئِ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ نافعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عُذِّبَتِ امرأةٌ فِي هِرَّةٍ، سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا حِينَ حَبَسَتْهَا، وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ)) . أَخْرَجَهُ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ صَحِيحِهِ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ومسلمٌ فِي [.. ..] مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ عَمِّهِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نافعٍ به، فوقع موافقةً. آخر الجزء الثالث من المشيخة، والله أعلم علقه لنفسه أحمد بن مظفر بن أبي محمد بن مظفرٍ ابن النابلسي، بعد أن سمعه، عفا الله عنه، ورحم والديه وجميع المسلمين آمين، والحمد لله حده، وصلى الله على سيدنا محمدٍ، وآله الطيبين الطاهرين، وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً.

الجزء الثالث من مشيخة أبي الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ اللَّتِّيِّ الحريمي تخريج: الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن البرزالي، رحمهما الله. رواية: الشيخ أبي علي الحسن بن أبي بكر بن الخلال، أثابه الله، عن ابن اللتي. سماع كاتبه: أحمد بن مظفر بن أبي محمد بن مظفر بن النابلسي، عفا الله عنه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ وَلا تُعَسِّرْ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ يُونُسَ بْنِ الْخَلالِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَابِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الآخِرِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وستمائة، بِدِمَشْقَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ اللَّتِّيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، فِي أَوَائِلِ الْمُحَرَّمِ، سَنَةَ أربع وثلاثين وستمائة، قيل له:

أبو الفضائل مفضل بن أبي المطهر القاسم بن الفضل بن عبد الواحد بن أحمد بن يوسف الصيدلاني

شيخٌ آخر [الرابع والأربعون] أخبركم أبو الفضائل مفضل بْنُ أَبِي الْمُطَهَّرِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيْدَلانِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْكُمْ مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شُهُورِ سنة اثنتي عشرة وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بشرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعودٍ الْعَبْدِيُّ سَمُّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَطِيَّةَ مَوْلًى مِنَّا، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ يَأْتِينَا إِلَى مُصَلانَا هَذَا، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَقِيلَ لَهُ: تَقَدَّمْ، فَقَالَ: قَدِّمُوا رَجُلا مِنْكُمْ يُصَلِّي بِكُمْ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ لِمَ لا أُصَلِّي بِكُمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ زَارَ قَوْمًا فَلا يَؤُمَّهُمْ، وَلْيَؤُمَّهُمْ رجلٌ منهم)) .

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي الصَّلاةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبِي عمروٍ الأَزْدِيِّ الْفَرَاهِيدِيِّ مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيِّ الْقَصَّابِ الشَّحَّامِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً.

أبو عمر محمد بن عبد المؤمن بن هبة الله بن أحمد القاضي

شيخٌ آخَرُ [الْخَامِسُ وَالأَرْبَعُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَاضِي، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فِي سَلْخِ شَعْبَانَ سَنَةَ سِتِّينَ وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلانَ الْكَرْجِيُّ السَّلارُ، قِرَاءَةً عليه، سنة إحدى وتسعين وأربعمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو محمدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَرْحَمَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حمادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سويدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَتْ: أُمُّ حَبِيبَةَ: اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ، وَبِأَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لآجالٍ مضروبةٍ، وأرزاقٍ مقسومةٍ، وَآثَارٍ مبلوغةٍ، لا يُعَجَّلُ مِنْهَا شيءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، وَلا يُؤَخَّرُ مِنْهَا شَيْءٌ بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا لَكِ، قَالَ: فَقَالَ رجلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هُمْ مِمَّا

مُسِخَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَمْسَخْ قَوْمًا فَجَعَلَ لَهُم نَسْلا وَلا عَاقِبَةً، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ قَدْ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ)) . أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ فِي الْقَدَرِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبِي يَعْقُوبَ الْحَنْظَلِيِّ، الْمَعْرُوفِ بِابْنِ رَاهَوَيْهِ الْحَافِظِ، وَحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ حَجَّاجٍ أَبِي محمدٍ الثَّقَفِيِّ، كِلَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ همامٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سعيدٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثدٍ، فَوَقَعَ بَدَلا.

أبو رشيد محمد بن أبي الفتوح مبشر بن أبي سعد بن محمود بن عبد الله الزاهد المعروف بالبسري

شيخٌ آخَرُ [السَّادِسُ وَالأَرْبَعُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفُتُوحِ مُبَشِّرِ بْنِ أَبِي سَعْدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدِ، الْمَعْرُوفِ بِالْبُسْرِيِّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْحَافِظُ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَلِيٍّ الْجَابِرِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، [قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى] ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عميسٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالأَبْطَحِ، فَجَاءَهُ بلالٌ، فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، قَالَ: فَدَعَا بماءٍ وَتَوَضَّأَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فيسمحون بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بلالٌ الْعَنَزَةَ، فَمَشَى بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلاةَ، وَرَكَزَهَا

بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَالظُّعُنُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ: الْمَرْأَةُ، وَالْحِمَارُ، وَالْبَعِيرُ. أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ، فِي صَحِيحِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ بَهْرَامَ أَبِي يَعْقُوبَ الْمَرْوَزِيِّ الْكَوْسَجِ نَزِيلِ نَيْسَابُورَ، وَعَبْدِ بْنِ حميدٍ، كِلَيْهِمَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عونٍ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عونٍ بِهِ، فَوَقَعَ بَدَلا. وَأَبُو الْعُمَيْسِ اسْمُهُ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ.

أبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي القطان الكراني

شيخٌ آخَرُ [السَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ الْكَرَّانِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ [.. .. ..] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عاصمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بن رباجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ النُّدَّرِ السُّلَمِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأَ {طس} حَتَّى إِذَا بَلَغَ قِصَّةَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: ((إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ آجَرَ نَفْسَهُ ثَمَانِيَ سِنِينَ، أَوْ عَشْرَ سِنِينَ، عَلَى عِفَّةِ فَرْجِهِ، وَطَعَامِ بَطْنِهِ)) .

أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ الْقَزْوِينِيُّ، فِي الأَحْكَامِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُصَفَّى بْنِ بهلولٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ الْحِمْصِيِّ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيِّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عُلَيٍّ -بِضَمِّ الْعَيْنِ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رباحٍ، بِضَمِّ الْعَيْنِ أَيْضًا، وَلَيْسَ لَهُمَا ثالثٌ، وَالْعَجَبُ كَيْفَ اجْتَمَعَا فِي سندٍ واحدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ النُّدَّرِ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً.

محمد بن حامد بن حمد بن عبد الواحد أبو جعفر يلقب سرمس

شيخٌ آخَرُ [الثَّامِنُ وَالأَرْبَعُونَ] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدِ بْنِ حَمْدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَبُو جَعْفَرٍ، يُلَقَّبُ سرمس، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ غَانِمُ بْنُ أَبِي نصرٍ الْبُرْجِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي شَعْبَانَ سنة ست وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْبَزَّازُ، إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاءُ الْهَرَوِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عَلَى كُلِّ مسلمٍ صدقةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ، وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ، قَالُوا: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا لَهُ صدقةٌ)) . أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي الزَّكَاةِ مِنْ

صَحِيحِهِ، عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقِيلَ: نَاهِيَةُ بْنُ شعيبٍ أَبِي الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ الْمَرُّوذِيُّ، نَزِيلُ عَسْقَلانَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبِي عمروٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، كِلَيْهِمَا عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سعيدٍ بِهِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً.

أبو غالب صابر بن علي بن أحمد بن علي بن محمد الأسواري

شيخٌ آخَرُ [التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو غالبٍ صَابِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ محمدٍ الأَسْوَارِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا، في ذي الحجة سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ سَعْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو طاهرٍ أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زاذان ابن الْمُقْرِئِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هاشمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعدٍ، عَنْ سعدٍ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سمٍ وَلا سحرٌ)) . أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الْحُسَيْنُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ، فِي الأَطْعِمَةِ مِنْ صَحِيحِهِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ، فِي الْوَلِيمَةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَنْظَلِيِّ، الْمَعْرُوفِ بِابْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ أَبِي بدرٍ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ

هاشمٍ، عَنْ عامرٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا.

عبد الصمد بن معمر بن عبد الصمد بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد أبو القاسم المزكي

شيخٌ آخَرُ [الْخَمْسُونَ] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُزَكِّي، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فِي محرم سنة إحدى وخمسين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مطيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، إملاءً، سنة عشرٍ وأربعمائةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دحيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سالمٍ السَّوَّاقُ، قالا: قال حدثنا عبيد الله بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شريحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ سِتَّةُ نفرٍ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: اطردهم لا يجترؤون عَلَيْنَا، قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا، وَابْنُ مسعودٍ، ورجلٌ من هذيلٍ،

وَرَجُلانِ نَسِيتُ أَسْمَاءَهُمَا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ، فَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه} ، ونزلت {وكذلك فتنا بعضهم ببعضٍ.. .. .} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، هَذَا أَوْ نَحْوَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، فِي الْمَنَاقِبِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبِي يَعْقُوبَ الحنظلي، عن عبيد الله بْنِ مُوسَى الْعَبْسِيِّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شريحٍ بْنِ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ نُهَيْكٍ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بدلاً.

أبو الخير عبد الرحيم بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن محمود بن حمدان بن الحافظ يعرف بابن موسى

شيخٌ آخَرُ [الْحَادِي والْخَمْسُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ الْحَافِظِ، يُعْرَفُ بِابْنِ مُوسَى، إِجَازَةً كَتَبَ بِهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، سَنَةَ إحدى وسنة اثنتين وستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ [محمدٍ] الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ محمدٍ السِّمْسَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عياشٍ الْحِمْصِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، إِلا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) .

أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي الْحَسَنِ الأَلْهَانِيِّ الْحِمْصِيِّ، عَنْ شعيبٍ، كَمَا سُقْنَاهُ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً.

أبو الفضل وكيع بن أبي منصور محمد بن محمود ابن أخت المطهر بن عبد الواحد الصباغ

شيخٌ آخَرُ [الثَّانِي والْخَمْسُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ وَكِيعُ بْنُ أَبِي منصورٍ مُحَمَّدِ بْنِ محمودٍ، ابْنُ أُخْتِ الْمُطَهَّرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّبَّاغِ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، سَنَةَ سِتِّينَ وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حفصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ السِّمْسَارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سعيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ [الإِسْمَاعِيلِيُّ] ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشُّلاثَائِيُّ، إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سعيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَحْتَ ظِلِّهِ، يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ، إمامٌ عادلٌ، أَوْ حكمٌ عدلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ورجلٌ طَلَبَتْهُ امرأةٌ ذَاتُ جمالٍ وحسبٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورجلٌ قَلْبُهُ معلقٌ بِالْمَسْجِدِ

حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ، ورجلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، ورجلٌ تَصَدَّقَ صدقته بيمينيه فَكَادَ أَنْ يُخْفِيَهَا عَنْ شِمَالِهِ، وَأَخَوَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، وَاجْتَمَعَا عَلَى حُبِّ اللَّهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَى حُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)) . وَافَقَ مَالِكُ بْنُ أنسٍ مُبَارَكَ بْنَ فَضَالَةَ هَذَا عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ هَكَذَا بِالشَّكِّ، عَلَى أَنَّ ابْنَ وهبٍ رَوَاهُ عَنْ مالكٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حفصٍ، عَنْ أَبِي سعيدٍ، مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَأَمَّا الأَكَابِرُ وَالْجُمْهُورُ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ كَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكيرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسلمة القعنبي، وروحٍ، [و] ابن الْقَاسِمِ، وَأَبِي قُرَّةَ، فَرَوَوْهُ عَلَى الشَّكِّ. وَلِلْحَدِيثِ طرقٌ فِي الْكِتَابَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحْدَهُ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ أَبِي سعيدٍ، فَأَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي الصَّلاةِ، وَالرِّقَاقِ، عَنْ بندارٍ مُحَمَّدِ بْنِ بشارٍ. وَفِي الزَّكَاةِ عَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مسرهدٍ أَبِي الْحَسَنِ الأَسَدِيِّ الْبَصْرِيِّ، كِلَيْهِمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ.

وَفِي كِتَابِهِ الْمُحَارِبِينَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامِ بْنِ فرجٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبِيكَنْدِيِّ السُّلَمِيِّ مَوْلاهُمْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ أَبُو الْحُسَيْنِ، فِي الزَّكَاةِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حربٍ، وَأَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى بن سعيدٍ، كليهما عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِنْ غَيْرِ شَكٍّ، وَهَكَذَا الْمَحْفُوظُ مِنْ حَدِيثِ عبيد الله بْنِ عُمَرَ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَيْضًا، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيِّ النَّيْسَابُورِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سعيدٍ. هَكَذَا الْمَحْفُوظُ مِنْ رِوَايَةِ مالك، ومن رواية عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحْدَهُ، مِنْ غَيْرِ ذكرٍ لأَبِي سعيدٍ، وَفِي رِوَايَتِنَا هَذِهِ مِنْ حَدِيثِ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ ذِكْرُ الشَّكِّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، فِي الزُّهْدِ مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ الْعَنْبَرِيِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ خبيبٍ، عَنْ حفصٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ مالكٍ، عَلَى الشَّكِّ، وَقَالَ: وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ واحدٍ عَنْ مالكٍ، وَشَكَّ فِيهِ، وَقَالَ عُقْبَةُ: حسنٌ صحيحٌ.

وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شعيبٍ النَّسَائِيُّ، فِي الْقُضَاةِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سويدٍ أَبِي الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيِّ الطُّوسَانِيِّ، وَيُعْرَفُ بِالشَّاهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَن حفصٍ نَحْوَهُ، مِنْ غَيْرِ شكٍ.

أبو نصر بشر بن محمد بن أبي نصر يعرف بدانكفاد

شيخٌ آخَرُ [الثَّالِثُ والْخَمْسُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، يُعْرَفُ بدانكفاد، فِي كِتَابِهِ مِنْ أَصْبَهَانَ إِلَيْنَا فِي ذي الحجة، سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ [الْحَسَنِ] الدَّشْتِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دحيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، قال: حدثنا عبيد الله بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: [بَيْنَمَا] راعٍ يَرْعَى بِالْحَرَّةِ، إِذْ عَرَضَ ذئبٌ لشاةٍ مِنْ شِيَاهِهِ، فَحَالَ الرَّاعِي بَيْنَ الذِّئْبِ وَبَيْنَ الشَّاةِ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّاعِي: أَلا تَتَّقِي اللَّهَ، تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رزقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟! فَقَالَ الرَّاعِي: الْعَجَبُ مِنْ ذئبٍ مقعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يَتَكَلَّمُ بِكَلامِ الإِنْسَانِ؟! فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنِّي، رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُحَدِّثُ الناس بأبناء ما قد سبق، فساق الراعي شياه، حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَزَوَاهَا إِلَى زاويةٍ، ثُمَّ دخل على

رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثُه بِحَدِيثِ الذِّئْبِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ لِلرَّاعِي: قُمْ فَأَخْبِرْهُمْ، قَالَ: فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِمَا قَالَ الذِّئْبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((صَدَقَ الرَّاعِي، أَلا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ كَلامَ السِّبَاعِ لِلإِنْسِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَ، وَيُكَلِّمُ الرَّجُلَ شِرَاكُ نَعْلِهِ، وَعَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَتُخْبِرُهُ فَخِذُهُ بما أخذت أَهْلُهُ بَعْدَهُ)) . هَذَا حديثٌ حسنٌ مشهورٌ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ: شَيْبَانُ بْنُ فروخٍ، وعبيد الله بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُهُمَا. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ أُهْبَانَ بْنَ أوسٍ [الأَسْلَمِيَّ] هُوَ مُكَلِّمُ الذِّئْبِ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جعفرٍ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حَمْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ [أوسٍ] ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ عمروٍ، عَنْ أُهْبَانَ بْنِ أوسٍ [الأَسْلَمِيِّ] ، أَنَّهُ كَانَ فِي غنمٍ لَهُ، الْقِصَّةَ بِطُولِهَا. وَرَوَى ذَلِكَ وَلَمْ يُسَمِّ الرَّاعِيَ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَنَسُ بن

مَالِكٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمروٍ، وَأَبُو سعيدٍ الْخُدْرِيُّ -وَالَّذِي سُقْنَا حَدِيثَهُ- وَسَلَمَةُ بْنُ نفيلٍ. وَمُكَلِّمُ الذِّئْبِ عَلَى الْحَقِيقَةِ هُوَ أُهْبَانُ بْنُ أوسٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو مسلمٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عُقْبَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو عُتْبَةَ أُهْبَانُ بْنُ أوسٍ الأَسْلَمِيُّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: وَهْبَانُ، وَالْوَاوُ تَنُوبُ عَنِ الْهَمْزَةِ وَتُبْدَلُ مِنْهَا، كَمَا قَالُوا: فِي وجوهٍ أُجُوهٌ، وَأُفْتِنَ وُفْتِنَ. وأسلمٌ مِنْ خُزَاعَةَ، وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ عَنْ أَبِي عبيدٍ: قَالَ: سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ أَخَوَاهُ عامرٌ وَأَهْبَانُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: أُهْبَانُ عَمُّ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَأَهْبَانُ يُعَدُّ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا الْكُوفَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِمَّنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَتَيْنِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ مَاتَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَإِمْرَةِ الْمُغِيرَةِ.

داود بن محمد بن أبي منصور بن ماشاذة أبو إسماعيل الأصبهاني

شيخٌ آخَرُ [الرَّابِعُ والْخَمْسُونَ] أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ مَاشَاذَةَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَصْبَهَانِيُّ، إِجَازَةً كَتَبَهَا بِخَطِّهِ، فِي شَعْبَانَ المبارك سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فَقِيهُ الْحَرَمِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّاعِدِيُّ، إِذْنًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حفصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مسرورٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدِ بْنِ أحمدب ن يُوسُفَ بْنِ [خالدٍ] السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سوارٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الإِنَاءِ غُسِلَ سَبْعَ مراتٍ، أُولاهُنَّ بِالتُّرَابِ، وَإِذَا وَلَغَ الْهِرُّ غُسِلَ مَرَّةً)) . أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ، فِي الطَّهَارَةِ مِنْ

جَامِعِهِ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيِّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً، وَقَالَ: حسنٌ صحيحٌ.

أبو الفرج ثابت بن محمد بن أبي الفرج بن الحسن بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عبد الله المديني

شيخٌ آخَرُ [الْخَامِسُ والْخَمْسُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ الْحَافِظُ، إِجَازَةً كَتَبَهَا بِخَطِّهِ إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، في شعبان سنة ستين وخمسمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي، قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ [عَبْدُ] اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ [نُصَيْرِ] بْنِ عَطَاءِ بْنِ واصلٍ الْقُرَشِيُّ الرَّازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى الضُّرَيْسُ الرَّازِيُّ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَيُّمَا امرأةٍ زَوَّجَهَا وَلِيَّانِ فَهِيَ لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا، وإنما رجلٌ بَاعَ بَيْعًا فَهُوَ لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا)) . أَخْرَجَهُ أبو داود سلميان بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بشيرٍ السِّجِسْتَانِيُّ، فِي كِتَابِ النِّكَاحِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبِي عُمَرَ الأَزْدِيِّ، عَنْ هشامٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً.

أبو الفتوح محمود بن أبي العباس اللباد

شيخٌ آخَرُ [السَّادِسُ والْخَمْسُونَ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ محمود بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ اللَّبَّادُ، إِجَازَةً كَتَبَهَا إِلَيْنَا مِنْ أَصْبَهَانَ، فِي محرمٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وخمسمائةٍ، وَهُوَ أَخُو عَلِيٍّ الْمُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نصرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [يُوسُفَ] السِّمْسَارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حبيبٍ الْبَذَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ محمودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهرٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا [سَعِيدُ] بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ، قَالَ:

لَمَّا أُتِيَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ يُوسُفَ أَكَلَهُ الذِّئْبُ، قَالَ: دَعَا الذِّئْبَ، فَقَالَ: أَكَلْتَ قُرَّةَ عَيْنِي وَثَمَرَةَ فُؤَادِي، قَالَ: لَمْ أَفْعَلْ، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ جِئْتَ، وَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: جِئْتُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَأُرِيدُ أَرْضَ جُرْجَانَ، قَالَ: فَمَا يَعْنِيكَ بِهَا؟ قَالَ: سَمِعْتُ الأَنْبِيَاءَ قَبْلَكَ يَقُولُونَ: مَنْ زَارَ حَمِيمًا أو قريناً، كتب الله به بِكُلِّ خطوةٍ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَيَحُطُّ عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سيئةٍ، وَيَرْفَعُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ درجةٍ، قَالَ: فَدَعَا بَنِيهِ، فَقَالَ: اكْتُبُوا هَذَا الْحَدِيثَ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَهُمْ، فَقَالَ: مَا لَكَ لا تحدثهم؟ فقال: إنهم عصاةٌ. آخر المشيخة، والحمد لله رب العالمين، علقها لنفسه أحمد بن مظفر بن أبي محمد بن مظفر ابن النابلسي الشافعي، وكان الفراغ منه يوم الجمعة عشرين جمادى الأول، سنة اثنتين وتسعين وستمائة، نفعنا الله بها، ومن قرأها، وجميع المسلمين.

§1/1