مشارق الأنوار على صحاح الآثار

القاضي عياض

(المقدمة)

(الْمُقدمَة) بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد النَّبِي الْكَرِيم قَالَ الشَّيْخ الْفَقِيه الْحَافِظ النَّاقِد القَاضِي أَبُو الْفضل عِيَاض بن مُوسَى ابْن عِيَاض رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ الْحَمد لله مظهر دينه الْمُبين وحائطه من شبه المبطلين وتحريف الْجَاهِلين بعث مُحَمَّدًا عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى كَافَّة خلقه بكتابه الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه وَضمن تَعَالَى حفظه فَمَا قدر الْعَدو على إِدْخَال الْخلَل فِي لَفظه مَعَ كَثْرَة الجاحد الجاهد على إطفاء نوره وَظَهَرت المعادي المعاند لظُهُوره وَبَين على لِسَان نبيه من مناهجه وشرعته مَا وكل نفي التحريف عَنهُ لعدول أَعْلَام الْهدى من أمته فَلم يزَالُوا رضوَان الله عَلَيْهِم يَذبُّونَ عَن حَيّ السّنَن ويقومون لله بهداهم القويم الْحسن وينبهون على من يتهم بهتك حريمها ومزج صحيحها بسقيمها حَتَّى بَان الصدْق من المين وَبَان الصُّبْح لذِي عينين وتميز الْخَبيث من الطّيب وَتبين الرشد من الغي واستقام ميسم الصَّحِيح وَأبْدى عَن الرغوة الصَّرِيح ثمَّ نظرُوا رَحِمهم الله بعد هَذَا التَّمْيِيز الْعَزِيز وَالتَّصْرِيح المريح نظرا آخر فِي الصَّحِيح فِيمَا يَقع لآفة البشرية من ثِقَات رُوَاته من وهم وغفلة فَنقبُوا فِي الْبِلَاد عَن أَسبَابهَا وهتكوا ببارع معرفتهم ولطف فطنتهم سجف حجابها حَتَّى وقفُوا على سرها ووقعوا على خبيئة أمرهَا قأبانوا عللها وقيدوا مهملها وَأَقَامُوا محرفها وعانوا سقيمها وصححوا مصحفها وأبرزوا فِي كل ذَلِك تصانيف كثرت صنوفها وَظهر شفوفها واتخذها الْعَالمُونَ قدوة ونصبها الْعَالمُونَ قبْلَة فجزاهم الله عَن سَعْيهمْ الحميد أحسن مَا جازى بِهِ أَحْبَار مِلَّة ثمَّ كلت بعدهمْ الهمم وفترت الرغائب وَضعف الْمَطْلُوب والطالب وَقل الْقَائِم مقامهم فِي الْمَشَارِق والمغارب وَكَانَ جهد المبرز فِي حمل علم السّنَن والإثار نقل مَا أثبت فِي كِتَابه وَأَدَاء مَا قَيده فِيهِ دون معرفَة لخطيئه من صَوَابه إِلَّا آحادا من مهرَة الْعلمَاء وَجها بذة الفهماء وأفرادا كدراري نُجُوم السَّمَاء ولعمر الله أَن هَذِه بعد لحظه أعطي صَاحب الشَّرِيعَة للمتصف بهَا من الشّرف وَالْأَجْر قسطه إِذا وفى عمله شَرطه وأتقن وعيه وَضَبطه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي الحَدِيث الصَّحِيح نضر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي فوعاها فأداها كَمَا سَمعهَا فَرب حَامِل فقه لَيْسَ بفقيه وَرب حَامِل

صفحة فارغة

فقه إِلَى من هُوَ أفقه مِنْهُ وَقد كَانَ فِيمَن تقدم من هُوَ بِهَذِهِ السَّبِيل من الِاقْتِصَار على أَدَاء مَا سمع وَرُوِيَ وتبليغ مَا ضبط ووعي دون التَّكَلُّم فِيمَا لم يحط بِهِ علما أَو التسور على تَبْدِيل لفظ أَو تَأْوِيل معنى وَهِي رُتْبَة أَكثر الروَاة والمشائخ وَأما الإتقان والمعرفة فَفِي الْإِعْلَام والايمة لكِنهمْ كَانُوا فِيمَا تقدم كَثْرَة وَجُمْلَة وتساهل النَّاس بعد فِي الْأَخْذ وَالْأَدَاء حَتَّى أوسعوه اختلالا وَلم يألوه خبالا فتجد الشَّيْخ المسموع بِشَأْنِهِ وثنائه الْمُتَكَلف شاق الرحلة للقائه تنتظم بِهِ المحافل ويتناوب الْأَخْذ عَنهُ مَا بَين عَالم وجاهل وحضوره كَعَدَمِهِ إِذْ لَا يحفظ حَدِيثه ويتقن أداءه وتحمله وَلَا يمسك أَصله فَيعرف خطأه وخلله بل يمسك كِتَابه سواهُ مِمَّن لَعَلَّه لَا يوثق بِمَا يَقُوله وَلَا يرَاهُ وَرُبمَا كَانَ مَعَ الشَّيْخ من يتحدث مَعَه أَو غَدا مستثقلا نوما أَو مفكرا فِي شئونه حَتَّى لَا يعقل مَا سَمعه وَلَعَلَّ الْكتاب المقرو عَلَيْهِ لم يقرأه قطّ وَلَا علم مَا فِيهِ إِلَّا فِي نوبَته تِلْكَ وَإِنَّمَا وجد سَمَاعه عَلَيْهِ فِي حَال صغره بِخَط أَبِيه أَو غَيره أَو نَاوَلَهُ بعض متساهلي الشُّيُوخ ضبائر كتب وودائع أسفار لَا يعلم سوى ألقابها أَو أَتَتْهُ إجَازَة فِيهِ من بلد سحيق بِمَا لَا يعرف وَهُوَ طِفْل أَو حَبل حبلة لم يُولد بعد وَلم ينْطق ثمَّ يستعار للشَّيْخ كتاب بعض من عرف سَمَاعه من شُيُوخه أَو يَشْتَرِيهِ من السُّوق ويكتفي بِأَن يجد عَلَيْهِ أثر دَعْوَى بمقابلته وتصحيحه ثمَّ ترى الراحل لهَذَا الشَّأْن الهاجر فِيهِ حبيب الْأَهْل ومألوف الأوطان قد سلك من التساهل طبقَة من عدم ضَبطه لكتابه وتشاغله أثْنَاء السماع بمحادثته جليسه أَو غير ذَلِك من أَسبَابه وَأَكْثَرهم يحضر بِغَيْر كتاب أَو يشْتَغل بنسخ غَيره أَو ترَاهُ منجد لَا يغط فِي نَومه قد قنعا مَعًا فِي الْأَخْذ والتبليغ بِسَمَاع هينمة لَا يفهمان معنى خطابها وَلَا يقفان على حَقِيقَة خطئها من صوابها وَلَا يكلمان إِلَّا من وَرَاء حجابها وَرُبمَا حضر الْمجْلس الصَّبِي الَّذِي لم يفهم بعد عَامَّة كَلَام أمه وَلَا اسْتَقل بالميز وَالْكَلَام لما يعنيه من أمره فيعتقدون سَمَاعه سَمَاعا لَا سِيمَا إِذا وفى أَرْبَعَة أَعْوَام من عمره ويحتجون فِي ذَلِك بِحَدِيث مَحْمُود بن الرّبيع وَقَوله عقلت من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مجة مجها فِي وَجْهي وَأَنا ابْن أَربع سِنِين وروى ابْن خمس وَلَيْسَ فِي عقله هَذِه المجة على عقله لكل شَيْء حجَّة ثمَّ إِذا أكمل سَماع الْكتاب على الشَّيْخ كتب سَماع هَذَا الصَّبِي فِي أَصله أَو كتبه لَهُ الشَّيْخ فِي كتاب أَبِيه أَو غَيره ليشهد لَهُ ذَلِك بِصِحَّة السماع فِي مُسْتَأْنف عمره وَأكْثر سماعات النَّاس فِي عصرنا وَكثير من الزَّمَان قبله بِهَذِهِ السَّبِيل وَلِهَذَا مَا نَا الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عتاب بِلَفْظِهِ رَحمَه الله وَغَيره عَن الْفَقِيه أبي عبد الله أَبِيه أَنه كَانَ يَقُول لَا غنى فِي السماع عَن الْإِجَازَة لهَذِهِ الْعِلَل والمسامحة المستجازة ونا أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّيْخ الصَّالح عَن الْحَافِظ أبي ذَر الْهَرَوِيّ إجَازَة قَالَ نَا الْوَلِيد بن بكر الْمَالِكِي قَالَ نَا أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو سهل الْعَطَّار بالإسكندرية قَالَ كَانَ أَحْمد بن ميسر يَقُول الْإِجَازَة عِنْدِي على وَجههَا خير وَأقوى فِي النَّقْل من السماع الردى وهبك صَحَّ هَذَا كُله فِي مراعات صدق الْخَبَر أَيْن تحرى المروى وَتَعْيِين الْمخبر لَا جرم بِحَسب هَذَا الْخلَل وتظاهر هَذِه الْعِلَل مَا كثر فِي المصنفات والكتب التَّغْيِير وَالْفساد وَشَمل ذَلِك كثيرا من الْمُتُون والإسناد وشاع التحريف وذاع التَّصْحِيف وتعدي ذَلِك منشور الرِّوَايَات

إِلَى مجموعها وَعم أصُول الدَّوَاوِين مَعَ فروعها حَتَّى اعتنى صبَابَة أهل الإتقان وَالْعلم وَقَلِيل مَا هم بِإِقَامَة أودها ومعاناة رمدها فَلم يسْتَمر على الكافة تغييرها جملَة لما أخبر عَلَيْهِ السَّلَام عَن عذول خلف هَذِه الْأمة وَتكلم الأكياس والنقاد من الروَاة فِي ذَلِك بِمِقْدَار مَا أوتوه فَمن بَين غال ومقصر ومشكور عليم ومتكلف هجوم فَمنهمْ من جسر على إصْلَاح مَا خَالف الصَّوَاب عِنْده وَغير الرِّوَايَة بمنتهى علمه وَقدر إِدْرَاكه وَرُبمَا كَانَ غلطه فِي ذَلِك أَشد من استدراكه لِأَنَّهُ مَتى فتح هَذَا الْبَاب لم يوثق بعد بتحمل رِوَايَة وَلَا أنس إِلَى الِاعْتِدَاد بِسَمَاع مَعَ أَنه قد لَا يسلم لَهُ مَا رَآهُ وَلَا يُوَافق على مَا أَتَاهُ إِذْ فَوق كل ذِي علم عليم وَلِهَذَا سد الْمُحَقِّقُونَ بَاب الحَدِيث على الْمَعْنى وشددوا فِيهِ وَهُوَ الْحق الَّذِي اعتقده وَلَا امتريه إِذْ بَاب الِاحْتِمَال مَفْتُوح وَالْكَلَام للتأويل معرض وإفهام النَّاس مُخْتَلفَة والرأي لَيْسَ فِي صدر وَاحِد والمرء يفتن بِكَلَامِهِ وَنَظره والمغتر يعْتَقد الْكَمَال فِي نَفسه فَإِذا فتح هَذَا الْبَاب وأوردت الْأَخْبَار على مَا ينفهم للراوي مِنْهَا لم يتَحَقَّق أصل الْمَشْرُوع وَلم يكن الثَّانِي بالحكم على كَلَام الأول بِأولى من كَلَام الثَّالِث على كَلَام الثَّانِي فيندرج التَّأْوِيل وتتناسخ الْأَقَاوِيل وَكفى بِالْحجَّةِ على دفع هَذَا الرَّأْي الفائل دعاؤه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الحَدِيث الْمَشْهُور الْمُتَقَدّم لمن أدّى مَا سَمعه كَمَا سَمعه بعد أَن شَرط عَلَيْهِ حفظه ووعيه فَفِي الحَدِيث حجَّة وكفاية وغنية فِي الْفُصُول الَّتِي خضنا فِيهَا آنِفا من صِحَة الرِّوَايَة لغير الْفَقِيه وَاشْتِرَاط الْحِفْظ والوعي فِي السماع وَالْأَدَاء كَمَا سمع وَصِحَّة النَّقْل وَتَسْلِيم التَّأْوِيل لأهل الْفِقْه والمعرفة وإبانة الْعلَّة فِي منع نقل الْخَبَر على الْمَعْنى لأهل الْعلم وَغَيرهم بتنبيهه على اخْتِلَاف منَازِل النَّاس فِي الدِّرَايَة وتفاوتهم فِي الْمعرفَة وَحسن التَّأْوِيل وَالصَّوَاب من هَذَا كُله لمن زرق فهما وأوتي علما إِقْرَار مَا سَمعه كَمَا سَمعه وَرَوَاهُ والتنبيه على مَا انتقده فِي ذَلِك وَرَآهُ حَتَّى يجمع الْأَمريْنِ وَيتْرك لمن جَاءَ بعد النّظر فِي الحرفين وَهَذِه كَانَت طَرِيق السّلف فِيمَا ظهر لَهُم من الْخلَل فِيمَا رَوَوْهُ من إِيرَاده على وَجهه وتبيين الصَّوَاب فِيهِ أَو طرح الْخَطَأ الْبَين والإضراب عَن ذكره فِي الحَدِيث جملَة أَو تبييض مَكَانَهُ والاقتصار على رِوَايَة الصَّوَاب أَو الْكِنَايَة عَنهُ بِمَا يظْهر وَيفهم لَا على طَرِيق الْقطع وَقد وَقع من ذَلِك فِي هَذِه الْأُمَّهَات مَا سنوقف عَلَيْهِ ونشير فِي مظانه إِلَيْهِ وَهِي الطَّرِيقَة السليمة ومذاهب الأيمة القويمة فَأَما الجسارة فخسارة فكثيرا مَا رَأينَا من نبه بالْخَطَأ على الصَّوَاب فعكس الْبَاب وَمن ذهب مَذْهَب الْإِصْلَاح والتغيير فقد سلك كل مَسْلَك فِي الْخَطَأ وَدَلاهُ رَأْيه بغرور وَقد وقفت على عجائب فِي الْوَجْهَيْنِ وسننبه من ذَلِك على مَا توافيه العبر وَتحقّق من تَحْقِيقه أَن الصَّوَاب مَعَ من وقف وأجحم لَا مَعَ من صمم وجسر وتتأمل فِي هَذِه الْفُصُول مَا تكلمنا عَلَيْهِ وَتكلم عَلَيْهِ الْأَشْيَاخ والحفاظ فِيمَا أصلحه أَبُو عبد الله بن وضاح فِي الْمُوَطَّأ على يحيى بن يحيى فِيمَن تقدم وعَلى مَا أصلحه القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي على هَذِه الْكتب فِيمَن تَأَخّر وَإِظْهَار الْحجَج على الْغَلَط فِي كثير من ذَلِك الْإِصْلَاح وَبَيَان صِحَة الرِّوَايَة فِي ذَلِك من الْأَحَادِيث الصِّحَاح وكما وجدنَا مُعظما من حفاظ الْمُتَأَخِّرين المغاربة أصلا البغداديين نزلا قد رُوِيَ حَدِيث جليبيب وَقَول الْمَرْأَة اجليبيب أنيه فقيده الجليبيب الِابْنَة لما كَانَ الحَدِيث فِي خطْبَة ابْنة هَذِه الْمَرْأَة وَهِي قائلة هَذَا

الْكَلَام وَلم ينفهم لمن لم يعرف معنى انيه والحاق بعض الْعَرَب هَذِه الزِّيَادَة الْأَسْمَاء فِي الِاسْتِفْهَام عِنْد الْإِنْكَار ظن أَنه مصحف من الِابْنَة وَكَذَلِكَ فعل فِي حَدِيث جوَيْرِية وَشك يحيى بن يحيى فِي سَمَاعه اسْمهَا فِي حَدِيثه وَقَوله أَحْسبهُ قَالَ جوَيْرِية أَو الْبَتَّةَ ابنت الْحَارِث فقيده أواليته بِفَتْح الْهمزَة وَكسر اللَّام بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة وظنه اسْما وَأَن شكّ يحيى إِنَّمَا هُوَ فِي تَغْيِير الِاسْم لَا فِي إثْبَاته أَو سُقُوطه وَيحيى إِنَّمَا شكّ هَل سمع فِي الحَدِيث زِيَادَة اسْم جوَيْرِية أَو إِنَّمَا سمع ابْنة الْحَرْث فَقَط ثمَّ نفى الشَّك عَن نَفسه بعد قَوْله أَحْسبهُ قَالَ جوَيْرِية فَقَالَ أَو الْبَتَّةَ أَي أَنِّي أحقق أَنه قَالَهَا وَمثل هَذَا فِي حَدِيث يحيى بن يحيى كثير وَسَنذكر مِنْهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله وَكَذَلِكَ رُوِيَ حَدِيث ادام أهل الْجنَّة بِاللَّامِ فَقَالَ باللاي يَعْنِي الثور وَهَكَذَا وجدت مُعظما من شُيُوخنَا قد أصلح فِي كِتَابه من مُسلم فِي حَدِيث أم زرع من رِوَايَته عَن الْحلْوانِي عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن سعيد بن سَلمَة فِي قَوْله وعقر جارتها فأصلحه وَعبر بِالْبَاء وَضم الْعين اتبَاعا لما رَوَاهُ فِيهِ ابْن الْأَنْبَارِي وَفَسرهُ بِالِاعْتِبَارِ أَو الاستعبار على مَا نذكرهُ إِذْ لم ينفهم لَهُ ذَلِك فِي عقر والمعنيان بينان فِي عقر إِذْ هُوَ بِمَعْنى الْحيرَة والدهش وَقد يكون بِمَعْنى الْهَلَاك وَكله بِمَعْنى قَوْله فِي الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة وغيظ جارتها وسنبينه فِي مَوْضِعه بأشبع من هَذَا إِن شَاءَ الله فِي أَمْثِلَة كَثِيرَة نذكرها فِي موَاضعهَا إِلَّا قصَّة جليبيب فَهَذَا اللَّفْظ لَيْسَ فِي شَيْء من هَذِه الْأُصُول فبحسب هَذِه الإشكالات والإهمالات فِي بعض الْأُمَّهَات واتفاق بَيَان مَا يسمح بِهِ الذّكر ويقتدحه الْفِكر مَعَ الْأَصْحَاب فِي مجَالِس السماع والتفقه ومسيس الْحَاجة إِلَى تَحْقِيق ذَلِك مَا تكَرر على السُّؤَال فِي كتاب يجمع شواردها ويسدد مقاصدها وَيبين مُشكل مَعْنَاهَا وينص اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِيهَا وَيظْهر أحقها بِالْحَقِّ وأولاها فَنَظَرت فِي ذَلِك فَإِذا جمع مَا وَقع من ذَلِك فِي جَمَاهِير تصانيف الحَدِيث وَأُمَّهَات مسانيده ومنثورات أَجْزَائِهِ يطول وَيكثر وتتبع ذَلِك مِمَّا يشق ويعسر والاقتصار على تفاريق مِنْهَا لَا يرجع إِلَى ضبط وَلَا يحصر فأجمعت على تَحْصِيل مَا وَقع من ذَلِك فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث الجامعة لصحيح الْآثَار الَّتِي أجمع على تَقْدِيمهَا فِي الإعصار وَقبلهَا الْعلمَاء فِي سَائِر الْأَمْصَار كتب الأيمة الثَّلَاثَة الْمُوَطَّأ لأبي عبد الله مَالك بن أنس الْمدنِي وَالْجَامِع الصَّحِيح لأبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ والمسند الصَّحِيح لأبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي إِذْ هِيَ أصُول كل أصل ومنتهى كل عمل فِي هَذَا الْبَاب وَقَول وقدرة مدعي كل قُوَّة بِاللَّه فِي علم الْآثَار وحول وَعَلَيْهَا مدَار أندية السماع وَبهَا عمارتها وَهِي مبادئ عُلُوم الْآثَار وغايتها ومصاحف السّنَن ومذاكرتها وأحق مَا صرفت إِلَيْهِ الْعِنَايَة وشغلت بِهِ الهمة وَلم يؤلف فِي هَذَا الشَّأْن كتاب مُفْرد تقلد عَهده مَا ذَكرْنَاهُ على أحد هَذِه الْكتب أَو غَيرهَا إِلَّا مَا صنعه الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ فِي تَصْحِيف الْمُحدثين وَأَكْثَره مِمَّا لَيْسَ فِي هَذِه الْكتب وَمَا صنعه الإِمَام أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ فِي جُزْء لطيف وَإِلَّا نكتا مفترقة وَقعت أثْنَاء شروحها لغير وَاحِد لَو جمعت لم تشف غليلا وَلم تبلغ من البغية إِلَّا قَلِيلا وَإِلَّا مَا جمع الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد الغساني شَيخنَا رَحمَه الله فِي كِتَابه الْمُسَمّى بتقييد المهمل فَإِنَّهُ تقصى فِيهِ أَكثر مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الصحيحان وَقَيده أحسن تَقْيِيد

وَبَينه غَايَة الْبَيَان وجوده نِهَايَة التجويد لَكِن اقْتصر على مَا يتَعَلَّق بالأسماء والكنى والأنساب وألقاب الرِّجَال دون مَا فِي الْمُتُون من تَغْيِير وتصحيف وأشكال وَإِن كَانَ قد شَذَّ عَلَيْهِ من الْكِتَابَيْنِ أَسمَاء واستدركت عَلَيْهِ فِيمَا ذكر أَشْيَاء فالإحاطة بيد من يعلم مَا فِي الأَرْض وَالسَّمَاء وَلما أجمع عزمي على أَن أفرغ لَهُ وقتا من نهاري وليلي وَأقسم لَهُ حظا من تكاليفي وشغلي رَأَيْت تَرْتِيب تِلْكَ الْكَلِمَات على حُرُوف المعجم أيسر للنَّاظِر وَأقرب للطَّالِب فَإِذا وقف قَارِئ كتاب مِنْهَا على كلمة مشكلة أَو لَفْظَة مُهْملَة فزع إِلَى الْحَرْف الَّذِي فِي أَولهَا إِن كَانَ صَحِيحا وَإِن كَانَ من حُرُوف الزَّوَائِد أَو الْعِلَل تَركه وَطلب الصَّحِيح وَإِن أشكل وَكَانَ مهملا طلب صورته فِي سَائِر الْأَبْوَاب الَّتِي تشبهه حَتَّى يَقع عَلَيْهِ هُنَالك فَبَدَأت بِحرف الْألف وختمت بِالْيَاءِ على تَرْتِيب حُرُوف المعجم عندنَا ورتبت ثَانِي الْكَلِمَة وَثَالِثهَا من ذَلِك الْحَرْف على ذَلِك التَّرْتِيب رَغْبَة فِي التسهيل للراغب والتقريب وبدأت فِي أول كل حرف بالألفاظ الْوَاقِعَة فِي الْمُتُون الْمُطَابقَة لبابه على التَّرْتِيب الْمَضْمُون فتولينا إتقان ضَبطهَا بِحَيْثُ لَا يلْحقهَا تَصْحِيف يظلمها وَلَا يبْقى بهَا إهمال يبهمها فَإِن كَانَ الْحَرْف مِمَّا اخْتلفت فِيهِ الرِّوَايَات نبهنا على ذَلِك وأشرنا إِلَى الْأَرْجَح وَالصَّوَاب هُنَالك بِحكم مَا يُوجد فِي حَدِيث آخر رَافع للِاخْتِلَاف مزيج للأشكال مريح من حيرة الْإِبْهَام والإهمال أَو يكون هوالمعروف فِي كَلَام الْعَرَب أَو الْأَشْهر أَو الْأَلْيَق بمساق الْكَلَام وَالْأَظْهَر أَو نَص من سبقنَا من جها بذة الْعلمَاء وقدوة الْأَئِمَّة على الْمُخطئ والمصحف فِيهِ أَو أدركناه بتحقيق النّظر وَكَثْرَة الْبَحْث على مَا نتلقاه من مناهجهم ونقتفيه وترجمنا فصلا فِي كل حرف على مَا وَقع فِيهَا من أَسمَاء أَمَاكِن من الأَرْض وبلاد يشكل تقييدها ويقل متقن أساميها ومجيدها وَيَقَع فِيهَا لكثير من الروات تَصْحِيف يسمج وَنَبَّهنَا مَعهَا على شرح أشباهها من ذَلِك الشرج ثمَّ نعطف على مَا وَقع فِي الْمُتُون فِي ذَلِك الْحَرْف بِمَا وَقع فِي الْإِسْنَاد من النَّص على مُشكل الْأَسْمَاء والألقاب ومبهم الكنى والأنساب وَرُبمَا وَقع مِنْهُ من جرى ذكره فِي الْمَتْن فأضفناه إِلَى شكله من ذَلِك الْفَنّ وَلم نتتبع مَا وَقع من هَذِه الْكتب من مُشكل اسْم من لم يجر فِي الْكتاب كنيته أَو نسبه وكنية من لم يذكر فِي الْكتاب إِلَّا اسْمه أَو لقبه إِذْ ذَاك خَارج عَن غَرَض هَذَا التَّأْلِيف ورغبة السَّائِل وبحر عميق لَا يكَاد يخرج مِنْهُ لساحل وَفِي هَذَا الْبَاب كتب جَامِعَة كَثِيرَة وتصانيف مبسوطة ومقتضبة شهيرة وَقد انتقد على الشَّيْخ أبي عَليّ فِي كِتَابه ذكر أَشْيَاء من ذَاك لم تذكر فِي الْكِتَابَيْنِ بِحَال وَلَو أعطي فِيهَا التَّأْلِيف حَقه لاتسع كِتَابه وَطَالَ وَفِي ذكر الْبَعْض قدح فِي حق التَّأْلِيف وغض كترجمة الجزار والخزاز والخراز وَذكر من يعرف بذلك مِمَّن فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَيْسَ فيهمَا من هَذِه الألقاب مَذْكُورا حَقِيقَة غير يحيى بن الجزار وَأَبُو عَامر الخراز وَمن عداهما فَإِنَّمَا فيهمَا ذكر اسْمه أَو كنيته دون نسبته لذَلِك وَكَذَلِكَ ذكر فِي الْأَسْمَاء بوروثور وثوب وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من هَذِه الْأَسْمَاء إِلَّا ثَوْر وَحده وَغير ذَلِك فِي أَنْسَاب أَسمَاء وكنى ذكرت فيهمَا وَإِنَّمَا ذكرنَا هَاتين الترجمتين مِثَالا لعشرات مثلهَا وَذكرنَا فِي آخر كل فصل من فُصُول كل حرف مَا جَاءَ فِيهِ من تَصْحِيف وَنَبَّهنَا فِيهِ على الصَّوَاب وَالْوَجْه الْمَعْرُوف ودعت الضَّرُورَة عِنْد ذكر أَلْفَاظ الْمُتُون

وتقويمها إِلَى شرح غريبها وَبَيَان شَيْء من مَعَانِيهَا ومفهومها دون نقص لذَلِك وَلَا اتساع إِلَّا عِنْد الْحَاجة لغموضه أَو الْحجَّة على خلاف يَقع هُنَالك فِي الرِّوَايَة أَو الشَّرْح ونزاع إِذْ لم نضع كتَابنَا هَذَا لشرح لُغَة وَتَفْسِير معَان بل لتقويم أَلْفَاظ وإتقان وَإِذ قد اتسعنا بِمِقْدَار مَا تفضل الله بِهِ وأعان عَلَيْهِ فِي شرحنا لكتاب صَحِيح مُسلم الْمُسَمّى بالإكمال وشذت عَن أَبْوَاب الْحُرُوف نكت مهمة غَرِيبَة لم تضبطها تراجمها لكَونهَا جمل كَلِمَات يضْطَر الْقَارئ إِلَى معرفَة ترتيبها وَصِحَّة تهذيبها أما لما دَخلهَا من التَّغْيِير أَو الْإِبْهَام أَو التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير أَو أَنه لَا يفهم المُرَاد بهَا إِلَّا بعد تَقْدِيم إِعْرَاب كلماتها أَو سُقُوط بعض ألفاظها أَو تَركه على جِهَة الِاخْتِصَار وَلَا يفهم مُرَاد الحَدِيث إِلَّا بِهِ فأفردنا لَهَا آخر الْكتاب ثَلَاثَة أَبْوَاب أَولهَا فِي الْجمل الَّتِي وَقع فِيهَا التَّصْحِيف وطمس مَعْنَاهَا التلفيف إِذْ بَينا مُفْرَدَات ذَلِك فِي تراجم الْحُرُوف الْبَاب الثَّانِي فِي تَقْوِيم ضبط جمل فِي الْمُتُون والأسانيد وَتَصْحِيح إعرابها وَتَحْقِيق هجاء كتابها وشكل كلماتها وتبيين التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير اللَّاحِق لَهَا ليستبين وَجه صوابها وينفتح للإفهام مغلق أَبْوَابهَا الْبَاب الثَّالِث فِي إِلْحَاق الفاظ سَقَطت من أَحَادِيث هَذِه الْأُمَّهَات أَو من بعض الرِّوَايَات أَو بترت اختصارا أَو اقتصارا على التَّعْرِيف بطرِيق الحَدِيث لأهل الْعلم بِهِ لَا يفهم مُرَاد الحَدِيث إِلَّا بإلحاقها وَلَا يسْتَقلّ الْكَلَام إِلَّا باستدراكها فَإِذا كملت بحول الله هَذِه الْأَغْرَاض وَصحت تِلْكَ الْأَمْرَاض رَجَوْت أَلا يبْقى على طَالب معرفَة الْأُصُول الْمَذْكُورَة أشكال وَأَنه يَسْتَغْنِي بِمَا يجده فِي كتَابنَا هَذَا عَن الرحلة لمتقني الرِّجَال بل يَكْتَفِي بِالسَّمَاعِ على الشُّيُوخ أَن كَانَ من أهل السماع وَالرِّوَايَة أَو يقْتَصر على درس أصل مَشْهُور الصِّحَّة أَو يصحح بِهِ كِتَابه ويعتمد فِيمَا أشكل عَلَيْهِ على مَا هُنَا إِن كَانَ من طالبي التفقه والدراية فَهُوَ كتاب يحْتَاج إِلَيْهِ الشَّيْخ الرَّاوِي كَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْحَافِظ الواعي ويتدرج بِهِ الْمُبْتَدِئ كَمَا يتَذَكَّر بِهِ الْمُنْتَهى ويضطر إِلَيْهِ طَالب التفقه وَالِاجْتِهَاد كَمَا لَا يسْتَغْنى عَنهُ رَاغِب السماع والإسناد ويحتج بِهِ الأديب فِي مذا كرته كَمَا يعْتَمد عَلَيْهِ المناظر فِي محاضرته وَسَيعْلَمُ من وقف عَلَيْهِ من أهل الْمعرفَة والدراية قدره ويوفيه أهل الْإِنْصَاف والديانة حَقه فَإِنِّي نخلت فِيهِ معلومي وبتثه مكتومي ورصعته بجواهر محفوظي ومفهومي وأودعته مصونات الصنادق والصدرو وسمحت فِيهِ بمضنونات المشائخ والصدور مِمَّا لَا يبيحون خفى ذكره لكل ناعق وَلَا يبوحون بسره فِي متداولات المهارق وَلَا يقلدون خطير دره إِلَّا لبات أهل الْحَقَائِق وَلَا يرفعون مِنْهَا راية إِلَّا لمن يتلقاها بِالْيَمِينِ وَلَا يودعون مِنْهَا آيَة إِلَّا عِنْد ثِقَة أَمِين وَقد ألفته بِحكم الِاضْطِرَار وَالِاخْتِيَار وصنفته منتقى النكت من خِيَار الْخِيَار وأودعته غرائب الودائع والأسرار وأطلعته شمسا يشرق شعاعها فِي سَائِر الإقطار وحررته تحريرا تحار فِيهِ الْعُقُول والأفكار وقربته تَقْرِيبًا تتقلب فِيهِ الْقُلُوب والابصار وسميته بمشارق الْأَنْوَار على صِحَاح الْآثَار وَإِلَى الله جلّ اسْمه ألجأ فِي تَصْحِيح عَمَلي ونيتي وَإِلَيْهِ أَبْرَأ من حَولي وقوتي وَمِنْه استمد الْهِدَايَة لهمي وعزمتي وإياه أسئل الْعِصْمَة وَالْولَايَة لجملتي وَالْعَفو والغفران لذنبي وزلتي إِنَّه منعم كريم - بَاب ذكر أسانيدي فِي هَذِه الْأُصُول الثَّلَاثَة - وَرَأَيْت ذكرهَا ليعلم مخرج الرِّوَايَة الَّتِي أنص عَلَيْهَا عِنْد الِاخْتِلَاف أَو أضيفها إِلَى راويها ليَكُون الْوَاقِف عَلَيْهَا على

إثارة من علمهَا فَأَما الْكتاب الموطئ للْإِمَام أبي عبد الله مَالك بن أنس الْحِمْيَرِي ثمَّ الأصبحي النّسَب الْقرشِي ثمَّ التَّيْمِيّ بِالْحلف الْحِجَازِي ثمَّ الْمدنِي الدَّار والمولد والنشأة من رِوَايَة الْفَقِيه أبي مُحَمَّد يحيى بن يحيى الأندلسي ثمَّ الْقُرْطُبِيّ الدَّار والمولد والنشأة الْعَرَبِيّ ثمَّ اللَّيْثِيّ بِالْحلف الْبَرْبَرِي ثمَّ المصمودي النّسَب الَّتِي قصدناها من جملَة رِوَايَات الْمُوَطَّأ لاعتماد أهل أفقنا عَلَيْهَا غَالِبا دون غَيرهَا إِلَّا المكثرين مِمَّن اتسعت رِوَايَته وَكثر سَمَاعه فَإنَّا قَرَأنَا جَمِيعه وسمعناه على عدَّة من شُيُوخنَا ببلدنا وبالأندلس فحدثنا بِهِ الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عتاب وَالْقَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن حمدين رحمهمَا الله سَمَاعا عَلَيْهِمَا بقرطبة سنة سبع وَخَمْسمِائة عَن الْفَقِيه أبي عبد الله مُحَمَّد بن محسن بن عتاب وقرأت جَمِيعه وسمعته مرّة أُخْرَى بسبتة على الْفَقِيه أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر اللواتي وحَدثني بِهِ عَن القَاضِي أبي الْأَصْبَغ عِيسَى بن سهل وسمعته على القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عِيسَى التَّمِيمِي إِلَّا مَا شَككت فِي قِرَاءَته عَلَيْهِ فأجازنيه وحَدثني بِجَمِيعِهِ عَن الشَّيْخ الْحَافِظ أبي عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الجياني وَقد كتب إِلَيّ أَنا بِهِ أَبُو عَليّ هَذَا فِي إِجَازَته إيَّايَ قَالَ هُوَ وَأَبُو الْأَصْبَغ بن سهل نَا أَبُو عبد الله بن عتاب قَالَ نَا أَبُو الْقَاسِم خلف بن يحيى عَن أَحْمد بن مطرف وَأحمد بن سعيد بن حزم وَمُحَمّد بن قَاسم بن هِلَال قَالَ أَبُو عبد الله بن عتاب ونا بِهِ أَيْضا أَبُو عُثْمَان سعيد بن سَلمَة وَالْقَاضِي أَبُو بكر بن وَافد وَشك فِي سَماع بعضه مِنْهُ وَذَلِكَ كتاب الْحَج وَبَعض كتاب الصَّلَاة عَن أبي عِيسَى يحيى بن عبد الله بن أبي عِيسَى كلهم عَن عبيد الله بن يحيى عَن أَبِيه يحيى بن يحيى عَن مَالك بن أنس قَالَ شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَالْقَاضِي أَبُو الْأَصْبَغ ابْن سهل والحافظ أَبُو عَليّ ونا بِهِ أَيْضا أَبُو الْقَاسِم حَاتِم بن مُحَمَّد الطرابلسي عَن الفقيهين أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن الفخار وَأبي عمر أَحْمد بن مُحَمَّد الطلمنكي عَن أبي عِيسَى قَالَ أَبُو عمر ونا بِهِ أَيْضا أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عون الله عَن أبي مُحَمَّد قَاسم بن أصبغ الْبَيَانِي عَن مُحَمَّد بن وضاح عَن يحيى بن يحيى قَالَ حَاتِم ونا بِهِ أَبُو بكر بن حوبيل التجِيبِي عَن أَحْمد بن مطرف عَن عبيد الله عَن أَبِيه يحيى قَالَ أَبُو الْأَصْبَغ بن سهل ونا بِهِ أَيْضا الْفَقِيه أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن مُحَمَّد بن حُسَيْن القليعي وَقَالَ القَاضِي أَبُو عبد الله بن حمدين وحَدثني بِهِ أَيْضا أبي رَحمَه الله عَن أبي زَكَرِيَّاء القليعي عَن الْفَقِيه أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي زمنين عَن أَحْمد بن مطرف عَن عبيد الله وَقَالَ القَاضِي أَبُو عبد الله بن عِيسَى نَا بِهِ أَيْضا الْفَقِيه أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن فرج مولى ابْن الطلاع عَن القَاضِي أبي الْوَلِيد يُونُس بن مغيث عَن أبي عِيسَى قَالَ وحَدثني بِهِ أَيْضا القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن خلف بن المرابط عَن أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن عبد الله بن ميقل وَأبي الْقَاسِم الْمُهلب بن أبي صفرَة عَن أبي مُحَمَّد الْأصيلِيّ عَن ابْن المشاط عَن عبيد الله وَعَن الْأصيلِيّ عَن وهب بن مَسَرَّة عَن ابْن وضاح قَالَ أَبُو الْوَلِيد وحَدثني بِهِ أَيْضا عِيسَى بن أبي الْعلَا عَن أَحْمد بن سعيد ابْن حزم عَن عبيد الله وحَدثني بِهِ أَيْضا سَمَاعا لبعضه ومناولة لما فَاتَنِي مِنْهُ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر رَحمَه الله قَالَ نَا هِشَام بن وضاح نَا أَبُو عبد الله بن نبأت نَا أَبُو عِيسَى عَن عبيد الله وحَدثني بِهِ أَيْضا الْفَقِيه أَبُو بَحر سُفْيَان بن العَاصِي الْأَسدي والفقيه أَبُو عمرَان مُوسَى بن أبي تليد والحافظ أَبُو عَليّ الغساني إجَازَة وَغير وَاحِد قَالُوا كلهم نَا بِجَمِيعِهِ أَبُو عمر بن عبد الْبر الْحَافِظ عَن أبي عُثْمَان سعيد بن نصر عَن أبي مُحَمَّد قَاسم بن أصبغ عَن ابْن وضاح

قَالَ أَبُو عَمْرو نَا بِهِ أَبُو الْفضل التاهرتي عَن أبي عبد الْملك مُحَمَّد بن أبي دليم ووهب بن مَسَرَّة عَن ابْن وضاح قَالَ أَبُو عمر وَأَخْبرنِي بِهِ أَيْضا أَبُو عمر أَحْمد بن مُحَمَّد الْأمَوِي عَن أبي الْمطرف بن المشاط وَأحمد بن سعيد عَن عبيد الله قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله وَأَخْبرنِي بالموطأ أَيْضا الشَّيْخ الصَّالح أَبُو عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن غلبون الْخَولَانِيّ عَن أبي عَمْرو عُثْمَان بن أَحْمد عَن أبي عِيسَى وَقد سمعته ورويته وأجازنيه غير وَاحِد سوى من ذكرته وَلنَا فِيهِ عَن شُيُوخنَا أَسَانِيد أخر غير مَا ذَكرْنَاهُ تركناها اكْتِفَاء بِمَا أَثْبَتْنَاهُ وَكَذَلِكَ فِي موطئات غير يحيى وَمَا ذَكرْنَاهُ مِنْهَا وَأما الْكتاب الْجَامِع الْمسند الصَّحِيح الْمُخْتَصر من آثَار رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) للْإِمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ المولد والمنشأ وَالدَّار الْجعْفِيّ النّسَب بِالْوَلَاءِ فقد وصل إِلَيْنَا من رِوَايَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الْفربرِي وَأكْثر الرِّوَايَات من طَرِيقه وَمن رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ عَن البُخَارِيّ وَلم يصل إِلَيْنَا من غير هذَيْن الطَّرِيقَيْنِ عَنهُ وَلَا دخل الْمغرب والأندلس إِلَّا عَنْهُمَا على كَثْرَة رُوَاة البُخَارِيّ عَنهُ لكتابه فقد روينَا عَن أبي إِسْحَاق الْمُسْتَمْلِي أَنه قَالَ عَن أبي عبد الله الْفربرِي أَنه كَانَ يَقُول روى الصَّحِيح عَن أبي عبد الله تسعون ألف رجل مَا بَقِي مِنْهُم غَيْرِي فَأَما رِوَايَة الْفربرِي فرويناها من طرق كَثِيرَة مِنْهَا طَرِيق الْحَافِظ أبي ذَر عبد بن أَحْمد الْهَرَوِيّ وَطَرِيق أبي مُحَمَّد عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم الْأصيلِيّ وَطَرِيق أبي الْحسن عَليّ بن خلف الْقَابِسِيّ وَطَرِيق كَرِيمَة بنت مُحَمَّد المروزية وَطَرِيق أبي عَليّ سعيد بن عُثْمَان بن السكن الْبَغْدَادِيّ وَطَرِيق أبي عَليّ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الكشاني وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن عمر بن شبوية وَأحمد بن صَالح الْهَمدَانِي وَأبي نعيم الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ وَأبي الْفَيْض أَحْمد بن مُحَمَّد الْمروزِي وَغَيرهم فَأَما رِوَايَة أبي ذَر فَإِنِّي سَمعتهَا بِقِرَاءَة غَيْرِي بِجَامِع مَدِينَة مرسية لجَمِيع الصَّحِيح بهَا على القَاضِي الشَّهِيد أبي عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الصَّدَفِي ونا بهَا عَن القَاضِي أبي الْوَلِيد سُلَيْمَان بن خلف الْبَاجِيّ عَن أبي ذَر عبد بن أَحْمد الْهَرَوِيّ عَن شُيُوخه الثَّلَاثَة أبي مُحَمَّد بن حموية السَّرخسِيّ وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمُسْتَمْلِي وَأبي الْهَيْثَم مُحَمَّد بن الْمَكِّيّ الْكشميهني كلهم عَن الْفربرِي عَن البُخَارِيّ وَأَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ أَبُو عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن غلبون بِمَدِينَة أشبيلية عَن أبي ذَر الْهَرَوِيّ إجَازَة وَأما رِوَايَة الْأصيلِيّ فَإِنِّي قَرَأت بهَا جَمِيع الْكتاب على الْفَقِيه الشَّيْخ أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عتاب بِمَدِينَة قرطبة وحَدثني بِهِ عَن أَبِيه عَن أَحْمد بن ثَابت الوَاسِطِيّ وَغَيره عَن الْأصيلِيّ عَن أبي زيد مُحَمَّد بن أَحْمد الْمروزِي وَأبي أَحْمد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْجِرْجَانِيّ كِلَاهُمَا عَن الْفربرِي قَالَ لي أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وأجازنيها الْفَقِيه أَبُو عبد الله بن نبأت عَن الْأصيلِيّ قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله وَكتب إِلَيّ بهَا إجَازَة بِخَط يَده الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّد الجياني وحَدثني بهَا مشافهة الْكَاتِب أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن طريف حدثاني بِهِ جَمِيعًا عَن القَاضِي سراج ابْن مُحَمَّد بن سراج عَن الْأصيلِيّ قَالَ الجياني وحَدثني بهَا أَيْضا أَبُو شَاكر عبد الْوَاحِد بن موهب عَنهُ وعارضت كتابي بِأَصْل الْأصيلِيّ الَّذِي بِخَطِّهِ حرفا حرفا وَكَذَلِكَ عارضت مَوَاضِع أشكاله بِأَصْل عَبدُوس بن مُحَمَّد

الَّذِي بِخَطِّهِ أَيْضا وَرِوَايَته فِيهِ عَن الْمروزِي وَأما رِوَايَة الْقَابِسِيّ فَحَدثني بهَا سَمَاعا وَقِرَاءَة وإجازة أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَأَبُو عَليّ الجياني وَغير وَاحِد قَالُوا نَا أَبُو الْقَاسِم حَاتِم بن مُحَمَّد الطرابلسي عَن أبي الْحسن الْقَابِسِيّ عَن أبي زيد الْمروزِي عَن الْفربرِي وَأَنا بهَا أَحْمد بن مُحَمَّد عَن الفقيهين أبي عمرَان مُوسَى بن عِيسَى الفاسي وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ بِالْإِجَازَةِ عَن الْقَابِسِيّ وَلنَا فِيهِ أَيْضا رِوَايَة من طَرِيق القَاضِي أبي الْقَاسِم الْمُهلب بن أبي صفرَة عَنهُ وَأما رِوَايَة أبي عَليّ بن السكن فَحَدثني بهَا أَبُو مُحَمَّد بن عتاب عَن أَبِيه عَن أبي عبد الله بن نبأت عَن أبي جَعْفَر بن عون الله وَمُحَمّد بن أَحْمد ابْن مفرج عَن أبي عَليّ بن السكن عَن الْفربرِي قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وأجازنيها ابْن نبأت الْمَذْكُور قَالَ القَاضِي رَحمَه الله نَا بهَا الشَّيْخ أَبُو عَليّ الجياني فِيمَا كتب إِلَيْنَا بِهِ ونا بِهِ القَاضِي أَبُو عبد الله بن عِيسَى سَمَاعا لأكثره عَنهُ قَالَ نابها القَاضِي أَبُو عمر بن الْحذاء وَأَبُو عمر بن عبد الْبر الْحَافِظ قَالَا نَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَسد عَن ابْن السكن قَالَ القَاضِي رَحمَه الله ونا بِهِ أَبُو مُحَمَّد بن عتاب عَن أبي عمر بن الْحذاء إجَازَة مِنْهُ لَهُ وَأما رِوَايَة كَرِيمَة فَحَدثني بهَا الشَّيْخ أَبُو الْأَصْبَغ عِيسَى بن أبي الْبَحْر الزُّهْرِيّ والخطيب أَبُو الْقَاسِم خلف بن إِبْرَاهِيم الْمقري وَالشَّيْخ أَحْمد بن خَليفَة بن مَنْصُور الْخُزَاعِيّ إجَازَة وَغير وَاحِد كلهم عَن كَرِيمَة بنت مُحَمَّد سَمَاعا عَن أبي الْهَيْثَم الْكشميهني عَن الْفربرِي وَأما رِوَايَة أبي عَليّ الكشاني فَإِن القَاضِي الْحَافِظ أَبَا عَليّ نَا بهَا عَن أبي الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَيُّوب الْبَزَّاز سَمَاعه مِنْهُ بِبَغْدَاد عَن أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْخلال عَن أبي عَليّ الكشاني عَن الْفربرِي وَأما رِوَايَة أبي إِسْحَاق النَّسَفِيّ فَكتب إِلَيّ بهَا الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الغساني وَسمعت على القَاضِي أبي عبد الله التَّمِيمِي كثيرا مِمَّا قيد مِنْهَا عَنهُ قَالَ حَدثنِي بهَا أَبُو العَاصِي حكم بن مُحَمَّد الجذامي عَن أبي الْفضل بن أبي عمرَان الْهَرَوِيّ عَن أبي صَالح خلف بن مُحَمَّد الْخيام البُخَارِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ عَن البُخَارِيّ إِلَّا أَن النَّسَفِيّ فَاتَهُ من آخر الْكتاب شَيْء من كتاب الْأَحْكَام إِلَى بَاب قَوْله تَعَالَى يُرِيدُونَ أَن يبدلوا كَلَام الله فَإِنَّهُ إجَازَة من البُخَارِيّ للنسفي ثمَّ مَا بعده لم يكن فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ إِلَى آخر الْكتاب وَذَلِكَ نَحْو عشرَة أوراق لم يرومنها إِلَّا تِسْعَة أَحَادِيث أول الْكتاب آخرهَا طرف من حَدِيث الْإِفْك وَأما كتاب الْمسند الصَّحِيح الْمُخْتَصر بِنَقْل الْعدْل عَن الْعدْل عَن رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام للْإِمَام أبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج الْقشيرِي النّسَب النَّيْسَابُورِي الدَّار فَإِنَّهُ وصل إِلَيْنَا من رِوَايَتَيْنِ أَيْضا رِوَايَة أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان الْمروزِي وَرِوَايَة أبي مُحَمَّد أَحْمد بن عَليّ القلانسي إِلَّا أَن آخِره من بَاب حَدِيث الْإِفْك لم يسمعهُ ابْن ماهان إِلَّا من ابْن سُفْيَان فتفردت الرِّوَايَة من هُنَالك عَن ابْن سُفْيَان لِأَن إِلَى هُنَا انْتَهَت رِوَايَة أبي بكر بن الْأَشْقَر عَليّ القلانسي وَلم يصل إِلَيْنَا من غير هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ وطرق هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ كَثِيرَة فَأَما رِوَايَة القلانسي فَحَدثني بهَا الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي جَعْفَر الْخُشَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ لجَمِيع الْكتاب بمرسية سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة عَن أَبِيه عَن أبي حَفْص عمر بن الْحسن الْهَوْزَنِي عَن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَاجِيّ عَن أبي الْعَلَاء

(اب د)

عبد الْوَهَّاب بن عِيسَى بن ماهان عَن أبي بكر مُحَمَّد بن يحيى الْأَشْقَر عَن القلانسي عَن مُسلم ونابها أَيْضا القَاضِي أَبُو عبد الله بن عِيسَى فِيمَا قرئَ عَلَيْهِ وَأَنا أسمع إِلَّا مَا فَاتَنِي فأجازنيه وَبَعضه قِرَاءَة بلفظي وحَدثني بِهِ عَن الشَّيْخ أبي عَليّ الجياني عَن القَاضِي أبي عمر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحذاء عَن أَبِيه عَن ابْن ماهان قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وأجازنيه أَنا الجياني وَأَبُو مُحَمَّد بن عتاب عَن أبي عمر بن الْحذاء وَأما رِوَايَة ابْن سُفْيَان فقرأناها وسمعناها على جمَاعَة من شُيُوخنَا بطرقها الْمُخْتَلفَة فَمِمَّنْ سَمعتهَا عَلَيْهِ الْفَقِيه الْحَافِظ القَاضِي أَبُو عَليّ الصَّدَفِي وَالشَّيْخ الراوية أَبُو بَحر سُفْيَان بن العَاصِي الْأَسدي قَالَا نابها أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عمر العذري وحَدثني بهَا أَيْضا سَمَاعا وَقِرَاءَة وأجازة القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عِيسَى التَّمِيمِي عَن أبي الْعَبَّاس العذري إجَازَة قَالَ نَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن الرَّازِيّ قَالَ أَبُو بَحر وحَدثني بِهِ أَيْضا الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح نصر بن الْحسن السَّمرقَنْدِي عَن أبي الْحُسَيْن عبد الغافر بن مُحَمَّد الْفَارِسِي وقرأتها على الْفَقِيه أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر بلفظي قَالَ نَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الطَّبَرِيّ الإِمَام عَن أبي الْحُسَيْن الْفَارِسِي قَالَ ابْن أبي جَعْفَر وحَدثني بهَا أبي عَن أبي حَفْص الْهَوْزَنِي عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن سعيد الشنتجالي عَن أبي سعيد عمر بن مُحَمَّد السجْزِي ونا الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الغساني من كِتَابه وَأَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَغير وَاحِد إجَازَة قَالُوا نَا حَاتِم بن مُحَمَّد الطرابلسي عَن أبي سعيد السجْزِي قَالَ هُوَ والرازي والفارسي نَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن عِيسَى الجلودي نَا ابْن سُفْيَان قَالَ حَاتِم بن مُحَمَّد ونا بهَا أَيْضا عبد الْملك بن الْحسن الصّقليّ عَن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْكسَائي عَن ابْن سُفْيَان عَن مُسلم وَلنَا ولشيوخنا أَسَانِيد أخر فِي هذَيْن الطَّرِيقَيْنِ وَفِي طرق البُخَارِيّ اختصرناها والآن نبتدئ بترتيب الْكتاب وتقريب تِلْكَ الْفُصُول الْمَوْعُود بهَا والأبواب وَالله الْمعِين إِلَى مَا فِيهِ رِضَاهُ المرشد للصَّوَاب حرف الْهمزَة فمما يذكر من الْمُتُون مَا ننصه على التَّرْتِيب الْمُقدم - بَاب الْألف والهمزة المفردتين مِمَّا اخْتلف فِيهِ - قَوْله أَتسخر بِي وَأَنت الْملك حمل الحَدِيث جمَاعَة من المتأولين على أَن الْألف ألف اسْتِفْهَام وعَلى الِاسْتِعَارَة والمقابلة كَمَا قَالَ فِي قَوْله الله يستهزئ بهم وسنذكره فِي حرف السِّين وَقيل بل الْألف هُنَا للنَّفْي بِمَعْنى لَا أَي أَنَّك لَا تسخر وَلَا تلِيق بك السخرية كَقَوْلِه تَعَالَى) أتهلكنا بِمَا فعل السُّفَهَاء منا (أَي أَنْت لَا تفعل ذَلِك وَمثله قَوْله فِي حَدِيث الْوَصِيَّة أَهجر أَو أيهجر فِي رِوَايَة من رَوَاهُ بِمَعْنى يهذي أَي أَنه لَا يهجر وَلَا يَصح أَن يهجر وَهُوَ مَعْصُوم من أَن يَقُول مَالا حَقِيقَة لَهُ وَأَنه لَا يَقُول فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض واليقظة وَالنَّوْم والرضى وَالْغَضَب إِلَّا حَقًا وَهَذَا كُله صَحِيح من جِهَة الْمَعْنى الْهمزَة مَعَ الْبَاء (اب د) قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام إِن لهَذِهِ الْبَهَائِم أوابد كأوابد الْوَحْش مَعْنَاهُ نوافر وشوارد يُقَال أبدت تأبد وتأبد إِذا توحشت وَقَوله بل لابد أبدو يروي لابد ألابد أَي آخر الدَّهْر

فصل الاختلاف والوهم في هذا الحرف

والأبد الدَّهْر (اب ر) وَقَوله لم يأتبر بِتَقْدِيم الْهمزَة كَذَا عِنْد ابْن السكن أَي لم يدّخر بِمَعْنى يبتئر فِي سَائِر الرِّوَايَات وسنذكره وَمَا فِيهِ من خلاف فِي حرف الْبَاء (وَقَوله) ويابرون النّخل بِضَم الْبَاء وَكسرهَا مُخَفّفَة ونخل قد أبرت وابر نخلا أَي يلقحونها ويذكرونها وَقد جَاءَ مُفَسرًا بذلك فِي الحَدِيث يُقَال مِنْهُ أبرتها بتَخْفِيف الْبَاء وَقصر الْهمزَة وأبرتها بِالتَّشْدِيدِ وَوَقع فِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ يؤبرون بتَشْديد الْبَاء وَله وَجه على مَا تقدم فِي الْمَاضِي وَقَوله أباريقه عدد نُجُوم السَّمَاء الإبريق بِكَسْر الْهمزَة الْكوز إِذا كَانَ لَهُ خرطوم فَإِن لم يكن لَهُ خرطوم فَهُوَ كوب وَقيل الإبريق ذَوَات الْأَذَان والعرا والكوب مَا لَا أذن لَهُ وَلَا عُرْوَة (اب ز) وَقَول أنس كَانَ لي أبزن أتقحم فِيهِ يُرِيد وَهُوَ صَائِم ضبطناه بِفَتْح الْألف وَكسرهَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ والفتج قيد عَن الْقَابِسِيّ وضبطناه فِي كتاب ثَابت بِكَسْر الْهمزَة وَذكر لي فِيهِ شَيخنَا أَبُو الْحسن الْوَجْهَيْنِ مَعًا وَهُوَ بِسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا زَاي مَفْتُوحَة وَنون وَهِي كلمة فارسية وَهُوَ شبه الْحَوْض الصَّغِير أَو كالقصرية الْكَبِيرَة من فخار وَنَحْوه وَقيل هُوَ كالفسقية وَقَالَ ثَابت هُوَ حجر منقور كالحوض وَقَالَ أَبُو ذَر هُوَ كالقدر يسخن فِيهِ المَاء وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء وَإِنَّمَا أَرَادَ أنس أَنه شَيْء يتبرد فِيهِ وَهُوَ صَائِم يَسْتَعِين بذلك على صَوْمه من الْحر والعطش وَلم ير بذلك بَأْسا وَهُوَ قَول لكافة الْعلمَاء وَكَرِهَهُ بَعضهم حَتَّى كره إِبْرَاهِيم للصَّائِم أَن يبل عَلَيْهِ ثِيَابه يُرِيد من الْحر (أَب ل) قَوْله أبل مؤبلة أَي قطعا قطعا مَجْمُوعَة أَو يكون موبلة أَي مرعية مسرحة للرعي والآبل الرَّاعِي لِلْإِبِلِ وأبلها يابلها أبولا سرحها فِي الكلاء وأبلت هِيَ أبلا رعته قَالَه ثَعْلَب وَقَالَ الْهَرَوِيّ تابلت الْإِبِل اجتزأت بالرطب عَن المَاء (أَب ن) وَقَوله مَا كُنَّا نابنه برقية بِضَم الْبَاء أَي نتهمه ونذكره وَنصفه بذلك كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى نظنه وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الشَّرّ وَقَالَ بَعضهم لَا يُقَال إِلَّا فِي الشَّرّ وَقيل يُقَال فِي الْخَيْر وَالشَّر وَهَذَا الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث الآخر أبنوا أَهلِي وابنوهم كِلَاهُمَا بتخيف الْبَاء وَالنُّون وَهُوَ مِمَّا تقدم أَي اتهموهم وذكروهم بالسوء وَوَقع فِي كتابي عَن الْأصيلِيّ ابنوهم مشدد الْبَاء وَكِلَاهُمَا صَوَاب قَالَ ثَابت ابْنُوا أَهلِي التابين ذكر الشَّيْء وتتبعه قَالَ الشَّاعِر (فَرفع أَصْحَابِي الْمطِي وَابْنُوا هنيدة) قَالَ ابْن السّكيت أَي ذكروها وَالتَّخْفِيف بِمَعْنَاهُ وَرَوَاهَا بَعضهم ابْنُوا بِتَقْدِيم النُّون وَكَذَا قَيده عَبدُوس ابْن مُحَمَّد ثمَّ كتب عِنْد أَصْحَابنَا ابْنُوا وَهُوَ أصح وَوَجَدته فِي كتابي عَن الْأصيلِيّ بالنقط فَوق الْبَاء وتحتها فِي هَذَا الْحَرْف مشددا وَعَلِيهِ بخطى عَلامَة الْأصيلِيّ وبالنون ذكره بَعضهم عَنهُ وَتَقْدِيم النُّون تَصْحِيف لَا وَجه لَهُ هُنَا والتأنيب اللوم والتوبيخ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه (أَب و) وَقَوْلها وَكَانَت بنت أَبِيهَا مَعْنَاهُ شبيهته فِي حِدة الْخلق والعجلة فِي الْأُمُور (وَقَوله) حَتَّى يَأْتِي أَبُو منزلنا أَي ربه وَصَاحبه (أَب ي) قَوْله إِذا أَرَادوا فتْنَة أَبينَا أَي توقرنا وثبتنا وأبينا الْفِرَار كَمَا قَالَ العجاج ثَبت إِذا مَا صِيحَ بالقوم وقر وسنذكره بعد وَالْخلاف فِيهِ فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْحَرْف قَوْله فِي حَدِيث أم عَطِيَّة فَقَالَت بِأبي وَكَانَت إِذا ذكرت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَت بِأبي اخْتلفت الرِّوَايَات فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي هَذَا الْحَرْف فَوَجَدته بِخَط

الْأصيلِيّ بِأبي بِكَسْر الْبَاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَفتح الْهمزَة بَينهمَا وَكَذَا للقابسي وَرَوَاهُ غَيرهمَا بيبي بِكَسْر الباءين بَينهمَا يَاء مَفْتُوحَة مَكَان الْهمزَة المسهلة وَضَبطه الْأصيلِيّ كَذَا مرّة وَفِي كتاب أبي ذَر بِأبي فِي كتاب الْعِيدَيْنِ وَمثله عِنْده فِي كتاب الْحيض وَعنهُ أَيْضا بيبى بِكَسْر الأولى وَفتح مَا بعْدهَا وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وعبدوس فِي كتاب الْحَج وَفِي كتاب عَبدُوس مَوضِع بَابي لكنه مهمل الضَّبْط وَضَبطه بعض الروات عَن الْأصيلِيّ بَابا بِفَتْح الباءين وَسُكُون الْألف بَينهمَا وَجَاء عِنْد الْقَابِسِيّ فِي بَاب خُرُوج الْحيض إِلَى الْمصلى أمرنَا نَبينَا وكل هَذِه الرِّوَايَات صَحِيحَة فِي اللُّغَة مثل بَابي قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَمَعْنَاهَا بَابي هُوَ فَحذف لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال قَالَ وَهِي ثَلَاث لُغَات بَابي على الأَصْل وبيبي على تسهيل الْهمزَة وبيبي كَأَنَّهُ جعله اسْما وَاحِدًا وَجعل آخِره مثل غَضَبي وسكري وأنشدوا الا بيبا من لست أعرف مثلهَا وَقَول الآخر إِن قلت يَا بيباهما قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وعَلى هَذَا تخرج رِوَايَة من رُوَاة بَابا بفتحهما لما جعله اسْما وَاحِدًا نقل فَتْحة الْيَاء على الْبَاء قبلهَا لاستثقال الْخُرُوج من كسرتها إِلَى الْيَاء وَسكن الْيَاء لتوالي الحركات فَنَطَقَ بِالْكَلِمَةِ مثل سكرى وَمعنى قَوْلهم بَابي كَذَا أَي بَابي أفديه وَقَوله فِي حَدِيث بنت أبي سَلمَة أَنَّهَا ابْنة أخي من الرضَاعَة أرضعتني وأباها ثويبة كَذَا روايتنا عَن جَمِيعهم بِالْبَاء بِوَاحِدَة على الصَّوَاب ورواة بعض أَصْحَاب أبي ذَر من الأندلسيين وَإِيَّاهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح وَقبل مَا تقدمه لهَذَا التَّصْحِيف كَبِير من مُتَقَدِّمي الْعلمَاء نعى عَلَيْهِ وَقَوله أول الحَدِيث أَنَّهَا ابْنة أخي يدل على صِحَة قَول الكافة وَقد جَاءَ أَشد بَيَانا فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث التنيسِي وَبشر بن عمر أرضعتني وَأَبا سَلمَة ثويبة وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة أَن أَبَاهَا أخي وَفِي كتاب مُسلم من رِوَايَة مُحَمَّد بن رمح فَقَالَ أرضعتني وأباها أَبَا سَلمَة ثويبة وَقَوله فِي حَدِيث أبي مُوسَى فَأتى بابل كَذَا فِي رِوَايَة ابْن السكن والجرجاني وَفِي كتاب عَبدُوس بِنَهْب إبل ولغيرهم فَأتى بشائل والشائل النَّاقة الَّتِي ارْتَفع لَبنهَا وَقد يُوصف بذلك الْجَمَاعَة مِنْهَا والمسموع شوائل فِي الْجمع وَالرِّوَايَة الأولى أوجه كَمَا قَالَ فِي سَائِر الرِّوَايَات بِثَلَاث ذود وبنهب إبل وَإِن كَانَ قد ينْطَلق ذَلِك على الذّكر وَالْأُنْثَى وَقد جَاءَ فِي كتاب مُسلم فِي هَذَا الحَدِيث خُذ هذَيْن القرينين ويروى القرينتين وعَلى التَّأْنِيث قد يَصح أَن تكون شوائل وَالله أعلم وَفِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فيمرون بإبلهم على بحيرة طبرية كَذَا فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال وَرِوَايَته من طَرِيق ابْن الْحذاء عَن ابْن ماهان وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا للكافة فيمر أَوَّلهمْ وَفِي حَدِيث طَلَاق بن عمر من رِوَايَة ابْن طَاوس عَن أَبِيه قَالَ آخِره وَلم اسْمَعْهُ يزِيد على ذَلِك لِأَبِيهِ كَذَا فِي نسخ مُسلم كلهَا وَرِوَايَات شُيُوخنَا ورواة بَعضهم لابتة وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه لِأَبِيهِ كَمَا تقدم وَمَعْنَاهُ أَن ابْن طَاوس قَالَ لم اسْمَعْهُ يَعْنِي أَبَاهُ يزِيد على ذَلِك فبينه ابْن جريج الرَّاوِي عَنهُ وَفسّر الضَّمِير فِي أسمعهُ على من يرجع فَقَالَ لِأَبِيهِ لكنه زَاده أشكالا بذلك حَتَّى أوجب تصحيفه على من لم يفهمهُ وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة من رِوَايَة يحيى بن بشر وَذكر حَدِيث ابْن عمر وَأبي بردة وَقَول ابْن عمر فِيهِ هَل تَدْرِي مَا قَالَ أبي لأَبِيك وَفِيه فَقَالَ أبي لَا وَالله قد جاهدنا بعد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

كَذَا لأكثرهم أبي أَي وَالِدي وَزِيَادَة لَا وَعند الْمُسْتَمْلِي والقابسي فَقَالَ أَي وَالله بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بِمَعْنى نعم الموصولة بالقسم قيل وَكله تَغْيِير وَعند عَبدُوس فَقَالَ إِنِّي وَالله وَكتب عِنْد غَيْرِي فَقَالَ لَا وَالله وَقيل صَوَابه مَا عِنْد النَّسَفِيّ فَقَالَ أَبوك لَا وَالله وَيدل عَلَيْهِ بَقِيَّة الحَدِيث وَقَول ابْن عمر بعده فَقَالَ أبي لكني أَنا وَالَّذِي نفس عمر بِيَدِهِ الحَدِيث جَوَابا لأبي مُوسَى وَفِي الْكفَالَة قَوْله فِي الْمُرْتَدين استتبهم وكفلهم عَشَائِرهمْ فَأَبَوا فكفلهم كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي وعبدوس من رُوَاة أَصْحَاب الْفربرِي وَهُوَ وهم مُفسد للمعنى لِأَنَّهُ لَا معنى لأبوا هَاهُنَا وَصَوَابه مَا عِنْد النسفى وَابْن السكن والهمداني والهروي فتابوا فكفلهم كَمَا جَاءَ فِي أمره بذلك أول الحَدِيث وَفِي قتل أبي بن خلف ثمَّ أَبَوا حتي يتبعونا كَذَا للأصيلي والسجزي بباء بِوَاحِدَة وَلغيره أَتَوا بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَقَوله أَنا إِذا صِيحَ بِنَا أَبينَا كَذَا رَوَاهُ الْأصيلِيّ والسجزي بباء بِوَاحِدَة وَرَوَاهُ غَيرهمَا أَتَيْنَا بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى أَي إِذا صِيحَ بِنَا لفزع أَو حَادث أَو أجلب علينا عدونا أَبينَا الْفِرَار والانهزام وثبتنا كَمَا تقدم قَالَ العجاج ثَبت إِذا مَا صِيحَ بالقوم وقر وعَلى الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَتَيْنَا الدَّاعِي وأجبناه أَو أقدمنا على عدونا وَلم يرعنا صياحه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر إِذا سمع هيعة طَار إِلَيْهَا وَهَذَا أوجه لِأَن فِي بَقِيَّة الرجزوان أَرَادوا فتْنَة أَبينَا وتكرار الْكَلِمَة عَن قرب فِي الرجز وَالشعر عيب مَعْلُوم عِنْدهم وَفِي هَذَا الرجز أَيْضا أَن الأولى قد أَبَوا علينا كَذَا لأكْثر الروَاة بباء بِوَاحِدَة فِي حَدِيث مُسلم عَن ابْن مثنى وَعند الطَّبَرِيّ والباجي قد بغوا علينا وَهُوَ أصح وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَمعنى أَبَوا أَي قبُول مَا دعوناهم إِلَيْهِ من الْإِسْلَام وَالْهدى أَو أَبَوا إِلَّا عَدَاوَة لنا وتحزبا علينا وَفِي حَدِيث أبي بن سلول وعزم قومه على تتويجه فَلَمَّا أَبى الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي جِئْت بِهِ كَذَا هُوَ بباء بِوَاحِدَة لكافة الروات وَعند الْأصيلِيّ أَتَى الله بِالْحَقِّ بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَمعنى الأول أبي الله من تَقْدِيمه وإمضاء مَا أَرَادَهُ قومه من تَمْلِيكه بِمَا قَضَاهُ من إسْلَامهمْ وَبعث نبيه عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ معنى أَتَى فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة ويعضد تَوْجِيه الرِّوَايَة الأولى قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فَلَمَّا رد الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاك وَفِي الِاسْتِخْلَاف لقد هَمَمْت أَن أرسل إِلَى أبي بكر أَو آتيه فأعهد كَذَا لأبي ذَر وَفِي نُسْخَة عَنهُ وآتيه بِغَيْر ألف وَعند الْأصيلِيّ والقابسي والنسفي إِلَى أبي بكر وَابْنه قيل هُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب وَعِنْدِي أَن الصَّوَاب الرِّوَايَة الثَّانِيَة بِدَلِيل رِوَايَة مُسلم أَن أَدْعُو أَبَاك وأخاك حَتَّى أكتب كتابا وَتَكون فَائِدَة التَّوْجِيه فِي ابْن أبي بكر ليكتب الْكتاب أَو ليكونا شهيدين عَلَيْهِ وَأَيْضًا أَنه قَالَه فِي مَرضه عَلَيْهِ السَّلَام وإتيانه إِذْ ذَاك لغيره مُتَعَذر وَفِي تمارى ابْن عَبَّاس وَالْحر بن قيس فِي حَدِيث الْخضر وسؤالهما أبي بن كَعْب فَقَالَ لَهُ أبي كَذَا للسجزي بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء اسْم الْمَذْكُور أَولا وَلغيره من رُوَاة مُسلم فَقَالَ إِنِّي بِكَسْر الْهمزَة وَالنُّون وَكِلَاهُمَا صَحِيح فِي الْمَعْنى إِذْ يكون الْقَائِل إِنِّي أَبَيَا المسؤول والْحَدِيث عَنهُ مَحْفُوظ وَجَاء فِي البُخَارِيّ فَقَالَ أبي نعم وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ فَقَالَ أبي بن كَعْب وَعند الْأصيلِيّ فَقَالَ لي نعم وَمثله فِي اللّقطَة والضالة من رِوَايَة أبي قَالَ وجدت

فصل منه

صرة كَذَا لَهُم بِالْبَاء وَضم الْهمزَة وَعند السجْزِي فَقَالَ إِنِّي بِكَسْر الْهمزَة وَالنُّون وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَي قَائِل ذَلِك وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَلا نعجبك أَبَا فلَان جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى حُجْرَتي كَذَا عِنْدهم بِالْبَاء مُنَادِي بكنيته قَالَ الْقَابِسِيّ كَذَا فِي كتابي وَالَّذِي أعرف أَتَى فلَان يُرِيد أَنه فعل مَاض من الْإِتْيَان وَهُوَ الصَّوَاب لَوْلَا قَوْله جَاءَ بعده وَهُوَ الْأَظْهر فِي الْمَقْصد وضبطناه فِي مُسلم أَلا يُعْجِبك أَبُو هُرَيْرَة جَاءَ بِالْيَاءِ وَله وَجه وَفِي الْعَقِيقَة قَول مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ سَمِعت أبي يسْتَحبّ الْعَقِيقَة وَلَو بعصفور كَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى الأندلسي من روات الْمُوَطَّأ قَالُوا وَهُوَ وهم وَغَيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ سَمِعت أَنه يسْتَحبّ وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي طواف الْقَارِن عَن عُرْوَة حججْت مَعَ أبي الزبير كَذَا لسَائِر رُوَاة مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَكَذَا سمعته على شَيخنَا أبي بَحر عَن أبي الْفَتْح السَّمرقَنْدِي فِي مُسلم وَكَذَا قرأته على شَيخنَا أبي مُحَمَّد الْخُشَنِي وَكَذَا عِنْد شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي وَرَوَاهُ العذري فِي مُسلم حججْت مَعَ ابْن الزبير وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم فِي البُخَارِيّ وَهُوَ تَصْحِيف وَالْأول الصَّوَاب إِنَّمَا أخبر عُرْوَة أَنه حج مَعَ أَبِيه الزبير وَفِي حَدِيث فضل أبي بكر أَرَأَيْت إِن لم أجدك قَالَ أبي كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْت كَذَا للجلودي من رِوَايَة الْفَارِسِي والسجزي بباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وَلغيره أَي بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة حرف عبارَة عَن الشَّيْء وَالْوَجْه الرِّوَايَة الأولى لِأَن مُحَمَّد بن جُبَير رَاوِي الحَدِيث عَن أَبِيه يَقُوله عَنهُ وَفِي خبر عَمْرو بن يحيى بن قَصْعَة بن خنذف أيابني كَعْب كَذَا للطبري وَابْن ماهان وَعند غَيرهمَا أخابني كَعْب وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول لِأَن كَعْبًا أحد بطُون خُزَاعَة وهم بنوا عَمْرو هَذَا وعَلى الصَّوَاب ذكره ابْن أبي شيبَة وَمصْعَب الزبيرِي وَغَيرهمَا وَفِي حَدِيث مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة واشار إِسْمَاعِيل بالإبهام كَذَا للْجَمِيع وَعند السَّمرقَنْدِي بالبهام وَهُوَ تَصْحِيف وَالْمرَاد هُنَا بالإبهام الَّذِي هُوَ أول أَصَابِع الْيَد وَأما البهام فَجمع بهمة وَهُوَ وَاحِدَة الضَّأْن وَفِي فضل عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ بأبيك أَنْت سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يحدث عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا قيدنَا هَذِه الْكَلِمَة عَن كَافَّة شُيُوخنَا للعذرى والسجزي وَكَذَا فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر وَعند السَّمرقَنْدِي أَي مَكَان أَنْت وَفِي بعض الرِّوَايَات عَنْهُم فأنبئك أَنِّي سَمِعت وَكَذَا لِابْنِ ماهان فصل مِنْهُ جَاءَ ذكر زَيْنَب بنت أبي سَلمَة ولبعضهم بنت أم سَلمَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح هِيَ بنت أم سَلمَة وأبوها أَبُو سَلمَة من ذَلِك فِي بَاب من خَاصم فِي بَاطِل أَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة كَذَا لجميعهم وللجرجاني بنت أبي سَلمَة وَمن ذَلِك فِي بَاب ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب بنت أبي سَلمَة للكافة وَبنت أم سَلمَة للسمرقندي فِي حَدِيث أم هاني زعم ابْن أبي كَذَا للحموي وللكافة ابْن أُمِّي وَكِلَاهُمَا صَحِيح لِأَنَّهَا شقيقته وَابْن أُمِّي هُنَا أشهر فِي الحَدِيث وَأظْهر فِي الْمَعْنى للتّنْبِيه على حُرْمَة الْبَطن قَالَ الله تَعَالَى) يَا ابْن أم لَا تَأْخُذ بلحيتي وَلَا برأسي (وَفِي بَاب صَلَاة الضُّحَى عَن أبي مرّة مولى أم هاني عَن أبي الدَّرْدَاء كَذَا لِابْنِ سُفْيَان وَعند ابْن ماهان عَن أم الدَّرْدَاء وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب كَرَاهِيَة أَن تعرى الْمَدِينَة وَقَالَ ابْن زُرَيْع عَن روح ابْن الْقَاسِم عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن حَفْصَة كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ ثمَّ غَيره وَكتب عَن أمه لأبي زيد وَكَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَأبي ذَر وَقَول البُخَارِيّ بعد

(أت ر)

هَذَا وَقَالَ هِشَام عَن زيد عَن أَبِيه يدل أَن رِوَايَة روح عَن أمه كَمَا روته الْجَمَاعَة وَفِي بَاب لُحُوم الحمرنا إِسْرَائِيل عَن مجزاة بن زَاهِر الْأَسْلَمِيّ عَن أَبِيه وَكَانَ مِمَّن شهد الشَّجَرَة كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ عَن أنس مَكَان أَبِيه وَهُوَ وهم قَالَ الْقَابِسِيّ كَذَا وَقع فِي كتابي عَن أنس وَالصَّحِيح عَن أَبِيه وَفِي بَاب الْخطْبَة على خطْبَة أَخِيه عَن الْعَلَاء وَسُهيْل عَن أَبِيهِمَا كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْبَاء قَالَ بَعضهم هُوَ وهم وليسا بأخوين وَصَوَابه عَن أبويهما إِلَّا أَن يضْبط أَبِيهِمَا بِفَتْح الْبَاء على لُغَة من بني أَبَا عَليّ ذَلِك فَتخرج وَأما الْخلاف بَين أبي فلَان وَابْن فلَان فَيَأْتِي فِي الْأَسْمَاء بعد الْهمزَة مَعَ التَّاء (أت ر) قَوْله ثوب أتربيي بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون التَّاء وَكسر الرَّاء بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة بِمصْر وَقَوله قطع فِي أترجة وَمثل الْمُؤمن مثل الأترجة بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْجِيم وَيُقَال أَيْضا أترنجة بِزِيَادَة نون وفيهَا لُغَة ثَالِثَة ترنجة بِغَيْر همزَة حَكَاهَا أَبُو زيد وَقد روى بِالْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره وهما لُغَتَانِ معروفتان وَالْأولَى أفْصح وَاخْتلف فِي الَّتِي حكم فِي سرقتها بِالْقطعِ فَقَالَ مَالك هِيَ هَذِه الَّتِي توكل وَلم تكن ذَهَبا وَلَو كَانَت ذَهَبا لم تقوم وَفِي الحَدِيث ذكر قيمتهَا وَقَالَهُ أَكْثَرهم وَقَالَ ابْن كنَانَة كَانَت من ذهب قدر الحمصة يَجْعَل فِيهَا الطّيب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد قَول مَالك رَحمَه الله فقد تبَاع فِي كثير من الْبِلَاد بِثَلَاثَة دَرَاهِم فَكيف بِالْمَدِينَةِ وَحين فاض المَال وَكَثُرت الدَّرَاهِم وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير المتكاليس فِي كَلَام الْعَرَب الأترج مَعْنَاهُ أَنه لَا يعرف فِي تَفْسِير المتكالا أَنه أنكر اللَّفْظَة (أت ن) قَوْله أتيت على أتان فَأرْسلت الأتان ترتع هِيَ الْأُنْثَى من الْحمر مَفْتُوحَة الْهمزَة وَجَاء فِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ على حمَار أتان كَذَا ضَبطهَا الْأصيلِيّ بتنوين الحرفين وَوَجهه أَن يكون أَحدهمَا بَدَلا من الآخر أَو وَصفا لَهُ لِأَنَّهُ جَاءَ فِي حَدِيث أتان مُفردا فَالْأولى الْجمع بَينهمَا قَالَ لي شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن سراج بن عبد الْملك يكون أتان وَصفا للحمار وَمَعْنَاهُ صلب قوي مَأْخُوذ من الأتان وَهِي الْحِجَارَة الصلبة قَالَ لي وَقد يكون على بدل الْغَلَط قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون عِنْدِي على بدل الْبَعْض من الْكل إِذا قد يُطلق حمَار على الْجِنْس فَيشْمَل الذّكر وَالْأُنْثَى كَمَا قَالُوا بعير للذّكر وَالْأُنْثَى قَالَ لي أَبُو الْحُسَيْن وَقد يكون حمَار أتان غير منون على الْإِضَافَة أَي حمَار أُنْثَى وفحل أتن وفحلة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكَذَا وجدته مضبوطا فِي بعض الْأُصُول المسموعة على أبي ذَر (أت ي) جَاءَ فِي هَذِه الْأُصُول أَتَى وَآتى وَآتى وأتيت وَأتوا وأوتوا وَأتوا وَأتوا وَآتوا مَقْصُور وممدود فَحَيْثُمَا جَاءَ من الْإِتْيَان بِمَعْنى المجئ فَهُوَ مَقْصُور الْهمزَة وَإِذا كَانَ بِمَعْنى الْإِعْطَاء فممدود الْهمزَة وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة أَتَيْنَا رَسُول الله مَقْصُور الْهمزَة مضمومها من الْإِتْيَان أَي أدركنا وَوصل إِلَيْنَا وَقَوله فِي النّذر فَهُوَ يُؤْتِي عَلَيْهِ مَا لم يُؤْت من قبل بِضَم الْيَاء أَي يُعْطي وَمِمَّا يشكل من ذَلِك فِي بَاب كسْوَة الْمَرْأَة بِالْمَعْرُوفِ قَول على آتِي إِلَى النَّبِي حلَّة سيراء هَذَا بِمد الْهمزَة لِأَنَّهُ بِمَعْنى أعْطى وَإِلَى مشدد وَبَقِيَّة الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ بعث بِمَعْنَاهُ وَقد ضَبطه بَعضهم بعث إِلَى عَليّ مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ وهم وَفِي كتاب عَبدُوس أهدي إِلَى النَّبِي وَجَاء فِي مَوَاضِع مِنْهَا اخْتِلَاف نذكرهُ بعد وَقَوله وَطَرِيق مئتاء بِكَسْر الْمِيم

فصل الاختلاف والوهم فيه

مَمْدُود وهمزة سَاكِنة وَقد تسهل أَي محجة وَمَعْنَاهُ كثير السلوك عَلَيْهَا مفعال من الْإِتْيَان يُرِيد الْمَوْت أَي أَو النَّاس كلهم يسلكونها قَالَ أَبُو عبيد وَبَعْضهمْ يَقُول فِيهِ طَرِيق مأتي أَي يَأْتِي عَلَيْهِ النَّاس وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى قَوْله فِي بَاب أكل الثوم وَكَانَ رَسُول الله يُؤْتِي وَتمّ الحَدِيث عِنْد أَكْثَرهم زَاد فِي رِوَايَة بالوخي وَفِي أُخْرَى يَعْنِي يَأْتِيهِ جِبْرِيل وَهُوَ مَعْنَاهُ هُنَا فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ ذكر البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير فِي قَوْله أيتيا طَوْعًا أَو كرها أعطيا قَالَتَا أَتَيْنَا أعطينا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَيْسَ أَتَى هُنَا بِمَعْنى أعطي وَإِنَّمَا هُوَ من الْإِتْيَان والمجئ والإنفعال للوجود بِدَلِيل الْآيَة نَفسهَا وَبِهَذَا فسر الْمُفَسِّرُونَ أَن مَعْنَاهُ جيئا بِمَا خلقت فيكما وأظهراه وَمثله مروى عَن ابْن عَبَّاس وَقد رُوِيَ عَن سعيد بن جُبَير نَحْو مَا ذكره البُخَارِيّ لكنه يخرج على تقريب الْمَعْنى أَنَّهُمَا لما أمرتا بِإِخْرَاج مَا بَث فيهمَا من شمس ونجوم وقمر وأنهار ونبات وتمر كَانَ كالإعطاء فَعبر بالإعطاء عَن المجئ بِمَا أودعتاه وَالله أعلم وَقَوله فِي صفة نزُول الْوَحْي فَلَمَّا أتلي عَنهُ بِضَم الْهمزَة وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا سَاكِنة وَلَام مَكْسُورَة مثل أعطي كَذَا قَيده شَيخنَا القَاضِي أَبُو عبد الله بن عِيسَى عَن الجياني وَعند الْفَارِسِي مثله إِلَّا أَنه بثاء مُثَلّثَة وَعند العذري من طَرِيق شَيخنَا الْأَسدي أثل بِكَسْر الثَّاء الْمُثَلَّثَة مثل ضرب وَكَانَ عِنْد شَيخنَا القَاضِي الْحَافِظ أبي عَليّ أَجلي بِالْجِيم مثل أعطي أَيْضا وَعند ابْن ماهان انجلى بالنُّون وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ لَهما وَجه أَي انْكَشَفَ عَنهُ وَذهب وَفرج عَنهُ يُقَال انجلى عَنهُ الْغم وأجليته عَنهُ أَي فرجته فتفرج وأجلوا عَن قَتِيل أَي أفرجوا عَنهُ وتركوه وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه اؤتلي أَي قصر عَنهُ وَأمْسك من قَوْلهم لم يال يفعل كَذَا أَي لم يقصر وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه ألعى عَنهُ تصحف مِنْهُ انجلى أَو أجلى وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة أَي نحي عَنهُ كَمَا قَالَ أَبُو جهل أَعلَى عني أَي تَنَح وَفِي تَفْسِير سُورَة سُبْحَانَ فَلَمَّا نزل الْوَحْي وَكَذَا فِي مُسلم فِي حَدِيث سُؤال الْيَهُودِيّ وَهَذَا وهم بَين لِأَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ هَذَا الْفَصْل عِنْد انكشاف الْوَحْي وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الِاعْتِصَام فَلَمَّا صعد الْوَحْي وَهَذَا صَحِيح من نَحْو مَا تقدم أَولا فِي بَاب الدَّلِيل على أَن الْخمس لنوائب الْمُسلمين فِي حَدِيث عبد الله بن عبد الْوَهَّاب كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى فَأتى ذكر دجَاجَة كَذَا لأبي ذَر والنسفي ولبعضهم بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الدَّال وَعند الْأصيلِيّ فَأتى ذكر دجَاجَة بِضَم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله وَذكر فعل مَاض وَهَذَا أشبه كَمَا قَالَ فِي غير هَذَا الْبَاب فَأتى بِلَحْم دَجَاج وبدليل قَوْله فِي هَذَا الحَدِيث فَدَعَاهُ للطعام كَأَنَّهُ شكّ الرَّاوِي بِمَا أَتَى بِهِ لكنه ذكر أَن فِيهِ دجَاجَة وَقَوله فِي حَدِيث امْرَأَة أبي أسيد فِي خير النَّبِيذ فَلَمَّا فرغ من الطَّعَام أَتَتْهُ فسقته كَذَا لِابْنِ الْحذاء وللباقين أماتته فسقته أَي عركته يَعْنِي التَّمْر المنقوع وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب الْجُلُوس فِي أفنية الدّور فَإِذا أتيتم إِلَى الْمجَالِس فأعطوا الطَّرِيق حَقّهَا كَذَا عِنْدهم عَن البُخَارِيّ لكافة رُوَاة الْفربرِي والنسفي بِالتَّاءِ هُنَا من الْإِتْيَان وَإِلَى حرف الْخَفْض والغاية وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا جَاءَ فِي كتاب الاستيذان وَغير هَذَا الْموضع فَإِن أَبَيْتُم إِلَّا بِالْبَاء بِوَاحِدَة والأحرف استثنا قَوْله كُنَّا نمر على هِشَام بن عَامر فنأتي عمرَان بن الْحصين فَقَالَ لنا ذَات يَوْم كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي فَأتى عمرَان وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل

(أث ر)

قَوْله يعد أَنكُمْ لتجاوزوني إِلَى رجال الحَدِيث وَقَائِل هَذَا هُوَ هِشَام للَّذين كَانُوا يَمرونَ عَلَيْهِ ويجاوزونه إِلَى عمرَان وَفِي حَدِيث يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار قَوْله أتيناهم وهم يصلونَ كَذَا لِلْجُمْهُورِ وَهُوَ الصَّوَاب وللأصيلي فِي موطأ يحيى أتيتهم على الْإِفْرَاد وَهُوَ وهم قَوْله فِي عمْرَة الْحُدَيْبِيَة فَإِن يَأْتُونَا كَانُوا قد قطع الله عنقًا من الْمُشْركين كَذَا للجرجاني والمروزي والهروي والنسفي وكافة الروات من الْإِتْيَان وَعند ابْن السكن باتونا بباء بِوَاحِدَة وَتَشْديد التَّاء من الْبَتَات بِمَعْنى قاطعونا بِإِظْهَار الْمُحَاربَة وَالْأول أظهر هُنَا الْهمزَة مَعَ الثَّاء (أث ر) قَوْله للْأَنْصَار سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء ويروي أَثَرَة بفتحهما وبالوجهين قَيده أَبُو عَليّ الْحَافِظ الجياني وبالفتح قَيده الْأصيلِيّ وَهُوَ ضبط الصَّدَفِي والطبري والهوزني من الروَاة وقيدناه عَن الْأَسدي وَآخَرين بِالضَّمِّ والوجهان صَحِيحَانِ وَيُقَال أَيْضا أَثَرَة بِالْكَسْرِ وَسُكُون الثَّاء قَالَ الْأَزْهَرِي وَهُوَ الاستيثار أَي يستأثر عَلَيْكُم بِأُمُور الدُّنْيَا ويفضل غَيْركُمْ عَلَيْكُم نَفسه وَلَا يَجْعَل لكم فِي الْأَمر نصيب وَحكى لي شَيْخي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان النَّحْوِيّ عَن أبي عَليّ القالي أَن الإثرة الشدَّة وَبِه كَانَ يتَأَوَّل الحَدِيث وَالتَّفْسِير الأول أظهر وَعَلِيهِ الْأَكْثَر وَسِيَاق الحَدِيث وَسَببه يشْهد لَهُ وَهُوَ إيثارهم الْمُهَاجِرين على أنفسهم فأجابهم عَلَيْهِ السَّلَام بِهَذَا وَفِي الحَدِيث الآخر فآثر الْأَنْصَار الْمُهَاجِرين أَي فضلوهم وَفِي الْبيعَة وأثره عَلَيْك كُله بِمَعْنى وَفِي حَدِيث بنت مُحَمَّد بن سَلمَة فآثر الشَّابَّة عَلَيْهَا أَي فَضلهَا وفيهَا فاصبر على الإثرة روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ بِالضَّمِّ وَعَن الجياني فِيهَا بِالْفَتْح أَيْضا وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وَفِي حَدِيث عَائِشَة ووفاة عمر وَكَانَ إِذا أرسل إِلَيْهَا أحد من الصَّحَابَة أَن يدْفن مَعَ أبي بكر قَالَت وَالله لَا أوثرهم بِأحد أبدا تَعْنِي غير نَفسهَا لتدفن مَعَهُمَا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَمَعْنَاهُ عِنْدِي إِن صحت هَذِه الرِّوَايَة على الْقلب أَي لَا أوثر أحدا بهم أَي أكْرمه بدفنه مَعَهم تَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَبا بكر وَلَعَلَّه لَا أثيرهم بِأحد أَي لَا أنبش التُّرَاب وأثيره حَولهمْ لدفن أحد وَتَكون الْبَاء هُنَا مَكَان اللَّام يُقَال أثرت الأَرْض إِذا أخرجت ترابها قَالَ الله تَعَالَى) وأثاروا الأَرْض وعمروها (وَفِي حَدِيث عمر ذَاكِرًا وَلَا آثرا أَي حاكيا عَن غَيْرِي وَفِي حَدِيث أبي سُفْيَان لَوْلَا أَن يأثروا على كذبا بِضَم الثَّاء مُثَلّثَة أَي يحكوه عني ويتحدثوا بِهِ أثرت الحَدِيث مَقْصُور الْهمزَة آثره بِالْمدِّ وَضم الثَّاء آثرا سَاكِنة الثَّاء حدثت بِهِ وَقَوله فيظل أَثَرهَا كإثر المجل بفتحهما روينَاهُ وَيصِح فِيهِ الضَّم أثرا الْجرْح بِضَم الْهمزَة وَفتحهَا وَسُكُون الثَّاء وأثرة بفتحهما وَكَذَا إِثْر الْإِنْسَان وَغَيره وَبَقِيَّة كل شَيْء إثره والإثر أَيْضا الْأَجَل وَمِنْه من أحب أَن يسْأَله فِي إثره أَي يُؤَخر فِي أَجله وَفِي حَدِيث ابْن الزبير وَابْن عَبَّاس فآثر التويتات وَكَذَا وَكَذَا أَي فَضلهمْ وَمثله على أَثَره بفتحهما أَيْضا وَيُقَال بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء أَي مُتبعا لَهُ بعده وَقَوْلهمْ وَعَفا الْأَثر أَي درس أثر الْحجَّاج فِي الأَرْض وَقيل أثر الدبر من ظُهُور الْإِبِل من المحامل والأقتاب وَقيل أثر الشعث عَن الْحَاج وَنصب سفرهم (اث ل) قَوْله من أثل الغابة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء هُوَ شجر يشبه الطرفاء أعظم مِنْهُ وَقيل هوالطرفاء نَفسهَا وَقَوله أَنه لأوّل مَال تأثلته فِي الْإِسْلَام أَي اتخذته أصلا وأثلة الشَّيْء بِضَم الْهمزَة وَسُكُون

فصل الاختلاف والوهم فيه

الثَّاء أَصله وَمثله قَوْله غير متأثل مَالا (اث م) قَوْله فَأخْبر بهَا معَاذ عِنْد مَوته تأثما أَي تحرجا وخوفا من الْإِثْم وَمثله قَوْله فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَام تأثموا مِنْهُ أَي خَافُوا الْإِثْم وَقَوله فِي الَّذِي يحلف بِالطَّلَاق ثمَّ إِثْم أَي حنث وَقَوله آثم عِنْد الله مَمْدُود الْهمزَة أَي أعظم إِثْمًا وَقَوله فِي بَاب الصَّلَاة فِي الرّحال كرهت أَن أوثمكم أَي أَدخل عَلَيْكُم الْإِثْم بِسَبَب مَا يدْخل عَلَيْكُم من الْمَشَقَّة والحرج فَرُبمَا كَانَ مَعَ ذَلِك السخط وَكَرَاهَة الطَّاعَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر أحرجكم وَذكر الإثمد بِكَسْر الْهمزَة وَهُوَ حجر يصنع مِنْهُ الْكحل مَعْلُوم فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ فِي صدر مُسلم عِنْد ذكر الْأَخْبَار الضعيفة قَوْله ورد مقَالَته بِقدر مَا يَلِيق بهَا من الرَّد أَحْرَى على الإثام كَذَا عِنْد العذري بِالْحَاء وَالرَّاء فِي الْكَلِمَة الأولى وبالثاء فِي الثَّانِيَة وَعند ابْن ماهان الْأَيَّام بِالْيَاءِ أُخْت الْوَاو وَكِلَاهُمَا وهم لَا معنى لَهُ يَصح هُنَا وَصَوَابه مَا عِنْد الْفَارِسِي أجدى على الإنام بِالْجِيم وَالدَّال فِي الأولى وبالنون فِي الثَّانِيَة أَي أَنْفَع لَهُم بِدَلِيل قَوْله بعد وَأحمد للعاقبة فِي الْحَج أثر الخلوق وَأثر الصُّفْرَة كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره وأنق الصُّفْرَة بالنُّون وَالْقَاف وهما بِمَعْنى لَكِن الْأَوْجه الآخر وَالله أعلم قَوْله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن الزبير فآثر التويتات وَكَذَا وَكَذَا كَذَا عِنْد الكافة وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْفَارِسِي فَأَيْنَ وَكَذَا فِي كتاب عَبدُوس وَهُوَ وهم قَبِيح وَالصَّوَاب الأول أَي أفضلهم على كَمَا قدمنَا والتويتات وَمن ذكر مِنْهُم بطُون من بني أَسد فسرهم فِي الْكتاب سنذكرهم فِي حرف التَّاء فِي فصل الْأَسْمَاء وَقَوله فِي الضِّيَافَة وَلَا يحل لَهُ أَي يُقيم عِنْده حَتَّى يوثمه كَذَا الْجُمْهُور هم حَيْثُ وَقع وَمَعْنَاهُ أَن يدْخل عَلَيْهِ إِثْمًا من الضجر بِهِ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى يحرجه فَيكون حرجه سَبَب كَلَام يَقُوله أَو فعل يَفْعَله يؤثم فِيهِ وَعند بعض رُوَاة مُسلم حَتَّى يولمه بِاللَّامِ وَمَعْنَاهُ قريب لَو صحت الرِّوَايَة وَلَكِن الأول الْمَعْرُوف فِي التَّفْسِير قَوْله وَلَا تفتني لَا تؤثمني كَذَا لِابْنِ السكن وَعند الْجِرْجَانِيّ وَالْمُسْتَمْلِي توهني بِالْهَاءِ الْمُشَدّدَة وَالنُّون وللمروزي والحموي وَأبي الْهَيْثَم توبخني وَالصَّوَاب الأول مَعَ دَلِيل سَبَب نزُول الْآيَة الَّتِي قَالَ الْمُنَافِق فِيهَا مَا قَالَ وَقَوله فِي التَّفْسِير حَتَّى تضع الْحَرْب أَوزَارهَا آثامها كَذَا فِي النّسخ للْبُخَارِيّ قَالَ الْقَابِسِيّ لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَأي آثام للحرب تُوضَع قَالَ القَاضِي رَحمَه الله مَا قَالَه البُخَارِيّ صَحِيح لَكِن المُرَاد آثام أَهلهَا الْمُجَاهدين وَقيل حَتَّى يضع أهل الأثام فَلَا يبْقى مُشْرك قَالَ الْفراء الْهَاء فِي أَوزَارهَا عَائِدَة على أهل الْحَرْب أَي آثامهم وَيحْتَمل أَن يعود على الْحَرْب وأوزارها سلاحها الْهمزَة مَعَ الْجِيم قَوْله نارتاجج بِفَتْح الْجِيم أَي تشتعل أجت النَّار أجيجا (اج ر) وَقَوله اللَّهُمَّ أجرني فِي مصيبتي روينَاهُ بِالْمدِّ للهمزة وَكسر الْجِيم وبالقصر وتسهيل الْهمزَة أَو تسكينها وَضم الْجِيم وَقَوله آجره الله بِالْوَجْهَيْنِ أَيْضا بِمد الْهمزَة وقصرها يُقَال أجره الله بِالْقصرِ يأجره وآجره لُغَتَانِ وَأنكر الْأَصْمَعِي المدو كَذَلِك من الإدارة للْأَجِير أَيْضا فَأَما قَوْله أجرنا من أجرت يام هاني وأجرنا أَبَا بكر فَلَيْسَ من هَذَا هُوَ الْجوَار من أَجَارَ يجير (اج ل) قَوْله أَن تقتل ولدك أجل أَن يَأْكُل مَعَك بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْجِيم كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الْحُدُود وَفِي النَّهْي عَن الْمُنَاجَاة أجل أَن يحزنهُ مثله كُله بِمَعْنى من أجل أَي من سَبَب وَقد قيل فِي هَذَا أجل وَمن أجل بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا وهما صَحِيحَانِ وَجَاء فِي غير حَدِيث أجل بِفَتْح الْجِيم والهمزة وَسُكُون اللَّام بِمَعْنى نعم

فصل الاختلاف والوهم فيه

وَكَذَلِكَ الْأَجَل الَّذِي هُوَ مُنْتَهى الْمدَّة وَغَايَة الشَّيْء وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام على الْقُبُور أَتَاكُم مَا توعدون غَدا موجلون من الْأَجَل أَيْضا والغاية وَقَوله فِي روح الْمُؤمن وَالْكَافِر انْطَلقُوا بِهِ إِلَى آخر الْأَجَل مَعْنَاهُ وَالله أعلم إِلَى مُنْتَهى مُسْتَقر أرواحها لهَذَا سِدْرَة الْمُنْتَهى وَلِهَذَا سِجِّين جعل الْمُنْتَهى لعلو هَذَا ونزول الآخر كغاية الْأَجَل لما أجل (اج م) قَوْله أجم حسان وأجم بني سَاعِدَة بِضَم الْهمزَة وَالْجِيم الأجم الْحصن وَجمعه آجام بالمدواجام بِالْكَسْرِ وَالْقصر (اج ن) قَوْله فِي تَفْسِير قَوْله وَكَانَ بطحان يجْرِي نجلا يَعْنِي مَاء أجنا أَي متغير الرّيح بِمد الْهمزَة يُقَال مِنْهُ أجن المَاء وأجن بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره فِي الحَدِيث وَهُوَ غير صَحِيح والنجل النابع الْجَارِي قَلِيلا وسنذكره فِي مَوْضِعه فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة أَن رجلا من بني هَاشم اسْتَأْجر رجلا من قُرَيْش كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَحده اسْتَأْجرهُ رجل وَهُوَ الصَّوَاب وَعَلِيهِ يدل بَقِيَّة الحَدِيث فِي حَدِيث الْغَار كل مَا ترى من أجرك كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي من أَجلك وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَي أجرك أَصله وَمِنْه نما وَكثر وَمن أَجلك أنميته وَلَك أثمرته وَفِي الْإِجَارَة اسْتَأْجر أَجِيرا فَبين لَهُ الْأجر كَذَا للأصيلي وَلغيره الْأَجَل وَكِلَاهُمَا صَحِيح وباللام أوجه وأصوب لموافقة الْآيَة الَّتِي ذكر فِي الْبَاب فِي قصَّة مُوسَى وَشُعَيْب وَفِي حَدِيث ابْن عمر يأجر الأَرْض ثلاثي كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي يَأْخُذ وَهُوَ تَصْحِيف وَقيل صَوَابه يواجر من الْإِجَارَة وَقد تقدم صِحَة اللغتين آجروا جر ثلاثي ورباعي الْهمزَة مَعَ الْحَاء (اح د) قَوْله شدوا الرّحال فَإِنَّهُ أحد الجهادين كَذَا روينَاهُ بِالْحَاء وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ وَقَوله إِلَى مائَة لَا يبْقى على ظهر الأَرْض أحد يفسره الحَدِيث الآخر أَي مِمَّن هُوَ حَيّ حِينَئِذٍ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث الْمِقْدَاد إِحْدَى سوآتك يَا مقداد كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء والهوزني من طَرِيق ابْن ماهان أَخْبرنِي مَكَان أحد أَو عِنْد ابْن الْحذاء شرابك مَكَان سواتك وَالصَّوَاب الأول أَي أَن ضحكك وَمَا صنعت من أحد أفعالك السَّيئَة وَجَاء فِي بعض النّسخ مَا شَأْنك يَا مقداد قَوْله فِي بَاب عَلَامَات النبوءة لياتين على أحدكُم زمَان لِأَن يراني أحب إِلَيْهِ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَا لَهُ كَذَا لكافتهم وَعند الْمروزِي فِي عرضة بَغْدَاد أحدهم وَالْأول الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَكَذَا ذكره مُسلم وَفِيه فِي مُسلم أَيْضا أشكال فِي حرف آخر ذَكرْنَاهُ آخر الْكتاب وَفِي حَدِيث خَيْبَر إِنَّمَا بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء أحد كَذَا للمروزي وَلغيره وَاحِد قيل هما بِمَعْنى وَقيل بَينهمَا فرق وَأَن الْأَحَد الْمُنْفَرد بِشَيْء لَا يُشَارك فِيهِ وَقيل الْأَحَد مُخْتَصّ فِي صفة الله تَعَالَى وَلَا يُقَال رجل أحد وَقيل الْوَاحِد الْمُنْفَرد بِالذَّاتِ والأحد الْمُنْفَرد بِالْمَعْنَى وَمن أَسمَاء الله تَعَالَى الْوَاحِد الْأَحَد وَقيل الْفرق بَينهمَا أَن وَاحِد اسْم لمفتاح الْعدَد وَمن جنسه وَأحد لنفي مَا يذكر مَعَه من الْعدَد قَالُوا وأصل أحد وَاحِد الْهمزَة من الْخَاء (اخ أَخ) فِي حَدِيث أَسمَاء فَقَالَ اخ أَخ ليحملني خَلفه بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْخَاء كلمة تقال للجمل ليبرك (أَخ ذ) قَوْله تَأْخُذ أمتِي بِأخذ الْقُرُون قبلهَا كَذَا ضَبطه بَعضهم بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الْخَاء وَصَححهُ جمع أَخْذَة مثل كسرة وَكسر وَكَذَا ذكره ثَعْلَب قَالَ يُقَال مَا أَخذ أَخذه بِالْكَسْرِ أَي مَا قصد قَصده

(أخ ر)

وَأخذ الْقَوْم طريقهم وسبيلهم وَقَالَ غَيره يُقَال أَخذ بنوا فلَان وَمن أَخذ أَخذهم وَأَخذهم وَأَخذهم وَقيل مَعْنَاهُ الطّرق والأخلاق وَضَبطه أَكْثَرهم أَخذ بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْخَاء أَي يسلكون سبيلهم ويتخلقون بخلقهم ويفعلون أفعالهم ويتناولون من أُمُور الدُّنْيَا مَا تناولوه كَمَا قَالَ لتسلكن سنَن من قبلكُمْ وَفِي الحَدِيث الآخر فِي أهل الْجنَّة نزلُوا مَنَازِلهمْ وَأخذُوا أخذاتهم كَذَا ضبطناه هُنَا بِفَتْح الْهمزَة وَالْخَاء مَعْنَاهُ سلكوا طرقهم إِلَى درجاتهم وحلوا محالهم كَمَا قَالَ فِيمَا تقدم قبله وَقد يكون معنى أخذُوا أخذاتهم أَي حصلوا كَرَامَة رَبهم وحازوا مَا أعْطوا مِنْهَا وَقَوله يُؤْخَذ عَن امْرَأَته مشدد الْخَاء أَي يحبس عَنْهَا حَتَّى لَا يصل إِلَى جِمَاعهَا والأخذة بِضَم الْهمزَة رقية السَّاحر (أَخ ر) وَقَوله أَن الآخر زنى بقصر الْهمزَة وَكسر الْخَاء هُنَا كَذَا روينَاهُ عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَبَعض المشائخ يمد الْهمزَة وَكَذَا رُوِيَ عَن الْأصيلِيّ فِي الْمُوَطَّأ وَهُوَ خطأ وَكَذَلِكَ فتح الْخَاء هُنَا خطأ وَمَعْنَاهُ إِلَّا بعد على الذَّم وَقيل الأرذل وَمثله فِي الحَدِيث الْمَسْأَلَة آخر كسب الرجل مَقْصُور أَيْضا أَي أرذله وَأَدْنَاهُ وَإِن كَانَ الْخطابِيّ قد رَوَاهُ بِالْمدِّ وَحمله على ظَاهره وَأَن مَعْنَاهُ أَن مَا كُنْتُم تقدرون على معيشة من غَيرهَا فَلَا تسألوا وَالثَّانِي على طَرِيق الْخَبَر أَن من سَأَلَ اعْتَادَ ذَلِك فَلم يشْتَغل بِغَيْرِهِ وَقيل الْأَخير بِالْيَاءِ هُوَ الْأَبْعَد وَالْآخر بِغَيْر يَاء الْغَائِب وَفِي تَفْسِير ابْن مزين الآخر اللَّئِيم وَقيل هُوَ البائس الشقي وَأما الآخر ضد الأول فممدود وَكَذَلِكَ الْأَخير بِمَعْنى الْمُتَأَخر ضد الْمُتَقَدّم وَكَذَلِكَ الآخر بِفَتْح الْخَاء بِمَعْنى الثَّانِي مَمْدُود وَمِنْه فِي الْمُلَاعنَة وَأمر أنيسا أَن يَأْتِي امْرَأَة الآخر بِالْمدِّ وَالْفَتْح وَرَوَاهُ هُنَا ابْن وضاح الْأَخير وَفِي الحَدِيث الآخر آخر عني يَا عمر أَي آخر عني قَوْلك أَو رَأْيك أَو نَفسك فاختصر إيجازا وبلاغة قَوْله فِي الْبَيْت الْمَعْمُور وَالْمَلَائِكَة إِذا خَرجُوا مِنْهُ لم يعودوا آخر مَا عَلَيْهِم كَذَا روينَاهُ بِرَفْع آخر وَفتحهَا وَمَعْنَاهُ أَنه آخر دُخُولهمْ إِيَّاه كَأَنَّهُ قَالَ ذَلِك خر مَا عَلَيْهِم يُقَال لَقيته أخريا وبآخره بفتحهما ولقيته بِآخِرهِ بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا فِي الْهمزَة وَالْخَاء مَفْتُوحَة وَالضَّم أوجه وَأما الْفَتْح فَمَعْنَاه الطّرف وَمعنى مَا عَلَيْهِم أَي من دُخُوله وَذكر فِي الحَدِيث آخِره الرحل مَمْدُود عود فِي مؤخره وَهُوَ ضد قادمته وَفِي بعض الْأَحَادِيث مؤخرة بِهَمْزَة سَاكِنة وَكسر الْخَاء وَذكر أَبُو عبيد آخِره ومؤخرة بِكَسْر الْخَاء كَمَا تقدم وَضَبطه الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ مرّة فِي البُخَارِيّ بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْخَاء وَرَوَاهُ بَعضهم مؤخرة بِضَم الْمِيم وَفتح الْهمزَة وَتَشْديد الْخَاء مَفْتُوحَة وَأنكر ابْن قُتَيْبَة مؤخرة وَقَالَ ثَابت مؤخرة الرحل ومقدمته وَيجوز قادمته وأخرته وَقَالَ ابْن مكي لَا يُقَال مقدم وَلَا مُؤخر بِالْكَسْرِ إِلَّا فِي الْعين خَاصَّة وَغَيره بِالْفَتْح وَقَوله فِي روح الْمُؤمن وَالْكَافِر انْطَلقُوا بهما إِلَى آخر الْأَجَل يَعْنِي وَالله أعلم مُنْتَهى مُسْتَقر أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى وأرواح الْكَافرين فِي سِجِّين على مَا جَاءَ فِي الْإِخْبَار الآخر وَمَفْهُوم كتاب الله وَقَوله أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر قيل مَعْنَاهُ الْمنزل للأشياء منازلها يقدم مَا شَاءَ من مخلوقاته وَيُؤَخر وَيقدم من شَاءَ من عباده بتوفيقه وَيُؤَخر من شَاءَ بخذلانه (أَخ و) وَقَوله شيتني هود وَأَخَوَاتهَا جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر هود والواقعة والمرسلات وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت سميت أَخَوَات لَهَا قيل لشبههن لَهَا

فصل الاختلاف والوهم

بِمَا فِيهَا من الْإِنْذَار وَقيل لِأَنَّهُنَّ مكيات فَهِيَ كالميلاد للأخوة وَقيل الَّذِي شَيْبه مِنْهَا مَا فِيهَا من ذَلِك وَقيل قَوْله فِي هود فاستقم كَمَا أمرت وَالْأول أظهر قَوْله يتاخي مناخ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي يتحَرَّى ويقصد وَيُقَال بِالْوَاو وَهُوَ الأَصْل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث عَائِشَة وانه كَانَ يدْخل عَلَيْهَا من أرضعه أخواتها وَبَنَات أُخْتهَا كَذَا رِوَايَة ابْن وضاح أَو إِصْلَاحه بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا فِي كتاب شَيخنَا أبي عِيسَى فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم وَعِنْده اخْتِلَاف أَيْضا فِي حَدِيث ابْن شهَاب وَعند غَيره من شُيُوخنَا أَخِيهَا بِاثْنَتَيْنِ من أَسْفَل بِغَيْر خلاف وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَإِن كَانَ معنى الرِّوَايَتَيْنِ فِي الْفِقْه وَاحِد أَو مِمَّا لَا يخْتَلف فِيهِ الْعلمَاء وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي لبن الْفَحْل إِذا أرضعت زَوجته أَو أمته لابنته كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَكَانَ يدْخل عَلَيْهَا من أرضعه أخواتها وَبَنَات أَخِيهَا وَلَا يدْخل عَلَيْهَا من أرضعه نسَاء أخوتها قَوْله يُوشك أَن يُصَلِّي أحدكُم الصُّبْح أَرْبعا إِلَى قَوْله فَلَمَّا انصرفنا أَخذنَا نقُول مَا قَالَ رَسُول الله كَذَا لكافتهم أَي جعلنَا وتناولنا مذاكرة مَا قَالَ نَبينَا وَعند بَعضهم أحطنا بِالْحَاء بالمهمله والطاء قيل مَعْنَاهُ أحَاط بَعْضنَا بِبَعْض نتذاكر ذَلِك وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ تجمعنا نتذاكر قَالَ صَاحب الْعين الْحمار يحوط عانته إِذا جمعهَا وَيُقَال أحَاط بالشَّيْء وحاط قَوْله فِي حَدِيث جَابر أَترَانِي مَا كستك لأخذ جملك خُذ جملك ودراهمك كَذَا روينَاهُ عَن القَاضِي أبي عَليّ لأخذ جملك بِكَسْر لَام الْعلَّة وَفتح الذَّال وَعند أبي بَحر لأخذ جملك بِلَا النافية وَضم الْخَاء وَسُكُون الذَّال فيهمَا وَالْأول أشبه بالْكلَام وَبِمَا تقدمه فِي الْفَضَائِل أَخذ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام سَيْفا فَقَالَ من يَأْخُذهُ بِحقِّهِ أَي تنَاوله وَعند العذري اتخذ وَالصَّوَاب الأول فِي بَاب من دخل ليؤم النَّاس فجَاء الإِمَام فَتَأَخر الآخر كَذَا للأصيلي بِفَتْح الْخَاء وَعند غَيره فَتَأَخر الأول الْمُتَقَدّم للصَّلَاة أَولا وَرِوَايَة الْأصيلِيّ أوجه وَإِن كَانَا بِمَعْنى فِي فضل أبي بكر وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام كَذَا للقابسي والنسفي والسجزي والهروي وعبدوس كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث قَالَ نفطويه إِذا كَانَت من غير ولادَة فمعناها المشابهة وَعند العذري والأصيلي هُنَا وَلَكِن خوة الْإِسْلَام وَكَذَا جَاءَ فِي بَاب الخوخة فِي الْمَسْجِد للجرجاني والمروزي وَعند الْهَرَوِيّ أخوة وَعند النَّسَفِيّ خلة وَكَذَا فِي بَاب الْهِجْرَة قَالَ شَيخنَا أَبُو الْحسن بن الْأَخْضَر النَّحْوِيّ وَوَجهه أَنه نقل حَرَكَة الْهمزَة إِلَى نون لَكِن تَشْبِيها بالتقاء الساكنين ثمَّ جَاءَ مِنْهُ الْخُرُوج من الكسرة إِلَى الضمة فسكن النُّون وَمثله قَوْله تَعَالَى لَكنا هُوَ الله رَبِّي المعني لَكِن أَنا فَنقل الْهمزَة ثمَّ سكن وأدغم لِاجْتِمَاع المثلين وَقَالَ أَبُو عبيد فِي الْآيَة إِنَّمَا حذف الْألف فالتقت نونان جَاءَ التَّشْدِيد لذَلِك وَمثله فِي الحَدِيث أجنك من أَصْحَاب مُحَمَّد أَي من أجل أَنَّك حذفت الْألف وَاللَّام وَمثله قَوْله لهنك من عبسيه لوسيمه قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ لله إِنَّك أسقط إِحْدَى اللامين وَحذف الْألف من أَنَّك وَقَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج أما قَوْله لهنك فَإِنَّمَا هُوَ لِأَنَّك فأبدل الْهمزَة هَاء عِنْد مُسلم فِي كتاب الصّيام فِي الْجنَّة بَاب يُقَال لَهُ الريان فَإِذا دخل آخِرهم أغلق كَذَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْفَارِسِي فَإِذا دخل أَوَّلهمْ وَهُوَ خطأ بَين وَفِي حَدِيث هِجْرَة الْحَبَشَة قَول عُثْمَان لِعبيد الله بن عدي بن الْخِيَار يَابْنَ أُخْتِي كَذَا الجمهورهم وَعند النَّسَفِيّ

(أد ب)

وَبَعْضهمْ يَابْنَ أخي وَالْأول أوجه إِذْ فِي أول الحَدِيث كلم خَالك وَذَلِكَ أَن جدته من بني أُميَّة رَهْط عُثْمَان وَفِي حَدِيث عَاصِم فِي الْوِصَال وَاصل رَسُول الله فِي أول شهر رَمَضَان كَذَا فِي جَمِيع النّسخ ولجل الروَاة عَن مُسلم وَكَانَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر من رِوَايَة الْهَوْزَنِي فِي آخر الشَّهْر وَهُوَ الصَّوَاب وَالَّذِي فِي غَيره من رِوَايَات هَذَا الحَدِيث وَيدل عَلَيْهِ قَوْله لَو تَمَادى بِي الشَّهْر لواصلت وَفِي الشَّفَاعَة فِي حَدِيث ابْن معَاذ وَأَنا أُرِيد أَن أؤخر دَعْوَتِي شَفَاعَتِي لأمتي كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند الْهَوْزَنِي ادخر وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى وَفِي بَاب عِقَاب مَانع الزَّكَاة كلما مرت عَلَيْهِ أولاها ردَّتْ عَلَيْهِ أخراها كَذَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي بعض الطّرق من رِوَايَة زيد بن أسلم عَن أبي صَالح وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر وَمَا فِي رِوَايَة سُهَيْل عَن أبي صَالح وَغَيره كلما مرت عَلَيْهِ أخراها ردَّتْ عَلَيْهِ أولاها وَبِهَذَا يَسْتَقِيم مَعَ الترداد والتكرار وَفِي بَاب الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي وَرَأَيْت بِلَالًا أَخذ وضوء رَسُول الله فَرَأَيْت النَّاس يبتدرونه كَذَا ذكره البُخَارِيّ وَذكره مُسلم أخرج وضُوءًا وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث المناجات استأخرا شَيْئا من التَّأَخُّر كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ عَن يحيى بن يحيى وَلغيره استرخيا وَكَذَا لِابْنِ وضاح أَي تباعدا وَالْمعْنَى مُتَقَارب التَّرَاخِي التقاعس والإبطاء عَن الشَّيْء والتباعد قريب فِي إِسْلَام أبي ذَر فَانْطَلق الْأَخ الآخر كَذَا عِنْد الجياني وَبَعْضهمْ وَعند كَافَّة شُيُوخنَا فَانْطَلق الآخر وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ لم يذكر فِي الحَدِيث لأبي ذَر إِلَّا أَخا وَاحِدًا وَأرى الْأَخ بَدَلا من الآخر فِي بعض الرِّوَايَات فَجمع بَينهمَا وهما وَفِي بَاب فضل نزُول السكينَة عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن قَوْله عَن الْفرس وَلما أَخّرهُ رفع رَأسه كَذَا للقابسي ولسائرهم فَلَمَّا أخبرهُ وَالْأول أوجه وَفِي إهلال الْحَائِض وَالنُّفَسَاء ثمَّ طافوا طَوافا آخر بعد أَن رجعُوا من منى كَذَا للجرجاني وَهُوَ الصَّوَاب وَلغيره طَوافا وَاحِدًا مَكَان آخر وَهُوَ تَصْحِيف وقلب للمعنى وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الْأُمَّهَات كلهَا فِي بَاب من يبْدَأ بالهدية قَوْله لميمونة لَو وصلت بعض أخوالك كَذَا للرواة بِاللَّامِ فِي البُخَارِيّ وَمُسلم وَقَيده الْأصيلِيّ أخواتك بِالتَّاءِ وَهُوَ الصَّحِيح إِن شَاءَ الله فقد جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ أعطيها أختك وصليها ترعى عَلَيْهَا فَهُوَ خير لَك وَفِي بَاب ذب الرجل عَن ابْنَته فِي الْغيرَة أَن بني هَاشم بن الْمُغيرَة استأذنوني فِي أَن ينكحوا أختهم عَليّ بن أبي طَالب كَذَا للجرجاني وللباقين ابنتهم وَكِلَاهُمَا صَوَاب وابنتهم أشهر وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم وَفِي اللّعان فرق رَسُول الله بَين أخوي بني العجلان وَعند الْجِرْجَانِيّ بَين أحد بِالدَّال وَهُوَ وهم وَفِي تَفْسِير سبا ثمَّ يَأْتِي بهَا على لِسَان الآخر أَو الكاهن كَذَا للجرجاني بِكَسْر الْخَاء ولكافتهم على لِسَان السَّاحر أَو الكاهن وَفِي بَاب من أَخذ غُصْن شوك وجد غُصْن فَأَخذه كَذَا للأصيلي والنسفي والقابسي وَكَذَا لأبي ذَر فِي بَاب فضل التهجير ولغيرهم فَأَخَّرَهُ بالراء وَهُوَ الْوَجْه الْمَعْرُوف فِي هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره الْهمزَة مَعَ الدَّال (أد ب) قَوْله مأدبة بِفَتْح الدَّال وَضمّهَا الطَّعَام يصنع للْقَوْم يدعونَ إِلَيْهِ وَمِنْه وَاتخذ مأدبة وَمن الْأَدَب بِالْفَتْح قيل وَمِنْه الْقُرْآن مأدبة الله أَي أدبه وَقيل هُوَ مثل من الطَّعَام أَي دَعوته وَجعله الْأَصْمَعِي فِي الطَّعَام بِالضَّمِّ وَفِي الْأَدَب بِالْفَتْح وَحكي عَن الْأَحْمَر أَنَّهُمَا لُغَتَانِ وقالهما أَبُو زيد فِي الطَّعَام (أد ر) جَاءَ فِي الحَدِيث

فصل الاختلاف والوهم

ذكر الأدر والأدرة كَذَا هُوَ مَمْدُود فِي الأول مخفف الرَّاء لصَاحب العاهة وَهِي الأدرة مَقْصُور بالفتج فِي الْجَمِيع وَهُوَ الصَّحِيح فِي الِاسْم وقرأه أَبُو ذَر بِسُكُون الدَّال وَفِي الْأَدَب أدره بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الدَّال وَفِي الْعين أدر أدرا وَفِي الِاسْم الأدرة وَهُوَ آدر (أد م) قَوْله فِي حَدِيث أم سليم فادمته بِمد الْهمزَة وَتَخْفِيف الدَّال كَذَا أَكثر مَا ضبطناه وقرأنا على شُيُوخنَا وَيُقَال أَيْضا بِغَيْر مد لُغَتَانِ صحيحتان ثلاثى ورباعى وَرَوَاهُ القنازعي فِي الْمُوَطَّأ فأدمته بتَشْديد الدَّال وَله وَجه فِي تَكْثِير الأدام وَقد صَححهُ بعض شُيُوخنَا من الأدباء قَالَ وَالْقصر وَالتَّخْفِيف أحسن الْوُجُوه وَمَعْنَاهُ كُله جعلت لَهُ إدَامًا بِكَسْر الْهمزَة وَفِي الحَدِيث نعم الإدام الْخلّ وَجمعه أَدَم وَيُقَال للْوَاحِد أَيْضا أَدَم بِالسُّكُونِ وَضم الْهمزَة وَيجمع آداما وَمِنْه فِي الرِّوَايَات الْأُخَر نعم الْأدم وَفِي حَدِيث بَرِيرَة فَقرب إِلَيْهِ خبز وأدم من أَدَم الْبَيْت الْوَجْه فِيهِ أَن يكون كَذَلِك سَاكِنا هُنَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الشَّيْء الْوَاحِد لَا الْجمع وَلَا سِيمَا فِي الأول وَإِن كُنَّا إِنَّمَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِضَم الدَّال فيهمَا وَأما مَا جَاءَ فِي الحَدِيث من قَوْله فِي صفة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لَيْسَ بِالْأدمِ وَفِي مُوسَى آدم وَفِي الْمُلَاعنَة إِن جَاءَت بِهِ آدم فبمد الْهمزَة وَهُوَ الشَّديد السمرَة وَجمعه أَدَم بِالسُّكُونِ وَمِنْه فِي الحَدِيث من أَدَم الرِّجَال سَاكن الدَّال وَجَاء فِي الحَدِيث ذكر الْأَدِيم والأدم وَهُوَ الْجلد بِكَسْر الدَّال وَجمعه أَدَم بِفَتْحِهَا ذكرا فِي غير حَدِيث وَفِي حَدِيث الْخطْبَة فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا أَي أَن يُوَافق وتتمكن محبتكما (أد ن) قَوْله مودن الْيَد أَي قصيرها وناقصها وَيَأْتِي بعد الْخلاف فِيهِ (أد و) وفيهَا ذكر الْإِدَاوَة بِكَسْر الْهمزَة هِيَ آنِية المَاء كالمطهرة (أد ي) (قَوْله) رجلا موديا سَاكن الْهمزَة مضموم الْمِيم مخفف الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا آخرا أَي قَوِيا أودى الرجل قوي وَقيل موديا كَامِل الأداة وَهِي السِّلَاح وَمِنْه وَعَلِيهِ أَدَاة الْحَرْب وأداة كل شَيْء آلَته وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ وألاد والأيد الْقُوَّة وَقَالَ النَّضر الْمُؤَدِّي الْقَادِر على السّفر وَقيل المتهيئ الْمعد لذَلِك أذاته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله ائتدب الله لمن خرج فِي سَبيله كَذَا للقابسي بِهَمْزَة صورتهَا يَاء وَمَعْنَاهُ أجَاب من دَعَاهُ من المأدبة يُقَال أدب الْقَوْم مخففا إِذا دعاهم وَمِنْه الْقُرْآن مأدبة الله فِي الأَرْض على أحد التَّأْويلَيْنِ الْمُتَقَدِّمين وَفِي رِوَايَة أبي ذَر انتدب بالنُّون وَلم يتَقَيَّد فِي كتاب الْأصيلِيّ وَمَعْنَاهُ قريب من الأول كَأَنَّهُ أجَاب رغبته وَقيل سارع برحمته لَهُ يُقَال ندبت الرجل إِذا دَعوته وانتدب إِذا أجَاب وَقيل انتدب تكفل وَفِي التَّفْسِير للْبُخَارِيّ وَجعلت الْمَلَائِكَة إِذا نزلت بِوَحْي الله وتأديبه كالسفير الَّذِي يصلح بَين النَّاس كَذَا رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ وعبدوس بباء بِوَاحِدَة من الْأَدَب وَهُوَ مهمل للأصيلي وَضَبطه الْقَابِسِيّ وتأديته بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا من الأدا وَهُوَ التَّبْلِيغ وَهُوَ أشبه بتفسير السفرة وَهَذَا الْكَلَام كُله من قَول الْفراء وَقد انتقد عَلَيْهِ لِأَن سفرا لَا يجمع على سفرة إِنَّمَا يجمع على سفراء وَغَيره يَقُول سفرة مَعْنَاهُ كتبة وَمِنْه سمي السّفر لِأَنَّهُ مَكْتُوب وَفِي حَدِيث الْخَوَارِج مُخْدج الْيَد أَو مؤدن الْيَد أَو مثدن الْيَد كَذَا جَاءَ فِي مُسلم الثَّلَاث الْكَلِمَات إِلَّا أَن عِنْد الصَّدَفِي والطبري والباجي وَهِي رِوَايَة الجلودي مثدون فِي الآخر وَالْأول فِي كتابي مَهْمُوز وَلم يذكرهُ الْهَرَوِيّ إِلَّا فِي بَاب الْوَاو وَغَيره مَهْمُوز قَالَ الْهَرَوِيّ مودن اليدوروي مودون من قَوْلهم وَدنت الشَّيْء وأوديته إِذا نقصته

فصل الاختلاف والوهم

وصغرته وَقَالَ ابْن دُرَيْد رجل مودون وودين ومودن نَاقص الْخلق وَسَيَأْتِي تَفْسِير مثدن فِي بَابه وَقَالَ الْحَرْبِيّ رجل مودن يهمز ويسهل إِذا كَانَ قَصِيرا قميئا الْهمزَة مَعَ الذَّال (أذ خَ) الأذخر بِكَسْر الْهمزَة وَالْخَاء وبالذال الْمُعْجَمَة حشيشة مَعْلُومَة طيبَة الرّيح (أذ ن) قَوْله مَا أذن الله لشَيْء مَا أذن للنَّبِي يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ هَذَا بِكَسْر الذَّال وَفِي رِوَايَة كَإِذْنِهِ بِفَتْح الْهمزَة والذال كَذَا أَكثر الرِّوَايَات وَالْمَعْرُوف فِيهِ وَمَعْنَاهُ مَا اسْتمع لشَيْء كاستماعه لهَذَا وَهُوَ تَعَالَى لَا يشْغلهُ شَأْن عَن شَأْن وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِعَارَة للرضى وَالْقَبُول لقرَاءَته وَعَمله وَالثَّوَاب عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ إِذا جَاءَ إِذن من الْأذن بِمَعْنى الْإِبَاحَة فَهُوَ مثله فِي الْفِعْل مَقْصُور الْهمزَة مكسور الذَّال وَالِاسْم من هَذَا إِذْنا وَهُوَ لفظ متكرر فِي الحَدِيث وَقد ذكر مُسلم فِي هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة يحيى بن أَيُّوب كَإِذْنِهِ من الْأذن وَالْأول أولى بِمَعْنى الحَدِيث وَأشهر وَغلط هَذِه الرِّوَايَة الْخطابِيّ وَكَذَلِكَ هِيَ لِأَن مقصد الحَدِيث لَا يقتضى أَن المُرَاد بِهِ الْإِذْن وَإِذا كَانَ بِمَعْنى الْإِعْلَام قيل فِيهِ آذن مَمْدُود الْهمزَة مَفْتُوح الذَّال إِيذَانًا وَفِي الحَدِيث أَن الدُّنْيَا قد أَذِنت بِصرْم أَي أعلمت بِهِ وأشعرت بِانْقِطَاع ومباينة وَمثله فأذنوني بهَا وفآذن النَّبِي بتوبة الله علينا كُله مخفف بِمَعْنى أعلم وَكَذَلِكَ اضْطجع حَتَّى يُؤذن بِالصَّلَاةِ وَكَذَلِكَ فآذنه بِالصَّلَاةِ وَإِذا كَانَ من الْأَذَان والصياح قيل فِيهِ أذن أذانا وَمِنْه فَأذن بالرحيل وبالحج قَالَ الله تَعَالَى) فَأذن مُؤذن بَينهم (وَقد تَكَرَّرت هَذِه الْأَلْفَاظ فِي غير حَدِيث فَيجب تَصْحِيح لَفظهَا بتحقيق مَعَانِيهَا وَحَدِيث ابْن عمر فِي الْمُوَطَّأ أَنه أُوذِنَ بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَة ذَات برد كَذَا رِوَايَة أبي عِيسَى عَن عبيد الله من الْأَعْلَام وَرَوَاهُ غَيره إِذن من الإذان وَرَوَاهُ آخَرُونَ إِذن بِفَتْح الْهمزَة من الْأَذَان أَيْضا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَقَوله يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قبل الْغَدَاة يَعْنِي الْفجْر كَانَ الْأَذَان بإذنيه يُرِيد تَعْجِيله بهما وَالْأَذَان هناإقامة صَلَاة الصُّبْح وَقد فسره فِي الحَدِيث بِنَحْوِ من هَذَا فَقَالَ أَي بِسُرْعَة قَوْله يسترقوا من الْحمة وَالْأُذن وجع الْأذن (أذ ي) قَوْله لَا يوردن ممرض على مصح فَإِنَّهُ أَذَى ظَاهره أَن المصح يتَأَذَّى بذلك أما لكَرَاهَة النُّفُوس ذَلِك أَو من أجل الْعَدْوى وَكَرَاهَة التَّعَرُّض لذَلِك وَقيل مَعْنَاهُ أَنه مَا ثمَّ قَالَ أَبُو عبيد معنى الْأَذَى عِنْدِي المأثم فَيحْتَمل أَن يعود على فَاعل ذَلِك لما يدْخل على المصح من كَرَاهَة جواره وتأذيه بِهِ وَيحْتَمل أَن يعود على المصح المنزول عَلَيْهِ لِأَنَّهُ عرضه لاعتقاد الْعَدْوى والتطير فيأثم بذلك وَفِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة إِذا قبلت الحدية كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ إِذا أَقبلت وَهُوَ وهم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله إِذا خرج عمر وَجلسَ على الْمِنْبَر وَأذن المؤذنون كَذَا ليحيى وَجَمَاعَة غَيره من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فِي الحرفين وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَابْن بكير ومطرف الْمُؤَذّن على الْأَفْرَاد وَكَذَا عِنْد ابْن وضاح وَالصَّوَاب الرِّوَايَة الأولى فَإِن بن حبيب حُكيَ أَنه كَانَ للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثَلَاثَة مؤذنين بِالْمَدِينَةِ يُؤذنُونَ وَاحِدًا بعد وَاحِد وَيحْتَمل أَن يُرِيد من قَالَ الْمُؤَذّن بالأفراد الْجِنْس لَا الْوَاحِد وَفِي بَاب الرجز فِي الْحَرْب وَتثبت الْأَقْدَام إِذا ألاقينا كَذَا للمروزي وَعند الْجِرْجَانِيّ والحموي وَالْمُسْتَمْلِي أَن لاقينا وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَزْن وَالْمَعْرُوف وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وتكرر وَفِي التَّفْسِير فِي آخر آل عمرَان حَدِيث ابْن عَبَّاس وَأخذ بإذني الْيُمْنَى بفتلها وَقع فِي كتاب الْأصيلِيّ بيَدي الْيُمْنَى وَهُوَ تَصْحِيف فِي حَدِيث

(أر ب)

مثل الْمُؤمن كَمثل النَّخْلَة قَول ابْن عمروارا أَسْنَان الْقَوْم كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره فَإِذا وَالْأول الصَّوَاب قَوْله فِي حَدِيث تَخْيِير النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام نِسَاءَهُ فَجَلَست فَإِذا رَسُول الله عَلَيْهِ إزَاره كَذَا لِابْنِ ماهان وَكَذَا سمعناه على أبي بَحر وسمعناه من القَاضِي أبي عَليّ والخشني فأدنى عَلَيْهِ إزَاره وَهِي رِوَايَة الجلودي وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل مقصد الحَدِيث وَأَن عمر إِنَّمَا أَرَادَ أَن يصف الْهَيْئَة الَّتِي وجده عَلَيْهَا وَفِي حَدِيث مرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي بَاب من اسْمَع النَّاس تَكْبِير الإِمَام لما مرض مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ يُؤذنهُ بِالصَّلَاةِ كَذَا لَهُم وَله وَجه على الْحَذف وَعند ابْن السكن مؤذنه وَهُوَ أبين وَفِي الرُّؤْيَة وَتَقْرِير الله نعمه على عَبده آخر صَحِيح مُسلم ثمَّ يلقى الثَّالِث إِلَى قَوْله فَيَقُول هَاهُنَا إِذا كَذَا هُوَ عِنْد أبي بَحر وَغَيره وَمَعْنَاهُ أثبت مَكَانك إِذا حَتَّى تفتضح فِي دعواك وَفِي بعض الرِّوَايَات مَكَان إِذن أدن من الدنو وَالرِّوَايَة الأولى أصح فِي المُرَاد بِالْحَدِيثِ وَمَفْهُومه وَسَقَطت الْكَلِمَة عِنْد القَاضِي أبي عَليّ للعذري الْهمزَة مَعَ الرَّاء (أر ب) فِي الحَدِيث أرب مَاله بِكَسْر الرَّاء وَفتح الْبَاء ويروى بِضَم الْبَاء منونا اسْم فَاعل مثل حذر وَرَوَاهُ بَعضهم أرب بِفَتْح اراء وَضم الْبَاء وَرَوَاهُ أَبُو ذَر أرب بِفَتْح الْجَمِيع فَمن كسر الرَّاء وَجعله فعلا فَقيل مَعْنَاهُ احْتَاجَ قَالَه ابْن الْأَعرَابِي أَي احْتَاجَ فَسَأَلَ عَن حَاجته وَقد يكون بِمَعْنى تفطن لما سَأَلَ عَنهُ وعقل يُقَال أرب إِذا عقل فَهُوَ أريب أربا وإربه وَقيل هُوَ تعجب من حرصه قَالُوا وَمَعْنَاهُ لله دره قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي أَي فعل فعل الْعُقَلَاء فِي سُؤال مَا جَهله وَقيل هُوَ دُعَاء عَلَيْهِ أَي سَقَطت آرابه وَهِي أعضاؤه وأحدها أرب كَمَا قَالَ تربت يَمِينه وعقرى حلقى وَلَيْسَ المُرَاد معنى الدُّعَاء لَكِن على عَادَة الْعَرَب فِي اسْتِعْمَال هَذِه الْأَلْفَاظ فِي دعم كَلَامهَا وَإِلَى هَذَا الْمَعْنى ذهب القتبي وَإِنَّمَا دَعَا عَلَيْهِ بِهَذَا لما رَآهُ يزاحم ويدافع غَيره وَقد جَاءَ فِي حَدِيث عمر للْآخر أربت عَن يَديك قيل تقطعت أَرَابَك أَو سَقَطت فَهَذَا يدل أَنه بِمَعْنى الدُّعَاء عَلَيْهِ لفظ مُسْتَعْمل عِنْدهم وَمن قَالَ أرب بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء وَضم الْبَاء فَمَعْنَاه حَاجَة جَاءَت لَهُ قَالَه الْأَزْهَرِي وَتَكون مَا هُنَا زَائِدَة وَفِي سَائِر الْوُجُوه استفهامية وَمن قَالَه بِالْكَسْرِ وَضم الْبَاء فَمَعْنَاه رجل حادق فطن سَأَلَ عَمَّا يعنيه والأرب والإرب والأربة والمأربة الْحَاجة بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا وَلَا وَجه لقَوْل أبي ذرارب وَفِي الحَدِيث الآخر لَا إرب لي فِيهِ أَي لَا حَاجَة وَقَوله أَيّكُم أملك لإربه من رَسُول الله كَذَا روينَاهُ عَن كَافَّة شُيُوخنَا فِي هَذِه الْأُصُول بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وفسروه لِحَاجَتِهِ وَقيل لعقله وَقيل لعضوه قَالَ أَبُو عبيد والخطابي كَذَا يَقُوله أَكثر الروَاة والإرب الْعُضْو وَإِنَّمَا هُوَ لإربه بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء أَو لإربته أَي حَاجته قَالُوا والإرب أَيْضا الْحَاجة قَالَ الْخطابِيّ وَالْأول أظهر وَقد جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ فِي رِوَايَة عبيد الله أَيّكُم أملك لنَفسِهِ وَرَوَاهُ ابْن وضاح لإربه وَفِي الحَدِيث الآخر فِي الْعتْق بِكُل إرب مِنْهُ إربا مِنْهُ من النَّار أَي أعضاؤه (أر ث) قَوْله فَإِنَّكُم على إِرْث هُوَ من إِرْث إِبْرَاهِيم الْإِرْث بِكَسْر الْهمزَة الْمِيرَاث واصلة الْوَاو فقلبت ألفا لمَكَان الكسرة أَي أَنكُمْ على بَقِيَّة من شَرعه وَأمره الْقَدِيم (أر ج) والأرجوان بِضَم الْهمزَة وَضم الْجِيم كَذَا قيدناه فِيهَا وَفِي المُصَنّف وَهُوَ الصُّوف الْأَحْمَر وَقَالَ الْفراء الأرجوان الْحمرَة وَقَالَ أَبُو عبيد الأرجوان الشَّديد الْحمرَة (أر د) منعت مصر أردبها بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الدَّال

فصل الاختلاف والوهم

وَشد الْبَاء والأردب ثَلَاثَة أمداء والمدى سَاكن الدَّال مُفَسّر فِي حرف الْمِيم (أر ز) قَوْله أَن الْإِيمَان ليارز إِلَى الْمَدِينَة كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها كَذَا الْأَكْثَر هم بِكَسْر الرَّاء وَكَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا فِي هَذِه الْكتب وَغَيرهَا وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ وَزَادَنِي ابْن سراج يأرز بِالضَّمِّ وَقَيده بَعضهم عَن كتاب الْقَابِسِيّ يارز بالفتج وَحكي عَنهُ أَنه هَكَذَا سَمعه من الْمروزِي وَمَعْنَاهُ يَنْضَم ويجتمع وَقيل يرجع كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر ليعودن كل إِيمَان إِلَى الْمَدِينَة وَقَوله كَمثل الإرزة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء كَذَا الرِّوَايَة قيل هِيَ إِحْدَى شجر الْأرز وَهُوَ الصنوبر وَيُقَال لَهُ الأرزن أَيْضا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة إِنَّمَا هُوَ الأرزة بِالْمدِّ وَكسر الرَّاء على مِثَال فَاعله وَمَعْنَاهَا الثَّابِتَة فِي الأَرْض وَأنكر هَذَا أَبُو عبيد وَصحح مَا تقدم وَقد جَاءَ فِي حَدِيث كشجرة الْأرز مُفَسرًا وَجَاء فِي الزَّكَاة ذكر الْأرز وَفِي حَدِيث الْغَار فرق أرز وَفِيه لُغَات سِتّ أرز بِفَتْح الْهمزَة وَضمّهَا وَضم الرَّاء وبضم الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وبضم الْهمزَة وَالرَّاء وتخفيفها ورنز بِحَذْف الْهمزَة ورز بِحَذْف الْهمزَة وَالنُّون (أر ك) قَوْله تَحت الْأَرَاك معرسين الْأَرَاك شجر مَعْرُوف بِمَكَّة يُرِيد يستترون بهَا ويتحيزون حولهَا وَقَوله فَدخل أريكة أُمِّي بِفَتْح الْهمزَة قيل هيو السرير فِي الحجلة وَقَالَ الْأَزْهَرِي كل مَا اتكى عَلَيْهِ فو أريكة وَالْجمع أرائك وَالْأول هُنَا أشبه (أر م) قَوْله جعلت عَلَيْهِ آراما الأرام بِفَتْح الْهمزَة مَمْدُود هِيَ الْحِجَارَة المجتمعة تُوضَع علما يهتدى بهَا وأحدها ارْمِ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه إمارا أَو إِمَارَة بِفَتْح الْهمزَة أَي عَلامَة وَلَا يحْتَاج إِلَى هَذَا مَعَ صِحَة معنى الرِّوَايَة على هَذَا التَّفْسِير لِأَن تِلْكَ الْحِجَارَة المجتمعة عَلامَة وَقَوله فارم الْقَوْم يذكر فِي حرف الرَّاء (أر ن) قَوْله وعَلى أرنبته أثر المَاء والطين أرنبة الْأنف طرفه المحدد وَحدهَا من عظم المارن (أر ض) قَوْله من أهل الأَرْض يَعْنِي من أهل الذِّمَّة الَّذين أقرُّوا بأرضهم (أر ق) قَوْله أرق النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَي سهر وَلم ينم يُقَال أرق بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا وَالِاسْم مِنْهُ والمصدر الأرق بِالْفَتْح وَمِنْه بَات أرقابا لكسر اسْم فَاعل وَقَوله أرقت المَاء وَجعل يريق تَكَرَّرت هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث وَجَاء بِالْهَاءِ أَيْضا وَالْأَصْل الْهَمْز وتبدل إيضاهاء يُقَال أرقت المَاء بِالْفَتْح فَأَنا أريقه بِضَم الْهمزَة وهرقته فَأَنا أهريقه بِضَم الْهمزَة وَفتح الْهَاء وَأَهْرَقت فَأَنا أهريق بِسُكُون الْهَاء فيهمَا وَقَوله كَأَنِّي أريق المَاء وَفِي الحَدِيث الآخر وَمَا قَالَ أراق المَاء كِنَايَة عَن الْبَوْل وإخراجه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقَوله فَإِن عَلَيْك إِثْم الإريسيين كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَجل رُوَاة البُخَارِيّ بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء مُخَفّفَة وَتَشْديد الْيَاء بعد السِّين وَرَوَاهُ الْمروزِي مرّة اليريسيين وَهِي رِوَايَة النَّسَفِيّ وَرَوَاهُ الْجِرْجَانِيّ مرّة وَبَعْضهمْ مثله إِلَّا أَنه قَالَ الأريسيين بِسُكُون الرَّاء وَفتح الْيَاء الأولى وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غير الصَّحِيحَيْنِ الأريسين مخفف الياءين مَعًا قَالَ أَبُو عبيد هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظ فَمن قَالَ الأريسيين فَقَالُوا فِي تَفْسِيره هم أَتبَاع عبد الله ابْن أريس رجل فِي الزَّمن الأول بعث الله نَبِي فخالفه هُوَ وَأَصْحَابه وَأنكر ابْن الْقَزاز هَذَا التَّفْسِير وَرِوَايَة من قَالَ الأريسيين بقتح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَقيل هم الأروسيون وهم نَصَارَى أَتبَاع عبد الله بن أروس وهم الأروسية متمسكون بدين عِيسَى لَا يَقُولُونَ أَنه ابْن قَالَ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ عَن ثَعْلَب أرس يأرس صَار أريسا وَالْجمع أريسون بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف وأرس يورس مثله وَصَارَ أرسيا وَالْجمع أرسيون بِضَم الْهمزَة وهم الأكرة وَقيل الْمُلُوك الَّذين يخالفون أَنْبِيَائهمْ وَقيل

الْخدمَة والأعوان وَقيل المتبخترون وَفِي مُصَنف ابْن السكن يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى فسره فِي الحَدِيث وَمَعْنَاهُ أَن عَلَيْك إِثْم رعاياك وأتباعك مِمَّن صددته عَن الْإِسْلَام وأتبعك على كفرك كَمَا قَالَ الله تَعَالَى وَقَالَ الَّذين استضعفوا للَّذين استكبروا لَوْلَا أَنْتُم لَكنا مُؤمنين وكما جَاءَ فِي بعض طرق هَذَا الحَدِيث وَإِلَّا فَلَا تحل بَين الفلاحين وَالْإِسْلَام قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ الفلاحون هُنَا الزراعون خَاصَّة لَكِن جَمِيع أهل المملكة لِأَن كل من زرع هُوَ عِنْد الْعَرَب فلاح تولى ذَلِك بِنَفسِهِ أَو تولى لَهُ ويل على ماق لناه قَوْله أَيْضا فِي حَدِيث آخر فَإِن أَبيت فَإنَّا نهدم الكفور ونقتل الأريسيين وَإِنِّي أجعَل إِثْم ذَلِك فِي رقبتك الكفور الْقرى وأحدها كفر وَهَذَا الْمَعْنى الَّذِي تفسره الْأَحَادِيث ويعضده الْقُرْآن أولى مَا قيل فِيهِ قَوْله اتْرُكُوا هذَيْن أَو اتْرُكُوا هذَيْن يَعْنِي آخروهما والزموهما حَالهمَا حَتَّى يصطلحا يُقَال أرك فِي عُنُقه كَذَا أَي ألزمهُ غياه وأركيت عَلَيْهِ كَذَا ألزمته فِي عُنُقه وَلَفظ الرِّوَايَة هُنَا على الْوَجْه الآخر فَيكون من بَاب الْوَاو لَا من بَاب الْهمزَة قَوْله فِي الذَّبَائِح أعلج أَو أرن كَذَا وَقع فِي رِوَايَة النسفى وَبَعض رِوَايَات البُخَارِيّ أرن بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون النُّون مثل أقِم وَضَبطه الْأصيلِيّ وَغَيره أَرِنِي بِكَسْر النُّون بعْدهَا يَاء وَمثله فِي كتاب مُسلم إِلَّا أَن الرَّاء سَاكِنة وَفِي كتاب أبي دَاوُود أرن بِسُكُون الرَّاء وَنون مُطلقَة وَاخْتلف فِي تَوْجِيه هَذَا الْحَرْف وَمَعْنَاهُ فَقَالَ الْخطابِيّ صَوَابه إيرن على وزن أعجل وبمعناها وَهُوَ من النشاط أَي خف وَأعجل لَيْلًا تَمُوت الذَّبِيحَة خنقال لِأَن الذّبْح إِذا كَانَ بِغَيْر آلَته والشفار المحدودة خشِي عَلَيْهِ فِيهِ قَالَ وَقد يكون أرن على وزن أطع أَي أهلكها ذبحا من أران الْقَوْم إِذا هَلَكت مَوَاشِيهمْ قَالَ وَيكون على وزن أعْط بِمَعْنى أَدَم الحز وَلَا تفتر من رنوت إِذا أدمت النّظر قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون أرز بالزاي إِن كَانَ روى أَي شيديدك على المحزوتكون أَرِنِي بِمَعْنى هَات قَالَ بَعضهم وَيكون معنى أَرِنِي سيلان الدَّم قَالَ القَاضِي رَحمَه الله أفادني بعض أَمن لقيناه من أهل الاعتناء بِهَذَا الْبَاب أَنه وَقع على اصل اللَّفْظَة وصحيحها فِي كتاب مُسْند عَليّ بن عبد الْعَزِيز وَفِيه فاقل أدنى أَو أعجل مَا أنهر الدَّم كَانَ الرَّاوِي شكّ فِي أَي اللَّفْظَيْنِ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام مِنْهُمَا وَإِن مقصد الذّبْح بِمَا يسْرع الْقطع وَجرى الدَّم وإراحة الذَّبِيحَة مِمَّا لَا يترد وَلَا يخنق وَقَوله أَن بعض النخاسين يُسمى آري خُرَاسَان وسجستان بِهَمْزَة مَفْتُوحَة ممدودة وَرَاء مَكْسُورَة وياء مُشَدّدَة كَذَا صَوَابه وَكَذَا قَيده الْجِرْجَانِيّ وَوَقع عِنْد الْمروزِي أرى فتح الْهمزَة وَالرَّاء مثل دَعَا وَلَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ مربط الدَّابَّة وَقيل معلفها قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ حَبل يدْفن فِي الأَرْض ويبرز طرفه يشد بِهِ الدَّابَّة واصله من الْحَبْس وَالْإِقَامَة من قَوْلهم تارى الرجل بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ وَقَالَ ابْن السّكيت مَا يَضَعهُ الْعَامَّة غير مَوْضِعه قَوْلهم للمعلف أرى وَإِنَّمَا هُوَ محبس الدَّابَّة وَهُوَ الأواري والأواحي وأحدها أَحَي وَأرى على مِثَال فاعول وَمعنى مَا أَرَادَ البُخَارِيّ أَن النخاسين كَانُوا يسمون مرابط دوابهم بِهَذِهِ الْأَسْمَاء ليدلسوا على المُشْتَرِي بقَوْلهمْ كَمَا جَاءَ من خُرَاسَان وسجستان يعنون مرابطها فيحرص عَلَيْهَا المُشْتَرِي ويظنها طرية الجلب وَأرى أَنه نقص من الأَصْل بعد آري لفظ دوابهم فِي كتاب الِاعْتِصَام قَوْله يَا معشر يهود أَسْلمُوا تسلموا قَالُوا بلغت يَا أَبَا الْقَاسِم قَالَ ذَلِك أُرِيد أَسْلمُوا تسلموا كَذَا للرواة أُرِيد بالراء وَعند الْمروزِي فَقَالَ أَزِيد بالزاي

فصل الاختلاف والوهم

وَإِسْقَاط ذَلِك وَالصَّوَاب الأول أَي أُرِيد اعترافكم أَنِّي قد بلغت لكم أواني قد خرجت عَن الْعهْدَة بالتبليغ وَأَدَاء مَا ألزمني الله مِنْهُ الْهمزَة مَعَ الزَّاي (أز ر) قَوْله إزرة الْمُؤمن أَكثر الشُّيُوخ والرواة يضبطونه بِضَم الْهمزَة قَالُوا وَالصَّوَاب كسرهَا لِأَن المُرَاد بهَا هُنَا الْهَيْئَة كالقعدة والجلسة لَا الْمرة الْوَاحِدَة قَوْله أنصرك نصرا موزرا يهمز ويسهل أَي بالغاقويا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى أشدد بِهِ أزري أَي قوني بِهِ والإزر الْقُوَّة وَفِي البُخَارِيّ عَن مُجَاهِد أشدد بِهِ ظَهْري وَقَالَ بَعضهم اصله موازرا من وأزرت وَيُقَال فِيهِ أَيْضا آزرت أَي عاونت قَوْله كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا دخل العشرشد مِئْزَره المئزر والإزار مَا ائتزر بِهِ الرجل من أَسْفَله وَفِي قَوْله شدّ مِئْزَره تَأْوِيلَانِ أَحدهمَا الْكِنَايَة عَن الْبعد عَن النِّسَاء كَمَا قَالَ قوم إِذا حَاربُوا شدوا مئازرهم عَن النِّسَاء وَلَو باتت بإطهار وَيدل عَلَيْهِ أَنه قد روى فِي كتاب لَيْلَة الْقدر عِنْد بعض الروَاة اعتزل فرَاشه وَشد مِئْزَره قَالَ الْقَابِسِيّ كَذَا فِي كتب بعض أَصْحَابنَا قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَهَذَا من لطيف الْكِنَايَة عَن اعتزال النِّسَاء وَالثَّانِي أَنه كِنَايَة عَن الشدَّة فِي الْعَمَل وَالْعِبَادَة وَقَوله فِي حَدِيث أنس أزرتني بِنصْف خمارها وردتني بِبَعْضِه أَي جعلت من بعضه إزارا لَا سفلى وَمن بعضه رِدَاء لَا على بدني وَهُوَ مَوضِع الرِّدَاء وَقَوله الْكِبْرِيَاء رِدَاؤُهُ والعزازرة وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر ردا الْكِبْرِيَاء على وَجهه وَهُوَ من مجَاز كَلَام الْعَرَب وبديع استعاراتها وَهِي تكنى بالتوب عَن الصّفة اللَّازِمَة وَقَالُوا فلَان لِبَاسه الزّهْد وشعاره التَّقْوَى قَالَ الله تَعَالَى) ولباس التَّقْوَى (فَالْمُرَاد هُنَا وَالله أعلم أَنَّهَا صِفَاته اللَّازِمَة لَهُ المختصة بِهِ الَّتِي لَا تلِيق بِغَيْرِهِ اخْتِصَاص الرِّدَاء والإزار بالجسد وَلِهَذَا قَالَ فَمن نَازَعَنِي فيهمَا قصمته وَقَوله فِي التوب وَإِن كَانَ قَصِيرا فليتزر بِهِ كَذَا لجَمِيع رُوَاة الْمُوَطَّأ وَأَصله يأتزر فسهل وأدغم كَقَوْلِه من اتخذ إلهه هَوَاهُ (أز ى) قَوْله فوازينا الْعَدو أَي قربنا مِنْهُ وقابلناه واصله الْهَمْز يُقَال أزيت إِلَى الشَّيْء أزي إزيا انضممت إِلَيْهِ وَقَعَدت إزاءه أَي قبالته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث بِنَاء الْكَعْبَة إزَارِي إزَارِي كَذَا فِي غير مَوضِع وَذكر البُخَارِيّ فِي فضل مَكَّة أَرِنِي إزَارِي قَالَ الْقَابِسِيّ مَعْنَاهُ أَعْطِنِي وَالْأول أشبه بالْكلَام وَالصَّوَاب وَفِي بَاب مَا كَانَ يتَّخذ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من اللبَاس وَكَانَت هِنْد لَهَا ازرار فِي كميها كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب تدخل فِيهَا أَصَابِع يَديهَا لَيْلًا ينْكَشف معصماها وَكَانَ عِنْد الْجِرْجَانِيّ إِزَار وَهُوَ خطأ الْهمزَة مَعَ الطَّاء (أط ر) قَوْله حَتَّى يبدوا الإطار بِكَسْر الْألف ذكره فِي قصّ الشَّارِب قَالَ أَبُو عبيد هُوَ مَا بَين مقص الشَّارِب وطرف الشّفة الْمُحِيط بالفم وكل مُحِيط إطار وَقَوله فأطرتها بَين نسَائِي أَي قطعتها وشققتها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فقسمتها وَقَالَ الْهَرَوِيّ وَهُوَ قَول الْخطابِيّ مَعْنَاهُ قسمتهَا من قَوْلهم طيرت المَال بَين الْقَوْم فطار لفُلَان كَذَا وَلفُلَان كَذَا أَي قدر لَهُ فَصَارَ لَهُ وَمَا قلته عِنْدِي أظهر قَالَ ابْن دُرَيْد الأطرة قصاص الشَّارِب فالفعال مِنْهُ على هَذَا أطرت أَصْلِيَّة على قَول الْهَرَوِيّ زَائِدَة وَلذَلِك ذكره فِي حرف الطَّاء وَقد يكون أَيْضا على هَذَا من الطر وَهُوَ الْقطع وَمِنْه طرة الشّعْر وَمِنْه سمي الطرار وَهُوَ الَّذِي يقطع ثِيَاب النَّاس وأطرافهم على مَا صروا فِيهَا من مَال (أط ط) قَوْله وأطيط بِفَتْح الْهمزَة هِيَ أصوات المحامل وَهُوَ خير مَا قيل فِيهِ وَقيل هُوَ أصوات الْإِبِل وَقيل صَوتهَا عِنْد كظتها (أط م) فِي غير

فصل في الاختلاف والوهم

حَدِيث ذكر الأطم بِضَم الْهمزَة والإطام بِالْمدِّ وَاحِد وَجمع وَيُقَال أَيْضا أطام بِالْكَسْرِ هُوَ مَا ارْتَفع من الْبناء وَهِي الْحُصُون أَيْضا وَقيل كل بَيت مربع مسطح فاطم بني مغالة وَغَيرهم حصنها وَحَتَّى تَوَارَتْ بأطم الْمَدِينَة أَي أبنيتها وَكَانَ بِلَال يُؤذن على أَطَم أَي بِنَاء مُرْتَفع كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر ترْجم البُخَارِيّ فِي الْجُزْء الثَّالِث بَاب الإطمانينة بِكَسْر الْهمزَة وَكَذَا جَاءَ ذكره بعد فِي حَدِيث أبي حميد وَمَعْنَاهُ السّكُون وَسَيَأْتِي وَالْخلاف فِيهِ وَالوهم وَتَمام التَّفْسِير فِي حرف الطَّاء فَهُوَ مَوْضِعه لزِيَادَة همزته الْهمزَة مَعَ الْكَاف (أك ل) قَوْله نهى عَن كَذَا وآكل الرِّبَا وموكله كَذَا روينَاهُ بِمد الْهمزَة اسْم الْفَاعِل وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ ويصححه قَوْله بعد ومؤكله والْحَدِيث الآخر أَن يَأْكُل أَو يُوكل وَيصِح فِيهِ أكل بِسُكُون الْكَاف بِمَعْنى اسْم الْفِعْل وَقَوله فِي اسْم السّحُور أَكلَة السحر كَذَا روينَاهُ فِي مُسلم بِضَم الْهمزَة وَالْوَجْه هُنَا الْفَتْح وَفِي حَدِيث الْمَمْلُوك والسائل ذكر الْأكلَة وَالْأكْلَتَان وَيرْفَع الْأكلَة لفمه هَذَا بِضَم الْهمزَة إِذا كَانَت بِمَعْنى اللُّقْمَة فَإِذا كَانَت بِمَعْنى الْمرة الْوَاحِدَة مَعَ الِاسْتِيفَاء فبالفتح إِلَّا أَلا يكون مَعهَا هَاء فَتكون مضموما بِمَعْنى الْمَأْكُول ومفتوحا اسْم الْفِعْل قَالَ الله تَعَالَى) تؤتي أكلهَا كل حِين (وَقَوله ? أَن الله ليرضى عَن عَبده أَن يَأْكُل الْأكلَة فيحمده عَلَيْهَا ? بِالضَّمِّ اللُّقْمَة وبالفتح الْأكلَة كَمَا ذكرنَا وَالْأَوْجه هُنَا الضَّم قَالَ أَبُو عبيد والأكلة بِالْكَسْرِ وبالضم الْغَيْبَة وَقَوله وَلَا تعقرن شَاة وَلَا بَعِيرًا إِلَّا لما كلة بِضَم الْكَاف أَي لتأكلوه وَقَوله إِلَّا آكِلَة الْخضر هِيَ الراعية لغض النَّبَات وناعمه قَوْله أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى أَي بِالْهِجْرَةِ إِلَى قَرْيَة تفتح الْقرى وتأكل فَيْئهَا وتسوق من فِيهَا والقرى المدن يُقَال أكلنَا بني فلَان إِذا ظهرنا عَلَيْهِم فِي حَدِيث الزَّكَاة النَّهْي عَن أَخذ الأكولة بِفَتْح الْهمزَة قيل هِيَ الْكَثِيرَة الْأكل وَقيل المتخذة للْأَكْل لَا للنسل وَقيل المعلوفة وَقَالَ أَبُو عبيد وَمَالك هِيَ المسمنة للْأَكْل وكل هَذَا بِمَعْنى مُتَقَارب قَالَ السّلمِيّ الأكولة الكباش وَلَيْسَت الَّتِي تسمن كَأَنَّهُ يَعْنِي الفحول قَالَ وَسمعت أَن الأكولة الراعية قَالَ وَهِي عِنْدِي أولى مَا قيل فِيهَا هُنَا لقَوْل عمر أول الحَدِيث خُذ مِنْهُم الْجَذعَة والثنية الحَدِيث قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلم يقل شَيْئا لِأَنَّهُ نَص هُنَالك على الْأَسْنَان ثمَّ نَص هُنَا على الصِّفَات وَقَالَ شمرا كولة الْغنم الْخصي والهرمة والعاقر كَأَنَّهُ يَقُول الَّذِي لَا يُرَاد إِلَّا للذبح (أك م) وَقَوله عِنْد أكمة وَخلق الأكام وعَلى الأكام ورؤوس الْجبَال الأكام بِفَتْح الْهمزَة مَمْدُود جمع أكمة وَيُقَال أكام بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا قَالَ مَالك هِيَ الْجبَال الصغار وَقَالَ غَيره هُوَ مَا اجْتمع من التُّرَاب أكبر من الكدية وَقيل هُوَ مَا غلظ من الأَرْض وَلم يبلغ أَن يكون حجرا وَكَانَ أَشد ارتفاعا مِمَّا حوله كالتلول وَنَحْوهَا وَقَالَ الْخَلِيل هِيَ من حجر وَاحِد وَقيل هِيَ فَوق الرابية وَدون الْجبَال وَيجمع أَيْضا أكم وأكم بفتحهما وضمهما وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي الْمُوَطَّأ الأكم بِالْفَتْح وَوَقع للقابسي فِي التَّفْسِير وَحلق الأكوام وهما بِمَعْنى قَالَ الْخَلِيل الكوم الْعَظِيم من كل شَيْء وكومت الشَّيْء جمعته وَقَالَ الْهَرَوِيّ والكوم مَوضِع مشرف وَسَيَأْتِي فِي الْكَاف (أك ف) قَوْله ركب على حمَار على أكاف بِكَسْر الْهمزَة هِيَ البرذعة وَنَحْوهَا لذوات الْحَافِر وَيُقَال وكاف بِالْوَاو أَيْضا فصل فِي الِاخْتِلَاف وَالوهم

(أل ل)

قَوْله لَو غير أكار قتلني بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْكَاف هُوَ الحفار والحراث والجميع أكره وأكارون والأكرة بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْكَاف الحفرة تحفر إِلَى جَانب الغدير ليصفوا فِيهَا المَاء وَإِنَّمَا اراد بقوله هَذَا الْأَنْصَار لشغلهم بعمارة الأَرْض وَالنَّخْل وَجَاء فِي بعض رِوَايَات مُسلم لَو غَيْرك كَانَ قتلني وَهُوَ تَصْحِيف وَخطأ وَكَذَا تقيد من رِوَايَة ابْن الْحذاء عِنْد بعض شُيُوخنَا وَوَقع فِي كتاب مُسلم فِي جَمِيع النّسخ فِي كَرَاهَة طلب الْإِمَارَة أكلت إِلَيْهَا بِهَمْزَة وَالصَّوَاب مَا فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر وكلت بأواو وَهُوَ غير مَهْمُوز الْهمزَة مَعَ اللَّام (أل ل) قَوْله فِي حَدِيث عَائِشَة تربت يداك والت بِضَم الْهمزَة على وزن علت كَذَا روينَاهُ فِي كتاب مُسلم من جَمِيع الطّرق قَالَ بَعضهم صَوَابه أللت بِكَسْر اللَّام الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة على وزن طعنت قَالَ وَمَعْنَاهُ طعنت بالإلة وَهِي الحربة على معنى أدعية الْعَرَب الْمُعْتَادَة فِي دعم كَلَامهَا الَّتِي لَا يُرَاد وُقُوعه قَالَ وَيجوز ألت كَمَا رُوِيَ فِي بعض لُغَات الْعَرَب من بكر بن وَائِل مِمَّن لَا يرى التَّضْعِيف فِي الْفِعْل إِذا اتَّصل بِهِ ضمير الرّفْع فَتَقول ردَّتْ بِمَعْنى رددت وَمِنْه قَوْله مَا لَهُ أل وغل وَقَالَ لي شَيْخي أَبُو الْحُسَيْن اللّغَوِيّ قد يَصح أَن يكون ألت بلام وَاحِدَة بِمَعْنى افْتَقَرت وَيكون بِمَعْنى قَوْله تربت يداك قَالَ صَاحب الْعين الأول الشدَّة وَقَالَ لي الْأُسْتَاذ أَبُو عبد الله بن سُلَيْمَان معنى ألت دفعت من قَوْلهم أل وغل وَبَلغنِي أَن أَبَا بكر بن مفوز كَانَ يَقُول هُوَ حرف صحف وَإِنَّمَا الْكَلَام تربت يداك قَالَت فَقَالَ رَسُول الله قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد روينَا من طَرِيق العذري فِي آلام فِيهِ تربت يداك والت قَالَت عَائِشَة وَلَا يَصح هُنَا تكْرَار قَالَت قَوْله الإل بِكَسْر الْهمزَة وَتَشْديد اللَّام فسره البُخَارِيّ بِالْقَرَابَةِ فِي قَوْله إِلَّا وَلَا ذمَّة وَهُوَ قَول غَيره وَقيل الإل هُنَا الله وَقيل الْعَهْد (أل م) عَذَاب أَلِيم أَي مؤلم موجع وَقيل ذُو ألم (أل ن) ذكر الألنجوج بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام وَسُكُون النُّون هُوَ الْعود الْهِنْدِيّ الَّذِي يتبخر بِهِ وَيُقَال لَهُ أَيْضا اليلنجوج والإلنجج واليلنجج (أل ف) قَوْله اقرؤوا الْقُرْآن مَا ائتلفت عَلَيْهِ قُلُوبكُمْ أَي مَا اجْتمعت وَلم تختلفوا فِيهِ نهى عَن الِاخْتِلَاف فِيهِ وَالْقِيَام حِينَئِذٍ قيل لَعَلَّه فِي حُرُوف أَو فِي معَان لَا يسوغ فِيهَا الِاجْتِهَاد وَيحْتَمل عِنْدِي أَن هَذَا كَانَ فِي زَمَنه عَلَيْهِ السَّلَام لِأَنَّهُ كَانَ حَاضرا فاختلافهم فِي تِلَاوَة أَو معنى لَا معنى للتشاجر فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلَام بَين أظهرهم يجب سُؤَالهمْ لَهُ وكشف اللّبْس لَا غير ذَلِك قَوْله ألفينا نِعْمَتك بِكُل شَرّ أَي وجتدنا ألفيته وجدته قَالَ الله تَعَالَى) مَا ألفينا عَلَيْهِ آبَاءَنَا (وَقَالَ) مَا وجدنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا (بِمَعْنى وَقَوله فِي الدَّابَّة ترجع إِلَى مألفها أَي موضعهَا الَّذِي ألفته (أل و) قَوْله لَا آلوا بهم صَلَاة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي لَا أترك بِمد الْهمزَة وَقيل لَا أقصر وَيَأْتِي بِمَعْنى لَا أَسْتَطِيع قَالَه الْحَرْبِيّ وَغَيره وَمثله قَوْله كِلَاهُمَا لَا يألوا عَن الْخَيْر أَي لَا يقصر يُقَال ألوت غير مَمْدُود آلوا ممدودا وَمثله فِي حَدِيث حق الزَّوْج على الزَّوْجَة حِين قَالَ لَهَا عَلَيْهِ السَّلَام كَيفَ أَنْت لَهُ قَالَت مَا آلوه إِلَّا مَا عجزت عَنهُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه جنتك ونارك هُوَ فِي موطأ ابْن عفير وَحده أَي مَا أقصر وَلَا أترك من حَقه إِلَّا مَا لَا أقدر عَلَيْهِ وَقَوله آل حَامِيم قَالَ الْفراء نسب السُّور كلهَا إِلَى حَامِيم الَّتِي فِي أَولهَا كَمَا قيل فِي آل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَقد يكون آل هُنَا هِيَ سُورَة حم

فصل في بيان ما اشتبه في هذه الكتب من ألا وألا وإلا وإلى وألى وتفسير مشكل ذلك وما اختلف فيه منه

نَفسهَا كَمَا قيل فِي قَوْله من مَزَامِير آل دَاوُود أَي دَاوُود نَفسه والآل يَقع على ذَات الشَّيْء وعَلى مَا يُضَاف إِلَيْهِ وَقيل الْوَجْهَانِ فِي آل مُحَمَّد أَنهم أمته وَقيل نَفسه فِي حَدِيث الصَّلَاة عَلَيْهِ وَقيل قرَابَته وَهُوَ المُرَاد فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَذكر أَبُو عبيد أَن حَامِيم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَقَوله أَن الآلي قد بغوا علينا بقصر الْهمزَة المضمومة وَمَعْنَاهُ الَّذين وَلَا وَاحِد لَهُ من لَفظه وَأولُوا كَذَا مِنْهُ بِمَعْنى ذووه وَهَؤُلَاء بِمَعْنَاهُ يمد وَيقصر وَهَا للتّنْبِيه وَقَوله ومجامرهم الألوة وتستجمر بالألوة يُقَال بِفَتْح الْهمزَة وَضمّهَا وَاللَّام مَضْمُومَة قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ فارسية عربت وَقَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال ليه بِكَسْر اللَّام ولوة بضَمهَا وَقد جَاءَ تَفْسِيرهَا فِي الحَدِيث فِي البُخَارِيّ قَالَ وَهُوَ الألنجوج وَقد ذَكرْنَاهُ وَكَانَ فِي كتاب الْأصيلِيّ هَذَا الْحَرْف الأنجوج بِغَيْر لَام وَلَا يعرف (أل ي) قَوْله سابغ الأليتين بِفَتْح الْهمزَة الآلية لحْمَة الْمُؤخر من الْحَيَوَان مَعْلُومَة وَهِي من ابْن آدم المقعدة وَجَمعهَا آليات بِفَتْح اللَّام وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى تضطرب آليات نسَاء دوس وَقَوله آلَيْت أقولها لَك وتالي أَلا يفعل خيرا أَي حلف والآلية الْيَمين يُقَال آلَيْت وائتليت وتاليت آلية وألو وألوة وإلوة بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَالْكَسْر وَلم يعرف الْأَصْمَعِي إِلَّا الْفَتْح قَوْله فِي بَاب من أفطر فِي السّفر ليراه النَّاس ثمَّ دَعَا بِمَاء فرفعه إِلَى يَده ليراه النَّاس كَذَا لجمهورهم وَعند ابْن السكن إِلَى فِيهِ وَهُوَ أظهر لَكِن قد يكون معنى إِلَى فِي الرِّوَايَة الأولى بِمَعْنى على فيستقيم الْكَلَام قَوْله هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة كَذَا عِنْد يحيى الأندلسي وَهَذَا التَّفْسِير لقَوْله حَتَّى يَبْعَثك الله فسر جملَة بجملة وَسقط إِلَيّ فِي رِوَايَة القعْنبِي وَهَذَا بَين وَعند ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير حَتَّى يَبْعَثك الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة وَهَذَا بَين وَالْهَاء فِي إِلَيْهِ ترجع إِلَى المقعد أَو إِلَى الله وَرَوَاهُ قوم عَن ابْن بكير حَتَّى يَبْعَثك الله لم يزدْ فصل فِي بَيَان مَا اشْتبهَ فِي هَذِه الْكتب من أَلا وَألا وَإِلَّا وَإِلَى وألى وَتَفْسِير مُشكل ذَلِك وَمَا اخْتلف فِيهِ مِنْهُ اعْلَم أَن إِلَّا بِكَسْر الْألف وَتَشْديد اللَّام حرف اسْتثِْنَاء تخرج بعض مَا تضمنته الْجُمْلَة قبله مِنْهَا وَقد تَأتي بِمَعْنى لَكِن وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه بَعضهم الِاسْتِثْنَاء من غير الْجِنْس وَبَعْضهمْ يُسَمِّيه الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع وَبَعْضهمْ الِاسْتِدْرَاك وَجَاءَت بِمَعْنى وَلَا أَيْضا وَبِمَعْنى إِن لم فَأَما يفتح الْهمزَة وَالتَّشْدِيد فللتوبيخ واللوم وَتَأْتِي للعرض أَيْضا وَبِمَعْنى هلا وَبِمَعْنى أَن وَلَا زَائِدَة بعْدهَا فَأَما بتَخْفِيف اللَّام فلاستفتاح الْكَلَام وَتَأْتِي للعرض والتحضيض وَأما إِلَى فحرف غَايَة الِانْتِهَاء وَتَأْتِي بِمَعْنى فِي وَبِمَعْنى مَعَ وَإِلَى هِيَ إِلَى أضيفت إِلَى ضمير الْمُتَكَلّم الْمخبر وَتَأْتِي بِمَعْنى لي فَمن ذَلِك حَدِيث ابْن عمر وَقد أعتق مَمْلُوكا ضربه مَا لي فِيهِ من الْأجر مَا يُسَاوِي هَذَا إِلَّا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول الحَدِيث كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْهمزَة حرف الِاسْتِثْنَاء وَوَجهه أَن يكون اسْتثِْنَاء مُنْقَطِعًا أَو على مَا نذكرهُ بعد وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه إِلَّا أَنى بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف اللَّام حرف استفتاح وَكَانَ هَذَا استبعد الاستشهاد بِهَذَا على قَوْله مَا لي فِيهِ من أجر وَعِنْدِي أَنه لَا يبعد وَلَا تنافر بَين الْفَصْلَيْنِ أخبر أَنه لَا أجر لَهُ فِي عتقه وَأَنه لم يعتقهُ لِلْأجرِ مُتَطَوعا بِهِ إِلَّا لِلْكَفَّارَةِ وَإِزَالَة الْحَرج لضربه إِيَّاه وَيكون إِلَّا هُنَا بِمَعْنى لَكِن فَحذف الْخَبَر لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَي فأعتقته

ليكفر عَنى مَا فعلت وَقَوله فِي حَدِيث فضل أبي بكر الأخلة الْإِسْلَام كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَغَيره بِحرف الِاسْتِثْنَاء من نفى غَيرهَا من الْخلَّة وَعند بَعضهم أَلا بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف اللَّام على الاستفتاح وَابْتِدَاء الْكَلَام وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر لَكِن أخوة الْإِسْلَام يشْهد لوجه الِاسْتِثْنَاء وللاستفتاح أَيْضا وَحذف الْخَبَر من قَوْله لَكِن وَمن رِوَايَة الاستفتاح أَيْضا اختصارا لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَي لَكِن خلة الْإِسْلَام ثَابِتَة أَو لَازِمَة أَو بَاقِيَة وَمَا فِي مَعْنَاهَا وَقَوله أَلا آكِلَة الخضرا كثر الرِّوَايَات فِيهِ على الِاسْتِثْنَاء وَرَوَاهُ بَعضهم أَلا على الاستفتاح أَيْضا كَأَنَّهُ قَالَ أَلا انْظُرُوا آكِلَة الْخضر أَو اعتبروا فِي شَأْنهَا وَنَحْوه وسيل تَفْسِيرهَا وَمر مِنْهُ وَفِي خطْبَة الْفَتْح إِلَّا أَي شهر تعلمونه أعظم حُرْمَة قَالُوا إِلَّا شهرنا بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف فيهمَا وَكَذَلِكَ بَقِيَّة الحَدِيث وَفِي حَدِيث صَاحِبي القبرين من بَاب الْكَبَائِر أَلا يسْتَتر من بَوْله لَعَلَّه أَن يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم ييبسا أَو أَلا ان ييبسا بِحرف الِاسْتِثْنَاء كَذَا لأبي الْهَيْثَم والحموي وَإِحْدَى روايتي الْأصيلِيّ ولغيرهم إِلَيّ بِحرف الْغَايَة وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث غَيره وبدليل قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا لم ييبسا من غير شكّ فِي حَدِيث الثَّلَاثَة فوَاللَّه مَا أنعم الله عَليّ من نعْمَة قطّ بعد إِذْ هَدَانِي الله لِلْإِسْلَامِ من صدق رَسُول الله إِلَّا أكون كَذبته فَأهْلك كَمَا هلك الَّذين كذبُوا كَذَا هُوَ بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد اللَّام لكافة رُوَاة الصَّحِيحَيْنِ حَيْثُ تكَرر وَعند الْأصيلِيّ فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك أَلا أَن أكون كَذبته بِزِيَادَة أَن وَالصَّوَاب الأول وَمَعْنَاهُ أَن أكون كَذبته فَأهْلك وَلَا هُنَا زَائِدَة كَمَا قَالَ تَعَالَى) مَا مَنعك أَلا تسْجد (أَي أَن تسْجد وَفِي بَاب الشَّهَادَة عِنْد الْحَاكِم فِي حَدِيث أبي قَتَادَة وَقَالَ لي عبد الله بن صَالح فَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأداه إِلَى كَذَا لأبي ذَر والنسفي وَعند الْأصيلِيّ إِلَى من لَهُ بَيِّنَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنَّك لضخم أَلا تدعني استقرئ لَك الحَدِيث كَذَا روينَاهُ وقيدناه عَن الْأَسدي بتَشْديد اللَّام وَضم الْعين وَفتح مَا بعْدهَا أَي أَن جفاك وغباوتك يحملانك على العجلة لتركك اسْتِمَاع حَدِيثي وقطعه عَليّ بقوله لَيْسَ عَن هَذَا أَسأَلك فَأَنت ضخم جَاف من أجل فعلك هَذَا فَيكون بِمَعْنى الَّتِي للوم وَالْعرض وَرَوَاهُ بَعضهم أَلا بمعناها للعرض والتحضيض وَعند ابْن الْحذاء أَلا تدعني استقرئ بضمهما وَقَوله أَلا يشف فَإِنَّهُ يصف بِكَسْر الْهمزَة أَي إِن لم يكن لخفته يشف أَي يبديء مَا وَرَاءه ويظهره فَإِنَّهُ يصف مَا تَحْتَهُ برقته بانضمامه عَلَيْهِ أَي يظهره كوصف الواصف لذَلِك وَفِي بَاب من ملك من الْعَرَب رَقِيقا نَا ابْن عون كتبت إِلَى نَافِع فَكتب إِلَيّ كَذَا لأبي ذَر والأصيلي وجمهورهم ولبعضهم كتب إِلَى نَافِع على الِاخْتِصَار وَالْأول مَعْرُوف وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه مُبينًا كتبت إِلَى نَافِع أسئلة فَكتب إِلَيّ وَفِي الْجُلُوس فِي الأفنية فَإِن أَبَيْتُم إِلَّا الْمجْلس كَذَا هُوَ حَيْثُ وَقع وَهُوَ الصَّوَاب وَجَاء فِي بَاب الْجُلُوس فِي الأفنية لسَائِر رُوَاة البُخَارِيّ فَإِن أتيتم إِلَّا الْمجْلس كَذَا هُوَ حَيْثُ وَقع وَهُوَ الصَّوَاب وَجَاء فِي بَاب الْجُلُوس فِي الأفنية لسَائِر رُوَاة البُخَارِيّ فَإِن أتيتم إِلَى الْمجَالِس من الْإِتْيَان وَهُوَ تَغْيِير وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَفِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر مَا نقص علمي وعلمك من علم الله إِلَّا مَا نقص هَذَا العصفور من هَذَا الْبَحْر ذكر بَعضهم أَن إِلَّا هُنَا بِمَعْنى وَلَا أَي مَا نقص علمي وَلَا علمك وَلَا مَا أَخذ من الْبَحْر العصفور شَيْئا من علم الله أَي أَن علم الله لَا يدْخلهُ نقص

وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى) وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ (نَحْو هَذَا وَإِنَّمَا هُوَ عِنْد الْمُحَقِّقين اسْتثِْنَاء من غير الْجِنْس بِمَعْنى لَكِن قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا غير مُضْطَر إِلَيْهِ إِذْ معنى الحَدِيث على لَفظه وَصِحَّة الِاسْتِثْنَاء على ظَاهره صَحِيح بَين وَأولى مِمَّا ذكر وَأَصَح وَإِنَّمَا الْمَقْصُود بِالْحَدِيثِ التَّمْثِيل لعدم النَّقْص إِذْ مَا نَقصه العصفور من الْبَحْر لَا يظْهر لرأيه فَكَأَنَّهُ لم ينقص مِنْهُ فَكَذَلِك هَذَا من علم الله أَو يكون رَاجعا إِلَى المعلومات أَي أَن مَا علمت أَنا وَأَنت من جملَة المعلومات لله الَّتِي لم يطلع عَلَيْهَا فِي التَّقْدِير والتمثيل للقلة وَالْكَثْرَة كهذه النقطة من هَذَا الْبَحْر وَذكر النَّقْص هُنَا مجَاز على كل وَجه محَال فِي علم الله تَعَالَى ومعلوماته فِي حَقه وَإِنَّمَا يتَقَدَّر فِي حَقنا وَيدل على هَذَا قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا علمي وعلمك وَعلم الْخَلَائق فِي علم الله إِلَّا مِقْدَار مَا غمس هَذَا العصفور منقاره وَكَذَلِكَ قَوْله لن تمسه النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم مَحْمُول على الِاسْتِثْنَاء عِنْد الْأَكْثَر وَعبارَة عَن الْقلَّة عِنْد بَعضهم على مَا نفسره فِي حرف الْحَاء وَقد يحْتَمل أَن يكون إِلَّا هُنَا بِمَعْنى وَلَا على مَا تقدم أَي وَلَا مِقْدَار تَحِلَّة الْقسم فِي الْعَزْل مَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا بِفَتْح الْهمزَة مشدد قَالَ غير وَاحِد هِيَ إِبَاحَة مَعْنَاهُ اعزلوا أَي لَا بَأْس أَن تعزلوا قَالَ الْمبرد مَعْنَاهُ لَا بَأْس عَلَيْكُم وَلَا الثَّانِيَة للطرح وَقَالَ الْحسن فِي كتاب مُسلم كَانَ هَذَا زجرا وَقَالَ ابْن سِيرِين لَا عَلَيْكُم أقرب إِلَى النهى فِي حَدِيث من وَقَاه الله شَرّ اثْنَيْنِ ولج الْجنَّة قَوْله لَا تخبرنا يَا رَسُول الله كَذَا ليحيى وَابْن الْقَاسِم وَأكْثر الروَاة على النَّهْي وَعند القعْنبِي وَابْن بكير ومطرف وَمن وافقهم من رُوَاة الْمُوَطَّأ أَلا تخبرنا على معنى الْعرض وَالْجَوَاب مَحْذُوف لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَي فنمتثل ذَلِك أَو ننتهي وعَلى الْوَجْه الأول يحْتَمل مَا قيل أَنه كَانَ منافقا وَيحْتَمل أَنه قَالَ ذَلِك لَيْلًا يتكلوا على ذَلِك ويتركوا مَا عداهُ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث آخر بِمَعْنَاهُ وَقيل يحْتَمل أَن قصد الْقَائِل لذَلِك ليتركهم لاستنباطه وَتَفْسِيره من قبل أنفسهم على طَرِيق اختبار معرفتهم وقرائحهم وَقَالَ ابْن حبيب خوف أَن يثقل عَلَيْهِم إِذا أخْبرهُم الاحتراس مِنْهَا ورجاء أَن يوفقوا للْعَمَل بهَا من قبل أنفسهم قَوْله كل عمل ابْن آدم لَهُ إِلَّا الصّيام فَإِنَّهُ لي قَالَ الطَّحَاوِيّ هُوَ اسْتثِْنَاء مُنْقَطع مَعْنَاهُ لَكِن الصّيام لي إِذْ لَيْسَ بِعَمَل فيستثنى من الْعَمَل الْمَذْكُور وَكَذَلِكَ قَالَ غير وَاحِد أَنه لَيْسَ بِعَمَل وَإِنَّمَا هُوَ من فعل التروك وَهَذَا غير سديد وَهُوَ عمل بِالْحَقِيقَةِ من أَعمال الْقُلُوب وإمساك الْجَوَارِح عَمَّا نهيت عَنهُ فِيهِ وَأما قَوْله فَإِنَّهُ لي قيل لكَونه من الْأَعْمَال الْخفية الْخَالِصَة أَي خَالص لَا يدْخلهُ سمعة وَلَا رِيَاء إِذْ لَا يطلع عَلَيْهِ غَالِبا بِخِلَاف غَيره من الْأَعْمَال وَالْأَظْهَر فِي هَذَا الحَدِيث أَنه أَشَارَ إِلَى معرفَة الأجور وَأَن أجور عمل ابْن آدم لَهُ مَعْلُومَة مقدرَة كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث الْحَسَنَة بِعشر إِلَى سبع مائَة إِلَّا الصَّوْم فَأَجره غير مُقَدّر وَإِنَّمَا ذَلِك إِلَى الله تَعَالَى يُوفيه بِغَيْر حِسَاب فِي المنحة الأرجل يمنح أهل بَيت نَاقَة بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف اللَّام على استفتاح الْكَلَام وَعند الجلودي رجل بِالضَّمِّ فِي حَدِيث الْغَار أَلا بَركت بِالتَّخْفِيفِ عِنْد شُيُوخنَا على الْعرض والتحضيض واللوم وَرَوَاهُ بَعضهم بتَشْديد اللَّام بِمَعْنى هلا الَّتِي للوم وَقد تَأتي للعرض والتحضيض أَيْضا وَفِي بَاب من لم يسْتَلم إِلَّا الرُّكْنَيْنِ اليمانيين فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس أَلا تستلم هذَيْن الرُّكْنَيْنِ بِالتَّخْفِيفِ كَذَا للجرجاني وَلغيره أَنه لَا يسْتَلم على

الْخَبَر الْمَنْفِيّ وَهُوَ الْوَجْه وَالصَّحِيح فِي التَّفْسِير فِي حَدِيث زيد وَابْن أبي من رِوَايَة عبيد الله بن مُوسَى مَا أردْت إِلَّا أَن أكذبك النَّبِي كَذَا للجرجاني وَلغيره إِلَى مُخَفّفَة بِمَعْنى الْغَايَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَفِي غير هَذِه الرِّوَايَة إِلَى لجميعهم وَهُوَ الْوَجْه الْبَين أَي مَا أردْت بِنَقْل مَا نقلته وجنيته على نَفسك بذلك إِلَى أَن بلغك تَكْذِيب النَّبِي لَك وَتَكون إِلَى هُنَا على أظهر مَعَانِيهَا للغاية وَقد تكون هُنَا بِمَعْنى فِي وَهُوَ أحد وجوهها أَي صرت فِي صفة من كذبه ومنزلته كَمَا قَالَ كأنني إِلَى النَّاس مَطْلِي بِهِ القار أجرب أَي فِي النَّاس وعَلى الْوَجْه الآخر ي لم يجد عَلَيْك مَا أردْت وَفعلت إِلَّا تَكْذِيب النَّبِي لَك وَقد يكون إِلَّا هُنَا للاستثناء الْمُنْقَطع من غير جنس المُرَاد وَأما حَدِيث عمر وَأبي بكر فِي قصَّة بني تَمِيم فِي تَفْسِير سُورَة الحجرات مَا أردْت إِلَيّ أَو خلا فِي كَذَا الرِّوَايَة فِي الْبَاب الثَّانِي على الشَّك وهما بِمَعْنى مَا تقدم وَعند الْأصيلِيّ هُنَا إِلَيّ بتَشْديد الْيَاء أَو الإخلافي وَله وَجه أَي مَا قصدت قصدي إِلَّا لخلافي وَالله أعلم وَفِي التَّيَمُّم فَقَالُوا أَلا ترى مَا صنعت عَائِشَة كَذَا لجميعهم وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي فَقَالُوا لَا ترى على حذف ألف الِاسْتِفْهَام أَو نقص ألف الْجمع من الْخط فَيكون إِلَّا كَمَا للْجَمِيع وَقَوله مَا قضى بِهَذَا عَليّ إِلَّا أَن يكون ضل يَصح أَن تكون على بَابهَا وَيكون ضل بِمَعْنى نسي وَوهم أَو تكون على ظَاهرهَا وَالْمعْنَى وَهُوَ مِمَّن لَا يضل وَلَا يُوصف بذلك على طَرِيق الْإِنْكَار أَي أَن هَذَا لَا يَفْعَله إِلَّا من ضل وَفِي حَدِيث أضياف أبي بكر مَا لكم أَلا تقبلُوا عَنَّا قراكم بِالتَّخْفِيفِ عِنْد أَكثر الروَاة على الْعرض وَعند ابْن أبي جَعْفَر من شُيُوخنَا إِلَّا بِالتَّشْدِيدِ على اللوم والحض أَو يكون الْمَعْنى على مَا منعكم مِنْهُ وأحوجكم إِلَى أَلا تقبلُوا وَمثله قَوْله مَالك أَلا تكون مَعَ الساجدين قيل مَعْنَاهُ مَا مَنعك أَن تكون مَعَ الساجدين وَلَا زَائِدَة أَو أَي شَيْء جعل لَك أَلا تكون من الساجدين وَقَوله فِي حَدِيث الصَّلَاة قبل الْخطْبَة فِي الْعِيد فِي خبر مَرْوَان وَأبي سعيد فَقلت أَيْن الِابْتِدَاء بِالصَّلَاةِ فَقَالَ لَا يَا أَبَا سعيد كَذَا فِي كتابي وسماعي وَفِي الْحَاشِيَة إلابتدأ بِالصَّلَاةِ وَقَوله فِي كتاب الاسْتِئْذَان مَا أحب أَن أحدا لي ذَهَبا ثمَّ قَالَ عِنْدِي مِنْهُ دِينَار إِلَّا أَن أرصده لديني كَذَا للأصيلي هُنَا وَلغيره لَا ارصده وَهُوَ صَحِيح صفة للدينار وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَفِي غير هَذَا الْبَاب إِلَّا دِينَارا أرصده وَكله بِمَعْنى وَفِي مَنَاقِب سعد مَا أسلم أحد إِلَّا فِي الْيَوْم الَّذِي أسلمت فِيهِ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَسَقَطت إِلَّا فِي بَاب إِسْلَام سعد عِنْدهم قَالَ بَعضهم صَوَابه إِسْقَاط إِلَّا وَلم يقل شَيْئا بل الصَّوَاب إِثْبَاتهَا أَي لم يسلم أحد فِي يَوْم إسلامي بِدَلِيل قَوْله وَلَقَد مكثت سَبْعَة أيامي وَإِنِّي لثلث ويروي ثَالِث الْإِسْلَام قَوْله فِي فَضَائِل الْأَنْصَار مَا سقت إِلَيْهَا قَالَ وزن نواة من ذهب كَذَا للأصيلي هُنَا وَفِي بَاب مؤاخاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَين أَصْحَابه وَكَذَا للنسفي هُنَا وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هذَيْن الْبَابَيْنِ وَعند البَاقِينَ فيهمَا مَا سقت فِيهَا وهما بِمَعْنى جَاءَت فِي بِمَعْنى إِلَيّ وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى فَردُّوا أَيْديهم فِي أَفْوَاههم أَي إِلَيّ وَفِي غُرَمَاء والدجابر قَول عمر حِين علم بركَة النَّبِي فِي التَّمْر حَتَّى قضي غرماءه فَقَالَ لَهُ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اسْمَع يَا عمر فَقَالَ أَلا نَكُون قد علمنَا أَنَّك رَسُول الله بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد أَي إِنَّا قد حققنا أَمرك وَلَا نشك فِي بركتك وَإجَابَة دعوتك فِيهَا إِلَّا أَلا نَكُون نعلم أَنَّك رَسُول الله كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قد علمت حِين

مَشى بهَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنه يُبَارك فِيهَا وَفِي بَاب الْوكَالَة فِي قَضَاء الدُّيُون فِي البُخَارِيّ أَعْطوهُ سنا مثل سنة قَالُوا يَا رَسُول الله أَلا أمثل من سنه بِالْكَسْرِ أَي لم نجد إِلَّا أمثل وافضل فحذفوا اسْتِخْفَافًا لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَو أسقط الْحَرْف عَن الرَّاوِي وَقد جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب تَاما مُبينًا لَا نجد إِلَّا سنا أفضل من سنه وَقَوله فِي بَاب مَا يذكر من المناولة حَيْثُ كتب لأمير السّريَّة كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ إِلَى أَمِير السّريَّة وهما بِمَعْنى مُتَقَارب وإلي تَأتي بِمَعْنى مَعَ وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّمَا كتب الْكتاب لَهُ وَمَعَهُ وَلم يُرْسِلهُ إِلَيْهِ وَلَيْسَ إِلَى هُنَا غَايَة وَقَوله فِي حَدِيث الأيمة أفلاننا بذهم قَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُم الصَّلَاة كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ إِلَّا وَلَا وَجه لَهُ وَلَعَلَّه إِلَّا للاستفتاح أَي مَا أقاموها فَلَا تَفعلُوا وَقَوله فِي حَدِيث لَا تزَال طَائِفَة ظَاهِرين فَيَقُول إِلَّا أَن بَعضهم على بعض أُمَرَاء كَذَا هِيَ مُخَفّفَة لأكْثر الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب على الاستفتاح وَفِي كتاب شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد عَن العذري فَيَقُول الْآن بِسُكُون اللَّام بِمَعْنى ظرف زمن الْحَال وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَفِي حَدِيث لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو أَن عبد الله بن أبي أوفى كتب إِلَى عمر ابْن عبيد الله حِين سَار إِلَيّ الحرورية كَذَا لَهُم وللعذري إِلَيْهِ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة فِي الْفِتَن إِنِّي لأعْلم النَّاس بِكُل فتْنَة وَمَا بِي إِلَّا أَن يكون رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام أسر إِلَيّ فِي ذَلِك شَيْئا لم يحدثه غَيْرِي وَلَكِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ كَذَا الحَدِيث كَذَا فِي الْأُصُول كلهَا قَالَ الوقشي الْوَجْه حذف إِلَّا وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هُوَ مساق الحَدِيث وَمَا يدل عَلَيْهِ مُقْتَضَاهُ أَي مَا اخْتصَّ علم ذَلِك بِي لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أسر جَمِيعه إِلَيّ وَلَكِن لما ذكره من أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ وَهُوَ فِي مجْلِس فِيهِ غَيره فماتوا وَبَقِي هُوَ وَحده وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر نَسيَه من نَسيَه وَقد يخرج للرواية وَجه أَن يكون قَوْله وَمَا بِي من عذر فِي التحدث بهَا والإعلام إِلَّا مَا أسر إِلَى (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من ذَلِك مِمَّا لم يُعلمهُ غَيْرِي وَلَعَلَّه حد لَهُ أَن لَا يذيعه أَو رأى ذَلِك من الْمصلحَة وَفِي البُخَارِيّ وَقَالَ ابْن عمر وَالْحسن فِيمَن احْتجم لَيْسَ عَلَيْهِ الأغسل محاجمه كَذَا للبلخي وَسقط للباقين إِلَّا والإ غسل محاجمه هُوَ الصَّوَاب وَهُوَ مَذْهَبهمَا الْمَعْرُوف عَنْهُمَا أَي أَنه لَا وضوء عَلَيْهِ من الْحجامَة الأغسل مَوَاضِع المجاجم من الدَّم وَقد رُوِيَ عَنْهُمَا أَن عَلَيْهِ الْوضُوء وَأما إِسْقَاط إِلَّا فَوَهم فِي حَدِيث الْإِفْك فَقلت إلام تسبين ابْنك كَذَا للمروزي وللباقين أَي أم تسبين ابْنك ولكليهما وَجه الأول حتما لأنهاكررت سبه فِي الحَدِيث مرّة بعد أُخْرَى أَو فيمَ كَمَا تقدم أَي لأي عِلّة وَفِي أَي قصَّة وَالْوَجْه الآخر بَين ودعتها أما لسنها وكبرها وَيحْتَمل أَنه مصحف من الْأُم وَالله أعلم وَقَوله فَجَلَست إِلَى الْحلق معنى إِلَى هُنَا معنى فِي كَمَا تقدم وكما جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فَجَلَست فِي الْحلق فِي خبر زيد بن عَمْرو بن نفَيْل فَقدمت إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سفرة كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْجِرْجَانِيّ فَقدم إِلَيْهِ النَّبِي سفرة وَالْأول إِن شَاءَ الله الصَّوَاب وَلَا يبعد صِحَة الثَّانِي فِي بَاب من أَشَارَ إِلَى الرُّكْن فِي الْحَج كَذَا لَهُم وَهُوَ وهم وَقَوله يُوشك أهل الْعرَاق أَلا يَجِيء إِلَيْهِم قفيز كَذَا لَهُم وَعند بعض شُيُوخنَا لَهُم وَهُوَ الْوَجْه أَي مِمَّا لَهُم أَو عَلَيْهِم وَاللَّام تَأتي بِمَعْنى من وَأما على رِوَايَة إِلَى فتحيل الْمَعْنى

(أم ا)

الْهمزَة مَعَ الْمِيم (أم ا) جَاءَت فِي هَذِه الْأُصُول أما بِالْكَسْرِ وَأما بِالْفَتْح وهما مُخْتَلِفَانِ وَفِي مَوَاضِع مِنْهَا أشكال فَأَما أما الْمَكْسُورَة فتأتي للتَّخْيِير وَالشَّكّ وللتقسيم وللإبهام وَهِي بِمَعْنى أَو فِي أَكثر مَعَانِيهَا وَحكي بَعضهم أَنَّهَا حرف عطف وَلَا يَصح لدُخُول حرف الْعَطف عَلَيْهَا وَبَعض بني تَمِيم يفتح همزتها فِي هَذَا الْبَاب وَأما الْمَفْتُوحَة الْهمزَة فَأَما الَّتِي للاستئناف وَتَفْسِير الْجمل وَهِي أَن دخلت عَلَيْهَا مَا فأدغمت فِيهَا فمما وَقع مِمَّا يشكل مِنْهَا فِي هَذِه الْأُصُول قَوْله أما لَا وَقع هَذَا اللَّفْظ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي مَوَاضِع بِكَسْر الْهمزَة وَتَشْديد الْمِيم وَهُوَ هَكَذَا صَحِيح وَلَا مَفْتُوحَة عِنْد أَكْثَرهم وَكَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَعَن جُمْهُور الروَاة وَوَقع عِنْد الطَّبَرِيّ أما لي مكسور اللَّام وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ فِي جَامع الْبيُوع وَالْمَعْرُوف فتحهَا وَقد منع من كسرهَا أَبُو حَاتِم وَغَيره ونسبوه إِلَى الْعَامَّة لَكِن هَذَا خَارج جَائِز على مَذْهَب كثير من الْعَرَب فِي الإمالة وَأَن يَجْعَل الْكَلِمَة كلهَا كَأَنَّهَا كلمة وَاحِدَة وَقد رَوَاهُ بعض الروَاة بِفَتْح الْهمزَة وَهُوَ خطأ إِلَّا على لُغَة بعض بني تَمِيم الَّتِي ذكرنَا أَنهم يفتحون همزَة أما الَّتِي للتَّخْيِير وَمعنى هَذِه الْكَلِمَة إِن كنت لَا تفعل كَذَا فافعل غَيره وَمَا صلَة لِأَن كَمَا قَالَ الله سُبْحَانَهُ) فإمَّا تَرين من الْبشر أحدا (واكتفوا بِذكر لَا عَن ذكر الْفِعْل كَمَا تَقول الق زيدا وَإِلَّا فَلَا أَي فدع لقاءه إِن لم ترده وَقَول ابْن عمر من رِوَايَة مُسلم فِي الحَدِيث الآخر أما أَنْت فَطلقت امْرَأَتك فَإِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَمرنِي بِهَذَا هَذَا بِفَتْح الْهمزَة وَمَعْنَاهُ عِنْدهم أَي إِن كنت طلقت فحذفوا الْفِعْل الَّذِي يَلِي إِن وَجعلُوا مَا عوضا مِنْهُ وفتحوا أَن ليَكُون عَلامَة لما أرادوه وَقد جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ إِن كنت طلقت امْرَأَتك مُبينًا (أم د) قَوْله أمدها ثنية الْوَدَاع كَذَا هُوَ بِفَتْح الْمِيم أَي غايتها (أم ر) قَوْله لقد أَمر أمرا بن أبي كَبْشَة بِكَسْر الْمِيم وَقصر الْهمزَة وَفتحهَا فِي الأول وَمَعْنَاهُ عظم وَزَاد يُقَال أَمر الْقَوْم إِذا كَثُرُوا وَأما الثَّانِي فبفتح الْهمزَة وَسُكُون الْمِيم بِمَعْنى الشَّأْن وَالْحَال وَمن الأول قَوْله تَعَالَى لقد جِئْت شَيْئا أمرا أَي عَظِيما يتعجب مِنْهُ وَقَوله إِذا هلك أَمِير تآمرتم فِي آخر مشدد الْمِيم مَقْصُور الْهمزَة وَيصِح بِمد الْهمزَة وَتَخْفِيف الْمِيم أَي تشاورتم فِيهِ من الائتمار وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فِي المخطوبة فآمرت نَفسهَا مَمْدُود الْهمزَة مخفف الْمِيم أَي شاورتها وَمثله فِي الحَدِيث الآخر أَنا فِي أَمر ائتمره سَاكن الْهمزَة أَي أشاور نَفسِي فِيهِ وَفِي فَضَائِل أُسَامَة وَأمر عَلَيْهِم أُسَامَة مشدد الْمِيم أَي قدمه عَلَيْهِم أَمِيرا من الْإِمَارَة وَفِيه فطعن إمرته وَمِنْه قَالَ أَن تطعنوا فِي إمرته فقد طعنتم فِي إمرة أَبِيه وَإِن كَانَ لخليقا للإمرة وَفِي حَدِيث عمر فَإِن أَصَابَت الإمرة سَعْدا أَي الْإِمَارَة وَكَذَا رِوَايَة الْقَابِسِيّ كلهَا بِكَسْر الْهمزَة وَمِنْه فَخذهَا خَالِد من غير إمرة وَفِي إمرة عُثْمَان وَفِي كتاب البُخَارِيّ وَجَاء عَن مُسلم أَيْضا إمارته وهما بِمَعْنى وَاحِد أَي ولَايَته وسلطنته كُله بِكَسْر الْهمزَة وَمِنْه رِوَايَات عَن جَمِيعهم وَكَذَا قَالَه ثَعْلَب من أَرْبَاب اللُّغَة بِغَيْر خلاف وَأما الْإِمَارَة بِفَتْح الْهمزَة فَهِيَ الْعَلامَة يُقَال هَذِه إِمَارَة بيني وَبَيْنك وَأما الإمرة بِالْفَتْح فالفعلة الْوَاحِدَة من الْأَمر وَمِنْه قَوْلهم عَلَيْك إمرة مطاعة بِالْفَتْح لَا غير وَكَذَا ضبطناها فِي المُصَنّف وَغَيره على شَيخنَا أبي الْحُسَيْن الْحَافِظ اللّغَوِيّ وَغَيره أَو كَأَنَّهَا الفعلة الْوَاحِدَة من طَاعَة الْإِمَارَة

(أم ل)

وَقَول أبي ذَر لَو أمروا عَليّ حَبَشِيًّا مشدد الْمِيم من الْإِمَارَة أَيْضا وَمثله فَأَيكُمْ مَا أَمر وَفِي حَدِيث الْهَدَايَا أَنه بعثها مَعَ رجل أمره عَلَيْهَا بشد الْمِيم أَي قدمه على النّظر فِي أمرهَا وَجعله كالأمير وَرَوَاهُ بَعضهم بتَخْفِيف الْمِيم من الْأَمر وَالْأول أوجه وَقد صحف بعض رُوَاة مُسلم فَقَالَ مَعَ رجل وَامْرَأَة وَقَوله فِي الوقوت بِهَذَا أمرت بِضَم التَّاء وَفتحهَا وَفِي حَدِيث الْعَبَّاس مر بَعضهم يرفعهُ عَليّ كتبه الْأصيلِيّ أُؤمر على الأَصْل وصور الْهمزَة الْأَصْلِيَّة واوا للضمة قبلهَا وَكَذَا كتب فِي حَدِيث ابْن عمر أومره فَلْيُرَاجِعهَا على الأَصْل وَفِي بَاب هَيْئَة الصَّلَاة وَأمر عَلَيْهِم أَبَا عُبَيْدَة أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ يَعْنِي ابْن عبد الله بن مَسْعُود مشدد الْمِيم من الْولَايَة أَيْضا كَذَا عِنْد الصَّدَفِي وخففه فِي كتاب الْأَسدي من الْأَمر بِالصَّلَاةِ ضد النَّهْي وَكِلَاهُمَا صَحِيح فِي الْمَعْنى وَالْأول أوجه لقَوْله عَلَيْهِم وَفِي بَاب إِعْطَاء السَّلب وعلينا أَبُو بكر أمره رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مشدد وَعند الجياني تَأمره وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى من الْإِمَارَة وَفِي بَاب الْهِجْرَة وَأمر بِبِنَاء الْمَسْجِد على مَا لم يسم فَاعله وَقَوله فِي أَشْرَاط السَّاعَة أوَامِر الْعَامَّة قَالَ قَتَادَة يَعْنِي الْقِيَامَة (أم ل) قَوْله وَهَذَا أمله وَذكر الأمل بِفَتْح الْمِيم هُوَ مَا يحدث بِهِ الْإِنْسَان نَفسه مِمَّا يُدْرِكهُ من أُمُور الدُّنْيَا ويبلغه ويحرص عَلَيْهِ (أم م) قَوْله فِي الْمُلَاعنَة فَكَانَ ابْن أمه بِضَم الْهمزَة وَكسر الْمِيم مُشَدّدَة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَى أمه أَي يدعى بِأُمِّهِ لانْقِطَاع نسبه من أَبِيه فَيُقَال ابْن فُلَانَة وَقَوله عبد شمس وهَاشِم وَالْمطلب أخوة لأم مَعْنَاهُ شقائق وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بعده وَكَانَ نَوْفَل أَخَاهُم لأبيهم وَفِي الحَدِيث فِي خبر عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وأمامكم مِنْكُم قيل خليفتكم وَقيل المُرَاد بِهِ الْقُرْآن وَفِي الحَدِيث يؤمُّونَ هَذَا الْبَيْت أَي يقصدونه وَمثله فَانْطَلَقت أتأمم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أقصده وَمثله فَتَيَمَّمت بهَا التَّنور كَذَا للْبُخَارِيّ وَلمُسلم فتأممت وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى سهل الْهمزَة فِي رِوَايَة وحققها فِي أُخْرَى أَي قصدت قَالَ الله تَعَالَى) فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا (وَمِنْه قَوْله فَتَيَمَّمت منزلي كَذَا فِي مُسلم وَفِي البُخَارِيّ فأممت منزلي مشدد الْمِيم بِمَعْنى كَمَا تقدم وَأَصله كُله الْهَمْز وَأم الْكتاب سُورَة الْحَمد وَأمة النَّبِي أَتْبَاعه وَالْأمة الْقُرُون من النَّاس وللأمة معَان كَثِيرَة فِي اللِّسَان وَقد تكَرر مَا ذَكرْنَاهُ فِي الحَدِيث والمأمومة الْمَذْكُورَة فِي الْمُوَطَّأ فِي الْجراح الَّتِي بلغت إِلَى صفاق الدمغ وَهِي جلدَة رقيقَة تغشيه وَهِي الْأمة ممدودة مُشَدّدَة وَتلك الجليدة هِيَ أم الدِّمَاغ وَأم الرَّأْس وَبِه سميت الْجراحَة وَقَوله تِلْكَ صَلَاة النَّبِي لَا أم لَك هِيَ كلمة تدعم الْعَرَب بهَا كَلَامهَا لَا تُرِيدُ بهَا الذَّم بل عِنْد إِنْكَار أمرا وتعظيمه وَقَوله فَقلت وأثكل أُميَّة كَذَا للعذري وَالْهَاء للسكت وللوقف وَلغيره أمِّياه قَوْله أَنا أمة أُميَّة الْأُمِّي الَّذِي لَا يقْرَأ وَلَا يكْتب قيل نسب بِصفتِهِ تِلْكَ إِلَى أمه إِذْ هِيَ صفة النِّسَاء وشأنهن غَالِبا فَكَأَنَّهُ مثلهَا فِي الْمُوَطَّأ أَبُو الرِّجَال عَن أمه عمْرَة هِيَ أمه الْعليا أَي جدته (أم ن) قَوْله آمين تمد الْهمزَة وتقصر بتَخْفِيف الْمِيم وَحكى اللغويين تشديدها وَأنْكرهُ الْأَكْثَر وَأنكر ثَعْلَب الْقصر أَيْضا فِي غير ضَرُورَة الشّعْر وَصَححهُ يَعْقُوب وَالنُّون مَفْتُوحَة أبدا مثل لَيْت وَلَعَلَّ وَيُقَال فِي فعله أَمن الرجل مشدد الْمِيم تأمينا وَاخْتلف فِي مَعْنَاهَا فَقيل الْمَعْنى كَذَلِك يكون وَقيل هُوَ اسْم من أَسمَاء الله وَقيل هُوَ أَمِين بقصر الْألف فَدخلت عَلَيْهَا ألف النداء كَأَنَّهُ قَالَ يالله استجب دعاءنا وَقيل هِيَ دَرَجَة فِي الْجنَّة تجب لقَائِل ذَلِك وَقيل هُوَ طَابع الله على عباده

فصل الاختلاف والوهم

يدْفع بِهِ الأفات وَقيل مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ استجب دعاءنا وَقَوله إِذا أَمن الإِمَام فَأمنُوا قيل مَعْنَاهُ إِذا قَالَ آمين وَقيل مَعْنَاهُ إِذا دَعَا بقوله أهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم إِلَى آخر السُّورَة وَيُسمى كل وَاحِد من الدَّاعِي وَالْمُؤمن دَاعيا ومؤمنا قَالَ الله تَعَالَى) قد أجيبت دعوتكما (وَكَانَ أَحدهمَا دَاعيا وَالْآخر مُؤمنا وَقيل مَعْنَاهُ إِذا بلغ مَوضِع التَّأْمِين وَقَوله فَإِنَّهُ من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة الحَدِيث قيل فِي مُوَافقَة القَوْل لقَوْله قَالَت الْمَلَائِكَة آمين وَقيل فِي الصّفة من الخشية وَالْإِخْلَاص وَقيل هُوَ أَن يكون دعاؤه لعامة الْمُؤمنِينَ كالملائكة وَقيل مَعْنَاهُ من استجبت لَهُ كَمَا يُسْتَجَاب للْمَلَائكَة وَقَوله فِي الْحَبَشَة أمنا بنى أرفدة بِسُكُون الْمِيم نصبا على الْمصدر أَي أمنتهم أمنا وَيصِح على الْمَفْعُول أَي وافقتم ووجدتم أمنا وَكَذَا قيد اللَّفْظ الْأصيلِيّ والهروي ولغيرهما آمنا بِالْمدِّ للهمزة وَكسر الْمِيم على وزن فَاعل وَصفا للمكان أَو الْحَال نصبا على الْمَفْعُول أَي صادفتم آمنا يُرِيد زَمنا آمنا أَو أمرا أَو نزلتم بَلَدا آمنا وَمَعْنَاهُ أَنْتُم آمنون فِي الْوَجْهَيْنِ والروايتين وَقَوله فِي الْمَدِينَة حرم آمن هِيَ بِالْمدِّ أَي من الْعدوان يغزوه كَمَا قَالَ لن تغزوكم قُرَيْش بعد الْيَوْم أَو آمن من الدَّجَّال كَمَا جَاءَ أَنَّهَا مُحرمَة عَلَيْهِ أَو من الطَّاعُون كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث أَنه لَا يدخلاها أَو آمن صيدها لتَحْرِيم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك كَذَا لعامة الروَاة وَفِي كتاب التَّمِيمِي فِي مُسلم أَمن أَي ذَات أَمن كَمَا قيل رجل عدل وصف بِالْمَصْدَرِ وَقَوله مثل مَا آمن عَلَيْهِ الْبشر وَفِي بعض رِوَايَات الصَّحِيح أَو من بِالْوَاو وَبَعْضهمْ كتبه أَيمن بِالْيَاءِ وَكله رَاجع إِلَى معنى وَإِنَّمَا هُوَ اخْتِلَاف فِي اللَّفْظ وَصُورَة حرف ألف الْمدَّة الَّتِي بعد الْهمزَة وَكله من الْإِيمَان وَرُوِيَ عَن الْقَابِسِيّ أَمن من الْأمان وَلَيْسَ مَوْضِعه قَوْله لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤمن الحَدِيث قيل مَعْنَاهُ آمن من عَذَاب الله وَقيل مصدر وَحَقِيقَة التَّصْدِيق بِمَا جَاءَ فِي ذَلِك وَقيل كَامِل الْإِيمَان وَقيل هُوَ على التَّغْلِيظ كَمَا قَالَ لَا إِيمَان لمن لَا أَمَانَة لَهُ وَقيل مَعْنَاهُ النَّهْي أَي لَا يفعل ذَلِك وَهُوَ مُؤمن وَإِن هَذَا لَا يَلِيق بِالْمُؤمنِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله لَا تكلفوا الْأمة غير ذَات الصَّنْعَة الْكسْب كَذَا لمطرف وَابْن بكير وَكَذَا عِنْد ابْن وضاح وَفِي رِوَايَة يحيى الْمَرْأَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالْأول أوجه وَأعرف قَول العَاصِي ابْن وَائِل فِي إِسْلَام عمر لَا سَبِيل عَلَيْك بعد أَن قَالَهَا آمَنت كَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ بِمد الْهمزَة وَفتح الْمِيم من الْإِيمَان وَرَوَاهُ الْحميدِي أمنت بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمِيم وتاء المخاطبة من الْأَمْن وَرَوَاهُ أَبُو ذَر وَغَيره من الروَاة مثله لَكِن بِضَم تَاء الْمخبر وَهُوَ أظهر فعمر هُوَ قَائِل هَذَا لما قَالَ لَهُ العَاصِي لَا سَبِيل عَلَيْك فَقَالَ عمر بعد أَن قَالَهَا أَي هَذِه الْكَلِمَة أمنت ولفتح التَّاء وَجه وَيكون من قَول العَاصِي ذَلِك لعمر لَا سَبِيل عَلَيْك أمنت لَكِن قَوْله بَين هذَيْن الْكَلَامَيْنِ بعد أَن قَالَهَا فِيهِ على هَذَا الْوَجْه أشكال قَوْله فِي فَضَائِل الْأَنْصَار ويشركونا فِي الْأَمر كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْجِرْجَانِيّ فِي الثَّمر وَهُوَ الْوَجْه وَقَوله فِي حَدِيث جِبْرِيل بِهَذَا أمرت روينَاهُ بِضَم التَّاء كِنَايَة جِبْرِيل أَي أَنِّي أمرت بالتبليغ لَك والتعليم وَبِالنَّصبِ كِنَايَة مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام أَي كلفت الْعَمَل بِهِ وألزمته أَنْت وَأمتك قَوْله الْأُمَرَاء من قُرَيْش كَذَا لَهُم وَلابْن أبي صفرَة الْأَمر أَمر قُرَيْش بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمِيم فيهمَا وَالْأول أشهر وَفِي شَارِب الْخمر فَأمر بضربه

(أن ب)

فمنا من يضر بِهِ بِيَدِهِ كَذَا عِنْد أبي ذَر وَلغيره فَقَامَ يضر بِهِ وَالْأول الْمَعْرُوف وَالصَّوَاب وَفِي الوفات فِي خبر السِّوَاك فلينته بأَمْره كَذَا للقابسي والأصيلي ولغيرهما فَأمره وَكَذَا لأبي ذَر والنسفي كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فاستن بِهِ قَوْله فِي الحَدِيث مرْحَبًا بِأم هاني ويروي يَا أم هاني وَالرِّوَايَتَانِ فِيهَا معروفتان صحيحتان بِالْبَاء وَالْيَاء وَالْبَاء هُنَا أَكثر اسْتِعْمَالا قَوْله لَا تمنعوا أماء الله مَسَاجِد الله كَذَا لَهُم وَفِي رِوَايَة الصدفى عَن العذرى لَا تمنعوا إماءكم فِي حَدِيث مُسلم عَن حَرْمَلَة وَكَانَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر الْإِمَاء وَعِنْده نِسَائِكُم مَعًا وَرِوَايَة العذرى ضَعِيفَة غير مَعْرُوفَة وَكَذَا قَول من قَالَ الْإِمَاء أَيْضا قَوْله إِذا مَاتَ أحدكُم انْقَطع أمله كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ وَبَعْضهمْ وَعند سَائِر الروَاة عمله وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف الَّذِي يدل عَلَيْهِ بَقِيَّة الحَدِيث وَفِي خبر أبي يصير قدم عَليّ للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مُؤمنا كَذَا للأصيلي وَأبي الْهَيْثَم وللباقين من منى وَالْوَجْه الأول وَهَذَا تَصْحِيف وَفِي تَفْسِير من قتل مُؤمنا مُتَعَمدا عَن سعيد بن جُبَير أَمرنِي عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي أَن اسْأَل ابْن عَبَّاس كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَرَوَاهُ أَبُو عبيد أَمرنِي سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي وَرَوَاهُ جمَاعَة أَمرنِي ابْن إبزي غير مُسَمّى قَالَ بَعضهم فَلَعَلَّ مَا فِي الصحيحن أَمر ابْن عبد الرَّحْمَن فتصحف ابْن بنُون الْكِنَايَة وَيكون مُوَافقا لما فِي غير الصَّحِيحَيْنِ قَالَ وَهُوَ الصَّحِيح لِأَن عبد الرَّحْمَن لَهُ صُحْبَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كَأَنَّهُ أنكر أَن يسْأَل ابْن عَبَّاس أَو يتَعَلَّم مِنْهُ وَلَا يُنكر سُؤال عبد الرَّحْمَن وَمن هُوَ أكبر مِنْهُ من الصَّحَابَة لِابْنِ عَبَّاس عَن الْعلم فقد سَأَلَهُ الأكابر عَنهُ من عُلَمَاء الصَّحَابَة وَقَوله وَذكر بنت الْحَرْث بن كريز فَقَالَ وَهِي أم عبد الله بن عَامر بن كريز كَذَا لَهُم وَهُوَ وهم لَيست بِأُمِّهِ بل هِيَ زَوجته خلف عَلَيْهَا بعد مُسَيْلمَة وأبوها الْحَرْث عَم زَوجهَا وَلَو كَانَت أمه لَكَانَ أَبوهُ إِذا تزوج بنت أَخِيه وَلم يكن ذَلِك من مناكح الْعَرَب وَفِي احْتِلَام الْمَرْأَة أَن أم سليم أم بني أبي طَلْحَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء امْرَأَة أبي طَلْحَة وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى وَقَوله فِي بَاب بعث أبي مُوسَى لما قَالَ لَهُ وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا قَالَ رجل خَلفه قرت عين أم إِبْرَاهِيم كَذَا لجميعهم لَكِن عَن الْقَابِسِيّ أم أم مكررا وَكَذَلِكَ فِي كتاب عَبدُوس وضبب عَلَيْهِ وَهُوَ وهم وَفِي بَاب سَكَرَات الْمَوْت يتبع الْمُؤمن كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَغَيره وَلأبي زيد الْمَيِّت وَهُوَ الْوَجْه الْمَعْرُوف وَهِي رِوَايَة الكافة الْهمزَة مَعَ النُّون (أَن ب) قَوْله مَا زَالُوا يؤنبوني بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد النُّون مَكْسُورَة أَي يلومونني ويوبخونني والتأنيب العتب واللوم قَوْله فِي حَدِيث أبي جهم وأتوني بانبجانية ضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْهمزَة بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَكَذَلِكَ رويناها عَن شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وبكسر الْبَاء وَتَخْفِيف الْيَاء آخر أَو شدها مَعًا وبالتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوتهَا آخرا على التَّأْنِيث انبجانية لَهُ وَالَّذِي كَانَ فِي كتاب التَّمِيمِي عَن الجياني الْفَتْح وَالتَّخْفِيف وبفتح الْبَاء وَكسرهَا مَعًا ذكرهَا ثَعْلَب وضبطناه فِي مُسلم بِفَتْح الْهمزَة وَالْبَاء وَفِي البُخَارِيّ رويت بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْهمزَة وَفِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن جَعْفَر عَن ابْن سهل بِكَسْر الْهمزَة وَالْبَاء مَعًا وَكَذَا عِنْد الطرابلسي وَعند ابْن عتاب وَابْن حمدين بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْيَاء قَالَ ثَعْلَب يُقَال ذَلِك فِي كل مَا كثف والتف وَقَالَ غَيره إِذا كَانَ الكساء ذَا علمين فَهُوَ الخميصة فَإِن لم يكن لَهُ علم فَهُوَ الإنبجانية وَقَالَ الدودي هُوَ

فصل في بيان مشكل ما وقع فيها من أن وأن وإن وأن وما اختلف فيه من ذلك

كسَاء غليظ بَين الكساء والعباء وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة وَذكر عَن الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هُوَ منبجاني مَنْسُوب إِلَى منبج وَلَا يُقَال انبجاني وَفتحت الْبَاء فِي النّسَب أَخْرجُوهُ مخرج منظراني ومخبراني قَالُوا وَهِي أكسية تصنع بحلب فَتحمل إِلَى جسر منبج قَالَ الْبَاجِيّ وَمَا قَالَه ثَعْلَب أظهر لِأَن النّسَب إِلَى منبج منبجي قَالَ القَاضِي رَحمَه الله النّسَب مسموع فِيهِ تَغْيِير الْبناء كثيرا فَلَا يُنكر مَا قَالَه أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن لَكِن هَذَا الحَدِيث الْمُتَّفق على نقل هَذِه اللَّفْظَة فِيهِ بِالْهَمْز تصحح مَا أنكروه (أَن ت) قَوْله فِي الْخَبَر فِي قَول إِبْلِيس لرَسُوله نعم أَنْت قيل هُوَ من الْمَحْذُوف الموجز الَّذِي يدل عَلَيْهِ الْكَلَام أَي أَنْت الَّذِي جِئْت بالطامة وَقد يكون مَعْنَاهُ أَنْت الَّذِي أغنيت عني وَفعلت رغبتي أَو أَنْت الحظي عِنْدِي الْمُقدم الْمعول عَلَيْهِ من رُسُلِي وخلائفي والمحمود أَو أَنْت الشهم والجذل وَشبه هَذَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله آخر الحَدِيث ويدنيه إِلَيْهِ فيلتزمه وَقَوله أَنْت من يشْهد مَعَك نذكرهُ بعض فِي فضل الْخلاف كَذَلِك (أَن ث) قَوْله فِي الزَّوْجَيْنِ آنثا بِإِذن الله بِمد الْهمزَة أَي انسلا أُنْثَى وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر إِذْ كروآنث مثله أَي جَاءَ بِذكر أَو أُنْثَى (أَن ن) قَوْله يَئِن أَنِين الصَّبِي أَي يصوت صَوتا ضَعِيفا مثل صَوته والأنين الصَّوْت كصوت الصَّبِي وَالْمَرِيض وَقَوله وَإِنِّي بأرضك السَّلَام أَي من أَيْن بأرضك السَّلَام وَمثله قَوْله فِي التسليمتين فِي الصَّلَاة إِنِّي علقها أَي من أَيْن أَخذهَا وَإِنِّي تَأتي بِمَعْنى أَيْن وَبِمَعْنى كَيفَ وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام نوراني أرَاهُ أَي كَيفَ أرَاهُ وَقد حجب بَصرِي النُّور وَكَذَا فِي حَدِيث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل لَا أحمل من غضب الله شَيْئا وَإِنِّي استطيعه كَذَا هُوَ صَوَابه بتَشْديد النُّون أَي كَيفَ وَرَوَاهُ أَكثر الروَاة وَأَنا مخففا وَله وَجه على طَرِيق التَّقْرِير أَي أَنا لَا أستطيعه وَتَأْتِي بِمَعْنى مَعَ فَأَما أَنا المخففة فَهِيَ اسْم للمتكلم عَن نَفسه وَأَصلهَا أَن بِغَيْر ألف قَالَ الزبيدِيّ فَإِذا وقفت زِدْت ألفا للسكوت قَالَ الله تَعَالَى) إِنِّي أَنا رَبك (التِّلَاوَة بِغَيْر ألف فصل فِي بَيَان مُشكل مَا وَقع فِيهَا من أَن وَأَن وَإِن وَأَن وَمَا اخْتلف فِيهِ من ذَلِك اعْلَم أَن هَذِه الصِّيغَة جَاءَت فِي كتاب الله وَحَدِيث رَسُوله وَأَصْحَابه وَكَلَام الْعَرَب وأشعارهم بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة ولمعان كَثِيرَة فَإِن بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد حرف تَأْكِيد وَيكون بِمَعْنى نعم وبفتح الْألف مُشَدّدَة للتَّأْكِيد أَيْضا وَهُوَ أَعم من الْمَكْسُورَة وَإِنَّمَا تكسر لخمس قَرَائِن إِذا جَاءَت مُبتَدأَة أَو بعد القَوْل أَو الْحِكَايَة أَو كَانَ فِي خَبَرهَا لَام التَّأْكِيد أَو إِذا وَقعت بعد الِاسْم الْمَوْصُول أَو بعد الْقسم وَقد فتحهَا بَعضهم هُنَا وَأَصله كُله أَن يَأْتِي مَا بعْدهَا مُبْتَدأ أَو فِي مَعْنَاهُ وَتَأْتِي أَن أَيْضا الْمَفْتُوحَة الْمُشَدّدَة بِمَعْنى لَعَلَّ وَإِذا كَانَت مَكْسُورَة الْهمزَة مُخَفّفَة كَانَت جحدا بِمَعْنى مَا وَتَكون زَائِدَة بعد مَا النافية وَبِمَعْنى الَّذِي ومخففة من الثَّقِيلَة فَترفع مَا بعْدهَا وَمن الْعَرَب من ينصب بهَا وَتَكون شرطا وَإِن مَفْتُوحَة مُخَفّفَة تكون بِمَعْنى أَي وتنصب الْفِعْل بعْدهَا وَتَكون مَعَه اسْما وَتَكون زَائِدَة بعد لما وَتَأْتِي بِمَعْنى من أجل قَوْله حَتَّى يظل الرجل أَن يدْرِي كم صلى كَذَا لجمهور الروَاة والأشياخ بِكَسْر الْألف وَهُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهَا هُنَا مَا يدْرِي وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالْفَتْح وَابْن عبد الْبر وَقَالَ هِيَ رِوَايَة أَكْثَرهم قَالَ وَمَعْنَاهَا لَا يدْرِي وَلَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ مُفسد للمعنى لِأَن إِن هُنَا الْمَكْسُورَة بِمَعْنى مَا النافية وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع خبر يضل وَفِي رِوَايَة ابْن بكير والتنيسي لَا يدْرِي مُفَسرًا

وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث التنيسِي وَكَذَا لرواة مُسلم فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَعند العذري هُنَا مَا يدْرِي وَكله بِمَعْنى وبالفتح أما أَن تكون مَعَ فعلهَا بِمَعْنى اسْم الْفِعْل وَهُوَ الْمصدر وَلَا يَصح هُنَا أَو بِمَعْنى من أجل وَلَا يَصح هُنَا أَيْضا بل كِلَاهُمَا يقلب الْمَعْنى المُرَاد بِالْحَدِيثِ وَهَذَا على الرِّوَايَة الصَّحِيحَة يظل بالظاء الْمَفْتُوحَة بِمَعْنى يصير وَأما على رِوَايَة من رَوَاهُ يضل بالضاد أَي ينسى ويسهوا ويتحير فَيصح فتح الْهمزَة فِيهَا بِتَأْوِيل الْمصدر ومفعول ضل أَي يجهل درايته وينسى عدد ركعاته وبكسر الْهمزَة على مَا تقدم وَقَوله فَهَل لَهَا أَجْرَانِ تَصَدَّقت عَنْهَا بِكَسْر الْهمزَة وَهُوَ الْوَجْه على الشَّرْط لِأَنَّهُ يسْأَل بعد عَن مَسْأَلَة لم يَفْعَلهَا بِدَلِيل سِيَاق الحَدِيث ومقدمته فَلَا يَصح إِلَّا مَا قُلْنَاهُ وَلَو كَانَ سُؤَاله بعد أَن تصدق لم يَصح إِلَّا النصب بِمَعْنى من أجل صدقتي عَنْهَا لكنه لم يكن كَذَلِك وَفِي الْمُوَطَّأ فَهَل ينفعها أَن أَتصدق عَنْهَا وَهَذَا بَين فِي الِاسْتِقْبَال وَقَوله يرثى لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن مَاتَ بِمَكَّة بِالْفَتْح بِمَعْنى من أجل لَا يَصح إِلَّا النصب وَلَيْسَ بِشَرْط لِأَنَّهُ كَانَ قد انْقَضى أمره وَتمّ وَقَول عمر زعم قَوْمك أَنه سيقتلوني إِن أسلمت بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَالْفَتْح هُنَا أوجه أَي من أجل إسلامي وَقد كَانَ أسلم حِين قَالَهَا وَيصِح الْكسر للشّرط على حِكَايَة قَوْلهم قبل إِسْلَامه وَقَوله فِي الْوَفَاة حَتَّى أهويت إِلَى الأَرْض حِين سمعته تَلَاهَا أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَاتَ بِالْفَتْح وتثقيل النُّون وَالْجُمْلَة بدل من الْهَاء فِي تَلَاهَا وَفِي رِوَايَة ابْن السكن فَعلمت أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَاتَ وَهُوَ بَين وَقَول الْأنْصَارِيّ إِن كَانَ ابْن عَمَّتك بِفَتْح الْهمزَة وَالتَّخْفِيف أَي من أجل هَذَا حكمت لَهُ عَليّ قَوْله فِي بَاب إِذا انفلتت الدَّابَّة فِي الصَّلَاة إِنِّي إِن كنت أَن أرجع مَعَ دَابَّتي أحب إِلَيّ بِفَتْح همزَة أَن فِي الحرفين وَإِن أَولا مَعَ كنت مَوضِع الْمصدر بِمَعْنى كوني وَمَوْضِع الْبَدَل من الضَّمِير فِي أَنِّي وَكَذَلِكَ إِن أرجع بِتَقْدِير رجوعي أَيْضا وَلَا يَصح الْكسر فيهمَا فِي هَذَا الحَدِيث وَقَوله نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة بيدان كل أمة أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا كَذَا ضبطناه بِفَتْح الْهمزَة وَلَا يَصح غَيره لَكِن على رِوَايَة الْفَارِسِي بايد يجب أَن يكون أَنهم بعد ذَلِك بِهَمْزَة مَكْسُورَة على كل حَال ابْتِدَاء كَلَام وَالْأول أشهر وَأظْهر أَي نَحن السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة بالفضيلة والمنزلة وَدخُول الْجنَّة وَالْآخرُونَ فِي الْوُجُود فِي الدُّنْيَا بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا أَي على أَنهم أُوتُوا وَقيل مَعْنَاهُ غير وَقيل إِلَّا وكل بِمَعْنى وعَلى الرِّوَايَة آخَرين يكون مَعْنَاهُ إِن صحت وَلم يكن وهما وَالوهم بهَا أشبه أَي نَحن السَّابِقُونَ وَإِن كُنَّا آخَرين فِي الْوُجُود بِقُوَّة أعطاناها الله وفضلنا بهَا لقبُول مَا آتَانَا والتزام طَاعَته والأيد الْقُوَّة ثمَّ اسْتَأْنف الْكَلَام بتفسير هَذِه الْجُمْلَة فَقَالَ إِن كل أمة أُوتيت الْكتاب من قبلنَا وأوتيناه من بعدهمْ فَاخْتَلَفُوا فهدانا الله لما اخْتلفُوا فِيهِ بِتِلْكَ الْقُوَّة الَّتِي قوانا لهدايته وَقبُول أمره وَقَوله أَنَّك إِن تذر وَرثتك أَغْنِيَاء بِالْوَجْهَيْنِ الْكسر على الشَّرْط وَالْفَتْح على تَأْوِيل الْمصدر وتركهم أَغْنِيَاء وَأكْثر وراياتنا فِيهِ الْفَتْح وَقَالَ ابْن مكي فِي كتاب تَقْوِيم اللِّسَان لَا يجوز هُنَا إِلَّا الْفَتْح وَفِي الحَدِيث نَفسه أَنَّك إِن تخلف بِالْفَتْح كَذَا رَوَاهُ فِي الْمُوَطَّأ القعْنبِي وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم أَن بِالْكَسْرِ وَذكر بَعضهم أَنَّهَا رِوَايَة يحيى بن يحيى وَالْمَعْرُوف ليحيى ولغيرهما لن بِاللَّامِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى على مَا تقدم فَأَما قَوْله فِيهِ ولعلك أَن تخلف فَهَذَا بِالْفَتْح وَلَا

يَصح غَيره وَقَوله أَو أَن جِبْرِيل هُوَ الَّذِي أَقَامَ لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الصَّلَاة ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِالْوَجْهَيْنِ الْفَتْح وَالْكَسْر وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة مَا ادري أَن هَذَا الْقَوْم يدعونكم عمدا كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَغَيره بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد النُّون وَلغيره أرى مَكَان أَدْرِي قيل أَن هُنَا بِمَعْنى لَعَلَّ وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى أَنَّهَا إِذا جَاءَت لَا يُؤمنُونَ وَقد يكون أَن عِنْدِي على وَجههَا وَيكون فِي مَوضِع الْمَفْعُول بأدري وَقَوله لبيْك وَسَعْديك أَن الْحَمد وَالنعْمَة لَك روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ فتح الْهمزَة وَكسرهَا قَالَ الْخطابِيّ الْفَتْح رِوَايَة الْعَامَّة قَالَ ثَعْلَب من فتح خص وَمن كسر عَم قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالْأَوْجه مَا قَالَه وَذَلِكَ أَنه اسْتَأْنف الْأَخْبَار وَالِاعْتِرَاف لله بِمَا يجب لَهُ من الْحَمد وَمَا لَهُ من نعْمَة وَإِذا فتح فَإِنَّمَا يَقْتَضِي أَن التَّلْبِيَة لَهُ من أجل ذَلِك وَلَا تعلق لِلتَّلْبِيَةِ بِهَذَا الْأَعْلَى بعد وَتَخْرِيج وَهَذَا معنى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ثَعْلَب من الْعُمُوم وَالْخُصُوص وَقَوله فِي الْبَدنَة فعيى بشأنها إِن هِيَ أبدعت ورويناه بِالْكَسْرِ على توقع الشَّرْط وبالفتح أَي من أجل ذَلِك وَهُوَ وقوفها عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق وسنفسره فِي الْبَاء وَمثله قَوْله لَعَلَّه وجد على أَنِّي أَبْطَأت عَلَيْهِ بِالْفَتْح أَي من أجل ذَلِك وَقَوله لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة أَنه لَيَخَافهُ ملك بني الْأَصْفَر كَذَا ضبطناه بِفَتْح الْهمزَة أَي من أجل ذَلِك عظم الْأَمر عِنْد أبي سُفْيَان وَالْكَسْر هُنَا صَحِيح على ابْتِدَاء الْكَلَام أَو الْأَخْبَار عَمَّا رَآهُ من هِرقل لَا سِيمَا وَلَام التَّأْكِيد ثَابِتَة فِي الْخَبَر وَقَوله فَبكى أَبُو بكر فَقلت مَا يبكي هَذَا الشَّيْخ إِن يكن الله خير عبدا بِكَسْر الْهمزَة كَذَا للأصيلي وَلغيره أَن يكون الله عبدا خير قَالَ ابْن سراج فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ صوابها أَن يكون بِفَتْح الْهمزَة وَحذف الْوَاو طلبا للتَّخْفِيف وَقَوله فِي الْحَج فَقدم عمر فَقَالَ أَن نَأْخُذ بِكِتَاب الله فَهُوَ التَّمام وَأَن نَأْخُذ بِسنة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لأكثرهم مكسور الْهمزَة وَهُوَ الْوَجْه وفتحهما الْأصيلِيّ مرّة على تقديرها مَعَ الْفِعْل بِالْمَصْدَرِ الْمُبْتَدَأ وَقَوله أَقبلُوا الْبُشْرَى يَا اهل الْيمن إِن لم يقبلهَا بَنو تَمِيم بِفَتْح الْهمزَة كَذَا جَاءَ فِي بَدْء الْخلق فِي حَدِيث ابْن غياث فِي هَذِه الرِّوَايَة أَي من أجل تَركهم لَهَا انصرفت لكم وَفِي سَائِر الْأَحَادِيث الْأُخَر والأبواب إِذْ لم وَكَانَ عِنْد الْقَابِسِيّ هُنَا أَن لن وَعند التسفي وَابْن السكن إِذْ لم كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْمَوَاضِع وَرِوَايَة الْقَابِسِيّ بعيدَة قَوْله فِي أهل الْحجر لَا تدْخلُوا عَلَيْهِم أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم بِالْفَتْح أَي من أجل أَو خشيَة ذَلِك وخوفه وَقَول أُسَامَة لَا أَقُول لرجل إِن كَانَ على أَمِيرا أَنه خير النَّاس بِفَتْح أَن الأولى مُخَفّفَة أَي من أجل قَوْله فِي الْمَار بَين يَدي الْمُصَلِّي قَالَ زيد بن ثَابت مَا باليت إِن الرجل لَا يقطع صَلَاة الرجل بِكَسْر الْهمزَة ابْتِدَاء كَلَام وَمَا باليت جَوَاب مَا قبله فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة فِي حَدِيث الْقسَامَة أَمرنِي فلَان أَن أبلغك رِسَالَة أَن فلَانا قَتله كَذَا إتقان ضَبطه وَهُوَ أوجه هُنَا من الْكسر لتفسير الرسَالَة وَقد يَصح الْكسر على ابْتِدَاء الْكَلَام وَيكون المُرَاد التَّفْسِير للرسالة أَيْضا فِي غَزْوَة أَوْطَاس فِي حَدِيث الْأَنْصَار وَكَأَنَّهُم وجدوا إِن لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس كَذَا فِي بعض الرِّوَايَات أَن بالنُّون وَتَكون هُنَا مَفْتُوحَة بِمَعْنى من أجل وَعند الْجُمْهُور إِذْ وَفِي حَدِيث الْغَار إِن كنت تعلم إِنَّمَا فعلت ذَلِك ابْتِغَاء وَجهك مَعْنَاهُ أَنَّك تعلم فأوقع الْكَلَام موقع التشكيك وَمثله قَوْله لَئِن قدر الله عَليّ ليعذبني الصُّورَة صُورَة الشَّك هُنَا أَيْضا عِنْد بَعضهم وَالْمرَاد التَّحْقِيق

(أي فاعل ذلك غدا وهذا على التبري والتفويض وإن كان في واجب كقوله تعالى)

وَالْيَقِين وَفِي هَذَا الحَدِيث تأولات تَأتي فِي حرف الْقَاف وَفِي الضَّاد وَهَذَا الْبَاب يُسَمِّيه أهل النَّقْد والبلاغة بتجاهل الْعَارِف وبمزج الشَّك بِالْيَقِينِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَإِنَّا أَو إيَّاكُمْ لعلى هدى أَو فِي ضلال مُبين ( وَقَوله أَن وِسَادك إِذْ العريض إِن كَانَ الْخَيط الْأَبْيَض وَالْأسود تَحت وِسَادك وَفِي الحَدِيث الآخر إِن أَبْصرت الْخَيْطَيْنِ كِلَاهُمَا بِكَسْر الْهمزَة شَرْطِيَّة لَا يَصح الْفَتْح وَفِي تَفْسِير الْأَنْعَام كَانُوا يسيبونها لطواغيتهم إِن وصلت إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى بِالْفَتْح بِمَعْنى من أجل وبالكسر للشّرط وَفِي إِذا لم يشْتَرط السنين فِي الْمُزَارعَة وَإِن أعلمهم أَخْبرنِي يَعْنِي ابْن عَبَّاس كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند النَّسَفِيّ وَإِنِّي أعلمهم خَبرا عَن نَفسه وَالْأول الْوَجْه قَوْله وَإِنَّا أَن شَاءَ الله بكم لاحقون قيل مَعْنَاهُ إِذا شَاءَ الله لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام على يَقِين من وَفَاته على الْإِيمَان وَالصَّوَاب أَنه على وَجهه من الشَّرْط وَالِاسْتِثْنَاء ثمَّ مَعْنَاهُ مُخْتَلف فِيهِ لأجل إِن الِاسْتِثْنَاء لَا يكون فِي الْجَواب فَقيل مَعْنَاهُ لاحقون بكم فِي هَذِه الْمقْبرَة وَقيل المُرَاد بذلك امْتِثَال قَوْله تَعَالَى) وَلَا تقولن لشَيْء إِنِّي فَاعل ذَلِك غَدا إِلَّا أَن يَشَاء الله (أَي فَاعل ذَلِك غَدا وَهَذَا على التبري والتفويض وَإِن كَانَ فِي وَاجِب كَقَوْلِه تَعَالَى) لتدخلن الْمَسْجِد الْحَرَام إِن شَاءَ الله (وَهَذَا وَاجِب من الله وَقيل الِاسْتِثْنَاء فِي الوفات على الْإِيمَان وَالْمرَاد من مَعَه من الْمُؤمنِينَ (أَن ف) فِي حَدِيث ابْن عمر قَول الْقَدَرِيَّة إِن الْأَمر أنف بِضَم الْهمزَة وَالنُّون أَي مُسْتَأْنف مُبْتَدأ لم يسْبق بِهِ سَابق قدر وَلَا علم وَهُوَ مَذْهَب غلاة الْقَدَرِيَّة وَبَعض الرافضة وكذبوا لعنهم الله وَأما الْجَارِحَة فبفتح الْهمزَة وَسُكُون النُّون لَا غير وأنف كل شَيْء طرفه ومبتدأه وَقَوله فِي غير حَدِيث آنِفا بِمد الْهمزَة وَكسر النُّون أَي قَرِيبا وَقيل فِي أول وَقت كُنَّا فِيهِ وَقيل السَّاعَة وَكله بِمَعْنى من الاستيئناف والقرب وأنزلت على سُورَة آنِفا مِنْهُ (أَن ق) قَوْله فِي أل حَامِيم أتأنق فِيهِنَّ أَي أتتبع محاسنهن ومنظر أنيق معجب والأنق بِفَتْح الْهمزَة وَالنُّون الْإِعْجَاب وَقَوله فأعجبنني وآنقنني بِمد الْهمزَة أَي أعجبنني وَرَوَاهُ بَعضهم أيقنني بِالْيَاءِ وَإِنَّمَا هِيَ صُورَة ألف الْمدَّة الَّتِي بعد الْهمزَة وَضَبطه الْأصيلِيّ اتقنني من التوق بِالتَّاءِ أَي شوقني وَالْأول أليق بِالْمَعْنَى وَفِي الرَّضَاع مَالك تنوق فِي قُرَيْش وَتَدعنَا أَي تبالغ فِي الِاخْتِيَار وَأَصله من هَذَا والنيقة الْخِيَار وَكَذَا رِوَايَة هَذَا الْحَرْف عِنْد أَكْثَرهم وَعند ابْن الْحذاء والعذري تتوق بِالتَّاءِ أَي تميل وتشتهي (أَن س) قَوْله فِي حَدِيث المتظاهرتين استأنس يَا رَسُول الله بِضَم آخِره وَقطع همزته عَن طَرِيق الِاسْتِفْهَام والاستئذان أَي انبسط وأتكلم بِمَا عِنْد وَلَيْسَ على الْأَمر قَالَ القَاضِي إِسْمَاعِيل رَحمَه الله احسب مَعْنَاهُ أَنه يسْتَأْنس الدَّاخِل بِأَنَّهُ لَا يكره دُخُوله عَلَيْهِ وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى حَتَّى تستأنسوا وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ استأنس بالْكلَام وانبسط لِأَنَّهُ قد كَانَ أذن لَهُ فِي الدُّخُول وَلم يكن مَعَه قبل ووجده غَضْبَان فَاحْتَاجَ إِلَى أذن فِي الانبساط وَقد يكون أَيْضا بِمَعْنى استعلم مَا عنْدك من خبر أَزوَاجك واسأل وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى حَتَّى تستأنسوا أَي تستعلموا أيؤذن لكم أم لَا فِي الحَدِيث ذكر الْحمر الأنسية بِفَتْح النُّون والهمزة كَذَا ضبطناه على أبي بَحر فِي مُسلم وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَابْن السكن وَفِي رِوَايَة ابْن السكن وَأبي ذَر وخرجه الْأصيلِيّ فِي حَاشِيَته قَالَ البُخَارِيّ كَانَ ابْن أبي أويس يَقُول الأنسية بِفَتْح الْألف وَالنُّون وَأكْثر رِوَايَات الشُّيُوخ فِيهِ الإنسية بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون

فصل الاختلاف والوهم

النُّون وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالْإِنْس بِالْفَتْح النَّاس وَكَذَلِكَ الْإِنْس والجانب الْإِنْسِي والإنسي مَعًا الْأَيْمن قَالَه أَبُو عبيد (أَن ي) قَوْله الْحلم والإناه بِفَتْح الْهمزَة وَالْقصر فِيهَا وَفِي الْكَلِمَة أَي التثبت وَترك العجلة وَالثَّانِي الْمكْث والإبطاء يُقَال أنيت ممدودا وأنيت مشدد وتأنيت وَقَوله الَّذِي لَا يعجل شَيْء أناه وَقدره بِكَسْر الْهمزَة وَالْقصر أَي وقته قَالَ الله تَعَالَى) غير ناظرين إناه (فَإِذا فتحت مددت آخِره فَقلت الْإِنَاء مَقْصُور الأول وَقد اخْتلف الشُّيُوخ فِي ضبط هَذِه الْجُمْلَة مِمَّا ذَكرْنَاهُ رِوَايَة عبيد الله عَن أَبِيه يعجل بِفَتْح الْيَاء وَالْجِيم وأناه وَقدره مفعول بِهِ وَشَيْء مَرْفُوع بالفاعل وَرَوَاهُ القنازعي بِضَم يعجل وَرَوَاهُ ابْن وضاح شَيْئا مَفْعُولا وأناه الْفَاعِل وَكلهمْ يَقُولُونَ أناه قدره كَمَا تقدم وَقَالَ الجياني رَوَاهُ بَعضهم يعجل بتَشْديد الْجِيم شَيْئا أناه أَي أَخّرهُ بِفَتْح الْهمزَة ومدها وَقصر أَخّرهُ وَقدره بتَشْديد الدَّال فعلان وَقَول عَليّ ألم يَأن للرجل أَن يعرف منزله وَقَول حسان ألم يَأن وَقد آن أَن تُرْسِلُوا لهَذَا الْأسد الضَّارِب بِذَنبِهِ يَعْنِي لِسَانه معنى ذَلِك يحين وَيَأْتِي وقته وحان وآن جَاءَ وقته قَالَ الله تَعَالَى) ألم يَأن للَّذين آمنُوا (الْآيَة يُقَال أَنى يأني وآن يئين وأنال كُله بِمَعْنى وَاحِد وَقَوله يقوم بِهِ آنَاء اللَّيْل وآناء النَّهَار أَي أوقاتهما مَمْدُود الأول وَالْآخر على وزن أَفعَال فِي الْجمع وأحدها أَنِّي مَفْتُوح الْهمزَة مَقْصُور منون وأنى بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا مثله وأنى بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون النُّون مثل قدر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله مئنية من فقه الرجل كَذَا روينَاهُ عَن أَكْثَرهم ومتقنيهم فِي الصَّحِيح وَغَيره من كتب الحَدِيث والشروح بقصر الْألف وَنون مُشَدّدَة وَآخره تَاء منونة وَقد خلط فِيهَا كثير من الروَاة بِأَلْفَاظ كلهَا تَصْحِيف وَوهم وَكَانَ فِي كتاب القَاضِي أبي عَليّ والفقيه أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر مائنة بالمدو بَعضهم يَقُوله بهاء الْكِنَايَة كَأَنَّهُ يَجْعَل مَا بِمَعْنى الَّذِي وَأَنه للتَّأْكِيد وَكله خطأ وَوهم والحرف مَعْلُوم مَحْفُوظ على الصَّوَاب كَمَا قدمْنَاهُ قَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَمَعْنَاهُ مخلقة ومجدرة وعلامة كانه دَال على فقه الرجل وحقيق بِفقه الرجل وَهَذَا كَلَام جمع تفسيرين وَله مَعْنيين لِأَن الدّلَالَة على الشَّيْء غير مَا يسْتَحقّهُ ويليق بِهِ قَالَ غَيره المئنة للشَّيْء الدَّلِيل عَلَيْهِ وَقيل مَعْنَاهُ حَقِيقَة وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة عِنْد الْخطابِيّ والأزهري وَغَيرهمَا مِيم مفعلة وَهُوَ نَحْو مَا ذهب إِلَيْهِ الْأَصْمَعِي فِي أحد تفسيريه الْمُخْتَلط بقوله مخلقة ومجدرة وَقَالَ لي شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن عَن أَبِيه هِيَ أَصْلِيَّة ووزنها فعلة من مانت إِذا شَعرت أَي أَنَّهَا مشعرة بذلك وَهَذَا على أحد تفسيري الْأَصْمَعِي فِي قَوْله عَلامَة وَقَالَ الْخطابِيّ مئنة مفعلة من الْآن وَذكر بَعضهم أَنَّهَا مَبْنِيَّة من آنِية الشَّيْء بِمَعْنى إثْبَاته وَقَوْلهمْ فِيهِ أَنه كَذَا وَحكى الجياني أَنه مِمَّا يتعاقب فِيهِ الظَّاء والهمزة وَأَن مئنة ومظنة بِمَعْنى وَاحِد كَانَ الْهمزَة عِنْده مبدلة من الظَّاء بِمَعْنى مجدرة ومخلقة كَمَا تقدم قَوْله لَوْلَا أَنه فِي كتاب الله كَذَا رِوَايَة يحيى بن يحيى وَابْن بكير وَجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ بالنُّون وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الطَّهَارَة من غير حَدِيث مَالك وَهِي رِوَايَة ابْن ماهان فِي مُسلم وَعند أبي مُصعب وَابْن وهب وَآخَرين من رُوَاة الْمُوَطَّأ آيَة بِالْيَاءِ وَهِي رِوَايَة الجلودي قَالَ مَالك وَالْآيَة قَوْله أَن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات وَقَالَ عُرْوَة هِيَ قَوْله أَن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا الْآيَة قَول عمر فِي حَدِيث الْجَنِين أَنْت من يشْهد مَعَك كَذَا لبَعْضهِم بالنُّون أَي أَنْت سمعته أَو أَنْت شَاهد حد من يشْهد مَعَك فتمم الشَّهَادَة وَعند الْأصيلِيّ وكافة الروات أيت من يشْهد مَعَك بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا يَاء الْعلَّة

ب 46 أَي جئ بِمن يشْهد مَعَك فتمم الشَّهَادَة وَفِي وَصِيَّة الْأُمَرَاء فَإِنَّكُم لن تخفروا ذمتكم كَذَا لَهُم وَعند العذرى فَإِنَّهُم وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث ابْن مثنى وَابْن بشار قَول مُعَاوِيَة مَاتَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَأَبُو بكر وَعمر وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ كَذَا هُنَا فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي وَعند غَيره وَمَات أَبُو بكر وَعمر وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهُوَ الَّذِي فِي كتب كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي بعض الرِّوَايَات وَمَات أَبُو بكر وَعمر وهما ابْنا ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهَذَا بَين الْوَجْه وَتَأْويل مَا للكافة وَأَبُو بكر وَعمر عطفا على قَوْله مَاتَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَبُو بكر وَعمر وَتمّ الْكَلَام ثمَّ قَالَ وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَنا انْتظر أَجلي وَهَذَا أصح الْوُجُوه وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي فَوَائِد ابْن المهندس عَن الْبَغَوِيّ فَقَالَ وَتُوفِّي أَبُو بكر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتُوفِّي عمر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ قَوْله فِي الشَّارِب فوَاللَّه مَا علمت أَنه يحب الله وَرَسُوله بتاء الْمُتَكَلّم مَضْمُومَة وَأَنه بِفَتْح الْهمزَة وَمَعْنَاهُ الَّذِي علمت أَو لقد علمت وَلَيْسَت بنافية وَأَنه وَمَا بعده فِي مَوضِع الْمَفْعُول بعلمت وَوَقع عِنْد بَعضهم بِكَسْر الْهمزَة قيل وَهُوَ وهم يحِيل الْمَعْنى لضده وَيجْعَل مَا نَافِيَة وَعند ابْن السكن علمت بتاء الْمُخَاطب على طَرِيق التَّقْرِير لَهُ وَيصِح على هَذَا كسر أَنه وَفتحهَا قَوْله فِي حَدِيث سفينة فِي غسل الْجنب وَكَانَ كبر وَمَا كنت أونق بحَديثه كَذَا رَوَاهُ السَّمرقَنْدِي أَي أعجب بالنُّون وَالْوَاو صُورَة الْهمزَة الْأَصْلِيَّة وَلغيره أَثِق بالثاء وَالْمعْنَى مُتَقَارب قَوْله فِي حَدِيث الْأَئِمَّة المضلين قُلُوب الشَّيْطَان فِي جثمان أنس كَذَا لكافتهم وَعند بَعضهم فِي جثمان الْبشر أَي فِي أشخاصها وأجسامها وَالْمعْنَى سَوَاء وَقَول أبي بكر فِي بيعَة عَليّ لَهُ وَمَا عساهم أَن يَفْعَلُوا أَنِّي وَالله لأتينهم كَذَا لِابْنِ أبي جَعْفَر وَسقط أَنِّي لغيره من شُيُوخنَا عَن مُسلم وَفِي رِوَايَة بَعضهم يَفْعَلُونَ بِي وَكَذَا فِي البُخَارِيّ فَيحْتَمل أَن أَنِّي تَصْحِيف من ألف يَفْعَلُوا وَمن بِي بعْدهَا قَوْله فِي الِاسْتِخْلَاف وَيَقُول قَائِل إِنَّا أولى كَذَا للهوزني وَبَعْضهمْ عَن ابْن ماهان وَهُوَ الْوَجْه وَعند العذري أَنِّي ولاه مشدد بِمَعْنى كَيفَ أَو متي وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي أَنا ولي فِي بَاب النّسك شَاة قَوْله رَآهُ وَأَنه يسْقط على رَأسه كَذَا هُنَا وَلابْن السكن ودوابه وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب وكما جَاءَ وقمله يسْقط على رَأسه وَفِي أُخْرَى هُوَ أمه وَقَوله نوراني أرَاهُ كَذَا روايتنا فِيهِ عَن جَمِيعهم وَمَعْنَاهُ مَنَعَنِي من رويته نور أَو حجبني عَنهُ نور فَكيف أرَاهُ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر رَأَيْت نورا وَفِي الحَدِيث الآخر حجابه النُّور فبعضه يُفَسر بَعْضًا وَلَا يكون النُّور هُنَا رَاجعا إِلَى ذَات الْبَارِي وَلَا صفة ذَاته وَلَا يكون بِمَعْنى هُوَ نور وَيفهم مِنْهُ مَا يفهم من اسْم الْأَجْسَام المنيرة اللطيفة فَإِن الله تَعَالَى يتنزه عَن ذَلِك وَأَن يعْتَقد أَنه ينْفَصل مِنْهُ نور من ذَاته فَكل هَذَا صفة الْمُحدثين بل هُوَ خَالق كل نور ومنور كل ذِي نور كَمَا أَن ذَاته لَا يحجبها شَيْء إِذْ مَا يدْخل تَحت الْحجاب من صفة الْأَجْسَام والمخلوقات وَإِنَّمَا هُوَ تَعَالَى يحجب أبصار الْعباد عَن رُؤْيَته كَمَا قَالَ تَعَالَى كلا) إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون (ويكشف الْحجب إِذا شَاءَ لمن أَرَادَ من مَلَائكَته وأنبيائه وأوليائه وَلِلْمُؤْمنِينَ فِي الْجنَّة فِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح دَعَا بِإِنَاء من مَاء فَشرب كَذَا لجميعهم وَعند الْجِرْجَانِيّ بِمَاء من مَاء وَهُوَ وهم لكنه قد يُمكن أَنه من مَاء من مياه الْعَرَب فاستدعى مِنْهُ مَا يشرب بِهِ فَتَصِح الرِّوَايَة لَا سِيمَا مَعَ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى إِذا بلغ الكديد

(أص ب)

وَهُوَ مَاء بَين عسفان وقديد وَإِن كَانَت الأولى لَا شكّ هِيَ الصَّحِيحَة لقَوْله فِي سَائِر الْأَحَادِيث بِإِنَاء وَقَوله فِي بَعْضهَا بِإِنَاء من لبن أَو مَاء قَوْله فِي بَاب التَّمَتُّع وَالْقرَان فِي حَدِيث عُثْمَان عَن جرير يرجع النَّاس بِحجَّة وَعمرَة وأرجع أَنا بِحجَّة كَذَا لِابْنِ السكن وَأبي ذَر وللباقين وأرجع لي بِحجَّة وَالْوَجْه الأول وَفِي بَاب الرمل فِي الْحَج مَا أَنا وللرمل كَذَا للقابسي وللجمهور مَا لنا وَهُوَ الْوَجْه وَقَوله فحمى معقل من ذَلِك آنِفا كَذَا ضبطناه بِسُكُون النُّون أَي اشْتَدَّ غيظا وامتلأ غَضبا وَذَلِكَ يظْهر فِي أنف الغضبان وَيسْتَعْمل بِذكر الْأنف وَيُقَال للمتغيظ ورم أَنفه وتمزع أَنفه وَرَوَاهُ بعض الروَاة آنِفا بِمد الْهمزَة وَكسر النُّون وَهُوَ خطأ لَا وَجه لَهُ وَإِنَّمَا اسْم الْفَاعِل مِنْهُ أنف مَقْصُور وَيصِح أَن يكون أنفًا بِفَتْح النُّون وَهُوَ بِمَعْنى حمية وغضبا كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث فَترك الحمية فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الزبير فشكت إِلَيْهَا وَإِن بهَا خضرَة بجلدها كَذَا للنسفي وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَعند الْمروزِي وَأبي ذَر وارتها خضرَة بجلدها وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب مَا يُؤْكَل من الْبدن أَمر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من لم يكن مَعَه هدى أَن يحل كَذَا لرواة البُخَارِيّ وَغَيرهم وَعند الْأصيلِيّ والقابسي لم يحل وَهُوَ وهم وَفِي قَضَاء المتطوع فِي الْمُوَطَّأ ابْن شهَاب أَن عَائِشَة وَحَفْصَة كَذَا للرواة وَعند ابْن المرابط عَن عَائِشَة وَحَفْصَة والْحَدِيث على الْوَجْهَيْنِ مُرْسل قَوْله فِي حَدِيث مُسلم فِي بَاب ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار عَن سَالم مولى شَدَّاد كنت أَنا مَعَ عَائِشَة كَذَا للأسدي والصدفي من شُيُوخنَا وَكَانَ عِنْد التَّمِيمِي والخشنى كنت أبايع عَائِشَة وَهُوَ الصَّحِيح وَقد جَاءَ مُبينًا فِي حَدِيث آخر كنت أبايع عَائِشَة وَأدْخل عَلَيْهَا وَأَنا مكَاتب وَذكر الحَدِيث الْهمزَة مَعَ الصَّاد (أص ب) ذكر فِي غير حَدِيث الْأصْبع وَفِيه لُغَات عشر ألفظ بِهِ على جَمِيع وُجُوه النُّطْق بِلَفْظ أفعل فعلا واسما وَذَلِكَ تِسْعَة وُجُوه كسر الْهمزَة مَعَ كسر الْبَاء وَضمّهَا وَفتحهَا ثَلَاث لُغَات وَكَذَلِكَ مَعَ فتح الْهمزَة وَمَعَ ضمهَا والعاشرة أصبوع بواو مَعَ ضمهَا كَذَا ذكر صَاحب اليواقيت وَقَوله يضع السَّمَاوَات على اصبع الحَدِيث قيل الإصبع صفة سمعية لله تَعَالَى لَا يُقَال فِيهَا أَكثر من ذَلِك كَالْيَدِ وَهَذَا مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَبَعض أَصْحَابه وَقد يحْتَمل أَن يكون إصبعا من أَصَابِع مَلَائكَته أَو خلقا من خلقه سَمَّاهُ إصبعا وَقيل هِيَ كِنَايَة عَن الْقُدْرَة وَعَن النِّعْمَة وَقيل قد يكون المُرَاد ضرب الْمثل من أَنه لَا تَعب عَلَيْهِ وَلَا لغوب فِي إِظْهَار الْمَخْلُوقَات كلهَا ذَلِك الْيَوْم وَأَنه فِي حَقنا كمن يخف عَلَيْهِ مَا يحملهُ بإصبعه كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَمَا مسنا من لغوب (وَأما قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فِي أَخذ الله السَّمَاوَات وَقَبضهَا وَقَوله أَنا الْملك وَيقبض أَصَابِعه ويبسطها ففاعل هَذَا النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِيَدِهِ وَبَقِيَّة الحَدِيث يدل عَلَيْهِ فَلَا يحْتَاج إِلَى تَأْوِيل أَكثر من تمثيله بسط السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَقَبضهَا بذلك (أص ل) قَوْله إِن استأصلت قَوْمك أَي قتلت جَمَاعَتهمْ فَلم تبْق لَهُم أصلا الْهمزَة مَعَ الضَّاد (أض ي) قَوْله عِنْد إضاة بني غفار بِفَتْح الْهمزَة مَقْصُور وَهُوَ مستنقع المَاء كالغدير وَجمعه أضا مَقْصُور مَفْتُوح وأضاء مَمْدُود مكسور وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الإضاء والأضي جمع أضاة الْهمزَة مَعَ الْفَاء (اف ك) الْإِفْك الْكَذِب يُقَال فِيهِ أفك وإفك مثل نجس ونجس (اف ف) قَوْله فِي غير حَدِيث أُفٍّ وأف لَك وَمَا قَالَ لي أُفٍّ هُوَ لفظ يسْتَعْمل جَوَابا عَمَّا يضجر مِنْهُ وَلكُل مَا يستقذر

فصل الاختلاف والوهم

وبعبر بنفيه للنَّفْي عَمَّا غلظ من الْكَلَام وَأَصله وسخ الْأذن يُقَال لَهُ آلَاف ولوسخ الظفر التف قَالُوا وهما بِمَعْنى والتف أَيْضا الحقير وَفِيه عشر لُغَات فيهم الْهمزَة مَعَ سُكُون الْفَاء وَفتح الْفَاء وَضمّهَا وَكسرهَا بتنوين فِي الْجَمِيع وَبِغير تَنْوِين وأفة بِفَتْح الْهمزَة وَالْفَاء مُشَدّدَة وَفتح التَّاء منونة آخِره وأفي بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْفَاء مَقْصُور وإف بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الْفَاء مُشَدّدَة (اف ق) قَوْله فِي حَدِيث المتظاهرتين عِنْده أفِيق بِكَسْر الْفَاء هُوَ الْجلد لم يتم دباغة وَهُوَ بِمَعْنى قَوْله فِي الحَدِيث من الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَعِنْده أهاب وَذكر الْأُفق بِضَم الْهمزَة وَالْفَاء وَجمعه آفَاق وَهِي نواحي السَّمَاء وَالْأَرْض. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول البُخَارِيّ يُقَال أفكهم وأفكهم وإفكهم قَالَ بَعضهم صرفهم عَن الْأَيْمَان كَذَا للأصيلي الْكَاف فِي جَمِيعهَا مَضْمُومَة وَالْفَاء فِي الثَّالِث متحركة والهمزة فِي الأول مَكْسُورَة وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لغيره يُقَال أفكهم وأفكهم وإفكهم من قَالَ إفكهم يَقُول صرفهم الثَّالِث بِفَتْح الْفَاء وَالْكَاف فعل مَاض وَالثَّانِي يفتح الْهمزَة وَالْفَاء وَضم الْكَاف اسْم وَإِنَّمَا فسر بِهَذَا قَوْله وَذَلِكَ أفكهم وَمَا كَانُوا يفترون قَالَ الزّجاج أفكهم دعاؤهم آلِهَتهم وَيقْرَأ أفكم بِمَعْنَاهُ قَالَ ولاإفك بِمَنْزِلَة النَّجس وَالنَّجس قَالَ وَيقْرَأ أفكهم أَي جعلهم ضَالًّا أَي صرفهم عَن الْحق قَالَ وَيقْرَأ أفكهم بِمَعْنَاهُ قَالَ والإفك والآفك بِمَنْزِلَة النَّجس وَالنَّجس قَالَ وَيقْرَأ أفكهم أَي جعلهم ضلالا أَي صرفهم عَن الْحق قَالَ وَيقْرَأ آفكهم مثله لَكِن بِمد الْهمزَة أَي أكذبهم وَيُسمى الْكَذِب أفكا لِأَنَّهُ قلب وَصرف عَن الْحق إِلَى الْبَاطِل قَوْله فِي حَدِيث زُهَيْر فِي الْحيض أَفلا نجامعهن كَذَا للكافة وَعند الصَّدَفِي عَن العذرى فَلَا بِحَذْف الْهمزَة وَالْوَجْه الأول وَقد يخرج الثَّانِي على معنى الأول وَحذف همزَة الِاسْتِفْهَام وَأما على مُجَرّد النَّفْي فَيفْسد الْمَعْنى الْهمزَة مَعَ الْقَاف (أق ط) فِي زَكَاة الْفطر ذكر الإقط بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْقَاف وَهُوَ جبن اللَّبن الْمُسْتَخْرج زبدة هَذِه اللُّغَة الْمَشْهُورَة وَيُقَال بِسُكُون الْقَاف وَهِي لُغَة تَمِيم ولغة ثَالِثَة الْهمزَة مَعَ السِّين (أس ت) فِي الحَدِيث ذكر الاستبرق وَفَسرهُ بِمَا غلظ من الديباج وَهُوَ أعجمي تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب فعربته وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ رَقِيق الديباج وَالْأول الصَّحِيح (أس د) فِي الحَدِيث إِذا خرج أَسد بِفَتْح الْهمزَة أَي هُوَ كالأسد قَوْله إِذا أَسد الْأَمر إِلَى غير أَهله أَي أسْند إِلَيْهِم وقلدوه وَأكْثر الرِّوَايَة هُنَا وسد بِالْوَاو وَفِي كتاب الْقَابِسِيّ أُوَسَّد كَذَا وَقَالَ فِيهِ أشكال بَين أَسد أَو وسد قَالَ وهما بِمَعْنى قَالَ وَالَّذِي أحفظ وسد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هما بِمَعْنى وَهُوَ من الوساد وَيُقَال بِالْهَمْز وَالْوَاو وسَادَة واسادة مَعًا (اس ر) وَقَوله بأسرهم بِفَتْح الْهمزَة أَي جمعهم (أس ط) قَوْله أَمْثَال الاسطوان بِضَم الْهمزَة والطاء أَي السَّوَارِي وأحدها اسطوانة وَمِنْه الصَّلَاة إِلَى الاسطوانة وَبَين اسطوانتين وَقَالَ الدَّاودِيّ الاسطوان الصَّفّ الَّذِي فِيهِ السَّوَارِي وَبِه فسر قَوْله صلى لَيْسَ بَين السَّوَارِي (أس ك) فِي الحَدِيث ذكر الإسكركة بِضَم الْهمزَة وَالْكَاف الأولى وَسُكُون السِّين وَالرَّاء وَآخره تَاء هُوَ شراب الذّرة وَيُقَال السكركة أَيْضا مشدد السِّين بِغَيْر همزَة قبلهَا وَفِيه اسكفة الْبَاب بِضَم الْهمزَة وَسُكُون السِّين وَضم الْكَاف وَتَشْديد الْفَاء وَهِي عتبته السُّفْلى وَيُقَال اسكوفة بِزِيَادَة وَاو وَتَخْفِيف الْفَاء (أس ف) وَفِي صفة أبي بكر اسيف هُوَ الْكثير

فصل الاختلاف والوهم

الْحزن والبكاء السريعة والأسوف مثله والأسف الْحزن وَفِي الحَدِيث الآخر فأسفت وآسف كَمَا يأسفون بِمد الْهمزَة وَفتح السِّين أَي أغضب قَالَ الله تَعَالَى) فَلَمَّا آسفونا (وغضبان أسفا وَفِي الْجَنَائِز فلقي عَلَيْهَا أسفا أَي شدَّة حزن وَفِيه فتأسف أَي تحزن (أس س) فِي بِنَاء ابْن الزبير حَتَّى أبدى أسافبني عَلَيْهِ الأس بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد أصل تأسيس الْبناء وَجمعه أسس بِضَم الْجَمِيع وَقيل بِفَتْح السِّين أَيْضا وَجمعه آساس بِالْمدِّ وَقد جَاءَ فِي حَدِيث بِنَاء الْكَعْبَة أَيْضا وَأما الأساس بِالْفَتْح وَالْكَسْر فواحد مَقْصُور غير مَمْدُود (أس) وَقَوله يأتسي بِمن كَانَ قبله أَي يَقْتَدِي بِهِ وَفِي حَدِيث هِرقل قلت رجل يأتسي بقول قيل قبله أَي يَقْتَدِي بِهِ وَيتبع والأسوة الْقدْوَة وَيُقَال أُسْوَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول مَالك سَمِعت بعض أهل الْعلم يسْتَحبّ إِذا رفع الَّذِي يطوف بِالْبَيْتِ يَده عَن الرُّكْن الْيَمَانِيّ أَن يَضَعهَا على فِيهِ كَذَا رَوَاهُ يحيى وَابْن وهب وَابْن الْقَاسِم وَغَيرهم وَرَوَاهُ مطرف والقعنبي وَأكْثر الروات الرُّكْن الْأسود وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَكَذَا يَقُول مَالك فِي الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَفِي الرُّكْن الْأسود إِذا لم يقدر على تقبيله أَن يستلمه بِيَدِهِ ثمَّ يَضَعهَا على فِيهِ وَاخْتلف عَنهُ فِي تَقْبِيل الْيَد إِذا وَضعهَا على الْفَم فيهمَا قَوْله فِي شعر حسان على أكتافها الأسل الظماء كَذَا رِوَايَة الكافة وَهِي الرماح وَمعنى الظماء أَي لدنة رقيقَة كَمَا قَالُوا فِيهَا ذوابل أَي أَنَّهَا للدونتها كالشيء الذابل اللين وَرَوَاهُ بَعضهم عَن ابْن ماهان الْأسد الظماء مَعْنَاهَا الرِّجَال المشبهون بالأسد العاطشة إِلَى دِمَائِهِمْ وَقد يتَأَوَّل مثل هَذَا فِي الرماح أَيْضا وَقد جَاءَ فِي أشعار الْعَرَب كثيرا قَوْله فِي فضل أبي بكر وأساني كَذَا للأصيلي ولبعض شُيُوخ أبي ذَر نَحوه وللباقين وواساني وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك وَكَانَ على رَضِي الله عَنهُ مسيئا فِي شَأْنهَا كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَابْن السكن وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة ولعامة الروَاة مُسلما إِلَّا أَن بَعضهم يكسر اللَّام وَبَعْضهمْ يفتحها وَفتحهَا أشبه يَعْنِي أَنه لم يقل فِيهَا سوءا وَيخرج مسيئا لقَوْله لم يضيق الله عَلَيْك وَالنِّسَاء سواهَا كثير الْهمزَة مَعَ الشين (أش ا) قَوْله انْطلق إِلَى هَاتين الإشاءتين بِفَتْح الْهمزَة مَمْدُود الإشاء مَهْمُوز مَمْدُود النّخل الصغار وأحدها أشاة (أش ب) فِي كتاب الشُّرُوط من البُخَارِيّ قَول سُهَيْل بن عَمْرو أَنِّي لأرى اوشابا كَذَا عِنْد جَمِيعهم هُنَا بِتَقْدِيم الْوَاو على الشين وَمَعْنَاهُ إخلاطا وَكَذَلِكَ الأشايب وأحدها أشابة بِضَم الْهمزَة وَهِي الْجَمَاعَة المختلطة من النَّاس وَيُقَال فِي ذَلِك أَيْضا أَو بأشاوا شوابا كُله بِمَعْنى (أش ر) قَوْله اتخذها أشراوبطرا هما بِمَعْنى أَي مُبَالغَة فِي البطر وَهُوَ المرح وَترك شكر النِّعْمَة وَقَوله الواشرة والمؤتشرة هِيَ الَّتِي تشر أَسْنَان غَيرهَا وتفلجها وتصوف أطرافها وَقيل تصنع بهَا اشرا كأسنان الشَّبَاب وَهُوَ تحزز فِي أطرافها والمؤتشرة الَّتِي تفعل ذَلِك أَيْضا والمستوشرة الَّتِي تسْأَل أَن يفعل ذَلِك بهَا يُقَال هَذَا بِالْهَمْز وَالْوَاو وَفِي الحَدِيث ذكر الْمِنْشَار جَاءَ بالنُّون وبالهمز أَيْضا وَكَذَلِكَ يوشر بالميشار فِي حَدِيث الدَّجَّال وَهُوَ الْآلَة الْمَعْرُوفَة يُقَال بِالْهَمْز وبالياء وَالْفِعْل مِنْهُ أَشرت ووشرت أشرا ووشرا وبالنون وَالْفِعْل مِنْهُ نشرت نشرا من الْمِنْشَار بالنُّون وأشرت أشرا فِيمَن همز ووشرت وشرا فِيمَن سهل (أش ف) قَوْله بأشفى بِكَسْر الْهمزَة مَقْصُور وَهُوَ المثقب الَّذِي يخرز بِهِ والهمزة فِيهِ زَائِدَة كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ

فصل الاختلاف والوهم

وَغَيره وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس بالشفا وَبَعض الروَاة فتح الْهمزَة ومده وَهُوَ خطأ الْهمزَة مَعَ الْهَاء (أهـ ب) جرى فِي الْأَحَادِيث ذكر الإهاب بِكَسْر الْهمزَة واهبة ثَلَاثَة بِفَتْح الْجَمِيع مَقْصُور والأهب بِضَم الْهمزَة وَالْهَاء وَفتحهَا صَحِيحَانِ جمع إهَاب وَلم يحك ابْن دُرَيْد غير أهب بِالْفَتْح واهبة مثله وَجَاء بِخَط الْأصيلِيّ مرّة آهبة بِالْمدِّ وَكسر الْهَاء وَمرَّة بِفَتْحِهَا وَرُوِيَ بعض رُوَاة أبي ذَر مثله وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل وَلَا يُقَال أهاب إِلَّا لجلد مَا يُوكل لَحْمه وَقَوله ليتاهبوا أهبة عَددهمْ بِضَم الْهمزَة أَي يستعدوا لذَلِك مَا يَحْتَاجُونَ لَهُ (أهـ ل) وَقَوله وإهالة سنخة بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا هُوَ كل مَا يؤتدم بِهِ من الأدهان قَالَه أَبُو زيد وَقَالَ الْخَلِيل الإهالة الآلية تقطع ثمَّ تذاب والسنخ الْمُتَغَيّر وَسَيَأْتِي فِي بَابه وَفِي الحَدِيث الآخر فِي صفة جَهَنَّم كَأَنَّهَا من إهالة قَالَ ابْن الْمُبَارك أما ترى الدسم إِذا جمد على رَأس المرقة وَقَول هِنْد مَا كَانَ على الأَرْض أهل خباء أحب إِلَيّ أَن يذلهم الله من أهل خبائك الحَدِيث الظَّاهِر أَنَّهَا أَرَادَت بالأهل هُنَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَكنت عَنهُ بِهَذَا لقبح المخاطبة ثمَّ جَاءَت بِالْحَدِيثِ على مَا تقدم قَوْله لَيْسَ بك على أهلك هُوَ أَن يُرِيد بالأهل نَفسه عَلَيْهِ السَّلَام أَي لَيْسَ يلحقك أَمر تظني بِهِ هُوَ أَنَّك عَليّ وَقَوله لِأَن يلج أحدكُم فِي يَمِينه فِي أَهله آثم من أَن يُعْطي كَفَّارَته لَعَلَّ مَعْنَاهُ فِي قطعه رَحمَه وفيهَا ذكر الْأَهْل والآل فالآل ينْطَلق على ذَات الشَّيْء وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله اللَّهُمَّ صلى على آل مُحَمَّد وعَلى آل إِبْرَاهِيم وَيكون الْآل أهل بَيته الأدنين وَفِي الحَدِيث من آل مُحَمَّد قَالَ آل عَبَّاس وَعقيل وجعفر وَعلي وَيكون الْآل أَتبَاع الرجل وَأهل دينه وَأما أهل الرجل فَأهل بَيته وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي الْهمزَة وَاللَّام وَقَول البُخَارِيّ إِذا صغروا الْآل ردُّوهُ إِلَى أهل فَقَالُوا أهيل كَذَا للجرجاني وَلغيره إِلَى الأَصْل وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَمَا للْجَمَاعَة أوجه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الْمَوَاقِيت فَمن لَهُنَّ وَلمن أَتَى عَلَيْهِنَّ من غير أهلهن كَذَا لأكْثر الروَاة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعند الْأصيلِيّ وَبَعْضهمْ فهن لَهُنَّ وَهُوَ الْوَجْه على أَنه جَاءَ فِيهَا جمع مَا لَا يعقل بالها وَالنُّون وَأما قَوْله لَهُنَّ فَلَا وَجه لَهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُرِيد أهل الْمَوَاقِيت بِدَلِيل قَوْله بعد وَلمن أَتَى عَلَيْهِنَّ من غير أهلهن كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ على مَا ذَكرْنَاهُ فِي بَاب مهل أهل مَكَّة وَفِي بَاب مهل أهل الشَّام وَفِي بَاب مهل من كَانَ دون الْمَوَاقِيت فهن لَهُنَّ للْأَكْثَر فهن لَهُم للأصيلي ولبعض رُوَاة مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى وَهَذَا صَحِيح بِمَعْنى لأهلهن وَجَاء فِي بَاب مهل أهل الْيمن لأهلهن بِغَيْر خلاف وَفِي بَاب دُخُول الْحرم بِغَيْر إِحْرَام هن لَهُنَّ للقابسي وَهُوَ وَجه صَحِيح أَي لأَهْلهَا وَعند الْأصيلِيّ هُنَا لأهلهن وَعند أبي ذَر والنسفي لَهُنَّ وَكَذَا عِنْده وَلمن أَتَى عَلَيْهِنَّ من غَيْرهنَّ وَقد ذكره مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فهن لَهُم على الصَّوَاب فِي آخر كتاب الْأَشْرِبَة حَيّ على أهل الْوضُوء كَذَا للرواة وللنسفي حَيّ على الْوضُوء وَهُوَ الْمَعْرُوف وَفِي هَذِه الْكَلِمَات وُجُوه نذكرها فِي حرف الْحَاء وَلم يذكر فِيهَا زِيَادَة أهل لَكِن فِيهَا حَيّ هَل قَالَ بَعضهم وَلَعَلَّه كَذَا كَانَت الْكَلِمَة فغيرت وَمعنى الْكَلِمَة هلموا فِي تَفْسِير آل عمرَان فَخرجت إِحْدَاهمَا وَقد أنفذ بالشفاء فِي كفها كَذَا للقابسي وعبدوس وَلغيره بأشفى مَقْصُور مكسور الْهمزَة وَهُوَ الصَّوَاب وَهِي

(أوب)

الحديدة الَّتِي يخرز بهَا وَبَعض الروَاة فتح الْهمزَة ومده وَهُوَ خطأ الْهمزَة مَعَ الْوَاو (أَوب) قَوْله فِي الصَّلَاة الوسطي حَتَّى آبت الشَّمْس مَعْنَاهُ غَابَتْ قَالَه صَاحب الْعين وَقَوله صَلَاة الْأَوَّابِينَ قيل الأواب الْمُطِيع وَقيل المسبح وَقيل الراحم وَقيل الْفَقِيه وَقَوله آئبون أَي رَاجِعُون وَقَوله عَمَّن لَا يؤوب بِهِ إِلَى رَحْله أَي لَا يرجع بِهِ أَي لَيْسَ من حريمه وَلَا آله (أول) أولى لَهُ وأولي وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ هِيَ كلمة تَقُولهَا الْعَرَب عِنْد المعتبة بِمَعْنى كَيفَ لَا وَقيل مَعْنَاهَا التهديد والوعيد وَقيل دَنَوْت من الْمهْلكَة فاحذر قَالَه الْأَصْمَعِي قيل هُوَ مَأْخُوذ من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب فعلى هَذَا لَا يكون فِي حرف الْهمزَة وَيكون فِي الْوَاو وَقَالَ بَعضهم هُوَ مقلوب من الويل وَقيل يُقَال لمن حاول أمرا ففاته بعد أَن كَاد يُصِيبهُ فِي فَضَائِل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من كتاب مُسلم صليت مَعَه صَلَاة الأولى ثمَّ خرج إِلَى أَهله فَاسْتَقْبلهُ ولدان الْمَدِينَة هِيَ هُنَا وَالله أعلم صَلَاة الصُّبْح لِأَنَّهَا أول صلوَات النَّهَار وَعَلِيهِ يدل سِيَاق الحَدِيث وكما قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كَانَ إِذا صلى الْغَدَاة استقبله خدم الْمَدِينَة بآنيتهم الحَدِيث وَقَوله صَلَاة الأولى من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه على مَذْهَب الْكُوفِيّين وَقد يكون صَلَاة الأولى مُضَافَة إِلَى أول سَاعَات النَّهَار وَقد تكون صَلَاة الظّهْر وَهِي اسْمهَا الْمَعْرُوف وَفِي الحَدِيث فِيهَا الَّتِي يدعونها الأولى سميت بذلك لِأَنَّهَا أول صَلَاة صلاهَا جِبْرِيل بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمثله فِي غَزْوَة ذِي قردان يُؤذن بِالْأولَى أَي الظّهْر يُبينهُ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر مَعَ الظّهْر فِي حَدِيث أبي بكر وأضيافه بِسم الله الأولى للشَّيْطَان قيل اللُّقْمَة الأولى الَّتِي أحنث بهَا نَفسه حِين حلف أَلا يَأْكُل أَي أحللت بهَا يَمِيني وَحنث بهَا نَفسِي وأرضيت أضيافي إرغاما للشَّيْطَان الَّذِي كَانَ سَبَب غَضَبي ويميني وَقيل الأولى الْحَالة الَّتِي غضب فِيهَا وَأقسم كَانَت من الشَّيْطَان وأعوانه وَيشْهد لهَذَا التَّأْوِيل قَوْله فِي الآخر إِنَّمَا كَانَ من الشَّيْطَان يَعْنِي يَمِينه كَذَا نَصه قَوْله وأمرنا أَمر الْعَرَب الأول بِفَتْح الْهمزَة وَضم اللَّام نعت لِلْأَمْرِ وَقيل هُوَ وَجه الْكَلَام وَرُوِيَ الأول بِكَسْر اللَّام وَضم الْهمزَة وفتخ الْوَاو مُخَفّفَة وَصفا للْعَرَب لَا لِلْأَمْرِ يُرِيد أَنهم بعد لم يتخلقوا بأخلاق أهل الحواضر والعجم (أوم) قَوْله فأومأت برأسها وَجَاء فِي البُخَارِيّ فأومت فِي كتاب الْأَقْضِيَة وَهُوَ مَهْمُوز بِكُل حَال وَلَعَلَّ مَا هُنَا أسقط صُورَة الْهمزَة وَمَعْنَاهَا شارت وَالِاسْم الْإِيمَاء وَيُقَال ومأ مثل قتل وَالِاسْم ومئا (أون) قَوْله فَهَذَا أَوَان وجدت انْقِطَاع أَبْهَري أَي حِين وجدنه وَوقت وجدته وَإِلَّا وَأَن الزَّمَان وَالْوَقْت مَفْتُوح الْهمزَة وضبطناه فِي النُّون هُنَا بِالْوَجْهَيْنِ الْفَتْح على الظّرْف وَالضَّم على خبر الْمُبْتَدَأ فَأَما ضمه فعلى إِعْطَاء خبر الْمُبْتَدَأ حَقه من الرّفْع وَوجه النصب فعلى الظّرْف وَالْبناء لِإِضَافَتِهِ إِلَى مَبْنِيّ وَهُوَ الْفِعْل الْمَاضِي لِأَن الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ كالشيء الْوَاحِد وَهُوَ فِي التَّقْدِير مَرْفُوع بِخَبَر الْمُبْتَدَأ وَغلط ابْن مكي الْمُحدثين فِي رفع أَوَان وَلم يقل شَيْئا وَقَوله ألم يَأن للرجل أَن يعرف منزله من الأوان وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أما آن أَي حَان قَالَ الله تَعَالَى) ألم يَأن للَّذين آمنُوا (وَقد ذَكرْنَاهُ وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث أما نَالَ بِمَعْنَاهُ وسنذكره فِي حرف النُّون (أوق) جري فِي غير حَدِيث فِي الزَّكَاة وَالنِّكَاح وَالْكِتَابَة والبيوع ذكر الْأُوقِيَّة والأواقي وأحدها مضموم الْهمزَة مشدد الْيَاء فِي الْوَاحِد والجميع كَذَا أَكثر رِوَايَاتنَا فِي الْكتب مثل أضْحِية وأضاحي

فصل في أو كذا بالإسكان أو كذا بالفتح

وكراسي وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب وَكثير من الروَاة عَن شُيُوخنَا يَقُول فِيهَا فِي الْجمع أَوَاقٍ مثل أضح وَجوَار وَبَعْضهمْ يرْوى فِي الْوَاحِد وقية وَكَذَا فِي كتاب القَاضِي الشَّهِيد فِي مَوضِع من كتاب مُسلم وَفِي كتاب البُخَارِيّ لجميعهم فِي الشُّرُوط وَخطأ هَذَا الْخطابِيّ وَجوزهُ ثَابت كَمَا قَالُوا أثاف وَحكى اللحياني فِي الْوَاحِد وقية قَالَ وَيجمع وقايا مثل ضحية وضحايا وَبَعض الروَاة يمد ألف أَوَاقٍ وَهُوَ خطأ (أوهـ) قَوْله أوه عين الرِّبَا روينَاهُ بِالْقصرِ وَتَشْديد الْوَاو وَسُكُون الْهَاء وَقيل بِمد الْهمزَة قَالُوا وَلَا مَوضِع لمدها إِلَّا لبعد الصَّوْت وَقيل بِسُكُون الْوَاو وَكسر الْهَاء وَمن الْعَرَب من يمد الْهمزَة وَيجْعَل بعْدهَا واوين اثْنَيْنِ فَيَقُول أووه وَكله بِمَعْنى التَّذَكُّر والتحزن وَمِنْه أَن إِبْرَاهِيم لأواه فِي قَول أَكْثَرهم أَي كثير التأوه شفقا وحزنا وَقيل أَواه دُعَاء وَهُوَ يرجع إِلَى قريب مِنْهُ وَأنْشد البُخَارِيّ تأوه أهة الرجل الحزين كَذَا للأصيلي مشددا وللقابسي وَأبي ذَر آهة بِالْمدِّ وَكِلَاهُمَا صَوَاب أَي توجع الرجل الحزين وَفِي رِوَايَة ابْن السماك عَن الْمروزِي أوهة وَهُوَ خطأ (أَوَى) قَوْله أما أَحدهمَا فأوى إِلَى الله فآواه الله أشهر مَا يقرأه الشُّيُوخ بقصر الْألف من الْكَلِمَة الأولى ومدها فِي الثَّانِيَة المعداة وَفِي كل وَاحِد من الْكَلِمَتَيْنِ عِنْد أهل اللُّغَة الْوَجْهَانِ ثلاثيا كَانَ أَو رباعيا معدي كَانَ أَو غير معدي لَكِن المدفي المعدي أشهر وَالْقصر فِي غير المعدي أعرف وَمثله إِذا أويت إِلَى فراشك وأووا إِلَى الْمبيت فِي غَار ويؤوى هَؤُلَاءِ وَالْحَمْد لله الَّذِي أطعمنَا وكفانا وآوانا بِالْمدِّ عِنْد أَكْثَرهم وَكم مِمَّن لَا مؤوى لَهُ وَحَتَّى يؤووه إِلَى مَنَازِلهمْ كُله مِمَّا جَاءَ فِي هَذِه الْأُمَّهَات بِمَعْنى الانضمام وَالضَّم وَمعنى آواه الله فِي الحَدِيث ظَاهره أَنه لما انْضَمَّ إِلَى الْمجْلس وقصده جعل الله لَهُ فِيهِ مَكَانا وفسحة وَقيل قربه إِلَى مَوضِع نبيه وَقيل يحْتَمل أَن يؤويه يَوْم الْقِيَامَة فِي ظلّ عَرْشه وَقَوله ومأوى الْحَيَاة والهوام أَي أماكنها الَّتِي تنضم فِيهَا وَفِي الحَدِيث الآخر فِي السُّجُود حَتَّى ناوى لَهُ أَي نرثى ونرق وَقيل معنى الْحَمد لله الَّذِي آوانا أَي رحمنا وَعطف علينا وَكم مِمَّن لَا مؤوى لَهُ أَي لَا رَاحِم وَلَا عاطف وعَلى الْمَعْنى الأول أَي الَّذِي ضم شملنا وَجعل لنا مَوَاطِن ومساكن نأوي إِلَيْهَا وَكم مِمَّن لَا موطن لَهُ وَلَا مسكن وَلَا من ينعم عَلَيْهِ بذلك فَهُوَ ضائع مهمل والمأوى الْمسكن بِفَتْح الْوَاو مَقْصُور وكل شَيْء يؤوي إِلَيْهِ إِلَّا مأوى الْإِبِل فبكسر الْوَاو خَاصَّة وَلم يَأْتِ مفعل بِكَسْر الْعين فِي الصَّحِيح من مصَادر الثلاثيات من الْأَفْعَال وأسمائها مِمَّا مستقبله يفعل بِالْفَتْح إِلَّا مكبر من الْكبر ومحمدة من الْحَمد وَفِي المعتل غير الصَّحِيح مَعْصِيّة ومأوى الْإِبِل هَذِه الْأَرْبَعَة وسواها مفعل بِالْفَتْح فِي الصَّحِيح وَكثير من المعتل مِمَّا عين فعله يَاء وَقد حُكيَ فِي جَمِيع ذَلِك الْفَتْح وَالْكَسْر كن مصَادر أَو أَسمَاء فصل فِي أَو كَذَا بالإسكان أَو كَذَا بِالْفَتْح فَاعْلَم أَنه مَتى جَاءَت هَذِه الصِّيغَة على التَّقْرِير أَو التوبيخ أَو الرداو الْإِنْكَار أَو الِاسْتِفْهَام كَانَت مَفْتُوحَة الْوَاو وَإِذا جَاءَت على الشَّك أَو التَّقْسِيم أَو الْإِبْهَام أَو التَّسْوِيَة أَو التَّخْيِير أَو بِمَعْنى الْوَاو على رَأْي بَعضهم أَبُو بِمَعْنى بل أَو بِمَعْنى حَتَّى أَو بِمَعْنى إِلَى وَكَيف كَانَت عاطفة فَهِيَ سَاكِنة فمما يشكل من ذَلِك فِي هَذِه الْأُصُول قَوْله فِي حَدِيث سعد حِين قَالَ إِنِّي لأراه مُؤمنا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَو مُسلما هَذِه بِسُكُون الْوَاو على معنى الإضراب عَن قَوْله وَالْحكم بِالظَّاهِرِ كَأَنَّهُ قَالَ بل قل مُسلما وَلَا تقطع بإيمانه فَإِن

فصل فيما جاء من الاختلاف والوهم في أو كذا وكذا

حَقِيقَة الْإِيمَان وباطن الْخلق لَا يُعلمهُ إِلَّا الله وَإِنَّمَا تعلم الظَّاهِر وَهُوَ الْإِسْلَام وَقد تكون بِمَعْنى الَّتِي للشَّكّ أَي لَا تقطع بِأَحَدِهِمَا دون الآخر وَلَا يَصح فتح الْوَاو هُنَا جملَة وَمثله قَوْله لعَائِشَة حِين قَالَت عُصْفُور من عصافير الْجنَّة أَو غير ذَلِك بِالسُّكُونِ أَي لَا تقطعي عَليّ ذَلِك فقد يكون غير مَا تعتقديه فَعلمه إِلَى الله تَعَالَى وَمن فتح الْوَاو فِي هَذَا وَمثله أحَال المعني وأفسده وَمثله قَول الْمَرْأَة أَنه لَا سحر النَّاس أَوَانه لرَسُول الله حَقًا على طَرِيق الشَّك وَكَذَلِكَ قَوْله فِي لُحُوم الْحمر واكسروا الْقُدُور فَقَالُوا نهريق مَا فِيهَا ونغسلها فَقَالَ أَو ذَلِك بِالسُّكُونِ على الْإِبَاحَة والتسوية وَأما قَوْله فِي حَدِيث مَا يفتح من زهرَة الدُّنْيَا أَو خير هُوَ فَهَذَا بِفَتْح الْوَاو لِأَنَّهُ على جِهَة التَّقْرِير وَالرَّدّ وَهِي وَاو الِابْتِدَاء قبلهَا ألف الِاسْتِفْهَام وَمثله قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أَو فِي شكّ أَنْت يَابْنَ الْخطاب على جِهَة التوبيخ والتقرير وَكَذَلِكَ أَو مَا طفت بِالْبَيْتِ على جِهَة الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ فِي الْأَشْرِبَة أَو مُسكر هُوَ على الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ أَو تعلم مَا النقير كُله على الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ قَوْله أَو قد فَعَلُوهَا وَقَوله أَو أملك أَن نزع الله مِنْك الرَّحْمَة على طَرِيق التوبيخ وَرَوَاهُ مُسلم وأملك بِغَيْر ألف الِاسْتِفْهَام وَمثله أَو لم يعلم أَبُو الْقَاسِم أول زمرة تدخل الْجنَّة على التَّقْرِير وَمثله قَوْله أَو قد كَانَ ذَلِك أَو فتح هُوَ على الِاسْتِفْهَام وَفِي حَدِيث الصَّلَاة فِي الْكَعْبَة أَو فِي زواياها كَذَا رَوَاهُ العذري بِهَذَا اللَّفْظ والضبط على الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ قَوْله أَو هبلت أوجنة وَاحِدَة هِيَ الأولى على التوبيخ وَالثَّانيَِة على التَّقْرِير وَالْإِنْكَار كل هَذَا بِفَتْح الْوَاو وَمن روى منبها من الروَاة شَيْئا بِالسُّكُونِ فَهُوَ خطأ مُفسد للمعنى مغير لَهُ وَقد رَوَاهُ بَعضهم أوهبلت وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله تبكين أَو لَا تبكين فَمَا زَالَت الْمَلَائِكَة تظله الحَدِيث بِسُكُون الْوَاو وَقد يكون هَذَا شكا من الرَّاوِي فِي أَي الْكَلِمَتَيْنِ قَالَ أَو يكون على طَرِيق التَّسْوِيَة للحالين أَي سَوَاء حالاك فِي ذَلِك كحالة هُوَ كَذَا وَالْأول أظهر فصل فِيمَا جَاءَ من الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي أَو كَذَا وَكَذَا فِي الشَّهَادَات الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قبل أَن يسْأَلهَا أَو يخبر بِشَهَادَتِهِ قبل أَن يسْأَلهَا كَذَا لِابْنِ الْقَاسِم وَابْن عفير وَأبي مُصعب وَمصْعَب والصوري وَابْن وهب ومعن وَابْن بكير والقعنبي ومطرف وَابْن وضاح من رِوَايَة يحيى وَعند سَائِر رَوَاهُ يحيى ويخبر وَالْأول هُوَ الصَّوَاب شكّ من الرَّاوِي قَالَ ابْن وهب عبد الله بن أبي بكر بن حزم شيخ مَالك هُوَ الشاك وَفِي بَاب وَبث فِيهَا من كل دَابَّة وَقَالَ صَالح وَابْن أبي حَفْصَة وَابْن مجمع عَن الزُّهْرِيّ فرآني أَبُو لبَابَة وَزيد كَذَا فِي الأَصْل نبه البُخَارِيّ على خلاف صَالح فِيهِ وَالصَّوَاب مَا ذكره قيل من قَول غَيره وَهُوَ عبد الرَّزَّاق فرآني أَبُو لبَابَة أَو زيد وَفِي رفع الصَّوْت بالإهلال أَمرنِي أَن آمُر أَصْحَابِي أَو من معي أَن يرفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ أَو الإهلال كَذَا ليحيى وَأبي مُصعب وَغَيرهمَا وَعند القعْنبِي وَمن معي وَالْأول الصَّوَاب لِأَنَّهُ جَاءَ على الشَّك من الرَّاوِي كَيفَ قَالَ لَهُ وَفِي دُخُول الْكَعْبَة فِي حَدِيث ابْن عمر فَأَخْبرنِي بِلَال وَعُثْمَان ابْن أبي طَلْحَة كَذَا عِنْد بَعضهم عَن مُسلم وللكافة أَو عُثْمَان على الشَّك من الرَّاوِي وَهُوَ الصَّوَاب وَالشَّكّ هُنَا من غير ابْن عمر إِذا الثَّابِت عَن ابْن عمر أَنه إِنَّمَا سَأَلَ بِلَالًا من طرق كَثِيرَة لَا عُثْمَان وَقَوله بَاب الْكَافِر يقتل الْمُسلم ثمَّ يسلم فيسدد بعد أَو يقتل كَذَا للقابسي وعبدوس وَهُوَ الْوَجْه وَعند الْأصيلِيّ فيسدد قبل أَن يقتل وَله وَجه أَيْضا بِمَعْنَاهُ وَقَوله وَفِي حَدِيث

فصل بقية الاختلاف والوهم في حرف الهمزة والواو

أبي سعيد فِي زَكَاة الْفطر صَاعا من طَعَام أَو صَاعا من شعير كَذَا لجَماعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَعند يحيى وَابْن الْقَاسِم والقعنبي صَاعا من شعير وَكَذَا رده ابْن وضاح وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَجه الأول أَنه أَرَادَ بِالطَّعَامِ الْبر وَهُوَ مَذْهَب أَكثر الْفُقَهَاء وأو هُنَا للتَّخْيِير والتقسيم وَفِي حَدِيث البصاق فِي الْمَسْجِد لَكِن تَحت يسَاره أَو تَحت قدمه الْيُسْرَى كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ وَتَحْت قدمه وهما هُنَا بِمَعْنى الْإِبَاحَة والتسوية بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَلَكِن تَحت قدمه الْيُسْرَى وَقَوله فِي بَاب استعانة الْيَد فِي الصَّلَاة وَوضع أَبُو إِسْحَاق قلنسوته فِي الصَّلَاة أَو رَفعهَا كَذَا لعبدوس والقابسي على الشَّك وَعند النَّسَفِيّ وَأبي ذَر والأصيلي ورفعها وَهُوَ الصَّوَاب فِي التَّفْسِير قَوْله فِي الْمُرْضع وَالْحَامِل إِذا خافتا على أَنفسهمَا كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَعند الْحَمَوِيّ وبقيتهم أَو الْحَامِل وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث إِلَّا أَن يَجْعَل أَو هُنَا للتسوية فيستقيم الْكَلَام ويكونا بِمَعْنى وَفِي تَفْسِير أَن الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله الْآيَة أَن امْرَأتَيْنِ كَانَتَا تخرزان فِي الْبَيْت أَو فِي الْحُجْرَة كَذَا للأصيلي وَلغيره وَفِي الْحُجْرَة وَهُوَ الصَّوَاب وَتَمَامه فِي رِوَايَة ابْن السكن وَفِي الْحُجْرَة حداث أَي قوم يتحدثون وَبعده فَخرجت إِحْدَاهمَا وَقد نفذ بأشفى فِي كفها كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ فجرحت وَالْوَجْه مَا للكافة وَيَأْتِي فِي حرف الْجِيم وَفِي حَدِيث وَلِيمَة زَيْنَب ادْع لي فلَانا وَفُلَانًا أَو من لقِيت كَذَا للسمرقندي فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لِلْجُمْهُورِ وَمن لقِيت كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَفِي بَاب السّلف وَبيع الْعرُوض لَا بَأْس أَن يَشْتَرِي الثَّوْب من الْكَتَّان أَو الشطوى أَو القصبى كَذَا ليحيى وَصَوَابه الشطوى على الْبَدَل بِإِسْقَاط أَو كَمَا لسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ لِأَن هَذِه الْأَصْنَاف هِيَ من ثِيَاب الْكَتَّان الَّذِي أَرَادَ وَفِي الْإِحْدَاد صَفِيَّة بنت أبي عبيد عَن عَائِشَة وَحَفْصَة كَذَا ليحيى وَأبي مُصعب والصورى وَعند ابْن بكير والقعنبي والتنيسي وَابْن عفير أَو حَفْصَة على الشَّك وَاخْتلف فِيهِ عَليّ ابْن الْقَاسِم زَاد ابْن وهب أَو كلتيهما قَوْله فِي كتاب مُسلم وَذكر أَن أَصْحَاب النَّار خَمْسَة إِلَى قَوْله وَذكر الْبُخْل أَو الْكَذِب كَذَا فِي روايتنا عَن الخشنى عَن الطَّبَرِيّ وَفِي بعض نسخ مُسلم وروايتنا عَن البَاقِينَ وَالْكذب وَرجح بعض الْمُتَكَلِّمين الرِّوَايَة الأولى وَقَالَ بِهِ تصح الْقِسْمَة لِأَنَّهُ ذكر الضَّعِيف والخائن والمخادع الَّذين وَصفهم ثمَّ ذكر الْبُخْل أَو الْكَذِب ثمَّ ذكر الشنظير فَهَؤُلَاءِ خَمْسَة وبواو الْعَطف يكونُونَ سِتَّة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد تصح عِنْد الْعدة مَعَ وَاو الْعَطف وَأَن يكون الوصفان من الْبُخْل وَالْكذب لوَاحِد جَمعهمَا كَمَا قَالَ والشنظير الفحاش فوصفه بوصفين أَيْضا والشنظير مُفردا هُوَ السيء وَقيل الْفَاحِش القلق وسنذكره وَقَوله فِي حَدِيث الْخَوَارِج تحقرون صَلَاتكُمْ مَعَ صلَاتهم أَو صِيَامكُمْ مَعَ صِيَامهمْ أَو أَعمالكُم مَعَ اعمالهم كَذَا ليحيى ولكافة الروَاة وَصِيَامكُمْ وَأَعْمَالكُمْ وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي قيام النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي رَمَضَان ثمَّ اجْتَمعُوا من اللَّيْلَة الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة كَذَا لِابْنِ وضاح وَبَعض الروَاة وَعند عبيد الله فِي رِوَايَة الجياني وَالرَّابِعَة وَكَذَا للمهلب وَبَعْضهمْ وَالصَّوَاب الأول فِي حَدِيث رَافع بن خديج كُنَّا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذِي الحليفة من تهَامَة فأصبنا غنما أَو إبِلا كَذَا للأصيلي وَلغيره وإبلا فصل بَقِيَّة الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حرف الْهمزَة وَالْوَاو قَوْله سَتَأْتِيهِمْ صَلَاة هِيَ أحب إِلَيْهِم

(أي أ)

من الأولى كَذَا فِي كثير من النّسخ وَهِي رِوَايَة ابْن مَا هان وَفِي أَكثر النّسخ من الْأَوْلَاد وَهِي روايتنا عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَهُوَ الْأَصَح إِن شَاءَ الله لقَوْله فِي حَدِيث آخر أحب إِلَيْهِم من أبنائهم وَفِي حَدِيث عَاصِم بن مَالك فِي الْوِصَال وَاصل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي أول شهر رَمَضَان كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وضوابه فِي آخر شهر رَمَضَان كَمَا قَالَ فِي حَدِيث زُهَيْر بعده وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر لَو تَمَادى بِي الشَّهْر لواصلت وعَلى الصَّوَاب سمعناه من ابْن أبي جَعْفَر عَن بعض شُيُوخه أَحْسبهُ من رِوَايَة ابْن ماهان أَو لَعَلَّه أصلح وَقَوله فِيمَا يَقُول إِذا فرغ طَعَامه الْحَمد لله الَّذِي كفانا وآوانا كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَابْن السكن عَن البُخَارِيّ وَعند غَيره أروانا بِزِيَادَة رَاء وَالْأول أعرف وَقَوله مَا تركت الْفَرَائِض فَالْأول ذكر كَذَا رَوَاهُ بَعضهم مشدد الْوَاو فِي كتاب مُسلم وَالَّذِي للكافة فَلأولى بسكونها أَي أَحَق يُرِيد بِولَايَة الْقرب والقعدد بِالنّسَبِ أَو الْوَلَاء وَفِي بَاب صَلَاة الْقَاعِد بِالْإِيمَاءِ وَمن صلى بإيماء فَلهُ نصف أجر الْقَاعِد كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ بباء الْخَفْض وهمزة مَكْسُورَة وَضَبطه الْقَابِسِيّ نَائِما من النّوم وَكَذَا فِي كتاب أبي ذَر وعبدوس وَكَانَ مهملا عِنْد الْأصيلِيّ وَكَانَ عِنْده فِي الْبَاب قبله نَائِما وَكَذَا لكافتهم وَرَوَاهُ بَعضهم أَيْضا هُنَا نَائِما قَالَ الْقَابِسِيّ كَذَا عِنْدِي وَمَعْنَاهُ مُضْطَجعا وَكَذَا وَقع هَذَا الْحَرْف عِنْد النَّسَفِيّ مُفَسرًا قَالَ أَبُو عبد الله نَائِما يَعْنِي مُضْطَجعا مَكَان وترجمة البُخَارِيّ بعده صَلَاة الْقَاعِد بِالْإِيمَاءِ تصحح الرِّوَايَة الأولى الْهمزَة مَعَ الْيَاء (أَي أ) قَوْله أيآت بِمد الْهمزَة الثَّانِيَة وَفتحهَا وَسُكُون الْيَاء كَذَا جَاءَ فِي بعض رِوَايَات مُسلم فِي حَدِيث الْمَرْأَة وَأكْثر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي هَذَا الْحَرْف وَغَيره هَيْهَات هَيْهَات بِفَتْح الْهَاء وَالتَّاء كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن وَفِي بعض رِوَايَات مُسلم أَيْضا أيهات بِالْهَاءِ مَفْتُوحَة أَولهَا وبالياء عِنْد بَعضهم وَالْهَاء عِنْد آخَرين وَفِيه لُغَات يُقَال هَيْهَات وايهات وإيهات بِكَسْر الْهمزَة وَفتحهَا وَيُقَال فِي الْوَقْف هيهاه بِالْهَاءِ على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَالْكسَائِيّ وبنيت عِنْدهم فِي غير الْوَقْف على الْفَتْح كَأَنَّهُ اسْم ضم إِلَى اسْم كحضرموت وَمِنْهُم من يرى كسر التَّاء فيقف عِنْدهم بِالتَّاءِ وينون إِن شَاءَ لِأَنَّهَا عِنْده جمع هيهة مثل بَيْضَة وبيضات وَمن لم ينون فللفرق بَين الْمعرفَة والنكرة وَقَالَ أَبُو عبيد هَيْهَات تنصب وترفع وتخفض قَالَ سِيبَوَيْهٍ الكسرة فِي هيهئات كالفتحة قيل مَعْنَاهُ أَن الْحَرَكَة فِي الْوَجْهَيْنِ للْبِنَاء وَإِن كَانَت على صُورَة المعرب من حَيْثُ كَانَت مَجْمُوعَة بِالْألف وَالتَّاء قَالَ بَعضهم وَهِي من مضاعف الْبناء من بَاب هاهيت وَقد جَاءَ فِي شعر ذِي الرمة على غير هَذَا التَّرْتِيب يهيأه وَمَعْنَاهُ الْبعد لما قيل أَو طلب (أَي د) اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس أَي قوه والأيدوالاد الْقُوَّة وَمِنْه أَن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر أَي يشده ويقويه (أَي م) وَقَوله تأيمت حَفْصَة وَإِنَّمَا تأيمت والأيم أَحَق بِنَفسِهَا بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْيَاء الْمُشَدّدَة فِي الِاسْم وَفتحهَا مُشَدّدَة فِي الْفِعْل الأيم الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا أَو طَلقهَا وَهُوَ المُرَاد فِي حَدِيث حَفْصَة والْحَدِيث الآخر أَي الثّيّب الَّتِي فَارَقت زَوجهَا وَقد آمت الْمَرْأَة تئيم مثل سَارَتْ تسير قَالَ الْحَرْبِيّ وَبَعْضهمْ يَقُول تأيم مثل تسمع وَلم يعرفهُ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَقَالَ الْأَشْبَه تائء مثل تألم وَقد يُقَال ذَلِك فِي الرِّجَال أَيْضا إِذا لم يكن لَهُم نسَاء وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي النِّسَاء وَلذَلِك لم يقل فِيهِنَّ بِالْهَاءِ كَقَوْلِهِم

فصل الاختلاف والوهم

طَالِق وَقد حكى أَبُو عُبَيْدَة فِيهِنَّ أيمة أَيْضا وَقد اسْتعْمل الأيم فِي كل من لَا زوج لَهُ وَإِن كَانَ بكرا قَوْله أيم هَذَا كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَعند ابْن أبي صفرَة بِفَتْح الْمِيم وبسكون الْيَاء لفظ أبي ذَر وَهُوَ مَفْتُوح الْهمزَة وهما لُغَتَانِ أيم بِالتَّشْدِيدِ وأيم بِالتَّخْفِيفِ مَفْتُوح الْمِيم قَالَه الْخطابِيّ كلمة اسْتِفْهَام قَالَ الْحَرْبِيّ هِيَ أَي وَمَا صلَة قَالَ الله تَعَالَى) أَيّمَا الْأَجَليْنِ قضيت (وأياما تدعوا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر أيم هَذَا وَعند السَّمرقَنْدِي أيم وهما بِمَعْنى قَوْله وأيم الله يُقَال بِقطع الْألف وَوَصلهَا حلف قَالَه الْهَرَوِيّ كَقَوْلِهِم يَمِين الله ثمَّ يجمع الْيَمين أيمنا فَقَالُوا وأيمن الله ثمَّ كثر فِي كَلَامهم فحذفوا النُّون فَقَالُوا أيم الله وَقَالُوا أم الله وم الله وم الله وَمن الله وَمن الله وأيمن الله وأيمن الله وليم الله وأيم الله كل ذَلِك قيل وَسبب هَذَا الِاشْتِقَاق مَا لم يَجْعَل بَعضهم الْألف أَصْلِيَّة وَجعلهَا زَائِدَة وَجعل بَعضهم هَذِه الْكَلِمَة كلهَا عوضا من وَاو الْقسم وَهُوَ مَذْهَب الْمبرد كَأَنَّهُ يَقُول وَالله لَأَفْعَلَنَّ وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَن يَمِين اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى مثل قدير وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فالياء مِنْهُ من الْيمن فيمين ويأمن بِمَعْنى مثل قدير وقادر وَأنْشد بَيْنك فِي اليامن بَيت الْأَيْمن (أَي ض) قَوْله فِي الْكُسُوف فَانْصَرف وَقد آضت الشَّمْس مَمْدُود الْهمزَة مثل قَالَت أَي رجعت لحالها الأول وَفِي حَدِيث هِنْد وَقَالَ لَهَا وَأَيْضًا وَالله منون الضَّاد أَي ستزيد بصيرتك وتعود إِلَى خير من هَذَا وَأفضل وأصل آض عَاد وَمثله فِي حَدِيث كَعْب بن الْأَشْرَف أَي تزيد فِي الزّهْد فِي صحبته وَترجع إِلَى مَا كنت عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْلهم قَالَ أَيْضا أَي رَجَعَ وَعَاد إِلَيْهِ مرّة أُخْرَى (أَي س) قَوْله وأيس من الْحَيَاة وأيس من رَاحِلَته يُقَال ايس ويئس مَعًا من المقلوب (أَي هـ) قَوْله أَيهَا بِكَسْر الْهمزَة كلمة تَصْدِيق وارتضاء وَمِنْه فِي حَدِيث ابْن الزبير أَيهَا والإله وإيه مَكْسُورَة منونة كلمة استزادة من حَدِيث لَا يعرفهُ وإيه غير منونة استزادة من حَدِيث يعرفهُ وَقَالَ يَعْقُوب يُقَال للرجل إِذا استزدته من عمل أَو حَدِيث إيه فَإِن وصلت قلت إيه حَدثنَا فتنون قَالَ ثَابت وَتقول أَيْضا أَيهَا عَنَّا أَي كف عَنَّا وويها إِذا أغريته أَو زجرته وواها إِذا تعجبت وَقَالَ اللَّيْث إيه كلمة استزادة واستنطاق وَقد تنون وإيه كلمة زجر وَقد تنون فَيُقَال أَيهَا وَقَوله آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث أَي علامته وَآيَة السَّاعَة وَآيَة الْأَنْبِيَاء الْآيَة الْعَلامَة وَآيَة الْقُرْآن قيل سميت بذلك لِأَنَّهُ عَلامَة على تَمام الْكَلَام وَقيل بل لِأَنَّهَا جماعات من كَلِمَات الْقُرْآن وَالْآيَة الْجَمَاعَة أَيْضا (أَي ي) قَوْله فإياي لَا يأتيني أحد يحمل كَذَا مَعْنَاهُ احْذَرُوا وَاجْتَنبُوا وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب وَنهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن كلامنا أَيهَا الثَّلَاثَة وَكُنَّا تخلفنا أَيهَا الثَّلَاثَة هَذَا عِنْد سِيبَوَيْهٍ على الِاخْتِصَاص وَحكي عَن الْعَرَب اللَّهُمَّ اغْفِر لنا أيتها الْعِصَابَة وأميننا أيتها الْأمة أَبُو عُبَيْدَة وَتَكون أَي هُنَا بِمَعْنى الَّذِي كَقَوْلِهِم علمت أَيهمْ فِي الدَّار رَأْي الَّذِي فِي الدَّار فَكَأَنَّهُ قَالَ فِي الحَدِيث الَّذين هم الثَّلَاثَة أَو الْأمة فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله أَي وَالله مَعْنَاهُ نعم وَالله. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب نصرت بِالرُّعْبِ أَن هِرقل أرسل إِلَيْهِ وهم بإيلياء كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ بإيلة وَهُوَ وهم فِي حَدِيث مَا يخافه من زهرَة الدُّنْيَا من رِوَايَة عَليّ بن حجر أَيْن هَذَا السَّائِل كَذَا للسجزي والخشني وَعند العذري أَي السَّائِل وللسمرقندي إِنِّي وَكلهَا بِمَعْنى مُتَقَارب قَوْله نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة بأيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا كَذَا رَوَاهُ الْفَارِسِي فِي كتاب مُسلم

فصل فيما ذكر في هذا الحرف في هذه الكتب من أسماء المواضع والبقع من الأرض

فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَحَدِيث عَمْرو النَّاقِد قيل هُوَ وهم وَالصَّوَاب بيدكما رَوَاهُ غَيره وَقيل مَعْنَاهُ بِقُوَّة أعطاناها الله وفضلنا بهَا لقبُول أمره وطاعته وعَلى هَذَا يكون مَا بعده أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا ابْتِدَاء كَلَام وَرِوَايَة الكافة بيد بِفَتْح الْبَاء وأنعم بِفَتْح الْهمزَة على معنى غير وَقيل إِلَّا وَقيل على وكل بِمَعْنى وَهُوَ أشهر وَأظْهر وَقد قيل هِيَ هُنَا بِمَعْنى من أجل وَهُوَ بعيد وَإِنَّمَا يَصح هَذَا فِي الحَدِيث الآخر قَوْله بيد أَنِّي من قُرَيْش وَقد بَيناهُ فِي الْهمزَة وَالنُّون وَفِي حَدِيث الْوَادي فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي بِلَال كَذَا للخشنى والسجزي على النداء وَعند العذري والسمرقندي أَيْن الأول أليق بمعاني غَيرهَا من الرِّوَايَات فِي خبر ابْن الزبير وتعيير أهل الشَّام لَهُ يَابْنَ ذَات النطاقين يَقُول أَيهَا والإله تِلْكَ شكاة ظَاهر عَنْك عارها كَذَا للنسفي وَعند الْفربرِي يَقُول ابْنهَا وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أصوب فِي الْكَلَام وَأظْهر فِي مساقه لِأَنَّهُ صدقهم فِي قَوْله إِذْ كَانَ من مناقبها لَا من مثالبها وَلذَلِك اسْتشْهد بِمَا ذكر بعده من الشّعْر وعَلى هَذِه الرِّوَايَة ذكر الْحَرْف وَالْخَبَر صَاحب الغريبين فِي بَاب الْهمزَة وَالْيَاء فِي حَدِيث استغفاره لأهل البقيع مَالك حشيا رابية قَالَت قلت لأي شَيْء كَذَا لأبي بَحر بِكَسْر اللَّام وَفتح الْهمزَة بعْدهَا ثمَّ يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَعند القَاضِي الشَّهِيد والجياني لأبي شَيْء بِفَتْح لَا وَبعدهَا بَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة قَالُوا لَا بِمَعْنى مَا وَعند ابْن الْحذاء لَا شَيْء قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب نفيا لما سَأَلَهَا عَنهُ وَهُوَ وَجه الْكَلَام بِدَلِيل قَوْله بعد لتخبرني وَبَقِيَّة الحَدِيث وَفِي بَاب مَا جَاءَ فِي التَّدْبِير إِذا مَاتَ سيد الْمُدبر وَله مَال حَاضر وغائب وَقَوله يُوقف الْمُدبر حَتَّى يويس كَذَا لأبي على الجياني وَعند ابْن عتاب يئس بِتَأْخِير الْهمزَة يُقَال أيس ويئس وَعند اكثر الروَاة وَابْن وضاح حَتَّى يتَبَيَّن فِي حَدِيث خَدِيجَة وورقة فَقَالَت أَي عَم كَذَا ذكره مُسلم وَقَالَ البُخَارِيّ فَقَالَت لَهُ يَابْنَ عَم قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا يبعد صِحَة الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَأَن تَدْعُو ورقة بذلك لسنه وجلالة قدره فِي حج أبي بكر وَآخر سُورَة نزلت خَاتِمَة النِّسَاء كَذَا لكافة الروات وَلابْن السكن آيَة وَهُوَ الصَّوَاب فصل فِيمَا ذكر فِي هَذَا الْحَرْف فِي هَذِه الْكتب من أَسمَاء الْمَوَاضِع والبقع من الأَرْض فَمن ذَلِك الْأَبْوَاء بِفَتْح الْهمزَة وباء بِوَاحِدَة سَاكِنة ممدودة قَرْيَة من عمل الْفَرْع من عمل الْمَدِينَة بَينهَا وَبَين الْجحْفَة مِمَّا يَلِي الْمَدِينَة ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ ميلًا قيل وَإِنَّمَا سميت بذلك للوباء الَّذِي بهَا وَهَذَا لَا يَصح إِلَّا على الْقلب كَانَ يجب أَن يُقَال أوباء على هَذَا وَبهَا توفيت أم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام (الأبطح) يصاف إِلَى مَكَّة وَإِلَى منى وَهُوَ وَاحِد وَهُوَ إِلَى منى أقرب وَهُوَ المحصب وَهُوَ خيف بني كنَانَة وَزعم الدَّاودِيّ أَنه بِذِي طوى أَيْضا وَلَيْسَ بِهِ وكل مسيل للْمَاء فِيهِ دقاق الْحَصَى فَهُوَ أبطح قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ ابْن دُرَيْد الأبطح والبطحاء الرمل المنبسط على وَجه الأَرْض وَقَالَ أَبُو يزِيد الأبطح أثر المسيل ضيقا كَانَ أَو وَاسِعًا (الأثاية) بِضَم الْهمزَة وَبعدهَا ثاء مُثَلّثَة وَبعد الْألف يَاء بِاثْنَتَيْنِ من أَسْفَل مَوضِع بطرِيق الْجحْفَة بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة سِتَّة وَسَبْعُونَ ميلًا وَرَوَاهُ بعض الشُّيُوخ بِكَسْر الْهمزَة وَبَعْضهمْ قَالَ الإثاثة بِالْمُثَلثَةِ فيهمَا وَبَعْضهمْ بالنُّون فِي الْآخِرَة وَالْمَشْهُور وَالصَّوَاب الأول لَا غير (أجم) بني سَاعِدَة حصنها بِضَم الْهمزَة وَالْجِيم (أحد) بِضَم أَوله وثانيه جبل الْمَدِينَة مَعْرُوف (الأخشبان)

(أذ ر ح)

بِالْخَاءِ والشين المعجمتين وبعدهما بَاء بِوَاحِدَة مُضَافَة مرّة فِي الحَدِيث إِلَى مَكَّة وَمرَّة إِلَى منى وهما وَاحِد جبلا مَكَّة أَحدهمَا أَبُو قبيس وَالْآخر الْجَبَل الْأَحْمَر المشرف على قعيقعان ويسميان الجبجبين أَيْضا قَالَ ابْن وهب الأخشبان الجبلان اللَّذَان تَحت الْعقبَة بمنى فَوق الْمَسْجِد (أذ ر ح) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وَرَاء مَضْمُومَة وحاء مُهْملَة مَدِينَة من أداني الشَّام تِلْقَاء السراة وَقَالَ ابْن وضاح هِيَ فلسطين وَوَقع فِي كتاب مُسلم أَن بَينهَا وَبَين جربا الْمَذْكُورَة مَعهَا فِي حَدِيث الْحَوْض ثَلَاثَة أَيَّام وَهَذَا الْحَرْف فِي رِوَايَة العذرى أذرج وَهُوَ خطأ أذريبجان كَذَا هُوَ بِفَتْح الْهمزَة مَقْصُور الْألف وَضَبطه الْأصيلِيّ والمهلب بِمد الْهمزَة وضبطناه عَن الْأَسدي بِكَسْر الْبَاء وَهُوَ قَول غَيره وضبطناه عَن أبي عبد الله بن سُلَيْمَان وَغَيره بِفَتْحِهَا وَحكى فِيهِ ابْن مكي أَن صَوَابه أذربيجان بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الرَّاء قَالَ وَالنّسب إِلَيْهِ أذري وأذربي على غير قِيَاس ورد عَلَيْهِ ابْن الأجذابي وَقَالَ كَلَام الْعَرَب بِسُكُون الدَّال وَفتح الرَّاء وَضبط عَن الْمُهلب آذربيجان بِكَسْر الرَّاء وَتَقْدِيم الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ على الْبَاء وبمد الْهمزَة (الا ر اك) الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْحَج قيل هُوَ من نمرة وهواراك يستظل بهَا بِعَرَفَة وَقيل هُوَ من مَوَاقِف عَرَفَة من جِهَة الشَّام ونمرة من جِهَة الْيمن أروان بير بِالْمَدِينَةِ وَيُقَال ذروان وَيُقَال ذِي أروان ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء فَانْظُرْهُ هُنَاكَ أريس بير ذَكرْنَاهُ أَيْضا فِي حرف الْبَاء وَادي الْأَزْرَق ذكر فِي حَدِيث الْإِسْرَاء هُوَ خلف أمج إِلَى مَكَّة بميل أَطَم من آطام الْمَدِينَة بِضَم الْهمزَة والطاء فِي الْوَاحِد وَفتحهَا مَعَ المدفي الْجمع وأطم بني مُعَاوِيَة وأطم بني مغالة أَي حصنها ألملم من الْمَوَاقِيت كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَغَيره فِي بَاب دُخُول مَكَّة بِغَيْر إِحْرَام وَلابْن السكن يَلَمْلَم بِالْيَاءِ وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَغير هَذَا الْمَكَان من الصَّحِيحَيْنِ وهما صَحِيحَانِ جبل من جبال تهَامَة على لَيْلَتَيْنِ من مَكَّة وَالْيَاء فِيهِ بدل من الْهمزَة وَلَيْسَت الْهمزَة فِيهِ مزيدة (أَصْبَهَان) سمعناه من كافتهم فِي حَدِيث الدَّجَّال فِيهَا وَفِي غَيرهَا بِفَتْح الْهمزَة وقيدها أَبُو عبيد الْبكْرِيّ بِكَسْرِهَا وَأهل خُرَاسَان يَقُولُونَهَا بِالْفَاءِ مَكَان الْبَاء أضاة بني غفار مَوضِع بِالْمَدِينَةِ تقدم ذكرهَا قبل فِي الْهمزَة وَالضَّاد الإفراق بِفَتْح الْهمزَة وبالفاء عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَضَبطه بَعضهم بِالْكَسْرِ كَأَنَّهُ جمع فرق اسْم مَوضِع من أَمْوَال الْمَدِينَة وحائط من حوائطها وبالفتح ذكره الْبكْرِيّ الأسواف بِفَتْح أَوله بعْدهَا سين مُهْملَة هُوَ من حرم الْمَدِينَة قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر هُوَ بِنَاحِيَة البقيع وَهُوَ صَدَقَة زيد بن ثَابت أهاب بِكَسْر الْهمزَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة مَوضِع بِقرب الْمَدِينَة جَاءَ ذكره فِي حَدِيث سُكْنى الْمَدِينَة وعمارتها قبل السَّاعَة فِي حَدِيث مُسلم تبلغ المساكن أهاب أَو يهاب قَالَ سُهَيْل كَذَا وَكَذَا ميلًا يَعْنِي من الْمَدِينَة كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِيهِ عَن مُسلم عندنَا على الشَّك أَو يهاب بِكَسْر الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا الْأَسدي والصدفي وَغَيرهمَا وَعند التَّمِيمِي كَذَلِك وبالنون مَعًا وَلم أجد هَذَا الْحَرْف فِي غير هَذَا الحَدِيث وَلَا من ذكره الأهواز بِفَتْح أَوله وَإِسْكَان ثَانِيه بعده وَاو وَألف وزاي مُعْجمَة بلدان تجمع كورا مِنْهَا كورة الأهواز وكورة جنديسابور وكورة السوس وكورة لهون وكورة بهرين وكورة نهرتين أَوْطَاس بِفَتْح أَوله وَاد فِي ديار هوَازن وَهُوَ مَوضِع حَرْب يَوْم حنين غَدِير أشطاط بِفَتْح أَوله وَإِسْكَان ثَانِيه بعده طاء مُهْملَة وَألف وطاء أُخْرَى

فصل مشكل الأسماء والكنى في حرف الهمز

وَهُوَ تِلْقَاء الحديبة مَذْكُور فِي حَدِيثهَا إيلياء بِكَسْر أَوله مَمْدُود بَيت الْمُقَدّس وَقيل مَعْنَاهُ بَيت الله وَحكى أَبُو عبيد الْبكْرِيّ أَنه يُقَال بِالْقصرِ أَيْضا ولغة ثَالِثَة الْيَاء بِحَذْف الْيَاء الأولى وَسُكُون اللَّام وَهُوَ الْأَقْصَى أَيْضا قَالَ الله تَعَالَى إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَجَاء فِي الحَدِيث مَسْجِد الْأَقْصَى على الْإِضَافَة أَيْلَة بِفَتْح الْهمزَة مَدِينَة مَعْرُوفَة بِالشَّام على النّصْف مَا بَين طَرِيق فسطاط مصر وَمَكَّة على شاطئ الْبَحْر من بِلَاد الشَّام قَالَه أَبُو عُبَيْدَة وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب أَيْلَة هِيَ شُعْبَة من رضوى وَهُوَ جبل يَنْبع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَهُوَ غير الْمَدِينَة الْمَذْكُورَة الأعماق بِفَتْح الْهمزَة ذكرهَا فِي حَدِيث فتح القسطنطينة ينزل الرّوم بالأعماق أَو بدابق ذَات أنواط شَجَرَة عَظِيمَة خضراء كَانَت الْجَاهِلِيَّة تأتيها كل سنة تعظمها وَتعلق بهَا أسلحتها وتذبح عِنْدهَا قَرِيبا من مَكَّة وَذكر أَنهم كَانُوا إِذا حجُّوا وضعُوا عَلَيْهَا أرديتهم ودخلوا بِغَيْر أردية تَعْظِيمًا لَهَا أرمينية بِالْكَسْرِ قَالَ أَبُو عبيد بِكَسْر أَوله وَإِسْكَان ثَانِيه بعده مِيم مَكْسُورَة وياء ثمَّ نون مَكْسُورَة بلد مَعْرُوف تضم كورا كَثِيرَة سميت بِكَوْن الأرمن فِيهَا وَهِي أمة كالروم وَغَيرهَا وَقيل سميت بأرمون بن لمطى بن يرمن بن يافث بن نوح أساف ونائلة اسْم صنمين كَانَا بِمَكَّة ذكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنَّهُمَا كَانَا من جرهم رجل وَامْرَأَة اسْم الرجل أساف بن بقا وَالْمَرْأَة نائلة بنت ذيب وَيُقَال بنت ديك وَيُقَال أساف بن عَمْرو ونائلة بنت سُهَيْل زَنَيَا بِالْكَعْبَةِ فمسخهما الله حجرين فنصبا عِنْد الْكَعْبَة وَقيل بل نصب أَحدهمَا على الصَّفَا وَالْآخر على الْمَرْوَة ليعتبر بهما فَلَمَّا قدم الْأَمر أَمر عَمْرو بن لحى بعبادتهما ثمَّ حولهما قصي فَجعل أَحدهمَا بلصق الْكَعْبَة وَالْآخر بزمزم وَقيل بل جَعلهمَا جَمِيعًا مَوضِع زَمْزَم فَكَانَ ينْحَر عِنْدهمَا وَكَانَت الْجَاهِلِيَّة تتمسح بهما فَلَمَّا افْتتح النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَكَّة كسرهما وَجَاء فِي بعض أَحَادِيث مُسلم أَنَّهُمَا كَانَا بشط الْبَحْر وَكَانَت الْجَاهِلِيَّة تهل لَهما وَهُوَ وهم وَالصَّحِيح أَن الَّتِي بشط الْبَحْر منأة وسنذكرها فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي حرف الْهَمْز كل مَا وَقع فِي هَذِه الْكتب من الْأَسْمَاء أبي وَابْن أبي فَهُوَ بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء مِنْهُم أبي بن كَعْب وَعبد الله بن أبي بن سلول الْمُنَافِق وَابْنه وَأبي بن الْعَبَّاس بن سهل وَلَيْسَ فِيهَا بِخِلَاف ذَلِك إِلَّا وَاحِد فِي كتاب مُسلم وَهُوَ عُمَيْر مولى آبي اللَّحْم هَذَا بِهَمْزَة مَفْتُوحَة ممدودة وباء مَكْسُورَة اسْم فَاعل من أبي وتسميته بذلك لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَأْكُل اللَّحْم وَقيل بل مَا ذبح على النصب وَقيل بل هُوَ نسب لَهُ إِلَى أبي اللَّحْم رجل من لَيْث من غفار وَهَذَا الِاسْم لبطن لَهُم مولى عُمَيْر مِنْهُم ووردت فِي هَذِه الْكتب أبي فلَان كنية أَو بِمَعْنى وَالِدي كثيرا وَقع فِي مَوَاضِع مِنْهَا أشكال وَفِي بَعْضهَا اخْتِلَاف وَجب بَيَانهَا مِنْهَا فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث عُرْوَة فِي الْحَج ثمَّ حججْت مَعَ أبي الزبير أَي مَعَ وَالِدي الزبير كَذَا لعامة الروَاة الزبير بدل من أبي وَلَيْسَ بكنية وَكَانَ عِنْد العذرى وَأبي الْهَيْثَم مَعَ ابْن الزبير وَهُوَ خطأ عُرْوَة قَالَه أَنه حج مَعَ أَبِيه وَمثله فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدِيث أم سَلمَة قَالَ فَقلت لأبي عُثْمَان وَقَائِل هَذَا عَن أَبِيه مُعْتَمر وَهُوَ مَذْكُور فِي سَنَد الحَدِيث فَهُوَ بدل لَا كنية وَمثله فِي حَدِيث حُذَيْفَة بن الْيَمَان مَا مَنَعَنِي أَن أشهد بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خرجت أَنا وَأبي حسيل فحسيل مَرْفُوع بدل من أبي وَلَيْسَ بكنية فحسيل هُوَ اسْم وَالِد حُذَيْفَة وَمثله قَوْله نَا ربيعَة بن كلتوم حَدثنِي أبي

فصل منه

كُلْثُوم فِي كتاب الْقدر وَفِي بَاب وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم عَن أُسَامَة قَالَ وَمَعَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أُسَامَة وَسعد وَأبي أَو أبي الأول مَفْتُوح وَالثَّانِي مضموم على الشَّك فيهمَا كَذَا للأصيلي والقابسي وَعند ابْن السكن أُسَامَة وَسعد أَو أبي الشَّك هُنَا وَفِي الحَدِيث الْمَشْهُور أَن آل أبي لَيْسُوا لي بأولياء بِفَتْح الْهمزَة وَبعد أبي بَيَاض فِي الْأُصُول كَأَنَّهُمْ تركُوا الِاسْم تقية مِنْهُم أَو تورعا وَعند ابْن السكن آل أبي فلَان مكنى عَنهُ وَفِي بَاب اغتسال الصَّائِم عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن هِشَام كنت أَنا وَأبي حِين دَخَلنَا على عَائِشَة بِفَتْح الْهمزَة يَعْنِي وَالِده وَمثله فِي تَفْسِير المرسلات فِي حَدِيث عمر بن حَفْص بن غياث فِي قتل الْحَيَّة قَالَ عمر حفظت من أبي فِي غَار بمنى بِفَتْح الْهمزَة أَيْضا وَفِي حَدِيث المغفر سَمِعت من أبي وَمن أبي السَّائِب الأول وَالِده مَفْتُوح الْهمزَة وَالثَّانيَِة كنية وَفِي حَدِيث مُصعب بن زيد صليت إِلَى جنب أبي حَدِيث التطبيق وَفِيه فَقَالَ لي أبي هُنَا بِفَتْح الْهمزَة أَيْضا وَفِي حَدِيث اثنى عشر خَليفَة كلمة لم أسمعها فَقَالَ لي أبي بِفَتْحِهَا أَيْضا وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنِّي قتلت قلائد هدى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ بَعثه رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَعَ أبي تُرِيدُ أَبَاهَا أَبَا بكر وَفِي سُجُود الْقُرْآن عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ كنت أَقرَأ على أبي الْقُرْآن بِالْفَتْح أَيْضا وَفِي كتاب الطِّبّ جَابر بن عبد الله رمى أبي يَوْم الْأَحْزَاب على أكحله فكواه رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للسجزي بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء وَعند العذري والسمرقندي أبي بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْبَاء وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل الحَدِيث الَّذِي قبله بعث رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى أبي بن كَعْب طَبِيبا فَقطع مِنْهُ عرقا ثمَّ كواه وَلِأَن وَالِد جَابر لم يدْرك يَوْم الْأَحْزَاب اسْتشْهد بِأحد فِي خبر مَشْهُور وَفِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر فِي تمارى ابْن عَبَّاس وَالْحر بن قيس وسؤال أبي بن كَعْب عَن ذَلِك فَقَالَ أبي كَذَا للسجزي بِضَم الْهمزَة فصل مِنْهُ وفيهَا أسيد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بَصِير بن أسيد الثَّقَفِيّ واسْمه عتبَة وَأَخُوهُ عَمْرو بن أسيد بن جَارِيَة بِالْجِيم هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَكَذَا قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَعبد الْغَنِيّ وَأَبُو نصر الْأَمِير وَغَيرهم وَأسيد أَبوهُمَا من مسلمة الْفَتْح لَكِن وجدته بِخَط الْأصيلِيّ فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ أَبُو بَصِير بن أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين وَضَبطه فِي نسب أَخِيه عَمْرو بِالْفَتْح على الصَّوَاب وَعَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ وَحُذَيْفَة بن أسيد أَبُو سريحَة وخلد بن أسيد وَأسيد بن زيد الْجمال بِالْجِيم هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْهمزَة لَا شكّ وَأما بضَمهَا فأسيد بن الْحضير وَأَبُو أسيد السَّاعِدِيّ وَبَنوهُ حَمْزَة بن أبي أسيد وَالْمُنْذر بن أبي أسيد وَابْنه الزبير بن الْمُنْذر ابْن أبي أسيد كلهم فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالصَّوَاب فيهم الضَّم كَمَا قُلْنَا لَكِن ابْن مهْدي يَقُول فِي أبي أسيد السَّاعِدِيّ بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين وَغَيره يُخَالِفهُ وبالضم قَالَه عبد الرَّزَّاق وَمعمر قَالَ ابْن حَنْبَل وَهُوَ الصَّوَاب وَوَقع عِنْد الْحَمَوِيّ فِي الْجِهَاد حَمْزَة بن أسيد بِالْفَتْح وَعند الْمُسْتَمْلِي فِي الصَّلَاة وَقَالَ أَبُو أسيد طولت بِنَا يَا بني بِالْفَتْح أَيْضا وَغَيرهمَا يَقُول فِي هذَيْن أسيد على الصَّوَاب كَمَا تقدم وَتَمِيم بن أسيد أَبُو رِفَاعَة كَذَا قَالَه عبد الْغَنِيّ قَالَ وَيُقَال أَسد وَيُقَال أسيد بِالْفَتْح وَالضَّم أشهر وبالفتح ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَفِي الْفَضَائِل عَن أبي أسيد أَو حميد ثمَّ قَالَ فِي آخِره فَقَالَ أَبُو أسيد كُله مضموم وَمثله أَسِير برَاء فِي آخِره مضموم الْهمزَة وَهُوَ أَسِير بن جَابر وَيُقَال فِيهِ يسير بن جَابر ويسير بن عَمْرو قَالَ عَليّ بن

فصل منه

الْمَدِينِيّ أهل الْبَصْرَة يَقُولُونَ أَسِير بن جَابر وَأهل الْكُوفَة يَقُولُونَ يسير بن عَمْرو وَقد جرى ذكره فِي الصَّحِيحَيْنِ بِالْوَجْهَيْنِ وَلم يَأْتِ عِنْد العذرى حَيْثُ جَاءَ أَلا يسير بِالْيَاءِ قَالَ البُخَارِيّ وَالصَّحِيح يسير فصل مِنْهُ وأشج عبد الْقَيْس وَأَبُو سعيد الأثبج وَبُكَيْر بن عبد الله بن الْأَشَج وَابْنه مخرمَة بن بكير بن الْأَشَج هَؤُلَاءِ بالشين وَالْجِيم وخَالِد الْأَشَج بِفَتْح الْهمزَة بعْدهَا ثاء مثلتة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة ثمَّ جِيم وَحسن الأشيب بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا ومُوسَى الأشيب وَأَبُو الْأَشْهب فِي الكنى بِالْهَاءِ والأحنف بن قبس وَابْن الْأَحْنَف حَيْثُ وَقع فِيهَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون وَكَذَلِكَ أَفْلح وَابْن أَفْلح حَيْثُ وَقع فِيهَا بِالْفَاءِ وَفِي غَيرهَا أَسمَاء آخر تشبهها مَشْهُورَة وَكَذَا فِي أَنْسَاب بعض من ذكر فِيهَا وَلم ينْسب فِيهَا فَلم نذْكر ذَلِك على شرطنا أَلا نذْكر إِلَّا مَا وَقع فِيهَا وَكَذَلِكَ سلمَان الْأَغَر وَأَبُو عبد الله الْأَغَر وَأَبُو مُسلم الْأَغَر حَيْثُ وَقع هَذَا الِاسْم بغين مُعْجمَة وَرَاء مُهْملَة وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ والأخرم الْأَسدي واسْمه مُحرز فَارس رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بخاء مُعْجمَة وَرَاء مُهْملَة وَزيد بن أخزم الطاءي هُنَا بالزاي وَأنس وَابْن أنس كُله بنُون حَيْثُ وَقع فِيهَا وَكَذَا مُحَمَّد بن أنس الْمَذْكُور فِي كتاب الْجَنَائِز من البُخَارِيّ بالنُّون أَيْضا وَهُوَ أَبُو أنس مولى عمر بن الْخطاب وَقد صحفه بَعضهم فَقَالَ ابْن أتش بِالتَّاءِ وَهُوَ غلط ذَلِك آخر صنعاني لَيْسَ لَهُ ذكر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهَذِهِ الْأَسْمَاء فِي مؤتلف خطها وعلباء بن أَحْمَر مَمْدُود وَأَبُو خَالِد سُلَيْمَان بن حَيَّان الْأَحْمَر هَؤُلَاءِ بالراء وَغَيرهم أَحْمد بِالدَّال وَعلي بن الْأَقْمَر وَحده بِالْقَافِ وَأُميَّة بِضَم الْهمزَة وبالياء كثير فِي أَسمَاء الْأَبْنَاء والآباء مِنْهُم يعلي بن أُميَّة وَيُقَال فِيهِ ابْن منية وَهِي جدته وَأُميَّة بن عبد شمس وَأُميَّة بن بسطَام العيشي وَكَذَلِكَ أُميَّة مولاة عمْرَة وَقَالَهَا ابْن وضاح آمِنَة بِفَتْح الْهمزَة ومدها وَكسر الْمِيم بعْدهَا نون وَلَيْسَ فِي الْكتب غير هَذَا إِلَّا أمينة بِضَم الْهمزَة أَيْضا وبالنون وَهِي بنت أنس بن مَالك وَأُمَيْمَة بنت رقيقَة بميمين مَضْمُومَة الْهمزَة أَيْضا مصغرة وَأسلم وَابْن اسْلَمْ فيهمَا بِالْفَتْح فِي اللَّام والهمزة لَا غير وَكَذَلِكَ أسعد بِفَتْح الْعين وأشهل بشين مُعْجمَة وَكَذَلِكَ بنوا عبد الْأَشْهَل وَأَشْعَث وَابْن أَشْعَث بثاء متلثة آخِرَة لَا غير واصبغ بالصَّاد وَالْبَاء والغين الْمُعْجَمَة وفيهَا عَليّ بن الأصقع بِالْقَافِ وَالْعين الْمُهْملَة وحَنْظَلَة ابْنه وَكَذَلِكَ وَاثِلَة بن الأصقع وَيُقَال فيهمَا بِالسِّين وَيُقَال الأصفح بفاء وحاء مُهْملَة وحبيش بن الْأَشْعر بِالْعينِ الْمَقْتُول يَوْم الْفَتْح وَأَبُو بكر بن الْأَشْقَر راوية مُسلم وعويمر بن أشقر الْعجْلَاني بقاف وشين مُعْجمَة وخفاف بن إِيمَاء بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا صَحِيحَانِ بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَمْدُود وَمن عداهُ أَسمَاء رجلا كَانَ أَو امْرَأَة أَو كنية وَبني أرفدة الْحَبَشَة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْفَاء وَكسرهَا مَعًا بعْدهَا دَال مُهْملَة وبكسر الْفَاء ضَبطه أَبُو ذَر وأتقنه وَضَبطه غَيره بِفَتْح الْفَاء وَكَذَا كَانَ يضبطه علينا أَبُو بَحر وَقَالَ لي ابْن سراج هُوَ بِالْكَسْرِ لَا غير وألياس بن مُضر بِفَتْح الْهمزَة ضَبطه ابْن الْأَنْبَارِي وبكسرها وبأنها ألف وصل ضَبطه ابْن دُرَيْد وَقَالَ سمي بضد الرَّجَاء وَأما إلْيَاس النَّبِي فبالكسر ولكافة رُوَاة البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَإِن إلْيَاس لمن الْمُرْسلين ثمَّ قَالَ وَيذكر عَن ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود أَن إلْيَاس هُوَ إِدْرِيس وَسقط هَذَا كُله للمروزي عِنْد الْأصيلِيّ وإهاب وَأَبوهُ أَبُو إهَاب وَابْنَة أبي إهَاب والإسكاف وَابْن أشكاب وخبيب

فصل آخر

ابْن عبد الرَّحْمَن بن أساف كلهَا بِالْكَسْرِ وَكَذَلِكَ حَيْثُ وَقع فِيهَا وَعبيد الله بن إياد عَن إياد أَبِيه وَهُوَ إياد بن لَقِيط بِكَسْر الْهمزَة وَإيَاس وَأَبُو إِيَاس وَكِلَاهُمَا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَمِمَّا هُوَ بِفَتْح الْهمزَة سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى بِفَتْح الْهمزَة وَالزَّاي بَينهمَا بَاء بِوَاحِدَة مَقْصُور وَابْن الأعصم والأعلم واسْمه زِيَاد وأسباط وَابْن أَسْبَاط والأغر وَابْن الْأَغَر حَيْثُ وَقع بالراء والغين الْمُعْجَمَة وأنباط الشَّام أهل باديتها وَابْن أَشوع بشين مُعْجمَة سَاكِنة وَأَبَان وَابْن أبان بتَخْفِيف الْيَاء وَأَشْجَع الْقَبِيل بالشين الْمُعْجَمَة وَابْن أَيمن وَأم أَيمن وَابْن الْأَيْمن وَابْن أم أَيمن كُله بِفَتْح الْهمزَة وأنمار الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة بِفَتْح الْهمزَة وآجر بالمدوهي هَاجر أم إِسْمَاعِيل كَذَا جَاءَ اسْمهَا فِي مَوضِع وبالهاء أَكثر وأشهل بن حَاتِم بشين مُعْجمَة وَمِمَّا هُوَ مَفْتُوح الْهمزَة أَيْضا عبد الله بن الأرقم وخباب بن الْإِرْث مَعَ فتح الرَّاء وَتَشْديد التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وحيى بن أَخطب مَعَ خاء مُعْجمَة وطاء مُهْملَة وَكَذَلِكَ أَبُو زيد عَمْرو بن أَخطب وَابْن أَصْرَم وَبَنُو الْأَصْفَر للروم قيل سموا بذلك لِأَن جَيْشًا من الْحَبَشَة غلب عَلَيْهِم فولد مِنْهُم صفرا فنسبوا إِلَى ذَلِك وَقيل بل إِلَى الْأَصْفَر بن العيصو ابْن إِسْحَاق جدهم ومروان الْأَصْفَر مثله وَكَذَلِكَ سليم بن أَخْضَر وَأَوْس بن الْحدثَان والأخنس بن شريق بخاء مُعْجمَة بعْدهَا نون وسين مُهْملَة وَمثله بكير بن الْأَخْنَس وأحمس الْقَبِيل الْمَعْلُوم بحاء وسين مُهْملَة بَينهمَا مِيم بطن من بجيلة وأنمار والأبجر وَابْن أبجر بباء بِوَاحِدَة وجيم مَفْتُوحَة وأروى بنت أويس وَأَبُو عبيد مولى ابْن أَزْهَر بالزاي وَفِي حَدِيث تَقْبِيل الْحجر رَأَيْت الأصلع يَعْنِي عمر وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى مُصَغرًا مضموم الْهمزَة وانجشة بِالْجِيم وشين مُعْجمَة وأشيم الضيابي بشين سَاكِنة مُعْجمَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة والأجذع بجيم وذال وَكَعب بن الْأَشْرَف هَؤُلَاءِ كلهم بِفَتْح الْهمزَة وَكَذَلِكَ آزر أَبُو إِبْرَاهِيم وآسية امْرَأَة فِرْعَوْن إِلَّا أَنَّهُمَا ممدودا الْهمزَة وَمِمَّا هُوَ مضموم الأول ابْن أذينة بذال مُعْجمَة مَفْتُوحَة مصغر وأمامة وأبوا أُمَامَة وثمامة بن أَثَال بثاء مُثَلّثَة فِي اسْمه وَاسم أَبِيه ومسطح بن أَثَاثَة بمثثتين وأنيس مُصَغرًا أنس بن مَالك دَعَاهُ بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث إِسْحَاق عَن أنس ذكر فِيهِ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أرْسلهُ فِي حَاجَة الحَدِيث وَفِيه فَقَالَ يَا أنيس ذهبت حَيْثُ أَمرتك قَالَ فَقلت نعم وأنيس أَخُو أبي ذَر وَعبد الله بن أنيس هَؤُلَاءِ مصغرون وَغَيرهم أنس مكبرا وأسيفع جُهَيْنَة مصغر أَيْضا بسين مُهْملَة وبالفاء وأويس وَابْن أبي أويس وَأَبُو أويس كلهم مصغر بِضَم الْهمزَة وَضبط الْمُهلب مسطح بن أَثَاثَة بِفَتْح الْهمزَة وَلَا يُوَافق عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ أُسَامَة وَابْن أبي أُسَامَة والإسامات بطن من بني أَسد من قُرَيْش وَابْن أبي أنيسَة مُصَغرًا وجميعهم بسين مُهْملَة وَمثله أحيحة بن الجلاح بحاءين مهملتين مفتوحتين بَينهمَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَابْن أكيمَة بِفَتْح الْكَاف وناعم بن أجيل بجيم مَفْتُوحَة وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا واهبان بن أَوْس هَؤُلَاءِ كلهم بِضَم الْهمزَة وَفتح مَا بعْدهَا فصل آخر وبهز بن أَسد بِفَتْح الْهمزَة وَالسِّين وَمثله معلي بن أَسد وَأسد خُزَيْمَة والحليفان أَسد وغَطَفَان وعكاشة بن مُحصن أحد بني أَسد بن خُزَيْمَة وَعَطَاء بن يسَار عَن رجل من بني أَسد وَأم يَعْقُوب امْرَأَة من بني أَسد وَذكر فِي نسب فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش بن أَسد والحولاء بنت تويت بن حبيب من بني أَسد وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى امْرَأَة من بني أَسد وَكَذَلِكَ فِي

فصل منه

حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن الزبير فآثر التويتات والإسامات وَقَوله أبطنا من بني أَسد هَؤُلَاءِ من قُرَيْش وَفِي الحَدِيث الآخر حَيّ من بني تَمِيم وَمن بني أَسد وَفِي حَدِيث سعد فَأَصْبَحت بنوا أَسد تعزرني على الْإِسْلَام هَؤُلَاءِ كلهم فِيهَا بِفَتْح السِّين وَمن عداهم فِيهَا أَسد بسكونها من الْيمن وَيُقَال أَزْد بالزاي وَالسِّين أفْصح مِنْهُم ابْن اللتبية رجل من الأزد وهم أَزْد شنُوءَة وَفِي حَدِيث شُعْبَة سَمِعت رجلا من الأزد يُقَال لَهُ ملك بن بُحَيْنَة وفيهَا والمراغة حَيّ من الأزد. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم ذكر مُسلم اسْم النَّجَاشِيّ أَصْحَمَة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الصَّاد بعْدهَا حاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَهُوَ قَول ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَمَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ عَطِيَّة وَقَالَ ابْن أبي شيبَة صحمة بِغَيْر ألف بِفَتْح الصَّاد وَسُكُون الْحَاء قَالَ وَكَذَلِكَ قَالَ يزِيد بن هَارُون وَإِنَّمَا هُوَ صمحة بِتَقْدِيم الْمِيم وَالْمَعْرُوف مَا تقدم أَولا وَقع فِي كتاب مُسلم محمية بن جُزْء رجل من بني أَسد كَذَا لَهُم وَصَوَابه من بني زبيد وَهُوَ محمية بن جُزْء وَعند البُخَارِيّ فِي بَاب هَدَايَا الْعمَّال فِي ذكر ابْن اللتبية أَن رجلا من بني أَسد بِفَتْح السِّين وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هُوَ أَسد بِالسِّين الساكنة وَالزَّاي على مَا تقدم وَكَذَا جَاءَ على الصَّوَاب فِي غير هَذَا الْموضع عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن الزبير فِي التويتات والأسامات والحميدات أبطن من بني أسديني تويت وَبني أُسَامَة وَبني أَسد كذاله فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِفَتْح السِّين وَهُوَ فِي الأَصْل صَوَاب على مَا تقدم هُوَ أَسد قُرَيْش وَالْآخر وهم وتصحيف إِنَّمَا صَوَابه بني حميد أَلا ترَاهُ كَيفَ ذكرهم الثَّلَاثَة أبطن أول الحَدِيث وَفِي بَاب نِسْبَة الْيمن إِلَى إِسْمَاعِيل قَوْله مِنْهُم أسلم بن أفصى بن حَارِثَة كَذَا لأبي ذَر والنسفي وَسقط الْمروزِي أسلم وَالصَّوَاب إثْبَاته والْحَدِيث بعده يدل عَلَيْهِ وَعند الْجِرْجَانِيّ أسلم بن أَفْعَى وَهُوَ تَصْحِيف وَوهم وَفِي الْحَج وَأول دم أَضَعهُ دم آدم بن ربيعَة كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة فِي كتاب مُسلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ تَصْحِيف وَصَححهُ الزبير بن بكار وَقَالَ غَيره اسْم بن ربيعَة هَذَا إِيَاس وَقيل حَارِثَة وَقيل تَمام كَانَ مسترضعا فِي هُذَيْل فَأَصَابَهُ حجر فِي حَرْب كَانَت بَينهم وَبَين بني لَيْث وَهُوَ يُحِبُّوا أَمَام الْبيُوت فرضخت رَأسه وَفِي الحَدِيث الآخر عِنْد مُسلم دم ابْن ربيعَة وَلم يسمه كَذَا للكافة وَسقط ابْن عِنْد بَعضهم وَهُوَ خطأ فصل مِنْهُ فِي فضل الْبَقَرَة فِي حَدِيث مُحَمَّد بن كثير عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن أبي مَسْعُود كنية كَذَا لكافتهم وَعند عَبدُوس ابْن مَسْعُود وَفِي الحَدِيث بعده عَن أبي مَسْعُود كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ والنسفي وَأبي ذَر وَعند الْمروزِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ الْأصيلِيّ وَأَبُو مَسْعُود خطأ وَصَوَابه مَا لأبي زيد ابْن مَسْعُود وَفِي أَذَان بِلَال عَن أبي عُثْمَان عَن ابْن مَسْعُود كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَفِي كتاب الخشنى عَن أبي مَسْعُود وَهُوَ وهم وَفِي أنظار الْمُعسر شَقِيق عَن أبي مَسْعُود كَذَا لَهُم كنية وَعند العذري عَن ابْن مَسْعُود وَهُوَ وهم هُوَ أَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ جَاءَ مُبينًا فِي الحَدِيث وَفِيه اخْتِلَاف وَوهم قد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم وَالْوَاو وَفِي اللّعان عَن قيس عَن أبي مَسْعُود كَذَا للأصيلي وَابْن السكن والنسفي وَأبي ذَر وَعند الْقَابِسِيّ عَن ابْن مَسْعُود وَقَالَ الْقَابِسِيّ الصَّحِيح عَن أبي مَسْعُود كنية وَكَذَا هُوَ فِي الصَّلَاة وَفِي النِّكَاح إِذا رأى مُنْكرا فِي الدعْوَة وَرَأى ابْن مَسْعُود صُورَة فِي الْبَيْت فَرجع كَذَا للأصيلي والقابسي وعبدوس وَعند البَاقِينَ أَبُو مَسْعُود وَفِي بَاب من مَاتَ وَهُوَ يعلم أَن لَا إِلَه إِلَّا الله دخل الْجنَّة

(قال لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد)

نَا خَالِد الْحذاء عَن الْوَلِيد أبي بشر كَذَا لكافتهم وَفِي نُسْخَة الْوَلِيد بن بشر وَالْأول الصَّوَاب قَالَ البُخَارِيّ أَبُو بشر الْوَلِيد بن مُسلم الْعَنْبَري وَفِي بَاب النداء فِي الصَّلَاة الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه وَإِسْحَاق أبي عبد الله كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَعند القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وَإِسْحَاق بن عبد الله وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب تعرق الْعَضُد وَقَالَ أَبُو جَعْفَر حَدثنِي زيد ابْن أسلم كَذَا للمروزي وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَقَالَ ابْن جَعْفَر كَذَا للمستملي وكافتهم وَعند ابْن السكن وَبَقِيَّة شُيُوخ أبي ذَر مُحَمَّد بن جَعْفَر مُبينًا وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا قَالَ أول الْبَاب نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن أبي حَازِم وَهُوَ ابْن أبي كثير وَلَيْسَ يكنى بِأبي جَعْفَر وَفِي الْجَنَائِز عَن أبي النَّضر السّلمِيّ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) (قَالَ لَا يَمُوت لأحد من الْمُسلمين ثَلَاثَة من الْوَلَد) الحَدِيث كَذَا للقعنبي وَعند يحيى وَسَائِر الروات عَن ابْن النَّضر كَذَا لجَمِيع شُيُوخنَا عَن يحيى وَقد حكى بَعضهم عَن يحيى فِيهِ اخْتِلَافا مثل قَول القعْنبِي وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ عَليّ ابْن الْقَاسِم وَاخْتلف فِي نسبه بِضَم السِّين أَو فتحهَا على مَا سَنذكرُهُ فِي السِّين وَهُوَ رجل مَجْهُول بِكُل حَال وَقيل هُوَ مُحَمَّد بن النَّضر وَلَا يَصح وَفِي فضل صَلَاة الْفجْر قَالَ أَبُو رَجَاء أَنا همام كَذَا للقابسي وَلغيره نَا ابْن رَجَاء وَفِي أول الزَّكَاة وهيب عَن يحيى بن سعيد بن حَيَّان عَن أبي زرْعَة كَذَا لكافة الروَاة وَعند أبي أَحْمد عَن يحيى بن سعيد أبي حَيَّان أَو عَن يحيى بن سعيد عَن أبي حَيَّان كَذَا لأبي أَحْمد وَقَالَ بَعضهم الصَّوَاب يحيى عَن أبي حَيَّان كَمَا ذكر البُخَارِيّ بعد هَذَا عَن مُسَدّد وَقَالَ الْبَاجِيّ خِلَافه قَالَ يحيى بن سعيد بن حَيَّان أَبُو حَيَّان وَكتب الْأَصْمَعِي على يحيى بن سعيد هَذَا بصرى وَأما الْحَاكِم فَقَالَ يحيى بن سعيد بن حَيَّان أَبُو حَيَّان وَكتب الْأَصْمَعِي على يحيى بن سعيد هَذَا بصرى وَأما الْحَاكِم فَقَالَ يحيى بن سعيد أَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ وَقَالَ الْبَاجِيّ مثله زَاد كُوفِي وَقَالَ أَن البُخَارِيّ أخرج عَن وهيب عَنهُ عَن أبي زرْعَة وَالشعْبِيّ وَفِي كِرَاء الأَرْض نَا يحيى بن حَمْزَة نَا أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ كَذَا عِنْدهم وَعند السَّمرقَنْدِي نَا ابْن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو عمر وَعبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الاوزاعي وَفِي صَلَاة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْبَيْت نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد بن حميد جَمِيعًا عَن بن بكر عَن ابْن جريج كَذَا لكافتهم وَعند ابْن الْحذاء عَن أبي بكر وَهُوَ وهم وَبَينه قَوْله قَالَ عبد الله أخبرنَا مُحَمَّد أخبرنَا بن جريج وَهُوَ مُحَمَّد بن بكر فِي الْحُدُود نَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي نَا سُلَيْمَان أَبُو دَاوُد نَا زَائِدَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن أبي جَعْفَر سُلَيْمَان بن دَاوُد وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَفِي بَاب من يدْخل قبر الْمَرْأَة قَالَ ابْن الْمُبَارك قَالَ فليح كَذَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ وَفِي رِوَايَة عَن النَّسَفِيّ أَبُو الْمُبَارك قَالَ الْقَابِسِيّ وَهُوَ مُحَمَّد بن سِنَان ثمَّ أصلحه فِي كتاب الْقَابِسِيّ ابْن الْمُبَارك وَفِي بَاب وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة نَا إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أبي شهَاب كَذَا وجدته فِي كتابي من صَحِيح البُخَارِيّ كنية مصلحا بخطى وَهُوَ وهم وَالله أعلم مِمَّن هُوَ وَفِي سَائِر الْأُصُول وَالْمَعْرُوف عَن ابْن شهَاب وَهُوَ الصَّحِيح وَحَدِيث أبي شهَاب فِي الْبَاب قبله بِغَيْر خلاف وَفِي رِوَايَة ابْن السكن عَن الزُّهْرِيّ مُبينًا وَفِي بَاب مقَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة نَا أَحْمد بن يُونُس نَا أَبُو شهَاب كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَفِي كتاب عَبدُوس نَا ابْن شهَاب وَهُوَ وهم وَفِي بَاب من حف بِملَّة غير الْإِسْلَام فِي كتاب الْإِيمَان نَا يحيى بن يحيى نَا مُعَاوِيَة بن سَلام بن أبي سَلام كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند العذرى فِي رِوَايَة عَنهُ عَن مُعَاوِيَة بن سَلام أبوابي سَلام

فصل منه

وَالصَّوَاب مَا تقدم أَو أَبُو سَلام كنية مُعَاوِيَة وَفِي بَاب) وآتينا دَاوُد زبورا (إِنَّا خَلاد نَا مسعر نَا حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي الْعَبَّاس عَن عبد الله بن عمر وَفِي صِيَام الدَّهْر كَذَا لأبي ذَر والأصيلي والقابسي وَعند ابْن السكن عَن ابْن عَبَّاس عَن عبد الله وَالصَّحِيح الأول وَبِه جَاءَ فِي كتاب الصّيام وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب فديَة من حلق قبل أَن ينْحَر حميد بن قيس عَن مُجَاهِد أبي الْحجَّاج عَن ابْن أبي ليلى كَذَا لِابْنِ وضاح وَمِمَّا أصلحه وَهُوَ الصَّوَاب وَعند يحيى بن يحيى مُجَاهِد بن الْحجَّاج وَهُوَ وهم وَلم ينْسبهُ مطرف وَلَا ابْن بكير وَلَا القعْنبِي وَهُوَ مُجَاهِد بن جبر أَبُو الْحجَّاج وَفِي بَاب عَلَامَات النبوءة فَنزل على أُميَّة بن خلف أبي صَفْوَان كَذَا لكفاتهم وللمروزي ابْن صَفْوَان وَكَذَا فِي كتاب الْقَابِسِيّ وعبدوس وَصَوَابه أبي صَفْوَان وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فشرفني الله بِأبي زيد وكرمني بِأبي زيد كَذَا للمروزي فيهمَا ولبقية الروَاة بِابْن زيد فيهمَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ أُسَامَة بن زيد ويكنى بِأبي زيد وَمثله فِي البُخَارِيّ وَبَيَان أبي بشر وَعند الْجِرْجَانِيّ ابْن بشر هُوَ أَبُو بشر بَيَان بن بشر وَذكر أَيْضا حميد بن الْأسود كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ حميد أبي الْأسود وَكِلَاهُمَا صَحِيح يُقَال هُوَ أَبُو الْأسود حميد بن الْأسود كَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَفِي فَضَائِل ابْن عَبَّاس نَا زُهَيْر بن حَرْب نَا أَبُو بكر بن أبي النَّضر كَذَا للعذري وَعند غَيره ابْن النَّضر وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو بكر بن النَّضر بن أبي النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف النُّون وَفِي بَاب تزاحم الْمُسلمين نَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء أَبُو كريب وَعند ابْن ماهان بن كريب وهما صَحِيحَانِ هُوَ أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء بن كريب ومحاضر أَبُو الْمُوَرِّع كَذَا لَهُم ولعذرى ابْن الْمُوَرِّع وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ أَبُو الْمُوَرِّع ابْن الْمُوَرِّع فصل مِنْهُ فِي الرَّقَائِق فِي بَاب أَن وعد الله حق أَخْبرنِي معَاذ بن عبد الرَّحْمَن أَن أبان أخبرهُ كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للمروزي وَأبي ذَر والنسفي والكافة أَن ابْن أبان وَهُوَ مُبين فِي رِوَايَة ابْن السكن أَن حمدَان بن أبان وَهُوَ مولى عُثْمَان بن عَفَّان وَفِي الْمُوَطَّأ فِي الْوضُوء من مَاء الْبَحْر عَن سعيد بن سَلمَة من آل الْأَزْرَق كَذَا عِنْد القعْنبِي وَعند يحيى من آل بني الْأَزْرَق وَعند ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وَأبي مُصعب من آل ابْن الْأَزْرَق وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي الْمُوَطَّأ أَن أَبَا نهشل بن الْأسود كَذَا ليحيى وَأسْقط ابْن وضاج ابْن وَقَالَ أَبَا نهشل الْأسود وَكَذَا قَالَه رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا يحيى بن يحيى وَفِي تَفْسِير إِذا السَّمَاء انشقت عَن عُثْمَان الْأسود كَذَا للقابسي وللكافة عَن عُثْمَان بن الْأسود وَشُرَيْح بن أوفى الْعَبْسِي كَذَا للأصيلي وللقابسي ابْن أبي أوفى ويقولان مَعًا وَعبد الله بن أبي أوفى بِغَيْر خلاف وزرارة ابْن أوفى بِغَيْر خلاف أَيْضا وَفِي بَاب الرجل يكون لَهُ ممر أَو شرب أبي سُفْيَان مولى أبي أَحْمد عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا لَهُم وَالصَّوَاب مولى ابْن أبي أَحْمد وَبِه جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره وفيمن غرس غرسا أَنا روح بن عبَادَة نَا زَكَرِيَّاء بن إِسْحَاق أَنا عَمْرو بن دِينَار أَنه سمع جَابِرا كَذَا لكافتهم وَعند الطَّبَرِيّ نَا زَكَرِيَّاء بن أبي إِسْحَاق وَهُوَ خطأ هُوَ زَكَرِيَّاء بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ وَقَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي الْمَشْهُور فِي هَذَا السَّنَد عَن زَكَرِيَّاء عَن أبي الزبير عَن جَابر لَا عَن عَمْرو وَفِي الْمَغَازِي فِي حَدِيث بني النَّضِير وَجعله إِسْحَاق بعد بيرمعونة كَذَا للقابسي وعبدوس وَالصَّوَاب مَا لغَيرهم ابْن إِسْحَاق وَفِي الإقراء عَن الفضيل بن أبي عبد الله كَذَا لِابْنِ وضاح وَلغيره الفضيل بن عبد الله وَالْأول الصَّوَاب وَفِي الشَّهَادَات عَن ابْن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ عَن زيد بن

خَالِد الْجُهَنِيّ كَذَا للقعنبي ومعن وَابْن عفير وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم على خلاف عَنهُ وَعند ابْن يحيى وَابْن وهب وَابْن الْقَاسِم وَأبي مُصعب والصوري وَمصْعَب عَن أبي عمْرَة وَكَذَا عِنْد يحيى بن يحيى وَهِي رِوَايَة الدّباغ عَن ابْن الْقَاسِم عَن أبي عمْرَة وَقَالَ وَابْن وهب فِي رِوَايَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة وَفِي بَاب الْغلُول عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حَيَّان عَن أبي عمْرَة أَن زيد بن خَالِد قَالَ توفّي رجل يَوْم حنين الحَدِيث كَذَا للقعنبي وَابْن الْقَاسِم فِي رِوَايَة عَنهُ ومعن وَسَعِيد بن عفير وَأبي مُصعب وَأكْثر الروَاة عَن ابْن بكير وَقَالَ ابْن وهب وَمصْعَب عَن أبي عمْرَة وَكَذَا فِي رِوَايَة عَن ابْن الْقَاسِم وَلم يذكر هَذَا يحيى بن يحيى وَقَالَ عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حَيَّان أَن زيد بن خَالِد وَفِي بَاب من خرج من الطَّاعَة فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه أَتَى ابْن أبي مُطِيع كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَهُوَ وهم وَصَوَابه ابْن مُطِيع كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة غَيره وَفِي غير هَذَا الْموضع وَهُوَ عبد الله بن مُطِيع وَفِي حَدِيث النَّهْي عَن الحنتم والنقير والمزفت قَالَ شُعْبَة عَن يحيى أبي عمر عَن ابْن عَيَّاش كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَعند ابْن الْحذاء عَن يحيى بن أبي عمر وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للكافة وَهُوَ أَبُو عمر يحيى بن عبيد البهراني الْمَذْكُور فِي السَّنَد الْأَخير قبله شُعْبَة عَن يحيى البهراني وَفِي بَاب اسْم الْفرس وَالْحمار نَا مُحَمَّد بن أبي بكر نَا فُضَيْل كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند الْمروزِي نَا مُحَمَّد بن بكر وَهُوَ وهم وَفِي التَّرْغِيب فِي السُّجُود نَا معدان بن طَلْحَة كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَعند بعض الروات ابْن أبي طَلْحَة وَقد ذكر البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْقَوْلَيْنِ مَعًا وَإِلَّا كثر يَقُولُونَ ابْن أبي طَلْحَة قَالَ ابْن معِين كَذَا يَقُول قَتَادَة وَأهل الشَّام يَقُولُونَ ابْن طَلْحَة وهم أثبت وَفِي بَاب التريد نَا خَالِدا بن عبد الله عَن ابْن أبي طوالة كَذَا لأبي ذَر وَعند غَيره النَّسَفِيّ والأصيلي والقابسي عَن أبي طوالة قَالَا وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَهُ أَبُو ذَر وَفِي بَاب الْأَمر بِلُزُوم الْجَمَاعَات فِي الْفِتَن نَا مُعَاوِيَة يَعْنِي بن سَلام نَا زيد بن سَلام عَن أَبِيه سَلام كَذَا لِابْنِ ماهان فِي اصل القَاضِي التَّمِيمِي وَالَّذِي عِنْد الكافة وَفِي سَائِر الْأُصُول نَا زيد بن سَلام عَن أبي سَلام وَهُوَ الصَّحِيح إِنَّمَا يروي زيد عَن جده لَا عَن أَبِيه وَمُعَاوِيَة الرَّاوِي عَنهُ قَالَ البُخَارِيّ زيد بن سَلام بن أبي سَلام أَخُو مُعَاوِيَة دمشقي عَن أبي سَلام وَأَبُو سَلام هُوَ مَمْطُور الحبشي الْأسود يروي عَنهُ أبنا ابْنه مَعًا وَفِي بَاب أحل لكم صيد الْبَحْر فِي كتاب الصَّيْد وَقَالَ أَبُو شُرَيْح كل شَيْء فِي الْبَحْر كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَفِي سَائِر النّسخ وَقَالَ شُرَيْح صَاحب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الْفربرِي كَذَا فِي أصل البُخَارِيّ شُرَيْح قَالَ الجياني وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث وَأَبُو شُرَيْح أَيْضا آخر من أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الْخُزَاعِيّ خرج عَنهُ مُسلم وَفِي الْأكل فِي الْإِنَاء المفضض نَا أَبُو يعيم ناسيف بن أبي سُلَيْمَان كَذَا لكافتهم أبي ذَر والنسفي وَابْن السكن وَضرب على أبي فِي كتاب الْأصيلِيّ وَفِي بَاب إكرام الضَّيْف عَن هِشَام الدستواني كتب إِلَى يحيى بن أبي كثير كذالهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند أبي عَليّ الصَّدَفِي مِمَّن العذرى يحيى بن كثير وَهُوَ وهم وَفِي بَاب مَا يُؤْكَل من لُحُوم الْأَضَاحِي قَول أبي سعيد فَخرجت حَتَّى آتِي أخي أَبَا قَتَادَة كَذَا لجميعهم وَالصَّوَاب أخي قَتَادَة اسْم لَا كنية وَهُوَ قَتَادَة بن النُّعْمَان وَكَذَا جَاءَ فِي الْمَغَازِي وَفِي التصيد على الْجبَال عَن نَافِع مولى أبي قَتَادَة وَأبي صَالح مولى التَّوْأَمَة كَذَا لجميعهم وَعند النَّسَفِيّ وَصَالح تكلمنا عَلَيْهِ فِي

فصل منه

الصَّاد وَفِي الْمُتْعَة عَن عمر بن عبد الْعَزِيز حَدثنِي الرّبيع بن أبي سُبْرَة كَذَا حدثونا بِهِ عَن العذرى وَعَن غَيره حَدثنِي الرّبيع بن سُبْرَة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح عَن مجاشع أتيت النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بأخي بعد الْفَتْح وَفِيه فَلَقِيت معبدًا كَذَا فِي حَدِيث عَمْرو بن خَالِد عِنْد جمهورهم وَعند أبي الْهَيْثَم والأصيلي فَلَقِيت أَبَا معبد ثمَّ ذكر حَدِيث مُحَمَّد بن أبي بكر فَقَالَ فِيهِ عَن مجاشع انْطَلَقت بِأبي معبد كَذَا لكفاتهم هُنَا وَعند النَّسَفِيّ بأخي معبد وَفِي آخِره لجميعهم فَلَقِيت أَبَا معبد وَقَالَ مُسلم جِئْت بأخي أبي معبد فَبين الْأَمر ثمَّ قَالَ فَلَقِيت أَبَا معبد وَقد ذكر البُخَارِيّ قَول من قَالَ فِيهِ فَانْطَلق بأَخيه مجَالد وَجعل الْبَاجِيّ مجالدا هُوَ أَبُو معبد وَلم يكنه البُخَارِيّ وَلَا غَيره بِأبي معبد وَالصَّحِيح أَن أَبَا معبد أَو معبدًا غير مجَالد بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث وَقَوله انْطَلَقت بأخي إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلم يسمه ثمَّ قَالَ فِي آخِره فَلَقِيت معبدًا أَو أَبَا معبد على مَا ذَكرْنَاهُ من اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ وَكَانَ أكبرهما فَسَأَلته فَقَالَ صدق أخي مجاشع ثمَّ ذكر فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى جَاءَ بأَخيه مجَالد فَيكون قَوْله فِي الحَدِيث أَبَا معبد وهم وَأَن الصَّوَاب معبد اسْم وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب معبد معبد بن مَسْعُود السّلمِيّ أَبُو مجَالد وَكَذَا ذكره أَبُو عمر فِي بَاب معبد ثمَّ قَالَ وَفِيه نظر وَلم يذكر أَبَا معبد فِي الكنى وَلَا فِي بَاب مجاشع وَلَا مجَالد لَكِن فِي كتاب مُسلم فِيهِ بَيَان أَيْضا وَالله أعلم وَفِي بَاب من سنّ سنة صَالِحَة نَا مُحَمَّد بن بشار نَا بحيى بن سعيد نَا مُحَمَّد بن أبي إِسْمَاعِيل نَا عبد الرَّحْمَن بن هِلَال كَذَا لرواة مُسلم وَعند الْبَاجِيّ نَا مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل مِمَّن انْفَرد بِهِ مُسلم وَأما الِاخْتِلَاف فِي أَن عمر أَو ابْن عمر فقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين فِي الْأَسْمَاء فِي فصل مُفْرد فصل مِنْهُ فِي الغيلة عَن جدامة بنت وهب أُخْت عكاشة بن مُحصن كَذَا فِي نسخ مُسلم قيل لَعَلَّه بنت وهب أخي عكاشة على قَول من يَقُول أَنه وهب بن مُحصن إِلَّا أَن تكون أُخْتا لَهُ من أم وَقيل عكاشة بن وهب غير عكاشة بن مُحصن وَكِلَاهُمَا أسدي وَفِي بَاب أكل الثوم نَا حجاج بن الشَّاعِر وَأحمد بن سعيد بن صَخْر نَا أَبُو النُّعْمَان نَا ثَابت فِي رِوَايَة حجاج ابْن يزِيد أَبُو زيد الْأَحول قَالَ نَا عَاصِم كَذَا فِي أصل الْكتاب من نسخ مُسلم وَكَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا إِلَّا أَنه كَانَ فِي كتاب القَاضِي أبي عَليّ عَن العذرى وَفِي رِوَايَة حجاج بن زيد أَخُو زيد الْأَحول وَقَالَ لنا هُوَ خطأ وَكتب عَلَيْهِ ذَلِك فِي كِتَابه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ كَمَا قَالَ أَن أَخا هُنَا خطأ وَإِنَّمَا أَرَادَ مُسلم أَن حجاجا قَالَ فِي نسب ثَابت الَّذِي روى عَنهُ أَبُو النُّعْمَان ثَابت بن يزِيد أَبُو زيد الْأَحول فنسبه وعرفه إِذْ لم ينْسبهُ غَيره فِي السَّنَد وَكَذَا قَالَ البُخَارِيّ وَغَيره وَحكى البُخَارِيّ أَيْضا فِيهِ قَول من قَالَ ثَابت بن يزِيد قَالَ وَالْأول أصح وَفِي ذب الرجل عَن ابْنَته أَن بني هَاشم بن الْمُغيرَة استأذنوني أَن ينكحوا أختهم عليا كذ للجرجاني وللباقين ابنتهم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَفِي كتاب الْحُدُود فِي البُخَارِيّ جرحت أُخْت الرّبيع إنْسَانا كَذَا لجميعهم وَهُوَ وهم وَصَوَابه الرّبيع بِإِسْقَاط أُخْت وَكَذَا للأصيلي على الصَّوَاب وَخط على أُخْت وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي حَدِيث الشُّهَدَاء من رِوَايَة عبد الحميد بن بَيَان أشهد على أَخِيك أَنه زَاد فِي هَذَا الحَدِيث كَذَا للجلودي وَلغيره أشهد على أَبِيك وَهُوَ الصَّوَاب كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث زُهَيْر قبله وَفِي الْمُوَطَّأ فِي الْحَج عَن

فصل منه

أبي مرّة مولى أم هاني امْرَأَة عقيل كَذَا عِنْد يحيى وَهُوَ غلط وَصَوَابه مَا للرواة أُخْت عقيل وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي قبْلَة الصَّائِم أَن عَاتِكَة أُخْت سعيد بن زيد كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ وَعند يحيى ابْنة سعيد بن زيد وَهُوَ وهم وَعند ابْن وضاح ابْنة زيد وَأرَاهُ أصلحه وَأسْقط سعيد أَو هُوَ مُوَافق للصَّوَاب وَفِي الرَّضَاع وَكَانَ أَبُو القعيس أَبَا عَائِشَة من الرضَاعَة كَذَا لجميعهم عِنْد مُسلم لَكِن عِنْد بَعضهم أَخا عَائِشَة وَهُوَ وهم فصل مِنْهُ فِي لُحُوم الْأَضَاحِي نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن رَافع قَالَا نَا زيد بن حباب ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وسَاق الحَدِيث ثمَّ قَالَ ونا إِسْحَاق بن مَنْصُور نَا أَبُو مسْهر كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات وَعند الطَّبَرِيّ هُنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَيُشبه أَن الأول أصح وَفِي بَاب الْخمس نَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي نَا ملك كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْفَروِي وَهُوَ خطأ وَأَصْلحهُ الْقَابِسِيّ وَفِي بَاب الاستلقاء فِي الْمَسْجِد ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد بن حميد كَذَا لِابْنِ سُفْيَان وَعند ابْن ماهان نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور قَالَ الجياني الصَّوَاب إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَفِي بَاب الاسْتِسْقَاء نَا هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي أَنا ابْن وهب حَدثنِي أُسَامَة كَذَا عِنْد أَكْثَرهم وَعند العذري حَدثنِي مسلمة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أُسَامَة بن زيد مولى الليثيين وَفِي بَاب وَفد حنيفَة نَا إِسْحَاق بن نصر نَا عبد الرَّزَّاق كَذَا عِنْد أبي زيد والنسفي وَابْن السكن وَعند الْأصيلِيّ نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور نَا عبد الرَّزَّاق وَقَالَ أَبُو عَليّ الْحَافِظ وَالْأَشْبَه عِنْدِي قَول من قَالَ ابْن نصر وَكَذَلِكَ فِي مَنَاقِب ابْن عمر نَا إِسْحَاق بن نصر نَا عبد الرَّزَّاق وَنسبه ابْن السكن إِسْحَاق بن مَنْصُور وَهُوَ غير مَنْسُوب لغَيْرِهِمَا وَالْأَشْبَه هُنَا أَنه ابْن مَنْصُور الكوسج فَعَنْهُ أخرجه مُسلم وَفِي بَاب فِي فضل الْأَنْصَار نَا عَبَّاس بن سهل عَن أبي أسيد أَو حميد كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَعند غَيره عَن أبي حميد بِغَيْر شكّ وَكَذَا ذكره فِي الْمَغَازِي وَفِي بَاب السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب نَا عبد الله بن مسلمة وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَأَبُو مُصعب كَذَا للجلودي وَالْكسَائِيّ وَعند ابْن ماهان نَا عبد الله بن مسلمة وَابْن أبي الْوَزير مَكَان إِسْمَاعِيل قَالُوا وَالْأول الصَّوَاب قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد لَا أعلم لمُسلم رِوَايَة عَن ابْن أبي الْوَزير وَلَا هُوَ مِمَّن أدْركهُ وَقد رُوِيَ البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ وَفِي الْعدة توفّي حميم لأم حَبِيبَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء لأم سَلمَة وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الْمُفَسّر توفّي أَبوهَا أَبُو سُفْيَان وَذكر الحَدِيث بِعَيْنِه وَفِي بَاب إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة مَا يرى الرجل فِي حَدِيث عَبَّاس بن الْوَلِيد فَقَالَت أم سليم فَاسْتَحْيَيْت من ذَلِك كَذَا فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة أَصْحَاب الْكسَائي وَابْن ماهان والجلودي وَكُنَّا عِنْد الرَّازِيّ وَالصَّوَاب أم سَلمَة وَكَذَا جَاءَ فِي أصل الجلودي وَفِي بعض النّسخ وَقيل أَنه مصلح هُنَاكَ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الطَّرِيق وَأم سليم هِيَ السائلة أَولا وَأم سَلمَة المستحيية الْمُنكرَة قَوْلهَا وَفِي الْبَاب أَن أم سليم امْرَأَة أبي طَلْحَة كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره أم بني أبي طَلْحَة وَكِلَاهُمَا صَوَاب تزَوجهَا أَبُو طَلْحَة فَولدت لَهُ عبد الله بن أبي طَلْحَة سَمَّاهُ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وحنكه ودعا لَهُ وَكَانَ قد دَعَا لوَالِديهِ أَن

فصل مشكل الأسماء

يُبَارك لَهما فِي ليلتهما فِي الْخَبَر الْمَشْهُور فجَاء مِنْهَا عبد الله هَذَا فبورك فِيهِ وَأمه أم سليم أم أنس بن ملك كَانَ أَبوهُ زَوجهَا قبل أبي طَلْحَة وَعبد الله وَالِد إِسْحَق وأخوته وَكَانُوا عشرَة كلهم حمل عَنهُ الْعلم وَفِي آخر بَاب الْجَسَّاسَة نَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق نَا يحيى بن بكير كَذَا لكافتهم وَعند العذرى نَا يحيى بن أبي شيبَة وَهُوَ عِنْدهم خطا وَفِي كتاب الْحَج فِي بَاب يأتوك رجَالًا نَا أَحْمد بن عِيسَى نَا ابْن وهب كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَالْمُسْتَمْلِي وعبدوس والقابسي وَعند ابْن السكن نَا أَحْمد ابْن صَالح وَلم ينْسبهُ الْبَاقُونَ فَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَافِظ أَحْمد غير مَنْسُوب فِي الْجَامِع هُوَ ابْن أخي ابْن وهب وَأنْكرهُ الْحَاكِم وخطاه وَقَالَ ابْن مندة إِذا قَالَ البُخَارِيّ أَحْمد غير مَنْسُوب فَهُوَ ابْن صَالح وَفِي سُورَة لم يكن نَا حمد بن أبي دَاوُد أَبُو جَعْفَر الْمُنَادِي نَا روح كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم قَالَه البُخَارِيّ وَإِنَّمَا اسْمه مُحَمَّد وَكَذَا سَمَّاهُ ابْن أبي حَاتِم وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة نَا ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة والأغر عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة كَذَا لَهُم وَعند أبي الْهَيْثَم وَحده والأعرج مَكَان الْأَغَر وَالصَّوَاب الأول قَالَ الجياني الحَدِيث مَشْهُور لأبي عبد الله الْأَغَر وَفِي بَاب إسباغ الْوضُوء على المكاره نَا إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ كَذَا لَهُم وَفِي نُسْخَة عَن ابْن الْحذاء نَا إِسْحَاق بن مثنى وَهُوَ وهم قَبِيح وَفِي حَدِيث أم زرع قَول البُخَارِيّ وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن أبي سَلمَة وعشعش كَذَا للقابسي وعبدوس وَهُوَ وهم وَصَوَابه سعيد بن سَلمَة عَن هِشَام وَسقط من كتاب الْأصيلِيّ قَول سعيد بن سَلمَة إِلَى آخِره وَأرى وَالله أعلم لما فِيهِ من التَّغْيِير فِي الْمَتْن على مَا نذكرهُ فِي الْعين فصل مُشكل الْأَسْمَاء كل مَا فِيهِ الأيلى فبفتح الْهمزَة بعْدهَا يَاء سَاكِنة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا منسوبون إِلَى أَيْلَة مَدِينَة بِالشَّام مِنْهُم هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي وَيُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي وَعقيل بن خَالِد الْأَيْلِي وَطَلْحَة بن عبد الْملك الْأَيْلِي وَلَيْسَ فِيهَا أيلي بِضَم الْهمزَة وَالْبَاء الَّتِي بِوَاحِدَة وَقد يشْتَبه بِهِ عبد الله ابْن حَمَّاد الأملي بِهَمْزَة ممدودة وَمِيم مَضْمُومَة ذكره البُخَارِيّ ينْسب إِلَى آمل من مدن طبرستان وفيهَا الْأَزْدِيّ سَاكن الزَّاي وَقد يكْتب بِالسِّين أَيْضا مِنْهُم أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْدِيّ وَسَعِيد بن يزِيد الازدي وَزِيَاد بن الرّبيع الْأَزْدِيّ وَجَرِير بن حَازِم الْأَزْدِيّ وَعبد الله بن بُحَيْنَة الْأَزْدِيّ وَعقبَة بن صهْبَان الْأَزْدِيّ وَعلي الْأَزْدِيّ عَن ابْن عمر وَيحيى بن ملك الْأَزْدِيّ المراغي قَالَ غير مُسلم ومراغة حَيّ من الأزد وهدبة بن خَالِد وَهُوَ هداب بن خلد أَيْضا الْأَزْدِيّ هَؤُلَاءِ كلهم بالزاي سَاكِنة وَيُقَال فيهم بِالسِّين سَاكِنة منسوبون إِلَى أَزْد وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي نسب عبد الله بن بُحَيْنَة بِالسِّين سَاكِنة فِي بَاب سَجْدَتي السَّهْو عِنْد الْأصيلِيّ وَهُوَ بالزاي عِنْد عَبدُوس وَعند بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ بِفَتْح السِّين وَهُوَ خطأ وَأما الْأَسدي بِفَتْح السِّين مَنْسُوب إِلَى أَسد قُرَيْش أَو أَسد خُزَيْمَة فعكاشة بن مُحصن الْأَسدي وَعلي بن ربيعَة الْأَسدي وَمُحَمّد بن قيس الْأَسدي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَسدي عَن عُرْوَة وَمُحَمّد بن عبد الله الْأَسدي وَهُوَ أَبُو أَحْمد الزبيرِي وَعمر بن مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي وَأَبُو مَرْيَم عبد الله بن زِيَاد الْأَسدي وَأَبُو التياح الْأَسدي وَعباد بن يَعْقُوب الْأَسدي

فصل الاختلاف والوهم في أنساب هذا الحرف

وهريم بن عبد الله الْأَسدي والأخرم الْأَسدي وجذامة الأَسدِية وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْأَسدي وَهُوَ ابْن علية وَعَطَاء ابْن أبي رَبَاح عَن رجل من بني أَسد وَفِي حَدِيثه فَقَالَ الْأَسدي هَؤُلَاءِ كلهم بِفَتْح السِّين وَأما حَنْظَلَة الْكَاتِب الأسيدي فبسكون الْيَاء مُصَغرًا مضموم الْهمزَة وَأسيد فِي تَمِيم وَقَالَهُ بعض رُوَاة مُسلم عَن بن الْحذاء الْأَسدي وَهُوَ وهم وَيشْتَبه بالأزدي الأودى بواو سَاكِنة مَكَان الزَّاي قبيل من مذجح مِنْهُم عبد الله بن إِدْرِيس بن يزِيد الأودي وَأَبُو قيس الأودي هُوَ وَأَبوهُ مذكوران فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعمر بن مَيْمُون الأودي وَعلي بن حكم الأودي وهذيل بن شُرَحْبِيل الأودي وَأَبُو قيس الأودي هَؤُلَاءِ كلهم بِالْوَاو وَيشْتَبه بِهِ مُحَمَّد بن عبد الله الأرزي بِضَم الْهمزَة وَالرَّاء بعْدهَا ثمَّ زَاي مُشَدّدَة وَيُقَال فِيهِ الرزي أَيْضا وَمُحَمّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي بِفَتْح الْهمزَة وعَوْف الإعرابي وَكَذَلِكَ سهل بن يُوسُف الْأنمَاطِي والأشعثي مثله وَهُوَ بشين وثاء معجمتين وَكَذَلِكَ عمر بن معَاذ الأشْهَلِي والأشجع هما بالشين الْمُعْجَمَة وَكلهمْ مَفْتُوح الْهمزَة وَأَبُو مَاعِز الْأَسْلَمِيّ بِفَتْح اللَّام وَأَبُو حُذَيْفَة الأرحبي بِالْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة وأرحب فِي هَمدَان وَأَبُو عِيسَى الإسواري مضمومها وَكَذَلِكَ عبد الْعَزِيز الأويسي وَأَبُو بكر الأويسي وهما وَاحِد وَمُحَمّد بن عبد الْملك الْأمَوِي وَسَعِيد بن يحيى الْأمَوِي وَأَبُو صَفْوَان الْأمَوِي هَؤُلَاءِ بِضَم الْهمزَة وَفِي رُوَاة البُخَارِيّ والموطأ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأصيلِيّ بِفَتْح الْهمزَة مَقْصُورَة مَنْسُوب إِلَى أصيلة مَدِينَة بالمغرب مَشْهُورَة وَيُقَال بالزاي مَكَان الصَّاد أَيْضا وَالصَّاد هُنَا أشهر وَفِي سَنَد الموطا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الأبياني أَكثر الشُّيُوخ يَقُولُونَهُ بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء مُشَدّدَة وَصَوَابه كسرهما وتشدد الْبَاء وتخفف وَفِي تقريبات الجلودي نَا مُحَمَّد بن الْمسيب الأرغياني نَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي بِفَتْح الْهمزَة وَرَاء سَاكِنة وَكسر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَبعد الْألف نون مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة من قرى نيسابور وَعَن ابْن الْحذاء فِيهِ الأعياني بِعَين مُهْملَة بِغَيْر رَاء والأعرابي مَنْسُوب إِلَى الْإِعْرَاب وهم أهل الْبَوَادِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي أَنْسَاب هَذَا الْحَرْف ذكر فِيهَا زبيد الأيامي وَطَلْحَة الأيامي بِكَسْر الْهمزَة قبل الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَكثير من الروَاة وَمِنْهُم من يفتح الْهمزَة وَكله وهم وَضَبطه الْأصيلِيّ مرّة والطبري والهروي والنسفي والعذري اليامي بِغَيْر همز وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ قَول الْحفاظ وَأَصْحَاب الضَّبْط ويام بطن من هَمدَان وَكَثِيرًا مَا يَقُول فِيهِ الشُّيُوخ الْوَجْهَيْنِ وَفِي الْمُوَطَّأ هَبَّار بن الْأسود الْأنْصَارِيّ كَذَا وَقع لِابْنِ حمدين من شُيُوخنَا وَحده وَهُوَ وهم إِنَّمَا هُوَ قرشي وَجَاء فِي الصَّحِيحَيْنِ ذكر الاتبية كَذَا جَاءَ بِضَم الْهمزَة وَفتح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ وَكسر الْبَاء بعْدهَا كَذَا جَاءَ فِي غير مَوضِع من صَحِيح البُخَارِيّ وَجَاء عِنْد مُسلم من رِوَايَة السَّمرقَنْدِي الأتيبية بِالتَّصْغِيرِ وضبطناه فِيهِ عَن العذرى اللتبية بِضَم اللَّام بِغَيْر همزَة وبفتح التَّاء وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي آخر الزَّكَاة فِي بَاب من لم يقبل الْهَدِيَّة لِابْنِ السكن وَصَوَابه كَذَلِك إِلَّا أَنه مسكن التَّاء وبنوالتب بطن من الْعَرَب قَالَه ابْن دُرَيْد وعَلى هَذَا الْوَجْه الصَّوَاب ضَبطه الْأصيلِيّ مرّة فِي بَاب محاسبة الْعمَّال وَابْن السكن وَفِي بَاب الْهِبَة وَفِي خَبره أَيْضا وهم آخر وَقع للأصيلي فِي قَوْله فِي بَاب هَدَايَا الْعمَّال أَن رجلا من بني أَسد بِفَتْح السِّين وَصَوَابه مَا اتَّفقُوا عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الْموضع من قَوْلهم أَن رجلا من الأزد إِلَّا أَن يكون ضَبطه من

حرف الباء مع سائر الحروف

بني أَسد فَيخرج لِأَنَّهُ يُقَال الْأسد والأزد كَمَا ذَكرْنَاهُ لَكِن الضَّبْط فِيهِ مَا تقدم لَكِن لم يقل فِيهِ الْعَرَب بَنو الأزد وَلَا بَنو الْأسد وَإِنَّمَا يذكرُونَ الْقَبِيل باسمه مثل قيس وقريش ولخم وجذام وَغَيرهَا من الْقَبَائِل الَّتِي لَا تُضَاف إِلَيْهَا ابْن وَفِي بَاب تَحْرِيم الْمَدِينَة مُسلم نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعمر والناقد كِلَاهُمَا عَن ابْن أَحْمد قَالَ أَبُو بكر نَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأَسدي بِفَتْح السِّين كَذَا لَهُم وَعند العذري الْأَزْدِيّ وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أَبُو أَحْمد الزبيرِي وَقد ذَكرْنَاهُ وَذكر طليحة الأَسدِية كَذَا رَوَاهُ يحيى بِفَتْح السِّين قَالُوا وَهُوَ وهم لِأَنَّهَا تَيْمِية وَهِي أُخْت طَلْحَة ابْن عبد الله التَّيْمِيّ وَأسْقط لهَذَا الْغَلَط ابْن وضاح من كِتَابه نَسَبهَا وَفِي شُيُوخ مُسلم هدبة بن خلد الْأَزْدِيّ وَكَذَا نسبه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَنسبه ابْن عدي الْقَيْسِي بِالْقَافِ وَقَالَ البُخَارِيّ فِي نسب أَخِيه أُميَّة بن خلد الْأَزْدِيّ من بني قيس قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَيْسَ نسبه قيسيا هُنَا لقيس عيلان إِنَّمَا هُوَ من فيس بن توبان بن سُهَيْل بن الْأسد بن عمرَان بن عَمْرو بن عَامر وَفِي كتاب مُسلم النواس بن سمْعَان الْأنْصَارِيّ كَذَا جَاءَ فِي جَمِيع النّسخ فِي بَاب الْبر وَالْإِثْم قَالَ الْحفاظ وَهُوَ وهم إِنَّمَا هُوَ كلابي وَكَذَا ذكره فِي غير هَذَا الْموضع هُوَ وَغَيره وَرفع النسابون نسبه إِلَى كلاب وَفِي حَدِيث الْجَسَّاسَة اعْتدى عِنْد أم شريك وَذكر أَنَّهَا من الْأَنْصَار قَالَ الوقشي إِنَّمَا هِيَ قرشية من بني عَامر بن لؤَي اسْمهَا غزيَّة واكتنت بابنها شريك وَقَالَ أَبُو عمر الْحَافِظ وَقد قيل أَنَّهَا أنصارية وَيُقَال اسْمهَا غزيلة وَأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تزَوجهَا وَلَا يَصح لِكَثْرَة الِاضْطِرَاب وَقَالَ غَيرهمَا الْأَشْبَه أَنَّهُمَا اثْنَتَانِ وَقد جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث اعْتدى عِنْد أم شريك ابْنة العكر وَقَوله فِي حَدِيث الْإِيمَان وَالْإِسْلَام قَالَ مُسلم أَبُو زرْعَة كُوفِي من أَشْجَع اسْمه عبيد الله كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ من النخع وَكِلَاهُمَا وهم وَكَذَلِكَ قَوْله فِي اسْمه عبيد الله وَصَوَابه أَن اسْمه هرم بن عَمْرو بن جرير بن عبد الله البَجلِيّ من بجيلة هَذَا قَول البُخَارِيّ وَقَالَ يحيى بن معِين اسْمه عَمْرو بن عَمْرو بن جرير وبجيلة لَا يجْتَمع مَعَ أَشْجَع وَلَا مَعَ النخع حرف الْبَاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف الْبَاء المفردة لحرف الْبَاء مَوَاضِع فِي لِسَان الْعَرَب وَتدْخل على الْأَسْمَاء فتخفضها لمعان شَتَّى وَكَذَا جَاءَت فِي كتاب الله تَعَالَى وَحَدِيث نبيه عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه رَضِي الله عَنْهُم وَأَصلهَا وَأجل مَعَانِيهَا الإلزاق لما ذكر قبلهَا من اسْم أَو فعل بِمن ضمت إِلَيْهِ فَإِذا قلت مَرَرْت بزيد فَمَعْنَاه الزقت مروري بِهِ وَإِذا قلت المَال بيد زيد فقد ألزقت بِهِ المَال وَكَذَلِكَ إِذا دخلت للقسم فِي قَوْلك بِاللَّه لَا فعلت كَذَا فَمَعْنَاه أَحْلف بِاللَّه وألزقت بِهِ قسمي فَحذف الْفِعْل لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ بِدَلِيل أَنَّك إِذا حذفت الْبَاء ظهر عمل الْفِعْل الْمَحْذُوف فِي الِاسْم فَقلت الله لتضر بن زيدا بِالنّصب هَذَا كَلَام الْعَرَب إِلَّا فِي قَوْلهم الله لآتيك فَإِنَّهُ عِنْدهم خفض وَقد روى الروَاة فِي قَوْله إِنِّي مُعسر فَقَالَ الله قَالَ الله بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وَأكْثر أهل الْعَرَبيَّة يمْنَعُونَ الْفَتْح وَلَا يجيزون إِلَّا الْكسر سَوَاء جِئْت بِحرف الْقسم أَو حذفته فالباء مَعَ هَذَا تَأتي زَائِدَة لَا معنى لَهَا وَقد تسْقط فِي اللَّفْظ أَيْضا وَتَأْتِي بِمَعْنى من أجل وَبِمَعْنى فِي وَبِمَعْنى عَن وَبِمَعْنى على وَبِمَعْنى من وَبِمَعْنى مَعَ وللحال وَالْبدل والعوض ولتأكيد النَّفْي وتحسين النّظم وَبِمَعْنى لَام السَّبَب فمما جَاءَت لهَذِهِ الْمعَانِي فِي هَذِه الْأُصُول قَوْله وصل الصُّبْح بغبش أَي فِي غبش وَكَقَوْلِه أكثرت عَلَيْكُم بِالسِّوَاكِ ويروي فِي السِّوَاك وَمثله كُنَّا نتحدث بِحجَّة الْوَدَاع وَعند الْأصيلِيّ فِي حجَّة

الْوَدَاع وَلَا نَدْرِي مَا حجَّة الْوَدَاع أَي كُنَّا نكررها وَنَذْكُر اسْمهَا الْبَاء هُنَا وَفِي بِمَعْنى كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى) وَلم أكن بدعائك رب شقيا (أَي فِي دعائك وَقيل مَعْنَاهَا هُنَا من أجل وَمثله قَوْله فَلم أزل أَسجد بهَا ويروى فِيهَا يَعْنِي السَّجْدَة فِي انشقت وَقَوله أَتُرِيدُ أَن تجعلها بِي أَي تلزمني هَذِه الْمَسْأَلَة وتولني دَرك فتياها وَالْهَاء فِي تجعلها عَائِد على الْقِصَّة أَو الْفتيا وَشبهه وَقد تكون بِمَعْنى من أجل أَي من أجل فتياي ورأيي وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ هَذَا من مَعَانِيهَا وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله وَلم أكن بدعائك كَمَا تقدم المُرَاد الْكَفَّارَة أَي تلزمنيها وَالْأول أظهر وَقَوله فِي الْقُرْآن لَهو أَشد تفصيا من النعم بعقلها كَذَا للجلودي فِي حَدِيث زُهَيْر وَلابْن ماهان فِيهِ من عقلهَا قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَكِلَاهُمَا صَوَاب رُوِيَ بعقلها وَمن عقلهَا بِمَعْنى كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى) عينا يشرب بهَا عباد الله (أَي مِنْهَا وَقيل يشربون هُنَا بِمَعْنى يروون وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى فِي عقلهَا وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى من وَمثله فِي حَدِيث ابْن أويس فِي الْإِحْدَاد فدعَتْ بطست فمست بِهِ أَي مِنْهُ كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الرِّوَايَات وَمِنْه كنت ألزم رَسُول الله بشبع بَطْني كَذَا لبَعض رُوَاة أبي ذَر بِالْبَاء فِي بَاب مَنَاقِب جَعْفَر وَلغيره لشبع وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي من أجل شبع وباللام جَاءَ فِي الحَدِيث فِي غير مَوضِع وَقد تَأتي الْبَاء بِمَعْنى من أجل كَمَا ذَكرْنَاهُ وَكَذَلِكَ فِي قَوْله أَنِّي أسمع بكاء الصَّبِي فأتجوز فِي صَلَاتي مِمَّا أعلم من شدَّة وجدامة كَذَا للأصيلي وللقابسي وَبَعْضهمْ لما وَلَا بِي ذَر مِمَّا وَكله رَاجع لِمَعْنى من أجل كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث ابْن زُرَيْع وَفِي غَيره لما قَوْله يَمِينك على مَا يصدقك بِهِ صَاحبك الْبَاء بِمَعْنى فِيهِ أَو بِمَعْنى على كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى عَلَيْهِ صَاحبك وَقَول حُذَيْفَة مَا بِي إِلَّا أَن يكون رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أسر لي شَيْء لم يحدثه غَيْرِي مَعْنَاهُ تَأْكِيد النَّفْي كَقَوْلِهِم مَا زيد بقائم قَالُوا وَإِلَّا هُنَا زَائِدَة الصَّوَاب سُقُوطهَا وَقَوله فأصابتني حمى بنافض قد يُقَال أَن الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي حمى نافض كَمَا قَالُوا أخذت خطام الْبَعِير وَأخذت بخطامه قَالُوا لَكِن لدخولها هُنَا فَائِدَة زَائِدَة لم تكن قبل دُخُولهَا وَقد تكون على أَصْلهَا لإلزاق الْحمى قَالُوا وَمِنْه قَوْله اقْرَأ باسم رَبك أَي اقْرَأ اسْمه وَمِنْه اقْرَأ بِأم الْقُرْآن وبكذا وَبِمَا تيَسّر وَقَوله فحططت بزجه الأَرْض الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي حططته للْأَرْض يَعْنِي رمحه وَقد يكون من المقلوب أَي حططت بِالْأَرْضِ زجه وَقَوله مَا أَنا بقارئ الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي مَا أَنا قرئَ وَكَذَلِكَ قَوْله مَا هُوَ بداخل عَلَيْهَا أحد بِهَذِهِ الرضَاعَة الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي دَاخل وَقد قيل فِي مثل هَذَا أَن الْبَاء هُنَا لتحسين الْكَلَام وَمثله قَوْله ثمَّ مست بعارضيها وَمثله قَوْله فِي الدُّعَاء وَلَك بِمثلِهِ أَي مثله ومتله قَوْله أَخذ بنفسي الَّذِي أَخذ بِنَفْسِك وَمثله فِي إِسْلَام أبي ذَر فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فَقلت بِمثل مَا قلت بالْأَمْس وَمثله أرْغم الله بأنفك كَذَا للقابسي والأصيلي فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث ابْن حَوْشَب ولغيرهما أَنْفك وَمثله فِي فَضَائِل الْأَنْصَار أَن تقطع لَهُم بِالْبَحْرَيْنِ كَذَا للأصيلي وَلغيره الْبَحْرين وَقد تكون الْبَاء هُنَا للتَّبْعِيض أَي قطيعا هُنَاكَ من الْبَحْرين وَقَوله فَأخْرج بجنازتها كَذَا فِي رِوَايَة ابْن حمدين وَابْن عتاب وَعند غَيرهمَا وَفِي سَائِر الموطئات فَخرج وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث خبيب فَخَرجُوا بِهِ وَعند الْأصيلِيّ أخرجُوا بِهِ قيل هما لُغَتَانِ وَفِي بَاب عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كنت أَحَق أَن أُصِيب من هَذَا اللَّبن بشربه كَذَا للأصيلي وَلغيره شربة وَفِي بَاب كِرَاء الأَرْض بِالذَّهَب وَالْفِضَّة كَانُوا يكرون الأَرْض مَا ينْبت على الْأَرْبَعَاء كَذَا لكافتهم وَعند أبي ذَر بِمَا وَهُوَ الْوَجْه الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب

وَقَوله عَلَيْك بِقُرَيْش بِأبي جهل بن هِشَام وَفُلَان وَفُلَان أَي الْحق نقمتك بهم وَجَاء لكافتهم فِي الْجِهَاد فِي بَاب الدُّعَاء على الْمُشْركين عَلَيْك بِقُرَيْش لأبي جهل بِاللَّامِ إِلَّا الْأصيلِيّ فَعنده بِأبي جهل كَمَا فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا لِأَنَّهُ سماهم وعينهم فِي دُعَائِهِ قَوْله اذْهَبْ فقد ملكتكها بِمَا مَعَك من الْقُرْآن قيل الْبَاء هُنَا بِمَعْنى اللَّام أَي لأجل مَا مَعَك مِنْهُ وَهَذَا على مَذْهَب من لم ير النِّكَاح بِالْإِجَارَة وَقيل هِيَ بَاء التعويض كَقَوْلِه بِعته بدرهم وَهَذَا على قَول من رَآهُ إِجَارَة وَأَجَازَ النِّكَاح بهَا وَقَوله بِأبي وبأبيك أَي أفدى بِهِ الْمَذْكُور وَقَوله بأبيك أَنْت مثله أَي أفديك بِهِ وَهِي كلمة تسْتَعْمل عِنْد التَّعْظِيم والتعجب وَفِي خبر أبي بكر وَعلي فَكَانَ النَّاس لعَلي قَرِيبا حَتَّى رَاجع الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ كَذَا فِي رِوَايَة ابْن ماهان فِي حَدِيث إِسْحَاق وَالْبَاء هُنَا زَائِدَة وبإسقاطها قَيده شَيخنَا التَّمِيمِي عَن الْحَافِظ أبي عَليّ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة الْأَمر الْمَعْرُوف فِي هَذَا الْبَاب وللرواة هُنَا الْأَمر وَالْمَعْرُوف وَقَوله أقرَّت الصَّلَاة بِالْبرِّ وَالزَّكَاة قَالَ لي ابْن سراج معنى الْبَاء هُنَا مَعَ أَي أقرَّت مَعَ الْبر وَالزَّكَاة فَصَارَت مَعَهُمَا مستوية وَقيل غير هَذَا وسنذكره فِي حرف الْقَاف وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع كُنَّا نتحرج أَن نطوف بالصفا والمروة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ عَن مُسلم قيل صَوَابه بَين الصَّفَا والمروة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح أَن تكون بِمَعْنى فِي أَي فِي فنائهما أَو أرضهما ونطوف هُنَا بِمَعْنى نسعى وَقَوله بَايَعْنَاهُ على أَن لَا نشْرك إِلَى قَوْله بِالْجنَّةِ إِن فعلنَا ذَلِك كَذَا للسجزي وَابْن الْحذاء وللجلودي فالجنة وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى وَالْبَاء هُنَا بَاء الْبَدَل والعوض وَمثله قَوْله فِي الْوضُوء للْجُمُعَة فِيهَا ونعمت قيل بِالسنةِ أَخذ ونعمت الْخصْلَة الْوضُوء وَقيل معنله فبالرصة أَخذ وَهُوَ أظهر لِأَن الَّذِي ترك هُوَ السّنة وَهُوَ الْغسْل وَقَوله بِي الْمَوْت أَي حل بِي وأصابني مثل الْمَوْت وَقَوله لَيْسَ بك على أهلك هوان أَي لَيْسَ يعلق بك وَلَا يصيبك هوان وعَلى أهلك أَي على وَأَرَادَ بالأهل هُنَا الرّوح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَقَوله من بك أَي من أَصَابَك أَو من فعل بك هَذَا فَحذف اخْتِصَار الدّلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَقَوله أصبت أصَاب الله بك أَي هداك للصَّوَاب وَالْحق وثبتك عَلَيْهِ أَو هداك لطريق الْجنَّة وبلغك إِيَّاهَا وَقَوله قل عَرَبِيّ نَشأ بهَا مثله على هَذِه الرِّوَايَة الْبَاء هُنَا بِمَعْنى فِي قيل يَعْنِي فِي الْحَرْب وَيحْتَمل بهَا بِبِلَاد الْعَرَب وَقَوله أَنا لنبتاع الصَّاع بالصاعين وَشبه هَذَا قَالُوا مَعْنَاهُ هُنَا الْبَدَل أَي بدل الصاعين وعوضهما وَمثل هَذَا كثير وَقَوله فِي حَدِيث صَفِيَّة ودحية ادعوهُ بهَا أَي ليَأْتِي بهَا وَقَوله فوقصت بهَا دابتها الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي وقصتها أَي كسرتها وَقَوله فِي خبر الْمَدِينَة فِي خبر الراعيين فيجد أَنَّهَا وحوشا أَي فِيهَا وَمثله قَوْله وَهُوَ بِمَكَّة والبالجعرانة وبالمدينة وبخيبر أَي فِيهَا على رَأْي بَعضهم يَعْنِي الْمَدِينَة كَذَا عِنْد بعض رُوَاة البُخَارِيّ وَالَّذِي عِنْد يُلقيهِمْ ببحرا بهَا بالنُّون وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَالْهَاء عَائِدَة على الْمَدِينَة أَيْضا وَقيل على غنمهما وَفِي بَاب الصَّلَاة عِنْد مناهضة الْحُصُون إِن كَانَ بهَا الْفَتْح كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَعند البَاقِينَ تهَيَّأ وَهُوَ الْوَجْه أَي تمكن وَاتفقَ وَيَأْتِي فِي حرف الْبَاء وَالْهَاء وَفِي مُحَاجَّة آدم ومُوسَى فِي بَاب وقاته بِمَ تلومني كَذَا للأصيلي وَهِي هُنَا بِمَعْنى اللَّام أَي لم تلومني ولأي سَبَب بعد مَا علمت أَن الله قد كتبه عَليّ وَسَيَأْتِي هَذَا مُبينًا فِي حرف الْحَاء وَالْجِيم وَفِي رِوَايَة غَيره ثمَّ وَهُوَ أوجه وأليق بمساق الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب بِغَيْر خلاف قَوْله

إِن هَذِه الْآيَات لَا تكون بِمَوْت أحد وَلَا بحياته كَذَا فِي بعض رِوَايَات الحَدِيث وَمعنى الْبَاء هُنَا لَام السَّبَب كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَقد تكون على بَابهَا أَي لَا تنذر بِمَوْت أحد وَلَا تعلم بِهِ وَقَوله نهينَا أَن نجد أَكثر من ثَلَاث إِلَّا بِزَوْج كَذَا للأصيلي بِالْبَاء وَلغيره بِاللَّامِ وَقَول عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ادفنوني مَعَ صواحبي بِالبَقِيعِ لَا أزكى بهَا أبدا أَي بالدفن فِي الْموضع الَّذِي دفن بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وصاحباه تواضعا مِنْهَا رَضِي الله عَنْهَا وإعظاما لِأَن يفعل غَيرهَا ذَلِك أَو لِأَن يكون سَبَب ذقتها مَعَهم كشف قُبُورهم إِذْ كَانَ الْمَكَان قد أَخذ حَاجته بالقبور الثَّلَاثَة أَلا ترى قَوْلهَا لعمر حِين طلب دَفنه إِنَّمَا كنت أريده لنَفْسي فَلَو كَانَ الْأَمر مُحْتملا لَهَا بعد ذَلِك لم يكن لكلامها معنى وَقَول ابْن عَبَّاس ذهب بهَا هُنَالك يُرِيد بِتَأْوِيل الْآيَة وَالْهَاء عَائِدَة على الْآيَة وَقد فسرناه آخر الْبَاء وَالْمِيم وَالْخلاف فِيهِ وَفِي بَاب وَكَانَ الله سميعا بَصيرًا قَوْله قل لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَى بِاللَّه فَإِنَّهَا كنز من كنوز الْجنَّة أَو قَالَ أَلا أدلك بِهِ أَي بِمَعْنى الحَدِيث أَو بعضه وَقَوله فِي أول كتاب التَّوْحِيد الظَّاهِر على كل شَيْء علما وَالْبَاطِن بِكُل شَيْء علما كَذَا للنسفي وَهُوَ الْوَجْه وَلأبي ذَر الْبَاطِن على كل ولغيرهما الْبَاطِن كل وَقَوله فِي وَفَاة ابْن مَظْعُون أَن أَدْرِي مَا يفعل بِي كَذَا فِي كتاب الْجَنَائِز وَفِي مقدم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِهِ وَقد ذكر البُخَارِيّ فِيهِ الِاخْتِلَاف وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي بَاب إِدْرِيس حَتَّى ظَهرت بمستوى أَي عَلَوْت فِيهِ أَو علوته كَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة أبي ذَر وَعند النَّسَفِيّ وعبدوس والأصيلي والباقين لمستوى بِاللَّامِ وَفِي حَدِيث بني إِسْرَائِيل انْقَطَعت بِي الحبال كَذَا للأصيلي وَلأبي ذَر بِهِ وَعند الْقَابِسِيّ وَابْن السكن فِي فِي الْحَرْف الأول وَعند جَمِيعهم فِي الثَّانِي بِي وَبِه لَا غير وَقَوله وَقضي بسلبه لعَمْرو بن الجموح كَذَا للكافة وَعند الصَّدَفِي فِي مُسلم وَقضي سلبه بِسُقُوط الْبَاء يَعْنِي أمضي وَفصل وَقَوله أَنْت زاني بحليلة جَارك كَذَا جَاءَ فِي تَفْسِير الْفرْقَان وَغير مَوضِع وَفِي غَيره حَلِيلَة جَارك وَاخْتلف الروَاة على البُخَارِيّ فِيهِ فِي مَوَاضِع وَالْبَاء زَائِدَة وَفِي حَدِيث الصِّرَاط تجْرِي بهم بأعمالهم كَذَا عِنْد العذري والسمرقندي وَرِوَايَة الجلودي وَالْبَاء هُنَا زَائِدَة وسقوطها الصَّوَاب كَمَا فِي رِوَايَة البَاقِينَ تجْرِي بهم أَعْمَالهم وَفِي قصَّة دَاوُد فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وواجد بِي يَعْنِي قُوَّة أَي فِي كَذَا أَو بِمَعْنى من أَي منى كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند الْأصيلِيّ فِيهَا الْوَجْهَانِ مَعًا الْبَاء وَالنُّون أَي أجدني أقوى على أَكثر من ذَلِك فَحذف لدلَالَة اللَّفْظ عَلَيْهِ لكنه لَا يسْتَقلّ اللَّفْظ على قَول مسعر يَعْنِي قُوَّة وَلَو قَالَ قَوِيا كَانَ أليق وَفِي التَّوْبَة من رجل نزل منزلا وَبِه مهلكة كَذَا لرواة البُخَارِيّ كلهم هُنَا وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا فِي مُسلم من رجل فِي أَرض دوية مهلكة وَقد جعل الشَّافِعِي الْبَاء للتَّبْعِيض فِي قَوْله وامسحوا برؤوسكم وَقَوله وَمسح بِرَأْسِهِ وَهُوَ عِنْد الْمُحَقِّقين من النُّحَاة والأصوليين وَالْفُقَهَاء غير مُسلم من جِهَة اللَّفْظ وَلَا حجَّة فِي قَوْلهم مسحت بِالْأَرْضِ لَان التَّبْعِيض هُنَا لم يفهم من اللَّفْظ وَمُقْتَضى الْبَاء لَكِن من ضَرُورَة الْحَال وَعدم الْقُدْرَة على الْعُمُوم وإمكانه فِي جَمِيع الأَرْض فَيجب حمل مُقْتَضى الْبَاء على الْعُمُوم إِلَّا مَا منع مِنْهُ عدم الْإِمْكَان وَقَوله وَرجل أعْطى بِي ثمَّ غدر أَي بِالْحلف بِي أَو الْعَهْد بحقي وَفِي الْقِرَاءَة فِي الْمغرب فِي حَدِيث يحيى بن يحيى سَمِعت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقْرَأ بِالطورِ فِي الْمغرب كَذَا لكافتهم وَعند ابْن عِيسَى فِي أَصله فِي الطّور وَالْمَعْرُوف

فصل الخلاف والوهم

الأول لَكِن إِن صَحَّ ذَلِك فَيدل على أَنَّهَا لم تسمعه يقرا جَمِيعهَا (الْبَاء مَعَ الْهمزَة وَالْألف) (ب أَب) قَوْله يَا بابوس من أَبوك بباء وَاحِدَة فيهمَا وَآخره سين مُهْملَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الصَّبِي الرَّضِيع وَولد النَّاقة أَيْضا وَقَالَ صَاحب جَامع اللُّغَة ولد كل شَيْء فِي صغره بابوس وَقيل الْكَلِمَة لَيست بعربية وَقيل هِيَ عَرَبِيَّة وَقد جَاءَ مَعْنَاهَا مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر من أَبوك يَا غُلَام وَقَالَ الداوودي هُوَ اسْم وَلَدهَا وَقد رُوِيَ أَنه سَأَلَهُ وَهُوَ فِي بَطنهَا وَهَذَا يدل على أَنه غير اسْمه (ب أت) قَوْله عَلَيْكُم بِالْبَاءَةِ مَمْدُود مَهْمُوز آخِره تَاء وَيُقَال بِالْمدِّ بِغَيْر تَاء وَيُقَال أَيْضا ألباه بِالْقصرِ والها والباهة بتاء بعد الْبَهَاء هُوَ النِّكَاح وَيُسمى بِهِ الْجِمَاع وَأَصله أَن من تزوج تبوأ لنَفسِهِ وزوجه بَيْتا فعلى هَذَا أَصله من الْوَاو لَا من المهموز الْأَصْلِيّ (ب أر) قَوْله لم يبتئر عِنْد الله خيرا آخِره رَاء للْجَمَاعَة وَفِي رِوَايَة أُخْرَى يبتهر بِالْهَاءِ مَكَان الْهمزَة بَدَلا مِنْهَا وَفِي حَدِيث آخر مَا ابتار وَكَذَا ذكره مُسلم وَفَسرهُ فِي الحَدِيث لم يدّخر وَفِي رِوَايَة عَن مُسلم مَا امتار بِالْمِيم بَدَلا من الْبَاء وَسَيَأْتِي الْكَلَام على هَذَا مستوعبا بعد هَذَا وَمَا فِيهِ من تَغْيِير وتصحيف إِن شَاءَ الله قَوْله البير جَبَّار يهمز وَلَا يهمز وَالْأَصْل الْهَمْز وَجَمعهَا بيار وأبور وآبار قيل مَعْنَاهَا البير الْقَرِيبَة وَقيل مَا حفره الرجل حَيْثُ يجوز لَهُ فَمَا هلك فِيهَا فَهُوَ هدر لَا تبعة فِيهِ على حافر البير أَو عامرها (ب اس) وَقَوله فِي صفة أهل الْجنَّة لَا يباس وَلَا يباسوا بِسُكُون الْبَاء وَفتح الْهمزَة أَي لَا يُصِيبهُ بأساء وَهِي الشدَّة فِي الْحَال وتغيره والابتلاء وَنقص المَال وَهُوَ الْبُؤْس والبؤس والبأس وَمِنْه هَل رَأَيْت بوساقط ينون وَلَا ينون وَالرِّوَايَة بِالتَّنْوِينِ وَفِي الحَدِيث اذْهَبْ الْبَأْس رب النَّاس الْبَأْس شدَّة الْمَرَض والبأس أَيْضا الْحَرْب وَمِنْه كُنَّا إِذا أَحْمَر الْبَأْس وَأَن لَا يَجْعَل بأسهم بَينهم وَمِنْه لَكِن الْبَأْس سعد بن خَوْلَة وَمِنْه بؤس ابْن سميَّة أَي يبوسه وَمَا يلقاه وَشدَّة حَاله وَقَول عمر عَسى الغويرا بؤسا جمع بَأْس هُوَ مثل ضربه أَي إياك أَن يكون وَرَاء هَذَا الظَّاهِر بَاطِن سوء وَيَأْتِي تَفْسِيره فِي حرف الْغَيْن بأشبع من هَذَا ونصبا بؤسا على إِضْمَار فعل أَي يحدث أبوسا أَو تسبب أبوسا (ب اق) وَقَوله من لَا يَأْمَن جَاره بوائقه أَي غوائله ومضاره فصل الْخلاف وَالوهم قَوْله لم يبتئر عِنْد الله خيرا كَذَا رِوَايَة الكافة بِتَقْدِيم الْبَاء أَولا ساكنه وَفتح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بعد وهمزة مكسوره ثمَّ رَاء وَفِي رِوَايَة ابْن أَسد عَن ابْن السكن لم يأتبر بِتَقْدِيم الْهمزَة ثمَّ التَّاء بِاثْنَتَيْنِ بعْدهَا ثمَّ الْبَاء بِوَاحِدَة وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى وَاحِد وَمَعْنَاهُ لم يقدم خيرا وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث عِنْد البُخَارِيّ لم يدّخر يُقَال بارت الشَّيْء وابتارته وابترته إِذا ادخرته وخبأته وَمِنْه قيل للحفرة البروة وَوَقع فِي كتاب التَّوْحِيد من كتاب البُخَارِيّ للمروزي لم يبتئر أَو يبتئز بِالشَّكِّ فِي الزَّاي وَالرَّاء فَقَط وللجرجاني أَو ينبتز بالنُّون وَالزَّاي وَكِلَاهُمَا غير صَحِيح إِلَّا لوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين وَقد روى هَذَا الْحَرْف بعض أهل الحَدِيث فِي غير الصَّحِيحَيْنِ يبتهر بَدَلا من الْهمزَة وَبَعْضهمْ مَا أمتار بِالْمِيم بَدَلا من الْبَاء وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى الْأَوَّلين وَقَوله فِي بَاب قتال الَّذين ينتعلون الشّعْر وَهُوَ هَذَا البارز وَقَالَ سُفْيَان مرّة وهم أهل البارز كَذَا قَيده للأصيلي بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي وَفتحهَا وَوَافَقَهُ على ذَلِك أَكثر الروَاة ابْن السكن وَغَيره إِلَّا أَنهم ضبطوه بِكَسْر الرَّاء وَقَيده كَذَا بَعضهم قَالَ الْقَابِسِيّ يَعْنِي البارزون لقِتَال الْإِسْلَام أَي الظاهرون

(ب ب ن)

وَقَيده أَبُو ذَر فِي اللَّفْظ الآخر البازر بِتَقْدِيم الزَّاي مَفْتُوحَة فِي حَدِيث أدام أهل الْجنَّة قَالَ بِاللَّامِ وَنون بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وَلَام مُخَفّفَة وَآخره مِيم كَذَا جَاءَ من جَمِيع الرِّوَايَات إِلَّا أَنه جَاءَ للمروزي فِي كتاب الرَّقَائِق بِاللَّامِ بِنصب اللامين وَالْمَعْرُوف بِاللَّامِ كَمَا قُلْنَا قبل وَفَسرهُ فِي الحَدِيث بالثور وَالنُّون بالحوت فَأَما النُّون فمعروف فِي كَلَام الْعَرَب وَفِي كتاب الله تَعَالَى وَأما بَالَام فَلَيْسَتْ هَذِه الْكَلِمَة بعربية وَالله أعلم وَلَا ذكرهَا أحد عَن لِسَان الْعَرَب وَوجدت هَذَا الْحَرْف فِي هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصر الْحميدِي قَالَ باللاي بباء الإلزاق الْمَكْسُورَة وَلَام مُشَدّدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا همزَة مَفْتُوحَة واللاي فِي كَلَام الْعَرَب الثور الوحشي على وزن اللمي وَمَا أعلم من رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا مَا رَأَيْته فَإِن كَانَ إصلاحا مِمَّا ظَنّه مُصحفا فقد بقيت لنا زِيَادَة الْمِيم من بِاللَّامِ إِلَّا أَن يَقُول أَنَّهَا صحفت من الْيَاء الْمَقْصُورَة من اللاي وَذكر الْخطابِيّ فِي شَرحه هَذَا الْحَرْف على مَا رَوَاهُ النَّاس وَقَالَ لَعَلَّ الْيَهُودِيّ أَرَادَ التعمية فَقطع الهجاء وَقدم أحد الحرفين وَإِنَّمَا الْمرتبَة لَام يإهجاء لاي على وزن لعى أَي ثَوْر فصحف فِيهِ الرَّاوِي فَقَالَ بِاللَّامِ يُرِيد بِالْبَاء وَإِنَّمَا هُوَ بَالَام بِحرف الْعلَّة قَالَ هَذَا أقرب مَا يَقع لي فِيهِ إِلَّا أَن يكون عبر عَنهُ بِلِسَانِهِ وَيكون ذَلِك فِي لسانهم يلا وَأكْثر العبراينة فِيمَا يَقُولُونَهُ مقلوب على لِسَان الْعَرَب بِتَقْدِيم الْحُرُوف وتأخيرها وَقد قيل أَن العبران هُوَ العربان فقدموا الْبَاء وأخروا الرَّاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وكل هَذَا مَعَ مَا فِيهِ من التحكم والتكلف غير مُسلم لِأَن هجاء اللاي لَام وَألف ويالا لَام يَا كَمَا قَالَ وَأولى مَا يُقَال فِي ذَلِك أَن تقْرَأ الْكَلِمَة على وَجههَا وَتَكون كلمة عبرانية أَلا ترى كَيفَ سَأَلُوا الْيَهُودِيّ عَن تَفْسِيرهَا لما ذكرهَا وَلَو كَانَت كَمَا قَالَ الْحميدِي لما سَأَلُوهُ ولعرفت الصَّحَابَة الْكَلِمَة لِأَنَّهَا عَرَبِيَّة وَفِي حَدِيث الدَّجَّال وَفتح قسطنطينة إِذْ سمعُوا ببأس هُوَ أكبر من ذَلِك كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَبَعض طرق ابْن ماهان بِالْبَاء بِوَاحِدَة فِي الحرفين أَي بِشدَّة وَعند العذري بنأس بالنُّون أَكثر بالثاء الْمُثَلَّثَة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل آخر الحديب وَبِقَوْلِهِ فيأتيهم الصَّرِيخ أَن الدَّجَّال قد خرج فَهُوَ تَفْسِير الْبَأْس إِلَّا كبر الْمَذْكُور الْبَاء مَعَ الْبَاء (ب ب ن) لم يلتق حرفان من جنس وَاحِد فِي صدر كلمة فِي لِسَان الْعَرَب الْمَحْض عِنْد أهل الْعَرَبيَّة وَقد جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ قَول عمر لَوْلَا أَن أترك آخر النَّاس ببانا لَيْسَ لَهُم شَيْء وَقَوله فِي تَسْوِيَة الْعَطاء حَتَّى يَكُونُوا ببانا وَاحِدًا أَوله با آن بِوَاحِدَة مفتوحتان ثانيتهما مُشَدّدَة وَآخره نون وَفَسرهُ ابْن مهْدي فِيهِ أَي شَيْئا وَاحِدًا وَقَالَ غَيره مَعْنَاهُ الْجمع كَقَوْلِه ببان فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي جمَاعَة وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وَأنْكرهُ أَبُو عبيد وَقَالَ لَا أَحْسبهُ عَرَبيا وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب ببان وَالصَّحِيح بَيَان الثَّانِيَة يأنتين تحتهَا أَي لاسوين بَينهم حَتَّى لَا يكون لأحد فضل على أحد قَالَ وَيُقَال لمن لَا يعرف هيان بن بَيَان ورد الْأَزْهَرِي قَول أبي سعيد وَصحح الرِّوَايَة كَمَا جَاءَت وَقَالَ كَأَنَّهَا لُغَة يَمَانِية لم فِي كَلَام معد وَصحح اللَّفْظَة أَيْضا صَاحب الْعين وَقَالَ مِمَّا ضوعفت حُرُوفه هم على بَيَان وَاحِد أَي طَريقَة وَاحِدَة وَقَالَ الطَّبَرِيّ هُوَ العدوم الَّذِي لَا شَيْء لَهُ فَمَعْنَاه أتركهم سَوَاء فِي الْحَاجة على قَوْله وَاخْتلف هَل النُّون فِيهِ زَائِدَة ووزنه فعلان أَو أَصْلِيَّة وَزنه فعال الْبَاء مَعَ التَّاء (ب ت ت) قَوْله نهى عَنْهَا الْبَتَّةَ وَبت طَلَاقي أَي قطع وابتوا نِكَاح النِّسَاء أَي قطعُوا الْعَمَل بذلك وَصدقَة

فصل الاختلاف والوهم

بته مَعْنَاهُ قطعا وفصلا يُقَال مِنْهُ بت وابت وَكَذَلِكَ أَيْضا معنى قَوْله بتلة أَي قطعا وَمِنْه لَا صِيَام لمن لم يبت الصّيام أَي يبيته من اللَّيْل وَيقطع نِيَّته عَلَيْهِ (ب ت ر) قَوْله اقْتُلُوا الأبتر أَصله الْقصير الذَّنب وفسروه فِي هَذَا الحَدِيث الأفعى وَقَالَ ابْن شُمَيْل صنف من الْحَيَّات أَزْرَق مَقْطُوع الذَّنب لَا تنظر إِلَيْهِ حَامِل إِلَّا أَلْقَت مَا فِي بَطنهَا (ب ت ل) وَقَوله رد على عُثْمَان بن مطعون التبتل أَي ترك النِّكَاح والانقطاع عَنهُ بِدَلِيل قَوْله وَلَو أذن لنا لاختصينا وَمِنْه صَدَقَة بتة بتلة وَكله من نَحْو مَا تقدم وَسميت مَرْيَم البتول لانقطاعها عَن الْأزْوَاج وَفَاطِمَة البتول لانقطاعها عَن الإمثال وَقيل عَن الْأزْوَاج إِلَّا عَن عَليّ (ب ت ع) البتع بِكَسْر الْبَاء بِوَاحِدَة وَسُكُون للتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَقد ذكر أهل اللُّغَة فِيهِ فتح التَّاء أَيْضا وَلم يَخْتَلِفُوا فِي كسر الْبَاء قبلهَا هُوَ شراب الْعَسَل وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث الدعْوَة قبل الْقِتَال وَذكر حَدِيث يحيى بن يحيى التَّمِيمِي فِي سبى بِي المصطلق وخبرجويريه بنت الْحَرْث وَفِيه قَالَ يحيى أَحْسبهُ قَالَ جوَيْرِية أَو الْبَتَّةَ ابْنة الْحَرْث كَذَا قيدنَا هَذَا الْحَرْف فِي كتاب مُسلم عَن جَمِيعهم الْبَتَّةَ بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مُشَدّدَة وَرَأَيْت أَبَا عبد الله بن أبي نصر الْحميدِي فِي مُخْتَصره ضَبطه اليته بِكَسْر اللَّام بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تجتها كَأَنَّهُ اسْم آخر شكّ فِيهِ وَفِي جوَيْرِية وَهُوَ تَصْحِيف لَا شكّ فِيهِ إِذْ هَذَا الِاسْم مِمَّا لم يعرف وَلَا سمع بِهِ فِيمَن سبى من بني المصطلق وَإِنَّمَا لحق يحيى شكّ فِي سَمَاعه نسب جوَيْرِية فَقَالَ أَحْسبهُ قَالَ ذَلِك ثمَّ غلب على ظَنّه قَوْله فَقَالَ أَو هِيَ الْبَتَّةَ أَي أقطع أَنه قَالَه وَإِنَّمَا توقعه تشكك مِنْهُ وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بعد من الطَّرِيق الآخر عَن غَيره وَقَالَ جوَيْرِية بنت الْحَرْث وَلم يشك وَكَانَ يحيى بن يحيى لِكَثْرَة تورعه وخوفه يتَوَقَّف فِي الحَدِيث كثيرا وَيذكر الشَّك فِيهِ حَتَّى كَانُوا يلقبونه بالشكاك لذَلِك وَمثل هَذَا قَول يحيى بن يحيى أَيْضا فِيهِ فِي آخر حَدِيث الصَّلَاة بعد الْجُمُعَة أَظُنهُ قَرَأت فَيصَلي أَو الْبَتَّةَ أَي شكّ هَل قَرَأَ فَيصَلي ثمَّ غلب يقينه فَقَالَ أَو الْبَتَّةَ أَي لَا أَشك بل أَبَت أَنِّي قرأته وفيمن أعتق شركا لَهُ فِي عبد فِي الْمُوَطَّأ قَالَ لسواهم ابتدءوا الْعتَاقَة وَلَا ابتوها بتاء بِاثْنَتَيْنِ كَذَا لبَعض الروَاة وَرَوَاهُ أَكْثَرهم أثبتوها من الثَّبَات وَرَوَاهُ آخَرُونَ انشؤوها أَي ابتدءوها وَكَذَا الابْن عبد الْبر وَسَقَطت الْكَلِمَة كلهَا من رِوَايَة ابْن بكير فِي حَدِيث جَابر فِي ذكر الأقراص فوضعن على بتي بباء مَفْتُوحَة بِوَاحِدَة وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَكْسُورَة مُشَدّدَة وياء مُشَدّدَة كياء النّسَب كَذَا ضبطناه على القَاضِي أبي عَليّ وَأبي بَحر بن العَاصِي وَكَانَ فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر مثله وَفِي أَصله بني بِضَم الْبَاء أَولا وَبعدهَا نون مَكْسُورَة مُشَدّدَة أَيْضا وكتبنا عَنهُ عَلَيْهِ عَلامَة الطَّبَرِيّ قَالَ ابْن وضاح وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ وَهُوَ طبق أَو مائدة من خوص أَو حلفاء والبت كسَاء غليظ من وبر أَو صوف وَفِي الْعين الْبَتّ ضرب من الطيالسة وَوَقع فِي بعض النّسخ على نَبِي بِتَقْدِيم النُّون الْمَفْتُوحَة وباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة مُخَفّفَة وَآخره يَاء مُشَدّدَة وَكَذَا أصلحها الفاضي أَبُو الْوَلِيد الوقشي وَفَسرهُ بِأَنَّهُ طبق من خوص وَقَالَ ثَعْلَب النفية والنفية شَيْء مدور من خوص وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة النبيه وَقَالَ كرَاع هُوَ كالسفرة وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ طبق عريض للطعام وَعند ابْن الْحذاء على شَيْء فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة فَإِن بانونا بباء بِوَاحِدَة أَولا كَذَا لِابْنِ السكن

فصل الاختلاف والوهم

أَي قاطعونا وللكافة يَأْتُونَا بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من المجئ وَهُوَ أظهر وَتقدم فِي حرف الْهمزَة فِي تَفْسِير الوصيلة النَّاقة الْبكر تبكر فِي أول النِّتَاج ثمَّ تثني بعد بأنثى وَكَانُوا يسيبونها لطواغيتهم إِن وصلت إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى لَيْسَ بَينهمَا ذكر كَذَا لَهُم بِالْبَاء من التبكير والسبق وَعند الْجِرْجَانِيّ تذكر بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة سَاكِنة أَي تَلد ذكرا أَو هُوَ خطأ على مَا وصل بِهِ الْكَلَام وَفسّر بِهِ الوصيلة وَأما على تَفْسِير غَيره وَمذهب قَتَادَة وَمَا ذكره ابْن الْأَنْبَارِي فَلهُ وَجه الْبَاء مَعَ الثَّاء (ب ث ث) قَوْله بثوا أَي فرقوا وَفِي الحَدِيث لَا أبث خَبره أَي لَا أظهره وأنشره وَلَا تبث حديثنا تثبيثا ويروي تنت بالنُّون فِي غَيرهَا لَكِن عِنْد الْمُسْتَمْلِي هُنَا تنثيثا فِي الْمصدر وَمَعْنَاهُ متقاب أَي لَا تخرجه وتذيعه وَمِنْه وبثها فِيكُم أَي أشاعها ونشرها بثثت الْخَبَر وابثثته أَي أذعته وَفِيه وَلَا يولج الْكَفّ ليعلم البث أصل البث الْحزن قَالَ الله تَعَالَى) إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله (وإرادت الْمَرْأَة بالبث هُنَا على قَول أبي عُبَيْدَة دَاء كَانَ بجسدها أَو عيب تكره اطِّلَاعه عَلَيْهِ ويحزنها فَكَانَ لَا يدْخل يَده هُنَاكَ وَلَا يكشفه تصفه بِالْكَرمِ هَذَا قَول أبي عبيد وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي بل ذمت زَوجهَا بِأَنَّهُ لَا يضاجعها كَمَا قَالَت أإذا رقد التف وألبث هُنَا حبها إِيَّاه وَقَالَ غَيرهمَا أَرَادَت أَنه لَا يتفقد أموري ومصالحي كَمَا يُقَال فلَان لَا يدْخل يَده فِي هَذَا الْأَمر وَقَوله حضرني بثي أَي حزني الشَّديد (ب ث ق) قَوْله فانبثق المَاء أَي انفجر يُقَال مِنْهُ بثق وانبثق والبثق بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا وَسُكُون الثَّاء الْموضع الَّذِي يخرج مِنْهُ المَاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي تَفْسِير سُورَة سبأ العرم مَاء أَحْمَر أرْسلهُ الله فِي السد فشقه كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر فبثقه وَهُوَ الْوَجْه بثقت النَّهر إِذا كَسرته لتصرفه عَن طَرِيقه الْبَاء مَعَ الْجِيم (ب ج ح) قَوْله بجحني فبجحت إِلَى نَفسِي مشدد الْجِيم فِي الْكَلِمَة الأولى وَبِفَتْحِهَا وَكسرهَا مَعًا فِي الثَّانِيَة أَي فرحني فَفَرِحت وَقيل عظمني فعظمت عِنْدِي نَفسِي قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي وَحكى بجحني بِالتَّخْفِيفِ أَيْضا بِمَعْنى (ب ج ر) قَوْله عُجَره وبجره بِضَم الْبَاء وَالْعين وَفتح الْجِيم أَصله الْعُرُوق المنعقدة فِي الْبَطن خَاصَّة والعجر فِي الظّهْر وَسَائِر الْجَسَد وَالْمرَاد بذلك الهموم وَالْأَحْزَان وَقيل الْإِسْرَار وَقيل المعائب وَقيل الدَّوَاهِي (ب ج ل) قَوْله فَقطعُوا أبجله الإيحلان عرقان فِي الْيَد وهما عرقا الأكحل من لدن الْمنْكب إِلَى الْكَفّ وَإِلَّا كحل مَا بدا مِنْهُ من مابض الدراع إِلَى المفصد وَقيل إِلَّا كحل من النَّاس والأبجل من الدَّوَابّ وَهَذَا الحَدِيث يرد عَلَيْهِ (ب ج س) قَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فانبجست مِنْهُ بباء بِوَاحِدَة بعد النُّون ثمَّ الْجِيم وسين مُهْملَة كذ لِابْنِ السكن والحموي وَأبي الْهَيْثَم وَعند الْأصيلِيّ فانبخست مِنْهُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَكَذَا لأبي الْحسن الْقَابِسِيّ والنسفي وَالْمُسْتَمْلِي قَالَ بَعضهم وَصَوَابه فانخنست بنونين اثْنَتَيْنِ بَينهمَا خاء مُعْجمَة أَي انقبضت عَنهُ وتأخرت وَأما انبجست بِالْبَاء وَالْجِيم فَمن الا نفجار وانبخست بِالْبَاء وَالْخَاء من النَّقْص أَو الظُّلم وَهُوَ بعيد الْمَعْنى من هَذَا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَكِن قد يُمكن أَن يتَخَرَّج لرِوَايَة الْجِيم وَجه من قَوْلهم بجس الشَّيْء إِذا شقَّه وانبجس هُوَ فِي ذَاته قَالُوا وَلَكِن لَا يسْتَعْمل ذَلِك إِلَّا مَعَ خُرُوج مَائِع مِنْهُ فَكَانَ انْفِصَاله مِنْهُ من هَذَا وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فانسللت مِنْهُ الْبَاء مَعَ الْحَاء (ب ح ت) قَوْله

فصل الاختلاف والوهم

اختضب عمر بِالْحِنَّاءِ بحتا بِسُكُون الْحَاء أَي خَالِصا (ب ح ث) قَوْله فبحث بعقبه أَي حفر التُّرَاب واستخرجه (ب ح ح) قَوْله وأخذته بحة بِضَم الْبَاء كَذَا ضبطناه وَهُوَ عدم جهارة الصَّوْت وحدته وَهُوَ البحح (ب ح ر) فِي حَدِيث ابْن أبي لقد اصْطلحَ أهل هَذِه البحرة بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الْحَاء وَيُقَال الْبحيرَة أَيْضا بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْحَاء وَيُقَال الْبحيرَة على التصغير يَعْنِي المدنية والبحرة الأَرْض والبلد قَالَ لي ابْن سراج وَيُقَال أَيْضا الْبحيرَة بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْحَاء وَالْعرب تسمي الْقرى الْبحار وَقد قيل أَنه المُرَاد بقوله تَعَالَى) ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر (أَنَّهَا الْأَمْصَار وَقيل هُوَ على وَجهه وَفِي الحَدِيث الآخر اعْمَلْ من وَرَاء هَذِه الْبحار أَي الْبِلَاد وَفِي الحَدِيث الآخر وَكتب لَهُم ببحرهم أَي ببلدهم وَقَالَ الْحَرْبِيّ البحرة دون الْوَادي وَأعظم من التلعة وَقَالَ الطَّبَرِيّ كل قَرْيَة لَهَا نهر جَار أَو مَاء نَافِع فالعرب تسميها بحرا وَقَوله فِي الْفرس إِن وَجَدْنَاهُ لبحر الْبَحْر الْفرس الْكثير الْعَدو وَقَوله الْبحيرَة الَّتِي يمْنَع درها للطواغيت فَلَا تحلب سميت بحيرة لأَنهم بحروا آذانها أَي شقوها بنصفين وَهِي النَّاقة إِذْ أنتجت خَمْسَة أبطن فَكَانَ آخرهَا ذكرا شَقوا أذناها وَلم يذبحوها وَلم يركبهَا أحد وَلم تطرد عَن مَاء وَلَا مرعى وَقيل بل إِذا ولدت خَمْسَة أبطن فَإِن كَانَ الْخَامِس ذكرا أكله الرِّجَال دون النِّسَاء وَإِن كَانَت أُنْثَى بحروا أذناها وَلم يشرب لَبنهَا وَلم تركب وَإِن كَانَت ميتَة اشْترك فِيهَا الرِّجَال وَالنِّسَاء وَقيل كَانَت حَرَامًا على النِّسَاء فَإِذا مَاتَت حلت للنِّسَاء وَقيل الْبحيرَة بنت السائبة يشق أذنها وتترك مَعَ أمهَا لَا ينْتَفع بهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر فِي تَفْسِير سُورَة الْكَهْف فَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر كَذَا لَهُم كَمَا جَاءَ فِي كتاب الله وَعند الْأصيلِيّ فِي الْحَرْب هَكَذَا مهملا وَهُوَ تَصْحِيف وَفِي بَاب خرص الثَّمر وَكتب لَهُ ببحرهم كَذَا للكافة هُنَا كَمَا جَاءَ فِي غَيره وَحكي فِي كتاب عَبدُوس عَن ابْن السكن أَن رِوَايَته بنجربنون وجيم وَهُوَ وهم وَفِي بَاب فضل المنحة فِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف فاعمل من وَرَاء الْبحار كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَقد ذَكرْنَاهُ وَعند أبي الْهَيْثَم التُّجَّار بِالتَّاءِ وَهُوَ وهم قَبِيح (الْبَاء مَعَ الْخَاء) (ب خَ ب خَ) قَوْله بخ بخ يُقَال بِإِسْكَان الْخَاء فيهمَا وبكسرها فيهمَا دون التَّنْوِين وبالكسر مَعَ التَّنْوِين وبالتشديد أَيْضا وَالضَّم والتنوين قَالَ الْخطابِيّ وَالِاخْتِيَار إِذا كررت تَنْوِين الأولى وتسكين الثَّانِيَة قَالَ الْخَلِيل يُقَال ذَلِك للشَّيْء إِذا رضيته وَقيل لتعظيم الْأَمر فَمن سكن شبهها بهل وبل وَمن كسرهَا ونونها أجراها مجْرى صه ومه وَشبههَا من الْأَصْوَات (ب خَ ت) قَوْله كأسنمة البخت هِيَ إبل غِلَاظ ذَات سنَامَيْنِ (ب خَ س) البخس النُّقْصَان. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الزَّكَاة ذكر الْإِبِل العراب وَالْبخْت بِسُكُون الْخَاء وَضم الْبَاء كَذَا عِنْد أَكْثَرهم فِي هَذَا الْبَاب كُله فِي الْمُوَطَّأ وَعند ابْن وضاح النجب بنُون وجيم مضمومتين قَالَ بَعضهم وَالصَّوَاب هُنَا الأول بِالْخَاءِ بعكس مَا تقدم وَفِي الْهدى فِي قَوْله إِحْدَاهمَا نجيبة بالنُّون وَالْجِيم لِلْجُمْهُورِ وَلابْن وضاح بُخْتِيَّة بِالْخَاءِ بعد الْيَاء مثل مَا قَالُوا فِي الأول وَرِوَايَة الكافة أشبه وَأولى وَإِن كَانَ مَا قَالَ ابْن وضاح صَحِيحا فِي الْمَعْنى وَاللَّفْظ وَالْبخْت بِالْبَاء وَالْخَاء قد فسرناه والنجب بِالْجِيم وَالنُّون إبل السّير والرحائل (الْبَاء مَعَ الدَّال) (ب د أ) قَوْله بَاب

(ب د د)

كَيفَ كَانَ بَدْء الْوَحْي روينَاهُ مهموزا من الِابْتِدَاء وَرَوَاهُ بَعضهم غير مَهْمُوز من الظُّهُور قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج والهمز أحسن لِأَنَّهُ يجمع الْمَعْنيين مَعًا وَأَحَادِيث الْبَاب تدل على الْوَجْهَيْنِ لِأَن فِيهِ بَيَان كَيفَ يَأْتِيهِ وَيظْهر عَلَيْهِ وَفِيه ابْتِدَاء حَاله فِيهِ وَأول مَا ابتدئ بِهِ مِنْهُ وَقَوله بَات رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذِي الحليفة مبدأه بِفَتْح الْمِيم وَضمّهَا وهمز الْألف أَي ابْتِدَاء خُرُوجه وشروعه فِي سَفَره وَقَوله وعدتم من حَيْثُ بدأتم قيل أَي إِلَى سَابق علم الله من أَنكُمْ تسلمون والمبديء المعيد من أَسمَاء الله تَعَالَى لِأَنَّهُ ابْتَدَأَ خلق الْمَخْلُوقَات وَهُوَ يُعِيدهَا بعد فنائها يُقَال مِنْهُ بَدَأَ وأبدأ وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر فَانْطَلق إِلَى أحدهم بادئ الرَّأْي قَالَ الله تَعَالَى / وَمَا نرَاك أتبعك إِلَّا الَّذين هم أراذلنا بادئ الرَّأْي / فَمن همز فَمَعْنَاه ابْتِدَاء الرَّأْي وأوله وَفِي هَذَا الحَدِيث أَي ابْتِدَاء ومسارعة دون روية وَمن لم يهمز فَمَعْنَاه فِي الْآيَة ظَاهر الرَّأْي وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث أَي ظهر لَهُ قَتله من البدء مَقْصُور وَهُوَ ظُهُور رَأْي بعد آخر وَقد يمد البدء أَيْضا قَوْله فكدت أَن إِن أباديه يالباء أَي أسابقه بالْكلَام وابتدى بِهِ قبله مثل أبادره (ب د د) وَقَوله فابده بَصَره قَالَ الْحَرْبِيّ أمده وَقَالَ القتبي أَبَد مَعْنَاهُ مد وَقيل طول وَفَسرهُ الطَّبَرِيّ بِمَعْنى رَفعه إِلَيْهِ وَقَوله يبدون أَعْمَالهم قبل أهوائهم كَذَا ضبطناه عَن جَمِيعهم بِضَم الدَّال مُشَدّدَة وَحَقِيقَة هَذِه اللَّفْظَة كسر الدَّال والهمز وَكَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات لِأَنَّهُ من التبدية لكنه سهل وَنقل ضمة الْهمزَة لما قبلهَا وَقد يَصح أَن يكون على الْوَجْه الأول من البداء وَهُوَ الظُّهُور أَي يظهرون ذَلِك ويشهرونه وَقَوله استبددت علينا أَي انْفَرَدت بِالْأَمر دُوننَا واختصصت بِهِ وَقَوله فبدد بَين أَصَابِعه أَي فرق وَقَوله لابد أَي لَا انفكاك مِنْهُ وَقيل لَا فِرَاق دونه (ب د ر) وَقَوله ترجف بوادره جمع بادرة وَهِي اللحمة بَين الْمنْكب والعنق وَجَاء فِي الحَدِيث الآخر فُؤَاده وَكَذَا جَاءَ للقابسي فِي التَّفْسِير وَلغيره بوادره وَقَوله بادرني عَبدِي بِنَفسِهِ وبدرتني بالْكلَام كُله من الْمُسَابقَة وَمِنْه قَوْلهم تبدر يَمِين أحدهم شَهَادَته أَي تسبق كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله بدر الطّرف نَبَاته عبارَة عَن سرعَة نَبَاته أَي سبق رَجَعَ الْعين وَصرف بصرها أَو حَرَكَة حسها على مَا نفسره فِي الطَّاء كَمَا قَالَ تَعَالَى) قبل أَن يرْتَد إِلَيْك طرفك (وَمِنْه فِي البصاق فِي المجسد فَإِن عجلت مِنْهُ بادرة فَلْيقل بِثَوْبِهِ هَكَذَا أَي اضْطر إِلَى بصقة أَو نخاعة تخرج مِنْهُ ويغلبه حَبسهَا (ب د ن) وَقَوله عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا بدن روينَاهُ بِضَم الدَّال مُخَفّفَة وَبِفَتْحِهَا مُشَدّدَة وَكَذَا قيدناه على القَاضِي الشَّهِيد وَأنكر ابْن دُرَيْد وَغير وَاحِد ضم الدَّال هُنَا لِأَن مَعْنَاهُ عظم بدنه وَكثر لَحْمه قَالُوا وَلَيْسَت هَذِه صفته عَلَيْهِ السَّلَام قَالُوا وَالصَّوَاب التثقيل لِأَنَّهُ بِمَعْنى أسن أَو ثقل من السن وَالْحجّة لصِحَّة الرِّوَايَتَيْنِ مَعًا مَا وَقع مُفَسرًا فِي حَدِيث عَائِشَة فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَلَمَّا أسن وَأَخذه اللَّحْم وَالْحجّة للرواية الأولى قَوْلهَا فِي الحَدِيث الآخر معتدل الْخلق بدن آخر زَمَانه وَالْحجّة للرواية الثَّانِيَة قَوْله حَتَّى إِذا كبر وَقَوله فِي حَدِيث ابْن أبي هَالة بادن متماسك أَي عَظِيم الْبدن مشتدة غير مترهل وَلَا خوار وَقَوله رجلا بادنا أَي سمينا عَظِيم الْبدن وفيهَا ذكر الْبَدنَة وَالْبدن وَهُوَ جمعهَا وَهِي مُخْتَصَّة بِالْإِبِلِ سميت بذلك مِمَّا تقدم لسمنها وَعظم جسمها (ب د ع) وَفِي الحَدِيث أبدع بِي فأحملني بِضَم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله قَالَ بَعضهم هَكَذَا اسْتعْملت الْعَرَب هَذِه اللَّفْظَة فِيمَن وقفت بِهِ

فصل الاختلاف والوهم

دَابَّته وَقَالَ غَيره أبدعت الركاب إِذا كلت وعطبت وَقيل لَا يكون ذَلِك إِلَّا بضلع وأبدعت بِهِ رَاحِلَته وَقد رَوَاهُ العذري بِغَيْر همزَة وَتَشْديد الدَّال وَالْمَعْرُوف رِوَايَة غَيره كَمَا ذَكرْنَاهُ وَفِي الحَدِيث الآخر كَيفَ أصنع بِمَا أبدع على مِنْهَا بِضَم الْهمزَة وَفِي الآخر فعيى بشأنها عَن أبدعت كَذَلِك بِضَم الْهمزَة على مَا تقدم وَكَانَ فِي أصل ابْن عِيسَى من رِوَايَة ابْن الْحذاء أبدعت بِفَتْحِهَا وَالْمَعْرُوف مَا تقدم وَقيل كل من عطبت بِهِ رَاحِلَته وَانْقطع فقد أبدع بِهِ وَقَوله نعمت الْبِدْعَة هَذِه كل مَا أحدث بعد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَهُوَ بِدعَة والبدعة فعل مَا لم يسْبق إِلَيْهِ فَمَا وَافق أصلا من السّنة يُقَاس عَلَيْهَا فَهُوَ مَحْمُود وَمَا خَالف أصُول السّنَن فَهُوَ ضَلَالَة وَمِنْه قَوْله كل بِدعَة ضَلَالَة (ب د و) قَوْله أذن لي فِي البد وبفتح الْبَاء وَأَنا رجل من أهل البدو وَذكر الْبَادِيَة غير مَهْمُوز كُله بَدَأَ الرجل ببدو وبدوا إِذا خرج إِلَى الْبَادِيَة ونزلها وَالِاسْم البداوة بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا هَذَا كَلَام أَكثر الْعَرَب غير مَهْمُوز وَقد حكى بَدَأَ بِالْهَمْز يَبْدُو فِي ذَلِك وَقَوله ثمَّ يَدْعُو بِمَا بدا لَهُ أَي ظهر وَمثله قَوْله ثمَّ بدا لي أَلا أَتزوّج وَثمّ بدا لإِبْرَاهِيم كُله مَقْصُور وَكَذَلِكَ ثمَّ بدا لأبي بكر فابتنى مَسْجِدا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث أَقرع وأبرص وأعمى بَدَأَ الله أَن يبتليهم كَذَا ضبطناه على متقني شُيُوخنَا مهموزا أَي ابْتَدَأَ الله ابتلاءهم يُقَال بَدَأَ يبْدَأ وابتدأ وأبدأ لعة أَيْضا وَكثير من شُيُوخ الْمُحدثين ورواة البُخَارِيّ يَرْوُونَهُ بدا مَقْصُورا وَهُوَ خطأ لِأَنَّهُ من البد أَو هُوَ الظُّهُور للشَّيْء بعد أَن لم يكن ظهر قبل وَذَلِكَ لَا يجوز على الله تَعَالَى إِذْ هُوَ الْمُحِيط علما بِمَا كَانَ وَمَا لم يكن كَيفَ يكون لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء فِي الأَرْض إِلَّا أَن يُرَاد باللفظة هُنَا معنى أَرَادَ على تجوز فِي اللَّفْظ وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة مُسلم أَرَادَ الله أَن يبتليهم وَأما قَوْله فِي حَدِيث عُثْمَان بدا لي أَلا أَتزوّج فَهَذَا بِمَعْنى ظهر لي مَا لم يظْهر وَهَذَا يَلِيق بالبشر وَإِن يرى رَأيا بعد أَن لم يره وَالِاسْم مِنْهُ البدء يمد وَيقصر وَالْمدّ أَكثر وَقَوله فَأتى ببدر فِيهِ خضرات من بقول وَفِي رِوَايَة فِيهِ بقل كَذَا هِيَ الرِّوَايَة الصَّحِيحَة بدر بِالْبَاء وَالدَّال أَي بطبق وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمد بن صَالح عَن ابْن وهب فِي حَدِيثه وَفَسرهُ بِمَا تقدم وَذكر البُخَارِيّ أَيْضا أَن ابْن عفير قَالَه عَن ابْن وهب بِقدر بِالْقَافِ وَذكر غَيره مثله عَن أبي الطَّاهِر وحرملة عَنهُ وَالْأول الصَّوَاب قَوْله خرجت بفرس طَلْحَة أبديه كَذَا رَوَاهُ بِالْبَاء بَعضهم عَن ابْن الْحذاء وَكَذَا قَالَه ابْن قُتَيْبَة أَي أخرجه إِلَى البدو وأبرزه إِلَى مَوضِع الكلاء وكل شَيْء أظهرته فقد أبديته وَرَوَاهُ سَائِرهمْ أندية بالنُّون وَالدَّال مُشَدّدَة وَهُوَ قَول أبي عبيد وَهُوَ أَن تورد الْمَاشِيَة المَاء فَتبقى قَلِيلا ثمَّ ترد إِلَى الرَّعْي سَاعَة ثمَّ ترد إِلَى المَاء وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فَنحر ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَة كَذَا لِابْنِ ماهان بالنُّون وَلغيره بِيَدِهِ بِالْيَاءِ وَالْأول الصَّوَاب وَبَقِيَّة الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَإِن كَانَا صحيحي الْمَعْنى وَفِي بَاب من لبس جُبَّة ضيقَة الكمين فَأخْرج يَده من تَحت بدنه كَذَا لَهُم وَالْبدن درع قَصِيرَة عِنْد أهل اللُّغَة وَالْمرَاد بهَا هُنَا غَيرهَا من الثِّيَاب كَمَا جَاءَ عِنْد ابْن السكن من تَحت جبته فِي غَزْوَة بدر قَول الْبَراء استصغرت أَنا وَابْن عمر يَوْم بدر كَذَا جَاءَ هُنَا وَفِي رِوَايَة ابْن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه عرض يَوْم أحد فَلم يجز قَالَ الْقَابِسِيّ هَذَا الصَّوَاب وأخباره عَن نَفسه أبين من حِكَايَة الْبَراء عَنهُ وَفِي كتاب الْحِيَل لقد كدت أَن أباديه بِالْبَاء وَقد ذَكرْنَاهُ وَعند النسفى وَأبي الْهَيْثَم أناديه

فصل الخلاف والوهم

بالنُّون وَكَذَلِكَ عِنْد ابْن الْحذاء وَالْوَجْه الأول وَفِي كتاب التَّفْسِير فاطر والبديع والمبدع والبادي والخالق وَاحِد كَذَا عِنْد أبي ذَر وَبَعْضهمْ وَعند أبي الْهَيْثَم والأصيلي وَآخَرين والباري وَاحِد بالراء وَهُوَ أشبه وَأَصَح إِن شَاءَ الله وَفِي الْفِدْيَة لما أَصَابَهُ الْمحرم من الطير والوحش فِي بَيْضَة النعامة عشر ثمن الْبَدنَة كَذَا ليحيى وَلابْن بكير عشر ثمن النعامة وَالصَّوَاب الأول وَقد يخرج معنى الثَّانِي وَيرد إِلَيْهِ أَي قيمَة النعامة فِي الْفِدْيَة وعد لَهَا وَذَلِكَ بَدَنَة فَعَلَيهِ عشرهَا لَا أَنه أَرَادَ قيمتهَا نعَامَة فَقَط الْبَاء مَعَ الذَّال (ب ذ أ) قَوْله كَانَت تبذو على أَهله أَي تفحش فِي القَوْل بذو يبذو بِضَم ثَانِيهمَا مثل كرم يكرم والمصدر بذاء بفتحهما مَمْدُود كَذَا قَيده القتبى وَقَالَهُ الهروى فِيمَا قرأناه على الْوَزير أبي الْحُسَيْن بذاء بِالْكَسْرِ ومباذاه وبذاءة وَكله مَهْمُوز وَرجل بذئ مَهْمُوز فَاحش القَوْل وَيُقَال فِيهِ بِذِي أَيْضا مشدد غير مَهْمُوز وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي الرث الْهَيْئَة وَهِي البذاذة أَيْضا (ب د خَ) قَوْله بذخا أَي أشرا وبطرا وكبرا (ب ذ ر) قَوْله فبذر أَي زرع وَالْبذْر مَا عزل من الْحُبُوب للزِّرَاعَة وأصل الْبذر النثر (ب ذ ل) قَوْله متبذلة أَي لابسة بذلة ثِيَابهَا وَهُوَ مَا يمتهن مِنْهَا فِي الْخدمَة والشغل غير متزينة وَلَا مهتبلة بِنَفسِهَا وَقَوله والمتباذلين فِي من الْبَذْل وَهُوَ الْعَطاء قيل مَعْنَاهُ بذل الرجل لصَاحبه مَا لَهُ إِذا احْتَاجَ إِلَيْهِ لحق أخوة الْإِسْلَام وَقد يحْتَمل بذل مَاله فِي سَبِيل الحير ووجوه الْبر وَالْأول أشهر لمساق الحَدِيث وللفظة المفاعلة (ب ذ ق) الباذق بِفَتْح الذَّال غير مَهْمُوز نوع من الْأَشْرِبَة وَهُوَ الطلا وَهُوَ الْعصير الْمَطْبُوخ فصل الْخلاف وَالوهم فِي بَاب حَدِيث كُنَّا نَعْرِف انْقِضَاء صَلَاة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالتَّكْبِيرِ نَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة نَا عمر وَقَالَ أَخْبرنِي بذا أَبُو معبد كَذَا لرواة ابْن سُفْيَان وَعند ابْن ماهان أَخْبرنِي جدي أَبُو معبد وَهُوَ وهم لَيْسَ لعَمْرو بن دِينَار جد يرْوى عَنهُ وَإِنَّمَا هُوَ مولى من الْأَبْنَاء وَأَبُو معبد هَذَا الَّذِي حدث عَنهُ هُوَ نَافِذ مولى ابْن عَبَّاس بفاء وذال مُعْجمَة الْبَاء مَعَ الرَّاء (ب ر أ) قَوْله حَتَّى بروا بِفَتْح الرَّاء أَي صحوا مَهْمُوز قَالَ ابْن دُرَيْد يهمز وَلَا يهمز وَفِي الحَدِيث الآخر أصبح بِحَمْد الله باريا وَفِي الحَدِيث الآخر فرقاه فبرأ ودعا لَهُ فبرأ كُله مِنْهُ يبرأ ويبر وَقَالَ ثَابت وَهَذَا فِي الحَدِيث على لُغَة أهل الْحجاز يَقُولُونَ برأت من الْمَرَض وَتَمِيم يَقُولُونَ بريت بِكَسْر الرَّاء وَحكى برو بِالضَّمِّ وبرى غير مَهْمُوز وَأما من الدّين وَغَيره فبالكسر لَا غير وَمِنْه فِي الحَدِيث بريت مِنْهُ الذِّمَّة وَأَنا برِئ من الصالقة وَأَنا أَبْرَأ إِلَى الله أَن يكون لي مِنْكُم خَلِيل وَقَول ابْن عمر أَنِّي برِئ مِنْهُم وهم بُرَآء مني يُقَال من هَذَا كُله برِئ بِكَسْر الرَّاء بِمَعْنى بنت عَنهُ وتخلصت مِنْهُ وَمِنْه الْبَرَاءَة فِي الطَّلَاق وَأَنت بَريَّة أَي مُنْفَصِلَة وَقَوله يَا خير الْبَريَّة يهمز أَيْضا وَلَا يهمز وَأَصله الْهَمْز وَقد قرئَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي كتاب الله وَأكْثر الْعَرَب لَا يهمزها والبرية فعيلة بِمَعْنى مفعولة وَأَصله عِنْد من همز من برأت أَي خلقت قَالَ الله تَعَالَى) فتوبوا إِلَى بارئكم (وَهُوَ الْبَارِي تَعَالَى وَهُوَ من أَسْمَائِهِ وَصِفَاته أَي الْخَالِق وَقيل اشْتقت الْبَريَّة عِنْد من لم يهمز من البرأ وَهُوَ التُّرَاب وَقيل بل من قَوْلهم بريت الْعود إِذا قطعته وأصلحته لَكِن اخْتصّت هَذِه اللَّفْظَة بِالْحَيَوَانِ فِي الِاسْتِعْمَال وَمِنْه فِي الحَدِيث من شَرّ مَا خلق وبرأ مَهْمُوز كرر اللَّفْظ لاختلافه وَهُوَ بِمَعْنى التَّأْكِيد (ب ر ج) فِي

(ب ر ح)

الحَدِيث ذكر البراجم وَهِي العقد الَّتِي تكون متشنجة الْجلد فِي ظُهُور الْأَصَابِع وَهِي مفاصلها قَالَ أَبُو عبيد البراجم والرواجب جَمِيعًا مفاصل الْأَصَابِع كلهَا وَفِي كتاب الْعين الراجبة مَا بَين البرجمتين من السلامى (ب ر ح) قَوْله إِلَّا أَن تكون مَعْصِيّة براحا بِفَتْح الْبَاء أَي جهارا ظَاهِرَة وَفِي الحَدِيث الآخر فبرحت بِنَا امْرَأَته بالصياح بتَشْديد الرَّاء أَي كشفت أمرنَا وأظهرته وَفِي الحَدِيث الآخر لَقينَا مِنْهُ البرح بِفَتْح الرَّاء أَي الْمَشَقَّة وَشدَّة الْأَمر يُقَال برح بِهِ كَذَا إِذا شقّ عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله ضربا غير مبرح أَي غير شَدِيد يبلغ الْمَشَقَّة من صَاحبه وَالْعَذَاب لَهُ وَقَوله فَمَا برح بِكَسْر الرَّاء وَلم يبرح بِفَتْحِهَا وَشبهه مِمَّا تكَرر فِي الحَدِيث أَي لم يزل وَمِنْه سميت اللَّيْلَة الْمَاضِيَة البارحة وَقَوله أَصَابَهُ البرحاء بِضَم الْبَاء وَفتح الرَّاء مَمْدُود وَهُوَ شدَّة الكرب وَهُوَ شدَّة الْحَيّ أَيْضا (ب ر د) قَوْله فِي الْحمى أبردوها بِالْمَاءِ بِضَم الرَّاء يُقَال بردت الشَّيْء وَبرد هُوَ أَيْضا مخففين وَفِي الحَدِيث الآخر أبردوا بِالصَّلَاةِ بِكَسْر الرَّاء أَي صلوها عِنْد انكسار الوهج وَزَوَال الشَّمْس وَبرد النَّهَار بهبوب الْأَرْوَاح يُقَال أبرد الرجل صَار فِي برد النَّهَار وأبرد الرجل كَذَا إِذا فعله حِينَئِذٍ وَقيل مَعْنَاهُ صلوها لأوّل وَقتهَا وَبَقِيَّة الحَدِيث يرد هَذَا التَّأْوِيل وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أبردوا عَن الصَّلَاة وَعَن هُنَا بِمَعْنى الْبَاء وَذكر فِي الحَدِيث من صلى البردين دخل الْجنَّة بِفَتْح الْبَاء وَالدَّال قيل الصُّبْح وَالْعصر والأبردان الغدات والعشي سميا بذلك لبرد هوائهما بِخِلَاف مَا بَينهمَا من النَّهَار وَذكر الْبَرِيد وَالْبرد بِضَم الْبَاء وَالرَّاء وَهُوَ جمع بريد والبريد أَرْبَعَة فراسخ والفرسخ ثَلَاثَة أَمْيَال والبريد الرَّسُول المستعجل ودواب الْبَرِيد دَوَاب تعد لهَؤُلَاء وَمِنْه صلى أَبُو مُوسَى فِي دَار الْبَرِيد والبريد الطَّرِيق أَيْضا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر على بريد الرُّوَيْثَة وَبرد لنا بريدا أَي أرْسلهُ معجلا وَمن هَذَا كُله سميت الدَّوَابّ وَالرسل والطرق المستعملة لذَلِك وَفِي الحَدِيث ذكر الْبردَة بِضَم الْبَاء وَهُوَ كسَاء مخطط وَجمعه برد بِضَم الْبَاء وَفتح الرَّاء وَقيل هِيَ الشملة والنمرة وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ كسَاء مربع أسود فِيهِ صغر وَفَسرهُ فِي حَدِيث البُخَارِيّ هِيَ الشملة منسوج فِي حاشيتها وَالْبرد بِغَيْر هَاء ثوب من عصب الْيمن ووشيه وَجمعه برود بِزِيَادَة وَاو على جمع الأول وَفِي الدُّعَاء أغسله بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد بِفَتْح الرَّاء هُوَ من الْمُبَالغَة فِي الْغسْل بِالْمَاءِ الطَّاهِر الصافي الَّذِي لم تستعمله الْأَيْدِي وَفِي الحَدِيث الْأُخَر وَمَاء الْبَارِد على الْإِضَافَة يُرِيد المَاء الْبَارِد وَهُوَ من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه على مَذْهَب الْكُوفِيّين من النُّحَاة كَقَوْلِهِم مَسْجِد الْجَامِع وَقد يُرِيد بالبارد هُنَا الْخَالِص من الكدر والتغير من قَوْلهم هِيَ لَك برده نَفسهَا أَي خَالِصَة وَقد يحْتَمل أَن يُرَاد بالبارد هُنَا الَّذِي يستراح بِهِ لإزالته الْخَطَايَا من قَوْلهم فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى) لَا يذوقون فِيهَا بردا وَلَا شرابًا (أَي رَاحَة وَمن قَوْلهم أَنا أبترد أَي استريح وَقد يكون وَصفه بالبارد لِأَنَّهُ بِهِ يبرد الشَّرَاب وَاللَّبن ويذم بحرارته كَمَا وصف شراب أهل النَّار وَسمي بالحميم وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة وَفِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة وَأَن عَملنَا كُله برد لنا أَي ثَبت وخلص قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يُقَال مَا برد فِي يَده مِنْهُ شَيْء أَي مَا ثَبت وَفِي الحَدِيث برد أمرنَا أَي سهل وَقيل يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ استقام وَثَبت وَمِنْه برد عَلَيْهِ الْحق أَي ثَبت وَذكر البردى بِضَم الْبَاء وَهُوَ نوع من المرجيد (ب ر ذ) وَذكر فِيهَا البراذين هِيَ الْخَيل غير العراب وَالْعتاق وَسميت بذلك لثقلها وأصل البرذنة الثّقل وَقَوله فَوَجَدته مفترشا برذعة

(ب ر ر)

البرذعة الحلس الَّذِي يَجْعَل تَحت الرحل وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذِه الْكتب برذعة رَحْله (ب ر ر) قَوْله اتبرر بهَا براءين من الْبر وَطَلَبه وَعَمله وَالْبر الطَّاعَة لله تبررت طلبت الْبر وَقَوله وَإِن الصدْق يهدي إِلَى الْبر قَالَ السدى البراسم جَامع للخير كُله وَقيل الْبر الْجنَّة فِي قَوْله تَعَالَى لن تنالوا الْبر وَقَوله الْحَج المبرور وَحجَّة مبرورة هُوَ من الْبر الْمَحْض الَّذِي لم يخالطه مأثم وَقَوله صدق وبر بِمَعْنى الصدْق هُنَا وَأبر الْبر وبر الْوَالِدين كُله من الصِّلَة وَفعل الْخَيْر واللطف والمبرة وَالطَّاعَة وآلبر تَقولُونَ بِهن أَي طلب الْبر وَالْعَمَل الْخَالِص لله الصَّادِق وَقَوله فِي صفة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي شعر حسان فِي مُسلم برا تقيا أَي مخلصا من المأثم وَيكون برا هُنَا أَيْضا كثير الْمَعْرُوف وَالْإِحْسَان يُقَال رجل بر وبار إِذا كَانَ ذَا نفع وَخير وبر بأبويه قَالَ الله تَعَالَى) وَبرا بِوَالِديهِ (وبار أَيْضا وسمى الله تَعَالَى نَفسه برا قيل مَعْنَاهُ خَالق الْبر وَقيل العطوف على عباده المحسن إِلَيْهِم وَقَوله لَو أقسم على الله لَأَبَره أَي أمضي يَمِينه على الْبر وصدقها وَقضي بِمَا خرجت عَلَيْهِ يَمِينه وَقد سبق ذَلِك فِي علمه كإجابة مَا دَعَا بِهِ يُقَال أبررت الْقسم إِذا لم تخالفها وأمضيتها على الْبر وَقيل مَعْنَاهُ لَو دَعَا الله لأجابه وَيُقَال فِي هَذَا أَيْضا بررت الْقسم وَكَذَلِكَ أبر الله حجه وبره وبررت فِي كلامك وبررت مَعًا والبرضد الْكن وينطق الْعَرَب بِهِ نكرَة يَقُولُونَ خرجت برا وَالْبر الْقَمْح والبرير بِفَتْح الْبَاء ثَمَر الإراك (ب ر ز) قَوْله إِذا أَرَادَ البرَاز وَخُرُوج النِّسَاء إِلَى البرَاز وَقَالَ هِشَام يَعْنِي البرَاز كُله بِفَتْح الْبَاء وَآخره زَاي وَهُوَ كِنَايَة عَن قَضَاء حَاجَة الْإِنْسَان من الْغَائِط وَأَصله من البرَاز وَهُوَ المتسع من الأَرْض فَسُمي بِهِ الْحَدث لأَنهم كَانُوا يخرجُون لقَضَاء حَاجتهم إِلَيْهِ لخلائه من النَّاس كَمَا قَالُوا الْغَائِط باسم مَا اطْمَأَن من الأَرْض لقصدهم إِيَّاه لذَلِك وَمِنْه فوله تبرزن وتبرز والتبرز ومبترزنا وَمَا جَاءَ من اشتقاق هَذِه الْكَلِمَة فِي الحَدِيث وَقَوله لَا برزوا قَبره أَي كشفوه وأظهروه وَقَوله أَن ابْن أبي العَاصِي برزيمشي القدمية بتَخْفِيف الرَّاء أَي ظهر وَتقدم وَرَوَاهُ بَعضهم برز بِالتَّشْدِيدِ وَالْأول أظهر بِدَلِيل قَوْله عَن الآخر وَأَنه لوى ذَنبه أَي جبن وَقعد كَمَا تفعل السبَاع إِذا نَامَتْ وَقَوله أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَوْمًا بارزا أَي ظَاهرا بَين النَّاس (ب ر ط) قَوْله فِي تَفْسِير سامدون البرطمة كَذَا لجمهور هم بباء مَفْتُوحَة وطاء مُهْملَة وَعند الْأصيلِيّ والقابسي وعبدوس البرطنة بالنُّون فسره الْحَمَوِيّ فِي الأَصْل ضرب من اللَّهْو وَهُوَ معنى قَول عِكْرِمَة فِي الام يتغنون وَقَول غَيره فِي غَيرهَا لاهون وَقَالَ بَعضهم فِي تَفْسِير البرطمة هُوَ شدَّة الْغَضَب وَقَالَ الْمبرد فِي تَفْسِير سامدون هُوَ الْقيام فِي تجبر وَهُوَ نَحْو من هَذَا القَوْل الْأَخير (ب ر ك) قَوْله كثيرات الْمُبَارك قليلات المسارح قيل أَنَّهَا محبوسة أَكثر وَقتهَا للنحر قَليلَة مَا تسرح وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّهَا تحلب مرَارًا للأضياف فتقام لذَلِك ثمَّ تبرك وَقيل هِيَ كَثِيرَة فِي مباركها بِمن ينتابها من الأضياف والعفاة قَليلَة فِي ذَاتهَا إِذا رعت وَقَوله فبرك رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خيل أحمس بتَشْديد الرَّاء أَي دَعَا لَهَا بِالْبركَةِ وَالْبركَة النَّمَاء وَالزِّيَادَة وَمِنْه قَوْله الْبركَة من الله فِي حَدِيث الْمِيضَاة وَيكون بِمَعْنى الثُّبُوت واللزوم وَقيل هَذَا فِي قَوْله تَعَالَى) تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك (أَنه من الْبَقَاء والدوام وَقيل من الْجلَال وَالْعَظَمَة وَقيل معنى تبَارك الله تَعَالَى وَقيل تقدس وَنفى الْمُحَقِّقُونَ من أهل اللُّغَة وَالنَّظَر أَن يتَأَوَّل فِي حَقه معنى الزِّيَادَة لِأَنَّهَا تنبئ عَن النَّقْص وَقَالَ بَعضهم بل مَعْنَاهَا أَن باسمه وَذكره تنَال الْبركَة وَالزِّيَادَة وَلَا يُقَال تبَارك كَذَا إِلَّا لله تَعَالَى

فصل الخلاف والوهم

وَمن هَذَا قَوْله اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي كَذَا أَي أدمه لنا أَو زِدْنَا مِنْهُ وَقَوله من الشَّجَرَة مَا بركته كبركة الرجل الْمُسلم أَي كَثْرَة خَيره ودوامه واتصاله وَزِيَادَة خَيرهَا ومنافعها على غَيرهَا من الشّجر وَقَوله فِي السّحُور بركَة مَعْنَاهُ أَنه زِيَادَة فِي الْأكل الْمُبَاح للصَّائِم أَو فِي الْقُوَّة على الصَّوْم أَو فِي زِيَادَة الْخَيْر وَالْعَمَل فَإِن من قَامَ للسحور ذكر الله وَرُبمَا صلى واكتسب خيرا وَقَوله فبرك عمر بتَخْفِيف الرَّاء من برك على رُكْبَتَيْهِ هُنَا من البروك أَي جثى على رُكْبَتَيْهِ كبروك الْبَعِير وبرك الغماد يَأْتِي ذكره آخر الْحَرْف فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع (ب ر م) قَوْله ينْبذ لَهُ فِي تور من حِجَارَة وَفِيه من برام قَالَ من برام برام بِكَسْر الْبَاء هِيَ قدور من حِجَارَة وأحدها برمة وَفِي الحَدِيث كَانَت تَأمر ببرمة وَيجمع أَيْضا برما بِالضَّمِّ وَمِنْه الحَدِيث الآخر فِي سوق الْبرم وَقيل البرام حِجَارَة تصنع مِنْهَا الْقُدُور بِمَكَّة وَلَفظ الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَقَوله فَلَمَّا رَأَتْ برمة أَي استثقاله لما قَالَ لَهُ (ب ر ن) ذكر فِي الحَدِيث البرني بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الرَّاء وَآخره نون ضرب من التَّمْر قيل أَصله نسب إِلَى قَرْيَة بِالْيَمَامَةِ وَبيع البرنامج بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْمِيم كلمة فارسية وَهِي زِمَام تَسْمِيَة مَتَاع التُّجَّار وسلعهم وَقيل بِكَسْر الْمِيم وَالْأول أشهر وَذكر فِيهَا البرانس والبرنس بِضَم النُّون قَالَ الْخَلِيل كل ثوب رَأسه ملتزق بِهِ فَهُوَ برنس دراعة كَانَ أوجبه أَو ممطرا (ب ر ض) قَوْله يتبرضه تبرضا أَي يتتبعه قَلِيلا قَلِيلا والتبرض جمع الْقَلِيل مِنْهُ بعد الْقَلِيل والبرض قَلِيل المَاء (ب ر ق) بارقة السيوف أَصله لمعانها وَسميت السيوف بوارق وَقد يُمكن أَن يُرَاد ببارقة السيوف نَفسهَا وأضافها إِلَى نَفسهَا وبراق الثنايا شَدِيد بياضها وَذكر الْبراق بِضَم الْبَاء وَفَسرهُ فِي الحَدِيث مركب الْأَنْبِيَاء سمي بذلك أما اشتقاقا من الْبَرْق لسرعة سيره وَأَنه يضع حَافره حَيْثُ يَجْعَل طرفه أَو لكَونه أبرق وَهُوَ الْأَبْيَض كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث والبرقاء الشَّاة الْبَيْضَاء الَّتِي فِيهَا طاقات صوف سود (ب ر س) قَوْله الموم وَهُوَ البرسام كَذَا فسره فِي الحَدِيث بِكَسْر الْبَاء وسين مُهْملَة وَهُوَ مرض مَعْرُوف وورم فِي الدِّمَاغ يُغير من الْإِنْسَان ويهذي بِهِ (ب ر هـ) قَوْله الصَّدَقَة برهَان أَي حجَّة وَدَلِيل على صِحَة إِيمَان صَاحبهَا وَطيب نَفسه بإخراجها وأصل الْبُرْهَان الوضوح يُقَال هَذَا برهَان هَذَا الْأَمر أَي وضوحه وَهُوَ مصدر كالكفران والعدوان (ب ر ى) قَوْله كنت أبرى النبل ويبري نبْلًا لَهُ أَي أنحتهما وأقومهما لذَلِك بحديدة يُقَال من ذَلِك بَرى يبرى بريا وَكَذَلِكَ فِي الْقَلَم وَالْفَاعِل برَاء وَقَوله فِي التَّرْجَمَة بَاب من الْكَبَائِر أَن لَا يستبرئ من بَوْله كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره يسْتَتر وَمعنى تستبرئ تستنفض ويتقصى آخِره وَيَنْقَطِع مِنْهُ كَمَا يبرأ من الدّين فصل الْخلاف وَالوهم وَقَوله مَا كَانَ لكم أَن تبْرزُوا رَسُول الله كَذَا الرَّازِيّ بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي من البروز وَهُوَ الظُّهُور وَضَبطه بن الْحذاء والطبري والسجزي تنزروا بنُون مَكَان الْبَاء وَتَقْدِيم الزَّاي مَضْمُومَة من النزر سَاكن الزَّاي وَهُوَ الإلحاح وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا وَبَعْضهمْ فتح النُّون وَثقل وَقَوله فِي الَّذين نعا لَهُم الشَّرّ وَهُوَ هَذَا البارز كَذَا لجميعهم هُنَا بِفَتْح الرَّاء وتقديمها قَالَ بَعضهم هم الديلم والبارز بلدهم وهم أهل البازر كَذَا للأصيلي وابي الْهَيْثَم بِتَقْدِيم الزَّاي وَفتحهَا وَعَن ابْن السكن هُنَا وعبدوس البارز بِتَقْدِيم الرَّاء وَكسرهَا قَالَ الْقَابِسِيّ يَعْنِي البارزين لقِتَال الْإِسْلَام يُقَال بارز وَظَاهر قَوْله فِي كتاب النذور من استلج فِي أَهله يَمِين فَهُوَ أعظم إِثْمًا ليبر يَعْنِي الْكَفَّارَة كَذَا الابْن السكن وَلأبي ذَر بغين مُعْجمَة وَعند الْأصيلِيّ والنسفي وعبدوس

لَيْسَ يَعْنِي الْكَفَّارَة وَالرِّوَايَة الأولى أبين بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر آثم لَهُ عِنْد الله من أَن يُعْطي كَفَّارَته وَقَوله بَاب بركَة السّحُور كَذَا لأكْثر رُوَاة البُخَارِيّ بباء بِوَاحِدَة من الْبركَة وللأصيلي تَرِكَة بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَسُكُون الرَّاء وَضم الْكَاف وَالْأول الصَّوَاب وَهُوَ الَّذِي فِي الحَدِيث دَاخل الْبَاب وَترْجم البُخَارِيّ فِي بَاب بركَة الْغَازِي فِي مَاله حَيا وَمَيتًا كَذَا لَهُم وَسقط للأصيلي فِي بَابه وَرَوَاهُ بَعضهم تَرِكَة بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَذكر فِيهِ حَدِيث وَصِيَّة الزبير وَتركته وَهُوَ وَإِن كَانَ يظْهر صِحَة هَذِه الرِّوَايَة فَهِيَ وهم لقَوْله بعد ذَلِك فِي مَاله حَيا وَمَيتًا وَمَا بعده قَوْله فِي بَاب درع النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَمَا ذكر من كَذَا وَكَذَا مِمَّا يتبرك بِهِ أَصْحَابه وَغَيرهم بعد وَفَاته كَذَا للقابسي وعبدوس من الْبركَة ولغير مِمَّا شرك من الشّركَة وَله وَجه لقَوْله قبل مِمَّا لم تذكر قسمته ولرواية النَّسَفِيّ شرك فِيهِ وللأول أَيْضا وَجه وَالله أعلم وَفِي فَضَائِل أهل الْبَيْت كتاب الله فِيهِ الْهدى وَالْبر كَذَا لِابْنِ الْحذاء ولسائر الروَاة والنور وَفِي حَدِيث مُصعب بن عُمَيْر فَلم يُوجد لَهُ إِلَّا بردة وَجَاء فِي بعض الْأَحَادِيث لبَعْضهِم بردا وَهُوَ خطأ هُنَا وعَلى أَنَّهَا الْبرد فَسرهَا الدَّاودِيّ ولعلها كَانَت رِوَايَته وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع الْبرد وَقَوله فِي بَاب خرص التَّمْر أهْدى ملك أَيْلَة للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بغلة بَيْضَاء وكساه بردا كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ بردة وَالْأول الصَّوَاب وَبِه فسرناها قبل وَفِي مَانع الزَّكَاة فِي حَدِيث سُوَيْد بن سعيد فِي ذكر الذَّهَب وَالْفِضَّة حميت عَلَيْهِ صَفَائِح ثمَّ قَالَ كلما بردت أُعِيدَت عَلَيْهِ كَذَا للسجزي وَلغيره كلما ردَّتْ وَهُوَ تَصْحِيف فِي حَدِيث مقتل أبي جهل فضر بِهِ ابْنا عفراء حَتَّى برد كَذَا لكفاة الروَاة قَالُوا أَي مَاتَ وَعند السَّمرقَنْدِي حَتَّى برك بِالْكَاف وَهُوَ أليق بِمَعْنى الحَدِيث على تفسيرهم برد بمات لقَوْله لِابْنِ مَسْعُود مَا قَالَ وَلَو كَانَ مَيتا لم يكلمهُ إِلَّا أَن يُفَسر برد بِمَعْنى سكن وفتر فَيصح يُقَال جد فِي الْأَمر حَتَّى برد أَي فتر وَبرد النَّبِيذ أَي فتر وَسكن وَقَوله فِي بَاب مَا كَانَ يُعْطي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم فَرَأَيْت قد أترث فِيهِ حَاشِيَة الرِّدَاء كَذَا لكافتهم هُنَا وَعند الْأصيلِيّ الْبرد وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ قد قَالَ أول الحَدِيث بردا غليظ الْحَاشِيَة فَلَا يُسمى هَذَا رِدَاء وَقد فسرنا الْبرد وَقَوله فِي بَاب ثمَّ أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس حَتَّى تبانوا جمعا الَّذِي يتبر ربه كَذَا للأصيلي والنسفي وَغَيره بالمهملتين من الْبر وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي يتبرز بِهِ بِالْمُعْجَمَةِ آخرا كَأَنَّهُ من الْوُقُوف وَعند ابْن السكن الَّذِي ثبير يَعْنِي الْجَبَل وَهُوَ وهم بَين وَالصَّوَاب مَا للأصيلي وَمن وَافقه وَفِي الْأَطْعِمَة فِي حَدِيث جَابر فأخرجت لَهُ عجينا فبسق فِيهِ وَبَارك وَذكر مثله فِي البرمة كَذَا فِي جلّ رِوَايَات مُسلم وَعند السَّمرقَنْدِي وبرك وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَصَوَابه أَي دَعَا فِيهَا فِي التَّفْسِير وحاشى تبرية كَذَا لِابْنِ السكن وللباقين تَنْزِيه وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَفِي كتاب الشَّهَادَات وأمرنا أَمر الْعَرَب الأول فِي الْبَريَّة أَو التَّنَزُّه على الشَّك فِي أحد الحرفين أَي فِي الْخُرُوج إِلَى الْبَريَّة بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الرَّاء وَالْيَاء بعْدهَا وَهِي الصَّحرَاء والتنزه هُوَ الْبعد عَن النَّاس لقَضَاء الْحَاجة فِي الصَّحَارِي وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي الْبَريَّة بِغَيْر شكّ وَفِي كتاب مُسلم فِي التَّنَزُّه من غير شكّ لَكِن فِي رِوَايَة ابْن ماهان فِي التبرز وَهُوَ صَحِيح الْمَعْنى قَوْله فِي كتاب مُسلم إِلَّا أَن تروا كفرا براحا كَذَا قرأته على الخشنى وَكَذَا كَانَ فِي كِتَابه وَعند غَيره من شُيُوخنَا بواحا بِالْوَاو ومعناهما سَوَاء أَي ظَاهر بَين فِي شعر حسان

فصل الاختلاف والوهم

بيارين الأعنة يَعْنِي الْخَيل هِيَ رِوَايَة كَافَّة رُوَاة صَحِيح مُسلم وَمَعْنَاهُ يضاهينها فِي الْجيد لقُوَّة نفوسها وتفسره الرِّوَايَة الْأُخْرَى ينازعن وَهِي رِوَايَة ابْن ماهان أَو فِي علك حدائدها ومباراة قُوَّة رؤوسها وصلابة أضراسها لذَلِك وَقد يكون مباراتها لَهَا مضاهاتها فِي اللين والانعطاف قَوْله أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يستبرئ من بَوْله من الِاسْتِبْرَاء وَالِاسْتِقْصَاء لبقيته ويروي يسْتَتر من الستْرَة وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث الْأَشَج وَذكره فِي حَدِيث أَحْمد بن يُوسُف لَا يستنزه أَي لَا يبعد ويتحفظ مِنْهُ وَهُوَ بِمَعْنى يسْتَتر أَي لَا يَجْعَل بَينه وَبَينه ستْرَة وَقيل معنى يسْتَتر من بَوْله أَي لَا يستر عَوْرَته الْبَاء مَعَ الزَّاي (ب ز غ) قَوْله حِين بزغت الشَّمْس بِفَتْح الْبَاء وَحين يبزغ الْفجْر أَي بدا طلوعهما وَقيل بزقت أَيْضا بِالْقَافِ بِمَعْنَاهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم بَاب التِّجَارَة فِي الْبَز بالزاي كَذَا لكافتهم وَعند بَعضهم الْبر بالراء الْبَاء مَعَ الطَّاء قَوْله من بطابه عمله لم يسْرع بِهِ نسبه أَي من أَخّرهُ عَن أَن يكون السَّابِقين فِي الْآخِرَة لَو عَن رُتْبَة الناجين وَأَصْحَاب الْيَمين بِعَمَلِهِ السيء أَو تفريطه فِي ادخار الْحَسَنَات لم يَنْفَعهُ فِي حِين ذَلِك وَلَا قدمه نسبه ورفعته فِي الدُّنْيَا (ب ط ح) فِي حَدِيث الزَّكَاة بطح لَهَا بِضَم الْبَاء على مَا لم يسم فَاعله أَي ألْقى لَهَا وَبسط على وَجهه كَذَا قَالَ الْهَرَوِيّ وَغير وَاحِد وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ اللَّفْظ والْحَدِيث عِنْدِي بَسطه لَهَا وإلقاؤه لدوسها كَيفَ كَانَ لَا سِيمَا وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ تخبط وَجهه بإخفافها فَهَذَا يدلك على أَن بطحه على ظَهره لَا على وَجهه وَقَوله مَكَان أبطح أَي متسع منبسط وَقَوله كوم كومة بطحاء أَي متسعة كَذَا روينَاهُ وروى بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة كَذَا ليحيى وَعند القعْنبِي كومة من بطحاء وَهَذَا يُؤَيّد رِوَايَة الْإِضَافَة قَالَ أهل اللُّغَة البطحا والأبطح والبطاح الرمل المنبسط على وَجه الأَرْض قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي البطح الانبساط وَقَالَ أَبُو عَليّ الْبَطْحَاء بطن الْوَادي إِذا كَانَ فِيهِ رمل وحصى قَالَ أَبُو زيد الأبطح أثر المسيل (ب ط ر) قَوْله من جر إزَاره بطرا يروي بِفَتْح الطَّاء على الْمصدر وَكسرهَا على الْحَال أَي تكبرا وأشرا وطغيانا وَمثله فِي الحَدِيث الآخر بطرا وبذخا وَلَوْلَا أَن تبطروا أَي تطغوا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر وبطي الْحق قيل جَحده وَجعله بَاطِلا وَقيل تكبرا عِنْده وَقيل تجبرا عِنْده وَاصل البطر الطغيان عِنْد النِّعْمَة وَذكر البطارقة وهم خَواص مُلُوك الرّوم وقوادهم قَالَ الْخَلِيل البطريق الْعَظِيم من الرّوم قَالَ الْحَرْبِيّ البطريق المختال المزهو وَلَا يُقَال ذَلِك للنِّسَاء (ب ط ل) قَوْله فِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان لَا يستطيعهما البطلة بِفَتْح الْبَاء والطاء أَي السَّحَرَة فسره فِي الحَدِيث وَقَوله بَطل مقامر وَبَطل مجرب البطل الشجاع (ب ط ن) وَقَوله والمبطون شَهِيد هُوَ الَّذِي يُصِيبهُ دَاء الْبَطن وَمِنْه أَو بطن منخرق يُرِيد الإسهال يُقَال بفلان بطن عَن دائه وَقيل المبطون هُوَ بالإسهال وَقيل الاستسقا وَقَوله أبطنا من بني أَسد وبطون قُرَيْش هِيَ دون الْقَبَائِل ودونها الأفخاذ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ هِيَ الشعوب ثمَّ الْقَبَائِل ثمَّ الْعِمَارَة ثمَّ الْبَطن ثمَّ الْفَخْذ وَقَالَ الزبير بن بكير الْقَبَائِل ثمَّ الشعوب ثمَّ الْبُطُون ثمَّ الأفخاذ ثمَّ الفصائل وفصيلة الرجل عشيرته وَقيل الْبَطن ثمَّ الحصيلة وَقَوله لَهُ بطانتان بطانة الرجل من يخْتَص بِهِ ويداخله فِي أُمُوره وبطانة سَرِيرَته وَكَانَ هَؤُلَاءِ هم أَهلهَا وَمن يطلع عَلَيْهَا وَقَوله أَن امْرَأَة مَاتَت فِي بطن فَصلي عَلَيْهَا يَعْنِي من أنفاس كَمَا فِي الحَدِيث الآخر مَاتَت فِي نفَاسهَا وَذهب بَعضهم أَن مَعْنَاهُ من دَاء الْبَطن

فصل الاختلاف والوهم

وَالْأول الصَّوَاب وَترْجم عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة على النُّفَسَاء وَقَوله استبطن الْوَادي أَي سَار فِي بَطْنه ووسطه (ب ط ش) وَقَوله وَإِذا مُوسَى باطش بساق الْعَرْش وَهُوَ التَّنَاوُل وَالْأَخْذ الشَّديد وَمِنْه وَلَا يبطش بَطش ويبطش بطشا وَالْكَسْر أفْصح من الضَّم وَقَوله بطشتها يَدَاهُ أَي عملتها واكتسبتها. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقَوله وَغير ذَلِك بَطل رويناهما بِالْوَجْهَيْنِ بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وَالْبَاء من الْبَاطِل ويروي يطلّ بِضَم الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من طل دَمه إِذا لم يطْلب وَترك يُقَال طل دَمه وطل وأطل وطل دَمه أَيْضا قَالَه أَبُو عبيد وبالوجهين رويناهما فِي الْمُوَطَّأ عَن يحيى بن يحيى الأندلسي وَابْن بكير وَرَأَيْت فِي بعض الْأُصُول من الْمُوَطَّأ عَن ابْن بكير بِالْوَجْهَيْنِ قرأناها على مَالك فِي موطئِهِ وَرجح الْخطابِيّ رِوَايَة الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ على رِوَايَة الْبَاء بِوَاحِدَة فِيهِ وَأكْثر الرِّوَايَات للمحدثين فِيهَا بِالْبَاء بِوَاحِدَة وبالباء وَحدهَا ذكرهَا البُخَارِيّ فِي بَاب الطَّيرَة وَالْكهَانَة وَكَذَلِكَ فِي كتاب مُسلم إِلَّا من رِوَايَة ابْن أبي جَعْفَر فَإنَّا روينَاهُ عَنهُ فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر وحرملة بِالْيَاءِ ذكر بطحان يَأْتِي فِي فصل الْأَمَاكِن من الأَرْض فِي التَّفْسِير فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا تملي بطن وَاد كدا لأكثرهم وَعند بَعضهم يمْلَأ وَكله وهم وَصَوَابه مَا للأصيلي بملء كل وَاد فِي حَدِيث سَوْدَة وَكَانَت امْرَأَة ثبطة كَذَا لجميعهم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَمَعْنَاهُ ثَقيلَة وَبِهَذَا فسره فِي الحَدِيث الْقَاسِم وَوَقع من حَدِيث أبي نعيم فِي البُخَارِيّ بطيئة وَالْأول أصح وَأَن تقَارب الْمَعْنى وَمثله فِي حَدِيث فرس أبي طَلْحَة وَكَانَ فرسا بطيا كَذَا لكفاتهم وَعند الطَّبَرِيّ ثبطا بالثاء وَالْأول هُنَا أعرف أَي أَنه يُوصف بالبطء فِي جريه وَإِن كَانَ ثبطا ثقيلا بِمَعْنَاهُ الْبَاء مَعَ الطَّاء (ب ظ ر) فِي الحَدِيث يَابْنَ مقطعَة البظور جمع بظر وَهُوَ مَا يخْفض من النِّسَاء فِي ختانهن يُرِيد أَن أمه كَانَت ختانة للنِّسَاء وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر أمصص بظر اللات كلمة سبّ تستعملها الْعَرَب لمن تقابحه وتسبه وَأكْثر مَا يضيفون ذَلِك للْأُم الْبَاء مَعَ الْكَاف (ب ك ر) قَوْله أغدة كَغُدَّة الْبكر هُوَ الْفَتى من الْإِبِل وَقَوله كَأَنَّهَا بكرَة بِسُكُون الْكَاف هِيَ الْفتية من الْإِبِل تشبه بهَا الْجَارِيَة الْكَامِلَة الْخلق والبكرة بِفَتْح الْكَاف وسكونها بكرَة الدَّلْو وَجَاء ذكرهَا أَيْضا فِي الحَدِيث وَكَذَلِكَ ينجع بكرات لَهُ جمع بكرَة من الْإِبِل وَيَأْتِي تَفْسِير ينجع (ب ك م) قَوْله إِذا رَأَيْت العراة الحفاة الصم الْبكم مُلُوك الأَرْض المُرَاد بالبكم الصم هُنَا رعاع النَّاس وجهلتهم قَالَ الله تَعَالَى) صم بكم عمي (أَي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هَذِه فِيمَا خلقهَا الله لَهُ كَأَنَّهُمْ عدموها وَقَالَ الطَّحَاوِيّ صم بكم عَن الْخَيْر وَقيل صم بكم لشغلهم بلذاتهم وَمَا تقدم أولى لِأَن الحَدِيث لَا يدل أَنَّهَا صفتهمْ بعد ملكهم بل صفتهمْ اللَّازِمَة لَهُم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله لقد خشيت أَن تبعكني بهَا بِفَتْح التَّاء وَالْكَاف كَذَا لَهُم أَي تستقبلني بِمَا أكره وتبكتني وبالبكع التبكيت فِي الْوَجْه وَفِي رِوَايَة ابْن ماهان تنكتني بنُون قبل الْكَاف وتاء بعْدهَا وَهُوَ وهم وَلَعَلَّه مصحف من تبكتني بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة قبل الْكَاف أَي تستقبلني بِمَا أكره وتوبخني بِمَعْنى تبعكني وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم تبعكني بِتَقْدِيم الْعين وَكله خطأ إِلَّا مَا قدمْنَاهُ وَذكر البُخَارِيّ فِي بَاب التبكير للعيد كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي ولبعضهم التَّكْبِير بِتَقْدِيم الْكَاف وَالظَّاهِر أَن الرِّوَايَة الأولى هِيَ الصَّوَاب إِذْ حَدِيث الْبَاب يدل عَلَيْهِ

(الباء مع اللام)

قَوْله انْزعْ بِدَلْو بكرَة على الْإِضَافَة وبفتح الْبَاء وَالْكَاف وبسكون الْكَاف أَيْضا وَضَبطه الْأصيلِيّ بِسُكُون الْكَاف ويقالان جَمِيعًا وَبَعْضهمْ نون دلوا فَيكون بكرَة بَدَلا مِنْهُ وبالإضافة أتقنه شُيُوخنَا وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَجْه وَفِي تَفْسِير مَا جعل الله من بحيرة قَوْله والوصيلة النَّاقة الْبكر تبكر أول نتاج الْإِبِل كَذَا لَهُم وَلأبي أَحْمد تذكر أَي تَأتي بِذكر وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا تقدم على مَا فسره بقوله لَيْسَ بَينهمَا ذكر (الْبَاء مَعَ اللَّام) (ب ل ا) أصل بلَى بل زيدت فِيهِ الْألف للْوَقْف وَانْقِطَاع الصَّوْت إِذْ تمّ الْكَلَام بِخِلَاف بل إِذْ قد يَأْتِي الْكَلَام مستأنفا بعْدهَا ثمَّ اسْتعْملت كَذَلِك مَعَ الْوَصْل لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال وَقيل زيدت الْألف لتدل على الْإِيجَاب وَقيل الْألف فِيهَا ألف تَأْنِيث دخلت لتأنيث الْكَلِمَة وَلها موضعان رد النَّفْي الْوَاقِع قبلهَا خَبرا كَانَ أَو نهيا وَتَقَع جَوَابا للاستفهام الدَّاخِل على النَّفْي فتنفي النَّفْي وترده وَلَا تدخل على الْمُوجب (ب ل ح) قَوْله فَلَمَّا بلحوا أَي عجزوا بتَشْديد اللَّام وَيُقَال بلح بِالتَّخْفِيفِ أَيْضا قَالَ الْأَعْشَى فاشتكى الأوصال مِنْهُ وبلح وبلح النّخل بِفَتْح اللَّام ثَمَرهَا مادام أَبيض قبل أَن يخضر أَو يصفر (ب ل د) قَوْله أليست الْبَلدة بِسُكُون اللَّام يُرِيد مَكَّة أَي بلدنا وَقيل هِيَ من أَسمَاء مَكَّة وَقيل من أَسمَاء منى وَفِي بعض النّسخ أليست الْبَلدة الْحَرَام (ب ل ل) قَوْله غير أَن لكم رحما سابلها بِبلَالِهَا كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْبَاء وَبِفَتْحِهَا من بله يبله وَقَالَ الْحَرْبِيّ لَا تبله عِنْدِي بالة وبلال بِالْفَتْح وَمَا فِي السقابلة وبلال بِالْكَسْرِ واليلال وَالْمَاء وَذكر البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب لَكِن لَهُم رحم أبلها ببلاها أَو ببلاها أَو ببلاها قَالَ البُخَارِيّ وبلالها أصح وبلاها لَا أعرف لَهُ وَجها وَسقط كَلَام البُخَارِيّ بِهَذَا كُله من رِوَايَة الْأصيلِيّ وَلَفظ الشَّك وَلَيْسَ عِنْده غير بلالها وَمَا قَالَه البُخَارِيّ صَحِيح وَمعنى الحَدِيث سأصلها شبهت قطيعتها بالحرارة تطفا بالبرد وَالْمَاء وتندي بصلتها وَمِنْه قَوْله بلوا أَرْحَامكُم أَي صلوها والبلة بِالْكَسْرِ البلال الْقَلِيل وَمِنْه أجد البلة فِي مَنَامِي وَأما بِالْفَتْح فالريح الْبَارِدَة وَهِي البليل أَيْضا وَقَوله حل وبل مشدد اللَّام البل الْمُبَاح بلغَة حمير بِكَسْر الْبَاء وَقيل هُوَ أَتبَاع وَقيل لَا يَأْتِي الإتباع بواو الْعَطف وَقيل بل شِفَاء من قَوْلهم بل من مَرضه كَمَا قَالَ فِيهَا شِفَاء سقم (ب ل م) قَوْله غَزْوَة بلمصطلق يُرِيد بني المصطلق وَالْعرب تفعل ذَلِك اختصارا أَو حذفا فِي النِّسْبَة إِلَى الْأَسْمَاء الَّتِي يظْهر فِيهَا اللَّام للتعريف كالحرث والعنبر (ب ل ع) وَقَوله لقطعتم هَذَا البلعوم بِضَم الْبَاء وَهُوَ مجْرى الطَّعَام فِي الْحلق وَهُوَ المرئ (ب ل غ) قَوْله يبلغهُ أَي مَا يتبلغ بِهِ وَيَكْفِي وَالْبُلغَة بِضَم الْبَاء الْكِفَايَة وَقَوله يبلغ بِهِ وتبلغ بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي يسْندهُ إِلَيْهِ وَالْهَاء عَائِدَة على الحَدِيث (ب ل س) قَوْله ألم تَرَ الْجِنّ وإبلاسها (ب ل هـ) وَقَوله بله مَا اطلعتم عَلَيْهِ بِفَتْح الباءوالهاء وَسُكُون اللَّام قيل مَعْنَاهُ دع عَنْك كَأَنَّهُ ضراب عَمَّا ذكر لاستحقاره فِي جنب مَا لم يذكر وَقيل معنى ذَلِك كَيفَ (ب ل و) قَوْله مَا أبلى منا أحد مَا أبلى فلَان أَي مَا أغْنى وَكفى وَقَوله فِي حَدِيث هِرقل شكرا لما أبلاه الله بِهِ أَي أنعم بِهِ عَلَيْهِ وَأحسن إِلَيْهِ وَمِنْه قَول كَعْب مَا علمت أحدا أبلاه الله فِي صدق الحَدِيث أحسن مِمَّا أبلاني أَي أنعم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَفِي ذَلِكُم بلَاء من ربكُم عَظِيم (أَي نعْمَة والابتلاء ينْطَلق على الْخَيْر وَالشَّر وَأَصله الاختبار وَأكْثر مَا ينْطَلق مُطلقًا فِي الْمَكْرُوه وَيَأْتِي فِي الْخَيْر مُقَيّدا

فصل الاختلاف والوهم

قَالَ الله تَعَالَى) بلَاء حسنا (وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أبلاه الله بلَاء حسنا وبلاه يبلوه بلَاء أَصَابَهُ بِسوء وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال بلاه الله بِالْخَيرِ وَالشَّر بلَاء اختبره بِهِ وصنعه لَهُ وَقَوله بلوت أَي جربت وَقَوله بَعَثْتُك لابتليك وأبتلي بك أَي أبتليك بِمَا تلقي مِنْهُم من الْأَذَى وأمتحنهم بِمَا يلقون مِنْك من الْقَتْل والجلاء لمن كَذبك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله من بلَى من هَذِه الْبَنَات بِشَيْء كَذَا هُوَ وَذكره البُخَارِيّ فِي بَاب رَحْمَة الْوَلَد يَلِي بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة وَصَوَابه مَا تقدم وَكَذَلِكَ ذكره فِي الزَّكَاة على الصَّوَاب وَرَوَاهُ مُسلم من ابتلى بِشَيْء من الْبَنَات بِالْمَعْنَى الصَّوَاب وَكَذَا عِنْد التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَفِي حَدِيث أعمى وأبرص واقرع أَرَادَ الله أَن يبتليهم أَي يختبرهم وَعند السَّمرقَنْدِي أَن يبليهم رباعي أَي يصيبهم ببلاء أَي يختبرهم وينعم عَلَيْهِم فِي التَّفْسِير الصرح كل بلاط من الْقَوَارِير كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَابْن السكن بباء مَفْتُوحَة ولغيرهما كل ملاط بميم مَكْسُورَة وَهُوَ وهم والبلاط كل مَا فرشت بِهِ الأَرْض من حِجَارَة أَو آخر وَغير ذَلِك وَأما الملاط فالطين وَسَيَأْتِي فِي بَابه وَأما ذكر البلاط فِي الحَدِيث الآخر فِي قِرَاءَة عمر وَفِي الرَّجْم فَهُوَ مَوضِع قريب من الْمَسْجِد بِالْمَدِينَةِ وَسَيَأْتِي فِي فصل الْمَوَاضِع من هَذَا الْحَرْف وَفِي حَدِيث أبي طَلْحَة فَأكل أهل الْبَيْت وأفضلوا مَا بلغُوا جيرانهم كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ أبلغوا وَالْأول أوجه مَعْنَاهُ أعطوهم بلغَة وَهُوَ مَا يتبلغ بِهِ من الطَّعَام وَهُوَ الْقَلِيل وعَلى رِوَايَة أبلغوا أَي أوصلوا إِلَيْهِم من الْبَلَاغ وَيكون من الْبلْغَة أَيْضا وَفِي بَاب تبل الرَّحِم بِبلَالِهَا لَهُم رحم سابلها بِبلَالِهَا كَذَا وَقع ببلاها وببلالها أصح وبلاها لَا أعرف لَهُ وَجها كَذَا عِنْد أبي ذَر وَبَعْضهمْ وَعند الْأصيلِيّ والنسفي سابلها بِبلَالِهَا لَا غير على الصَّوَاب وَقد فسرناه وَفِي بَاب إِذا حَاضَت الْمَرْأَة بَعْدَمَا أفاضت فِي حَدِيث عَائِشَة قَوْله أما كنت تطوفت بِالْبَيْتِ وَفِيه قلت بلَى قَالَ مُسَدّد قلت لَا كَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ وَخط على بلَى وَقَالَ لَيْسَ فِي عرضة مَكَّة وَسَقَطت عِنْد غَيره ومكانها بَيَاض وَقَالَ بعده آخر الْبَاب وَتَابعه جرير عَن مَنْصُور فِي قَوْله لَا وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَمَعْنَاهُ فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره وَهُوَ الْمَعْرُوف وَهُوَ مُقْتَضى الْعَرَبيَّة فِي الِاسْتِفْهَام لِأَنَّهَا لم تكن طاقت وَفِي آخر الحَدِيث جَوَاب صَفِيَّة قَالَت بلَى بِغَيْر خلاف وَهُوَ هُنَا الصَّوَاب لِأَنَّهَا كَانَت حَاضَت وَإِنَّمَا جَاءَ نعم فِي حَدِيث صَفِيَّة لَا فِي حَدِيث عَائِشَة وَفِي اللُّغَة وَفِي الْيَمين هُوَ قَول الرجل لَا وَالله وبلى وَالله كَذَا عِنْد ابْن حمدين ليحيى وَعند القعْنبِي وَابْن بكير وَرِوَايَة الكافة عَن يحيى لَا وَالله لَا وَالله وَفِي نِسْبَة الْيمن عَمْرو بن عَامر بن خُزَاعَة كَذَا عِنْد بَعضهم وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة من خُزَاعَة وَقَوله فِي بَاب السمر فِي الْفِقْه فِي كتاب الصَّلَاة حَتَّى كَانَ شطر اللَّيْل ببلغة كَذَا للأصيلي وَابْن السكن والنسفي بباء أَولا مَكْسُورَة كَأَنَّهُ يَعْنِي بقريب وَقَلِيل كالشيء الَّذِي يتبلغ بِهِ وَعند غَيرهم يبلغهُ الأولى يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة وَكَذَا فِي كتاب عَبدُوس وَعند بَعضهم نبلغه بالنُّون وَالْأول أظهر وأوجه الْبَاء مَعَ الْمِيم (ب م) فِيهِ فِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب وَفَاة مُوسَى ومحاجته مَعَ آدم بِمَ تلومني كَذَا هُوَ بباء بِوَاحِدَة عِنْد الْأصيلِيّ وَلغيره ثمَّ بِالتَّاءِ وَهُوَ وَجه الْكَلَام. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَفِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة فِي بَاب

فصل الاختلاف والوهم

) أم حسبتم أَن تدْخلُوا الْجنَّة (قَول ابْن عَبَّاس ذهب بِمَا هُنَالك كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ وَأبي ذَر بهَا هُنَالك أَي بِتَأْوِيل الْآيَة وَالْهَاء رَاجِعَة إِلَيْهَا وَهُوَ الصَّحِيح من بَاب الرِّوَايَة لِأَن البرقاني ذكرهَا فِي رِوَايَته وَذكرهَا ابْن أبي نصر الْحميدِي بِمَا نَصه قَالَ كَانُوا بشرا ضعفوا ويئسوا وظنوا أَنهم كذبُوا ذهب بهَا هُنَالك وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى السَّمَاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا لَا يَلِيق بالرسل وَأَن يظنّ بهم الشَّك فِيمَا أُوحِي إِلَيْهِم أَو تَكْذِيب مَا بَلغهُمْ عَن رَبهم كَمَا قَالَت عَائِشَة معَاذ الله لم تكن الرُّسُل تظن ذَلِك بربها وَذَهَبت إِلَى أَن الرُّسُل ظنُّوا ذَلِك بأتباعهم وَأَنَّهُمْ قد كذبوهم بِالتَّشْدِيدِ وَقد تَأَوَّلَه بَعضهم على قِرَاءَة التَّخْفِيف على الإتباع أَيْضا وَأَن الرُّسُل ظنُّوا أَنهم كذبوهم مَا وعدوهم من النَّصْر وَقد يحْتَمل أَن يكون الشَّك والارتياب رَاجعا إِلَى الإتباع لَا إِلَى الرُّسُل فِي بَاب النَّحْر فِي الْحَج أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ بمنى هَذَا المنحر كَذَا هُوَ بِالْبَاء لِابْنِ بكير ومطرف وَكَذَا فِي كتاب ابْن وضاح وَرِوَايَة يحيى لمنى بِاللَّامِ وهما راجعان لِمَعْنى الْبَاء مَعَ النُّون (ب ن ت) جَاءَ فِيهَا ذكر بنت فلَان وَابْنَة فلَان وَالتَّاء فِي بنت أَصْلِيَّة وَلَيْسَت بتاء تَأْنِيث ابْن وَأما فِي ابْنة فلتأنيث ابْن وَأما الابْن فَمن ذَوَات الْوَاو عِنْد قوم لقَولهم فِي الِاسْم الْبُنُوَّة وَفِي النّسَب بنوى وابناوي بَعضهم يَجعله من ذَوَات الْيَاء لقَولهم تبنيت الرجل إِذا ادعيت أَنه ابْنك وَقَوْلها كنت أَلعَب بالبنات هِيَ اللّعب والصور تشبه الْجَوَارِي الَّتِي يلْعَب بهَا الصبايا (ب ن د) قَوْله الْحَذف والبندقة هُوَ الصَّيْد بِالرَّمْي بِالْحِجَارَةِ الصَّغِيرَة وَشبههَا فَإِذا كَانَ رميها بَين إِصْبَعَيْنِ فَهُوَ الْخذف بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وحصاه حصا الْخذف وَإِن كَانَ بالنفخ فِي عَصا مجوفة فَهُوَ وصيد البندقة وحصاة الرَّمْي بهَا البندق وَهِي غَالِبا تصنع من فخار مطبوخ (ب ن ي) قَوْله وَبني بهَا وَهُوَ محرم يُقَال بني فلَان بأَهْله إِذا دخل بهَا وَبنى عَلَيْهَا أَيْضا وَأنكر يَعْقُوب بنى بهَا وَقَالَ الْعَامَّة تَقوله وَإِنَّمَا يُقَال بنى عَلَيْهَا لأَنهم كَانُوا إِذا أَرَادَ أحدهم الدُّخُول باهله بنى عَلَيْهِ أَيْضا وَأنكر يَعْقُوب بنى بهَا وَقَالَ الْعَامَّة تَقوله وَإِنَّمَا يُقَال بنى عَلَيْهَا لأَنهم كَانُوا إِذا أَرَادَ أحدهم الدُّخُول بأَهْله بنى عَلَيْهَا قبَّة أَو بِنَاء تحل فِيهِ ويخلوا مَعهَا فِيهِ وَهَذَا الحَدِيث حجَّة على يَعْقُوب فِيمَا أنكرهُ وَقَوله فِي الْمُعْتَكف لَا يضطرب بِنَاء بِبَيْت فِيهِ إِلَّا فِي الْمَسْجِد هُوَ كالقبة وَشبههَا وَمعنى يضطرب يضْرب وَأَصله من ضرب أوتاد الأخبية عِنْد إِقَامَتهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْبَخِيل حَتَّى تجن بنانه كَذَا لكافتهم وَرَوَاهُ بَعضهم عَن ابْن الْحذاء ثِيَابه بثاء مُثَلّثَة وَكَذَا كَانَ فِي أصل التَّمِيمِي وَهُوَ غلط وَالْأول الصَّحِيح الْمَعْرُوف وَالَّذِي بِهِ يَسْتَقِيم الْكَلَام ويستقل التَّشْبِيه وكما قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أَنا مله وَفِي كتاب الْجِهَاد وَكَانَ قَائِد كَعْب من بنيه كَذَا لَهُم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَعند ابْن السكن من بَيته وَكَذَا للقابسي فِي الْمَغَازِي وَهُوَ وهم وَفِي تَفْسِير الْأَنْفَال قَوْله وَأما على ثمَّ قَالَ وَهَذِه ابْنَته أَو بَيته حَيْثُ ترَوْنَ كَذَا لكافتهم وَعند أبي الْهَيْثَم ابْنَتَيْهِ أَو بَيته جمع بِنَاء وَفِي بَاب حب الرجل بعض نِسَائِهِ أَكثر من بعض يابنتي لَا يغرنك هَذِه كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَغَيره وَعند الْأصيلِيّ يَا بنية وَرَوَاهُ بَعضهم يَا بني قيل هُوَ على ترخيم بنية وَفِي كتاب المرضي أَن بنت النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أرْسلت إِلَيْهِ وَفِيه إِن ابْنَتي قد حضرت كَذَا لَهُم وَالصَّوَاب إِن ابْني على التَّذْكِير وَكَذَا تكَرر فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الحَدِيث نَفسه فَوضع الصَّبِي فِي حجر النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَفِي الحَدِيث الآخر كَانَ ابْنا لبَعض بَنَات النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقْضِي وَفِي حَدِيث هَاجر حَتَّى إِذا كَانَ عِنْد البنية حَيْثُ لَا يرونه كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ

فصل آخر منه

كَأَنَّهُ ظن أَنه يُرِيد الْكَعْبَة وَلغيره الثَّنية مُثَلّثَة النقط وَهُوَ عِنْدهم الصَّوَاب وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ مساق الْقِصَّة وَفِي غَزْوَة أحد فعرفته أُخْته بشامة أَو ببنانه كَذَا ذكره البُخَارِيّ هُنَا بِالشَّكِّ وَالصَّوَاب ببنانه بِغَيْر شكّ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي حَدِيث المناضلة أرموا وَأَنا مَعَ بني فلَان كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات وَالْأَحَادِيث وَجَاء فِي بَاب وَاذْكُر فِي الْكتاب إِسْمَاعِيل وَأَنا مَعَ ابْن فلَان كَذَا للقابسي وَأبي ذَر ولغيرهما كَمَا تقدم قيل صَوَابه رِوَايَة الْقَابِسِيّ وَأبي ذَر فَإِنَّهُ جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَأَنا مَعَ ابْن الْأَكْوَع قَالَ القَاضِي رَحمَه الله بل الصَّوَاب رِوَايَة الكافة وَهُوَ الْمَرْوِيّ بِغَيْر خلاف فِي غير هَذَا الْبَاب ولقولهم فِي الحَدِيث نَفسه كَيفَ نرمي وَأَنت مَعَهم فِي بَاب من اشْترى الْهدى من الطَّرِيق قَالَ عبد الله بن عبد الله بن عمر لِأَبِيهِ كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ قَالَ عبد الله بن عمر وَقَالَ كَذَا فِي عرضه مَكَّة وَفِي أَصله قَالَ ابْن عبد الله بن عمر لِأَبِيهِ وَلَعَلَّه فِي قَوْله عبد الله ابْن عمر نسبه إِلَى جده وَإِلَّا فَالصَّوَاب عبد الله بن عبد الله أَو ابْن عبد الله كَمَا تقدم وَفِي غَزْوَة الْفَتْح مرت سعد بن هذيم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قيل صَوَابه سعد هذيم دون ابْن فصل آخر مِنْهُ فِيمَا جَاءَ من الِاخْتِلَاف فِي الْأَسَانِيد فِي فلَان بن فلَان أَو فلَان عَن فلَان أَو فلَان وَفُلَان من ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي الْوضُوء من مس الْفرج مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر عَن مُحَمَّد بن حزم كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ ابْن مُحَمَّد بن حزم وَكَذَا رِوَايَة ابْن وضاح عَن يحيى وَلَعَلَّه أصلحه وَفِي بَاب سُكْنى الْمَدِينَة عَن قطن ابْن وهب بن عُوَيْمِر بن الأجذع كَذَا رِوَايَة أَصْحَاب يحيى وَسَائِر أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَعند ابْن وضاح عَن عُوَيْمِر بن الأجذع وَالصَّوَاب رِوَايَة يحيى وَالْجَمَاعَة وَفِي بَاب الْبِدَايَة بالصفا مَالك عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ عَن أَبِيه عَن جَابر كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى ولسائر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرُوِيَ عَن ابْن وضاح عَن عَليّ عَن أَبِيه وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الرَّجْم عَن يَعْقُوب بن زيد بن طَلْحَة عَن أَبِيه زيد بن طَلْحَة عَن عبد الله بن أبي مليكَة كَذَا قَالَ يحيى وَقَالَ القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وأبن وهب عَن يَعْقُوب ابْن زيد بن طَلْحَة عَن أَبِيه زيد بن طَلْحَة بن عبد الله بن أبي مليكَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب صَدَقَة الْحَيّ عَن الْمَيِّت عَن سعيد بن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن سعيد بن سعد بن عبَادَة عَن أَبِيه عَن جده كَذَا لِابْنِ وضاح عَن يحيى وَكَذَا رَوَاهُ ابْن المشاط عَن عبيد الله وَعند أبي عِيسَى عَن عبيد الله عَن سعيد بن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن سعيد بن سعد عَن أَبِيه عَن جده وَكَذَا قَالَ الدَّاودِيّ فِي حَدِيثه وَهُوَ وهم والْحَدِيث مَعْرُوف كَمَا تقدم وَقد قيل فِي سعيد بن عمر وَهَذَا سعد وسنذكره فِي حرف السِّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي بَاب بعث على نَا سُوَيْد بن منجوب كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي نُسْخَة عَن الْقَابِسِيّ عَن منجوب قَالَ ثمَّ أصلحه ابْن وَفِي بَاب الذّبْح قبل الْحلق وَقَالَ حَمَّاد عَن قيس بن سعد وَعباد ابْن مَنْصُور عَن عَطاء كَذَا لجميعهم وَعند الْجِرْجَانِيّ وَقَالَ حَمَّاد عَن قيس عَن سعيد بن جُبَير وَعباد وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الأكسية والخمايص ابْن شهَاب أَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة إِن عَائِشَة وَعبد الله بن عَبَّاس كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ أَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله عَن عبد الله بن عتبَة أَن عَائِشَة وَخرج الْأصيلِيّ فِي حَاشِيَته أَخْبرنِي عبيد الله إِن عَائِشَة لأبي زيد وَالَّذِي فِي أصل أبي أَحْمد خطأ وَفِي البُخَارِيّ من ذَلِك فِي بَاب كم التعزيز وَالْأَدب سُلَيْمَان بن يسَار

عَن عبد الرَّحْمَن بن جَابر بن عبد الله عَن أبي بردة كَذَا لكافة الروَاة عَن الْفربرِي والنسفي وَفِي أصل الْأصيلِيّ لأبي أَحْمد عَن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر وَخط عَليّ عَن جَابر وَكتب عَلَيْهِ عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي بردة للمروزي وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَهُوَ نَحْو مَا للْجَمَاعَة وَمَا فِي أصل الْأصيلِيّ وهم وَفِي بَاب مَا جَاءَ فِي سبع أَرضين نَا أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن آل أبي بكرَة كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَمُحَمّد هَذَا هُوَ ابْن سِيرِين وَعند أبي ذَر أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن أبي بكرَة وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الثَّرِيد نَا عَمْرو بن عون نَا خَالِد بن عبد الله بن أبي طوالة كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَفِي رِوَايَة الكافة خَالِد بن عبد الله عَن أبي طوالة وَهُوَ كَذَا فِي كتاب الْقَابِسِيّ مصلح قَالَ أَبُو ذَر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب مَا نهى عَنهُ من دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة عَن سُفْيَان عَن زبيد عَن إِبْرَاهِيم كَذَا عِنْدهم وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ زبيد اليامي وَعند الْقَابِسِيّ زبيد بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ وهم وَأرَاهُ أصلحه فِي كِتَابه على الصَّوَاب وعَلى الصَّوَاب جَاءَ الحَدِيث بِنَفسِهِ فِي كتاب الْجَنَائِز بِغَيْر خلاف وَفِي مُسلم من ذَلِك فِي بَاب الْعَزْل فِي حَدِيث الزهْرَانِي نَا أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن عبد الرَّحْمَن بن بشر كَذَا لَهُم وَفِي بعض النّسخ الماهنية فِي الْحَدِيثين عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بشر وَهُوَ خطأ وَمُحَمّد هَذَا هُوَ ابْن سِيرِين عَن عبد الرَّحْمَن بن بشر كَمَا جَاءَ مُبينًا فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الصَّوَاب أصلحناه عَن شُيُوخنَا للْجَمِيع وَعَلِيهِ ذكره البُخَارِيّ وَفِي بَاب شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى هِشَام عَن مُحَمَّد عَن عُبَيْدَة عَن عَليّ كَذَا للْجَمَاعَة وَعند الخشنى عَن مُحَمَّد بن عُبَيْدَة وَهُوَ خطأ وَمُحَمّد هَذَا هُوَ ابْن سِيرِين وَعبيدَة هُوَ السَّلمَانِي وَفِي بَاب الْيَمين عَن الْمُدَّعِي نَا ابْن أبي شيبَة نَا مُحَمَّد بن بشر عَن نَافِع ابْن عمر عَن ابْن أبي مليكَة كَذَا لَهُم وَفِي نسخ عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَكَذَا كَانَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر وَهُوَ خطأ قَالَ البُخَارِيّ نَافِع بن عمر بن جميل الْمَكِّيّ عَن ابْن أبي مليكَة وَفِي الْفَضَائِل فِي قتل أبي عَامل نَا أَبُو أُسَامَة عَن بريد عَن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ لما خرج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من خَيْبَر الحَدِيث كَذَا للكافة وَعند العذري عَن بريد بن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ لما وَالْأول أصح وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ لَكِن قد يخرج لهَذِهِ الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَجه وَهُوَ أَن يكون قَوْله عَن أَبِيه أَي أَبوهُ الْأَعْلَى يَعْنِي جده أَبَا بردة لِأَن بريدا هَذَا هُوَ ابْن عبد الله بن أبي بردة بن أبي مُوسَى وَهُوَ المُرَاد فِي الأول بقوله عَن أبي بردة وَيكون عَن أَبِيه أَي عَن أبي مُوسَى وَهُوَ أَبُو أبي بردة وَإِن لم يقل فِي الثَّانِيَة عَن أبي مُوسَى فلقاء أبي بردة لأبي مُوسَى وَرِوَايَته عَنهُ مَشْهُور فَذكره لخبره بعد مَحْمُول على سَمَاعه مِنْهُ لَهُ وَفِي بَاب كَرَاهِيَة الْإِمَارَة وَولَايَة الْيَتِيم نَا يزِيد بن أبي حبيب عَن بكر بن عَمْرو بن الْحَرْث بن يزِيد الْحَضْرَمِيّ هُوَ ابْن حجيرة كَذَا فِي بعض رِوَايَات مُسلم وَهُوَ غلط وَصَوَابه للكافة عَن بكر ابْن عَمْرو عَن الْحَارِث وَرَوَاهُ الجلودي عَن يزِيد بن أبي حبيب وَبكر وَهُوَ وهم أَيْضا وَفِي بَاب تَحْرِيم الدِّمَاء حَدِيث ابْن سِيرِين من رِوَايَة بن مثنى فَقَالَ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه وَذكره من رِوَايَة ابْن حَاتِم عَن ابْن سِيرِين عَن عبد الرَّحْمَن عَن رجل آخر هُوَ فِي نَفسِي أعظم من عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه كَذَا للْقَاضِي أبي عَليّ وَلغيره أفضل من عبد الرَّحْمَن عَن أبي بكرَة وَكِلَاهُمَا صَوَاب رَاجع إِلَى معنى وَاحِد لَكِن هَذَا أشبه لتمامه الْمسند وَفِي كتاب الزّهْد وَبَاب أكل ورق الشّجر سَمِعت إِسْمَاعِيل عَن قيس بن سعد كَذَا فِي كتاب القَاضِي أبي عبد الله بن عِيسَى وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة عَن قيس عَن سعد وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وكما جَاءَ

فصل منه فيما جاء فيه ابن زائد

فِي الحَدِيث الآخر بعده نَا إِسْمَاعِيل عَن قيس سَمِعت سعد بن أبي وَقاص وَقيس هَذَا هُوَ قيس بن أبي حَازِم وَفِي بَاب تشميت الْعَاطِس دخلت على أبي مُوسَى وَهُوَ فِي بَيت ابْنة الْفضل بن عَبَّاس كَذَا للْجَمَاعَة وَعند الصَّدَفِي فِي بَيت ابْنة ابْن الْفضل وَهُوَ وهم هِيَ أم كُلْثُوم ابْنة الْفضل زوج أبي مُوسَى وَفِي بَاب دِيَة الْجَنِين فِي حَدِيث إِسْحَاق مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عبيد بن نَضْلَة كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن الْحذاء عَن إِبْرَاهِيم بن عبيد بن نَضْلَة وَهُوَ وهم وَخطأ قَبِيح قد جَاءَ بعد فِي حَدِيث ابْن رَافع عَن عَليّ الصَّوَاب لجميعهم وَفِي بَاب فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام نَا اللَّيْث عَن نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد عَن ابْن عَبَّاس كَذَا وَقع فِي الْأُصُول وَهُوَ وهم وَصَوَابه عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس وَقد غمز الدَّارَقُطْنِيّ مُسلما فِي تَخْرِيجه هَذَا الحَدِيث للِاخْتِلَاف فِيهِ عَن نَافِع فِي ذكر ابْن عَبَّاس فِيهِ وَقَالَ فِيهِ بَعضهم عَن نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد عَن مَيْمُونَة وَبَعْضهمْ قَالَ عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة وَذكر مُسلم فِيهِ أَيْضا عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَلم يُخرجهُ البُخَارِيّ من رِوَايَة نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة قَالَ البُخَارِيّ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد ابْن عَبَّاس يروي عَن أَبِيه ومَيْمُونَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالصَّوَاب نَافِع عَن إِبْرَاهِيم عَن مَيْمُونَة وَذكر البُخَارِيّ الْخلاف فِي ذَلِك وَقَالَ هَذَا أصح كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَفِي رضاعة الْكَبِير عَن ابْن شهَاب أَخْبرنِي أَبُو عُبَيْدَة بن عبد الله بن زَمعَة كَذَا لشيوخنا وَعند ابْن الْحذاء أَخْبرنِي أَبُو عُبَيْدَة عَن عبد الله بن زَمعَة وَالْأول الصَّوَاب فصل مِنْهُ فِيمَا جَاءَ فِيهِ ابْن زَائِد فِي بَاب الرَّد على أهل الْكتاب نَا يحيى بن يحيى وَيحيى ابْن أَيُّوب وقتيبة وَابْن حجر وَاللَّفْظ ليحيى وَيحيى وَيحيى كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء وَاللَّفْظ ليحيى بن يحيى وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا لِلْجُمْهُورِ وَاللَّفْظ ليحيى وَفِي بَاب لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ فِي مثل هَذَا السَّنَد ثمَّ قَالَ قَالَ يحيى بن يحيى أخبرنَا وَقَالَ الْآخرُونَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل كَذَا للكافة وَعند ابْن الْحذاء قَالَ يحيى وَيحيى أَنا وَقَالَ الْآخرَانِ نَا وَالَّذِي للكافة الصَّوَاب وَجَاء فِي غير حَدِيث فَاشْتَرَاهُ نعيم ابْن النحام وَابْن هُنَا زَائِد وَصَوَابه نعيم النحام سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَت لَهُ نحمة أَي سعلة تلازمه وَفِي حَدِيث الْمَوَاقِيت نَا يحيى بن يحيى وَيحيى بن أَيُّوب وقتيبة وَابْن حجر قَالَ يحيى أَنا كَذَا لَهُم وَعند السجْزِي قَالَ ابْن يحيى أَنا وَهَذَا وَالله أعلم الصَّوَاب لِأَنَّهُ وَقع بِهِ الْفرق وَالْأول مُبْهَم لَا يعرف أَي يحيى هُوَ مِنْهُمَا وَمَا كَانَ مُسلم ليفعل ذَلِك وَفِي بَاب حَدِيث التنزل نَا إِسْحَاق وَعُثْمَان وَأَبُو بكر ابْنا أبي شيبَة وَاللَّفْظ لِابْني أبي شيبَة كَذَا لَهُم وَعند العذري لِابْنِ أبي شيبَة وَالْأول الصَّوَاب لما قدمْنَاهُ من الْفرق وَالْبَيَان وَفِي بَاب انْشِقَاق الْقَمَر ذكر مُسلم حَدِيث عبيد الله بن معَاذ عَن أَبِيه عَن شُعْبَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم وَعَن شُعْبَة عَن مُجَاهِد ثمَّ ذكر الحَدِيث عَن غندور وَابْن أبي عدي قَالَ كِلَاهُمَا عَن شُعْبَة بِإِسْنَاد ابْن معَاذ كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ بإسنادي معَاذ وَكِلَاهُمَا صَحِيح ومعاذ هُوَ ابْن معَاذ أَيْضا وَإِسْنَاده هُوَ الْمُتَقَدّم وَله فِيهِ طَرِيقَانِ تقدما فَيصح فِيهِ الْإِفْرَاد والتثنية وَإِن شِئْت صرفت الْكل كَذَلِك إِلَى عبيد الله ابْنه أَيْضا الرَّاوِي عَنهُ وَفِي البُخَارِيّ فِي تَرْجَمَة غَزْوَة عُيَيْنَة بن حصن بن بدر بن العنبر من بني تَمِيم كَذَا للمستملي والحموي وللباقين بني العنبر من بني تَمِيم وَهُوَ الصَّوَاب وهم المغزوون وعيينة فزارى وَلَيْسَ بتميمي وَفِي بَاب فتل القلائد إِن ابْن زِيَاد كتب إِلَى عَائِشَة

(ب ص ر)

كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَهُوَ وهم وَصَوَابه أَن زيادا وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَفِي بَاب غَزْوَة الخَنْدَق وَأَخْبرنِي ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة كَذَا لأبي زيد وَلأبي أَحْمد وَأَخْبرنِي طَاوس أَو ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة وَفِي بَاب مَا يجوز من الاحتيال والحذر فرأت أم ابْن صياد كَذَا للأصيلي هُنَا وَكَذَا لَهُ وللنسفي والقابسي وَأبي الْهَيْثَم فِي بَاب كَيفَ يعرض الْإِسْلَام على الصَّبِي وَعند سَائِرهمْ فِي الْبَابَيْنِ أم صياد وَهُوَ وهم وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي غير مَوضِع وَفِي بَاب التبسم والضحك حَدِيث رِفَاعَة قَالَ وَابْن سعيد ابْن العَاصِي جَالس بِبَاب الْحُجْرَة كَذَا الكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ وَسَعِيد بن العَاصِي وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب وَقد جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وخَالِد بن سعيد بن العَاصِي وَفِي بَاب من أَدخل الضيفان عشرَة عشرَة وَعَن سِنَان أبي ربيعَة عَن أنس كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن ابْن أبي ربيعَة وَالْأول الصَّوَاب وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو ربيعَة سِنَان بن ربيعَة وَالْجمع بَين أبي وَابْن خطأ وَيصِح مَتى كَانَ أَحدهمَا بَدَلا من الآخر فِي بَاب لبس الْحَرِير نَا شُعْبَة عَن الحكم عَن ابْن أبي ليلى كَذَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس عَن أبي ليلى قَالَ الْقَابِسِيّ الصَّوَاب عَن ابْن أبي ليلى وَهُوَ فِي كتابي خطأ وَفِي بَاب بيع الطَّعَام بِالطَّعَامِ عَن ابْن معيقيب الدوسي كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَابْن عفير وَعند القعْنبِي وَجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن معيقيب وَيُقَال لَهُ معيقب أَيْضا بِغَيْر يَاء وَفِي بَاب رمي الْجمار أَن أَبَا البداح بن عَاصِم بن عدي هَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا عِنْد ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب والقعنبي وَابْن بكير وَرَوَاهُ يحيى عَن أبي البداح عَاصِم بن عدي وَهُوَ خطأ وَأَصْلحهُ ابْن وضاح على رِوَايَة الْجَمَاعَة وَفِي بَاب فضل صَلَاة الْجَمَاعَة نَا عبد الله بن مسلمة نَا أَفْلح عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن سلمَان الْأَغَر كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي أصل ابْن عِيسَى عَن أبي بكر مُحَمَّد بِإِسْقَاط ابْن وَفِي بَاب الْقَضَاء فِيمَن وجد مَعَ امْرَأَته رجلا أَن رجلا من أهل الشَّام يُقَال لَهُ ابْن خبيري كَذَا الْمطرف وَابْن بكير وَعند القعْنبِي يُقَال لَهُ خبيري وَسقط التَّعْرِيف كُله ليحيى وَفِي بَاب الرَّغْبَة فِي الصَّدَقَة عَن عمروبن معَاذ الأشْهَلِي كَذَا للرواة وَعند ابْن وضاح عَن ابْن عَمْرو وَفِي حرف الْعين الْخلاف فِي عمر وَابْن عمر فأنظره هُنَالك وَفِي قِرَاءَة الْجُمُعَة جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن ابْن أبي رَافع كَذَا لَهُم عَن مُسلم وَسقط ابْن عِنْد أبي عَليّ العذري وَفِي بعض رِوَايَات ابْن ماهان وإثباته الصَّوَاب وَهُوَ عبيد الله بن أبي رَافع مولى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَا جَاءَ مُسَمّى فِي حَدِيث قُتَيْبَة بعد الْبَاء مَعَ الصَّاد (ب ص ر) فِي حَدِيث الْخَوَارِج فَلَا ترى بَصِيرَة بِفَتْح الْبَاء هُوَ الدَّم كَمَا بَينه فِي الحَدِيث الآخر سبق الفرث وَالدَّم وَأَصله الدَّم يستدير على الأَرْض وَمِنْه قيل للترس بَصِيرَة لاستدارته وأبصرت الشَّيْء أبصره إبصارا وبصرت بِهِ وبصر عَيْني كَذَا بِالضَّمِّ فيهمَا كُله إِذا أنظرت إِلَيْهِ بعد مَانع لَهُ من عَيْنَيْك وَالِاسْم مِنْهُ الْبَصَر وَبِه سميت الْعين وَيجمع إبصارا وَأبْصر واستبصر من البصيرة وَهُوَ الْمُتَيَقن للشَّيْء والمعتقد لصِحَّته إبصارا بِالْكَسْرِ أَيْضا واستبصارا مِنْهُ وَقَوله وَمِنْهُم المستبصر أَي الدَّاخِل فِي أَمرهم عَن عمد وَقصد واستبانه لَهُ بِزَعْمِهِ وَقد تَكَرَّرت هَذِه الْأَلْفَاظ وتصرفت فِي الحَدِيث فَأقر كل حرف مِنْهَا على صِحَة مَعْنَاهُ فِي بَابه وَقَوله بصر عَيْنَايَ وَسمع أذناي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للطبري بِضَم الصَّاد على الْفِعْل الْمَاضِي فِي حَدِيث وَسمع كَذَلِك بِكَسْر الْمِيم وَكَانَ عِنْد القَاضِي أبي عَليّ وَعند الْأَسدي عَن العذري وَغَيره بصر بِفَتْحِهَا وَضم الرَّاء على الِاسْم

فصل الاختلاف والوهم

وعيني على الْإِضَافَة وَكَذَلِكَ سمع عِنْده بِسُكُون الْمِيم وَوَقع عِنْد غَيره للعذري فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل مثل مَا لغبره فِي الحَدِيث الأول وَلغيره مثل مَاله هُنَالك وَفِي بَاب من رغب عَن أَبِيه سمع أُذُنِي على الْفِعْل عَن الصَّدَفِي بِكَسْر الْمِيم وبسكونها وَفتح الْعين لغيره وَكَذَا عِنْد الجياني لَكِن بِضَم الْعين وَفِي كتاب الْحِيَل بِسُكُون الصَّاد وَالْمِيم وَفتح الرَّاء وَالْعين كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم وَالرَّفْع فِي الحَدِيث الأول أوجه قَالَ سِيبَوَيْهٍ الْعَرَب تَقول سمع أُذُنِي زيدا وَرَأى عَيْني تَقول ذَلِك بِضَم آخرهما وَأما الَّذِي فِي كتاب الْحِيَل فوجهه النصب على الْمصدر لِأَنَّهُ لم يذكر الْمَفْعُول بعده. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَالْعين تبض بِشَيْء من مَاء رُوِيَ بِالْمُهْمَلَةِ وبالمعجمة مشددتين ومعناهما قريب فالمهملة من البصيص وَهُوَ البريق ولمعان خُرُوج المَاء الْقَلِيل ونشعه وبالمعجمة مثله قيل هُوَ من الْقطر والسيلان الْقَلِيل وَقيل البض الرشح يُقَال بض وضب وَرِوَايَة يحيى الأندلسي فِي الْمُوَطَّأ بِالْمُعْجَمَةِ كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَوَافَقَهُ التنيسِي وَابْن الْقَاسِم والقعنبي وعامتهم وَحكى القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ إِن رِوَايَة يحيى بِالْمُهْمَلَةِ وَهِي رِوَايَة مطرف وَفِي حَدِيث أَقرع وأبرص فَرد الله على بَصرِي كَذَا لَهُم وللقابسي بصيرتي وَهُوَ وهم الْبَاء مَعَ الضَّاد (ب ض ع) ذكر فِيهَا الْبضْع بِضَم الْبَاء وَهُوَ الْفرج والبضع أَيْضا والمباضعة اسْم الْجِمَاع وَمِنْه قَوْلهم فِي الحَدِيث استبضعي من فلَان أَي أطلبي ذَلِك مِنْهُ للْوَلَد والبضع ملك الْوَلِيّ للْمَرْأَة والبضع مهر الْمَرْأَة ويستأمر النِّسَاء فِي أبضاعهن أَي فروجهن والبضاعة مَا أبضع للْبيع كَائِنا مَا كَانَ والباضعة فِي الشجاج الَّتِي خرقت الْجلد وبضعت اللَّحْم أَي قطعته وَقيل بل الَّتِي بلغت اللَّحْم وَلم تُؤثر فِيهِ وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي وَقَوله إِنَّمَا فَاطِمَة بضعَة مني بِالْفَتْح لَا غير وَقَوله بضعا وَخمسين سُورَة وبضع سِنِين وبضع عشرَة لَيْلَة وبضع وَثَلَاثِينَ ملكا كُله بِكَسْر الْبَاء فَقيل الْبضْع والبضعة وَقيل بفتحهما أَيْضا مَا بَين ثَلَاثَة إِلَى عشرَة وَقيل مَا بَين اثْنَيْنِ إِلَى عشرَة وَمَا بَين اثْنَي عشر إِلَى عشْرين إِلَى مَا فَوْقهَا وَلَا يُقَال فِي أحد عشر وَلَا فِي اثنى عشر وَقَالَ الْخَلِيل الْبضْع سبع وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ مَا بَين نصف العقد يُرِيد من وَاحِد إِلَى أَربع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ من ثَلَاث إِلَى تسع الْبَاء مَعَ الْعين (ب ع ث) قَوْلهَا فَبَعَثنَا الْبَعِير الَّذِي كنت عَلَيْهِ أَي أقمناه من بروكه وَكَذَلِكَ بعثوا رواحلهم وَقَوله فِي حَدِيث أضياف أبي بكر قَوْله آخر الحَدِيث غير أَنهم بعث مَعَهم كَذَا ضبطناه فعل مَاض وَقَوله أَتَى إِلَى ملكان فابتعثاني أَي أيقظاني من نومي يُقَال بَعثه من نَومه فانبعث إِذا نبهته مِنْهُ فانتبه وَقَوله أبْعث بعث النَّار اسْم الْمَبْعُوث إِلَيْهَا أَي الْمُرْسل والموجه وَحين تنبعث بِهِ رَاحِلَته إِذا قَامَت من بروكها (ب ع د) قَوْله فِي دَار الْبعدَاء الْبغضَاء فِي الْحَبَشَة سموا بعداء لبعد نسبهم من نسب الْعَرَب وبغضاء لاخْتِلَاف الدينَيْنِ وَقَوله إِنِّي لأَرَاكُمْ من بعدِي هُوَ بِمَعْنى الحَدِيث الآخر من وَرَاء ظَهْري قَالَ الدَّاودِيّ يحْتَمل من بعدِي أَي بعد موتِي يعلم بحالهم وسنذكره فِي حرف الْوَاو ب ع ر) قَوْله ترمي بالبعرة على رَأس الْحول كَانَت الْمَرْأَة فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا مَاتَ زَوجهَا اعْتدت مِنْهُ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث على الصّفة الَّتِي وصف فَإِذا أكملتها أتيت بِدَابَّة فمسحت بِهِ وافتضت من عدتهَا بِهِ ثمَّ رمت بدرة من وَرَاء ظهرهَا ترى هوان مَا لقِيت عَلَيْهَا كَمثل هَذِه البعرة وَقيل بل ذَلِك كُله عَلامَة إحلالها وَقَوله فِي بعض

فصل الاختلاف والوهم

الرِّوَايَات وقصته بعيره أَي نَاقَته كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله سَأَلَهُ أَبْعِرَة من الصَّدَقَة جمع بعير وَهُوَ يُطلق على الذّكر وَالْأُنْثَى والجمل خَاصَّة للذّكر كالناقة للْأُنْثَى (ب ع ل) قَوْله أَن تَلد الْأمة بَعْلهَا كَذَا فِي بعض أَحَادِيث مُسلم ويتأول فِي ذَلِك مَا يتَأَوَّل فِي الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة أَن تَلد رَبهَا وَسَيَأْتِي فِي حرف الرَّاء والبعل الرب وَالْمَالِك وَمِنْه قيل بعل الْمَرْأَة لملكه عصمتها وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) أَتَدعُونَ بعلا (أَي إلاها وَربا مَعَ الله وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَقيل ضم مَخْصُوص وَمَعْنَاهُ أَن يكثر أَوْلَاد السرارى فَيكون وَلَدهَا بِمَنْزِلَة رَبهَا فِي الْحسب وَقيل يفشوا العقوق حَتَّى يكون الابْن كالمولى لأمه تسلطا وَقيل سمي بذلك لِأَنَّهُ سَبَب إِلَيْهَا عتقهَا فَصَارَ كربها الْمُنعم عَلَيْهَا بِهِ وَقيل يقل التحفظ وتباع أُمَّهَات الْأَوْلَاد حَتَّى قد يملكهَا ابْنهَا وَلَا يعلم أَنَّهَا أمه وَكَذَلِكَ على ظَاهر لفظ البعل يَتَزَوَّجهَا ابْنهَا وَهُوَ لَا يعلمهَا وَقَوله فِي البعل الْعشْر المُرَاد بِهِ فِي الحَدِيث هُنَا مَا لَا يحْتَاج إِلَى سقِِي وَإِنَّمَا يشرب بعروقه من ثرى الأَرْض وَهَذَا هُوَ البعل حَقِيقَة وَكَذَلِكَ حكم العثري فِي الزَّكَاة أَيْضا حكم البعل وَهُوَ الَّذِي يسقى من مَاء الأمطار ويعثر لَهُ بأهداب مجاري السُّيُول من الأمطار وَبِهَذَا فسر ابْن قُتَيْبَة البعل وَإنَّهُ والعثرى سَوَاء والأصمعي وَأَبُو عُبَيْدَة يفرق بَينهمَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم أنفجنا أرنبا أَي أثرناها من مجثمها فنفجت أَي وَثَبت وعدت كَذَا رِوَايَة الكافة فِيهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ بالنُّون وَالْفَاء وَالْجِيم وروى أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ هَذَا الحزف فِي كِتَابه بعجنا بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا عين مُهْملَة وَفَسرهُ شققنا بَطنهَا وَالتَّفْسِير صَحِيح لكنه تَصْحِيف قَبِيح وَلَا يَصح هُنَا إِلَّا ترى قَوْله فِي بَقِيَّة الحَدِيث فسعوا عَلَيْهِ فغلبوا قَالَ فسعيت حَتَّى أدْركهَا فَأتيت بهَا أَبَا طَلْحَة فذبحها وَلَو أخذوها أَولا وشقوا بَطنهَا لم يسع بعد وَلَا سعوا وَرَاءَهَا حَتَّى لغبوا وَلَا احتاجوا إِلَى أَخذهَا ثَانِيَة وذبحها وَلم يذكر أحد هَذِه الرِّوَايَة سواهُ فِي حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ أَن أفضل مَا بعد شهدة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله كَذَا عِنْد العذرى وَلغيره نعد بالنُّون وَهُوَ الصَّوَاب وَلَيْسَ فِي الحَدِيث لِأَن خبر الا قَوْله شَهَادَة إِلَّا إِلَه إِلَّا الله وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي الْإِحْصَان فِي العَبْد يتَزَوَّج الْحرَّة فَإِن فَارقهَا بعد أَن يعْتق فَلَيْسَ بمحصن كَذَا لِابْنِ أبي صفرَة وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ قبل أَن يعْتق فِي مُسلم فِي الْوَصِيَّة بِالثُّلثِ فَكَانَ بعد الثُّلُث جَائِزا كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء يعد وَالْأول أوجه وَفِي بَاب فضل صَلَاة الْعشَاء فِي الْجَمَاعَة فَأحرق على من لم يخرج إِلَى الصَّلَاة بعد كَذَا لأبي ذَر وَعِنْده لأبي الْهَيْثَم يقدر وَهِي رِوَايَة الْجُمْهُور هُنَا وَالْأول الصَّوَاب أَي من لَا يخرج إِلَيْهَا بعد الْإِقَامَة وَالْأَذَان لَكِن ذكره أَحْمد ابْن نصر الدَّاودِيّ لَا يعْذر فَإِن صحت رِوَايَته فَهُوَ وحيد وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِمَعْنَاهُ لَيست بهم عِلّة وَقَوله فِي بَاب) قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك (فِي كتاب الطَّلَاق لما قَالُوا أَي فِيمَا قَالُوا وَفِي نقض مَا قَالُوا كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَفِي بعض مَا قَالُوا وَالْوَجْه وَالصَّوَاب الأول وَقَوله فِي بَاب الْأَمر بِجمع الْأزْوَاج فحزرته كربضة الْبَعِير كَذَا عِنْد ابْن الْحذاء ولسائر الروَاة كربضة العنز وَقد جَاءَ فِي حَدِيث دُكَيْن بن سعد الآخر وَإِذا فِي الغرفة من التَّمْر شبه الفصيل الرابض وَفِي رد الْمُهَاجِرين على الْأَنْصَار منائحهم قَول أنس

فصل الاختلاف والوهم

إِن أَهلِي أمروني أَن آتِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَاسْأَلْهُ مَا كَانَ أَهله أَعْطوهُ أَو بعضه كَذَا لجميعهم وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن ماهان أَو يَقْضِيه وَالْأول الصَّوَاب وَفِي الْحجاب فَخرجت سَوْدَة بعد مَا ضرب عَلَيْهَا الْحجاب لبَعض حَاجَتهَا كَذَا لَهُم وَعند العذرى لِتَقضي حَاجَتهَا وَهُوَ أشبه كِنَايَة عَن الْحَدث بِدَلِيل آخر الحَدِيث يَعْنِي البرازي فِي حَدِيث مُوسَى فَقَامَ الْحجر بعد حَتَّى نظر إِلَيْهِ كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا من رُوَاة مُسلم وَفِي حَاشِيَة ابْن عِيسَى بِخَطِّهِ يعدو وَمعنى قَامَ هُنَا ثَبت قَالَ بعض شُيُوخنَا صَوَابه قَامَ بعد حِين نظر إِلَيْهِ وَلَا يبعد هَذَا الْمَعْنى على رِوَايَة يعدو حَتَّى نظر إِلَيْهِ وَيكون قَامَ بِمَعْنى ثَبت على عدوه وواظبه وَقَوله فِي حَدِيث الصِّرَاط كشد الرِّجَال تجْرِي بهم أَعْمَالهم رَوَاهُ العذري والسمرقندي يجْرِي بهم بأعمالهم وَالْبَاء هُنَا خطأ مفْسدَة للمعنى وَالصَّوَاب سُقُوطهَا كَمَا لغَيْرِهِمَا قَوْله فِي إِسْلَام أبي ذَر فَمَا يلتئم على لِسَان أحد بعدِي كَذَا روايتنا فِيهِ عَن جَمِيع شُيُوخنَا وكتبنا عَن بَعضهم يقرئ فِي بعض النّسخ بِفَتْح الْيَاء وَالْقَاف وَآخره رَاء وَقَالَ هُوَ الصَّوَاب قَالَ وَأحسن مِنْهُ يقْرَأ بِضَم الْيَاء وهمز آخِره يُقَال أَقرَأت فِي الشّعْر وَهَذَا الشّعْر على قرء هَذَا وقريئه أَي قافيته وسنذكره فِي الْقَاف وَفِي بعض النّسخ يعزى إِلَى شعر أَي ينْسب إِلَيْهِ ويوصف بِهِ فِي البُخَارِيّ فِي بَاب لَا يشْهد على شَهَادَة جورثم يَأْتِي بعدكم قوم قيل صَوَابه بعدهمْ بعد الْقُرُون المختارة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح عِنْدِي أَي بعد الْخِيَار من الْقُرُون الَّذين قرن الصَّحَابَة المخاطبون مِنْهُم فَيصح خطابهم بِالْكَاف لحضور بَعضهم بل جلهم وَفِي أول هَذَا الحَدِيث لَا أَدْرِي أذكر النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بعد قرنين أَو ثَلَاثَة ضَبطه بعد بِالضَّمِّ قَوْله فِي حَدِيث أَسمَاء فِي غَزْوَة خَيْبَر وَكُنَّا فِي دَار أَو فِي أَرض الْبعدَاء الْبغضَاء بِالْحَبَشَةِ كَذَا لأبي ذَر والأصيلي وَفِي نُسْخَة عَن أبي ذَر وَعَن النَّسَفِيّ فِي أَرض الْبعد الْبغضَاء بِالْحَبَشَةِ وَعند عَبدُوس أَرض الْبعد الْبعد الْبغضَاء بِالْحَبَشَةِ كَذَا كَرَّرَه وَكَذَا للقابسي إِلَّا أَن عِنْده أَرض الْبعد الْبعدَاء البعضاء وَقَيده بَعضهم عَنهُ بِضَم الْعين فِي الأول وَحمل بَعضهم تكراره على التَّفْسِير وَمَا للهروى والأصيلي أحسن وَأولى وَفِي تَفْسِير أَو الحوايا المباعر كَذَا للأصيلي وَلغيره المبعر على الْأَفْرَاد وَلأبي إِسْحَاق الإمعاء وَالْأول أقرب إِلَى الصَّوَاب الْبَاء مَعَ الْغَيْن (ب غ ى) مهر الْبَغي هُوَ مَا تُعْطى الزَّانِيَة على الزِّنَا بهَا وَهِي الْبَغي بِكَسْر الْغَيْن وَالزِّنَا هُوَ الْبغاء قَالَ الله تَعَالَى) وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء (وَقَوله فبغيت حَتَّى جمعتها أَي طلبت وَقَوله فَبعث الحرس يبتغونها أَي يطلبونها وَكَذَلِكَ حَبَسَنِي ابتغاؤه وَقَوله أبغني أحجارا وأبغني حبيبا وأبغني شَيْئا وأبغنا رسلًا أَي لَبَنًا أَي أطلب لي وَقيل مَعْنَاهُ أَعنِي على طلبَهَا وأصل الْبغاء الطّلب وَمِنْه سميت الْبَغي الزَّانِيَة بِكَسْر الْغَيْن لطلبها أَو استيجارها لذَلِك وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي الطّلب بغاء بِالضَّمِّ وَفِي الزِّنَا بغاء بِالْكَسْرِ وَيُقَال أبغ لي وأبغني أَي أطلب لي قَالَ الله تَعَالَى يبغونكم الْفِتْنَة قَالَ الْخطابِيّ وَأكْثر مَا يَأْتِي الْبغاء فِي طلب الشَّرّ قَوْله تقتله فِئَة باغية من الْبَغي وَهُوَ الظُّلم وَأَصله الْحَسَد وَالْبَغي أَيْضا الْفساد والاستطالة وَالْكبر وَفِي الحَدِيث الآخر أَن الآلي قد بغوا علينا أَي استطالوا علينا وظلمونا فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

فصل الاختلاف والوهم

فِي الحَدِيث فِي التلبينة للْمَرِيض هُوَ البغيض النافع كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي النغيض بالنُّون وَلَا معنى لَهُ وَالْأول الصَّوَاب لِأَن الْمَرِيض يكره الْغذَاء والدواء وَهُوَ نَافِع لَهُ لإِقَامَة رمقه وتقوية نَفسه وَصَلَاح مزاجه وَفِي غير هَذَا الْكتب عَلَيْكُم بالمشنية النافعة أَي البغيضة وَفِي حَدِيث أهل النَّار وَأهل الْجنَّة أهل النَّار خَمْسَة ثمَّ قَالَ فِي آخِرهم الَّذين لَا يَبْتَغُونَ أَهلا وَلَا مَالا أَي لَا يطلبونه كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَعند ابْن عِيسَى يتبعُون بِتَقْدِيم التَّاء على الْبَاء وَهُوَ أوجه بِمَعْنى الحَدِيث فِي حَدِيث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل أَنه خرج يسْأَل عَن الدّين ويبتغيه كَذَا للقابسي وَلغيره ويتبعه وَفِي حَدِيث الْغَار فبغيت حَتَّى جمعت مائَة أَي طلبت كَذَا للسجزي وَعند العذري والسمرقندي وَابْن ماهان فتعبت من التَّعَب وَالْأول الْمَعْرُوف الْبَاء مَعَ الْفَاء فِيهِ فِي الْوَهم والتصحيف قَوْله كنت شاكيا بِفَارِس فَكنت أُصَلِّي قَاعِدا فَسَأَلت عَن ذَلِك عَائِشَة كَذَا رِوَايَة الْجَمِيع فِي كتاب مُسلم وَفِي جَمِيع نسخه قَالَ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي هُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه كنت شاكيا نقارس بالنُّون وَالْقَاف وَهِي أوجاع المفاصل وَلِأَن عَائِشَة لم تكن بِفَارِس الْبَاء مَعَ الْقَاف (ب ق ر) فِي الحَدِيث بقرت بهَا بَطْنه وبقر خواصرها أَي شقها عَمَّا فِيهَا وأصل الْبَقر هُنَا الشق الْوَاسِع وأصل الْبَقر التَّوَسُّع وَفِيه فِي الحَدِيث الآخر فِي تَفْسِير بَرَاءَة فَهَؤُلَاءِ الَّذين يبقرون بُيُوتنَا هُوَ أَيْضا بِالْبَاء أَي ينقبونها ويسرقونها وَفِي الآخر فَأخذ خَشَبَة فبقرها كَذَا رَوَاهُ جَمِيعهم وَعند الْأصيلِيّ فنقرها بالنُّون ومعناهما مُتَقَارب أَي حفرهَا وَفِي حَدِيث أهل السَّفِينَة فَجعل يبقر اسفل السَّفِينَة بِالْبَاء وَكله بِمَعْنى (ب ق ع) وَقَوله بِثَلَاث ذود بقع الذري بِضَم الْبَاء وَسُكُون الْقَاف أَي بيض جمع أبقع وَمثله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى غر الذرى والذرى الأعالي وأحدها ذرْوَة وذروة وَقَوله الْغُرَاب الأبقع كل مَا فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد فَهُوَ أبقع وَأَصله لون يُخَالف بعضه بَعْضًا وَلَا يُقَال أبلق إِلَّا فِي الْخَيل كَذَا قَالَ والبقعة من الأَرْض بِضَم الْبَاء وَفتحهَا وَجَمعهَا بقاع وبقاع وَقَوله فِي ثَوْبه بقع المَاء بِضَم الْبَاء وَفتح الْقَاف أَي موَاضعه جمع بقْعَة واصلة لون يُخَالف بعضه بَعْضًا وَمِنْه الْغُرَاب الأبقع الَّذِي فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد فَأَما الْبقْعَة من الأَرْض بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا فجمعها بقاع وبقع (ب ق ى) قَوْله أَنه أبقى لثوبك وَأتقى لِرَبِّك كَذَا الرِّوَايَة فِيهِ الأولى بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَالثَّانِي بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا كَذَا الرِّوَايَة عِنْد جَمِيعهم قَالَ الْأصيلِيّ وَمِنْهُم من يَقُول أنفي لثوبك بالنُّون. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِاللَّيْلِ فَبَقيت كَيفَ يُصَلِّي كَذَا روينَاهُ عَن الطَّبَرِيّ بباء بِوَاحِدَة بعْدهَا قَاف مَفْتُوحَة مُخَفّفَة وَهُوَ بِمَعْنى ارتقبت وَعَن السَّمرقَنْدِي فترقبت من الارتقاب وَعَن العذري فبغيت بِمَعْنى طلبت من الابتغاء وَرَوَاهُ البرقاني فِي كِتَابه فرمقت من إدامة النّظر وَفِي الحَدِيث الآخر فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْن السكن والقابسي والأصيلي كنت أبقيه بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْبَاء مثل بقيت فِي الحَدِيث الأول أَي ارتقبه ولغيرهم أبقيه بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء وَعند الطرابلسي أبغيه بالغين وَفِي مُسلم عِنْد شُيُوخنَا انتبه لَهُ وَرَوَاهُ البرقاني أرتقبه وأوجهها بقيت وأبقيه وترقبت وارتقبت وَقَوله فَاغْفِر فدَاء لَك مَا أبقينا كَذَا للأصيلي وَغَيره وَعند الْقَابِسِيّ مَا لَقينَا كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي غَزْوَة خَيْبَر وَعِنْده فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي مُسلم مَا اقتفينا أَي اكتسبنا وَأَصله الإتباع وَذكر الْمَازرِيّ أَنه روى مَا ابتغينا وَلَعَلَّه

(ب س س)

تَغْيِير واقتفينا أَكثر وَأشهر فِي بَاب المَاء الَّذِي يغسل بِهِ شعر الْإِنْسَان وسور الْكلاب وممرها فِي الْمَسْجِد قَوْله كَانَت الْكلاب تقبل وتدبر فِي الْمَسْجِد فِي زمن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم يَكُونُوا يرشون شَيْئا من ذَلِك وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ تبول وَتقبل وتدبر وَلَفْظَة تبول هُنَا وهم وَالله أعلم والترجمة لَا تَقْتَضِيه وَلَا بَقِيَّة الْكَلَام وَقَوله فَمَا ترَوْنَ يبْقى ذَلِك من درنه كَذَا أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ بِالْبَاء وَوَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا بِالْبَاء وَالنُّون مَعًا وَالْبَاء أوجه وَأظْهر فِي الْمَعْنى وَسِيَاق الحَدِيث وَفِي خبر ابْن صياد وَقد بقرت عينه كَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم بِالْبَاء وَالْقَاف وَضَبطه حذاق شُيُوخنَا نفرت بالنُّون وَالْفَاء وَقيل هَذَا صَحِيح هَذَا الْحَرْف وَهِي روايتنا فِيهِ عَن الصَّدَفِي والأسدي أَي ورومت وَعند القَاضِي التَّمِيمِي فِي أَصله فقرت وفقئت وَكتب عَلَيْهِ نقرت بالنُّون وَالْقَاف وَذكره الْمَازرِيّ بقرت بِالْبَاء وَالْقَاف أَي شقَّتْ وَمعنى فقرت قريب مِنْهُ أَي استخرج مَا فِيهَا وحفرت وَمِنْه الْفَقِير البير افْتَقَرت أَي استخرج مَاؤُهَا وَكَذَلِكَ معنى نقرت بالنُّون وَمِنْه النقير حُفْرَة فِي الْحجر وَفِي النوات وَفِي النَّخْلَة وَكله كِنَايَة عَن الْغَوْر فِي الأنبذة فِي مُسلم فِي تَفْسِير النقير هِيَ النَّخْلَة ينسح نسحا ثمَّ ينقر نقرا الرِّوَايَة عندنَا فِيهِ بالنُّون وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بعض الرِّوَايَات بِالْبَاء وَالْأول أصح قَوْله فِي حَدِيث أم زرع لَا تبقت ميرتنا تبقيتا كَذَا عِنْد السجْزِي فِي حَدِيث الْحلْوانِي بِالْبَاء بِوَاحِدَة أولاهما مَفْتُوحَة فِي الْفِعْل وَهُوَ وهم وَكَذَا كَانَ عِنْد القَاضِي أبي عبد الله التَّمِيمِي وَكَانَ عِنْد العذري فِيمَا كتبناه عَن القَاضِي أبي عَليّ عَنهُ تنفث بالنُّون أَولا سَاكِنة وَالْفَاء بعْدهَا وَلَا وَجه لَهُ أَيْضا وَالصَّوَاب مَا لغَيرهم ينقت بنُون أَولا سَاكِنة وبالقاف المضمومة كَمَا قَالَ فِي حَدِيث عَليّ بن حجر وكما ذكره البُخَارِيّ أَيْضا إِلَّا أَن فيهمَا تنقت بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف وتنقيثا كَذَلِك وَمَعْنَاهُ لَا تبددها وتخرجها مسرعة بذلك فِي حَدِيث الصِّرَاط وَمِنْهُم الْمُؤمن بَقِي بِعَمَلِهِ كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَعند الطَّبَرِيّ الموثق بالثاء الْمُثَلَّثَة بَقِي بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة وَعند العذري والسجزي الموبق بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة يَعْنِي بِعَمَلِهِ وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ الَّذِي أوبقته ذنُوبه وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ وَجَاء فِيهِ فِي كتاب التَّوْحِيد الْمُؤمن بَقِي بِعَمَلِهِ أَو الموبق بِعَمَلِهِ على الشَّك وَالْأول كَرِوَايَة السَّمرقَنْدِي لَكِن سمنده فِي بَقِي ضبطان الْبَاء بِوَاحِدَة وَالْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الصَّلَاة وَمِنْهُم من يوبق بِعَمَلِهِ كَذَا لأبي ذَر وَلغيره من يوثق وَفِي تَفْسِير الرَّحْمَن العصف بقل الزَّرْع كَذَا لجمهورهم وَعند الْمُسْتَمْلِي ثفل الزَّرْع الْبَاء مَعَ السِّين (ب س س) قَوْله فَيَأْتِي قوم يبسون يروي بِفَتْح الْيَاء أَولا وَكسر الْبَاء بعْدهَا وَضمّهَا أَيْضا ويروى بِضَم الْيَاء أَولا وَكسر الْبَاء بعْدهَا وكلا ضَبطنَا فِي الْأُمَّهَات عَن مَشَايِخنَا البس السّير قَالَ مَالك يبسون يَسِيرُونَ وَقَالَ ابْن وهب يزينون لَهُم الْخُرُوج وَقيل عَن مَالك أَيْضا يدعونَ غَيرهم للرحيل وَقيل يزجرون إبلهم وَيُقَال بست النَّاقة أبس وأبس وأبسست أبس إِذا سقتها وَيُقَال فِي زجر الْإِبِل فِي السُّوق بس بس بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا أرنا بذلك القَاضِي التَّمِيمِي عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَمِنْه هَذَا وَيُقَال بسستها أَيْضا إِذا دعوتها للحلب فعلى هَذَا أَنهم يدعونَ غَيرهم للرحيل عَن الْمَدِينَة إِلَى الخصب بغَيْرهَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بِأَهَالِيِهِمْ وَمن أطاعهم وَقَالَ الداوودي يبسون أَي يزجرون دوابهم فتفت مَا تطَأ قَالَ الله تَعَالَى) وبست الْجبَال بسا (أَي فتت (ب س ر) قَوْله فِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن

فصل الاختلاف والوهم

كَانَت بِي بواسير هِيَ تورم فِي أَسْفَل الْمخْرج دَاء مَعْلُوم بِالْبَاء وَمثله فِي الحَدِيث الآخر عَنهُ كَانَ مبسورا أَي بِهِ الْبَاسُور كَذَا عِنْد كَافَّة الروَاة فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَرَوَاهُ بَعضهم منسورا بنُون فِي حَدِيث عبد الصَّمد أَي بِهِ ناسور وَهُوَ بِمَعْنى قَرِيبا من الأول إِلَّا أَنه لَا يُسمى باسورا بِالْبَاء إِلَّا إِذا جرى وانفتحت أَفْوَاه عروقه من خَارج الْمخْرج (ب س ط) قَوْله بِيَدِهِ الْقَبْض والبسط ويبسط يَده لمسيء النَّهَار الحَدِيث الْبسط هُنَا عبارَة عَن سَعَة رَحمته ورزقه قَالَ الله تَعَالَى) وَلَو بسط الله الرزق لِعِبَادِهِ (الْآيَة وَقبض ذَلِك تقتيره وحرمانه من أَرَادَ بِحِكْمَتِهِ وَمن أَسْمَائِهِ تَعَالَى الْقَابِض الباسط وَهُوَ من هَذَا وَقيل قَابض يقبض الْأَرْوَاح بِالْمَوْتِ وباسطها فِي الأجساد بِالْحَيَاةِ وَقيل قَابض الصَّدقَات من الْأَغْنِيَاء وباسط الرزق للْفُقَرَاء وَقيل قَابض الْقُلُوب أَي مضيقها وموحشها وباسطها أَي مؤنسها وَجَمِيع هَذَا يتَأَوَّل فِي قَوْله بِيَدِهِ الْقَبْض والبسط وَيصِح فِيهِ وَقَوله فِي فَاطِمَة فيبسطني مَا يبسطها ويقبضني مَا يقبضهَا أَي يسرني مَا يسرها ويسوؤني مَا يسوءها لن الْإِنْسَان إِذا سر انبسط وَجهه واستبشر وانبسطت خلقه وبضده إِذا أَصَابَهُ سوء أَو مَا يكرههُ وَقَوله بسط لنا من الدُّنْيَا مَا بسط أَي وسع وَقَوله انبسط إِلَيْهِ أَي هش لَهُ وَأظْهر لَهُ الْبشر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ بسط الْكَفَّيْنِ كَذَا لأكثرهم ولبعضهم سبط بِتَقْدِيم السِّين ولبعضهم بسيط وَشك فِي الْحَرْف الْمروزِي وَقَالَ لَا أَدْرِي سبط أَو بسط وَكِلَاهُمَا صَحِيح لِأَنَّهُ روى شثن الْكَفَّيْنِ أَي غليظهما وَهَذَا يدل على سعتهما وكبرهما وروى سَائل الْأَطْرَاف وَهَذَا مُوَافق لِمَعْنى بسط فِي الْمُوَطَّأ فِي النَّهْي عَن إِصَابَة الرجل أمة كَانَت لِأَبِيهِ قَوْله فَلم انبسط لَهَا كَذَا ليحيى من الانبساط وَلغيره فَلم انتشط من النشاط وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى متقاربه وَتقدم الْخلاف فِي بيسون وَفِي بواسير فِي مواضعهما حَسْبَمَا اقْتَضَاهُ الشَّرْح الْبَاء مَعَ الشين (ب ش ر) وَقَوله ولحمى وبشرى هِيَ جلدَة الْوَجْه والجسد وأحدها بشرة وَالْجمع بشر كلهَا بِفَتْح الشين وَمِنْه حَتَّى أروى بَشرته يَعْنِي بلغ المَاء من شعره إِلَى جلدَة رَأسه والبشر طلاقة الْوَجْه والبشرى بِالضَّمِّ مَا يبشر بِهِ الْإِنْسَان من خير وَهِي الْبشَارَة بِالْكَسْرِ والبشارة بِالضَّمِّ مَا يُعْطي البشير وَكثير من هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث مكررة (ب ش ع) وَقَوله وَهِي بشعة فِي الْحلق أَي كريهة الطّعْم (ب ش ق) قَوْله بشق الْمُسَافِر بِفَتْح الْبَاء والشين كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَقَالَ صَاحب المنضدفية عَن أبي عُبَيْدَة بشق الْمُسَافِر بِكَسْر الشين أَي تَأَخّر وَقَالَ غَيره مل وَقيل ضعف وَقيل حبس وَقيل هُوَ مُشْتَقّ من الباشق طَائِر لَا يتَصَرَّف إِذا أَكثر الْمَطَر وَقيل ينفر الصَّيْد وَلَا يصيد وَقد جَاءَ مثل هَذَا الحَدِيث فِي مُصَنف ابْن السكن فِي الاسْتِسْقَاء فَلَمَّا رآ لثق الثِّيَاب أَي بللها والتصاقها وتطينها واللثق بِالْفَتْح مَاء وطين مختلط فعلى هَذَا يشبه أَن يكون لثق الْمُسَافِر أَي وَقع فِي اللثق أَو أضربه اللثق وَالله أعلم (ب ش ش) قَوْله فِي الْإِيمَان حِين تخالط بشاشته الْقُلُوب بِفَتْح الْبَاء وَمعنى ذَلِك أنسه ولطفه وَرَوَاهُ الْحَمَوِيّ والعذري وَالْمُسْتَمْلِي وَابْن سُفْيَان حَتَّى يخالط بشاشة الْقُلُوب جعل الْإِيمَان فَاعِلا وَالْأول أوجه وَأولى وَفِي حَدِيث ابْن عَوْف فرآ عَلَيْهِ بشاشة الْعَرُوس فِي بعض

فصل الاختلاف والوهم

الرِّوَايَات أَي أَثَره وَحسنه قَالَه الْحَرْبِيّ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ورآ عَلَيْهِ صفرَة أَي عبيرا أَو طيبا من طيب الْعَرُوس. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَدْء الْخلق اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لم يقبلهَا بنوتميم كَذَا لَهُم بِالْبَاء بِوَاحِدَة مَقْصُور وَعند الْأصيلِيّ الْيُسْرَى بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وسين مُهْملَة وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر وَجَوَاب بني تَمِيم لَهُ بشرتنا فاعطنا فِي التَّخْيِير إِن الله لم يَبْعَثنِي مُعنتًا وَلَا مُتَعَنتًا وَلَكِن بَعَثَنِي معلما وَمُبشرا كَذَا لِابْنِ الْحذاء وللكافة ميسرًا وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ فِي مُقَابلَة مُعنتًا وَفِي النِّكَاح فِي بَاب وَآتوا النِّسَاء صدقاتهن نحلة فِي حَدِيث ابْن عَوْف فرآ عَلَيْهِ شَيْئا شبه الْعَرُوس كَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ والقابسي والنسفي وَبَعض رُوَاة البُخَارِيّ وَهُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب مَا عِنْد ابْن السكن وَأبي ذَر بشاشة على مَا تقدم وَفِي الرُّؤْيَا فَإِذا رآ رُؤْيا حَسَنَة فليبشر وَلَا يخبر بهَا إِلَّا من يحب كَذَا لَهُم بِالْبَاء بِوَاحِدَة من الْبُشْرَى بِالْخَيرِ وَعند العذرى فلينشر بالنُّون وَهُوَ خطأ وتصحيف وَالْأول الصَّوَاب بشرت الرجل وبشرته يُخَفف ويثقل أُبَشِّرهُ بِضَم الشين وأبشر هُوَ وتبشر فِي غَزْوَة مَوته وَأَنا أطلع من صائر الْبَاب بشق الْبَاب كَذَا للقابسي وَهُوَ وهم وَعند النَّسَفِيّ شقّ بِغَيْر بَاء وَعند الْأصيلِيّ يَعْنِي شقّ وَعند الْمُسْتَمْلِي يَعْنِي من شقّ وَكلهَا صَحِيح الْبَاء مَعَ الْهَاء (ب هـ ا) قَوْله فبها ونعمت واذهب بهَا ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاء المفردة (ب هـ ب هـ) قَوْله ابْن عمر بِهِ بِهِ قَالَ ابْن السّكيت بِهِ بِهِ ونج نج بِمَعْنى وَاحِد كلمة يعظم بهَا الْأَمر وَتَكون للزجر بِمَعْنى مَه مَه (ب هـ ت) قَوْله فقد بَهته بِفَتْح الْبَاء وَالْهَاء وتخفيفها وتشديدها خطأ وَمعنى قلت قيه الْبُهْتَان وَهُوَ الْبَاطِل وَقيل قلت فِيهِ من الْبَاطِل مَا حيرته بِهِ يُقَال بهت فلَان فلَانا فبهت إِذا تحير فِي كذبه وَقيل بَهته وأبهته بِمَا لم يفعل وَفِي الحَدِيث الآخر أَن الْيَهُود قوم بهت بِضَم الْبَاء وَالْهَاء وَإِن تَسْأَلهُمْ عني يبهتوني أَي يباهتون بقول الْبَاطِل فِي الْوَجْه والبهت يكون فِي الْوَجْه وَالظّهْر (ب هـ ج) قَوْله ورآ بهجتها أَي حسنها والبهجة حسن لون الشَّيْء والبهجة السرُور وَيُقَال أبهجني الشَّيْء إبهاجا وبهجني بهجا وَالْأول أوجه وَرجل بهج ومتبهج (ب هـ ر) قَوْله حَتَّى إبهار اللَّيْل بتَشْديد الرَّاء قيل انتصف وبهر كل شَيْء وَسطه وَقيل طلعت نجومه وأضاء وَقَوله فَهَذَا أَو إِن قطعت أَبْهَري وَالْأَبْهَر عرق يكتنف الصلب وَالْقلب مُتَّصِل بِهِ فَإِذا انْقَطع فَلَا حَيَاة لصَاحبه (ب هـ م) قَوْله فذبحنا بَهِيمَة لنا بِضَم الْبَاء على التصغير وَلَو شَاءَت أَن تمر بهمة بَين يَدَيْهِ بِفَتْحِهَا قَالَ الْخَلِيل البهمة ولد الضان والمعز وَالْبَقر وَجمعه بهم وبهام وَقَوله فِي كتاب مُسلم إِذا تطاول رعاء البهم فِي الْبُنيان بِفَتْح الْبَاء من هَذَا أَي رعاء الشَّاء كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر وَأَصله كل مَا استبهم عَن الْكَلَام والبهم هُنَا جمع بهمة وَقَوله خيل دهم بهم قيل السود وَقيل هُوَ كل ذِي لون لاشية فِيهِ وَلَا يخالطه لون غَيره فَهُوَ بهيم أصفر كَانَ أَو أَبيض أَو أسود (ب هـ ش) قَوْله مَا بهشت بقصبة أَي مَا مددت يَدي إِلَيْهَا وَلَا تناولتها إِلَّا دافعا بهَا يُقَال بهشت إِلَى الشَّيْء مددت يدك إِلَيْهِ لتتناوله وَقيل مَعْنَاهُ مَا قَاتَلت بهَا وَلَا دافعت يُقَال بهش الْقَوْم بَعضهم إِلَى بعض إِذا تراموا لِلْقِتَالِ (ب هـ و) وَقَوله أَن الله تَعَالَى يباهي بكم الْمَلَائِكَة أَي يفاخرون وَيظْهر الله فَضلهمْ وَحسن عَمَلهم وَقَوله فَصَارَت مباهاة أَي مفاخرة وَقَوله يتباهون بهَا من الْبَهَاء وَرجل

فصل الاختلاف والوهم

بهى وَهُوَ الْحسن المنظر والهيئة أَي يتجملون بهَا ويظهرون ذَلِك ويتفاخرون بِهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَإِذا تطاول رُعَاة الْإِبِل البهم فِي الْبُنيان بِضَم الْبَاء رَوَاهُ أَبُو ذَر وَغَيره وروى عَن الْأصيلِيّ بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا أَيْضا وَالصَّوَاب هُنَا الضَّم وَوَقعت فِي الأَصْل للقابسي بِفَتْح الْبَاء وَحكى عَنهُ ضم الْبَاء وَالْمِيم مَعًا وَقَالَ هُوَ من صفة الرعات أَي السود وَقَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ المجهولون الَّذين لَا يعْرفُونَ وَمِنْه أبهم الْأَمر وَقَالَ غَيره أَي الَّذين لَا شَيْء لَهُم كَمَا قيل فِي الْحَشْر أَنهم يحشرون بهما وَقيل فِي هَذَا أَيْضا متشابهي الألوان وَالْأول أبين وَجَاء فِي كتاب مُسلم يَعْنِي العريب تَصْغِير الْعَرَب وَمن كسر الْمِيم جعله وَصفا لِلْإِبِلِ وَهِي شَرها وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث فِي صفتهمْ زِيَادَة الصم الْبكم وَهَذَا يدل أَنَّهَا كلهَا أَوْصَاف للرعات لَا لِلْإِبِلِ وَقَالَ الطَّحَاوِيّ المُرَاد بالبكم الصم أَي عَن قبُول القَوْل الْمَحْمُود وسماعه أَي لَا يعرفونه لجهلهم وَفِي حَدِيث مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة وَأَشَارَ إِسْمَاعِيل بالإبهام كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَعند السَّمرقَنْدِي البهام وَهَذَا خطأ إِنَّمَا البهام جمع بهمة وَهُوَ مَا فسرناه قبل وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه وَجَاء فِي الحَدِيث الآخر وَأَشَارَ بالسبابة وَهُوَ أظهر إِذْ الْغَالِب أَن بهَا الْإِشَارَة وَهِي الَّتِي يَصح بهَا ضرب الْمثل وَفِي بَاب النّوم قبل الْعشَاء حَتَّى مست إبهامه طرف الْأذن كَذَا لكافتهم وَعند بعض الروَاة عَن أبي ذَر إبهامية وَهُوَ غلط إِنَّمَا كَانَت يدا وحدة على مَا ذكر فِي الحَدِيث فِي كتاب الاستاذان وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار لَا أرصده لدين لَا أَن أَقُول بِهِ فِي عباد الله هَكَذَا كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ إِلَّا أَن أَقُول بِيَدِهِ وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي الصَّلَاة عِنْد مناهضة الْحُصُون إِن كَانَ بهَا الْفَتْح كَذَا للقابسي وَهُوَ وهم وَصَوَابه إِن كَانَ تهَيَّأ أَي أمكن وَكَذَا أتقنه الْأصيلِيّ وَفِي بَاب من رغب عَن الْمَدِينَة فيجدانها وحوشا كَذَا لبَعْضهِم بباء بِوَاحِدَة وَالصَّوَاب رِوَايَة الْأصيلِيّ فيجدانها بالنُّون وَكَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب مُسلم لَكِن قَالَ وحشا أَي خَالِيَة وبلد وَحش خلاء وَفِي الرَّقَائِق فِي التَّوْبَة لله أفرح بتوبة عَبده من رجل نزل منزلا وَبِه مهلكة وَمَعَهُ رَاحِلَته كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَهُوَ تَغْيِير وتصحيف وَصَوَابه مَا فِي كتاب مُسلم بِسَنَد البُخَارِيّ بِعَيْنِه من رجل فِي أَرض دوية مهلكة وَمَعَهُ رَاحِلَته أَي قفر يهْلك سالكه وبمثل هَذَا جَاءَت الْآثَار وتكررت لفظا وَمعنى الْبَاء مَعَ الْوَاو (ب وأ) قَوْله فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار مَهْمُوز الْأَخير أَي ينزل منزله مِنْهَا ويتخذه قيل هُوَ على طَرِيق الدُّعَاء عَلَيْهِ أَي بوأه الله ذَلِك وَخرج مخرج الْأَمر وَقيل بل هُوَ على الْخَبَر وَأَنه اسْتحق ذَلِك واستوجبه وَقَوله فقد بَاء بهَا أَحدهمَا وتبوأ بإثمي وإثمك قيل ترجع بِهِ لَازِما لَك وَقيل تحمله كرها وَتلْزَمهُ وَأَصله من الرُّجُوع بِهِ قَالَ الله تَعَالَى) فباؤوا بغضب على غضب (أَي لَزِمَهُم وَرَجَعُوا بِهِ وَقَوله فباءت على نَفسهَا وَقد باءت بِهِ على نَفسهَا وَإِلَيْك أَبُوء بذنبي مَعْنَاهُ اعْترف طَوْعًا وَكَأَنَّهُ من الأَصْل الْمُقدم فِي الرُّجُوع أَي رجعت إِلَى الْإِقْرَار بعد الأتكار أَو السُّكُوت أَو يكون من اللُّزُوم أَي ألزم وألزمت ذَلِك أَنفسهمَا وتحملاه قَالَ الْخطابِيّ بَاء فلَان بِذَنبِهِ إِذا احتمله كرها وَلم يسْتَطع دَفعه (ب وح) وَقَوله فِي المواعدة فِي الْعدة يعرض وَلَا يبوح أَي لَا يُصَرح وَيظْهر غَرَضه وَعند الْجِرْجَانِيّ وَلَا يتَزَوَّج وَهُوَ تَصْحِيف

(ب ور)

وَقَوله كفر أبواحا أَي ظَاهرا وَقد ذَكرْنَاهُ (ب ور) قَوْله فِي ثَقِيف كَذَّاب ومبير أَي مهلك والبوار الْهَلَاك وأبار أهلك تأولوا الْكذَّاب الْمُخْتَار بن أبي عبيد والمبير الْحجَّاج بن يُوسُف وَبِهَذَا فسر الحَدِيث أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَهُوَ مَفْهُوم الحَدِيث فِي مُسلم وَقيل المبير مَعْنَاهُ المبيد أباريبير أباد النَّاس قتلا (ب ول) قَوْله لَا يُبَالِي الله بهم بالة وَقَوله لَا يلقى لَهَا بألا وَمَا كنت لأباليها وَمَا باليت وَمَا تباله كُله من الاكتراث والاهتمام بالشَّيْء والبال الاكتراث يُقَال مَا أباليه بالة وَإِلَّا وبالا مكسور مَقْصُور مصدر وَقيل اسْم أَي لم اكترث بِهِ وَلم أبل بِالْأَمر وَلم أباليه فَمن قَالَ لم أبل حذف على غير قِيَاس لِأَن اللَّام متحركة فَلَا يجوز حذف الْألف وَذكره صَاحب الْعين ومختصره فِي حرف المعتل بِالْوَاو وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي بالة كَأَنَّهُ بالية كعافية يُرِيد فحذفت الْيَاء ونقلت حركتها على اللَّام والبال أَيْضا الْحَال وَمِنْه مَا بَال النَّاس أَي حَالهم وَفُلَان رخي البال أَي الْحَال وَقيل الْمَعيشَة أَي حسنها وَمِنْه ناعم البال وَكله رَاجع إِلَى الْحَال وَيصْلح بالكم فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَمِنْه مَا بَال هَذِه أَي مَا حَالهَا وشأنها وَمَا بَال الطَّعَام فِي حَدِيث صفة أهل الْجنَّة أَي مَا حَاله وشأنه والبال أَيْضا الْفِكر وَمِنْه قَامَ ببالي وَقيل بل هُوَ هُنَا الْهم رَاجع إِلَى نَحْو مَا تقدم وَقَوله بَال الشَّيْطَان فِي أُذُنَيْهِ ذكر الطَّحَاوِيّ أَنه اسْتِعَارَة لأعلى الْحَقِيقَة وَعبارَة عَن الطوع وَفعل أقبح مَا يفعل بالنوام وَمن يذل ويقهر وَقَالَ الحربى بَال هُنَا بِمَعْنى ظهر عَلَيْهِ وسخر مِنْهُ وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة مَعْنَاهُ هُنَا أفْسدهُ وَقَالَ غَيره يُقَال لمن استخف بِإِنْسَان وخدعه بَال فِي أُذُنه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) استحوذ عَلَيْهِم الشَّيْطَان فأنساهم ذكر الله (قيل وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ أَخذه بسمعه على سَماع نِدَاء الْملك هَل من دَاع فاستجيب لَهُ الحَدِيث وشغله لَهُ بوسوسته وتزيينه النّوم لَهُ فَهُوَ كالبول فِي أُذُنه لِأَنَّهُ نجس خَبِيث مخبث وأفعاله كَذَلِك قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمثل هَذَا قَوْلهم ثفل فلَان فِي أذن فلَان وَنَفث فِي أُذُنه إِذا ناجاه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد أَن يكون على وَجهه ومقصد الشَّيْطَان بذلك إذلاله أَو تَمام طَاعَته لَهُ وَتَأْتِي مَا يُرِيد مِنْهُ لما أطاعه أول أمره بترك الْقيام للصالة وَالْفِعْل لما أَرَادَ مكنه الله مِنْهُ وَلم يمنعهُ مَانع الْبَوْل فِي أُذُنه حَتَّى استغرق فِي نَومه وَبلغ مِنْهُ تَمام مُرَاده وَقد يكون بَال فِي أُذُنه كِنَايَة عَن ضرب النّوم عَلَيْهِ واستعار ذَلِك لَهُ وَخَصه بالأذن لكَونهَا حاسة المتنبه بِكُل حَال وموقظة النَّائِم بِمَا يطْرَأ عَلَيْهِ من الْأَصْوَات كَمَا قَالَ تَعَالَى) فضربنا على آذانهم فِي الْكَهْف سِنِين عددا (فَخص الضَّرْب بالأذن (ب ون) قَوْله فِي تطييق النَّاس فِي الْعَدَالَة بون مَا بَينهمَا أَي بعده أَو اختلافه وَفرق مَا بَينهمَا والبون الْبعد والبون مَسَافَة مَا بَين الشَّيْئَيْنِ والبون الِاخْتِلَاف بَين الشَّيْئَيْنِ وَحكى بَعضهم فِي الْبعد البون بِالضَّمِّ وَأنْشد عَلَيْهِ إِلَى غمرة لَا ينظر الْقَوْم بونها (ب وع) قَوْله قربت مِنْهُ باعا وَفِي رِوَايَة أُخْرَى أَو بوعا على الشَّك بِسُكُون الْوَاو وَفتح الْبَاء وهما بِمَعْنى صَحِيحَانِ الباع والبوع والبوع بِالْفَتْح وَالضَّم وَاحِد وَهُوَ طول ذراعي الْإِنْسَان وعضديه وَعرض صَدره وهما أَرْبَعَة أَذْرع قَالَ الْبَاجِيّ وَهِي من الدَّوَابّ قدر خطوتها فِي الْمَشْي وَهُوَ مَا بَين قَوَائِمهَا وَذَلِكَ ذراعان والبوع أَيْضا مصدر بَاعَ إِذا بسط بَاعه وَمد فِي سيره المُرَاد هُنَا مَا جَاءَ فِي الحَدِيث فِي حق الله تَعَالَى

فصل الاختلاف والوهم

من مجيبه كَذَلِك أَو الْمَجِيء إِلَيْهِ وتمثيله بالذراع والباع وَالْمَشْي والهرولة مجَاز كَلَام الْعَرَب والاستعارة لمجازاة الله عَبده عِنْد طَاعَته لَهُ وإنابته إِلَيْهِ وإقباله على عِبَادَته بِقبُول تَوْبَته وتيسيره لطاعته ومعونته عَلَيْهَا وَتَمام توفيقه وهدايته وَالله أعلم بمراده. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب ذكر الْمَلَائِكَة فِي حَدِيث الْإِسْرَاء فبودي أَن قد أمضيت فريضتي وخففت على عبَادي كَذَا بِالْبَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وواو مَضْمُومَة ودال مُشَدّدَة من الود كَذَا وجدته مُقَيّدا بخطى فِي كتاب البُخَارِيّ فِي هَذَا الْبَاب وَرَوَاهُ سَائِر الروَاة وَفِي سَائِر النّسخ فَنُوديَ بالنُّون وَهُوَ الصَّوَاب وَوجه الْكَلَام وَبِمَعْنى مَا جَاءَت بِهِ الْأَحَادِيث فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالْأول يخْتل بِهِ الْكَلَام وَهُوَ تَصْحِيف لَا شكّ فِيهِ وَقَوله فِي بَاب وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى فِي كتاب الصَّلَاة وَأَجد بِلَالًا قَائِما بَين الْبَابَيْنِ كَذَا عِنْد كافتهم وَعند الْحَمَوِيّ بَين النَّاس وَالْأول الصَّوَاب قَوْله مَا بَين الرُّكْن وَالْبَاب الْمُلْتَزم كَذَا اليحيى بن يحيى من رِوَايَة ابْن وضاح وَأبي عِيسَى وَعنهُ أَيْضا مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام الْمُلْتَزم وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَقد بَيناهُ فِي حرف الْمِيم وَفِي صفة أهل الْجنَّة قلت فَمَا بَال الطَّعَام قَالَ جشاء كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالَ الكساني لَعَلَّه مَا مآل الطَّعَام لِأَنَّهُ جَاءَ فِي رِوَايَة الزبيدِيّ إِلَى م مصير طَعَام أهل الْجنَّة فَذكر بَقِيَّة الحَدِيث بِمَعْنَاهُ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقَوله بَال يَقْتَضِي مَا ذكره كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة فقد قدمنَا أَن البال يَقع على الْحَال والشأن فَمَعْنَاه مَا شَأْن عقباه ومآله وَآخر أمره وَقَوله فِي ألبان الأتن وَمَا البان الأتن وَقَوله فَلم يبلغنَا فِي أَلْبَانهَا أَمر كَذَا لكافة رُوَاة البُخَارِيّ وَهُوَ الصَّحِيح وَمُقْتَضى التَّبْوِيب وَالْكَلَام وَعند الْجِرْجَانِيّ أَبْوَال مَكَان لبان وَأَلْبَانهَا وَهُوَ خطأ الْبَاء مَعَ الْيَاء (ب ى ب) قَوْله بيبا ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ وَمَعْنَاهُ فِي الْهمزَة وَقَول من قَالَ أَن الْكَلِمَة كلهَا جعلت كالكلمة الواحسدة (ب ى ت) قَوْله مَا بَين بَيْتِي ومنبري قيل المُرَاد بِهِ الْقَبْر كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا بَين قَبْرِي ومنبري وَالْبَيْت يَأْتِي فِي اللُّغَة بِمَعْنى الْقَبْر وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر فِي الأذخر فَإِنَّهُ لبيوتنا قيل مَعْنَاهُ لِقُبُورِنَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لِقُبُورِنَا وَجَاء أَيْضا مَا يدل أَنه بَيت السُّكْنَى فقد رُوِيَ أَنه لظهر الْبَيْت والقبر وَفِي أُخْرَى فَإِنَّهُ لبيوتنا وَقُبُورنَا وَقد يكون أَيْضا الْبَيْت فِي الحَدِيث الأول المُرَاد بِهِ بَيت سكناهُ فَإِن فِيهِ كَانَ قَبره فَاجْتمع المعنيان فِي الْبَيْت قَالَ الدَّاودِيّ كَانُوا يخلطونه بالطين كَمَا يخلط بالتبن فيملسون بِهِ بُيُوتهم وَقَوله فِي اهل الدَّار يبيتُونَ وَأَنا نصيب فِي البيات من دراري الْمُشْركين هُوَ أَن يُوقع بهم لَيْلًا وَهُوَ البيات قَالَ الله تَعَالَى) لنبيتنه وَأَهله (وَقَالَ) أفأمن أهل الْقرى أَن يَأْتِيهم بأسنا بياتا وهم نائمون (وَقَوله فَبَاتُوا يَفْعَلُونَ كَذَا وَبَات يفعل كَذَا وَبت أَفعلهُ وَهُوَ متكرر فِي الحَدِيث هُوَ كِنَايَة عَمَّا يصنع فِي اللَّيْل وَعَكسه ظللت فِي فعل النَّهَار وَأكْثر مَا يسْتَعْمل بَات فِي غير النّوم وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَيُصْبِح مَعَ قُرَيْش كبائت أَي كَمثل من بَات مَعَهم وَلم يغب عَنْهُم وَقَوله لبيت بركبة أحب إِلَيّ من أَبْيَات بِالشَّام قيل أَرَادَ بِالْبَيْتِ الْبناء والمسكن لصِحَّة بِلَاد الْحجاز ووباء الشَّام وركبة من بِلَاد الطَّائِف وسنذكرها وَقيل أَرَادَ بِالْبَيْتِ هُنَا أَهله من الْعَرَب قَالَ بعض اللغويين البيتة من الْعَرَب الَّذِي يجمع شرف الْقَبِيلَة وَهُوَ بَيتهَا أَيْضا (ب ى ح) قَوْله أبيحت خضراء قُرَيْش

(ب ى د)

أَي انتهبت وَتمّ هلاكها وَالْإِبَاحَة كالنهي وَمَا لَا يرد عَنهُ مريده وَمِنْه الشَّيْء الْمُبَاح فِي الشَّرْع أَي الَّذِي لم يمْنَع مِنْهُ مَانع وَترك لمن أَرَادَ فعله أَو تَركه وخضرا أوهم جَمَاعَتهمْ وسنذكره مُفَسرًا فِي حرف الْخَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى (ب ى د) قَوْله بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا بِفَتْح الْبَاء وَالدَّال لَا غير وَسُكُون الْيَاء مَعْنَاهُ هُنَا غير وَقيل إِلَّا وَقيل على وَتَأْتِي بِمَعْنى من أجل وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر بيد أَنِّي من قُرَيْش وَقد قيل ذَلِك فِي الحَدِيث الأول وَهُوَ بعيد وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْهمزَة وفيهَا لُغَة أُخْرَى ميد بِالْمِيم وَقَوله بيداؤكم هَذِه وَذكر الْبَيْدَاء وبيداء الْمَدِينَة وبيداء مَكَّة هِيَ الْمَفَازَة والقفر وكل صحراء بيداء وَجَمعهَا بيد والبيدر والبيادر بِفَتْح الْبَاء ذكرت فِي الحَدِيث هِيَ للتمر كالأنادر للطعام يجمع فِيهَا إِذا جدو يُسمى الجرين أَيْضا والجوخان وَقَوله بيدر كل تمر على حِدته أَي أجعَل لكل صنف بيدرا وَلَا تخلط بِهِ غَيره وَقَوله أبيدت خضراء قُرَيْش أَي أهلكت وَهُوَ قريب من الرِّوَايَة الْأُخْرَى أبيحت (ب ى ن) قَوْله إِن من الْبَيَان لسحرا فِيهِ وَجْهَان قيل مقْصده بِهِ الدَّم لِأَنَّهُ يصرف الْحق إِلَى صُورَة الْبَاطِل وَالْبَاطِل إِلَى صُورَة الْحق كالسحر الَّذِي يقلب الْعين وَسِيَاق الحَدِيث وَسَببه قد يشْهد لهَذَا التَّأْوِيل وَقيل هُوَ على الْمَدْح وَالثنَاء عَلَيْهِ وَإِنَّمَا شبه بِالسحرِ لصرف الْقُلُوب بِهِ وَمِنْه قَالُوا فِيهِ السحر الْحَلَال وَالْبَيَان هُوَ الْفَهم وذكاء الْقلب مَعَ اللسن وَالْبَيَان أَيْضا الظُّهُور وَمِنْه بِأَن لي كَذَا وَتبين لي كَذَا بَينا وبيانا وَقَوله ابْن الْقدح عَن فِيك قَالَ بَعضهم أخرة من بَان عَنهُ أَي فَارقه وَبعد أَيْضا عَنهُ والبين الْفِرَاق والبعد والبين أَيْضا الْوَصْل وَمِنْه لقد تقطع بَيْنكُم وَقَوله بَينا أَنا فِي أَمر أَي بَيْنَمَا وَكَأَنَّهُ من الْبَين الَّذِي هُوَ الْوَصْل أَي أَنا مُتَّصِل بِفِعْلِهِ والتبين التثبت وَقُرِئَ فَتَبَيَّنُوا وفتثبتوا وَقَوله لَيْسَ بالطويل الْبَائِن أَي المفرط فِي الطول كَأَنَّهُ من الْمُفَارقَة والبعد أَي الَّذِي بَان عَن قدود الطوَال وَبعد عَن شبههم أَو من الظُّهُور أَي الَّذِي ظهر شذوذ طوله عَلَيْهِم (ب ى ض) وَقَوله فَلَمَّا ارْتَفَعت الشَّمْس وابياضت أَي صفت يُقَال أَبيض الشَّيْء وأبياض وأبياض أَيْضا بِالْهَمْز وَكَذَلِكَ فِي الْحمرَة والصفرة وَغَيرهَا وَقد جَاءَ فِي الْبيُوع مَا تزهو قَالَ تحمار وتصفار وَقيل إِنَّمَا يُقَال ذَلِك فِي كل لون بير لونين كالصهبة والربدة والشهبة يُقَال مِنْهُ أصهاب وأشهاب وأرباد فَأَما الْخَالِص الْحمرَة وَالْبَيَاض وَشبهه فَإِنَّمَا يُقَال فِيهِ أَحْمَر وأبيض وأسود إِذا أردْت استقراره وتمكنه فَإِن أردْت تغيره واستحالته قلت فِيهِ أَفعَال وَقَوله تستبيح بيضتهم أَي جَمَاعَتهمْ وأصلهم مَأْخُوذ من بَيْضَة الطَّائِر لِأَنَّهَا أَصله وتحضينها عَلَيْهِ واجتماعه لَهُ والبيضة أَيْضا الْعِزّ والبيضة أَيْضا الْملك وَقَوله يسرق الْبَيْضَة فتقطع يَده قيل هِيَ بَيْضَة الطَّائِر الْمَعْرُوفَة وَهُوَ على مَذْهَب من يقطع فِي الْقَلِيل وَالْكثير وَقيل هُوَ على ضرب الْمثل للقليل وَإِن الْعَادة تحمله إِذا سرق الْبَيْضَة على سَرقَة مَا هُوَ أَكثر مِنْهَا فتقطع يَده وَقيل المُرَاد بَيْضَة الْحَدِيد الَّتِي لَهَا قيمَة وَقَوله وَأعْطيت الكنزين الْأَبْيَض والأحمر قيل هما الْفضة وَالذَّهَب وَقيل ملك كسْرَى وَقَيْصَر لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر ولتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله وَلقَوْله لتفتحن عِصَابَة من الْمُسلمين كنز كسْرَى الْأَبْيَض وَلقَوْله إِنِّي لَأبْصر قصر الْمَدَائِن الْأَبْيَض وَفِي الشَّام قُصُورهَا الْحمر وَذكر فِي الحَدِيث فِي بيع الطَّعَام الْبَيْضَاء جَاءَ تَفْسِيرهَا فِي حَدِيث سُفْيَان أَنه الشّعير وَقَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الْبَيْضَاء من الْقَمْح وَقَالَ الْخطابِيّ

فصل الاختلاف والوهم

الْبَيْضَاء الرطب من السلت كره بَيْعه باليابس مِنْهُ وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ مُقْتَضى قَوْله فِي الْمُوَطَّأ الْحِنْطَة كلهَا الْبَيْضَاء والسمراء وَالشعِير فقد جعلهَا غير الشّعير وَهِي المحمولة وَهِي حِنْطَة الْحجاز وَيدل عَلَيْهِ قَوْله ثَلَاثَة آصَع من الْبَيْضَاء بصاعين وَنصف من حِنْطَة شامية وَقَوله رآ رجلا مبيضا بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْيَاء كَذَا ضبطناه على أبي بَحر أَي لابس بَيَاض قَالَ ثَعْلَب يُقَال هم المبيضة والمسودة وَضَبطه غَيره مبيضا وَهُوَ أوجه هُنَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا قصد إِلَى صفته فِي ذَاته وَقَوله فِي الْحَج عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ثمَّ تقف حَتَّى يبيض مَا بَينهَا وَبَين النَّاس من الأَرْض قَالَ مَالك مَعْنَاهُ يظْهر لَهَا الأَرْض يُرِيد يذهب النَّاس من الْموقف وبضده السوَاد للمكان الْمَعْمُور وَمِنْه سَواد الْعرَاق وسنذكره (ب ى ع) قَوْله فَلَا يمر على صَاحب بيعَة وَلَا أحد إِلَّا سلم عَلَيْهِ كَذَا لعامة الروَاة بِفَتْح الْبَاء وَقَيده الجياني وَابْن عتاب بِكَسْرِهَا قَالَ الجياني هِيَ حَالَة من البيع كالقعدة والجلسة وَبعده وَأَنت فَلَا تقف على البيع بِضَم الْبَاء وَتَشْديد الْيَاء جمع بَائِع وَفِي حَدِيث فرس عمر فابتاعه أَو فأضاعه الَّذِي كَانَ عِنْده كَذَا فِي الْجِهَاد وابتاع هُنَا بِمَعْنى بَاعَ أَو أَرَادَ ذَلِك كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَأَرَادَ أَن يبتاعه قَوْله كل النَّاس يَغْدُو فبائع نَفسه فمعتقها أَو موبقها قيل يحْتَمل أَن بَايع هُنَا بِمَعْنى مُشْتَرِي أَي من اشْتَرَاهَا من الله أعْتقهَا وَمن بَاعهَا أَو بقها وَيحْتَمل أَن الْمَعْنى للْبيع وَحده أَي من بَاعهَا من الله أعْتقهَا وَمن بَاعهَا من غَيره أَو بقها قَوْله لَا يَبِيع بَعْضكُم على بيع بعض كَذَا هُوَ فِي كثير من الْأَحَادِيث على صُورَة الْخَبَر وَفِي بَعْضهَا بيع على النَّهْي وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى الْخَبَر هُنَا وَمعنى قَوْله لَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض أَي لَا يسم كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَذَلِكَ إِذا ترا كُنَّا عِنْد أهل الْعلم وَالْبيع يَقع على البيع وَالشِّرَاء وَالْمرَاد بِبيع عِنْد أَكْثَرهم يَشْتَرِي أَي يسم ليَشْتَرِي فَسمى السّوم اشْتِرَاء وبيعا وَقد قيل بَاعَ إِذا اشْترى وَيحْتَمل أَيْضا أَن يكون ذَلِك فِي البَائِع يرى الرجل قدرا كن غَيره فِي شِرَاء سلْعَة بِثمن فَيَقُول لَهُ عِنْدِي غَيرهَا بِدُونِ ذَلِك الثّمن أبيعها مِنْك وَمعنى النَّهْي وَالْخَبَر وَاحِد وَقَوله البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يفترقا سمى البَائِع وَالْمُشْتَرِي بيعا وَبَايِعًا وَقَول حُذَيْفَة أَتَى عَليّ زمَان وَمَا أُبَالِي أَيّكُم بَايَعت فَأَما الْآن فَمَا كنت أبايع إِلَّا فلَانا وَفُلَانًا قَالَ أَبُو عبيد هِيَ من الْمُبَايعَة فِي الشِّرَاء لقلَّة الْأَمَانَة وَقَالَ وَقَوله فِي الأَرْض لَا تَبِيعُوهَا مَعْنَاهُ لَا تواجروها مثل نَهْيه عَن كِرَاء الْمزَارِع وَبَينه قَوْله نهى عَن بيع الأَرْض لتحرث يَعْنِي كراءها وَقَوله فوا ببيعة الأول من مبايعة الْأُمَرَاء بِفَتْح الْبَاء وَأَصله من البيع لأَنهم إِذا بَايعُوهُ وعقدوا عَهده وحلفوا لَهُ جعلُوا أَيْديهم فِي يَده توكيدا كالبائع وَالْمُشْتَرِي فِي الحَدِيث كَانَ يُصَلِّي فِي الْبيعَة بِكَسْر الْبَاء هِيَ كَنِيسَة أهل الْكتاب وَقيل الْبيعَة للْيَهُود والكنيسة لِلنَّصَارَى والصلوات للصابين والمساجد للْمُسلمين. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب التحريض على الْقِتَال نَحن الَّذين بَايعنَا مُحَمَّدًا كَذَا رَوَاهُ الْأصيلِيّ وَأَبُو ذَر هُنَا وَرَوَاهُ غَيرهمَا هُنَا بَايعُوا على الصَّوَاب وَالْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب وَبِه يتزن الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة كافتهم فِي هَذَا الْبَاب على الْإِسْلَام مَا بَقينَا أبدا وَصَوَابه ووزنه وَالْمَعْرُوف فِي غَيره على الْجِهَاد وَلَوْلَا رِوَايَته على هَذَا لقلنا أَنه لَيْسَ برجز وَأَنه سجع فِي قصَّة الْأسود الْعَنسِي قَول مُسَيْلمَة للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن شِئْت خليت بَيْننَا وَبَين الْأَمر ثمَّ جعلته لنا بعْدك كَذَا لجَمِيع الروَاة وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للنسفي إِن شِئْت

خليت بَيْنك وَبَين الْأَمر فِي حَدِيث هِرقل فنبايع هَذَا الرجل كَذَا هُوَ بِالْبَاء لأبي ذَر والقابسي من البيع لَكِن عِنْد أبي ذَر فتبايعوا وَهُوَ وهم وَخطأ وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ فنتابع بِالتَّاءِ من الأتباع وَعِنْده فِيهِ نتابعوا أَيْضا وَرِوَايَة الْقَابِسِيّ الصَّوَاب والمبايعة والمتابعة مُتَقَارِبَة الْمَعْنى فِي الصِّحَّة وَمثله فِي عمْرَة المقاضاة لَو نعلم أَنَّك رَسُول الله بايعناك كَذَا عِنْد بعض رُوَاة البُخَارِيّ وَمُسلم بِالْبَاء بِوَاحِدَة أَولا وَعند كَافَّة شُيُوخنَا بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ أَولا فِي حَدِيث عمر قد بيّنت لكم السّنَن كَذَا للقعنبي من الْبَيَان وَلغيره سنت وَهُوَ الْمَحْفُوظ الْمَعْرُوف فِي قتل أبي رَافع فَدخل عَلَيْهِ عبد الله بن أبي عتِيك بَيته لَيْلًا مخفف الْيَاء وَفِي رِوَايَة بَيته بتشديدها من البيات بِالْفَتْح وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث ويبات الْعَدو وَهُوَ طروقه واغتفاله بِاللَّيْلِ قَوْله لَا تحلفُوا بالمسلة كَذَا للعذرى والسمرقندي بِالْبَاء الَّتِي للألزاق وَعند السجْزِي والخشني فِي المسلة بِالْفَاءِ قَوْله فِي غَزْوَة الطَّائِف قسم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) غَنَائِم بَين قُرَيْش فِي حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَهُوَ الصَّوَاب وللباقين من قُرَيْش وَهُوَ وهم وَكَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ غَنَائِم قُرَيْش وَقَالَ صَوَابه فِي قُرَيْش قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا مثل الرِّوَايَة الأولى بَين قُرَيْش وَسقط ذكر قُرَيْش عِنْد ابْن السكن إِلَّا أَن يَجْعَل من بِمَعْنى فِي وَهُوَ أحد مَعَانِيهَا فَيصح الْكَلَام فِي بَاب الْكَفَّارَة قبل الحنت وَكَانَ بَيْننَا وَبَين هَذَا الْحَيّ من جرم إخاء كَذَا لجميعهم وَعند الْأصيلِيّ فَكَانَ بَيْننَا وَبَينه وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب الصَّيْد يغيب فِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم قَوْله غير أَنه لم يذكر بيتوتته كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره نتونته وَالصَّوَاب الأول لِأَنَّهُ ذكر بعد ذَلِك إِلَّا ان ينتن فَدَعْهُ فِي الْفَتْح وَجعل أَبَا عُبَيْدَة على البياذقة كَذَا هُوَ بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة ودال مُعْجمَة مَكْسُورَة وقاف كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَعند بَعضهم السَّاقَة أَي آخر الْجَيْش وَقَالَ بَعضهم على الشارفة يَعْنِي الَّذين يشرفون على مَكَّة وَالصَّوَاب الأول والبيادقة الرجالة وهم أَيْضا أَصْحَاب ركائب الْملك والمتصرفون لَهُ وَالَّذِي فِي السّير أَن أَبَا عُبَيْدَة جَاءَ بالصف من الْمُسلمين ينصب لمَكَّة بَين يَدي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَهَذَا يرد رِوَايَة من روى السَّاقَة وَفِي الْأُم أَيْضا فِي الحَدِيث الآخر وَأَبُو عُبَيْدَة على الحسر وَفِي بَاب الْإِحْسَان إِلَى الْمَمْلُوك فَإِن كلفه مَا يغلبه فليبعه من البيع كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس وَهُوَ وهم وَصَوَابه فليعنه من العون كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث زُهَيْر فِي تَحْرِيم بيع الْخمر فَلَا تشرب وَلَا تبع كَذَا للفارسي وَعند العذري والسجزي وَلَا ينْتَفع وَفِي بَاب قصّ الشَّارِب وَيَأْخُذ هذَيْن يَعْنِي بَين الشَّارِب واللحية كَذَا لكافتهم وروى عَن ابْن أبي صفرَة يَعْنِي من الشَّارِب واللحية وَالْوَجْه الأول وَفِي كتاب الْحِيَل قَالَ بعض النَّاس إِذا أَرَادَ أَن يَبِيع الشُّفْعَة كَذَا للكافة وَعند الْأصيلِيّ يقطع وَهُوَ الْوَجْه وَقَوله فِي الْبَيْت الَّذِي أنْشد البُخَارِيّ ورجلة يضْربُونَ الْبيض صاحية كَذَا لكافة الروَاة بِفَتْح الْبَاء أَي بيض الْحَدِيد على الرؤوس وَفِي رِوَايَة ابْن الْوَلِيد عَن أبي ذَر الْبيض بِكَسْر الْبَاء يُرِيد السيوف وَالصَّوَاب الأول إِلَّا على من يرى حذف بَاء الإلزاق كَقَوْلِه تمرون الديار وَلم تعوجوا فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر دَاوُود فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو

فصل مشكل الأسماء والكنى في هذا الحرف

بن العَاصِي إِنِّي أجد بِي روى بِالْبَاء بِوَاحِدَة وبالنون وبالوجهين قَيده الْأصيلِيّ وَصَوَابه هُنَا الْبَاء أَي أحد بِي قُوَّة على أَكثر من ذَلِك كَمَا قَالَ إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَاك فِي بَاب كَيفَ الْحَشْر قَوْله كالشعرة السَّوْدَاء فِي جلد الثور الْأَبْيَض كَذَا هُنَا للجرجاني وَحده وَهُوَ الْمَعْرُوف الْمَشْهُور فِي غير هَذَا الْموضع لجميعهم وَلغيره هُنَا الْأَحْمَر مَكَان الْأَبْيَض وَقَوله فِي الْحَج كَانَ إِذا نزل بَين الصَّفَا مَشى حَتَّى إِذا أنصبت قدماه قَالَ أَبُو عمر كَذَا رِوَايَة يحيى بَين وَلم يكن عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا إِلَّا من كَمَا جَاءَ فِي غير مَوضِع وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب بيع الْمُرَابَحَة إِذا بَاعَ رجل سلْعَة قَامَت عَلَيْهِ بِمِائَة دِينَار لعشرة أحد عشر ثمَّ جَاءَهُ بعد ذَلِك أَنَّهَا قَامَت عَلَيْهِ بتسعين دِينَار وَقد فَاتَت السّلْعَة خير البَائِع فَإِن أحب فَلهُ قيمَة سلْعَته كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن سهل خير الْمُبْتَاع فَإِن أحب أعطَاهُ قيمَة سلْعَته فِي بَاب لَيْلَة الْقدر فِي مُسلم ثمَّ أبينت لَهُ أَنَّهَا فِي الْعشْر الآخر من الْبَيَان ويروي ثمَّ أَثْبَتَت من الثَّبَات بالثاء الْمُثَلَّثَة وَفِي الِاعْتِكَاف من اعْتكف معي فليت من الْمبيت كَذَا عِنْد الْفَارِسِي وَابْن أبي جَعْفَر فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَعند العذري فِيهِ فليثبت وَكَذَا لجميعهم وَفِي حَدِيث ابْن أبي عمر فليثبت من الثَّبَات وَهُوَ الصَّوَاب وَعند غَيرهم فِي حَدِيث ابْن أبي عمر فليثبت من اللّّبْث وَهُوَ الْإِقَامَة بِمَعْنَاهُ قَوْله فِي حَدِيث ابْن عمرَان هَذَا لحد يبين الصَّغِير وَالْكَبِير كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَرَوَاهُ بَعضهم أَن هَذَا الْحَد بَين الصَّغِير وَالْكَبِير وَالْأول الْمَعْرُوف فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف كل مَا وَقع فِي هَذِه الْكتب بشر فَهُوَ بِكَسْر الْبَاء بِوَاحِدَة وإعجام الشين إِلَّا عبد الله بن بسر الْمَازِني وَبسر بن محجن وَبسر بن سعيد الْحَضْرَمِيّ وَبسر بن عبيد الله الْحَضْرَمِيّ فَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة بِضَم الْبَاء وإهمال السِّين وَذكر عَن سُفْيَان أَنه كَانَ يَقُول بشر بن محجن بشين مُعْجمَة صحف فِيهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَيُقَال أَنه رَجَعَ عَنهُ وَجَاء الْخلاف فِي كتاب مُسلم فِي بَاب أجر من غرس غرسا من وَرَايَة اللَّيْث أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) دخل على أم بشر بِكَسْر الْبَاء وشين مُعْجمَة كَذَا عِنْد ابْن ماهان وَعند الجلودي أم مُبشر وَفِي كتاب العذري على أم معبد أَو مُبشر وَعند السجْزِي والفارسي أَو أم مُبشر وهما بِمَعْنى وَاحِد قَالَ الجياني صَوَابه أم مُبشر وَكَذَا وَقع فِي ديوَان اللَّيْث وَقَالَ أَبُو عمر أم مُبشر بنت الْبَراء ابْن معْرور وَيُقَال لَهَا أم بشر أَيْضا وَهِي زوج زيد بن حَارِثَة وَقد ذكره مُسلم من رِوَايَة الْأَعْمَش فَقَالَ عَن أم مُبشر امْرَأَة زيد بن حَارِثَة وَذكر الحَدِيث عَن أنس وَفِيه أم مُبشر وَذكره من رِوَايَة عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر وَفِيه أم معبد وَكَذَلِكَ فِي النِّسَاء بسرة بنت صَفْوَان مثل مَا تقدم بصم الْبَاء وسين مُهْملَة صحابية وَيشْتَبه بهَا يسرة بن صَفْوَان من شُيُوخ البُخَارِيّ بِفَتْح الْيَاء بأنثتي تحتهَا وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَمثله أَبُو الْيُسْر صَاحب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلَيْسَ فِي هَذِه الْكتب مَا يشْتَبه بِهَذِهِ الْأَسْمَاء وَكَذَلِكَ كل من جَاءَ فِيهَا بشير فَهُوَ يفتح الْبَاء بِوَاحِدَة وَكسر الشين الْمُعْجَمَة غير بشير بن كَعْب العذري وَبشير بن يسَار الْأنْصَارِيّ فهذان بِضَم الْبَاء وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَغير يسير بن عَمْرو فَهَذَا بِضَم الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وسين مُهْملَة وَيُقَال فِيهِ أَسِير بن جَابر بِضَم الْهمزَة أَيْضا وَقد ذَكرْنَاهُ وَقد جَاءَ بالاسمين والنسبين فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغير قطن بن

(و)

نسير مثله إِلَّا أَنه بالنُّون فِي أَوله وَكَذَلِكَ بشار بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وَشد الشين الْمُعْجَمَة بعْدهَا وَالِد مُحَمَّد بن بشار وكل مَا فِيهَا غَيره يسَار بِفَتْح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَتَخْفِيف السِّين الْمُهْملَة وَكَذَلِكَ قَوْله لَا تسم غلامك يسارا وَيشْتَبه بِهِ فيهمَا سيار أَوله سين مُهْملَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَهُوَ ابْن وردان وسيار بن سَلامَة أَبُو الْمنْهَال وَكَذَلِكَ فِيهَا بريد بن عبد الله ابْن أبي بردة بِضَم الْبَاء وَفتح الرَّاء بعْدهَا يَاء التصغير لَا غير وَاخْتلف فِي أبي بريد كنية على مَا نذكرهُ بعد وَمُحَمّد بن عرْعرة بن البرند هَذَا بِكَسْر الْبَاء وَالرَّاء وَبعدهَا نون سَاكِنة وَيُقَال بِفَتْح الْبَاء أَيْضا وَالْكَسْر أشهر وَابْنه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَعلي ابْن هَاشم بن الْبَرِيد هَذَا بِفَتْح الْبَاء وَكسر الرَّاء بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة وَمن عدا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة فِيهَا يزِيد بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَولا بعْدهَا زَاي وَبُرَيْدَة بن حصيب الْأَسْلَمِيّ بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا رَاء مصغر وَاسم أَبِيه بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسَيَأْتِي فِي بَابه وَابْنه عبد الله بن بُرَيْدَة وَيشْتَبه بِهِ بَرِيرَة مولاة عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَهِي بِفَتْح الْبَاء وَكسر الرَّاء الأولى اسْمهَا مَشْهُور وبصرة ابْن أبي بصرة الْغِفَارِيّ جرى ذكره وَذكر أَبِيه فِيهَا بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الصَّاد الْمُهْملَة وَوَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا وَالصَّوَاب مَا تقدم وَمثله أَبُو بصرة عَن أبي ذَر فِي فتح مصر كَذَا الصَّحِيح ولجمهور الروَاة وَعند العذري فِيهِ أَبُو نَضرة بالنُّون وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ خطأ هُوَ أَبُو بصرة الْغِفَارِيّ الْمَذْكُور أَولا وَأَبُو نَضرة الْعَبْدي بالنُّون وضاد مُعْجمَة سَاكِنة صَاحب أبي سعيد (و) أَبُو بَصِير بِفَتْح الْبَاء وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة الْمَذْكُور فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة من ذكره وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا نصير بن أبي الْأَشْعَث بنُون مَضْمُومَة وصاد مُهْملَة مصغر أخرجَا عَنهُ (و) برة كَانَ اسْم زَيْنَب بنت جحش وَاسم جوَيْرِية وَاسم زَيْنَب بنت أم سَلمَة جَاءَ كُله فِي الْأَحَادِيث فغبره النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الرَّاء (و) الْقَاسِم بن نَافِع بن أبي بزَّة مثله إِلَّا أَنه بالزاي بور بن أَصْرَم أَبُو بكر الْمروزِي بِضَم الْبَاء وَآخره رَاء هَذَا وَحده وَمن عداهُ ثَوْر بثاء مُثَلّثَة مَفْتُوحَة وَأَبُو بردة بن نيار وَأَبُو بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَأَبُو بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة وَسَعِيد بن أبي بردة هَؤُلَاءِ كلهم بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا دَال وَاخْتلف فِي أبي بردة الْأنْصَارِيّ على مَا نذكرهُ بعد وَأَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ بِفَتْح الْبَاء وَبعد الرَّاء زَاي وَبَيَان حَيْثُ مَا جَاءَ فِيهَا بِفَتْح الْبَاء أَولا وَتَخْفِيف الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بعْدهَا ألف وَآخره نون الأنيار وَالِد أبي بردة بن نيار فَهَذَا بنُون أَوله مكسور وَآخره رَاء وَعبد الله بن نيار مثله وَفد يشْتَبه بِهِ مُسلم بن يناق وَابْنه الْحسن بن يناق هَذَا أَوله يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة بعْدهَا نون مُشَدّدَة وَآخره قَاف وَمُسلم البطين بِفَتْح الْبَاء وَذُو البطين مصغر بِضَم الْبَاء وَفتح الطَّاء هُوَ أُسَامَة بن زيد كَذَا جرى ذكره فِي الحَدِيث لعظم بَطْنه وكل اسْم فِيهَا الْبَراء فَهُوَ مخفف مَمْدُود إِلَّا أَبَا الْعَالِيَة الْبَراء وَأَبا معشر الْبَراء واسْمه يُوسُف بن يزِيد فهذان مشددا الرَّاء وَيشْتَبه بهما عدي بن بداء هَذَا بدال مُشَدّدَة مَمْدُود أَيْضا وَعبد الله بن براد الْأَشْعَرِيّ بتَشْديد الرَّاء وَزِيَادَة دَال وَمُحَمّد بن الصَّباح الْبَزَّار بزايين معجمتين نسبه الطَّبَرِيّ عَن مُسلم وَالْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار وَخلف بن هِشَام الْبَزَّاز هَذَانِ آخرهما رَاء مُهْملَة وَيشْتَبه بِهِ أَبُو الْمُنْذر الْقَزاز واسْمه إِسْمَاعِيل بن عمر الوَاسِطِيّ ذكره مُسلم بكنيته وَنسبه واخطأ فِيهَا بعض الروَاة وسنذكره وَبدل بن المحبر

فصل الاختلاف والوهم

بِفَتْح الْبَاء وَالدَّال وَأَبوهُ بحاء مُهْملَة وَبُدَيْل بن ميسرَة وَهُوَ بديل عَن عبد الله بن شَقِيق وَبُدَيْل بن وَرْقَاء هَذَانِ بِضَم الْبَاء مصغران والبختري بن الْمُخْتَار وَأَبُو البخْترِي بِفَتْح الْبَاء أَولا وَالتَّاء آخرا وخاء مُعْجمَة سَاكِنة وحاطب بن أبي بلتعة وبعجة الْجُهَنِيّ بجيم وَعين مُهْملَة سَاكِنة وَهُوَ بعجة بن عبد الله بن بدر أَيْضا وَعبد الله الْبَهِي عَن عَائِشَة وَعَن عُرْوَة عَنْهَا بِكَسْر الْهَاء وَتَشْديد آخِره وَعلي بن بجر وَابْن بزيع بزاي وَعين مُهْملَة وبجالة بن عَبدة بجيم مُخَفّفَة وبفتح الْبَاء فِي اسْم أَبِيه وَيُقَال فِيهِ ابْن عبد وَبَقِيَّة بن الْوَلِيد بِكَسْر الْقَاف وَبدر حَيْثُ وَقع وَأَبُو البداح بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة وَآخره حاء مُهْملَة وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن بهْرَام وبهز حَيْثُ وَقع آخِره زَاي وَعبد الله بن بأيبه بِفَتْح الباءين بِوَاحِدَة فيهمَا وَقبل الْهَاء يَاء سكانة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَأَبُو السنابل بن بعكك بِسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْكَاف هَؤُلَاءِ كلهم أَوَّلهمْ بَاء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة وَكَذَلِكَ بجيلة الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة جَاءَ ذكرهَا فِي الْمَغَازِي بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْجِيم وَيشْتَبه بهَا نخيلة مولاة عَائِشَة بِضَم النُّون وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة مصغرة وَقد اخْتلف فِيهَا فَأكْثر الروَاة عَن يحيى كَمَا تقدم وَكَذَا الْجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ عبد الْملك بن الْمَاجشون بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالوجهين ضبطناه عَن ابْن عتاب وبالباء وَالْخَاء الْمُعْجَمَة رَوَاهُ بَعضهم وَهِي رِوَايَة ابْن الْقَاسِم وَابْن حبيب قَالَ ابْن وضاح وَقيل بِفَتْح الْبَاء وجعفر بن برْقَان بِضَم الْبَاء وَكَذَلِكَ عبد الله بن بُحَيْنَة وحاءه مُهْملَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا نون وَهُوَ اسْم أمه وَقيل أم أَبِيه وَهُوَ عبد الله بن ملك الْأَزْدِيّ وَفِيه اخْتِلَاف ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَفِي حرف الْمِيم وَكَذَلِكَ بهيس وَالِد أبي الدهماء قرفة مضموم الْبَاء أَيْضا مَفْتُوح الْهَاء مصغر وَآخره سين مُهْملَة ذكره مُسلم وَمُحَمّد بن بجيد بِضَم الْبَاء وَفتح الْجِيم بعْدهَا وَكَذَلِكَ أَبُو نجيد عمرَان بن حُصَيْن ذكرهَا مُسلم مثله إِلَّا أَن أَولهَا نون وَكَذَلِكَ بهية صَاحِبَة أبي عقيل بِضَم الْبَاء وَفتح الْهَاء وَتَشْديد الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَهِي امْرَأَة تروي عَن عَائِشَة وهدد بن بدد كِلَاهُمَا بدالين مهملتين أولاهما مَفْتُوحَة ذكر فِي حَدِيث الْخضر ومُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام هَؤُلَاءِ أَيْضا كلهم بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة وَأُميَّة بن بسطَام بِكَسْر الْبَاء وبادنة بنت غيلَان بنُون هُوَ الْمَعْرُوف وَحكى بَعضهم فِيهِ بادية بِالْيَاءِ اسْم فَاعل من بَدَت وبلى قَبيلَة مَعْرُوفَة من قضاعة بِكَسْر اللَّام. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي جَامع البُخَارِيّ كَصَلَاة شَيخنَا أبي يزِيد عَمْرو بن سَلمَة كَذَا لجَمِيع الروات بياء أُخْت الْوَاو مَفْتُوحَة بعْدهَا زَاي إِلَّا أَبَا مُحَمَّد الْحَمَوِيّ فَإِن عِنْده أبي بريد بباء بِوَاحِدَة مَضْمُومَة بعْدهَا رَاء وَكَذَا كناه مُسلم فِي كِتَابه فِي الكنى وَذكر أَبُو نصر بن مَا كولاء فِي استيعابه فِيهِ الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد لم نَسْمَعهُ إِلَّا بالزاي إِلَّا عَن مُسلم وَهُوَ أعلم وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب وضع المَاء عِنْد الْخَلَاء نَا وَرْقَاء عَن عبيد الله بن أبي يزِيد وَفِي المناقب وَكَانَ أسيد بن حضير وَعباد بن بشر كَذَا للكافة من رُوَاة البُخَارِيّ وَهُوَ الصَّحِيح وَعند الْقَابِسِيّ وَعباد بن بشير بِزِيَادَة يَاء وَهُوَ وهم وَفِي حَدِيث التعزيز لَا يجلد أحد فَوق عشرَة أسواط إِلَّا فِي حد عَن أبي بردة الْأنْصَارِيّ كَذَا لِابْنِ ماهان وكافة الروَاة بِالدَّال وَعند الجلودي عَن أبي بَرزَة بالزاي وَهُوَ وهم والْحَدِيث مَحْفُوظ لأبي بردة وَاخْتلف

فصل منه

من هُوَ أَبُو بردة فَقيل هُوَ ابْن نيار البلوي حَلِيف للْأَنْصَار وَقَالَ ابْن أبي حنيفَة لَا أَدْرِي هُوَ الظفري أَو غَيره وَأما أَبُو بَرزَة فأسلمي وَذكر مُسلم بعث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بسيسة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ بِضَم الْبَاء وَفتح السِّين الْمُهْملَة مصغر وَالْمَعْرُوف فِي اسْمه بسبس بباءين بِوَاحِدَة فيهمَا مفتوحتين وسينين مهملتين الأولى سَاكِنة وَكَذَا ذكره ابْن إِسْحَاق وَابْن هِشَام وَغَيرهمَا وَكَذَا جَاءَ عِنْد بعض رُوَاة مُسلم لَكِن بِزِيَادَة هَاء بسبسة وَذكر أَبُو الْمُنْذر الْبَزَّاز بِالْبَاء وزايين معجمتين كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَكَذَا فِي كتاب شَيخنَا الخشنى وأراها رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وَعند ابْن الدلاءي والسجزي الْقَزاز بِالْقَافِ وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب اللّقطَة عَن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن بدر الْجُهَنِيّ كَذَا لرواة يحيى وَغَيرهم وَعند ابْن وضاح ابْن زيد مَكَان بدر وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الحكم فِيمَن ارْتَدَّ نَا الْحسن بن أبي شُعَيْب الْحَرَّانِي نَا مِسْكين وَهُوَ ابْن بكير الْحَرَّانِي كَذَا لكافتهم مُصَغرًا وَعند شَيخنَا الصَّدَفِي عَن العذري وَهُوَ ابْن بكر مكبرا وَقَالَ لنا وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب لَا تقيم لَهُم يَوْم الْقِيَامَة وزنا وَفِي أول كتاب صفة الْقِيَامَة نَا مُسلم نَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق نَا يحيى بن بكير كَذَا لكافتهم وَعَامة شُيُوخنَا وَعند ابْن عِيسَى عَن الجياني أَيْضا نَا يحيى بن بكر مَعًا وَالْمَعْرُوف الأول وَلَيْسَ فِي كتاب البُخَارِيّ وَمُسلم يحيى بن بكر وَفِي بَاب الشَّفَاعَة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يحيى يَعْنِي ابْن أبي بكير كَذَا لعامة شُيُوخنَا وَرَوَاهُ بَعضهم ابْن أبي كثير فصل مِنْهُ فِي حَدِيث أحصوا لي كم تلفظ بِالْإِسْلَامِ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن نمير وَأَبُو كريب لأبي بكر كَذَا للعذري وَلغيره لأبي كريب وَفِي بَاب قَوْله الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَاللَّفْظ لأبي بكر كَذَا للجلودي وَعند ابْن ماهان لأبي كريب وَفِي بَاب إِذا انْقَطع شسع أحدكُم نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَاللَّفْظ لأبي بكر كَذَا لبَعض الروَاة وَعند كافتهم لأبي كريب وَهُوَ الَّذِي فِي نسخ أَكثر شُيُوخنَا بِغَيْر خلاف وَفِي بَاب تسموا باسمي نَا أَبُو بكرنا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش كَذَا فِي نُسْخَة وَالَّذِي لجَمِيع شُيُوخنَا وَفِي نسخهم نَا أَبُو كريب نَا أَبُو مُعَاوِيَة وَفِي فضل الْعَرْش فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَأبي كريب وَإِسْحَاق وَعمر والناقد قَوْله زَاد عمر وَفِي رِوَايَته عَن عمار وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي رِوَايَته عَن أبي مُعَاوِيَة كَذَا فِي الْأُمَّهَات وَهُوَ عِنْدهم وهم وَصَوَابه وَأَبُو كريب فِي رِوَايَته لِأَنَّهُ الرَّاوِي فِي الْأُم الحَدِيث عَن أبي مُعَاوِيَة لَا أَبَا بكر بن أبي شيبَة وَفِي بَاب الْوَصِيَّة بِالثُّلثِ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا نَا وَكِيع ونا أَبُو كريب نَا ابْن نمير كَذَا لجَمِيع رُوَاة مُسلم عِنْد من سمعنَا مِنْهُ من شُيُوخنَا وَحكى الجياني أَن الجلودي رَوَاهُ ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي السَّنَد الثَّانِي مَكَان أبي كريب وَفِي بَاب ركُوب الْبدن نَا أَبُو كريب نَا ابْن بشر عَن مسعر كَذَا للرواة وَعند العذري نَا أبوبكر نَا ابْن بشر فصل مِنْهُ فِي بَاب إِذا باتت الْمَرْأَة مغاضبة لزَوجهَا نَا مُحَمَّد بن بشار كَذَا لكافة الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي كتاب الْقَابِسِيّ نَا مُحَمَّد بن سِنَان وَفِي بَاب من أحب لِقَاء الله نَا مُحَمَّد بن بشار قَالَ ناه مُحَمَّد بن بكر كَذَا للسمرقندي والسجزي وَعند العذري نَا مُحَمَّد بن بشر نَا مُحَمَّد بن بكر وَهُوَ خطأ وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب الْجَاهِلِيَّة وَبَيَان أبي بشر كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ ابْن بشر وهما صَحِيحَانِ هُوَ أَبُو بشر

فصل منه

بَيَان بن بشر الْكُوفِي الأحمسي قَالَه البُخَارِيّ وَقد ذَكرْنَاهُ مَعَ الْخلاف فِي الْوَلِيد أبي بشر وَابْن بشر فِي حرف الْهمزَة وَفِي بَاب الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر نَا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار قَالَ ابْن مثنى نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر وَرَوَاهُ بَعضهم عَن ابْن الْحذاء قَالَ ابْن بشار وَالْأول الصَّحِيح وَفِي بَاب مَا يجوز من الْغَضَب حَدثنِي مُحَمَّد بن زِيَاد نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر كَذَا للقابسي والأصيلي ولانسفي وَعند ابْن السكن وَابْن صَالح الْهَمدَانِي نَا مُحَمَّد بن بشار وَالْأول الصَّوَاب قَالَ الْبَاجِيّ هُوَ هُنَا مُحَمَّد بن زِيَاد الزيَادي بصرى عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر وَفِي بَاب الْمحرم يَمُوت فِي حَدِيث مُحَمَّد بن الصَّباح نَا هشيم نَا أَبُو بشر نَا سعيد بن جُبَير كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي نَا أَبُو يُونُس نَا سعيد وَالصَّوَاب أَبُو بشر كَمَا تقدم وكما جَاءَ فِي الْأَحَادِيث سواهُ فصل مِنْهُ فِي تَفْسِير بَرَاءَة فِي حَدِيث ابْن عفير عَن اللَّيْث قَالَ أَبُو بكر فَأذن مَعنا على يَوْم النَّحْر كَذَا لأكْثر رُوَاة الْفربرِي وَكَذَا كَانَ فِي كتاب الْأصيلِيّ والقابسي وعبدوس وَابْن السكن والكشميهني وَهُوَ وهم وَصَوَابه قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَأذن على وَهِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ وَأبي نعيم والنسفي وَأَبُو هُرَيْرَة هُوَ رَاوِي الحَدِيث وَكَذَا جَاءَ بعد على الصَّوَاب فِي الْبَاب الثَّانِي فِي حَدِيث التنيسِي عَن اللَّيْث وَفِي بَاب من لبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا لم يلْبسهُ فِي الْآخِرَة مُسلم نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا عبيد بن سعيد كَذَا لجمهورهم وَفِي نُسْخَة نَا عُثْمَان بن أبي بكر وَعند ابْن الْحذاء نَا ابْن أبي شيبَة لم يسمه وَفِي حَدِيث الْجَسَّاسَة نَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق نَا يحيى بن بكير كَذَا لكافتهم وَعند العذرى نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يحيى بن بكير وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب ابْن إِسْحَاق وَهُوَ الصغاني فِي بَاب إِذا أَخذ أهل الْجنَّة مَنَازِلهمْ نَا أبوب كرّ بن أبي شيبَة نَا يحيى يَعْنِي ابْن أبي بكير كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا عَن مُسلم وَفِي أصل ابْن عِيسَى عَن بَعضهم نَا يحيى ابْن أبي كثير فِي بَاب فضل أبي بكر فِي حَدِيث السَّقِيفَة لقد خوف أَبُو بكر النَّاس كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَكتب عَلَيْهِ عمر وَهُوَ الَّذِي للْجَمِيع وَهُوَ الصَّحِيح وَذكر أبي بكر هُنَا وَهُوَ وهم قَبِيح بِدَلِيل مساق الحَدِيث وَقَول عَائِشَة قبل فَمَا كَانَ من خطبتهما خطْبَة إِلَّا نفع الله بهَا وبقولها بعد ثمَّ لقد بصر أَبُو بكر النَّاس الْهدى وعرفهم الْحق الَّذِي عَلَيْهِم فصل مُشكل الْأَنْسَاب فِيهِ أَوْس بن الْحدثَان النصري وَابْنه ملك بن أَوْس بالنُّون الْمَفْتُوحَة وَالصَّاد الْمُهْملَة الساكنة وَمثله عبد الْوَاحِد بن عبد الله النصري وعالم مولى النصريين هُوَ سبلان وَمن عداهم فِيهَا بصريون بِالْبَاء بِوَاحِدَة يُقَال بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا وَلَيْسَ فِي هَذِه الْكتب نضرى بالنُّون وَالضَّاد الْمُعْجَمَة فِي النّسَب إِلَّا مَا جَاءَ من الْوَهم فِي سَالم مولى النصريين وسنذكره فِي حرف النُّون وفيهَا المصريون بِالْمِيم مِنْهُم ابْن وَعلة الْمصْرِيّ وَأَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْح وَعِيسَى بن حَمَّاد ونوف الْبكالِي الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْخضر أَكثر أهل الحَدِيث يَقُولُونَ فِيهِ البكالى بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الْكَاف وَآخره لَام وَكَذَا ضبطناه وسمعناه من رِوَايَة العذرى وَغَيره عَن أبي بَحر وَابْن أبي جَعْفَر وَكَذَا قَالَه أَبُو ذَر وَقيد عَن الْمُهلب بِكَسْر الْبَاء وقيدناه عَن القَاضِي الشَّهِيد وَأبي الْحُسَيْن بن سراج الْبكالِي بتَخْفِيف الْكَاف وَكسر الْبَاء وَهُوَ الصَّوَاب مَنْسُوب إِلَى بكال من حمير وَزِيَاد بن عبد الله البكاءي بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الْكَاف لَا غير وهمزة بعد الْألف مَكَان اللَّام بعْدهَا يَاء النِّسْبَة مَنْسُوب إِلَى بني الْبكاء من بني عَامر بن صعصعة وَالْحسن

فصل الاختلاف والوهم

بن عِيسَى البسطامي بِكَسْر الْبَاء وبسطام مَدِينَة بخراسان وثابت الْبنانِيّ بِضَم الْبَاء أَولا ونونين اثْنَيْنِ مَنْسُوب إِلَى بنانة بني سعد ابْن لؤَي سموا بأمهم وَمُحَمّد بن بكر البرْسَانِي بِضَم الْبَاء أَولا وَسُكُون الرَّاء وسين مُهْملَة وَآخره نون مَنْسُوب إِلَى فَخذ من الأزد وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن الْوَلِيد البسرى بِضَم الْبَاء أَيْضا وسين مُهْملَة من ولد بسر بن أَرْطَأَة والبياضي بِفَتْح الْبَاء وَالْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ مَنْسُوب إِلَى بني بياضة فَخذ من الْأَنْصَار من الْخَزْرَج واسْمه فَرْوَة بن عَمْرو وَأَبُو الطُّفَيْل الْبكْرِيّ بِفَتْح الْبَاء وَكَذَلِكَ حَامِد بن عمر البكراوي وَأَبُو مَسْعُود البدري مَنْسُوب إِلَى بدر وَذكره البُخَارِيّ فِيمَن شهد بَدْرًا بِمُجَرَّد هَذِه النِّسْبَة فِي حديثين وَذكر حَدِيثا ثَالِثا فِي الْبَاب نَص فِيهِ أَنه شهد بَدْرًا وَزعم أَبُو عبد الله الصُّورِي أَنه روى عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَنه لم يشْهد بَدْرًا وَإِنَّمَا نسب إِلَيْهَا لسكناه إِيَّاهَا وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن إِسْحَاق أَنه لم يشْهد بَدْرًا وَلأَجل هَذَا القَوْل أَدخل البُخَارِيّ فِي الْبَاب عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث استظهارا على رد هَذَا القَوْل وَالله أعلم والهزي بالزاي مَنْسُوب إِلَى بهز وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث آخر رجل من بهز وهم بطن من بني سليم وَأما عَبدة النَّهْدِيّ فبالنون وَالدَّال الْمُهْملَة وَكَذَلِكَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن مل وَأَبُو الرّبيع البَجلِيّ بِفَتْح الْبَاء وَالْجِيم بعْدهَا وَكَذَلِكَ جُنْدُب بن سُفْيَان البَجلِيّ وَمُحَمّد بن طريف البَجلِيّ منسوبون إِلَى قَبيلَة بجيلة بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْجِيم بني أَنْمَار والبلخي بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون اللَّام بعْدهَا خاء مُعْجمَة مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة بَلخ من خُرَاسَان مِنْهُم أَبُو إِسْحَاق الْمُسْتَمْلِي راوية كتاب البُخَارِيّ شيخ أبي ذَر فِيهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي صفة جَهَنَّم عَن الْعَلَاء بن خَالِد الْبَاهِلِيّ كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره الْكَاهِلِي وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول خطأ الْمِقْدَاد بن عَمْرو البهراني بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الْهَاء وَفتح الرَّاء وَبعد الْألف نون مَنْسُوب إِلَى بهراء مَمْدُود من قضاعة وَهُوَ نسبته حَقِيقَة وَيُقَال لَهُ ابْن الْأسود بن عبد يَغُوث تبناه فِي الْجَاهِلِيَّة وَيُقَال لَهُ الْكِنْدِيّ وَقد جَاءَ نسبه بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكِنْدَة وبهراء لَا يرجع إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى وَإِنَّمَا يَجْتَمِعَانِ فِي حمير لمن جعل قضاعة مِنْهَا أَو فِيمَا فَوق ذَلِك لمن نسب قضاعة من معد وَلَعَلَّه مَعَ كَونه بهرانيا صليبة كنديا بِالْحلف والجوار وَأما قَوْلهم فِيهِ حَلِيف بني زهرَة فَيَأْتِي فِي حرف الْحَاء فصل الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف (بكة) هِيَ مَكَّة تبدل الْبَاء من الْمِيم وَهُوَ قَول أهل اللُّغَة وَقيل بكة بطن مَكَّة وَقيل مَوضِع الْبَيْت وَقيل الْبَيْت وَالْمَسْجِد وَمَكَّة مَا وَرَاءه وَقيل مَكَّة الْبَيْت وَمَا وَالَاهُ قيل سمي بكة لتباك النَّاس بأقدامهم أَمَام الْبَيْت أَي ازدحامهم وَقيل لِأَنَّهَا تبك أَعْنَاق الْجَبَابِرَة أَي تذلهم (الْبَلدة) جَاءَ ذكرهَا فِي حَدِيث الْحَج قيل اسْم لمَكَّة وَيُشبه أَنه أَرَادَ بلدنا بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أليست الْبَلدة الْحَرَام قَالَ الْبكْرِيّ وَقد تسمى منى الْبَلدة قَالَ قَاسم فِي حَدِيث أبي ذَر أَن رجلا قَالَ حججْت فَوَجَدته بالبلدة والبلدة هُنَا منى كَانُوا يسمونها الْبَلدة ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك وَرُبمَا قَالُوا الْبَلدة يُرِيدُونَ بهَا مَكَّة (الْبَيْت الْعَتِيق) الْكَعْبَة وَقيل اسْم من أَسمَاء مَكَّة سمي بذلك لعتقه من الْجَبَابِرَة أَي أَنهم لَا يتجبرون فِيهِ وَعِنْده بل يذلون ويطوفون بِهِ وَقيل بل لِأَن جبارا لَا يَدعِيهِ لنَفسِهِ وَقد يكون

(بطحان)

الْعَتِيق بِمَعْنى الْقَدِيم كَمَا قَالَ تَعَالَى) إِن أول بَيت وضع للنَّاس للَّذي ببكة (وَسميت مَكَّة الْقرْيَة الْقَدِيمَة وَقد يكون معنى الْعَتِيق الْكَرِيم وكل شَيْء كريم وَحسن يُقَال لَهُ عَتيق وَرُوِيَ عَن وهب وَكَعب أَن الْبَيْت أنزل من السَّمَاء ياقوتة مجوفة حَمْرَاء والركن تخم من تخومه ياقوتة بَيْضَاء فَبنى آدم قَوَاعِده وَوَضعه عَلَيْهِ فَلَمَّا بعث الله الطوفان رَفعه وَبقيت تخومه (البنية) بِفَتْح الْبَاء وَكسر النُّون وَتَشْديد الْبَاء الْكَعْبَة اسْم لَهَا (البحرة) مَدِينَة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ويروي البحرة والبحيرة بِضَم الْبَاء مُصَغرًا وَبِفَتْحِهَا على غير التصغير وَهِي الرِّوَايَة هُنَا وَيُقَال البحرة أَيْضا بِغَيْر يَاء سكان الْحَاء وَأَصله الْقرى كل قَرْيَة بحرة (برك الغماد) أَكثر الرِّوَايَة فِيهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِفَتْح الْبَاء وَذكره فِي الجمهرة والإصلاح وَبَعض رُوَاة البُخَارِيّ بِكَسْر الْبَاء وَسُكُون الرَّاء والغماد بغين مُعْجمَة يُقَال بِكَسْرِهَا وَضمّهَا وَمِيم مُخَفّفَة وَآخره دَال مُهْملَة مَوضِع فِي أقاصي هجر وَوَقع فِي كتاب الْأصيلِيّ بِكَسْر الْبَاء وَكَذَا عِنْد الْمُسْتَمْلِي والحموي ولغيرهم من رُوَاة مُسلم بِفَتْحِهَا (بَقِيع الْغَرْقَد) الَّذِي فِيهِ مَقْبرَة الْمَدِينَة بباء بِغَيْر خلاف وَسمي بذلك لشجرات غرقد وَهُوَ العوسج كَانَت فِيهِ وَكَذَلِكَ بَقِيع بطحان جَاءَ فِي الحَدِيث هُوَ بِالْبَاء أَيْضا قَالَ الْخَلِيل البقيع كل مَوضِع من الأَرْض فِيهِ شجر شَتَّى وَأما الحمي الَّذِي حماه النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ عمر بعده وَهُوَ الَّذِي يُضَاف إِلَيْهِ فِي الحَدِيث غرز البقيع وَفِي الآخر بقدح لبن من البقيع وَحمى البقيع وَهُوَ على عشْرين فرسخا من الْمَدِينَة وَهُوَ صدر وَادي العقيق وَهُوَ أخصب مَوضِع هُنَاكَ وَهُوَ ميل فِي بريد وَفِيه شجر ويستجم حَتَّى يغيب فِيهِ الرَّاكِب فَاخْتلف الروَاة وَأهل الْمعرفَة فِي ضَبطه فَوَقع عِنْد أَكثر رُوَاة البُخَارِيّ بالنُّون وَكَذَا قَيده النَّسَفِيّ وَأَبُو ذَر والقابسي وسمعناه فِي مُسلم من أبي بَحر بِالْبَاء وَكَذَا رُوِيَ عَن ابْن ماهان وسمعناه من القَاضِي الشَّهِيد وَغَيره بالنُّون وبالنون ذكره الْهَرَوِيّ والخطابي وَغير وَاحِد قَالَ الْخطابِيّ وَقد صحفه أَصْحَاب الحَدِيث فيروونه بِالْبَاء وَإِنَّمَا الَّذِي بِالْبَاء بَقِيع الْمَدِينَة مَوضِع قبورها وَأما أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ بِالْبَاء مثل بَقِيع الْغَرْقَد قَالَ وَمَتى ذكر البقيع دون إِضَافَة فَهُوَ هَذَا وَوَقع فِي كتاب الْأصيلِيّ فِي مَوضِع بالنُّون وَالْفَاء وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح وَالْأَشْهر فِي هَذَا النُّون وَالْقَاف وَالْبَقِيع كل مَوضِع يستنقع فِيهِ المَاء وَبِه سمي هَذَا (بطحان) بِضَم الْبَاء وَسُكُون الطَّاء بعْدهَا حاء مُهْملَة كَذَا يرويهِ المحدثون وَكَذَا سمعناه من المشائخ وَالَّذِي يحكيه أهل اللُّغَة فِيهِ بطحان بِفَتْح الْبَاء وَكسر الطَّاء وَكَذَا قَيده القالي فِي البارع وَأَبُو حَاتِم والبكري فِي المعجم وَقَالَ الْبكْرِيّ لَا يجوز غَيره وَهُوَ وَاد بِالْمَدِينَةِ وبطحاء مَكَّة مَمْدُود وَكَذَلِكَ بطحاء ذِي الْخَلِيفَة والبطحاء والأبطح كل مَوضِع متسع وَقد فسرناه فِي حرف الْألف (البطيحاء) مصغر بِضَم الْبَاء الْموضع الَّذِي بناه عمر إِلَى جَانب الْمَسْجِد المتحدثين وَهِي رحبة مُرْتَفعَة نَحْو الدراع (بيرحا) اخْتلف الروَاة فِي هَذَا الْحَرْف وَضَبطه فَروينَاهُ بِكَسْر الْبَاء وَضم الرَّاء وَفتحهَا وَالْمدّ وَالْقصر وبفتح الْبَاء وَالرَّاء مَعًا وَرِوَايَة الأندلسيين والمغاربة بيرحا بِضَم الرَّاء وتصريف حركات الْإِعْرَاب فِي الرَّاء وَكَذَا وَجدتهَا بِخَط الْأصيلِيّ وَقَالُوا أَنَّهَا بير مُضَافَة إِلَى حاء وَاسم مركب قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ حاء على وزن حرف الهجاء

(بصرى)

بِالْمَدِينَةِ مُسْتَقْبلَة الْمَسْجِد إِلَيْهَا ينْسب بيرحاء وَهُوَ الَّذِي صَححهُ وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ أنكر أَبُو ذَر الضَّم وَالْإِعْرَاب فِي الرَّاء وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ بِفَتْح الرَّاء فِي كل حَال قَالَ الْبَاجِيّ وَعَلِيهِ أدْركْت أهل الْعلم وَالْحِفْظ بالمشرق وَقَالَ لي أَبُو عبد الله الصُّورِي إِنَّمَا هُوَ بيرحاء بفتحهما فِي كل حَال وعَلى رِوَايَة الأندلسيين ضَبطنَا الْحَرْف على ابْن أبي جَعْفَر فِي مُسلم وبكسر الْبَاء وَفتح الرَّاء وَالْقصر ضبطناها فِي الْمُوَطَّأ على ابْن عتاب وَابْن حمدين وَغَيرهمَا وبضم الرَّاء وَفتحهَا مَعًا قَيده الْأصيلِيّ وَهُوَ مَوضِع بقبلي الْمَسْجِد يعرف بقصر بني حديلة بحاء مُهْملَة مَضْمُومَة وَقد رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة بريحا هَكَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا الخشنى والأسدي والصدفي فِيمَا قيدوه عَن العذري والسمرقندي والطبري وَغَيرهم وَلم أسمع من غَيرهم فِيهِ خلافًا إِلَّا أَنِّي وجدت أَبَا عبد الله بن أبي نصر الْحميدِي الْحَافِظ ذكر هَذَا الْحَرْف فِي اختصاره عَن حَمَّاد بن سَلمَة بيرحا كَمَا قَالَ الصوريى وَرِوَايَة الرَّازِيّ فِي مُسلم فِي حَدِيث ملك بريحا وَهُوَ هم وَإِنَّمَا هَذَا فِي حَدِيث حَمَّاد وَإِنَّمَا لملك بيرحا كَمَا قَيده فِيهَا الْجَمِيع على الِاخْتِلَاف الْمُتَقَدّم عَنْهُم وَذكر أَبُو دَاوُود فِي مُصَنفه هَذَا الْحَرْف فِي هَذَا الحَدِيث بِخِلَاف مَا تقدم قَالَ جعلت أرضي بأريحا وَهَذَا كُله يدل أَنَّهَا لَيست ببير (الْبَيْدَاء) وبيداؤكم بِفَتْح الْبَاء مَمْدُود بيداء الْمَدِينَة هِيَ الشّرف الَّذِي أَمَام ذِي الحليفة فِي طَرِيق مَكَّة الَّتِي روى إِحْرَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مِنْهَا وَهِي أقرب إِلَى مَكَّة من ذِي الحليفة والبيداء كل مفازة لَا شَيْء بهَا وَجَمعهَا بيد وَفِي حَدِيث الَّذين يغزون الْبَيْت فيخسف بهم بِالْبَيْدَاءِ قَالَ الْهَرَوِيّ بَين المسجدين أَرض ملساء تسمى الْبَيْدَاء (بصرى) بِضَم الْبَاء وَسُكُون الصَّاد وَفتح الرَّاء مَقْصُور هِيَ مَدِينَة حوران قَالَه الْبكْرِيّ وَقَالَ ابْن مكي هِيَ مَدِينَة قيسارية وَذكرهَا فِي غير حَدِيث (الْبَصْرَة) بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الصَّاد مَدِينَة مَعْرُوفَة سميت بالبصر بِكَسْرِهَا وَفتحهَا وَضمّهَا وَهُوَ الكدان كَانَ بهَا عِنْد اختطاطها وأحدها بصرة وبصرة بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَقيل الْبَصْرَة الطين العلك إِذا كَانَ فِيهِ جص وَكَذَا أَرض الْبَصْرَة وَقيل الْبَصْرَة الأَرْض الطّيبَة الْحَمْرَاء وَقيل الْبَصَر وَالْبَصَر وَالْبَصَر ثَلَاث لُغَات حِجَارَة الأَرْض الغليظة قَالَه صَاحب الْجَامِع وَالنّسب إِلَيْهَا بِالْوَجْهَيْنِ كسر الْبَاء وَفتحهَا (بيسان) بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَفتح السِّين الْمُهْملَة ذكر فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة هُوَ من بِلَاد الْحجاز وبيسان آخر فِي بِلَاد الشَّام (بزاخة) بِضَم أَوله وَفتح الزَّاي مُخَفّفَة وخاء مُعْجمَة مَوضِع بِالْبَحْرَيْنِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَاء لطىء وَقَالَ الشَّيْبَانِيّ لبني أَسد وَحكى الْبكْرِيّ أَنه يُقَال فِيهِ بزوخه بِالْوَاو مَكَان الْألف (بلدح) بِفَتْح أَوله وَسُكُون اللَّام وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَآخره حاء مُهْملَة وَاد قبل مَكَّة من جِهَة الْمغرب (بواط) بِضَم أَوله وَتَخْفِيف ثَانِيه وَآخره طاء مُهْملَة ورويناه من طَرِيق الْأصيلِيّ وَالْمُسْتَمْلِي والعذري بِفَتْح الْبَاء وَالضَّم هُوَ الْمَعْرُوف وَهُوَ جبل منى جبال جُهَيْنَة (بُعَاث) بِضَم أَوله لَا غير وَعين مُهْملَة كَذَا عِنْد أَكثر أهل اللُّغَة والرواة وَحكى أَبُو عُبَيْدَة عَن الْخَلِيل فِيهِ الْمُعْجَمَة وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالْوَجْهَيْنِ وبالمعجمة عِنْد الْقَابِسِيّ وَآخره ثاء مُثَلّثَة وَهُوَ مَوضِع على لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة (البلاط) بِفَتْح الْبَاء مَوضِع مبلط بِالْحِجَارَةِ بَين الْمَسْجِد والسوق بِالْمَدِينَةِ (البويرة) بِضَم الْبَاء مصغر مَوضِع مَعْلُوم من

حرف التاء

بِلَاد قريضة وَبني النَّضِير مَذْكُور فِي شعر حسان (بدر) مَاء على ثَمَانِيَة وَعشْرين فرسخا من الْمَدِينَة فِي طَرِيق مَكَّة بَينه وَبَين الْجَار سِتَّة عشر ميلًا وَهِي من بِلَاد غفار يذكر وَيُؤَنث (بضَاعَة) وبير بضَاعَة دَار بني سَاعِدَة بِالْمَدِينَةِ وبيرها مَعْلُوم فِيهِ جَاءَ الحَدِيث وَبهَا مَال من أَمْوَال الْمَدِينَة وَفِي البُخَارِيّ فِي تَفْسِير القعْنبِي لبضاعة نخل بِالْمَدِينَةِ (بيرذروان) كَذَا لكافة الروات للْبُخَارِيّ بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة بعْدهَا رَاء سكانه وَكَذَا لِابْنِ الْحذاء وَعند الْجِرْجَانِيّ وكافة رُوَاة مُسلم ذِي أروان بِكَسْر الذَّال بعْدهَا يَاء وَزِيَادَة الْألف وَقَالَ الْأصيلِيّ ذِي أَوَان لأبي زيد مثل مَا للجرجاني إِلَّا أَنه بِغَيْر رَاء وَالَّذِي صَححهُ ابْن قُتَيْبَة مَا قَيده الْجِرْجَانِيّ وَذُو أَوَان وهم وَهُوَ مَوضِع آخر على سَاعَة من الْمَدِينَة هُوَ الَّذِي بنى فِيهِ مَسْجِد الضرار وَقَالَ الْأَصْمَعِي بَعضهم يخطى وَيَقُول بيرذروان وَقَالَ فِي كتاب الدَّعْوَات من البُخَارِيّ فِيهِ بير فِي بني زُرَيْق (بير جمل) بِفَتْح الْجِيم وَالْمِيم مَوضِع بِالْمَدِينَةِ أرَاهُ من أموالها (بير اريس) بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء وَآخره سين مُهْملَة بير بِالْمَدِينَةِ مَعْلُومَة وَهِي الَّتِي سقط فِيهَا خَاتم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من يَد عُثْمَان فَلم يُوجد وبير رومة بِضَم الرَّاء بيران مشهوران بِالْمَدِينَةِ (بير جشم) بِضَم الْجِيم وَفتح الشين الْمُعْجَمَة مَوضِع مَال من أَمْوَال أهل الْمَدِينَة (بير مَعُونَة) بِضَم الْعين بَين عسفان وَمَكَّة وَأَرْض هُذَيْل حَيْثُ قتل الْقُرَّاء بطن محسر بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء وَكسر السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ ومحسر هُوَ وَادي الْمزْدَلِفَة وَجَاء فِي مُسلم حَتَّى دخل محسرا وَهُوَ من منى وَفِي الحَدِيث والمزدلفة كلهَا موقف الأبطن محسر قَالَ ابْن أبي نجيح مَا صب من محسر فِي الْمزْدَلِفَة فَهُوَ مِنْهَا وَمَا صب مِنْهَا فِي منى فَمِنْهَا (بطن عُرَنَة) بِضَم الْعين وَالرَّاء الرِّوَايَة وَقَالَهُ ابْن دُرَيْد فتح الرَّاء قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب هُوَ بطن وَادي عَرَفَة الَّذِي فِيهِ مَسْجِدهَا يُقَال أَن حَائِط مَسْجِد عَرَفَة القبلي على حَده لَو سقط مَا سقط إِلَّا فِيهِ وَهُوَ من الْحرم وَقَالَ ابْن حبيب بطن وَادي عُرَنَة هُوَ بطن الْوَادي الَّذِي فِيهِ مَسْجِد عَرَفَة وَرَأى أصبغ الْمَسْجِد من بطن عُرَنَة وَلَا يحزئ الْوُقُوف فِيهِ عِنْده وَلم يره ملك مِنْهَا وَأَجَازَ الْوُقُوف وبطن هذَيْن الواديين هُوَ بطن مَكَّة مِمَّا يَلِي ذَا طوى من الثَّنية الْبَيْضَاء إِلَى التَّنْعِيم إِلَى ثنية الخضاض إِلَى مَا بَين ذِي طوى والخضاض (الْبَحْرين) مثل التَّثْنِيَة للبحر بِلَاد مَعْرُوفَة بِالْيمن وَهُوَ عمل فِيهِ مدن قاعدتها هجر (بحيرة) طبرية مَعْرُوفَة بِالشَّام وطولها عشرَة أَمْيَال ولزمتها الْهَاء وَإِنَّمَا تَصْغِير الْبَحْر بحير بِغَيْر هَاء وَهِي بحرة عَظِيمَة حلوة يخرج مِنْهَا نهر (بَنو مغالة) قَالَ الزبير كل مَا كَانَ من الْمَدِينَة عَن يَمِينك إِذا وقفت آخر البلاط مسقبل مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَهُوَ بَنو مغالة والجهة الْأُخْرَى بَنو حديلة وهم بَنو معوية وهم من الْأَوْس قَالَ الْجَوْهَرِي هِيَ قَرْيَة من قرى الْأَنْصَار قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هم بطن من الْأَنْصَار سميت جهتهم بهم وَهُوَ أَيْضا بَنو حديلة بحاء ودال مهملتين وحديلة أمّهم حرف التَّاء (التَّاء مَعَ الْهمزَة) (ت اد) فِي الْحَج قَوْله فِي حَدِيث أبي مُوسَى من كُنَّا افتيناه بِفُتْيَا فليتئد أَي يتأن وَلَا يعجل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول عمر فِي حَدِيث عَليّ وعباس تبدكم كَذَا روينَاهُ بِفَتْح التَّاء وَالدَّال وياء سَاكِنة بَينهمَا عَن الْقَابِسِيّ كَذَا

(ت ب ب)

قَيده عَبدُوس وَعَن الْأصيلِيّ بِكَسْر التَّاء والهمز وَكَذَا لأبي زيد قَالَ أَبُو زيد وَهِي كلمة لَهُم وَعند بعض الروَاة تيدكم بِضَم الدَّال وَعند أبي ذَر تئدكم بِفَتْح التَّاء وَكسر الْهمزَة وَسُكُون الدَّال وَسَقَطت من رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ قَالَ لنا الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ صَوَابه تيدكم كَمَا روى الأول اسْم الْفِعْل من أتاد وَحَكَاهُ عَن أبي عَليّ الْفَارِسِي قَالَ أَبُو عَليّ وَأرَاهُ من التودة وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ عَن بعض الْعَرَب يبس فلَان بِفَتْح الْبَاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله فالياء هُنَا مسهلة من همزَة وَالتَّاء على هَذَا مبدلة من وَاو لِأَنَّهُ من التؤدة قَالَ صَاحب الْعين التودة التاني والرزانة يُقَال اتئدو توأد التَّاء مبدلة من الْوَاو والتواد من التودة وَقد جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث فِي رِوَايَة مُسلم اتيدا لِأَنَّهُ خَاطب اثْنَيْنِ واتئد لمخاطبة وَاحِد كَأَنَّهُ الَّذِي كَلمه آخر أَو قد روى فِي البُخَارِيّ اتئدو المخاطبة الْجَمَاعَة الْحَاضِرين وَفِي حَدِيث أَسمَاء أَنَّهَا حملت بِعَبْد الله بِمَكَّة قَالَت فَخرجت وَأَنا متئم فَأتيت الْمَدِينَة فولدته بقبا كَذَا وجدته بخطي فِي كتابي من مُسلم مُقَيّدا من روايتي عَن أبي بَحر بِسُكُون التَّاء بعْدهَا همزَة وَفِي كتاب غَيره من شُيُوخنَا متم بِكَسْر التَّاء من التَّمام وَكَذَا قَيده القَاضِي التَّمِيمِي وَهَذَا هُوَ الَّذِي فِي البُخَارِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول وهم لَا شكّ فِيهِ مني أَو من غَيْرِي وَلَا معنى لَهُ لِأَن المئتم هِيَ الَّتِي ولدت توأمين اثْنَيْنِ فِي بطن وَاحِد وَلم تكن أَسمَاء كَذَلِك وَلَا ولدت بعد وَأَيْضًا فَإِنَّمَا أخْبرت عَن حملهَا وَتَمام أَجله والمتم الَّتِي انْقَضى أجل حملهَا وتمت شهوره وَعَلِيهِ يدل بَقِيَّة الحَدِيث يُقَال اتامت المرات مثل أخرجت إِذا ولدت اثْنَيْنِ فِي بطن فَهِيَ متئم فَإِن كَانَ ذَلِك عَادَتهَا فَهِيَ متئام والتوأم الْوَاحِد مِنْهُمَا وَالْأُنْثَى توءمة وَمِنْه مولى التوءمة وَقد تسهل الْهمزَة وتفتح الْوَاو فَيُقَال التَّوْأَمَة والاثنان توءمان وَالْجمع توأم بِالضَّمِّ (التَّاء مَعَ الْبَاء) (ت ب ب) قَوْله تَبًّا لَك أَي خسارا وَمِنْه تبت يَد أبي لَهب أَي خسرتا (ت ب ت) وَقَوله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي دُعَاء النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي صلَاته وَسبعا فِي التابوت قيل مَعْنَاهُ نسيتهَا وَقد وَقع هَذَا فِي رِوَايَة مُسلم عَن أبي الطَّاهِر ونسيت مَا بَقِي فقد يُرِيد أَنه كَانَت عِنْده مَكْتُوبَة فِي كتبه فِي تابوته كَذَا قَالَ بَعضهم وَقد يحْتَمل عِنْدِي أَن يكون قَوْله وَسبعا فِي التابوت أَي فِي جسده وجوفه أَلا ترَاهُ كَيفَ قَالَ فِي الحَدِيث فَلَقِيت بعض ولد الْعَبَّاس فَحَدثني بِهن فَذكر عصبي ولحمي وَدمِي وشعري وبشرى وَيكون نسيانه لما بَقِي من تَمام السَّبْعَة وَالله أعلم (ت ب ر) قَوْله تبر الذَّهَب وَمن تبر عندنَا هُوَ الذَّهَب وَالْفِضَّة قبل عمله وَقيل كل جَوْهَر مَعْدن قبل أَن يعْمل تبر (ت ب ن) قَوْله فِي تبان وقميص بِضَم التَّاء وَتَشْديد الْبَاء هُوَ شبه السَّرَاوِيل قصير السَّاقَيْن (ت ب ع) تبع وأتبع وأتبع حَيْثُ وَقع بِمَعْنى يُقَال تبعه وَأتبعهُ وَأتبعهُ قَالَ الله تَعَالَى) فأتبعهم فِرْعَوْن (و) فَأتبعهُ شهَاب ثاقب (وَقيل معنى أتبع لحق وَقيل معنى أتبعه سَار خَلفه وَأتبعهُ مشددا حذا حذوه وَفِي الْجَنَائِز أتبعهَا من أَهلهَا كذ ضبطناه هُنَا بِالتَّخْفِيفِ أَي أَسِير خلفهَا قَالَ اليزيدي وَلَا يجوز أتبعناك بِمَعْنى أتبعناك يُقَال مَا زلت أتبعه مشددا حَتَّى أتبعته أَي لحقته وَقَالَ الْحَرْبِيّ تَبعته إِذا لم أخف فَوته وأتبعته مخففا إِذا خفت أَن يفوتني وأتبعته مشددا أَدْرَكته قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج صَوَاب كَلَامه تَبعته إِذا كنت أَثَره أَدْرَكته أم لَا وأتبعته أَدْرَكته وَفِي الحَدِيث وَإِذا أتبع أحدكُم على ملى فَليتبعْ كَذَا الرِّوَايَة سَاكِنة

فصل الخلاف والوهم

التَّاء فِي الْكَلِمَة الأولى معدى على وزن فعل مَا لم يسم فَاعله وَفِي الثَّانِيَة بتَشْديد التَّاء كَذَا هِيَ عَامَّة رِوَايَة شُيُوخنَا فِي هَذِه الْأُصُول وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَأَبُو ذَر وَغَيرهمَا وَرَوَاهُ بَعضهم فَليتبعْ بِسُكُون التَّاء وَكسر الْبَاء بعْدهَا وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَكَذَا قَيده الجياني بِخَطِّهِ عَن أبي مَرْوَان بن سراج فِي بعض أُصُوله وَكَذَا نَا بِهِ ابْنه سراج عَنهُ يُقَال من ذَلِك تبِعت الرجل بحقي أتبعه تباعة إِذا طلبته بِهِ فأناله تبيع قَالَ الله تَعَالَى ثمَّ لَا تَجِد لكم علينا بِهِ تبيعا أَي مطالبا تَابعا وأتبعته أَنا على فلَان جعلته يتبعهُ وَحكى الْخطابِيّ أَن الْمُحدثين يَرْوُونَهُ إِذا أتبع أحدكُم بالتثقيل وَهُوَ خطا هُنَا بِكُل حَال وَقَوله فَأتبعهُ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام رجلا سَاكن التَّاء أَي وَجهه فِي أَثَره وَقَوله فَلَا تباعة لَهُ فِي مَال غَرِيمه أَي لَا حق يتبعهُ بِهِ وَيُقَال فِيهِ أَيْضا تبعة وتبعة بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَقَوله كنت تبيعا لطلْحَة أَي خديما لَهُ أتبعه وَذكر فِي الزَّكَاة أَخذ من ثَلَاثِينَ بقرة تبيعا التبيع هُوَ الْعجل الَّذِي فطم عَن أمه فَهُوَ يتبعهَا ويقوى على ذَلِك وَهُوَ الْجذع وَهُوَ الَّذِي دخل فِي السّنة الثَّانِيَة وَقيل الَّذِي استوفاها وَدخل فِي الثَّالِثَة فصل الْخلاف وَالوهم فِي حَدِيث هدم الْكَعْبَة تتابعوا فنقضوه كَذَا عِنْد الروَاة لمُسلم بِالْبَاء بِوَاحِدَة قبل الْعين أَي أتبع بَعضهم بَعْضًا وَعند أبي بَحر تتايعوا بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَفِي الطَّلَاق فَلَمَّا كَانَ فِي عهد عمر تتَابع النَّاس فِي الطَّلَاق كَذَا عِنْد ابْن أبي جَعْفَر بباء بِوَاحِدَة أَيْضا وَعند سَائِرهمْ تتايع بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا والكلمتان بِمَعْنى وَأهل اللُّغَة يفرقون فَيَقُولُونَ بِالْبَاء بِوَاحِدَة فِي الْخَيْر وباثنتين فِي الشَّرّ فعلى هَذَا الْوَجْه فِي الحَدِيث الأول بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَفِي الثَّانِي بِاثْنَتَيْنِ فِي بَاب تَزْوِيج خَدِيجَة فيهدي لخلائها مِنْهَا يتتبعهن كَذَا للنسفي ولجمهور الروَاة مَا يسعهن وَعند الْأصيلِيّ وَبَعض نسخ أبي ذَر مَا يشبعهن وَالْوَجْه الأول فِي حَدِيث إِسْلَام أبي ذَر فَرَآهُ عَليّ فَعرف أَنه غَرِيب فَلَمَّا رَآهُ تبعه كَذَا فِي كتاب مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ أتبعه وَهِي عِنْدِي أظهر وَأولى هُنَا وَيكون بِسُكُون التَّاء أَي قَالَ لَهُ اتبعني وَهُوَ أشبه بمساق الحَدِيث قَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَا سَأَلته إِلَّا ليستتبعني أَي ليقول لي اتبعني إِلَى منزلي ليطعمه كَذَا لكافتهم وَفِي غير مَوضِع وَجَاء هُنَا لِابْنِ السكن فِي الْمَوْضِعَيْنِ ليشبعني وَالْأول أشبه بسياق الْكَلَام وَإِن صَحَّ مَعْنَاهُمَا وَاتفقَ فِي قتل الْحَيَّات فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور ويتبعان مَا فِي بطُون النِّسَاء قيل صَوَابه يبتغيان وَهَذَا عِنْدِي قريب من الأول فِي قتل الْكلاب فتتبعت فِي الْمَدِينَة كَذَا لكافة الروَاة من الأتباع وَعند السجْزِي فتنبعث من الانبعاث وَعند الْهَوْزَنِي فنبعث وَالصَّوَاب الأول (التَّاء مَعَ الْجِيم) (ت ج هـ) قَوْله وَعمر تجاهه بِضَم التَّاء وَفتح الْجِيم وَالْهَاء وبكسر التَّاء أَيْضا لُغَتَانِ أَي حذاءه من تِلْقَاء وَجهه مُسْتَقْبلا لَهُ وَيُقَال وجاهه بِالْوَاو مَكْسُورَة وهما لُغَتَانِ (التَّاء مَعَ الْحَاء) (ت ح ت) وَقَوله فأخرجهما من تَحت فغسلهما كَذَا ضبطناه بِالْكَسْرِ منونا فِي كتاب الْجِهَاد يُرِيد من تَحت الْبدن أَو الْجُبَّة أَي من أَسْفَلهَا كَمَا جَاءَ مُبينًا فِي كتاب اللبَاس وَتَحْت كل شَيْء أَسْفَله وتحوت الْقَوْم أراذالهم وأسافلهم قَالَ الْبَاجِيّ إِنَّمَا فعل ذَلِك عَلَيْهِ السَّلَام لِأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ إِزَار (ت ح ف) فيتحفونه أَي يوجهون إِلَيْهِ التحف ويخصونه بهَا قَالَ الْحَرْبِيّ والتحف ظرف الْفَاكِهَة وأحدها تحفة قَالَ صَاحب الْعين وَفِي مبدلة الْوَاو إِلَّا أَنَّهَا تلْزم فِي تصريف الْفِعْل إِلَّا فِي قَوْلهم يتوحف

فصل الاختلاف والوهم

أَي يتفكه وَفِي إِسْلَام أبي ذَر قَول أبي بكر أتحفني بضيافة مِمَّا تقدم أَي خصني بهَا كَمَا يخص بالتحفة وَقَوله فَمَا تحفتهم قَالَ زِيَادَة كبد النُّون هُوَ من هَذَا الَّذِي يهدي لَهُم ويخصون بِهِ ويلاطفون. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَفِي حَدِيث أبي أسيد فسقته تتحفة بذلك كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَهُوَ مِمَّا تقدم ولكافتهم تحفة بذلك مثل لقْمَة وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه تحفه مثل ترده أَي تعطيه وَالْوَجْه الأول الَّذِي وَافق الرِّوَايَة وَفِي رِوَايَة ابْن السكن تخصه وَكَذَا لرواة مُسلم كلهم وَكله مُتَقَارب الْمَعْنى التَّاء مَعَ الرَّاء (ت ر ب) قَوْله أما مُعَاوِيَة فَرجل ترب لَا مَال لَهُ بِفَتْح التَّاء وَكسر الرَّاء أَي فَقير كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر صعلوك لَا مَال لَهُ يُقَال ترب الرجل إِذا افْتقر وأترب إِذا اسْتغنى وَقَوله تربت يداك أَصله مِنْهُ وَاخْتلف فِي مَعْنَاهُ وَتَفْسِيره فَقَالَ ملك خسرت وَقَالَ ابْن بكير وَغَيره اسْتَغْنَيْت وَأنكر هَذَا أهل اللُّغَة إِذْ لَا يُقَال فِيهِ إِلَّا أترب وَقَالَ الدَّاودِيّ إِنَّمَا هُوَ ثربت بتاء مُثَلّثَة أَي استغنت وَهِي لُغَة للقبط جرت على أَلْسِنَة الْعَرَب وَهَذَا يردهُ صَحِيح الرِّوَايَة فِي غير حَدِيث ومعروف كَلَام الْعَرَب وَقيل مَعْنَاهُ ضعف عقلك اتجهلين هَذَا وَقيل افْتَقَرت يداك من الْعلم وَقيل هُوَ حض على تَعْلِيم مثل هَذَا وَقيل مَعْنَاهُ لله دَرك وَقيل امْتَلَأت تُرَابا وَقيل تربت أَصَابَهَا التُّرَاب وَالأَصَح فِي هَذَا أَن هَذَا وَمثله من الْأَدْعِيَة الْمَوْجُودَة فِي كَلَام الْعَرَب المستعملة كثير الدعم الْكَلَام وصلَة وتهويل الْخَبَر مثل انج لَا أبالك وثكلتك أمك وويل أمه مسعر حَرْب وهوت أمه وعقرى حلقى وأل وغل وَشبهه لَا تقصد بِهِ الدُّعَاء وَإِن كَانَ أَصله الدُّعَاء ثمَّ جرى على ألسنتهم وَكثر فِي استعمالهم فِي غير مَوَاطِن الدُّعَاء والذم وَأتوا بِهِ عِنْد التَّعَجُّب وَالِاسْتِحْسَان والتعظيم للشَّيْء وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر ترب جبينك وَأَصله الْقَتِيل يقتل فَيَقَع على وَجهه ثمَّ اسْتعْمل اسْتِعْمَال هَذِه الْأَلْفَاظ قَوْله خلق الله التربة يَوْم السبت يَعْنِي الأَرْض وَكَذَا جَاءَ فِي غير كتاب مُسلم خلق الله الأَرْض يَوْم السبت (ت ر ج) قَوْله فَدَعَا ترجمانه بِفَتْح التَّاء وَضم الْجِيم وضبطها الْأصيلِيّ بضمهما وَحكى عَن أبي على فِيهِ الْوَجْهَانِ وَاسْتحبَّ الضَّم وَهُوَ مُفَسّر للغة بلغَة أُخْرَى وَمِنْه لابد للْحَاكِم من مترجمين وللقابسي من مترجمين على التَّثْنِيَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح فعلى الْوَجْه الأول أَنه لَا يسْتَغْنى عَمَّن يترجم لَهُ عَمَّن يتَكَلَّم بِغَيْر لِسَانه وعَلى التَّثْنِيَة لابد أَن يكون فِي كل تَرْجَمَة إثنان مِنْهُم وَقد اخْتلف الْعلمَاء هَل هُوَ من بَاب الشَّهَادَة فلابد من اثْنَيْنِ أَو من بَاب الْخَبَر فيكتفي فِيهِ بِالْوَاحِدِ (ت ر ك) فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم أَنه جَاءَ يطالع تركته أَي وَلَده الَّذِي تَركه بِالْمَكَانِ القفر وَقَوله وتركتك ترأس وترتع تركت هُنَا بِمَعْنى جعلت وَقد تكون بِمَعْنى خليت قَالَ صَاحب الْأَفْعَال فِي معنى تركت الْوَجْهَيْنِ وَقَوله فِي حَدِيث أبي قَتَادَة فِي الْمُشرك الَّذِي ضمه ثمَّ تَركه فتحلل فَدَفَعته أَي ترك ضمي وتحللت قواه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني (ت ر ع) قَوْله منبري على ترعة من ترع الْجنَّة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الترعة الرَّوْضَة على الْمَكَان الْمُرْتَفع خَاصَّة وَقيل الترعة الْبَاب وَقَالَ الْهَرَوِيّ روى من ترع الْحَوْض قَالَ الْأَزْهَرِي ترعة الْحَوْض مفتح المَاء إِلَيْهِ وَقَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الدرجَة (ت ر ق) قَوْله إِلَى

فصل الاختلاف والوهم

ترقوته بِفَتْح التَّاء وَضم الْقَاف الترقوة عظم بَين ثغرة النَّحْر والعاتق مَعْلُوم وَلَا يُجَاوز تراقيهم جمعهَا وَإِلَى تراقيهما مثله والترياق بِكَسْر التَّاء مَعْلُوم جَاءَ ذكره فِي التصبح بِتَمْر الْعَجْوَة وَيُقَال درياق وطرياق (ت ر س) قَوْله سَحَابَة مثل الترس ظَاهره بِقدر الترس وَقل ثَابت لَيْسَ كَذَلِك وَلكنه أَرَادَ أَنَّهَا مستديرة كالترس وَهُوَ أحد السَّحَاب (ت ر هـ) الترهات بِضَم التَّاء وَفتح الرَّاء الْمُشَدّدَة الأباطيل وأحدها ترهه وَأَصله ترهات الطّرق وَهِي بنياتها وَمَا تشعب مِنْهَا وَقيل التَّاء فِيهِ منقلبة من وَاو وَأَصله من الوره وَهُوَ الْحمق. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله أَن شهر تَرَكُوهُ كَذَا روينَاهُ بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وبالراء عَن أَكثر الروَاة وَعند الْفَارِسِي نزكوه بالنُّون وَالزَّاي وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ الْعقيلِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهم قَالَ التِّرْمِذِيّ أَي طعنوا فِيهِ وَكَذَا فسره الْعقيلِيّ قَالَ نخسره مَأْخُوذ وَمن النيزك وَهُوَ الرمْح الْقصير وَمِنْه الحَدِيث لَيْسُوا بنزاكين أَي طعانين فِي النَّاس وَتَفْسِير مُسلم لَهُ بقوله أَخَذته أَلْسِنَة النَّاس تكلمُوا فِيهِ يدل على مَا قُلْنَاهُ قَالَ صَاحب الْأَفْعَال نزكه عابة بِمَا لَيْسَ فِيهِ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة فِي دين أبي جَابر فَمشى حول بيدر إِلَى قَوْله ثمَّ جلس عَلَيْهِ قل اتركوه فأوفاهم الَّذِي لَهُم كَذَا للجرجاني ولبقية الروَاة انزعوه وَهُوَ الصَّوَاب وَلَا معنى لأتركوه هُنَا وَمعنى انزعوه هُنَا أما بِمَعْنى ارفعوه من نزعت بالدلو وَهُوَ أولى مَا تفسر بِهِ هُنَا التَّاء مَعَ الْكَاف (ت ك ا) قَوْله متكئ على رمل حَصِير مَعْنَاهُ مُضْطَجع كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وبدليل قَوْله قد أثر رمال السرير فِي جنبه وَأَصله الْوَاو وَالتَّاء بدل مِنْهَا قَالَ الْخطابِيّ كل مُعْتَمد على شَيْء مُتَمَكن مِنْهُ فَهُوَ متكئ التَّاء مَعَ اللَّام (ت ل د) قَوْله هن من تلادى أَي من قديم مَا أخذت من الْقُرْآن بِكَسْر التَّاء تَشْبِيها بتلاد المَال وَهُوَ قديمه (ت ل ك قَوْله فِي حَدِيث اهريقوا على من سبع قرب ثمَّ طفقنا نصب عَلَيْهِ تِلْكَ حَتَّى طفق يُشِير إِلَيْنَا أَي تِلْكَ الْقرب ذكره مُفَسرًا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من تِلْكَ الْقرب وَفِي بعض الرِّوَايَات ذَلِك مَكَان تِلْكَ أَي المَاء وَفِي حَدِيث تَعْلِيم الصَّلَاة أَن الإِمَام يرْكَع قبلكُمْ وَيرْفَع قبلكُمْ فَتلك بِتِلْكَ وَقَالَ مثله فِي السُّجُود قيل مَعْنَاهُ أَن تِلْكَ الْحَالة من صَلَاتكُمْ وَأَعْمَالكُمْ لَا تتمّ لكم إِلَّا باتباعه وَقيل تِلْكَ السبقة الَّتِي سبقكم بهَا الإِمَام بِقدر الْمكْث بعده فِي حركاته وَقيل هُوَ رَاجع إِلَى قَوْله وَإِذا قَالَ وَلَا الضَّالّين فَقولُوا آمين وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده فَقولُوا رَبنَا وَلَك الْحَمد (ت ل هـ) قَوْله فتله فِي يَده أَي دَفعه إِلَيْهِ وَبرئ مِنْهُ إِلَيْهِ وَقَول البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير أَي وضع وَجهه بِالْأَرْضِ وَقَوله فِي ءالتلول جمع تل بِفَتْح التَّاء وَهُوَ الْموضع الْمُرْتَفع من الأَرْض وَهُوَ الربى وفيؤها ظلها الرَّاجِع (ت ل ع) وفيهَا ذكر التلعة وعَلى طرف تلعة بِفَتْح التَّاء وَسُكُون اللَّام وَهِي الأَرْض المرتفة الَّتِي يتَرَدَّد فِيهَا السَّيْل وَهِي أَيْضا مجاري المَاء من أَعلَى الْوَادي وَهِي أَيْضا مَا انهبط من الأَرْض كأرحبة وَالْجمع تلاع (ت ل ى) وَقَوله فِي حَدِيث الْملكَيْنِ لأدريت وَلَا تليت كَذَا الرِّوَايَة عندنَا هُنَا بِفَتْح التَّاء وَاللَّام قيل مَعْنَاهُ لَا تَلَوت يَعْنِي الْقُرْآن أَي لم تدر وَلم تتل أَي لم تنْتَفع بدرايتك وتلاوتك كَمَا قَالَ تَعَالَى) فَلَا صدق وَلَا صلى (أَي لم يصدق وَلم يصل كَذَا قَالَه لي أَبُو الْحُسَيْن ورد قَول الْأَنْبَارِي فِيهِ وَغَيره وَقيل مَعْنَاهُ لاتبعت الْحق قَالَه الدَّاودِيّ

فصل الاختلاف والوهم

وَقيل لاتبعت مَا تَدْرِي قَالَه ابْن الْقَزاز وَقيل هُوَ على عَادَة الْعَرَب فِي أدعيتها الَّتِي تدعم بهَا كَلَامهَا كَمَا تقدم قَالُوا وَالْوَاو هُنَا الأَصْل فحولت يَاء لاتباع دَريت وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي تليت غلط وَالصَّوَاب اتليت يدعوا عَلَيْهِ بِأَن لَا تتلى إبِله أَي لَا تكون لَهَا أَوْلَاد تتلوها أَي تتبعها وَهَذَا مَذْهَب يُونُس بن حبيب قَالَ ابْن سراج وَهَذَا بعيد فِي دُعَاء الْملكَيْنِ للْمَيت قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَعَلَّ ابْن الْأَنْبَارِي أَرَادَ ن هَذَا أصل هَذَا الدُّعَاء ثمَّ اسْتعْمل كَمَا اسْتعْمل غَيره من أدعية الْعَرَب قَالَ أَبُو بكر وَالْوَجْه الثَّانِي أَن يكون ايتليت أَي لأدريت وَلَا اسْتَطَعْت أَن تَدْرِي يُقَال مَا آلوه أَي مَا استطيعه وَهَذَا مَذْهَب الْأَصْمَعِي وَقَالَ الْفراء مثله إِلَّا أَنه فسره وَلَا قصرت فِي طلب الدِّرَايَة فَيكون أَشْقَى لَك من قَوْلهم مَا ألوت أَي مَا قصرت وَذكر أَبُو عبيد فِيهِ أَيْضا وَلَا أليت كَأَنَّهُ من الوت أَي اسْتَطَعْت قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد بَينا من صِحَة الْمعَانِي الَّتِي توَافق الرِّوَايَة مَا لَا يحْتَاج مَعَه إِلَى مَا قَالَه أَبُو بكر والموفق الله. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَلَمَّا تلى عَنهُ تقدم فِي حرف الْهمزَة وَالتَّاء وَقَوله فِي حَدِيث زُهَيْر ابْن حَرْب مَا من مَوْلُود إِلَّا تَلد على الْفطْرَة كَذَا رَوَاهُ السَّمرقَنْدِي وللجمهور يُولد كَمَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَهِي لُغَة فِي ولد قَالَ الْحَرْبِيّ ولد وتلد بِمَعْنى وَيكون أَيْضا على إِبْدَال الْوَاو تَاء لانضمامها التَّاء مَعَ الْمِيم (ت م ت) وَقَوله فِيهِ تمتمة هُوَ خطأ اللِّسَان وتردده إِلَى لفظ كَأَنَّهُ التَّاء وَالْمِيم وَإِن لم يكن بَينا وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ تردده فِي هذَيْن الحرفين وَاسم الرجل مِنْهُ تمنام وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ ثقل النُّطْق بِالتَّاءِ على الْمُتَكَلّم (ت م م) قَوْله بِكَلِمَات الله التامات ولعنة الله التَّامَّة والدعوة التَّامَّة قيل مَعْنَاهُ الْكَامِلَة وَمعنى كَمَا لَهَا فِي الْكَلِمَات أَي أَنَّهَا لَا يدخلهَا النَّقْص وَالْعَيْب كَمَا يدْخل كَلَام الْبشر وَقيل التَّامَّة النافعة والشافية مِمَّا يتَعَوَّذ بهَا مِنْهُ وَقيل الْكَلِمَات هُنَا الْقُرْآن وَوصف الدعْوَة بالتمام لِأَن الْأَذَان دُعَاء إِلَى طَاعَة الله وعبادته وفلاح الْآخِرَة الدَّائِم وثوابها التَّام وَغير ذَلِك من الدَّعْوَات لأمور الدُّنْيَا الْخَاصَّة النَّاقِصَة المكدرة المعيبة وكما لَهَا فِي اللَّعْنَة الْمُوجبَة للبعد من الرَّحْمَة وَالْعَذَاب السرمد وَقد تكون التَّامَّة فِي الدعْوَة واللعنة بِمَعْنى الْوَاجِبَة والحاقة اللَّازِمَة بِالشَّرْعِ وَفِي الْكَلِمَات من الْأَوَامِر والنواهي وَالْأَخْبَار الْوَاجِبَة صدقا وعدلا كَمَا قَالَ تَعَالَى وتمت كَلِمَات رَبك صدقا وعدلا أَي حقت وَوَجَبَت وَقَوله فِي بَاب إِلْحَاق الْوَلَد فَإِن ولدت ولدا تَاما كَذَا ليحيى ولسائر رُوَاة الْمُوَطَّأ تَمامًا وهما بِمَعْنى أَي تَامّ أمد الْحمل ولتمامه وَيُقَال بِفَتْح التَّاء وَكسرهَا أَي لتَمام شهوره وَمِنْه فِي حَدِيث أَسمَاء وَأَنا متم أَي أكملت مُدَّة حملي وحان وضعي وكل شَيْء يُقَال فِيهِ تَمام بِالْفَتْح إِلَّا ليل التَّمام فَهُوَ بِالْكَسْرِ لَا غير قيل هُوَ أطول اللَّيَالِي وَقيل عِنْد كَمَال الْقَمَر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي كَرَاهَة الاختصاء فِيهِ تَمام الْحلق وَعند ابْن وضاح وَأَن المرابط نَمَاء بالنُّون وَإِسْقَاط الْمِيم آخرا أَي زِيَادَته وَالْأول أوجه قَوْله فِي حَدِيث الرَّجْم فِي الْمَرْأَة وتمت على الإعتراف كَذَا لجَماعَة شُيُوخنَا عَن يحيى بن يحيى وَكَذَا الْمطرف والقعنبي وَعند ابْن بكير وَثبتت على الِاعْتِرَاف وَكَذَا فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي أبي عبد الله بن حمدين وَرَوَاهُ بَعضهم تمادت وَكله بِمَعْنى التَّاء مَعَ النُّون (ت ن ر) قَوْله

فصل الاختلاف والوهم

وَكَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَاحِدًا هُوَ الَّذِي يخبز فِيهِ وَهُوَ هَكَذَا فِي كل لِسَان وَافَقت الْعَجم فِي اسْمه الْعَرَب وَلَيْسَ فِي الْعَرَبيَّة لَهُ اسْم غير هَذَا يحْتَمل أَن التَّاء فِيهِ زَائِدَة وَأَنه من النَّار وتنورها واتقادها فِيهِ التَّاء مَعَ الْعين (ت ع ت) قَوْله وَالَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن يتتعتع فِيهِ يَعْنِي فِي الْقُرْآن مَعْنَاهُ يتَرَدَّد فِي تِلَاوَته عيا والتعتعة فِي الْكَلَام العي والتردد فِيهِ وأصل التعتمة الْحَرَكَة (ت ع س) قَوْله تعس عبد الدِّينَار بِكَسْر الْعين وَيُقَال بِفَتْحِهَا وسين مُهْملَة وَكَذَا تعس مسطح معنى ذَلِك هلك وَقيل هُوَ السُّقُوط على الْوَجْه خَاصَّة وَقيل لزمَه الشَّرّ وَقيل بعد. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَلَقَد بلغن تاعوس الْبَحْر كَذَا للسجزي وَعند العذري والفارسي قاعوس بِالْقَافِ وَكِلَاهُمَا بِعَين وسين مهملتين وَذكره الدِّمَشْقِي قَامُوس الْبَحْر بِالْقَافِ وَالْمِيم وَهُوَ الَّذِي يعرفهُ أهل اللُّغَة وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُود قَامُوس أَو قايوس على الشَّك فِي الْمِيم أَو الْيَاء وَفِي رِوَايَة على بن الْمَدِينِيّ ناموس بالنُّون وَقد رُوِيَ عَن ابْن الْحذاء ياعوس بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَرُوِيَ عَن غَيره بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَكله وهم وَغلط قَالَ الجياني لم أجد لهَذِهِ اللَّفْظَة ثلجا قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج قَامُوس الْبَحْر فاعول من قمسه إِذا غمسه قَالَ أَبُو عبيد قَامُوس الْبَحْر وَسطه وَفِي الجمهرة لجته وَفِي الْعين قَالَ فلَان قولا بلغ قَامُوس الْبَحْر أَي قَعْره الأقصا وَهَذَا بَين فِي هَذَا الحَدِيث على هَذِه الرِّوَايَة وَقَالَ لي شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن قاعوس الْبَحْر صَحِيح مثل قَامُوس كَأَنَّهُ من القعس وَهُوَ دُخُول الظّهْر وتعمقه أَي بلغن عمق الْبَحْر ولجته الدَّاخِلَة وَقَالَ الْمُطَرز الناعوس الْحَيَّة بالنُّون فَلَعَلَّهُ كَذَا هُنَا أَي بلغن دَوَاب الْبَحْر التَّاء مَعَ الْفَاء (ت ف ث) قَوْله وإلقاء التفث بِفَتْح الْفَاء وَآخره ثاء مُثَلّثَة فسره ملك بِأَن المُرَاد بِهِ فِي الْقُرْآن فِي قَوْله تَعَالَى) ثمَّ ليقضوا تفثهم (أَنه حلاق الشّعْر وَلبس الثِّيَاب وَشبهه وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيره نَحوه وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل هُوَ فِي كَلَام الْعَرَب إذهاب الشعث قَالَ الْأَزْهَرِي وَلَا يعرف فِي كَلَام الْعَرَب إِلَّا من قَول ابْن عَبَّاس وَأهل التَّفْسِير (ت ف ل) قَوْله لَا يتفلن أحدكُم فِي الْمَسْجِد وَلَا يتفل وَثمّ يتفل بِكَسْر الْفَاء والتفل بسكونها وَفتح التَّاء وَفِي التَّيَمُّم وتفل فيهمَا بفتحهما وتفل فِي فِي الصَّبِي كَذَلِك وَرَوَاهُ بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ بالثاء الْمُثَلَّثَة هُنَا وَهُوَ خطأ وأتفل فِي الْأَمر كَذَلِك بِكَسْرِهَا وَفِي أهل الْجنَّة كَذَلِك لَا يَتْفلُونَ كُله من البصاق والنفخ بالبصاق الْقَلِيل والنفث مثله إِلَّا أَنه ريح بِغَيْر بزاق وَعَلِيهِ يدل قَوْله فِي التَّيَمُّم وتفل فيهمَا لِأَنَّهُ لَيْسَ بِموضع بصاق كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَنفخ فيهمَا وَقيل بِمَعْنى وَقيل بعكس مَا تقدم فيهمَا والتفل بِالْفَتْح البصاق نَفسه وَكَذَلِكَ الرّيح الكريهة وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث وَيحْتَمل أَنه المُرَاد فِي صفة أهل الْجنَّة أَي لَا تنتن روائحهم وَلَا عرقهم لَو روى يَتْفلُونَ بِفَتْح الْفَاء وَالرِّوَايَة فِيهِ بِكَسْرِهَا فَهُوَ بالبزاق أشبه كَمَا قَالَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ وكما جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يبصقون وَالْوَجْه الآخر صَحِيح فيهم وَفِي غسل الْجُمُعَة لَهُم تفل أَي رَائِحَة كريهة وَفِي النِّسَاء ليخرجن وَهن تفلات هُوَ من ذَلِك أَي غير متطيبات لَيْلًا يحركن الرِّجَال بطيبهن (ت ف هـ) قَوْله تافها أَي يَسِيرا حَقِيرًا لَا خطر لَهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله

فصل في الاختلاف والوهم

فِي بَاب البصاق فِي الْمَسْجِد فَإِن لم يجد فليتفل هَكَذَا وَوصف الْقَاسِم فتفل فِي ثَوْبه كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَعند كَافَّة شُيُوخنَا فَلْيقل هَكَذَا وَهُوَ الْوَجْه التَّاء مَعَ الْقَاف (ت ق و) التَّقْوَى والتقاة والتقية الحذر واصلها الْوَاو الْجمع التقى قَوْله كُنَّا وَالله إِذا احمر الباس نتقى بِهِ أَي نجعله أمامنا وَيكون هُوَ قدامنا لشجاعته وتقدمه حَتَّى كَأَنَّهُ وقاية لنا أَو كشيء يَتَّقِي ويتحسن بِهِ وَلم يرد أَنهم كَانُوا يَفْعَلُونَ هم بِهِ ذَلِك وَلَا يقدمونه لَكِن لما كَانَ هُوَ يتَقَدَّم من عِنْد نَفسه كَانَ كمن قصد بِهِ ذَلِك وَقَوله من حلف على يَمِين ثمَّ رءا اتَّقى لله مِنْهَا فليات التَّقْوَى أَي أبر عِنْد الله وَأولى إِذْ يعبر بالتقوى عَن الطَّاعَة فصل فِي الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي تَفْسِير ألم نشرح انقض أتقن كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ وهم وَعند بَعضهم أثقل وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رده الْأصيلِيّ وَقَالَ فِي كتاب الفر بَرى أثقن وَهُوَ خطأ وَفِي نُسْخَة ابْن السماك ويروي اثتن وَهُوَ أصح من أثقن كَذَا عِنْده بالثاء مُثَلّثَة وَالنُّون وَهَذَا غير مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب وَثبتت هَذِه الزِّيَادَة عِنْد ابْن السكن لَكِن عِنْده ويروي أثقل وَهُوَ الصَّوَاب وَقد روى عَن الفربرى أَنه قَالَ انقض أثقل كَأَنَّهُ أصلحها وَقَوله فِي حَدِيث السَّقِيفَة لقد خوف عمر النَّاس وَإِن فيهم لنفاق فردهم الله بذلك كَذَا روينَاهُ من جَمِيع الطّرق وَفِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ كلهَا إِلَّا أَن أَبَا عبد الله الْحميدِي ذكره فِي اختصاره أَن فيهم لتقي فردهم الله بذلك وَأرَاهُ تصحيفا أَو تسورا على الْإِصْلَاح وَإِنَّمَا استعظم لفظ النِّفَاق عَلَيْهِم وَلَا يجب استبعاده هُنَا فَلَيْسَ بِنفَاق الْكفْر وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَى اخْتِلَاف الْكَلِمَة وإبطان الْمُخَالفَة وَكَرَاهَة مَا أَرَادَ أَو مَا وَقع فِي قُلُوب ضعفاء الْمُؤمنِينَ من إِنْكَار موت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَلا ترَاهُ كَيفَ قَالَ فَخَرجُوا يَتلون) وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول (الْآيَة التَّاء مَعَ السِّين فِيهِ من الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي وَصِيَّة الزبير وَله يَوْمئِذٍ تِسْعَة بَنِينَ كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ سَبْعَة وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله تِسْعَة وهم عبد الله وَعُرْوَة وَالْمُنْذر وَعَمْرو وَعَاصِم وجعفر وَعبيدَة وخَالِد وَمصْعَب إِلَّا أَن يكون بَعضهم لم يُولد بعدو الله أعلم وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام لأطوفن اللَّيْلَة على تسعين امْرَأَة كَذَا للأصيلي وَابْن السكن والحموي بِتَقْدِيم التَّاء فِي حَدِيث الْمُغيرَة عَن ابْن أبي الزِّنَاد وَعند النَّسَفِيّ والقابسي سبعين بِتَقْدِيم السِّين ثمَّ جَاءَ بعد فِي حَدِيث شُعَيْب لجَماعَة تسعين بِتَقْدِيم التَّاء وَلابْن السكن والحموي سبعين بِتَقْدِيم السِّين وَفِي الْمَغَازِي فِي حَدِيث عَبْدَانِ أَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة تِسْعَة يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بِتَقْدِيم التَّاء كَذَا لأكثرهم وَكَذَا فِي الصَّلَاة وَهُوَ الصَّحِيح وَلابْن السكن وَأبي الْهَيْثَم فِي رِوَايَة سَبْعَة عشر وَفِي حَدِيث أَحْمد بن يُونُس تِسْعَة عشر بِتَقْدِيم التَّاء أَيْضا وَفِي حَدِيث أنس أَقَمْنَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عشرَة كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ بضع عشرَة وَفِي كتاب عَبدُوس سبع عشرَة الْحق سبعا وَفِي حَدِيث أبي قَتَادَة الطَّوِيل فِي مُسلم فَكُنَّا سَبْعَة ركب كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا بِتَقْدِيم وَعند بعض الروَاة تِسْعَة بِتَقْدِيم التَّاء فِي حَدِيث بدر وهم ثَلَاثمِائَة وَتِسْعَة عشر رجلا كَذَا لَهُم وَعند العذرى سَبْعَة عشر قَوْله تَحَيَّنُوا لَيْلَة الْقدر فِي الْعشْر الْأَوَاخِر أَو فِي السَّبع إِلَّا الْأَوَاخِر كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَعند الطَّبَرِيّ التسع قَوْله فِي حَدِيث الدَّجَّال تسعون ألفا من يهود أَصْبَهَان كَذَا لِابْنِ

فصل الاختلاف والوهم

ماهان ولسائر الروَاة سَبْعُونَ ألفا وَفِي بَاب من طَاف على نِسَائِهِ قَالَ وَله عَلَيْهِ السَّلَام يَوْمئِذٍ تسع نسْوَة كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ سبع بِتَقْدِيم السِّين وَالتَّاء وَهُوَ وهم وَفِي بعث أُسَامَة عزوت مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سبع غزوات وَخرجت فِيمَا يبْعَث من الْبعُوث تسع غزوات كَذَا فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَعند الْأصيلِيّ سبع بِتَقْدِيم السِّين فِي الآخر وَعند جَمِيعهم فِي الأول مثله وَكَذَا لَهُم فِي حَدِيث عمر بن غياث سبع فِي الأولى وتسع فِي الثَّانِيَة وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم سبع غزوات وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ تسع وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الله سبع لجميعهم التَّاء مَعَ الْوَاو (ت وب) قَوْله ثمَّ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ أَي قبل تَوْبَته ورضيها وَيكون أَيْضا ثبتها وصححها لَهُ وأخلصها وَقيل تَوْبَة الله على عباده رُجُوعه بهم إِلَيْهَا وَاصل التَّوْبَة الرُّجُوع يُقَال تَابَ وثاب وأناب بِمَعْنى رَجَعَ (ت وَج) قَوْله فِي ابْن سلول على أَن يُتَوِّجُوهُ أَي يعمموه عِمَامَة الرياسة والعمائم تيجان الْعَرَب وَفِي الحَدِيث ويعصبوه بِالْعِصَابَةِ وَفِي السّير وَإِنَّا لننظم لَهُ الخرز ليتوجوه (ت ور) وَذكر فِيهَا التور بِفَتْح التَّاء وتورمن حِجَارَة وَهُوَ مثل الْقدر من حِجَارَة (ت وق) وَقَوله مَالك تتوق فِي نسَاء قُرَيْش وَتَدعنَا تقدم رِوَايَة بَعضهم فِيهِ هَكَذَا أَي تشتاق وَقد تقدم فِي حرف الْهمزَة وَالنُّون مَعْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ وَصَوَابه تنوق بالنُّون أَي تخْتَار كَمَا تقدم وَالله أعلم (ت وو) قَوْله الِاسْتِجْمَار تو بِفَتْح التَّاء وَتَشْديد الْوَاو أَي وتر وفرد لأشفع (ت وى) وَقَوله فقد توى أَي هلك بِكَسْر الْوَاو يتوى بِفَتْحِهَا توى مَقْصُور وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر ذَاك لاتوى عَلَيْهِ وَقد ذكر بَعضهم أَنه يُقَال فِي الْمَاضِي توى أَيْضا بفتحهما وَأَنَّهَا لُغَة طي فِي هَذَا الْبَاب وَقَالَ الْخَلِيل توى يتوي توى ذهب مَاله وَقَالَ ابْن دُرَيْد توى يتوي توى إِذا هلك فَهُوَ تاو وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ فِي بَاب الْمَلَائِكَة ذَاك لَا تواء عَلَيْهِ مَمْدُود وَهُوَ خطأ وَكَذَلِكَ عِنْده فِي الْجِهَاد فِي فضل النَّفَقَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْلك مَالك تتوق فِي نسَاء قُرَيْش كَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم بِالتَّاءِ من التوق وَهُوَ الاشتياق أَي تحب لكافة الروَاة تنوق بالنُّون وَمَعْنَاهُ تخْتَار وتبالغ فِيمَا يُعْجِبك مِنْهُم والأنيق من الشَّيْء المعجب الْمُخْتَار ونيقة كل شَيْء خِيَاره يُقَال مِنْهُ تانق وتنوق وتنيق التَّاء مَعَ الْيَاء (ت ى س) قَوْله لَا يُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة تَيْس هُوَ الذّكر الثني من الْمعز الَّذِي لم يبلغ حد الضراب فَلَا مَنْفَعَة فِيهِ (ت ى هـ) قَوْله امْرُؤ تايه أَي متحير كَالَّذي يتيه فِي التيه من الأَرْض وَهِي الَّتِي لَا علم فِيهَا يَهْتَدِي بِهِ وَقَوله فتاهت بِهِ سفينته أَي أخذت على غير استقامة وَلَا مَنْهَج وَمِنْه قَوْله يتيه قوم من قبل الْمشرق. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول البُخَارِيّ تَارَة جمعه تيرة وتارات كَذَا الابْن أبي صفرَة وَغَيره وَفِي أصل الْأصيلِيّ تيروتارات وَهُوَ الصَّوَاب التَّاء المفردة قَوْله كَيفَ تيكم هِيَ إِشَارَة بالتنبيه للمؤنث مثل ذَا للمذكر وسنذكره فِي الذَّال التَّاء المزيدة وَقد جَاءَت حُرُوف كَثِيرَة وكلمات جمة أَولهَا تَاء مزيدة أَو مبدلة سوى مَا نبهنا على بَعْضهَا يشكل طلبَهَا فِي أصُول أَبْوَابهَا فنبهنا عَلَيْهَا هُنَا مِنْهَا من ذَلِك قَوْله من تعار من اللَّيْل وتعلت من نفَاسهَا نذكرهُ فِي حرف الْعين ويتسار إِلَيْهَا والتسبيد فِي حرف السِّين ويتوخى وتوخى ومتماثل ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وتحلة الْقسم

فصل في أسماء المواضع في هذا الحرف

والتحية والتحيات نذكرها فِي حرف الْحَاء وَالتَّجْبِيَة فِي حرف الْجِيم وتطوافا فِي حرف الطَّاء وَلنْ يتْرك فِي حرف الْوَاو وَكَذَلِكَ لَا تفي عَن أحد بعْدك فصل فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف (تبَالَة) بِفَتْح أَوله وَبعده بَاء بِوَاحِدَة مُخَفّفَة وَفتح اللَّام بعْدهَا مَوضِع من بِلَاد الْيمن وَأَرْض دوس جَاءَ ذكرهَا فِي خبر ذِي الخلصة فِي كتاب مُسلم وَلَيْسَت بتبالة الْحجَّاج الَّذِي يضْرب بهَا الْمثل فِي الْهون فَيُقَال أَهْون من تبَالَة على الْحجَّاج تِلْكَ بِالطَّائِف وَلها خبر (تَبُوك) بِفَتْح التَّاء مَعْرُوفَة وَهِي من أدنى أَرض الشَّام قيل سميت بذلك لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وجدهم يبوكون حسيها بقدح فَقَالَ مَا زلتم تبوكونها فسميت بِهِ وَمعنى تبوكون تحركون وتدخلون (التَّنْعِيم) بِفَتْح التَّاء من الْحل مَعْرُوف مَكَان بَين مروسرف بَينه وَبَين مَكَّة فرسخان وَقيل أَرْبَعَة أَمْيَال وَسمي بذلك لِأَن جبلا عَن يَمِينه يُقَال لَهُ نعيم وَعَن يسَاره آخر يُقَال لَهُ ناعم والوادي نعْمَان (تعهن) عين مَاء سمي بِهِ الْموضع على ثَلَاثَة أَمْيَال من السقيا بطرِيق مَكَّة وَهُوَ بِكَسْر التَّاء أَولا وَكسر الْهَاء وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة كَذَا ضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا وَكَذَا قَيده أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي مُعْجَمه وضبطناه عَن بَعضهم بِفَتْح التَّاء أَولا وَحكى عَن أبي ذَر سَمِعت الْعَرَب تَقول فِيهِ تعهن بِضَم التَّاء وَفتح الْعين وَكسر الْهَاء (تهَامَة) بِكَسْر التَّاء وَهُوَ كل مَا نزل عَن نجد من بِلَاد الْحجاز وَسميت تهَامَة لتغير هوائها من قَوْلهم تهم الدّهن إِذا تغير رِيحه وَمَكَّة مَعْدُودَة فِي تهَامَة (تستر) مَدِينَة من بِلَاد فَارس ينْسب إِلَيْهَا جمَاعَة بِضَم التَّاء الأولى وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَفتح التَّاء الثَّانِيَة كَذَا قَيده بَعضهم (تيما) بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا مَمْدُود من أُمَّهَات الْقرى على الْبَحْر وَهِي من بِلَاد طي وَمِنْهَا يخرج إِلَى الشَّام مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان بِفَتْح التَّاء أَولا وَكسر الْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَيُقَال بِفَتْحِهَا أَيْضا وبإسكانها أَيْضا وَمن عداهُ فِيهَا نَبهَان بنُون أَولا مَفْتُوحَة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة سَاكِنة والحولاء بنت تويت بِضَم التَّاء وَفتح الْوَاو ثمَّ تَاء التصغير سَاكِنة وَآخره تَاء مثل أَوله وبنوتويت مثله والتويتات جمعه جَاءَ فِي حَدِيث ابْن الزبير فَخذ من بني أَسد وَعقبَة بن التوأم بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْهمزَة بعْدهَا روى لَهُ مُسلم وَأَيوب بن أبي تَمِيمَة بِفَتْح التَّاء وَأَبُو التياح بِفَتْح التَّاء وَالْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَآخره حاء مُهْملَة واسْمه يزِيد بن حميد وَأَبُو تَوْبَة الرّبيع بن نَافِع بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا بَاء بِوَاحِدَة وَأَبُو تُمَيْلة بِضَم التَّاء وَفتح الْمِيم ثمَّ يَاء التصغير بعْدهَا لَام واسْمه يحيى بن وَاضح وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا مُحَمَّد بن مِسْكين بن نميلَة مثله إِلَّا أَن أَوله نون وَأَبَان بن تغلب وَعَمْرو بن تغلب كِلَاهُمَا بِفَتْح التَّاء وغين مُعْجمَة وَسَعِيد بن عِيسَى بن تليد بِفَتْح التَّاء وَكسر اللَّام وآخزه دَال مُهْملَة وَأَبُو تُرَاب كنية عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ ولقب لقبه بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين قَالَ لَهُ قُم أَبَا تُرَاب فِي الحَدِيث الْمَشْهُور. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْفَصْل صَالح بن أبي صَالح مولى التوءمة المحدثون يَقُولُونَهُ بِضَم التَّاء وَفتح الْهمزَة على الْوَاو وَصَوَابه بِفَتْح التَّاء

حرف الثاء

وَسُكُون الْوَاو وهمزة مَفْتُوحَة بعْدهَا كَذَا سمعناه من الحذاق وقيدناه عَنْهُم وَمِنْهُم من لَا يهمزوا بِنَقْل الْحَرَكَة على الْوَاو وَيَقُول التومة وَكَذَلِكَ كَانَ يلفظ بِهِ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَاسم أبي صَالح نَبهَان والتوءمة مولاته هِيَ بنت أُمِّيّه بن خلف قَالَ الْوَاقِدِيّ ولدت مَعَ أُخْت لَهَا فِي بطن فسميت بذلك فصل مُشكل الْأَنْسَاب فِيهِ فِيهِ أَبُو يعلي التوزي بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَبعد الْوَاو الْمُشَدّدَة زَاي واسْمه مُحَمَّد بن الصَّلْت وتوز مَوضِع من أَرض فَارس هَذَا وَحده خرج عَنهُ البُخَارِيّ وَحده فِي بَاب الرِّدَّة وَمن عداهُ ثوري بثاء مُثَلّثَة وواو سَاكِنة بعْدهَا رَاء وثور قبيل من هَمدَان وثور أَيْضا قبيل من عبد مَنَاة بن أد بن طابخة بن إلْيَاس يعرف بثور أطحل مِنْهُم سُفْيَان الثَّوْريّ الإِمَام خرجا عَنهُ وَمِنْهُم أَبُو يعلي مُنْذر بن يعلي الثَّوْريّ خرجا عَنهُ وَيشْتَبه بِأبي يعلي الأول وسواهما فِيهَا من ثَوْر هَمدَان وحرملة بن يحيى التجيبيى وتجيب قَبيلَة من كِنْدَة يُقَال بِفَتْح التَّاء وَضمّهَا وبالضم يَقُوله أَصْحَاب الحَدِيث وَكثير من الأدباء وبالفتح يَقُوله بعض أهل الْأَدَب وَلَا يجير فِيهِ إِلَّا الْفَتْح وَزعم بَعضهم أَن التَّاء فِيهِ أَصْلِيَّة وَلَيْسَت بتاء الِاسْتِقْبَال وَفِي بَاب التَّاء وَالْجِيم وَالْبَاء ذكرهَا صَاحب الْعين يُقَال تجيب وتجوب قَبيلَة وبالفتح قيدنَا الْحَرْف وقرأناه على جمَاعَة من حذاق شُيُوخنَا أبي الْحُسَيْن وَغَيره وَكَانَ الْأُسْتَاذ أَبُو مُحَمَّد بن السَّيِّد النَّحْوِيّ مِمَّن أدركناه يذهب إِلَى صِحَة الْوَجْهَيْنِ مَعَ كَون التَّاء مزيدة من قَوْله جاب يجوب ويجيب إِذا خرق والتميمي كثير مِنْهُم يحيى بن يحيى التَّمِيمِي وَغَيره فَأَما التَّيْمِيّ فمنسوب إِلَى تيم بن مرّة من قُرَيْش ذكر مِنْهُم فِيهَا بنسبه أَبُو بكر الصّديق وَعَاصِم بن النَّضر التَّيْمِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن عَلْقَمَة التَّيْمِيّ وَأَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ وَسليمَان التَّيْمِيّ وَإِبْرَاهِيم بن يزِيد التَّيْمِيّ وَذكر مُسلم مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى التَّيْمِيّ كَذَا قَالَ فِي كتاب النذور وَنسبه فِي الْجِهَاد وَفِي غير مَوضِع الْقَيْسِي وهما لَا يَجْتَمِعَانِ قَالَ بعض شُيُوخنَا لَعَلَّه من ولد تيم بن قيس بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن سعد بن عَليّ بن بكر بن وَائِل فَيصح نسبه قيسيا وتيميا فَأَما تيم بن مرّة وَقيس بن عيلان فَلَا يَجْتَمِعَانِ وَذكر مُسلم فِي بَاب من يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا نَا أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم التَّيْمِيّ كَذَا فِي بعض نسخ مُسلم هُنَا وَهُوَ وهم ولسائر الروَاة هُنَا اللَّيْثِيّ وَفِي أصل ابْن عِيسَى هُنَا التَّمِيمِي وَقيد عَن الجياني اللَّيْثِيّ كَمَا للْجَمَاعَة قَالَ الجياني وَيُقَال التَّمِيمِي وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه أَنه يُقَال فِي نسبه الْوَجْهَيْنِ اللَّيْثِيّ والتميمي وسُفْيَان التمار بِالتَّاءِ وَيشْتَبه بِهِ الْيَمَان وَالِد حُذَيْفَة وَيزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي بِضَم التَّاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَكَذَا قَيده القَاضِي الْبَاجِيّ وَبَعْضهمْ ضمهما مَعًا مَنْسُوب إِلَى تستر من بِلَاد فَارس وَعبد الله بن يُوسُف التنيسِي بِفَتْح التَّاء أَوله وَفِي سَنَد مُسلم أَبُو اللَّيْث نصر بن الْحسن التنكثي بتاء مَضْمُومَة وَنون سَاكِنة وكاف مصمومة بعْدهَا ثاء مثلثه وتنكث من بِلَاد الشاس والسمرقند حرف الثَّاء الثَّاء مَعَ الْهمزَة (ث اب) ذكر فِي غير حَدِيث إِذا تثاءب أحدكُم بِالْمدِّ والمصدر التثاؤب مثله مَعْلُوم كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَالِاسْم الثوباء بِالْهَمْز وَالْمدّ وَقد تسهل الْهمزَة يُقَال تثاوب والثوباء قَالَ ثَابت صَوَابه تثاب بتَشْديد الْهمزَة وَلَا يُقَال تثاؤب قَالَ ابْن دُرَيْد أَصله من ثيب الرجل فَهُوَ مثوب إِذا استرخى وكسل

فصل الاختلاف والوهم

(ث ال) قَوْله فِي خَاتم النبوءة عَلَيْهِ خيلان كأمثال الثآليل وأحدها ثؤلول بِضَم الثَّاء مَهْمُوز وَهِي حبوب تنْبت فِي ظَاهر الْجَسَد الثَّاء مَعَ الْبَاء (ث ب ت) قَوْله وَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا يُقَال فلَان ثَبت فِي الْحَرْب وَثَبت وتبيت أَي مقدم لَا يفر مطمئن النَّفس وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وتثبيتا من أنفسهم أَي طمأنينة قَوْله فِي الصَّيْد فأثبته أَي أصبت مَقْتَله وَقَوله فساوني عَن أَشْيَاء لم أثبتها بِضَم الْهمزَة وَكَذَلِكَ لم يثبت مَنَازِلهمْ أَي لم يُحَقّق ذَلِك وَقَوله كَانَ إِذا عمل عملا أثْبته أَي لزمَه ودام عَلَيْهِ (ث ب ج) ثبج الْبَحْر بِفَتْح التَّاء وَالْبَاء وَسطه وَقيل ثبج الْبَحْر ظَهره وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ظهر هَذَا الْبَحْر والثبج أَيْضا مَا بَين الْكَتِفَيْنِ (ث ب ط) فِي قَوْله فِي حَدِيث سَوْدَة وَكَانَت امْرَأَة ثبطة فسره فِي الحَدِيث أَي ثَقيلَة وَهُوَ صَحِيح ضبطناه فِيهَا بِكَسْر الْبَاء وَقَيده الجياني عَن أبي مَرْوَان بن سراج بِكَسْرِهَا وسكونها وَقد تقدم فِي حرف الْبَاء والطاء وَرِوَايَة من رَوَاهُ بطيئة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليهلن ابْن مَرْيَم بفج لروحاء حَاجا أَو مستمرا أَو ليثبتنهما كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ من الْإِثْبَات وَعند غَيره ليثنينهما من التَّثْنِيَة أَي يجمعهما مَعًا وَكَذَا للعذرى إِلَّا أَنه عِنْده أَو ليثنيهما دون نون مُشَدّدَة آخرا وهما بِمَعْنى وَفِي بَاب النّوم قبل الْعشَاء فاستثبت عَطاء كَيفَ وضع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَده على رَأسه كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن فاستفتيت وَالْأول الصَّوَاب وَفِي تَفْسِير سُورَة الْفَتْح قواه بِأَصْحَابِهِ كَمَا قوى الْحبَّة بِمَا نبت مِنْهَا ويروي ينْبت على الِاسْتِقْبَال كُله من النَّبَات بالنُّون وَعند الْقَابِسِيّ يثبت من الثَّبَات وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي بَاب النَّعْل فِي حَدِيث أنس فَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ هَذِه نعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لأبي ذَر والقابسي وَعند الْأصيلِيّ فَقَالَ يَا ثَابت هَذَا نعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الصَّوَاب الثَّاء مَعَ الْجِيم (ث ج ج) قَوْله فثجت فبالت كَذَا قيدنَا هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث أبي الْيُسْر الطَّوِيل آخر صَحِيح مُسلم عَن شُيُوخنَا من رِوَايَة العذرى بثاء مُثَلّثَة وجيم مُشَدّدَة ورويناه من طَرِيق الْفَارِسِي وَابْن ماهان فشجت بشين مُعْجمَة وَتَخْفِيف الْجِيم قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَالْفَاء أَصْلِيَّة قَالَ الجياني فِيمَا رَوَاهُ لنا عَنهُ القَاضِي أَبُو عبد الله التميم صَوَابه ففشجت وَهُوَ يصحح رِوَايَة ابْن ماهان والفارسي وَكَذَا ذكر الْحَرْف صَاحب الغريبين والخطابي وَمعنى ذَلِك تفاجت أَي فتحت فخذيها لتبول وَأنكر بَعضهم الْجِيم فِي هَذَا وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ فشحت بِالْحَاء وَوجدت أَيْضا عَن الجياني أَن صَوَابه فشجنت مثله وَنون بعد الْجِيم وَقيل لَعَلَّه بِمَعْنى توقفت وَأَمْسَكت عَن الْمَشْي للبول وَمِنْه قَوْلهم الحَدِيث ذُو شجون إِنَّمَا لتمسك بعضه بِبَعْض وَلَا يبعد صَوَاب الرِّوَايَة الأولى أَي صبَّتْ بولها والثج الصب وَمِنْه فِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة أثجه تجا تَعْنِي الدَّم أَي أصبه صبا الثَّاء مَعَ الْخَاء (ث خَ ن) قَوْلهَا أَن أثخنتها أَي بالغت فِيمَا جاوبتها بِهِ واكترث عَلَيْهَا وأثقلتها ويروي أنحيتها ويروى ألحيتها وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر حِين أثخنت عَلَيْهَا ويروى ألحيت عَلَيْهَا ويروى حَتَّى انحنيت قيل وَهُوَ الصَّوَاب وَمعنى أنحيت قصدت واعتمدت وَلَا وَجه لرِوَايَة ألحيت بِاللَّامِ وَالْأَشْبَه عِنْدِي أَنه تَغْيِير من لفظ الحَدِيث الأول من قَوْله حَتَّى أثخنتها غَلَبَة وَالله أعلم الثَّاء وَالدَّال

فصل الاختلاف والوهم

(ث د ى) الثدي بِفَتْح الثَّاء وَسُكُون الدَّال وَاحِد والثدي بضَمهَا وَكسر الدَّال جمع جَاءَ فِي الحَدِيث وَقَوله فِي خبر إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنه مَاتَ فِي الثدي أَي فِي أمد رضاعه وَمِنْه فِي حَدِيث الْخَوَارِج إِحْدَى عضدية مثل ثدي الْمَرْأَة وَمثل الْبضْعَة تدَرْدر وَفِيه فِي كتاب مُسلم مثدن الْيَد بالثاء الْمُثَلَّثَة أَو مودن بِالْهَمْزَةِ وروى مثدون وَمعنى مثدن ومثدون صَغِير الْيَد مجتمعها بِمَنْزِلَة تندوة الثدي وَأَصله مثند فَقدمت الدَّال وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْألف وَيُقَال لَهُ ذُو الثدية كَذَا يرويهِ عَامَّة الْمُحدثين بثاء مثلثه تَصْغِير ثدي وَيُقَال ذُو اليدية بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا تَصْغِير يَد وَهُوَ أوجه وَهُوَ الَّذِي يدل عَلَيْهِ مخرج الْيَد وَإِحْدَى عضديه وَإِحْدَى يَدَيْهِ وَلما يرويهِ المحدثون أَيْضا وَجه لَا يَنْبَغِي أَن يُنكر وَيبعد جملَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث مثل الْمُتَصَدّق والبخيل فِي كتاب الزَّكَاة جبتان أَو جنتان من لدن ثديهما إِلَى تراقيهما وَكَذَا لأبي بَحر بالثاء الْمُثَلَّثَة فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد وَعند غَيره يديهما وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب الغيلاني بعده قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى ثديهما كَذَا لأبي بَحر وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا وَلغيره إِلَى يديهما وَهُوَ خطأ الثَّاء مَعَ الرَّاء (ث ر ب) وَقَوله وَلَا يثرب عَلَيْهَا أَي لَا تعيرها وتوبخها بذنبها قَالَ الله تَعَالَى) لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم ( (ت ر و) وَقَوله لَهَا نعما ثريا أَي كَثِيرَة أثرت الأَرْض إِذا كَانَ ترابها كثيرا وأثرى بَنو فلَان كثرت أَمْوَالهم ثراء مَمْدُود والثروة الْغَنِيّ وَكَثْرَة المَال وَقَالَ ثريا وَهُوَ مُفْرد مُذَكّر وصف لنعم جمع مؤنث لِأَن النعم قد يذكر أَيْضا أَو حملا على اللَّفْظ وَتَقْدِير جمع نعم وَقَوله وتزويج الْمقل المثرية أَي الغنية الْكَثِيرَة المَال (ث ر ى) قَوْله فِي السويق فثرى أَي بل بِالْمَاءِ ولين حَتَّى صَار كالثرى مَقْصُور وَهُوَ التُّرَاب الندي وَمثله ثريناه فأكلناه أَي عجناه وَقَوله مَكَان ثريان أَي ذُو ثرى وندوة وَقَوله وَالشَّجر وَالثَّرَى على إِصْبَع وَالْأَرْض على إِصْبَع فَفرق هُنَا بَين الأَرْض وَالثَّرَى الثَّاء مَعَ الْكَاف (ث ك ل) قَوْله ثكلتك أمك عمر بِكَسْر الْكَاف وثكلث بنيتي وَيَا ثكل أُمِّيّه هِيَ كلمة استعملتها الْعَرَب كثيرا وَمَعْنَاهُ فقدتك والثكل الْفَقْد يُقَال ثكلت وأثكلت ثكلا بِالضَّمِّ الثَّاء مَعَ اللَّام (ث ل ث) قَوْله بَين كل أذانين صَلَاة ثَلَاثًا لمن شَاءَ أَي قَالَ ثَلَاث مَرَّات هَذَا الْكَلَام فَمَعْنَاه تَقْدِيمه بعد قَالَ لَكِن بتوسطه هُنَا يُوهم وَيشكل لَكِن يفسره قَوْله فِي الرِّوَايَة قَالَهَا مرَّتَيْنِ ثمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَة لمن شَاءَ وَقَوله حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم الثَّالِث يحمل على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه كمسجد الْجَامِع أَو يكون بِمَعْنى الْوَقْت الثَّالِث من اجتماعنا وَنَحْوه (ث ل ط) قَوْله ثَلَطَتْ وبالت بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا أَي سلحت والثلط بِسُكُون اللَّام الرجيع الْخَفِيف (ث ل ل) قَوْله والثلة بِفَتْح الثَّاء الْقطعَة من الْغنم وَبِضَمِّهَا من النَّاس قَالَ الله تَعَالَى) ثلة من الْأَوَّلين ( (ث ل م) قَوْله فِي ثلمة جِدَار هِيَ الْموضع المنهدم مِنْهُ وثلمة الْإِنَاء المنكسر من حَاشِيَته (ث ل غ) قَوْله يثلغ رَأسه على مَا لم يسم فَاعله بغين مُعْجمَة وَلَا وَجه لمن رَوَاهُ بِالْمُهْمَلَةِ أَي يشدخ ويفضخ وَمثله قَوْله إِذا يثلغوا رَأْسِي وسنذكره. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول ابْن عَوْف وَالله مَا اكتحلت هَذِه الثَّلَاث بكبير نوم كَذَا لَهُم وَلابْن السكن هَذِه

اللَّيْلَة وَهُوَ أشبه وأصوب وَفِي بَاب مَا ينْهَى عَنهُ من النوح فِي حَدِيث الْبكاء على جَعْفَر بن أبي طَالب فَأمره الثَّالِثَة كَذَا لأبي أَحْمد وللمروزي وَأبي ذَر الثَّانِيَة وَهُوَ صَوَابه لِأَنَّهُ ذكره بعد فِي الحَدِيث أَنه رَجَعَ إِلَيْهِ وَجَاء مُبينًا فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي غير الْبَاب أَنه أَتَاهُ فِي الثَّانِيَة ثمَّ قَالَ فَأَتَاهُ الثَّالِثَة وَفِي بَاب الدَّوَاء بالعسل قَوْله اسْقِهِ عسلا ثمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَة كَذَا لكافتهم وَعند النسفى الثَّانِيَة وَهُوَ الصَّوَاب وَلم يذكر الثَّالِثَة وَعند أبي ذَر ذكر الثَّانِيَة ثمَّ الثَّالِثَة ثمَّ قَالَ ثمَّ أَتَاهُ فَقَالَ قد فعلت فَقَالَ صدق الله وَكذب بطن أَخِيك اسْقِهِ عسلا فَيَأْتِي تكراره على هَذَا أَربع مَرَّات وَزِيَادَة الثَّالِثَة فِي رِوَايَة أبي ذَر وهم وَالصَّوَاب مَا عِنْد النسفى وَالله أعلم وَفِي وَصِيَّة الزبير يَقُول ثلث الثُّلُث فَإِن فضل من أَمْوَالنَا شَيْء بعد قَضَاء الدّين فلولدك كَذَا لَهُم ثلث بِضَم الثاءين مَعًا وَاللَّام وَإِضَافَة الثُّلُث الآخر إِلَيْهِ قَالَ بعض النَّاس وَصَوَابه وَوجه الْكَلَام ثلث الثُّلُث بِنصب الثَّاء الأولى وَكسر اللَّام على الْأَمر وَنصب آخر الثُّلُث الثَّانِي على الْمَفْعُول قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا أَدْرِي مَا اضطره إِلَى هَذَا وَالْكَلَام المروى مُسْتَقل بِنَفسِهِ قَوْله فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر من كَانَ عِنْده طَعَام اثْنَيْنِ فليذهب بِثَلَاثَة كَذَا عِنْد مُسلم وَعند البُخَارِيّ بثالث وَهُوَ وَجه الْكَلَام بِدَلِيل قَوْله بعده وَمن كَانَ عِنْده طَعَام أَرْبَعَة فليذهب بخامس وَقد يحْتَمل لَوْلَا هَذِه الْقَرِينَة أَن يكون من كَانَ عِنْده طَعَام اثْنَيْنِ من الأضياف فليذهب بِثَلَاثَة لِأَنَّهُ يقوتهم وبساط الحَدِيث فِي مُسلم لَا يدل عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث الآخر أَيْضا فِي البُخَارِيّ فِي بَاب عَلَامَات النُّبُوَّة وَانْطَلق النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِعشْرَة وَأَبُو بكر ثَلَاثَة كَذَا للأصيلي وَلغيره بِثَلَاثَة وَوجه رِوَايَة الْأصيلِيّ عِنْدهم وَهِي الَّتِي صوبوا وَأَبُو بكر ثَلَاثَة أَي عدَّة أَهله ثَلَاثَة أَي هُوَ فِي ثَلَاثَة عدَّة أضيافه وَهَذَا بعيد لما يَأْتِي بعده من أَكثر من هَذَا الْعدَد بقوله فَهُوَ أَنا وَأبي وَأمي وَذكر خادمهم وَشك فِي الزَّوْجَة وَالْأَشْبَه أَن يكون ثَلَاثَة أَي بِثَلَاثَة كَمَا قَالَ للْآخر وكما جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَيكون تكْرَار فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر إِذا مر بالنطفة ثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ لَيْلَة كَذَا للعذري ولكافتهم ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ فِي الحَدِيث إِذا يثلغوا رَأْسِي كَذَا الروية لغير العذري عِنْد شُيُوخنَا بالثاء الْمُثَلَّثَة سَاكِنة وَلَام مَفْتُوحَة وغين مُعْجمَة وللعذري يقلعوا بِالْقَافِ وَالْعين الْمُهْملَة وَقد تقدم تَفْسِير يثلغوا وَأَنه بِمَعْنى يشدخوا وَوجدت هَذَا الْحَرْف فِي بعض الرِّوَايَات يفلغوا بِالْفَاءِ والغين الْمُعْجَمَة وَهُوَ بِمَعْنى يثلغوا سَوَاء وَفِي الجمهرة فلغت رَأسه وثلغته سَوَاء إِذا شدخته وَوَقع فِي غير مُسلم مثله بِالْفَاءِ لَكِن بِعَين مُهْملَة وَمَعْنَاهُ يشقوا وَكَذَا ذكره الْخطابِيّ وَرَوَاهُ وَقَالَ لنا شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن أَنه بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ وَيُقَال بِالْمُهْمَلَةِ يُرِيد مَعَ الْفَاء فصحح الرِّوَايَتَيْنِ وبالمهملة ذكرهَا الْخَلِيل قَالَ وَمِنْه تفلعت بالطيخة وَفِي الجمهرة مثله وَفَسرهُ يشقوا بنصفين قَالَ فلع رَأسه بِالسَّيْفِ إِذا ضربه بِهِ فشقه نِصْفَيْنِ وَأرى رِوَايَة يقلعوا بِالْقَافِ وهما وَالله أعلم وَإِن كَانَ يتَخَرَّج لَهَا وَجه وَيكون قلعه إِزَالَته عَن جسده لاكنه قَلما يسْتَعْمل الْقلع فِي مثله قَوْله خلق ابْن آدم على سِتِّينَ وثلاثمائة مفصل وَفِي آخر الحَدِيث عدد تِلْكَ السِّتين والثلاثمائة كَذَا هُوَ عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا وَأكْثر النّسخ وَأهل الْعَرَبيَّة يأبون هَذِه الرِّوَايَة وَيَقُولُونَ صَوَابه وثلاثمائة بِغَيْر ألف وَلَام وَهُوَ

فصل الاختلاف والوهم

كَلَام الْعَرَب وَقد جَاءَ فِي بعض النّسخ على الصَّوَاب وَلَعَلَّه مصلح الثَّاء مَعَ الْمِيم (ث م د) قَوْله على ثَمد بِفَتْح الثَّاء وَالْمِيم هُوَ الْقَلِيل من المَاء وَقيل هُوَ مَا يظْهر من المَاء فِي الشتَاء وَيذْهب فِي الصَّيف قَالَ بَعضهم وَلَا يكون إِلَّا فِيمَا غلظ من الأَرْض وَقيل غير هَذَا (ث م ر) قَوْله بِسَوْط لم تقع ثَمَرَته أَي طرفه وَكَذَلِكَ ثَمَرَة اللِّسَان وَمَعْنَاهُ لم يركب فيلين طرفه وَقَوله فثمرت أُجْرَة أَي نميت لَهُ (ث م ل) وَقَوله فِي حَمْزَة ثمل بِكَسْر الْمِيم أَي سَكرَان قد أَخذ مِنْهُ الشَّرَاب وَقَوله ثمال اليتمى أَي مطعمهم وَقيل عمادهم وَيكون ظلهم والثمل الظل (ث م م) قَوْله فِي البُخَارِيّ فِي مصلى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَيْسَ فِي الْمَسْجِد الَّذِي بنى ثمَّ وَلَكِن أَسْفَل بِفَتْح الثَّاء ظرف مَكَان وَمثله فِي الحَدِيث بعده فَجعل الْمَسْجِد الَّذِي بنى ثمَّ عَن يسَار الْمَسْجِد بِفَتْحِهَا أَيْضا وَفِي آخِره ثمَّ يصلى هَذَا حرف عطف مضموم الثَّاء وَفِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج فَكَانَ منزله ثمَّ بِالْفَتْح وَكَذَلِكَ فِي بَاب الْمَسَاجِد الَّتِي على طرف الْمَدِينَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ قَوْله فعرس ثمَّ وَثمّ خليج وَثمّ يُصَلِّي كُله بِفَتْح الثَّاء ظرف مَكَان (ث م ن) وَقَوله ثامنوني بحائطكم هَذَا أَي اذْكروا ثمنه وبايعوني فِيهِ وَقَوله نهى عَن ثمن الدَّم أَي أُجْرَة الْحجام كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمان يَعْنِي أَربع عُكَن فِي بَطنهَا إِذا أَقبلت وأطرافها فِي ظهرهَا ثَمَان أَربع من كل جَانب قَالُوا وَقَالَ ثَمَان عَن الْأَطْرَاف وَلم يقل ثَمَانِيَة لِأَنَّهُ لم يذكرهَا فيذكرها كَمَا قَالُوا هَذَا الثَّوْب سبع فِي ثَمَان يُرِيد سبع أدرع فِي ثَمَانِيَة أشبار فَلَمَّا لم يذكر الأشبار أنث لتأنيث مَا قبلهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير الكباث ثَمَر الإراك كَذَا للأصيلي والنسفي ولغيرهما ورق الإراك وَهُوَ خطا بَين وَسَيَأْتِي تَفْسِيره بَابَيْنِ من هَذَا فِي حرف الْكَاف وَفِي حَدِيث طَلَاق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نِسَاءَهُ وَذكر كسْرَى فِي الثِّمَار والأنهار كَذَا لجَمِيع شُيُوخنَا وَرَوَاهُ بَعضهم على الثِّمَار والأنهار وَهُوَ تَصْحِيف وَقَوله كُنَّا أهل ثمه ورمه كَذَا ضبطناه بِضَم الثَّاء وَالرَّاء وَتَشْديد الْمِيم فيهمَا وَوَقع أَيْضا عِنْد الجياني وَغَيره ثمه ورمه بفتحهما وَكَانَ عِنْد ابْن المرابط الْفَتْح فِي رمه لَا غير قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المحدثون يَرْوُونَهُ بِالضَّمِّ وَالْوَجْه عِنْدِي الْفَتْح والثم إصْلَاح الشَّيْء وَأَحْكَامه وَقَالَ أَبُو عمر وألثم الرم وَفِي كتاب الْعين ثممت الشَّيْء أحكمته وأصلحته والرم الْإِصْلَاح وَقيل ألثم والرم بِالْفَتْح الْخَيْر وَالشَّر وَفِي الْخذف أحَدثك أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نهى عَن الْخذف ثمَّ تخذف كَذَا لَهُم وَعند القَاضِي الصَّدَفِي عَن العذري لم تخذف بِاللَّامِ مَكْسُورَة وَالْأول أبين وَهَذَا وهم وَفِي حَدِيث الْفِتَن ثمَّ وَقعت الثَّالِثَة فَلم ترْتَفع وَفِي النَّاس طباخ كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ وَالْمَعْرُوف وَلَو وَقعت الثَّالِثَة وَبِهَذَا النَّص ذكره ابْن أبي شيبَة قَوْله فِي بَاب الرمى والنحر فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى ثمَّ أَتَى منزله بمنى وَنحر ثمَّ الأولى ثمَّ مَضْمُومَة حرف عطف وَالْآخِرَة مَفْتُوحَة ظرف مَكَان وَسَقَطت هَذِه الْأَخِيرَة عِنْد بعض شُيُوخنَا وسقوطها أصوب وَقَوله فَكَانَ يعلم الْمَكَان الَّذِي صلى فِيهِ عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول ثمَّ عَن يَمِينك كَذَا فِي سَار النّسخ عَن البُخَارِيّ وَهُوَ تَصْحِيف عِنْدهم وَصَوَابه بعواسج كن عَن يَمِينك فتصحف

فصل الاختلاف والوهم

بقوله يَقُول ثمَّ وَالله أعلم كَذَا نبهنا عَلَيْهِ بعض شُيُوخنَا وَقَالَ أَنه جَاءَ كَذَلِك فِي بعض الْأَحَادِيث وَذكر الْحميدِي هَذَا الْحَرْف فَقَالَ ينزل ثمَّ عَن يَمِينك كَانَ يَقُول مصحف من ينزل والأشكال بَاقٍ وَمَا ذكرنَا بَين إِن شَاءَ الله وَقَوله فِي بَاب رَحْمَة الْوَلَد فِي حَدِيث مُحَمَّد بن كثير أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك ثمَّ قَالَ أَي قَالَ إِن تقتل ولدك ثمَّ قَالَ أَي قَالَ إِن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ هُنَا وَصَوَابه مَا ذكره هُوَ وَغَيره فِي غير هَذَا الْبَاب قَالَ ثمَّ أَي بِتَأْخِير ثمَّ وَتَقْدِيم قَالَ وَقَوله فِي كتاب التَّفْسِير فَلَا أَنْسَاب بَينهم فِي النفخة الأولى ثمَّ نفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله فَلَا أَنْسَاب عِنْد ذَلِك وَلَا يتساؤلون ثمَّ فِي النفخة الثَّانِيَة أقبل بَعضهم على بعض يتساؤلون كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه إِسْقَاط ثمَّ الأولى وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وَكَذَا فِي غير هَذَا الحَدِيث الثَّاء مَعَ النُّون (ث ن ن) جَاءَ فِي الحَدِيث ذكر الثنة وَقَوله فأضعها فِي ثنته بِضَم أَوله وَفتح النُّون مُشَدّدَة وَهِي مَا بَين السُّرَّة والعانة (ث ن ى) قَوْله وأندر ثنيته أَي أسقط سنا من مقدم أَسْنَانه وَهِي من الْأَسْنَان أَربع اثْنَتَانِ من فَوق وثنتان من أَسْفَل وَبيع الثنيا بِضَم الثَّاء وَهُوَ كل مَا اسْتثْنى فِي البيع مِمَّا لَا يَصح اسْتِثْنَاؤُهُ من مَجْهُول وَشبهه من مَكِيل من صبرَة بَاعهَا وَاصل الثنيا وَالِاسْتِثْنَاء سَوَاء وعرفه عِنْد الْفُقَهَاء اشْتِرَاطه رُجُوع المُشْتَرِي إِلَيْهِ مَتى أَرَادَ بَيْعه وَجَاء فِيهَا ذكر الثَّنية وأوفى على ثنية وثنية هُوَ ثنى وثنية الْوَدَاع وَهُوَ يصعد فِي ثنية وَكلما علوا ثنية هِيَ الطَّرِيق فِي الْجَبَل والثنية أَيْضا على ميل من راس الْجَبَل والثني من الْأَنْعَام مَا سقط أول أَسْنَانه الَّتِي ولد بهَا وَهِي ثناياه ونبتت لَهُ أُخْرَى وَقَوله ويثني الْيُسْرَى بِفَتْح الْيَاء أَي يعطفها ويطويها وَأثْنى على رجل وأثنوا عَلَيْهِ خيرا وتثنون عَلَيْهِ إِذا كَانَ بِمَعْنى الْمَدْح وَمن الثَّنَاء مَمْدُود فَيُقَال فِيهِ اثْنَي يثنى رباعي وَإِذا كَانَ من الْعَطف والتكرار لقَوْل شَيْء أَو فعله فَهُوَ ثني يثنى ثلاثي وَقَوله صَلَاة اللَّيْل مثنى مثني أَي رَكْعَتَانِ اثْنَتَانِ كَمَا قَالَ تَعَالَى) مثنى وَثَلَاث (وَقَوله وَأُوتِيت السَّبع المثاني قيل هِيَ أم الْقُرْآن لِأَنَّهَا تثنى فِي كل رَكْعَة من كل صَلَاة وَقيل هِيَ مَا دون المئين من الْقُرْآن فالمئين مبادئ ثمَّ تَلِيهَا المثانى ثمَّ الْمفصل وَقيل السَّبع الطول ثمَّ المئين ثمَّ المثانى ثمَّ الْمفصل وَقيل السَّبع من المثانى الْقُرْآن كُله قَالَ تَعَالَى) وَلَقَد آتيناك سبعا من المثاني (أَي الْقُرْآن وَقَالَ) كتابا متشابها مثاني (سمى بذلك لِأَن الْأَنْبِيَاء تثنى فِيهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقَوله يكن لَهُم بَدْء العقوق وثنياه كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره وثناه بِكَسْر الثَّاء مَقْصُورا أَي عودته ثَانِيَة وَهُوَ الصَّوَاب وثنيا إِنَّمَا هُوَ من الِاسْتِثْنَاء إِلَّا أَن يكون وثنيانه بالنُّون فَيكون بِمَعْنى الثنى أَو قريب مِنْهُ وَالثنَاء مَقْصُور مكسور والثنيان الَّذِي بعد ثَانِيًا يعد سيد الْقَوْم فِي إِسْلَام أبي ذَر فَلم يزل أخي أنيس يمدحه ويثنى عَلَيْهِ يعْنى الكاهن الَّذِي تحاكم إِلَيْهِ مَعَ الآخر ثمَّ قَالَ فأخذنا صرمته كَذَا للعذري وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي يمدحه حَتَّى غَلبه أَو حكم لَهُ وَهُوَ الَّذِي صَوبه الجياني وَغَيره وَبِه يَسْتَقِيم الْكَلَام وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الروايه الْأُخْرَى فأتينا الكاهن فَخير إنيسا أَي فَضله ثمَّ ذكر أَخذ صرمة الآخر الثَّاء مَعَ الْعين (ث ع ب) قَوْله يثعب دَمًا بِعَين مُهْملَة أَي يتفجر وَمثله فِي حَدِيث الْحَوْض ينثعب

فصل الاختلاف والوهم

مِنْهُ مِيزَابَانِ وروى يعب ويغت بالغين الْمُعْجَمَة وَالتَّاء وَسَيَأْتِي ومثاعب الْمَدِينَة بِفَتْح الْمِيم جمع مثعب وَهِي مسَائِل مياهها (ث ع ر) وَقَوله كَأَنَّهُمْ الثعارير بِعَين مُهْملَة وراءين مهملتين فَسرهَا فِي الحَدِيث بالضغابيس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هن قثا صغَار وَهِي الضغابيس وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الضغابيس شبه صغَار القثايو كل وَهِي الثعارير وَقَالَ غَيره الثعارير وأحدها ثعرور بِضَم الثَّاء وَهِي رُؤُوس الضراثيث تكون بيضًا شبهوا بهَا وَقيل هُوَ شَيْء يخرج فِي أصُول السمر قَالَ والضغابيس شبه العراجين تنْبت فِي أصُول الثمام قَالَ والثعارير الطراثيث والطرثوث بِضَم الثَّاء نَبَات كالقطن مستطيل وَقيل الثعار يرشبه العسالج تنْبت فِي الثمام وَفِي الجمهرة الطرثوث نبت ينْبت فِي الرمل وَقَالَ الْأَصْمَعِي الضغابيس نَبَات ينْبت فِي أصُول الثمام يشبه الهليون يسلق بالخل وَالزَّيْت ويوكل وَقيل هُوَ نبت بالحجاز يخرج قدر شبر ارق من الْأَصَابِع رخص لَا ورق لَهُ أَخْضَر فِي غبرة ينْبت فِي أجناب الشّجر وَفِي الأدخر فِيهِ حموضة يُوكل نيا وَقيل يُسمى بذلك إِذا كَانَ رطبا فَإِذا اكتهل فَهِيَ العارير وَقيل الثعارير الْبيَاض الَّذِي أَسْفَل الضغابيس وَقيل الثعارير الضغابيس إِذا اكتهلت وَقيل هُوَ الأقط مادام رطبا وَوجدت عَن الْقَابِسِيّ هِيَ صدف الْجَوْهَر وَقد يعضد هَذَا قَوْله فِي الحَدِيث الآخر كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث بالضغابيس وَبِقَوْلِهِ يَنْبُتُونَ كَمَا تنْبت الثعارير يدل أَنه مَا ذَكرْنَاهُ قبل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب إِثْم مَانع الزَّكَاة بِشَاة لَهَا ثعار بالثاء الْمُثَلَّثَة المضمومة وَالْعين الْمُهْملَة وَآخره رَاء كَذَا لأبي أَحْمد وَعند أبي زيد بِالشَّكِّ ثغار أَو يعار كَذَا هُنَا فَالْأول بالثاء الْمُثَلَّثَة والغين الْمُعْجَمَة وَالثَّانِي بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وبعين مُهْملَة وَعند غَيرهمَا ثغار وَبعده الشَّك فِي ثغار وَيُقَال أَنه يعار نَحْو مَا لأبي زيد وَذكر فِي بَاب الْغلُول شَاة لَهَا ثُغَاء بغين مُعْجمَة مَمْدُود بِغَيْر رَاء وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا هُوَ فِي كتاب مُسلم أَو يعار بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ وَعين مُهْملَة وَرَاء آخِره وَيُقَال الثغاء للضان واليعار للمعز وَمثله فِي الحَدِيث الآخر أَو شَاة تَيْعر الثَّاء مَعَ الْغَيْن (ث غ ا) الثغاء مَمْدُود تقدم تَفْسِيره فِي الْبَاب قبل هَذَا (ث غ ب) قَوْله فِيمَا غبر من الدُّنْيَا إِلَّا كالثغب بِفَتْح الثَّاء وَسُكُون الْغَيْن وَفتحهَا مَعًا هُوَ بَقِيَّة المَاء المستنقع من الْمَطَر وَقيل هُوَ مَاء صَاف مستنقع فِي صَخْرَة وَقيل بَقِيَّة المَاء فِي بطن الْوَادي مِمَّا يحتفره الْمسَائِل وتغادر فِيهِ المَاء وَالْجمع ثغاب وأثغاب وثغبان وَقيل هُوَ الْموضع المطمئن من أَعلَى الْجَبَل يجْتَمع فِيهِ المَاء (ث غ ر) قَوْله ثغرة نَحره بِضَم الثَّاء وَسُكُون الْغَيْن هِيَ النقرة الَّتِي بَين الترقوتين حَيْثُ ينْحَر الْبَعِير وَقَوله فِي فديَة الصَّيْد يستبق إِلَى ثغره ثنية بِضَم الثَّاء أَي مدخلها وَمَا انْكَشَفَ مِنْهَا وثغر الْعَدو مَا ولي دَاره والثغرة الثلمة تهدم من حَائِط وَشبهه وَاصل الثغر الْكسر وَالْهدم وأثغر الصَّبِي إِذا أسقطت أَسْنَانه وَإِذا نَبتَت وَيُقَال ثغر إِذا سَقَطت لَا غير وَيُقَال أثغر وأثغر أَيْضا وهما بِمَعْنى وَاحِد افتعل وَردت الثَّاء فِي أثغر إِلَى لفظ الثَّاء للإدغام فِيهَا كَمَا قَالُوا أثأر من الثأر وَمن قَالَه أثغر بالثاء الْمُثَلَّثَة الْمُشَدّدَة غلب التَّاء لكَونهَا أصلا فِي الْحَرْف كَمَا قَالُوا أثار من الثأر كَمَا صَنَعُوا فِي اذكر وأدكر واضجع واطجع مَعَ إبدالهم التَّاء طاء ودالا لتقاربهما (ث غ ر) وَقَوله كَانَ رَأسه ثغامة

فصل الخلاف والوهم

أَو كالثغام أَو كالثغامة بَيَاضًا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ نبت أَبيض الزهر وَالثَّمَر يشبه بَيَاض الشيب بِهِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ شَجَرَة تبيض كَأَنَّهَا الثَّلج وَأَخْطَأ بعض الكبراء فِي تَفْسِيره فَقَالَ هُوَ طَائِر أَبيض وَلغيره فِيهِ مَا هُوَ أقبح من هَذَا التَّفْسِير فصل الْخلاف وَالوهم فِي حَدِيث مثل مَا بَعَثَنِي الله بِهِ قَوْله فَكَانَ مِنْهَا نقية قبلت المَاء كَذَا روينَاهُ من جَمِيع طرق البُخَارِيّ بالنُّون الْمَفْتُوحَة بعْدهَا قَاف مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مُشَدّدَة مَفْتُوحَة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مثل قَوْله فِي مُسلم طَائِفَة طيبَة وَذكره بَعضهم عَن البُخَارِيّ وَلم يروه عَنهُ فَكَانَ مِنْهَا ثغبة قبلت المَاء بِضَم الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفَسرهُ بمستنقع المَاء فِي الْجبَال وَهُوَ غلط وتصحيف وقلب لِمَعْنى التَّمْثِيل لِأَنَّهُ إِنَّمَا جعل هَذَا الْفَصْل من الْمثل فِيمَا تنْبت والثغاب لَا تنْبت الثَّاء مَعَ الْفَاء (ث ف ر) قَوْله فِي الْحَائِض استثفري بِثَوْب ولتستثفر بِهِ أَي تشده على فرجهَا مَأْخُوذ من ثفر الدَّابَّة بِالْفَتْح أَي تشده كَمَا يشد الثفر تَحت ذَنْب الدَّابَّة وَيحْتَمل أَن يكون مشتقا من الثفر بِالسُّكُونِ وَهُوَ الْفرج وَأَصله للسباع فاستعير لغَيْرهَا (ث ف ل) وَقَوله جمل ثفال بِفَتْح الثَّاء وَالْفَاء هُوَ البطئ الثقيل الَّذِي لَا ينبعث إِلَّا كرها وَرَوَاهُ بَعضهم بِكَسْر الثَّاء وَهُوَ خطأ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَفِيه ذكر ثفنة الرَّاحِلَة بِفَتْح الثَّاء وَكسر الْفَاء وَتَخْفِيف النُّون وَهُوَ مَا ولى الأَرْض من كل ذِي أَربع إِذا برك قيل وَالْمرَاد هُنَا فَخذهَا كَذَا جَاءَ هَذَا الْحَرْف فِي رِوَايَة الْهَوْزَنِي فِي حَدِيث عَائِشَة فِي الْحَج فِي قَوْلهَا فَتضْرب رجْلي ثفنة الرَّاحِلَة ولأكثر الروات نعلة الرَّاحِلَة إِلَّا أَنِّي وجدته فِي بعض الْأُصُول من طَرِيق ابْن ماهان ثقلة بِفَتْح الْقَاف والثاء الْمُثَلَّثَة وَوجدت شَيخنَا القَاضِي أَبَا عبد الله قَيده عَن الجياني بعلة الرَّاحِلَة بالبا ءبواحدة وَكسر الْعين قَالُوا وَالصَّوَاب ثفنة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكلهَا لَا يَسْتَقِيم لَهَا معنى بِدَلِيل مَا قبل الْكَلَام وَبعده لِأَنَّهَا قَالَت فَجعلت أرفع خماري أحسره عَن عنقِي فَتضْرب رجْلي نعلة الرَّاحِلَة قلت وَهل ترى من أحد وَصَوَابه عِنْدِي فَيضْرب رجْلي بِالْيَاءِ تَعْنِي أخاها لِأَنَّهَا حسرت خمارها عَن عُنُقهَا أَلا ترَاهَا كَيفَ اعتذرت لَهُ بقولِهَا وَهل ترى من أحد وَإِلَّا فَمَا كَانَت فَائِدَة هَذَا الْكَلَام وَلما جَاءَت بِهِ ثمَّ يكون الصَّوَاب أما بنعله سَيْفه لِأَنَّهَا كَانَت ردفه أَو مَا يشبه هَذَا الثَّاء مَعَ الْقَاف (ث ق ل) قَوْله أوصيكم بالثقلين فسره بِكِتَاب الله وَأهل بَيْتِي بِفَتْح التَّاء وَالْقَاف قيل سميا بذلك لعظم أقدارهما وَقيل لشدَّة الْأَخْذ بهما وَقَوله إِلَّا الثقلَيْن فسره فِي الحَدِيث الْجِنّ وَالْإِنْس سميا بذلك لتفضيلهما بِالْعقلِ والتمييز وَقَوله على ثقل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقدمه فِي الثّقل بِفَتْح الثَّاء وَالْقَاف هُوَ مَتَاع الْمُسَافِر وحشمه وَأَصله من الثّقل وَقَوله قد كذبُوا مثقله أَي مُشَدّدَة الدَّال وَقَوله لما ثقل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أَشْتَدّ مَرضه وَمِنْه قَوْله شكا إِلَيْهِ ثقل الأَرْض ووباها (ث ق ف) وَقَوله وَهُوَ غُلَام ثقف لقن يُقَال بِكَسْر الْقَاف فيهمَا أَي فطن مدرك لِحَاجَتِهِ بِسُرْعَة ولقن حَافظ فصل الْخلاف وَالوهم وَقَوله إِلَى ثقب مثل التَّنور كَذَا رَوَاهُ الروَاة بالثاء الْمُثَلَّثَة وَعند الْأصيلِيّ نقب بالنُّون وفتج الْقَاف وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ

(ث وب)

شُيُوخ أبي ذَر فقاله الْمُسْتَمْلِي بالثاء المثلتة وَقَالَهُ الْحَمَوِيّ والكشميهني نقب بالنُّون وهما بِمَعْنى وَكَذَلِكَ قَوْله فِي آخر الحَدِيث وَالَّذِي رَأَيْته فِي الثقب الْخلاف فِيهِ كَمَا تقدم وَيُقَال نقب ونقب مَعًا وَهُوَ أَيْضا الطَّرِيق وَقَوله فِي شعر ابْن رَوَاحَة إِذا استثقلت بالمشركين الْمضَاجِع كَذَا لجَمِيع الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب أَي استثقلوا بهَا نوما وَعند أبي ذَر إِذا اسْتَقَلت وَهُوَ فَسَاد فِي الرِّوَايَة وَالشعر وَالْمعْنَى الثَّاء مَعَ الْوَاو (ث وب) قَوْله إِذا ثوب بِالصَّلَاةِ فَلَا تأتوها وَأَنْتُم تسعون وَإِذا ثوب بِالصَّلَاةِ أدبر وَإِذا قضى التثويب أقبل يَقع على النداء بِالْأَذَانِ وَالدُّعَاء للصَّلَاة والإعلام بهَا وَاصل التثويب الدُّعَاء وَيَقَع على الْإِقَامَة لِأَنَّهَا رُجُوع وعود للنداء وَالدُّعَاء إِلَيْهَا وَهُوَ المُرَاد فِي هَذِه الْأَحَادِيث قَالَ الْخطابِيّ وَأَصله أَن الرجل إِذا جَاءَ فَزعًا لوح بِثَوْبِهِ لِقَوْمِهِ ليعلمهم فَمَعْنَاه الْأَعْلَام وَالثَّوَاب مَا يعود على الْإِنْسَان من جَزَاء عمله وَمِنْه التثويب فِي صَلَاة الْفجْر وَهُوَ قَوْله الصَّلَاة خير من النّوم لتكريره فِيهَا وَلِأَنَّهُ دُعَاء ثَان إِلَيْهَا بعد قَوْله حَيّ على الصَّلَاة وَقَوله فَثَابَ فِي الْبَيْت رجال وثاب إِلَيْهِ النَّاس وَكَانَ النَّاس يثوبون إِلَيْهِ وثابت إِلَيْنَا أجسامنا قَالُوا كل رَاجع ثائب وثاب جِسْمه أَي رَجَعَ إِلَى حَاله من الصّلاح وَقيل امْتَلَأَ من قَوْلهم ثاب الْحَوْض إِذا امْتَلَأَ وثاب الرِّجَال وثابوا ذَات لَيْلَة قيل اجْتَمعُوا وَقيل جَاءُوا متواترين بَعضهم أثر بعض وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ فِي هذَيْن الْحَدِيثين أَي اجْتَمعُوا بِدَلِيل قَوْله فِي الْبَيْت وَلَو كَانَ على مَا قَالَ هَذَا لقَالَ إِلَى الْبَيْت قَالَ صَاحب الْعين المثابة مُجْتَمع النَّاس بعد تفرقهم وَمِنْه) وَإِذ جعلنَا الْبَيْت مثابة للنَّاس (قيل مجتمعا وَقيل معَاذًا قَوْله كلابس ثوبي زور قيل هُوَ لِبَاس ثِيَاب الزهاد مراياة بذلك وَقيل هُوَ الْقَمِيص يَجْعَل فِي كل كم كمين ليرى أَن عَلَيْهِ قميصين وَقيل كلابس ثوبي زور هُوَ المستعين بِشَاهِد الزُّور والمرد بالثياب هُنَا الْأَنْفس وثنى هُنَا الثَّوْبَيْنِ قيل لِأَنَّهُ كَاذِب على نَفسه بِمَا لم يَأْخُذ وعَلى غَيره بِمَا لم يُعْطه وَقيل كقائل الزُّور مرَّتَيْنِ (ث ور) وَقَوله وَسقط ثَوْر الشَّفق أَي ثورانه وانتشار حمرته ثار الشَّيْء يثور ثورا وثورانا وصحفه بَعضهم نور الشَّفق بالنُّون وَهُوَ خطأ وَإِن صَحَّ مَعْنَاهُ وَمثله قَوْله حمى تفورا وتثور أَي ينشر حرهَا وَيظْهر وَقَوله ثار ابْن صياد أَي هَب من نَومه وَقَامَ وَقَوله أثاره أقامة وكل ناهض لشَيْء فقد ثار لَهُ وَمِنْه فثار إِلَيْهَا حَمْزَة وثارواله وثار الْمُسلمُونَ إِلَى السِّلَاح وَقَوله فثار الْحَيَّانِ وَحَتَّى كَادُوا يتثاورون أَي يتناهضون لِلْقِتَالِ وَمِنْه أثرت الصَّيْد إِذا أنهضته وأثرت الْأسد إِذا هيجته وَفِي الحَدِيث وكرهت أَن أثير على النَّاس شرا أَي أحركه وأهيجه عَلَيْهِم وَكَذَلِكَ قَوْله تثير النَّقْع أَي تهيج الْغُبَار وترفعه من الأَرْض بقوائمها وَقَوله ثَائِر الرَّأْس أَي منتفش الشّعْر منتشره قائمه وَالْأَصْل وَاحِد وَقَوله يتَوَضَّأ من أثوار إقط جمع ثَوْر وَهِي الْقطعَة من الإقط وَقَوله حَتَّى يكون راس الثور لأَحَدهم خيرا من ماية دِينَار يحْتَمل أَنه عبارَة عَن الثور نَفسه لحاجتهم للحرث وَعدم الْحَيَوَان وهلاكه للشدة الَّتِي نالتهم وَقد يكون المُرَاد رَأس الثور ليأكلوه للمسغبة الَّتِي بهم (ث وى) قَوْله لَا يحل لَهُ أَن يثوى عِنْده حَتَّى يحرجه بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا مَعًا أَي يُقيم وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ ضبط شُيُوخنَا وهما لُغَتَانِ ثوى يثوي بكسره فِي الْمَاضِي وفتحه فِي الْمُسْتَقْبل وثوى يثوي

فصل الاختلاف والوهم

بِفَتْحِهَا فِي الْمَاضِي وَكسرهَا فِي الْمُسْتَقْبل قَالَ بَعضهم وَكسرهَا فِي الْمَاضِي هُوَ اللُّغَة الفصيحة وبالفتح ذكرهَا صَاحب الْأَفْعَال وَالْعين والجمهرة وَهُوَ الْأَفْصَح. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي البُخَارِيّ لَا بَأْس أَن يعْطى الثَّوْب بِالثُّلثِ وَالرّبع كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَبَعض الروَاة وَعند ابْن السكن والنسفي والقابسي التور بالراء وَهُوَ أشبه ببسط الْبَاب وَفِي بَاب شبه الْوَلَد وَذكر أهل الْجنَّة ذكر زِيَادَة كبد النُّون كَذَا لكافة الروَاة وَعند بعض رُوَاة مُسلم زِيَادَة كبد الثور وَهُوَ خطأ وَفِي عَلَامَات النبوءة فَرَأَيْت المَاء يثور من بَين أَصَابِعه كَذَا هُنَا للْجَمَاعَة من رُوَاة البُخَارِيّ وللجرجاني يفور بِالْفَاءِ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب الْمَعْنى ويثور بِمَعْنى يَنْبع الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر ويفور بِمَعْنى يكثر وينتشر فِي بَاب مُبَاشرَة الْحَائِض أمرهَا ان تتزر فِي ثوب حَيْضَتهَا كَذَا لِابْنِ السكن والجرجاني ولبقية الروات فَور حَيْضَتهَا أَي ابتدائها ومعظمها وفورانها وَقد رَوَاهُ بَعضهم ثَوْر بِمَعْنَاهُ أَي انتشارها وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُود فوح بِالْحَاء وَهِي بِمَعْنَاهُ وَسَنذكر هَذِه اللفاظ فِي تراجمها وَفِي حَدِيث كَعْب فثار رجال كَذَا لجمهورهم وَعند الْجِرْجَانِيّ وَابْن السكن فَسَار وَهُوَ وهم الثَّاء مَعَ الْيَاء) ذكر فِيهَا الثّيّب وَالْبكْر وَالثَّيِّب الَّتِي تزوجت ووطئت قيل سميت بذلك لِأَنَّهَا توطا مرّة بعد أُخْرَى فَكَأَنَّهُ تُعَاد إِلَى وَطئهَا وَترجع وَأَصلهَا الْوَاو على هَذَا من الثَّوْب وَهُوَ الرُّجُوع فصل أَسمَاء الْمَوَاضِع من هَذَا الْحَرْف ثبير بِفَتْح الثَّاء وَكسر الْبَاء بعْدهَا جبل مَعْرُوف بِمَكَّة وَهُوَ جبل الْمزْدَلِفَة على يسَار الذَّاهِب إِلَى منى (ثمغ) بِفَتْحِهَا وَسُكُون الْمِيم وَآخره غين مُعْجمَة وَقَيده الْمُهلب بِفَتْح الْمِيم مَال عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ الْمَوْقُوف (ثنية الْوَدَاع) مَوضِع بِالْمَدِينَةِ على طَرِيق مَكَّة سمي بذلك لِأَن الْخَارِج مِنْهَا يودعه فِيهَا مشيعه وَقيل بل لوداع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِيهِ بعض الْمُسلمين المقيمين بِالْمَدِينَةِ فِي بعض خرجاته وَقيل ودع فِيهَا بعض أُمَرَاء سراياه وَقيل الْوَدَاع وَاد بِمَكَّة كَذَا قَالَه المظفر فِي كِتَابه وَحكى أَن إِمَاء أهل مَكَّة قلنه فِي رجوعهم عِنْد لِقَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَوْم الْفَتْح خلاف مَا قَالَه غَيره من أَن نسَاء الْمَدِينَة قلنه عِنْد دُخُوله الْمَدِينَة وَالْأول أصح لذكر نسَاء الْأَنْصَار ذَلِك مقدم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمَدِينَة فَدلَّ أَنه اسْم قديم لَهَا وَبَينهَا وَبَين الحفياء سِتَّة أَمْيَال أَو سَبْعَة عِنْد ابْن عقبَة وَخَمْسَة أَو سِتَّة عِنْد سُفْيَان (ثنية المرار) بِضَم الْمِيم وَكسرهَا ذكرهَا مُسلم على الشَّك فِي حَدِيث الْحَارِثِيّ وَفِي حَدِيث ابْن معَاذ بِالضَّمِّ لَا غير كَذَا قيدناها عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَبَعْضهمْ فتح الْمِيم أَرَاهَا بِجِهَة أحد (ثَوْر) بِفَتْح أَوله جبل مَعْرُوف بِمَكَّة وَفِي الحَدِيث فِي حرم الْمَدِينَة مَا بَين عير إِلَى ثَوْر كَذَا هُوَ فِي حَدِيث على من رِوَايَة مُحَمَّد بن كثير فِي البُخَارِيّ وَكَذَا عِنْد ابْن السكن فِي حَدِيث وَكِيع أَيْضا وَعند الْجِرْجَانِيّ أَيْضا كَذَلِك وَضرب عَلَيْهِ الْمروزِي وَثَبت عِنْد مُسلم من رِوَايَة الْأَعْمَش وَعند النَّسَفِيّ فِي حَدِيث عَليّ الْمَذْكُور وَأبي نعيم إِلَى كَذَا مَكَان ثَوْر وَفِي حَدِيث أنس من كَذَا إِلَى كَذَا لم يسم عيرًا وَلَا ثورا ولسائر الروَاة تركُوا مَوضِع ثَوْر بَيَاضًا أَو ظهر لَهُم الْوَهم فِيهِ إِذْ لَا يعرف من الْمَدِينَة جبل اسْمه ثَوْر قَالَ مُصعب لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ عير وَلَا ثَوْر وَسَنذكر عيرًا فِي مَوْضِعه فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى والأنساب

حرف الجيم

فِيهِ الحكم بن ثَوْبَان وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان بِفَتْح الثَّاء أَولا وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا بَاء بِوَاحِدَة وثمامة بن أَثَال وثمامة بن الْمفضل وثمامة بن عبد الله بن أنس وثمامة بن شفى وثمامة بن حزن وَأَبُو ثُمَامَة عمر بن ملك كُله بِضَم الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَلَيْسَ فِي الْأَسْمَاء فِيهَا يمامة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا إِلَّا اسْم الْبَلَد وثويبة بِضَم الثَّاء وَفتح الْوَاو مصغر وَبعد يَاء التصغير بَاء بِوَاحِدَة مولات أبي لَهب مُرْضِعَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ثَوْر بِفَتْح الثَّاء ومُوسَى بن ثروان بِفَتْح الثَّاء وَسُكُون الرَّاء كَذَا فِي رِوَايَة ابْن ماهان وَعند الجلودي سروان بِالسِّين الْمُهْملَة قَالَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ يُقَال ثروان وسروان وفروان بِالْفَاءِ أَيْضا وفيهَا أَيْضا عبد الرَّحْمَن بن ثروان أَبُو قيس الأودي وَسعد بن عِيَاض الثمالِي بِضَم الثَّاء وَتَخْفِيف الْمِيم قَوْله فِي كتاب الشُّرُوط أَبُو بَصِير بن أسيد الثَّقَفِيّ كَذَا هُوَ صَحِيح وَقَوله فِي أول الحَدِيث فِيهِ رجل من قُرَيْش يَعْنِي حليفا لَهُم وَقَالَ مُسلم نَا أَبُو معن الرقاشِي زيد بن يزِيد الثَّقَفِيّ فَانْظُر كَيفَ يكون رقاشيا ثقفيا حرف الْجِيم (الْجِيم مَعَ الْهمزَة) (ج ار) وَقَوله أَو بقرة لَهَا جوَار كَذَا ذكره البُخَارِيّ بِالْجِيم مَهْمُوز فِي كتاب الزكوة وَذكره أَيْضا هُوَ فِي هَذَا الْموضع وَغَيره وَمُسلم خوار بِالْخَاءِ غير مَهْمُوز وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى يُقَال لصوت الْبَقر جوَار وخوار أَيْضا وَقد يسْتَعْمل الخوار بِالْخَاءِ فِي الشَّاء والظباء والجوار بِالْجِيم فِي النَّاس وَأَصله الصَّوْت وَقد يسهل قَالَ الله تَعَالَى) فإليه تجأرون (أَي تضجون وتستغيثون وَفِي حَدِيث مُوسَى لَهُ جوَار إِلَى الله تَعَالَى بِالتَّلْبِيَةِ أَي صَوت عالي (ح ان) وَقَوله كَأَنَّمَا أخرجهَا من جونة عطار مَهْمُوز هُوَ سفط مغشى بجلد يضع فِيهِ الْعَطَّار طيبه ومتاعه (ج اش) قَوْله فيسكن جاشه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الجاش الْقلب وَقَالَ غَيره الجاش شدَّة الْقلب عِنْد الشَّيْء يسمعهُ فَلَا يعلم مَا هُوَ وَقَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ مَا ارْتَفع من قلبه وَأخرجه من غم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقَوله فجئث مِنْهُ فرقا بِضَم الْجِيم بعْدهَا همزَة مَكْسُورَة وثاء سَاكِنة مُثَلّثَة كَذَا رِوَايَة كافتهم الاصيلي ولاحموي وَالْمُسْتَمْلِي والنسفي فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَغَيره وَكَذَا لأكْثر رُوَاة مُسلم وَعند السَّمرقَنْدِي وَابْن الْحذاء فِي الأول جثثت بثاء مُثَلّثَة أُخْرَى مَكَان الْهمزَة حَيْثُ وَقع وَكَذَا عِنْد العذري فِي آخر حرف مِنْهَا مثل الرِّوَايَة الأولى وَلغيره مَا للسمرقندي وللأصيلي فِي التَّفْسِير الْوَجْهَانِ وبالثاء فيهمَا لأبي زيد وَمعنى الرِّوَايَتَيْنِ وَاحِد اي رعبت كَمَا جَاءَ بِهَذَا اللَّفْظ أول البُخَارِيّ قَالَ الْخَلِيل جئث الرجل وجث فزع وَوَقع للقابسي فجثئت قدم الثَّاء على الْهمزَة فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَلَا معنى لَهُ وَوَقع لَهُ فِي كتاب التَّفْسِير وَلغيره فحثثت بِالْحَاء الْمُهْملَة وثاءين مثلثتين وَكَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء فِي كتاب مُسلم فِي الثَّانِي وَالثَّالِث وفسروه بأسرعت وَلَا معنى لَهُ لِأَنَّهُ قَالَ بعده فهويت إِلَى الأَرْض أَي سَقَطت يُرِيد من الذعر فَكيف يجْتَمع السُّقُوط والإسراع وَحكى أَن بَعضهم رَوَاهُ فجبنت من الْجُبْن وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَهُوَ تَصْحِيف الْجِيم مَعَ الْبَاء (ج ب ب) قَوْله فجب أسنمتهما واجتبت أسنمتهما أَي قطع ذَلِك قطع استيصال وَفِي رِوَايَة الْمروزِي وَغَيره فاجتبت وَهُوَ خطا وَلَهُم فِي مَوضِع آخر فأجب وَصَوَابه فجب أَو فأجبت وَجب واجتب واجتبت

فصل الاختلاف والوهم

وَكَذَا لأبي أَحْمد وَقَوله أَنه الْمَجْبُوب هُوَ الْمَقْطُوع الذّكر كَمَا فسره فِي الحَدِيث وَقَوله جُبَّة ديباج الْجُبَّة مَا قطع من الثِّيَاب وخيط وَقَوله فِي جب طلعة ويروي جف طلعة بِالْجِيم المضمومة وَالْفَاء وَالْبَاء للمروزي والسمرقندي وَالْفَاء للجرجاني والعذري كِلَاهُمَا بِضَم الْجِيم وَهُوَ قشر الطّلع وغشاؤه الَّذِي يكون فِيهِ (ج ب ذ) قَوْله فِي طهُور الْحَائِض فاجتبذتها كذالهم بِتَقْدِيم الْبَاء وللأصيلي فاجتذبتها بِتَقْدِيم الذَّال وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فجبذه جبذة شَدِيدَة يُقَال حبذ وجذب بِمَعْنى وَفِي الحَدِيث الآخر فجاذبه حَتَّى انْشَقَّ الْبرد (ج ب ر) وَقَوله الْمَعْدن جَبَّار وَكَذَا جَبَّار بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْبَاء أَي هدر لَا طلب فِيهِ وَقيل اصل ذَلِك أَن الْعَرَب تسمى السَّيْل جبارا لهَذَا الْمَعْنى وَقَوله وجبرياءي أَي عظمتي وسلطاني وقهري وَقَوله حَتَّى يضع الْجَبَّار فِيهَا قدمه قيل هُوَ أحد الْجَبَابِرَة الَّذين خلقهمْ الله لَهَا فَكَانَت تنتظره وَقيل الْجَبَّار هُنَا الله تَعَالَى وَقدمه قوم قدمهم الله تَعَالَى لَهَا أَو تقدم فِي سَابق علمه أَنه سيخلقهم لَهَا وَهَذَا تَأْوِيل الْحسن الْبَصْرِيّ كَمَا جَاءَ فِي كتاب التَّوْحِيد من البُخَارِيّ وَإِن الله ينشىء للنار من يَشَاء فيلقون فِيهَا وَذكر أَيْضا فِي الْجنَّة وَقَالَ فينشئ لَهَا خلقا وَقيل مَعْنَاهُ يقهرها بقدرته حَتَّى تسكن يُقَال وطئنا بني فلَان إِذا قهرناهم وأذللناهم وَعند أبي ذَر فِي تَفْسِير سُورَة ق حَتَّى يضع رجله وَمثله فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق وَإِذا أضفنا ذَلِك إِلَى أحد الْجَبَابِرَة كَانَ على وَجهه وَإِلَّا كَانَ بِمَعْنى الْجَمَاعَة الَّتِي خلقهمْ لَهَا وَالرجل الْجَمَاعَة من الْجَرَاد أَو يتَأَوَّل فِيهِ مَا يتَأَوَّل فِي الْقدَم كَمَا تقدم والجبار من أَسْمَائِهِ تَعَالَى بِمَعْنى المصلح من جبرت الْعظم وَبِمَعْنى الْجَبْر للرجل وَقيل بِمَعْنى المتكبر الْعَظِيم الشَّأْن وَقيل بِمَعْنى القاهر عباده قَالُوا وَلم يَأْتِ فعال من أفعلت الْإِجْبَار ودراك وسئار وَقيل الْجَبَّار الَّذِي جبر فقر عباده ورزقهم فَهُوَ بِمَعْنى المحسن جبرت الرجل أَحْسَنت إِلَيْهِ يُقَال جَبَّار بَين الجبروت والجبرية والجبرية والجبروتا والجبروت والجبرءوت والجبورة والجبورة قَالَ ابْن دُرَيْد الْجَبْر الْملك وَقَوله فِي الْجَيْش الَّذِي يخسف بهم فيهم المجبور كَذَا جَاءَ وَهِي لُغَة حَكَاهَا الْفراء وَالْأَشْهر فِي هَذَا الْمُجبر من أجبرت بِمَعْنى قهرت وأكرهت (ج ب ل) وأجبلاه أَي أَنِّي كنت فِي عزة ومنعة بك فَكنت لي كالجبل (ج ب ن) ذكر فِيهَا الْجُبْن وَهُوَ مَعْرُوف وَيُقَال بِسُكُون الْبَاء وَتَخْفِيف النُّون وَهُوَ أفْصح عِنْد بَعضهم وَقيل بِضَم الْبَاء وَتَشْديد النُّون وَقَالَ ابْن حَمْزَة هَذَا الْأَفْصَح وَأنكر هَذَا الأخرون وَقَالُوا إِنَّمَا قَالَه الشَّاعِر ضَرُورَة (ج ب هـ) وَقَوله عَن الْيَهُود فِي الزَّانِيَيْنِ وأحدثنا التجبية جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنَّهُمَا يجلدان ويحمم وُجُوههمَا ويحملان على بعير وَيُخَالف بَين وُجُوههمَا قَالَ الْحَرْبِيّ وَكَذَلِكَ فسره الزُّهْرِيّ وَحكى نَحوه ثَابت عَن الزُّهْرِيّ قَالَ وَقد يكون مَعْنَاهُ التعيير والأغلاظ فِي الْمقَالة يُقَال جبهت الرجل أَي قابلته بِمَا يكره (ج ب ى) وَقَوله فِي وَطْء النِّسَاء إِن شَاءَ مجبية وَإِن شَاءَ غير مجبية بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَشد الْبَاء مَكْسُورَة بِوَاحِدَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة مَعْنَاهُ باركة أَو كالراكعة قَوْله لَا يجبى إِلَيْهَا قفيز وَلَا دِرْهَم بِسُكُون الْجِيم جبيت الْخراج إِذا جمعته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَقعدَ على جبا الرَّكية بِفَتْح الْجِيم وَالْبَاء مَقْصُور هُوَ مَا حول فمها والركية البير ورواة العذري جب الرَّكية وَهُوَ وهم والجب داخلها

من أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا والجب أَيْضا البير غير مطوية وَلَيْسَ هُوَ المُرَاد بِالْجُلُوسِ عَلَيْهِ هُنَا وَلَا يُمكن وَفِي حَدِيث الأوعية أنهى عَن الدبا والخنتم وَكَذَا والحنتم المزاده المجبوبة كَذَا لكافتهم بِرَفْع الحنتم على الِابْتِدَاء وَمَا بعده خَبره وَعند الْهَوْزَنِي والمزادة بِالْوَاو وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا فِي النساءي والحنتم وَعَن المزادة المجبوبة وَنَحْوه عِنْد أبي دَاوُود إِذْ لَيْسَ الحنتم هِيَ المزادة لَا مجبوبة وَلَا غير مجبوبة وَسَيَأْتِي تَفْسِير الحنتم فِي حرفه والمزادة المجبوبة هِيَ الَّتِي جب رَأسهَا أَي قطع فَصَارَت كالدن فَإِذا انتبذ فِيهَا لم يعلم غليانه قَالَه ثَابت وَقَالَ الْهَرَوِيّ هِيَ الَّتِي خيط بَعْضهَا إِلَى بعض وَقَالَ الْخطابِيّ لِأَنَّهَا لَيست لَهَا عزال من أَسْفَلهَا يتنفس مِنْهَا فقد يتَغَيَّر شرابها وَلَا يشْعر بهَا كَذَا روينَاهُ عَن كَافَّة شُيُوخنَا فِي هَذِه الْكتب وَرَوَاهُ بعض الروات فِي غَيرهَا لمخنوثة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَآخره ثاء مُثَلّثَة وهاء كَأَنَّهُ عِنْده من اختنات الأسقية وَلَيْسَ بِشَيْء هُنَا وَقَوله فِي سُورَة يُونُس) لَهُم قدم صدق (مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَالَ مُجَاهِد خير كَذَا لَهُم وَكَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ وَالْحق من خير وَفِي رِوَايَة أبي ذَر مُجَاهِد بن جبر وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله فِي بَاب جيب الْقَمِيص فِي حَدِيث الْمُتَصَدّق والبخيل هَكَذَا بِأُصْبُعَيْهِ فِي جيبه كَذَا لَهُم وللقابسي والنسفي فِي جبته وَالْأول الْمَعْرُوف وَهُوَ الَّذِي يَلِيق بالترجمة والتمثيل وَقد ذكر البُخَارِيّ وَغَيره الِاخْتِلَاف فِي قَوْله عَلَيْهِمَا جبتان أَو جنتان وَالنُّون هُنَا أصوب وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهَا الروات عَن مُسلم وَفِي بَاب من لبس جُبَّة ضيقَة الكمين فَأخْرج يَده من تَحت جبته كَذَا رَوَاهُ ابْن السكن وَلغيره من تَحت بدنه وَقد تقدم قَوْله فِي قُرَيْش أَنِّي أردْت أَن أجبرهم كَذَا للرواة بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَالرَّاء الْمُهْملَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعند الْمُسْتَمْلِي والحموي أجيزهم بِالْيَاءِ وزاي من الْجَائِزَة وَالْأول أبين وَقَوله فِي خبر الرّوم وأجبر النَّاس عِنْد مُصِيبَة كَذَا لكافتهم أَي أَنهم سريعوا الْعود للصلاح وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم أَصْبِر بالصَّاد وَثبتت الرِّوَايَتَانِ عِنْد القَاضِي التَّمِيمِي وَالْأول أصح لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر وأسرعهم إفاقة عِنْد مُصِيبَة وَقَوله فِي خبر أبرص وأعمى قد تقطعت بِي الْجبَال كَذَا رَوَاهُ بِالْجِيم وبباء بِوَاحِدَة الْمُهلب عَن الْقَابِسِيّ وَمَعْنَاهُ الْجبَال الَّتِي قطعهَا فِي طلب الرزق وَفِي رِوَايَة بَعضهم عَنهُ تقطعت فِي الْجبَال بِضَم التَّاء وَمَعْنَاهُ بَين وَرَوَاهُ جُمْهُور رُوَاة مُسلم وَعَامة رُوَاة البُخَارِيّ الْمُسْتَمْلِي وَابْن السكن وَأَبُو ذَر وحاتم عَن الْقَابِسِيّ الحبال بِالْحَاء الْمُهْملَة فيهمَا وَالْبَاء بِوَاحِدَة إِلَّا أَن عِنْد ابْن السكن فِي مَكَان بِي وَمَعْنَاهُ الْأَسْبَاب الموصلة إِلَى الرزق كَمَا قَالَ تَعَالَى) وتقطعت بهم الْأَسْبَاب (أَو الطّرق المسلوكة فِي طلبه الَّتِي مشيت فِيهَا وَالْحَبل الطَّرِيق فِي الرمل وَهُوَ أَيْضا رمل مستطيل وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَمَعْنَاهُ الاحتيال والتسبب للرزق وَكَذَا فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي الْجبَال فِي اللَّفْظَة الأولى ثمَّ كتب عَلَيْهِ الحبال وَكَذَا لجميعهم فِي كتاب النذور إِلَّا لأبي الْهَيْثَم من شُيُوخ أبي ذَر فقيده الْجبَال بِالْجِيم قَوْله احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد خطم الْجَبَل كَذَا هِيَ رِوَايَة بَعضهم خطم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والجبل بِفَتْح الْجِيم وَالْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا وَكَذَا رَوَاهُ الْقَابِسِيّ والنسفي وَكَذَا رَوَاهُ أهل السّير وخطم الْجَبَل طرفه وَأَنْفه السَّائِل وَهُوَ الكراع وَرَوَاهُ سَائِر الروَاة الْأصيلِيّ وَابْن السكن وَأَبُو الْهَيْثَم حطم

فصل الاختلاف والوهم

بحاء مُهْملَة وَالْخَيْل بخاء مُعْجمَة وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي حَيْثُ تَجْتَمِع ويحطم بَعْضهَا بَعْضًا لاجتماعها وَالْأول أشهر وأشبه بالمراد وحبسه هُنَاكَ حَيْثُ يضيق الطَّرِيق ويمر عَلَيْهِ جنود الله على هيئتها وشيئا بعد شَيْء فيعظم فِي عينه وَأما الانحطام فَلَيْسَ يخْتَص بِهِ هَذَا الْموضع وَلَا هُوَ المُرَاد بِهِ وَأكْثر مَا يُوصف ذَلِك فِي المعارك وَقد ظبطه بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ وَأبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم حطم الْجَبَل بِالْحَاء الْمُهْملَة أَولا وَالْجِيم فِي الثَّانِي وَكَذَا قَيده عَبدُوس وَهُوَ وهم وَلَا وَجه لَهُ وَقَوله فِي حَدِيث أبي بكر واضيافه فاجتبذت كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَالَّذِي عِنْد ابْن ماهان والعذري والسجزي وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فاختبات لَكِن ابْن ماهان همز وَغَيره لم يهمز وَسَهل وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَالْأول وهم وَفِي حَدِيث الْجَيْش الَّذِي يخسف بهم فيهم المجبور كَذَا الرِّوَايَة فِي كتاب مُسلم وَصَوَابه الْمُجبر وَهِي اللُّغَة الفصيحة فِي الْقَهْر وَالْإِكْرَاه رباعي وَحكي فِيهِ جبرت وَهِي قَليلَة وَهَذَا الحَدِيث حجَّة لَهما الْجِيم مَعَ الثَّاء (ج ث م) قَوْله نهى عَن الْمُجثمَة بِفَتْح الْجِيم وَشد الثَّاء هِيَ الدَّجَاجَة أَو غَيرهَا من الْحَيَوَان تحبس لترمى وَمثله النَّهْي عَن المصبورة والجثوم الْجُلُوس على الركب والجثمان بِضَم الْجِيم وَسُكُون الثَّاء الشَّخْص وَقد جَاءَ ذكره فِي حَدِيث حُذَيْفَة قُلُوبهم قُلُوب الشَّيَاطِين فِي جثمان الْبشر وَفِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فيمروا بجثمانهم هِيَ الشخوص والأجساد (ج ث و) وَقَوله أول من يجثوا بَين يَدي الرَّحْمَن أَي يقومُونَ على الركب وَقَوله ويصيرون يَوْم الْقِيَامَة جثا مَقْصُور كل أمة تتبع نبيها وَقَوله جثوَة من تُرَاب هُوَ التُّرَاب الْمَجْمُوع الْمُرْتَفع وَآخره جثوَة بِضَم الْجِيم وَيُقَال فِيهِ أَيْضا جثوَة وجثوة واصله كل شَيْء مُجْتَمع يُقَال فِيهِ ذَلِك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي خبر يَأْجُوج وَمَأْجُوج حَتَّى أَن الطير تمر بجثمانهم فَمَا تخلفهم كَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء أَي أَجْسَادهم وَالَّذِي عِنْد أَكثر اشيوخنا بجنباتهم أَي جهاتهم ونواحيهم الْجِيم مَعَ الْحَاء (ج ح ح) فَإِذا امْرَأَة مجح بِضَم الْمِيم وَكسر الْجِيم وَتَشْديد الْحَاء الْمُهْملَة قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ الْحَامِل المقرب (ج ح ر) قَوْله لَا يلْدغ الْمُؤمن من حجر مرَّتَيْنِ الْجُحر مَعْلُوم وَهَذَا مثل أَي لَا يخدع من بَاب وَاحِد وَوجه وَاحِد مرَّتَيْنِ وَهُوَ يروي على وَجْهَيْن بِسُكُون الْعين على الْأَمر وَبِضَمِّهَا على الْخَبَر وَإِن الْكيس الْجَازِم لَا يخدع فِي شَيْء مرّة بعد أُخْرَى فِي أُمُور الدُّنْيَا وَقيل المُرَاد بذلك الخداع فِي الْأَمر الْآخِرَة (ج ح م) قَوْله فأجحم الْقَوْم كَذَا وَقع هُنَا بِتَقْدِيم الْجِيم على الْحَاء وَمَعْنَاهُ تَأَخّر وَيُقَال أَيْضا بِتَقْدِيم الْحَاء على الْجِيم لُغَتَانِ معروفتان (ج ح ف) قَوْله فتجحف بِمَالِه أَي يضر بِهِ وأجحف بهم الدَّهْر واستأصلهم بِالْهَلَاكِ وَمِنْه سيل الجحاف (ج ح ش) قَوْله جحش شقَّه الْأَيْمن بِضَم الْجِيم على مَا لم يسم فَاعله يفسره الحَدِيث الآخر خدش قَالَ الْخَلِيل الجحش كالخدش وَأكْثر من ذَلِك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي كتاب الاستيذان اطلع رجل من جُحر فِي جُحر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي من جحرة من حجر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِتَقْدِيم الْحَاء فيهمَا وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل سَائِر الْأَحَادِيث ومقصد الْكَلَام والقصة الْجِيم مَعَ الْخَاء (ج خَ ى) قَوْله كالكوز مجخيا بِضَم الْمِيم

(ج د ب)

وَفتح الْجِيم وَكسر الْخَاء مُشَدّدَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا فسره فِي الحَدِيث منكوسا وَقَالَ الْهَرَوِيّ مائلا وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث وأمال كَفه الْجِيم مَعَ الدَّال (ج د ب) قَوْله إِحْدَاهمَا جدبة بِسُكُون الدَّال وَكسرهَا ضد الخصبة أَي لَا نَبَات فِيهَا (ج د ح) قَوْله أجد لنا بِفَتْح الدَّال وَآخره حاء مُهْملَة أَي حرك لنا السويق بِالْمَاءِ لنفطر عَلَيْهِ والمجداح مَا يُحَرك بِهِ ذَلِك بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ كالمخوض وَقَالَ الدَّاودِيّ أجدح أحلب وَلَيْسَ كَمَا قَالَ (ج د د) وَقَوله إِذا دخل الْعشْر جد وَشد المئزار أَي اجْتهد فِي الْعَمَل وَأَصْحَاب الْجد محبوسون بِفَتْح الْجِيم أَي البخت والحظ فِي المَال وسعة الدُّنْيَا وَيحْتَمل أَن المُرَاد بِهِ أَصْحَاب السلطنة وَالْأَمر من قَوْله وَأَنه تَعَالَى جدر بِنَا أَي سُلْطَانه وعظمته وَمثله قَوْله وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد بِالْفَتْح على الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة وَقَوله هَذَا جدكم الَّذِي تنتظرون أَي صَاحب جدكم وسلطانكم وَقد يحْتَمل أَن يُرِيد سعدكم ودولتكم وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب وَقَوله فَلَمَّا اسْتمرّ بِالنَّاسِ الْجد أَي الانكماش فِي السّير والإسراع وَقَوله إِذا جد بِهِ السّير أَي انكمش وأسرع وجد فِي الْأَمر وَقيل نَهَضَ إِلَيْهِ مجدا وَكله مُتَقَارب وَقَوله فِي التَّفْسِير فَإِذا عزم الْأَمر أجد الْأَمر كَذَا ذكوه البُخَارِيّ وَقَالَ الزّجاج فَإِذا عزم الْأَمر جد الْأَمر قَالَ الْحَرْبِيّ جد الرجل فِي الْحَاجة يجد بلغ فِيهَا جده وَأَجد يجد صَار ذَا جد فِيهَا أَبُو زيد جدوا جد مَعًا وَفِي فضل عمر كَانَ أجد وأجود أَي أحزم فِي الْأُمُور وأنهض بهَا وَأكْرم وَالْجد الْمُبَالغَة فِي الشَّيْء وَمِنْه فَأطَال جدا أَي بَالغ فِي الطول وَالْجد نقيض الْهزْل أَي الْحق وَفِي الحَدِيث أَن عذابك الْجد بِكَسْر الْجِيم أَي الْحق وجد نخله يجد جدا قطع ثمره وَهُوَ الجذاد بِالْفَتْح وَالْكَسْر وجاد عشْرين وسْقا بتَشْديد الدَّال أَي مَا يجد مِنْهُ هَذَا الْقدر والجاد هُنَا بِمَعْنى المجدود وَلَو كنت حُزْتِيهِ وجددتيه مِنْهُ وَفِي حَدِيث عبد الله بن سَلام فَإِذا بجواد عَن شمَالي وَإِذا جواد مَنْهَج عَن يَمِيني بتَشْديد الدَّال جمع جادة وَهِي وَاضح الطّرق وأمهاتها الْكَبِيرَة المسلوك عَلَيْهَا كَمَا قَالَ مَنْهَج قَالَ الْخَلِيل وَقد تخفف يَعْنِي الدَّال (ج د ر) وَقَوله حَتَّى يبلغ الْجدر بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال قيل الْجدر الْجِدَار وَهُوَ الْحَائِط قيل المُرَاد بِهِ هُنَا أصل الْحَائِط وَقيل أصُول الشّجر وَقيل جدر المشارب الَّتِي يجْتَمع فِيهَا المَاء فِي أصُول الثِّمَار وَقَوله فِي الْحجر وَكَانَ جدره أَي حَائِطه وَمِنْه وَأدْخل الْجدر فِي الْبَيْت أَي بَقِيَّة الأسو قَوْله بَينه وَبَين الْجِدَار ويروى الْجدر هُوَ الْحَائِط وَقَوله ذَلِك أَجْدَر أَي أولى وأحق وَهُوَ جدير بِكَذَا أَي حقيق (ج د ل) قَوْله وَأُوتِيت جدالا أَي حجَّة ومدافعة فِي الْخِصَام وبلاغة فِي ذَلِك وَقَوله فِي سُورَة تبَارك تجَادل عَن صَاحبهَا أَي تخاصم وتدافع قيل للملكين فِي الْقَبْر وَجَاء فِي معنى هَذَا أثر وَيحْتَمل أَن تكون مجادلتهما عَنهُ شفاعتهما فِيهِ وشهادتها لَهُ (ج د ع) قَوْله أوعى جدعا بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال أَي استوصل قطعا والجدع الْقطع وَمِنْه وَإِن كَانَ عبدا مجدع الْأَطْرَاف أَي مقطعها وَقَوله فسب وجدع بتَشْديد الدَّال قيل مَعْنَاهُ سبّ قَالَ الشَّيْبَانِيّ جادعته شاتمته وَمِنْه قَول النَّابِغَة تبتغي من تجادع أَي تسابب وَقَالَ الْخَلِيل مَعْنَاهُ دَعَا عَلَيْهِ بالجدع وَقَوله هَل تحس فِيهَا من جَدْعَاء وَذكر نَاقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

فصل الاختلاف والوهم

فَقَالَ هِيَ الجدعاء أَي المقطوعة الْأذن وجئ بِأبي يَوْم أحد مجدعا أَي مَقْطُوع الْأنف والأذنين قَالَ الْخَلِيل الجدع قطع الْأنف وَالْأُذن (ج د ى) قَوْله أجدى على الْأَيَّام أَي أَنْفَع وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْألف. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَمِنْهَا أجادب أَمْسَكت المَاء كَذَا روينَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بدال مُهْملَة بِغَيْر خلاف أَي أَرض جدبة غير خصبة قَالُوا هُوَ جمع جَدب على غير قِيَاس وَكَانَ الْقيَاس لَو كَانَ جمع أجدب لكِنهمْ قد قَالُوا محَاسِن جمع حسن وَكَانَ قِيَاسه أَن يكون جمع محسن وَكَذَلِكَ مشابه جمع شبه وَقِيَاسه مشبه قَالَ الْأَصْمَعِي الأجادب من الأَرْض مَا لم ينْبت الكلا وَقد روى بَعضهم هَذَا الْحَرْف أجاذب بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَكَذَا ذكره الْخطابِيّ وَقَالَ هِيَ صلاب الأَرْض الَّتِي تمسك المَاء وَقَالَهُ بَعضهم أحازب بِالْحَاء وَالزَّاي وَلَيْسَ بِشَيْء وَرَوَاهُ بَعضهم أخاذات بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا خاء مَفْتُوحَة خَفِيفَة وَبَين الْأَلفَيْنِ دَال مُعْجمَة وَآخره تَاء الْجمع الْمُؤَنَّث وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ هِيَ جمع أخاذه وَهِي الغدران الَّتِي تمسك مَاء السَّمَاء وَقد رَوَاهُ بَعضهم أجارد أَي مَوَاضِع منجردة من النَّبَات جمع أجرد وَقَوله وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد أَكثر الرِّوَايَة فِيهَا بِفَتْح الْجِيم أَي البخت والحظ وَالْعَظَمَة وَالسُّلْطَان وَقيل الْغَنِيّ وَالْمَال كَقَوْلِه لَا ينفع مَال وَلَا بنُون وَالْكل مُتَقَارب الْمَعْنى وَقد رَوَاهُ بَعضهم بِكَسْر الجبم من الِاجْتِهَاد وقيدناه بِالْوَجْهَيْنِ عَن بعض شُيُوخنَا أَي لَا ينفع جده وحرصه فِي أُمُور دُنْيَاهُ مِمَّا كتب لَهُ وَقدر عَلَيْهِ وَأنكر أَبُو عبيد الْكسر فِي تَفْسِير قَوْله على حرد قادربن حرد فِي أنفسهم أَي قصد وَهُوَ قَول الْفراء كَذَا رِوَايَة الْأصيلِيّ وَعند غَيره جد وَهُوَ قَول غير الْفراء أَي جد فِي الْمَنْع وَفِي حَدِيث أحد ليرين الله مَا أجد كَذَا للأصيلي رباعي وللقابسي أجد بِضَم الْجِيم ثلاثي على مَا تقدم فِي حَدِيث مُسلم عَن يحيى بن يحيى ثمَّ قَالَ للحلاق جد كَذَا لبَعْضهِم بجيم ودال مُهْملَة مُشَدّدَة وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة خُذ بِالْخَاءِ والذال المعجمتين فِي حَدِيث الْهِجْرَة وأتبعنا سراقَة وَنحن فِي جد من الأَرْض كَذَا للعذري وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي جلد بِاللَّامِ ومعناهما مُتَقَارب وَفِي البُخَارِيّ مثله أَو فِي جلد من الأَرْض شكّ زُهَيْر الْجلد الصلب الشَّديد من الأَرْض والجدد الخشن مِنْهَا أَيْضا وَيكون المستوى أَيْضا وَهُوَ هُنَا الحشن الصلب وَفِي بِنَاء الْكَعْبَة فِي حَدِيث سعيد بن مَنْصُور سَأَلت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الْجِدَار من الْبَيْت هُوَ وَكَذَا أَن أَدخل الْجدر فِي الْبَيْت بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة مِنْهُمَا كَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ زَاد فِي الأَصْل مُسلم فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والسجزي لَعَلَّه الْحجر وَالصَّوَاب مَا فِي الأَصْل وَكَذَا فِي جَامع البُخَارِيّ وَغَيره الْجدر أَي أصل الْجدر الْقَدِيم وَبَقِيَّة الأساس وَلَيْسَ هُوَ الْحجر كُله أَلا ترَاهُ قَالَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَلَا دخلت من الْحجر وَمِنْه قَوْله فِي فضل مَكَّة سَأَلت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الْجدر وَعند الْمُسْتَمْلِي الْجِدَار أَمن الْبَيْت هُوَ قَالَ نعم وَقَوله فِي حَدِيث أبي بكر فَغَضب وجدع وَسَب كَذَا للجرجاني وَأبي ذَر وَجُمْهُور رُوَاة البُخَارِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسلم بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الدَّال وَعند الْمروزِي فِي بَاب قَول الضَّيْف لصَاحبه لَا آكل حَتَّى تَأْكُل وجزع بالزاي وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث

فصل الاختلاف والوهم

وَقد تقدم تَفْسِيره وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فَلَمَّا حضر جدَاد النّخل كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَعند غَيره جزازها وهما بِمَعْنى وَمثله الجذال والجزاز والجزار بِاللَّامِ آخرا وبالزاي وَالرَّاء والقطاع والصرام والجرام يُقَال فِي جَمِيعهَا بِالْفَتْح وَالْكَسْر قَوْله وَاشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجد كَذَا لِابْنِ السكن وللأصيلي وَغَيره اشْتَدَّ النَّاس الجدو فِي بَاب هَل يستأسر الرجل وَفِي بَاب فضل من شهد بَدْرًا قَوْله وَأمر عَلَيْهِم عَاصِم بن ثَابت جد عَاصِم بن عمر بن الْخطاب كَذَا وَقع هُنَا قَالَ بَعضهم هَذَا وهم إِنَّمَا هُوَ خَال عَاصِم لأجده وَإِنَّمَا جده ثَابت أَبوهُ وَأم عَاصِم بن عمرَان جميل بنت ثَابت كَذَا قَالَ مُصعب الزبيرِي وَمُحَمّد بن سعد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح مَا فِي الْأُم على هَذَا بِأَن يكون جد مخفوضا نعتا لِثَابِت لَا لعاصم فيستقيم الْكَلَام قَوْله إِذا أبْصر جدرات الْمَدِينَة كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الْحَج من رِوَايَة قُتَيْبَة وَذكره من رِوَايَة ابْن أبي مَرْيَم دَرَجَات كَذَا للكافة وللمستملي دوحات وَالْأول أشبه وَكَذَا ذكره من غير خلاف فِي فَضَائِل الْمَدِينَة الْجِيم مَعَ الذَّال (ج ذ ب) قَوْله فَجَذَبَهُ إِلَيْهِ أَي ضمه بِيَدِهِ إِلَيْهِ يُقَال جذب وجبذ كُله بذال مُعْجمَة وَلَا يُقَال بِالْمُهْمَلَةِ (ج ذ ر) قَوْله جذر قُلُوب الرِّجَال بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا الجذر هُوَ الأَصْل من كل شَيْء من الْحساب وَالنّسب وَالشَّجر وَغَيره (ج ذ ل) وَقَوله مرت بجذل شَجَرَة بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا أَي بأصلها الْقَائِم وَقَوله وَأَنا جذيلها المحكك بِضَم الْجِيم على تَصْغِير جذل بِكَسْر الْجِيم وَهُوَ الْعود الَّذِي ينصب للجر بأمن الْإِبِل فتحتك بِهِ وَقيل عود ينصب فِي مربد الْإِبِل لتحتك بِهِ فتطرح مَا عَلَيْهَا من قراد وكل مَا لزق بهَا فتستشفى بِهِ كالمتمرغ للدابة أَي أَنا مِمَّن يستشفى بِرَأْيهِ كَمَا تستشفى الْإِبِل الجرباء بالجذل وَقيل معنى جذيلها المحكك أَي أَنا صَاحب رهان والمحكك المعاود لَهَا كَمَا قَالَ جذل رهان فِي ذِرَاعَيْهِ ضرب يُرِيد الميسر ضربه مثلا لفخره وَصغر جذلا وعذقا على طَرِيق الْمَدْح والتعظيم وَقيل على التَّقْرِيب كَمَا قَالُوا ابْني وَأخي (ج ذ ع) وَقَوله يَا لَيْتَني فِيهَا جذع أَي أكون فِي مُدَّة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَظُهُور أَيَّامه شَابًّا قَوِيا كالجذع من الدَّوَابّ حَتَّى أبالغ فِي نصرته وَقيل مَعْنَاهُ يَا لَيْتَني أعيش إِلَى أيامك فَأَكُون أول من ينصرك كالجذع الَّذِي هُوَ أول الْأَسْنَان وَالْأول أبين يرْوى جذع بِالضَّمِّ وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَابْن ماهان على خبر لَيْت وَرَوَاهُ أَكثر الروَاة جذعا نصبا على الْحَال وَالْخَبَر مُضْمر أَي فانصره وأعينه والجذع من الْحَيَوَان مَا لم يثن وَقبل ذَلِك بِسنة وَمِنْه الْجذع من الضَّأْن وَعِنْدِي جَذَعَة خير من ثنية وجذعة من الْمعز وَلنْ تجزي جَذَعَة عَن أحد بعْدك وأصابني جذع فَقَالَ ضح بِهِ كُله من هَذَا وَهُوَ من الْغنم مَا لم يثن ابْن سنة وَقيل ابْن ثَمَانِيَة أشهر وَقيل ابْن عشرَة أشهر وَقيل ابْن سنة وَهُوَ لَا يَجْزِي من الْمعز ويجزى من الضَّأْن وفيهَا جَاءَت الْأَحَادِيث قَالَ الْحَرْبِيّ لِأَنَّهُ فِي الضان ينزو ويلقح وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمعز كَذَلِك فَلَا يَجْزِي حَتَّى يصير ثنيا وَفِي الحَدِيث ذكر الْجذع بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الذَّال هُوَ جدع النَّخْلَة مَعْلُوم (ج ذ ى) قَوْله كَمثل الأرزة المجذية بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَكسر الذَّال الْمُعْجَمَة وَنصب الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي المنتصبة الثَّابِتَة يُقَال مِنْهُ جذى وأجذى إِذا انتصب واستقام. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَقَامُوا إِلَى جذيعة كَذَا عِنْد ابْن أبي جَعْفَر وَبَعْضهمْ وَالَّذِي عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا جزيعة بالزاي أَي قِطْعَة من الْغنم ويصححه

(ج ر ا)

قَوْله فِي حَدِيث آخر إِلَى غنيمه فِي الرُّؤْيَا أَرَانِي أتسوك بسواك فجذبني رجلَانِ كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ فَجَاءَنِي وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث عَفَّان وَقَوله مرت بجذل شَجَرَة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم بالزاي وَهُوَ خطأ الْجِيم مَعَ الرَّاء (ج ر ا) جرآء عَلَيْهِ قومه بِضَم الْجِيم مَمْدُود على وزن عُلَمَاء جمع جرئ أَي جسراء متسلطون عَلَيْهِ غير هائبين لَهُ وَمثله قَوْله إِنَّك عَلَيْهَا لجرئ وَإِنِّي إِذا لجرئ وَعَجِبت من جرءتي على رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمَا الَّذِي جرأ صَاحبك يَعْنِي عليا كُله مَهْمُوز من الجرءة والجسارة وضد الْجُبْن وَمِنْه قَول عمر والجبن والجرأة غريزتان (ج ر ب) وَقَوله ملانا جربنَا بِضَم الْجِيم وَالرَّاء جمع جراب وَمِنْه بجراب شَحم هُوَ وعَاء من جلد كالمزود وَنَحْوه وَهُوَ بِكَسْر الْجِيم وَكَذَا ذكره الْخَلِيل وَغَيره وَقَالَ الْقَزاز هُوَ بِفَتْح الْجِيم (ج ر ج) قَوْله إِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا فبالنصب أَي يجرره ويصبه وَيَردهُ بالجرجرة والتجرجر صب المَاء فِي الْحلق وَهَذَا مَذْهَب الزّجاج وبالرفع إِنَّمَا يصوت فِي جَوْفه نَار جَهَنَّم والجرجرة الصَّوْت المتردد فِي الْحلق وَمِنْه جرجرة العجول وَقد يَصح هَذَا التَّأْوِيل فِي رِوَايَة النصب على التَّعْدِيَة وَإِلَيْهِ ذهب الْأَزْهَرِي (ج ر د) جرى فِيهَا ذكر الجريد وجريد النّخل وجريدة هِيَ سعف النّخل وَأَغْصَانهَا الَّتِي يخرج فِيهَا خوصها (ج ر ذ) ذكر فِي حَدِيث الأسقية الجرذان بِكَسْر الْجِيم وذال مُعْجمَة جمع جرذ وَهِي الفئران (ج ر ر) قَوْله يجريره نَفسه وبجريره قَوْمك وبجريرة حلفائك أَي بجنايتها وَمَا جرت عَلَيْهِ من تباعة وَقَوله ثمَّ اجْتَرَّتْ أَي رددت جرتها من جوفها ومضغتها وَمِنْه قَوْله تَقْصَعُ بجرتها أَي تخرج مَا فِي كرشها مِمَّا رعت فتعيده للمضع وَقَوله كَانُوا يَمْشُونَ أَمَام الْجِنَازَة وهلم جرا منون معنى هَلُمَّ فِي الأَصْل أقبل وتعال وَسَيَأْتِي مُبينًا فِي حرف الْهَاء قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَمعنى هَلُمَّ جرا أَي سِيرُوا وتثبتوا فِي سيركم وَأَصله من الْجَرّ وَهُوَ ترك الْإِبِل وَالْغنم ترعى فِي السّير قَالَ القَاضِي رَحمَه الله فَمَعْنَاه هُنَا أَنهم سَارُوا كَذَلِك لم يَنْقَطِع عَمَلهم وثبتوا عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ فِيمَا دووم عَلَيْهِ من الْأَعْمَال إِذا اسْتعْملت فِيهِ هَذِه اللَّفْظَة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وانتصبت جرا على ثَلَاثَة وُجُوه الْمصدر كَأَنَّهُمْ قَالُوا جروا جروا على الْحَال والتمييز ونبيذ الْجَرّ فسره فِي الحَدِيث كل شَيْء صنع من الْمدر يرد أَو اني الخزف وَالْمرَاد بِهِ الجرار الضارية (ج ر م) قَوْله لَا جرم أَنه كَانَ كَذَا قيل مَعْنَاهُ لَا رد بل حق وَوَجَب وَقيل مَعْنَاهُ لَا محَالة وَلَا بُد وَقيل مَعْنَاهُ كسب أَي أكسبك فعله وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) لَا يجرمنكم (لَا يكسبنكم وَقيل لَا يحملنكم قَالَ الْفراء أصل لَا جرم تبربة ثمَّ اسْتعْملت بِمَعْنى حَقًا وَيُقَال جرم وأجرم واجترم بِمَعْنى كسب الذَّنب وَقيل فِي لَا جرم سِتّ لُغَات لَا جرم وَلَا جرم وَلَا جر وَلَا ذَا جرم وَلِأَن ذَا جرم وَلَا عَن ذَا جرم (ج ر ن) الجرين الأندر (ج ر ع) الجرعة بِضَم الْجِيم وَفتحهَا وَسُكُون الرَّاء الشربة الْوَاحِدَة من المشروب وَقَوله مَا بِهِ حَاجَة إِلَى هَذِه الجرعة بِالضَّمِّ كَذَا قيدناه على أبي بَحر وَعَن غَيره الجرعة بِالْفَتْح وَالْأول أوجه لِأَنَّهُ أَرَادَ بهَا الدَّار وَيَوْم الجرعة بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء مَوضِع قرب الْبَصْرَة جَاءَ ذكره فِي كتاب مُسلم (ج ر ف) وَذكر طاعون الجارف سمى بذلك لجرفه النَّاس وعمومه بِالْمَوْتِ وَأَصله الغرف والمجرفة كالمغرفة وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ سنة تسع عشرَة وَمِائَة (ج ر س) قَوْله جرست

فصل الاختلاف والوهم

نجله العرفط بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وسين مُهْملَة أَي رعت وأكلت وَقَوله نَاقَة مجرسة بِفَتْح الْجِيم وسين مُهْملَة أَي مجربة فِي الرّكُوب وَالسير مذللة وَلَا تصْحَب الْمَلَائِكَة رفْقَة فِيهَا جرس وصلصلة الجرس الجرس بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء هُنَا الجلجل وَأَصله من الصَّوْت وَيُقَال للصوت جرس بِالسُّكُونِ وبفتح الْجِيم وَكسرهَا وَكَذَا قيدناه على أبي بَحر فِي الحَدِيث الأول فِيهَا جرس سَاكِنة وَفِي البُخَارِيّ الجرس والجرس وَاحِد وَهُوَ الصَّوْت الْخَفي وَهَذَا صَحِيح وَاخْتَارَ ابْن الْأَنْبَارِي الْفَتْح إِذا لم يتقدمه حس فَإِن تقدمه حس فالكسر وَقَالَ هَذَا كَلَام فصحاء الْعَرَب (ج ر و) قَوْله جرو قثاء بِكَسْر الْجِيم قيل هُوَ صغارها وَقيل الطَّوِيل مِنْهَا وَقيل هُوَ الْوَاحِد مِنْهَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الحَدِيث فَكَسرته وَهَذَا يدل على كبره وَفِي الحَدِيث الآخر وَأجر زغب بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْجِيم جمعه أجراء مثل أَعدَاء وَأجر جمع جرو هُوَ مَا تقدم وَقيل الأجرى هُوَ الْجمع الْأَدْنَى للجرو والجرا جمع الْجمع وَمعنى زغب أَي عَلَيْهَا زغبها وَهَذَا يدل على صغرها وَرُوِيَ فِي غير هَذِه الْأُصُول وأجن زغب بالنُّون وَفَسرهُ الْهَرَوِيّ جمع جنا (ج ر ى) وَقَوله فأرسلوا جَريا أَو جريين بِفَتْح الْجِيم وَكسر الرَّاء قَالَ الْخَلِيل رَسُولا لِأَنَّك تجرية فِي حوائجك وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْوَكِيل قَالَ أَبُو بكر الَّذِي يتوكل عِنْد القَاضِي وَغَيره وَمِنْه فِي الحَدِيث لَا يستجينكم الشَّيْطَان أَي لَا يستتبعنكم فيتخذكم جَريا كَالْوَكِيلِ وَقَالَ السّلمِيّ مَعْنَاهُ لَا يجريكم فِيهِ ويأخذكم بِهِ من قَوْلهم استجريت دَابَّتي وَقد يَصح عِنْدِي أَن يكون يحملكم على الجرأة فسهل مَعْنَاهُ لَا يحملكم أَن تتكلموا بِكُل مَا جَاءَكُم من القَوْل وتشتهوه كَأَنَّمَا تنطقون على لِسَانه وَلَكِن قُولُوا بقولكم أَي بِالْقَصْدِ مِنْكُم نَهَاهُم عَن الإفراط فِي الْمَدْح وَرَوَاهُ قطرب لَا يستجيرنكم مثل بستميلنكم وَفَسرهُ من الْحيرَة وَهُوَ غير مَحْفُوظ وَقَوله جرى بهما الحَدِيث أَي طَال وَاسْتمرّ وَقَوله وَجَرت الأقلام مَعَ الجرية بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الرَّاء وعالي قلم زَكَرِيَّاء الجرية وَفِي الحَدِيث حَدِيدَة الجرية قَالُوا يُرِيد جري المَاء أَي جريته إِلَى أَسْفَل والجري بِكَسْر الْجِيم وَشد الرَّاء هُوَ الجريت ضرب من الْحيتَان ذكره ابْن عَبَّاس وَأَنه لَا يَأْكُلهُ الْيَهُود ذكر الْخطابِيّ أَنه الإنكليس نوع من السّمك يشبه الْحَيَّات وَذكر غَيره أَنه نوع عريض الْوسط دَقِيق الطَّرفَيْنِ وَقَوله أَو صَدَقَة جَارِيَة أَي يجْرِي نَفعهَا وأجرها ويدوم وَقَوله إِنَّمَا فعلته من جراك بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الرَّاء أَي من أَجلك وَمثله من جري هَذِه أَي من أجلهَا وسببها يُقَال من جراك وجرائك يمد وَيقصر وجريرك وأجلك وأجلك وَاحِد. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقَوله فِي بِنَاء ابْن الزبير الْكَعْبَة يُرِيد أَن يجرئهم أَو يحربهم على أهل الشَّام كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَابْن أبي جَعْفَر الأول بِالْجِيم وَالرَّاء والهمز أَي يشجعهم على قِتَالهمْ بإظهاره قَبِيح فعلهم فِي هدم الْبَيْت من الجرءة وَالثَّانِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وبواحدة بعد الرَّاء بِمَعْنَاهُ أَيْضا والمخرب الشجاع أَي يغيظهم بِفِعْلِهِ ويحرك حفائظهم ويحرضهم يَعْنِي أهل الْمَوْسِم وَيحْتَمل أَن يُرِيد يحملهم على حربهم وَعند العذري فِي الأول يجربهم بِالْجِيم وَالرَّاء وباء بِوَاحِدَة أَي يختبر مَا عِنْدهم فِي ذَلِك وَعند جَمِيعهم فِي الثَّانِي كَمَا تقدم وَرَوَاهُ بَعضهم يحزبهم مثله إِلَّا أَنه بالزاي أَي يشد مِنْهُم من قَوْلهم أَمر حزيب أَي شَدِيد

وَقد يكون مَعْنَاهُ يمِيل بهم إِلَى نَفسه ويصيرهم فِي حزبه عَلَيْهِم وَفِي الْأَحْكَام وَكتب عمر لعامله فِي الْجَارُود كَذَا للأصيلي وَعند أبي ذَر وَغَيره فِي الْحُدُود وَكِلَاهُمَا إِن شَاءَ الله صَحِيح لِأَن الْقِصَّة الَّتِي كتب فِيهَا إِلَى عَامله بِالْبَحْرَيْنِ ليسأل امْرَأَة قدامَة فِيمَا شهد عَلَيْهِ بِهِ الْجَارُود وَأَبُو هُرَيْرَة من شرب الْخمر فَقَوله فِي الْجَارُود أَي فِي شَهَادَته وَفِي مَنَاقِب الْأَنْصَار وَقتلت سرواتهم وجرجوا بجيمين مضمومتين كَذَا للأصيلي وَعند غَيره جرحوا آخِره حاء وَكَذَا لجماعتهم الْأصيلِيّ وَغَيره فِي بَاب أَيَّام الْجَاهِلِيَّة وَعند ابْن أبي صفرَة حرجوا بحاء أَولا من الْحَرج وَهُوَ ضيق الصَّدْر وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس هُنَا وَخَرجُوا من الْخُرُوج وَالصَّوَاب الأول أَي اضْطربَ أَمرهم يُقَال جرج الْخَاتم إِذا فلق وجال وَفِي خبر ابْن أبي ابْن سلول فَكَانَ بَينهم ضرب بِالْجَرِيدِ كَذَا للجرجاني وَأبي ذَر والنسفي وَابْن السكن بِالْجِيم وَالرَّاء وَعند الْمروزِي بالحديد بِالْحَاء ودالين وَالْأول الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَفِي تَفْسِير آل عمرَان شفا الرَّكية وَهُوَ جر فَهَكَذَا للنسفي بجيم مَضْمُومَة وللباقين حرفها بحاء مُهْملَة وهما بِمَعْنى وَفِي خبر المزادتين فجرحت إِحْدَاهمَا وَقد نفذ الشِّفَاء كَذَا للأصيلي بِتَقْدِيم الْجِيم من الْجرْح على مَا لم يسم فَاعله وَعند البَاقِينَ فَخرجت بِتَقْدِيم الْخَاء الْمُعْجَمَة من الْخُرُوج وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَالصَّوَاب بِدَلِيل مَا بعده وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَقَوله وَمِنْهُم المجردل كَذَا رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي كتاب الرَّقَائِق بِالْجِيم وَالْخَاء الْمُعْجَمَة مفتوحتان بعدهمَا رَاء سَاكِنة ودال مُهْملَة وَرِوَايَة أَكثر روات البُخَارِيّ المخردل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَكَذَا رَوَاهُ السجْزِي وَهُوَ الصَّوَاب وَيُقَال بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَيْضا ومعناهما وَاحِد جردلت اللَّحْم وخردلته أَي قطعته وَقيل يقطعهم صغَارًا وَمَعْنَاهُ تقطيعهم بالكلاليب وَقيل مَعْنَاهُ الْمَقْطُوع بهم عَن لحاقهم بالناجين وَقيل المخردل مَعْنَاهُ المصروع المرمي قَالَه الْخَلِيل وَهَذَا وَالْأول أعرف وَأظْهر وَلقَوْله فِي الكلاليب تخطف النَّاس بأعمالهم وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر فناج مُسلم ومخدوش وَأما جردلت بِالْجِيم فَقيل هُوَ الإشراف على السُّقُوط والهلاك وَحكى ابْن الصَّابُونِي مجزدل بِالْجِيم وَالزَّاي عَن الْأصيلِيّ وَهُوَ وهم عَلَيْهِ لَيْسَ ذَلِك فِي كِتَابه وَرِوَايَة بَقِيَّة رُوَاة مُسلم الْمجَازِي من الْجَزَاء وَالرِّوَايَة الأولى أصح وَكَذَلِكَ الْخلاف أَيْضا فِي كتاب البُخَارِيّ فِي كتاب الصَّلَاة فِيهِ فِي قَوْله يخردل ويجردل بِالْجِيم لأبي أَحْمد وبالخاء الْمُعْجَمَة فَقَط وَجَاء فِي كتاب التَّوْحِيد فِي البُخَارِيّ وَقَالَ أَو الْمجَازِي على الشَّك فِي تَكْفِير الْوضُوء الذُّنُوب قَوْله إِلَّا خرت خطاياه أَي سَقَطت وَذَهَبت كَذَا لجميعهم وَلابْن أبي جَعْفَر الأجرت بِالْجِيم وَله أَيْضا وَجه أَي مَعَ المَاء كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر على طَرِيق الِاسْتِعَارَة والتشبيه وَقَوله فِي تَفْسِير الزمر) أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ (يجر على وَجهه كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ يحز بِالْحَاء وَالْأول أوجه وأشبه بتفسير الْآيَة وَفِي تَفْسِير هَل أَتَى وَيقْرَأ) سلاسل وأغلالا (وَلم يجره بَعضهم كَذَا للأصيلي أَي لم يصرفهُ وَلم ينونه ويجر بِهِ فِي الْإِعْرَاب مجْرى مَا ينْصَرف وَفِي رِوَايَة البَاقِينَ لم يجزه من الْجَوَاز وهما بِمَعْنى وَفِي الْمُوَطَّأ لَا بَأْس أَن يُصِيب الرجل جَارِيَته قبل أَن يغْتَسل كذ ليحيى بن يحيى وَلغيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ جاريتيه على التَّثْنِيَة وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَوضع الْمَسْأَلَة وَتخرج الرِّوَايَة الأولى أَن يكون مُرَاده بِجَارِيَتِهِ بعد وَطئه زَوجته وَقبل غسله فتستقل الرِّوَايَة وَتَصِح نبه على جَوَاز ذَلِك وَقَوله فِي الْمُسلمين إِذا حمل أَحدهمَا على أَخِيه

(ج ز ا)

الْمُسلم فهما على جرف جَهَنَّم كَذَا للعذري والطبري والباجي والسمرقندي وَلابْن ماهان جَهَنَّم وَرَوَاهُ بَعضهم جَوف بِالْجِيم وَالْوَاو وَرَوَاهُ بَعضهم حرف بِالْحَاء الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَالرَّاء ومعانيها كلهَا مفهومة مُتَقَارِبَة صَحِيحَة وَالْوَجْه هُنَا فِيهِ جرفها كَمَا قَالَ تَعَالَى) على شفا جرف هار (أَو حرفها وَالله أعلم فِي كتاب اللبَاس فروج حَرِير لأبي ذَر براءين وحاء مُهْملَة وللقابسي والنسفي حَدِيد بدالين وَعند الْأصيلِيّ جرير بجيم وراءين مهملتين وَعند عَبدُوس فِيهِ نقط على الْخَاء وَصَوَابه رِوَايَة أبي ذَر وَكَذَا ذكره مُسلم لَكِن صِحَة الرِّوَايَة هُنَا غير الْحَرِير وَالِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ من شُيُوخ البُخَارِيّ وَمن قبله بِدَلِيل قَول البُخَارِيّ قَالَ غَيره فروج حَرِير فَدلَّ أَن الَّذِي ذكر البُخَارِيّ قبل غير حَرِير الَّذِي هُوَ الصَّوَاب لَكِن اخْتلف الروَاة عَن البُخَارِيّ فِي حَدِيد أَو جرير قَوْله فِي الْفَضَائِل فِي فضل سعد قَوْله اطرد هَؤُلَاءِ لَا يحترءون علينا كَذَا الرِّوَايَة قَالَ بَعضهم صَوَابه لَا يجتروا جَوَاب النَّهْي قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون على هَذَا الْجَواب مضمرا أَي اطردهم وَلَا تتركهم يحترءون علينا فتذلونا أَو فتجاوزهم أَو تخرجهم عَنَّا وَنَحْو هَذَا وَفِي الْمَغَازِي كَأَنَّهَا جمل أجرب يَعْنِي ذَا جرب مَطْلِي بالقطران فأسود فَشبه بِهِ مَا حرق من بَيت ذِي الخلصة وَفِي رِوَايَة مُسَدّد أجوف أَو أجرب على الشَّك وَشَرحه بأبيض الْبَطن وَهُوَ تَصْحِيف وَخطأ وَفَسَاد للمعنى وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَقَوله بَطل مجرب كَذَا جَاءَ عندنَا عَن جَمِيعهم أَي جربت فِي الحروب شجاعته وَفِي بعض النّسخ محرب بِالْحَاء الْمُهْملَة وَله وَجه أَي مغيظ الْجِيم مَعَ الزَّاي (ج ز ا) قَوْله مَا أَجْزَأَ منا أَحَدكُمَا أحزا فلَان مَهْمُوز الآخر أَي مَا كفى وأغنى يُقَال أجزاني الشَّيْء كفاني مَهْمُوز وَهَذَا الشَّيْء يَجْزِي عَن هَذَا مَهْمُوز وَجَاء غير مَهْمُوز فِي لُغَة أَي يَكْفِي وَفِي بَاب الْقِرَاءَة فِي الْفجْر وَإِن لم تزد على أم القرءان أَجْزَأت عَنْك وَعند الْفَارِسِي أجزت أَي كفت على اللغتين قَالَ صَاحب الْأَفْعَال أَجْزَأَ الشَّيْء كفى مَهْمُوز وأجزأت بِهِ كفاني وأجزأ فلَان عَنْك كفى وجزيتك غير مَهْمُوز كافاتك بفعلك وجزى الشَّيْء عَنْك قضى وأجزيت عَنْك قُمْت مقامك وَجَزَاء الصَّيْد من هَذَا أَي مَا يقوم مقَامه وينوب عَنهُ فِي الْكَفَّارَة وَيكون قَضَاؤُهُ وَقَوله لن تجزي عَن أحد بعْدك بِفَتْح التَّاء أَي لن تنوب عَنهُ وَلَا تقضي مَا يجب عَلَيْهِ من الضحية غير مَهْمُوز وجزاه الله خيرا أَي أثابه وكافاه وجزيت فلَانا وجازيته على فعله مثله قَالَ الْهَرَوِيّ فَإِن أردْت معنى الْكِفَايَة قلت جزا الله عني وأجزاه وَإِلَى هَذَا ذهب آخَرُونَ وَإِن جزا وأجزا بِمَعْنى مُتَقَارب فِي كفى وَقضى وَقَالَ آخَرُونَ أجزيت عَنْك قضيت وأجزيت كفيت وَقَوله جَزَاء بِعُمْرَة النَّاس الَّتِي اعتمروا أَي مَكَانهَا وعوضا مِنْهَا وَفِي الحَدِيث أتجزي إحدانا صلَاتهَا إِذا طهرت بِفَتْح التَّاء أَي تقضيها وتصليها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أتقضي إحدانا الصَّلَاة أَيَّام حَيْضهَا وَقَوله وَيجْزِي من ذَلِك رَكْعَتَانِ أَي تنوب وتقضي وَقَوله فأمرهن أَن يجزين فسره فِي الحَدِيث يقضين كُله غير مَهْمُوز (ج ز ر) وَالْجَزُور بِفَتْح الْجِيم مَا يجزر وينحر من الْإِبِل خَاصَّة وَيجمع جزاير وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث وجزرا أَيْضا والجزرة من غَيرهَا من الْأَنْعَام الْإِبِل وَغَيرهَا وَقيل بل يخْتَص بالضان والمعز وَقَوله فِي الْبدن فَلَا يُعْطي على جزارتها بِكَسْر الْجِيم أَي على عمل الجزار فِيهَا

فصل الاختلاف والوهم

(ج ز ل) وَقَوله فيقطعه جزلتين بِفَتْح الْجِيم أَي قطعتين وَحَكَاهُ ابْن دُرَيْد بِكَسْر الْجِيم وهما صَحِيحَانِ وَيُقَال جَاءَ زمن الجزال ضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ وَهُوَ زمن صرام النّخل كَمَا يُقَال الجذاد والجذاد والحصاد والحصاد وَقَوله فَقَالَت امْرَأَة جزلة أَي عَاقِلَة قَالَ ابْن دُرَيْد الجزالة الْوَقار وَالْعقل (ج ز ع) وَقَوله عقد جزع وقلادة من جزع بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الزَّاي لَا غير هُوَ خرز ملون مَعْلُوم وَكَانَ عِنْد بعض شُيُوخنَا بِفَتْح الزَّاي وسكونها وَأما الْجزع مُنْقَطع الْوَادي بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا سَاكن الزَّاي وَمِنْه فِي حَدِيث الْحَج حَتَّى جزعه يَعْنِي محسرا أَي قطعه وَأَجَازَهُ والجزع بِفَتْح الْجِيم وَالزَّاي الْفَزع وضد الصَّبْر وَمِنْه قَوْله ورءا جزعهم وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي البُخَارِيّ والجزع القَوْل السيء وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس مَعَ عمر عِنْد وَفَاته وَكَانَ يجزعه كَذَا الرِّوَايَة عَن الْمروزِي وَغَيره وَمَعْنَاهُ ويشجعه ويزيل عَنهُ الْجزع كَمَا قَالَ تَعَالَى) حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم (وكما قَالُوا مرضته إِذا عانيت إِزَالَة مَرضه وَرَوَاهُ الْجِرْجَانِيّ وَكَأَنَّهُ جزع وَهَذَا يرجع إِلَى حَال عمر وَيصِح بِهِ الْكَلَام وَقَوله ثمَّ قَامُوا إِلَى غنيمَة فتوزعوها أَو قَالَ فتجزعوها كِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي قسموها وَمر فِي الْجِيم وَالدَّال قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَى جزيعة غنم وَالْخلاف فِيهِ (ج زف) وَفِي الْبيُوع المجازفة فِي شِرَاء الطَّعَام وَإِذا جازفه وَهُوَ بيع الشَّيْء بِغَيْر كيل وَلَا وزن وَهُوَ الْجزَاف أَيْضا بِكَسْر الْجِيم (ج ز ى) فِيمَا ذكر عَن بني إِسْرَائِيل كنت أبايع النَّاس وأجازيهم وَقَوله أتجزي إحدانا صلَاتهَا مَعْنَاهُ تقضي وصلاتها مَنْصُوب وَهُوَ مثل قَوْله أتقضي إحدانا الصَّلَاة أَيَّام محيضها وَفِي حَدِيث النَّاقة بيس مَا جزيتيها كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات بِإِظْهَار العلامتين على بعض لُغَات الْعَرَب وَمثله لَو كنت جزتيه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث إحفاء الشَّوَارِب جَاءَ فِي رِوَايَة عِنْد مُسلم فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة جزوا الشَّوَارِب وَفِي أُخْرَى جذوا بِالذَّالِ وَالْمَعْرُوف من الْأَحَادِيث اُحْفُوا الشَّوَارِب قيل مَعْنَاهُ يستقصي جزها وَهَذَا يُبينهُ قَوْله جزوا حفوت شاربي أحفوه إِذا استأصلته وأحفيته مثله والرباعي أَكثر وَقَوله فحزها بِيَدِهِ كَذَا لكافة الروَاة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَعند الْقَابِسِيّ فجز بِالْجِيم وَالْأول الصَّوَاب وَفِي الْمُوَطَّأ فِي النَّهْي عَن بيع الثِّمَار حَتَّى بيدوا صَلَاحهَا الْأَمر عندنَا فِي بيع الْبِطِّيخ والقثاء والخربز والجزر الأول بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة سنذكرها فِي حرف الْخَاء وَهُوَ الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ والجزر بِفَتْح الْجِيم وَالزَّاي وَيُقَال بِكَسْر الْجِيم أَيْضا وَآخره رَاء الإسفتارية ثَبت الجزر ليحيى وَسقط لغيره وَطَرحه ابْن وضاح وسقوطه الصَّوَاب لِأَنَّهُ لَيْسَ من الثِّمَار وَلَا يشبه مَا ذكر مَعَه وَلَا تَرْجَمَة الْبَاب وَأما ذكره أَيْضا بعد فِي بَاب بيع الْفَاكِهَة فَصَحِيح لَكِن أسْقطه ابْن وضاح قَالَ أَبُو عمر وهم ابْن وضاح فِي هَذِه وَسقط ذكر الجزر فِي الْبَابَيْنِ لِابْنِ بكير وَقَوله من جزع ظفار نذكرهُ فِي الظَّاء وَقَوله فِي وَفَاتَ أبي طَالب إِنَّمَا حمله على ذَلِك الْجزع كَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيعهَا الْجزع الَّذِي هُوَ ضد الصَّبْر وَذكر الْخطابِيّ عَن تعلب إِنَّمَا هُوَ الخرع بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالرَّاء المهلة أَي التضعف والخور قَالَ وَلَيْسَ للجزع هُنَا معنى قَوْله فِي صفة أهل النَّار غسلين فعلين من الْغسْل من الْجرْح والدبر كَذَا لأكثرهم وَعند الْأصيلِيّ من الْجراح وَفِي رِوَايَة أبي ذَر

(ج ل ب)

من الْخراج الْجِيم مَعَ اللَّام (ج ل ب) قَوْله نهى عَن تلقي الجلب بِفَتْح الْجِيم وَاللَّام أَي مَا يجلب من الْبَوَادِي إِلَى الْقرى من الْأَطْعِمَة وَغَيرهَا لَا تتلقى حَتَّى ترد الْأَسْوَاق وَمثله نهى عَن تلقي السّلع وَقَوله لَا جلب وَلَا جنب بِفَتْح اللَّام وَالنُّون وَقع ذكره وَتَفْسِيره فِي موطأ ابْن بكير وَابْن عفير وَلم يكن عِنْد يحيى وَلَا جمَاعَة وَفَسرهُ ملك أَنه فِي السباق قَالَ والجلب أَن يتَخَلَّف الرجل فِي السباق فيحرك وَرَآهُ الشَّيْء يستحث بِهِ فَيَسْبق وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ فِي مَعْنيين يكون فِي سباق الْخَيل وَهُوَ أَن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عَلَيْهِ فَيكون ذَلِك مَعُونَة للْفرس على الجري وَيكون فِي الصَّدَقَة أَن ينزل الْمُصدق موضعا ويجلب إِلَيْهِ أَغْنَام النَّاس ليصدقها فَنهى عَلَيْهِ السَّلَام عَن ذَلِك وَأمر أَن يصدق كل قوم بموضعهم وعَلى مِيَاههمْ وَيَأْتِي تَفْسِير الْجنب بعد فِي حرفه وَذكر فِي الحَدِيث الجلباب وجلبابها وبجلبابي قَالَ النَّضر هُوَ ثوب أقصر وَأعْرض من الْخمار وَهِي المقنعة تغطي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا وَقَالَ غَيره هُوَ ثوب وَاسع دون الرِّدَاء تغطي بِهِ الْمَرْأَة ظهرهَا وصدرها وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الْإِزَار وَقيل هُوَ الْخمار وَقيل هُوَ كالملاءة والملحفة وَقَوله لتلبسها أُخْتهَا من جلبابها حمله بَعضهم على المواسات فِيهِ وَأَنه وَاحِد وَقد يكون المُرَاد بِهِ الْجِنْس أَي لتعرها من جلابيبها أَو يكون على طَرِيق الْمُبَالغَة فِي الحض على الْخُرُوج أَي لتخرج وَلَو اثْنَتَانِ فِي جِلْبَاب وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من جلابيبها فَهَذَا يدل أَنه للْجِنْس وَقَوله جلبة خصوم أَي أَصْوَاتهم (ج ل ج) الجلجلان السمسم بِضَم الجيمين مَعًا (ج ل ح) وَقَوله لَيْسَ فِيهَا جلحاء مَمْدُود هِيَ الَّتِي لَا قرن لَهَا وَقَوله فِي إِسْلَام عمر يَا جليح الجليح فِي اللُّغَة مَا تطاير من رُؤُوس النَّبَات وخف نَحْو الْقطن وَشبهه والواحدة جليحة وَقَالَ بَعضهم هُوَ اسْم شَيْطَان (ج ل د) قَوْله هم من جلدتنا أَي من جنسنا وجيلنا والإجلاد الْأَشْخَاص وَقد يكون المُرَاد بِهِ لون الْجلد أَي بيض قَوْله فِي حَدِيث إيما رجل سببته أَو جلدته فِي رِوَايَة مُسلم عَن ابْن عمر أَو جلده أَي بجلدته قَالَ أَبُو الزِّنَاد هِيَ لُغَة أبي هُرَيْرَة على إدغام المثلين وَقَوله وَكنت أشب الْقَوْم وأجلدهم أَي أَصْغَرهم سنا وَأَقْوَاهُمْ وأشدهم وَمِنْه قَوْله جلدا معتدلا وَقَوله ليرى جلدهمْ وقوتهم وَالْجَلد بِالْفَتْح الشدَّة وَالْقُوَّة وَرجل جلد سَاكن اللَّام وجليد بَين الْجلد والجلادة وَمِنْه فِي صفة عمر كَانَ أجوف جليدا وَقَوله رجلا جليدا أَي قَوِيا شَدِيدا وَيُقَال جلد أَيْضا ومجلود وَقَوله جلدا من الأَرْض بِفَتْح اللَّام أَي غليظا صلها (ج ل ل) قَوْله أدخر وجليل الْجَلِيل هُنَا نبت وَهُوَ الثمام وَقَوله فِي الدُّعَاء دقه وجله بِكَسْر الْجِيم وَكَذَلِكَ الدَّال أَي كبيره وصغيره وَقَوله وَذكر جلال الْبدن بِكَسْر الْجِيم وأجلتها أَيْضا هِيَ الثِّيَاب الَّتِي تلبسها قَوْله جوال الْقرْيَة وَالْجَلالَة هِيَ الَّتِي تَأْكُل الْعذرَة من الْحَيَوَان وَاصل الجلة البعر فاستعير لغيره يقل مِنْهُ بلت تجل وابتلت تجتل (ج ل م) قَوْله لتأْخذ رَأسهَا بالجلمين على التَّثْنِيَة أَي المقصان وَكَذَا يُقَال مثنى قَوْله فَرَمَوْهُ بجلاميد الْحرَّة أَي حجارها الْكِبَار وأحدها جلمود وجلمد (ج ل ف) وَقَوله أَنَّك لجلف جَاف قَالَ فِي الْعين هما بِمَعْنى وَقَالَهُ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ مَعَ قلَّة الْعقل وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ الأحمق وَقَالَ ثَابت الجلف الْأَعرَابِي الجافي فِي خلقته وأخلاقه قَالَ وَإِنَّمَا يُوصف بذلك إِذا كَانَ جَافيا قَلِيل الْعقل أَي جَوْفه هَوَاء من الْعقل فارغ (ج ل س) قَوْله نهى عَن الْجُلُوس على الْقُبُور وَإِن بجلسوا إِلَيْهَا

فصل الاختلاف والوهم

وَإِن يجلس على جَمْرَة فتحرق ثِيَابه خير من أَن يجلس على قبر هُوَ على ظَاهره لِأَنَّهُ من الاستهانة بهَا وَهِي مَوضِع عظة وَاعْتِبَار وَقيل هُوَ من التخلي وَالْحَدَث وَبِهَذَا فسره فِي الْمُوَطَّأ وَقَوله يجلس النَّاس بيدَيْهِ بِفَتْح الْجِيم أَي يُشِير بيدَيْهِ إِلَيْهِم أَن يجلسوا وَقَوله فِي مجْلِس من الْأَنْصَار قد تسمى الْجَمَاعَة مَجْلِسا لأَنهم أهل الْمجْلس كَمَا قَالَ واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس وَقَوله كَانَت تجْلِس جلْسَة الرجل بِكَسْر الْجِيم أَي على صفتهَا وهيئتها وَأما الجلسة بِالْفَتْح فَوَاحِدَة الجلسات (ج ل ى) وَقَوله حَتَّى تجلت الشَّمْس وفاذكروا الله حَتَّى ينجليا وَفِي بعض النّسخ يتجليا أَي ظَهرت ويظهرا وَمِنْه ثمَّ جلى عَن الشَّمْس وَعند السَّمرقَنْدِي ثمَّ تجلى عَن الشَّمْس أَي انْكَشَفَ عَنْهَا ذَلِك وَقَوْلها حَتَّى تجلاني الغشى كَذَا جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ وَلم أر هَذِه اللَّفْظَة فِي كتب اللُّغَة والشروح وَمَعْنَاهَا عِنْدِي وَالله أعلم غشيني وغطاني واصله تجللني وَجل الشَّيْء وجلاله مَا غطي بِهِ وَمِنْه جلال الستور والحجال وَجل الدَّابَّة فَيكون تجلي وتجلل بِمَعْنى وَاحِد كَمَا قَالُوا تمطى وتمطط وكما قَالَ تقضي الْبَازِي أَي تقضضه وانقضاضه وكما قَالُوا تظنى بِمَعْنى تَظنن وَقد قَالُوا فِي لبّى أَصله لبب وَقد يكون معنى تجلاني الغشي أَي ذهب بقوتي وصبري من الْجلاء وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى) وَالنَّهَار إِذا جلاها (أَي جلا ظلمتها عَن الدُّنْيَا وَقيل جلاها أَي أظهر شمسها وَقد يكون تجلابي أَي ظهر بِي وَبَان عَليّ لطول الْقيام وَاصل التجلي الظُّهُور وَذكر البُخَارِيّ هَذَا الحَدِيث حَتَّى علاني الغشي بِالْعينِ وَهُوَ معنى مَا فسرناه بِهِ وَقد يكون تجلاني بِمَعْنى علاني وَالله أعلم فَهُوَ أبين فِي الْبَاب وَأعرف لفظا وَمعنى وَجَاء فِي غير حَدِيث فتجلى الله لَهُم تجلى الله تَعَالَى ظُهُوره للإبصار بكشف الْحجب عَنْهَا الَّتِي منعتها حَتَّى يروه تَعَالَى قَوْله استشارة فِي الْجلاء بِفَتْح الْجِيم ممدودا مخفف اللَّام لَا غير مَعْنَاهُ الِانْتِقَال عَن الْمَدِينَة قَالَ الله تَعَالَى وَلَوْلَا أَن كتب الله عَلَيْهِم الْجلاء وَهَذِه لُغَة أهل الْحجاز وَقَوله فِي حَدِيث المعندة ذكر كحل الْجلاء هَذَا بِكَسْر الْجِيم وَالْمدّ وَيُقَال بِالْفَتْح وَالْقصر وَقَالَهُ ابْن ولاد وَأَبُو عَليّ بِالْفَتْح وَالْقصر فِي بَاب فعل قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ كحل يجلوا الْبَصَر وَقيل هُوَ الأثمد وجلى الله لي بَيت الْمُقَدّس أَي كشفه وأبانه حَتَّى رَأَيْته رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد وَقَوله فَجلى للْمُسلمين أَمرهم أَي كشفه وَبَينه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله جلبان السِّلَاح بِضَم الْجِيم وَاللَّام وَتَشْديد الْبَاء كَذَا لأكْثر الْأَحَادِيث وَكَذَا ضبطناه وَكَذَا صَوبه ابْن قُتَيْبَة وَرَوَاهُ بعض النَّاس جلبان بِسُكُون اللَّام وَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ وَهُوَ الَّذِي صَوبه وَكَذَا قيدناه فِيهِ وَفِي كتاب ثَابت وَلم يذكر ثَابت سواهُ وَكَذَلِكَ الجلبان الْحبّ الَّذِي من القطنية بِسُكُون اللَّام قَالَ بعض المتعقبين الْمَعْرُوف جربان السَّيْف والقوس بالراء وَلم يقل شَيْئا وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب الصُّلْح مَعَ الْمُشْركين بجلب السِّلَاح فَقَط فسر الجلبان فِي الحَدِيث القراب وَمَا فِيهِ وَفِي الحَدِيث الآخر بِالسَّيْفِ والقوس وَنَحْوه وَفِي الآخر لَا تحمل سِلَاحا إِلَّا سيوفا قَالَ الْحَرْبِيّ يُرِيد جفون السيوف وَقَالَ غَيره هُوَ شبه الجراب من الْأدم يوضع فِيهِ السَّيْف مغمودا ويطرح فِيهِ الرَّاكِب سَوْطه ويعلقه من آخِرَة الرحل وَهَذَا هُوَ القراب مثل قَوْلهم فِي الحَدِيث القراب وَمَا فِيهِ أَرَادَ أَن لَا يدخلوها بسلاح ظَاهر دُخُول الْمُحَارب القاهر من الرماح وَشبههَا وَأما على رِوَايَة الجلب فقد يكون جمعا أَيْضا وَلَعَلَّه بِفَتْح اللَّام جمع جلبة وَهِي الْجلْدَة

الَّتِي تغشى القتب فقد سمي بهَا غَيرهَا كَمَا سميت بذلك العوذة المجلدة وَسميت بذلك قروب الْجراح إِذا بَرِئت وَهِي الْجُلُود الَّتِي تتقلع عَنْهَا وَقَوله فِي قتل أُميَّة ابْن خلف فتجللوه بِالسُّيُوفِ كَذَا هُوَ بِالْجِيم للأصيلي وَعند البَاقِينَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهَذَا أظهر وأشبه بقول عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَنه ألْقى نَفسه عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ فتخللوه بِالسُّيُوفِ أَي أدخلوها خلاله حَتَّى وصلوا إِلَى قَتله أَو طعنوه بهَا تَحْتَهُ من قَوْلهم خللته بِالرُّمْحِ واختللته أَي طعنته بِهِ وَمعنى الرِّوَايَة الْأُخْرَى علوه وغشوه بهَا يُقَال تجلل الْفَحْل النَّاقة إِذا علاها وَقَوله فِي الَّذِي خسف بِهِ فَهُوَ يتجلجل كَذَا رِوَايَة الْجُمْهُور بجيمين وَرَوَاهُ بَعضهم يتخلخل بخائين معجمتين وَالْأول أعرف وَأَصَح قَالُوا التجلجل السوخ فِي الأض مَعَ حَرَكَة واضطراب قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الذّهاب بالشَّيْء والمجئ بِهِ وَأَصله التَّرَدُّد وَالْحَرَكَة وَمِنْه تجلجل فِي الْكَلَام وتلجلج إِذا تردد وَمعنى يتخلخل هُنَا بعيد إِلَّا من قَوْلهم خلخت الْعظم إِذا أخذت مَا عَلَيْهِ من لحم أَو من التخلل والتداخل خلال الأَرْض فأظهر التَّضْعِيف وَقد روينَاهُ فِي غير هَذَا الْكتب يَتَحَلْحَل بحاءين مهملتين وَقَوله إِنَّمَا على ابْني جلد مائَة هَذَا هُوَ الْمَشْهُور حَيْثُ وَقع وَجَاء عِنْد الْأصيلِيّ جلده مائَة بِالْإِضَافَة وَهُوَ بعيد إِلَّا أَن ينصب مائَة على التَّفْسِير أَو يكون جلدَة بِفَتْح الدَّال وَرفع التَّاء أَو يضمر الْمُضَاف إِلَيْهِ أَي عدد مائَة أَو تَمام مائَة أَو جلده جلد مائَة وَقَوله فِي غَزْوَة الْفَتْح ثمَّ جَاءَت كَتِيبَة وَهِي أقل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَصْحَابه كَذَا لجَمِيع رُوَاة البُخَارِيّ وَرَوَاهُ الْحميدِي فِي اختصاره هِيَ أجل بِالْجِيم وَهُوَ أظهر لَكِن لَا يبعد صِحَة أقل لِأَنَّهُ قد ذكر فِي الحَدِيث تقدم الْكَتَائِب قبله كَتِيبَة كَتِيبَة وَتقدم كَتِيبَة الْأَنْصَار وَبَقِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خَاصَّة الْمُهَاجِرين وَلَا شكّ أَنهم كَانُوا أقل عددا وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة وَنحن فِي جلد من الأَرْض كَذَا لكافة من الروَاة وَعند العذري جردوهما بِمَعْنى وَقد فسرناهما قبل وَقَوله فِي بَاب أكل الرطب بِالتَّمْرِ فِي حَدِيث جَابر وَكَانَ لَهُ الأَرْض الَّتِي بطرِيق رومة فَجَلَست نخلى عَاما كَذَا للقابسي وَأبي ذَر بِالْجِيم وَاللَّام وَأكْثر الروَاة وَعند أبي الْهَيْثَم فخاست نخلها عَاما بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْألف وللأصيلي فحبست فحلي عَاما بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وكل هَذِه الرِّوَايَات معلولة غير بَيِّنَة إِلَّا رِوَايَة أبي الْهَيْثَم فخاست نخلها عَاما أَي خَالَفت مَعْهُود حملهَا يُقَال خاس عَهده إِذا خانه أَو تَغَيَّرت عَن عَادَتهَا يُقَال خاس الشَّيْء إِذا تغير وَكَانَ أَبُو مَرْوَان بن سراج فِيمَا أخبرنَا بِهِ غير وَاحِد يصوب رِوَايَة الْقَابِسِيّ والكافة إِلَّا أَنه يصلح شكلها وَيَقُول صَوَابه فَجَلَست أَي عَن الْقَضَاء فخلى أَي السّلف عَاما لَكِن ذكره للْأَرْض أول الحَدِيث يدل أَن الْخَبَر عَنْهَا لَا عَن نَفسه وَالله أعلم وَفِي الْحَوْض فيجلون عَنهُ بِالْجِيم سَاكِنة كَذَا فِي حَدِيث أَحْمد بن شبيب لكافتهم وَعند الْحَمَوِيّ فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة هُنَا وأتقنه فِي كتاب عَبدُوس فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَشد اللَّام وهمز الْوَاو المضمومة ثمَّ ذكر من رِوَايَة أَحْمد بن صَالح يحلونَ على الصَّوَاب ولبعضهم فيجلون بِالْجِيم أَيْضا هُنَا ثمَّ قَالَ شُعَيْب فيجلون بِالْجِيم كَذَا هُنَا وَعند عقيل فيحلون يَعْنِي بِالْحَاء سَاكِنة مُهْملَة مَهْمُوز كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَغَيره وَصَوَابه فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام وَسُكُون الْوَاو أَو همزها وَكَذَا هُنَا عِنْد أبي الْهَيْثَم متقنا مُقَيّدا أَي يصدون عَنهُ وَيمْنَعُونَ مِنْهُ وَهُوَ

(ج م ح)

الْوَجْه يُقَال حلاته عَن المَاء وحليته إِذا طردته عَنهُ وَأَصله الْهَمْز فِي حَدِيث الصِّرَاط وَمِنْهُم المخردل والمجازي ثمَّ يتجلى حَتَّى إِذا فرغ من الْقَضَاء كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي بَاب) وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة (وصواب الْكَلَام مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع ثمَّ ينجوا أَي أَن مِنْهُم بعد أَن تَأْخُذهُ الكلاليب على الصِّرَاط من ينجو وكما قَالَ فمخدوش فناج وَفِي الحَدِيث الآخر فِي كتاب مُسلم وَمِنْهُم المخردل حَتَّى يُنجي وَفِي الْجَنَائِز فَأخذ أَبُو هُرَيْرَة بيد مَرْوَان فَجَلَسْنَا قبل أَن تُوضَع فجَاء أَبُو سعيد فَأخذ بيد مَرْوَان فَقَالَ قُم كَذَا فِي سَائِر النّسخ وَصَوَابه مَا للنسفي والقابسي فَجَلَسَا وَعَلِيهِ يدل الْكَلَام بعده وَقَوله فاطلعت فِي الجلجل كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن فِي المخضب والجلجل هُنَا أشبه الْجِيم مَعَ الْمِيم (ج م ح) قَوْله فجمح مُوسَى فِي أَثَره أَي أسْرع يُقَال فرس جموح أَي سريع وَهُوَ مدح وَفرس جموح إِذا كَانَ يركب رَأسه فِي جريه لَا يردهُ اللجام وَهَذَا ذمّ ودابة جموح أَيْضا الَّتِي تميل فِي أحد شقيها (ج م د) وَقَوله وَيُصلي على الجمد كَذَا ظبطوه بِسُكُون الْمِيم وَضَبطه فِي كتاب الْأصيلِيّ وَأبي ذَر بِفَتْح الْمِيم وَالصَّوَاب الأول والجمد بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمِيم المَاء الجامد وبفتحهما وضمهما مَعًا وَسُكُون الْمِيم أَيْضا الأَرْض الصلبة وَمرَاده هُنَا المَاء الجامد بِدَلِيل التَّرْجَمَة وَذكره الصَّلَاة على الثَّلج وكل حَائِل (ج م ر) وَقَوله من استجمر فليوتر وَذكر الِاسْتِجْمَار وَهُوَ التمسح بالأحجار عِنْد الْحَاجة مَأْخُوذ من الْجمار الَّتِي يتمسح بهَا وَهِي الْحِجَارَة الصغار وَمِنْه جمار مَكَّة الَّتِي يرْمى بهَا وَذكر الْجَمْرَتَيْن مَوضِع الرَّمْي وَسمي بذلك لِأَنَّهُ يطيب الرّيح كَمَا يطيبه الِاسْتِجْمَار الَّذِي هُوَ البجور وَقد قيل فِي قَوْله من استجمر فليوتر أَنه البخور مَأْخُوذ من الْجَمْر الَّذِي يُوقد ويتبخر بالبخور بِهِ وَأما قَوْله استجمر بالوة فَهُوَ هُنَا البخور لَا غير وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر لأسماء جمر وأثيابي أَي بخروها وَمِنْه ومجامرهم الألوة أَي بخورهم الْعود الْهِنْدِيّ وَيكون جمع مجمر للآلة الَّتِي يتبخر بهَا فَسُمي بهَا البخور وَفِي الحَدِيث أَتَى بجمار مصموم الْجِيم مشدد الْمِيم هُوَ رخص طلع النّخل وَمَا يَأْكُل من قلبه وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فِي تَفْسِير الكثر وَهُوَ الْجمار (ج م ز) وَقَوله فِي المرجوم جمز بالزاي أَي عدا ووثب وأسرع وَلَيْسَ بالشديد من الْعَدو وَيُقَال أجمز (ج م ل) قَوْله فِي الْيَهُود فجملوها وَفِي حَدِيث آخر فأجملوها يَعْنِي الشحوم أَي أذابوها وَكَذَلِكَ يجملون مِنْهَا الودك بِضَم الْيَاء وَفتحهَا أَي يذيبون يُقَال فِيهِ جمل وأجمل وفيهَا ذكر الْجمال والجميل والتجمل فِي الثِّيَاب والتجمل فِي الْحَال فالجمال الْحسن والجميل الْحسن الصُّورَة قَالَ الْحَرْبِيّ كَانَ أَبيض أوادم قَالَ والصبيح الْأَبْيَض وَإِن لم يكن جميل الصُّورَة وَفِي قَوْله أَن الله جميل يحب الْجمال قيل مَعْنَاهُ مُجمل محسن وَقيل مَعْنَاهُ ذُو النُّور والبهجة أَي خالقهما وربهما والتجمل التزين وَإِظْهَار الزِّينَة والتجمل إِظْهَار الْجَمِيل والتودد وَإِظْهَار الْجمال فِي الْحَال وَقَوله حَتَّى يلج الْجمل فِي سم الْخياط وَهُوَ الْجمل نَفسه وقرأه بَعضهم جمل بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمِيم أَي حَبل السَّفِينَة وَقَوله فأجملوا فِي الطّلب بِقطع الْهمزَة أَي أَحْسنُوا فِيهِ بِأَن تأتوه من وَجهه (ج م م) وَقَوله فقد جموا بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْمِيم استراحوا من جهد الْحَرْب وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر

(ج م ن)

جامين ماحوذ من الْجَام من الدَّوَابّ وَقيل فِي هَذَا أَي رواء ممتلئين من المَاء من جمام المكوك وَهُوَ إملاؤه وَأَصله الْجمع وَالْكَثْرَة وَمِنْه الجم الْغَفِير وحبا جما وَقَوله فِي التلبينة مجمة لفؤاد الْمَرِيض تذْهب بِبَعْض الْحزن بِالْفَتْح وبالضم فِي الْمِيم وَالْفَتْح وَالْكَسْر فِي الْجِيم فَإِذا ضممت الْمِيم كسرت الْجِيم أَو تفتحهما مَعًا وَفِي الحَدِيث الآخر وتجم فؤاد الْمَرِيض مَعْنَاهُ تريحه وَقيل تفتحه وَقيل تجمعه وَفِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام عَظِيم الجمة بِضَم الْجِيم قيل الجمة أكبر من الوفرة وَذَلِكَ إِذا سَقَطت على الْمَنْكِبَيْنِ والوفرة إِلَى شحمة الْأذن واللمة بَينهمَا تلم بالمنكبين (ج م ن) قَوْله جمان والجمان هِيَ شذور تصنع من الْفضة أَمْثَال اللُّؤْلُؤ قَالَ ابْن دُرَيْد وَقد سموا الدرة جمانة وَفِي حَدِيث عِيسَى يتحدر مِنْهُ جمان كَاللُّؤْلُؤِ أَي كحبوب فضَّة صنعت مثل اللُّؤْلُؤ يُرِيد بذلك مَا يتحدر من المَاء من رَأسه (ج م ع) وَقَوله وَالْمَرْأَة تَمُوت بِجمع شَهِيد أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ بِضَم الْجِيم وَرَوَاهُ بَعضهم بِالْفَتْح وهما صَحِيحَانِ وروى بِجمع بِالْكَسْرِ فِيهَا وَهُوَ صَحِيح أَيْضا قيل مَعْنَاهُ تَمُوت بِوَلَدِهَا فِي بَطنهَا وَقيل بل من نفاسه وَقيل بل تَمُوت بكرا لم تفتض وَقيل صَغِيرَة لم تَحض وَجَاء شَهِيد فِيهَا بِلَفْظ الْمُذكر وَهُوَ الْوَجْه وَالذكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء وَأَيَّام جمع أَيَّام منى وَيَوْم الْجمع يَوْم الْقِيَامَة وَقَوله فَإِن لَهُ مثل سهم جمع بِالْفَتْح أَي الْجَمَاعَة وَقيل يجمع لَك سَهْمَان من الْأجر وَقيل مثل سهم جَيش وَقيل سهم من الْغَنِيمَة وَقيل أجر وَقيل مثل أجر من شهد جمعا وَهِي عَرَفَة وَرَوَاهُ بَعضهم بِضَم الْجِيم وَهُوَ بعيد وَجَاء فِيهَا ذكر جمع وَهِي الْمزْدَلِفَة بِفَتْح الْجِيم وَقَوله بَهِيمَة جَمْعَاء مَمْدُود قَالَ ابْن وهب جَمْعَاء حَامِل وَقَالَ غير وَاحِد مَعْنَاهُ أَي مجتمعة الْخلق لَا عاهة بهَا وَلَا نقص ويبينه قَوْله بعْدهَا هَل تحس فِيهَا من جذعاء وَهَذَا الصَّحِيح وَقَوله بِعْ الْجمع بِالدَّرَاهِمِ بِسُكُون الْمِيم وَالْجمع من التَّمْر كل مَا لَا يعرف لَهُ اسْم من التَّمْر فَهُوَ الْجمع وَفَسرهُ فِي كتاب مُسلم بِمَعْنَاهُ فَقَالَ هُوَ الْخَلْط من التَّمْر أَي الْمُخْتَلط وَقَوله حَدثنَا وَهُوَ جَمِيع أَي مُجْتَمع الْعقل وَالْحِفْظ فِي كهولته قبل شبحه ووهن جِسْمه واختلال ذكره وَكَذَلِكَ قَوْله وَأمر كَمَا جَمِيع أَي مُتَّفق غير مُخْتَلف وَقَوله لَا جماع لَك بعد أَي لَا إجتماع مَعَك وَقَوله فِي صفة خَاتم النبوءة جمعا عَلَيْهِ خيلان بِضَم الْجِيم الْجمع وَالْجمع بِالضَّمِّ وَالْكَسْر الْكَفّ إِذا جمع وَقَوله فَضرب بِيَدِهِ مجمع بَين عنقِي وكتفي أَي حَيْثُ يَجْتَمِعَانِ مَفْتُوح الْمِيم وَقَوله فَجمعت على ثِيَابِي وجمعت عَلَيْهَا ثِيَابهَا هُوَ جمع الثِّيَاب الَّتِي يخرج بهَا الرِّدَاء إِلَى النَّاس من الدراء والإزار دون مَا يتفضل بِهِ من مهنته فِي بَيته وَقَوله أُوتيت جَوَامِع الْكَلم قيل يَعْنِي الْقُرْآن لَا يُجَازِهِ وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر كَانَ يتَكَلَّم بجوامع الْكَلم أَي بالموجز من القَوْل وَأَنه كَانَ كثير الْمعَانِي قَلِيل الْأَلْفَاظ وَقَوله إِلَّا هَذِه الْآيَة الجامعة من هَذَا لاختصار لَفظهَا وَعُمُوم مضمونها وَيَوْم الْجُمُعَة يُقَال بِضَم الْمِيم وَفتحهَا وسكونها قَالَ ابْن دُرَيْد وَهِي مُشْتَقَّة من اجْتِمَاع النَّاس فِيهَا للصَّلَاة وَقيل بل لِأَن الله تَعَالَى جمع فِيهَا الْخلق حِين خلقه لِأَن آخر الْأَيَّام السَّبْعَة وَرُوِيَ عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا سميت بذلك لِأَن فِيهَا جمع بَين آدم وحواء يَعْنِي فِي الأَرْض وَالله أعلم وَقَوله الصَّلَاة جَامِعَة أَي فِي جمَاعَة أَي ذَات جمَاعَة أَو يكون مَعْنَاهَا جَامِعَة للنَّاس وَقَوله من فَارق الْجَمَاعَة ظَاهره سَواد

فصل الاختلاف والوهم

النَّاس وَمَا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ فِي الْإِمَارَة وَقيل هم أهل الْعلم وَقَوله فأجمعت صدقه أَي عزمت عَلَيْهِ واعتقدته وَمِنْه فَلَمَّا أجمع على إجلائهم يَعْنِي يهود أَي عزم يُقَال أجمع الرجل أمره وَأجْمع عَلَيْهِ وعزم بِمَعْنى قَالَه نفطويه وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم أجمع أمره جعله جَمِيعًا بعد أَن كَانَ مفترقا وَمثله فِي الْمُسَافِر إِذا أجمع مكثا وَمَا لم يجمع مكثا وَفِي الصَّائِم إِذا أجمع الصّيام قبل الْفجْر كُله بِمَعْنى نَوَاه وعزم عَلَيْهِ وَقَوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سبعا جَمِيعًا وثمانيا جَمِيعًا يَعْنِي الْمغرب مَعَ الْعشَاء وَالظّهْر مَعَ الْعَصْر وَقَوله مستجمعا ضَاحِكا وَوَجهه ضحكا مَعْنَاهُ مُقبلا على الضحك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله يبرد المَاء فِي أشجاب لَهُ على جمارة من جريد كَذَا للسمرقندي بجيم مَضْمُومَة وَمِيم مُشَدّدَة ولسائر الروَاة على حمارة بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول خطا وَوهم وَكَانَ فِي كتاب ابْن عِيسَى على حمَار مُذَكّر بِغَيْر تَاء والحمارة هِيَ الأعواد الَّتِي تعلق فِيهَا الْقرب وأواني المَاء قَالَه ابْن دُرَيْد وَقَوله فِي حَدِيث رجم الْيَهُودِيين فِي كتاب مُسلم نسود وُجُوههمَا ونجملهما بِضَم النُّون وبجيم كَذَا رِوَايَة السجْزِي قَالُوا فِي مَعْنَاهُ نطيفهما على ظُهُور الْجمال وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ نحملهما بِفَتْح النُّون وحاء مُهْملَة وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وللباقين نحممهما وَهُوَ بِمَعْنى نسود وُجُوههمَا وَكَذَا فِي البُخَارِيّ وَقَوله هَذَا الْجمال لَا جمال خببر كَذَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي بِالْجِيم مَكْسُورَة ولكافتهم بِالْحَاء ذَكرْنَاهُ فِي بَابهَا وَقَوله فِي تَفْسِير حم السَّجْدَة وَخلق الْجبَال وَالْجمال وَالْإِكْرَام وَمَا بَينهمَا فِي يَوْمَيْنِ كَذَا لَهُم بِكَسْر جِيم الْجمال وَعند الْأصيلِيّ بِفَتْحِهَا وَكِلَاهُمَا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه وَأرى فِيهِ تغييرا وَوَجَدته محوقا عَلَيْهِ فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ وَلَعَلَّه الْجبَال تكَرر مرَّتَيْنِ فِي الأَصْل أَو يكون الثَّانِي الشّجر أَو البحور فَغير فقد جَاءَ ذَلِك فِي أَحَادِيث مَعْرُوفَة وَذكر مُسلم الْجبَال يَوْم الْأَحَد وَالشَّجر يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالَّذِي جَاءَ فِي الْأَحَادِيث كلهَا أَنه خلق الدَّوَابّ يَوْم الْخَمِيس وَقَوله فِي بَدْء الْوَحْي جمعه لَك صدرك كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ بِسُكُون الْمِيم وَضم الْعين وَعند أبي ذَر جمعه لَك فِي صدرك وَعند النَّسَفِيّ جمعه بفتحهما صدرك وَقَوله إِذا صلى جَالِسا فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ هِيَ رِوَايَة أَكثر الشُّيُوخ وَعند بَعضهم أجمعيين نصبا على الْحَال وَالْأول على نعت الضَّمِير وَقَوله فِي حَدِيث عَليّ وَحَمْزَة فَبَيْنَمَا أَنا أجمع لشار فِي مَتَاعا إِلَى قَوْله وجمعت حَتَّى جمعت مَا جمعت كَذَا لكافة الروَاة لمُسلم فِي جَمِيع النّسخ إِلَّا أَن العذري والطبري قَالَا حَتَّى كَمَا تقدم والسمرقندي والسجزي قَالَا حِين مَكَان حَتَّى وَالْكَلَام كُله مختل قَالَ بَعضهم أرَاهُ وَجئْت حِين جمعت مَا جمعت قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الْخمس فَرَجَعت حِين جمعت مَا جمعت وَذكر الْحميدِي هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصر الصَّحِيحَيْنِ فَقَالَ وَأَقْبَلت حِين جمعت مَا جمعت وَهُوَ كُله صَوَاب الْكَلَام وَبِمَعْنى مَا قَالَ بَعضهم وَذكره البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَغَازِي بِإِسْقَاط جمعت أَولا وَكَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم وَالْكَلَام كَذَلِك يسْتَقلّ أَيْضا وَفِي أواني الْمَجُوس قَوْله فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور وَأبي بكر بن إِسْحَاق يأتوننا بالسقاء يجملون بِالْجِيم فِيهِ الودك أَي يذيبونه وَقد فسرناه كَذَا لبَعْضهِم وَعند أَكثر شُيُوخنَا يجْعَلُونَ بِالْعينِ وَالْأول أعرف قَوْله) لَا يسْأَلُون النَّاس إلحافا (فَضرب رَسُول الله

(ج ن ا)

(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَجمع بَين عنقِي وكتفي كَذَا لأبي ذَر والقابسي وَعند الْأصيلِيّ مجمع وَهُوَ الصَّوَاب وَسقط هَذَا الْحَرْف لِابْنِ السكن فِي قتل ابْن الْأَشْرَف عِنْدِي أعظم نسَاء الْعَرَب وأجمل الْعَرَب كَذَا للأصيلي وَلغيره أكمل وَله وَجه وَالْأول أوجه فِي التَّفْسِير فِي كتاب مُسلم فِي نزُول) الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ (فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة نزلت لَيْلَة جُمُعَة وَنحن بِعَرَفَات كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره لَيْلَة جمع وَالْأول أوجه لموافقة سَائِر الْأَحَادِيث وَفِي بَاب الْأَجِير فِي الْغَزْو حملت على بكر وَهُوَ أوثق إجمالي كَذَا للمستملي بِالْجِيم وَعند الْحَمَوِيّ أوثق أحمالي بِالْحَاء وَهُوَ كُله وهم وَصَوَابه مَا للكافة وَمَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْموضع أوثق أعمالي بِالْعينِ الْجِيم مَعَ النُّون (ج ن ا) قَوْله يجنا عَلَيْهَا نذكرهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ بعد هَذَا وَكَذَلِكَ رِوَايَة من روى فِي السُّجُود فليجنا وَمَعْنَاهُ ينحني كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَات الآخر (ج ن ب) قَوْله لَا جلب وَلَا جنب تقدم تَفْسِير جلب وَالْخلاف فِيهِ وَمن قَالَ هَذَا الحَدِيث فِي السباق أَو فِي الزَّكَاة قَالَ ملك وَالْجنب أَن يجنب مَعَ الْفرس الَّذِي يسابق عَلَيْهِ فرس آخر أَي يُقَاد بِغَيْر رَاكب حَتَّى إِذا دنا من الْغَايَة تحمل رَاكِبه على الْفرس المجنوب ليسبق يُرِيد لجمامه وجريه بِغَيْر رَاكب وَقَالَ غَيره مِمَّن جعل الحَدِيث فِي الزَّكَاة هُوَ فرار أَصْحَاب الْمَوَاشِي وبعدهم بهَا عَن السعاة قَوْله إِذا مر بجنبات أم سليم بِفَتْح النُّون جمع جنبة وَهِي النَّاحِيَة والجانب والجناب وَمِنْه على جنبتي الصِّرَاط أَي ناحيتيه وَمِنْه فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج حَتَّى أَن الطير تمر بجنباتهم وَذَات الْجنب دَاء بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون النُّون قَالَ التِّرْمِذِيّ هُوَ السل وَفِي البارع هُوَ الَّذِي يطول مَرضه وَقَالَ النَّضر هِيَ الدُّبَيْلَة قرحَة تثقب الْبَطن وَهُوَ مثل قَول بَعضهم أَنَّهَا الشوصة وثمر جنيب قَالَ مَالك هُوَ الكبيس وَقَالَ غَيره كل تمر لَيْسَ بمختلط وَالْجمع الْمُخْتَلط وَقَالَ الطَّحَاوِيّ وبن السكن أَنه الطّيب وَقَالَ غَيره هُوَ المتين وَقَوله أجنبنا والجنابه مَعْلُومَة وَأَصلهَا الْبعد لِأَنَّهُ لَا يقرب مَوَاضِع الصَّلَاة ويجتنبها حَتَّى يتَطَهَّر وَقيل لمجانبة النَّاس حَتَّى يغْتَسل وَرجل جنب وَرِجَال جنب وَقيل أجناب وَامْرَأَة جنب قَالَ الله تَعَالَى (وَلَا جنبا إِلَّا عابري سَبِيل) وَكَذَلِكَ يُقَال فِي الرجل الْبعيد فِي النّسَب مثله وجنب الرجل وأجنب من الْجَنَابَة وَقَوله من اغْتسل يَوْم الْجُمُعَة غسل الْجَنَابَة أَي صفة غسل الْجَنَابَة وَقَوله وعَلى المجنبة الْيُمْنَى فلَان وعَلى المجنبة الْيُسْرَى قَالَ شمر المجنبة الكتيبة الَّتِي تَأْخُذ جَانب الطَّرِيق وهما مجنبتان ميمنة وميسيره بجانبي الطَّرِيق وَالْقلب بَينهمَا وَقَوله فأدخلت الْجنَّة فَإِذا فِيهَا جنابذ اللُّؤْلُؤ بِفَتْح الْجِيم بعْدهَا نون وَبعد الْألف بَاء بِوَاحِدَة ثمَّ ذال مُعْجمَة كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَالْبُخَارِيّ فِي كتاب الْأَنْبِيَاء من رِوَايَة غير الْمروزِي وفسروه بالقباب وَاحِدهَا جنبذة بِالضَّمِّ والجنبذة مَا ارْتَفع من الْبناء وَجَاء فِي البُخَارِيّ أَيْضا فِي مَوضِع آخر حبائل وَذهب بَعضهم إِلَى أَنه تَصْحِيف من جنابذ ونتكلم عَلَيْهِ فِي حرف الْحَاء وَالْبَاء (ج ن ح) قَوْله جنح اللَّيْل يُقَال جنح اللَّيْل يجنح إِذا أقبل وَذَلِكَ حِين تغيب الشَّمْس وَمِنْه قَوْله إِذا استجنح أَو قَالَ جنح كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ والحموي وَأبي الْهَيْثَم أَو كَانَ جنح اللَّيْل وَيُقَال جنح اللَّيْل مَال وجنح اللَّيْل وجنحه بِالْكَسْرِ وَالضَّم حِينَئِذٍ وَقَوله لَا جنَاح أَي لَا إِثْم وَلَا تضييق وَمِنْه هَل على جنَاح وَجَنَاح الْإِنْسَان عضده وأبطه قَوْله

فصل الاختلاف والوهم

وجنح فِي سُجُوده ويجنح إِذا رفع عضديه عَن إبطَيْهِ وذراعيه عَن الأَرْض وَفرج مَا بَين يَدَيْهِ ورويناه عَن السَّمرقَنْدِي يجنح مخففا وَهُوَ خطأ (ج ن د) قَوْله لقِيه أُمَرَاء الأجناد كَانَ عمر قسم الشَّام على أَرْبَعَة أُمَرَاء مَعَ كل وَاحِد مِنْهُم جند ثمَّ جمعهَا آخرا لمعاوية الجندب بِفَتْح الدَّال وَضمّهَا وَالْجِيم مَضْمُومَة وَفِيه لُغَة ثَالِثَة كسر الْجِيم وَفتح الدَّال وَالْجَنَادِب جمع ذَلِك وَكلهَا فِي الحَدِيث هُوَ شبه الْجَرَاد وَقيل هُوَ الْجَرَاد نَفسه وَلَيْسَ بِشَيْء وَقيل هُوَ صرار اللَّيْل وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا صرار اللَّيْل الجدجد وَأما الجندب فَغَيره شبه الْجَرَاد وَهَذَا أصح وَقَوله الْأَرْوَاح جنود مجندة أَي جموع مجمعة وَقيل أَجنَاس مُخْتَلفَة (ج ن ز) قَوْله الْجِنَازَة يُقَال بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا فِي الْمَيِّت والسرير مَعًا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي بِالْفَتْح وبالكسر السرير الَّذِي يحمل عَلَيْهِ الْمَيِّت وَقَوله كَلَام الْمَيِّت على الْجِنَازَة المُرَاد هُنَا السرير لَا غير (ج ن ن) قَوْله كن لَهُ جنَّة من النَّار بِالضَّمِّ أَي سترا وَالصَّوْم جنَّة قيل من النَّار كَالْأولِ سَاتِر عَنْهَا مَانع مِنْهَا وَقَوله وَالْإِمَام جنَّة لمن خَلفه كُله بِالضَّمِّ بِمَعْنى سَاتِر لمن خَلفه ووراءه فِي الصَّلَاة من الْمَار والسهو وجنة لمن فِي نظره ومانع مِنْهُم عدوهم وواقيهم إِيَّاه ويفسره بَقِيَّة الحَدِيث وَهُوَ قَوْله وَيُقَاتل من وَرَائه وَيَتَّقِي بِهِ فَكَأَنَّهُ لَهُم كالدرع الَّذِي يسْتَتر بِهِ الْمَرْء من عدوه وَيمْتَنع مِنْهُ أَو الترس وَالْجنَّة الدرْع وَفِي الزَّكَاة جنتان من حَدِيد بالنُّون أَي دِرْعَانِ ويروي جبتان بِالْبَاء وَالنُّون هُنَا أوجه وجنان الْبيُوت هِيَ الْحَيَّات الصغار وأحدها جَان وَقيل الْبيض الرقَاق وَقيل الْجنان مَا لَا يتَعَرَّض للنَّاس والحيات مَا يتَعَرَّض لَهُم وَقيل الْجنان مسخ الْجِنّ وَقَالَ ابْن وهب الْجنان عوامر الْبيُوت يتَمَثَّل حَيَّة رقيقَة والمجن بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْجِيم وَتَشْديد النُّون الترس سمي بذلك لِأَنَّهُ يسْتَتر بِهِ وَيُقَال لَهُ جنَّة أَيْضا وَجمعه جنن وَقَوله أبه جنَّة أَي جُنُون والمجان المطرقة بِفَتْح الْمِيم وَالْجِيم وَتَشْديد النُّون قيدناه فِيهَا عَن كَافَّة شُيُوخنَا جمع مجن ووزنه مفاعل وَقَوله تجن بنانه أَي تسترها كلهَا بِمَعْنى وَاحِد وَبِذَلِك سمي الْجِنّ جنا وجنة لاستتارهم عَن النَّاس وجن عَلَيْهِ اللَّيْل وجنه وأجنه إِذا أظلم وستره بظلمته وَقَوله أَن ترى مَا هَا هُنَا قد ملئ جنَانًا وَالْجنَّة والجنات الْجنان بِالْكَسْرِ جمع الْجنَّة وَكَذَلِكَ الجنات مثل جرة وجرار وجرات والعوام يجعلونه وَاحِدًا ويجمعونه أجنة وَهُوَ خطأ وَقَوله) وَخلق الجان من مارج من نَار (هُوَ الشَّيْطَان وَذكر الْجَنِين قيل إِنَّمَا يُسمى جَنِينا مادام فِي الْبَطن لاستتاره فَإِذا ألقته فَإِن كَانَ حَيا فَهُوَ ولد وَإِن كَانَ مَيتا فَهُوَ سقط لَكِن قد جَاءَ فِي الحَدِيث إِطْلَاق الِاسْم عَلَيْهِ بعد خُرُوجه اعْتِبَارا بِحَالهِ قبل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي رجم الْيَهُودِيين فَرَأَيْت الرجل يجنئ على الْمَرْأَة كَذَا بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْجِيم وَآخره مَهْمُوز فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ عَن الْمروزِي وَكَذَا قَيده أَحْمد بن سعيد فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره وَقَيده الْأصيلِيّ بِالْحَاء للجرجاني وبفتح الْيَاء وَبِالْحَاءِ هُوَ عِنْد الْحَمَوِيّ وَكَذَا وَقع للمتسملي فِي مَوضِع وَكَذَا قيدناه أَيْضا من طَرِيق الْأصيلِيّ فِي الْمُوَطَّأ بإلحاء مضموم الْيَاء مهموزا وَكَذَا تقيد فِيهِ عَن ابْن الفخار لَكِن بِغَيْر همز وبالجيم والحاء مهموزا لَكِن أَوله مَفْتُوح تقيد مَعًا عِنْد ابْن الْقَاسِم عَن ابْن سهل وَبِالْحَاءِ وَحدهَا قيدناه عَن ابْن عتاب وَابْن حمدين وَابْن عِيسَى مَفْتُوح

الأول قَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ أَكثر رِوَايَة شُيُوخنَا عَن يحيى وَكَذَا رَوَاهُ القعْنبِي وَابْن بكير وَبَعْضهمْ قَيده بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد النُّون وَرَوَاهُ بَعضهم يحنا عَلَيْهَا بِفَتْح الْيَاء وَالنُّون وَسُكُون الْحَاء وهمزة آخِره وَجَاء للأصيلي فِي بَاب آخر فرأيته اجنا مَهْمُوز بِالْجِيم وَهنا عِنْد أبي ذَر احنا بِالْحَاء وَقد روى فِي غير هَذِه الْكتب يحنوا وَالصَّحِيح من هَذَا كُله مَا قَالَه أَبُو عبيد يجنا بِفَتْح الْيَاء وَالنُّون وَالْجِيم مَهْمُوز الْأَخير وَمَعْنَاهُ ينحني عَلَيْهَا ويقيها الْحِجَارَة بِنَفسِهِ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث يُقَال من ذَلِك جنا بِفَتْح النُّون يجنا كَذَا قَالَه صَاحب الْأَفْعَال وَقَالَهُ الزبيدِيّ جنى بِكَسْر النُّون ويجنى ويجنو بِالْفَتْح غير مَهْمُوز وَبِالْحَاءِ أَي يعْطف عَلَيْهَا يُقَال مِنْهُ حَنى يحنو ويحنى وَمِنْه فِي الحَدِيث وإحناهن على ولد وَيكون أَيْضا يحنى عَلَيْهَا ظَهره فَيكون بِمَعْنى مَا اخْتَارَهُ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ قَول من قَالَ يحنى بِضَم الْيَاء وهمز آخِره وَالْجِيم يخرج أَيْضا أَي يُكَلف ذَلِك ظَهره ويفعله بِهِ حَتَّى يجنا تَعديَة جنا الرجل إِذا صَار كَذَلِك وَقَالَ الْأَصْمَعِي أجنات الترس جعلته مجنا أَو مَحْدُود با وَهَذَا مثله وَفِي الرُّكُوع وليجنا بِالْجِيم مَهْمُوز كَذَا فِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ وَعند السَّمرقَنْدِي وليحن بِالْحَاء وهما صَحِيحَانِ على مَا تقدم أَي ليحن ظَهره فِي الرُّكُوع وَعند العذري وليحن مثله جَاءَ فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي كَانَ يجنح فِي السُّجُود بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الْجِيم وَمَعْنَاهُ يمِيل وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه إِنَّمَا هُوَ يجنح كَمَا قَالَ غَيره وَقد فسرناه قَوْله إِذا استجنح اللَّيْل كَذَا للأصيلي وَمَعْنَاهُ حَان جنحه وَقد فسرناه وَعند أبي ذَر استنجح بِتَقْدِيم النُّون وَلَيْسَ بِشَيْء وَعِنْده بعده أَو كَانَ جنح اللَّيْل وَعند الْقَابِسِيّ نَحوه وَكَذَا عِنْد أبي الْهَيْثَم والحموي والنسفي أَو كَانَ جنح اللَّيْل وللأصيلي وَأول اللَّيْل وَالصَّوَاب مَا عِنْد الْقَابِسِيّ ولكافتهم أَو قَالَ جنح اللَّيْل وَفِي مَا يُقَال للْمَرِيض وَمَا يجنب بالنُّون بعد الْجِيم كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَمَا يُجيب بِالْيَاءِ بعد الْجِيم يَاء وَهُوَ الصَّحِيح وَعَلِيهِ يدل مَا فِي دَاخل الْبَاب وَفِي حَدِيث سعد ورميت الْكَافِر فَأَصَبْت جنبه كَذَا لأبي بَحر وَغَيره بِالْجِيم وَالنُّون وَعند القَاضِي أبي على حبته بِالْحَاء وباء بعْدهَا بِوَاحِدَة وَمَعْنَاهُ إِن لم يكن تغييرا قلبه قل صَاحب الْعين حَبَّة الْقلب تمرته وَفِي بَاب صفة إِبْلِيس كل ابْن آدم يطعن الشَّيْطَان فِي جَنْبَيْهِ كَذَا لأبي ذَر والجرجاني وَلغيره جنبه على الْأَفْرَاد وَوجدت فِي كتابي عَن الْأصيلِيّ أَيْضا جيبه بِالْيَاءِ مصححا عَلَيْهِ وَهُوَ وهم وَفِيه والجنان أَجنَاس الجان والأفاعي والأساود كَذَا للأصيلي وَلغيره والحيات أَجنَاس وَهُوَ الْوَجْه وَالصَّوَاب وَفِي حَدِيث أبي لبَابَة نهى عَن قتل الْجنان الَّتِي فِي الْبيُوت كَذَا لِابْنِ الْقَاسِم وَابْن عفير وَأكْثر الروَاة وَقَالَ القعْنبِي وَيحيى بن يحيى عَن قتل الْحَيَّات الَّتِي فِي الْبيُوت والمجان المطرقة بِفَتْح الْمِيم وَالْجِيم وَتَشْديد النُّون قيدناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا جمع مجن ووزنه مفاعل وَحكى شَيخنَا القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد التجيبيى عَن الشَّيْخ أبي مَرْوَان بن سراج أَن أَبَا الْقَاسِم بن الافليلي كَانَ يَقُول فِيهِ مجان بِكَسْر الْمِيم قَالَ وَأَخْطَأ فِي ذَلِك وَمَا قَالَه أَبُو مَرْوَان صَحِيح لِأَنَّهُ جمع مجن ومجان مثل محمل ومحامل وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة وَلَيْسَت بأصلية وَقد رَوَاهُ ابْن السماك وَغَيره من رُوَاة البُخَارِيّ بِكَسْر الْمِيم كَمَا قَالَ ابْن الافليلي وَفِي تَفْسِير وَالصَّافَّات تأتوننا عَن الْيَمين يَعْنِي الْجِنّ كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ يَعْنِي الْحق وَله وَجه وَالْأول الصَّوَاب وَظَاهر الْكَلَام وَفِي حَدِيث الْكُهَّان تِلْكَ الْكَلِمَة من الْجِنّ

فصل الاختلاف والوهم

يَخْطفهَا فيقرها فِي أذن وليه كَذَا للعذري والسمرقندي وَعند السجْزِي من الْحق وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا وَالْأَظْهَر فِي حَدِيث إِسْحَاق فِي مُسلم جَاءَهُ صَاحب نَخْلَة بِتَمْر جنيب كَذَا روينَاهُ عَن ابْن أبي جَعْفَر وَعَن غَيره وَأكْثر النّسخ بِتَمْر طيب قيل لَعَلَّه مصحف من جنيب إِذْ هِيَ الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة وَإِن كَانَ الْمَعْنى صَحِيحا الْجِيم مَعَ الصَّاد (ج ص ص) قَوْله نهي عَن تجصيص الْقُبُور وَإِن يجصص الْقَبْر هُوَ بناؤها بالجص وَهِي النورة الْبَيْضَاء وَيُقَال تقصيص الْقُبُور أَيْضا والجص هِيَ الْقِصَّة أَيْضا الْجِيم مَعَ الْعين (ج ع د) قَوْله فِي صفة شعره عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا بالجعد القطط وَقَوله فِي الدَّجَّال جعد قطط كُله الشَّديد الجعودة مثل رُؤُوس السودَان وَقَوله على نَاقَة جعدة أَي مجتمعة الْخلق شَدِيدَة الْأسر وَفِي اللّعان إِن جَاءَت بِهِ أسود جَعدًا مثله وَيحْتَمل أَن يكون مثل الأول لقَوْله أسود ويروي أكحل جَعدًا وَفِي صفة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام طوَالًا جَعدًا يحْتَمل أَن يكون من صفة شعره إِذْ قَالَ أَنه آدم وَيحْتَمل أَن يكون من شدَّة خلقه لِأَنَّهُ وَصفه بِأَنَّهُ ضرب من الرِّجَال وَجَاء فِي صفة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام مرّة جَعدًا أَيْضا فَالْوَاجِب هُنَا أَنه فِي شدَّة خلقه إِذْ قد وَصفه فِي الحَدِيث بِأَنَّهُ سبط الشّعْر قَالَ الْهَرَوِيّ الْجَعْد فِي صفة الرِّجَال يكون مدحا وَيكون ذما فللمدح مَعْنيانِ أَحدهمَا أَن يكون معصوب الْخلق شَدِيد الْأسر وَالثَّانِي أَن يكون شعره جَعدًا غير سبط لِأَن السبوطة أَكْثَرهَا فِي الْعَجم وللمذموم مَعْنيانِ أَحدهمَا الْقصير المتردد وَالْآخر الْبَخِيل (ج ع ر) وَذكر الجعرور بِضَم الْجِيم وَهُوَ من ردى التَّمْر قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ ضرب من الدقل يحمل شَيْئا صغَارًا لَا خير فِيهِ وَقَوله فَكَانَ يسم فِي الْجَاعِرَتَيْنِ هما رقمتان تكتنفان ذَنْب الْحمار فِي مؤخره (ج ع ظ) وَفِي صفة اهل النَّار كل جعظري بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْعين وبالظاء الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَآخره يَاء فسره فِي الحَدِيث ألفظ الغليظ وَيُقَال فِيهِ جعظار وجعظارة وَفِي حَدِيث آخر الَّذين لَا تصدع رؤوسهم وَقيل هُوَ الَّذِي يتمدح وينتفخ بِمَا لَيْسَ عِنْده وَفِيه قصر (ج ع ل) وَذكر الجعائل فِي الْجِهَاد جمع جعيلة هُوَ مَا يَجعله الْقَاعِد للْخَارِج عَنهُ من أهل الدِّيوَان يُقَال مِنْهُ أجعلت لَهُ جعلا رباعي وَجعلت لَهُ جعلا وَالِاسْم الجعال والجعالة بِالْكَسْرِ وَمَا يُؤْخَذ فِي ذَلِك الْجعل بِالضَّمِّ والجعيلة قَول عمر للَّذي أُذُنه بِالصَّلَاةِ بقوله الصَّلَاة خير من النّوم فَأمره أَن يَجْعَلهَا فِي صَلَاة الصُّبْح مَعْنَاهُ يَخُصهَا بِأَذَان صَلَاة الصُّبْح على مَا كَانَت عَلَيْهِ لَا أَنه ابْتَدَأَ ذَلِك هُوَ إِذْ قد كَانَت فِي صَلَاة الصُّبْح من أول شرع الْأَذَان فَنَهَاهُ عمر عَن أفرادها والإنذار بهَا وإخراجها عَن سنتها وَقَوله فَجعل يفعل كَذَا جَاءَ جعل فِي كتاب الله تَعَالَى والْحَدِيث لمعان كَثِيرَة جَاءَت بِمَعْنى عمل وهيأ وصير وَبِمَعْنى صَار وَبِمَعْنى خلق وَبِمَعْنى حكم وَبِمَعْنى بَين وَبِمَعْنى شرع وابتدأ وَأكْثر تصرفها بِمَعْنى صَار ومصدره جعلا بِالْفَتْح وَفِي حَدِيث الْكُسُوف فَجعلت أقدم قيل مَعْنَاهُ شرعت أتقدم وَأخذت وَسَنذكر الْحَرْف فِي الْقَاف بأوعب من هَذَا (ج ع ف) قَوْله حَتَّى يكون انجعافها مرّة وَاحِدَة أَي انقلاعها. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث سعيد بن أبي مَرْيَم كَانَت فِينَا امْرَأَة تجْعَل على أربعاء فِي مزرعة لَهَا سلقا خلط الروَاة عَن البُخَارِيّ فِي هَذَا الْحَرْف وَفِي الْحَرْف الَّذِي بعده وَفِي قَوْله فتجعله فِي قدر لَهَا فَكَذَا هُوَ لأكثرهم

(ج ف ر)

وَقَيده بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ وَعَن أبي ذَر تحفل بِالْحَاء وَالْفَاء وَعند الْجِرْجَانِيّ تحقل بِالْقَافِ وَهُوَ الصَّوَاب أَي تزرع على جداول لَهَا والحقلة المزرعة والحقل مثله وتجعله فِي قدر هُوَ الصَّوَاب وَغَيره خطا وَالْأَرْبِعَاء جمع ربيع وَهُوَ الْجَدْوَل وسلقا مفعول بتجعل وَعند الْأصيلِيّ سلق بِالرَّفْع وَوَجهه أَن يكون مُبْتَدأ وَلها خَبره أَو مَفْعُولا لم يسم فَاعله وَيكون الْفِعْل يَجْعَل بِضَم الْيَاء وَكَذَا وجدت بَعضهم ضَبطه فِي حَدِيث الْفِتَن وَاشْتِرَاط السَّاعَة قَوْله وينطلقون فِي مَسَاكِين الْمُهَاجِرين فيجعلون بَعضهم على رِقَاب بعض وَعند السَّمرقَنْدِي فيحملون وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَالْإِشَارَة إِلَى مَا يفتح عَلَيْهِم وتقديمهم أُمَرَاء وَذهب بَعضهم إِلَى أَن معنى الْكَلَام لَعَلَّه فِي فَيْء مَسَاكِين الْمُهَاجِرين وَهَذَا لَا يسْتَقلّ مَعَ قَوْله يحملون ويجعلون بَعضهم على رِقَاب بعض وَظَاهره جَائِز صَحِيح مُحْتَمل لما ذَكرْنَاهُ فِي حَدِيث عَائِشَة مَعَ ابْن الزبير وودت أَنِّي جعلته حِين جعلت عملا أعمله كَذَا للقابسي وَهُوَ وهم وَالصَّحِيح مَا عِنْد الْأصيلِيّ وعبدوس والهروي حِين حَلَفت وَهُوَ الصَّوَاب فِي غَزْوَة هوَازن ثمَّ انتزع طلقا من حقبه كَذَا لكافة الروَاة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْقَاف وَهُوَ الصَّوَاب والطلق بِفَتْح اللَّام قيد من آدم والحقب حَبل يشد بِهِ خلف الْبَعِير وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي من جعبته وَلَيْسَ بِشَيْء وَقيل صَوَابه من حقبه بِسُكُون الْقَاف وَكَذَا قَيده التَّمِيمِي عَن الجياني أَي مِمَّا اختقب خَلفه وَجعله فِي حقيبته وَهِي الرفادة فِي مُؤخر القتب وَلَا يحْتَاج إِلَى هَذَا إِذْ قد يرْبط الطلق ويشده بالحقب ويستعده هُنَاكَ وَقد تخرج رِوَايَة جعبته على كِنَانَته كَأَنَّهُ رَفعه فِيهَا وَجَاء فِي رِوَايَة ابْن داسة عَن أبي دَاوُد من حقر الْبَعِير وَلغيره حقب الْبَعِير الْجِيم مَعَ الْفَاء (ج ف ر) وَذكر الجفرة فِي غير حَدِيث بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْفَاء هُوَ من ولد الْغم مَا مضى لَهُ أَرْبَعَة أشهر وَاشْتَدَّ وَأخذ فِي الرَّعْي وَالذكر جفر وَيُقَال ذَلِك فِي الْغُلَام إِذا قوي وَقيل الجفر الْجذع من ولد الضان وَفِي حَدِيث أبي الْيُسْر الْمُتَّصِل بِحَدِيث جَابر الطَّوِيل فَخرج ابْن لَهُ جفر قيل مَا تقدم وَقيل هُوَ الَّذِي قَارب الْبلُوغ (ج ف ل) قَوْله حَتَّى كَاد ينجفل أَي يسْقط وَقَوله جفال الشّعْر بِضَم الْجِيم وَفتح الْفَاء أَي كثير الشّعْر (ج ف ن) وَقَوله جَفْنَة الركب الْجَفْنَة أعظم القصاع وَمعنى قَوْله يَا جَفْنَة الركب يُرِيد يَا هَؤُلَاءِ الركب أحضر واجفنتكم والركب جمع رَاكب وَهِي جَفْنَة الطَّعَام مَعْلُومَة بِفَتْح الْجِيم وَكَذَلِكَ جفن السَّيْف غمده وجفن الْعين مفتوحان وَفرق قوم من أهل اللُّغَة فَقَالُوا جفن السَّيْف بِالْكَسْرِ وجفن الْعين بِالْفَتْح قَالَ ابْن دُرَيْد وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته وَفِي الحَدِيث وَأَنت الْجَفْنَة الغراء أَي أَنْت الْكَرِيم المطعام وَالْعرب تَقول لمثله حفْنَة لوضعه لَهَا وإطعامه فِيهَا وَمعنى الغراء الْبَيْضَاء من لباب الْبر أَو الشَّحْم وَمثله قَوْلهم الثَّرِيد الأعفر (ج ف ف) وجف طلعة يَعْنِي غشاءها تقدم فِي حرف الْجِيم مَعَ الْبَاء وَقَوله على فرس مجفف أَي عَلَيْهِ تجفاف بِكَسْر التَّاء وَهُوَ ثوب يلْبسهُ الْفرس كالجل وَقَالَ الْحَرْبِيّ هِيَ سلَاح تلبسها الْخَيل تقيها من السِّلَاح وَقَوله فِيمَا جَفتْ بِهِ الأقلام أَي نفذت بِهِ المقادر وكتبته فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ كَمَا تقدم كِتَابه مِمَّا عهدناه وَفرغ مِنْهُ فَيبقى الْقَلَم بعد الَّذِي كتب بِهِ جافا لَا مداد فِيهِ لتَمام مَا كتب بِهِ وَكِتَابَة الله وقلمه ولوحه من غيب علمه نؤمن بِهِ وَنكل صفة علم ذَلِك إِلَى الله تَعَالَى (ج ف و) وَقَوله كَانَ يُجَافِي عضديه عَن جَنْبَيْهِ فِي السُّجُود أَي يباعدهما وَكَذَلِكَ قَوْله يُجَافِي جنبه عَن فرَاشه

فصل الاختلاف والوهم

وَأَصله من الْجفَاء بَين النَّاس وَهُوَ التباعد وَقيل من الِارْتفَاع وَمَعْنَاهُ ترك الصِّلَة وَمِنْه) تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع (وَفِي حَدِيث الْمُتْعَة أَنَّك لجلف جَاف هما بِمَعْنى كرر اللَّفْظ للتَّأْكِيد أَي متباعد عَن الصِّلَة وَفعل الْجَمِيل ورقة الطَّبْع والكلمتان بِمَعْنى وَقَوله الْجفَاء فِي الْفَدادِين أَي الغلظة وَالْقَسْوَة وَترك التواصل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي إِسْلَام أبي ذَر القيت كَأَنِّي جفَاء كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن ابْن ماهان بِالْجِيم مَضْمُومَة وَهُوَ وهم عِنْدهم وَالَّذِي للْجَمَاعَة كَأَنِّي خَفَاء بخاء مَكْسُورَة مُعْجمَة مَمْدُود قيل وَهُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ كَأَنِّي ثوب مطروح والخفاء الغطاء مَا كَانَ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الخفاء كسَاء يُغطي بِهِ الرطب وَأما الْجفَاء بِالْجِيم فَهُوَ مَا أَلْقَاهُ السَّيْل من غثائه مِمَّا احتمله الْجِيم مَعَ السِّين (ج س ر) فِي الحَدِيث ذكر الجسر وجسر جَهَنَّم وَهِي القنطرة الَّتِي يمر عَلَيْهَا يُرِيد بِهِ هُنَا الصِّرَاط وَيُقَال بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا (ج س س) وَقَوله وَلَا تجسسوا بِالْجِيم وَلَا تحسسوا بِالْحَاء الْمُهْملَة ثبتَتْ اللفظتان فِي الْأَحَادِيث قيل هما بِمَعْنى مُتَقَارب وَهُوَ الْبَحْث عَن بواطن الْأُمُور وَهُوَ قَول الْحَرْبِيّ وَقيل الأولى الَّتِي بِالْجِيم إِذا تجسس بالْخبر وَالْقَوْل وَالسُّؤَال عَن عورات النَّاس وأسرارهم وَمَا يعتقدونه أَو يَقُولُونَهُ فِيهِ أَو فِي غَيره وَالثَّانيَِة الَّتِي بِالْحَاء إِذا تولى ذَلِك بِنَفسِهِ وتسمعه بِإِذْنِهِ وَهَذَا قَول ابْن وهب وَقَالَ ثَعْلَب بِالْحَاء إِذا طلب ذَلِك لنَفسِهِ وبالجيم طلبه لغيره وَقيل اشتق التحسس من الْحَواس لطلب ذَلِك بهَا وَهَذَا كُله مَمْنُوع فِي الشَّرْع وَقد فسر البُخَارِيّ فِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ فَقَالَ التَّجَسُّس الْبَحْث وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم من الاستقصا والبحث وَقيل التحسس بِالْحَاء فِي الْخَيْر والتجسس فِي الشَّرّ وَفِي البُخَارِيّ ذكر الجاسوس وَفَسرهُ فِي رِوَايَة أبي ذَر قَالَ التَّجَسُّس التبحث أَي التبحث عَن الْخَبَر من قبل الْعَدو وَفِي الحَدِيث ذكر الْجَسَّاسَة بِالْجِيم وسينين مهملتين هُوَ من هَذَا وَهِي دَابَّة وصفهَا فِي الحَدِيث بتجسس الْأَخْبَار للدجال. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي غَزْوَة مُؤْتَة فَوَجَدنَا فِي جسده بضعا وَتِسْعين من طعنة ورمية كَذَا للكافة وللجرجاني عضده مَكَان جسده وَفِي بَاب الْبردَة والحبرة والشملة قَوْله فِي حَدِيث الْبردَة فجسها رجل من الْقَوْم كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ فحسنها من الْحسن أَي وصفهَا بالْحسنِ وَهُوَ وَجه الْكَلَام الْجِيم مَعَ الشين (ج ش ا) قَوْله فِي أهل الْجنَّة فَمَا بَال الطَّعَام قَالَ جشاء وَرشح كَرَشْحِ الْمسك الجشاء مَعْلُوم مَمْدُود يَعْنِي أَن فضول طعامهم يخرج فِي الجشاء والعرق (ج ش ر) وَقَوله وَمنا من هُوَ فِي جشره بِفَتْح الْجِيم والشين الجشر المَال يخرج بِهِ أربابه يرْعَى فِي مَكَان يمسك فِيهِ وَأَصله التباعد قَالَ الْأَصْمَعِي مَال جشر إِذا كَانَ بمرعاه وَلَا يأوى إِلَى أَهله قَالَ غَيره واصله أَن الجشر بقل الرّبيع وَقَالَ أَبُو عبيد الجشر الَّذين يبيتُونَ مكانهم لَا يرجعُونَ إِلَى بُيُوتهم (ج ش م) قَول مُسلم سَأَلتنِي تجشم ذَلِك أَي تكلفه تجشمت الْأَمر وجشمنيه غَيْرِي واجشمنيه أَيْضا قَوْله فعمدت إِلَى شعير فجشمته أَي طحنته جشيشا أَي طحنا غليظا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَفِي حَدِيث هِرقل لَو علمت أَنِّي أخْلص إِلَيْهِ لتجشمت لقاءه أَي تكلفت مَا فِيهِ من مشقة لذَلِك وَكَذَا ذكر البُخَارِيّ الْخَبَر بِهَذَا اللَّفْظ وَذكره مُسلم لَا حببت لقاءه وَالْأول أوجه وأليق بالْكلَام لِأَن الْحبّ وَالنِّيَّة لَا يصدعنها لِأَنَّهَا

تملك كَمَا يصد عَن الْعَمَل الَّذِي لَا يملك فِي كل حِين وَقَوله فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل أَيّكُم يحب أَن يعرض الله عَنهُ قَالَ فجشعنا كَذَا روينَاهُ عَن القَاضِي الشَّهِيد بِالْجِيم وَكَذَا كَانَ أَيْضا فِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي بِخَطِّهِ ورويناه عَن غَيرهمَا بِالْخَاءِ من الْخُشُوع وَمَعْنَاهُ صَحِيح مُتَقَارب فخشعنا بِالْخَاءِ سكنا وخفنا وفزعنا وبالجيم فزعنا أَيْضا وَمِنْه الحَدِيث الآخر فَبكى معَاذ جشعا لفراق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الْهَرَوِيّ أَي جزعا الْجِيم مَعَ الْهَاء (ج هـ د) قَوْله فِي المبعث عَن الْملك حَتَّى بلغ مني الْجهد أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ والضبط بِفَتْح الْجِيم وَقَالَهُ بَعضهم بضَمهَا وَمَا ظَنَنْت أَن الْجهد بلغ بك هَذَا وَفِي الحَدِيث الآخر فِي الصَّبْر على جهد الْمَدِينَة بِالْفَتْح أَيْضا وأصابهم قحط وَجهد وَجهد الْعِيَال وَكَذَلِكَ نَعُوذ بك من جهد الْبلَاء وَقَوله جهد الْعِيَال بِضَم الْجِيم وَكسر الْهَاء وجهدت أَن أجد مركبا بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْهَاء أَيْضا وأجهد على جهدك بِفَتْح الْجِيم أَي أبلغ أقْصَى مَا تقدر عَلَيْهِ من السَّعْي على وَقَوله وَكَانَ أول النَّار جاهدا على نَبِي الله أَي مبالغا فِي طلبه وأذاه وَقَوله مازلت جاهدا فِي طلب مركب أَي حَرِيصًا مبالغا فِي طلبه كُله بِمَعْنى الشدَّة فِي الْحَال وَالْمُبَالغَة والغاية وَالْجد قَالَ ابْن عَرَفَة الْجهد بِالضَّمِّ الوسع والطاقة والجهد بِالْفَتْح الْمُبَالغَة والغاية وَفِي حَدِيث ابْن عمر أجهد على جهدك مِنْهُ وروى عَن الشّعبِيّ الْجهد بِالْفَتْح فِي الْعَمَل وبالضم فِي الْقنية يَعْنِي الْعَيْش وَقَالَ غَيره إِذا كَانَ من الِاجْتِهَاد وَالْمُبَالغَة فَفِيهِ الْوَجْهَانِ قَالَ ابْن دُرَيْد وهما لُغَتَانِ فصيحتان بلغ الرجل جهده وجهده وَفِي الْعين الْجهد بِالضَّمِّ الطَّاقَة وبالفتح الْمَشَقَّة وَقَالَ يَعْقُوب الْجهد والجهد لُغَتَانِ قَالَ الله تَعَالَى) وَالَّذين لَا يَجدونَ إِلَّا جهدهمْ (قرئَ بِالْوَجْهَيْنِ فَمَعْنَى جهدت أَن أجد مركبا أَي اجتهدت وَجهد الْعِيَال أَي أَصَابَهُم الْجهد وَهِي الْمَشَقَّة وضيق الْعَيْش وَجهد الْمَدِينَة بِمَعْنَاهُ أَي شدتها وَبلغ مني الْجهد الْغَايَة فِي الْمَشَقَّة وَمن قَالَ هُنَا الْجهد بِالضَّمِّ فعلى من فرق فَيكون بِمَعْنى وسع الْملك وطاقته من غطه وَيجب أَن يكون الْجهد على ذَلِك مَنْصُوب الدَّال مَفْعُولا ببلغ وَالْملك هُوَ الْفَاعِل وعَلى الْوَجْه الآخر الْجهد هُوَ الْفَاعِل وَجهد الْبلَاء قيل شدته وَالْحَالة الَّتِي يتَمَنَّى الْإِنْسَان فِيهَا الْمَوْت ويختاره وَجَاء فِي الحَدِيث تَفْسِيره أَنه الصَّبْر وَعَن ابْن عمر أَنه قلَّة المَال وَكَثْرَة الْعِيَال وَفِي الحَدِيث فِي الْجِمَاع ثمَّ جهدها أَي بَالغ فِي معاناة ذَلِك الْعَمَل وَالْحَرَكَة فِيهِ كِنَايَة عَن الْمُبَالغَة فِي ذَلِك أَو فِيمَا بلغ مِنْهَا هِيَ فِي ذَلِك يُقَال جهدت نَفسِي وَالْفرس وَالرجل على فعل كَذَا وأجهدته بلغت مشقته وأخرجت مَا فِيهِ من الْجهد وَقَالَ الْخطابِيّ الْجهد من أَسمَاء النِّكَاح (ج هـ ر) وَقَوله كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين أَي المعلنون بِالْمَعَاصِي المستهزؤون بإظهارها واصله من الظُّهُور والجهر ضد السِّرّ وَقَوله مَا أذن الله لنَبِيّ إِذْنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ حمله بَعضهم على جَوَاز قِرَاءَة الْقُرْآن بالألحان وَتَأَول بَعضهم قَوْله يجْهر بِهِ على تَفْسِير مَا قبله على ظَاهره من رفع صَوته بِهِ وتحسينه وَقيل مَعْنَاهُ تحزينه وَقيل رفع الصَّوْت بِهِ وَسَيَأْتِي بعد الْكَلَام على التحسين وعَلى التَّغَنِّي فِي حرفيهما (ج هـ ز) وَقَوله أجهز جيشي وَأمر بجهازه ويجهزون رَسُول الله وَقد قضيت جهازك وَلم أقض من جهازي جهزت الْقَوْم إِذا تكفلت لَهُم جهاز السّفر وَهُوَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِيهِ والجهاز بِالْفَتْح قَالَ الله تَعَالَى

فصل الاختلاف والوهم

) فَلَمَّا جهزهم بجهازهم (وَقَالَهُ بَعضهم بِالْكَسْرِ وخطاه بَعضهم (ج هـ ل) وَقَوله فِي الصَّائِم فَلَا يرْفث وَلَا يجهل أَي لَا يقل قَول أهل الْجَهْل من رفث الْكَلَام والسفه أَو لَا يشْتم أحدا ويجفه يُقَال جهل على فلَان إِذا جفاه وَمثله قَوْله وأحلم عَنْهُم ويجهلون عَليّ وَمثله من لم يدع قَول الزُّور وَالْجهل وَقَوله فميتته جَاهِلِيَّة أَي على صفة حَال الْجَاهِلِيَّة من أَنهم لَا يطيعون لإِمَام وَلَا يدينون بِمَا يجب من ذَلِك وَقَوله نذرت فِي الْجَاهِلِيَّة وَذكر الْجَاهِلِيَّة هُوَ مَا كَانَت الْعَرَب عَلَيْهِ قبل الْإِسْلَام من الشّرك وَعبادَة الْأَوْثَان (ج هـ م) قَوْله فتجهموا لَهُ أَي اسْتَقْبلُوهُ بِمَا يكره وقطبوا لَهُ وُجُوههم وَوجه جهم أَي غليظ كريه (ج هـ ش) وَقَوله فِي حَدِيث الْوضُوء فجهش النَّاس نَحوه بِفَتْح الْجِيم وَالْهَاء وَآخره شين مُعْجمَة أَي اسْتَقْبلُوهُ متهيئين للبكاء ومستعدين وَقيل أَتَوْهُ فزعين ولإذوابه وَقَالَ الطَّبَرِيّ فزعوا إِلَيْهِ ورموه بِأَبْصَارِهِمْ مستغيثين بِهِ قَالُوا يُقَال جهشت وأجهشت لُغَتَانِ إِذا تهَيَّأ للبكاء وَلَا معنى هُنَا لذكر الْبكاء وَإِنَّمَا يَأْتِي هُنَا على الْمعَانِي الْأُخَر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث أبرص وأعمى لَا أجهدك الْيَوْم شَيْئا أَخَذته كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم بِالْهَاءِ مَفْتُوحَة وَكَذَا روينَاهُ عَن أَكثر شُيُوخنَا فِي صَحِيح مُسلم وَعند ابْن ماهان لَا أحمدك بِالْمِيم وَكَذَا رِوَايَة جَمِيع الروَاة فِيهِ عَن البُخَارِيّ وَمعنى أجهدك بِالْهَاءِ هُنَا أَي أشق عَلَيْك فِي ردك فِي شَيْء تطلبه مني أَو تَأْخُذهُ وَمعنى أحمدك أَي على ترك شَيْء مِمَّا تطلبه مني أَو بَقَائِهِ عِنْدِي كَمَا قَالَ لَيْسَ على طول الْحَيَّات نَدم أَي فَوت طولهَا وَلم تتضح لبَعْضهِم هَذِه الْمعَانِي فَقَالَ لَعَلَّ صَوَاب الْكَلِمَة لَا أحدك أَي لَا أمنعك شَيْئا وَهَذَا تكلّف قَوْله كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين وَإِن من المجاهرة أَن يعْمل الرجل بِاللَّيْلِ عملا قد ستره الله عَلَيْهِ فَيُصْبِح فَيَقُول قد عملت كَذَا كَذَا لِابْنِ السكن فِي البُخَارِيّ وَلغيره وَإِن من المجانة وَهِي رِوَايَة النَّسَفِيّ وَرَوَاهُ العذري والسجزي فِي كتاب مُسلم وَإِن من الأجهار وللفارسي من الأهجار ثمَّ قَالَ وَقَالَ زُهَيْر من الجهار كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره من الجهار والجهار والأجهار والمجاهرة كُله صَوَاب من الظُّهُور والإعلان يُقَال جهر وأجهر بقوله وقراءته إِذا أعلن بهَا وأظهرها لِأَنَّهُ رَاجع لتفسير قَوْله أَولا إِلَّا المجاهرين وَأما المجانة فتصحيف من المجاهرة وَالله أعلم وَإِن كَانَ مَعْنَاهَا لَا يبعد هُنَا لِأَن الماجن هُوَ الَّذِي يستهتر فِي أُمُوره وَهُوَ الَّذِي لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَلَا مَا قيل لَهُ وَأما الأهجار فَقَوْل الْفُحْش والخنا وَكَثْرَة الْكَلَام وَهُوَ قريب من معنى المجانة يُقَال اهجر فِي كَلَامه وَالظَّاهِر أَنه مصحف من الأجهار وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ لَا يبعد هُنَا أَيْضا وَأما الهجار فبعيد لفظا وَمعنى إِنَّمَا الهجار الْحَبل أَو الْوتر يشد بِهِ يَد الْبَعِير أَو الْحلقَة الَّتِي يتَعَلَّم فِيهَا الطعْن وَلَا معنى لَهُ يَصح وَلَا يخرج هُنَا وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك فِي كتاب الشَّهَادَات وَلَكِن اجتهلته الحمية كَذَا هُوَ هَاهُنَا فِي نسخ من البُخَارِيّ بِالْهَاءِ وَالْجِيم وَوَقع عِنْد أَكثر الروَاة وَفِي غير هَذَا الْموضع مِنْهُ احتملته الحمية بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْمِيم وَهِي روايتنا عَن شُيُوخنَا وَذكره مُسلم فِي حَدِيث صَالح احتملته وَفِي حَدِيث فليح اجتهلته وَكَذَا ذكره فِي رِوَايَة يُونُس احتملته بِالْمِيم كَذَا لشيوخنا وَفِي بعض النّسخ هُنَا اجتهلته وَكَذَلِكَ فِي رِوَايَة معمر عَن الزُّهْرِيّ فِي الحَدِيث الطَّوِيل اجتهلته وَعند ابْن ماهان احتملته وَصوب الوقشي

(ج وب)

اجتهلته وَكِلَاهُمَا صَوَاب فَمَعْنَى احتملته أَي أغضبته يُقَال احْتمل الرجل إِذا غضب قَالَه يَعْقُوب وَمعنى اجتهلته مثله وَقد قَالَ ابْن الْمُبَارك فِي تَفْسِير الحَدِيث من استجهل مُؤمنا فَعَلَيهِ أثمة يَقُول من حمله على شَيْء لَيْسَ من خلقه فيغضبه وَقد يكون من الْجَهْل الَّذِي هُوَ ضد الْعلم أَي حَملته على مَا قَالَه من قَول الْجَاهِلين وصيرته مثلهم كَمَا قيل فِي الْمثل نزو الْفِرَار استجهل الْفِرَار حمله على النزو وَفعل مَا لَا يعقل مثل فعله وَمِنْه فِي الصَّوْم فَلَا يرْفث وَلَا يجهل أَي لَا يقل قَول أهل الْجَهْل من سفه الْكَلَام ورفثه وَقَوله فِي حَدِيث سَلمَة أَنه لجاهد مُجَاهِد كَذَا أَكثر الرِّوَايَات بِضَم الدالين وتنوينهما وَكسر الهائين وَضم الْمِيم وَعند أبي ذَر للحموي وَالْمُسْتَمْلِي فِي كتاب الْجِهَاد لجاهد مُجَاهِد بِفَتْح الْهَاء الأولى والدالين وَالْمِيم وَكَذَا قَيده أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَكَذَا رِوَايَة ابْن أبي جَعْفَر فِي مُسلم وَالْأول هُوَ الْوَجْه أَي جَاهد جاد مبالغ فِي سبل الْخَيْر وَالْبر وإعلاء كلمة الْإِسْلَام مُجَاهِد لَا عداية قَالَ ابْن دُرَيْد جَاهد أَي جاد فِي أُمُوره وتكريره هذَيْن اللَّفْظَيْنِ للْمُبَالَغَة كَمَا قَالُوا جاد مجد وَيدل على صِحَّته قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَاتَ جاهدا مُجَاهدًا وَقَوله وَقد قضيت جهازك بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا هُوَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْمُسَافِر والمجاهد فِي سَفَره من مَتَاعه كَذَا عِنْد أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ بالزاي وَرَوَاهُ بَعضهم جهادك بِالدَّال وَالْأول الصَّوَاب فِي حَدِيث امْرَأَة رِفَاعَة قَول خَالِد أَلا تزجروا هَذِه عَمَّا تجْهر بِهِ عِنْد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عَامَّة الرِّوَايَات وَرَوَاهُ بَعضهم تهجر وَهُوَ الَّذِي فسره الدَّاودِيّ أَي تَأتي بهجر من القَوْل وَهُوَ الْفُحْش وَالْأول أشهر وَمَعْنَاهُ صَحِيح أَي تجْهر بقول قَبِيح الْجِيم مَعَ الْوَاو (ج وب) قَوْله خيمة من لؤلؤة وَاحِدَة مجوبة كَذَا للسمرقندي بِالْبَاء وَعند غَيره مجوفة بِالْفَاءِ وَمعنى مجوفة أَي خَالِيَة الدَّاخِل غير مصمتة وَهُوَ قريب من معنى مجوبة وَقد روينَاهُ فِي كتاب الْخطابِيّ مجوبة وَمعنى ذَلِك مفرغة الدَّاخِل من الجوب وَهُوَ الْقطع والنقب وَقَوله وَطَلْحَة مجوب عَلَيْهِ بحجفة بِضَم الْمِيم وَآخره بَاء بِوَاحِدَة أَي مترس وَقد جَاءَ كَذَا مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر يتترس مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بترس وَاحِد والجوب بِفَتْح الْجِيم الحجفة والترس وَرَوَاهُ بَعضهم محويا بِالْحَاء وَالْيَاء بِاثْنَتَيْنِ من الحوية وَسَيَأْتِي تَفْسِيرهَا فِي الْحَاء وَالْأول الصَّوَاب وصحفه بَعضهم فَقَالَ محدب عَلَيْهِ وَفَسرهُ بمشفق الحدب الشَّفَقَة وَقَوله فانجابت انجياب الثَّوْب قيل تقطعت وانكشفت كَالثَّوْبِ الْخلق الْمُنْقَطع وَقيل تجمعت وَانْقَضَت من قَوْلك جبت الفلاة أَي دَخَلتهَا وَالْأول أظهر وَقد قيل معنى جبت الفلاة أَي قطعتها وَقيل خرقتها حَتَّى تجوزها وَالْمعْنَى يرجع إِلَى تقَارب وَقَوله وَصَارَت الْمَدِينَة فِي مثل الجوبة بِفَتْح الْجِيم أَيْضا وَبعد الْوَاو بَاء بِوَاحِدَة وَمثله قَول ابْن عَبَّاس فِي تَفْسِير الجوابي كالجوبة من الأَرْض قيل هُوَ الْمَكَان المتسع من الأَرْض وَقيل هُوَ الفجوة بَين الْبيُوت وَرَأَيْت بَعضهم ذكره فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء الجونة بالنُّون وَفَسرهُ بالشمس لسوادها حِين تغيب وَلَيْسَت هَذِه الرِّوَايَة بصحيحة وَلَا بَيِّنَة الْمَعْنى هُنَا وَقَوله وَقُولُوا آمين يجبكم الله كَذَا روينَاهُ وَكَذَا فِي جَمِيع النّسخ بِالْجِيم من الْإِجَابَة وَهُوَ صَحِيح فِي الْمَعْنى وَقَوله من يدعني فأستجيب لَهُ ذكر بعض أَصْحَاب الْمعَانِي عَن بعض عُلَمَاء اللُّغَة أَن الاستجابة لَا تكون إِلَّا على المُرَاد

(ج وح)

والإجابة تكون على المُرَاد وَبِخِلَاف المُرَاد وَإِن السِّين هُنَا أخرجتها عَن الِاحْتِمَال وخلصتها وَزعم بَعضهم أَن هَذِه السِّين تقوم مقَام الْقسم (ج وح) وَقَوله إِصَابَته جَائِحَة أَي مُصِيبَة اجتاحت مَاله أَي استأصلته وجائحة الثِّمَار مِنْهَا وَمِنْه قَوْله اجتاح أَصله أَي استأصله بِالْهَلَاكِ وَفِي الحَدِيث الآخر فأهلكهم واجتاحهم (ج ود) وَقَوله وَلم يَأْتِ أحد إِلَّا حدث بجود بِفَتْح الْجِيم أَي الْمَطَر الغزير وَقَالَ يَعْقُوب يُقَال لكل مطر جود وَقَوله سير الْمُضمر الْمجِيد بِضَم الأول فيهمَا وَكسر الثَّانِيَة أَي صَاحب الْفرس الْجواد الَّذِي ضمر وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى الرَّاكِب الْجواد الْمُضمر بِالْفَتْح صفة للجواد وَالْفرس الْجواد الَّذِي يجود بجريه وَمن رَوَاهُ الْمُضمر الْمجِيد بِفَتْح الْمِيم الثَّانِيَة من الْمُضمر أَرَادَ الْفرس والمجيد الَّذِي يلد الْجِيَاد قَالَه ثَابت وَقَوله وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ أَي يَسُوق للْمَوْت وَفُلَان يجاد إِلَى حتفه أَي يساق إِلَيْهِ وَقَوله فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام أَجود مَا كَانَ فِي رَمَضَان وَقَوله فَهُوَ أَجود من الرّيح الْمُرْسلَة وَفِي عمر أَجود أَي أَكثر جودا وَإِعْطَاء وَصدقَة والجود بِالضَّمِّ الْكَرم وَالرجل جواد بِفَتْح الْجِيم مخفف الْوَاو (ج ور) وَقَوله فِي الْمَوَاقِيت وَهُوَ جور عَن طريقنا آخِره رَاء أَي مائل ومنحرف قَوْله يصغي إِلَى رَأسه وَهُوَ مجاور ويجاور بِغَار حراء أَي يعْتَكف والجوار هُنَا الِاعْتِكَاف والجوار فِي خبر أبي بكر وَغَيره الذمام والتأمين بِكَسْر الْجِيم وَضمّهَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَإِنِّي جَار لكم (أَي مجير مُؤمن وَمثله قَوْله ويستجيرونك من النَّار وأجرتهم كُله من الْأمان وَيُقَال مِنْهُ للمجير والمستجير جَار وَمِنْه أجرته وأجرنا من أجرت وَقَوله وغيظ جارتها وَفِي حَدِيث حَفْصَة إِن كَانَت جارتك أَو ضامنك يُرِيد فيهمَا ضَرَّتهَا وَسميت الضرة جَارة لمجاورتها الْأُخْرَى وكرهوا ضرَّة لما فِيهِ من الضّر وَكَذَلِكَ سميت بِهِ الزَّوْجَة والجوار وَالْجَار الداني الْمسكن من الآخر مَعْلُوم وَمِنْه لَا تحقرن جَارة لجارتها هَذِه خلاف الأولى وَمِنْه الْجَار أَحَق بصقبه وَقيل هُوَ هُنَا الشَّرِيك وَعَلِيهِ نتناوله أَي لحق جواره من الشُّفْعَة وَقَالَ أهل الْعرَاق هُوَ الملاصق من غير شركَة وَمِنْه الوصاة بالجار كُله الداني الْمسكن (ج وز) وَقَوله جائزته يَوْم وَلَيْلَة قيل مَا يجوز بِهِ ويكفيه فِي سَفَره يَوْمًا وَلَيْلَة بعد ضيافته والجائزة الْعَطِيَّة وَجَمعهَا جوائز والجيزة بِالْكَسْرِ مَا يجوز بِهِ الْمُسَافِر وَقيل جائزته يَوْم وَلَيْلَة حَقه إِذا اجتاز بِهِ وَثَلَاثَة أَيَّام إِذا قصد وَقيل جائزته تحفته وَالْمُبَالغَة فِي مكارمته وَبَاقِي الثَّلَاثَة الْأَيَّام مَا حَضَره وَهَذَا تَفْسِير ملك وَذكر فِي مُنكر الحَدِيث يَوْم الْفطر يَوْم الجوائز أَي العطايا وَقَوله تجاوزوا عَن الْمُعسر وفتجاوز الله عَنهُ ويتجاوز عَن ذنُوبه أَي سامحوا والتجاوز الْمُسَامحَة وَمِنْه كَانَ من خلقي الْجَوَاز أَي الْمُسَامحَة وَمِنْه الحَدِيث واتجاوز فِي السِّكَّة أَو النَّقْد ويروي أتجوزوهما بِمَعْنى أسهل وأمضى مَا أَعْطَانِي أَي أسمح وأسهل وَفِي الحَدِيث الآخر من أم قوما فليتجوز أَي يُخَفف وَقد جَاءَ مُفَسرًا كَذَا فِي حَدِيث آخر وَمِنْه قَوْله رَكْعَتَيْنِ وَتجوز فيهمَا أَي حففهما وَقَوله وَلَيْسَ للبكر جَوَاز فِي مَالهَا أَي فعل يجوز ويمضي وَقَوله قبل أَن يجيزوا على أَي ينفدوا مقاتلي وَمثله أجهزت وَفِي تَفْسِير سُورَة الْمُؤمن قَوْله حم مجازها مجَازًا وَائِل السُّور أَي تَأْوِيلهَا وَالْمرَاد تَأْوِيل مجازها وَعدل لَفظهَا عَن ظَاهره وَقَوله حَتَّى أجَاز الْوَادي وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ جَازَ وهما لُغَتَانِ وَقيل عَن الْأَصْمَعِي

فصل الاختلاف والوهم

جازه مَشى فِيهِ وَأَجَازَهُ قطعه وَكَذَلِكَ قَوْله فَنظر إِلَيْهِ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ أجَاز أَي سَار وَمَشى وَمِنْه فَأَكُون أَنا وَأمتِي أول من يُجِيز يَعْنِي على الصِّرَاط (ج وظ) وَفِي صفة أهل النَّار كل جعظري جواظ بتَشْديد الْوَاو وَفتح الْجِيم وَآخره ظاء مُعْجمَة قيل هُوَ الْقصير الْبَطن وَقيل الجموع المنوع وَقيل الْكثير اللَّحْم المختال فِي مشيته وَقيل الغليظ الرَّقَبَة والجسم وَقيل الْفَاجِر وَقيل الَّذِي لَا يَسْتَقِيم على أَمر وَاحِد يصانع هُنَا وَهنا (ج ول) وَقَوله ثمَّ جالت الْفرس أَي ذهبت عَن مَكَانهَا ومشت وَقَوله وَكَانَت للْمُسلمين جَوْلَة بِفَتْح الْجِيم أَي انكشاف وَذَهَاب عَن مكانهم وَمِنْه قَوْله فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دينهم يَعْنِي الشَّيَاطِين أَي استخفتهم فَذَهَبت بهم وساقتهم إِلَى مَا أرادوه مِنْهُم وجالوا مَعَهم وَمِنْه يجيل القداح أَي يحركها وينقلها من مَوضِع إِلَى غَيره وَقيل إزالتهم والجوالق شبه التابوت بِضَم الْجِيم وَجمعه جوالق بِفَتْحِهَا وَقيل الجوالق الغرارة (ج وم) قَوْله فقدوا جَاما من فضَّة هُوَ إِنَاء يشرب بِهِ قَالَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ عَرَبِيّ وَقيل هُوَ جمع جامة مثله (ج وع) قَوْله الرضَاعَة من المجاعة أَي من الَّتِي ترْضع لجوعه لصغره فَهُوَ الَّذِي يحرم لَا الَّذِي اسْتغنى عَن ذَلِك بِالطَّعَامِ (ج وف) قَوْله كَأَنَّهُ جمل أجوف الْعَظِيم الْجوف والأجوف أَيْضا فِي الشيات الْأَبْيَض الْبَطن تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي حرف الْجِيم وَالرَّاء وتصحيف من صحفه وَإِنَّمَا هُوَ الأجرب بِالْبَاء وَقَوله فِي صفة عمر فِي حَدِيث الْوَادي وَكَانَ أجوف جليدا الأجوف هُنَا الْبعيد الصَّوْت الَّذِي صَوته من جَوْفه وَقَوله أجيفوا الْأَبْوَاب أَي أغلقوها وَالْبَاب مُجَاف أَي مغلق وَمِنْه فأجافوا عَلَيْهِ الْبَاب وَقَوله من جَوف اللَّيْل أَي دَاخله ووسطه وَقَوله فِي خلق آدم فَرَآهُ أجوف أَي ذَا جَوف وَقد يحْتَمل أَن يكون فارغ الدَّاخِل والأجوف كل شَيْء لَهُ جَوف وجوف كل شَيْء قَعْره وداخله (ج وق) وَقَوله اجتووا الْمَدِينَة أَي استوبلوها واستوخموها وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث مُفَسرًا فِي مُسلم وَهُوَ صَحِيح وَمَعْنَاهُ كرهوها لمَرض لحقهم بهَا وَنَحْوه وَفرق بَعضهم بَين الاجتواء والاستيبال فَقَالَ الاجتواء كَرَاهَة الْموضع وَإِن وَافق والاستيبال كَرَاهَته إِذا لم يُوَافق وَإِن أحبها وَنَحْوه فِي مُصَنف أبي عبيد. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله خيمة من لؤلؤة وَاحِدَة مجوبة كَذَا للسمرقندي فِي حَدِيث سعيد بن مَنْصُور بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَرِوَايَة الكافة مجوفة بِالْفَاءِ كَمَا فِي حَدِيث غَيره لجميعهم وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَمعنى رِوَايَة الْبَاء منقوبة مفرغ داخلها وَهُوَ معنى مجوفة قَالَ الله تَعَالَى) وَثَمُود الَّذين جابوا الصخر بالواد (أَي نقبوه وخرقوه قَوْله فِي الْمُوَطَّأ فِي القطاعة وَلَو قاطعه أَحدهمَا بِإِذن صَاحبه ثمَّ جَازَ ذَلِك كَذَا لِعبيد الله بِالْجِيم وَلغيره حَاز بِالْحَاء وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْله وَلم يكن لَهُ أَن يرد مَا قاطعه عَلَيْهِ وَمعنى حازة قَبضه وَذهب بَعضهم إِلَى أَن الصَّوَاب جَار بِالْجِيم وَمَعْنَاهُ عِنْده تمت المقاطعة بَينهمَا لَا بِمَعْنى مَضَت وَفَاتَ حكمهَا وَالْأول أظهر وَقَوله فِي الْأَدَب مَا يجوز من الظَّن كَذَا للأصيلي وَغَيره وَعند الْقَابِسِيّ مَا يكره وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ المطابق لما فِي الْبَاب وَقَوله فِي التَّفْسِير وَيقْرَأ سلاسلا وأغلالا وَلم يجزه بَعضهم كَذَا لَهُم بالزاي وَعند الْأصيلِيّ جَرّه بالراء أَي لم يصرفهُ وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَفِي بَاب إِذا نفر النَّاس عَن الإِمَام فِي الْجُمُعَة قَوْله فَصَلَاة الإِمَام وَمن بقى جَائِزَة كَذَا للقابسي وللأصيلي تَامَّة وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى

وَلابْن السكن جمَاعَة وَهِي صَحِيحَة أَيْضا أَي حكم صَلَاة الْجَمَاعَة فِي الْجَوَاز والتمام فِي بَاب مَتى يقْضِي رَمَضَان قَالَ إِبْرَاهِيم إِذا فرط حَتَّى جَازَ رَمَضَان آخر كَذَا للقابسي وعبدوس وَابْن السكن وَصَوَابه مَا للباقين حَتَّى جَاءَ فِي حَدِيث الصِّرَاط فَمنهمْ المخردل وَعند العذري والفارسي الْمجَازِي مَكَانَهُ فِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب وَفِي كتاب الْأصيلِيّ فِي بَاب وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة وَمِنْهُم المخردل أَو الْمجَاز على الشَّك بِغَيْر يَاء كَأَنَّهُ من الْإِجَازَة وَتقدم الْحَرْف فِي الْجِيم وَاللَّام وَقَوله كَانَ لي جَار يرقى كَذَا للعذري وَلغيره خَال وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي حَدِيث أبي جهل يجول فِي النَّاس كَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ مُسلم يَزُول وَهُوَ بِمَعْنى يجول أَي يذهب ويجئ وَلَا يسْتَقرّ على حَال هَذِه رِوَايَة عَامَّة شُيُوخنَا وَبَعْضهمْ رَوَاهُ يرفل مَعْنَاهُ يجرذيله وَالْأول أظهر لموافقة الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقد يكون يرفل يجر درعه قَوْله أَتَتْهُم الشَّيَاطِين فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دينهم كَذَا روايتنا فِيهِ بِالْجِيم عَن أَكثر شُيُوخنَا فِي مُسلم الْأَسدي والخشنى وَغَيرهمَا وَقد فسرناه وضبطناه عَن الصَّدَفِي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهُ خدعوهم والختل الخديعة وَقد يكون مَعْنَاهُ حبسوهم وصدوهم ولازموهم قَالَ الْفراء الخاتل الرَّاعِي للشَّيْء الْحَافِظ لَهُ وَالرِّوَايَة الأولى أعرف فِي الحَدِيث وَقَوله فِي حَدِيث أبي جندل أجزه لي وَقَوله وَمَا أَنا بمجيزه وَقَوله قد أجزنا كُله بالزاي فِي جَمِيعهَا للأصيلي والقابسي وَأبي ذَر ولغيرهم بالراء وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى بالراء من الْجوَار وَهُوَ أظهر هُنَا وبالزاي مثله يُقَال أجرني وأجزني وَأَصله من إجَازَة الطَّرِيق وخفارته وَفِي حَدِيث أبي بكر مَعَ ابْن الدغنة إِنَّا كُنَّا أجرنا أَبَا بكر كَذَا لجمهورهم بالراء وَعند الْقَابِسِيّ بالزاي صَحِيح يقالان على مَا تقدم وَفِي بَاب من قَامَ أول اللَّيْل فَإِن كَانَت بِهِ حَاجَة اغْتسل كَذَا الرِّوَايَة قَالُوا وَصَوَابه جنابه فِي حَدِيث معَاذ فَتجوز كل وَاحِد مِنْهُم فصلى صَلَاة خَفِيفَة كَذَا للقابسي بجيم مَفْتُوحَة وَلغيره فتحوز بِالْحَاء الْمُهْملَة وَقَوله خميصة جونية بِفَتْح الْجِيم كَأَنَّهَا منسوبة إِلَى بني الجون قبيل من الإزدالية ينْسب الجونيون كَذَا لِابْنِ الْحذاء منسوبة إِلَى بني الجون أَو إِلَى لَوْنهَا من السوَاد أَو الْبيَاض أَو الْحمرَة وَالْعرب تسمى كل لون جونا ولرواة البُخَارِيّ حريثية بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا رَاء قيل هِيَ منسوبة إِلَى حُرَيْث رجل من قضاعة آخِره ثاء مُثَلّثَة قَالَ بَعضهم وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم أَيْضا وَعند ابْن السكن عَن البُخَارِيّ خيبرية منسوبة إِلَى خَيْبَر وَفِي رِوَايَة العذري حوتنية بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وواو سَاكِنة بعْدهَا ثمَّ تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَفْتُوحَة ثمَّ بعْدهَا نون مَكْسُورَة ثمَّ يَاء مُشَدّدَة قيل مَعْنَاهَا المكفوفة الهدب وَعند الْفَارِسِي حويتية بحاء مُهْملَة مَضْمُومَة وَفتح الْوَاو وَسُكُون الْيَاء وَكسر التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَعند الْهَوْزَنِي حونية بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْوَاو وَكسر النُّون وَشد الْيَاء بعْدهَا وَأكْثر هَذِه الرِّوَايَات لَا مَعَاني لَهَا مَعْلُومَة إِلَّا الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين وَفِي بَاب عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَإِذا جَاءَ أَمرنِي فَكنت أَنا أعطيهم كَذَا لكافتهم وَرَوَاهُ بَعضهم فَإِذا جَاءَ وَاو هُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ أهل الصّفة وَقَوله وَطَلْحَة مجوب عَلَيْهِ بحجبه بِالْجِيم وَالْبَاء بِوَاحِدَة آخِره وَتقدم تَفْسِيره كَذَا لَهُم وَرَوَاهُ بَعضهم محويا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من الحوية وَيَأْتِي تَفْسِيره فِي الْحَاء وَالْأول الصَّوَاب وصحفه بَعضهم فَقَالَ محدب عَلَيْهِ بِالْحَاء وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ

فصل الاختلاف والوهم

مُشفق عَلَيْهِ وَقَوله وَصَارَت الْمَدِينَة فِي مثل الجوبة بِالْبَاء بِوَاحِدَة كَذَا لجميعهم وَرَأَيْت بَعضهم ذكره فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء الجونة بالنُّون وَتقدم تفسيرهما وَرِوَايَة النُّون لَيست بصحيحة وَلَا بَيِّنَة الْمَعْنى وَفِي التجاوز عَن الْمُعسر أَنا أَحَق بذلك تجاوزوا عَن عَبدِي كَذَا لَهُم وَعند الصَّدَفِي تجاوزا على الْمصدر وَالْأول أوجه الْجِيم مَعَ الْيَاء (ج ى ا) قَوْله أَلا جَاءَ كنزه يَوْم الْقِيَامَة شجاعا أَقرع قيل جَاءَ هُنَا بِمَعْنى صَار وَيحْتَمل أَن يكون على وَجهه أَي جَاءَ إِلَى صَاحبه وقصده (ج ى ب) قَوْله مجتابي النمار بِضَم الْمِيم وَبعد الْجِيم تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَفْتُوحَة وَبعد الْألف بَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وَوزن الْكَلِمَة مفتعلين أَي مجتابين للنمار فحذفت النُّون للإضافة وَالتَّاء هُنَا تَاء مزيدة افتعل وَالْألف مبدلة من يَاء وَأَصله مجتبيين من لفظ الجيب للثوب فقلبت ألفا لكَونهَا مَكْسُورَة والمكسورة بعْدهَا والاجتياب أَن يقور وسط الثَّوْب ويخرق ويلبس دون جيب هَذَا تَفْسِير غير وَاحِد وَقد يَصح أَن يكون من دوات الْوَاو من جبت أجوب إِذا قطعت وَقد فَسرهَا الْخطابِيّ بِأَنَّهُم قطعُوا النمار قطعا وشقوها ليلبسوها إزرا لحاجتهم يُقَال جبت الثَّوْب واجتبته قطعته فَهُوَ من ذَوَات الْوَاو على هَذَا والنمار جمع نمرة وَهِي ثِيَاب صوف فِيهَا تنمير وَسَيَأْتِي فِي حرف النُّون وَقَالَ ثَابت الاجتياب أَن يقطع وَسطهَا ثمَّ يجتاب وَلَا يُجيب فَإِذا جيبت فَهِيَ بقيرة (ج ى ل) الَّذِي بجيل القداح جَاءَ تَفْسِيره فِي بعض نسخ البُخَارِيّ يجيل يُدِير وَمَعْنَاهُ الَّذِي يحركها ويخلطها وَيضْرب بهَا (ج ى ف) قَوْله قد جيفوا كَذَا ضبطناه بِفَتْح الْجِيم أَي انتنوا من الجيفة (ج ى ش) قَوْله تجيش أَي تَفُور وَكَذَلِكَ جَاشَتْ الرَّكية أَي فارت وجاشت الْقدر فارت وغلت وكل شَيْء يغلي فَهُوَ يَجِيش وَكَذَلِكَ الْبَحْر والهم وَالنَّفس للقىء والغصة فِي الصَّدْر وَقيل جاش مَعْنَاهُ ارْتَفع وَمِنْه سمي الْجَيْش وجاشت نَفسه للقىء ارْتَفَعت وَكَانَ الْأَصْمَعِي يفرق بَين جَاشَتْ النَّفس وجشات فَيَقُول جَاشَتْ فارت وجشات ارْتَفَعت للقىء وَغَيره. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الحَدِيث كم جَاءَ حديقتك كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه كم جاد حديقتك وَقد فسرناه قبل وللأول وَجه على بعده وَقَوله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الرَّقَائِق فَإِذا جَاءَ أَمرنِي فَكنت أَنا أعطيهم يَعْنِي أهل الصّفة كَذَا لأكثرهم وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي والحموي فَإِذا جَاءُوا لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ وَجهه وَرَاءَهُمْ يَدعُوهُم وَقَوله فِي بَاب مَا يُقَال للْمَرِيض وَمَا يُجيب بِالْيَاءِ من الْإِجَابَة كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ وَمَا يجنب بالنُّون وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله فِي بَاب نِكَاح الْمُشرك فَخرج قبل هوَازن يَجِيش كَذَا عِنْد ابْن وضاح والأصيلي فِي الْمُوَطَّأ ولسائر الروَاة بحسر يُرِيد من لَا درع عَلَيْهِ وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا فِي مُسلم وسنذكره فِي حرف الْحَاء أَيْضا وَفِي مُسلم وَبعث أَبَا عُبَيْدَة على الحسر وَوَقع عِنْد بعض رُوَاة ابْن ماهان على الْجَيْش وَالصَّوَاب الحسر أَي الَّذين لَا دروع مَعَهم وَالْمرَاد هُنَا الرجالة كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقد رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة عَن الْحَبْس بباء بِوَاحِدَة مُشَدّدَة وَفَسرهُ بالرجالة لتحبسهم عَن الركْبَان فِي كتاب الْأَذَان مُحَمَّد والجيش كَذَا لعامة رُوَاة البُخَارِيّ وَعند أبي الْهَيْثَم وَالْخَمِيس كَمَا جَاءَ فِي غير مَوضِع وهما بِمَعْنى وَفِي حَدِيث المتظاهرتين فِي بَاب الْفرْقَة

فصل أسماء المواضع في هذا الحرف

قد جَاءَت من فعل مِنْهُنَّ بعظيم كَذَا لَهُم هُنَا وَلابْن السكن خابت بِالْخَاءِ من الخيبة وصواب الْكَلَام وَوَجهه الأول وَفِي غير هَذَا الْبَاب خابت بِالْخَاءِ أَيْضا وَلَيْسَ فِيهِ بعظيم وَوَجهه بَين صَحِيح وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة هَذَا أبردينا وأطهر كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْمُسْتَمْلِي أبرر بِنَا وَأظْهر وَهُوَ تَصْحِيف يُبينهُ مَا قبله وَالْأول الصَّوَاب فِي أول كتاب التَّعْبِير إِلَّا جَاءَتْهُ كفلق الصُّبْح كَذَا لأبي ذَر وللأصيلي وَبَعْضهمْ جَاءَت بِهِ وَالْأول أصوب ولبعضهم جَاءَت مثل وَقَوله فِي بَاب من تقرب إِلَيّ شبْرًا وَإِذا تَلقانِي بباع جِئْته بأسرع كَذَا لِابْنِ ماهان والفارسي وَعند العذري أَتَيْته بأسرع كَذَا عِنْده قيل لَعَلَّه بباع حَيْثُ أَتَيْته بأسرع وَالظَّاهِر أَنَّهَا لَفْظَة بدل من الْأُخْرَى جَمعهمَا الْخط غَلطا وَقَوله كَانَ من كَانَ قبلكُمْ يحْفر لَهُ فِي الأَرْض فَيجْعَل فِيهِ فيجاء بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَع على رَأسه كَذَا للرواة وَعند الْأصيلِيّ فتحا بِالْمِنْشَارِ بِضَم الْفَاء وَضم التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وحاء منونا مهملا وَالْفَتْح الْبَاب الْوَاسِع وَلَكِن لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه وَلَا يسْتَقلّ الْكَلَام بِهِ وَالصَّوَاب الأول وَهَذَا تَصْحِيف فصل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف (جمع) بِفَتْح الْجِيم هِيَ الْمزْدَلِفَة سميت بذلك للْجمع فِيهَا بَين العشاءين قَالَ ابْن حبيب هِيَ جمع والمزدلفة وقزح والمشعر الْحَرَام (الْجَمْرَة) مَعْرُوفَة وَهِي مَوضِع رمي الْجمار بِمَكَّة وَهِي ثَلَاث جمرات والجمرة الْكُبْرَى بِالْعقبَةِ وطرفها أقْصَى منى وَسميت الْكُبْرَى لِأَنَّهَا ترمي يَوْم النَّحْر قَالَه الدَّاودِيّ (الْجِعِرَّانَة) أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بِكَسْر الْعين وَتَشْديد الرَّاء وَبَعض أهل الإتقان وَالْأَدب يَقُولُونَهُ بتخفيفهما ويخطئون غَيره وَكِلَاهُمَا صَوَاب مسموع حكى القَاضِي إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَن أهل الْمَدِينَة يَقُولُونَهُ فِيهَا وَفِي الْحُدَيْبِيَة بالتثقيل وَأهل الْعرَاق يخففونهما وَمذهب الْأَصْمَعِي فِي الْجِعِرَّانَة التَّخْفِيف وَحكي أَنه سمع من الْعَرَب من يثقلها وبالتخفيف أتقنها الْخطابِيّ وَبِهَذَا قرأناه على متقني شُيُوخنَا وبالوجهين أخذناها عَن جمَاعَة وَهِي مَا بَين الطَّائِف وَمَكَّة حِين قسم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) غَنَائِم حنين وَإِلَى مَكَّة أقرب (جرباء) بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الرَّاء وباء بِوَاحِدَة مَقْصُور ذكرت فِي حَدِيث الْحَوْض وَهُوَ من بِلَاد الشَّام وَجَاءَت ممدودة فِي كتاب البُخَارِيّ (الْجحْفَة) بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْحَاء مَشْهُورَة من الْمَوَاقِيت وَهِي قَرْيَة جَامِعَة بمنى على طَرِيق الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة وَهِي مهيعة أَيْضا وَسميت الْجحْفَة لِأَن السُّيُول أجحفتها وحملت أَهلهَا وَبَينهَا وَبَين الْبَحْر نَحْو من سِتَّة أَمْيَال وَهِي من الْمَدِينَة على ثَمَانِيَة مراحل وَقيل إِنَّمَا سميت الْجحْفَة من سنة سيل الجحاف سنة ثَمَانِينَ لذهاب السَّيْل بالحاج وأمتعهم (جواثي) بِضَم الْجِيم وَفتح الْوَاو مُخَفّفَة كَذَا ضَبطهَا الْأصيلِيّ بِغَيْر همز وهمزة بَعضهم وَبعد الْألف ثاء مُثَلّثَة مَقْصُورَة مَدِينَة بِالْبَحْرَيْنِ هُوَ أول مَوضِع جمعت فِيهِ الْجُمُعَة بعد الْمَدِينَة (الجرف) وسبخة الجرف بِضَم الْجِيم وَالرَّاء مَوضِع بِالْمَدِينَةِ فِيهِ مَال من أموالها وَفِيه كَانَ مَال عمر بن الْخطاب وَهُوَ على ثَلَاثَة أَمْيَال من نَاحيَة الشَّام (بير جشم وبير جمل) من أَمْوَال الْمَدِينَة ذكرا فِي حرف الْبَاء (الجبيل) تَصْغِير جبل جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ والقابسي الَّذِي بِالسوقِ وَهُوَ سلع ولغيرهما وَهُوَ بسلع (جيحان) نهر مَشْهُور عَظِيم بداخل بِلَاد خُرَاسَان أحد الْأَنْهَار

فصل مشكل الأسماء والكنى في هذا الحرف

الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون يَاء الْعلَّة بعْدهَا وحاء بعْدهَا مَفْتُوحَة وَآخره نون وَيُقَال جيحون أَيْضا وَهُوَ من مَدِينَة بَلخ (جمدان) بِضَم الْجِيم وبدال مُهْملَة وَآخره نون منزل من منَازِل أسلم بَين قديد وَعُسْفَان وصحفه يزِيد بن هَارُون فَقَالَ فِيهِ جندان بالنُّون وصحفه بعض رُوَاة مُسلم فَقَالَ فِيهِ حمدَان (الجوانية) بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو وَبعد الْألف نون مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم وَكَذَا قيدته على أبي بَحر وَعند ابْن أبي جَعْفَر بتَشْديد الْيَاء قَالَ الْبكْرِيّ كَأَنَّهَا تبنسب إِلَى جوان وَهَذَا يدل على تَشْدِيد الْيَاء وَهِي أَرض من عمل الْمَدِينَة من جِهَة الْفَرْع (ذَات الْجَيْش) على بريد من الْمَدِينَة بَينهَا وَبَين العقيق ميلان وَقيل خمس أَو سِتّ وَقيل عشر (الْجَابِيَة) بباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة مَوضِع بِالشَّام وَهِي جابية اللوك قَالَه الْبكْرِيّ (الْجَار) سَاحل الْمَدِينَة وَهِي قَرْيَة كَثِيرَة الْأَهْل والقصور على سَاحل الْبَحْر إِلَيْهِ ترفا السفن (جرش) بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء وَآخره شين مُعْجمَة مَوضِع مَعْرُوف بِالْيمن سميت بجرش بن أسلم قَالَه الْبكْرِيّ وَقيل سميت بِغَيْر ذَلِك (الْجَبانَة) وَظهر الجبان بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْبَاء بِوَاحِدَة وَبعد الْألف مَوضِع الْقُبُور (جبل الْجَمْر) بِفَتْح الْجِيم وَالْمِيم فسره فِي الحَدِيث جبل بَيت الْمُقَدّس (جَزِيرَة الْعَرَب) بلادها سميت بذلك لإحاطة الْبحار بهَا والأنهار قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن ملك هِيَ الْحجاز واليمن واليمامة وَمَا لم يبلغهُ ملك فَارس وَقيل عَن ملك هِيَ الْمَدِينَة وَقَالَ البُخَارِيّ عَن الْمُغيرَة مَكَّة وَالْمَدينَة واليمامة واليمن وَحَكَاهُ إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن ملك قَالَ هُوَ كل بلد لم تملكه الرّوم وَلَا فَارس وَقَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا بَين حفر أبي مُوسَى إِلَى أقْصَى الْيمن فِي الطول وَمَا بَين رمل يبرين إِلَى مُنْقَطع السماوة فِي الْعرض وَسميت جَزِيرَة لِأَن بَحر الْحَبَشَة وَالْفرس ودجلة والفراة قد أحاطت بهَا من أقطارها وَقَالَ الْأَصْمَعِي جَزِيرَة الْعَرَب مَا لم يبلغ ملك فَارس من أقْصَى عدن أبين إِلَى ريف الْعرَاق وعرضها من جدة وَمَا والاها إِلَى سَاحل الْبَحْر إِلَى أطرار الشَّام (الجزيرة) الْمَذْكُورَة فِي البُخَارِيّ أَيْضا فِي قَوْله الجودي جبل بالجزيرة هِيَ الْمَعْرُوفَة بِجَزِيرَة ابْن عمر من نَاحيَة الْموصل (الْجوف) الْمَذْكُور فِي تَفْسِير أَنا أرسلنَا نوحًا من أَرض مُرَاد كَذَا لَهُم وَعند الْحميدِي بالجرف بالراء وَفِي نُسْخَة عَن النَّسَفِيّ الجون بالنُّون (الجرعة) بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وَالْعين الْمُهْملَة مَوضِع بِجِهَة الْكُوفَة مَا بَينهَا وَبَين الْحيرَة كَذَا ضبطناه عَن كافتهم وَهُوَ الْمَعْرُوف ورويناه عَن القَاضِي الشَّهِيد فِي صَحِيح مُسلم بِسُكُون الرَّاء وَاصل الجرعة الْمَكَان الَّذِي فِيهِ سهولة وَرمل يُقَال لَهُ جرع وأجرع وجرعا وَإِلَيْهِ يُضَاف يَوْم الجرعة الْمَذْكُور فِي كتاب مُسلم وَهُوَ يَوْم خرج فِيهِ أهل الْكُوفَة إِلَى سعيد بن العَاصِي وَكَانَ قدم عَلَيْهِم واليا من قبل عُثْمَان فَردُّوهُ وولوا أَبَا مُوسَى وسألوا عُثْمَان تَقْدِيمه فأقره (جبلاطئ) هما أجاوسلمى فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف يزِيد بن جَارِيَة بجيم وَبعد الرَّاء يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وابناه عبد الرَّحْمَن وَمجمع ابْني يزِيد بن جَارِيَة وَجَارِيَة بن قدامَة وَمن عداهُ فِيهَا حَارِثَة بِالْحَاء والثاء الْمُثَلَّثَة كَانَ فِي الأباء أَو الْأَبْنَاء أَحْمد بن جناب هَذَا وَحده بِالْجِيم وَنون مُخَفّفَة مفتوحتين وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا خباب بن الإرت ذكره مُسلم فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت وَعبد الله بن

خباب بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبعدهَا بَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا وَكَذَلِكَ خباب صَاحب الْمَقْصُورَة وَهُوَ خباب بن السَّائِب بن خباب والسائب بن خباب أَبوهُ ذكره فِي الْمُوَطَّأ فِي مقَام الْمُتَوفَّى عَنْهَا وَاخْتلف شُيُوخنَا فِي ضَبطه فضبطه ابْن عتاب وَابْن حمدين وَابْن عِيسَى كَمَا ذكرنَا وَهُوَ الصَّوَاب وَالَّذِي قَيده الْحفاظ وقيدناه من طَرِيق القليعي والطرابلسي بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء وَهُوَ غلط وَالْأول الصَّحِيح أما حباب هَكَذَا بِالْحَاء الْمُهْملَة المضمومة فَفِيهَا حباب بن الْمُنْذر بن الجموح وَأَبُو حباب عبد الله بن أبي ابْن سلول كَذَا جَاءَت كنيته فِي حَدِيث ألم تسمع مَا قَالَ أَبُو حباب وَعبد الرَّحْمَن بن حباب الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْحباب سعيد بن يسَار وَهُوَ أَبَوا حباب عَن أبي هُرَيْرَة وَزيد بن حباب وَيُقَال الْحباب وَأَبُو جَمْرَة بِالْجِيم وَالرَّاء واسْمه نصر بن عمرَان وَذكره فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي غير مَوضِع عَن ابْن عَبَّاس وزهدم وعائذ بن عَمْرو وَأبي بكر بن عبد الله وَجُوَيْرِية بن قدامَة رُوِيَ عَنهُ شُعْبَة وَحَمَّاد بن زيد وَهَمَّام وَعباد بن عباد المهلبي وقرة بن خلد وَابْن طهْمَان وَلَيْسَ فِي هَذِه الْكتب سواهُ وَلَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا مَا وَقع فِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة أَبُو حَمْزَة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي عَن عَائِذ وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للكافة كَمَا تقدم وَهُوَ ذَلِك وَكَذَلِكَ جَاءَ عِنْد الْأصيلِيّ فِي بَاب لَا تشهد على شَهَادَة جور فِي حَدِيث خَيركُمْ قرنى نَا أَبُو حَمْزَة عَن زَهْدَم بن مضرب كَذَا قَيده أَيْضا الْأصيلِيّ هُنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء وَكَانَ فِي كتاب ابْن سهل وَغَيره من البُخَارِيّ عَن الْقَابِسِيّ هُنَا حَمْزَة بِالْحَاء وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي بعض نسخ مُسلم عَن ابْن ماهان وَكِلَاهُمَا وهم وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة فيهمَا أَبُو جَمْرَة بِالْجِيم كَمَا تقدم أَولا وَكَذَلِكَ فِي كتاب مُسلم وكما تكَرر فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي اسلام أبي ذَر نَا الْمثنى بن سعيد عَن أبي جَمْرَة عَن ابْن عَبَّاس بِالْجِيم وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي نُسْخَة ابْن الْعَسَّال بِخَطِّهِ عَن أبي حَمْزَة بِالْحَاء وَالزَّاي وَالصَّحِيح الأول وَمن عدا هَذَا الِاسْم فِيهَا هُوَ حَمْزَة أَو أَبُو حَمْزَة بِالْحَاء وَالزَّاي وَلَيْسَ فِيهَا سواهُمَا وفيهَا أَحْمد بن جواس الْحَنَفِيّ بِفَتْح الْجِيم وواو ومشددة وَآخره سين مُهْملَة وَيشْتَبه بِهِ أَحْمد بن الْحُسَيْن بن خرَاش هَذَا بخاء مُعْجمَة مَكْسُورَة بعْدهَا رَاء وَآخره شين مُعْجمَة وَسَيَأْتِي مَعَ أشباهه فِي بَابه من حرف الْخَاء إِن شَاءَ الله زَيْنَب بنت جحش وَأَخَوَاتهَا حمْنَة وَأم حَبِيبَة بِنْتا جحش وَمُحَمّد بن جحش بِفَتْح الْجِيم والصعب بن جثامة بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الثَّاء الْمُثَلَّثَة وجنادة بن أبي أُميَّة بِضَم الْجِيم وَفتح النُّون وَجَرِير بِفَتْح الْجِيم وراءين مهملتين حَيْثُ وَقع مِنْهُم غيلَان بن جرير وَجَرِير بن عبد الله البَجلِيّ وَجَرِير بن عبد الحميد وَجَرِير بن يزِيد وَيُقَال بن زيد وَجَرِير ابْن حَازِم وَغَيرهم وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا حريز بن عُثْمَان الرَّحبِي فَهَذَا بِفَتْح الْحَاء وَكسر الرَّاء أَولا وَآخره زَاي أخرجَا عَنهُ وَهُوَ حريز عَن عبد الْوَاحِد بن عبد الله وَكَذَلِكَ أَبُو حريز مثله واسْمه عبد الله بن حُسَيْن عَن عِكْرِمَة لَيْسَ فِيهَا غَيرهمَا إِلَّا جرير بِالْجِيم لَكِن قد يشْتَبه بِهِ عمرَان بن حدير هَذَا بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا دَال مُهْملَة وَمثله زيد بن حدير وَأَخُوهُ زِيَاد بن حدير وَأَبُو الْجَواب بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَيشْتَبه بِهِ خَوات بن جُبَير وَابْنه صَالح بن خَوات هَذَا بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وجبار بن صَخْر بِفَتْح

فصل الاختلاف والوهم

الْجِيم وباء بِوَاحِدَة مُشَدّدَة ويشبهه مطعم بن عدي بن خِيَار هَذَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة وياء بِاثْنَتَيْنِ بعْدهَا مُخَفّفَة وَسَنذكر حبَان وَمَا يُشبههُ وفيهَا ابْنه الجون وجرهد وعَوْف بن أبي جميلَة هُوَ الْأَعرَابِي وَأَبُو جميلَة سِنِين وَمنع ابْن جميل صدقته وَجَمِيل بن عبد الرَّحْمَن الْمُؤَذّن وَجَمِيل بن طريف جد قُتَيْبَة جَاءَ فِي نسبه وجيشان بعد الْجِيم بَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة وشين مُعْجمَة فبيل من الْيمن وَأَبُو جهمة سَاكن الْهَاء وجبلة بن سحيم محرك الْبَاء وَكَذَلِكَ جبلة بن أبي رواد وَعبد الله بن جبلة ومعاذ بن جبل وَأَبُو جندل وَأَبُو الجوزاء آخِره زَاي عَن عَائِشَة واسْمه أَوْس بن عبد الله وَكَذَلِكَ أَبُو الجوزاء أَحْمد بن عُثْمَان التوفلي شيخ مُسلم وَلَيْسَ فِيهَا بِالْحَاء وَالرَّاء ولبوعبس ابْن جبر بِسُكُون الْبَاء وَابْن جبر عَن أنس وَكَذَلِكَ عبد الله بن جبر وَقَالَ جَابر بن عتِيك وَابْنه عبد الله بن عبد الله بن جبر وجبر بن نوف وَمُجاهد بن جبر وَيُقَال ابْن جُبَير ويشبهه خير بن نعيم هَذَا بِالْخَاءِ وَبعده يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَكَذَلِكَ أَبُو الْخَيْر وَزيد الْخَيْر وَجَاء فِي بَاب مَا يَكْفِي فِي الْغسْل مسعر عَن ابْن جُبَير كَذَا فِي النّسخ قَالَ الوقشي صَوَابه ابْن جَابر وَأَبُو جهم بن حُذَيْفَة وَهُوَ صَاحب الخميصة بِسُكُون الْهَاء وَكَذَلِكَ أَبُو جهم فِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس وَقد رُوِيَ مُصَغرًا عَن السَّمرقَنْدِي وَأَبُو بكر بن أبي الجهم الْعَدْوى وَأَبُو جهمة وَقَرِيبَة بنت جَرْوَل وَمولى آل جعدة كل هَؤُلَاءِ بجيم مَفْتُوحَة وَأما جُنْدُب فبضم الْجِيم وَالدَّال وبفتح الدَّال أَيْضا ورويناه بِالْوَجْهَيْنِ وهما صَحِيحَانِ يقالان فِي الْحَيَوَان الَّذِي سمي بِهِ وَهُوَ شبه الجرادة وَحكى بعض أهل اللُّغَة فِيهِ لعة ثَالِثَة جُنْدُب بِكَسْر الْجِيم وَفتح الدَّال وَقد يشْتَبه بِهِ مِمَّا جَاءَ فِي هَذِه الْكتب خنزب بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَالزَّاي اسْم الشَّيْطَان الَّذِي يلبس فِي الصَّلَاة وَاخْتلف فِي ضبط الْخَاء فضبطناها على القَاضِي الشَّهِيد بِكَسْرِهَا وضبطناها على أبي بَحر بِفَتْحِهَا وَكَذَا قيدها الجياني وَقد يشْتَبه بِهِ أَيْضا مَا ذكر فِيهَا خندف بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَآخره فَاء وهم أَوْلَاد الياس بن مُضر وَهُوَ لقب أمّهم ليلى ابْنة عمرَان بن الحاف بن قضاعة وَقيل ابْنة حلوان بن عمرَان وَقيل امْرَأَة من الْيمن وَقيل بِكَسْر الدَّال وَكَذَلِكَ سراقَة بن جعْشم وَابْن أَخِيه عبد الرَّحْمَن بن ملك بن جعْشم بِضَم الْجِيم والشين الْمُعْجَمَة وَكَذَلِكَ الجعيد بن عبد الرَّحْمَن مُصَغرًا وَآخره دَال وَابْن جدعَان بدال مُهْملَة وَأَبُو جُحَيْفَة بعد الْجِيم المضمومة حاء مُهْملَة مصغر وجهينة فبيلة وجذام بذال مُعْجمَة الْقَبِيلَة أَيْضا الْمَعْرُوفَة وجريج وَابْن جريج حَيْثُ وَقع أَوله وَآخره جِيم والجلاح أَبُو كثير مخفف اللَّام وَآخره حاء مُهْملَة وَكَذَلِكَ وَالِد احيحة بن الجلاح وجلييبب تَصْغِير جِلْبَاب وَجُوَيْرِية بنت الْحَارِث وَجُوَيْرِية ابْن أَسمَاء وصخر بن جوَيْرِية تَصْغِير جَارِيَة كل هَؤُلَاءِ أَو لَهُم جِيم مَضْمُومَة وَمُحَمّد بن جحادة بِضَم الْجِيم وحاء مُهْملَة مُخَفّفَة وَبعد الْألف دَال مُهْملَة والوليد بن جَمِيع وجمعة بن عبد الله بِضَم الْجِيم وَالْمِيم وَيُقَال بِسُكُون الْمِيم أَيْضا وبنوا جذيمة بِفَتْح الْجِيم وَكسر الذَّال الْمُعْجَمَة فِي خبر خَالِد بن الْوَلِيد وَمن عداهم خُزَيْمَة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالزَّاي وَمولى آل جعدة بِفَتْح الْجِيم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ سوى مَا تقدم جَاءَ فِيهَا ذكر جذامة بنت وهب بِضَم الْجِيم

فصل منه

وَاخْتلف فِيهِ وَفِي مَا بعده اخْتِلَافا كثيرا فَرَوَاهُ يحيى بن يحيى الأندلسي فِي الْمُوَطَّأ بدال مُهْملَة وَكَذَا روينَاهُ عَن ابْن الْقَاسِم فِيهِ من طَرِيق الْقَابِسِيّ إِلَّا من رِوَايَة الدّباغ فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنهُ حذافة بحاء مُهْملَة وذال مُعْجمَة وَبعد الْألف قَاف وَرَوَاهُ ابْن وضاح عَن ابْن الْقَاسِم بِالدَّال الْمُعْجَمَة وَالْجِيم وَحَكَاهُ مُسلم بِالْجِيم وَالدَّال الْمُهْملَة من رِوَايَة يحيى بن يحيى التَّمِيمِي وَغَيره عَن ملك وَذكره من رِوَايَة غَيره بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ مُسلم وَالصَّوَاب مَا قَالَ يحيى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ من قَالَه بِالْمُعْجَمَةِ فقد صحف وَقَالَ المطرزي إِنَّمَا هُوَ جدامة مشدد الدَّال الْمُهْملَة قَالَ وَهُوَ اسْم طرف السعفة وَكلهمْ يَقُولُونَهُ بتَخْفِيف الدَّال قَالُوا وَهُوَ دقاق التِّبْن وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ مَا لم يندق من السنبل وَأما جذام الْقَبِيلَة فبالمعجمة ومحمية بن جُزْء بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الزَّاي وهمزة بعْدهَا كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَجُمْهُور الروَاة وَوَقع عِنْد ابْن أبي جَعْفَر جزي بياء آخِره مهمل الضَّبْط فِي جَمِيع حُرُوفه وَالْمَشْهُور الأول وَهُوَ الَّذِي قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَأهل الإتقان لَكِن عبد الْغَنِيّ بن سعيد قَالَ فِيهِ وَيُقَال ابْن جزى بِكَسْر الزَّاي وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ عِنْد ناجز بزاي مُشَدّدَة وجزئين مُعَاوِيَة كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ جُزْء بِفَتْحِهَا وَسُكُون الزَّاي وهمز آخِره وَكَذَا قَيده الجياني وَقَيده عبد الْغَنِيّ بن سعيد جزي بن مُعَاوِيَة بِفَتْح الْجِيم وَكسر الزَّاي وَقَيده بعض الروَاة جزي بِضَم الْجِيم وَفتح الزَّاي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ المحدثون يَقُولُونَهُ جُزْء بِكَسْر الْجِيم وقيدناه من كتاب شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد بِسُكُون الزَّاي وَكَذَا قَالَه الْخَطِيب أَبُو بكر بِسُكُون الزَّاي أَيْضا وَلم يُقيد الْجِيم وَفِي بعض نسخ الدَّارَقُطْنِيّ كسر الْجِيم وَالزَّاي مَعًا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ جُزْء بِفَتْح الْجِيم والهمز وَذكره الْهَمْز عَنْهُم يدل على مُخَالفَة أهل الحَدِيث لَهُم فِي كسر الْجِيم وَالزَّاي مَعًا وَصِحَّة مَا فِي رِوَايَة غير شَيخنَا إِذْ لَو سكنوا الزَّاي كَمَا قَالَ الْخَطِيب لما اخْتلفُوا فِي همز آخِره ذكر البُخَارِيّ اسْم الْغُلَام الَّذِي قَتله الْخضر جيسور بِفَتْح الْجِيم وياء سَاكِنة بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وسين مُهْملَة وَآخره رَاء كَذَا للنسفي وَعند الْأصيلِيّ للجرجاني وَكَذَا قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَعند الْأصيلِيّ أَيْضا للمروزي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَكَذَا هُوَ لأبي ذَر وَابْن السكن وَعند الْقَابِسِيّ حلبيور بحاء مُهْملَة بعْدهَا لَام وباء بِوَاحِدَة ثمَّ يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَضْمُومَة وَآخره رَاء وَكَذَا صَححهُ عَبدُوس بن مُحَمَّد فِي أصل كِتَابه وَقَالَ الْقَابِسِيّ فِي حفظني إِنَّمَا هُوَ بالنُّون وَالْجد بن قيس بِفَتْح الْجِيم وَلَيْسَ فِيهَا غَيره إِلَّا الْحر بِالْحَاء وَالرَّاء مَضْمُومَة أَو ابْن الْحر مِنْهُم الحربن قيس بن أخي عُيَيْنَة وخرشة بن الْحر فصل مِنْهُ فِي حَدِيث سعد بن أبي وَقاص الحدوالي لحدا أَنا عبد الله بن جَعْفَر المسوري كَذَا عِنْدهم وَوَقع عِنْد ابْن أبي جَعْفَر أَنا عبد الله بن حَفْص وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ فِي حَدِيث أنس نَا ابْن وهب نَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل كَذَا للجلودي وَعند ابْن ماهان نَا إِسْمَاعِيل وَكِلَاهُمَا وهم وَلم يخْتَلف النّسخ فِي هَذَا إِلَّا أَن فِي بَعْضهَا مصلحا نَا جَابر بن إِسْمَاعِيل وَكَذَا كَانَ فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا أسلحه الجياني وَكَذَا ذكره الدِّمَشْقِي وَأَبُو دَاوُود وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر نَا ابْن إِسْمَاعِيل دون اسْم فَحذف الِاسْم للوهم الْمُتَقَدّم فِيهِ وَالله أعلم وَفِي التَّيَمُّم دَخَلنَا على أبي الجهم كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالُوا صَوَابه أَبُو الْجُهَيْم بِالتَّصْغِيرِ وَكَذَا كناه البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو

فصل مشكل الأنساب

دَاوُود وَهُوَ عبد الله بن جهيم سَمَّاهُ وَكِيع وَعبد الرَّزَّاق يَقُول فِيهِ أَبُو جهيم وَأم حفيد بنت الْحَرْث بن حزم بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة ففاء مصغر آخِره دَال مُهْملَة خَالَة ابْن عَبَّاس كَذَا لَهُم وَضَبطه الْقَابِسِيّ والعذري فِي حَدِيث ابْن النَّضر أم حفيدة بِزِيَادَة تَاء وَذكره مُسلم فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر وحرملة حفيدة اسْما وَكَذَا الْأصيلِيّ فِي كتاب الْأَطْعِمَة ولجمهورهم حفيدة اسْم لَا كنية وللنسفي هُنَاكَ أم حفيدة وَلابْن السكن أم جعيدة بِالْجِيم وَالْعين وَفِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر أم حميد وَكله وهم وَالصَّوَاب الأول أم حفيد وَفِي بَاب لله افرح بتوبة عَبده نَا يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد قَالَ جَعْفَر نَا عبيد الله بن إياد كَذَا لكساءي وَابْن ماهان وَرَوَاهُ الجلودي عبد بن حميد مَكَان جَعْفَر بن حميد وَالصَّوَاب الأول وجعفر بن حميد هَذَا هُوَ زنبقة ويصححه قَوْله آخر الحَدِيث قَالَ جَعْفَر ونا عبيد الله بن إياد وَفِي بَاب دُعَاء الْمُسلم لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب نَا أَحْمد بن عمر بن حَفْص الوكيعي كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن بعض رُوَاة ابْن ماهان أَحْمد بن عمر بن جَعْفَر وَهُوَ وهم وَفِي بَاب كَانَ يتَوَضَّأ بِالْمدِّ ويتغسل بالصاع إِلَى خَمْسَة أَمْدَاد مسعر عَن ابْن جبر قَالَ الوقشي صَوَابه ابْن جَابر وَقد ذكر مُسلم قبله شُعْبَة عَن عبد الله بن عبد الله بن جبر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ ذَاك والوجهان يقالان وَهُوَ ابْن جبر بن عتِيك وَيُقَال ابْن جَابر فِي حَدِيث خلق الله مائَة رَحْمَة نَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن سعيد وَابْن حجر قَالُوا نَا إِسْمَاعِيل كَذَا لكافة الروَاة عَن مُسلم وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن الْهَوْزَنِي وَابْن جَعْفَر مَكَان ابْن حجر وَهُوَ وهم فصل مُشكل الْأَنْسَاب سعيد الْجريرِي وعباس الْجريرِي وَكِلَاهُمَا بِضَم الْجِيم وَالرَّاء الْمُهْملَة مكررة أَولا هما مَفْتُوحَة مصغران وَكَذَلِكَ شُعْبَة عَن الْجريرِي غير مُسَمّى عَن أبي نَضرة وَيشْتَبه بِهِ يحيى بن بشر الحريري هَذَا بحاء مُهْملَة وَكسر الراءين وزهدم الْجرْمِي بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الرَّاء وَمثله سعيد بن مُحَمَّد الْجرْمِي لكافتهم وَضَبطه ابْن السكن الحرمي بحاء مُهْملَة وَرَاء مَفْتُوحَة وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول فَأَما حرمي بن عمَارَة أَبُو روح وحرمي بن حَفْص وَرُبمَا قيل فيهمَا الحرمي بِالْألف وَاللَّام فاسمان والوليد بن عبد الرَّحْمَن الجرشِي بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء وشين مُعْجمَة قبيل من حمير سمي بلدهم باسمه وَيحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ بحاء مُهْملَة وبعدا لراء ثاء مُثَلّثَة وَمثله ابْن بجيد الْحَارِثِيّ وَيشْتَبه بِهِ سعد الْجَارِي مولى عمر بن الْخطاب بِالْجِيم مَنْسُوب إِلَى الْجَار وَأَبُو تَمِيم الجيشاني واسْمه عبد الله بن ملك بِفَتْح الْجِيم بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا شين مُعْجمَة وَبعد الْألف نون مَنْسُوب إِلَى جيشان قبيل من الْيمن وَمثله أَبُو سَالم الجيشاني وَابْنه سَالم بن أبي سَالم الجيشاني وَيشْتَبه بِهِ زِيَاد بن يحيى الحساني أَبُو الْخطاب بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد السِّين الْمُهْملَة وَآخره نون أَيْضا والجمحي بِضَم الْجِيم وَفتح الْمِيم وَكسر الْحَاء مَنْسُوب إِلَى بني جمح وَيحيى بن الجزار بِالْجِيم وَالْأولَى زَاي والأخيرة رَاء مُهْملَة وَأَبُو عَامر الخزاز بخاء وزاي فيهمَا مُعْجم ذَلِك كُله وَأسيد بن زيد الْجمال بِفَتْح الْجِيم ومُوسَى بن هَارُون الْحمال بِالْحَاء الْمُهْملَة حِرْفَة أَبِيه هَارُون وَكَانَ بزازا أَيْضا وَعَمْرو بن مرّة الْجملِي بِفَتْح الْجِيم وَالْمِيم مَنْسُوب إِلَى جمل فَخذ من مُرَاد وَقيل فِيهِ الْجُهَنِيّ وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هُوَ جملى وَعَطَاء بن يزِيد

حرف الحاء

الجندعي بِضَم الْجِيم بعده نون سَاكِنة ودال مُهْملَة تضم وتفتح ثمَّ عين مُهْملَة وجندع فَخذ فِي كنَانَة وَكَذَلِكَ الْجعْفِيّ بِضَم الْجِيم وَأَبُو عمرَان الْجونِي بِفَتْح الْجِيم وَبعد الْوَاو نون والجونية الَّتِي تزوج عَلَيْهِ السَّلَام مثله وَهُوَ بطن من بجيلة وَمَعْقِل بن عبد الله الْجَزرِي بِفَتْح الْجِيم وزاي مَفْتُوحَة بعْدهَا رَاء وَمثله مخلذ بن يزِيد الْجَزرِي وَعبد الْكَرِيم الْجَزرِي وجعفر الْجَزرِي وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا الْخُدْرِيّ بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة ودال مُهْملَة نذكرهُ فِي الْخَاء وَأَبُو كَامِل الجحدري بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا ودال مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا رَاء والجهضمي بِفَتْح الْجِيم وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَفِي رُوَاة كتاب مُسلم فِي إسنادنا فِيهِ أَبُو أَحْمد بن عمروية الجلودي كَذَا سمعناه وقرأناه على القَاضِي أبي عَليّ وعَلى أَكثر شُيُوخنَا بضما لجيم وَكَانَ بَعضهم يَقُول الجلودي بِفَتْح الْجِيم التفاتا لما قَالَه يَعْقُوب فِي الْإِصْلَاح وَأَبُو مُحَمَّد فِي الْأَدَب وَلَيْسَ ذَلِك بِشَيْء إِنَّمَا ذكره يَعْقُوب فِي رجل مَخْصُوص من القواد عينه مَنْسُوب إِلَى جُلُود قَرْيَة من قرى أفريقية وَهَذَا لَيْسَ مثله وَأَبُو عبد الله الجسري بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة واسْمه حميري وجسر فَخذ من عنزة وَقد قَالَ فِيهِ مُسلم من عنزة فبينه وَضَبطه بَعضهم بِكَسْر الْجِيم وَالصَّوَاب الْفَتْح قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ بِفَتْح الْجِيم فَأَما الجسر من الْبناء فبالوجهين. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب النَّهْي عَن القَوْل بِالْقدرِ عَن مُسلم بن يسَار الْجُهَنِيّ كَذَا فِي جَمِيع نسخ الْمُوَطَّأ ليحيى وَكَذَا عِنْد القعْنبِي وَسقط عِنْد ابْن بكير وَهُوَ مِمَّا تعسف فِيهِ ابْن وضاح وَطرح الْجُهَنِيّ وَقَالَ هُوَ خطأ وَلم يقل شَيْئا وَإِنَّمَا ظن أَنه مُسلم بن يسَار الْبَصْرِيّ أَو الْمَكِّيّ وَلَيْسَ بهما هَذَا آخر مدنِي قَالَ البُخَارِيّ مُسلم بن يسَار الْجُهَنِيّ وَذكر سَنَده فِي الْمُوَطَّأ عَن عمر وَقَالَ فِيهِ يحيى بن معِين لَا يعرف وَقَالَ فِيهِ أَبُو عمر بن عبد الْبر هُوَ مَجْهُول وَفِي أنظار الْمُعسر قَالَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَذَا فِي نسخ مُسلم وَصَوَابه إِسْقَاط الْجُهَنِيّ وَإِسْقَاط الْوَاو وَكَذَا رَوَاهُ النَّاس كلهم أَبُو مَسْعُود نَفسه كنية عقبَة بن عَامر وَهُوَ أَنْصَارِي وَاحِد لَا اثْنَان قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الحَدِيث مَحْفُوظ لأبي مَسْعُود عقبَة بن عَامر الْأنْصَارِيّ وَحده لَا لعقبة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَالوهم فِيهِ من أبي خَالِد الْأَحْمَر وَأَبُو معبد الْجُهَنِيّ عَن ابْن عَبَّاس كَذَا رَوَاهُ ابْن ماهان فِي حَدِيث معَاذ فِي الْإِيمَان وَذكر الْجُهَنِيّ فِيهِ وهم وَهُوَ مولى ابْن عَبَّاس اسْمه نَافِذ بنُون وَفَاء وذال مُعْجمَة حرف الْحَاء الْحَاء مَعَ الْبَاء (ح ب ب) قَوْله كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل السَّيْل كَذَا هِيَ بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد الْبَاء قَالَ الْفراء هِيَ بروز البقل وَقَالَ الْكسَائي هُوَ حب الرياحين بِالْفَتْح وَاحِدَة حَبَّة بِالْكَسْرِ وَقَالَ أَبُو عمر وَهُوَ نبت ينْبت فِي الْحَشِيش الصغار وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل الْحبَّة بِكَسْر الْحَاء اسْم جَامع لحبوب البقل الَّتِي تنتثر إِذا هَاجَتْ الرّيح فَإِذا مطرَت من قَابل نَبتَت والحبة من الْعِنَب حَبَّة بِالْفَتْح وَحب الْحبَّة الَّذِي داخلها يُسمى حَبَّة بِضَم الْحَاء وَفتح الْبَاء مُخَفّفَة وَقَالَ الْحَرْبِيّ مَا كَانَ من النبت لَهُ حب فاسم ذَلِك الْحبّ الْحبَّة قَالَ غَيره فَأَما الْحِنْطَة وَنَحْوهَا فَهُوَ الْحبّ لَا غير وَقَالُوا الْحبَّة فِيمَا هُوَ حبوب مُخْتَلفَة قَالَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ جَمِيع مَا تحمله الْبُقُول من ثَمَرَة قَالَ وَجمعه حبب وتشبيهه نباتهم بنبات الْحبَّة لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا بياضها كَمَا ذكر فِي الحَدِيث فيهم وفيهَا وَالثَّانيَِة سرعَة نباتها لِأَنَّهَا قَالُوا تنْبت

(ح ب ذ)

فِي يَوْم أَو لَيْلَة لِأَنَّهَا لما رويت من المَاء ثمَّ ترددت فِي غثاء السَّيْل وَقد رويت وتيسرت قلبتها لِلْخُرُوجِ فَإِذا خرجت إِلَى طين الشط فِي حميل السَّيْل غرزت عروقها فِيهِ لحينها ونبتت بِسُرْعَة قَوْله حب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِكَسْر الْحَاء أَي محبوبه وَقَوله يحب الله وَرَسُوله وَيُحِبهُ الله وَرَسُوله وَإِن الله يحب كَذَا وَإِذا أحب الله العَبْد نَادَى جِبْرِيل أَنِّي أحبه فَأَحبهُ محبَّة الله لمن يحب إِرَادَته الْخَيْر لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة من هدايته وَرَحمته وأنعامه عَلَيْهِ ومحبة جِبْرِيل وَالْمَلَائِكَة لمن يحب قد تكون على ظَاهرهَا من الْميل الَّذِي يَلِيق بالمخلوقين ويتنزه عَنْهَا الْخَالِق وَقد تكون من جِبْرِيل وَالْمَلَائِكَة استغفارهم لَهُ وَذكرهمْ لَهُ فِي الْمَلأ الْأَعْلَى بِالْخَيرِ ودعاؤهم لَهُ ومحبة العبيد لله قيل هُوَ طاعتهم لَهُ لِأَن الله تَعَالَى يجل ويتقدس أَن يمِيل أَو يمال إِلَيْهِ وَقيل لَا يبعدان يكون على ظَاهره وميل الْقلب وَالروح لجلاله وعظمته وَقَوله إِذا ابْتليت عبد بحبيبتيه الحَدِيث فسره فِيهِ يَعْنِي عَيْنَيْهِ وَقَوله فَأَصَبْت حبته على رِوَايَة من رَوَاهُ بِالْحَاء وَالْبَاء أَي قلبه وحبة الْقلب ثَمَرَته وَذكر الْحبَّة السَّوْدَاء فَسرهَا فِي الحَدِيث بالشونيز وَحكى الْحَرْبِيّ عَن الْحسن أَنَّهَا الْخَرْدَل وَحكى الْهَرَوِيّ عَن غَيره أَنَّهَا الْحبَّة الخضراء وَالْأول أشهر وَأَصَح قَالَ ابْن الْأَعرَابِي إِنَّمَا هُوَ الشأنيز كَذَا تَقوله الْعَرَب (ح ب ذ) قَوْله حبذا يَوْم الذمار أَي مَا أوفقه لذَلِك وأحبه لأَهله وَقد فسرناه فِي حرف الذَّال (ح ب ر) فِي الحَدِيث ذكر كَعْب الْأَحْبَار وَكَعب الحبر وَجَاء حبر وَجَاء حبر وَحبر الْعَرَب بِالْفَتْح أَي عالمها يَعْنِي ابْن عَبَّاس ومادام هَذَا الحبر يَعْنِي ابْن مَسْعُود والأحبار الْعلمَاء وأحدهم حبر وَحبر بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا وَسمي كَعْب الْأَحْبَار لذَلِك أَي عَالم الْعلمَاء قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَسمي كَعْب الحبر بِالْكَسْرِ للحبر الَّذِي يكْتب بِهِ حَكَاهُ أَبُو عبيد قَالَ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحب كتب وَأنكر أَبُو الْهَيْثَم الْكسر وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ بِالْفَتْح لَا غير وَاخْتَارَهُ ابْن قُتَيْبَة نعتا لكعب وَالْبرد المحبر المزين الملون وَمِنْه حلَّة حبرَة وَبرد حبرَة وَهِي عصب الْيمن وَقَالَ الدَّاودِيّ الْحبرَة ثوب أَخْضَر كُله من التحبير وَهُوَ التحسين وَفِي الحَدِيث الآخر لَا ألبس الحبير بِمَعْنَاهُ قيل هُوَ مثله وَقيل هُوَ ثوب مخطط وَقيل هُوَ الْجَدِيد (ح ب ط) قَوْله أحبطت عَمَلك وفقد حَبط عَمَلك أَي بَطل وحبطت الدَّابَّة إِذا أكلت الرَّعْي حَتَّى انتفخ جوفها وَمَاتَتْ وَمِنْه قَوْله مَا يقتل حَبطًا أَو يلم وسنذكره بعد (ح ب ل) قَوْله نهى عَن حَبل الحبلة بِفَتْح الْحَاء وَالْبَاء فيهمَا ويروى فِي الأول بِسُكُون الْبَاء أَيْضا وَالْفَتْح أبين وَأَصَح فيهمَا كَانَ من بُيُوع الْجَاهِلِيَّة فسره ابْن عمر فِي الحَدِيث أَنه البيع إِلَى أَن تنْتج النَّاقة ثمَّ تنْتج نتاجها وَقيل هُوَ وَقيل هُوَ شِرَاء مَا يلد مَا تَلد وَهُوَ نتاج النِّتَاج قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المجر مَا فِي بطن النَّاقة وَالثَّانِي حَبل الحبلة وَالثَّالِث العميس وَقَالَ ثَعْلَب الثَّالِث القباقب وَكِلَاهُمَا من بُيُوع الْغرَر والمخاطرة الممنوعة والتفسيران مرويان عَن ملك وَغَيره وَقيل هُوَ بيع الْعِنَب قبل طيبه والحبلة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْبَاء وَفتحهَا الكرمة قَالَه ثَعْلَب وَفِي الحَدِيث لَا تمسوا الْعِنَب الْكَرم وَلَكِن قُولُوا الحبلة وَقيل مَعْنَاهُ بيع الأجنة وَهُوَ الْحَبل فِي بطُون الْأُمَّهَات وَهُوَ الحبلة جمع حابلة وَالْحَبل الْمصدر قَالَه الْأَخْفَش قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الْحَبل بِالْفَتْح يُرِيد بِهِ مَا فِي بطُون النوق وَالْحَبل الآخر حَبل الَّذِي فِي بطُون النوق أدخلت فِيهِ الْهَاء للْمُبَالَغَة كَمَا قَالُوا نكحه وَقَالَ غير الْأَخْفَش حبله جمع حابلة

(ح ب ق)

كفاجرة وفجره وَالْحَبل لفظ مُخْتَصّ ببني آدم ولغيرهم حمل إِلَّا مَا جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث قَالَه أَبُو عُبَيْدَة وَقَوله لقد رَأَيْتنَا وَمَا لنا طَعَام إِلَّا ورق الحبلة بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْبَاء كَذَا هُوَ قَالَ فِي كتاب مُسلم وَهُوَ السمر كَذَا عِنْد عَامَّة الروَاة وَعند التَّمِيمِي والطبري وَهَذَا السمر وَعند البُخَارِيّ ورق السمر والحبلة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ ثَمَر اللوبياء وَقيل ثَمَر العضاه وَقيل ثَمَر الطلح وَالْأول الْمَعْرُوف وَقَوله فِي الْحَج كلما أَتَى حبلا من الحبال بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْبَاء هُوَ مَا طَال من الرمل وضخم وَقيل الحبال دون الْجبَال وَفِيه وَجعل حَبل المشاة بَين يَدَيْهِ يَعْنِي صفهم ومجتمعهم تَشْبِيها بِالْأولِ وَقيل حَبل المشاة حَيْثُ يسْلك الرجالة وَالْأول أولى وَقد يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ كَثْرَة المشاة وَالْحَبل الْخلق وَقَوله فضربته بِالسَّيْفِ على حَبل عَاتِقه هُوَ مَا بَين الْعُنُق والمنكب قَالَ ابْن دُرَيْد حبلا العاتق عصبتاه وَقيل مَوضِع الرِّدَاء من الْعُنُق وَقَوله الِاعْتِصَام حَبل الله قَالَ ابْن مَسْعُود بِحَبل الله كتباه أَي عهوده وَهِي طَاعَته وتقواه وَقيل إتباع الْقُرْآن وَترك الْفرْقَة والحبال العهود والحبال الْأَسْبَاب وَقد تقدم فِي حرف الْجِيم وَالْبَاء وَمِنْه قَوْله كتاب الله هُوَ حَبل الله قيل عَهده الَّذِي يلْزم إتباعه وَقيل أَمَانه وَقيل نوره الَّذِي هدى بِهِ وَيكون مَعْنَاهُ سَببه إِلَى طَاعَته وجنته وَقَوله فِي السَّارِق يسرق الْحَبل فتقطع يَده قيل هُوَ على ظَاهره وَمَعْنَاهُ مَا قدمْنَاهُ فِي بَاب الْبَاء فِي الْبَيْضَة وَقيل يُرِيد حَبل السَّفِينَة (ح ب ق) وَذكر عذق بن حبيق بِضَم الْحَاء وَفتح الْبَاء مُصَغرًا وَيُقَال لَهُ أَيْضا لون حبيق وَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ لون من الثمرردي (ح ب س) قَوْله فَلَا يبْقى فِي النَّاس إِلَّا من حَبسه الْقُرْآن فسره فِي الحَدِيث وَجب عَلَيْهِ الخلود وَقَوله وَإِذا أَصْحَاب الْجد محبوسون أَي أَصْحَاب البخت وَالسعَة فِي الدُّنْيَا وَيحْتَمل أَصْحَاب الْأَمر والسلطنة وَمعنى محبوسون أَي عَن دُخُول الْجنَّة لِلْحسابِ أَو حَتَّى يدخلهَا الْفُقَرَاء بِدَلِيل قَوْله أَصْحَاب النَّار فقد أَمر بهم إِلَى النَّار أَي من اسْتحق النَّار مِنْهُم بِكُفْرِهِ أَو مَعْصِيَته وَبَقِي غَيرهم لِلْحسابِ أَو للتأخير عَن منزلَة الْفُقَرَاء وَقَوله وَأما خَالِد فَإِنَّهُ قد احْتبسَ أدراعه أَي أوقفها فِي سَبِيل الله واللغة الفصيحة أحبس قَالَه الْخطابِيّ يُقَال حبس مخففا وَحبس مشددا وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال أحبست الْفرس وحبست لُغَة (ح ب ش) قَوْله فِي الْخَاتم فصه حبشِي أَي حجر حبشِي أما مَنْسُوب إِلَى الْحَبَش أَو بِلَادهمْ وألوانهم وَعبد حبشِي مثله كِلَاهُمَا بِفَتْح الْبَاء يُقَال الْحَبَش والحبشة والحبشان والأحبوش والحبيش وَقَوله جمعُوا لَك الْأَحَابِيش هم حلفاء قُرَيْش وهم الْهون بن خُزَيْمَة بن مدركة وبنوا الْحَرْث بن عبد منات بن كنَانَة وَبَنُو المصطلق من خُزَاعَة تحالفوا تَحت جبل يُقَال لَهُ حَبَشِيًّا وَقيل بواد أَسْفَل مَكَّة اسْمه حبشِي فنسبوا إِلَيْهِ وَقيل بل سموا بذلك تجمعهم تحبش بَنو فلَان على بني فلَان أَي تجمعُوا قَالَ يَعْقُوب الحباشة الْجَمَاعَة قَالَ ابْن دُرَيْد وَالْمَجْمُوع حُبَاشَة أَيْضا وحبشت جمعت (ح ب و) وَقَوله لأتوهما وَلَو حبوا وَيخرج من النَّار حبوا وَمِنْهُم من يُحِبُّوا تَفْسِيره فِي الحَدِيث الآخر زحفا ويزحف على أسته قَالَ صَاحب الْعين حبا الصَّبِي يُحِبُّوا حبوا زحف قَالَ ابْن دُرَيْد إِذا مَشى على أسته وأشرف بصدره وَقَالَ الْحَرْبِيّ مَشى على يَدَيْهِ وَقَوله وَإِن يحتبي فِي ثوب وحبوة رِدَائي وحللت حبوتي الاحتباء هُوَ أَن ينصب الرجل سَاقيه ويدير عَلَيْهِمَا ثَوْبه

فصل الاختلاف والوهم

أَو يعْقد يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ مُعْتَمدًا على ذَلِك وَالِاسْم الحبوة والحبوة والحبيه بِضَم الْحَاء وَكسرهَا وَقَوله فَأخذ بحبوتي وبحبوة رِدَائي أَي مُجْتَمع ثَوْبه الَّذِي يحتبي بِهِ وملتقى طَرفَيْهِ فِي صَدره وَقَوله مَا اشْترط المنكح من حباء مَمْدُود يُرِيد عَطِيَّة حباه يحبوه أعطَاهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي سُورَة النُّور لَو كَانُوا من الْأَوْس مَا أَحْبَبْت أَن يضْرب أَعْنَاقهم كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر مَا احسب وَالْأول أصح وَقَوله فِي حَدِيث الدُّعَاء على قُرَيْش وَكَانَ يسْتَحبّ ثَلَاثًا كَذَا لِابْنِ أبي جَعْفَر بِالْبَاء بِوَاحِدَة ولساير الروَاة بالثاء بِثَلَاثَة وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه بالثاء الْمُثَلَّثَة أَي يُؤَكد ويستعجل الدُّعَاء وبالباء بِوَاحِدَة أَي يستحسن هَذَا ويختاره وَهَذَا أظهر فِي الْبَاب لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر كَانَ إِذا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا وَإِذا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِي الحَدِيث الآخر فكرر ثَلَاثًا فِي الحَدِيث حَيْثُ لَا آكل الخمير وَلَا ألبس الحبير كَذَا للأصيلي والقابسي والحموي والنسفي وعبدوس فِي كتاب المناقب بِالْبَاء ولغيرهم الْحَرِير برائين مهملتين وَكَذَا عِنْدهم دون خلاف فِي كتاب الْأَطْعِمَة وَصَوَابه الحبير بِالْبَاء وَهُوَ الثَّوْب المحبر وَقد فسرناه وَفِي الحَدِيث الآخر وَعَلِيهِ حلَّة حَرِير كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ حبرَة وَقد فسرنا الْحبرَة وَقَوله فِي الْجنَّة وَيرى مَا فِيهَا من الحبر كَذَا هُوَ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء بِوَاحِدَة للجياني فِي كتاب مُسلم وَمَعْنَاهُ السرُور ولسائر الروَاة من الْخَيْر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وياء الْعلَّة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالْأول أظهر هُنَا وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ من الْحبرَة وَالسُّرُور وَهِي المسرة والحبرة النِّعْمَة أَيْضا وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب والحبر والحبار الْأَثر وَبِه سميت المسرة لظُهُور أَثَرهَا فِي وَجه صَاحبهَا وَفِي بَاب أَدَاء الْخمس منا لإيمان فمرنا بِأَمْر فصل نحبوا بِهِ من وَرَاءَنَا كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن البُخَارِيّ بِالْبَاء المضمومة بِوَاحِدَة بَين الْحَاء الْمُهْملَة الساكنة وَالْوَاو وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة نخبر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة م الْأَخْبَار وَقد تخرج تِلْكَ الرِّوَايَة إِن صحت أَي نتحفهم بهَا ويعطيهم علمهَا وَيُعلمهُم إِيَّاهَا وَقَوله مِمَّا يقتل حَبطًا بِالْحَاء الْمُهْملَة كَذَا الصَّوَاب وَرِوَايَة الْجُمْهُور فِي جَمِيعهَا وَمَعْنَاهُ انتفاخ الْجوف من كَثْرَة الْأكل وَهُوَ عِنْد القابسني فِي الرَّقَائِق خبطا بِالْحَاء الْمُعْجَمَة وَهُوَ وهم قَوْله فِيهَا حبائل اللُّؤْلُؤ كَذَا لجَمِيع الروَاة فِي البُخَارِيّ فِي غير كتاب الْأَنْبِيَاء قَالَ بَعضهم هُوَ تَصْحِيف قَالُوا وَصَوَابه جنابذ اللُّؤْلُؤ وَكَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي مُسلم وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء من غير رِوَايَة الْمروزِي وَفَسرهُ بالقباب بجيم بعْدهَا نون وَبعد الْألف بَاء بِوَاحِدَة ثمَّ دَال مُعْجمَة والجنبذة مَا ارْتَفع من الْبناء بِضَم الْجِيم وَاسْتدلَّ من ذهب إِلَى هَذَا بِمَا ساعده من الرِّوَايَة فِي غَيرهَا وَلقَوْله فِي غير هَذَا الحَدِيث حافتاه قباب اللُّؤْلُؤ وَيصِح عِنْدِي أَن يكون اللَّفْظ صَحِيحا وَأَن يُرِيد بالحبائل القلائد والعقود الطَّوِيلَة من حبال الرمل وَغَيرهَا أَو من الحبلة ضرب من الحلى مَعْرُوف وَالله أعلم وَقَوله تقطعت بِي الحبال وَالْخلاف فِيهِ تقدم فِي حرف الْجِيم وَقَوله مَا لنا طَعَام إِلَّا الحبلة وورق السمر كَذَا وَقع فِي مَوضِع من البُخَارِيّ وَعند مُسلم للطبري وَعند التَّمِيمِي الحبلة وَهَذَا السمر وَعند سَائِر رُوَاة مُسلم إِلَّا الحبلة هُوَ المسر وَهَذَا أصح الرِّوَايَات لِأَن الحبلة ثَمَر السمر كَمَا تقدم لَكِن أَبَا عبيد قَالَ وهما ضَرْبَان من الشّجر وَضَبطه الْأصيلِيّ فِي كتاب الرقَاق من البُخَارِيّ الحبلة بِفَتْح الْحَاء وَضم الْبَاء

(ح ت ت)

وَرَأَيْت بَعضهم صَوبه وَفِيه فِي كتاب الْأَطْعِمَة الحبلة أَو الحبلة بضَمهَا فِي الأولى وَفتحهَا فِي الثَّانِيَة وَلم يكن عِنْد الْأصيلِيّ فِي الأولى إِلَّا ضمة وَاحِدَة وَالَّذِي ذكرنَا أَولا هُوَ الَّذِي ذكر أَبُو عبيد وَكَذَا قيدناه وَقَوله فِي بَاب حمل الزَّاد على الرّقاب فأكلنا مِنْهُ ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا مَا أحببنا كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن فأحيينا من الْحَيَاة وَقَوله فِي كتاب التَّوْحِيد يحبس الْمُؤْمِنُونَ فِي حَدِيث الشَّفَاعَة كَذَا لكافتهم وَلأبي أَحْمد يحْشر وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن رمح الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ وَحبس إصبا بِالْبَاء كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ وخنس بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَهُوَ الْمَعْرُوف وَمَعْنَاهُ قبض وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى خنس أَو حبس على الشَّك فِي الْمُوَطَّأ فِي الْمحصر قَالَ ملك فِيمَن حبس بعدو كذلهم وَعند الْمُهلب حسر بِالسِّين وَآخره رَاء وَهُوَ خطأ وَقَوله فِي حَدِيث الزبير أحبس المَاء حَتَّى يصل الْجدر كَذَا لَهُم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَمعنى الحَدِيث الآخر أمسك وَرَوَاهُ الْجِرْجَانِيّ أرسل المَاء مَكَان أحبس وَالْأول أوجه وَإِن تخرجت صِحَة هَذِه الرِّوَايَة وَقَوله أدْركْت النَّاس وأحبهم على جنائزهم من رضوه لفرائضهم كَذَا الْأصيلِيّ بِالْبَاء ولبقيتهم أحقهم بِالْقَافِ قَوْله أَنِّي قد أَحْبَبْت فلَانا فَأَحبهُ كَذَا يَقُوله المحدثون والرواة ويلفظه الْأَكْثَر وَمذهب سبويه فِيهِ ضم آخِره وَمثله أَنا لم نرده عَلَيْك إِلَّا أَنا حرم وَمثله مَا لم تمسه النَّار وَقد بَينا الْعلَّة فِي ذَلِك آخر الْكتاب هُنَا الْحَاء مَعَ التَّاء (ح ت ت) أعلم أَن حَتَّى تَأتي غَالِبا غَايَة الشَّيْء وَقد تَأتي بِغَيْر معنى الْغَايَة لَكِن لابد فِي جَمِيع مَعَانِيهَا فِيهَا من شَيْء من معنى الْغَايَة فَإِذا كَانَت بِمَعْنى الْغَايَة كَانَت ناصبة أبدا للْفِعْل بعْدهَا كَقَوْلِه تَعَالَى) وكلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض (وَأمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله وَحَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله وَكَقَوْلِه عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء فَإِذا وَليهَا اللَّام كَانَت حرف جر بِمَعْنى إِلَى وَكَانَ الِاسْم مخفوضا بعْدهَا كَقَوْلِه حَتَّى مطلع الْفجْر وَقَوله فِي الحَدِيث أُوتِيتُمْ الْقُرْآن فعملتم بِهِ حَتَّى غرُوب الشَّمْس وَتَكون عاطفة بِمَعْنى الْوَاو كَقَوْلِه كل شَيْء بِقَضَاء وَقدر حَتَّى الْعَجز والكيس أَي وَالْعجز والكيس وَعَلِيهِ حمل أَكْثَرهم قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام أَن الله لَا يمل حَتَّى تملوا أَي وَأَنْتُم تملوا وَإِذا وليت هَذِه الْفِعْل كَانَ مَرْفُوعا كَمَا قرئَ حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَقد ينصب وَقُرِئَ بهما جَمِيعًا وَأكْثر مَا تَأتي عاطفة فللتعظيم أَو التحقير وَقد تَأتي حرف ابْتِدَاء كَقَوْلِه وَحَتَّى الْجِيَاد مَا يقدن بارسان قَوْله تَحْتَهُ بظفرها وحته وحتيه وحت المنى وحتته أَي قشرته وإزالته وحتت خطاياه كَمَا يتحات ورق الشّجر وَلَا يتحات وَرقهَا وَلَا تَحت وَرقهَا كُله بِمَعْنى أَي زَالَت عَنهُ وَسَقَطت كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر حطت عَنهُ خطاياه كَمَا تحط الشَّجَرَة وَرقهَا وَمِنْه رأى نخامة فحتها فسره فِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ فحكها كَذَا فِي كتاب الصَّلَاة (ح ت ف) وَقَوله الْقَتْل حتف من الحتوف الحتف الْمَوْت وَقَوله مَاتَ حتف أَنفه قَالَ أَبُو عبيد هُوَ من يَمُوت على فرَاشه والحتف الْمَوْت وَقَالَ غَيره يُرِيد أَن نَفسه تخرج على فرَاشه من فَمه وَأَنْفه وَقَوله أَن الجبان حتفه من فَوْقه قيل مَعْنَاهُ إِن حذره وجبنه غير دَافع عَنهُ الْمنية إِذا نزلت بِهِ وَحل بِهِ قدر الله السَّابِق الَّذِي لابد مِنْهُ وَقيل مَعْنَاهُ أَن حتفه من السَّمَاء يقدر وَيحْتَمل أَن يرجع هَذَا إِلَى معنى الأول وكنى بِهِ عَمَّا سبق لَهُ وَكتب فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَقيل

فصل في معنى حتى ورفع الأشكال والاختلاف والتغيير في حين وحتى وحيث في هذه الأصول

مَعْنَاهُ أَنه شَدِيد الْخَوْف والذعر كمن يخْشَى أَن يَقع عَلَيْهِ شَيْء وَكَقَوْلِه يحسبون كل صَيْحَة عَلَيْهِم وَهَذَا ضَعِيف فصل فِي معنى حَتَّى وَرفع الأشكال وَالِاخْتِلَاف والتغيير فِي حِين وَحَتَّى وَحَيْثُ فِي هَذِه الْأُصُول فِي الْمَغَازِي كَانَ الرجل يَجْعَل للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النخلات حَتَّى افْتتح قُرَيْظَة كَذَا للكافة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْكتاب وَعند أبي الْهَيْثَم وعبدوس والقابسي فِي هَذَا الْبَاب حِين مَكَان حَتَّى وَهُوَ خطأ وَوهم وَصَوَابه حَتَّى وَقَوله فِي التَّفْسِير لما نزلت) إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ (شقّ ذَلِك على الْمُسلمين حَتَّى فرض عَلَيْهِم كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَصَوَابه رِوَايَة الْجَمَاعَة حِين فرض عَلَيْهِم وَمثله فِي حَدِيث عتْبَان فَلم يجلس حَتَّى دخل الْبَيْت كَذَا لجَمِيع الروَاة قَالَ بَعضهم لَعَلَّ صَوَابه حِين دخل الْبَيْت وَأرى الأول وهما فِي بَاب من اشْترى هَدِيَّة من الطَّرِيق عَن ابْن عمر وَأهْدى هَديا مُقَلدًا اشْتَرَاهُ حِين قدم فَطَافَ بِالْبَيْتِ كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ حَتَّى قدم وَهُوَ الصَّوَاب أَي سَار حَتَّى قدم أَو لم ينحره حَتَّى قدم فِي فضل الْعتْق قَالَ فَانْطَلَقت حَتَّى سَمِعت الحَدِيث من أبي هُرَيْرَة كَذَا للْجَمِيع وَعند الطَّبَرِيّ حِين سَمِعت وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب الأول وَعَلِيهِ يدل الْكَلَام قبله وَبعده وَفِي التَّيَمُّم فَنَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى أصبح كَذَا فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة يحيى والقعنبي وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم عَن ابْن الْقَاسِم عَن ملك وَرَوَاهُ البُخَارِيّ عَنهُ فِي التَّفْسِير فَنَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين أصبح على غير مَاء وَكَذَا رَوَاهُ عَن التنيسِي فِي رِوَايَة الْمروزِي وَعند الْجِرْجَانِيّ فَقَامَ حَتَّى أصبح وَلَيْسَ شَيْء وَعند ابْن السكن فَنَامَ حَتَّى أصبح مثل رِوَايَة يحيى وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْمَسَاجِد الَّتِي على طرق الْمَدِينَة فِي مَكَان بطح سهل حِين تُفْضِي من أكمة دون بريد الرُّوَيْثَة بميلين كَذَا لكافتهم وللنسفي والحموي حَتَّى وَهُوَ وعهم وَفِي بَاب النَّهْي عَن الصَّلَاة عِنْد طُلُوع الشَّمْس فِي حَدِيث عَمْرو بن عبسة صلى صَلَاة الصُّبْح ثمَّ أقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى ترْتَفع كَذَا لِابْنِ ماهان عَن مُسلم وللجلودي حَتَّى تطلع وَعند الطَّبَرِيّ حِين ترْتَفع وَالْأول أصح وَقد يتَخَرَّج الرِّوَايَات الْأُخَر على معنى الأولى فِي بَاب التَّلْبِيَة وَالتَّكْبِير غدات النَّحْر حَتَّى يَرْمِي جَمْرَة الْعقبَة كَذَا لجميعهم وَعند أبي الْهَيْثَم حِين وَهُوَ وهم والْحَدِيث يدل على صِحَة رِوَايَة الْجَمَاعَة وَفِي الْحَج مَا كَانُوا يبتدؤون بِشَيْء حَتَّى يضعون أَقْدَامهم من الطّواف بِالْبَيْتِ كَذَا لأكْثر الروَاة وَفِيه نقص وتغيير وَعند بَعضهم بَيَاض يدل على نقص الْكَلَام فِيهِ وَعند أبي ذَر حِين يضعون أَقْدَامهم من الطّواف والاختلال بَاقٍ وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم متقن صَحِيح مَا كَانُوا يبدؤون بِشَيْء حِين يضعون أَقْدَامهم أول من الطّواف بِالْبَيْتِ وَبِه يَصح الْكَلَام وَفِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى غربت الشَّمْس وَذَهَبت الصُّفْرَة قَلِيلا حَتَّى غَابَ القرص كَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيع نسخ مُسلم قيل لَعَلَّه حِين غَابَ القرص وَهُوَ مَفْهُوم الْكَلَام وَفِي بَاب التَّسْبِيح والتحميد وَالتَّكْبِير قبل الإهلال ثمَّ ركب حَتَّى اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته على الْبَيْدَاء كَذَا لجمهورهم وَعند الْأصيلِيّ حِين وَالْوَجْه الأول وَفِي حَدِيث عَليّ وَحَمْزَة فَجمعت حَتَّى جمعت كَذَا لَهُم وللسجزي والعذري حِين جمعت وَهُوَ الصَّوَاب وَقدمنَا فِي حرف الْجِيم أَن صَوَابه

فصل الاختلاف والوهم

الْكَلَام فَجئْت حِين جمعت أَو فَرَجَعت حِين جمعت فَانْظُرْهُ هُنَاكَ وإتقان الْحميدِي لَهُ وَفِي الإهلال من الْبَطْحَاء فأحللنا حَتَّى يَوْم التَّرويَة وَجَعَلنَا مَكَّة بِظهْر لبينا بِالْحَجِّ كَذَا لكافتهم وَسقط حَتَّى للجرجاني وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب ثُبُوتهَا على مَا تفسره الْأَحَادِيث الْأُخَر وَذكر البُخَارِيّ فِي بَاب الْقُرْآن فِي التَّمْر بَين الشُّرَكَاء حَتَّى يسْتَأْذن أَصْحَابه كَذَا جَاءَ فِي الْأُصُول وَفِيه أشكال وتلفيف وَمَعْنَاهُ إِشَارَة إِلَى أَنه لَا يجوز حَتَّى يستأذنهم فاختصر على عَادَته وَقيل صَوَابه حِين مَكَان حَتَّى وَقيل لَعَلَّه بَاب النَّهْي عَن الْقُرْآن حَتَّى يسْتَأْذن أَصْحَابه فَيصح وَسقط لفظ النَّهْي فِي حَدِيث الْمُغيرَة فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ عِنْد مُسلم فصب عَلَيْهِ حِين فرغ من حَاجته قَالَ مُسلم وَفِي رِوَايَة ابْن رمح حَتَّى فرغ مَكَان حِين قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الصَّوَاب حِين لِأَنَّهُ إِنَّمَا صب عَلَيْهِ فِي وضوئِهِ فِي الصَّلَاة وَلَا يُمكن فِي غير ذَلِك وبدليل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فَقضى حَاجته ثمَّ جَاءَ فَصَبَبْت عَلَيْهِ فَتَوَضَّأ وَفِي خبر مُوسَى ففر الْحجر بِثَوْبِهِ حَتَّى نظرت بنوا إِسْرَائِيل إِلَيْهِ وَقَالُوا وَالله مَا بمُوسَى من بَأْس فَقَامَ الْحجر حَتَّى نظر إِلَيْهِ أَي ثَبت وَعند السَّمرقَنْدِي حِين قيل صَوَابه هَذَا حِين نظر إِلَيْهِ واستتر مُوسَى حِينَئِذٍ وَهُوَ بَين وَفِي حَدِيث الْإِفْك فَاسْتَيْقَظت باسترجاعه حِين أَنَاخَ رَاحِلَته كَذَا لَهُم وللأصيلي حَتَّى وَهُوَ عِنْدِي هُنَا أوجه أَي فَأقبل حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَته فِي بَاب الْمَشِيئَة والإرادة أعطيتم الْقُرْآن فعملتم بِهِ حَتَّى غرُوب الشَّمْس كَذَا لَهُم وللحموي فِي غرُوب الشَّمْس وَهُوَ وهم وَفِي حَدِيث عَائِشَة وَزَيْنَب لم أنشبها حَتَّى أنحيت عَلَيْهَا كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره حَتَّى ألحيت بِاللَّامِ قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب ولبعضهم حَتَّى أثخنت وَهَذَا أَيْضا لَهُ وَجه وَقد فسرناه فِي حرف الثَّاء قَوْله فِي حَدِيث الْخضر فِي بَاب فَلَمَّا بلغا مجمع بَينهمَا خُذ نونا مَيتا حَيْثُ ينْفخ فِيهِ الرّوح كَذَا للكافة وللمروزي حَتَّى وَالْأول الصَّوَاب الْحَاء مَعَ الثَّاء (ح ث ث) قَوْله أحث الجهار أَي أعجله وَقَوله وَجعل يَأْكُل مِنْهُ أكلا حثيثا أَي سَرِيعا عجلا وَقَوله يحث على الصَّدَقَة وحث على كتاب الله أَي يحرض ويستعجل ذَلِك ويستحثني على خدمته وَزوجهَا يستحثنيها أَي يستعجلني بهَا (ح ث ل) وَقَوله إِذا تبقى فِي حثالة بِضَم الْحَاء حثالة كل شَيْء رذالته وَمثله الحفالة وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر وَكَذَلِكَ الخثارة (ح ث و) وَقَوله فَحَثَا وحثات ويحثو ويحثى حثية وحثوا وحثيا وأحث فِي أفواههن وأحثوا فِي وُجُوه المداحين التُّرَاب ويحثى ويحتثن بالنُّون صَحِيح كُله جَاءَ فِي الْأَحَادِيث وَمَعْنَاهُ يغْرف بيدَيْهِ يُقَال حثا يحثوا حثوا مثل غزا يَغْزُو غزوا وحثى يحثى حثوا مثل رمى يَرْمِي رميا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَهَذِه أَعلَى اللغتين وَكَذَلِكَ حثن بالنُّون وحفن وحفنة وحثنة بِالْفَاءِ وَالنُّون مثل حثية بِالْيَاءِ وَكَذَا رَوَاهُ الْمروزِي فِي حَدِيث أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام يحتثن بالنُّون وَلغيره بِالْيَاءِ وَفِيه ثَلَاث حتيات ويروى جفنات بِفَتْح الْحَاء وَالْفَاء والثاء قيل هُوَ الغرف ملْء الْيَد وَقيل الحثية بِالْيَدِ الْوَاحِدَة والحفنة بهما جَمِيعًا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث عَائِشَة وَزَيْنَب فتقاولتا حَتَّى استحثتا كَذَا رَوَاهُ السَّمرقَنْدِي كَأَنَّهُ حثت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي وَجه الْأُخْرَى التُّرَاب وَالْمَعْرُوف وَالصَّوَاب رِوَايَة الْجَمَاعَة حَتَّى استخبتا افتعلتا من السخب وَهُوَ ارْتِفَاع الْأَصْوَات واختلاط الْكَلَام يُقَال بِالسِّين وَالصَّاد ويصححه

(ح ج ب)

قَول أبي بكر للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أحث يَا رَسُول الله فِي أفواههن التُّرَاب فَإِنَّمَا أنكر عَلَيْهِمَا كَثْرَة الْكَلَام والمقاولة وارتفاع الصَّوْت فِي بَاب وصل الشّعْر وَزوجهَا يستحثنيها كَذَا للكافة وَعند بعض الروَاة يستحسنها وَهُوَ تَصْحِيف وَالْأول الصَّوَاب وَقد فسرناه فِي دُعَاء النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام على قُرَيْش وَكَانَ يسْتَحبّ ثَلَاثًا يَعْنِي يلح الدُّعَاء ويعجل كَذَا لكافة الروَاة وَعند السَّمرقَنْدِي يسْتَحبّ بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَهُوَ غلط وَالْأول الصَّوَاب كَمَا قَالَ فِي غير هَذَا الحَدِيث يُكَرر كَلَامه ثَلَاثًا الْحَاء مَعَ الْجِيم (ح ج ب) قَوْله فِي صفة الله تَعَالَى حجابه النُّور أَو النَّار وَيرْفَع الْحجاب أصل الْحجاب السّتْر وَفِي صفة الله تَعَالَى رَاجع إِلَى ستر الْأَبْصَار ومنعها من رُؤْيَته والحجاب حَقِيقَة فِي حَقه لخلقه قَالَ الله تَعَالَى) كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون (وَقَوله فِي دَعْوَة الْمَظْلُوم لَيْسَ بَينهَا وَبَين الله حجاب مَعْنَاهُ أَنَّهَا مسموعة متقبلة وَالله تَعَالَى متقدس أَن تحيط بِهِ حجب أَو تحول دونه حجب إِذْ هِيَ صفة المخلوقين إِلَّا فِي حَقهم يحجب أَبْصَارهم ومنعها حَتَّى مَتى رفع تِلْكَ الْحجب عَن الْأَبْصَار من ظلمَة أَو نور أبصره من أَرَادَهُ من الْمُؤمنِينَ وخاصة عباده وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بيع الْمكَاتب وَإِن مَاله مَحْجُوب كَذَا هُوَ بِالْبَاء لِابْنِ وضاح وَبَعض الروَاة وَأَكْثَرهم عَن يحيى يَقُول مَحْجُور وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي مَمْنُوع عَنهُ وَالْحجر الْمَنْع وَقَوله إِذا طلع حَاجِب الشَّمْس أَي بَدَت نَاحيَة مِنْهَا وحرفها الْأَعْلَى وحواجبها نَوَاحِيهَا وَقيل هُوَ أَعْلَاهَا قيل شبه أول بدوه بحاجب الْإِنْسَان (ح ج ج) قَوْله فحج آدم مُوسَى أَي غَلبه بِالْحجَّةِ وَظهر عَلَيْهِ وَقَوله سَارِق الحجيج هم الْحجَّاج وَكَذَلِكَ الْحَج بِالْكَسْرِ وَأما الْحَج بِالْفَتْح فَالْعَمَل فِيهِ وَأَصله الْقَصْد والإتيان مرّة بعد أُخْرَى وَقيل الْحَج الِاسْم والمصدر وَيَوْم الْحَج الْأَكْبَر يَوْم النَّحْر وَقيل يَوْم عَرَفَة وَذُو الْحجَّة بِفَتْح الْحَاء وَلَا يجوز فِيهِ الْكسر عِنْد أَكْثَرهم وَأَجَازَهُ بَعضهم وَأما اسْم الْحَج فالحجة بِالْفَتْح والمرة الْوَاحِدَة مِنْهُ حجَّة بِالْكَسْرِ وَلم يَأْتِ فعله بِالْكَسْرِ فِي الْمرة الْوَاحِدَة إِلَّا فِي هَذَا وَالْبَاب كُله فعلة وَقَوله فِي حجاج عينه يُقَال بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا وَهُوَ الْعظم المستدير بهَا وَقَوله فَأَنا حجيجه وامرؤ حجيج نَفسه أَي محاجه ومناظره (ح ج ر) قَوْله فأجلسه فِي حجره وانخنت فِي حجري هَذَا بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا وَسُكُون الْجِيم وَهُوَ الحضن وَالثَّوْب وَقَوله فِي حجر مَيْمُونَة ويتيمين فِي حجر سعد بن زُرَارَة وَفِي حجر عَائِشَة هَذَا كُله بِالْفَتْح لَا غير أَي فِي تربيتهم وَتَحْت نظرهم وَفِي حضانتهم فَإِذا كَانَ المُرَاد بِهِ الثَّوْب والحصن فبالوجهين وَإِن أُرِيد بِهِ الْحَضَانَة فالفتح لَا غير وَإِذا أُرِيد بِهِ الْمَنْع فالفتح فِي الْمصدر وَالْكَسْر فِي الِاسْم لَا غير وَحجر الْكَعْبَة مَعْلُوم بِالْكَسْرِ لَا غير وَفِي الْعقل حجر مثله لَا غير قَالَ الله تَعَالَى) قسم لذِي حجر (وَحجر ثَمُود الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن والْحَدِيث بِالْكَسْرِ لَا غير وَهِي مدائنها وَفِي الحَدِيث بِهِ الْحجر بِضَم الْحَاء وَفتح الْجِيم جمع حجرَة وَهِي الْبيُوت وَمِنْه حجر أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمثله مِمَّا يَلِي الْحجر قَالَ الله تَعَالَى) إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات (وَمِنْه احتجر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حجيرة بخصفة على التصغير أَي اتخذ حجرَة صَغِيرَة سترهَا بحصير وَمِنْه فِي الْحَصِير ويحتجره بِاللَّيْلِ ويبسطه بِالنَّهَارِ وَقَوله فَجَلَسَ حجرَة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْجِيم وَتَطوف حجرَة أَي

فصل الاختلاف والوهم

نَاحيَة غير بعيد وَفِي حَدِيث سعد فتحجر كَلمه أَي يبس جرحه وَقَوله فِي بِنَاء الْكَعْبَة بعد مَا حجر الْحجر فَطَافَ النَّاس بِهِ بِضَم الْحَاء فِي الأولى على مَا لم يسم فَاعله ويروى بتَخْفِيف الْجِيم الْمَكْسُورَة وشدها أَي ستر بِالْبِنَاءِ وَمنع أَن يطْرق قَوْله عصب بَطْنه على حجر بِفَتْح الْجِيم قيل هُوَ على وَجهه وَهِي عَادَة أهل الْحجاز ليدعم بهَا قناة ظَهره ويشده بِبُرْدَةٍ وَقيل هِيَ اسْتِعَارَة عَن شدَّة الْحَال بِهِ وَقَوله لقد تحجرت وَاسِعًا أَي منعت وضيقت رَحْمَة الله تَعَالَى (ح ج ز) قَوْله فَمَا احتجزوا حَتَّى قَتَلُوهُ بالزاي أَي مَا تَرَكُوهُ وانكفوا عَنهُ وَقَوله وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ بِضَم الْحَاء وَفتح الْجِيم جمع حجزة وَهِي معقد السَّرَاوِيل والإزار قَالَه الْخَلِيل وَفِي الحَدِيث الآخر فَأَخْرَجته من حجزَتهَا كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ حزتها على الْإِدْغَام مثله وَفِي الحَدِيث وَمِنْهُم من تَأْخُذهُ يَعْنِي النَّار إِلَى حجزته وَفِي رِوَايَة أُخْرَى إِلَى حقْوَيْهِ وهما بِمَعْنى وَفِي الحَدِيث الآخر وَجعل يحجزهن ويغلبنه أَي يبعدهن ويؤخرهن عَن النَّار وَفِي الحَدِيث الآخر وَهِي محتجزة بكساء أَي عاقدته هُنَالك (ح ج ل) وَقَوله فحجل أَي قفز على رجل سرُور أَو فَرحا كالرقص وَيرْفَع الْأُخْرَى وَقد يكون بهما مَعًا وَقَوله يحجل فِي قيوده بِضَم الْجِيم أَي يقفز وَهُوَ مشي الْمُقَيد وَمثله فعجلت أحجل أَي أقفز على رجل وَاحِدَة لما أَصَابَهُ فِي الْأُخْرَى وَالِاسْم مِنْهُ الحجل بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْجِيم وَقَوله غبرا محجلين من الْوضُوء أَي بيض الْوُجُوه والأطراف من نور الْوضُوء كالفرس الْأَغَر المحجل وَهُوَ الَّذِي فِي وَجهه وإرساغ قوائمه بَيَاض وَقَوله غرا محجلة وغر محجلون هُوَ بَيَاض فِي قَوَائِم الدَّابَّة والغرة فِي وَجههَا يُريدَان هَذِه الْأمة لَهَا سِيمَا فِي وجوهها وأيديها وأرجلها من نور أَو مَا الله أعلم بِهِ وَقَوله فِي خَاتم النبوءة مثل زر الحجلة يَأْتِي فِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم (ح ج م) أعلق فِيهِ محجما هِيَ الْآلَة الَّتِي يمص فِيهَا مَوضِع الْحجامَة وَيجمع وَفِي شرطة محجم بِكَسْر الْمِيم الحديدة الَّتِي يشرط بهَا ذَلِك الْموضع فيسمى كل مَا يصنع بِهِ ذَلِك محجما (ح ج ن) وَصَاحب المحجن ويحجنه بِمِحْجَنِهِ ويستلم الرُّكْن بِمِحْجَنِهِ بِكَسْر الْمِيم هِيَ العصى المعوجة الرَّأْس واشتق مِنْهُ فعله يَحُجن أَي ينخسه بِطرف المحجن (ح ج ف) قَوْله مجوب عَلَيْهِ بحجفة أَي مترس ومنحن عَلَيْهِ بترس أَو درقة وَهِي الحجفة بِفَتْح الْحَاء وَالْجِيم وَمِنْه أَيْن حجفتك أَو درقتك (ح ج ى) والحجى بِكَسْر الْحَاء وَفتح الْجِيم مَقْصُور الْعقل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب بيع الْمكَاتب فَإِن مَاله مَحْجُوب عَنهُ كَذَا لِابْنِ وضاح وَابْن المشاط بِالْبَاء ومحجوز بالزاي لأبي عِيسَى عَن عبيد الله وروى مَحْجُور بالراء لغَيرهم وَالْمعْنَى مُتَقَارب قَول عَائِشَة رَأَيْت ثَلَاثَة أقمار سقطن فِي حجري بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا أَي فِي حضن ثوبي وَكَذَا رَوَاهُ أَكثر شُيُوخنَا عَن يحيى وَكَذَا لِابْنِ بكير وَعند ابْن وضاح سقطن فِي حُجْرَتي أَي منزلي وبيتي وَهُوَ أظهر فِي الْبَاب وَعبارَة أبي بكر وَكَذَا عِنْد القعْنبِي وَأكْثر الروَاة وَفِي أَبْوَاب الْحيض كَانَ يتكي فِي حجري وَيقْرَأ الْقُرْآن وَأَنا حَائِض كَذَا لأكثرهم وَهُوَ الصَّوَاب وَأخْبرنَا بِهِ أَبُو بَحر عَن العذري فِي حُجْرَتي وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي عمْرَة الْقَضَاء فجلسوا مِمَّا يَلِي الْحجر بِكَسْر الْحَاء وتقديمها عِنْد جَمِيعهم إِلَّا الطَّبَرِيّ فَرَوَاهُ الْحجر بفتحهما وَالصَّوَاب الأول فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَيُقَال

(ح د ا)

لِلْعَقْلِ حجر وحجن كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ هُنَا بالنُّون فِي الآخر وَإِنَّمَا هُوَ وحجا وَكَذَا وَقع للنسفي فِي آخر سُورَة الْأَنْعَام فِي صفة خَاتم النبوءة مثل زر الحجلة كَذَا هُوَ بِتَقْدِيم الزَّاي مَكْسُورَة والحجلة بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وجيم مَفْتُوحَة كَذَا فِي صَحِيح مُسلم وَفِي كتاب البُخَارِيّ مثله فِي بَاب خَاتم النبوءة وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره الحجلة من حجل الْفرس كَذَا قَيده بَعضهم هُنَا بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْجِيم فِي الأول وحاء للقابسي فِي مَوضِع بِسُكُون الْجِيم الَّذِي بَين عَيْنَيْهِ وَمن حجل الْفرس بِفَتْح الْجِيم وَمِنْهُم من ضم الْحَاء وَمِنْهُم من كسرهَا وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بياضها لكنه سمى الْغرَّة الَّتِي بَين عَيْني الْفرس حجلة وَإِنَّمَا الحجلة فِي القوائم ثمَّ مَا فَائِدَة ذكر الزر مَعَ هَذَا وَفَسرهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فَقَالَ زر بيض وَقَالَهُ الْخطابِيّ رز بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي فَأَما تَفْسِير الزر بالبيض وَمرَاده بالحجلة هَذَا الطَّائِر الْمَشْهُور فَغير مَعْرُوف جملَة لَكِن قد يعْتَمد بقوله فِي غير هَذَا الحَدِيث مثل بَيْضَة الْحَمَامَة إِلَّا أَن يكون على مَا قَالَه الْخطابِيّ وَرَوَاهُ من تَقْدِيم الرَّاء فَلهُ وَجه لِأَن الزر بيض الْجَرَاد يُقَال أرزت الجرادة إِذا أدخلت ذنبها فِي الأَرْض لتبيض فاستعار ذَلِك لطائر الحجل الَّذِي هُوَ القبج وَالصَّحِيح من هَذَا كُله الْمَشْهُور والبين الْوَجْه الأول زر الحجلة والزر وَأحد الأزرار الَّتِي تدخل فِي العرا كأزرار الْقَمِيص والحجلة وَأحد الحجال وَهُوَ سترذ وسجوف قَوْله فِي بَاب سبع أَرضين برزخ حاجز كَذَا لكافتهم وَعند الْحَمَوِيّ حَاجِب وَالصَّوَاب الأول البرزخ الشَّيْء بَين الشَّيْئَيْنِ الْخَاء مَعَ الدَّال (ح د ا) ذكر الحداءة فِي حَدِيث الفواسق بِكَسْر الْحَاء وَفتح الدَّال والهمز مَقْصُور هُوَ طَائِر مَعْرُوف لَا يُقَال إِلَّا بِكَسْر الْحَاء وَقد جَاءَ فِيهِ غير ذَلِك حسب مَا يَأْتِي فِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم (ح د ب) قَوْله فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج) من كل حدب (الحدب مَا ارْتَفع من الأَرْض (ح د ث) قَوْله امْرَأَتي الحدثا بِضَم الْحَاء مثل حُبْلَى أَي الحديثة الَّتِي تزَوجهَا قَرِيبا وَقَوله فِيمَن كَانَ قبلكُمْ محدثون بِفَتْح الدَّال قَالَ الْقَابِسِيّ وَغَيره مَعْنَاهُ تكلمهم الْمَلَائِكَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر يكلمون وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير محدثين يجْرِي على ألسنتهم الصَّوَاب وَقَالَ ابْن وهب فِي كتاب مُسلم ملهمون وَقيل هِيَ الْإِصَابَة من غير نبوة قَالَ ابْن قُتَيْبَة يصيبون إِذا ظنُّوا وحدسوا يُقَال فِيهِ مُحدث أَي كَأَنَّهُ لإصابته كَأَنَّهُ حدث بذلك وَمثله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس من نَبِي وَلَا مُحدث قد فسره البُخَارِيّ بِمَا تقدم عَنهُ وَقَوله حدث بِهِ عيب بِفَتْح الدَّال فِي كل شَيْء حَيْثُ جَاءَ إِلَّا فِي قَوْلهم أَخذه مَا قدم وَمَا حدث فَهَذَا بِالضَّمِّ وَقَوله فِي الْجُلُوس على الْقَبْر إِنَّمَا ذَلِك لمن أحدث عَلَيْهِ يُرِيد الْغَائِط وَقَوله لَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر بِكَسْر الْحَاء أَي لَوْلَا قرب عَهدهم بِهِ حدث الْأَمر حدوثا وحدثانا وَمثله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَوْلَا أَنهم حديثوا عهد بجاهلية وَقَوْلهمْ قوم حداث الْأَسْنَان أَي شباب جمع حدث السن أَو حَدِيث السن والْحَدِيث الْجَدِيد من كل شَيْء الْقَرِيب وجوده وَقَوله وَفِي الْحُجْرَة حداث أَي قوم يتحدثون وَقَوله فِي عَمْرو بن عبيد قبل أَن يحدث مَا أحدث يُرِيد يبتدع وَيَقُول بِالْقدرِ وَالْحَدَث فِي الدّين الْبِدْعَة والتغيير وَقَوله فِي الْمصلى مَا لم يحدث فسره أَبُو هُرَيْرَة فِي الحَدِيث بِحَدَث الْبَطن وَفَسرهُ ابْن أبي أوفى بِحَدَث الْإِثْم وَقَالَهُ ابْن حبيب وَفِي بعض الرِّوَايَات مَا لم يحدث فِيهِ أَو يؤذ فِيهِ وَعند النَّسَفِيّ وَابْن السكن وَأبي ذَر فِي بَاب الصَّلَاة فِي مَسَاجِد السُّوق مَا لم يؤذ يحدث فِيهِ وَقَالَ الدَّاودِيّ

فصل الاختلاف والوهم

مَا لم يحدث بِالْحَدِيثِ بِغَيْر ذكر الله وَقَوله من أحدث فِيهَا حَدثا أَو آوى مُحدثا قيل الْحَدث هُنَا الْإِثْم وَقيل يعم الْجِنَايَات وَغَيرهَا وَالْحَدَث فِي الدّين كُله (ج ح د) وَقَوله تحد على زَوجهَا بِضَم التَّاء وَكسر الْحَاء وَيُقَال بِفَتْح التَّاء وَضم الْحَاء حدت الْمَرْأَة وأحدت حدادا وإحدادا فَهِيَ حاد ومحد وَهُوَ الِامْتِنَاع من الزِّينَة وَالطّيب فِي عدتهَا من وَفَاته وأصل الْحَد الْمَنْع قَوْله ذَات الشَّوْكَة الْحَد أَي حِدة الْقُوَّة والظهور وَقَوله وَكَانَ رجلا حَدِيد أَو أَنه رجل حَدِيد وَمَا عد أسورة حدو إداري مِنْهُ بعض الْحَد بِفَتْح الْحَاء كُله من حِدة الْخلق وَسُرْعَة الْغَضَب وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث سُورَة من حرَّة فِي رِوَايَة العذرى وأصل السُّورَة ثوران الشَّيْء وقوته وَقَوله وتستحد المغيبة ومُوسَى تستحد بهَا والاستحداد كُله حلق شعر الْعَوْرَة بموسي الْحَدِيد وَقَوله فمازلت أرى حَدهمْ كليلا أَي شدتهم عَادَتْ ضعفا (ح د ر) يتحادر المَاء من لحيته ويتحدر مِنْهُ كالجمان كُله الانصباب من علو وَقَوله أَنا الَّذِي سمتني أُمِّي حيدرة حيدرة أسمى من أَسمَاء الْأسد مُسَمّى بذلك لغلظ رقبته وَقُوَّة ساعده وَمِنْه قَوْلهم فَتى حادر قيل أَن عليا إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن أمه سمته بذلك وَقيل بل سمته باسم أَبِيهَا أَسد بن هَاشم فكنى بحيدرة عَنهُ وَكَانَ أَبوهُ أَبُو طَالب غَائِبا فَمَا قدم سَمَّاهُ عليا وَقيل لَعَلَّه كَانَ يلقب بِهَذَا الِاسْم فِي صغره لعظم بَطْنه واجتماع خلقه كَمَا قيل غُلَام حادر (ح د ق) قَوْله كُنَّا إِذا أحمرت الحدق أتقينا برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحدق جمع حدقة وَهُوَ سَواد الْعين وَعبر بِهِ هُنَا عَن جملَة الْعين وَعبر باحمرارها عَن شدَّة الْحَرْب واحمرار بَيَاض الْعُيُون من الْغَضَب يُرِيد أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ مقدمهم والحامي دونهم لفرط أقدامه وشجاعته ذكر فِي غير حَدِيث الحديقة والحدائق قَالَ صَاحب الْعين الحديقة أَرض ذَات شجر والحديثة كل رَوْضَة أحدق بهَا حاجز قَالُوا أَصله كل مَا أحَاط بِهِ الْبناء فسميت بِهِ الْبَسَاتِين والحديقة أَيْضا الْقطعَة من النّخل (ح د و) قَوْله فِي انجشة حاد حسن الصَّوْت مثل رام وحداء مَمْدُود مثل سقاء وَنزل يَحْدُو الْحَد وَهنا غناء سواق الْإِبِل وزجره بهَا وَأَصله الإتباع حدا يحدوا إِذا أتبع شَيْئا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم ذكر فِي حَدِيث الفواسق الحداة بِكَسْر الْحَاء وَفتح الدَّال والهمز مَقْصُور وَهُوَ طَائِر مَعْرُوف لَا يُقَال إِلَّا بِكَسْر الْحَاء وَقد جَاءَ فِي بعض طرقه فِي الصَّحِيحَيْنِ الْحَد أمقصور مَهْمُوز بِغَيْر تَاء وَهُوَ جمع حدأة أَو على قصد التَّذْكِير وَفِي بعض طرقه الحديا مُصَغرًا وَكَذَلِكَ ذكره البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَالسير فِي حَدِيث السَّوْدَاء غير مَهْمُوز وَكَذَا ذكره مُسلم فِي كثير من طرقه مضموم الْحَاء على وزن معيلي وَبَعْضهمْ همزه كَذَا بِغَيْر تَاء مَقْصُور مَهْمُوز وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ فِي آخر حَدِيث السَّوْدَاء هُنَاكَ وَقَيده فِي أول الحَدِيث بِزِيَادَة التَّاء وَغَيره قَيده فيهمَا هُنَاكَ حديئة على وزن فعيلة بِسُكُون الْيَاء مثل تميرة الحديا وَكَذَا قَيده هُوَ فِي هَذَا الحَدِيث فِي بَاب أَيَّام الْجَاهِلِيَّة وَلغيره هُنَا الحديا مَقْصُور غير مَهْمُوز كَمَا تقدم لبَعض رُوَاة مُسلم وشيوخه وَجَاء فِي بَعْضهَا الحدياة بِالتَّاءِ غير مَهْمُوز مشدد الْيَاء مَفْتُوحَة وَفِي بَعْضهَا الحديئة بِكَسْر الْيَاء وهمزة بعْدهَا قَالَ ثَابت وَصَوَابه يُرِيد فِي التصغير الحديئة على وزن فعيلة يُرِيد مثل تميرة وَقد ذكرنَا أَنه كَذَلِك فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة قَالَ ثَابت وَإِن شِئْت ألغيت الْهمزَة وشددت الْيَاء فَقلت الحدية يُرِيد مثل علية قَالَ وَإِن شِئْت التَّذْكِير فَقلت الحديا

والحدى مثل غزى وَفِي التَّأْنِيث حدية مثل غزيَّة وَقَالَ غَيره الحدية تَصْغِير حداة وَجمع الحداة حدا غير مَمْدُود قَالَه الْأَصْمَعِي وَقَالَ غَيره وحدان أَيْضا قَالُوا وحدو أَيْضا وَفِي الحَدِيث لَا بَأْس بقتل الحدو وَإِلَّا فعو قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ لُغَة فِي الحدا جمع حداة وَقَالَ لي أَبُو الْحُسَيْن بن سراج إِنَّمَا هُوَ على مَذْهَب الْوَقْف فِي هَذِه اللُّغَة وَكَذَلِكَ قَوْله إِلَّا فعو قلب الْألف واوا فِي الْكُسُوف حَدثنِي من أصدق حَدِيثه يُرِيد عَائِشَة كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي فِي حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعند العذري وَغَيره حَدثنِي من أصدق حسبته يُرِيد عَائِشَة وَقَوله فَحدث أَن هِرقل حِين قدم إيليا كَذَا هُوَ بِالْفَاءِ وَضم الْحَاء على مَا لم يسم فَاعله عِنْد بعض الروَاة وَعند الْأصيلِيّ والقابسي يحدث على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل رَاجع إِلَى الْمَذْكُور قبل وَفِي الْهِجْرَة أَن عَائِشَة حدثته عَن عبد الله بن الزبير فِي بيع أَو عَطاء أَعطَتْهُ بِضَم الْحَاء على مَا لم يسم فَاعله كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ حدثت وَهُوَ وهم بَين لِأَنَّهَا إِنَّمَا نقل إِلَيْهَا كَلَام ابْن الزبير فِيمَا فعلته فَهجرَته لذَلِك قَوْله سلسبيلا حَدِيدَة الجرية كَذَا لَهُم بدالين مهملتين قَالَ الْقَابِسِيّ صَوَابه حريدة الأولى رَاء أَي لينَة وَلَا أعرف حَدِيدَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا يعرف أَيْضا حريدة بالراء بِمَعْنى لينَة كَمَا قَالَ لَكِن فسر سلسبيل بسهل لينَة الجرية وَقيل اسْم للعين وَقيل عذب وَقيل هُوَ كَلَام مفصول أَي سل سَبِيلا إِلَيْهَا يَا مُحَمَّد قَوْله لَا يضرهم من كذبهمْ وَلَا من حداهم وَلَا من خالفهم كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ فِي بَاب إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء فِي كتاب التَّوْحِيد وحوق على حداهم وَعند عَبدُوس وَلَا من خذلهم مَكَان حداهم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَكَذَا رَوَاهُ بَعضهم عَن الْأصيلِيّ وللرواية الْأُخْرَى وَجه بِمَعْنى ينازعهم ويغالبهم يُقَال تحدى فلَان تَعَمّده ونازعه وغالبه وَفِي حَدِيث اقْرَءُوا الْقُرْآن مَا ائتلفت عَلَيْهِ قُلُوبكُمْ قَوْله آخر حَدِيث أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ بِمثل حَدِيث همام كَذَا للعذري وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي بِمثل حَدِيثهمَا وَكِلَاهُمَا يَصح لِأَن الحَدِيث قبل تقدم لهمام وَلِأَنَّهُ ذكر قبل حَدِيث أَحْمد بن سعيد حديثين حَدِيث يحيى بن يحيى وَحَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور وَفِي بَاب وضع الصَّبِي على الْفَخْذ قَول التَّيْمِيّ فَوَقع فِي قلبِي مِنْهُ شَيْء قلت حدثت بِهِ كَذَا وَكَذَا فَلم أسمعهُ من أبي عُثْمَان فَنَظَرت فَوَجَدته عِنْدِي مَكْتُوبًا فِيمَا سَمِعت ضَبطه بَعضهم حدثت على مَا لم يسم فَاعله بِضَم الْحَاء وَضَبطه بَعضهم بِفَتْحِهَا وَالْأول أحسن وَفِي الْكَلَام أشكال وَمَعْنَاهُ فَقلت فِي نَفسِي حدثت بِهِ كَذَا وَكَذَا أَي ذَاكر نَفسه فِيمَا شكّ فِيهِ من أَلْفَاظه حَتَّى وجده مُقَيّدا بِخَطِّهِ وَقَوله فِي حَدِيث ضمام بن ثَعْلَبَة أحد بني سعد بن بكر كَذَا للأصيلي وَلغيره أخوا وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى صَحِيح وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي تَفْسِير سُورَة يُوسُف وَفِي الْمَغَازِي عَن مَسْرُوق حَدَّثتنِي أم رُومَان وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء سَأَلت أم رُومَان كَذَا وَقعا هُنَا فِي البُخَارِيّ فِي هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ أَن مسروقا حدث بِهِ عَنْهَا أَنَّهَا حدثته وَأَنه سَأَلَهَا قيل هُوَ وهم ومسروق لم يدْرك أم رُومَان قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب كَذَا قَالَ أَبُو عوَانَة وَابْن فُضَيْل عَن حُصَيْن عَن أبي وَائِل عَن مَسْرُوق حَدَّثتنِي أم رُومَان وَلم يسمع مَسْرُوق من أم رُومَان وَقَالَ أَبُو عمر الحَدِيث مُرْسل وَرَوَاهُ الْحَرْبِيّ سَأَلت أم رُومَان قَالَ وسألها وَله خمس عشرَة سنة وَذكر أَنه صلى خلف أبي بكر وكلم عمر وَغَيره وأحال الْخَطِيب هَذَا كُله وَقَالَ لَعَلَّ

فصل الاختلاف والوهم

مُسلما تفطن لعلته فَلذَلِك لم يُخرجهُ يُرِيد من طَرِيق مَسْرُوق وَذكر أَنه رَوَاهُ عَن حُصَيْن مُعَنْعنًا قَالَ فَلَعَلَّهُ رَوَاهُ لهَؤُلَاء عِنْد اخْتِلَاطه فقد ذكر أَنه اخْتَلَط آخر عمره فَوَهم فِي ذَلِك وَقد رَوَاهُ أَبُو سعيد الْأَشَج عَن ابْن فُضَيْل عَن حُصَيْن عَن أبي وَائِل عَن مَسْرُوق فَقَالَ فِيهِ سَأَلت أم رُومَان قَالَ الْخَطِيب وَهَذَا أشبه فقد يكْتب بعض النَّاس هَذِه الْهمزَة ألفا فقرأها من لم يحفظ سَأَلت ثمَّ غَيرهَا من حدث بِهِ على الْمَعْنى فَقَالَ حَدَّثتنِي وَالله أعلم وَفِي الْجِهَاد فِي بَاب دُعَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النَّاس لَوْلَا الْحيَاء يَوْمئِذٍ من أَن يأثر أَصْحَابِي عني الْكَذِب لحدثته حِين سَأَلَني عَنهُ كَذَا لبَعض رُوَاة البُخَارِيّ هُنَا وللمروزي لحدثته عني حِين سَأَلَني عَنهُ وَعند الْجِرْجَانِيّ لكذبته حِين سَأَلَني عَنهُ وَهُوَ الْوَجْه وَالصَّوَاب الْحَاء مَعَ الذَّال (ج ح اء) قَوْله وَوَلَّتْ حذاء مُدبرَة أَي سريعة خَفِيفَة قد انْقَطع آخرهَا (ح ذ ف) قَوْله فِي بَاب حفظ الْعلم فِي زِيَادَة الْمُسْتَمْلِي فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي نِسْيَان الحَدِيث وَقَوله أبسط رداءك فبسطته فغرف بيدَيْهِ ثمَّ قَالَ ضمه قَوْله عَن ابْن أبي فديك قَالَ يحذف بيدَيْهِ فِيهِ أَي كَأَنَّهُ يَرْمِي بيدَيْهِ فِي رِدَائه شَيْئا مثل قَوْله يغْرف قبل فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله حذفه بِالسَّيْفِ وحذفه بعصا أَي رَمَاه بِهِ إِلَى جَانب والحذف الرَّمْي إِلَى جَانب وَقَوله أحذف فِي الآخريين أَي انقص من طولهما يَعْنِي الصَّلَاة عَن طول الْأَوَّلين (ح ذ و) قَوْله فِي الضَّالة مَعهَا حذاؤها بِكَسْر الْحَاء مَمْدُود اسْتعَار لإخفافها وقدرتها على السّير وَقطع الْبِلَاد لَفْظَة الْحذاء الَّذِي يقطع بِهِ الْمَاشِي سَفَره ويستعين بِهِ على كَثْرَة مَشْيه وَهُوَ النَّعْل وَأَصله الْوَاو من حذوته حذاء فَسُمي بمصدره وَقَوله حداء الإِمَام وَجَعَلَنِي حذاءه وحذاء أبي بكر أَي إزاءه وَإِلَى جَانِبه وَمِنْه وَإِن الشجاع منا للَّذي يُحَاذِي بِهِ وَمِنْه حَاذَى الْمنزل فِي الحَدِيث الآخر وحذا أُذُنَيْهِ وحذا مَنْكِبَيْه وحاذوا بالمناكب أَي بَعْضهَا حذاء بعض وحذو قديد مثله (ح ذ ى) قَوْله فيحذين من الْغَنِيمَة وَأما أَن يحذيه مِنْهُ أَي يُعْطِيهِ أحذيت الرجل أَعْطيته وحذوته أَيْضا وَالِاسْم الحذيا والحذيا والحذية والحذية. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب من اطلع فِي بَيت قوم فخذفته بحصاة كَذَا للقابسي بِالْحَاء الْمُهْملَة ولكافة الروَاة فحذفته بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا الْمُسْتَعْمل فِي الْحَصَاة وَشبههَا الْحَاء مَعَ الرَّاء (ح ر ب) قَوْله تركناهم محروبين أَي مسلوبين حَرْب الرجل سلب خريبته وَهِي مَاله إِذا حَرْب فَهُوَ حريب ومحروب وَيكون أَيْضا أَصَابَهُم الْحَرْب وَهُوَ الْهَلَاك وَبِه سمي الْحَرْب وَقَوله فِي الدّين وَآخره حَرْب أَي حزن وَيَأْتِي فِي فصل الْخلاف وَالوهم وَقَوله تركز لَهُ الْحُرِّيَّة بِسُكُون الرَّاء قيل هُوَ الرمْح الْكَامِل وَلَيْسَ بالعريض النصل وَجمعه حراب وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ العريض النصل حَكَاهُ الْحَرْبِيّ (ح ر ج) وَقَوله فِي الضَّيْف حَتَّى يحرجه أَي يغضبه ويضيق عَلَيْهِ من الْحَرج وَهُوَ الضّيق فِي الصَّدْر وَغَيره وَقيل يحرجه يؤثمه من الْحَرج وَهُوَ الْإِثْم وَمَعْنَاهُ أَن يمن عَلَيْهِ ويؤذيه بذلك وَيَأْثَم أَو يتَكَلَّم بِمَا يَأْثَم بِهِ وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى يؤثمه أَي يسبب لَهُ الْإِثْم بالسخط والحرج وَذكره بِسوء وَهُوَ تَفْسِير مَا تقدم وَقَوله حدثوا عني وَلَا حرج وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج أَي لَا إِثْم عَلَيْكُم أَولا منع فِيهِ أَي أَن الحَدِيث عني وعنهم مُبَاح غير مَمْنُوع وَلَا مضيق فِيهِ وَلَا

(ح ر ر)

يستبعد مَا صَحَّ من الْأَخْبَار عَن عجائب بني إِسْرَائِيل وَلَا يُنكر الحَدِيث عَنْهَا وَقيل وَلَا حرج أَي أَن تركْتُم الحَدِيث عَن بني إِسْرَائِيل بِخِلَاف الحَدِيث عني الَّذِي لزمكم تبليغه من بعدكم وَقَوله قتل الْحَيَّات حرجوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا تَأَوَّلَه ملك أَن يَقُول أَنا أحرج عَلَيْك أَلا تبدو لنا وَألا تؤذينا وَغَيره يتَأَوَّل ذَلِك بِكُل كَلَام فِيهِ التَّضْيِيق عَلَيْهَا والمناشدة بِأَلْفَاظ الْحَرج والعهود الضيقة وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس كرهت أَن أحرجكم كَذَا روينَاهُ بِالْحَاء الْمُهْملَة فِي رِوَايَة عَليّ ابْن حجر فِي حَدِيث ابْن عمر وَابْن عَبَّاس فِي كتاب مُسلم وَفِي بَاب هَل يُصَلِّي الإِمَام بِمن حضر وَفِي بَاب الرُّخْصَة إِن لم تحضر الْجُمُعَة فِي الْمَطَر فِي كتاب البُخَارِيّ من جَمِيع الرِّوَايَات أَي أضيق عَلَيْكُم وأشق بإلزامكم السَّعْي إِلَى الْجَمَاعَة فِي الْمَطَر والطين وَجَاء فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كرهت أَن أوثمكم أَي أَن أكون سَبَب اكتسابهم الْإِثْم بحرجكم لمَشَقَّة الطين والمطر فَرُبمَا سخط الْمَرْء أَو تكلم عِنْد ذَلِك بِكَلَام يؤثم فِيهِ وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات أَن أخرجكم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَله وَجه وَيدل عَلَيْهِ مَا بعده فتمشون فِي الطين وَفِي الحَدِيث الآخر تحرجوا أَن يطوفوا وَكَانُوا يتحرجون أَي خَافُوا الْحَرج وَالْإِثْم كَذَا فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وتفسره الرِّوَايَة الْأُخْرَى للطبري والعذري فتخوفوا وَعند السجْزِي تحوبوا أَي خَافُوا الْحُوب وَالْإِثْم وَكله بِمَعْنى وَاحِد وَقَوله فَلَمَّا أَكْثرُوا من التَّذْكِرَة والتحريج أَي تخويف الْإِثْم (ح ر ر) وَقَوله الحرور بِفَتْح الْحَاء الْحر وَمِنْه فِي حَدِيث جَهَنَّم فَمَا وجدْتُم حرا أَو حرورا قيل الحرور استيقاد الْحر ووهجه بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَأما السمُوم فَلَا يكون إِلَّا بِالنَّهَارِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الحرور بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْس وَقَالَ الْكسَائي الحرور السمُوم وَقَوله جلاميد الْحرَّة وحرة الْمَدِينَة وشراج الْحرَّة الْحرَّة كل أَرض ذَات حِجَارَة سود بَين جبلين وَإِنَّمَا يكون ذَلِك من شدَّة الْحر وَالشَّمْس فِيهَا وَجَمعهَا حرار وحر وحرات وأحرون فِي الرّفْع وأحرين فِي النصب والخفض وَيَأْتِي تَفْسِير الشراج وَقَوله حر وَجههَا أَي صفحته وَمَا دق من بَشرته وحرارة الجبين مَا رق مِنْهُ وَالْحر من كل شَيْء أَعْلَاهُ وأرفعه وَقَوله استحر الْقَتْل فِي أهل اليمامه أَي كثر وَاشْتَدَّ ويستحل الْحر وَالْحَرِير اسْم لفرج الْمَرْأَة مَعْلُوم وَرَوَاهُ بَعضهم الْحر مشدد وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب قيل أَصله الْحَاء فِي آخِره وتلحق بِالْجمعِ فحذفت وَقَوله خَزًّا وَلَا حريرة أَي الْقطعَة من الْحَرِير وَقَوله أحرورية أَنْت مَنْسُوب إِلَى خوارج حروراء قَرْيَة بهَا تعاقدوا على رَأْيهمْ وَقَوله ول حارها من تولى قارها أَي ول شدتها ومشقتها من تولى خَيرهَا ودعتها قَالَه الْحسن بن عَليّ لِأَبِيهِ حِين أمره بِحَدّ الْوَلِيد بن عقبَة (ح رز) قَوْله أحرزت مَا كَانَ أَي حُزْته وَقَوله لما كَانَ يَوْم بدر خرجت إِلَى جبل لَا حرزه يَعْنِي أُميَّة بن خلف أَي أخلصه فِيهِ وأحوطه (ح ر م) قَوْله خمس يقتلن فِي الْحل وَالْحرم وَفِي رِوَايَة فِي الْحرم وَالْإِحْرَام بِفَتْح الرَّاء والحاء فيهمَا أَي فِي حرم مَكَّة وَالْمَكَان الْمحرم مِنْهَا الصَّيْد فِيهِ وَجَاء فِي رِوَايَة زُهَيْر هُنَا فِي الْحرم وَالْإِحْرَام بضمهما أَي الْمَوَاضِع الْحرم جمع حرَام كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) وَأَنْتُم حرم (قَوْله حرمت الظُّلم على نَفسِي من مجَاز الْكَلَام أَي تقدست وَتَعَالَيْت عَنهُ فَإِنَّهُ لَا يَلِيق بِي كالشيء الْمحرم الْمَمْنُوع على النَّاس وَقَوله أشهر الْحَج وَحرم الْحَج بضمهما جمعا كَذَا لجملتهم وَضَبطه الْأصيلِيّ بِفَتْح الرَّاء كَأَنَّهُ يُرِيد الْأَوْقَات والمواضع أَو الْأَشْيَاء أَو الْحَالَات الْحرم فِيهِ جمع حرَام كَمَا تقدم وعَلى الْفَتْح فِي الرَّاء أَيْضا كَذَلِك إِلَّا أَنه

(ح ر ف)

جمع حُرْمَة أَي ممنوعات الْحق ومحرماته وَلذَلِك قيل للْمَرْأَة الْمُحرمَة على قريبها حُرْمَة وَتجمع حرما وَيُقَال لَهَا أَيْضا محرم بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وللرجل كَذَلِك وَفِي الحَدِيث أَنا لم نرده عَلَيْك إِلَّا أَنا حرم أَي محرمون جمع حرَام وَقَوله الْمَدِينَة حرم مَا بَين كَذَا إِلَى كَذَا أَي مُحرمَة أَي مَمْنُوعَة من قطع شَجَرهَا وَقَوله أما علمت أَن الصُّورَة مُحرمَة يحْتَمل محرم ضربهَا وَيحْتَمل أَن مَعْنَاهَا ذَات حُرْمَة وَفِي الحَدِيث الآخر طيبت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لحرمه ولحله كَذَا روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ هُنَا ضم الْحَاء وَكسرهَا فِي كتاب مُسلم عَن شُيُوخنَا وَالضَّم أَكثر لَهُم فِي الرِّوَايَة وَكَذَا ضبطناه على شَيخنَا أبي الْحسن فِي كتاب الْهَرَوِيّ بِالضَّمِّ وَكَذَا أتقنه الْخطابِيّ وخطا أَصْحَاب الحَدِيث فِي كسرهَا وفسروه بإحرامه وقيدناه عَلَيْهِ فِي كتاب ثَابت بِالْكَسْرِ وَقَالَ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بِالضَّمِّ وَصَوَابه بِالْكَسْرِ كَمَا يُقَال لِحلِّهِ وَفِي قِرَاءَة عبد الله بن عَبَّاس وَحرم على قَرْيَة أهلكناها بِالْكَسْرِ وَالْحرَام وَحرَام بِمَعْنى وَفِي إِثْم الغادر فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله كَذَا لَهُم أَي بِتَحْرِيمِهِ وَقيل الْحُرْمَة الْحق أَي بِالْحَقِّ الْمَانِع من تَحْلِيله وَعند الْأصيلِيّ يحرمه الله وَالْأول أوجه (ح ر ف) قَوْله أَن حرفتي أَي كسبي وَقَوله يحترف للْمُسلمين أَي يكْتَسب لَهُم مَا يَنْفَعهُمْ أَو يكون بِمَعْنى يجازيهم يُقَال أحرف الرجل إِذا جازى على خير أَو شَرّ وَقَوله وَقَالَ بِيَدِهِ فحرفها كَأَنَّهُ يُرِيد الْقَتْل أَي وصف بهَا قطع السَّيْف وَحده وَقَوله أنزل هَذَا الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف جمع حرف وَاخْتلف فِي مَعْنَاهُ فَقَالَ سبع لُغَات مفرقة فِي الْقُرْآن وَقيل سَبْعَة أَحْكَام وَقيل سبع قراءات وَقيل غير هَذَا وَقد فسرناه فِي شرح مُسلم وبسطناه وَقَوله فِي النِّسَاء وَكن لَا يؤتين إِلَّا على حرف أَي على جَانب غير مستلقية وَلَا مجيبة (ح ر ق) قَوْله الحرق شَهِيد هُوَ المحترق بِفَتْح الْحَاء وَكسر الرَّاء وَعند بعض رُوَاة الْمُوَطَّأ الْحَرِيق بياء مثل جريح وَفِي الحَدِيث فِي الضَّالة حرق النَّار هَذَا بفتحهما مَعًا قَالَ ثَعْلَب هُوَ لهبها يفضى بآخذها إِلَى الْعَذَاب بذلك وَقَوله فَإِذا رجل من الْمُشْركين قد أحرق الْمُسلمين أَي أثخن فيهم كَأَنَّهُ عمل فيهم مَا تعمله النَّار بإحراقها وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ يغيظهم من قَوْلهم فلَان يحرق عَلَيْك الأرم أَي يصرف أنيابه غيظا وَقَوله وَيذْهب حراقه أَي مَا فِيهِ من حرق النَّار وأثرها (ح ر س) قَوْله حريسة الْجَبَل هِيَ مَا فِي المراعي من الْمَوَاشِي فحريسة بِمَعْنى محروسة أَي أَنَّهَا وَإِن حرست بِالْجَبَلِ فَلَا قطع فِيهَا قَالَ أَبُو عبيد وَبَعْضهمْ يَجْعَلهَا السّرقَة نَفسهَا يُقَال حرس يحرس حرسا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هِيَ الَّتِي تحترس أَي تسرق من الْجَبَل قَالَ يَعْقُوب المحترس الَّذِي يسرق الْإِبِل وَالْغنم ويأكلها وَمِنْه قَوْله ويحريسه احترسها أَي أَخذهَا اشتق فعلهم بهَا من اسْمهَا وَفِي رِوَايَة ابْن المرابط اختلسها وَالْوَجْه مَا تقدم (ح ر ش) قَوْله محرشا على فَاطِمَة بالراء والشين الْمُعْجَمَة أَي مغريا بهَا وَمثله قَوْله فِي التحريش بَينهم عَن إِبْلِيس أَي الإغراء وَمِنْه التحريش بَين الْبَهَائِم أَي إغراء بَعْضهَا وَحمله على بعض (ح ر ى) قَوْله لَا تتحروا بصلاتكم طُلُوع الشَّمْس ويتحرى أَمَاكِن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وفليتحر الصَّوَاب ويتحرون بهداياهم يَوْم عَائِشَة ويتحرى الصدْق ويتحرى الْكَذِب التَّحَرِّي طلب الصَّوَاب وَطلب نَاحيَة الْمَطْلُوب وقصده وَالْحر النَّاحِيَة وَقَوله حرى أَن خطب أَي حقيق وحليق وَيُقَال حر أَيْضا وَيُقَال حرى أَيْضا والإثنان

فصل الاختلاف والوهم

والجميع والمذكر والمؤنث فِيهَا على لفظ وَاحِد وَقَالَ ثَعْلَب إِذا قلت حرا بِالْفَتْح لم تثن وَلم تجمع وَإِذا قلت حرى أَي حرثنبت وجمعت وَمَا أحراه أَن يفعل مَا أحقه وحرى أَن يكون كَذَا بِمَعْنى عَسى فعل غير متصرف وَأَحْرَى للصَّوَاب أَي أحقه وأقربه إِلَيْهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الدّين فَإِن آخِره حَرْب بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء أَي حزن كَذَا ضبطناه بفتحهما عَن كَافَّة شُيُوخنَا وأتقنه الجياني حَربًا بِالسُّكُونِ أَي مشارة ومخاصمة كالحرب أَو هَلَاك وسلب لمَاله وَالْحَرب الْهَلَاك وَبِه سميت الْحَرْب وَحرب الرجل إِذا سلب مَاله وَكَذَلِكَ الدّين سَبَب لهَذَا وَقد يَصح على هَذَا بِالْفَتْح وَيرجع إِلَى نَحْو مِنْهُ أَي مخاصمة ومغاضبة يُقَال حَرْب الرجل إِذا غضب حَربًا وَقَوله أخذناها فِي حرابة كَذَا بِالْحَاء الْمُهْملَة لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن يحيى وَعند ابْن المشاط عَن ابْن وضاح خرابة بخاء مُعْجمَة الْحِرَابَة بِالْمُهْمَلَةِ فِي كل شَيْء من سَرقَة المَال وَأَخذه وبالخاء الْمُعْجَمَة تخْتَص بِسَرِقَة الْإِبِل فَقَط وَقَوله فِي سنى أَوْطَاس فتحرجوا أَي خَافُوا لحرج وَالْإِثْم كَذَا لِابْنِ ماهان والسمرقندي وللعذري والطبري فتخوفوا بِمَعْنَاهُ وللسجزي فتحوبوا بِمَعْنَاهُ أَيْضا أَي خَافُوا الْحُوب وَهُوَ الْإِثْم وَقَوله وَعَلِيهِ خميصة حريثية كَذَا لرواة البُخَارِيّ بحاء مَضْمُومَة بعْدهَا رَاء ثمَّ يَاء التصغير ثمَّ ثاء مُثَلّثَة بعْدهَا يَاء مُشَدّدَة منسوبة إِلَى حُرَيْث رجل من قضاعة وَكَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم وَقد ذكرنَا الِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْجِيم قَوْله وَأَنَّهَا لم تكن نبوة إِلَّا تناسخت حَتَّى تكون عَاقبَتهَا ملكا وستخبرون وتجربون كَذَا لكافتهم وَعند ابْن أبي جَعْفَر وستحرمون من الحرمان وَله وَجه لَكِن الأول أوجه قَوْله فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فحرز عبَادي إِلَى الطّور كَذَا عِنْد أَكْثَرهم بالراء وَعند بَعضهم فحوز بِالْوَاو وَكِلَاهُمَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَهَذَا الَّذِي صحّح بَعضهم وَرجح وَكِلَاهُمَا عِنْدِي مُتَقَارب صَوَاب لِأَن كل مَا حوزته فقد أحرزته وَرَوَاهُ بَعضهم حدر بِالدَّال أَي أنزلهم إِلَى جِهَته فِي السّلم فِي النَّهْي عَن بيع النّخل حَتَّى يحرز كَذَا للجرجاني والقابسي وعبدوس بِتَقْدِيم الرَّاء وَعند الْأصيلِيّ للمروزي بِتَقْدِيم الزَّاي وَهُوَ الْوَجْه وَكَذَا فِي كتاب مُسلم وَجَاء فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ على الشَّك فِي اللَّفْظَيْنِ مَعًا وَمعنى الحزر هُنَا إِمْكَان خرصه وَهُوَ حزره والحزر التَّقْدِير وَأما الْحِرْز بِتَقْدِيم الرَّاء فَإِن صحت الرِّوَايَة فَيكون وَجهه أَنه إِنَّمَا يتحفظ بِهِ ويحرز مِمَّن يختانه غَالِبا عِنْد ابْتِدَاء طيبه إِذْ حِينَئِذٍ تكْثر الرَّغْبَة فِيهِ وَقد يكون أَيْضا حزر تَقْدِيره وتجري خرصه قَوْله فِي الْمَصَاحِف فِي بَاب جمع الْقُرْآن وَأمر بِكُل صحيفَة أَو مصحف أَن يحرق كَذَا للمروزي بِالْحَاء الْمُهْملَة وللجماعة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّوَاب رِوَايَة الْمروزِي قَالَ الْقَابِسِيّ وَهُوَ الَّذِي أعرف ووجدتها مُهْملَة فِي كتاب الْأصيلِيّ وَرُوِيَ عَنهُ بَعضهم الْوَجْهَيْنِ وَإِن رِوَايَة الْمروزِي مَا تقدم والمروى أَنَّهَا أحرقت بعد أَن محيت بِالْمَاءِ ليذْهب أَثَرهَا وعينها وَيكون أصون لما عساه يبْقى من رسوم الْخط فِيهَا وَمَعَ التخريق والتمزيق لَا يكون ذَلِك بل تكون مطرحة فِي غير مَوَاضِع الصيانة وَيبقى الأشكال والداخلة وَسبب الْخلاف فِيمَا عساه يفك من الْحُرُوف الْبَاقِيَة فِيهَا وَقَوله فِي بَاب الْقَضَاء فِي الْعَيْب فِي الْمُوَطَّأ وَبِه عيب من حرق كَذَا عِنْد أَكثر الروَاة وَكَذَا ضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون

(ح ز ب)

الرَّاء وَضَبطه الجياني حرق بِفَتْح الرَّاء وَعند ابْن الْقَابِسِيّ خرق بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَرَوَاهُ بَعضهم بضَمهَا والحرق بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء التقطيع من دق الْقصار والكماد وَغَيره وَقيل فِيهِ حرق بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الرَّاء وَقد يكون الحرق بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وَسُكُون الرَّاء أَيْضا من النَّار فِي بَاب قَوْله) وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا (بَينا أَنا أَمْشِي مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خرب الْمَدِينَة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء وَآخره بَاء بِوَاحِدَة كَذَا لجَمِيع رُوَاة البُخَارِيّ هُنَا وَله فِي غير هَذَا الْموضع حرث بِالْحَاء الْمُهْملَة وَآخره تَاء مُثَلّثَة وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب وَمثله رِوَايَة مُسلم أَيْضا فِي الحَدِيث الآخر فِي نخل وَقَوله لأجده يتحدر مني مثل الحريرة كَذَا رَوَاهُ عَن أبي مُصعب فِي الْمُوَطَّأ بحاء مُهْملَة ورائين مهملتين شبهه بالحساء وَرِوَايَة الكافه من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَغَيرهم مثل الخريزة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَآخره زَاي شبه نقطته وَمَا يتحدر مِنْهُ بالخرزة وَاحِدَة الخرز وَفِي سحر يهود للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقلت أَفلا أحرقته كَذَا الرِّوَايَة فِي أَكثر النّسخ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْقَاف وَرَوَاهُ بَعضهم أَفلا أخرجته وَصَوَّبَهُ بَعضهم كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر بعده وَلقَوْله كرهت أَن أثير على النَّاس شرا وَقد يَصح الْمَعْنى عِنْدِي على الرِّوَايَتَيْنِ لِأَنَّهُ لَا يحرقه حَتَّى يُخرجهُ بل أحرقته هُنَا أشبه بإبطاله وتعفية أَثَره من دَفنه لما يخْشَى من بَقِيَّة شَره مَعَ بَقَاء ذَاته وَقد أخرج مُسلم بعد هَذَا من رَوَاهُ أخرجته بدل أَن الحَدِيث الأول أحرقته وَترْجم البُخَارِيّ بَاب حرق الْحَصِير كَذَا عِنْدهم وَصَوَابه إحراق وَقَوله أرضعيه خمس رَضعَات فَتحرم بلبنها كَذَا لأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن يحيى بِفَتْح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَفتح الْحَاء وَشد الرَّاء وَرَوَاهُ أَبُو عمر فَتحرم على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل وَكَذَا وَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا فِي الملخص من كتاب حَاتِم تحرم كَالْأولِ وَهُوَ أظهر لِأَن هَذَا اللَّفْظ لَيْسَ من لفظ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِنَّمَا أخبر بذلك الرَّاوِي عَن حَال سَالم بعد الرَّضَاع وَفِي البُخَارِيّ بَاب الْحلق وَالتَّقْصِير عِنْد الْإِحْرَام كَذَا للقابسي وَابْن السكن وَعند أبي ذَر والأصيلي عِنْد الْإِحْلَال وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب نِكَاح الرجل أم امْرَأَته لَو أَن رجلا نكح امْرَأَة فِي عدتهَا نِكَاحا حَرَامًا فأصابها حرمت على ابْنه كَذَا لِابْنِ بكير وَابْن الْقَاسِم وَعند يحيى ابْن يحيى نِكَاحا حَلَالا وَلابْن وهب وَابْن زِيَاد نِكَاحا لَا يصلح وَلابْن نَافِع على وَجه النِّكَاح وَكله صَحِيح رَاجع إِلَى معنى فَإِن النِّكَاح فِي الْعدة حرَام وَقَوله حَلَالا أَي قصد النِّكَاح الْحَلَال بعقده لَا الزِّنَى كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ على وَجه النِّكَاح أَو نِكَاحا لَا يصلح وَقَوله فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فأمنن اعط بِغَيْر حِسَاب بِغَيْر حرج مَعْنَاهُ بِغَيْر ضيق فِي النَّفَقَة وَالعطَاء كَذَا رَوَاهُ الكافة وَعند الْأصيلِيّ بِغَيْر خراج وَهُوَ وهم وَفِي الاسْتِسْقَاء بَاب تَحْرِيك الرِّدَاء كَذَا للجرجاني وَلغيره تَحْويل وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله وَهُوَ نَائِم فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَعند الْأصيلِيّ فِي بَاب صفة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعلامات نبوته فِي مَسْجِد الْحَرَام على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه وَله أَمْثِلَة كَثِيرَة الْحَاء مَعَ الزَّاي (ح ز ب) قَوْله كَانَ إِذا حزبه أَمر أَي نابه وألم بِهِ وطفقت حمنه تحازب لَهَا رويناها بِضَم التَّاء وَفتحهَا أَي تتعصب لَهَا وتسعى فِي حزبها وَقَوله وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده وغزوة الْأَحْزَاب هم الجموع المجتمعة لحربه من قبائل شَتَّى وَقَوله من نَام عَن حزبه هُوَ مَا يَجعله الْإِنْسَان

فصل الاختلاف والوهم

على نَفسه من صَلَاة أَو قِرَاءَة وأصل الحزب النّوبَة فِي وُرُود المَاء وَيقْرَأ حزبه من الْقُرْآن مثله (ح ز ر) قَوْله لَا تَأْخُذُوا من حزرات النَّاس بِفَتْح الْجَمِيع وَتَقْدِيم الزَّاي خِيَار الْأَمْوَال وأحدها حزرة بِسُكُون الزَّاي وَيُقَال أَيْضا حرزات بِتَقْدِيم الرَّاء وَالرِّوَايَة فِي هَذِه الْأُمَّهَات بِتَقْدِيم الزَّاي وهما صَحِيحَانِ قَوْله فحزرته وحزرتهم وحزرنا قِرَاءَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي قدرت وَقَوله لم أرد إِلَّا حرز عقلك أَي اختباره وَمَعْرِفَة مِقْدَار علمك وَقَوله حَتَّى تحزر أَي تخرص وَكله من التَّقْدِير (ح ز ز) قَوْله يحتز من كتف شَاة وَإِلَّا حزله حزة أَي قطع والحز الْقطع بالسكين وَنَحْوه والحزة بِالضَّمِّ الْقطعَة من اللَّحْم وَقَالَ بَعضهم الحز قطع فِي اللَّحْم غير باين وَهَذَا الحَدِيث يرد قَوْله وَيدل أَنه بَائِن لِأَنَّهُ قَالَ فَإِن كَانَ حَاضرا أعطَاهُ وَإِلَّا خبأ لَهُ وَقَوله فِي حزتها تقدم فِي حرف الْحَاء وَالْجِيم (ح ز م) قَوْله وَقد حزم على بَطْنه بتَخْفِيف الزَّاي أَي شدّ عَلَيْهِ حزاما (ح ز ن) قَوْله أعوذ بك من الْهم والحزن قيل هما بِمَعْنى وَمرَاده الْحزن على مَا فَاتَ من الدُّنْيَا الَّذِي نهى الله عَنهُ فاستعاذ عَلَيْهِ السَّلَام مِنْهُ وَتَكون استعاذته أَيْضا من الْهم بِأُمُور الدُّنْيَا وَقيل الْفرق بَين الْهم والحزن أَن الْحزن لما مضى وَفَاتَ والهم بِمَا يَأْتِي وَهُوَ الْغم للفكرة مِمَّا يخافه أَو يرجوه من الْهم برزقه أَو من الْفقر أَو توقع حوادث الدَّهْر يُقَال مِنْهُ حزنني وأحزنني وَقُرِئَ بهما ليحزنني أَن تذْهبُوا بِهِ أَو ليحزنني وَقَالَ أَبُو حَاتِم أحزنني فِي الْمَاضِي وحزنني فِي الْمُسْتَقْبل (ح ز ق) حزقان من طير أَي جماعتان بِكَسْر الْحَاء والحزق والحزيقة الحزيق والحازقة الْجَمَاعَة (ح ز ى) وَقَوله وَكَانَ هِرقل حزاء ينظر فِي النُّجُوم بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد الزَّاي مَمْدُود الحزاء والحازي المتكهن يُقَال مِنْهُ تحزى وحزى يحزي ويحزوا إِذا تكهن وَقد فسره فِي الحَدِيث بقوله ينظر فِي النُّجُوم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فطفقت حمنه تحازب لَهَا بالزاي فِي رِوَايَة الْجُمْهُور وللأصيلي تحارب بالراء وَالْأول أظهر أَي تتعصب لَهَا وَتظهر أَنَّهَا فِي حزبها وَتقدم فِي حرف الْجِيم وَالرَّاء حَدِيث ابْن الزبير وَقَول من رَوَاهُ يحزبهم لذَلِك وَالْخلاف فِيهِ قَوْله فحبسناه على خزير صنعناه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة بعْدهَا زَاي وَآخره رَاء وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى خزيرة بِزِيَادَة تَاء كَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ لرواتهما بِالْوَجْهَيْنِ وَوَقع فِي كتاب الصَّلَاة من كتاب البُخَارِيّ من رِوَايَة الْقَابِسِيّ حزيرة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَهُوَ وهم وتصحيف وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَطْعِمَة تَفْسِير الخزيرة لحم يقطع صغَارًا وَيصب عَلَيْهِ مَاء كثير فَإِذا نضج در عَلَيْهِ الدَّقِيق فَإِن لم يكن فِيهَا لحم فَهِيَ عصيدة وَقَالَ الْخَلِيل الخزيرة مرقة تصفى من بلالة النخالة ثمَّ تطبخ وَقَالَ يَعْقُوب نَحْو قَول ابْن قُتَيْبَة وَلَكِن قَالَ يكون من لحم بَات لَيْلَة وَلَا يُسمى خزيرة إِلَّا وفيهَا لحم وَقيل الخزيرة والخزير الحساء من الدسم والدقيق وَقَوله فذروها فِي اليم فِي يَوْم حَاز كَذَا للمروزي بزاء مُشَدّدَة فِي كتاب بني إِسْرَائِيل وَفَسرهُ فَقَالَ يحز بِبُرْدَةٍ أَو حره وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ عَنهُ وَكَذَا لأبي ذَر وَلأبي الْهَيْثَم حَار بالراء وَأَشَارَ بَعضهم إِلَى تَفْسِيره بالشدة أَي لشدَّة رِيحه وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات عَن الْقَابِسِيّ بالنُّون حَان وللنسفي حَار أَو رَاح بالراء فيهمَا وَفِي حَدِيث مُسَدّد يَوْمًا رَاحا وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل أول الْبَاب وَأَصَح هَذِه الرِّوَايَات

(ح ط ا)

رِوَايَة من قَالَ فِي يَوْم رَاح أَو يَوْمًا رَاحا أَي ذُو ريح شَدِيدَة كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث فِي الْبَاب وَغَيره فِي يَوْم عاصف وَفِي آخر فِي الرّيح وَفِي آخر فِي يَوْم ريح عاصف وَقَوله فِي حَدِيث ورقة لَا يحزنك الله أبدا كَذَا رِوَايَة معمر عَن ابْن شهَاب بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون من الْحزن وَفِي رِوَايَة عقيل وَيُونُس عَن ابْن شهَاب لَا يخزيك بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْيَاء من الخزي والفضيحة وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله فِي طروق الْأَهْل مَخَافَة أَن يحزنهم كَذَا لِابْنِ السكن بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي من الْحزن وَعند الْأصيلِيّ والقابسي والنسفي وَغَيرهم يخونهم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وبالواو من الْخِيَانَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسلم وَهُوَ الصَّحِيح أَي يطلع مِنْهُم على خِيَانَة وَقيل ينتقصهم بذلك وَقيل يفاجئهم وَهَذَا التَّأْوِيل يَصح على ضبط من ضَبطه يخونهم بِفَتْح الْيَاء وَضم الْخَاء وبدليل قَوْلهم ويلتمس عثرتهم وَقَوله فِي بَاب الْجِزْيَة وَالْمُوَادَعَة رُبمَا أشهدك الله مثلهَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم يندمك وَلم يحزنك كَذَا للقابسي من الْحزن وَصَوَابه مَا للكافة وَلم يخزك بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة من الخزي وَقَوله فِي حَدِيث الْفطر فِي السّفر فتحزم المفطرون وَعمِلُوا كَذَا هُوَ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي فِي رِوَايَة جَمِيع شُيُوخنَا عَن رُوَاة مُسلم وَضَبطه ابْن سعيد عَن السجْزِي فتخدم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة وَصوب هَذِه الرِّوَايَة القَاضِي الْكِنَانِي وَعِنْدِي أَن الأولى صَوَاب أَيْضا بنية ان تشمر والخدمة الصائمين فَلَا يُنكر شدّ الميئزر لذَلِك حَقِيقَة أَو اسْتِعَارَة للْجدّ فِي الْعَمَل كَمَا قيل فِي قَوْله إِذا دخل رَمَضَان شدّ المئزر وَقَوله فِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان أَنَّهُمَا يأتيان كَأَنَّهُمَا حزقان من طير صواف كَذَا هُوَ عِنْد السَّمرقَنْدِي بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الزَّاي وقاف مَفْتُوحَة أَي جماعتان وَرَوَاهُ العذري والسجزي فرقان بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَكَذَا كَانَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر لَا غير وَالْأول الْمَعْرُوف فِي المصنفات الْحَاء والطاء (ح ط ا) قَوْله فحطاني حطاة بحاء وطاء مهملتين والطاء ساكنه مَهْمُوز فسره فِي كتاب مُسلم قفدني قفدة وَمَعْنَاهُ الصفع بالكف على الرَّأْس وَقيل فِي الْعُنُق وَكَذَا روينَاهُ مهموزا وَقَالَهُ كَذَلِك بعض أهل اللُّغَة وفسروه بِالضَّرْبِ بالكف بَين الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ قريب وَقَالَهُ ابْن الْأَعرَابِي حطاني حطوة غير مَهْمُوز وَقَالَ الحطو تحريكك الشَّيْء مزعزعا لَهُ وَقيل حطاني دفعني (ح ط ط) وَقَوله حطة فَقَالُوا حِنْطَة حَبَّة فِي شعيرَة مَعْنَاهُ قُولُوا حط عَنَّا ذنوبنا فبدلوا ذَلِك وحطت عَنهُ خطاياه أَي أزيلت وأسقطت قَوْله وحطت إِلَى الشَّاب أَي مَالَتْ ناحيته (ح ط م) قَوْله فَبل حطمة النَّاس بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الطَّاء أَي زحمتهم حَتَّى يحطم بَعضهم بَعْضًا أَي يكسرهُ وَفِي صفة جَهَنَّم يحطم بَعْضهَا بَعْضًا أَي يَأْكُل بَعْضهَا بَعْضًا وَبِذَلِك سميت الحطمة لِأَنَّهَا تحطم كل شَيْء وَفِي الحَدِيث وَشر الرعاء الحطمة بِضَم الْحَاء وَفتح الطَّاء أَي العنيف فِي رَعيته المَال الَّذِي يلقى بعضه على بعض حَتَّى يحطمه وَيُقَال أَيْضا حطم وَمِنْه سمي الْحطيم بِمَكَّة لانحطام النَّاس عِنْده وتزاحمهم للدُّعَاء وَالْحلف عِنْده وَقيل بل كَانَ يحطم الْكَاذِب فِي حلفه وَزعم الْهَرَوِيّ أَن الْحطيم حجر بِمَكَّة مِمَّا يَلِي الْمِيزَاب قَالَ النَّضر سمي حطيما لِأَن الْبَيْت رفع فَترك ذَلِك محطوما وَهُوَ مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام وَسَيَأْتِي وَفِي حَدِيث عَائِشَة بَعْدَمَا حطمتموه وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بعد مَا حطمه النَّاس يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي بعد مَا كبر يُقَال حطم فلَانا أَهله إِذا كبر فيهم كَأَنَّهُمْ بِمَا حملوه من أثقالهم صيروه شَيخا

فصل الاختلاف والوهم

محطوما. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا إِذا يحطمكم النَّاس كَذَا للقابسي وعبدوس وللباقين يخطفكم وَالْأول أوجه هُنَا أَي يزدحمون عَلَيْكُم ويكثرون فِي مَنَازِلكُمْ ويدوسونكم فَأخر ذَلِك إِلَى النَّهَار ليَكُون ذَلِك فِي الْمَسْجِد وسعة فضائه قَوْله أحبس أَبَا سُفْيَان عِنْد حطم بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْخَيْل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَابْن السكن وَأبي الْهَيْثَم وَرَوَاهُ الْقَابِسِيّ والنسفي خطم الْجَبَل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فِي الأول وَالْجِيم فِي الثَّانِي وَهُوَ الْأَظْهر وَقد قدمْنَاهُ فِي حرف الْجِيم وَالْخلاف فِيهِ وَتَفْسِيره فِي حَدِيث سراقَة وَأخذت رُمْحِي فحططت بزجه الأَرْض وخفضت عاليه كَذَا للأصيلي والقابسي والحموي بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي أملت أَسْفَله وَأَعلاهُ لِئَلَّا يرى فيكشفه وَرَوَاهُ الْبَاقُونَ وَغَيرهم فخططت بزجه الأَرْض بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهُوَ أبين وأشبه بالمعني أَي أَنه خفض أَعْلَاهُ وأمسكه فِي يَده وجر الرمْح وَرَاءه يخط بزجه بأسفله الأَرْض لِئَلَّا يظْهر وَقَوله وَقُولُوا حطة فبدلوا وَقَالُوا حِنْطَة حَبَّة فِي شعيرَة ويروى فِي شعيرَة كَذَا للجرجاني وللمروزي حطة وَالْأول الصَّوَاب لأَنهم غيروا وبدلوا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فَقَالُوا حطى سمهاثا مَعْنَاهُ حِنْطَة حَمْرَاء قَوْله فِي حَدِيث لله مَلَائِكَة سيارة وَحط بَعضهم بَعْضًا بأجنحتهم كَذَا فِي كتاب ابْن عِيسَى فِي كتاب مُسلم بِالْحَاء الْمُهْملَة والطاء وَكَذَا قَيده بعض أَصْحَابنَا عَن القَاضِي أبي عَليّ وَهُوَ صَوَاب الرِّوَايَات قيل مَعْنَاهُ أَشَارَ بَعضهم إِلَى بعض بأجنحتهم للنزول لاستماع الذّكر ويعضده قَوْله فِي البُخَارِيّ هلموا إِلَى حَاجَتكُمْ وَكَانَ فِي كتابي بخطى عَن غَيره حَظّ بِظَاء مَرْفُوعَة مُعْجمَة وَعَلِيهِ عَلامَة العذري والطبري وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن الْحذاء حض أَي حث وَلها معنى وَفِي بَعْضهَا حف وَلها معنى أَيْضا ويعضدها قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة وَفِي البُخَارِيّ ويحفونهم بأجنحتهم أَي يحدقون بهم ويجتمعون حَولهمْ ويحبطون بهم من جوانبهم وحفافا الشَّيْء جانباه ولبعضهم عَن ابْن الْحذاء خص بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَهُوَ بعيد الْحَاء مَعَ الظَّاء (ح ظ ر) قَوْله لم يحظر البيع مثل يمْنَع وَبِمَعْنَاهُ أَي يحرم وَقَالَهُ بَعضهم يحظروهما بِمَعْنى وَالصَّلَاة محظورة حَتَّى يسْتَقلّ الظل أَي مَمْنُوعَة عِنْد غرُوب الشَّمْس كَمَا قَالَ فَإِذا استوفت قارنها وَنهى عَن الصَّلَاة حِينَئِذٍ وَشد الحظار بِكَسْر الْحَاء ويروى بالشين وَالسِّين وسنذكره قَالَ القتبي هُوَ حَائِط الْبُسْتَان وَقيل هُوَ حَائِط الحظيرة الَّتِي تصنع للْمَاء كالصهريج وَقيل كالساقية وَهِي الضفيرة أَيْضا وكل شَيْء مَانع بَين شَيْئَيْنِ فَهُوَ حظار وَكَذَلِكَ حظار الْغنم حظيرتها الَّتِي تحظرها عَلَيْهَا بأغصان الشّجر وَنَحْوهَا والحظائر الَّتِي فِيهَا الزَّرْع المحاط بهَا قَالَ الْهَرَوِيّ وهما لُغَتَانِ حظار وحظار بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَمِنْه قَوْله لقد احتظرت من النَّار بحظار أَي امْتنعت مِنْهُ بمانع مثل الحظار الَّذِي يمْنَع مَا وَرَاءه وَقد يكون شدّ الحظار من هَذَا حَائِطه الَّذِي يمْنَع مِنْهُ وزر بِهِ الَّذِي يحميه (ح ظ ظ) قَوْله إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الْإِبِل حظها من الأَرْض يَعْنِي من الرَّعْي والكلأ (ح ط ى) قَوْله قل مَا كَانَت امْرَأَة حظية عِنْد رجل يُحِبهَا أَي مكينة الْمنزلَة والحظوة بِضَم الْحَاء وَكسرهَا المكانة الْمنزلَة كَذَا رَوَاهُ ابْن ماهان وللجلودي وضية أَي جميلَة وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر الْحَاء مَعَ الْكَاف (ح ك ك) وَقَوله أَنا جذيلها المحكك تفسر فِي الْجِيم والذال (ح ك ر) نهى عَن الحكرة هُوَ جمع الطَّعَام

(ح ك م)

واكتنازه (ح ك م) وَقَوله وَبِك حاكمت يَعْنِي أَعدَاء الدّين أَي لَا أرْضى إِلَّا بحكمك مثل قَوْله أفغير الله أَبْتَغِي حكما وَقد يكون أَن أَمْرِي كُله فِي ذاتك ونصرة دينك كَمَا قَالَ وَبِك خَاصَمت قَوْله الْحِكْمَة يَمَانِية الْحِكْمَة عِنْد الْعَرَب هِيَ مَا منع من الْجَهْل وَبِذَلِك سمي الْحَاكِم لمَنعه الظَّالِم وَمِنْه فِي الحَدِيث الْآخرَانِ من الشّعْر لحكمة وَيرى حكما أَي مَا يمْنَع من الْجَهْل وينفع وَينْهى عَنهُ وَالْحكم وَالْحكمَة بِمَعْنى وَاحِد وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبيا وَقيل حِكْمَة أَي عدلا يدعوا إِلَى الْخَيْر والرشد ومحامد الْأَخْلَاق وَقيل الْحِكْمَة إِصَابَة القَوْل من غير نبوة وَقيل ذَلِك فِي قَوْله اللَّهُمَّ علمه الْحِكْمَة وَقبل الْحِكْمَة الْعلم بِالدّينِ وَقيل الْعلم بِالْقُرْآنِ وَقيل الْفِقْه فِي الدّين وَقيل الْحِكْمَة الخشية وَقيل الْفَهم عَن الله فِي أمره وَنَهْيه وَهَذَا كُله يَصح فِي معنى قَوْله الْحِكْمَة يَمَانِية وَقَوله علمه الْحِكْمَة لَا سِيمَا مَعَ قَوْله الْفِقْه يمَان وَقد قيل الْحِكْمَة النُّبُوَّة وَقيل هَذَا فِي قَوْله يُؤْتِي الْحِكْمَة من يَشَاء الْخَاء مَعَ اللَّام (ح ل ا) قَوْله فحلاتهم عَنهُ أَي عَن المَاء أَي طردتهم ومنعتهم مَهْمُوز وَقد تسهل وَتقدم الْخلاف فِي حَدِيث الْحَوْض فِي قَوْله فيجلئون عَنهُ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ فِي حرف الْجِيم يقالى حلات الْإِبِل أحلئها تحلية مشدد وحلاتها أحلوها مخفف إِذا صرفتها عَن الْورْد ومنعتها المَاء (ح ل ب) قَوْله فَأرْسلت إِلَيْهِ مَيْمُونَة بحلاب لبن بِكَسْر الْحَاء وَتَخْفِيف اللَّام هُوَ إِنَاء يملؤه قدر حلبة نَاقَة وَيُقَال لَهُ المحلب أَيْضا بِكَسْر الْمِيم وَمثله فِي حَدِيث الْغَار فَأتى بالحلاب وَيحْتَمل أَن يُرِيد هُنَا اللَّبن المحلوب كَمَا يُقَال خراف لما يخْتَرف من النَّحْل وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة إِنَّمَا يُقَال فِي اللَّبن إِلَّا حلابة وَفِي غسل الْجنب أَتَى بِشَيْء نَحْو الحلاب هُوَ مثل الأول يُرِيد قدر مَا اغْتسل بِهِ من المَاء وَقيل فِي هَذَا أَنه أَرَادَ محلب الطّيب وترجمة البُخَارِيّ عَلَيْهِ تدل على أَنه الْتفت إِلَى التَّأْويلَيْنِ فَإِنَّهُ قَالَ بَاب من بدا بالحلاب أَو الطّيب عِنْد الْغسْل ثمَّ أَدخل الحَدِيث وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي غير الصَّحِيحَيْنِ الْجلاب بِضَم الْجِيم وَتَشْديد اللَّام قَالُوا والجلاب مَاء الْورْد قَالَه الْأَزْهَرِي قَالَ وَهُوَ فَارسي مُعرب قَوْله إياك والحلوب بِفَتْح الْحَاء أَي الشَّاة الَّتِي لَهَا لبن كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر نكب عَن ذَات الدّرّ وَقَوله الرَّهْن محلوب ومركوب أَي لمرتهنه أَن يحلب بِقدر نظره عَلَيْهِ وعلفه لَهُ ورعايته عِنْد بعض الْعلمَاء قَوْله فِي الْإِبِل وَمن حَقّهَا حلبها على المَاء كَذَا ضبطناه بِسُكُون اللَّام اسْم الْفِعْل وَذكره أَبُو عبيد بِفَتْح اللَّام وَكِلَاهُمَا صَحِيح وبالفتح ضبطناه أَيْضا فِي البُخَارِيّ فِي التَّرْجَمَة وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ البُخَارِيّ فِي مصدره وَمِنْه قَوْلهم أحلب حَلبًا لَك شطره وَقد يكون الْحَلب بِالْفَتْح هُنَا المحلوب أَي اللَّبن نَفسه وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر من حَقّهَا أَن تحلب على المَاء وَذَلِكَ كُله لما يحضرهُ من الْمَسَاكِين والضعفاء وَمن لَا لبن لَهُ فيواسي من لَبنهَا وَقَالَ الدَّاودِيّ أَنه روى أَن تجلب بِالْجِيم وَلم أجد من رَوَاهُ كَذَلِك وتأولها على جلبها إِلَى المَاء ليجدها الْمُصدق وَهَذَا بعيد وَمِنْه قَوْله تحلب ثديها أَي سَالَ لَبنهَا وَمِنْه سمي الحليب لتجلبه من الثدي وتحلب فوه إِذا سَالَ لعابه (ح ل ج) قَوْله فِي أكل الْمحرم من الصَّيْد وَإِن تحلج فِي نَفسك شَيْء بِالْحَاء الْمُهْملَة وَاللَّام الْمُشَدّدَة وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَآخره جِيم كَذَا الْجَمَاعَة الروَاة وَعند ابْن وَصَاح بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَولا وَمَعْنَاهُ شكّ قَالَه الْأَصْمَعِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَأنكر الْمُعْجَمَة فِيهِ قَالَه فِي البارع وَحكى الْهَرَوِيّ الْوَجْهَيْنِ عَن الْأَصْمَعِي

(ح ل)

وَغَيره قَالَ وَفرق شمر بَينهمَا وَالْمعْنَى قريب (ح ل) قَوْله حل حل زجر النَّاقة على النهوض والانبعاث إِذا لم تنبعث يُقَال بِسُكُون اللَّام فيهمَا وَكسرهَا أَيْضا بِغَيْر تَنْوِين وبالتنوين والحاء فِي الْجَمِيع مَفْتُوحَة (ح ل ل) قَوْله حل وبل بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد اللَّام أَي حَلَال وَقد تقدم فِي الْبَاء قَوْله حل من إِحْرَامه وَأحل صَحِيحَانِ بِمَعْنى وَكَانَ الْأَصْمَعِي يُنكر أحل وَقد جَاءَت الْأَحَادِيث بِالْوَجْهَيْنِ يحل وَيحل بِفَتْح الْيَاء وَضمّهَا حلا بِالْكَسْرِ وَكَذَلِكَ إِذا خرج من الْحرم إِلَى الْحل وَحل الشي يحل بِالضَّمِّ وَجب وَوَقع حلا بِالْفَتْح وَمِنْه فِي حَدِيث أم حَبِيبَة لن يعجل شَيْئا قبل حلّه أَو يُؤَخِّرهُ عَن حلّه وَكَذَلِكَ حل بِالْمَكَانِ يحل حلولا نزل بِهِ وَأحل إحلالا خرج من الشُّهُور الْحرم أَو من مِيثَاق عَلَيْهِ وَرجل محرم وَمحل وَفِي حج الْمُوَطَّأ قَوْله فِي الصَّيْد فوجدوا نَاسا أحله يَأْكُلُونَهُ كَذَا روينَاهُ كَأَنَّهُ جمع حَلَال بِالْكَسْرِ وَهُوَ جمع حَلَالا بِالْفَتْح وحلت الْمَرْأَة من عدتهَا تحل حلا بِالْكَسْرِ فيهمَا إِذا صَارَت حَلَالا للأزواج وَكَذَلِكَ كل شَيْء صَار حَلَالا وَرجل حل وحلال إِذا لم يكن محرما وَمِنْه وَأَنا حل وَفِي الحَدِيث لِحلِّهِ ولحرمه قَالَ ثَابت وَمن قَالَ لَا حَلَاله فقد أَخطَأ قَالَ ثَابت وَقد يكون الْإِحْلَال الحلاق وَمِنْه قَوْله وأحله محوش أَي حلقه فِي عمْرَة الْجِعِرَّانَة وَأحل عَلَيْكُم رِضْوَانِي أَي أنزلهُ بكم وأشعركم إِيَّاه وكل هَذِه الْأَلْفَاظ متكررة فِي هَذِه الْكتب وآثارها وَقَوله استحلوا الْعقُوبَة أَي وَجَبت عَلَيْهِم كَمَا تقدم أَي استوجبوا أَن تحل بهم أَو استحقوا أَن تحل بهم أَو استحقوا أَن تجب عَلَيْهِم وَكَذَا رَوَاهُ القنازعي استحقوا بِالْقَافِ وَقَوله وحلت عَلَيْهِ شَفَاعَتِي قيل غَشيته وحلت عَلَيْهِ وَقيل وَجَبت وحقت وَقَوله فِي حَدِيث عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلَا يحل لكَافِر يجد ريح نَفسه إِلَّا مَاتَ مَعْنَاهُ عِنْدِي حق وَاجِب وَاقع كَقَوْلِه) وَحرَام على قَرْيَة أهلكناها أَنهم لَا يرجعُونَ (أَي حق وواجب وَقيل لَا يحل لَا يُمكن كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْحَاء ورأيته فِي أصل ابْن عِيسَى بضَمهَا وَلَعَلَّ مَا بعده بِكَافِر بِالْبَاء وَيحل من الْحُلُول وَالنُّزُول وَالْأول أظهر بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث وَقَوله وَلَا يحل الممرض على المصح وليحلل المصح حَيْثُ شَاءَ بِضَم الْحَاء فِي الأولى وَضم اللَّام فِي الثَّانِيَة أَي ينزل وَقَوله لما أَتَى الْمَدِينَة قَالَ هَذَا الْمحل بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا مَحل الْقَوْم ومحلتهم بِالْفَتْح حَيْثُ حلولهم ومحلهم بِالْكَسْرِ حَيْثُ حلولهم أَيْضا وَمِنْه قَوْلهم بلغت محلهَا أَي موضعهَا ومستحقها قَالَ الله تَعَالَى) ثمَّ محلهَا إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق (أَي نحرها وَقَوله حَلِيلَة جَارك وَغير ذَات حليل كُله بِالْحَاء الْمُهْملَة الحليلة الزَّوْجَة والحليل الزَّوْج قيل سميا بذلك لِأَنَّهُمَا يحلان بِموضع وَاحِد وَالْجمع حلائل قَالَ الله تَعَالَى) وحلائل أَبْنَائِكُم (وَقد تسمى الجارة أَيْضا حَلِيلَة لنزولها مَعَ جارها قَوْله حلَّة سيراء وحلة سندس وحلة حبراء وحلة حَرِير كُله على الْإِضَافَة لَكِن بَعضهم يَجْعَل سيراء نعتا وَيَرْوِيه حلَّة بِالتَّنْوِينِ وَقَالَ الْخطابِيّ قيل حلَّة سيراء كَمَا قيل نَاقَة عشراء وَكَانَ أَبُو مَرْوَان بن سراج يُنكره ويضبطه على الْإِضَافَة وَكَذَلِكَ ضبطناه على ابْنه وَغَيره من شُيُوخنَا المتقنين قَالَ سِيبَوَيْهٍ لم يَأْتِ فعلاء صفة اسْما نَحْو سيراء وَهِي ثِيَاب ذَوَات ألوان وخطوط كَأَنَّهَا السيور وَهِي الشرَاك يخالطها حَرِير وَقَالَ الْخَلِيل وَغَيره هُوَ ثوب مضلع بالحرير وَقيل الْأَشْبَه أَنه مُخْتَلف الألوان وَفِي كتاب أبي دَاوُود تَفْسِيره فِي الحَدِيث السيراء بالقر وَقيل هُوَ نبت شبهت بِهِ الثِّيَاب

(ح ل م)

قَالَ ملك والسيراء وشى من حَرِير قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي والسيراء أَيْضا الذَّهَب وَقيل هُوَ الْحَرِير الصافي والحلة ثَوْبَان غير لفقين رِدَاء وَإِزَار سميا بذلك لِأَنَّهُ يحل كل وَاحِد مِنْهُمَا على الآخر قَالَ الْخَلِيل وَلَا يُقَال حلَّة لثوب وَاحِد وَقَالَ أَبُو عبيد الْحلَل برود الْيمن وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا تكون حلَّة إِذا كَانَت جَدِيدَة لحلها عَن طيها وَالْأول أَكثر وَأشهر وَفِي الحَدِيث أَنه رآ رجلا عَلَيْهِ حلَّة اتزر بِإِحْدَاهُمَا وارتدى بِالْأُخْرَى فَهَذَا يدل أَنَّهُمَا ثَوْبَان وَفِي الحَدِيث الآخر رءا حلَّة سيراء حلَّة سندس وَهَذَا يدل أَنَّهَا وَاحِدَة وَقَوله فِي حَدِيث أبي قَتَادَة ثمَّ ترك فتحلل فَدَفَعته أَي ترك ضمي الَّذِي ذكره أول الحَدِيث وتحلل أَي ضعفت قواه وانحلت ضمته كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني قَوْله فِي الْجَار لَا يحل لَهُ أَن يَبِيع حَتَّى يُؤذن شَرِيكه لَا يحل هُنَا على الحض وَالنَّدْب لَا على الْوُجُوب وَقَوله فِي الْإِيمَان أَلا تحللتها أَي كفرتها من قَوْله تَعَالَى تَحِلَّة أَيْمَانكُم قَوْله لَا تمسه النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم أَي تحليلها قيل هُوَ قَوْله) فوربك لنحشرنهم وَالشَّيَاطِين (إِلَى قَوْله) وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها (قَالَه ملك وَأَبُو عبيد وَغَيرهمَا وَهُوَ الْجَوَاز على الصِّرَاط أوعليها وَهِي جامدة كالإهالة وَقيل المُرَاد سرعَة الْجَوَاز عَلَيْهَا وَقلة أمد الْوُرُود لَهَا يُقَال مَا فعلت ذَلِك إِلَّا تحليلا أَي تَقْديرا مثل من يقْصد تَحْلِيل يَمِينه بِالِاسْتِثْنَاءِ وبأقل مَا يُمكنهُ (ح ل م) قَوْله حلمة ثديه هُوَ رَأسه وطرفه بِفَتْح الْحَاء وللام قَوْله يكره أَن ينْزع الْمحرم حلمة أَو قرادا عَن بعيره الْحلم الْكَبِير من القراد وَقَوله كَانَ يصبح جنبا من جماع لَا من حلم وَإِذا حلم أحدكُم حلما بِضَم الْحَاء وَسُكُون اللَّام وَأَرَادَ بِهِ هُنَا لَا من حلم الْمَنَام أَي الِاحْتِلَام وَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَات أَنه كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يَحْتَلِم لِأَنَّهَا إِنَّمَا حققت هُنَا حكمه فِي غَيره قَالَ بَعضهم وَلَا يجوز عَلَيْهِ الِاحْتِلَام لِأَنَّهُ من الشَّيْطَان وَلِأَنَّهُ لم يرو عَنهُ فِي ذَلِك اثر وَقد يحْتَمل جَوَازه عَلَيْهِ وَلَا يكون من الشَّيْطَان فِيهِ مدْخل لَكِن لبعده مُدَّة عَن النِّسَاء أَو كَثْرَة اجْتِمَاع المَاء وَقُوَّة حرارته والحلم بِضَم الْحَاء وَسُكُون اللَّام وَضمّهَا أَيْضا من حلم النّوم وروياه وَالْفِعْل مِنْهُ حلم بِفَتْح اللَّام والمحتلم والحالم الَّذِي بلغ الْحلم بِضَم الْحَاء وَاللَّام وَهُوَ إِدْرَاك الرجل وَأَصله من الِاحْتِلَام فِي النّوم وَفِي الحَدِيث على كل محتلم وَخذ من كل حالم دِينَارا أَي بَالغ وَقَوله وأحلام السبَاع أَي فِي عقولها وأخلاقها من التَّعَدِّي والبطش والحلم بِالْكَسْرِ بِمَعْنى الصَّبْر لَكِن فِي الْحلم الصفح وَأمن الْمُؤَاخَذَة وَهُوَ ضد الْبَطْش والسفه والاستشاطة وَأَيْضًا الْعقل والحليم من أَسمَاء الله بِمَعْنى الْعَفو والصفوح مَعَ الْقُدْرَة وَالْفِعْل مِنْهُ حلم بِضَم اللَّام (ح ل ف) قَوْله بَينهمَا حلف بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون اللَّام والمحالفة الْمُوَالَاة والمناصرة وَمِنْه حَيْثُ تحالفت قُرَيْش وكنانة على بني هَاشم أَي حلف بَعضهم لبَعض على عداوتهم وصاروا يدا عَلَيْهِم وَمن هَذَا قَوْله غمس يَمِينا فِي حلف وسنفسره فِي حرف الْغَيْن إِن شَاءَ الله وَمِنْه قَوْله لَا حلف فِي الْإِسْلَام أَي مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تَفْعَلهُ فِي الانتساب والتوارث وَقد نسخ الْإِسْلَام هَذَا بقوله أدعوهم لِآبَائِهِمْ وَآيَة الْمَوَارِيث وَأَصله أَنهم كَانُوا يتحالفون عِنْد عقده على الْتِزَامه وَالْوَاحد حَلِيف وَالْجمع حلفاء وأحلاف وَمِنْه قَوْله والحليفان أَسد وغَطَفَان وَالْحلف بِفَتْح الْحَاء وَكسر اللَّام الْيَمين واحدته حلفة مثل ثَمَرَة وَهِي الْحلف أَيْضا لُغَتَانِ وَأكْثر هَذِه الْأَلْفَاظ وَمَا اشتق مِنْهَا متصرف فِي هَذِه الْأُمَّهَات

(ح ل ق)

وَقَوله الْيَمين على نِيَّة المستحلف بِكَسْر اللَّام أَي طَالب الْيَمين وَبَين الْعلمَاء فِي هَذِه الْمَسْأَلَة اخْتِلَاف وتفصيل ذَكرْنَاهُ فِي غير هَذَا الْكتاب (ح ل ق) قَوْله عقرى حلقى مَقْصُور غير منون مثل سكرى وَمن الْمُحدثين من ينونهما وَهُوَ الَّذِي صوب أَبُو عبيد قَالَ مَعْنَاهُ عقرهَا الله عقرا أَي أهلكها وأصابها بوجع فِي حلقها قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي ظَاهره الدُّعَاء عَلَيْهَا وَلَيْسَ بِدُعَاء وَقَالَ غير أبي عبيد عقرى حلقي صَوَاب مثل غَضَبي أَي جعلهَا الله كَذَلِك وَالْألف ألف التَّأْنِيث وَقيل عقرى أَي عَاقِر أَي لَا تَلد وَقَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ كلمة تقال لِلْأَمْرِ يعجب مِنْهُ عقرى وحلقى وخمشى أَي يعقر مِنْهُ النِّسَاء خدودهن بالخدش ويحلقن رءوسهن للتسلب على أَزوَاجهنَّ لمصائبهن وَمن التَّعَجُّب فِي حَدِيث الطِّفْل الَّذِي تكلم فِي المهدى فَقَالَت لَهُ أمه حلقى وَقَالَ اللَّيْث معنى عقرى حلقي مشئومة مؤذية تعقر قَومهَا وتحلقهم بشؤمها وَقيل معنى ذَلِك أَي ثَكْلَى فتحلق أمهَا رَأسهَا وَهِي عَاقِر لَا تَلد وَقيل هِيَ كلمة تَقُولهَا الْيَهُود للحائض وفيهَا جَاءَ الحَدِيث وَنَحْوه لِابْنِ الْأَعرَابِي وَفِي البُخَارِيّ أَنَّهَا لُغَة لقريش وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ أَنْت طَوِيلَة اللِّسَان لما كَلمته بِمَا يكره مَأْخُوذ من الْحلق الَّذِي يخرج مِنْهُ الصَّوْت وَكَذَلِكَ عقرى من العقيرة وَهُوَ الصَّوْت وَهَذَا تَفْسِير متكلف فوله فارتدى من حالق الحالق الْجَبَل المنيف وَقَوله فرءا فُرْجَة فِي الْحلقَة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام وَقيل بِفَتْحِهَا وَالْأول أشهر وَهِي حلفة الْقَوْم يَتَحَلَّقُونَ فِيهَا وَالْجمع حلق بِكَسْر الْحَاء مثل بدرة وَبدر قَالَه الْخطابِيّ وَذكرهَا غير وَاحِد بِالْفَتْح وَمِنْه قَوْله فِي الصَّحِيح الْحلق فِي الْمَسْجِد وَحلق أَصْحَاب مُحَمَّد وَقَالَ الْحَرْبِيّ فِيهِ الْحلق وَالْحَلقَة بِالسُّكُونِ مثل ثَمَرَة وثمر قَالَ وَلَا أعرف حَلقَة بِالْفَتْح إِلَّا جمع حالق وَالْحَلقَة بِالسُّكُونِ السِّلَاح أَيْضا وَقَوله اتخذ خَاتمًا حلقته فضَّة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام أَيْضا وَكَذَلِكَ حَلقَة القرط قَالَ أَبُو عبيد وَاخْتَارَ فِي حَلقَة الدرْع فتح اللَّام وَيجوز الإسكان وَفِي حَلقَة الْقَوْم السّكُون وَيجوز الْفَتْح وَقَوله حلق بإصبعه وَالَّتِي تَلِيهَا أَي جمع طرفيهما يَحْكِي بهما الْحلقَة وَقَوله أَنا برِئ من الحالقة وَلَيْسَ منا من حلق هُوَ من حلق الشّعْر فِي المصائب وَقَوله فِي البغضة هِيَ الحالقة أَي الْمهْلكَة أَي تستأصل كحالق الشّعْر يُقَال الْقَوْم يحلق بَعضهم بَعْضًا أَي يقتل وَقيل المُرَاد هُنَا قطيعة الرَّحِم (ح ل س) قَوْله فِي الحادة تلبس شَرّ أحلاسها أَي دنيء ثِيَابهَا وَأَصله من الحلس وَهُوَ كسَاء أَو لبد أَو شَيْء يَجْعَل على ظهر الْبَعِير تَحت القتب يلازمه وَلذَلِك يُقَال فلَان حلْس بَيته أَي ملازمه وَمِنْه نَحن إحلاس الْخَيل أَي الملازمون ركُوبهَا وَمِنْه فِي إِسْلَام عمر قَوْله ولحوقها بالقلاص وإحلاسها أَي ركُوبهَا إِيَّاهَا (ح ل و) وَقَوله نهى عَن حلوان الكاهن بِضَم الْحَاء وَهِي رشوته وَمَا يَأْخُذهُ على كهانته والحلوان الشَّيْء الحلو يُقَال حُلْو وحلوان وَكَانَ هَذَا مِنْهُ وَقَوله يحب الْحَلْوَاء وَالْعَسَل هِيَ ممدودة عِنْد أَكْثَرهم والأصمعي يَقُول الْحَلْوَى مَقْصُور ذكره ابْن ولاد وَذكر أَبُو عَليّ الْوَجْهَيْنِ مَعًا وَقَالَ اللَّيْث الْحَلْوَاء مَمْدُود اسْم لكل مَا يُؤْكَل حلوا وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر على حلاوة قَفاهُ حلاوة القفاء بِفَتْح الْحَاء وَضمّهَا وَقَالَهُ أَبُو زيد بِفَتْح الْحَاء وَقَالَهُ ابْن قُتَيْبَة بِالْوَجْهَيْنِ وَقَالَهُ فِي المُصَنّف بِضَم الْحَاء قَالَ وبالفتح يجوز وَلَيْسَ بِمَعْرُوف قَالَ وَيُقَال حلاواء الْقَفَا مَمْدُود مَفْتُوح وحلاوى مضموم مَقْصُور وَقَالَ أَبُو عَليّ حلواء الْقَفَا

فصل الاختلاف والوهم

مَمْدُود مضموم وَحكى حلاوة بِالْفَتْح أَيْضا (ح ل ى) ذكر الحلى والحلى وتصدقن وَلَو من حليكن وَهُوَ مَا تتحلى بِهِ الْمَرْأَة وتتزين يُقَال بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام وبضم الْحَاء وَكسرهَا مَعَ كسر اللَّام وَقد قرئَ بهما جَمِيعًا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَكَانَت هُذَيْل قد خلعوا خليعا فِي الْجَاهِلِيَّة كَذَا لَهُم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ الْقَابِسِيّ وعبدوس حليفا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْفَاء وَالْأول الصَّوَاب والخليع الَّذِي خلعه قومه عَنْهُم وتبرؤوا مِنْهُ لجناياته فَلَا ينصرونه وَلَا يطْلبُونَ بجناياته وَلَا يطْلبُونَ بِمَا جنى عَلَيْهِ وَهُوَ أصل مَا سمي بِهِ الشطار خلعاء لِأَن أصل الِاسْم على الخبثاء الإشراء وَقد تخرج رِوَايَة الْقَابِسِيّ على أَنهم نقضوا حلفه يُقَال تخالع الْقَوْم إِذا نقضوا حلفهم قَوْله فِي حَدِيث جُنْدُب تسمعني أحالفك وَقد سَمِعت هَذَا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلَا تنهاني كَذَا رِوَايَة عَامَّة شُيُوخنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة من الْإِيمَان وضبطناه من كتاب ابْن عيسبي كَذَلِك وبالخاء الْمُعْجَمَة من الْخلاف أَيْضا وَكِلَاهُمَا يدل عَلَيْهِ الحَدِيث لَكِن الْحَاء الْمُهْملَة أظهر لما ذكره فِي الحَدِيث من إيمَانهَا كلا وَالله وبلى وَالله وَقَوله وَلَكِن إِذا عمل الْمُنكر جهارا استحلوا الْعقُوبَة كَذَا لِابْنِ بكير وَمن وَافقه من الروَاة وَأكْثر الرِّوَايَات عَن يحيى بن يحيى وَجَاء عَنهُ فِي رِوَايَة القنازعي استحقوا بِالْقَافِ وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَمعنى استحلوا استوجبوا وَقد تقدم من هَذَا قيل يُقَال حل إِذا أوجب وَعند بعض رُوَاة أبي ذَر فِي بَاب شرب الحلو أَو الْعَسَل مَكَان الْحَلْوَاء كَمَا تقدم قبل وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال أَنه خَارج حلَّة بَين الشَّام وَالْعراق كَذَا روينَاهُ من طَرِيق السَّمرقَنْدِي والسجزي بِفَتْح الْحَاء وَاللَّام وَالتَّاء مَعَ تَشْدِيد اللَّام وَسَقَطت اللَّفْظَة لغَيْرِهِمَا وَفِي بعض النّسخ حلّه بِضَم اللَّام الْمُشَدّدَة وَكَذَا عِنْد ابْن الْحذاء وهاء الضَّمِير مَضْمُومَة وَكَذَا فِي كتاب ابْن عِيسَى وَكَذَا ضَبطه الْحميدِي فِي مُخْتَصره وَكَأَنَّهُ يُرِيد حُلُوله وَأما الرِّوَايَة الأولى فَمَعْنَاه سمت ذَلِك وقبالته وَرُوِيَ هَذَا الْحَرْف صَاحب الغريبين إِلَى خلة بَين الْعرَاق وَالشَّام بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وَتَشْديد اللَّام وَكسر التَّاء وَفَسرهُ مَا بَين البلدين وَفِي الحَدِيث فِي ذكر عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلَا يحل لكَافِر يجد ريج نَفسه إِلَّا مَاتَ كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْحَاء وَتقدم تَفْسِيره ورأيته فِي أصل ابْن عِيسَى بضَمهَا فَلَعَلَّ مَا بعده بِكَافِر بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَيحل من الْحُلُول وَالنُّزُول وَالْأول أظهر بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث وَقَوله فِي بَاب حسن الْعَهْد وَإِن كَانَ ليذبح الشَّاة فيهديها فِي خلتها كَذَا لجمهورهم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة المضمومة وَرَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ حلتها بِالْحَاء الْمُهْملَة والحلة بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة الْقَوْم النُّزُول وَالْأول هُوَ الصَّوَاب وَالْمَعْرُوف أَي لأهل ودها ومحبتها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لخلائلها والخلة والخل والخليل الصاحب كنى هُنَا بالخلة عَن الخلائل وَقد يُرِيد أهل خلتها والخلة الْمَوَدَّة فِي حَدِيث أم حَبِيبَة لَا يعجل شَيْئا قبل حلّه وَبعد حلّه أَي وُجُوبه كَذَا ضبطناه عَن جَمِيع شُيُوخنَا فِي الْحَدِيثين فِي الْمَوْضِعَيْنِ من كتاب مُسلم وَذكره الْمَازرِيّ قبل أَجله وَبعد أَجله وَذكر مُسلم آخر الحَدِيث الثَّانِي وروى بَعضهم قبل حلّه أَي نُزُوله فَيحْتَمل أَنَّهَا اخْتِلَاف رِوَايَة فِي حلّه وَيحْتَمل أَنه إِنَّمَا جَاءَ لهَذِهِ الزِّيَادَة من التَّفْسِير وَهَذَا

(ح م ا)

أَيْضا وهم ومصدر حل إِذا كَانَ بِمَعْنى الْوُجُوب حلا وَإِذا كَانَ بِمَعْنى النُّزُول حلولا وَفِي أول الاستيذان قَالَ الزُّهْرِيّ فِي النّظر إِلَى الَّتِي لم تحل كَذَا للأصيلي وَلغيره الَّتِي لم تَحض وهما صَحِيحَانِ وَقَوله لَوْلَا أَنِّي أهديت لأحللت بِعُمْرَة كَذَا لكافة الروَاة عَن البُخَارِيّ فِي بَاب نقض الْمَرْأَة شعرهَا فِي الْغسْل وللحموي لأهللت كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَي لأحللت من حج وأهللت من عمْرَة كَمَا فعل من لم يسق الْهَدْي بأَمْره وَقَوله فِي الْحَج ثمَّ أَنَاخَ النَّاس فِي مَنَازِلهمْ وَلم يحلوا بِالْكَسْرِ كَذَا ظبطته بخطى فِي سَمَاعي على أبي بَحر وَضَبطه آخَرُونَ يحلوا بِالضَّمِّ وَهُوَ الْوَجْه لِأَنَّهُ بِمَعْنى لم ينزلُوا وَقد قَالَ بعد فصل ثمَّ حلوا وَفِي بَاب صفة إِبْلِيس كفوا صِبْيَانكُمْ فَإِذا ذهب سَاعَة من الْعشَاء فحلوهم بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة للحموي وللباقين فخلوهم بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَقَوله فِي أكل الْمحرم للصَّيْد وَإِن تحلج فِي نَفسك شَيْء بِالْحَاء الْمُهْملَة وَاللَّام الْمُشَدّدَة وَآخره جِيم كَذَا للْجَمَاعَة وَعند ابْن وضاح بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَولا وَتقدم تَفْسِيره وَكَذَلِكَ تقدم الْخلاف فِي قَوْله بَاب من بدا بالحلاب وَفِي قَوْله من حَقّهَا حلبها على المَاء وَفِي قَوْله حلَّة سيراء فِي مَوضِع شرحها من هَذَا الْحَرْف الْحَاء مَعَ الْمِيم (ح م ا) قَوْله فِي بعض طرق مُسلم فِي حَدِيث وهيب كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حماة السَّيْل أَو حميلة السَّيْل وروى فِي حميئة السَّيْل وهما بِمَعْنى الحماة والحماة الطين الْأسود الْمُتَغَيّر قَالَ الله تَعَالَى) من حمإ مسنون (و) فِي عين حمئة (على قِرَاءَة من قراها بِالْهَمْز وَهِي بِمَعْنى حميل السَّيْل أَو قريب مِنْهُ الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فِي الحَدِيث أَي مَا احتمله من الغثاء والطين وَرَأَيْت الصَّابُونِي قد فسره على غير وَجهه بأبعد قَالَ يُقَال مَشى فِي مشيته أَي فِي حَملته وَقَوله الحمو إِلَّا أَن الحمو الْمَوْت كَذَا جَاءَت فِيهِ الرِّوَايَة بِفَتْح الْحَاء وَضم الْمِيم دون همز وَفِيه لُغَات يُقَال هَذَا حموك بِضَم الْمِيم فِي الرّفْع وَرَأَيْت حماك ومررت بحميك ولغة أُخْرَى هَذَا حمئك بِسُكُون الْمِيم وَرفع الْهمزَة وَرَأَيْت حماك ومررت بحماك أجري الْإِعْرَاب فِي الْهمزَة أَيْضا ولغة ثَالِثَة هَذَا حمك ومررت بحمك وَرَأَيْت حمك بِغَيْر همزَة وَلَا وَاو ولغة رَابِعَة هِيَ حماها مَقْصُور كَذَا فِي الرّفْع وَالنّصب والخفض فسره اللَّيْث فِي صَحِيح مُسلم بِأَنَّهُ أَخُو الزَّوْج وَمَا أشبهه من أقَارِب الزَّوْج الْعم وَنَحْوه وَفِي رِوَايَة ابْن الْعم وَنَحْوه وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقَالَ الْأَصْمَعِي الإحماء من قبل الزَّوْج والأختان من قبل الْمَرْأَة قَالَ أَبُو عَليّ القالي والإصهار يَقع عَلَيْهِمَا جَمِيعًا وَقَالَ يَعْقُوب كل شَيْء من قبل الزَّوْج أَخُوهُ أَو أَبوهُ أَو عَمه فهم الأحماء وَقَالَ أَبُو عبيد الحمو أَبُو الزَّوْج قَالَ أَبُو عَليّ يُقَال هَذَا حم وللمرأة حماة لَا غير وَمعنى الحمو الْمَوْت قيل كَمَا يُقَال الْأسد الْمَوْت أَي لقاؤه مثل الْمَوْت لما فِيهِ من الْغرَر الْمُؤَدِّي إِلَى الْمَوْت أَي الِاجْتِمَاع مَعَ الإحماء والحلوة بهم كَذَلِك إِلَّا من كَانَ ذَا محرم مِنْهُم وَقيل يَقُول فليمت وَلَا يَفْعَله وَقيل لَعَلَّه إِنَّمَا عبر عَنهُ بِالْمَوْتِ لما فِيهِ من أحرف الْحمام وَهُوَ الْمَوْت (ح م ت) وَقَوله كَأَنَّهُ حميت بِفَتْح الْحَاء وَكسر الْمِيم وياء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره ثاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا هُوَ زق السّمن خَاصَّة فَشبه بِهِ الرجل السمين الدسم وَقَوله لَا رقية إِلَّا من حمة بِضَم الْحَاء وَفتح الْمِيم مُخَفّفَة أَي من لدغة ذِي حمة كالعقرب وَشبههَا والحمة فوعة السم وَقيل السم نَفسه وذكروها فِي بَاب المضاعف كَانَ أَصله من الشدَّة من حم الشَّيْء وأحم إِذا اشتدوا هم أَو من الْحمام أَو الْحمة

(ح م د)

الْمَوْت وَعِنْدِي أَن التَّاء أَصْلِيَّة وَأَنه من شدَّة السم أَيْضا من قَوْلهم يَوْم حميت أَي شَدِيد الْحر قَالَه صَاحب الْعين وَهُوَ أشبه بِمَعْنى السم مَعَ تَفْسِير ابْن الْأَنْبَارِي وَابْن در يدله أَن الْحمة فوعة السم وَهِي حِدته وحرارته (ح م ح م) قَوْله ثمَّ قَامَت يَعْنِي الْفرس تحمحم وَفرس لَهُ حَمْحَمَة هُوَ أول الصهيل وابتداؤه بحائين مهملتين (ح م د) قَوْله لَا أحمدك الْيَوْم تقدم الْكَلَام فِيهِ فِي حرف الْجِيم وَالْهَاء قَوْله سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك قيل وَبِحَمْدِك ابتدائي وَقيل وَبِحَمْدِك سبحت وَمَعْنَاهُ بِمُوجب حمدك وَهُوَ هدايتي لذَلِك كَانَ تسبيحي وَالْحَمْد الرِّضَا حمدت الشَّيْء إِذا رضيته وَالْحَمْد لله الرِّضَا بِقَضَائِهِ وأفعاله وَمِنْه الْحَمد لله الَّذِي لَا يحمد على الْمَكْرُوه غَيره الْحَمد لله على كل حَال وَيكون بِمَعْنى الشُّكْر لَكِن الْحَمد لله أَعم فَكل شَاكر حَامِد وَلَيْسَ كل حَامِد شَاكر وَقَوله فاستحمدوا بذلك الله أَي طلبُوا أَن يحْمَدُوا بفعلهم ذَلِك وَقَوله لِوَاء الْحَمد بيَدي قيل يُرِيد شهرته بِهِ فِي الْآخِرَة لِأَن الْعَرَب تضع اللِّوَاء مَوضِع الشُّهْرَة وَهُوَ أصل مَا وضع لَهُ لِأَنَّهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَبْعَثهُ الله الْمقَام الْمَحْمُود ومقاما يحمده فِيهِ إِلَّا ولون وَالْآخرُونَ لإجابتهم لطلب الشَّفَاعَة لَهُم إِلَى رَبهم من أرحة الْموقف وَلِأَنَّهُ يحمد الله تَعَالَى بِمَحَامِد يلهمه لَهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَلَا يبعد أَن يكون ثمَّ لِوَاء حَقِيقَة يُسمى بِهَذَا الِاسْم وَقد سَمَّاهُ الله تَعَالَى مُحَمَّدًا وَأحمد وَذَلِكَ لمبالغته فِي حمد الله وَكَثْرَة حَمده وَلِهَذَا جَاءَ اسْمه من أفعل وَفعل ولرفعة مَنْزِلَته فِي اكْتِسَاب خِصَال الْحَمد فَهُوَ أجل حَامِد ومحمود وَقَوله وأبعثه الْمقَام الْمَحْمُود فَهُوَ مقَامه فِي الشَّفَاعَة يَوْم الْقِيَامَة وَقيل قِيَامه (ح م ر) قَوْله كُنَّا إِذا احْمَرَّتْ الحدق وَإِذا احمر الباس اتقينا برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تقدم فِي الْحَاء وَالدَّال قيل هُوَ كِنَايَة عَن شدَّة الْحَرْب واحمرار الْعُيُون غَضبا فِيهَا وَقيل من قَوْلهم مُدَّة أَحْمَر وَسنة حَمْرَاء أَي شَدِيدَة وَقَوله قحط الْمَطَر واحمر الشّجر أَي يبس ورقه وزالت خضرته وَقَوله بعثت إِلَى الْأَحْمَر وَالْأسود قيل إِلَى الْعَرَب وهم السود والعجم وهم الْحمر إِذْ الْغَالِب على ألوان الْعَرَب الأدمة والسمرة وعَلى ألوان الْعَجم الْبيَاض والحمرة وَكِلَاهُمَا يعبر بالحمرة عَنهُ وَقيل الْأَحْمَر الْعَرَب وَقيل الْأسود الْجِنّ والأحمر الْإِنْس وَقَوله وَأعْطيت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض يُرِيد كنوز كسْرَى من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَقيل أَرَادَ الْعَرَب والعجم جمعهم الله على دينه وَيظْهر لي أَنه أَرَادَ بالأبيض كنوز كسْرَى وَفتح بِلَاده لِأَن الْغَالِب على بِلَاد الْعرَاق وبلاد فَارس الدَّرَاهِم وَالْفِضَّة وبالأحمر كنوز قَيْصر بِالشَّام ومصر وَفتح بِلَاده إِذْ الْغَالِب على أَمْوَالهم الذَّهَب وَيدل عَلَيْهِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام منعت الْعرَاق درهمها وقفيزها ومنعت الشَّام مديها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها وعَلى هَذَا عمل الْفُقَهَاء فِي فرض الدِّيات بِهَذِهِ الأقطار قَوْله فِي النَّهْي عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تحمار أَو تصفار كَذَا جَاءَ بِالْألف يُقَال أَحْمَر واحمار وَقيل إِنَّمَا يُقَال فِيمَا لم يتَحَقَّق صفرته أَو حمرته وَقد تقدم الْكَلَام على هَذَا فِي حرف الْبَاء وَقَوله وَإِن لي حمر النعم أَي الْإِبِل وأفضلها الْحمر عِنْد الْعَرَب وَقَوله عَجُوز حَمْرَاء الشدقين مُبَالغَة فِي الْكبر وَعبارَة عَن سُقُوط أسنانها من ذَلِك فَلم يبْق فِي فِيهَا بَيَاض (ح م ل) قَوْله فَكُنَّا نحامل وَانْطَلق أَحَدنَا يحامل بِضَم النُّون الْيَاء وَكسر الْمِيم وَفِي بَعْضهَا نتحامل أَي نحمل على ظُهُورنَا لغيرنا وَكَذَلِكَ قَوْله يعين الرجل فِي دَابَّته يحامله

(ح م م)

وحامله كُله من الْحمل أَي يعقبه ويحمله وَيحمل مَتَاعه وَقَول عمر فَأَيْنَ الْحمال بِالْكَسْرِ من الْحمل والحمال أَيْضا بِكَسْر الْحَاء الْحمل وَهِي رِوَايَة ابْن وضاح وَغَيره يُرِيد أَيْن مَنْفَعَة الْحمل وكفايته وَكَذَا فسره فِي آلام يُرِيد حملانه وَقد رَوَاهُ بعض شُيُوخنَا الْحمل وَثبتت الرِّوَايَتَانِ عِنْد ابْن عتاب وَقد جعله بَعضهم من الْحميل وَفَسرهُ بِالضَّمَانِ وَقَوله وَرجل تحمل بحمالة بَين قوم هُوَ تحمل الدِّيات فِي مَاله أَو ذمَّته بَين الْقَوْم تقع بَينهم الْحَرْب ليصلح بَينهم والحمالة الضَّمَان والحميل الضَّامِن وَقَوله فِي الصَّيْد احتملوا أَي أحملوا وَقَوله فِي حميل السَّيْل هُوَ مَا حمله من طين وغثاء حميل بِمَعْنى مَحْمُول كقتيل بِمَعْنى مقتول وَقَالَ الْحَرْبِيّ وَفِيه وَجه آخر أَن الْحميل مَا لم يصبك مطره وَمر عَلَيْك سيله كالحميل الَّذِي وَقَوله فِي الْحمر كَانَت حمولة الْقَوْم وَفِي الحَدِيث الآخر حَتَّى هموا بنحر حمائلهم جمع حمولة وَمِنْه قَوْله لَا أجد حمولة وَلَا مَا أحملكم عَلَيْهِ كُله بِفَتْح الْحَاء وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالضَّمِّ وَلَا وَجه لَهُ إِنَّمَا الحمولة الإحمال قَالَ الله تَعَالَى) وَمن الْأَنْعَام حمولة وفرشا (هِيَ الَّتِي يحمل عَلَيْهَا من الْإِبِل وَالدَّوَاب وَقَوله خَفِيفَة الْمحمل بِفَتْح الْمِيم أَي الْحمل وَقَوله فَتَحملُوا وَاحْتَملُوا من هَذَا أَي سَارُوا بحمولتهم وحملوا أسبابهم ثمَّ اسْتعْمل فِي السّفر والنهوض وَقَوله أَن رجْلي لَا تحملاني ويروى بِإِظْهَار النونين وبإدغام إِحْدَاهمَا فِي الْأُخْرَى أَي لَا تحملان أَن أَجْلِس عَلَيْهِمَا على سنة الصَّلَاة وَإِنَّمَا فعلت هَذَا للضَّرُورَة كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِنِّي أشتكي (ح م م) وَقَوله يصاب الرجل فِي وَلَده وحامته بتَشْديد الْمِيم أَي قرَابَته وَمن يهمه أمره ويحزنه مَأْخُوذ من المَاء الْحَمِيم وَهُوَ الْحَار وَمِنْه تَوَضَّأ بالحميم أَي لماء الْحَار بِفَتْح الْحَاء قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَالْحَمِيم أَيْضا الْبَارِد من الأضداد صَحِيحَانِ وَقَوله نحممها ومحمم أَي نسود وُجُوههمَا بالحميم وَهُوَ الفحم وَمِنْه حَتَّى إِذا صرت حمما وَحَتَّى صَارُوا حمما أَي فحما وَنهى عَن الِاسْتِنْجَاء بالحممة وأحدها (ح م ن) والحمنان بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْمِيم بعْدهَا نون جمع حمنانة وَهُوَ صغَار الْحلم (ح م ص) الحمص بِكَسْر الْحَاء وَالْمِيم وتشديدها مَعْرُوف (ح م ق) قَوْله إِن عجز واستحمق بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم أَي فعل فعل الحمقى وَقَوله أحموقة بِضَم الْهمزَة الفعلة من فعل الحمقى (ح م س) والحمس بصم الْحَاء وَسُكُون الْمِيم وَآخره سين مُهْملَة فسره فِي مُسلم قُرَيْش وَمَا ولدت من غَيرهَا وَقيل قُرَيْش وَمن ولدت وأحلافها وَقَالَ الْحَرْبِيّ سموا بذلك من أجل الْكَعْبَة لِأَنَّهَا حمساء فِي لَوْنهَا وَهُوَ بَيَاض يضْرب إِلَى سَواد وهم أَهلهَا وَقيل سموا بذلك فِي الْجَاهِلِيَّة لتحمسهم فِي دينهم أَي تشددهم والحماسة والتحمس الشدَّة وَقيل لشجاعتهم (ح م ش) وَقَوله حمش السَّاقَيْن بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْمِيم وشين مُعْجمَة أَي دقيقهما (ح م ي) ذكر الرَّاعِي حول الْحمى وَحمى الله مَحَارمه وَظهر الْمُؤمن حمى وَحمى الْحمى وَأَصله مَا منع رعيه من الأَرْض وَالْمعْنَى فِيهِ كُله الْمَنْع وَقَوْلها أحمى سَمْعِي وبصري مَأْخُوذ من الْحمى أَي أحميه من المئاثم وَالْكذب عَلَيْهَا أَن أَقُول وَإِن أسمع مَا لم يكن الْحمى بِكَسْر الْحَاء مَقْصُور اسْم الْمَكَان الْمَمْنُوع من الرَّعْي تَقول حميت الْحمى فَإِذا امْتنع مِنْهُ قلت أحميته وَمِنْه قَوْله حميت المَاء الْقَوْم أَي منعتهم وَقَوله وَالرجل يُقَاتل حمية أَي أنفًا وغضبا مشدد الْيَاء يُقَال مِنْهُ حمى بِفَتْح الْحَاء وَكسر الْمِيم وَمِنْه فحمى معقل من ذَلِك أنفًا أَي أنف وَغَضب وَقَوله فحمى الْوَحْي

فصل الاختلاف والوهم

وتتابع والآن حمى الْوَطِيس بِكَسْر الْمِيم فيهمَا أَيْضا كلهَا عبارَة عَن الاشتداد وَالْمُبَالغَة فِي الْأَمر كَمَا تَحْمِي التَّنور فحمى الْوَحْي قوي وَاشْتَدَّ كَمَا قَالَ وتتابع وَحمى الْوَطِيس اشْتَدَّ حره ضربه مثلا لاشتداد الْحَرْب واشتعالها وَسَيَأْتِي تَفْسِير الْوَطِيس وَقَوله وَقدر الْقَوْم حامية تَفُور أَي حارة تغلي يُرِيد عزة جانبهم وَشدَّة شوكتهم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث جَابر وَمَعَهُ حمال لحم بِكَسْر الْحَاء وَمِيم مُخَفّفَة كَذَا قَيده ابْن وضاح وَرَوَاهُ أَصْحَاب يحيى حمال بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد الْمِيم وَالْأول أصوب والحمال هُنَا اللَّحْم الْمَحْمُول وَفِي الحَدِيث الآخر هَذَا الْحمال لَا حمال خَيْبَر بِكَسْر الْحَاء أَيْضا أَي هَذَا الْحمل والمحمول من اللَّبن الَّذِي كَانَ الْمَسْجِد يبْنى بهَا أبر عِنْد الله وَأبقى دخرا وأدوم مَنْفَعَة فِي الْآخِرَة لإحمال خَيْبَر من الثَّمر وَالزَّبِيب وَالطَّعَام الْمَحْمُول مِنْهَا الَّذِي يغتبط بِهِ النَّاس ويعجبون بِهِ ويحسدونهم عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فان مُنْقَطع صائر إِلَى أَخبث مصير بعد الْأكل والحمال وَالْحمل بِمَعْنى وَاحِد وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي هَذَا الْجمال لإجمال خَيْبَر بِالْجِيم فيهمَا وَله وَجه وَالْأول أظهر قَوْله فِي بَاب كَثْرَة الْخَطَأ إِلَى الْمَسَاجِد فَحملت بِهِ حملا يَعْنِي من ثقل مَا سمع وإنكاره كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِالْكَسْرِ وَهُوَ هُنَا الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَقد رَوَاهُ بَعضهم بِالْفَتْح قَوْله فِي صفة الْجنَّة وَلما بَين المصراعين كَمَا بَين مَكَّة وحمير كَذَا عِنْد البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة سُبْحَانَ وَصَوَابه وهجر وَكَذَا ذكره ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ قَوْله فِي بعض طرق مُسلم فِي حَدِيث وهيب كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حماة السَّيْل أَو حميلة السَّيْل كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي بِسُكُون الْمِيم وللعذري والسجزي فِي حميئة السَّيْل وهما بِمَعْنى وَعند الطَّبَرِيّ حمية بتَشْديد الْيَاء وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَفِي البُخَارِيّ فِي صفة الْجنَّة وَالنَّار عَن وهيب فِي حميل السَّيْل أَو قَالَ حميئة السَّيْل مَهْمُوز وَتقدم التَّفْسِير وَقَوله يجاء بِالرجلِ يَوْم الْقِيَامَة إِلَى قَوْله فيدور كَمَا يَدُور الْحمار برحاه كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْجِرْجَانِيّ كَمَا يَدُور الرحاء برحاه بِغَيْر ضبط وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يقولوه الرحاء مشدد الْحَاء مَمْدُود فَلهُ وَجه وَيكون بِمَعْنى الأول أَو يَجْعَل الرحاء الآخر اسْم الْفِعْل قَوْله فِي حَدِيث صَاحب الْأُخْدُود من لم يرجع عَن دينه فاحموه فِيهَا أَو قيل لَهُ اقتحم كَذَا روايتنا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه فأقحموه فِيهَا بِدَلِيل مَا بعده من قَوْله أَو قيل لَهُ اقتحم وَالرِّوَايَة عِنْدِي صَحِيحَة من أحميت الحديدة وَغَيرهَا فِي النَّار إِذا أدخلتها فِيهَا لتحمي بذلك فِي حَدِيث الْإِفْك وَهُوَ الَّذِي تولى كبره وَوَجهه كَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة ولكافتهم وَسَائِر الْأَحَادِيث وَحمْنَة يَعْنِي ابْنة جحش وَقَوله وَغَضب حَتَّى احمرتا عَيناهُ كَذَا رِوَايَة الدلائي وَالْوَجْه وَالصَّوَاب مَا لغيرة احْمَرَّتْ إِلَّا على لُغَة لبَعض الْعَرَب فِي تَقْدِيم الضَّمِير وَقَوله فِي حَدِيث بنت حَمْزَة دُونك ابْنة عمك أحمليها كَذَا للأصيلي وَبَعْضهمْ وَعند الْقَابِسِيّ وَآخَرين حمليها الْحَاء مَعَ النُّون (ح ن ا) قَوْله نقاعه الْحِنَّاء ويخضب بِالْحِنَّاءِ مَمْدُود قَالَ ابْن دُرَيْد وَابْن ولاد وَهِي جمع حناة وَأَصله الْهَمْز يُقَال حنات لحيتي بِالْهَمْز بِالْحِنَّاءِ (ح ن ت م) قَوْله نهي عَن الحنتم وَذكر الحناتم أَيْضا فسره أَبُو هُرَيْرَة فِي الحَدِيث الجرار الْخضر وَقيل هُوَ الْأَبْيَض وَقيل الْأَبْيَض والأخضر وَقيل هُوَ مَا طلي بالحنتم الْمَعْلُوم من الزّجاج وَغَيره وَقيل هُوَ الفخار كُله وَقيل هُوَ معنى قَوْله هُنَا الْخضر أَي السود

فصل الاختلاف والوهم

بالزفت قَالَ الْحَرْبِيّ قيل إِنَّهَا جرار مزفتة وَقيل جرار تحمل فِيهَا الْخمر من مصر أَو الشَّام وَقيل جرار مضراة بِالْخمرِ فَنهى عَنْهَا حَتَّى تغسل وَتذهب رَائِحَته وَقيل جرار تعْمل من طين عجن بالشعر وَالدَّم وَهُوَ قَول عَطاء فنهي عَنْهَا لنجاستها وَقَوله الحنتم المزادة المجبوبة تقدم الْوَهم وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْجِيم (ح ن ث) قَوْله لم يبلغُوا الْحِنْث أَي الْإِثْم أَي يكْتب عَلَيْهِم مَاتُوا قبل بلوغهم وَقيل ذَلِك فِي قَول الله تَعَالَى) وَكَانُوا يصرون على الْحِنْث الْعَظِيم (وَذكر الدَّاودِيّ أَنه يروي الْحِنْث أَي فعل الْمعاصِي وَقَوله يَأْتِي حرا فَيَتَحَنَّث فِيهِ الْأَيَّام آخِره ثاء مُثَلّثَة أَي يتعبد ويتبر رَجَاء تَفْسِيره فِي الحَدِيث وَمَعْنَاهُ يطْرَح الْإِثْم عَن نَفسه وَيفْعل مَا يُخرجهُ عَنهُ وَمِنْه أَشْيَاء كنت أتحنث بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة أَي أطلب الْبر بهَا وَقَول عَائِشَة وَلَا أتحنث إِلَى قدري وَمَعْنَاهُ أكسب الْحِنْث وَهُوَ الذَّنب بِخِلَاف مَا تقدم وَعَكسه (ح ن ج) قَوْله لَا تجَاوز حَنَاجِرهمْ الحنجرة طرف المرى مِمَّا يَلِي الْفَم وَهُوَ الْحُلْقُوم والبلعوم (ح ن ذ) وَقَوله فَإِنِّي بضب محنوذ وَفِي الحَدِيث الآخر بضبين محنوذين أَي مشوي كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مشويين قَالَ الله تَعَالَى) بعجل حنيذ (قيل هُوَ الَّذِي شوي فِي الْجمار المجمات بالنَّار وَقيل هُوَ الشواء المغموم وَقيل الشواء الَّذِي لم يُبَالغ فِي نضجه (ح ن ط) والحنوط بِفَتْح الْحَاء مَا يطيب بِهِ الْمَيِّت من طيب يخلط وَهُوَ الحناط أَيْضا وَفِي الحَدِيث الآخر قَول أَسمَاء وَلَا تذروا على حناطا بِضَم الْحَاء وَكسرهَا وَالْكَسْر عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَبِه ذكره الْهَرَوِيّ وحنطت الْمَيِّت إِذا فعلت ذَلِك بِهِ وطيبته بالحنوط (ح ن ك) قَوْله كَانَ يحنك أَوْلَاد الْأَنْصَار وحنكه بثمرة مشدد النُّون هُوَ ذَلِك حنك الصَّبِي بهَا يُقَال حنكه وحنكه بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف حَكَاهُمَا الْهَرَوِيّ (ح ن ن) قَوْله فحن إِلَيْهِ الْجذع اشتاق وحن كحنين العشار هُوَ صَوت يخرج من الصَّدْر فِيهِ رقة والحنين أَصله تَرْجِيع النَّاقة صَوتهَا أثر وَلَدهَا قَوْله فَيَقُول يَا حنان قيل هُوَ الرَّحِيم وَقيل الَّذِي يقبل على من أعرض عَنهُ (ح ن ف) وَقَوله الحنيفية السمحة قيل هُوَ دين إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام برا حَنِيفا والحنيف الْمُسْتَقيم قَالَه أَبُو زيد وَقيل مَعْنَاهُ المائلة إِلَى الْإِسْلَام الثَّابِتَة عَلَيْهِ والحنيف المائل من شَيْء إِلَى شَيْء وَقَوله خلقت عبَادي حنفَاء فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِين مثل قَوْله كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة أَي خلقهمْ مستقيمين متهيئين لقبُول الْهِدَايَة وَيكون أَيْضا مَعْنَاهُ مُسلمين لما اعْتَرَفُوا بِهِ فِي أول الْعَهْد لقَوْله) أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى (وسنزيده بَيَانا فِي حرف الْفَاء (ح ن و) وَقَوله وأحناه على ولد أَي أشفقه حنا عَلَيْهِ يحنوا وأحنى يحني وحنى يحني إِذا أشْفق وَعطف وَمِنْه فِي حَدِيث المرجومين فرأيته يحنو وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم وَالْخلاف فِي لَفظه وحنا رَأسه فِي الرُّكُوع أَي أماله وَمثله لم يحن أحد منا ظَهره. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول حَكِيم أَرَأَيْت أَشْيَاء كنت أتحنث بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة بثاء مُثَلّثَة تقدم تَفْسِيره كَذَا هُوَ الصَّحِيح وَرِوَايَة الكافة وَالْمَشْهُور فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَرَوَاهُ الْمروزِي فِي بَاب من وصل رَحمَه بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَهُوَ غلط من جِهَة الْمَعْنى لكنه صَحِيح فِي الرِّوَايَة هُنَا وَمن خَالف الْمروزِي هُنَا فقد غلط لِأَن الْوَهم فِيهِ من شُيُوخ البُخَارِيّ لَا من رُوَاته بِدَلِيل قَول البُخَارِيّ وَيُقَال أَيْضا عَن أبي الْيَمَان أتحنث وَذكره عَن معمر

فصل منه

وَغَيره وَقد ذكره فِي الْبيُوع عَن أبي الْيَمَان أتحنث أَو أتحنث على الشَّك قَوْله فبدلوا وَقَالُوا حطة حَبَّة فِي شَعْرَة كَذَا لَهُم فِي كتاب التَّفْسِير وَعند الْجِرْجَانِيّ حِنْطَة بِزِيَادَة نون قَوْله فِي صفة بكاء الصَّحَابَة وَلَهُم حنين كَذَا للقابسي والعذري بِالْحَاء الْمُهْملَة وللكافة وَلَهُم خنين بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الصَّوَاب قَالُوا وَالْأول وهم والخنين بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة تردد فِي الْبكاء بِصَوْت فِيهِ غنة وَقَالَ أَبُو زيد الخنين مثل الحنين وَهُوَ الشَّديد من الْبكاء وَقد جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات فَأكْثر النَّاس من الْبكاء وَقَالَ ابْن دُرَيْد الخنين تردد بكاء من الْأنف والحنين بِالْحَاء الْمُهْملَة تردده من الصَّدْر فصل مِنْهُ قَوْله فِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ أَن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حنينا كَذَا لجَمِيع رُوَاة مُسلم وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ من طَرِيق يُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَكَذَا للمروزي وَصَوَابه خَيْبَر وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن وَأَبُو نعيم وَإِحْدَى روايتي الْأصيلِيّ عَن الْمروزِي فِي حَدِيث يُونُس هَذَا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب والزبيدي عَن الزُّهْرِيّ وَكَذَا قَالَ الدهلي عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر قَالَ الذهلي وحنين وهم وَحَدِيث يُونُس عندنَا غير مَحْفُوظ لَكِن رِوَايَة من رَوَاهُ عَن البُخَارِيّ فِي حَدِيث يُونُس هِيَ الصَّوَاب فِي الرِّوَايَة لَا فِي الحَدِيث كَمَا عِنْد مُسلم لِأَنَّهُ روى الرِّوَايَة على وهمها وَإِن كَانَت خطأ فِي الأَصْل أَلا ترى قصد البُخَارِيّ إِلَى التَّنْبِيه عَلَيْهَا بقوله وَقَالَ شُعَيْب عَن يُونُس إِلَى قَوْله حنين فالوهم فِيهِ إِنَّمَا هُوَ من يُونُس وَمن فَوق البُخَارِيّ وَمُسلم لَا من الروَاة عَنْهُمَا وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي حَدِيث زيد بن خَالِد فِي الْغلُول توفّي رجل يَوْم حنين كَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى الأندلسي وَهُوَ غلط وَغَيره يَقُول خَيْبَر وَكَذَا أصلحه ابْن وضاح وَفِي حَدِيث مدعم خرجنَا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَام حنين وَفِيه إِن الشملة الَّتِي أَصَابَهَا يَوْم حنين كَذَا روى عَن يحيى أَيْضا عِنْد أَكثر الروَاة وَعند ابْن عبد الْبر فِي الأول خَيْبَر وَكَذَا أصلحه ابْن وضاح وَكَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب الصَّحِيحَيْنِ خَيْبَر فيهمَا جَمِيعًا وَكَذَا رُوَاة الْمُوَطَّأ غير يحيى وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْله فِي رِوَايَة أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن ملك بعد هَذَا فَلم نغثم ذَهَبا وَلَا فضَّة إِنَّمَا غنمنا الْبَقر وَالْإِبِل وَالْمَتَاع والحوائط وَلم يكن فِي حنين حَوَائِط جملَة وَفِي حَدِيث عبد ربه بن سعيد أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين صدر من حنين يُرِيد الْجِعِرَّانَة كَذَا الرِّوَايَة وَالصَّوَاب وَأَصْلحهُ ابْن وضاح خَيْبَر وَوهم وَفِي حَدِيث وَطْء السبايا أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث يَوْم حنين جَيْشًا إِلَى أَوْطَاس كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند بعض رُوَاة مُسلم فِي حَدِيث القواريرى وَابْن أبي شيبَة يَوْم خَيْبَر وَهُوَ خطأ وَفِي النّوم عَن الصَّلَاة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين قفل من خَيْبَر كذ فِي الْمُوَطَّأ والصحيحين لجَمِيع الروَاة وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غير الْمُوَطَّأ من غير هَذَا الطَّرِيق من حنين وَصَوَّبَهُ بَعضهم قَالَ أَبُو عمر وخيبر أصح لِأَن ابْن شهَاب وَابْن الْمسيب أعلم النَّاس بالمغازي فَلَا يُقَاس بهما غَيرهمَا وَفِي حَدِيث أم سليم اتَّخذت يَوْم خَيْبَر خنجرا كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن ابْن ماهان والسمرقندي وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب رِوَايَة الْجَمَاعَة يَوْم حنين وخبرها فِي ذَلِك مَشْهُور والْحَدِيث بِنَفسِهِ يدل عَلَيْهِ الْحَاء مَعَ الصَّاد (ح ص ب) قَالُوا التحصيب وَلَيْلَة الحصبة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الصَّاد

(ح ص د)

هُوَ الْمبيت بالمحصب بَين مَكَّة وَمنى وَهُوَ خيف بني كنَانَة وَهُوَ الأبطح وَلَيْسَ من سنَن الْحَج وَقَوله فخصبتهما أَن أصمتا أَي رماهما بالحصباء لينبههما إِذْ لم يُمكنهُ كَلَام وَكَذَلِكَ حَسبه عمر وحصبوا الْبَاب كُله الرَّمْي بالحصباء وَقَوله إصابتها الحصبة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الصَّاد وَيُقَال بِفَتْح الصَّاد أَيْضا وبكسرها دَاء مَعْرُوف الْحَصْبَاء مَمْدُود وحصباء الْجمار هِيَ الْحَصَى (ح ص د) قَوْله أحصدوهم حصدا يَعْنِي اقْتُلُوهُمْ واستأصلوهم كَمَا يحصد الزَّرْع يُقَال حصده بِالسَّيْفِ إِذا قَتله وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) مِنْهَا قَائِم وحصيد (أَي ذهب فَلم يبْق لَهُ أثر وَقَوله كالأرزة حَتَّى تستحصد أَي تنقلع من أَصْلهَا كَمَا فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى تنجعف بِمرَّة من الحصد وَهُوَ الاستيصال كَمَا تقدم وَرَوَاهُ بَعضهم تستحصد بِضَم التَّاء وَفتح الصَّاد وَالْأَوْجه بِهِ هُنَا بِفَتْح التَّاء وَكسر الصَّاد وَكَذَلِكَ فِي الزَّرْع إِذا استحصد وَحَتَّى يحصد (ح ص ر) قَوْله تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب كالحصير وَعرض الْحَصِير عودا عودا قيل مَعْنَاهُ تحيط بالقلوب يُقَال حصر بِهِ الْقَوْم إِذا أَحدقُوا بِهِ وَقيل حَصِير الْجنب عرق يَمْتَد مُعْتَرضًا على جنب الدَّابَّة إِلَى نَاحيَة بَطنهَا شبهها بذلك وَقَالَ ثَعْلَب الْحَصِير لحم يكون فِي جَانب الصلب من لدن الْعُنُق إِلَى المتين وَقيل أَرَادَ عرض أهل الْحق وَاحِدًا وَاحِدًا والحصير السجْن وَقيل تعرض بالقلوب فتلصق بهَا لصق الْحَصِير بالجنب وتأثيرها فِيهِ أعوادها فِي الْجلد إِذا لزقت بِهِ وَإِلَى هَذَا كَانَ يذهب من شُيُوخنَا سُفْيَان بن العَاصِي والوزير أَبُو الْحُسَيْن وَقيل تعرض عَلَيْهَا وَاحِدَة وَاحِدَة كَمَا تعرض المنقية لشطب حَصِير وَهُوَ مَا تنسج مِنْهُ من لحاء القضبان على النساجة وتناوله لَهَا عود بعد آخر وَإِلَى هَذَا كَانَ يذهب من شُيُوخنَا أَبُو عبد الله بن سُلَيْمَان وَهُوَ أشبه بِلَفْظ الحَدِيث وَمَعْنَاهُ وَقد بسطنا الْكَلَام عَلَيْهِ وبيناه فِي الْإِكْمَال لشرح صَحِيح مُسلم وَسَيَأْتِي اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِي قَوْله عودا عودا وَاخْتِلَاف التَّأْوِيل فِيهِ فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله وَقَوله فِي الْمحصر والإحصار والحصر وَلما حصر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويروي أحْصر قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي الظَّاهِر فِي اللُّغَة أَن الْإِحْصَار بِالْمرضِ الَّذِي يحبس عَن الْحَج وَإِن الْحصْر بالعدو وَنَحْوه لأبي عُبَيْدَة وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أحْصر بِالْمرضِ والعدو وحصره الْعَدو وَمِنْه فَلَمَّا حصر وَكُنَّا محاصرين حصن خَيْبَر أَي مانعيهم الْخُرُوج وَإِذا حاصرت أهل حصن وَاصل الْإِحْصَار الْمَنْع والحصور الْمَمْنُوع عَن النِّسَاء أما خلقَة أَو عِلّة فعول بِمَعْنى مفعول وَقيل هُوَ فِي يحيى بن زَكَرِيَّاء آيَة (ح ص ل) قَوْله بذهبة فِي أَدِيم مقروظ لم تحصل من ترابها أَي لم تخلص وتصف حَتَّى يثبت مِنْهَا التبر وأصل حصل ثَبت يُقَال مَا حصل فِي يَده مِنْهُ شَيْء أَي مَا ثَبت وَقيل رَجَعَ وحصلت الْأَمر حققته وأثبته (ح ص ن) وَقَوله حصان رزان بِفَتْح الْحَاء أَي عفيفة وَجَاء الْإِحْصَان فِي الْقُرْآن والْحَدِيث بِمَعْنى الْإِسْلَام وَبِمَعْنى الْحُرِّيَّة وَبِمَعْنى التَّزْوِيج وَبِمَعْنى الْعِفَّة لِأَن أصل الْإِحْصَان الْمَنْع وَالْمَرْأَة تمْتَنع من الْفَاحِشَة بِكُل وَاحِدَة من هَذِه الْوُجُوه بإسلامها وحريتها وعفتها وزواجها وَيُقَال أحصنت الْمَرْأَة فَهِيَ مُحصنَة وَأحْصن الرجل فَهُوَ مُحصن وأحصنا فهما مُحصن ومحصنة قَالَ الله تَعَالَى) محصنين غير مسافحين (و) محصنات غير مسافحات (وَقُرِئَ

فصل الاختلاف والوهم

محصنات بِالْفَتْح وَالْكَسْر فَإِذا أحصن بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَفِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن وَإِلَى جَانِبه حصان هَذَا بِكَسْر الْحَاء الْفرس كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فرس والحصان الْفرس النجيب (ح ص ص) وَقَوله أدبر الشَّيْطَان وَله حصاص بِضَم الْحَاء قيل ضراط كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر وَقيل شدَّة عَدو وَقَوله حصت كل شَيْء أَي اجتاحته وأفنته واستأصلته يُقَال حص رَحمَه إِذا قطعهَا وحصت الْبَيْضَة رَأسه حلقت شعره (ح ص ى) وَنهى عَن بيع الْحَصَاة مَقْصُور بيع يتبايعه أهل الْجَاهِلِيَّة قيل كَانُوا يتساومون فَإِذا طرح الْحَصَاة وَجب البيع وَقيل بل كَانُوا يتبايعون شَيْئا من أَشْيَاء على أَن البيع يجب فِي الشَّيْء الَّذِي تقع عَلَيْهِ الحصات وَقيل بل إِلَى مُنْتَهى الْحَصَاة وَكله من بُيُوع الْغرَر والمجهول وَجمع الْحَصَاة حَصى مَقْصُور وَقَوله لَا تحصى فيحصي الله عَلَيْك أَي لَا تتكلفي معرفَة قدر إنفاقك وَفِي حَدِيث آخر لَا توعى وَآخر لَا توكى كُله كِنَايَة عَن الْإِمْسَاك عَن الْإِنْفَاق والتقتير كَمَا قَالَ فِي خِلَافه يَا ابْن آدم أنْفق أنْفق عَلَيْك والإحصاء للشَّيْء مَعْرفَته أما قدرا أَو عددا قَوْله أكل الْقُرْآن أحصيت غير هَذَا أَي حفظت وَقَوله فِي حديقة الْمَرْأَة الَّتِي خرصها أحصيها حَتَّى نرْجِع أَي حوطيها وأحفظيها ليعلم صدق خرصه إِذا جدت وَالله أعلم بِدَلِيل آخر الحَدِيث وَمِنْه قَوْله لَا أحصي ثَنَاء عَلَيْك أَي أحيط بِقَدرِهِ وَقيل لَا أُطِيقهُ وَلَا أبلغ حق ذَلِك وَلَا كنهه وغايته قَالَ ملك لَا أحصى نِعْمَتك وإحسانك وَالثنَاء بهَا عَلَيْك وَإِن اجتهدت فِي ذَلِك وَقَوله فِي الْأَسْمَاء من أحصاها دخل الْجنَّة قيل من علمهَا وأحاط علما بهَا وَقيل أحصاها أطاقها أَي أطَاق الْعَمَل وَالطَّاعَة بِمُقْتَضى كل اسْم مِنْهَا وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) علم أَن لن تحصوه (أَي تطيقوه وَقيل مَعْنَاهُ حفظ الْقُرْآن فأحصاها لحفظه لِلْقُرْآنِ وَقيل أحصاها وحد بهَا ودعا إِلَيْهَا وَقيل من أحصاها علما وإيمانا وَقيل من حفظهَا وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي آخر كتاب الدَّعْوَات وَمِنْه قَوْله أكل الْقُرْآن أحصيت أَي حفظت وَقيل من علم مَعَانِيهَا وَعمل بهَا وَقَوله اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا أَي ألزموا سلوك الطَّرِيق القويمة فِي الشَّرِيعَة وسددوا وقاربوا وَلَا تغلوا فَلَنْ تقدروا الْإِحَاطَة بأعمال الْبر كلهَا وَلَا تُطِيقُوا ذَلِك وَهُوَ مثل قَوْله دين الله بَين المقصر والغالي وَقيل مَعْنَاهُ لن تُطِيقُوا الاسْتقَامَة فِي جَمِيع الْأَعْمَال وَهُوَ يرجع إِلَى مَا تقدم وَقيل وَلنْ تُحْصُوا لَا تقدروا مَا لكم فِي ذَلِك من الثَّوَاب وَقَوله أحصوا لي كم تلفظ بِالْإِسْلَامِ أَي عدوهم قَوْله فِي الْحَج كل حَصَاة مِنْهَا حَصى الْخذف كَذَا جَاءَ فِي كتاب مُسلم عَن عَامَّة شُيُوخنَا وَمَعْنَاهُ مثل حَصى الْخذف كَمَا يُقَال ريد الْأسد أَي مثله وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة القَاضِي التَّمِيمِي مثل حَصى مُبينًا وَكَذَلِكَ فِي غير مُسلم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث بدر وَضرب الْملك للمشرك وَقَوله كَضَرْبَة السَّوْط فاخضر ذَلِك أجمع كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن رُوَاة مُسلم فأحصى ذَلِك أجمع بِالْحَاء وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ يَعْنِي رِوَايَته لما ذكر من الحَدِيث وَحفظه وَهُوَ وهم وَالله أعلم قَوْله فِي بَاب مَا يصاب من الطَّعَام بِأَرْض الْعَدو وَكُنَّا محاصرين حصن خَيْبَر كَذَا لكافتهم وَهُوَ الْمَعْرُوف وتقيد فِي كتاب الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ محاضرين

فصل الاختلاف والوهم

بالضاد وَهُوَ وهم قلم وَالله أعلم الْحَاء مَعَ الضَّاد (ح ض ر) قَوْله إِن الفر إِذا حضر وَإِن ابْنَتي حضرت وَقَوله لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة وَحين حَضرته الْوَفَاة يُقَال حضر الْمَوْت الْإِنْسَان وَحضر الْمَيِّت واحتضر إِذا حَان مَوته قَالَ الله تَعَالَى) حَتَّى إِذا حضر أحدهم الْمَوْت (وَقَوله قِرَاءَة آخر اللَّيْل محضورة أَي تحضرها الْمَلَائِكَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر مَشْهُودَة وَقَالَ يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة الحَدِيث وَقَالَ) إِن قُرْآن الْفجْر كَانَ مشهودا (وَقَوله حَضْرَة النداء للصَّلَاة أَي عِنْدهَا ومشاهدة وَقتهَا وَمِنْه مَا من امْرِئ تحضره صَلَاة مَكْتُوبَة أَي يَجِيء وَقتهَا وَحَضَرت الصَّلَاة حانت بِالْفَتْح وَحكى بَعضهم فِيهِ حضرت بِالْكَسْرِ وَقَوله فأحضر فأحضرت أَي عدى يجْرِي فعدوت والحضر بِالضَّمِّ الجري والعدو وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فَخرجت أحضر أَي أسْرع وَقَوله دف نَاس حَضْرَة الْأَضْحَى كَذَا روينَاهُ بِإِسْكَان الضَّاد عَن أَكْثَرهم وَضَبطه الجياني حَضَره أَيْضا بفتحهما ومعناهما سَوَاء صَحِيح بِالسُّكُونِ بِمَعْنى الْقرب والمشاهدة وبالفتح بِمَعْنَاهُ قَالَ فِي الجمهرة حَضْرَة الرجل فناؤه وَقَالَ يَعْقُوب كَلمته بِحَضْرَة فلَان وحضرته وحضرته وَحضر فلَان وَزَاد أَبُو عبيد وحضرة فلَان بفتحهما (ح ض ض) قَوْله يحضهم ويحض بَعضهم بَعْضًا أَي يحملهم على ذَلِك ويؤكد عَلَيْهِم فِيهِ (ح ض ن) قَوْله الأنخس الشَّيْطَان فِي حضنيه أَي جَنْبَيْهِ وَقيل الحضن الخاصرة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث الْأَنْصَار فِي السَّقِيفَة وتحضنونا من الْأَمر بِضَم التَّاء أَي تخرجوننا فِي نَاحيَة عَنهُ وتختزلوننا مِنْهُ وتستبدون بِهِ وَنَحْوه لأبي عبيد كَذَا رِوَايَة الكافة بِضَم التَّاء وَرَوَاهُ ابْن السكن يحتصونا بحاء مُهْملَة وَالْأول الْوَجْه وَفِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم يحصنوننا بصاد مُهْملَة وَلَا وَجه لَهُ وَقد جَاءَ مُفَسرًا بِمَا قبله يُرِيدُونَ أَن يختزلوننا من أصلنَا ويحضنوننا من الْأَمر قَالَ أَبُو دُرَيْد يُقَال أحضنت الرجل عَن كَذَا إِذا أنحيته عَنهُ واستبددت بِهِ دونه وَمِنْه قَول الْأَنْصَار وَذكره وَقَالَ الْهَرَوِيّ فِيهِ حضنت وَرُوِيَ الحَدِيث يحضنوننا بِفَتْح الْيَاء وَقد تتَوَجَّه هُنَا رِوَايَة ابْن السكن يحتصونا أَي ستأصلوا أمرنَا ويقطعوا سببنا من هَذَا الْأَمر حص رَحمَه قطعه وحصت الْبَيْضَة رَأسه حلقت شعره وحصتهم السّنة استأصلتهم وَقَوله فِي الْمَوْلُود إِلَّا لَكِن الشَّيْطَان فِي حضنيه بِكَسْر الْحَاء أَي جَنْبَيْهِ وَقيل الحضن الخاصرة وَرَوَاهُ ابْن ماهان خصييه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة يَعْنِي الْعَوْرَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب الأول وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي بَاب بَدْء الْخلق فِي جَنْبَيْهِ مُفَسرًا وَفِي الحَدِيث نَفسه مَا يَدْفَعهُ قَوْله إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا وَمَرْيَم أُنْثَى الْحَاء مَعَ الْفَاء (ح ف ز) قَوْله وَقد حفزه النَّفس أَي استوفزه وكده والاحتفاز الاستيفاز والاستعجال وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أَتَى بِتَمْر فَجعل يَأْكُلهُ وَهُوَ محتفز أَي مستعجل مستوفز غير مُتَمَكن فِي جُلُوسه كَأَنَّهُ يثور للْقِيَام (ح ف ظ) وَقَوله فاحفظ الْأنْصَارِيّ بِظَاء مُعْجمَة غاظه وأغضبه وَهِي الحفيظة والحفظة وَقَوله من حفظهَا وحافظ عَلَيْهَا حفظ دينه يَعْنِي الصَّلَوَات قيل حفظهَا راعاها وَقَامَ بحدودها وحافظ عَلَيْهَا أَي فِي أَوْقَاتهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى) قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون (ثمَّ قَالَ) وَالَّذين هم على صلواتهم يُحَافِظُونَ (فالخشوع أَولا بِمَعْنى الْحِفْظ فِي الحَدِيث والمحافظة بِمَعْنى فيهمَا وَقيل هما بِمَعْنى وَكرر للتَّأْكِيد وَقيل حَافظ عَلَيْهَا

فصل الاختلاف والوهم

أدام الْحِفْظ لَهَا وَحكى الدَّاودِيّ أَنه روى أَو حَافظ عَلَيْهَا على الشَّك وَهَذَا لم يَقع فِي رِوَايَة أحد من شُيُوخنَا فِي الموطآت وَمعنى حفظ دينه أَي معظمه وَيحْتَمل ظننا بِهِ حفظ سَائِر دينه (ح ف ل) قَوْله وَتبقى حفالة كحفالة بِضَم الْحَاء قيل هِيَ بَقِيَّته الردية ونفاتته وَفِي حَدِيث آخر حثالة وَقد ذَكرْنَاهُ وهما بِمَعْنى قَالَ الْأَصْمَعِي الحفالة الردي من كل شَيْء وَقَالَ أَبُو زيد هِيَ كمامه وقشوره الَّتِي تبقى بعد رَفعه وَقَوله نهى عَن بيع المحفلة هِيَ الَّتِي حقن اللَّبن فِي ضرْعهَا وَهِي مثل المصرات وَقَوله شَاة حافلا أَي ذَات لبن فضرعها مملو لَبَنًا (ح ف ن) قَوْله لتحفن على رَأسهَا ثَلَاث حفنات هُوَ أَخذ ملْء الْيَدَيْنِ من المَاء وَغَيره وَمثله حثى وحثن وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَفِي حَدِيث زَمْزَم فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فَجعلت تحفن من المَاء مثله كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تغرف كَذَا رَوَاهُ بالنُّون الْأصيلِيّ ولسائر الروَاة تحفر بالراء وَالْأول الصَّوَاب (ح ف ف) قَوْله وحفوا دونهمَا بِالسِّلَاحِ ويحفونهم بأجنحتهم وحفت بهم الْمَلَائِكَة كُله بِمَعْنى أحد قوابهم وصاروا فِي جوانبهم وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر حافة الطَّرِيق أَي جَانبهَا وَمِنْه حفت الْجنَّة بالمكاره وَقَوله فِي محفتها هِيَ شبه الهودج إِلَّا أَنه لَا قبَّة عَلَيْهَا (ح ف ش) قَوْله هلا جلس فِي حفش أمه بِكَسْر الْحَاء وخباء فِي الْمَسْجِد أَو حفش قَالَ أَبُو عبيد الحفش الدرج وَجمعه أحفاش شبه بَيت أمه فِي صغره بِهِ وَقَالَ الشَّافِعِي الْبَيْت الْقَرِيب السّمك وَقَالَ ملك الْبَيْت الصَّغِير الخرب وَقيل الحفش مثل الْقبَّة وَشبههَا تصنع من خوص تجمع فِيهَا الْمَرْأَة غزلها وسقطها كالدرج شبه الْبَيْت الحقير بِهِ وَمثله فِي حَدِيث الْمُعْتَدَّة فَدخلت حفشالها سمي بِهَذَا كُله لضيقه وصغره (ح ف و) وَقَوله حَتَّى أحفوه بِالْمَسْأَلَة أَي أَكْثرُوا عَلَيْهِ والحوا وَقَوله أحفى شَاربه وَأمر بإحفاء الشَّوَارِب وأحفوا الشَّوَارِب رباعي يقالوا فِيهِ أحفيت وَحكى الْأَنْبَارِي حفوت ثلاثي وَهُوَ جز شعره واستقصاؤه وَقد روى جزوا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْجِيم وَفِي حَدِيث الْحجر كَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بك حفيا أَي بارا وصُولا يُقَال أحفى بِهِ وتحفى بِهِ وحفي بِهِ أَي بَالغ فِي بره وَقَوله لأستحفين عَن ذَلِك أَي لأكثرن السُّؤَال عَنهُ يُقَال أحفى فِي السُّؤَال والاعتناء أَي استقصى وَبَالغ فِي ذَلِك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الْفَتْح أحصدوهم حصدا وأحفي بِيَدِهِ على الْأُخْرَى أَي أَشَارَ إِلَى استيصال الْقطع كَمَا يفعل حاصد الزَّرْع إِذا حصده وَمثل ذَلِك تجريره على الْأُخْرَى وَهِي مَقْبُوضَة وَقيل أحفى بَالغ وَرَوَاهُ بَعضهم وأكفى بِيَدِهِ بِالْكَاف أَي أمال وقلب وهما بِمَعْنى وَاحِد وَفِي بَعْضهَا أخْفى بِالْخَاءِ وَلَا وَجه لَهُ قَوْله فاحتفزت كَمَا يحتفز الثَّعْلَب كَذَا هُوَ عِنْد السَّمرقَنْدِي بالزاي وَعند كافتهم بالراء الْمُهْملَة وَالْأول هُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ تضاممت وَاجْتمعت حَتَّى وسع من مدْخل الْجَدْوَل وبساط الحَدِيث ومقصده يدل عَلَيْهِ وَيظْهر خطأ الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله فِي كتاب الْأَدَب تِلْكَ الْكَلِمَة يحفظها الجنى كَذَا لَهُم هُنَا من الْحِفْظ وللقابسي يَخْطفهَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة مُقَدّمَة من الاختطاف وَفِي كتاب التَّوْحِيد يَخْطفهَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس يحفظها وَالصَّوَاب يَخْطفهَا وَهُوَ الصَّحِيح فِي غير هَذَا الْموضع لجميعهم وَفِي كتاب الله تَعَالَى) إِلَّا من خطف الْخَطفَة (فِي حَدِيث هَاجر وزمزم فَجعلت تحفن كَذَا للأصيلي بالنُّون وَلغيره تحفر بالراء وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وتحفن تجمع المَاء بِيَدَيْهَا مَعًا

(ح ق ب)

فِي سقائها وتحفر أَي تعمق لَهُ وَهُوَ أوجه هُنَا بِدَلِيل الحَدِيث الآخر تحوضه بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي تجْعَل لَهُ حوضا ثمَّ بعد هَذَا قَالَ وَجعلت تغرف فِي سقائها وبدليل قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَو تركته كَانَ عينا معينا وَفِي الْوَقْف من حفر بير رومة فَلهُ الْجنَّة فحفرتها كَذَا فِي نسخ البُخَارِيّ وَقيل هُوَ وهم وَالْمَعْرُوف الْمَشْهُور من اشْترى بير رومة وَإِن عُثْمَان اشْتَرَاهَا وَلم يحفرها وَقَول أبي خَليفَة كتبت إِلَى ابْن عَبَّاس أَن يكْتب إِلَيّ ويحفى عني ثمَّ ذكر عَن ابْن عَبَّاس اخْتَار لَهُ الْأُمُور اخْتِيَارا وأحفى عَنهُ كَذَا روايتنا فِيهِ عَن أبي بَحر وَأبي عَليّ من شُيُوخنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وقيدناه عَن ابْن أبي جَعْفَر وَعَن التَّمِيمِي بِالْمُعْجَمَةِ وهوا لذِي صَوبه لنا بعض شُيُوخنَا من غير رِوَايَة وَقَالَ لَعَلَّه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهُ عِنْدِي على هَذَا لَا تُحَدِّثنِي بِكُل مَا رويته وَلَكِن أخف عني بعضه مِمَّا لَا أحتمله وَلَا ترَاهُ لي صَوَابا ويعضده قَول ابْن عَبَّاس اخْتَار لَهُ الْأُمُور اخْتِيَارا وَيظْهر لي أَن الصَّوَاب الرِّوَايَة الأولى وَيكون الإحفاء النَّقْص من إحفاء الشَّوَارِب وَهُوَ جزها وَيكون بِمَعْنى الْإِمْسَاك من قَوْلهم سَأَلَني فحفوته أَي منعته أَي أمسك عني بعض مَا مَعَك مِمَّا لَا أحتمله وَقد يكون الإحفاء أَيْضا بِمَعْنى الِاسْتِقْصَاء من إحفاء الشَّوَارِب وعني هُنَالك بِمَعْنى عَليّ أَي استقص مَا تخاطبني بِهِ ونخله وَجَوَاب ابْن عَبَّاس يدل عَلَيْهِ وَذكر المفجع اللّغَوِيّ فِي كِتَابه المنقد أحفى فلَان بفلان إِذا أربى عَلَيْهِ فِي المخاطبة وَمِنْه أحفوه فِي الْمَسْأَلَة أَي أَكْثرُوا فَكَأَنَّهُ يَقُول لَهُ ويحفى عني يَقُول لَا تكْثر عَليّ وَعَن الْأَكْثَر عني وَالله أعلم فِي فتح مَكَّة أحصدوهم حصدا وأحفى بِيَدِهِ على الْأُخْرَى كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى الْمُبَالغَة وَفِي الحَدِيث أَن الله يحب العَبْد التقى الحفى كَذَا هُوَ عِنْد العذرى بحاء مُهْملَة وَلغيره بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فِي الْإِيمَان وَالْإِسْلَام وَإِذا كَانَت العراة الحفاة رُؤُوس النَّاس بِالْحَاء الْمُهْملَة جمع حاف كَذَا لكافتهم كَمَا فِي غير هَذِه الرِّوَايَة وَعند ابْن الْحذاء الحفدة مَكَان الحفاة وَمَعْنَاهُ هُنَا الْخدمَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر رعاء الشَّاة الْحَاء مَعَ الْقَاف (ح ق ب) قَوْله وأحقبها خَلفه أَي أردفها وَرَاءه وَجعلهَا مَكَان الحقيبة كَذَا روينَاهُ وَرَوَاهُ بَعضهم أعقبها وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَي جعلهَا خَلفه وَقَوله وَنحن خفاف الحقائب جمع حقيبة وَهِي مَا يشد فِي مؤخرة الرجل يرفع فِيهَا الرجل مَتَاعه وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَمِنْه احتقب فلَان خيرا أَو شرا كَأَنَّهُ رَفعه فِي حقيبته لوقت الْحَاجة وَفِي الحَدِيث فَانْتزع طلقا من حقبه الحقب هُوَ الْحَبل يشد وَرَاء الْبَعِير وَضَبطه بَعضهم حقبه بِالسُّكُونِ أَي مِمَّا أحتقبه وَقد ذكرنَا هَذَا الْخَبَر وَالِاخْتِلَاف فِيهِ وَالوهم فِي حرف الْجِيم وَالْعين (ح ق ل) فِيهَا المحاقلة وَهُوَ مُفَسّر فِي الحَدِيث كِرَاء الأَرْض للزِّرَاعَة بالزرع وَقيل بِجُزْء مِمَّا يخرج مِنْهَا وَقيل بيع الزَّرْع بِالْحِنْطَةِ كَيْلا كالمزابنة فِي الثِّمَار وَبِذَلِك فسره جَابر فِي حَدِيث مُسلم وَقيل بيع الزَّرْع قبل طيبه وَقيل بَيْعه فِي سنبله بِالْبرِّ وَذكر الحقل وَهُوَ الفدان والمزرعة وَجَمعهَا محاقل وَقد جَاءَ جمعهَا فِي الحَدِيث وَقيل الحقل الزَّرْع مادام أَخْضَر وَقيل أَصْلهَا أَن يَأْخُذ أَحدهمَا حقلا من الأَرْض لحقل آخر لِأَنَّهَا مفاعلة من ذَلِك وَمِنْه كَانَ أَكثر النَّاس حقلا أَي فدادين وتحقل على أربعاء لَهَا أَي تزرع على جداول وَقد ذكرنَا هَذَا وَالْخلاف فِيهِ فِي الْجِيم وَالْعين (ح ق ن) قَوْله مَا بَين حافنتي وذاقنتي قيل الحاقنة مَا سفل من الْبَطن والذاقنة مَا علا

فصل الاختلاف والوهم

وَقيل الحاقنة مَا فِيهِ الطَّعَام وَقيل الحاقنتان الهبطتان اللَّتَان بَين الترقوتين وحبلى العاتق وَقَالَ أَبُو عبيد الحواقن مَا يحقن الطَّعَام فِي بَطْنه والذواقن أَسْفَل من ذَلِك وَقيل الذاقنة ثغرة الذقن وَقيل طرف الْحُلْقُوم (ح ق ف) وَقَوله فِي خبر عِيسَى ويستظلون بحقفها يُرِيد الرمانة أَي بمعقر قشرها والحقف أعلا الجمجمة وَقَوله فَإِذا بِظَبْيٍ حَاقِف أَي نَائِم منحن فِي نَومه واصله الإنعقاف والاستدارة وَمِنْه حقف الرمل وَهُوَ مَا عظم مِنْهُ واستدار وَقَالَ ابْن وهب وَاقِف فِي مَوضِع الْغَار فِي الْجَبَل (ح ق ق) قَوْله فِي الزكوة حقة طروقة الْفَحْل هِيَ ابْنة ثَلَاث سِنِين وَدخلت فِي الرَّابِعَة قيل لِأَنَّهَا اسْتحقَّت أَن تركب وَيحمل عَلَيْهَا وَقيل لِأَن أمه اسْتحقَّت الْحمل من الْعَام الْمقبل وَالذكر حق وَقيل لِأَنَّهَا اسْتحقَّت أَن يضْربهَا الْفَحْل وَقَوله حق الْمُسلم على الْمُسلم أَي الْوَاجِب لَهُ أَو الْمُؤَكّد فِي حَقه وَالْمَنْدُوب إِلَيْهِ وأعطوا الطَّرِيق حَقه أَي واجبه ويحق على كل مُسلم لَهُ شَيْء يُوصي بِهِ أَي من الحزم وَالنَّظَر وَيُؤَدِّي حَقّهَا وَمَا حَقّهَا واستحقوا الْعقُوبَة واستوعى لَهُ حَقه كُله من الْوُجُوب وَالْحق يكون بِمَعْنى الْوُجُوب وَبِمَعْنى الحزم وَبِمَعْنى الصدْق وَبِمَعْنى التَّخْصِيص وَالتَّرْغِيب وَلَا يفض الْخَاتم إِلَّا بِحقِّهِ أَي بِالْوَجْهِ الْمُبَاح الْجَائِز وَحَتَّى يبلغ حَقِيقَة الْإِيمَان أَي خالصه وَمن رَآنِي فقد رأى الْحق قيل رُؤْيَاهُ حق صَادِقَة لَيْسَ فِيهَا ضغث حلم وَلَا تخييل شَيْطَان وَقيل رَآنِي حَقِيقَة ورآ ذاتي غير مشبهة على الِاخْتِلَاف فِي تَأْوِيل الحَدِيث الآخر فقد رَآنِي فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي وَقَوله أَمينا حق أَمِين أَي أَمينا حَقِيقَة وَحقّ هُنَا على مَا تقدم من معنى الْوُجُوب أَي وَجَبت لَهُ هَذِه الفصة أَو بِمَعْنى الصدْق أَي صدق واصفه بذلك وَقَوله فجَاء رجلَانِ يحتقان أَي يختصمان بتَشْديد الْقَاف وَقَوله فِي تَأْخِير الصَّلَاة ويحتقونها إِلَى شَرق الْمَوْتَى أَي يضيقون وَقتهَا إِلَى ذَلِك الْحِين يُقَال هم فِي حلق من كَذَا أَي ضيق وشرق الْمَوْتَى يفسره فِي حرفه وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير الحاقلة لِأَن فِيهَا الثَّوَاب وَالْعِقَاب وحواق الْأُمُور وَقَوله أَتَدْرِي مَا حق الله على الْعباد وَذكر حق الْعباد على الله قيل يحْتَمل أَن يُرِيد حَقًا شَرْعِيًّا لَا وَاجِبا بِالْعقلِ وَيكون خرج مخرج الْمُقَابلَة للفظ الأول (ح ق ق) فأعطانا حقوه بِالْفَتْح أَي إزَاره وأصل ألحقو معقد الْإِزَار من الْإِنْسَان فَسُمي بِهِ الْإِزَار وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَنزع من حقوه إزَاره وَفِي الحَدِيث الآخر أشدد على حقويك أَي على طرفِي وركيك وَهُوَ مشد الْإِزَار وَقيل بل إِنَّمَا صَوَابه الكشح وَأَنه معقد الْإِزَار فِي الخصر وَلَيْسَ بِطرف الورك وَهُوَ قَول الْخَلِيل وَقَوله فِي الرَّحِم فَأخذت بحقوى الرَّحْمَن أصل ألْحقُوا بِفَتْح الْحَاء طرف الورك أَو مَوضِع النطاق وَسمي بِهِ الْإِزَار كَمَا تقدم ثمَّ أستعير هَذَا الْكَلَام للاستجارة يُقَال عذت بحقو فلَان رأى استجرت بِهِ لما كَانَ من يستجير بآخر يَأْخُذ بِثَوْبِهِ وَإِزَاره فَهُوَ فِي حق الله تَعَالَى بِهَذَا الْمَعْنى وَالله تعلى منزه عَن المشابهة بخلقه وَمثله فِي الحَدِيث الآخر وَمِنْهُم من تَأْخُذهُ النَّار إِلَى حقْوَيْهِ رَاجع إِلَى مَا تقدم أَولا من مَوضِع معقد الْإِزَار أَو طرف الورك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث لَيْلَة الْقدر فجَاء رجلَانِ يحتقان بتاء بعد الْحَاء بعْدهَا قَاف مُشَدّدَة مَفْتُوحَة كَذَا رَوَاهُ عَامَّة شُيُوخنَا فيهمَا وَهُوَ الْمَعْرُوف الْمَشْهُور وَالَّذِي ذكره أَصْحَاب الْغَرِيب والشارحون أَي يتخاصمان فِي حق يَطْلُبهُ أَحدهمَا من الآخر وَقد ذكره مُسلم فِي بعض طرقه مُفَسرًا يختصمان وَرَوَاهُ بعض الروَاة

(ح س د)

يحنقان بنُون مَكْسُورَة وَتَخْفِيف الْقَاف من الحنق والغيط وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي حَدِيث بنت حَمْزَة فَقَالَ عَليّ أَنا أَحَق بهَا كَذَا لِابْنِ السكن ولسائر الروَاة أَنا أَخَذتهَا وَهَذِه الرِّوَايَة عِنْد أبين لقَوْله فِي أول الحَدِيث فَأَخذهَا عَليّ وَقَالَ لفاطمة دُونك بنت عمك وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب الشُّرُوط للْجَمِيع قَوْله الْمُسلم أَخُو الْمُسلم إِلَى قَوْله وَلَا يحقره كَذَا رَوَاهُ السَّمرقَنْدِي والسجزي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْقَاف من الحقرية أَي يستصغره ويذله ويتكبر عَلَيْهِ وَرَوَاهُ العذري وَلَا يخفره بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْفَاء وَضم الْيَاء أَوله أَي لَا يغدره ويخونه يُقَال خفرت الرجل أحرته وأمنته وأخفرته لم أوف لَهُ وغدرته وَكَذَلِكَ الْخلاف فِي آخر الحَدِيث بِحَسب امْرِئ من الشران يحقر أَخَاهُ على مَا تقدم للرواة وَالصَّوَاب أَن يكون من الاستحقار هُنَا وَهُوَ المروى فِي غير مُسلم وَرَوَاهُ غير يحتقر وَتقدم الْخلاف فِي قَوْله وأحقبها خَلفه فِي مَوضِع شَرحه من هَذَا الْحَرْف الْحَاء وَالسِّين ح س ب) قَوْله حسبي وحسبك وحسبا كتاب الله بِسُكُون السِّين أَي كفاني وَكَفاك وحسبك الله وحسبه قراة الإِمَام أَي كافيته وَلَقَد شهد عنْدك رجلَانِ حَسبك بهما أَي يَكْفِيك مَا تُرِيدُ بِشَهَادَتِهِمَا واحسبني الشَّيْء كفاني قَالَ سِيبَوَيْهٍ معنى حسب معنى قطّ الِاكْتِفَاء وَيَوْم الْحساب يَوْم المساءلة وحساب مَا اجترحت الْأَيْدِي واكتسبته النُّفُوس يُقَال مِنْهُ حسب يحْسب بِالْفَتْح فِي الْمَاضِي وَالضَّم فِي الْمُسْتَقْبل حسابا وحسبانا بِالضَّمِّ وَمِنْه أَنا أمة أُميَّة لَا نحسب وَلَا نكتب وَمِنْه قَوْله فِي سني النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أتحسب بِالضَّمِّ وَمِنْه فِي حَدِيث ابْن عمر فِي الطَّلَاق فحسبت بِتِلْكَ التطليقة كُله من الْحساب ويروى فاحتسبت بهَا كُله بِمَعْنى وَمِنْه احتساب الْأجر وَمَا جَاءَ فِي الْحِسْبَة فِي الْمُصِيبَة وتحتسبون آتاركم وَلَا يَمُوت لأجد مِنْكُن ثَلَاثَة من الْوَلَد فتحتسبه وَمنا من احتسب أجره واحتسبب خطاي وَأَنت صابر محتسب وَالِاسْم مِنْهُ الاحتساب والحسبان بِالْكَسْرِ والحسبة وَهُوَ إذخار الْأجر وَإِن يحسبه فِي حَسَنَاته وَحسب يحْسب بِالْكَسْرِ فيهمَا وَقيل يحْسب بِالْفَتْح فِي الْمُسْتَقْبل بِمَعْنى ظَنَنْت حسبانا بِالْكَسْرِ وَمِنْه مَا كنت أَحسب كَذَا واتحسبين وَقد تَكَرَّرت هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الْأَحَادِيث وَفِي الْكُسُوف وَفِي فَضَائِل عمر قَول عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا إِن كنت لأَظُن أَن يجعلك الله مَعَ صاحبيك وحسبت أَنِّي كنت كثيرا سمع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول الحَدِيث كَذَا جَاءَ هُنَا وحسبت بِمَعْنى ظَنَنْت عطفها على قَوْله أَظن كَأَنَّهُ قَالَ وحسبت ذَلِك وَفِي الطَّلَاق قلت تحتسب يَعْنِي تَطْلِيقَة قَالَ فَمه أَي تحسب وتعد كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حسبت عَليّ بتطليقة قَوْله وَدينه حَسبه أصل الْحسب الْأَفْعَال الْحَسَنَة كَأَنَّهَا مَأْخُوذَة من الْحساب كَأَنَّهُ تحسب لَهُ خصاله الْكَرِيمَة وَحسب الرجل آباؤه الْكِرَام الَّذين تعد مناقبهم وتحسب عِنْد الْمُفَاخَرَة والحسب والحسب الْعد فَلَمَّا كَانَ فَخر الْعَرَب بشرف آبائها أخبر عمرَان فَخر أهل الْإِسْلَام بِالدّينِ (ح س د) قَوْله لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ أَي لَا حسد مَحْمُود وَغير مَذْمُوم إِلَّا فيهمَا والحسد الْمَحْمُود تمنى مثل مَا ترَاهُ لغيرك وَهَذَا يُسمى الْغِبْطَة والمذموم أَن تتمنى زَوَاله عَنهُ وانتقاله إِلَيْك وَهُوَ الْحَسَد بِالْحَقِيقَةِ (ح س ر) قَوْله حسر عَن فَخذه وَفِي الْكُسُوف وَحَتَّى حسر عَنْهَا وفلما حسر عَنْهَا على مَا لم يسم فَاعله وَحَتَّى انحسر الْغَضَب عَن وَجهه ويروى تحسر وَكَذَا لأكْثر شُيُوخًا وأحسر خماري عَن عَيْني

فصل الاختلاف والوهم

بِكَسْر السِّين وَضمّهَا وحسر عَن رَأسه الْبُرْنُس كُله بِمَعْنى كشف عَنهُ وَمِنْه الحاسر المنكشف فِي الْحَرْب بِغَيْر ذرع وَفِي الحَدِيث على الحسر وَخَرجُوا حسرا جمع حاسر وَأما قَوْله يحسر الْفُرَات عَن كنز وَعَن جبل من ذهب فَمَعْنَاه نضب وكشف عَنهُ قَالَ أهل اللُّغَة وَيُقَال فِي هَذَا حسر وَلَا يُقَال انحسر وَجَاء فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي هُنَا ينحسر وَقَوله دَعَوْت فَلم يستجب لي فينحسر عِنْد ذَلِك ويدع الدُّعَاء أَي يقطعهُ ويدعه قَالَ الله تَعَالَى) لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَته وَلَا يستحسرون (أَي ينقطعون عَنْهَا يُقَال حسر واستحسر إِذا أعيا (ح س ك) قَوْله عَلَيْهِ حسكة هُوَ شوك صلب حَدِيد قَالَه الْهَرَوِيّ (ح س م) قَوْله فِي الْمُحَاربين وَلم يحسمهم بِكَسْر السِّين وَضمّهَا أَي لم يكوهم بعد أَن قطعهم وَفِي حَدِيث سعد فحسمه رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بمشقص (ح س ن) قَوْله فِي حَدِيث ابْن نمير خَيركُمْ محاسنكم قَضَاء كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قيل هُوَ جمع محسن بِفَتْح الْمِيم وَالسِّين وَيحْتَمل أَن يكون سماهم بِالصّفةِ أَي ذَوُو المحاسن وَأَسْمَاء الله الْحسنى تَأْنِيث الْأَحْسَن وَقَوله إحاسنكم فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى جمع أحسن كَمَا قَالَ أحسنكم قَضَاء وَذكر الْإِحْسَان وَفَسرهُ أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ هُوَ من الْإِحْسَان فِي الْعَمَل وإجادته وَأَن يكون الْعَمَل لله على أحسن وجوهه قَوْله أحسن النَّاس وَجها وَأحسنه خلقا قَالَ أَبُو حَاتِم الْعَرَب تَقول فلَان أجمل النَّاس وَجها وَأحسنه يُرِيدُونَ أحْسنهم وَلَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ وَإِنَّمَا يَقُولُونَ وَأحسنه قَالَ والنحويون يذهبون إِلَيّ وَأحسن من ثمه أَو من وجد وَنَحْوه وَمثله قَوْله خير نسَاء ركبن الْإِبِل أحناه على ولد وأرعاه على زوج قَوْله كَانَ أَكثر دُعَائِهِ رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة الْحَسَنَة هُنَا النِّعْمَة وَقيل فِي الْآخِرَة الْجنَّة وَقيل حظوظ حَسَنَة قَوْله مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي قيل مَعْنَاهُ حسن صَوته لِلْقُرْآنِ وَقيل مَعْنَاهُ التحزين وَقيل تحسينه مَا يظْهر على صَاحبه من الْخُشُوع وَالْعَمَل بِهِ وَقيل هُوَ من الْحسن بِالنعْمَةِ على ظَاهره وَفَسرهُ فِي الحَدِيث يُرِيد يجْهر بِهِ وَقد فسرناه فِي الْجِيم (ح س س) قَوْله هَل تحس فِيهَا من جَدْعَاء أَي تجدو ترى وَيجوز تحس يُقَال حسست وأحسست الشَّيْء كَذَا أَي وجدته كَذَلِك والرباعي أَكثر وَقَوله حَتَّى مَا أحس مِنْهُ قَطْرَة بِضَم الْهمزَة أَي أجد رباعي وَقَوله أحس فرسه أَي أحكه وأمسحه وأزيل عَنهُ التُّرَاب ثلاثي وَتقدم قَوْله وَلَا تحسسوا وَلَا تجسسوا وَالله تَعَالَى أعلم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي خطْبَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الْعِيد فَأتى بكرسي حسبت قوائمه حديدا كَذَا هُوَ عِنْد أَكثر رُوَاة مُسلم بِمَعْنى ظَنَنْت قَالَ ابْن ماهان وَهَذَا الَّذِي أعرف وروى ابْن الْحذاء عَنهُ بكرسي خشب بخاء وشين معجمتين وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة وَرَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة عَن حميد خلت بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بِمَعْنى حسبت وظننت قَالَ حميدو أرَاهُ كَانَ من عود أسود فَظَنهُ حديدا وَهَذِه الرِّوَايَة تعضد رِوَايَة الكافة وَقد صحف ابْن قُتَيْبَة هَذِه الرِّوَايَة فَقَالَ فِيهَا خلب بِضَم الْخَاء وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَفَسرهُ بالليف وَلَيْسَ بِشَيْء كَأَنَّهُ ذهب إِلَى أَن متكأه من لِيف نسج وظفر وقوائمه حَدِيد فِي حَدِيث خباب أتحسبين أَن أَقتلهُ كدا للقابسي من الظَّن وَلغيره أتخشين بِالْخَاءِ والشين المعجمتين من الخشية وَالْخَوْف وَهُوَ الْوَجْه فِي حَدِيث هوَازن وحنين انْطلق إخفاء من النَّاس وحسر كَذَا لَهُم عَن مُسلم جمع حاسر وللهوزني وَحشر بِضَم الْحَاء وشين مُعْجمَة كائنة من حشر النَّاس أَو اجْتمع من قبل نَفسه وَالصَّوَاب الأول كَمَا قَالَ البُخَارِيّ وحسر أَلَيْسَ بسلاح فِي حَدِيث حُذَيْفَة

(ح ش د)

خرجت أَنا وَأبي حسيل كَذَا ضبطناه عَن ابْن أبي جَعْفَر وَهُوَ الصَّوَاب اسْم الْيَمَان أبي حُذَيْفَة بِضَم الْحَاء تَصْغِير حسل وَكَانَ عِنْد أبي بَحر حسير بالراء وَعند الصَّدَفِي حسرا بتَشْديد السِّين جمع حاسر أَي لَا سلَاح مَعنا وَكله وهم قَوْله إِذا صلى الْفجْر جلس فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تطلع الشَّمْس حسناء أَي طلوعا بَينا كَذَا لكافتهم وَعند ابْن أبي جَعْفَر حينا أَي زَمنا كَأَنَّهُ يُرِيد مُدَّة جُلُوسه وَالْأول أظهر وَفِي حَدِيث صَلَاة الْعِيد فَقَالَت امْرَأَة ثمَّ قَالَ لَا يدْرِي حسن من هِيَ كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب التَّفْسِير وَوَقع عِنْد مُسلم فِي الصَّلَاة لَا يدْرِي حِينَئِذٍ من هِيَ قَالَ شُيُوخنَا وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا عِنْد البُخَارِيّ وَحسن هَذَا هُوَ الْحسن بن مُسلم رَاوِي الحَدِيث الْمَذْكُور فِيهِ قبل وَفِي الزَّكَاة فِي حَدِيث الْأَحْنَف وَأبي ذَر فجَاء رجل حسن الشّعْر وَالثيَاب والهيئة كَذَا للقابسي بالمهملتين من الْحسن وَعَلِيهِ فسره الدَّاودِيّ ولغير الْقَابِسِيّ خشن بِالْمُعْجَمَةِ من الخشونة وهوا لصحيح وَفِي كتاب مُسلم أخشن الثِّيَاب أخشن الْجَسَد أخشن الْوَجْه إِلَّا عِنْد ابْن الْحذاء فَعنده فِي الآخر حسن الْوَجْه وَفِي صدر كتاب مُسلم وأحس الْحَارِث بِالشَّرِّ فَذهب كَذَا روينَاهُ وَكَانَ عِنْد بعض شُيُوخنَا حس ووهمه بَعضهم وَقَالَ صَوَابه أحس وَقد ذكرنَا قبل أَنه يُقَال حس وأحس بِمَعْنى توهمت أمرا فَوَجَدته كَذَلِك وَقَوله وَأما الْكَافِر فيطعم بحسنات مَا عمل كَذَا لَهُم وَلابْن ماهان فَيعْطى بِحِسَاب قَوْله فِي حَدِيث أبي كريب فَإِذا أحس أَن يصبح كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند بَعضهم فَإِن خشِي وهما بِمَعْنى لَكِن خشِي هُنَا أوجه بل وَجه الْكَلَام مَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فَإِذا خشِي وَيكون أحس أَي أدْرك قرب الصَّباح لأنفسه وحلوله فِي التَّفْسِير أحسن الْحسنى مثلهَا كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَهُوَ وهم من الْكَاتِب وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة أَحْسنُوا وَإِنَّمَا أَرَادَ تَفْسِير الْآيَة قَوْله أَنه لَا أحسن الْحسنى مِمَّا تَقول ذَكرْنَاهُ فِي حرف اللَّام وَفِي تَفْسِير سُورَة ص القط هُنَا صحيفَة الْحساب كَذَا للكافة وَلأبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم الْحَسَنَات الْحَاء مَعَ الشين (ح ش د) قَوْله احشدوا فحشدوا أَي اجْتَمعُوا فَاجْتمعُوا والحشد الْجمع (ح ش ر) والحشر مثله بالراء مَعَ سوق وَمِنْه يَوْم الْحَشْر لجمع النَّاس فِيهِ وسوقهم إِلَيْهِ وَفِي الحَدِيث فِي الإشراط نَار تخرج من قَعْر عدن تطرد النَّاس إِلَى محاشرهم يُرِيد الشَّام وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) لأوّل الْحَشْر (أَوله هُوَ جلاء بني النَّضِير قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ أول الْحَشْر إِلَى الشَّام ثمَّ الثَّانِي حشر النَّاس إِلَيْهَا يَوْم الْقِيَامَة وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر تحْشر النَّاس على ثَلَاث طرائق الحَدِيث وتحشر بَقِيَّتهمْ النَّار كُله بِمَعْنى الْجمع والسوق وَقيل فِي هَذَا أَنه من الْجلاء وَالْخُرُوج عَن الديار كَمَا قيل فِي خبر النَّضِير وَفِي الحَدِيث وَأَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي قيل مَعْنَاهُ على عهدي وزمني أَي لَيْسَ بعدِي نَبِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة والحشر وَقيل يحْشر النَّاس أَمَامِي وقدامي أَي يَجْتَمعُونَ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقيل بعدِي أَي لَيْسَ ورائي إِلَّا السَّاعَة وَقيل بعدِي وَأَنا أول من يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة وتشق عَنهُ الأَرْض وحشرات الأَرْض بفتحهما هُوَ أمهَا وَقَالَ السّلمِيّ حشراتها نباتها وَقَالَ الْحَرْبِيّ مَا أكل من جني الشّجر وَقَالَ الْخطابِيّ وثابت صغَار حيوانها ودوا بهَا كاليرابيع والضباب وَشبههَا قَالَ الدَّاودِيّ هُوَ الْيَابِس من نَبَات الأَرْض وَقَوله وحشرجة الصَّدْر هُوَ تردد النَّفس فِيهِ عِنْد الْمَوْت (ح ش ف) وَقَوله فِي التَّمْر الحشف بِفَتْح الْحَاء هُوَ دنيه وَمَا يبس مِنْهُ قبل نضجه مِمَّا لَا طعم لَهُ وَقَوله فَوجدت إِحْدَاهُنَّ حَشَفَة بفتج الشين وَاحِدَة الحشف وَقيل

فصل الاختلاف والوهم

مَعْنَاهَا صلبه وَهَذَا إِنَّمَا يَصح على تسكين السِّين والمتحشف المتيبس المتقبض وَقَوله فَقطع حشفته هِيَ رَأس الذّكر (ح ش ش) قَوْله فحش وَلَدهَا فِي بَطنهَا بِفَتْح الْحَاء أَي جف ويبس يُقَال حش الْوَلَد وأحشت أمه إِذا يبس فِي جوفها وَقيل هلك وَضَبطه بَعضهم حش وَالْأول أصح قَوْله فَأَتَيْته فِي حش فسره فِي الْحَدث الْبُسْتَان وَهُوَ صَحِيح يُقَال بِفَتْح الْحَاء وَضمّهَا وَقد ذكر فِيهِ الْكسر أَيْضا وَسمي الْخَلَاء حَشا لأَنهم كَانُوا يقضون حوائجهم فِي الْبَسَاتِين ومجتمع النّخل ويستترون بذلك وَقَوله بحتش الرجل لدابته مشدد الشين أَي يجمع لَهَا الْحَشِيش وَهُوَ العشب والكلاء الْيَابِس وَقَوله وَعِنْده نَار يحشها أَي يلهبها فَيُقَال حششت النَّار وأحششتها وأحمشتها وَمِنْه قَوْله ويل أمه محش حَرْب بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْحَاء أَي محركها وملهبها كالمحش وَهُوَ الْعود الَّذِي يُحَرك بِهِ النَّار لتتقد وتلتهب وَقَوله تَأْكُل من حشيش الأَرْض على رِوَايَة من رَوَاهُ وَكَذَلِكَ قَوْله لَا يختلي حشيشها وَهَذَا يعضد تَفْسِير السّلمِيّ إِن المُرَاد بِهِ هُنَا النَّبَات (ح ش و) قَوْله مَالك حشيا أَبِيه بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الشين مَقْصُور مثل سكري أَي أصَاب الربو وَهُوَ البهر حشاك والحشا مَفْتُوح مَقْصُور البهر نَفسه وَامْرَأَة حشيا وحشيه وَرجل حشيان وَحش وَقد ذكره بَعضهم فِي حرف الْيَاء (ح ش ى) وَقَوله حَوَاشِي أَمْوَالهم صغارها وأدانيها وَهِي حشوها أَيْضا وَقَوله شملة منسوجة فِي حاشيتها وحاشية الثَّوْب طرفه وَقد تكون الْحَاشِيَة هُنَا الْعلم أَو تكون عبارَة عَن جدَّتهَا وَإِن حاشيتها الَّتِي شدت بِهِ فِي منوالها لم تفصل مِنْهَا بعد لجدتها وَإِنَّهَا لم تلبس بعد كَمَا قيل ثوب لم يعد شراكه أَو يكون من المقلوب كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر منسوج فِي حاشيتها أَي لَهَا علم وَهِي صفة الْبردَة والشملة على مَا فسرناه فِي حرف الْبَاء وَقَوله وَلَا ينحاش من مؤمنها بالنُّون ويروى يتحاشى بِالتَّاءِ وَآخره يَاء أَي لَا يتَنَحَّى ويتورع وَلَا يُبَالِي يُقَال حشى لله وحاشى لله وَمَعْنَاهُ معَاذ الله وَأَصله من حاشيت فلَانا وحشيته أَي نحيته قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي معنى حاش فِي كَلَام الْعَرَب أعزل وأنحى قَالَ وَيُقَال حاش لفُلَان وحاشى فلَانا وحشى فلَان. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل حِين أمره النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِقطع الغصنين فَأخذت حجرا فَكَسرته وحشرنه فانذلق فَأتيت الشجرتين فَقطعت من كل وَاحِدَة غصنا كَذَا روينَاهُ من جَمِيع طرق مُسلم بشين مُعْجمَة وَمَعْنَاهُ رققته حَتَّى تحدد حَكَاهُ صَاحب الْأَفْعَال والجمهرة وَهُوَ معنى قَوْله فاندلق ودلق كل شَيْء حَده وَجَاء فِي رِوَايَة بَعضهم فِي بعض النّسخ بِالسِّين الْمُهْملَة وَعَلِيهِ شَرحه الْهَرَوِيّ والخطابي وَبِه روياه وفسراه أَي قشرته قَالَ الْهَرَوِيّ يَعْنِي غُصْن الشَّجَرَة ورد الضَّمِير من كَسرته وحشرته على الْغُصْن وَلَيْسَ يُعْطي مساق الْكَلَام وَمَا بعده هَذَا لقَوْله فاندلق ولذكره بعد هَذَا إِتْيَانه الشجرتين وقطعه الغصين مِنْهُمَا وَلَكِن إِن صحت هَذِه الرِّوَايَة فَيرجع ضمير حشرته وكسرته على الْحجر نَفسه أَي أزلت عَنهُ مَا تشطي مِنْهُ عِنْد كَسره حَتَّى دلق وتحدد وَكَذَا فسره الْخطابِيّ فِي كتاب الصَّلَاة فِي حَدِيث الْهِرَّة وَلَا هِيَ تركتهَا تَأْكُل من خشيش الأَرْض أَو خشَاش كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فيهمَا وَعند ابْن السماك عَن أبي زيد الْمروزِي فيهمَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَكله وهم إِلَّا قَوْله خشَاش بِفَتْح الْخَاء وَكسرهَا أَو يكون الجرف الآخر خشيش بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة تَصْغِير الأول وخشاش الأَرْض هُوَ أمهَا وَقيل نباتها

(ح وب)

وَكَذَلِكَ خشَاش الطير صغارها هَذَا بِالْفَتْح وَحده وَسَيَأْتِي الْحَرْف فِي الْخَاء الْحَاء مَعَ الْوَاو (ح وب) قَوْله تحوبوا بِمَعْنى خَافُوا الْحُوب وَهُوَ الْإِثْم ذَكرْنَاهُ قبل فِي الْحَاء وَالرَّاء قَالَ الله تَعَالَى حوبا كَبِيرا هَذِه لُغَة أهل الْحجاز وَتَمِيم يَقُولُونَ حوبا بِالْفَتْح (ح وَج) قَوْله فَإِن كَانَت بِهِ حَاجَة وَبِه حَاجَة إِلَى أَهله المُرَاد هُنَا الْجِمَاع وَقَوله أَتَى أَهله فَقضى حَاجته بِمَعْنَاهُ وَقَوله قَامَ من اللَّيْل فَقضى حَاجته ثمَّ غسل وَجهه وَيَديه ثمَّ نَام يَعْنِي الْحَدث وَمثله عدل إِلَى الشّعب فَقضى حَاجته ورأيته جَالِسا على حَاجته مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَخرج لِحَاجَتِهِ فَأَتْبَعته بإداوة مَاء كُله من الْحَدث (ح ور) قَوْله فِي تَفْسِير هيت لَك بالحورانية هَلُمَّ بِفَتْح الْحَاء كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَكَانَ عِنْد الْقَابِسِيّ فِيهِ تَغْيِير قَبِيح قَوْله لكل نَبِي حوارِي وحواري الزبير اخْتلف ضبط الشُّيُوخ فِي لفظ هَذِه الْكَلِمَة وَتَفْسِير الْمُفَسّرين فِي مَعْنَاهَا فَرَوَاهُ أَكثر الشُّيُوخ وحواري بِكَسْر الْيَاء قَالَ الجياني ورده على أَبُو مَرْوَان بن سراج حوارِي مثل مصرخي بِالْفَتْح قَالَ وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى حوار مخفف فَأَما حوارِي مشدد فَتَقول فِي إِضَافَته حوارِي بِكَسْر الْيَاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد قيدنَا هَذَا الْحَرْف أَيْضا عَن بعض شُيُوخنَا وحواري بِالضَّمِّ فِي قَوْله الزبير حوارِي من أمتِي مَعَ الضبطين الْمُتَقَدِّمين وَوَجهه إِن لم يكن وهما على غير الْإِضَافَة أَن الزبير من حوارِي هَذِه الْأمة وَأما مَعْنَاهُ فَقيل الحواريون الناصرون وَقيل الخلصانون وحواري الرجل خلصاوه وَقيل المجاهدون وَقيل أَصْحَاب الْأَنْبِيَاء وَقيل الَّذين يصلحون للخلافة حَكَاهُ الْحَرْبِيّ عَن قَتَادَة وَقيل الإخلاء قَالَه السّلمِيّ وَقيل أَيْضا فِي أَصْحَاب عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام هم القصارون لأَنهم يبيضون الثِّيَاب والحور الْبيَاض وَكَانُوا أَولا قصارين وَقيل الصيادون وَقيل أَيْضا الحواريون الْمُلُوك فَيصح فِي الزبير بِصُحْبَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) واختصاصه بِهِ ونصرته إِيَّاه وَقيل الْمفضل عِنْدِي كفضل الْحوَاري فِي الطَّعَام وَكَانَ ابْن عمر يذهب إِلَى أَنه اسْم مُخْتَصّ بالزبير دون غَيره لتخصيصه عَلَيْهِ السَّلَام لَهُ بِهِ وَقَوله أعوذ بك من الْحور بعد الكور بِفَتْح الْحَاء وَالْكَاف برَاء آخرهما كَذَا رَوَاهُ العذري وَابْن الْحذاء ويروي الْكَوْن بالنُّون فِي الْحَرْف الآخر وَهِي رِوَايَة البَاقِينَ وَسَيَأْتِي ذكره فِي الْكَاف قيل مَعْنَاهُ على الرِّوَايَة الأولى نَعُوذ بك من النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة وَقيل بعد الْجَمَاعَة والحور الْجَمَاعَة وَقيل من الْقلَّة بعد الْكَثْرَة وَقيل نَعُوذ بك من النُّقْصَان وَالْفساد بعد الصّلاح والاجتماع كنقض الْعِمَامَة بعد قوامها يُقَال كار عمَامَته إِذا لفها وحارها إِذا نقضهَا وَيُقَال حَار إِذا رَجَعَ أَي كَانَ على أَمر جميل فَزَالَ عَنهُ وَوهم بَعضهم رِوَايَة الْكَوْن بالنُّون وَقيل مَعْنَاهَا رَجَعَ إِلَى الْفساد وَالنَّقْص بعد أَن كَانَ على حَالَة جميلَة وَقَوله من دَعَا رجلا بالْكفْر وَلَيْسَ كَذَلِك إِلَّا حَار عَلَيْهِ أَي رَجَعَ عَلَيْهِ قَوْله أَي أَثم ذَلِك وَقَوله حَتَّى يرجع إلَيْكُمَا أبناكما بحور مَا بعثتما بِفَتْح الْحَاء أَيْضا أَي بِجَوَاب ذَلِك يُقَال كَلمته فمارد حورا وَلَا حويرا أَي جَوَابا وَقيل بحور مَا بعثتما أَي بالخيبة والإحفاق (ح وز) قَوْله لَو كنت حُزْتِيهِ اتّفقت رِوَايَة أَصْحَاب الْمُوَطَّأ على هَذَا وَوجه الْكَلَام حُزْته إِذْ لَا يجْتَمع علامتان للتأنيث لَكِنَّهَا لُغَة لبَعض الْعَرَب فِي خطاب الْمُؤَنَّث ويلحقون فِي خطاب الْمُذكر بِالْكَاف ألفا فَيَقُولُونَ أعطيتكاه وَمثله فِي الحَدِيث قَوْله عصرتيها لَو كنت تركتيها وَغير ذَلِك وَقد أنكرها أَبُو حَاتِم (ح ول) قَوْله لَا محَالة

فصل الاختلاف والوهم

وَلَا حول وَلَا قُوَّة أَي لَا حَرَكَة وَلَا استطاعة والحول الْحَرَكَة وَفِي الحَدِيث الآخر بك أَحول وَبِك أصُول قَالَ الْأَزْهَرِي بك أتحرك وَبِك أحمل على الْعَدو وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الْحول والمحالة الْحِيلَة يُقَال مَا لَهُ حول وَلَا حِيلَة وَلَا محَالة وَلَا احتيال وَلَا محتال وَلَا محلّة وَلَا مَحَله وَلَا محَال بِمَعْنى وَاحِد قيل لَا حول عَن مَعْصِيّة الله إِلَّا بعصمته وَلَا قُوَّة على طَاعَته إِلَّا بعونه وَكَانَ الْحول عِنْد هَذَا بِمَعْنى الِانْصِرَاف عَن الشَّيْء وَمِنْه قَوْله فِي الشَّيْطَان إِذا سمع النداء أحَال وَله ضراط أَي أدبر هَارِبا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَكَقَوْلِه فِي أهل خَيْبَر وأحالوا إِلَى الْحصن أَي أَقبلُوا إِلَيْهِ هاربين قَالَ أَبُو عبيد أحَال الرجل إِلَى مَكَان تحول إِلَيْهِ وَرَوَاهُ بَعضهم عَن أبي ذَر أجالوا بِالْجِيم وَلَيْسَ بِشَيْء إِلَّا أَن يكون من قَوْلهم أجال بالشَّيْء وجال بِهِ أَي أطاف وَهُوَ بعيد وَقَالَ يَعْقُوب أحَال على الشَّيْء أقبل عَلَيْهِ وَقَالَ غَيره مَعْنَاهُ أقبل هَارِبا إِلَيْهِ وَقَالَ أَبُو عبيد وَابْن الْأَعرَابِي أحَال الرجل يحول من شَيْء إِلَى شَيْء قَالَ الْخطابِيّ حلت عَن الْمَكَان تحولت عَنهُ وَكَذَلِكَ أحلّت عَنهُ وَفِي الحَدِيث فاستحالت غربا أَي رجعت وَصَارَت دلوا عَظِيمَة وتحولت عَن حَالهَا من الصغر إِلَى الْكبر وَفِي الحَدِيث الآخر عَن قُرَيْش فَجعلُوا يَضْحَكُونَ ويحيل بَعضهم على بعض بِضَم الْيَاء وَكسر الْحَاء من أحَال أَي يمِيل بَعضهم على بعض وَيقبل عَلَيْهِ من كَثْرَة الضحك وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب مُسلم يمِيل بَعضهم على بعض مُفَسرًا وَالْحوالَة مَعْلُومَة بِفَتْح الْحَاء من إِحَالَة من لَهُ عَلَيْك دين بِمثلِهِ على غَرِيم لَك آخر وَهِي رخصَة مُسْتَثْنَاة من الدّين بِالدّينِ وَقَوله اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا أَي اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فِي مَوَاضِع النَّبَات من أَرَاضِي الزِّرَاعَة وَالْخصب لَا علينا فِي الْأَبْنِيَة والمساكن يُقَال هم حوله وحوليه وحواليه وحواله (ح وض) قَوْله كحياض الْإِبِل هِيَ جمع حَوْض وَهِي حفر تَسْتَقِر فِيهَا الْمِيَاه أَو تجمع تشرب فِيهَا الْإِبِل قَالَ أَبُو عبيد الْحَوْض الموكر الْكَبِير والجرموز الصَّغِير والمذي الَّذِي لَيست لَهُ نصائب والنصيح الْحَوْض وَقَوله منبري على حَوْضِي قيل مَعْنَاهُ أَن لَهُ هُنَالك منبرا على حَوْضه قَالَ أَبُو الْوَلِيد لَيْسَ هَذَا بالبين وَقيل هُوَ على ظَاهره وَإِن منبره الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا ينْقل إِلَى الْجنَّة وَهُوَ أظهر وَأنكر الْأَكْثَر غَيره وَقيل أَن قَصده وملازمته بأعمال البريودي إِلَى وُرُود الْحَوْض وَالشرب مِنْهُ قَالَ أَبُو الْوَلِيد هَذَا أبين وَيحْتَمل أَن يكون اتِّبَاع مَا يُتْلَى عَلَيْهِ من الْقُرْآن وَالْعَمَل بمواعظه عَلَيْهِ السَّلَام وامتثال أمره وَنَهْيه عَلَيْهِ يُوجب الْوُرُود على الْحَوْض وَالشرب مِنْهُ وَقَوله فِي خبر زَمْزَم فَجعلت تحوضه أَي تحفر لَهُ كالحوض كَذَا ضبطناه بِالْحَاء الْمُهْملَة وَفِي بعض النّسخ فِيهِ تَغْيِير (ح وش) وَرَأى تحوش الْقَوْم وهيئتهم أَي انقباضهم من قَوْلهم فلَان حوشى لَا يخالط النَّاس وَأَصله من الحوش بِالضَّمِّ وَهِي بِلَاد الْجِنّ (ح وى) قَوْله فِي صَفِيَّة فَكَانَ يحوي لَهَا وَرَآهُ بعباءة كَذَا روينَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِضَم الْيَاء وَفتح الْحَاء وَكسر الْوَاو مُشَدّدَة وَذكره ثَابت والخطابي يحوي بِفَتْح الْيَاء وَتَخْفِيف الْحَاء وَالْوَاو وَقد روينَاهُ أَيْضا كَذَلِك عَن بعض رُوَاة البُخَارِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ أَن يَجْعَل لَهَا حوية تركب عَلَيْهَا وَهِي كسَاء وَنَحْوه يحشى بِلِيفٍ وَشبهه تدار حول السنام وَهِي مركب من مراكب النِّسَاء مَعْلُومَة وَقد رَوَاهُ ثَابت يحول بِاللَّامِ وَفَسرهُ يصلح لَهَا عَلَيْهَا مركبا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله بالحورانية

(ح ي د)

كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ فِيهِ تَصْحِيف قَبِيح قَالَ وَالَّذِي أعرف بالحورانية وَقَوله فِي بَاب التَّوَجُّه نَحْو الْقبْلَة هُوَ يشْهد أَنه صلى مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَنه تحول إِلَى الْكَعْبَة كَذَا لِابْنِ السكن وللباقين وَأَنه نَحْو الْكَعْبَة وللنسفي وَأَنه وَجه نَحْو الْكَعْبَة ولبعضهم وَأَنه صلى نَحْو الْكَعْبَة وَقَوله فِي بَاب من نَام أول فَإِن كَانَت بِهِ حَاجَة اغْتسل وَإِلَّا تَوَضَّأ قيل صَوَابه جَنَابَة قَالَ القَاضِي عِيَاض رَحمَه الله الْحَاجة هُنَا المُرَاد بهَا الْجَنَابَة وَقَوله إِن كَانَت بِهِ حَاجَة أَي لَزِمته ولزقت بِهِ وَقَوله فِي تَفْسِير اتخذناهم سخريا أحطنا بهم كَذَا هُوَ فِي النّسخ وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَهُوَ لاشك مغير من النقلَة وَصَوَابه أخطأناهم وَيدل عَلَيْهِ قَوْله أم زاغت عَنْهُم الْأَبْصَار وَقَوله فِي مسخ الضَّب أَي فِي حَائِط مضبة كَذَا لِابْنِ ماهان وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا لغيره فِي غَائِط أَي مطمئن من الأَرْض أَي كثير الضباب وَسَيَأْتِي فِي بَابه وَقَوله فحالت مني لفتة أَي اتّفقت مني نظرة وحان وَقتهَا كَذَا الرِّوَايَة للصدفى وللباقين حانت بالنُّون بِمَعْنَاهُ وَهُوَ الْأَشْهر فِي هَذَا وَفِي فضل عُثْمَان بَينا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَائِط من حَوَائِط الْمَدِينَة وَعند جُمْهُور شُيُوخنَا من حَائِط وَالْأول أوجه وَقد يكون هَذَا على مقصد الْجِنْس لَا التَّخْصِيص فِي الثَّانِي الْحَاء مَعَ الْيَاء (ح ي د) بَينا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على بغلة لَهُ فحادت بِهِ أَي مَالَتْ بِهِ ونفرت عَن سنَن طريقها وَمِنْه فِي حَدِيث الْجنب فحاد عَنهُ أَي انْصَرف عَنهُ (ح ي ر) قَوْله يحار فِيهَا الطّرف أَي يتحير وَلَا يَهْتَدِي سَبِيلا لنظره لفرط حسنها (ح ي ك) قَوْله مَا حاك فِي الصَّدْر وحاك فِي صَدْرِي كَذَا الرِّوَايَة فِيهِ فِي كتاب مُسلم قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ مَا يَقع فِي خلدك وَلَا ينشرح لَهُ صدرك وَخفت الْإِثْم فِيهِ وَقيل مَعْنَاهُ رسخ وَيُقَال حك وَكَذَا رُوِيَ فِي غير هَذَا الْكتاب وَقَالَ بَعضهم صَوَابه حك وَلم يقل شَيْئا قَالَ أهل الْعَرَبيَّة يُقَال حاك يحيك وحك يحك واحتك وأحاك لُغَة قَالَه الْخَلِيل وأنكرها ابْن دُرَيْد وَيُقَال حاك فِي صَدْرِي أَي تحرّك (ح ي ل) قَوْله حِيَال أُذُنَيْهِ وحيال مصلى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَامَ حياله يبكي بِكَسْر الْحَاء كُله من التَّحَرِّي لطلب حينها وارتقاب وَقتهَا ولاحين الْوَقْت والحين الْقِيَامَة والحين الْقطعَة من الزَّمَان وَمِنْه فَمَكثْنَا حينا قَالَ ابْن عَرَفَة هُوَ السَّاعَة فَمَا فَوْقهَا (ح ي ص) قَوْله حاصوا حَيْصَة حمر الْوَحْش بصاد مُهْملَة أَي نفروا وكروا رَاجِعين وَقيل جالوا وَهُوَ بِمَعْنى وَفِي الحَدِيث الآخر فَحَاص الْمُسلمُونَ حَيْصَة أَي رجعُوا وجالوا منهزمين وجاض البجيم وَالضَّاد الْمُعْجَمَة مثله عِنْد الْأَصْمَعِي وَقَالَ أَبُو زيد جَاضَ عدل وحاص رَجَعَ (ح ي ض) قَوْلهَا فَأخذت ثِيَاب حيضتي ضبطناه عَن شُيُوخنَا المتقنين بِكَسْر الْحَاء لِأَن المُرَاد هُنَا الْحَالة الَّتِي هِيَ فِيهَا بِحكم الْحَائِض قَوْله أَن حيضتك لَيست فِي يدك كَذَا ضَبطه الروَاة وَالْفُقَهَاء بِفَتْح الْحَاء وَزعم أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ أَن صَوَابه بِكَسْر الْحَاء كالقعدة والجلسة يُرِيد حَالَة الْحيض أَو الِاسْم وَأما الْحيض فالمرة الْوحدَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالَّذِي عِنْدِي أَن الصَّوَاب مَا عِنْد الْجَمَاعَة لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا نفى عَن يَدهَا الْحيض الَّذِي هُوَ الدَّم والنجاسة الَّتِي يجب تجنبها واستقذارها فَأَما حكم الْحيض وحالتها الَّتِي تتصف بهَا الْمَرْأَة فلازم ليدها وجميعها وَإِنَّمَا جَاءَت الفعلة فِي هيئات الْأَفْعَال كالقعدة والجلسة كَمَا قَالَ لَا فِي الْأَحْكَام

(ح ي ف)

وَالْأَحْوَال وَجَاء فِي هَذَا الحَدِيث فِي بعض رواياته فِي مُسلم وَأَنا حائضة وَالْمَعْرُوف فِي هَذَا حَائِض وَهُوَ مِمَّا جَاءَ للمؤنث بِغَيْر هَاء لاختصاصهم بِهِ كطالق ومرضع فاستغنى عَن عَلامَة التَّأْنِيث فِيهَا وَقيل بل المُرَاد على النّسَب وَالْإِضَافَة أَي ذَات حيض وَطَلَاق ورضاع كَمَا قَالَ تبَارك وَتَعَالَى) السَّمَاء منفطر بِهِ (أَي ذَات انفطار وَلَكِن قد جَاءَ طالقة كَمَا جَاءَ هُنَا حائضة وكما قَالَ تَعَالَى) الرّيح عَاصِفَة ( (ح ي ف) قَوْله أخفت أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله أَي يجور ويميل عَن الْحق (ح ي س) وَقَوله فحاسوا حَيْسًا بسين مُهْملَة وحاء مَفْتُوحَة أَي صَنَعُوا مِمَّا جَمَعُوهُ حَيْسًا والحيس خلط الأقط بِالتَّمْرِ وَالسمن قَالَ بَعضهم وَرُبمَا جعلت فِيهِ خميرة وَقَالَ ابْن وضاح هُوَ التَّمْر ينْزع نَوَاه ويخلط بالسويق وَالْمَعْرُوف الأول وَقد جَاءَ ذكر الحيس فِي حَدِيث آخر (ح ي ش) وَقَوله أَو حائش نخل هُوَ مجتمعه وَيُقَال لَهُ الحش والحش أَيْضا بِالْفَتْح وَالضَّم وَآخر جَمِيعهَا شين مُعْجمَة (ح ي ى) وَقَوله الْحَيَوَان والحي وَاحِد كَذَا هُوَ بِكَسْر الْحَاء عِنْد كافتهم وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن الْحَيَوَان والحيات وَاحِد وهما بِمَعْنى لَكِن الحيى بِالْكَسْرِ مصدر حيى يحيى بِكَسْر الْيَاء الأولى حَيا مثل عيى عيا قيل حيى أَيْضا فِي الْفِعْل بإدغامها وَالْحَيَوَان والحياة اسمان وَقيل الْحَيّ بِكَسْر الْحَاء جمع حَيَاة على فعول كعصاة وَعصى ثمَّ أدغمت الْيَاء الأولى فِي الْأُخْرَى وَفِي الحَدِيث ذكر الْحَيَاة ونهر الْحَيَوَان وَمَاء الْحَيَاة هُوَ من هَذَا الَّذِي يحيى بِهِ النَّاس عِنْد خُرُوجهمْ من النَّار والتحيات لله قيل مَعْنَاهُ السَّلَام على الله وَقيل الْملك لله وَقيل الثَّنَاء لله قَالَ القتبي وَإِنَّمَا جمعهَا لِأَن الْمُلُوك كَانُوا يحيون بِكَلِمَات مُخْتَلفَة فَأمر أَن يَقُول التَّحِيَّات لله أَي أَن جَمِيع مَا يسْتَحق الْملك من التَّحِيَّة أَو يكنى بِهِ عَنهُ لله وَقَالَ بَعضهم إِنَّهَا من قَوْله تَعَالَى) قل إِن صَلَاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله (ورد قَوْله هَذَا أهل الْعَرَبيَّة وَفِي الحَدِيث الْحيَاء من الْأَيْمن وَإِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي الصَّاد وَقَوله الْحيَاء من الْإِيمَان وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَكثر حَيَاء من الْعَذْرَاء فِي خدرها مَمْدُود يُقَال استحيا الرجل واستحيى يستحي ويستحي مَعًا هُوَ وَإِن كَانَ فِي الغرائز والطباع فَهُوَ من خِصَال الْإِيمَان وَمِمَّا يمْنَع مَا يمْنَع مِنْهُ الْإِيمَان وَأما من الْحَيَاة فحيى بِكَسْر الْيَاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة يحيى وَقيل حيى أَيْضا بإدغام الأولى فِي الثَّانِيَة وَكَذَلِكَ حييت الشَّمْس استحرت وَمِنْه الحَدِيث فِي صَلَاة الْعَصْر وَالشَّمْس حَيَّة أَي مستحرة بعد لم يذهب حرهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر نقية وَقيل بَيِّنَة النُّور لم يتَغَيَّر ضياؤها قَالُوا وَالشَّمْس تُوصَف بِالْحَيَاةِ إِذا كَانَ عَلَيْهَا نَهَار فَإِذا دنت للغروب لم تُوصَف بِهِ وَقَوله أحيينا ليلتنا ويومنا بِمَعْنى قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أسرينا وَقَوله حَيّ على الصَّلَاة حَيّ على الْفَلاح وَإِذا ذكر الصالحون فحيى هلا بعمر وحيى هلا بكم وحيى على الْوضُوء معنى هَذَا كُله أقبل وهلم على الْوضُوء وَالصَّلَاة وعَلى ذكر عمر عِنْد ذكر الصَّالِحين قَالَ السّلمِيّ حيى أعجل هلا صلَة وَقَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ عَلَيْك بعمر أَي ادْع عَمْرو قيل معنى حَيّ هَلُمَّ وهلا حثيثا وَقيل هلا أسْرع جعلا كلمة وَاحِدَة وَقيل هلا أسكن وحيى أسْرع أَي أسْرع عِنْد ذكره وأسكن حَتَّى يَنْقَضِي يُقَال حيى على وَحي هلا على وَزنهَا مَقْصُور غير منون وَبِهَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي ذكر عمر وَحي هلا منون وعَلى الْمصدر هلن إِلَى كَذَا بالنُّون وعَلى كَذَا وَحي هَل بِنصب اللَّام مُخَفّفَة قيل تَشْبِيها بِخَمْسَة عشر وَحي هَل بِالسُّكُونِ لِكَثْرَة

فصل الاختلاف والوهم

الحركات وَالْوَقْف وتشبيها بصه ومه وبخ وَحي هَل بِسُكُون الْهَاء وَفتح اللَّام لِكَثْرَة الحركات أَيْضا وَحي هَل بسكونهما جَمِيعًا مثل بخ بخ وتشبيها بهَا وَحي هلك وَأما قَوْله فِي رِوَايَة كَافَّة الروَاة عَن الْفربرِي فِي آخر كتاب الْأَشْرِبَة حَيّ على أهل الْوضُوء وَسقط أهل عِنْد النَّسَفِيّ قَالَ بَعضهم سُقُوطه الْوَجْه كَمَا جَاءَ فِي الْأَبْوَاب الآخر حَيّ على الطّهُور أَو لَعَلَّه حَيّ هَل فاختلط اللَّفْظ بحي على قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَعِنْدِي أَن لَهُ وَجها بَينا أَن يكون قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك لمن دَعَاهُ لينادي أهل الْوضُوء أَي هَلُمَّ وَأَقْبل على أهل الْوضُوء فادعهم كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لجَابِر نَاد من كَانَت لَهُ حَاجَة بِنَا وَقد يكون لَهُ أَيْضا وَجه آخر وَهُوَ أَن يكون أهل الْوضُوء مَنْصُوبًا بالنداء كَأَنَّهُ قَالَ حَيّ على الْوضُوء يَا أهل الْوضُوء وَفِي غَزْوَة الخَنْدَق أَن جَابِرا صنع لكم سورا فحيى هلا بكم على مَا تقدم عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَعند النَّسَفِيّ وَأبي الْهَيْثَم وعبدوس فحيى أَهلا بكم وَالْوَجْه الأول لَكِن يخرج هُنَا أَهلا على معنى قَوْلهم مرْحَبًا وَأهلا أَي صادفتم ذَلِك ووجدتموه وَقَوله سيد الْحَيّ وحيى من أَحيَاء الْعَرَب وَسمعت الْحَيّ يتحدثون وثار الْحَيَّانِ هُوَ منَازِل قبائلها وَتسَمى الْقَبِيلَة بِهِ وَقَوله أما أَحدهمَا فاستحيا فاستحيا الله مِنْهُ أَي أثابه عَلَيْهِ فَسُمي جزاءه بِهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث أبي لَهب وَقد أخبر عَن حَاله أَنه بشر حيبه بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون يَاء الْعلَّة بعْدهَا وَنصب الْبَاء بِوَاحِدَة كَذَا رَوَاهُ الْمُسْتَمْلِي والحموي وَهُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ سوء الْحَال وَيُقَال فِيهِ الحوبة أَيْضا بِفَتْح الْحَاء وَجَاء فِي رِوَايَة الكافة بخيبة بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَهُوَ تَصْحِيف فِي اسْم فرس الْملك فِي حَدِيث بدر حيزوم بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا وزاي وَآخره مِيم كَذَا لكافتهم وَهُوَ الْمَشْهُور وَرَوَاهُ العذري حيزون بالنُّون قَوْله فِي الْخَوَارِج يخرجُون على حِين فرقة كَذَا لجمهور الروَاة بِالْحَاء لمهملة وَآخره نون وَضم الْفَاء وَعند السَّمرقَنْدِي والجرجاني خير فرقه بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَآخره رَاء وَكسر الْفَاء وَكِلَاهُمَا صَحِيح فِي الرِّوَايَة وَالْمعْنَى لأَنهم خَرجُوا حِين افْتِرَاق النَّاس بَين عَليّ وَمُعَاوِيَة وَحرب صفّين وعَلى خير فرقة من النَّاس أما أَن يُرِيد الصَّدْر الأول من الصَّحَابَة الَّذين خَرجُوا فِي زمانهم وَعَلَيْهِم أَو يُرِيد فرقة عَليّ رَضِي الله عَنهُ لأَنهم على أمامته خَرجُوا وَهُوَ الَّذِي قَاتلهم ويرجح هَذِه الرِّوَايَة قَوْله فِي الحَدِيث الآخر تقتلهم أدنى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحق قَوْله فحانت مني لفتة أَي وَقعت مني نظرة والتفاتة وَاتفقَ حينها والحين الْوَقْت كَمَا تقدم وَكَانَ عِنْد القَاضِي الشَّهِيد للعذري حَالَتْ بِاللَّامِ وهما بِمَعْنى الْحِين وَالْوَقْت أَي اتّفقت وَكَانَت ذكر البُخَارِيّ فِي كتاب الهبات فِي خبر أم أَيمن الِاخْتِلَاف فِي قَوْله وَأعْطِي أم أَيمن مكانهن من حَائِطه وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من خالصه وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَي مِمَّا صَار لَهُ خَالِصا مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِ وَتقدم مي حرف الْجِيم قَوْله تقطعت بِي الحبال وَالْخلاف فِيهِ وَفِي بَاب تفاضل أهل الْإِيمَان فيلقون فِي نهر الْحَيَاة أَو الْحيَاء شكّ ملك كَذَا ذكره البُخَارِيّ وبمد الأول فِي كتاب الْأصيلِيّ وَلغيره بِالْقصرِ وَلَا وَجه لَهُ هُنَا ذكره وهم لَا بقصر وَلَا بِمد لكنه قد يخرج لرِوَايَة الْقصر وَجه فالحيا بِالْقصرِ كل مَا يحيى النَّاس بِهِ والحيا الْمَطَر والحيا الخصب فَلَعَلَّ هَذِه الْعين سميت بذلك لخصب أجسام من اغْتسل بهَا مِنْهُم كَمَا فسره فِي الحَدِيث أَو لأَنهم يحيون بعد غسلهم مِنْهَا

فصل مشكل أسماء المواضع في هذا الحرف

فَلَا يموتون على رِوَايَة الْحَيَاة الْمَشْهُورَة وَمثله فِي حَدِيث الْخضر فِي كتاب التَّفْسِير عين يُقَال لَهَا الْحيَاء كَذَا لجمهورهم وَعند الْهَرَوِيّ الْحَيَاة وَفِي الدِّيات قَوْله من حرم قَتلهَا إِلَّا بِحَق فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاس جَمِيعًا كَذَا للأصيلي وللباقين حيى النَّاس مِنْهُ جَمِيعًا أَي سلمُوا من قَتله فحيو بذلك وَضَبطه بَعضهم حَيّ النَّاس مِنْهُ جَمِيعًا فصل مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف (الْحطيم) قَالَ ملك مَا بَين الْبَاب إِلَى الْمقَام قَالَ ابْن جريج هُوَ مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام وزمزم وَالْحجر قَالَ ابْن حبيب هُوَ مَا بَين الرُّكْن الْأسود إِلَى الْبَاب إِلَى الْمقَام حَيْثُ ينحطم النَّاس يَعْنِي للدُّعَاء وَقيل كَانَت الْجَاهِلِيَّة تتحالف هُنَاكَ وينحطمون بِالْإِيمَان فَمن دَعَا على ظَالِم أَو حلف هُنَاكَ إِثْمًا عجلت عُقُوبَته وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ قَوْله وَلَا تَقولُوا الْحطيم وَزعم الْهَرَوِيّ أَن الْحطيم حجر مَكَّة مِمَّا يَلِي الْمِيزَاب وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل سمي حطيما لِأَن الْبَيْت رفع فَترك ذَلِك محطوما وَقيل بل كَانَ يحطم الْكَاذِب (الْحجر) بِكَسْر الْحَاء حجر الْكَعْبَة مَعْرُوف وَهُوَ مَا بَقِي فِي بُنيان قُرَيْش من أسسها الَّتِي رفع إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لم تبنه قُرَيْش عَلَيْهَا وحجرت على الْموضع ليعلم أَنه من الْكَعْبَة فَسُمي حجرا لَكِن فِيهِ زِيَادَة على مَا مِنْهُ من الْبَيْت وَقد حَده فِي الحَدِيث بِنَحْوِ سبع أَذْرع وَقد كَانَ ابْن الزبير حِين بنى الْكَعْبَة أدخلهُ فِيهَا فَلَمَّا هدم الْحجَّاج بناءه صرفه على مَا كَانَ عَلَيْهِ أَيَّام الْجَاهِلِيَّة الْحجر وَحجر ثَمُود بِالْكَسْرِ مثله دِيَارهمْ وبلادهم الَّتِي كَانُوا بهَا وهم أَصْحَاب الْحجر الَّذين ذكر الله تَعَالَى وَهُوَ بَين الْحجاز وَالشَّام (الْحجر الْأسود) أَو مَتى ذكر فِي الْحَج دون صفة فَهُوَ ذَلِك بِفَتْح الْحَاء وَالْجِيم وَقيل أَيْضا أَنه المُرَاد فِي الحَدِيث بقوله عَلَيْهِ السَّلَام إِنِّي أعلم حجرا كَانَ يسلم على ذكر فِي بعض الْآثَار أَنه ياقوتة من الْجنَّة نزل بهَا آدم وَلَكِن الله طمس نوره وَكَانَ أَبيض كاللبن فسوده لمس الْمُشْركين أَو قيل بل بَقِي أَبيض حَتَّى سوده الْحَرِيق وَهَذَا بعيد (أَحْجَار الزَّيْت) مَوضِع بِالْمَدِينَةِ قريب من الزَّوْرَاء مَوضِع صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الاسْتِسْقَاء (حراء) بِكَسْر الْحَاء أَوله مَمْدُود يصرف وَلَا يصرف وَيذكر وَيُؤَنث وَقَالَهُ بعض الروَاة بِالْفَتْح وَالْقصر وَلَا يثبت فِيهِ إِلَّا الْكسر وَالْمدّ وَهُوَ جبل بِمَكَّة مَعْرُوف قَالَ الْخطابِيّ أَصْحَاب الحَدِيث يخطئون فِي هَذَا الِاسْم فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع يفتحون الْحَاء وَهِي مَكْسُورَة ويكسرون الرَّاء وَهِي مَفْتُوحَة ويقصرون الْألف وَهُوَ مَمْدُود (الْحَزْوَرَة) بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الزَّاي وَفتح الْوَاو وَالرَّاء بعْدهَا كَذَا صَوَابه قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ والمحدثون يقولنه الْحَزْوَرَة بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْوَاو وَهُوَ تَصْحِيف وَكَانَت سوق مَكَّة وَقد دخلت فِي الْمَسْجِد لما زيد فِيهِ وَقد ضَبطنَا هَذَا الْحَرْف عَليّ ابْن سراج بِالْوَجْهَيْنِ قَالَ أَبُو عبيد الْحَزْوَرَة الرابية (الحفياء) بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْفَاء وَفتح يَاء الْعلَّة بعْدهَا مَمْدُود وَيقصر أَيْضا وبالفتح قَيده الْأصيلِيّ وَأَبُو ذَر والطرابلسي عَن الْقَابِسِيّ قَالَ البُخَارِيّ قَالَ سُفْيَان بَين الحفياء إِلَى الثَّنية خَمْسَة أَمْيَال أَو سِتَّة قَالَ وَقَالَ ابْن عقبَة سِتَّة أَو سَبْعَة (الْحُدَيْبِيَة) بِضَم الْحَاء وَتَخْفِيف الياءين الأولى سَاكِنة وَالثَّانيَِة مَفْتُوحَة وَبَينهمَا بَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة كَذَا ضبطناها على المتقنين وَعَامة الْفُقَهَاء والمحدثين يَقُولُونَهَا بتَشْديد الْيَاء الْأَخِيرَة وَقد ذكرنَا عِنْد ذكر الْجِعِرَّانَة فِي حرف الْجِيم مَا حَكَاهُ ابْن الْمَدِينِيّ من

فصل مشكل الأسماء والكنى في هذا الحرف

اخْتِلَاف أهل الْمَدِينَة وَأهل الْعرَاق وَفِي ذَلِك وَإِن أهل الْمَدِينَة يشددونها وَأهل الْعرَاق يخففونها وَالْحُدَيْبِيَة قَرْيَة لَيست بالكبيرة وَالْحُدَيْبِيَة الَّتِي سميت بهَا هِيَ البير الَّتِي هُنَاكَ عِنْد مَسْجِد الشَّجَرَة وَبَينهَا وَبَين الْمَدِينَة تسع مراحل ومرحلة إِلَى مَكَّة وَهِي أَسْفَل مَكَّة وَقد جَاءَ ذَلِك فِي الحَدِيث قَالَ وَهِي بير قَالَ ملك وَهِي من الْحرم وَحكى ابْن القصاران بَعْضهَا حل (الْحجاز) من بِلَاد الْعَرَب مَا بَين نجد والسراة قَالَ الْأَصْمَعِي سميت بذلك لِأَنَّهَا حجزت بالحرار الْخمس قَالَ بَعضهم جبل السرات هُوَ الْحَد بَين تهَامَة ونجد وَذَلِكَ أَنه أقبل من قَعْر الْيمن حَتَّى بلغ أَطْرَاف الشَّام فَسَمتْهُ الْعَرَب حجازا وَهُوَ أعظم جبالها وَمَا إنحاز إِلَى شرقية فَهُوَ حجاز وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ الْحجاز مَا حجز بَين الْيَمَامَة وَالْعرُوض وَبَين الْيمن ونجد قَالَ غَيره وَالْمَدينَة نصفهَا حجازي وَنِصْفهَا تهامى وَحكى ابْن شيبَة أَن الْمَدِينَة حجازية وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ حُدُود الْحجاز مَا بَين جبلي طي إِلَى طَرِيق الْعرَاق لمن يُرِيد مَكَّة وَسمي حجازا لِأَنَّهُ حجز بَين تهَامَة ونجد وَقيل لِأَنَّهُ حجز بَين نجد والسرات وَقيل لِأَنَّهُ حجز بَين الْغَوْر وَالشَّام وَبَين تهَامَة ونجد قَالَ الْحَرْبِيّ وتبوك وفلسطين من الْحجاز (ذُو الحليفة) بِضَم الْحَاء وَفتح اللَّام وَالْفَاء أحد الْمَوَاقِيت وَهِي من الْمَدِينَة على سِتَّة أَمْيَال وَقيل سَبْعَة وَهُوَ مَاء من مياه بني جشم بَينهم وَبَين خفاجة العقلين وَفِي حَدِيث رَافع بن خديج كُنَّا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذِي الحليفة من تهَامَة فأصبنا غنما وإبلا قَالَ الدَّاودِيّ ذُو الحليفة هَذِه لَيست الْمهل الَّتِي قرب الْمَدِينَة (الْحجُون) بِفَتْح الْحَاء وَضم الْجِيم وتخفيفها الْجَبَل المشرف حذاء مَسْجِد الْعقبَة عِنْد المحصب قَالَ الزبير الْحجُون مَقْبرَة أهل مَكَّة تجاه دَار أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ (الْحيرَة) بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الْيَاء مَعْرُوفَة من بِلَاد الْعرَاق مَدِينَة النُّعْمَان بن الْمُنْذر وبخراسان حيرة أَيْضا من عمل نيسابور وَلَيْسَت المُرَاد فِي الحَدِيث (الحثمة) بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الثَّاء الْمُثَلَّثَة صخرات بِأَسْفَل مَكَّة فِي دَار عمر بن الْخطاب (حنين) بِضَم الْحَاء مصغر مَعْرُوف وَاد قريب من الطَّائِف بَينه وَبَين مَكَّة بضعَة عشر ميلًا وَقد ذكرنَا مَوَاضِع اخْتِلَاف الروَاة فِي الْأَحَادِيث فِيهِ وَفِي خَيْبَر لائتلافهما فِي الْخط فِي مَوَاضِع وَبينا الصَّوَاب من ذَلِك فِي الْحَاء وَالنُّون (الْحرَّة) وَيَوْم الْحرَّة وليال الْحرَّة وحرة الْمَدِينَة بِفَتْح الْحَاء مَشْهُورَة وَهِي جهاتها الَّتِي لَا عمَارَة فِيهَا وكل أَرض ذَات حِجَارَة سود فَهِيَ حرَّة وَقد فسرنا الْحرَّة قبل وليالي الْحرَّة هِيَ الْوَقْعَة الَّتِي كَانَت على أهل الْمَدِينَة أَيَّام يزِيد بن مُعَاوِيَة (حرَّة النَّار) الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث عمر من بِلَاد بني سليم بِنَاحِيَة خَيْبَر حر الْوَبرَة بِفَتْح الْبَاء وَالرَّاء أَيْضا كَذَا ضبطناه فِي كتاب مُسلم وَضَبطه بَعضهم بِإِسْكَان الْبَاء وَهِي على أَرْبَعَة أَمْيَال من الْمَدِينَة (حا) الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ بيرحا قَالَ الْبكْرِيّ هُوَ مَوضِع قَالَ وَبَعْضهمْ يَجعله اسْما وَاحِدًا وَالصَّحِيح مَا ذكرته وَقد ذكرنَا اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ فِي حرف الْبَاء (الحصبة) هِيَ المحصب وَفِي الحَدِيث انتهينا إِلَيْهِ وَهُوَ بالحصبة وَهُوَ الْخيف وَقد ذَكرْنَاهُ (حمص) مَدِينَة بِالشَّام مَشْهُورَة لَا يجوز صرفهَا سميت باسم رجل نزلها اسْمه حمص من العماليق وَقيل من عاملة (حَضرمَوْت) بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وَالْمِيم وَسُكُون الضَّاد وَالْوَاو من بِلَاد الْيمن مَشْهُورَة وهذيل تَقول حَضرمَوْت بِضَم الْمِيم فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف ربعي بن حِرَاش بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة وَآخره شين مُعْجمَة وشهاب بن خرَاش مثله إِلَّا أَنه بخاء مُعْجمَة وَكَذَلِكَ أَحْمد بن الْحسن بن خرَاش وَهُوَ ابْن خرَاش عَن عَمْرو بن عَاصِم وَمثله خَالِد بن خِدَاش إِلَّا أَنه بدال مُهْملَة وَأَبُو خِدَاش

زِيَاد بن الرّبيع وَيشْتَبه بِهِ أَحْمد بن جواس وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَجَاء فِي بَاب الْعين حق مُسلم نَا عبد الله الدَّارمِيّ وحجاج بن الشَّاعِر وَأحمد بن خِدَاش قَالَ بَعضهم صَوَابه أَحْمد بن جواس وَلَيْسَ فِي هَذِه الْكتب حُصَيْن بِفَتْح الْحَاء وَكسر الصَّاد إِلَّا أَبَا حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم الْأَسدي وَمن عداهُ فِيهَا حُصَيْن مصغر بالصَّاد أَيْضا إِلَّا حضين بن الْمُنْذر فَهُوَ بالضاد الْمُعْجَمَة والتصغير أَيْضا خرج لَهُ مُسلم وَرُوِيَ عَن الْقَابِسِيّ والأصيلي فِي البُخَارِيّ سَالَتْ الحضين بن مُحَمَّد بضاد مُعْجمَة وَقَالَ الْقَابِسِيّ لَيْسَ فِي الْكتاب بالضاد سواهُ وَكَذَا وجدت الْأصيلِيّ قَيده فِي أَصله وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة بصاد مُهْملَة قَالَ أَبُو الْوَلِيد وبالصاد كَانَ فِي كتاب أبي الْحسن وَكَذَا قرى عَلَيْهِ وَقَالَ الَّذِي أعرف بالضاد الْمُعْجَمَة قَالَ أَبُو ذَر هَذَا خطأ وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا أسيد بن حضير مثله إِلَّا أَن آخِره رَاء وَكَذَلِكَ الْحَرْث بن حضير والحرث بن حصيرة بِفَتْح الْحَاء وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة وبالراء وَالتَّاء بعْدهَا وكل مَا فِيهَا حَازِم وَأَبُو حَازِم بحاء مُهْملَة إِلَّا مُحَمَّد بن خازم أَبُو معوية الضَّرِير فَهُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وفيهَا حبَان بن منقذ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره نون وَبَنوهُ وَاسع بن حبَان وحبان بن وَاسع وَمُحَمّد بن يحيى بن حبَان وَمثله حبَان بن هِلَال وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي أَيْضا غير مَنْسُوب عَن شُعْبَة وَعَن وهيب وَعَن همام وَهُوَ حبَان عَن أبان وحبان عَن سُلَيْمَان وَعَن أبي عوَانَة وَأما حبَان بن مُوسَى فبكسر الْحَاء وَهُوَ حبَان غير مَنْسُوب عَن عبدا لله وَهُوَ ابْن الْمُبَارك وَمثله حبَان بن عَطِيَّة ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث حَاطِب وَضَبطه بَعضهم عَن أبي ذَر بِفَتْح الْحَاء وَهُوَ وهم وَمثله حبَان بن العرقة بِالْكَسْرِ وَمن عداهم حَيَّان بِفَتْح الْحَاء وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَقد يشْتَبه بِهَذِهِ التَّرْجَمَة خِيَار وجبار وَقد بَينا هما فِي الْجِيم وفيهَا حَكِيم بن حزَام وَابْنه هِشَام بن حَكِيم بن حزَام بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَبعدهَا زَاي وَكَذَلِكَ مُوسَى بن حزَام وَيشْتَبه بِهِ أم حرَام بنت ملْحَان بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وأخوها حرَام كَذَلِك وَكَذَلِكَ حرَام بن سعيد وَعبد الله بن عَمْرو بن حرَام والدجابر وَكَذَلِكَ نسْوَة من بني حرَام ذكر كَذَا فِي الحَدِيث وَبَنُو حرَام فِي الْأَنْصَار فِي بني سَلمَة وَهُوَ حرَام بن كَعْب بن غنم بن كَعْب بن سَلمَة وَضَبطه بَعضهم حزَام وَهُوَ خطأ وكل هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء ويشبهه خنساء بنت خذام بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وذال مُعْجمَة وَمثله أَن رجلا يدعى خذاما وكل مَا فِيهَا حبيب بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وحبيبة إِلَّا خبيب بن عدي فَهُوَ بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْبَاء بعْدهَا وَمثله خبيب بن عبد الرَّحْمَن بن خبيب بن يسَاف جَمِيعًا وَمثله خبيب عَن حَفْص بن عَاصِم وخبيب عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن معن وَأَبُو خبيب كنية عبد الله بن الزبير وفيهَا حمْرَان بن أبان بِضَم الْحَاء وبالراء وَهُوَ مولى عُثْمَان بن عَفَّان وَمن بنيه عبد الله بن حمْرَان بن عبد الله بن حمْرَان وَأما حمدَان بن عمر فبفتح الْحَاء وَالدَّال وفيهَا حَكِيم بِفَتْح الْحَاء كثير وَأما حَكِيم بضَمهَا مصغر فحكيم بن عبدا لله بن قيس وَيُقَال لَهُ أَيْضا الْحَكِيم بِالْألف وَاللَّام ورزيق بن حَكِيم مصغران بِتَقْدِيم الرَّاء مثله وَقَالَ سُفْيَان فِي هَذَا مرّة حَكِيم أَو حَكِيم على الشَّك قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ الصَّوَاب حَكِيم بِالضَّمِّ وَفِي حَدِيث الْأَشْعَرِيين وَمِنْهُم حَكِيم بِفَتْح الْحَاء كَانَ شُيُوخنَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فالجياني يَجعله اسْما والصدفي يَجعله وَصفا وفيهَا غِيَاض بن حمَار بِكَسْر الْحَاء وَآخره رَاء كاسم الدَّابَّة

وَفِي الحَدِيث الْآخرَانِ رجلا كَانَ يلقب حمارا مثله وَمن عداهُ حَمَّاد بشد الْمِيم وَآخره دَال وفيهَا مُحَمَّد بن حمير بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمِيم وَضَبطه الْقَابِسِيّ فِي مَوضِع حمير بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم وَهُوَ غلط ويشبهه يزِيد بن خمير بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْمِيم وَسُكُون الْيَاء وَغَيرهمَا حميد آخِره دَال وفيهَا حَنش بن عبدا لله الصَّنْعَانِيّ بِفَتْح الْحَاء وَالنُّون آخِره شين مُعْجمَة وَمن عداهُ حسن بِالْحَاء وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَآخره نون وَيشْتَبه بِهِ حنين وَهُوَ عبد الله بن حنين بِضَم الْحَاء كاسم مَكَان حَرْب هوَازن وَعبيد بن حنين مثله وَتقدم فِي حرف الْجِيم حباب وَمَا يُشبههُ وفيهَا حُرَيْث بِضَم الْحَاء وَفتح الرَّاء وَآخره ثاء مُثَلّثَة كثير ويشبهه الزبير بن الخريت وَحده بخاء مُعْجمَة مَكْسُورَة وَرَاء مَكْسُورَة مُشَدّدَة وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَجبير بن حَيَّة الثَّقَفِيّ بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وحاء مَفْتُوحَة وَأَبُو حَبَّة البدري الْأنْصَارِيّ مثله إِلَّا أَنه بباء بِوَاحِدَة وَاخْتلف فِيهِ فَذكره الْقَابِسِيّ بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ فِي كتاب الْأَنْبِيَاء كَالْأولِ وَقد اخْتلف فِيهِ أَصْحَاب الْمَغَازِي وَفِي اسْمه كثيرا وَأَكْثَرهم يَقُوله بِالْبَاء بِوَاحِدَة وكل مَا فِيهَا حُبَيْش بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء بعْدهَا بِوَاحِدَة وَآخره شين مُعْجمَة حَيْثُ وَقع مِنْهُم فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش وزر بن حُبَيْش إِلَّا عبيد الله بن مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس فَهُوَ بخاء مُعْجمَة بعْدهَا نون وَآخره سين مُهْملَة وَاخْتلف فِي خُنَيْس بن حذافة زوج حَفْصَة بنت عمر فَالصَّحِيح أَنه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مثل هَذَا وَهُوَ قَول الْحفاظ وَذكر فِيهِ تَصْحِيف عَن معمر بِالْحَاء الْمُهْملَة وَقد اخْتلف فِيهِ عَنهُ وَذكره البُخَارِيّ عَنهُ كَذَلِك وَكَذَلِكَ اخْتلف فِي حُبَيْش بن الْأَشْعر الْمَقْتُول يَوْم الْفَتْح وَصَوَابه بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء كَالْأولِ وَكَذَلِكَ ضَبطه البُخَارِيّ وروى عَن ابْن إِسْحَاق بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَالْأول الصَّوَاب وَحرب بِسُكُون الرَّاء آخِره بَاء فِيهَا كثير وَيشْتَبه بِهِ حَارِث لمن يَكْتُبهُ بِغَيْر ألف لَكِن لم يَأْتِ فِيهَا إِلَّا الْحَرْث بِالْألف وَاللَّام وكل مَا وَقع فِيهَا حصن بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الصَّاد وَآخره نون الْأَخْضَر صَاحب مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَهُوَ بخاء مَفْتُوحَة وضاد مُعْجمَة وَآخره رَاء وحجين بن الْمثنى بِضَم الْحَاء بعْدهَا جِيم وياء التصغير وَآخره نون ويشبهه حُجَيْر لَكِن آخِره رَاء وَهُوَ حُجَيْر بن الرّبيع الْعَدوي وَهِشَام بن حُجَيْر مثله لَكِن عِنْد بَعضهم هِشَام بن حجر وَهُوَ خطأ وَكَذَا عِنْد بَعضهم فِي الأول حجين بن الرّبيع بالنُّون وَهُوَ خطأ أَيْضا وَأَبُو بكر بن أبي الجهم بن حُجَيْر كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن ماهان وَعند الْفَارِسِي والسجزي صخير بالصَّاد وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَعند العذري صَخْر مكبر وَالْحر وَابْن الْحر تقدم فِي الْجِيم وَكَذَلِكَ أَبُو حرَّة وَابْن أبي حرَّة مثله بِضَم الْحَاء وَآخره رَاء وَتقدم حدير وحريز فِي حرف الْجِيم مَعَ مشبهه وَصفِيَّة بنت حيى بِضَم الْحَاء وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة بعْدهَا يَاء مثلهَا مُشَدّدَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَنه يُقَال بِكَسْر الْحَاء وَصَالح بن حيى بِفَتْح الْحَاء وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَكْسُورَة مُشَدّدَة وثمامة بن حزن والصعق بن حزن وَالْمُسَيب بن حزن وَالِد سعيد هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الزَّاي وَآخرهمْ نون ورجاء بن حَيْوَة بياء باتنتين تحتهَا سَاكِنة وواو بعْدهَا وحاء مَفْتُوحَة وَكَذَلِكَ حَيْوَة بن شُرَيْح وهما رجلَانِ أَحدهمَا أَبُو زرْعَة التجِيبِي انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ وَالْآخر أَبُو الْعَبَّاس الْحَضْرَمِيّ خرجا عَنهُ مَعًا وَعبد الله

فصل الاختلاف والوهم

بن حَوْشَب ومعوية بن حيدة بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا دَال مُهْملَة وهاء وحاطب بن أبي بلتعة بطاء مُهْملَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وحاجب بن عَمْرو بن الحكم هَذَا بجيم بعد الْألف وَكَذَلِكَ حَاجِب بن الْوَلِيد والأقرع بن حَابِس بباء بِوَاحِدَة وسين مُهْملَة وَابْن حلحلة بحاءين مهملتين والْحَارث بن حصيرة بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَأَبُو حزرة الْقَاص أَولهَا زَاي سَاكِنة واسْمه يَعْقُوب بن مُجَاهِد وَقيل فِيهِ عَن ابْن الْحذاء أَبُو حرزة بِتَقْدِيم الرَّاء وَهُوَ وهم وَالْمطلب ابْن عبد الله بن حنْطَب بعد الْحَاء نون سَاكِنة وطاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَابْنه عبد الْعَزِيز بن الْمطلب بن عبد الله بن حنْطَب وَشُعَيْب بن الحبحاب بحاءين مهملتين وبائين بِوَاحِدَة وَاحِدَة الأولى سَاكِنة وَملك بن أَوْس بن الْحدثَان بدال مُهْملَة مَفْتُوحَة وثاء مُثَلّثَة وحرمى بن عمَارَة وَمن يُشبههُ ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم والحولاء بنت تويت بِالْمدِّ وَابْن أبي حَدْرَد بدالين مهملتين أولاهما سَاكِنة بَينهمَا رَاء مَفْتُوحَة وَحمْنَة بنت جحش بِسُكُون الْمِيم بعْدهَا نون مَفْتُوحَة وَسَهل بن أبي حثْمَة وَعبد الله بن سهل بن أبي حثْمَة وَأَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة كلهم بالثاء الْمُثَلَّثَة وخَالِد الْحذاء بذال مُعْجمَة مَمْدُود وَكَذَلِكَ مِسْكين بن بكير الْحذاء وَمثله فِي رُوَاة مُسلم القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحذاء الأندلسي كَذَا شهروا واكتتبوا وَذكر صَاحب كتاب الاحتفال أَنهم يَقُولُونَ إِنَّمَا جدنا الحداء بدال مُهْملَة من الحداء وَلَا كُنَّا نسبنا إِلَى الحذاءين هَؤُلَاءِ كلهم بِفَتْح الْحَاء بِغَيْر خلاف وعثمن بن حنيف بِضَم الْحَاء بعْدهَا نون وياء التصغير وَابْنه أَبُو بكر وَمثله أَبُو أُمَامَة بن سهل بن حنيف وَالْحر بن قيس وَالْحسن بن الْحر وَحَيْثُ وَقع هَذَا الِاسْم آخِره رَاء وحاءه مُهْملَة مَضْمُومَة إِلَّا الْجد ابْن قيس هَذَا بِالْجِيم مَفْتُوحَة وَآخره دَال مُهْملَة وَعلي بن حجر بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْجِيم وحذافة وَعبد الله بن حذافة بذال مُعْجمَة وَفَاء مضموم الْحَاء وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ فِيهَا إِلَّا مَا وَقع فِي رِوَايَة الدّباغ من طَرِيق ابْن الْقَاسِم فِي الْمُوَطَّأ فِي اسْم جذامة بنت وهب فَقَالَ حذاقة بِالْقَافِ وَهُوَ خطأ وَقد ذَكرْنَاهُ وَقد يشْتَبه بِهِ معبد بن حزابة المحزومي بحاء مُهْملَة مَضْمُومَة بعْدهَا زَاي مُخَفّفَة وباء بِوَاحِدَة بعد الْألف وحسيل وَالِد حُذَيْفَة بن الْيَمَان هُوَ اسْمه واليمان لقب لَهُ بسين مُهْملَة وياء التصغير وَقد تقدم التَّصْحِيف فِيهِ من بعض الروَاة فِي حرف الْحَاء وَالسِّين وَقيل حسل غير مصغر وَقيل حسيل بِفَتْح الْحَاء وَكسر السِّين وَالْأول أشهر وحصيب وَالِد بريده بن حصيب بصاد مُهْملَة مَفْتُوحَة مصغر وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وحاءه مَضْمُومَة وَقد صحفه بعض الأيمة قَدِيما فقاله بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة والحرقة بطن من جُهَيْنَة وَمِنْه مولى الحرقة وَآل الحرقة بِفَتْح الرَّاء فيهم وَكَذَلِكَ أَبُو حميد السَّاعِدِيّ وَأَبُو حرَّة عَن الْحسن وَأَبُو رَافع بن أبي الْحقيق بقافين بَينهمَا يَاء التصغير وَعمر بن الْحمام مخفف الْمِيم كل هَؤُلَاءِ بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة أول الْأَسْمَاء وحطان بن عبد الله بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد الطَّاء الْمُهْملَة وَكَذَلِكَ عمرَان بن حطَّان وخَالِد بن محدوج بِسُكُون الْحَاء ودال مُهْملَة وَآخره جِيم وَتقدم فِي حرف الْجِيم ذكر أم حفيد وَالِاخْتِلَاف فِيهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْفَصْل سوى مَا تقدم ذكره فِي الْمُوَطَّأ حميدة بنت أبي عبيد فِي حَدِيث الْهِرَّة أَنَّهَا لَيست بِنَجس وَاخْتلفت الرِّوَايَة فِيهَا عَن يحيى وَغَيره فِي ضم الْحَاء

فصل منه

الْمُهْملَة والتصغير أَو فتحهَا وَكسر الْمِيم وبالوجهين سمعناها على القَاضِي أبي عبد الله بن حمدين وبالضم عَن أَكثر شُيُوخنَا وَكَذَلِكَ قَالَه مطرف والقعنبي وَابْن بكير وَغَيرهم من رُوَاة الْمُوَطَّأ وبالفتح قَالَه يحيى وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَاخْتلف أَيْضا فِي نَسَبهَا اخْتِلَافا نذكرهُ فِي حرف الرَّاء وَالْعين إِن شَاءَ الله وَفِي أَحَادِيث الْمَدْح فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَابْن مثنى عَن ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن مُجَاهِد عَن أبي معمر كَذَا للجلودي وَعند ابْن ماهان سُفْيَان عَن حميد عَن مُجَاهِد وَهُوَ خطا وَهُوَ حبيب بن أبي ثَابت الْمطلب بن عبد الله بن حويطب كَذَا لجميعهم عَن يحيى فِي الْمُوَطَّأ بِضَم الْحَاء وَكسر الطَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ مصغر وَالصَّوَاب ابْن حنْطَب وَكَذَا لسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن ملك بِفَتْح الْحَاء بعْدهَا نون وَهُوَ عِنْد الْجَمِيع بِالطَّاءِ والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ إِلَّا مَا حَكَاهُ بعض أشياخنا أَن ابْن بكير ضَبطه فِي رِوَايَته حنظب بِظَاء مُعْجمَة وحاء مُهْملَة مضمومتان وَكَذَا قَالَه ابْن وضاح وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَهُوَ الَّذِي ذكره أَبُو عمر عَن ابْن بكير وَغَيره فِي فضل جرير بن عبد الله فجَاء بشير جرير أَبُو أَرْطَأَة حُصَيْن بن ربيعَة كَذَا لِابْنِ ماهان وَعند الجلودي حُسَيْن وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أَبُو أَرْطَأَة الْمَذْكُور وَفِي حَدِيث معَاذ نَا مُسلم نَا الْقَاسِم بن زَكَرِيَّاء نَا حُسَيْن عَن زَائِدَة كَذَا لَهُم بِالسِّين مصغر وَفِي سَائِر النّسخ وَهُوَ الصَّوَاب وَوَجَدته فِي كتابي حُصَيْن بالصَّاد مصلحا بخطى وَكَذَا وَقع لبَعْضهِم وَهُوَ وهم لَا أَدْرِي عَمَّن أصلحته وَالصَّوَاب السِّين وَقد يكون التَّنْبِيه فِي الْكتاب فِي غير حَدِيث حُسَيْن بن عَليّ عَن زَائِدَة وَهُوَ حُسَيْن بن عَليّ الْكُوفِي أَبُو عبد الله الْجعْفِيّ مَوْلَاهُم ذكره البُخَارِيّ وَقَالَ رُوِيَ عَن زَائِدَة وَفِي بَاب بركَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَصْحَابه فِي سَنَد حَدِيث النُّجُوم أَمَنَة السَّمَاء نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد الله بن عمر بن أبان كلهم عَن حُسَيْن كَذَا لَهُم وَفِي بعض النّسخ حُصَيْن وَهُوَ خطأ وَهُوَ حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ كَمَا بَينه فِي السَّنَد نَفسه ابْن أبي شيبَة فصل مِنْهُ فِي حَدِيث أَمر الْبعُوث زَاد ابْن سُفْيَان فِي تقريباته نَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْفراء عَن الْحُسَيْن بن الْوَلِيد عَن شُعْبَة كَذَا عِنْد أبي بَحر والجياني الْحُسَيْن بن الْوَلِيد مصغر وَعند القَاضِي أبي عَليّ الْحسن بِغَيْر تَصْغِير قَالَ لي وَالصَّوَاب الْحُسَيْن مُصَغرًا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَابْن أبي حَاتِم وَفِي حَدِيث بني قُرَيْظَة نَا عَليّ بن الْحسن بن سُلَيْمَان الْكُوفِي كَذَا لكافتهم ونا بِهِ القَاضِي أَبُو عَليّ عَن العذري نَا عَليّ بن الْحُسَيْن مُصَغرًا قَالَ وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَابْن الْحسن ذكره ابْن أبي خَيْثَمَة وَفِي مَنَاقِب أُسَامَة أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يَأْخُذهُ وَأحسن بن عَليّ كَذَا للْجَمَاعَة وللقابسي وَالْحُسَيْن بِالتَّصْغِيرِ وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب مَا يجوز من بيع الْحَيَوَان بعضه بِبَعْض صَالح بن كيسَان عَن حسن بن مُحَمَّد كَذَا هُوَ مكبر عِنْد يحيى وَجَمَاعَة الروَاة وَعند مطرف وَابْن بكير حُسَيْن بن مُحَمَّد مصغر وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الشَّهْر هَكَذَا نَا مُحَمَّد بن عبد لله بن قهزاد نَا عَليّ بن الْحسن بن سُفْيَان كَذَا لَهُم وَعند القَاضِي الشَّهِيد نَا عَليّ بن الْحُسَيْن مصغر قَالَ لنا وَهُوَ وهم وَفِي بيع الْحَيَوَان نَا صَالح بن كيسَان عَن حسن بن مُحَمَّد كَذَا عِنْد رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا مطرف بن عبد الله فَعنده حُسَيْن مصغر وَهُوَ وهم وَفِي بَاب من قَامَ اللَّيْل كُله الزُّهْرِيّ

فصل منه

عَن عَليّ بن حُسَيْن أَن الْحُسَيْن بن عَليّ حَدثهُ عَن عَليّ كَذَا رِوَايَة مُسلم فِيهِ عندنَا للجلودي وَعند ابْن الْحذاء عَن ابْن ماهان أَن الْحسن قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَا رِوَايَة مُسلم فِيهِ وَتَابعه عَلَيْهِ الْأَكْثَر وَبَعْضهمْ قَالَ أَن الْحُسَيْن ابْن عَليّ حَدثهُ وَهُوَ قَول أَصْحَاب الزُّهْرِيّ وَاخْتلف فِيهِ عَن اللَّيْث قَالَ القَاضِي رَحمَه الله سقط من رِوَايَة ابْن ماهان من غير طَرِيق ابْن الْحذاء الْحَرْف كُله وَعِنْده عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ حَدثهُ أَن عليا وَهُوَ وهم صَرِيح وَفِي بَاب مسح الرَّأْس مرّة شهِدت عَمْرو بن أبي حسن كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ حسن وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله وَلما مَاتَ الْحسن بن الْحسن ضربت امْرَأَته الْقبَّة كَذَا للأصيلي وَلغيره الْحسن بن عَليّ وَهُوَ الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ينْسب مرّة إِلَى أَبِيه وَمرَّة إِلَى جده فصل مِنْهُ وَفِي بَاب السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة نَا مُحَمَّد بن عبيد يَعْنِي ابْن حَاتِم كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَلَيْسَ لغيره هَذِه لزِيَادَة وَهِي وهم إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن عبيد بن مَيْمُون كُوفِي وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة جَمِيع الروَاة ابْن مَيْمُون فِي بَاب هَل يبيت أَصْحَاب السِّقَايَة أَو غَيرهم بِمَكَّة فِي هَذَا السَّنَد بِعَيْنِه وَفِي حَدِيث عمار من رِوَايَة غنْدر نَا شُعْبَة قَالَ سَمِعت خَالِدا الْحذاء يحدث عَن سعيد بن أبي الْحسن كَذَا للعذري من رِوَايَة أبي بَحر وَفِي كتاب التَّمِيمِي نَا خلد والحرث عَن سعيد وَفِي الْعدة توفّي حميم لأم حَبِيبَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء لأم سَلمَة وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الْمُفَسّر توفّي أَبوهَا أَبُو سُفْيَان وَهُوَ الحَدِيث نَفسه وَتقدم أَيْضا فِي حرف الْهمزَة وَفِي حَدِيث حثى التُّرَاب فِي وُجُوه المداحين سُفْيَان عَن حميد عَن مُجَاهِد كَذَا لِابْنِ ماهان وللباقين عَن حبيب بن أبي ثَابت وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب دور الْأَنْصَار ثمَّ دور بني عبد الْحَرْث بن الْخَزْرَج كَذَا فِي نسخ مُسلم وَصَوَابه بني الْحَرْث وَفِي بَاب فضل الْعلم حَدثنَا حَرْمَلَة بن يحيى نَا ابْن وهب كَذَا فِي جَمِيع نسخ شُيُوخنَا وَعند بعض الروَاة نَا حَامِد بن يحيى قَالَ الجياني وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب فضل الْفجْر فِي الْجَمَاعَة نَا عمر بن حَفْص نَا أبي وَعند الْجِرْجَانِيّ نَا حَفْص بن عمر وَالصَّحِيح مَا للْجَمَاعَة وَهُوَ عمر بن حَفْص بن غياث عَن أَبِيه وَفِي بَاب الْقُرَّاء من الصَّحَابَة نَا حَفْص بن عمر كَذَا للجرجاني وَلغيره عمر بن حَفْص وَفِي بَاب فضل أبي بكر رَضِي الله البُخَارِيّ نَا الْوَلِيد بن صَالح نَا عِيسَى بن يُونُس نَا عمر بن سعيد بن أبي حُسَيْن الْمَكِّيّ كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند ابْن السكن ابْن أبي حبيب وَذكر الْوَلِيد بن حَرْب كَذَا هُوَ وَكَذَا ذَكرُوهُ وَوَقع فِي مُسلم فِيهِ فِي بَاب من سمع سمع الله بِهِ نَا سعيد بن عَمْرو الأشعثي أَنا سُفْيَان عَن الْوَلِيد بن حَرْب قَالَ سعيد أَظُنهُ ابْن الْحَرْث بن أبي مُوسَى سَمِعت سَلمَة بن كهيل كَذَا هُوَ بِكَسْر الرَّاء وبثاء مُثَلّثَة فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم لَا يَصح فِيهِ الثَّاء الْمُثَلَّثَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله يحْتَمل أَنه صَحِيح وَيكون قَول سعيد أَظُنهُ ابْن الْحَرْث بن أبي مُوسَى أَي أَنه زَاد فِي نسبه بعد حَرْب بن الْحَرْث كَمَا زَاد بعد الْحَرْث بن أبي مُوسَى والوليد هَذَا من ذُرِّيَّة أبي مُوسَى قَالَ البُخَارِيّ الْوَلِيد بن حَرْب عَن سَلمَة بن كهيل ثمَّ قَالَ وَقَالَ روح نَا شُعْبَة عَن رجل من آل أبي بردة يُقَال لَهُ ولاد عَن سَلمَة فصل مُشكل الْأَنْسَاب الْحزَامِي حَيْثُ وَقع فِيهَا بِكَسْر الْحَاء وَفتح الزَّاي مَنْسُوب إِلَى حَكِيم بن حزَام

فصل الاختلاف والوهم

أَو إِلَى أَبِيه وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشكل بِهِ إِلَّا فَرْوَة بن نعَامَة وَيُقَال نفاثة الجذامي بِالْجِيم والذال الْمُعْجَمَة وَاخْتلف فِي كتاب مُسلم فِي الَّذِي فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل وَأبي الْيُسْر وَقَوله كَانَ لي على فلَان بن فلَان الْحزَامِي كَذَا للطبري مثل الأول وَعند ابْن ماهان الجذامي بِضَم الْجِيم وذال مُعْجمَة وَعند أَكثر الروَاة الحرامي بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وَتقدم الحريري بِالْحَاء فِي حرف الْجِيم مَعَ مَا يُشبههُ وَأَبُو سَلام الحبشي وسمه مَمْطُور بِفَتْح الْحَاء وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره شين مُعْجمَة مَنْسُوب إِلَى بِلَاد الْحَبَشَة قَالَه عبد الْغَنِيّ وَقَالَ عبد الْغَنِيّ الْحَبَش حَيّ من حمير وَقَالَ فِيهِ بَعضهم الحبشي بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْبَاء وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ مرّة وَأَبُو ذَر حبش وحبش كعرب وعرب وعجم وعجم وَولده مُعَاوِيَة بن سَلام بن أبي سَلام الحبشي وَأَخُوهُ زيد بن سَلام الحبشي كلهم فِي الصَّحِيحَيْنِ وَيشْتَبه بِهِ الحنيني مَنْسُوب إِلَى حنين واسْمه إِبْرَاهِيم ذكر بَعضهم أَن البُخَارِيّ خرج عَنهُ وَيشْتَبه بِهِ الخشنى بِضَم الْخَاء وَبعدهَا شين مَفْتُوحَة مُعْجمَة بعْدهَا نون وَهُوَ أَبُو ثَعْلَبَة الخشنى وَفِي سندنا فِي مُسلم شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي جَعْفَر الخشنى وَأَبُو عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن أعين أَبُو عَليّ الْحَرَّانِي بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وتشديدها مَنْسُوب إِلَى حران بلد بالجزيرة وَمثله عَمْرو بن خلد الْحَرَّانِي وَأَبُو حسن الْحَرَّانِي وَالقَاسِم بن الْفضل الْحدانِي هَذَا وَحده فيهمَا بِضَم الْحَاء ودال مُهْملَة مَفْتُوحَة مُشَدّدَة وَآخره نون أَيْضا وحد أَن قَبيلَة فِي الأزد كَانَ الْقَاسِم هَذَا نزل فيهم وَحسن الحلوني بِضَم الْحَاء مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة حلوان وَأَبُو يحيى الْحمانِي بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد الْمِيم وحمان من تَمِيم وَيحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ تقدم فِي الْجِيم وَعُثْمَان بن طَلْحَة الحَجبي بِفَتْح الْحَاء وَالْجِيم وباء بِوَاحِدَة مَنْسُوب إِلَى حجبة الْبَيْت وَمثله مَنْصُور الحَجبي وَابْن ابْنه أَيُّوب بن مُوسَى بن مَنْصُور الحَجبي وَعبد الله بن عبد الْوَهَّاب الحَجبي وَعبد الرخمان بن سلمَان الحجري بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْجِيم بعْدهَا رَاء وَأَبُو دَاوُود الحفرى بِفَتْح الْحَاء وَالْفَاء أَيْضا واسْمه عمر بن سعد سَمَّاهُ مُسلم ومحمدين الْحَنَفِيَّة بِفَتْح الْحَاء وَالنُّون وَأَبُو صَالح الْحَنَفِيّ وَعمر بن يُونُس الْحَنَفِيّ مثله والفرافصة بن عُمَيْر الْحَنَفِيّ وَكَذَلِكَ ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ وَأَبُو كثير الْحَنَفِيّ واسْمه يزِيد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ بَعضهم الصَّوَاب فِيهِ السحيمي وَحميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي بِكَسْر الْحَاء وَمثله عبد الله بن كَعْب الْحِمْيَرِي وَيشْتَبه بِهِ الْحميدِي وَأَبُو عمر الحوضي هُوَ حَفْص بن عمر الحوضي بِفَتْح الْحَاء وضاد مُعْجمَة وَزِيَاد بن عبد الله الحساني بِفَتْح الْحَاء وسين مُهْملَة مُشَدّدَة وَبعد الْألف نون وياء النِّسْبَة وَأحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي بِفَتْح الْحَاء وَفتح الْبَاء بِوَاحِدَة وطاء مُهْملَة وَفِي الروَاة لكتاب البُخَارِيّ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن حموية يعرف بالحموي بِفَتْح الْحَاء وَضم الْمِيم مُشَدّدَة وَفتح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَكسرهَا فِي النّسَب وَيُقَال فِيهِ أَيْضا الْحَمَوِيّ بِفَتْح الْمِيم والحاء وَكسر الْوَاو والعجم يَقُولُونَ كل هَذَا بِضَم مَا قبل الْوَاو مثل عُلْوِيَّهُ وحمويه وَالْعرب بِفَتْح الْوَاو فَتَقول عليوه وحمويه وسيبويه ونفطوية. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْحَرْف أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلى كَذَا يَقُوله المحدثون بِضَم الْحَاء وَالْبَاء بِوَاحِدَة مَعًا وسمعناه من غير وَاحِد مِنْهُم وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ فِيهِ الحبلى بِفَتْح الْبَاء وَكَذَا قراه لنا شَيخنَا الْأُسْتَاذ أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْمقري عَليّ شَيخنَا أبي الْحُسَيْن الْحَافِظ اللّغَوِيّ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وينسب إِلَى بني الحبلى حُبْلَى بِفَتْح الْبَاء مِنْهُم أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلى وَيُقَال فِيهِ حُبْلَى

حرف الخاء

أَيْضا بِسُكُون الْبَاء على الأَصْل وَذكره أَبُو عَليّ فِي البارع بِالْوَجْهَيْنِ ضم الْبَاء كَمَا يَقُوله المحدثون وَفتحهَا كَمَا يَقُوله أهل الْعَرَبيَّة وَقَوله فِي الْمِقْدَاد فِي غير مَوضِع الْكِنْدِيّ حَلِيف ببني زهرَة كَانَ تبناه فِي الْجَاهِلِيَّة الْأسود بن عبد يَغُوث الزُّهْرِيّ فنسب إِلَيْهِ وَقد تقدم الْكَلَام فِي الْحلف فِي مَوضِع شَرحه من هَذَا الْحَرْف وَفِي قَوْلهم فِيهِ بهراني كندي فِي حرف الْبَاء حرف الْخَاء الْخَاء مَعَ الْبَاء (خَ ب ا) قَوْله وَلَا جلد مخبأة بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء وَشد الْبَاء يفسره فِي الحَدِيث الآخر جلد عذراء وَهِي الْبكر لِأَن عادتهن التستر تَحت الحجال وَإِن يخبان من الرِّجَال فهن ناضرات الجسوم إِذْ لَا يصيبهن شمس وَلَا ريح يُغير بشرتهن وَقَوله خبأت لَك خبأ بِسُكُون الْبَاء مَهْمُوز الآخر لرواة الصَّحِيحَيْنِ وَعند الْأَصْلِيّ خبيا بِكَسْر الْبَاء وَتَشْديد الْيَاء وهمزه غَيره وَكله صَحِيح وَهُوَ كل شَيْء غَائِب قَالَ الله تَعَالَى) الَّذِي يخرج الخبء فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض (قيل السِّرّ والغيب وَقيل الْمَطَر والنبات وَفِي الحَدِيث ابْتَغوا الرزق فِي خبايا الأَرْض وأحدها خبية وتسهل بِغَيْر همز قيل الزِّرَاعَة وَقيل اسْتِخْرَاج الْمَعَادِن يُقَال اخْتَبَأْت لَك خبيأ وخبأت لَك خبأ والخبيئة والخباة اسْم مَا خبأته أَيْضا وَمِنْه هَذَا كَنْزك الَّذِي خبأته وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فاختبأت كَذَلِك وَقَوله فَأحب أَن اختبئ دَعْوَتِي أَي أوخرها وَلَا أقدمها وأظهرها الْآن وَشَهَادَة المختبي هُوَ الَّذِي يتسخفي حَتَّى يسْمعهَا وَقَوله أهل خباء أَو أخباء كَذَا فِي كتاب مُسلم فِي كتاب الْإِيمَان على الشَّك فِي حَدِيث هِنْد وَفِي كتاب البُخَارِيّ فِي كتاب النذور مثله هُوَ من خبأت لِأَنَّهُ يختبأ فِيهِ وَيسْتر الإخباء بِفَتْح الْهمزَة جمع خباء والخباء من بيُوت الْإِعْرَاب ثمَّ اسْتعْمل فِي غَيرهَا من مَنَازِلهمْ ومساكنهم كَمَا اسْتعْمل هُنَا وَكَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر أَي خباء فَاطِمَة وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يُرِيد منزلهَا وحجرتها وَقَالَ أَبُو عبيد الخباء من وبر أَو صوف وَلَا يكون من شعر وَقَوله فِي الْمُصحف يحمل فِي أخبيته يُرِيد أغشيته الَّتِي يصان ويخبأ فِيهَا (خَ ب ب) وَقَوله فِي الْحَج وخب ثَلَاثًا ويخب ثَلَاثًا أَي أسْرع وَالِاسْم الخبب والخب وَهُوَ ضرب من الْعَدو وَهُوَ أول الْإِسْرَاع مثل الرمل (خَ ب ث) وَقَوله لأَدَاء وَلَا خبثة بِكَسْر الْخَاء هُوَ مَا كَانَ غير طيب الْكسْب وَالْأَصْل وكل حرَام خَبِيث قَالَ الله تَعَالَى) وَيحرم عَلَيْهِم الْخَبَائِث (وَقيل الخبثة هُنَا بيع أهل الْعَهْد وَقيل الخبثة هُنَا الرِّيبَة من الْفُجُور وَقَوله أعوذ بك من الْخَبيث المخبث الشَّيْطَان الرَّجِيم هُوَ خَبِيث فِي نَفسه يحمل النَّاس على الْخبث والخبيث النَّجس وَمِنْه لَا يُصَلِّي وَهُوَ يدافع الأخبثين يَعْنِي الْبَوْل وَالْغَائِط والمخبث الَّذِي يعلم النَّاس الْخبث وَقيل الَّذِي يصحب الخبثاء وأعوانه خبثاء والخبث بِالسُّكُونِ الزِّنَا وَالشَّر وَالْكفْر والخبيث الردي من كل شَيْء وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَلَا تيمموا الْخَبيث مِنْهُ تنفقون (وَمِنْه إِذا كثر الْخبث هُوَ هُنَا بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء وَقد رَوَاهُ بِضَم الْخَاء وَسُكُون الْبَاء بعض رُوَاة الْمُوَطَّأ والخبث بِالْفَتْح أصح قيل يُرِيد بِهِ الزِّنَا والفسوق وَقيل فِيهِ خبثة أَيْضا وَقيل يُرِيد أَوْلَاد الزِّنَا وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر وَيكثر الزِّنَا والخبيث الكريه الطّعْم أَو الرَّائِحَة وَمِنْه فِي قليب بدر خَبِيث مخبث وَمِنْه من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة وَمِنْه وَهُوَ يدافعه الأخبثان وَفِي الحَدِيث أعوذ بك من الْخبث والخبائث أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ بِالسُّكُونِ وَفَسرهُ أَبُو عبيد بِالشَّرِّ وَفَسرهُ ابْن الْأَنْبَارِي أَن الْخبث الْكفْر والخبائث الشَّيَاطِين وَقَالَ الدَّاودِيّ الْخبث الشَّيْطَان والخبائث الْمعاصِي كلهَا وَقَالَ غَيره إِنَّمَا هُوَ الْخبث بِضَم الْبَاء جمع خَبِيث استعاذ من ذُكُور الْجِنّ وإناثهم وَرجحه الْخطابِيّ

فصل الاختلاف والوهم

وَغلط غَيره والوجهان ظاهران وَقد يكون الْمَعْنى بِهِ أَنه استعاذ من الْخبث نَفسه وَهُوَ الْكفْر وَمن سَائِر الْأَخْلَاق الخبيثة وَهِي الْخَبَائِث وَفِي الْمَدِينَة تَنْفِي خبثها بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء أَي رديها وَقَوله كخبث الْحَدِيد الَّذِي مثل بِهِ هُوَ رديه الَّذِي تخرجه النَّار خالصه وتصفيه مِنْهُ وأخبث اسْم عِنْد الله أَي أرداه وأرذله مَعْنَاهُ صَاحبه وَقَوله والأصبح خَبِيث النَّفس وَلَا يَقُولَن أحد خبثت نَفسِي هُوَ تغير النَّفس وكسلها وَقلة نشاطها أَو غثيانها أَو سوء خلقهَا وَفِي كتاب الطِّبّ بَاب شرب السم والدواء بِهِ وَمَا يخَاف مِنْهُ والخبيث ثبتَتْ هَذِه اللَّفْظَة للقابسي وَأبي ذَر وَسَقَطت لغَيْرِهِمَا وَذكرهَا التِّرْمِذِيّ فِي الحَدِيث وفسرها بالسم (خَ ب ر) وَقَوله نهى عَن المخابرة وَهِي الْمُزَارعَة على الْجُزْء مِمَّا يخرج من الأَرْض والخبرة بِالضَّمِّ النَّصِيب والخبار وَالْخَبَر الأَرْض اللينة وَقيل سميت من خَيْبَر لمعاملة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إيَّاهُم على الْجُزْء من ثمارها فَقيل خابرهم ثمَّ تنازعوا فنهوا عَنْهَا ثمَّ جارت بعد وَهَذَا قَول ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره يأباه وَيَقُول أَنَّهَا لَفْظَة مستعملة وَإِلَّا كار يُقَال لَهُ الْخَبِير لعمله فِي الأَرْض وَالْبَيْت يُقَال لَهُ الْخَبِير أَيْضا وَجَاء فِي مُسلم من بعض طرقه نهي عَن الْخَبَر بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْبَاء كَذَا قيدناه من طَرِيق الطَّبَرِيّ وَعند ابْن عِيسَى بِضَم الْخَاء وَعَن غَيرهمَا بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ من المخابرة وبالفتح ذكره صَاحب الْعين وبالوجهين قيدناه فِي كتاب أبي عبيد وَفِي حَدِيث عمر مَا أحب أَن أخبرهما ويروى اختبرهما يَعْنِي الْأُخْتَيْنِ كِنَايَة عَن الْوَطْء لَهما وَقَوله أتيناه نستخبر أَي نَسْأَلهُ عَن خبر النَّاس (خَ ب ط) وَقَوله حَتَّى أكلنَا الْخبط ودقيقا وخبطا ونخبط بقسينا لَا يختبط شَجَرهَا واختبطنا الْخبط بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء ورق السمر واختبط ضرب بالعصا ليسقط واختبطناه فعلنَا ذَلِك بِهِ وتخبط وَجهه بإخفافها أَي تضربه فِي وَطئهَا إِيَّاه (خَ ب ل) وَقَوله من طِينَة الخبال بِفَتْح الْخَاء وَتَخْفِيف الْبَاء بِوَاحِدَة فسره فِي الحَدِيث بعصارة أهل النَّار فِي النَّار وبصديدهم وبعرقهم يحْتَمل تَسْمِيَتهَا طِينَة الخبال لِأَنَّهَا من فَسَاد أجسامهم لِأَن أصل الخبال الْفساد فِي كل شَيْء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث السَّقِيفَة وَكَانَ من خبرنَا يَوْم توفّي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للكافة بباء بِوَاحِدَة وَوَقع فِي كتاب عَبدُوس وَالْمُسْتَمْلِي خيرنا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة كَأَنَّهُ رده على أبي بكر الْمَذْكُور قبل وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة فِي صفة قِرَاءَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَوْلَا النَّاس لأخبرت لكم بذلك كَذَا عِنْد القَاضِي الشَّهِيد من الْخَبَر ولسائرهم لأخذت لكم بذلك بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة ويعضد الرِّوَايَة الأولى قَوْله فِي الحَدِيث الآخر لحكيت لكم قِرَاءَته وَلكُل وَجه وَقَوله فِي مِيرَاث الْعمة ونستخبر فِيهَا كَذَا بِالْبَاء بِوَاحِدَة لغير وَاحِد من الروَاة وَكَذَا عِنْد شَيخنَا أبي إِسْحَاق وَغَيره وَكَذَا عِنْد ابْن وضاح وَزَاد فِي رِوَايَته فِيهَا قَول النَّاس من الاختبار أَو طلب الْخَبَر عَن حكمهَا وَعند ابْن عتاب وَابْن حمدين ونستخير فِيهَا لَا غير بِكَسْر الْخَاء بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من الْخيرَة وَكَذَا عِنْد ابْن بكير وَكَذَا لِابْنِ وضاح عَن ابْن عِيسَى وَقَوله فِي بعض طرق مُسلم تربت يَمِينك وبأثر الْكَلِمَة فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي قَوْله تربت يَمِينك خير كَذَا لَهُ على التَّفْسِير أَي أَنه لم يرد بقوله ذَلِك سوءا وَفِي نُسْخَة تربت يَمِينك خبر بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة وَهُوَ بعيد الصِّحَّة فِي إِسْلَام أبي ذَر فأتينا الكاهن فخبر أنيسا كَذَا رَوَاهُ الجلودي بباء بِوَاحِدَة وَهُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب رِوَايَة غَيره

(خ ت ر)

فَخير بياء الْعلَّة أَي غَلبه وفضله كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى غَلبه لِأَنَّهُ ذكر أَنه تحاكم إِلَيْهِ مَعَ آخر وَقَوله فِي فَضَائِل أم سَلمَة سَمِعت خطْبَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِخَبَر خيرنا كَذَا للعذري والسمرقندي وَعند ابْن الْحذاء وَالْكسَائِيّ يخبر بِخَبَر جِبْرِيل وَهُوَ الصَّحِيح وَكَذَا خرجه البُخَارِيّ وَمَا قبله يدل على صِحَّته قَوْله فِي قبْلَة الصَّائِم إِلَّا أخبرتيها كَذَا لجل الروَاة وَعند ابْن المرابط وَابْن عتاب أخْبرتهَا وَهُوَ الْمَعْرُوف وَالْأول على لُغَة لبَعض الْعَرَب كَقَوْلِه لَو كنت حُزْتِيهِ وَفِي الْكُسُوف فِي حَدِيث مُسلم عَن الدَّارمِيّ أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن خبر عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي كَذَا فِي الْأُمَّهَات وَمَعْنَاهُ عَن أَخْبَار عبد الله لي فَوضع خبر مَوضِع أَخْبرنِي وَقَوله هَل من مغربة خبر كل الرِّوَايَة فِيهِ على الْإِضَافَة وَاخْتلف فِي ضبط الْغَيْن بِالْفَتْح والإسكان وَفِي الرَّاء بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وكل صَحِيح وَمَعْنَاهُ هَل من خبر عَن حَادث يستغرب أَي يستبعد وَقيل هَل من خبر جَاءَ عَن بعد وَخبر مكسور على الْإِضَافَة قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَلَا يجوز فَتحه لِأَن الْكَلَام لَا يتم فِي الْمَفْعُول إِلَّا أَن يضمر مَا يتم بِهِ الْكَلَام وَقَالَ لي شَيخنَا ابْنه يَصح على الْمَفْعُول الْخَاء مَعَ التَّاء (خَ ت ر) قَوْله مَا ختر قوم بالعهد أَي غدروا ونقضوه والختر الْغدر (خَ ت ل) قَوْله فِي حَدِيث أبي قَتَادَة وَرجل من الْمُشْركين يختله من وَرَائه ليَقْتُلهُ أَي يغتفله ويراوغه ليَقْتُلهُ وَقَوله وَهُوَ يخْتل ابْن صياد وَفِي الَّذِي نظر من شقّ الْبَاب كَأَنِّي أنظر إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يختله أَي يخادعه ويراوغه على غَفلَة ليسمع مِنْهُ وليطعن عين الآخر ختلت الصَّيْد إِذا خادعته واغتفلته وَقَوله فِي كتاب التَّفْسِير المختال والختال وَاحِد كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَالْخَال وجميعه صَحِيح كُله من الْخُيَلَاء (خَ ت م) وَقَوله وَأَنا خَاتم النَّبِيين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخَاتم والخاتم من أَسمَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ ثَعْلَب فالخاتم الَّذِي ختم بِهِ الْأَنْبِيَاء والخاتم أحسن الْأَنْبِيَاء خلقا وخلقا وَقَوله أعطي جَوَامِع الْكَلم بخواتمه وَعند العذري جَوَامِع الْكَلم وخواتمه هما بِمَعْنى جمع الْمعَانِي الْكَثِيرَة فِي الْأَلْفَاظ القليلة والختم عَلَيْهَا بضَمهَا فِي تِلْكَ الْكَلِمَات كَمَا يخْتم على مَا فِي الْكتاب وَقَوله أَو ليختمن الله على قُلُوبكُمْ هُوَ أَن يخلق الله فِي قُلُوبهم ضد الْهدى وَالْإِيمَان وَأَن يصرف لطفه وَنَظره عَنْهُم وَقيل هُوَ شَهَادَة الله عَلَيْهِم بكفرهم وَقيل هُوَ علم يخلفه الله فِي قُلُوبهم تعرفهم بِهِ الْمَلَائِكَة وَقيل طبعه عَلَيْهَا حَتَّى لَا يعي خيرا وَقَوله وَلَا تفض الْخَاتم إِلَّا بِحقِّهِ تُرِيدُ عذرتها لَا تستبحها إِلَّا بِالنِّكَاحِ الْجَائِز (خَ ت ن) قَوْله إِذا التقى الختانان فقد وَجب الْغسْل الْخِتَان هُوَ مَوضِع الْقطع من عضوي الزَّوْجَيْنِ فِي الْخِتَان والخفاض وَقَوله أم حَبِيبَة ختنة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الْأَصْمَعِي الإختان من قبل الْمَرْأَة والإحماء من قبل الزَّوْج والإصهار يجمع ذَلِك كُله الْخَاء مَعَ الدَّال (خَ د ج) قَوْله فِي الصَّلَاة فَهِيَ خداج أَي ذَات نقص والخداج النُّقْصَان وَقيل خداج هُنَا بِمَعْنى مخدجة أحل الْمصدر مَحل الْفِعْل أَي نَاقِصَة وَفِي الحَدِيث مُخْدج الْيَد أَي ناقصها (خَ د د) وَفِي الحَدِيث فَأمر بِالْأُخْدُودِ فخدت وأضرم النيرَان هِيَ الشقوق تحفر فِي الأَرْض وَاحِدهَا خدوا خدود قَالَ الله تَعَالَى) قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود النَّار (وَقَوله فخدت رَاجع إِلَى جمَاعَة مَا حفر مِنْهَا وَجَمعهَا أخاديد كَأَنَّهُ قَالَ فخدت الأخاديد أَو فخدت الأَرْض (خَ د ر) ذكرت ذَوَات الْخُدُور وَذَات الخدر يُرِيد الإبكار

فصل الاختلاف والوهم

المحتجبات بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الْعَوَاتِق والخدر بِكَسْر الْخَاء ستر يكون لِلْجَارِيَةِ فِي نَاحيَة الْبَيْت وَقيل سَرِير عَلَيْهِ ستر وَقيل الْخُدُور الْبيُوت (خَ د ل) وَقَوله إِن جَاءَت بِهِ خدلا بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الدَّال وَكسر الدَّال الْأصيلِيّ فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة عبد الله بن يُوسُف وَأبي صَالح والخدل الممتلي وخدل السَّاقَيْن ممتلئهما وَفِي الحَدِيث خَدلج السَّاقَيْن بِفَتْح الدَّال وَتَشْديد اللَّام وَآخره جِيم وَهُوَ بِمَعْنَاهُ هُوَ الممتلئ السَّاقَيْن (خَ د م) وَقَوله وَكنت أرى خدم سوقهما بِفَتْح الْخَاء وَالدَّال أَي خلاخيلهما وأحدها خدمَة وَقد يُسمى موضعهَا من السَّاق خدمَة وَيجمع أَيْضا خداما وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر مُفَسرًا وَقد بَدَت خلاخيلهن (خَ د ع) وَقَوله الْحَرْب خدعة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الدَّال كَذَا الْهَرَوِيّ وَأكْثر الروَاة لِلصَّحِيحَيْنِ وضبطها الْأصيلِيّ بِضَم الْخَاء وهما صَحِيحَانِ قَالَ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَبِفَتْحِهَا لُغَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وبالفتح وَحده قَالَهَا الْأَصْمَعِي وَغَيره وَحكى يُونُس فِيهَا الْوَجْهَيْنِ ووجها ثَالِثا خدعة بِالضَّمِّ وَفتح الدَّال ورابعا خدعة بفتحهما فَمن قَالَ خدعة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الدَّال أَي يَنْقَضِي أمرهَا بخدعة وَاحِدَة أَي من خدع فِيهَا خدعة زلت قدمه وَلم يقل فَلَا يُؤمن شَرها وليتحفظ من مثل هَذَا وَمن قَالَه بِضَم أَولهَا وَسُكُون ثَانِيهَا فَمَعْنَاه أَنَّهَا تخدع أَي أهل الْحَرْب ومباشريها وَمن قَالَه بِضَم الأول وَفتح الثَّانِي فَمَعْنَاه أَنَّهَا تخدع من اطْمَأَن إِلَيْهَا وَإِن أَهلهَا كَذَلِك وَمن فتحهما بِهَذَا الْمَعْنى أَي أَهلهَا بِهَذِهِ الصّفة فَلَا يطمئن إِلَيْهِم فَحذف أَهلهَا وَأقَام الْحَرْب مقامهم كَمَا قَالَ وَسُئِلَ الْقرْيَة وخدعه جمع خَادع وَقد يرجع خدعة إِلَى صفة الْحَرْب نَفسهَا أَي أَن أمورها وتدبيراتها كَذَلِك وأصل الخداع إِظْهَار خلاف مَا يكتم وَمِنْه خبر الَّذِي كَانَ يخدع فِي الْبيُوع أَي يكتم عُيُوب مَا يَشْتَرِي أَو قِيمَته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقَوله بعث إِلَى أم الدَّرْدَاء بخادم كَذَا لِابْنِ ماهان وللجلودي بأنجاد بِفَتْح الْهمزَة جمع نجد وَهُوَ مَتَاع الْبَيْت من فرش وستور ووسائد وَمِنْه بَيت منجدا مزين بهَا الْخَاء مَعَ الذَّال (خَ ذ ل) قَوْله الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَخْذُلهُ وَلَا يَظْلمه أَي لَا يتْرك نَصره فِي الْحق ومعونته كَمَا قَالَ انصر أَخَاك (خَ ذ ف) قَوْله مثل حَصى الْخذف وَنهى عَن الْخذف بِسُكُون الذَّال وصيد الْخذف هُوَ الرَّمْي بحصا أَو نوى بَين السبابتين أَو بَين الْإِبْهَام والسبابة قَوْله فخذفته بحصاة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَرُوِيَ عَن الْقَابِسِيّ فِي كتاب الدِّيات بِالْمُهْمَلَةِ وَالصَّوَاب الأول الْخَاء مَعَ الرَّاء (خَ ر ا) قَوْله علمكُم كل شَيْء حَتَّى الخراءة بِكَسْر الْخَاء مَمْدُود وَهِي الجلسة للتخلي والتنظف مِنْهُ (خَ ر ب) وَقَوله وَلَا فَارًّا بخربة كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الْخَاء وَضَبطه غَيره بِفَتْحِهَا وبالفتح ضبطناه فِي كتاب مُسلم عَن جَمِيعهم وَالرَّاء فِي كلهَا سَاكِنة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة وَصوب بَعضهم الْفَتْح وكل صَوَاب وَجَاء فِي كتاب البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره فِي كتاب الْحَج الخربة البلية وَمثله فِي رِوَايَة الْهَمدَانِي وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي يَعْنِي السّرقَة وَفِي رِوَايَته فِي الْمَغَازِي البلية وَقَالَ الْخَلِيل الخربة بِالضَّمِّ الْفساد فِي الدّين وَهُوَ مُشْتَقّ من الخارب وَهُوَ اللص الْمُفْسد فِي الأَرْض وَلَا يكَاد يسْتَعْمل إِلَّا فِي سَارِق الْإِبِل وَقَالَ غَيره الخربة بِالْفَتْح السّرقَة وَقيل الْعَيْب وَذكر فِيهَا الخرابة وَهِي سَرقَة الْإِبِل خَاصَّة وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة فِي كل شَيْء وَقَوله فِي مَوضِع الْمَسْجِد وَكَانَت

(خ ر ت)

فِيهِ خرب وَأمر بالخرب فسويت ضبطناه بِفَتْح الْخَاء وَكسر الرَّاء وبكسر الْخَاء وَفتح الرَّاء وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَتَمِيم تَقول خربة بِكَسْر الْخَاء وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ لَعَلَّ الصَّوَاب خرب بِالضَّمِّ جمع خربة وَهِي الخروق فِي الأَرْض إِلَّا أَنهم يَقُولُونَهَا فِي كل ثقبة مستديرة قَالَ ولعلها جرف جمع جرفة وَهِي جمع جرف قَالَ وَأبين من ذَلِك أَن ساعدته الرِّوَايَة أَن يكون حدبا جمع حدبة وَهُوَ مَا ارْتَفع من الأَرْض لقَوْله فسويت وَإِنَّمَا يسوى الْمَكَان المحدوب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا أَدْرِي مَا قَالَ وكما قطع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النّخل الَّذِي فِيهِ كَذَلِك سوى بقايا الخرب وَهدم إطلال جدراتها كَمَا فعل بالقبور وَالرِّوَايَة صَحِيحَة اللَّفْظ وَالْمعْنَى غنيه عَن تكلّف التَّغْيِير وَذكر فِي بيع الثِّمَار الخربز بِكَسْر الْخَاء وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا وَآخره زَاي هُوَ الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ المدور (خَ ر ت) وَقَوله هاديا خريتا بِكَسْر الْخَاء وَتَشْديد الرَّاء بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا فسره فِي الحَدِيث الماهر بالهداية (خَ ر ج) وَفِي حَدِيث خبيب فَلَمَّا خَرجُوا وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ أخرجُوا بِهِ وهما لُغَتَانِ صحيحتان خرج بِهِ وَأخرج بِهِ وَكَذَلِكَ فِي الْمُوَطَّأ فِي حَدِيث المسكينة فَخرج بجنازتها لَيْلًا كَذَا فِي أَكثر الموطآت وَكَذَا سمعناه من غير وَاحِد فِي رِوَايَة يحيى بن يحيى وَغَيره من هَذِه الْأُصُول وَغَيرهَا وَكَانَ عِنْد القَاضِي أبي عبد الله ابْن حمدين والفقيه أبي مُحَمَّد بن عتاب فَأخْرج بجنازتها وَيُقَال وَجه هَذَا أَيْضا أَن تكون الْبَاء هُنَا مقحمة زَائِدَة كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى) اقْرَأ باسم رَبك (وَمثله فِي بَاب أَذَان الْمُسَافِر ثمَّ خرج بِلَال بالعنزة كَذَا للأصيلي والنسفي وَعند البَاقِينَ أخرج وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس شهِدت الْخُرُوج مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَعْنِي البروز إِلَى الْعِيد وَالرِّوَايَات الْأُخَر تبينه وَيَوْم الْخُرُوج اسْم من أَسمَاء الْعِيد وَكَذَلِكَ يَوْم الزِّينَة وَيَوْم الصَّفّ وَيَوْم الْمشرق والخرج بِالْفَتْح وَسُكُون الرَّاء وَالْخَرَاج الْغلَّة مَعْلُوم بِالْفَتْح ذكر وَقد يَقع على مَال الفىء وَقيل الْخراج الِاسْم والخرج الْمصدر وَيَقَع على الْغلَّة أَيْضا وكل مَا يخارج بِهِ وَمِنْه الْخراج بِالضَّمَانِ وَيَأْكُل من خراجه وَقَوله وَبِه خراج وَهِي القرحة تخرج فِي الْجَسَد بِضَم الْخَاء وَقَوله أَن يتخارج الشريكان وَأهل الْمِيرَاث فسره فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي البُخَارِيّ بِأَن يَأْخُذ أَحدهمَا عينا وَالْآخر دينا فَإِن توى لأَحَدهمَا لم يرجع على الآخر قَالَ الدَّاودِيّ هَذَا إِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الدّين حَاضرا مقرا كَانَ بِالتَّرَاضِي وَأما بِالْقُرْعَةِ أَو بمعيبه أَو إِنْكَاره فَلَا يجوز وَقَالَ أَبُو عبيد تخارج الشَّرِيكَيْنِ وَأهل الْمِيرَاث إِذا كَانَ بَينهم مَتَاع فَلَا بَأْس أَن يتبايعوه بَينهم قبل قسمته وَإِن لم يعرف أحدهم نصِيبه بِعَيْنِه ويقبضه بِخِلَاف الْأَجْنَبِيّ وَهَذَا معنى قَول ابْن عَبَّاس وَفِي شِرَاء الْأَجْنَبِيّ كَذَلِك قبل قسمته وَقَبضه اخْتِلَاف بَين أهل الْعلم (خَ ر د) قَوْله وَمِنْهُم المخردل أَي الْمُنْقَطع وَقد تقدم الْخلاف فِي رِوَايَته وَتَفْسِيره فِي حرف الْجِيم وَقَوله حَبَّة خَرْدَل الْخَرْدَل مَعْلُوم فَإِذا صنع بالزبيب فَهُوَ الصناب (خَ ر ر) وَقَوله ركب فرسا فَخر عَنهُ وخرت ذنُوبه وخرت مغشية وخر مُسْتَلْقِيا وخررت عَنهُ وخر سَاجِدا وخر لفيه مَعْنَاهُ كُله سقط وَأَصله الصقوط من علو قَالَ الله تَعَالَى) فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم ( (خَ ر ط) وَقَوله اخْتَرَطَ سَيفي وَالسيف مخترط مَعْنَاهُ سَله (خَ ر م) وَقَوله لَا أخرم عَنْهَا بِفَتْح الْهمزَة يَعْنِي صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي لَا أترك ذَلِك

فصل الاختلاف والوهم

وَلَا أذهب عَنْهَا وَقيل لَا أنقص وَأَصله الْعُدُول عَن الطَّرِيق وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر يخرم ذَلِك الْقرن أَي يذهب وينقضي (خَ ر ص) وَذكر الْخرص فِي الثِّمَار وَحَتَّى يخرص وَبيع الْعرية بِخرْصِهَا وتخرص بَينهم وَبَينه وَمَعْنَاهُ تحزر وتقدر ثَمَرهَا وَذَلِكَ لَا يُمكن إِلَّا عِنْد طيبها والخرص بِالْفَتْح اسْم الْفِعْل والمصدر والخرص بِالْكَسْرِ اسْم الشَّيْء وَالْعدَد المخروص مِنْهَا وَحكي فِيهِ بعض اللغويين الْفَتْح وَقَالَهُ يَعْقُوب يُقَال مِنْهُ خرص يخرص ويخرص مَال غَيره خرصا وحرصا وَأما قَوْله تَعَالَى) وَإِن هم إِلَّا يخرصون (من الْكَذِب فالخرص بِالْفَتْح وَيُقَال مِنْهُ خرص واخترص وتخرص قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى) قتل الخراصون (وَقَوله فَجعلت الْمَرْأَة تلقى خرصها وسخابها فَهَذَا بِالضَّمِّ وَهِي الْحلقَة تكون فِي الْأذن وَفِي البارع هِيَ القرط تكون فِيهِ حَبَّة وَاحِدَة فِي حَلقَة وَاحِدَة (خَ ر ف) وَقَوله أَن مخرافا وَقَوله فابتعت بِهِ مخرفا بِكَسْر الرَّاء وَفتح الْمِيم هُوَ حَائِط النّخل والبستان فِيهِ الْفَاكِهَة وَهِي الَّتِي تخرف وَهِي الخرفة وَقَالَهُ بَعضهم بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء كالمسجد وَالْمَسْجِد وَمن كسر الْمِيم وَفتح الرَّاء جعله كالمربد وَنَحْوه وَقَالَ الْخطابِيّ المخرف الْفَاكِهَة نَفسهَا والمخرف وعَاء يجمع فِيهِ وَأنكر ابْن قُتَيْبَة على أبي عبيد أَن يكون المخرف الثَّمر قَالَ وَإِنَّمَا هِيَ النّخل وَالثَّمَر مخروف وَفِي حَدِيث آخر خرافا سَمَّاهُ باسم مَا يخْتَرف مِنْهُ مثل ثمار وَيكون جمع خريف وَهِي النَّخْلَة مثل كريم وكرام وَقيل المخرف الْقطعَة من النخيل وَقَوله فِي عَائِد الْمَرِيض فِي مخرفة الْجنَّة روينَاهُ بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وَفِي الحَدِيث الآخر فِي خرفة الْجنَّة فسره النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الحَدِيث أَنه جناها قَالَ الْأَصْمَعِي المخارف وأحدها مخرف وَهُوَ جني النّخل سمي بذلك لِأَنَّهُ يخْتَرف أَي يجني قَالَ غَيره المخرفة سكَّة بَين صفّين من نخيل يخْتَرف من أَيهَا شَاءَ يُرِيد يجني وَقَالَ غَيره المخرفة الطَّرِيق أَي على طَرِيق يُؤَدِّيه إِلَى الْجنَّة وعَلى مَا تقدم يكون مَعْنَاهُ فِي بساتين الْجنَّة وَهُوَ كُله رَاجع إِلَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام جناها وَقَوله أصح وَأثبت وَقَوله أَرْبَعُونَ خَرِيفًا أَي سنة والخريف السّنة والخريف أَيْضا أحد فُصُول السّنة مَعْرُوف وَهُوَ وَقت طيب الثِّمَار واخترافها (خَ ر ق) وَقَوله أَو تصنع لَا خرق إِلَّا خرق من الرِّجَال الَّذِي لَا يحسن الْعَمَل وَقيل الَّذِي لَا رفق لَهُ وَلَا سياسة عِنْده وَالْمرَاد بِهَذَا الحَدِيث التَّفْسِير الأول وَالْمَرْأَة خرقاء وَمِنْه قَول جَابر جَارِيَة خرقاء وَقَوله لَيْسَ منا من خرق مثل قَوْله أَنا برِئ من الشاقة هِيَ الَّتِي تخرق ثِيَابهَا وتشقها عِنْد المصائب. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث خبر الْهِجْرَة فناداه أخرج من عنْدك كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَأَصْحَاب الْمروزِي أخرج بِضَم الرَّاء ثلاثي وَيصِح أَن يكون من عنْدك مُبْتَدأ مستفهم عَنهُ وَفِي بَاب نزُول السكينَة وَالْمَلَائِكَة لقِرَاءَة الْقُرْآن وانصرفت إِلَيْهِ فَرفعت رَأْسِي إِلَى السَّمَاء فَإِذا مثل الظلة فِيهَا أَمْثَال المصابيح فحرجت حَتَّى لَا أَرَاهَا كَذَا لجميعهم هُنَا وَصَوَابه فعرجت كَمَا جَاءَ فِي مُسلم فعرجت فِي الجوحتي مَا أَرَاهَا الْخَاء مَعَ الزَّاي (خَ ز ر) قَوْله حيسناه على خزير وعَلى خزيرة تقدم تَفْسِيره فِي الْحَاء وَمن قَالَ أَنه حساء من النخالة وَهُوَ الْأَشْبَه هُنَا وَتقدم الْخلاف فِي رِوَايَته وَتَفْسِيره والخزر بِفَتْح الْخَاء وَالزَّاي وتسكين الزَّاي أَيْضا وَآخره رَاء جنس من الْأُمَم (خَ ز ز) فِي الحَدِيث مَا لمست خَزًّا وَلَا حريرة الحز مَا خلط من الْحَرِير بالوبر وَشبهه وَأَصله من وبر الأرنب وَيُسمى ذكره الخزز فَسمى مَا خلط بِكُل وبر خَزًّا من أجل خلطه بِهِ

(خ ز ل)

(خَ ز ل) قَوْله أَن تختزلونا من أصلنَا وتحضنونا من الْأَمر فِي حَدِيث السَّقِيفَة أَي تنحونا وتزيلوه عَنَّا وتحازون بِهِ وَتقدم شرح تحضنونا وَالْخلاف فِيهِ (خَ ز م) قَوْله خزامة فِي أَنفه بِكَسْر الْخَاء وَهِي حَلقَة من شعر تجْعَل فِي أنف الْبَعِير الصعب يراض بذلك (خَ ز ن) وَذكر الخزانة بِالْكَسْرِ هُوَ اسْم الْمَكَان الَّذِي يختزن فِيهِ الشَّيْء وَمِنْه أَيْضا عمل الخازن وَمثله قَول عمر فِي الأَرْض أتركها خزانَة لَهُم يقتسمونها أَي غَلَّتهَا شبهها بالشَّيْء المختزن لمن غَابَ وَقَوله وَأُوتِيت خَزَائِن الأَرْض قيل يُرِيد سلطانها وَفتح بلادها وخزائن أموالها وَقد جَاءَ فِي غير مُسلم مفاتح خَزَائِن الأَرْض وَقَوله فِي تَفْسِير الحَدِيث خنز اللَّحْم يخنز وحزن يخزن إِذا تغير كَذَا يُقَال بِكَسْر النُّون وَالزَّاي فِي الْمَاضِي وَفتحهَا فِي الْمُسْتَقْبل وهما صَحِيحَانِ من المقلوب (خَ ز ق) وَقَوله فِي صيد المعراض إِذا خزق فَكل يَعْنِي مَا شقّ وَقطع وَيُقَال بِالسِّين خسق أَيْضا (خَ ز ى) قَوْله غير خزايا أَي غير مذلولين وَلَا مهانين قَالَ الله تَعَالَى) من قبل أَن نذل ونخزى (وَيكون بِمَعْنى نفتضح وَفِي الرَّجْم نسخم وُجُوههمَا ونخزيهما أَي نفضحهما كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم لَا تخزني أَي لَا تفضحني وَمثله فِي الْآيَة أَي فِي أَبِيه فِي مشْهد الْقِيَامَة وَيكون الخزي بِمَعْنى الْهَلَاك أَيْضا والوقوع فِي بلية يُقَال فِي مصدره خزي خزيا وَمن الفضيحة والاستحياء خزاية وَفِي شَارِب الْخمر قَوْلهم أَخْزَاهُ الله أَي أهلكه وَمن رَوَاهُ خزاه فَمَعْنَاه قهره الْخَاء مَعَ الطَّاء (خَ ط ا) قَوْله فِي الرُّؤْيَا أَخْطَأت بَعْضًا وأصبت بَعْضًا قيل هُوَ الْخَطَأ الَّذِي هُوَ ضد الصَّوَاب فِي عبارتها وَقيل من الْخَطَأ فِي تقدمه وقسمه ليفسرها وَقيل الْخَطَأ هُنَا بِمَعْنى التّرْك كَقَوْلِهِم أَخطَأ السهْم عَن الهدف إِذا تَركه أَي تركت فِيهَا مَا لم تفسره وَكَقَوْلِه فِي الْمنية وَمن يُخطئ يعمر فيهرم وَقَوله وَجعلُوا لصَاحب الطير كل خاطئة من نبلهم أَي مَا أَخطَأ الْغَرَض وَلم يصبهُ (خَ ط ب) فِي الحَدِيث لَا يخْطب أحد على خطْبَة أَخِيه بِكَسْر الْخَاء وَهِي التَّكَلُّم فِي ذَلِك وَطَلَبه من جِهَة الرِّجَال والاختطاب من ولي الْمَرْأَة فَأَما الْخطْبَة عِنْد عقد النِّكَاح وخطبة الْمِنْبَر فبالضم وكسائر الْخطب وَمِنْه قَوْله فَقَامَ خَطِيبًا وَقَامَ يخْطب قَالَ الْحَرْبِيّ قَالَ أَبُو نصر الْخَطِيب الَّذِي هُوَ طبعه والخاطب الَّذِي يخْطب وَقَوله الْخطب يسير أَي الشَّأْن وَالْأَمر فسره ملك يُرِيد خفَّة قَضَاء الصَّوْم وَقلة مئونته وَقيل يحْتَمل أَن يُرِيد سُقُوط الْإِثْم عَنْهُم بِالِاجْتِهَادِ (خَ ط ر) وَقَوله ومرحب يخْطر بِسَيْفِهِ بِكَسْر الطَّاء أَي يهزه وَمِنْه رمح خطار وَقَوله إِلَّا رجل يخاطر بِنَفسِهِ وَمَاله أَي يلقيها فِي المهالك يُرِيد الْجِهَاد وَمثله قَوْله فِي الْمُجَاهِد يخاطر بِنَفسِهِ وَمَاله أَي يغرر ويلاقي الْعَدو بِنَفسِهِ وفرسه وسلاحه فَيقْتل أَو يسلم والمخاطرة الْغرَر وَمِنْه خطار السَّبق وَغَيره قَوْله حَتَّى يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه بِكَسْر الطَّاء كَذَا ضبطناه عَن متقنيهم وسمعناه من أَكْثَرهم يخْطر بِالضَّمِّ وَالْكَسْر هُوَ الْوَجْه عِنْد بَعضهم فِي هَذَا يَعْنِي يوسوس وَمِنْه رمح خطار أَي ذُو اهتزاز والفحل يخْطر بِذَنبِهِ بِكَسْر الطَّاء أَي يحركه وَيضْرب بِهِ فَخذيهِ وَأما على الرّفْع فَمن السلوك والمرور أَي حَتَّى يدنو ويمر بَين الْمَرْء وَنَفسه ويحول بَينه وَبَين ذكر مَا هُوَ فِيهِ بمروره وقربه من وسواسه وشغله عَن صلَاته وبالمرور والسلوك فسره الشارحون

فصل الاختلاف والوهم

وَغَيره والخليل فسره بِمَا تقدم وَقد جَاءَ فِي كتاب الْمروزِي بصاد مُهْملَة وَلَا وَجه لَهُ (خَ ط ط) قَوْله لَا يَسْأَلُونِي خطة بِالضَّمِّ أَي قصَّة وَأمر أَو قَوْله أَن نَبيا كَانَ يخط فَمن وَافق خطه فَذَاك فسروه بالخط فِي الرمل أَو التُّرَاب لِلْحسابِ وَمَعْرِفَة مَا يدل عَلَيْهِ الْخط فِيهِ وَقَوله تخط رِجْلَاهُ الأَرْض أَي أَنه قد ضعفت قواه حَتَّى لَا يعْتَمد عَلَيْهِمَا بل يجرهما وَقَوله خطيا بِفَتْح الْخَاء أَي رمحا مَنْسُوبا إِلَى الْخط مَوضِع بِنَاحِيَة الْبَحْرين تجلب إِلَيْهِ الرماح من الْهِنْد وَقيل بل انْكَسَرت فِيهِ سفينة مرّة فِيهَا رماح فنسبت إِلَيْهِ وَلَا يَصح قَول من زعم أَنه تنْبت بِهِ الرماح وَقيل الْخط سَاحل الْبَحْر (خَ ط م) وَقَوله فِي خبر يُونُس على جمل مَخْطُوم بخلبة أَي لَهُ خطام وَمثله وخطام دَابَّته وخطام نَاقَته لِيف خلبة وَحَتَّى وضع خطامه فِي يَده وَهُوَ حَبل يشد على رَأسه كالزمام والخلبة الليف أَي جعل لَهَا خطام من حَبل لِيف النّخل وَفِي حَدِيث ضَرْبَة الْملك يَوْم بدر قد خطم أَنفه وشق وَجهه أَي جَاءَت الضَّرْبَة لَهُ فِي مَوضِع الخطام من الْبَعِير أَو مثل الخطيم هُنَاكَ وَهِي سمة من الكي تجْعَل على الْأنف والخدين من الْبَعِير أَو يكون مَعْنَاهُ ضربه على خطمه والخطم الْأنف وَتقدم فِي حرف الْجِيم فوله خطم الْخَيل وَالْخلاف فِيهِ (خَ ط ف) قَوْله فِي الصِّرَاط وَعَلِيهِ خطاطيف هُوَ جمع خطَّاف وَهُوَ الْكلاب كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كلاليب وَقَوله فَجعلت مِنْهُ خطيفة بِفَتْح الْخَاء هِيَ العصيدة قيل تكون بِاللَّبنِ وَقَوله للجن خطْفَة بِفَتْح الْخَاء يُرِيد مَا يخطفونه من النَّاس بِسُرْعَة وَمِنْه تِلْكَ الْكَلِمَة يَخْطفهَا الجني ويخطفون الْكَلِمَة أَي يسترقونها من السّمع قَالَ الله تَعَالَى) إِلَّا من خطف الْخَطفَة (قرئَ بِفَتْح الطَّاء وَكسرهَا وهما لُغَتَانِ فصيحتان وَقَوله أَو لتخطفن أَبْصَارهم أَي يذهب بهَا بِسُرْعَة وَكَذَلِكَ يخطفان الْبَصَر وحسبته لَحْمًا فخطفته وتتخطفنا الطير مثله لِأَن أَخذ الطير لما يَأْخُذهُ بِسُرْعَة يُقَال مِنْهُ خطفه واختطفه وتخطفه وَقد قَالَ الله تَعَالَى) فتخطفه الطير ( (خَ ط ى) قَوْله تخطاهم وتخطى الرّقاب أَي تجاوزهم وَقَول البُخَارِيّ خطوَات الشَّيْطَان من الخطو وَالْمعْنَى آثاره ومسالكه يَعْنِي جمع خطْوَة بِالضَّمِّ وَهُوَ نقل مَا بَين الْقَدَمَيْنِ فِي الْمَشْي وبالفتح الْمصدر يُقَال خطوت خطْوَة وَاحِدَة وَجمع هَذِه خطوَات بِفَتْح الْخَاء فاستعير لكل من أتبع أحدا فِي شَيْء كَأَنَّهُ أتبع مناقل قدمه وَجَمعهَا أَيْضا خطى وَمِنْه وَكَثْرَة الخطى إِلَى الْمَسَاجِد وَمن أجل كَثْرَة الخطى. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقَوله حَتَّى سَمِعت غَطِيطه أَو خطيطه الغطيط صَوت نفس النَّائِم عِنْد استثقاله من منخره وَلَا معنى للخطيط هُنَا وهووهم وَقَوله فِي حَدِيث الدَّارمِيّ فِي الْكُسُوف فَأَخْطَأَ بدرع حَتَّى أدْرك بردائه يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا روايتنا فِيهِ عَن كَافَّة شُيُوخنَا بِسُكُون الْخَاء مَهْمُوز الآخر وَفِي بعض النّسخ عَن ابْن الْحذاء فخطا بدرع مَقْصُور غير مَهْمُوز وَجَاء مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر فَأخذ درعا وَيُشبه أَن يكون من الْخَطَأ فعلى الرِّوَايَة الأولى أَي أَنه لاستعجاله غلط فِي ثَوْبه وَاخْتَلَطَ عَلَيْهِ بِغَيْرِهِ فَلَيْسَ درعا لبَعض نِسَائِهِ وَهُوَ الْقَمِيص وَيدل على هَذَا قَوْله بعده حَتَّى أدْرك بردائه قَالَ الْهَرَوِيّ عَن الْأَزْهَرِي يُقَال لمن أَرَادَ شَيْئا فَفعل غَيره أَخطَأ كَمَا يُقَال لمن قصد ذَلِك وَقيل يُقَال أَخطَأ إِذا لم يقْصد وخطى لمن قصد الْخَطَأ وعَلى الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَعَلَّه خطى بِكَسْر الطَّاء بِالْمَعْنَى الأول يُقَال خطى

(خ ل ا)

وَأَخْطَأ بِمَعْنى وَاحِد أَو يكون على وَجهه بِمَعْنى مَشى بِهِ لَا يسْأَله وأسرع بذلك للمبادرة للصَّلَاة يُقَال خطا يخطوا إِذا مَشى وَنقل رجلَيْهِ فِي الْمَشْي وَمِنْه كتبت لَهُ بِكُل خطْوَة حَسَنَة بِالضَّمِّ وبالفتح الْمصدر وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة عَن ابْن الْحذاء فَأخذ ذرعا بذال مُعْجمَة وَأَخْطَأ يذرع كَذَلِك فعل مُسْتَقْبل وَهُوَ مد الباع فِي الْمَشْي الْخَاء مَعَ اللَّام (خَ ل ا) قَوْله مَا خلات القصوى مَهْمُوز أَي تلكات وحرنت وأبت الْمَشْي والخلاء بِالْكَسْرِ مَمْدُود لِلْإِبِلِ كالحران للدواب وَهُوَ فِي النوق خَاصَّة وَفِي الذُّكُور ألح الْجمل (خَ ل ب) فِي هبة الْمَرْأَة لزَوجهَا يرد إِلَيْهَا إِن كَانَ خبلها مَعْنَاهُ خدعها وَمِنْه إِذا بَايَعت فَقل لَا خلابة بِكَسْر الْخَاء وَفِي حَدِيث يُونُس مَخْطُوم بخلبة وَفِي الحَدِيث الآخر بِلِيفٍ خلبة بِضَم الْخَاء وَسُكُون اللَّام يُرِيد بِحَبل ضفر من الخلب وَهُوَ لِيف النّخل وَيُسمى الْحَبل خلبا بذلك وَتَكون الخلبة الْقطعَة من الخلب وَهُوَ الْحَبل الْمَذْكُور وَقَوله بِلِيفٍ خلبة يشبه أَن يكون من المقلوب أَي بخلبة لِيف أَي حَبل مِنْهُ أَو يكون بِلِيفٍ خلبة منون الْفَاء على الْبَدَل لأَحَدهمَا من الآخر (خَ ل ج) وَقَوله أَن بَعْضكُم خالجنيها يَعْنِي السُّورَة أَي نَازَعَنِي قرَاءَتهَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي هَذَا الحَدِيث مَالِي أنازع الْقُرْآن وأصل الخلج الجذب وَكَأَنَّهُ جاذبه السُّورَة بقرَاءَته إِيَّاهَا مَعَه وَقَوله فِي حَدِيث الْحَوْض فليختلجن دوني واختلجوا دوني أَي يجتذبون ويقتطعون عني وَذكر الخليج بِكَسْر اللَّام الثَّانِيَة وَهُوَ نهر يخرج من جنب آخر وخليجا الْوَادي جانباه (خَ ل ط) وَقَوله فِي الْغسْل إِذا خالط مَعْنَاهُ جَامع والخلاط بِالْكَسْرِ يكنى بِهِ عَن الْجِمَاع لاختلاط الفرجين فِيهِ وَقَوله كَمَا يضع الشَّاة مَاله خلط بِكَسْر الْخَاء وَفتحهَا أَي مَا يخالطه شَيْء من ثفل الطَّعَام غَيره وَذكر خلط الثَّمر الألوان مِنْهُ الْمُخْتَلفَة وَمَا كَانَ من خليطين فَإِنَّهُمَا يترادان وَذكر الخلطاء فِي الزَّكَاة قَالَ الشَّافِعِي هما الشريكان فِي الْغنم وَقَالَ ملك وَغَيره هما الرّجلَانِ يخلطان غنمهما فِي الرَّعْي وَالْمَبِيت وَنَحْوه من الْمرَافِق وَلَيْسَ بَينهمَا فِي الرّقاب شركَة فَكل شريك خليط وَلَيْسَ كل خليط شَرِيكا وَقَوله فِي بَاب الِاشْتِرَاط فِي الْهدى مهلون بِالْحَجِّ لَا يخلطه شَيْء أَي مُفْرد غير قَارن وَلَا متمتع كَذَا للقابسي وَهُوَ الْوَجْه ولسائر الروَاة يخلطهم وَله وَجه رَاجع إِلَى المهلين لَا يخلطهم فِي عمله وَأهلا لَهُم بِالْحَجِّ غَيره وَنهى عَن شرب الخليطين وَعَن انتباذ الخليطين هما النوعان من النَّبِيذ كنبيذ الثَّمر ونبيذ الزَّبِيب يخلطان عِنْد الشّرْب وَالتَّمْر وَالزَّبِيب يخلطان عِنْد الانتباذ وَكَذَلِكَ كل نَوْعَيْنِ فِي الْوَجْهَيْنِ عِنْد كَافَّة الْعلمَاء وَخَصه بَعضهم بالانتباذ دون الْخَلْط عِنْد الشّرْب (خَ ل ل) ذكر فِي الحَدِيث لَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام وَفِي الحَدِيث الآخر خلة الْإِسْلَام بِضَم الْخَاء وَفِي الحَدِيث الآخر وَلَكِن صَاحبكُم خَلِيل الله وَهُوَ الْمُخْتَص وَالصديق والخلة بِالضَّمِّ الْمَوَدَّة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَلَا خلة وَلَا شَفَاعَة (والخلة بِالْفَتْح الْفقر وَالْحَاجة يُرِيد لَو كنت متخذا خَلِيلًا أفتقر إِلَيْهِ والجلالين فِي جَمِيع أموري لَكَانَ أَبَا بكر وَلَكِن الَّذِي الجلالية وأفتقر إِلَيْهِ الله أولو كنت مُنْقَطِعًا لحب مَخْلُوق لَكَانَ أَبَا بكر لَكِن صداقة الْإِسْلَام وأصل الْخلَّة الْفقر وَالْحَاجة وَلِهَذَا سمي إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَقيل بل لِأَنَّهُ تخلق بخلال حَسَنَة اخْتصَّ بهَا وَقيل الْخلَّة الِاخْتِصَاص وَقيل هُوَ تخالل الْمحبَّة الرّوح وغلبتها على النَّفس والخلة أَيْضا الصّديق والخل أَيْضا وَقَوله فِي الحَدِيث الأخراني أَبْرَأ إِلَى كل خل من خله الْخلّ بِالْفَتْح الْخلَّة وَهِي

(خ ل ص)

الْخلال أَيْضا والمخاللة والخلالة قَالَ الْحَرْبِيّ عَن الْأَصْمَعِي يُقَال فلَان كريم الْخلَّة والخل بِالْفَتْح والمخاللة أَي الصُّحْبَة وَيُقَال فِي الْمصدر خلالة وخلالة وخلولة وَكَانَ فِي بعض كتب شُيُوخنَا بِالْكَسْرِ وَمَا أَظن قرأناه على جَمِيعهم إِلَّا كَذَلِك وَفِي حَدِيث خَدِيجَة فيبعث إِلَى خلائلها أَي أصدقائها كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب إِلَى خلتها بِالضَّمِّ الْخلَّة الصاحب والخلة الصداقة والمودة يَعْنِي إِلَى خلائلها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الأول وَأقَام الْوَاحِد مقَام مقَام الْجمع أَو إِلَى أهل صحبتهَا وصداقتها وَأقَام الْمُضَاف مقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ قَوْله أَربع خلال أَي أَربع خِصَال الْخلَّة بِالْفَتْح الْخصْلَة وَقَوله رَأَيْت فوارس رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يتخللون الشّجر أَي يَسِيرُونَ خلالها بَينهَا ووسطها قَالَ الله تَعَالَى) فترى الودق يخرج من خلاله (وَقَوله أرى الْفِتَن خلال بُيُوتكُمْ أَي أَثْنَائِهَا وَمَا بَينهَا وأحدها خلل وَأَصله الفرجة بَين الشَّيْئَيْنِ (خَ ل ص) وَقَوله فِي حَدِيث الْإِسْرَاء حَتَّى خلصت وفلما خلصت بمستوى أَي بلغت ووصلت كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَلَمَّا ظَهرت بمستوى أَي علوته وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وخلصت إِلَى عظمى وَكَذَلِكَ لسنا نخلص إِلَيْك إِلَّا فِي شهر حرَام وَلَو أَنِّي علم أَنِّي أخْلص إِلَيْهِ وتخلص إِلَى أهل الْفِقْه قَالَ فِي البارع خلص فلَان إِلَى فلَان وصل إِلَيْهِ وخلص أَيْضا سلم وَنَجَا مِمَّا نشب فِيهِ وَقد يكون فِي خبر هِرقل من هَذَا بِمَعْنى أسلم فِي الْوُصُول إِلَيْهِ من الْأَعْدَاء وَمِنْه قَوْله فتخلص حَتَّى وصل وَيكون بِمَعْنى التميز وَمِنْه قَوْله تَعَالَى خلصوا نجيا وخالصة لَك وَقَوله فَأعْطى أم أَيمن من خالصه بِكَسْر الصَّاد وَالْهَاء أَي مِمَّا خلص مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِ وَنون بعض الروَاة آخِره وَالْأول أبين وَأَصَح وَقد تقدم فِي حرف الْحَاء الْمُهْملَة (خَ ل ع) وَقَوله خلعوا خليعا أَي تبرءوا مِنْهُ وَقد تقدم تَفْسِيره فِي حرف الْحَاء وَالْخلاف فِيهِ (خَ ل ف) وَقَوله ونفرنا خلوف أَي غيب وَفِي سُكْنى الْمَدِينَة وَإِن عيالنا لخلوف أَي قد غَابَ رِجَالهمْ يُقَال حَيّ خلوف بِضَم الْخَاء إِذا غَابَ رِجَالهمْ عَن نِسَائِهِم والخلوف أَيْضا المقيمون المتخلفون عَن الْغَزْو وهم الْخَوَالِف وَمِنْه قَوْله الَّذين خلفوا وَرَضوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِف وَمَعَ الخالفين وَمِنْه قَوْله الْيَهُود تعلم أَن مُحَمَّدًا لم يكن يتْرك أَهله خلوفا وَقَوله أَو غنما أَو خلفات وخلفات سمان بِكَسْر اللَّام وَأَرْبَعُونَ خلفة فِي بطونها أَوْلَادهَا هِيَ النوق الْحَوَامِل الْوَاحِدَة خلفة بِكَسْر اللَّام أَيْضا وَقد جَاءَ مُفَسرًا بقوله فِي بطونها أَوْلَادهَا قَالَ أهل اللُّغَة وَهِي خلفة إِلَى أَن يمْضِي أمد نصف حملهَا فَتكون عشراء وَقَوله على مخلاف بِكَسْر الْمِيم هُوَ فِي الْيمن كالكورة والإقليم وَقَوله قد خل ابْن الزبير خِلَافه أَي بعده كَمَا تَقول خَلفه وَقد قرئَ لَا يلبثُونَ خَلفك وخلافك مَعًا وَمِنْه مَا قعدت خلاف سَرِيَّة ويروى خلف أَي بعْدهَا وَقَوله فِي بِنَاء الْكَعْبَة ولجعلت لَهَا خلفا بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام قَالَ فِي الحَدِيث قَالَ هِشَام بن عُرْوَة يَعْنِي بَابا وَضَبطه الْحَرْبِيّ خلفا بِكَسْر الْخَاء قَالَ والخالفة عَمُود فِي مُؤخر الْبَيْت قَالَ وَيُقَال ورأيته خلف جيد وَقَول هِشَام الصَّوَاب وَبَيَانه مَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر خلفين أَي بَابَيْنِ وَفِي الحَدِيث الآخر ولجعلت لَهَا بَابَيْنِ بَابا شرقيا وبابا غربيا يُرِيد يَجْعَل لَهَا بَابا آخر غير الْمَعْلُوم فِي خلفهَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخلف الظّهْر وَقَالَ أَبُو عبيد الْخَوَالِف فِي مُؤخر الْبَيْت وأحدها خالفة وَقَوله فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خَلفه

(خ ل ق)

عَلَيْهِ يَعْنِي فرَاشه أَي مَا صَار فِيهِ بعده من الْهَوَام مِمَّا يضرّهُ وَفِي الحَدِيث ويخلف من بعدهمْ خلوف بضَمهَا جمع خلف وَمِنْه وأخلفه فِي ذُريَّته وَفِيه رجل يخلف رجلا من الْمُجَاهدين فِي أَهله وَمن خلف الْخَارِج وَإِن الدَّجَّال قد خَلفهم فِي ذَرَارِيهمْ مخفف كُله وَلم يخلف قوم وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ثمَّ يتَخَلَّف بعدهمْ خلف وَفِي وَفَاة عَائِشَة وَدخُول ابْن عَبَّاس قَالَ وَدخل ابْن الزبير خِلَافه أَي بعده وَقُرِئَ وَإِذا لَا يلبثُونَ خِلافك وَقَوله الَّذين يخلفون بعْدك أَي يجيئون بعْدك وَقَوله وَصدق بِالْحُسْنَى بالخلف بِفَتْح الْخَاء وَاللَّام قَول سعد فخلفنا يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَكُنَّا آخر الْأَرْبَع حِين فضل دور الْأَنْصَار مَعْنَاهُ مَا فسر بِهِ من كَلَامه أَي أخرهم وَلم يقدمهم يُقَال خلف فلَان فلَانا إِذا جعله آخر النَّاس وَالْخلف مَا صَار عرضا عَن غَيره وَنزل مَنْزِلَته وَيُقَال ذَلِك فِي الْخَيْر وَالشَّر يُقَال خلف صدق وَخلف سوء أما بِسُكُون اللَّام فَلَا يكون إِلَّا فِي السوء كَمَا قَالَ تَعَالَى) فخلف من بعدهمْ خلف (وَحكى الْحَرْبِيّ وَبَعض اللغويين السّكُون وَالْفَتْح فِي الْوَجْهَيْنِ وَجمعه خلوف وَمِنْه قَوْله ويخلف من بعدهمْ خلوف وَمِنْه سمي الْخَلِيفَة لِأَنَّهُ يخلف غَيره وَيقوم مقَامه وَقيل أَيْضا فِي الْآيَة الْخلف من يجيئ بعد وكل قرن خلف بِالسُّكُونِ وَقَوله إِذا وَعدا خلف أَي لم يَفِ إخلافا وَالِاسْم مِنْهُ الْخلف بِالضَّمِّ وتضم اللَّام وتخفف أَيْضا قَالَ أَبُو عبيد وَالْأَصْل الضَّم وَفِي خبر جِبْرِيل وَالله مَا أخلفني أَي لم يَفِ بوعدي وَأَصله أَنه فعل خلفا من الْفِعْل وَالْخلف القَوْل الردي وَمِنْه سكت ألفا ونطق خلفا وَقَوله فِي حَدِيث السَّقِيفَة وَخَالف عَنَّا عَليّ وَالزُّبَيْر بِمَعْنى تخلف عَنَّا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث أَن الْأَنْصَار خالفونا وَلم يكن بعد ذكر أحد وَلَا اتِّفَاق فيعد خلافًا إِلَّا أَن يُقَال أَن الْأَنْصَار خالفونا فِي طلب الْأَمر لأَنْفُسِهِمْ فَيكون من الْخلاف وَيكون مَا ذكر عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَالزُّبَيْر مَا آل إِلَيْهِ الْأَمر أَولا من توقفها وَيكون عَنَّا هُنَا بِمَعْنى علينا وَقَوله ثمَّ أُخَالِف إِلَى رجال فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم أَي آتيهم من خَلفهم أُخَالِف مَا أظهرت من فعلي فِي إِقَامَة الصَّلَاة وظنهم أَنِّي فِيهَا ومشتغل عَنْهُم بهَا فأخالف ذَلِك إِلَيْهِم وأعاقبهم وآخذهم على غرَّة وَقد يكون أُخَالِف هُنَا بِمَعْنى أَتَخَلَّف أَي عَن الصَّلَاة لمعاقبتهم وَقَوله فأخلفني فجعلني عَن يَمِينه مَعْنَاهُ عِنْدِي أجازني من خَلفه ووراء ظَهره لَيْلًا أقطع صلَاته وَكَذَلِكَ قَوْله فأخلف بِيَدِهِ فَأخذ بذقن الْفضل وَيُقَال أَنه من قَوْلك أخلف بِيَدِهِ إِلَى سَيْفه أَي عطفها قَوْله أَو ليخالفن الله بَين وُجُوهكُم قيل تحول إِلَى الأدبار وَيحْتَمل أَن تخَالف فَتغير صورها أنواعا وَيحْتَمل أَن تغير صورها ويحولها عَنْهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر أَن يحول الله وَجهه وَجه حمَار (خَ ل ق) وَقَوله إِن كَانَ لخليقا بالإمارة وَأَنَّهُمْ لخلقاء أَن يَفروا أَي حقيق وجدير وَقَوله وَلَا خلاق لَهُ أَي لَا نصيب لَهُ من الْخَيْر وَذكر الخلوق فِي غير حَدِيث وَهُوَ طيب يخلط بالزعفران وَقَوله وَعَلِيهِ بردتان قد خلقتا يُقَال بِفَتْح اللَّام وضمه وكسره أَي بليتا وتمزقتا وَيُقَال أخلقتا أَيْضا رباعي وَقَوله فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام وَأحسنه خلقا يرْوى بِفَتْح الْخَاء وَضمّهَا وَسُكُون اللَّام وَضمّهَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالضَّم أَكثر وَقَوله أحاسنكم أَخْلَاقًا الْخلق بضَمهَا الطباع وَقَوله الْخلق وَالْخَلَائِق والخليقة قيل الْخلق النَّاس والخليقة الْبَهَائِم وَالدَّوَاب

فصل الاختلاف والوهم

وَجَمعهَا خلائق وَكَانَ خلقه الْقُرْآن قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخلق الطَّبْع والخلق الدّين والخلق الْمُرُوءَة (خَ ل س) وَقَوله إِنَّمَا هُوَ اختلاس يختلسه الشَّيْطَان وَقَوله أَو شَيْء أختلسه هُوَ أَخذ الشَّيْء بِسُرْعَة واختطاف وعَلى طَرِيق المخاثلة والانتهار (خَ ل و) وَقَوله فِي الصَّلَاة إِذا كَانَت إِمَامًا أَو خلوا أَي مُنْفَردا بِكَسْر الْخَاء وَقَوله فِي المَاء وَاللَّحم وَلذَلِك لَا يخلوا عَلَيْهِمَا أحد بِغَيْر مَكَّة إِلَّا لم يوافقاه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة سَاكِنة وصحفه بَعضهم بِالْحَاء الْمُهْملَة قَالَ المطرزي أخلى الرجل على اللَّبن إِذا لم يشرب غَيره وَفِي البارع وَالْأَفْعَال خلا على اللَّبن إِذا لم يَأْكُل غَيره وَقيل يخلوا يعْتَمد وَقَول أم حَبِيبَة لست لَك بمخلية أَي مُنْفَرِدَة يُقَال أخل أَمرك وأخل بِهِ أَي أنفرد بِهِ وَقَوله حبب إِلَيْهِ الْخَلَاء مَمْدُود مَفْتُوح أَي الِانْفِرَاد عَن النَّاس وَمِنْه كَانَ إِذا أَتَى الْخَلَاء تعوذ هُوَ الْمَكَان الَّذِي يتخلى فِيهِ لحَاجَة الْإِنْسَان من الْغَائِط أَي ينْفَرد وَمِنْه قَوْله يتخلى بطرق الْمُسلمين يَعْنِي يحدث وَقَوله مَا خلا كَذَا قَالَ النّحاس هُوَ لفظ فِي مَوضِع الْمصدر مَعْنَاهُ خلوا من زيد وَتَقْدِيره جَاوز الْآتِي مِنْهُم زيدا قَالَ غَيره تَقول مَا فِي الدَّار أحد خلا زيدا وخلا زيد يجر وَينصب فَإِذا قلت مَا خلا نصبت لَا غير لِأَنَّهُ قد ميز الْفِعْل وَقَول جَابر فِي الثّيّب قد جربت وخلا مِنْهَا مَقْصُور أَي ذهب مِنْهَا بعض شبابها وَمضى من عمرها مَا جربت بِهِ الْأُمُور وَمن رَوَاهُ خلاء بِالْمدِّ فقد صحف وَوهم (خَ ل ى) قَوْله لَا يختلي خَلاهَا بِفَتْح الْخَاء مَقْصُور ومده بعض الروَاة وَهُوَ خطأ هُوَ العشب الرطب وَفِي الحَدِيث الآخر لَا يختلي شَوْكهَا وَمعنى ذَلِك كُله لَا يقطع وَلَا يحصد فعل مُشْتَقّ من الخلى الْمُتَقَدّم ذكره والمخلى الحديدة الَّتِي يقطع بهَا والمخلاة الْآلَة الَّتِي تعتلف فِيهَا الدَّابَّة وَلَا يُقَال ذَلِك فِي النَّاس وَأما الْخَلَاء مَمْدُود فَهُوَ الْمَكَان الْخَالِي. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله لخلوف فَم الصَّائِم أَكثر الْمُحدثين يرويهِ بِالْفَتْح وَبَعْضهمْ يرويهِ بِالْفَتْح وَالضَّم مَعًا فِي الْخَاء وبالوجهين ضبطناه عَن الْقَابِسِيّ وبالضم صَوَابه وَكَذَا سمعناه وقرأناه على متقنيهم فِي هَذِه الْكتب وَهُوَ مَا يخلف بعد الطَّعَام فِي الْفَم من كريه ريح بقايا الطَّعَام بَين الْأَسْنَان وَقد يكون من خلاء الْمعدة من الطَّعَام وَفِي بعض طرق مُسلم لخلفة بِضَم الْخَاء أَيْضا وَهُوَ بِالْمَعْنَى الأول وَفِي رِوَايَة الْمروزِي فِي بَاب هَل يَقُول أَنِّي صَائِم الْخلف بِغَيْر وَاو وَضَبطه بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ بِضَم الْخَاء وَاللَّام وَعند بَعضهم بِضَم الْخَاء وَفتحهَا وَسُكُون اللَّام وَفتحهَا وَقد يخرج لرِوَايَة الآخرين أَن يكون بِفَتْح الْخَاء لما يخلف يُقَال لَهُ خلف وَخلف وَأما بِضَم الْخَاء على رِوَايَته وَرِوَايَة الْمروزِي وَمن وَافقه فقد يكون جمع خَالف أَو خالفة لما يخلف الْفَم أَيْضا فتتفق الرِّوَايَات من جِهَة الْمَعْنى يُقَال خلف فوه يخلف إِذا تَغَيَّرت رَائِحَته وَقَوله أبلى واخلفي كَذَا رَوَاهُ الْمروزِي والهروي بِالْفَاءِ أَي تعيش حَتَّى تبليه وتكسب خَلفه بعده وَغَيره يُقَال أخلف الله لَك مَالا وَخَلفه وَبَعْضهمْ لَا يُجِيز إِلَّا أخلف الله مَالا ولغيرهما بِالْقَافِ تَأْكِيد لقَوْله أبلى من أَخْلَاق الثَّوْب وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَفِي صفة أهل الْجنَّة أَخْلَاقهم على خلق رجل وَاحِد كَذَا هُوَ بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام لجماعتهم عَن البُخَارِيّ وَفِي رِوَايَة عَن النَّسَفِيّ على خلق بضمهما وَقد ذكر مُسلم الرِّوَايَتَيْنِ بِالضَّمِّ عَن ابْن أبي شيبَة وبالسكون عَن أبي كريب وَكِلَاهُمَا صَحِيح لَكِن الرِّوَايَة بِضَم اللَّام أصح لقَوْله قبلهَا أَخْلَاقهم أَي أَنهم على خلق رجل وَاحِد من التودد وَحسن الْخلق الْمُوَافقَة لَيْسَ فِي أحد مِنْهُم خلق مَذْمُوم كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لَا اخْتِلَاف بَينهم وَلَا تباغض قُلُوبهم قلب وَاحِد

(خ م ر)

وَيكون قَوْله بعد على صُورَة أَبِيهِم آدم ابْتِدَاء كَلَام آخر وَقَوله فِي حَدِيث جَابر مَا كَانَ لرَسُول الله أَن يخلفكم كَذَا عِنْد أبي بَحر وَابْن أبي جَعْفَر أَي يترككم خَلفه ويتقدمكم وَقيل يتَخَلَّف عَنْكُم وَقيل يخلفكم موعده لكم وَعند غَيرهمَا يلحقكم بِتَقْدِيم اللَّام وبالقاف من اللحاق وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل مساق الحَدِيث وَفِي قتل الرّوم حَتَّى أَن الطَّائِر ليمر بجنباتهم فَمَا تخلفهم كَذَا للكافة وَعند بَعضهم تلحقهم وَالْأول أشبه بالْكلَام قَوْله لحسان عَن أبي بكر حَتَّى يخلص لَك نسبي كَذَا فِي بعض النّسخ وروايتنا حَتَّى يلخص بِتَقْدِيم اللَّام وهما مقاربان معنى يخلص أَي يميزه ويصفيه من أنسابهم وَالْخُلَاصَة مَا أخلصت النَّار من الذَّهَب وَمِنْه أَنا أخلصناهم أَي اصطفيناهم وَمعنى يلخص بِتَقْدِيم اللَّام أَي يُبينهُ بِإِخْرَاجِهِ من غَيره وَقَالَ الْهَرَوِيّ لخصت وخلصت سَوَاء وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب صَلَاة الْجَمَاعَة قُمْت وَرَاء عبد الله بن عمر فَخَالف عبد الله بِيَدِهِ فجعلني حذاءه كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَوجه الْكَلَام فأخلف كَمَا ذَكرْنَاهُ أَي عطف يَده وأدارني من خَلفه وَالله أعلم قَوْله لَا يختلي خَلاهَا مَقْصُور ذَكرْنَاهُ وَضَبطه السَّمرقَنْدِي والعذري مرّة بِالْمدِّ وَهُوَ خطأ قَوْله فِي بَاب مَا يجوز من الشَّرْط فِي الْقَرَاض سلعا كَثِيرَة مَوْجُود لَا تخلف فِي شتاء وَلَا صيف كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَعند ابْن وضاح تخْتَلف وَالْأول أوجه الْخَاء مَعَ الْمِيم (خَ م ر) قَوْله فِي الْمحرم لَا تخمروا رَأسه بشد الْمِيم أَي لَا تغطوه وتستروه وَمِنْه فخمرت وَجْهي وَفِي حَدِيث ابْن أبي خمر أَنفه أَي غطاه وَمِنْه الصَّلَاة على الْخمْرَة بِالضَّمِّ وَسُكُون الْمِيم هِيَ كالحصير الصَّغِير من سعف النخيل يضفر بالسيور وَنَحْوهَا بِقدر الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ وَهِي أَصْغَر من الْمصلى يصلى عَلَيْهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا تستر الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ من برد الأَرْض وحرها فَإِن كثرت عَن ذَلِك فَهِيَ حَصِير قَالَه أَبُو عبيد وَمِنْه خمرواء أنيتكم وخمروا البرمة وخمرت وَجْهي وَلَا يخمر وَجهه الْمحرم وَنَحْو هَذَا مِمَّا جَاءَ وَتصرف فِي الْأَحَادِيث كُله من التغطية والستر وَمِنْه سمي خمار الْمَرْأَة لستره رَأسهَا وَفِي الحَدِيث أقسمه خمرًا بَين الفواطم بضَمهَا جمع خمار وَهُوَ مَا تغطي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا وَفِي شعر حسان عِنْد مُسلم يلطمهن بِالْخمرِ النِّسَاء بضَمهَا جمع خمار كَذَا روينَاهُ من جَمِيع الطّرق وَقَالَ لي أَبُو الْحُسَيْن أَنه يرْوى بِالْخمرِ بِفَتْح الْمِيم جمع خمرة وَالْأول أظهر لعزتها على أَرْبَابهَا وَقَوله كَمَا تسل الشعرة من الخمير يُرِيد الْعَجِين المختمر يَعْنِي لَا تلطفن فِي تَخْلِيص نسبك حَتَّى لَا يعمه الهجو وَيَقْضِي عَلَيْهِ كَمَا يتلطف فِي إِخْرَاج الشعرة من الْعَجِين لَيْلًا تَنْقَطِع فَتبقى فِيهِ قَوْله كل مُسكر خمر سمي بذلك لمخامرته الْعقل أَي خالطه أَو خمره أَي ستره كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَالْخمر مَا خامر الْعقل وَفِي الحَدِيث وَكَانَ يمسح على الْخُفَّيْنِ والخمار يُرِيد الْعِمَامَة لتخميرها الرَّأْس قَالَه الْحَرْبِيّ وَذكر جبل الْخمر بِفَتْح الْخَاء وَالْمِيم هُوَ الشّجر الملتف وَهُوَ جبل بَيت الْمُقَدّس فسره فِي الحَدِيث (خَ م ل) قَوْله الخميلة هِيَ كسَاء ذَات خمل وَهِي كالقطيفة وَقيل القطيفة نَفسهَا وَقَول مُسلم أخمل الذّكر قَائِله أَي أسقط وَأَقل نباهة (خَ م م) وَفِي المساقات وخم الْعين بِفَتْح الْخَاء وَشد الْمِيم أَي كنسها وتنقيتها (خَ م ص) قَوْله خميصة قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ كسَاء من صوف أوخز معلمة سَوْدَاء كَانَت من لِبَاس النَّاس قَالَ غَيره هُوَ البرنكان الْأسود وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ كسَاء مربع لَهُ علمَان وَقَالَ الْجَوْهَرِي هُوَ كسَاء رَقِيق أصفر أَو أَحْمَر أَو أسود وَفِي الحَدِيث مَا يُفَسر قَول الْأَصْمَعِي قَوْله خميصة لَهَا أَعْلَام وَقَوله يوضع فِي أَخْمص قَدَمَيْهِ جمرتان وأصابه

فصل الاختلاف والوهم

فِي أَخْمص قدمه أَخْمص الْقدَم المتجافى من بَاطِنهَا عَن الأَرْض فَلَا يَمَسهَا وَأَصله من الضمور وَقَوله رَأَيْت بِهِ خمصا شَدِيدا بِفَتْح الْمِيم أَي ضمورا فِي بَطْنه من الْجُوع ويعبر بالخمص عَن الْجُوع أَيْضا والمخمصة سنة المجاعة وَمِنْه إصابتنا مَخْمَصَة شَدِيدَة كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مجاعَة وَرَوَاهُ بَعضهم رَأَيْت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خميصا أَي ضامرا (خَ م س) وَقَوله مُحَمَّد وَالْخَمِيس كَذَا فِي أَكثر الْأَحَادِيث أَي الْجَيْش وَكَذَا رَوَاهُ أَكثر رُوَاة البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَذَان مُحَمَّد والجيش مُفَسرًا وَعند أبي الْهَيْثَم وَالْخَمِيس سمي خميسا لقسمه على خَمْسَة أَقسَام قلب وميمنة وميسرة ومقدمة وساقة وَقيل لِأَنَّهُ يُخَمّس وَالْأول أولى لِأَن اسْمه كَانَ مَعْرُوفا قبل وُرُود الشَّرْع بالخمس وَالْعرب تَقول للخمس خَمِيس وللنصف نصيف وللعشر عشير وَفِي سينه ضبطان الرّفْع على الْعَطف وَهُوَ أَكثر رِوَايَاتنَا وَالنّصب على الْمَفْعُول مَعَه أَي مَعَ الْخَمِيس (خَ م ش) قَوْله إِلَّا جَاءَت فِي وَجهه خموش أَو خدوش هما بِمَعْنى وَكَذَلِكَ قَوْله واقتص شُرَيْح من شَرط وخموش قيل من الْجِرَاحَات الَّتِي لَا دِيَة فِيهَا قَالَه أَبُو الْهَيْثَم وَقَالَ ابْن شُمَيْل مَا دون الدِّيَة التَّامَّة فَهُوَ خماشات كَقطع الْيَد وَالرجل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول معَاذ أيأتوني ثِيَاب خَمِيس أَو لبيس كَذَا ذكره البُخَارِيّ بالصَّاد الْمُهْملَة وبالسين ذكره أَبُو عبيد وَغَيره وَهُوَ بِفَتْح الْخَاء وَكسر الْمِيم قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الثَّوْب الَّذِي طوله خَمْسَة أَذْرع كَأَنَّهُ يَعْنِي الصَّغِير من الثِّيَاب قَالَ وَيُقَال لَهُ أَيْضا مخموش وَقَالَ أَبُو عمر هِيَ ثِيَاب أول من عَملهَا بِالْيمن ملك يُقَال لَهُ الْخمس قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون الخميص على مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ ثوب خميص أَي خميصة ذكره على تذكير الثَّوْب إِن كَانَ المُرَاد ذَلِك وَصحت رِوَايَته وَترْجم ملك فِي الْمُوَطَّأ مَا لَا يجوز للْمُسلمين أكله قبل الْخمس كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي رِوَايَة يحيى وَهُوَ وهم مِنْهُ وَصَوَابه قبل الْقسم وَكَذَا فِي موطأ ابْن بكير وَلَعَلَّ رِوَايَة يحيى قبل الْخمس بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْمِيم أَي قبل الْقِسْمَة وَالْخمس يُقَال ربعت إِذا أخذت الرّبع وخمست إِذا أخذت الْخمس وَمِنْه قَول عدي بن حَاتِم ربعت فِي الْجَاهِلِيَّة وخمست فِي الْإِسْلَام ومصدر ذَلِك ربعا وخمسا الْخَاء وَالنُّون (خَ ن ث) قَول عَائِشَة فانخنث فِي حجري أَي مَال وانثنى عِنْد الْمَوْت وَخُرُوج روحه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر نهى عَن اختناث الأسقية وَفِي الرِّوَايَة الأولى انخناث وَهِي بني أفواهها إِلَى خَارج ليشْرب مِنْهَا كَذَلِك وَمِنْه لَا يُصَلِّي خلف المخنث إِلَّا من ضَرُورَة وَهُوَ الَّذِي ذَاك من خلقته فَأَما من يشبه بذلك ويقصده فَمَلْعُون فَاسق وَمِنْه سمي المخنث لتكسره وانعطافه وتخلقه فِي ذَلِك بِخلق النِّسَاء (خَ ن ج) وبيدها خنجر بِفَتْح الْخَاء وَالْجِيم نوع من السكاكين وَضَبطه بَعضهم بِكَسْر الْخَاء (خَ ن ز) وَقَوله لم يخنز اللَّحْم أَي لم ينتن يُقَال مِنْهُ خنز وخنز بِالْفَتْح وَالْكَسْر يخنز ويخنز بهما أَيْضا وَمثله خزن أَيْضا وخم وصل وأخم وَاصل ونتن بِالضَّمِّ وأنتن (خَ ن ن) وَقَوله وَلَهُم خنين أَي بكاء بِصَوْت فِيهِ غنة تقدم فِي الْحَاء وَكَذَلِكَ قَوْله فِي خِنْصره بِكَسْر الصَّاد هِيَ الإصبع الصُّغْرَى من الْيَدَيْنِ قَالَ أَبُو حَاتِم وَكَذَلِكَ فِي الرجلَيْن قَالَ أَبُو عَليّ وَيُقَال الْخِنْصر الإصبع الْوُسْطَى (خَ ن ع) قَوْله أَن أخنع الْأَسْمَاء عِنْد الله جَاءَ مُفَسرًا فِي مُسلم عَن أبي عمر وَهُوَ الشَّيْبَانِيّ قَالَ أوضع وَمَعْنَاهُ أَن أذلّ أَصْحَاب الْأَسْمَاء عِنْد الله وأشدها صغَارًا من تسمى بِملك الْأَمْلَاك وَبِنَحْوِ هَذَا فسره أَبُو عبيد أَي أذلّ وأوضع والخانع الذَّلِيل

فصل الاختلاف والوهم

الخاضع وَقد يكون أخنع بِمَعْنى أقبح وأفجر كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَخبث قَالَ الْخَلِيل الخنع الْفُجُور وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فِي البُخَارِيّ أخنى وَمَعْنَاهَا من نَحْو هَذَا التَّفْسِير أَي أفجر وأفش والخنى الْفُحْش كَمَا قَالَ فِي اللَّفْظ الآخر وأخبثها وَيكون بِمَعْنى أهلك لصَاحِبهَا يُقَال أخنى عَلَيْهِ الدَّهْر أَي أهلكه وَذكر أَبُو عبيد أَنه روى أنخع بِتَقْدِيم النُّون وَهُوَ أَيْضا من هَذَا الْمَعْنى أَي اقْتُل وَأهْلك والنخع الْقَتْل الشَّديد وَاخْتلف فِي معنى قَوْله تسمى بِملك الْأَمْلَاك فجَاء فِي الحَدِيث هُوَ مثل قَوْله شاه شاه هَذَا قَول سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَقيل مَعْنَاهُ أَن يُسمى بأسماء الله الَّذِي هُوَ ملك الْأَمْلَاك كالعزيز والجبار والرحمان (خَ ن ق) قَوْله فخنقه بِهِ خنقا شَدِيدا وَضَبطه بَعضهم خنقا بِكَسْر النُّون ويقالان مَعًا وَقَوله يؤخرون الصَّلَاة ويخنقونها أَي يضيقون وَقتهَا بِكَثْرَة التَّأْخِير يُقَال هم فِي خناق من كَذَا أَي ضيق (خَ ن س) قَوْله وخنس إبهامه أَي قبضهَا وَمِنْه فِي الشَّيْطَان فَإِذا ذكر الله خنس أَي انقبض وَرجع يُقَال من هَذَا كُله خنس فِي اللَّازِم وَالْوَاقِع وَذكرنَا اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِي الْحَدِيثين. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي تَفْسِير قل أعوذ بِرَبّ النَّاس عَن ابْن عَبَّاس الوسواس إِذا ولد خنسه الشَّيْطَان فَإِذا ذكر الله ذهب وَإِن لم يذكر الله ثَبت على قلبه فِي هَذَا الْكَلَام اختلال لَا شكّ وَكَذَلِكَ للرواة فِي جَمِيع النّسخ وَلَا معنى لَهُ وَهُوَ تَصْحِيف وتغيير فَأَما أَن يكون صَوَابه نخسه الشَّيْطَان كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب لَكِن اللَّفْظ الَّذِي جَاءَ بِهِ بعد من غير هَذَا الحَدِيث وَهُوَ مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس يُولد الْإِنْسَان والشيطان جاثم على قلبه فَإِذا ذكر الله خنس وَإِذا غفل وسوس فَكَانَ البُخَارِيّ إِنَّمَا أَرَادَ ذكر هَذَا الحَدِيث أَو الْإِشَارَة للحديثين وَالله أعلم الْخَاء مَعَ الصَّاد (خَ ص ب) قَوْله أَحدهمَا خصبة بِفَتْح الْخَاء وَكسر الصَّاد وسكونها أَي ذَات خصب وكلاء (خَ ص ر) وَقَوله نهى عَن الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة وَعَن الخصر فِي الصَّلَاة بِفَتْح الْخَاء وَعَن الصَّلَاة مُخْتَصرا بِكَسْر الضَّاد قيل هُوَ وضع الْيَد على الخصر فِي الصَّلَاة وَرُوِيَ ذَلِك عَن عَائِشَة وَقَالَت أَن الْيَهُود تَفْعَلهُ ذكره البُخَارِيّ وَقيل هُوَ أَن لَا يتم ركوعها وسجودها كَأَنَّهُ يختصرها ويحذفها وَقيل هُوَ أَن يُصَلِّي وَبِيَدِهِ عَصا يتَوَكَّأ عَلَيْهَا مَأْخُوذ من المخصرة وَهُوَ عصى أَو غَيره يمْسِكهَا الْإِنْسَان بِيَدِهِ وَقيل هُوَ أَن يقْرَأ فِيهَا من آخر السُّورَة أَو آيَتَيْنِ وَلَا يتم السُّورَة فِي فَرْضه وَقَوله فَخرجت مخاصرا مَرْوَان أَي مماشيا لَهُ آخِذا بِيَدِهِ خاصرت الرجل إِذا مَا شيته ويدك فِي يَده وَقَوله وَبِيَدِهِ مخصرة هُوَ مَا حَبسه الْإِنْسَان بِيَدِهِ من عصى وقضيب وَشبهه وَفِي رِوَايَة مخصرا قَوْله فأصابتني خاصرة أَي وجع الخاصرة أَو ألم فِيهَا أَو يكون يُرِيد بذلك تألم أَطْرَافه ووجعها من قَوْلهم خصر الرجل إِذا آلمه الْبرد فِي أَطْرَافه (خَ ص ل) وَقَوله كَانَت فِيهِ خصْلَة من خِصَال النِّفَاق قيل حَالَة من حالاته وَعند أَن مَعْنَاهُ شُعْبَة وجزء مِنْهُ والخصلة كل لحْمَة مُنْفَرِدَة فِي الْجِسْم كلحمة العضدين والساقين والفخذين وَلذَلِك يُقَال جَاءَ فلَان ترْعد خصائله وَقد تكون الْخصْلَة هُنَا بِمَعْنى الشيمة والخلق الَّتِي حصل عَلَيْهَا وحازها والخصل قرطسة الرَّمْي وَسبق الْخَيل يُقَال لفُلَان الخصل أَي السَّبق لحوز فضيلته (خَ ص م) قَوْله الألد الْخصم بِكَسْر الصَّاد أَي الْكثير الْخِصَام قَوْله فِي بَاب هَل يُشِير الإِمَام بِالصُّلْحِ سمع صَوت خصوم بِالْبَابِ كَذَا الرِّوَايَة هُنَا وَأكْثر اسْتِعْمَال الْعَرَب فِيهِ خصم للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالذكر وَالْأُنْثَى قَالَ الله تَعَالَى) وَهل أَتَاك نبأ الْخصم (وَقَالَ

فصل الاختلاف والوهم

) خصمان بغى بَعْضنَا على بعض (وَقَالَ) هَذَانِ خصمان اخْتَصَمُوا فِي رَبهم (وَإِنَّمَا صلح هَذَا لأَنهم سموا باسم الْفِعْل أَي هَذَا وَهَؤُلَاء ذَوُو خصم يُقَال خصمت الرجل خصما قَالَ الْخَلِيل وَيُقَال أَيْضا خصيم وَيجمع خصوم وخصم وَقَوله ثَلَاثَة أَنا خصمهم أَي المطالب لَهُم بِمَا اكتسبوه وَقَوله وَبِك أخاصم وَبِك خَاصَمت أَي احْتج وأدافع بِاللِّسَانِ وَالْيَد وَقَوله مَا يسد مِنْهُ من خصم أَلا تفجر علينا مِنْهُ خصم بِضَم الْخَاء وَسُكُون الصَّاد أَي نَاحيَة وطرف وَأَصله خصم الْقرْبَة وَهُوَ طرفها وَلِهَذَا اسْتِعَارَة هُنَا مَعَ ذكر التفجر كَمَا يتفجر المَاء من نواحي الْقرْبَة إِذا انشقت وخصم كل شَيْء طرفه اسْتعَار هَذَا للفتنة (خَ ص ص) وَقَوله بَادرُوا بِالْإِسْلَامِ سِتا وَذكر خويصة أحدكُم يَعْنِي نَفسه وَهُوَ تَصْغِير خَاصَّة ويروى خَاصَّة أحدكُم قيل يُرِيد مَوته بِهَذَا فسره هِشَام الدستوَائي وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَخُوَيصة أحدكُم مثله وَإِن لي خويصة كُله بشد الصَّاد أَي خَاصَّة صغرها وَمَعْنَاهَا هُنَا أَي أَمر يخْتَص بِهِ وَقَوله خصَاصَة أَي سوء حَال وحاجة (خَ ص ف) وَقَوله أخصف نعلى ويخصف نَعله هُوَ خرزها طَاقَة على أُخْرَى وأصل الخصفة الضَّم وَالْجمع وَقَوله حَصِيرا وخصفة بِفَتْح الْخَاء وَالصَّاد والخصفة جلال الثَّمر وَهِي أوعية من الخوص يدّخر فِيهَا وَهُوَ بِمَعْنى الْحَصِير (خَ ص ى) قَوْله أَلا نستخصي أَي نخصي أَنْفُسنَا ونستغني عَن النِّسَاء وَالِاسْم الخصاء مَمْدُود وَهُوَ سل الْأُنْثَيَيْنِ وإخراجهما وَقَالَ الْكسَائي الخصيتان البيضتان والخصيان الجلدتان عَلَيْهِمَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي صَلَاة الْخَوْف ثمَّ خص مجابر إِن قَالَ كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي ثمَّ قصّ وَهُوَ وَجه الْكَلَام قَوْله احتجر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حجرَة بخصفة كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره مخصفة وَالْأول أبين أَي اقتطعها عَن النَّاس بخصفة كَمَا تقدم فِي الحَدِيث الآخر وتفسر قبل قَوْله كَانَ يكره الإخصاء كَذَا لِابْنِ عِيسَى وَابْن جَعْفَر من شُيُوخنَا وَبَعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَهُوَ وهم إِنَّمَا يُقَال فِيهِ خصي لَا أخصي وَعند القنازعي الخصاء وَعند ابْن عتاب وَابْن حمدين الاختصاء وَهَذَانِ صَحِيحَانِ الْخَاء مَعَ الضَّاد (خَ ض ب) قَوْله فَأتى بمخضب وأجلسوني فِي مخضب بِكَسْر الْمِيم هُوَ شبه الأجانة وَهِي القصرية تغسل فِيهَا الثِّيَاب قَالَ أَبُو حَاتِم وَهِي المركن وَقد جَاءَ ذكره فِي بعض الرِّوَايَات فَقَالَ ركوة وَهُوَ قريب قَالَ الْخَلِيل الركوة شبه تور من آدم وَجمعه ركاء وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فَأتى بمخضب من حِجَارَة فصغران يبسط يَده فِيهِ وَهَذَا يدل أَيْضا أَنه قد يُسمى بِهِ مَا صغر من ذَلِك كالتور والقدح لَكِن إِذا كَانَ وَاسِعًا شبه الإجانة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث بِنَفسِهِ فَأتى بقدح رحراح أَي وَاسع وَقَوله حَتَّى خضب دمعه الحصي يُقَال خضب وخضب بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَهَذِه اسْتِعَارَة فِي الدمع والحصى وَأَصله فِي الشّعْر والصبغ بالحمرة (خَ ض خَ) وَقَوله فَسمِعت خضخضة المَاء هُوَ صَوت تحريكه (خَ ض ر) وَقَوله نهى عَن بَين المخاضرة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ بيع الثِّمَار قيل بَدو صَلَاحهَا وَهِي خضر وَقد جَاءَ مُفَسرًا بِمثلِهِ فِي الحَدِيث وَقَوله إِلَّا آكِلَة الْخضر كَذَا هُوَ فِي أَكثر الْأَحَادِيث وَالرِّوَايَات بِكَسْر الضَّاد وَعند العذري فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر الخضرة بِزِيَادَة تَاء وَعند الطَّبَرِيّ وَبَعْضهمْ الخضرة بِضَم الْخَاء وَسُكُون الضَّاد وَكَذَلِكَ قَوْله إِن هَذَا المَال خضرَة حلوة بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد كَذَا وَقع أَيْضا للأصيلي بِزِيَادَة التَّاء فِي كتاب الْوَصَايَا وَكتاب الْخمس وَفِي غير هَذَا الْموضع خضر حُلْو بِغَيْر تَاء وَالْخضر بِكَسْر الضَّاد من النَّبَات الرُّخص الغض قَالَ

(خ ض ع)

الْأَزْهَرِي وَالْخضر هُنَا ضرب من الجنبة والجنبة مَا لَهُ أصل غامض فِي الأَرْض فالماشية تشتهيه وتكثر مِنْهُ لِأَنَّهُ يبْقى فِيهِ خضرَة ورطوبة بعد يبس الْبُقُول وهيجها واحدته خضرَة وَكَذَلِكَ قَوْله فِي المَال خضرَة حلوة أَي ناعم هِيَ مشتهى يشْتَبه بالمراعي الشهية للأنعام وعَلى رِوَايَة خضرَة فعلى معنى تَأْنِيث الدُّنْيَا أَي الْفِتْنَة بهَا أَو تَأْنِيث الْمُشبه بهَا كَمَا تقدم أَي كالخضرة وَقَالَ تابت مَعْنَاهُ أَن المَال شهي كالبقلة الخضرة إِلَى المَال يأكلها وَقَالَ أَيْضا الخضرة البقلة الخضراء الَّتِي تملت من الرّيّ أَو يكون على الْوَصْف على التَّذْكِير لِمَعْنى فَائِدَة المَال كَأَنَّهُ قَالَ الْحَيَاة بِهِ أَو العيشة فِيهِ خضرَة أَي ناعمة مشتهاة أَو أَن الدُّنْيَا خضرَة حلوة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَأما من روى إِلَّا آكِلَة الخضرة فَصَحِيح الْمَعْنى أَي النَّبَات الْأَخْضَر الناعم وَإِن كَانَت الرِّوَايَة الأولى أعرف وَفِي حَدِيث الثوم والبصل أَتَى بِقدر فِيهِ خضرات بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد مِنْهُ جمع خضرَة أَي بقول خضرَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فِيهِ بقل وَالْعرب تَقول للبقول الخضراء وَضَبطه الْأصيلِيّ خضرات بِضَم الْخَاء وَفتح الضَّاد وَقَوله أبيحت خضراء قُرَيْش كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي مُسلم بِالْخَاءِ وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ أَيْضا وَمَعْنَاهُ جَمَاعَتهمْ وأشخاصهم وحالهم وَالْعرب تكنى عَن الخضرة بِالسَّوَادِ وَعَن السوَاد بالخضرة وَعَن الْأَشْخَاص بِالسَّوَادِ وَمِنْه سَواد الْعرَاق أَي الْمَعْمُور مِنْهَا بِالشَّجَرِ وَقَالَ الله تَعَالَى) مدهامتان (أَي شَدِيدَة الخضرة من الرّيّ والأصمعي وَغَيره يَقُول إِنَّمَا تَقول الْعَرَب غضراهم بالغين الْمُعْجَمَة أَي خَيرهمْ والغضارة الْعَيْش الناعم وَفِي حَدِيث الْخضر أَنه جلس على فَرْوَة بَيْضَاء فَإِذا هِيَ تهتز تَحْتَهُ خضراء كَذَا للرواة أَي نباتا أَخْضَر غضا وَفِي رِوَايَة الْكسَائي خضراء وَكِلَاهُمَا صَحِيح والفروة الأَرْض الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا وَقيل الْحَشِيش الْيَابِس وَفِي الحَدِيث الآخر وَرَاء رفرفا أَخْضَر الخضرة مَعْلُومَة فِي الألوان وَمثله يلبسُونَ ثيابًا خضرًا وَفِي رِوَايَة غير الْأصيلِيّ رفرفا خضرًا أَي أَخْضَر وَالْعرب تَقول أَخْضَر خضر كَمَا تَقول أَعور عور ولغيرهم خضراء وَالْأول أشهر وأصوب وَقَوله فِي قبر الْمُؤمن ويملا عَلَيْهِ خضرًا أَي نعما غضة ناعمة وَأَصله من خضرَة الشّجر وَقَوله وَفِي تَفْسِير الحنتم الْجَرّ الْأَخْضَر قيل مَعْنَاهُ المزفت الْأسود من أجل ذَلِك وَالْعرب تسمى الْأسود أَخْضَر وَقيل بل هُوَ من خضرَة اللَّوْن الْمَعْلُومَة وَيدل عَلَيْهِ قَوْله الْأَخْضَر والأبيض وَقَوله رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي كتيبته الخضراء يُقَال كتيبته خضراء إِذا علاها الْحَدِيد وخضرته سوَاده (خَ ض ع) وَقَوله فِي الْمَلَائِكَة خضعانا لقَوْله أَي تذللا على من رَوَاهُ بِكَسْر الْخَاء ويروى بِضَم الْخَاء وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَيكون بِمَعْنى الأول وهما مصدر خضع كالكفران والوجدان وَقد يكون صفة للْمَلَائكَة وَحَالا مِنْهُم وَجوز بَعضهم فِيهِ الْفَتْح والخضوع الرضي بالذل وخضع لَازم ومتعد يُقَال خضعته فخضع الْخَاء مَعَ الْفَاء (خَ ف ت) قَوْله حَتَّى خفت وَقد خفت حَتَّى صَار مثل الفرخ وَلَا تخَافت خفت سكن وَانْقطع صَوته وَخفت ضعف وخافت مَاتَ وتخافت إِذا أسر كَلَامه وَلم يرفع صَوته وَيدل على صِحَة هَذَا قَوْله) وَلَا تجْهر بصلاتك وَلَا تخَافت بهَا (قيل صَلَاتك وَقيل قراءتك (خَ ف ر) وَقَوله بِغَيْر خفير وَمن أَخْفَر مُسلما وَلَا تخفروا الله فِي ذمَّته بِضَم التَّاء وَإِن تخفروا ذمتكم بِضَم التَّاء أَيْضا أَهْون من أَن تخفروا ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله وَالْمُسلم أَخُو الْمُسلم إِلَى قَوْله وَلَا يخفره وكرهنا أَن نخفرك أخفرت الرجل لم تف بِذِمَّتِهِ وغذرته وخفرته ثلاثى وخفرته أجرته والخفير المجير

فصل الاختلاف والوهم

والخفارة بِالضَّمِّ الذِّمَّة والخفرة والخفر الذِّمَّة والعهد وَتقدم فِي الْحَاء الْخلاف فِي قَوْله وَلَا يخفره (خَ ف ض) قَوْله فَلم يزل يخفضهم حَتَّى سكنوا أَي يسكنهم بِفَتْح الْخَاء وَقَوله يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ قيل هُوَ كِنَايَة عَن تَقْدِير الرزق والقسط هُنَا الرزق أَي يوسعه ويقتره وَقيل الْقسْط الْمِيزَان وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي رِوَايَة وَبِيَدِهِ الْمِيزَان يخْفض وَيرْفَع وَالْمرَاد هُنَا الأقدار على وَجه الْمجَاز فِي ذكر الْمِيزَان لَهَا وخفضه وَرَفعه وَقد جَاءَ بِمَعْنَاهُ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام الموازين بيد الله يرفع قوما وَيَضَع قوما وَقَوله فِي الدَّجَّال فخفض فِيهِ وَرفع يُرِيد وَالله أعلم صَوته من كَثْرَة مَا تكلم بِهِ فِي أمره وَيحْتَمل أَنه خفض من أمره وهونه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك وَرفع من شَأْن فتنته وَعلم من أمره وَقَوله فخفضت عالية أَي أملته وَقَوله وخفاض النِّسَاء هُوَ كالختان لَهُم وَأَصله ضد الرّفْع هُوَ خفض مَا ارْتَفع من الْعُضْو بِمَا قطع مِنْهُ (خَ ف ف) وَقَوله من لم يضيع مِنْهُنَّ شَيْئا اسْتِخْفَافًا بحقهن أَي استهانة وَقَوله أَن يخف فِي الصَّلَاة ثلاثى ويروى بِضَم الْيَاء رباعي كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى يُخَفف يُقَال خف الرجل فِي صلَاته وَأمره وَقَوله حَتَّى ألقوا أَكثر من ثَلَاثِينَ بردة يستخفون (خَ ف ق) وَقَوله فِي النّوم الخفقة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْفَاء هِيَ كالسنة من النّوم وَأَصله ميل رَأسه من ذَلِك الْمرة بعد الْمرة واضطرابه وأصل الخفق الْحَرَكَة وَقَوله مَا من غَازِيَة تخفق مَعْنَاهُ لَا تغتم وتخيب من ذَلِك وَقَوله حَتَّى يسمع خَفق نعَالهمْ مثل ضَبطه أَيْضا وَهُوَ صَوت ضربهَا الأَرْض وَلَا يسْتَعْمل ذَلِك إِلَّا فِي الضَّرْب بالشَّيْء العريض وَمِنْه سميت الدرة مخفقة وَفِي حَدِيث عمر فَضَربهُ بالمخفقة والخافقان مُنْتَهى الأَرْض وَالسَّمَاء وَقيل الْمشرق وَالْمغْرب (خَ ف ى) قَوْله يقطع المختفي وَفِي بَاب الاختفاء وَهُوَ النباش ويروى النبش ويروى النباش فسره بِمَا ذكر وَهُوَ الصَّوَاب قَالُوا الاختفاء هُنَا الْإِظْهَار والاستخراج خفيت الشَّيْء أظهرته وأخفيته سترته وَقيل هما بِمَعْنى فِي الْوَجْهَيْنِ من الأضداد قَالَ الْأَصْمَعِي أهل الْمَدِينَة يسمون النباش المختفي قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون عِنْدِي على أَصله لاستتاره بِمَا يَفْعَله وإخفائه إِيَّاه أَو لإخراجه مَا خَفِي وَستر فِي بطن الأَرْض وَقَوله ثمَّ ألقيت كَأَنِّي خَفَاء ذكر شَرحه وَالْخلاف فِيهِ فِي الْجِيم وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة لسراقة خف عَنَّا أَي أخف الْخَبَر عَنَّا لمن هُنَالك وأستره وَقد يكون عَنَّا هُنَا بِمَعْنى علينا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي غَزْوَة خَيْبَر وَخرج شُبَّان النَّاس وإخفاؤهم حسرا كَذَا لمُسلم وَلابْن السكن وَأبي ذَر فِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ خفافهم وللأصيلي والقابسي والفارسي إخفافهم وَكلهمْ صَحِيح جمع خَفِيف وَيكون إخفاف جمع خف أَيْضا وَفِي مُسلم فِي حَدِيث ابْن جناب أخْفى من النَّاس وحسر قَالَ الْحَرْبِيّ فِي هَذَا جفَاء بِضَم الْجِيم وَكَذَا ذكره صَاحب الغريبين وَقَالَ مَعْنَاهُ سرعَان النَّاس وكجفاء السَّيْل وَهُوَ مَا يقذف بِهِ من الغثاء والزبل وَقَالَهُ ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ الْحَرْبِيّ قد يكون من الخفة وَهِي الْجَمَاعَة وَإِلَّا فَهُوَ من الْقَوْم الجفاة وَقَوله وَرجل تصدق أخْفى حَتَّى لَا تعلم شِمَاله الحَدِيث كَذَا لَهُم أخْفى أفعل وَضَبطه الْأصيلِيّ إخفاء بِكَسْر الْهمزَة مَمْدُود مصدرا وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه يُقَال أخفيت الشَّيْء إِذا سترته وخفيته أظهرته وَقيل هما بِمَعْنى من الأضداد وَقَوله فِي التَّفْسِير أكننت الشَّيْء أخفيته وكننته وأخفيته أظهرته كَذَا لَهُم وَهُوَ صَحِيح على أحد

(خ س ا)

الْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمين قبل وَالْأَوْجه هُنَا بمساق الْكَلَام وكننته وخفيته أظهرته وَهُوَ الْمَعْرُوف وَهَذَا على الْوَجْه الأول الْمُتَقَدّم وَقَوله خفضى عَلَيْك أَي بنيه بِمَعْنى هونى وخففى فِي الرِّوَايَات الآخر كَذَا للمستملي وللحموي وَأبي الْهَيْثَم خَفِي ولغيرهم خففى وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب من تهوين الْأَمر وتحقيره قَوْله فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فِي خبر عبد الله بن أبي بن سلول فِي كتاب الْمُنَافِقين وَقَوله لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا من حوله قَالَ زُهَيْر وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله من خفض حوله كَذَا عِنْد العذري وَكَذَا روينَاهُ عَن القَاضِي أبي عَليّ وَأبي بَحر عَنهُ وَكَذَا ضبطناه على أبي بَحر خفض وَكَذَا ذكره ابْن أبي شيبَة شيخ مُسلم فِيهِ فِي مُصَنفه بِنَحْوِ مِنْهُ فَقَالَ وَهِي فِي قِرَاءَة من خفض من حوله نبه ابْن أبي شيبَة على أَن رِوَايَته فِيهِ كَذَا من بالخفض ليرْفَع الأشكال وَيرى مُخَالفَة من رَوَاهُ بِالْفَتْح وَكَذَا رَوَاهُ بعض شُيُوخنَا فِي كتاب التِّرْمِذِيّ من كَانَ حوله وَأما روايتنا فِيهِ فَلَيْسَ فِيهَا كَانَ وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله من حوله وَكَذَا كَانَ عِنْد السَّمرقَنْدِي وروينا عَن أبي بَحر عَن القَاضِي الْكِنَانِي من طَرِيق ابْن ماهان من خفض حوله كَذَا وجدته مُقَيّدا عَنهُ بخطى فِي حَاشِيَة كتابي وَفَسرهُ الْكِنَانِي بِأَن مَعْنَاهُ من تحف بِهِ وانعطاف عَلَيْهِ كَأَنَّهُ من قَوْله) واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة (وَيدل عَلَيْهِ استشهاده بِرِوَايَة ابْن أبي شيبَة وَهِي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَضَبطه غَيْرِي عَنهُ من حفض بحاء مُهْملَة وَفَسرهُ بِمَا تقدم كَأَنَّهُ من قَوْلهم حفضت الْعود إِذا حنيته وعطفته وَكَذَا وجدت هَذَا الْحَرْف عَن ابْن ماهان فِي أصل شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي بِخَط أبي مُحَمَّد بن الْعَسَّال رِوَايَته من طَرِيق ابْن الْحذاء عَنهُ قَالَ زُهَيْر هِيَ فِي قِرَاءَة حفض من حوله لم يعجم الْخَاء وَرِوَايَة الْكِنَانِي إِنَّمَا هِيَ طَرِيق ابْن ماهان فَأرَاهُ على هَذِه الطَّرِيقَة عول فِيمَا ذَكرْنَاهُ آخرا وَرَوَاهُ بعض الروَاة من خفض حوله وَمَا ذهب إِلَيْهِ الْكِنَانِي فِيهِ تكلّف وَبعد فِي مساق فصيح الْكَلَام وَالْأولَى فِيهِ أَنه إِنَّمَا أَرَادَ أَن الْقِرَاءَة من بِالْكَسْرِ حرف خفض فبينه بقوله خفض وتطابقه رِوَايَة من رَوَاهُ خفض حوله فعل مَاض وَرِوَايَة من أسقط خفض أَو من قدمه على من على مَا قدمْنَاهُ إِلَّا أَن وَجه الْإِعْرَاب فِيهِ أَن يكون خفض على مَا تقدم فعل مَاض وَحَوله مَنْصُوبًا بِهِ لعمله فِيهِ وَهُوَ مخفوض فِي الْقِرَاءَة أَو مَرْفُوع خبر لمبتدأ مَحْذُوف أَي الْكَلِمَة خفض وَحَوله مخفوضا فصل بَين الْجَار وَالْمَجْرُور وَالله أعلم الْخَاء مَعَ السِّين (خَ س ا) قَوْله فرددته خاسئا أَي ذليلا صاغرا وَقيل مُبْعدًا وَقَوله أخسا فَلَنْ تعد وقدرك كلمة زجر للْعَبد وَالصغَار (خَ س ر) قَوْله فِي طواف الركب لقد خَابَ هَؤُلَاءِ وخسروا أَي حرمُوا ونقصوا الْأجر وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَإِذا كالوهم أَو وزنوهم يخسرون (أَي ينقصونهم من ذَلِك وَقَوله خبت وخسرت يرْوى بِضَم التَّاء فيهمَا وَفتحهَا أَي حرمت الْخَيْر وَقيل يكون الخسران بِمَعْنى الْهَلَاك وَمِنْه خسرت إِذا وضل سعيي (خَ س ف) قَوْله فِي حَدِيث الخسوف خسفت الشَّمْس بِفَتْح الْخَاء وَالسِّين وَلَا يخسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ وَكَذَلِكَ ورد فِي كتاب الله فِي الْقَمَر وروى لَا يكسفان وروى لَا ينكسفان وروى كسفا وخسفا وروى انكسفت الشَّمْس وَقَالَهُ بَعضهم خسفت بِضَم الْخَاء على مَا لم يسم فَاعله قَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال خسف الْقَمَر وانكسفت الشَّمْس وَقَالَ بَعضهم لَا يُقَال انكسف الْقَمَر إِنَّمَا يُقَال خسف الْقَمَر وكسفت الشَّمْس وكسفها

(خ س ق)

الله فَهِيَ مكسوفة وكاسفة وَقَالَ يَعْقُوب لَا يُقَال انكسفت الشَّمْس وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال كسفها الله وأكسفها إكسافا وَذهب بعض اللغويين والمتقدمين إِلَى أَنه لَا يُقَال فِي الشَّمْس إِلَّا خسفت وَفِي الْقَمَر كسف وَرُوِيَ ذَلِك عَن عُرْوَة بن الزبير وَالْقُرْآن يرد هَذَا وَلَعَلَّه وهم من ناقله عَنهُ وَقيل هما بِمَعْنى فيهمَا وَقَالَ اللَّيْث بن سعد الخسوف فِي الْكل والكسوف فِي الْبَعْض وَقيل الْكُسُوف تغيرهما والخسوف مغيبهما فِي السوَاد وَبِكُل جَاءَت الْآثَار على مَا قدمْنَاهُ وأصل الخسوف المغيب وَمِنْه خسف الأَرْض وَهُوَ سوخها بِمَا عَلَيْهَا وَقيل أصل الخسوف التَّغَيُّر وَالَّذِي تدل الْأَحَادِيث عَلَيْهِ أَنَّهُمَا سَوَاء وَأما الْخَسْف فِي الأَرْض فبالخاء بِغَيْر خلاف وَبِذَلِك جَاءَ الْقُرْآن والْحَدِيث وَهُوَ السوخ فِيهَا (خَ س ق) قَوْله فِي المعراض إِذا خسق أَي جرح وأنفذ يُقَال بِالسِّين وَالزَّاي الْخَاء مَعَ الشين (خَ ش ب) قَوْله لَا يمْنَع أحدكُم جَاره أَن يغرز خَشَبَة فِي جِدَاره كَذَا وَقعت روايتنا فِيهِ على الْإِفْرَاد عَن أبي بَحر فِي كتاب مُسلم ورويناه عَن غير وَاحِد فِيهِ وَفِي غَيره خشبه على الْجمع وَالْإِضَافَة وبالإفراد روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ عَن أَكْثَرهم قَالَ أَبُو عمر واللفظان جَمِيعًا فِي الْمُوَطَّأ وَاخْتلف علينا فِي ذَلِك الشُّيُوخ فِي موطأ يحيى (خَ ش ن) قَوْله فِي حَدِيث أبي ذَر أخشن الْوَجْه أخشن الثِّيَاب أخشن الْجَسَد كَذَا لأكثرهم وَعند بعض رُوَاة مُسلم خشن (خَ ش ع) قَوْله على وَجهه أثر خشوع هُوَ أثر الْخَوْف والسكون والخضوع لله وَأَصله النّظر إِلَى الأَرْض وخفض الصَّوْت (خَ ش ف) قَوْله سَمِعت خشف نعلك وَسمعت خشفة قدمي وَسمعت خشفة كُله بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الشين هُوَ الصَّوْت لَيْسَ بالشديد قَالَه أَبُو عبيد وَقَالَ الْفراء هُوَ الصَّوْت الْوَاحِد وبتحريك الشين الْحَرَكَة (خَ ش خَ ش) قَوْله خشخشة السِّلَاح أَي صَوت حك بَعْضهَا بَعْضًا وَكَذَلِكَ سَمِعت خشخشة أَمَامِي أَي صَوت شَيْء واصله صَوت الشَّيْء الْيَابِس (خَ ش ش) قَوْله فِي الشَّجَرَة فانقادت كالبعير المخشوش هُوَ الَّذِي جعل فِي أَنفه خشَاش بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ عود يرْبط عَلَيْهِ حَبل يذلل بِهِ ليقاد وَفِي حَدِيث الْهِرَّة وَلَا هِيَ تركتهَا تَأْكُل من خشَاش الأَرْض بِفَتْح الْخَاء وَكسرهَا أَي هُوَ أمهَا وَحكي فِيهِ خشَاش بِالضَّمِّ عَن أبي عَليّ وَقيل الخشاش أَيْضا صغَار الطير وَفِي المُصَنّف شرار الطير لَكِن فِي الطير بِالْفَتْح وَحكى الْجَوْهَرِي فِيهِ الْحَيَّة الْكَبِيرَة وَنَحْوهَا مِمَّا فِي الأَرْض وَقد تقدم الِاخْتِلَاف فِي رِوَايَته فِي حرف الْحَاء الْمُهْملَة فَصلي الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول عَائِشَة فلولا ذَلِك لأبرز لقبره عَلَيْهِ السَّلَام غير أَنه حشى أَن يتَّخذ مَسْجِدا كَذَا صَوَابه وروايتنا فِيهِ على مَا لم يسم فَاعله وَفِي البُخَارِيّ فِي مَوضِع خشِي أَو خشى وَرَوَاهُ الْمُهلب غير أَنِّي أخْشَى وَكِلَاهُمَا وهم الْخَاء مَعَ الْوَاو (خَ وب) قَوْله خيبة لَك وَيَا خيبة الدَّهْر الخيبة الحرمان وَمِنْه خابوا وخسروا وَأَنت خيبتنا وأخرجتنا من الْجنَّة أَي حرمتناها وخبت وخسرت إِن لم أعدل بِفَتْح التَّاءَيْنِ وضمهما أَي حرمت وبفتحهما للطبري يُقَال خَابَ يخيب خيبة وخاب يخوب خوبة قَالَ الْهَرَوِيّ الخوبه الْفقر والخيبة الحرمان (خَ وخ) ذكر فِيهَا الخوخة والخوخة بِفَتْح الخاءين كوَّة بَين دارين عَلَيْهَا بَاب يخترق بَينهمَا أَو بَين بَيْتَيْنِ وَهُوَ أَيْضا كوَّة تجْعَل للضوء وَالْمرَاد بِالْحَدِيثِ هُنَا الأول (خَ ور) وَقَوله بقرة لَهَا خوار أَي صَوت وَقد فسرناه فِي حرف الْجِيم (خَ ول) قَوْله أخوانكم خولكم بِفَتْح

فصل الاختلاف والوهم

الْوَاو أَي خدمكم وعبيدكم الَّذين يتخولون أُمُوركُم أَي يصلحونها ويتخولونهم أَي يسخرونهم وأديم خولاني بِسُكُون الْوَاو جلد مَنْسُوب إِلَى خولان من الْيمن (خَ ون) وَقَوله مَخَافَة أَن يخونهم قيل يطْلب غفلتهم وَقيل ينتقصهم بذلك وَقيل يطلع مِنْهُم على خِيَانَة وَقدمنَا فِي الْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي الْخلاف فِيهِ وَقَوله مَا أكل عَليّ خوان قطّ يُقَال بِضَم الْخَاء وَكسرهَا وَأَخَوَانِ أَيْضا وَهِي الْمَائِدَة الْمعدة لهَذَا وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر أكل على مائدة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُرِيد مَا يضع عَلَيْهِ طَعَامه صِيَانة لَهُ من الأَرْض من سفرة ومنديل وشبههما لَا الموائد الْمعدة لَهما الَّتِي تسمى خوانًا من خشب وَشبهه وَلَا يُقَال للخوان مائدة إِلَّا إِذا كَانَ عَلَيْهِ طَعَام قَوْله إِذا اؤتمن خَان أصل الْخِيَانَة النَّقْص أَي ينقص مَا اوتمن عَلَيْهِ وَلَا يُؤَدِّيه كَمَا كَانَ عَلَيْهِ وخيانة العَبْد ربه إِلَّا يُؤَدِّي حَقه وأمانات عِبَادَته الَّتِي ائتمنه عَلَيْهَا وَمَا كَانَ لنَبِيّ أَن تكون لَهُ خَائِنَة إِلَّا عين أَي خِيَانَة أعين كَمَا قَالَ تَعَالَى) يعلم خَائِنَة الْأَعْين (وفاعلة تَأتي مصدرا كَقَوْلِهِم عافاك الله عَافِيَة (خَ وص) وَقَوله قبَاء ديباج مخوص بِالذَّهَب وجاما من فضَّة مخوصا بِالذَّهَب أَي منسوج فِيهِ وَقيل إِن كَانَ ثوبا فَفِيهِ مِنْهُ طرائق مثل الخوص وَإِن كَانَ جَاما صنعت فِيهِ من الذَّهَب صَفَائِح ضيقَة مثل الخوص من النّخل وروى الْقَابِسِيّ فِي حَدِيث الْجَام مخوضًا بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ بعيد (خَ وض) يَخُوضُونَ فِي مَال الله بالضاد الْمُعْجَمَة أَي يخلطون وَيلبسُونَ فِي أمره قَالَ الله تَعَالَى) وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا (وَيكون أَيْضا بِمَعْنى المداخلة والتلبس بِهِ والإكثار من جمعه وَكَسبه من خضت المَاء إِذا مشيت فِيهِ ودخلته وَلَعَلَّ على مثل هَذَا تخرج رِوَايَة الْقَابِسِيّ فِي الْجَام مخوضًا بالضاد أَي قد خلط فِيهِ ومزج بِهِ من خضت المَاء وخوضت السويق إِذا حركته وخلطت بعضه بِبَعْض وَمِنْه خَاضُوا فِي كَذَا أَي كَثُرُوا فِيهِ الْكَلَام وخلطوا بِهِ الْكَذِب (خَ وف) قَوْله غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم كَذَا روايتنا فِيهِ عَن القاضيين أبي عَليّ وَأبي عبد الله بنُون فِي آخِره وَضم الْفَاء وَكَذَا قَيده الجياني وَغَيره وقيدناه عَن أبي بَحر بِكَسْر الْفَاء بِغَيْر نون ومعناهما وَاحِد أَي أخوف مني لُغَة مسموعة وبالنون قيدناه فِي كتاب ثَابت عَن أبي الْحُسَيْن بن سراج وَهُوَ اخْتِصَار فِي الْمُبَالغَة وَقد بَيناهُ وَكَلَام الشَّيْخ أبي مَرْوَان فِيهِ فِي شرح مُسلم (خَ وى) وَقَوله كَانَ إِذا سجد خوى أَي جافى بَطْنه عَن الأَرْض وخواء الْفرس مَمْدُود مَا بَين يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ والخواء الْمَكَان الْخَالِي. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله يتخولهم بالمواعظ وأتخولكم بِالْمَوْعِظَةِ ويتخولنا مَعْنَاهُ يتعاهدنا والخائل المتعاهد للشَّيْء المصلح لَهُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ يتخذنا خولا وَقيل يفاجئنا بهَا وَقيل يُصْلِحنَا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة يذللنا يُقَال خوله الله لَك أَي سَخَّرَهُ لَك وَقيل يحبسهم عَلَيْهَا كَمَا تحبس خولك قَالَ أَبُو عبيد وَلم يعرفهَا الْأَصْمَعِي قَالَ وأظنها يتخونهم بالنُّون أَي يتعهدهم وَقَالَ أَبُو نصر يتخون مثل يتعهد وَقَالَ أَبُو عمر وَالصَّوَاب يتحولهم بِالْحَاء أَي يطْلب حالاتهم وأوقات نشاطهم وَقَوله خوز كرمان كَذَا هُوَ بِضَم الْخَاء وَسُكُون الْوَاو وَفتح الزَّاي على الْإِضَافَة وَهِي رِوَايَة الكافة والخوز جبل من الْعَجم وكرمان مَدِينَة تقال بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا وسنذكرها فِي الْكَاف وَمثله للمرزي إِلَّا أَنه لم يصرف خوزا وَرَوَاهُ الْجِرْجَانِيّ خور كرمان بالراء الْمُهْملَة وَحذف الْوَاو وَقَالَ بَعضهم وخور بالراء من أَرض فَارس قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَن الزَّاي وَالْإِضَافَة هُوَ

(خ ي ب)

الصَّوَاب وَحَكَاهُ عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَأَن غَيره صحف فِيهِ وَقَالَ بَعضهم إِذا أضيفت إِلَى كرمان فَالصَّوَاب الرَّأْي وَإِذا عطفت صحت الرَّاء وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ فِي الْجَام مخوض بِالذَّهَب بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ بعيد وَالْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَة وَالْمعْنَى مَا تقدم أول الْحَرْف الْخَاء مَعَ الْيَاء (خَ ي ب) تقدم ذكر الخيبة (خَ ي ر) قَوْله أَنا بَين خيرتين بِكَسْر الْخَاء هُوَ مصدر اخْتَار وَهُوَ بِكَسْر الْخَاء وَفتح الْيَاء كَذَا قَالَه الْأَصْمَعِي وَأنكر سُكُون الْيَاء وَقَالَ غَيره بِالسُّكُونِ مثل رِيبَة قَالَ الله تَعَالَى) مَا كَانَ لَهُم الْخيرَة (فَأَما خيرة الْقَوْم فبالفتح عِنْد يَعْقُوب لَا غير وَمِنْه مُحَمَّد خيرة الله من خلقه وَغَيره يَقُولهَا بِالسُّكُونِ وَقَوله خير بَين دور الْأَنْصَار أَي فضل بَعْضهَا على بعض خيرت الرجل ي فضلته وَمِنْه فَخير أنيسا أَي فَضله عَلَيْهِ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى غَلبه أَي جعله خيرا من الآخر وَفِي التَّخْيِير سَأَلت عَائِشَة عَن الْخيرَة بِفَتْح الْخَاء أَي تَخْيِير الرجل امْرَأَته فِي غَزوه الرجيع أَن عَامر بن الطُّفَيْل خير فِي ثَلَاث بِفَتْح الْخَاء وَضمّهَا خطا وقلب للمعنى وَقَوله فِي بَرِيرَة فخيرت من زَوجهَا أَي جعل لَهَا أَن تخْتَار وَقَوله الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر فسره فِي الحَدِيث الْأجر والمغنم وَالْعرب تسمى المَال خيرا وَمثل ذَلِك قَوْله تَعَالَى) إِن ترك خيرا (وَمعنى الاستخارة سُؤال إِعْطَاء الْخَيْر من الْأَمريْنِ وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ الاستعطاف وَدُعَاء الرجل إِلَيْك وَلَيْسَ هُوَ المُرَاد بِهِ فِي الحَدِيث وَقَوله أعْطه جملا خيارا أَي مُخْتَارًا جيدا يُقَال جمل خِيَار وناقة خِيَار (خَ ي ط) ذكر فِي الْغلُول الْخياط بِكَسْر الْخَاء وَالتَّخْفِيف والمخيط بِكَسْر الْمِيم وَفِي رِوَايَة أَكثر شُيُوخنَا الخائط والمخيط فالخائط الْخَيط نَفسه وَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن بكير أَدّوا الْخَيط والمخيط والخياط قَالَ الْبَاجِيّ يكون الإبرة وَيكون الْخَيط وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ وَإِن كَانَ يُقَال فيهمَا فَهُوَ هُنَا الْخَيط لذكره مَعَه الْمخيط وَهِي الإبرة وَفِي الحَدِيث الآخر إِلَّا كَمَا ينقص الْمخيط إِذا دخل فِي الْبَحْر وَهُوَ هُنَا الإبرة وَمثله قَوْله سم الْخياط (خَ ي ل) وَذكر المختال وَالْخُيَلَاء بِضَم الْخَاء وَفتح الْيَاء مَمْدُود والمخيلة بِفَتْح الْمِيم وَالْخَال وَكله من الاختيال وَهُوَ التكبر واستحقار النَّاس رجل مختال وخال وخائل وَيُقَال الْخُيَلَاء بِكَسْر الْخَاء أَيْضا وَالْخَال أَيْضا الْخُيَلَاء وَكَذَلِكَ المخيلة وَأما قَوْله إِذا رءا مخيلة بِفَتْح الْمِيم هِيَ السحابة يخيل فِيهَا الْمَطَر والمخيلة بِالضَّمِّ السَّمَاء المتغيمة تخيل الْمَطَر فَهِيَ مخيلة فَإِذا أَرَادوا السحابة نَفسهَا قَالُوا مخيلة بِالْفَتْح وَقَوله عَلَيْهِ خيلان بِكَسْر الْخَاء جمع خَال وَهِي النقط الَّتِي تكون فِي الْجَسَد سَوْدَاء وَهِي الشامات وَقَوله لِعبيد الله بن عدي ابْن الْخِيَار مَا مَنعك أَن تكلم خَالك عُثْمَان فِي أَخِيه الْوَلِيد إِنَّمَا جعلُوا عُثْمَان خَاله لِأَن أم عدي من بني أُميَّة رَهْط عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَقَول جَابر شهد بِي خالاي الْعقبَة وَسمي أَحدهمَا الْبَراء بن معْرور وَفِي الْحَدث الآخر أَنا وَأبي وخالي من أَصْحَاب الْعقبَة كَذَا هُوَ مثنى غير مَرْفُوع عِنْد جَمِيعهم إِلَّا أَنه مهمل عِنْد الْأصيلِيّ وَضَبطه النَّسَفِيّ وخالي على الْإِفْرَاد قيل صَوَابه وخالاي وَقد يحْتَمل أَن الصَّوَاب هُنَا الْإِفْرَاد وَيسلم من اللّحن وَقَوله حَتَّى كَانَ يخيل إِلَيْهِ كَذَا أَي يشبه عَلَيْهِ وَالْخَال كل مَا لَا أصل لَهُ كخيال الْحلم (خَ ي م) وَذكر الْخَيْمَة بِفَتْح الْخَاء بَيت من بيُوت الْإِعْرَاب مستدير وَقَوله كَمثل خامة الزَّرْع هِيَ أول مَا تنْبت على سَاق وَاحِد وَهِي غضة رطبَة وَقيل هُوَ

فصل الاختلاف والوهم

ضَعِيفَة وَقيل رطبَة وغضة وَالْمعْنَى مُتَقَارب كُله. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث أم سَلمَة حَتَّى سَمِعت خطْبَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِخَبَر جِبْرِيل كَذَا عِنْد الْكسَائي وَهُوَ الصَّحِيح وَكَذَا فِي البُخَارِيّ وَعَن العذري والسمرقندي يخبر خبرنَا وَهُوَ وهم وَسِيَاق الْكَلَام والْحَدِيث يدل على مَا قُلْنَاهُ قَوْله فِي الَّذِي كَانَ يخدع فِي الْبيُوع فَكَانَ يَقُول لَا خيابة كَذَا هُوَ أَوله يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وخاءه مَكْسُورَة وَكَانَ الرجل الثغ من شجة فِي دماغه فَكَانَ يحب أَن يَقُول مَا أمره بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا خلابة فَلَا يطيعه لِسَانه وَفِي رِوَايَة أُخْرَى لاخذابة بذال مُعْجمَة كُله تَغْيِير للْأُم ولثغ فِي اللِّسَان وَعند ابْن أبي جَعْفَر لبَعض شُيُوخه خِيَانَة كَالْأولِ إِلَّا أَن آخِره نون وَهُوَ وَإِن كَانَ صَحِيحا فِي الْمَعْنى فَهُوَ تَصْحِيف فِي الرِّوَايَة فِي كتاب الْمَظَالِم فِي حَدِيث المتظاهرتين قَوْله خابت من فعل مِنْهُنَّ بعظيم كَذَا لكافتهم وَعند الْهَرَوِيّ لعَظيم بِاللَّامِ وَكله تَغْيِير وَصَوَابه مَا فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ جَاءَت من فعل مِنْهُنَّ بعظيم وَعند ابْن السكن خَابَ من فعل ذَلِك مِنْهُنَّ وَلم يذكر بعظيم وَفِي بَاب غَزْوَة الرجيع وَكَانَ عَامر بن الطُّفَيْل خير بَين ثَلَاث خِصَال كَذَا لَهُم بِفَتْح الْخَاء وَالْيَاء وَعند الْهَوْزَنِي خير بِضَم الْخَاء وَكسر الْيَاء وَهُوَ خطأ إِنَّمَا كَانَ الْمُخَير هُوَ السَّائِل ذَلِك لأهل الْمَدِينَة لَا هم لَهُ قَوْله قومُوا إِلَى سيدكم أَو أخيركم وَفِي فَضَائِل جَعْفَر وَكَانَ أخير النَّاس وَعند الْأصيلِيّ خير النَّاس وَفِي الشّرْب قَائِما قَالَ فالأكل قَالَ ذَلِك أشر وأخبث وَفِي حَدِيث أبي بكر بل أَنْت أبرهم وأخيرهم وَفِي حَدِيث ابْن سَلام أخيرنا وَابْن أخيرنا وللأصيلي خيرنا وَفِي الحَدِيث الآخر أَلا أنبئكم بِخَير النَّاس وَبشر النَّاس زعم ابْن قُتَيْبَة أَنه لَا يُقَال أخير وَلَا أشر وَإِنَّمَا يُقَال خير وَشر قَالَ الله تَعَالَى) شَرّ مَكَانا (و) خير ثَوابًا (وَقد جَاءَ هَذَا اللَّفْظ فِي غير حَدِيث فَدلَّ على جَوَازه قَوْله المختال وَالْخَال وَاحِد كَذَا للأصيلي وَلغيره والختال وَلَيْسَ بِشَيْء هُنَا وَالصَّوَاب الأول وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حَدِيث قتل ابْن الزبير وَقَول ابْن عمر لَهُ وَالله لأمة أَنْت شَرها لأمة خير ويروى خِيَار وَعند السَّمرقَنْدِي لأمة شَرّ وَهُوَ خطأ وَالْوَجْه الأول فصل مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف (خيف بني كنَانَة) هُوَ المحصب كَذَا فسره فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق وَقَالَ الزُّهْرِيّ الْخيف الْوَادي وَأَصله مَا انحدر عَن الْجَبَل وارتفع عَن المسيل وَهُوَ بطحاء مَكَّة والأبطح والحقيقة أَن الْخيف هُوَ مُبْتَدأ الأبطح قَالَ أَبُو عبيد وَأَبُو عَمْرو السرو والخيف والغف مَا انحدر من حزونة الْجَبَل (الخرار) بِفَتْح الْخَاء ورائين مهملتين أولاهما مُشَدّدَة مَوضِع بِخَيْبَر وَقَالَ الْجَوْهَرِي مَوضِع بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ عِيسَى ابْن دِينَار مَاء بِالْمَدِينَةِ وَقيل وَاد من أَوديتهَا (خور وكرمان) على هَذِه الرِّوَايَة بالراء قيل هِيَ من أَرض فَارس (رَوْضَة خَاخ) بخاءين معجمتين مَوضِع بِقرب حَمْرَاء الْأسد من الْمَدِينَة كَذَا هُوَ الصَّحِيح وَذكر البُخَارِيّ من رِوَايَة أبي عوَانَة حَاج بإهمال الأولى وَآخره جِيم وَهُوَ وهم من أبي عوَانَة وَحكى الصَّابُونِي أَنه مَوضِع قريب من منى وَالْأول الصَّحِيح (وجبل الْخمر) فسره فِي الحَدِيث جبل بَيت الْمُقَدّس وَهُوَ بِفَتْح الْخَاء وَالْمِيم وَتقدم شَرحه فِي مَوضِع ذَلِك من هَذَا الْحَرْف (وَقصر بني خلف) هُوَ بِالْبَصْرَةِ مَنْسُوب إِلَى طَلْحَة بن عبد الله بن خلف وَهُوَ طَلْحَة الطلحات (ذُو الخلصة) بِفَتْح الْخَاء

فصل مشكل الأسماء والكنى فيه

ب 251 وَاللَّام وَالصَّاد الْمُهْملَة وَيُقَال بِضَم الْخَاء وَاللَّام وَكَذَا ضبطناه على أَي الْحُسَيْن وضبطناه على أبي بَحر الخلصة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام وَكَذَا حَكَاهُ ابْن دُرَيْد وَهُوَ بَيت ضم بِبِلَاد دوس وَكَذَا فسره فِي الْأُم وَهِي الْكَعْبَة اليمانية وَقيل ذُو الخلصة اسْم الصَّنَم نَفسه وَكَذَا ذكر فِي تَفْسِير الحَدِيث أَيْضا (خم) بِضَم الْخَاء وَشد الْمِيم ذكر فِي مُسلم أَنه مَاء بَين مَكَّة وَالْمَدينَة على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْجحْفَة وخم هِيَ الغيضة الَّتِي هُنَاكَ وَبهَا غَدِير مَشْهُور بِهِ شهرت فَيُقَال غَدِير خم فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِيهِ ذكرنَا يزِيد بن خمير وَالزُّبَيْر بن الخريت وَكِلَاهُمَا بخاء مُعْجمَة فِي حرف الْحَاء الْمُهْملَة لشبهه بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ خباب وخداش وخراش وخنيس زوج حَفْصَة وَكَذَلِكَ من اسْمه خضر وخوات وخبيب فأغنى عَن إِعَادَته وكل مَا فِيهَا خَيْثَمَة أَو أَبُو خَيْثَمَة الِاسْم الْمَشْهُور بِالْخَاءِ وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشبه بِهِ وخفاف ابْن إِيمَاء بِضَم الْخَاء وَتَخْفِيف الْفَاء وَابْنه الْحَرْث بن خفاف وَعبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف مشدد الْفَاء وَرَافِع بن خديج بِفَتْح الْخَاء وَكسر الدَّال الْمُهْملَة وَآخره جِيم وَعلي بن خشرم بشين مُعْجمَة سَاكِنة وخاء مَفْتُوحَة وَسَعِيد بن الْخمس بِكَسْر الْخَاء وَسُكُون الْمِيم وَآخره سين مُهْملَة ومعروف بن خَرَّبُوذ بِفَتْح الْخَاء وَتَشْديد الرَّاء وَضم الْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره ذال مُعْجمَة وَضبط عَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ بِضَم الْخَاء وَابْن أبي الخوار بِضَم الْخَاء وَآخره رَاء وَعند الْهَوْزَنِي الخوار بِفَتْح الْخَاء وَشد الْوَاو وَلَيْسَ بِشَيْء وخلد بن خلى بِفَتْح الْخَاء وَكسر اللَّام وَتَشْديد الْيَاء منونة وخرشة بن الْحر وَعُثْمَان بن إِسْحَاق بن خَرشَة بِفَتْح الْخَاء وَالرَّاء والشين الْمُعْجَمَة وَخَوْلَة بنت حَكِيم وَسعد بن خَوْلَة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْوَاو وَخَلِيفَة بن خياط وَحَمَّاد بن خَالِد الْخياط بِفَتْح الْخَاء وَشد الْبَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَلَيْسَ فِيهَا غَيرهمَا وَزيد بن أخزم بِالْخَاءِ وَالزَّاي وَحميد بن ملك بن خثم بِضَم الْخَاء وَفتح الثَّاء بِثَلَاث مُخَفّفَة ومشددة أَيْضا يقالان مَعًا وَمن عداهُ خثيم وَابْن خثيم مصغر وَكَذَا جَاءَ فِي بعض نسخ تَارِيخ البُخَارِيّ وَهُوَ وهم وَعَمْرو بن سليم بن خلدَة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام وَفتحهَا مَعًا وَعُثْمَان بن حَفْص بن عمر بن خلدَة بِالْفَتْح لَا غير وَأَبُو خلدَة خَالِد بن دِينَار بِسُكُون اللَّام كَذَا قيدناه عَن أشياخنا وَلم يذكر ابْن مَأْكُولا فتح اللَّام بِوَجْه وخليد بن جَعْفَر عَن أبي نَضرة وَهُوَ الْحَنَفِيّ وخليد العصري هَذَانِ فِيهَا مصغران وَمن عداهما خَالِد مكبر وخندف بِكَسْر الْخَاء وَالدَّال وَقد قيل فِيهِ خندف بِفَتْح الدَّال وبالوجهين ضبطناه على أبي الْحُسَيْن ويشبهه خنزب وَقد ذكرناهما فِي الْجِيم وخطاب حَيْثُ وَقع فِيهَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَيزِيد بن خصيفَة بِضَم الْخَاء وَفتح الصَّاد مُهْملَة مصغر ومحارب بن خصفة بفتحهما مَعًا وَخير بن نعيم بِفَتْح الْخَاء وياء سَاكِنة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَزيد الْخَيْر مثله كَذَا ضَبطه القَاضِي الشَّهِيد وَلغيره الْخَيل وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِهَذَا كَانَت تسميه الْعَرَب وبالأول سَمَّاهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَلِكَ أَبُو الْخَيْر عَن عقبَة وَقد مروا فِي الْجِيم وَذُو الْخوَيْصِرَة بِضَم الْخَاء مصغر وخلاس بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ ابْن عمر وَعَن أبي هُرَيْرَة وَعَن أبي رَافع وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ وَأَبُو خشينة الثَّقَفِيّ بِضَم الْخَاء والشين الْمُعْجَمَة وبالنون وَأَبُو خُزَيْمَة الْأنْصَارِيّ بالزاي والمطعم بن خِيَار بِكَسْر الْخَاء وَعبيد الله بن عدي بن خِيَار ذكر أواخرهما رَاء والخوز جيل من الْعَجم

حرف الدال

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم ذكر البُخَارِيّ الِاخْتِلَاف فِي خُزَيْمَة وَأبي خُزَيْمَة فِي جمع الْقُرْآن بخاء مَضْمُومَة فيهمَا وَفِي الْمُوَطَّأ عُثْمَان بن إِسْحَاق بن خَرشَة بِفَتْح الْخَاء وَالرَّاء والشين الْمُعْجَمَة وَكَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَأهل النّسَب مُصعب وَغَيره إِنَّمَا يَقُولُونَ ابْن أبي خَرشَة وَفِيه أَن رجلا من أهل الشَّام يُقَال لَهُ خيبري مثل النِّسْبَة إِلَى خَيْبَر وَيُقَال خيري وَقد ذكرنَا اخْتِلَاف أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فِيهِ فِي حرف الْبَاء وَفِي حَدِيث منعت الْعرَاق درهمها نَا يحيى بن آدم بن سُلَيْمَان مولى خَالِد بن خَالِد كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَرَوَاهُ مُسلم وَعند الخشنى عَن الطَّبَرِيّ مولى خَالِد بن يزِيد فِي بَاب لكل غادر لِوَاء شُعْبَة عَن خُلَيْد عَن أبي نَضرة كَذَا لِابْنِ ماهان مُصَغرًا وَعند الجلودي عَن خَالِد عَن أبي نَضرة وَالصَّوَاب الأول وَفِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة نَا الْحسن بن خلف نَا إِسْحَاق كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَلابْن السكن الْحسن بن خَالِد وَالْأول أصح وَهُوَ ابْن خلف يعرف بِابْن شَاذان الْأَزْرَق واسطي كَذَا بَينه الْأصيلِيّ وَغَيره وَفِي بَاب الْعين حق نَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ وحجاج بن الشَّاعِر وَأحمد بن خرَاش كَذَا لجميعهم بِالْخَاءِ وَيُقَال أَن صَوَابه أَحْمد بن جواس بِالْجِيم وَالْوَاو فصل الْمُشكل من الْأَنْسَاب أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ بِضَم الْخَاء وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وخدرة بطن من الْأَنْصَار وَقد ذكرنَا فِي الْجِيم مَا يشْتَبه بِهِ وَأَبُو ثَعْلَبَة الخشنى بِضَم الْخَاء وشين مَفْتُوحَة مُعْجمَة بعْدهَا نون وَعبد الله بن يزِيد الخطمي بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة وكذل الْحَرْث بن الفضيل الخطمي وَحميد الْخَرَّاط بِفَتْح الْخَاء وَالْحسن بن عَليّ الْخلال كَذَلِك مشدد الرَّاء وَاللَّام وَعبد الله بن دَاوُود الْخُرَيْبِي بِضَم الْخَاء نسب إِلَى الخريبة بِالْبَصْرَةِ وَأَبُو عَامر الخزاز بزايين معجمتين مَعًا وَيحيى ابْن الجزاز بِالْجِيم وَآخره رَاء تقدما فِي حرف الْجِيم حرف الدَّال الدَّال مَعَ لهمزة (دَاب) قَوْله فَكَانَ دأبي ودأبهم أَي حَالي اللَّازِمَة وعادتي والدأب الْمُلَازمَة للشَّيْء والاعتناء بِهِ وَقيل الدأب مثل الْأَمر والشأن فصل الْخلاف وَالوهم فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي بَاب قَوْله لقد أرسلنَا نوحًا إِلَى قومه الجودى جبل بالجزيرة دَاب حَال كَذَا لأبي ذَر وَفِي كتاب عَبدُوس مثله وَعند ابْن السكن وَبَعْضهمْ ذَات جبال وَهُوَ تَصْحِيف لَا شكّ فِيهِ وَإِنَّمَا فسر الداب الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى فِي خبر نوح (داد) قَوْله تدأدأ من قدوم ضَأْن كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي تردى وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب أَي نزل من جبله وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تدلى وَكله قريب يُقَال تدهده الْحَج إِذا انحط من علو إِلَى سفل ودههته أَنا ودهديته أَيْضا فتهدي مَقْصُور إِذا دَفعته من علو إِلَى أَسْفَل وهدهدته أَيْضا مقلوب والهمزة تبدل من الْهَاء فِي غير مَكَان وَسَيَأْتِي تَفْسِير من قدوم ضان فِي حرف الْقَاف وحرف الضَّاد الدَّال مَعَ الْبَاء (د ب ا) قَوْله كَانَ يحب الدُّبَّاء وَمر قافيه دباء بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْبَاء مَمْدُود وَيقصر أَيْضا وَهُوَ القرع الَّذِي يُوكل بتسكين الرَّاء وَهُوَ جمع وَاحِدَة دباءة وَمن قصر قَالَ فِي الْوَاحِدَة دباه حَكَاهُ شَيخنَا القَاضِي التجِيبِي عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَلم يحك أَبُو عَليّ فِيهِ غير الْمَدّ وَقَوله وَنهى عَن الدُّبَّاء مثله هُوَ القرع إِذا يبيس وقسح قشره كَانُوا ينتبذون فِيهِ وَرُبمَا دفنوه (د ب ج) وَقَوله الديباج وَلَا مسست ديباجة يُقَال بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَالْفَتْح كَلَام مولد (دبر) وَقَوله أعتق غُلَاما عَن دبر بضمهما أَي بعد مَوته وَهُوَ الدبر وَقَوله لمُسَيْلمَة وَلَئِن أَدْبَرت ليَعْقِرنك الله أَي تركت الْحق وأعرضت

فصل الاختلاف والوهم

عَنهُ كَمَا يولي المعرض دبره عَن الشَّيْء قَوْله لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت أَي لَو تَأَخّر من أَمْرِي مَا تقدم من سوق الْهدى مَا فعلته وَقَوله يعِيش حَتَّى يدبرنا بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْبَاء وَضمّهَا وَسُكُون الدَّال أَي يتقدمه أَصْحَابه وَيبقى خَلفهم دبره يدبره ويدبره إِذا أبقى بعده وَمِنْه وَاللَّيْل إِذا أدبر وَقَوله لَا تدابروا بِمَعْنى قَوْله لَا تقاطعوا وَلَا تباغضوا لأَنهم إِذا فعلوا ذَلِك أدبروا عرض كل وَاحِد عَن صَاحبه وولاه دبره وَقيل لَا توله دبرك استثقالا لَهُ بل أبسط لَهُ وَجهك وَقيل لَا تقطعه لِلْأَبَد من قَوْلهم قطع الله دابره وَقَوله كالظلة من الدبر بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْبَاء جمَاعَة النَّحْل وَقيل جمَاعَة الزنابير يَعْنِي كالسحابة مِنْهَا لكثرتها وَقَوله وأهلكت عَاد بالدبور بِفَتْح الدَّال وَهِي الرّيح الغربية قيل هِيَ مَا جَاءَ مِنْهَا من وسط الْمغرب إِلَى مطلع الشَّمْس وَقيل مَا بَين مغرب الشَّمْس إِلَى سُهَيْل وَقيل مَا خرج بَين المغربين وَقَوله رأى من النَّاس إدبارا أَي أباية عَن الْحق وإعراضا عَمَّا جَاءَ بِهِ وَقَوله يَقُول فِي دبر كل صَلَاة قَالَ الْهَرَوِيّ الدبر بِالْفَتْح فِي الدَّال وَسُكُون الْبَاء والدبر بضمهما آخر أَوْقَات الشَّيْء كَذَا الرِّوَايَة فِي سَار الْكتب دبر كل صَلَاة بضمهما وَفِي كتاب اليواقيت الْمَعْرُوف فِي اللُّغَة فِي مثل هَذَا دبر يُرِيد بِالْفَتْح وَسُكُون الْبَاء وَمِنْه قَوْلهم جعلته دبر إذني أَي خَلْفي وَأما الْجَارِحَة فبالضم وَكَذَلِكَ أَيْضا دابر الشَّيْء آخِره ودبار بِكَسْر الدَّال جمع دبر ودبر وَمِنْه وَلَا يأْتونَ الصَّلَاة إِلَّا دبار أَو يرْوى دبرا ودبرا أَي آخر أَوْقَاتهَا وَقيل بعد فَوَاتهَا وَهُوَ مُتَقَارب وَقَوله وبرأ الدبر بِفَتْح الدَّال وَالْبَاء أَي دبر الْإِبِل الَّتِي حج النَّاس عَلَيْهَا لِأَن الْجَاهِلِيَّة كَانَت لَا ترى الْعمرَة فِي أشهر الْحَج (د ب ل) قَوْله تكفيهم الدُّبَيْلَة بِضَم الدَّال وَفتح الْبَاء فَسرهَا فِي الحَدِيث نَار تخرج فِي أكتافهم حَتَّى تنجم من صُدُورهمْ أَي تظهر وَفِي الجمهرة الدُّبَيْلَة دَاء يجْتَمع فِي الْجوف وَيُقَال لَهُ الدبلة أَيْضا بِالْفَتْح (د ب س) وَقَوله فطار دبسي بِضَم الدَّال هُوَ ذكر نوع من الْحمام ذَوَات الأطواق وَهِي الفواخت. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي تَفْسِير اليقطين الدُّبَّاء كَذَا لجميعهم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند الْأصيلِيّ الكباء بِالْكَاف وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْمَعْرُوف وَلَيْسَ فِي مَوضِع الكباء الكباء بِكَسْر الْكَاف مَمْدُود مخفف الْبَاء البخور والكباء أَيْضا الكساحة مَقْصُور كبوت الشَّيْء كسحته قَوْله فِي غَزْو الرّوم فَيجْعَل الله الدبرة عَلَيْهِم بِسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة وَعند العذري الدائرة وهما بِمَعْنى قَالَ الْأَزْهَرِي الدابرة الدولة تَدور على الْأَعْدَاء وَقَالَ الْهَرَوِيّ والدبرة النَّصْر على الْأَعْدَاء يُقَال لمن الدبرة أَي الدولة وعَلى من الدبرة أَي الْهَزِيمَة وَقَالَ ابْن عَرَفَة الدابرة الْحَادِثَة تَدور من حوادث الدَّهْر فِي البُخَارِيّ وَكَانَت الْكلاب تقبل وتدبر فِي الْمَسْجِد فَلم يَكُونُوا يرشون شَيْئا من ذَلِك كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ تبول وتقيل فِي غير الصَّحِيحَيْنِ تبول وَتقبل وتدبر قَالَ الْخطابِيّ أَي تبول خَارِجا مِنْهُ ثمَّ تقبل وتدبر فِيهِ أثر ذَلِك هَذَا مَعْنَاهُ وَفِي تَفْسِير الصفر فِي مُسلم دَوَاب الْبَطن جمع دَابَّة كَذَا لكافتهم وَعند العذري ذَوَات بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَالتَّاء بِاثْنَتَيْنِ وَالْأول الصَّوَاب الدَّال مَعَ الثَّاء (د ث ر) قَوْله ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ بِضَم الدَّال جمع دثر بِفَتْحِهَا وَهُوَ المَال الْكثير يُقَال مَال دثر لَا يثني وَلَا يجمع والدثور أَيْضا الدُّرُوس يُقَال دثر أَثَره وَعَفا ودرس بِمَعْنى وَجَاء فِي رِوَايَة الْمروزِي أهل الدّور وَهُوَ وهم ودثروني فَدَثَّرُونِي فَنزلت يَا أَيهَا المدثر أَي غطوني بالثياب مثل زَمِّلُونِي وَالْأَصْل فِي مدثر متدثر فأدغمت التَّاء فِي الدَّال لتقارب مخرجيهما الدَّال وَالْجِيم

فصل الاختلاف والوهم

(د ج ج) قَوْله مدجج أَي كَامِل السِّلَاح والشكة (د ج ل) قَوْله الْمَسِيح الدَّجَّال قيل مَعْنَاهُ الْكذَّاب المموه بباطله وسحره الملبس بِهِ وَالرجل طلا الْبَعِير بالقطران وَقيل سمي بذلك لضربه نواحي الأَرْض وقطعه لَهَا دجل الرجل ودجل بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل إِذا فعل ذَلِك وَقيل هُوَ من التغطية لِأَنَّهُ يُغطي الأَرْض بجموعه والدجل التغطية وَمِنْه سميت دجلة لانتشارها على الأَرْض وتغطية مَا فاضت عَلَيْهِ (د ج ن) وَقَوْلها فَيَأْتِي الدَّاجِن وشَاة دَاجِن هِيَ مَا يألف الْبَيْت من الْحَيَوَان وَمِنْه أَن عِنْدِي داجنا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فيقرها فِي أذن وليه قرا الدَّجَاجَة لم تخْتَلف الرِّوَايَة فِي كتاب مُسلم فِيهِ هَكَذَا وَاخْتلفت فِيهِ الرِّوَايَات فِي البُخَارِيّ فَرَوَاهُ بَعضهم الزجاجة بالزاي المضمومة وَكَذَا جَاءَ للمستملي وَابْن السكن وَأبي ذَر وعبدوس والقابسي فِي كتاب التَّوْحِيد وللأصيلي هُنَاكَ الدَّجَاجَة وَكَذَلِكَ اخْتلفُوا فِيهِ فِي مَوَاضِع أخر وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَن هَذَا تَصْحِيف وَأَن الصَّوَاب الأول وَقد ذكر فِي بعض رواياته قر القارورة فَمن رَوَاهُ الدَّجَاجَة بِالدَّال شبه إِلْقَاء الشَّيْطَان مَا يسترقه من السّمع فِي أذن وليه بقر الدَّجَاجَة وَهُوَ صَوتهَا لصواحبها وَقيل يقرها يسَاره بهَا وَمن قَالَ الزجاجة بالزاي فَقيل يلقيها ويودعها فِي أذن وليه كَمَا يقر الشَّيْء فِي القارورة والزجاجة وَقيل يقرها بِصَوْت وحس كحس الزجاجة إِذا حركتها على الصَّفَا أَو غَيره وَقيل مَعْنَاهُ يُرَدِّدهَا فِي أذن وليه كَمَا يتَرَدَّد مَا يصب فِي الزجاجة والقارورة فِيهَا وَفِي جوانبها لَا سِيمَا على رِوَايَة من رَوَاهُ فيقرقرها وَسَيَأْتِي تَفْسِير يقر وَالْخلاف فِي لَفظه وَمَعْنَاهُ فِي الْقَاف بأشبع من هَذَا إِن شَاءَ الله واللغة الفصيحة فِي الدَّجَاج والدجاجة الْفَتْح وَقد كسرهَا بَعضهم (الدَّال مَعَ الْحَاء) (د ح ر) قَوْله مارئ الشَّيْطَان يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَر وَلَا أَدْحَر وَلَا أَحْقَر وَلَا أَغيظ مِنْهُ فِي يَوْم عَرَفَة معنى أَدْحَر أَي أبعد عَن الْخَيْر وَمِنْه قَوْله فتقعد ملوما مَدْحُورًا أَي مُبْعدًا قَوْله فتدحرج أَي تطلق ظهر الْبَطن بَين يَدَيْهِ وكجمر دحرجته على رجلك مثله (د ح ض) قَوْله حِين دحضت الشَّمْس وَحين تدحض الشَّمْس بضاد مُعْجمَة مَعْنَاهُ زَالَت عَن كبد السَّمَاء قَالَ يَعْقُوب وَذَلِكَ مَا بَين الظّهْر وَالْعشَاء وَقَوله فِي الصِّرَاط مدحضة ودحض مزلة بِفَتْح الْمِيم فيهمَا هما بِمَعْنى أَي يدحض فِيهِ ويزل ويزلق الدحض بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْحَاء الزلق والدحض أَيْضا المَاء يكون مِنْهُ الزلق (د ح و) قَوْله فدحا السَّيْل فِيهِ أَي بسط فِيهِ مَا سَاقه من تُرَاب وَرمل وحصى والدحو الْبسط قَالَ الله تَعَالَى) وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها (. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فتمشون فِي الطين والدحض قد فسرناه كَذَا رِوَايَة الكافة وَعند الْقَابِسِيّ الرحض بالراء وَفسّر بَعضهم هَذِه الرِّوَايَة بِمَا يجْرِي من الْبيُوت أَي من الرحاضة وَهُوَ بعيد إِنَّمَا الرحض الْغسْل والرحاض خَشَبَة يضْرب بهَا الثَّوْب ليغسل الدَّال مَعَ الْخَاء (د خَ خَ) فِي حَدِيث ابْن صياد مَا خبات لَك قَالَ الدخ بِضَم الدَّال مشدد الْخَاء قيل هِيَ لُغَة فِي الدُّخان وَقَالَ بِفَتْح الدَّال أَيْضا وَقيل أَرَادَ أَن يَقُول الدُّخان فزجره النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن تَمَامه فَلم يسْتَطع تَمَامه وَقيل هُوَ نبت مَوْجُود بَين النخيل وَرجح هَذَا الْخطابِيّ وَقَالَ لَا معنى للدخان هُنَا إِذْ لَيْسَ مِمَّا يخبأ إِلَّا أَن يُرِيد بخبات أضمرت قَالَ القَاضِي رَحمَه الله بل الْأَصَح والأليق بِالْمَعْنَى أَنه هُنَا الدُّخان وَأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا رُوِيَ كَانَ

فصل الاختلاف والوهم

أضمر لَهُ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين فَلم يهتد من الْآيَة إِلَّا لهذين الحرفين من كلمة نَاقِصَة لم يُتمهَا على عَادَة الْكُهَّان من اختطاف أَوْلِيَائِهِمْ من الشَّيَاطِين بعض الْكَلِمَة عِنْد استراق السّمع أَو من هاجس النَّفس وإلقائها إِلَيْهِم وَلِهَذَا قَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام اخْسَأْ فَلَنْ تعد وقدرك أَي أبعد كَاهِنًا متخرصا فَلَنْ تعدو قدر إِدْرَاك الْكُهَّان مِمَّا لَا يصل إِلَى حَقِيقَة الْبَيَان والإيضاح (د خَ ر) وَقَوله فَلَنْ أدخره عَنْكُم أَصله من حرف الذَّال الْمُعْجَمَة فَلَمَّا أدغمت فِي تَاء افتعل قلبت دَالا وَمَعْنَاهُ اقتنيه وأرفعه دونكم (د خَ ل) وَقَوله وَكَانَ لنا جارا ودخيلا أَي مداخلا ومخالطا وَفِي حَدِيث العائن فَغسل دَاخِلَة إزَاره قيل هُوَ طرفه الَّذِي يَلِي جسده وَقيل كنى بداخلة الْإِزَار عَن مَوْضِعه من الْجَسَد فَقيل يُرِيد مذاكيره وَقيل وركه وَقَوله فلينفضه بداخلة إزَاره أَي طرفه (د خَ ن) وَقَوله هدنة على دخن وَفِيه دخن بِفَتْح الدَّال وَالْخَاء أَي غير صَافِيَة وَلَا خَالِصَة وَأَصله من كدورة اللَّوْن فِي الدَّابَّة وَغَيرهَا وَإِن يكون غير خَالص اللَّوْن وَأَصله من الدُّخان والدخن أَيْضا الدُّخان وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر دخنها من تَحت قدم رجل من أهل بَيْتِي يَعْنِي إثارتها تَشْبِيها بالدخان وَأما الدخن الْمَذْكُور فِي حبوب القطاني فِي الزَّكَاة فبضم الدَّال وَسُكُون الْخَاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي كتاب الشُّرُوط قَوْله ارحل ركابك فَإِن لم أرحل مَعَك كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ ادخل بِالدَّال وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَعند ابْن السكن اكترلي وَالْأول أصوب فِي بَاب الصُّور عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة أَنه دخل على أبي طَلْحَة يعودهُ كَذَا فِي الْمُوَطَّأ قَالَ ابْن وضاح صَوَابه دخل ويعاد على مَا لم يسم فَاعله وَلم يدْرك عبيد الله أَبَا طَلْحَة وَيُقَال أَنه عبيد الله عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي طَلْحَة وَفِي فَضَائِل الْأَشْعَرِيين أَنِّي لأعرف أصوات رفْقَة الْأَشْعَرِيين بِالْقُرْآنِ حِين يدْخلُونَ بِاللَّيْلِ كَذَا لكافة الروَاة عَن مُسلم وَرِوَايَة الْمروزِي عَن البُخَارِيّ من الدُّخُول وَعند الْجِرْجَانِيّ وَبَعض شُيُوخنَا عَن الجياني فِي مُسلم يرحلون أَيْضا بالراء والحاء الْمُهْملَة من الرحيل قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب الدَّال مَعَ الرَّاء (د ر ا) قَوْله فليدراه مَا اسْتَطَاعَ أَي يَدْفَعهُ دراته بِالْهَمْز دَفعته وداريته لَا ينْتَه وَأَصله الْهَمْز ودريته بِغَيْر ألف خدعته وَقَوله كَمَا تراءون الْكَوْكَب الدُّرِّي مِنْهُ عِنْد من همز لاندفاعه وَخُرُوجه عِنْد طلوعه وَمن لم يهمز نسبه إِلَى الدّرّ لنوره (د ر ب) قَوْله نَاقَة مدربة أَي ذلولة قد دربت على السّير وَالرُّكُوب وعودته (د ر ج) قَوْله وأدرج الْقِصَّة وَقَوله وأدرج فِي الحَدِيث قَوْله وَيكرهُ الغل أَي أَدخل فِي لفظ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَوصل بِهِ كَلَام غَيره وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أهل الحَدِيث المدرج وَقَوله إِلَّا بعث الله على مدرجته ملكا أَي على قَارِعَة طَرِيقه وَقَوله فَلَقِيته عِنْد الدرج أَي درج الْمَسْجِد الدرج مَعْلُوم (د ر د) وَقَوله كالبضعة تدَرْدر أَي ترجرج تجىء وَيذْهب بَعْضهَا فِي بعض وَقَوله فِي السِّوَاك يدردني أَي يذهب بأسناني ويحفيها والدرد بِفَتْح الدَّال وَالرَّاء سُقُوط الْأَسْنَان (د ر ر) قَوْله يدر لَبنهَا أَي تمتلئ ثدياها مِنْهُ بِفَتْح الْيَاء وَكسر الدَّال وَيكون أَيْضا بِمَعْنى سَالَتْ يُقَال درت السَّمَاء إِذا أمْطرت وسماء مدرارا غزيرة الْمَطَر وَمِنْه فِي الحَدِيث دَار رزقهم أَي منصب عَلَيْهِم كثير وَقَوله ودرها للطواغيت أَي لَبَنًا وَقَوله يشرب لَبنهَا الدّرّ إِذا كَانَ مَرْهُونا بِنَفَقَتِهِ (د ر ك) وَقَوله ونعوذ بك من دَرك الشَّقَاء

فصل الاختلاف والوهم

وَإِلَّا كَانَ دركا لِحَاجَتِهِ كُله بِفَتْح الرَّاء الدَّرك بِالْفَتْح اسْم من الْإِدْرَاك كاللحق من اللحاق وَضَبطه بَعضهم فِي الْحَدِيثين بالإسكان وَالْمَعْرُوف هُنَا الْفَتْح وَأما الْوَجْهَانِ فَفِي الْمنزلَة كَقَوْلِه تَعَالَى) فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار (وَقُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ وَقَوله وَلَوْلَا إِنَّا لَكَانَ فِي الدَّرك الْأَسْفَل يُقَال بِالسُّكُونِ وَالْفَتْح وَهِي الْمنَازل إِذا كَانَت لسفل فَإِذا كَانَت لعلو فَهِيَ درج ومنازل جَهَنَّم دركات ومنازل الْجنَّة دَرَجَات وَقَوله أَن فَرِيضَة الله فِي الْحَج أدْركْت أبي شَيخا كَبِير أَي وفاقته فريضتها فِي هَذِه الْحَال وَقَوله فَأدْرك بَعضهم الْعَصْر فِي الطَّرِيق أَي حَان وَقتهَا وَلَزِمتهُ وَقَوله حِين أدْرك وَحَتَّى تدْرك أَي تبلغ يُقَال ذَلِك فِي الْجَارِيَة أَي تبلغ مبالغ النِّسَاء وَفِي الثَّمَرَة أَي تطيب وَفِي الطَّعَام أَي ينضج وَفِي كل شَيْء أَي يبلغ المُرَاد مِنْهُ (د ر م) وَقَوله فِي صفة أَرض الْجنَّة در مَكَّة بَيْضَاء مسك خَالص أَي أَنَّهَا فِي الْبيَاض كالدرمك وَهُوَ الْحوَاري لباب الْبر وَفِي الطّيب كالمسك (د ر ن) قَوْله يبْقى من درنه بِفَتْح الدَّال وَالرَّاء أَي وسخه قَوْله وعلقت عَلَيْهِ درنوكا بِضَم الدَّال قيل هُوَ ضرب من الثِّيَاب لَهُ خمل قصير كخمل المناديل (د ر ع) وَقَوله فَأَخْطَأَ بدرع وَتَحْت الدرْع وَلبس درعه درع الْمَرْأَة قميصها مُذَكّر وَقيل يؤنث أَيْضا وَدرع الْحَرْب وَالْحَدِيد أَيْضا مُؤَنّثَة وَقيل يذكر أَيْضا وَقَوله ظَاهر بَين درعين أَي عاون بَينهمَا فِي التحصن فَلبس وَاحِدًا على آخر وَاحْتبسَ إدراعه أَي حَبسهَا للْجِهَاد وَهَذِه كلهَا من الْحَدِيد وَقَوله درع قطر بِكَسْر الْقَاف هُوَ ضرب من البرود (د ر س) قَوْله حَتَّى أَتَى الْمِدْرَاس هُوَ الْبَيْت الَّذِي يقْرَأ فِيهِ أهل الْكتاب كتبهمْ درست الْكتاب قرأته قَوْله فَوضع مدراسها الَّذِي يدرسها كَفه على آيَة الرَّجْم كَذَا جَاءَ هُنَا مُفَسرًا سمي بذلك للْمُبَالَغَة كَمَا قيل رجل معطاء وَعند أبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم مدارسها وَهُوَ بِمَعْنى أَي الَّذِي يدارسها النَّاس وَالْأول أظهر (د ر ي) وَقَوله وَبِيَدِهِ مدري يحك بهَا رَأسه ويروي يرجل هِيَ مثل الْمشْط أَعْوَاد مَجْمُوعَة صفا محددة وَقَالَ ابْن كيسَان هُوَ عود تدخله الْمَرْأَة فِي شعرهَا لتضم بِهِ بعضه إِلَى بعض وَقَوله لأدريت وَلَا تليت أَي لم تدر وَقد تقدم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله يبْعَثْنَ بالدرجة فِيهَا الكرسف بِكَسْر الدَّال وَفتح الرَّاء وَالْجِيم جمع درج بِضَم الدَّال وَسُكُون الرَّاء مثل خرجَة وَخرج وَهِي هنة كالسفط الصَّغِير وَشبهه تضع فِيهِ الْمَرْأَة طيبها وحليها وخف متاعها كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة وتفسيرهم وَفِي رِوَايَة أبي عمر الدرجَة بِضَم الدَّال وَسُكُون الرَّاء وَقَالَ كَأَنَّهُ تَأْنِيث درج قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيحْتَمل أَن يُرِيد بهَا خرقَة تجمع فِيهَا هَذَا الكرسف وَهُوَ الْقطن الَّذِي احتشت بِهِ وَقَالَ أَبُو عبيد الدرجَة الْخِرْقَة الَّتِي تلف وَتدْخل فِي حَيَاء النَّاقة إِذا أعطفت على ولد غَيرهَا وَإِذا كَانَ هَذَا مَعَ هَذِه الرِّوَايَة فَهِيَ أشبه فِي الِاسْتِعْمَال من الدرج الْمُسْتَعْمل لغيره شبهوا الْخرق الَّتِي تسْتَعْمل فِي هَذَا ويلف فِيهَا الكرسف بِتِلْكَ وَالله أعلم وَفِي رِوَايَة أبي الْوَلِيد بن ميقل الدرجَة بِفَتْح الْجَمِيع وَهُوَ بعيد من الصَّوَاب قَوْله فِي حَدِيث الدَّجَّال فَأَما أدركن ذَلِك أحدكُم كَذَا عِنْد جمَاعَة شُيُوخنَا وَعند القَاضِي التَّمِيمِي أدْركهُ وَهُوَ وَجه الْكَلَام فَإِن هَذِه النُّون لَا تدخل على الْفِعْل الْمَاضِي قَوْله فِي حَدِيث الشَّمْس فَأخذ ذرعا حَتَّى أدْرك بردائه كَذَا لِابْنِ الْحذاء بذال مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَعند غَيره درعا بدال مُهْملَة مَكْسُورَة وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث الثَّانِي فَأَخْطَأَ بدرع رَوَاهُ بَعضهم فخطأ بذرع بذال مُعْجمَة وَقد بَيناهُ فِي حرف الْخَاء قَوْله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة فِي كتاب مُسلم

(د ك ن)

إِلَّا أَن شُعْبَة جعل مَكَان الذّرة ذرة كَذَا هُوَ الصَّوَاب الرِّوَايَة الأولى بشد الذَّال وَالرَّاء المفتوحتين وَأحد الذَّر وَالثَّانيَِة بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة أَيْضا وَتَخْفِيف الرَّاء الْحبّ الَّذِي يُوكل وَإِنَّمَا صحف فِيهِ شُعْبَة لما رأى قبله فِي الحَدِيث مَا يزن برة وَمَا يزن شعيرَة فَظن مَا جَاءَ بعده مَا يزن ذرة أَنه ذرة لمقاربتها من الْبر وَالشعِير فِي الْجِنْس وَالصَّحِيح قَول غَيره ذرة وكما ذَكرْنَاهُ عَن شُعْبَة هُنَا رِوَايَة الكافة عَن مُسلم وَكَذَا كَانَ عِنْد الصدفى والسمرقندي وَكَذَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ فِي التَّصْحِيف وَكَانَ عِنْد السجْزِي والأسدي عَن العذري درة بدال مُهْملَة مَضْمُومَة وَرَاء مُشَدّدَة وَاحِدَة الدّرّ وَهَذَا تَصْحِيف التَّصْحِيف وَقَوله فأبصر دَرَجَات الْمَدِينَة ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَقَوله وَإِذا أدرت بِالنَّاسِ فتْنَة كَذَا ليحيى عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَرَوَاهُ القَاضِي الْبَاجِيّ وَبَعْضهمْ عَنهُ أردْت بِتَقْدِيم الرَّاء وَهِي رِوَايَة ابْن بكير وَفِي حَدِيث سَلمَة حَتَّى مَا أَدْرِي ورائي من أَصْحَاب مُحَمَّد وَلَا غبارهم شَيْئا كَذَا عِنْد أبي ذَر وَعند سَائِر الروَاة مَا أرى وَهُوَ الصَّحِيح وَقَوله لقد أذكرني آيَة كَذَا هُوَ الْمَعْرُوف الصَّحِيح وَعند ابْن أبي صفرَة لقد أدركني وَهُوَ وهم وَفِي الْإِيمَان هَل يدْخل فِي الْإِيمَان وَالنُّذُور الأَرْض وَالْغنم والدروع كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ الزروع الدَّال مَعَ الْكَاف (د ك ن) قَوْله فِي حَدِيث أم خَالِد فَبَقيت تَعْنِي الْقَمِيص حَتَّى دكن وَصَححهُ كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَهُوَ الَّذِي رَجحه أَبُو ذَر ولأكثر الروَاة حَتَّى ذكر زَاد فِي رِوَايَة ابْن السكن دهرا وَمعنى دكن أسود لَونه والدكنة غبره كدرة وَالْأَشْبَه بِالصِّحَّةِ رِوَايَة ابْن السكن قصد ذكر طول الْمدَّة وَنسي تحديدها فَعبر أَنه ذكر دهرا الدَّال مَعَ اللَّام (د ل ج) قَوْله عَلَيْكُم بالدلجة وبشيء من الدلجة بِضَم الدَّال وَسُكُون اللَّام كَذَا هِيَ الرِّوَايَة وَهِي صَحِيحَة وتقال بِفَتْح الدَّال وَبِضَمِّهَا وبفتح اللَّام أَيْضا وَكَذَلِكَ قَوْله فأدلجوا وفأدلج وَاخْتلف أَرْبَاب اللُّغَة فِي هَذَا وَفِي الإدلاج هَل يسْتَعْمل ذَلِك كُله فِي اللَّيْل كُله وَبينهمْ اخْتِلَاف فَقيل أَن ذَلِك يسْتَعْمل فِي سَائِر اللَّيْل كُله وَإِن الدلجة والدلجة سَوَاء فيهمَا وأنهما لُغَتَانِ وَأَكْثَرهم يَقُول أدْلج بتَشْديد الدَّال سَار آخر اللَّيْل وأدلج بتخفيفها اللَّيْل كُله يُقَال سَارُوا دلجة من اللَّيْل أَي سَاعَة والدلج بِفَتْح اللَّام والأدلاج بِسُكُون الدَّال والدلجة بتفح الدَّال سير اللَّيْل كُله والإدلاج بتَشْديد الدَّال والدلجة بِضَم الدَّال سير آخِره وَفِي الْهِجْرَة فيدلج من عِنْدهمَا بِسحر بتَشْديد الدَّال (د ل ك) قَول ابْن عمر دلوك الشَّمْس ميلها هُوَ كَمَا فسره فِي الحَدِيث وَجَاء فِي غير الْمُوَطَّأ عَنهُ مُفَسرًا زَوَالهَا وَمثله لِابْنِ مَسْعُود وَهُوَ قَول جمَاعَة من السّلف واللغويين وَرُوِيَ أَيْضا عَن ابْن مَسْعُود وَعلي وَابْن عَبَّاس وَأبي وَائِل دلوكها غُرُوبهَا والوجهان فِي اللُّغَة معروفان وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة دلوكها من زَوَالهَا إِلَى غُرُوبهَا وأصل الدلوك زَوَالهَا عَن موضعهَا قَالَ ثَعْلَب أَتَيْتُك عِنْد الدَّلْك أَي بالعشى والدلك الْعشي (د ل ل) وَقَوله هَديا ودلا أَي حسن سمت وشمائل وَحَدِيث وحركة بِفَتْح الدَّال وَقَوله وَدلّ الطَّرِيق صَدَقَة أَي دلَالَة وهداية من لَا يدريه عَلَيْهِ وَقَوله أدل بمنزله أَي اجتراء بهَا وَلفُلَان على فلَان دلّ أَي اجتراء بِمَنْزِلَتِهِ مِنْهُ وَمِنْه أرى لَك مِنْهُ منزلَة ودلا أَي جرءة عَلَيْهِ بذلك وإدلالا (د ل ع) وَقَوله قد أدلع لِسَانه من الْعَطش أَي أخرجه من شفته وَيُقَال دلع لِسَانه أَيْضا وَمِنْه فِي خبر حسان فأدلع لِسَانه فَجعل يحركه ودلع اللِّسَان أَيْضا إِذا خرج (د ل ق) قَوْله فتندلق أقتاب بَطْنه أَي تخرج أمعاؤه (د ل ي) تقدم تَفْسِير تدلي فِي أول الْحَرْف

فصل الاختلاف والوهم

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله كم من عذق مُعَلّق أَو مدلى ويروى أَو مذلل فِي الْجنَّة لِابْنِ الدحداح كلهَا بِمَعْنى مُعَلّق قَالَ الله تَعَالَى) وذللت قطوفها تذليلا (وتذليل العذوق تدليتها وَفِي الْآيَة أَقْوَال لِلْمُفَسِّرِينَ ترجع إِلَى هَذَا الْمَعْنى أَو قريب مِنْهُ الدَّال مَعَ الْمِيم (د م ث) قَوْله إِذا أَتَى دمثا من الأَرْض بِفَتْح الدَّال وَالْمِيم هُوَ السهل مِنْهَا المترمل والدمث فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام السهل الْخلق لَيْسَ بالجافي وَأَصله مِمَّا تقدم (د م م) وَفِي حَدِيث الْمُتْعَة وَهُوَ قريب من الدمامة بدال مُهْملَة أَي الْقبْح والدميم الْقَبِيح بِالْمُهْمَلَةِ (د م ن) قَوْله أصَاب الثَّمر الدمَان كَذَا روينَاهُ من طَرِيق الْقَابِسِيّ وَغَيره بِضَم الدَّال وَتَخْفِيف الْمِيم وضبطها السَّرخسِيّ بِفَتْح الدَّال وَرَوَاهَا بَعضهم بِالْكَسْرِ وَقَالَ أَبُو عبيد هَذَا الْحَرْف بِالْفَتْح وَذكره الْخطابِيّ بِالضَّمِّ وبالفتح قرأناه على أبي الْحُسَيْن وَصوب بَعضهم الضَّم وَحده وَالضَّم وَالْفَتْح فِيهِ صَحِيحَانِ وَكَذَا قيدهما الجياني بِخَطِّهِ عَن أبي مَرْوَان وَقَالَ ابْن أبي الزِّنَاد فِيهِ الإدمان على وزن الغليان حَكَاهُ عَنهُ أَبُو عبيد وَهُوَ فَسَاد الطّلع وتعفنه وسواده وَقد روى ابْن داسة هَذَا الْحَرْف عَن أبي دَاوُود الدمار بالراء آخِره وَلَا معنى لَهُ عِنْدهم وَهُوَ تَصْحِيف وَقَالَ الْأَصْمَعِي الدمال بِاللَّامِ الثَّمر العفن (د م س) وَقَوله كَأَنَّمَا خرج من ديماس قيل هُوَ السرب وَقيل الْكن وَقيل الْحمام (د م ى) وَقَوله كَأَنَّهُ صَوت دم أَي صَوت طَالب دم أَو سافك دم وَقَوله وَإِن تقتل تقتل ذَا دم أَي صَاحب دم يشتفي بقتْله وَيدْرك قَاتله بِهِ تَارَة فاختصر اقتصارا على مَفْهُوم كَلَامهم فِيهِ وَرَوَاهُ بَعضهم عَن أبي دَاوُود فِي مصنفة ذَا ذمّ بِالْمُعْجَمَةِ وَفَسرهُ بالذمام وَالصَّحِيح الأول وَتلك الرِّوَايَة تقلب الْمَعْنى لِأَن من لَهُ ذمام لَا يسْتَوْجب الْقَتْل وَلَا كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام يقْتله فصل قَوْله فينبتون نَبَات الدمن فِي السَّيْل بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْمِيم كَذَا للسجزي وَلغيره نَبَات الشَّيْء فِي السَّيْل وَهُوَ أشبه وَأَصَح فِي الْمَعْنى لِأَن الدمن الزبل وَالْبَعِير وَلَيْسَ يخرج لَهُ هُنَا معنى وَالشَّيْء هُنَا بِمَعْنى الْحبَّة الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث الآخر قَوْله فِي حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فنزامنها الدَّم كَذَا عِنْد العذري وَعند غَيره المَاء وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير فِي بَاب وَيبين الله لكم الْآيَات فِي سُورَة النُّور فِي بَيت حسان وتصبح غرثى من دِمَاء الغوافل كَذَا لكثير من الروَاة وَعند الْأصيلِيّ من لُحُوم الغوافل كَمَا فِي أَكثر الْأَبْوَاب وَعند الْحَمَوِيّ وَأبي إِسْحَاق وعبدوس من دم غوافل وَهُوَ وهم قَوْله لَا والدماء كَذَا رَوَاهُ عبيد الله بِكَسْر الدَّال مَمْدُود يُرِيد مَا ذبح على النصب وأريق هُنَاكَ من الدِّمَاء وَعند ابْن وضاح الدمى بِالضَّمِّ جمع دمية أَي الصُّور يَعْنِي الْأَصْنَام وَقد اخْتلف رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن ملك فِي الحرفين (الدَّال مَعَ النُّون) (د ن ا) قَوْله على مَا نعطي الدنيئة فِي ديننَا أَي الْخصْلَة المدمومة الحقيرة يُقَال مِنْهُ دنؤ الرجل ودؤ خبث فعله ولؤم والدناءة الحقارة وَقد تسهل فَيُقَال الدنية وبالوجهين روينَاهُ فِي الحَدِيث وبالهمز قَيده الْأصيلِيّ والدنئ من الرِّجَال بِالْهَمْز الحقير اللئم وَذكر الزبيدِيّ فِي حرف الْوَاو الدني الضَّعِيف وَقد تكون الدنية من الضعْف أَيْضا (د ن ن) ذكر الدنان بِكَسْر الدَّال جمع دن وَهِي الْحباب الَّتِي تسميها الْعَامَّة الخوابي وَقَوله ينقي الثَّوْب من الدنس بِفَتْح النُّون هُوَ الْوَسخ وَنَحْوه (د ن و) وَقَوله الْجَمْرَة الدُّنْيَا بِكَسْر الدَّال وَضمّهَا أَي الْقَرِيبَة والأدنى إِلَى منى وَسميت الْحَيَاة الدُّنْيَا لدنوها من أَهلهَا وَبعد الْآخِرَة عَنْهَا إِذْ لم تجئ بعدو سَمَاء الدُّنْيَا لقربها من سَاكِني

فصل الاختلاف والوهم

الأَرْض وَفِي حَدِيث حبس الشَّمْس فأدنى للقرية كَذَا فِي جَمِيع النّسخ من مُسلم وَوَجهه أدنى جيوشه وجموعه تَعديَة دنا أَي قربهم مِنْهَا أَو يكون من قَوْله أدنت النَّاقة إِذا حَان نتاجها وَلم يقل ذَلِك فِي غَيرهَا أَي حَان فتحهَا وَقرب وَقَوله استدنني يَا رَسُول الله أَي قربني إِلَيْك من الدنو وَقَوله فِي الْفَرَائِض فَلَا دنى ذكراي أقربه وَقَوله فِي الحادة عِنْد أدنى طهرهَا نبذه من قسط وإظفار كَذَا عِنْد شُيُوخنَا بِفَتْح الْهمزَة أَي قربه وَفِي بعض النّسخ مِمَّا وجدته بِخَط شُيُوخنَا أدناء بِكَسْر الْهمزَة مصدر وَقَوله فيأتيهم رب الْعَالمين فِي أدنى صُورَة من الَّتِي رَوَاهُ فِيهَا أَي بِأَدْنَى صُورَة وَأَقل من الصُّورَة الَّتِي أَرَاهُم أَولا من خلقه لامتحانهم على مَا نفسره فِي حرف الصَّاد إِن شَاءَ الله. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي صَوْم عَاشُورَاء أدن إِلَى الْغَدَاء بِضَم الْهمزَة وَالنُّون بعْدهَا إِلَى الخافضة وَعند السَّمرقَنْدِي أدن لي الْغَدَاء بِفَتْح الْهمزَة وَكسر النُّون وَفتح الْغَدَاء مفعول ثَان وَالْأول هُوَ الْوَجْه وَمَفْهُوم الحَدِيث وكما جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر أدن فَكل وَقَوله فَكنت فِي النِّسَاء الدني نلى ظُهُور الْقَوْم بِضَم الدَّال بعده نون وَمَعْنَاهُ القريبات جمع دنيا وَعند الجياني والطبري الَّذِي وَعند غَيرهم اللائي واللاتي فِي فَضَائِل عُثْمَان فَجئْت عمر فَقلت ادن كَذَا للعذري أَمر من الدنو وَلغيره إِذن بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة فعل مَاض من الْإِذْن ولبعضهم أَدخل وَلكُل معنى بَين فِي الحَدِيث صَحِيح الدَّال مَعَ الْعين (د ع ب) قَوْله تداعبها وتداعبك أَي تلاعبها وتلاعبك كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر والدعابة المزاح (د ع ت) قَوْله فِي الشَّيْطَان فدعته بتَخْفِيف الدَّال وَتَشْديد التَّاء كَذَا روينَاهُ بِالدَّال الْمُهْملَة فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة قيل أَي دَفعته دفعا شَدِيدا وَفِي حَدِيث غَيره ذعته بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَقَالَ بَعضهم صَوَابه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة هُنَا أَي خنقته وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فخنقته مُفَسرًا وَقَالَ ابْن دُرَيْد ذعته بِالْمُعْجَمَةِ غمزته غمزا شَدِيدا قَالَ وَيُقَال دَعَتْهُ يدعته والدعت الدّفع العنيف بِالدَّال والذال زَعَمُوا وَيُقَال الذعت بالذل الْمُعْجَمَة التمريغ فِي التُّرَاب وَقَالَ غَيره دَعَتْهُ وذعته بِالدَّال والذال دَفعته دفعا شَدِيدا وَهُوَ هُنَا صَحِيح الْمَعْنى وَقَالَ بَعضهم لَا يَصح أَن يكون من الدع هُنَا لِأَن أَصله كَانَ يكون دععته وَلَا تُدْغَم الْعين فِي التَّاء إِذْ لَا يدغم الشَّيْء إِلَّا فِي مثله أَو مَا قرب من مخرجه وَعند ابْن الْحذاء فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة ذعته بِالذَّالِ والغين المعجمتين (د ع ج) قَوْله كَانَ ادعج الْعَينَيْنِ هُوَ شدَّة سَواد سوادها (د ع ر) وَقَوله فَأَيْنَ دعار طَيئ بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْعين أَي فساقها وسراقها وشرارها والداعر الدنئ الْفَاسِق السَّارِق (د ع م) قَوْله فدعمته أَي رفدته وأقمته لَيْلًا يسْقط وَقَوله فِي الْأَطْفَال دعاميص الْجنَّة وأحدها دعموص وَهِي دوبية تكون فِي المَاء (د ع ع) قَوْله فِي الْحَج لَا يدعونَ عَنهُ بِفَتْح الدَّال أَي لَا يدْفَعُونَ والدع الدّفع بجفوة قَالَ الله تَعَالَى يَوْم يدعونَ إِلَى نَار جَهَنَّم (د ع و) قَوْله كُنَّا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي دَعْوَة بِالْفَتْح هِيَ الطَّعَام الْمَدْعُو إِلَيْهِ سمي بذلك وَفِي النّسَب الدعْوَة بِالْكَسْرِ هَذَا عِنْد أَكثر الْعَرَب إِلَّا عدي الربَاب فَإِنَّهُم يقلبون فيفتحون فِي النّسَب ويكسرون فِي الطَّعَام قَوْله تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد أَي اسْتَجَابَ لَهُ كَأَنَّهُ يَدْعُو بعضه بَعْضًا وتداعى الْبناء إِذا تهَيَّأ للسقوط قَوْله فِي حَدِيث أبي طَلْحَة ادعني جَائِزَة مَعْنَاهُ ادْع لي وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة بَعضهم قَوْله من يدعني فأستجيب لَهُ من يسألني فَأعْطِيه

فصل الاختلاف والوهم

فرق بعض الْمَشَايِخ بَين الدُّعَاء وَالسُّؤَال فَقَالَ الدَّاعِي الْمُضْطَر والسائل الْمُخْتَار قَالَ الله) أم من يُجيب الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ (فللسائل المثوبة وللداعي الْإِجَابَة قَوْله من ترك دينا أَو ضَيْعَة فادعوني فَأَنا وليه قيل مَعْنَاهُ استغيثوا بِي فِي أمره وأصل الدُّعَاء الاستغاثة قَالَ الله تَعَالَى) وَادعوا شهداءكم من دون الله (قيل استغيثوا بهم وَقَوله أدعوى الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ قَوْلهم يال فلَان وَهُوَ من معنى الاستغاثة أَيْضا وَقَوله وَذكر خبر يُوسُف لَأَجَبْت الدَّاعِي قيل الَّذِي دَعَاهُ لِلْخُرُوجِ من السجْن لَا الْمَرْأَة الَّتِي دَعَتْهُ لما دَعَتْهُ لَهُ إِذْ قَالَ يُوسُف للداعي ارْجع إِلَى رَبك الْآيَة وَمثله من نَبينَا تواضع. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فدعمته بتَخْفِيف الْعين أَي رفدته لَيْلًا يسْقط وَرَوَاهُ بَعضهم فزعمته بالزاي وَفَسرهُ حركته وَالرِّوَايَة فِيهِ وَالتَّفْسِير خطأ كُله لَا أصل لَهُ وَقَوله أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام كَذَا لأكْثر الرِّوَايَة هُوَ مصدر كالشكاية والرماية وَالْمَشْهُور فِي مصدره دُعَاء وَقيل دَعْوَى أَيْضا قيل وَمِنْه قَوْله لَيْسَ منا من دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة وَذكر فِي البارع دعاوة بِالْوَاو أَيْضا وَجَاء للأصيلي فِي كتاب الْجِهَاد بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام مَعْنَاهُ بدعوته وبالكلمة الَّتِي يدعى بهَا إِلَى الْإِسْلَام وَيدخل بهَا فِيهِ من دعى إِلَيْهِ وَهِي بِمَعْنى قَوْله فِي الحَدِيث) يَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء (الْآيَة قَوْله فِي حَدِيث الوباء ادْع لي الْمُهَاجِرين وادع لي الْأَنْصَار وادع لي مشيخة قُرَيْش كَذَا لأكْثر الروَاة من طَرِيق يحيى وَاخْتلف فِيهِ ضبط شُيُوخنَا فَمنهمْ من ضَبطه كَذَا على الْأَفْرَاد وَهِي رِوَايَة القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وَمِنْهُم من ضَبطه ادعوا على الْجمع وَهِي رِوَايَة ابْن بكير وَكَذَلِكَ فدعوهم فَدَعَاهُمْ قَالُوا وَالصَّوَاب ادْع على الْأَفْرَاد فدعوتهم لِأَن الْمَأْمُور بِهَذَا هُوَ ابْن عَبَّاس الْمُحدث بالْخبر وَقَوله دعاة على أَبْوَاب جَهَنَّم جمع دَاع وَعند الطَّبَرِيّ رُعَاة بالراء وَالْأول أظهر لقَوْله من أجابهم قَذَفُوهُ فِيهَا وَعند الصَّدَفِي دُعَاء وَهُوَ بِمَعْنى الأول قَوْله فِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن عمر فَيصَلي على النَّبِي ويدعوا لأبي بكر وَعمر وَكَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ يحيى وَعلي أبي بكر وَعمر وَعند ابْن وضاح كَمَا للْجَمَاعَة وَفِي بَاب طرح جيف الْمُشْركين جَاءَت فَاطِمَة وأخذته من ظَهره يَعْنِي مَا طَرحه الْمُشْركُونَ عَلَيْهِ من سلى الْجَزُور ودعت على من صنع ذَلِك فَقَالَ اللَّهُمَّ كَذَا لَهُم قَالَ الْقَابِسِيّ الْمَحْفُوظ ودعا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب قَالَ القَاضِي وَقد جَاءَ أَيْضا فَأَقْبَلت تسبهم فَلَا يبعد أَن فِي سبهم دعاءها عَلَيْهِم ثمَّ دَعَا النَّبِي بعد ذَلِك أَيْضا فَتَصِح الرِّوَايَتَانِ قَوْله من ترك كلا أَو ضيَاعًا فَأَنا وليه فَلَا دعِي لَهُ كَذَا الرِّوَايَة قيل صَوَابه فَلَا دع لَهُ وَعِنْدِي (وَفِي بَاب من لم يتَوَضَّأ من لحم الشَّاة يحتز من كتف شَاة فدعي إِلَى الصَّلَاة كَذَا لجميعهم وَعند الْقَابِسِيّ فَدَعَا وَهُوَ وهم الدَّال مَعَ الْغَيْن (د غ ر) قَوْله على م تدغرن أَوْلَادكُنَّ بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الدَّال هُوَ غمز الْحلق من الْعذرَة وَهُوَ وجع يهيج فِي الْحلق وَهُوَ الَّذِي يُسمى بِسُقُوط الهاة (د غ ل) وَقَوله يتخذنه دغلا بِفَتْح الدَّال والغين أَي خداعا وسببا للْفَسَاد وأصل الدغل الشّجر الملتف (د غ ق) وَقَوله ندغفقه دغفقة هُوَ الصب الشَّديد الدَّال مَعَ الْفَاء (د ف ا) الدفء ويتسدفى هُوَ من السخانة وزمان دفئ مَمْدُود وَقد دفؤ ودفئ الرجل فَهُوَ دفئان وكل مَا استدفأت بِهِ فَهُوَ دفء (د ف ع) وَقَوله فَيدْفَع دفْعَة من دم بِفَتْح الدَّال أَي مرّة وَاحِدَة وَقَوله مَدْفُوع

فصل الاختلاف والوهم

بالأبواب من الدّفع الْمَعْلُوم أَي مَرْدُود مستحقر مَحْجُوب عَن دُخُول أَبْوَاب أهل الدُّنْيَا وَأَصْحَاب الْحَوَائِج وَقَوله فَدفع من مُزْدَلِفَة الدّفع تكَرر فِيهَا فِي الْحَج فِي غير حَدِيث وَمَعْنَاهُ الذّهاب وَالسير يُقَال دفعت الْخَيل إِذا سَارَتْ وَالْقَوْم جَاءَ وبمرة وَكَذَلِكَ الْمَطَر وَدفعت إِلَى الشَّيْء بلغته والاندفاع الْمُضِيّ فِي الْأَمر كَائِنا مَا كَانَ وَذكر أَيْضا فِيهَا فِي غير الْحَج فِي غير مَوضِع وَالدَّفْع أَيْضا الزَّوَال يُقَال دفعت الشَّيْء أزلته وَدفع الْوَادي أَيْضا انصب فِي غَيره (د ف ف) وَقَوله دف نَاس وَمن أجل الدافة الَّتِي دفت ودفت دافة من قومكم كُله بتَشْديد الْفَاء كُله من الدُّف وَهُوَ السّير لَيْسَ بالشديد فِي جمَاعَة وَقَوله تدففان أَي تضربان بالدف كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث لآخر الدُّف الَّذِي يلْعَب بِهِ وَيُقَال بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَوله سَمِعت دف نعليك بِالْفَتْح أَيْضا أَي صَوت مشيك فيهمَا وَفِي رِوَايَة ابْن السكن دوِي نعليك وَهُوَ قريب من مَعْنَاهُ وَقَوله مَا بَين الدفتين بِالْفَتْح يَعْنِي الْمُصحف مثل قَوْله مَا بَين اللَّوْحَيْنِ ودفتا الْمُصحف مَا نظمه من جانبيه وَأَصله أَن الدُّف الْجنب بِالْفَتْح وَقد تكون دفتا الْمُصحف من خشب أَو غَيره (د ف ق) قَوْله لَا يجب الْغسْل إِلَّا من الدفق بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْفَاء أَي الْإِنْزَال. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي زَكَاة الْحُبُوب وَالنَّاس مصدقون فِي ذَلِك وَيقبل مِنْهُم مَا دفعُوا كَذَا لِابْنِ الفخار وَابْن أبي الْعَلَاء بِالدَّال وَعند غَيرهمَا مَا رفعوا بالراء وهما صَحِيحَانِ متقاربا الْمَعْنى فِي حَدِيث الْجذع فَلَمَّا دفع إِلَى الْمِنْبَر كَذَا لَهُم بِالدَّال مَضْمُومَة وَضَبطه بَعضهم بِفَتْحِهَا وَعند الْأصيلِيّ فِي الأَصْل رفع بالراء وَكتب عَلَيْهِ شبه الدَّال أَو الْكَاف وَكَذَا رَوَاهُ عَنْهُم بَعضهم بِالدَّال وَأما رفع أَو رفع بالراء فَلهُ وَجه بَين وأبينهما فتح الرَّاء أَي ارْتَفع عَلَيْهِ وَأما بِالدَّال فَمَعْنَاه ذهب وَسَار يُقَال دفعت الْخَيل إِذا سَارَتْ وَأما ركع أَيْضا إِن كَانَ كَذَلِك وَصحت بِهِ الرِّوَايَة فَهُوَ أوجه لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام لما كمل الْمِنْبَر صلى عَلَيْهِ وَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مُبينًا وَفِي حَدِيث سَلمَة ثمَّ أَنِّي دفعت حَتَّى ألحقهُ كَذَا عِنْد بعض شُيُوخنَا بِالدَّال وللصدفي والأسدي رفعت بالراء وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي رفعت فِي جريي واندفعت فِيهِ وَفِي النِّكَاح فِي حَدِيث نِكَاح صَفِيَّة فَدفع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ودفعنا فَعَثَرَتْ النَّاقة كَذَا روايتنا عَن جَمِيع أشياخنا وَفِي نُسْخَة بالراء وَهُوَ مِمَّا تقدم وَمِنْه فِي حَدِيث ابْن اللتبية فِي رِوَايَة مُسلم عَن إِسْحَاق فَدفع إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَعند ابْن عِيسَى وَابْن أبي جَعْفَر فَرفع وَهُوَ هُنَا أوجه وَقَوله كَانَت ريح تكَاد أَن ندفن الرَّاكِب كَذَا الرِّوَايَة لجميعهم قَالَ بعض النقاد لَعَلَّه تدفق الرَّاكِب أَي تصبه وتطرحه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الْوَجْه صَوَاب الرِّوَايَة مَعَ اتِّفَاق الْكتب عَلَيْهَا وَكَذَا جَاءَ فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة بالنُّون وَمَعْنَاهُ تمْضِي بِهِ وتغيبه عَن النَّاس لقوتها يُقَال نَاقَة دفون للَّتِي تغيب عَن الْإِبِل وَعبد دفون للَّذي يتغيب عَن سَيّده وَقَوله وتجئ فتْنَة فترقق بَعْضهَا بَعْضًا كَذَا رِوَايَة الكافة بالراء وقافين معجمتين وَعند الطَّبَرِيّ فتدفق وَكِلَاهُمَا لَهُ معنى صَحِيح أما هَذِه الْآخِرَة فبمعنى تدفع وتصب والدفق الصب أَي تَأتي شَيْئا بعد شَيْء وَأما على الرِّوَايَة الأولى فتسبب وتسوق وَمِنْه قَوْلهم عَن صبوح ترقق الدَّال مَعَ الْقَاف (د ق ق) قَوْله فِي الدُّعَاء دقه وجله أَي دقيقه وجليله صغيره وكبيره

فصل الاختلاف والوهم

وَقَوله فاندقت عُنُقه أَي انْكَسَرت والدق الْكسر وَقَوله فدق الْبَاب مَعْنَاهُ هُنَا ضربه للإستيذان (د ق ل) وَقَوله مَا يجد من الدقل مَا يمْلَأ بَطْنه بِفَتْح الدَّال وَالْقَاف هُوَ ثَمَر الدوم وَهُوَ يشبه النّخل وَله حب كَبِير فِيهِ نوى كَبِير عَلَيْهِ لحمية عفصة تُؤْكَل رطبَة فَإِذا يبس صَار شبه الليف. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي صفة الصِّرَاط أدق من الشّعْر ويروى أرق وَكَذَا للخشنى وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى كل شَيْء رَقِيق هُوَ دَقِيق وَفِي تَفْسِير وَقدر فِي السرد فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَلَا تدق المسامير بِالدَّال وَعند الْأصيلِيّ ترق بالراء الدَّال مَعَ السِّين (د س ر) قَوْله دسره الْبَحْر أَي دَفعه والدسر الدّفع وَقَوله فِي دسكرة لَهُ بِفَتْح الدَّال وَالْكَاف هُوَ بِنَاء كالقصر حوله بيُوت وَجمعه دساكر (د س م) قَوْله إِن لَهُ دسما بِفَتْح السِّين أَي ودكا قَوْله عَلَيْهِ عِصَابَة دسماء بِسُكُون السِّين مَمْدُود وَفِي رِوَايَة أُخْرَى دسمة بِكَسْر السِّين وَقيل دسماء لَوْنهَا لون الدسم كالزيت وَشبهه وَقيل مَعْنَاهُ سَوْدَاء وَقد رويت هَكَذَا عِصَابَة سَوْدَاء وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي الصَّبِي دسموا نونته أَي سودوا حُفْرَة ذقنه وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هِيَ غبرة فِي سَواد وَقَالَ الْحَرْبِيّ أَرَاهَا من الدسم وَهُوَ كالدهن وَنَحْوه وَيُقَال فِي تَأْوِيل هَذَا أَنه من دسم الطّيب كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كَانَ ثَوْبه ثوب زيات مِمَّا يكثر القناع يُرِيد مِمَّا يُغطي رَأسه فَيتَعَلَّق بِثَوْبِهِ مِمَّا فِي شعره من الطّيب وَعَلِيهِ تتَوَجَّه رِوَايَة دسمه وَزعم الدَّاودِيّ أَنه على ظَاهره وَأَنه نالها من الْعرق وَمَا يكون من الْمَرَض (د س س) قَوْله ودسته تَحت يَدي أَي غيبته تَحت إبطي ودفعته هُنَاكَ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم ذكر البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير دسر إصْلَاح السَّفِينَة كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ أضلاع السَّفِينَة قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ ابْن عَبَّاس الدسر المعاريض الَّتِي تشد بهَا السَّفِينَة وَقَالَ أَيْضا هِيَ المسامير وَقَالَ غَيره هِيَ أَلْوَاح جنوبها وَقيل مجاذيبها قَوْله ومنعت مصر ارد بهَا ودينارها كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَعند العذري دسادرها مَكَان ودينارها وَهُوَ خطأ قَبِيح لَا وَجه لَهُ الدَّال مَعَ الْهَاء (د هـ د هـ) قَوْله تدهده الْحجر وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فتدهدى وَقد تقدم تَفْسِير هَذَا أول الْحَرْف أَي تدحرج أَمَامه قَالَ أَبُو عبيد دهدهت الْحجر ودهديته (د هـ ر) قَوْله لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر الدَّهْر مُدَّة الدُّنْيَا وَقيل أَنه مفعولات الله تَعَالَى وَقيل فعله كَمَا قَالَ إِنِّي أَنا الْمَوْت وَمعنى الحَدِيث فَإِن مصرف الدَّهْر وموجد إحداثه الله تَعَالَى أَي أَنا الْفَاعِل لذَلِك قَالَ بَعضهم وَقد يَقع الدَّهْر على بعض الزَّمَان يُقَال أَقَمْنَا على كَذَا دهرا كَأَنَّهُ لتكثير طول الْمقَام وَلِهَذَا اخْتلف الْفُقَهَاء فِيمَن حلف لَا يكلم أَخَاهُ دهرا أَو الدَّهْر هَل هُوَ متأبد وَأما فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَإِنِّي أَنا الدَّهْر فَروِيَ بِالرَّفْع وَالنّصب وَاخْتِيَار الْأَكْثَر النصب على الظّرْف وَقيل على الِاخْتِصَاص وَأما الرّفْع فعلى التَّأْوِيل الأول وَذهب بعض من لم يُحَقّق إِلَى انه اسْم من أَسمَاء الله وَلَا يَصح (د هـ م) وَقَوله خيل دهم الدهم السود وَقَوله فِي الْمَدِينَة من أَرَادَ مَا بدهم أَو سوء أَي بِأَمْر عَظِيم وَقيل بشر وغائلة والدهم أَيْضا الْجمع الْكثير والدهيم والدهيماء مصغران من أَسمَاء الدَّوَاهِي (د هـ ن) وَقَوله المدهن فِي حُدُود الله بِسُكُون الدَّال أَي المصانع والغاش فِيهَا وَهُوَ المداهن أَيْضا والإدهان اللين والمصانعة (د هـ ق) وَذكر الدهْقَان بِكَسْر الدَّال وَيُقَال بضَمهَا أَيْضا فَارسي مُعرب وهم زعماء فلاحي الْعَجم ورؤساء الأقاليم سموا بذلك لترفهم

(دوا)

وسعة عيشهم من الدهقنة وَهِي تليين الطَّعَام (د هـ ش) وَقَوله فدهشت أم إِسْمَاعِيل بِفَتْح الدَّال وَالْهَاء وَلَا يُقَال بِضَم الدَّال أَي ذهلت وَذهب وهمها الدَّال مَعَ الْوَاو (دوا) قَوْله كل دَاء لَهُ دَاء أَي كل عيب متفرق فِي النَّاس مُجْتَمع فِيهِ والداء مَمْدُود الْعَيْب وَالْمَرَض وَقَوله لكل دَاء دَوَاء ممدودان وَيُقَال دَوَاء بِفَتْح الدَّال وَكسرهَا صَحِيحَانِ وَكَذَلِكَ أنزل الدَّوَاء الَّذِي أنزل الإدواء جمع دَاء (د وح) قَوْله تَحت دوحة بِفَتْح لدال هِيَ الشَّجَرَة الْعَظِيمَة (دور) وَقَوله أَلا أخْبركُم بِخَير دور الْأَنْصَار وَخير دور الْأَنْصَار وَلم تبْق دَار إِلَّا بني بهَا مَسْجِد وَأَن أهل الدَّار الدّور هُنَا العشائر تَجْتَمِع فِي محلّة فتسمى الْمحلة دَارا وَقَوله من دارة الْكفْر نجاني أَو من دارة الْكفْر نجت أَي دَار الْكفْر يُقَال دَار الرجل ودارته وَمِنْه دارة جلجل ودارة ماسل وَالْمرَاد بدار الْكفْر هُنَا حَيْثُ مُجْتَمع أَهله وسكناهم وَمِنْه أهل الدَّار يبيتُونَ أَي الْمحلة المجتمعة من الْقَوْم وَقيل تَقول هَذِه دَار الْقَوْم فَإِذا أردْت أَهله قلت دارة الْقَوْم وَقَوله الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَي دَار حَتَّى وَافق وَقت الْحَج فِي ذِي الْحجَّة من أجل مَا كَانَت الْعَرَب تغير من الشُّهُور وتقلب أَسمَاء بَعْضهَا بالنسي وتزيد شهرا فِي كل أَرْبَعَة أشهر لتتفق الْأَزْمَان وَقَوله السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين الرِّوَايَة فِيهِ بِالنّصب على الِاخْتِصَاص أَو على النداء الْمُضَاف وَالْأول أفْصح وَيصِح الْخَفْض على الْبَدَل من الضَّمِير وَيكون المُرَاد بِالدَّار على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ الْأَخيرينِ الْجَمَاعَة أَو أهل دَار وعَلى الأول مثله والمنزل والمحلة وَقَوله فَيجْعَل الدائرة عَلَيْهِم أَي الدولة بالغلبة والنصر وَقد فسرناه قبل (دوك) وَقَوله فَبَاتُوا يدركون أَيهمْ يعطاها بِفَتْح الْيَاء وَضم الدَّال أَي يَخُوضُونَ هَذَا الصَّحِيح والدوكة بِفَتْح الدَّال الْخَوْض والاختلاط وَضَبطه الْأصيلِيّ وَبَعض رُوَاة مُسلم أَيْضا يدوكون بِضَم الْيَاء وَفتح الدَّال وَكسر الْوَاو مُشَدّدَة وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَعند السَّمرقَنْدِي يدكون ليلتهم أَيهمْ يعطاها وَهُوَ إِن صحت الرِّوَايَة بِهِ بِمَعْنى الأول لكنه غير مَعْرُوف فِي الحَدِيث وَالْمَعْرُوف الْمَرْوِيّ اللَّفْظ الأول (دوَل) قَوْله فيدال علينا مرّة وندال عَلَيْهِ أُخْرَى هُوَ بِمَعْنى قَوْله كَانَت دولا أَي يظْهر مرّة علينا وَمرَّة نَحن عَلَيْهِ والدولة الظفر والظهور (دوم) وَقَوله كَانَ عمله دِيمَة أَي دَائِما مُتَّصِلا والديمة الْمَطَر الدَّائِم فِي سُكُون وَنهى عَن الْبَوْل فِي المَاء الدَّائِم أَي الَّذِي لَا يجمعهُمْ ديوَان حَافظ هُوَ الْكتاب الَّذِي يكْتب فِيهِ أَسمَاء أهل الْجَيْش والمجاهدين كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كتاب حَافظ وَلم يكن ثمَّ ديوَان أَولا وَأول من كتب من الْمُسلمين الدِّيوَان عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَوْله لَيْسَ فِي دون خَمْسَة أوسق صَدَقَة وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس ذوذ صَدَقَة دون هُنَا عِنْد كَافَّة الْعلمَاء بِمَعْنى أقل وشذ بَعضهم فَقَالَ مَعْنَاهَا غير فِي حَدِيث الأوسق وَقَوله أجَاز الْخلْع دون عقَاص رَأسهَا مَعْنَاهُ بِكُل شَيْء حَتَّى بعقاص رَأسهَا كَأَنَّهُ قَالَ بعقاص رَأسهَا وَغَيره (د وف) وَقَوله تديفون فِيهِ من القطيعاء بِفَتْح التَّاء وأدوف بِهِ طيبي مَعْنَاهُ كُله الْخَلْط يُقَال دفت أدوف دوفا وَيُقَال بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَيْضا ذفت أذيف وبالذال الْمُعْجَمَة هِيَ روايتنا فِي الْأُم فِي هَذَا الْحَرْف عَن أبي بَحر وَفِي بعض النّسخ بِالْوَجْهَيْنِ وهما صَحِيحَانِ وبالمعجمة ضبطناه على القَاضِي أبي عَليّ فِي الحَدِيث الأول

فصل الاختلاف والوهم

فِي الانتباذ لكنه كَانَ عِنْده بِضَم التَّاء وَالْمَعْرُوف فِيهِ الثلاثي وبالمهملة ضبطناه على الخشنى عَن الطَّبَرِيّ فِي الحَدِيث الثَّانِي فِي عرق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بعض رِوَايَات مُسلم أذكى بِهِ طيبنَا أَي أطيبه بِهِ وَكَذَا وَقع أَيْضا فِي بعض الرِّوَايَات فِي هَذَا الْحَرْف هُنَا (د وس) وَقَوله يدوسون الطين وَإِذا يبس وديس ودائس ومنق أَي يدوسون بأرجلهم والدائس الأندر وَقيل هم الَّذين يدوسون الطَّعَام بعد حصده يُقَال داسه ودرسه (د وى) وَقَوله فِي أَرض دوية بِفَتْح الدَّال وَتَشْديد الْوَاو وَالْيَاء وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى داوية بِأَلف وَكِلَاهُمَا صَحِيح هِيَ القفر الْخَلَاء من الأَرْض منسوبة إِلَى الدو وَهُوَ القفر قَالَ أَبُو عبيد أَرض دوية مخفف الْوَاو أَي ذَات إدواء وَقد تصحف هَذَا الْحَرْف فِي كتاب البُخَارِيّ فِي بَاب التَّوْبَة تصحيفا قبيحا وَقَوله يسمع دوِي صَوته بِفَتْح الدَّال وَكسر الْوَاو وَجَاء عندنَا فِي البُخَارِيّ بِضَم الدَّال وَالصَّوَاب فتحهَا وَهُوَ شدَّة الصَّوْت وَبعده فِي الْهَوَاء مَأْخُوذ من دوِي الرَّعْد قَوْله فِي حَدِيث الْجَوْنِية وَمَعَهَا دايتها حاضنة لَهَا هِيَ المربية للطفل والقائمة عَلَيْهِ كَمَا قَالَ حاضنة لَهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَأي دَاء أدوى من الْبُخْل أَي أقبح كَذَا يرويهِ المحدثون غير مَهْمُوز وَالصَّوَاب أدوأ بِالْهَمْز لِأَنَّهُ من الدَّاء وَالْفِعْل مِنْهُ دَاء يداء مثل نَام ينَام فَهُوَ دَاء مثل جَار وَأما غير المهموز فَمن دوى الرجل إِذا كَانَ بِهِ مرض فِي جَوْفه مثل سمع فهودو ودوى وَقَالَ الْأَصْمَعِي أَدَاء الرجل يدئ إِذا صَار فِي جَوْفه دَاء وبالوجهين بِالْهَمْز والتسهيل قيدناه على أبي الْحُسَيْن رَحمَه الله قَوْله فِي تَفْسِير الصفر دَوَاب الْبَطن كَذَا لَهُم جمع دَابَّة وللعذري ذَوَات الْبَطن بِفَتْح الذَّال وَالْوَاو وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا ومعناهما مُتَقَارب وَقَوله فِي بَاب كَاتب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ذكر الدوات والكتف كَذَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْأصيلِيّ الدَّوَاء وَهُوَ وهم وَقَوله بَاب الْحجامَة من الدَّاء وَعند الْأصيلِيّ من الدَّوَاء ولكليهما معنى صَحِيح فِي الْعَرَبيَّة لِأَنَّهَا من جملَة الْأَدْوِيَة فَتكون من على رِوَايَة الْأصيلِيّ للتَّبْعِيض وَتَكون الْحجامَة من اجل الدَّاء فَتكون من هُنَا للْبَيَان وَقَوله فِي التَّفْسِير ديارًا من دور بِضَم الدَّال وَسُكُون الْوَاو وَيُقَال من الدوران كَذَا لَهُم وَكَذَا عِنْد غير الْأصيلِيّ من دور بِفَتْح الدَّال وَالْوَاو وأصل ديار ديوار فَيُقَال من دَار يَدُور فِي الذاريات الرميم نَبَات الأَرْض إِذا يبس وديس كَذَا لكافتهم وَعند أبي ذَر فِي بعض النّسخ وديس درس وَهُوَ وهم من الروات عَنهُ إِنَّمَا فسر ديس بدرس فِي حَاشِيَة الْكتاب فَأدْخل وَالْبُخَارِيّ لم يقْصد تَفْسِير ديس إِذْ لَيْسَ فِي السُّورَة بل بِهِ فسر مَا قبله فَمن لم يفهمهُ كتب تَفْسِير الْكَلِمَة خَارِجا فظنت من الْكتاب وَفِي حَدِيث جَابر ثمَّ فارت الْجَفْنَة ودارت كَذَا لَهُم من دوران المَاء فِيهَا وَعند السَّمرقَنْدِي وَفَارَتْ مُكَرر وَله وَجه فِي تَكْثِير فورانها قَوْله وَإِذا أردْت بِالنَّاسِ فتْنَة كَذَا عندنَا ليحيى وَعند ابْن بكير ومطرف أدرت وَكَذَا رَوَاهُ الْبَاجِيّ قَوْله وَكَانَ أنْفق عَلَيْهَا نَفَقَة دون كَذَا رِوَايَة الكافة وَفِي أَكثر النّسخ وَكَذَا قيدناه على الْإِضَافَة على القَاضِي الصَّدَفِي وَهُوَ وهم وَصَوَابه دونا وَكَذَلِكَ قيدناه على أبي بَحر وَأرَاهُ من إصْلَاح شَيْخه القَاضِي الْكِنَانِي وَقد يخرج للْأولِ وَجه على مَذْهَب الْكُوفِيّين فِي إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه وَقَوله فِي قصَّة بِنَاء الْكَعْبَة فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فَجعلَا يبنيان حَتَّى يَدُور

فصل الاختلاف والوهم

حول الْبَيْت كَذَا ضبطته بخطى فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَأكْثر مَا وجدته فِي الْأُصُول يدورا وَالْأول أصوب وأليق بِمَعْنى الْبناء الدَّال مَعَ الْيَاء (د ي ر) وَقَوله أغدو إِلَى هَذَا الرجل فِي الدَّيْر هِيَ بيع النَّصَارَى وكنائسهم (د ي ن) قَوْله دَان معرضًا بِفَتْح الدَّال أَي اشْترى بِالدّينِ وَأعْرض عَن الْأَدَاء وَقيل داين كل من اعْترض لَهُ وَسَيَأْتِي بَقِيَّة تَفْسِيره فِي الْعين وَيُقَال فِيهِ أَيْضا أدان مشدد الدَّال يُقَال أدان الرجل إِذا اشْترى بِالدّينِ وَكَذَلِكَ دَان واستدان وأدان مخففا إِذا بَاعَ بِهِ وَقيل الدّين مَاله أجل وَالْقَرْض مَالا أجل لَهُ وَأما الدّين فيجيئ بِمَعْنى الْحساب وَالْجَزَاء وَالْحكم والسيرة وَالْملك وَالسُّلْطَان وَالطَّاعَة والتوحيد وَالْعِبَادَة وَالتَّدْبِير وَالْملك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي تَفْسِير التِّين وَالزَّيْتُون فَمَا الَّذِي يكذبك بِأَن النَّاس يدانون كَذَا للْجَمَاعَة بالنُّون وَعند الْقَابِسِيّ يدالون بِاللَّامِ وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول أَي يجازون وَإِنَّمَا فسر بِهِ قَوْله يكذبك بعد بِالدّينِ أَي المجازات من قَوْلهم كَمَا تدين تدان وَفِي تَفْسِير السَّجْدَة أَن الله يغْفر لأهل الْإِخْلَاص دينهم كَذَا للأصيلي وللكافة ذنوبهم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْفطر فِي صَوْم التَّطَوُّع أهْدى لنا حيس فَقَالَ أدنيه كَذَا لبَعض الروَاة ولكافتهم أرنيه وَالْأَظْهَر أَن هَذَا هُوَ الصَّوَاب وللأول وَجه وَفِي الدِّيات لَا يزَال الْمُؤمن فِي فسحة من دينه كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَابْن السكن وَبَعض رُوَاة الْقَابِسِيّ وَعند غَيرهم ذَنبه بالذل الْمُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه صَحِيح فصل فِي مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع من هَذَا الْحَرْف (دومين) بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا وَكسر الْمِيم وَآخره نون ذكره مُسلم فِي قصر الصَّلَاة أَتَى أَرضًا يُقَال لَهَا دومين كَذَا ضَبطه الطَّبَرِيّ وَكَذَا فِي كتاب الْبَزَّار وَضَبطه غَيره من رُوَاة مُسلم بِضَم الدَّال وَكسر الْمِيم وَهِي رِوَايَة الكافة وَبَعْضهمْ ضَبطه بِضَم الدَّال وَفتح الْمِيم وَهِي قَرْيَة على ثَمَانِيَة عشر ميلًا من حمص بِالشَّام ذكر ذَلِك مُسلم فِي الْكتاب (دابق) بِفَتْح الْبَاء اسْم مَوضِع جَاءَ ذكره فِي فتح القسطنطينة فِي كتاب مُسلم (دمشق) بِكَسْر الدَّال وَفتح الْمِيم مَدِينَة مَشْهُورَة من بِلَاد الشَّام (دَار نَخْلَة) مَوضِع سوق بِالْمَدِينَةِ (دَار الْقَضَاء) الْمَذْكُورَة فِي الاسْتِسْقَاء هِيَ دَار مَرْوَان وَكَانَت دَار عمر بن الْخطاب سميت بذلك لِأَنَّهَا بِيعَتْ فِي قَضَاء دينه وَقد غلط فِيهَا بَعضهم فَقَالَ يَعْنِي دَار الْإِمَارَة (دومة الجندل) يُقَال بِضَم الدَّال وَفتحهَا وبالوجهين قيدناه على ابْن سراج وَغَيره وَأنكر ابْن دُرَيْد الْفَتْح وَقَالَ كَذَا يَقُوله المحدثون وَهُوَ خطأ وَهُوَ مَوضِع وَقد جَاءَ أَيْضا فِي حَدِيث الْوَاقِدِيّ فِي كتاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) دَوْمًا الجندل هَكَذَا وَهِي من بِلَاد الشَّام قرب تَبُوك فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِيهِ إِن رجلا من بيني (الديل) يُقَال لَهُ بسر بن محجن كَذَا هُوَ الديل بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا وَملك بن (الدخشن) بِضَم الدَّال والشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْخَاء وَآخره نون وَجَاء فِي رِوَايَات أخر بِالْمِيم وَجَاء فِي بَعْضهَا الدخيشن والدخيشم مُصَغرًا ومحارب بن (دثار) بِكَسْر الدَّال وَبعدهَا ثاء مُثَلّثَة وَآخره رَاء (وديبان) الْقَبِيل الْمَشْهُور من غطفان يُقَال بِكَسْر الدَّال وَضمّهَا وَكَذَلِكَ أَبُو دبيان خَليفَة بن كَعْب التَّمِيمِي وَمن عداهُ فِيهَا دِينَار بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَبعدهَا نون وَسُهيْل بن (دعد) بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْعين وَهِي الْبَيْضَاء أم سُهَيْل بن بَيْضَاء وَقد بَينه مُسلم (ودحية) بن خَليفَة يُقَال بِفَتْح

فصل الاختلاف والوهم في هذا الفصل سوى ما تقدم

الدَّال وَكسرهَا مَعًا وحاء سَاكِنة مُهْملَة بعْدهَا بَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَقَالَ ابْن السّكيت هُوَ بِالْكَسْرِ لَا غير وَقَالَ أَبُو حَاتِم والأصمعي هُوَ بِالْفَتْح لَا غير (ودرة) بنت أبي سَلمَة وَهِي بنت أم سَلمَة ودرة بنت أبي لَهب بِضَم الدَّال وَعند ابْن أبي جَعْفَر فِي حَدِيث ابْن رمح ذرة بنت أبي لَهب بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وتثقيل الرَّاء وَهُوَ خطأ وَعبد الرَّحْمَن بن (دلاف) بِفَتْح الدَّال وَتَخْفِيف اللَّام هَذَا الْأَكْثَر عِنْد شُيُوخنَا وضبطناه عَن بَعضهم بِكَسْرِهَا أَيْضا وبالوجهين قَيده الجياني (وَابْن الدغنة) بِفَتْح الدَّال وَكسر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف النُّون كَذَا لكافتهم وَعند الْمروزِي مَفْتُوح الْغَيْن قَالَ الْأصيلِيّ وَكَذَا قَرَأَهُ لنا وَقيل إِنَّمَا كَانَ ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ فِي فِيهِ استرخاء لَا يقدر على ملكه وَقَالَ الْقَابِسِيّ الدغنة بِضَم الدَّال والغين وَتَشْديد النُّون وَالصَّوَاب عِنْد بعض أهل اللُّغَة الدغنة بِكَسْر الْغَيْن وَتَخْفِيف النُّون والدغن الدجن إِذا أمطر وَحكى الجياني فِيهِ الْوَجْهَيْنِ قَالَ وَبِهِمَا روينَاهُ ضم الدَّال والغين وَشد النُّون وَفتح الدَّال وَكسر الْغَيْن وَتَخْفِيف النُّون قَالَ وَيُقَال الدغنة بِالْفَتْح وَسُكُون الْغَيْن (وَابْن الدثنة) بِفَتْح الدَّال وَكسر الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَتَخْفِيف النُّون وَقد تسكن الثَّاء أَيْضا وَأَبُو نعيم الْفضل (ابْن دُكَيْن) بِضَم الدَّال وَفتح الْكَاف وَيشْتَبه بِهِ (الركين) عَن أَبِيه عَن سَمُرَة مثله إِلَّا أَن أَوله رَاء وَيشْتَبه بِهِ أَبُو (زُكَيْرٍ) يحيى بن مُحَمَّد عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن أَوله زَاي مَضْمُومَة وَآخره رَاء (وَأَبُو الدَّرْدَاء) وَأم الدَّرْدَاء والدرداء كُله مَمْدُود وَكَذَلِكَ (أَبُو الدهماء) بِالدَّال مَفْتُوحَة وَعبد الله (الداناج) بالنُّون وَالْجِيم وَيُقَال فِيهِ الداناء أَيْضا مَمْدُود بِغَيْر جِيم وَيُقَال الداناه بِالْهَاءِ قيل مَعْنَاهُ الْعَالم بِالْفَارِسِيَّةِ (وَلأبي الدحداح) أَو ابْن الدحداح ويروى الدحداحة كُله بِفَتْح الدَّال وكل قد قيل وَلم يُوقف لَهُ على اسْم ذكره فِي الْجَنَائِز فِي كتاب مُسلم (ودوس) بِفَتْح الدَّال آخِره سين مُهْملَة قَبيلَة مَعْرُوفَة (وَأَبُو دُجَانَة) بِضَم الدَّال وَتَخْفِيف الْجِيم فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْفَصْل سوى مَا تقدم فِي بَاب الْوضُوء لَهُ نَا يُوسُف بن مُوسَى نَا الْفضل بن زُهَيْر نَا صَخْر بن جوَيْرِية كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ الْفضل بن دُكَيْن وَقَالَ أَبُو ذَر عَن الْمُسْتَمْلِي أَنه كَذَا وجده فِي أصل عَتيق سمع من البُخَارِيّ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكِلَاهُمَا صَحِيح قَالَ الكلابادي هُوَ أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن بن حَمَّاد بن زُهَيْر وَاسم دُكَيْن عَمْرو وَفِي بَاب لبس الْحَرِير وافتراشه نَا عَليّ بن الْجَعْد أَنا شُعْبَة عَن أبي دبيان خَليفَة بن كَعْب كَذَا للقابسي والأصيلي وعبدوس وَأبي ذَر قَالَ الْأصيلِيّ وَعند بعض أَصْحَابنَا عَن الْمروزِي عَن أبي دِينَار وَكَذَا للنسفي قَالَ الْقَابِسِيّ وَهُوَ الصَّحِيح وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن عَليّ بن الْجَعْد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كَذَا ألفى فِي بعض نسخ البُخَارِيّ وَالَّذِي ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير أَبُو دبيان حَكَاهُ عَن شُعْبَة وَكَذَلِكَ حَكَاهُ عَن عَليّ بن الْجَعْد فِي أصل شَيخنَا القَاضِي أبي عَليّ وَهُوَ الْمَعْرُوف الَّذِي قَالَه النَّاس مُسلم وَابْن الْجَارُود وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهم وَلم يذكرُوا فِيهِ خِلَافه وَفِي نُسْخَة ابْن أَسد فِيهِ أَبُو ظبْيَان قَالَ الجياني وَهَذَا أَيْضا خطأ فَاحش وَفِي شيب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام نَا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار وَأحمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَهَارُون بن عبد الله جَمِيعًا عَن أبي دَاوُود قَالَ ابْن مثنى نَا سُلَيْمَان بن دَاوُود كَذَا للعذري وَلغيره سُلَيْمَان أَبُو دَاوُود وَكِلَاهُمَا صَحِيح

فصل مشكل الأنساب

وَهُوَ أَبُو دَاوُود سُلَيْمَان بن دَاوُود الطَّيَالِسِيّ فصل مُشكل الْأَنْسَاب فِيهِ ثَوْر بن زيد الديلِي بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا مَنْسُوب إِلَى بني الديل وَالدَّلِيل الديلِي مثله وَمُحَمّد بن عَمْرو بن حلحلة الديلِي مثله وَأَبُو الْأسود الديلِي مثله كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَقَالَهُ غَيره الدولي بِسُكُون الْوَاو وَضم الدَّال وَسنَان ابْن أبي سِنَان الدؤَلِي بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وَقد اخْتلف فِي أبي الْأسود فَقيل فِي نسبه ديلي كَمَا تقدم وَفِي قبيله الديل وَهُوَ فِي كنَانَة الديل بن بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة كَذَا يَقُوله أهل النّسَب وَهُوَ اخْتِيَار أبي عبيد وَأما أهل الْعَرَبيَّة وَأهل اللُّغَة فَيَقُولُونَ فِيهِ الدئل بِضَم الدَّال وهمزة مَكْسُورَة وينسبون إِلَيْهِ كَذَلِك على لَفظه وَمِنْهُم من يَقُول دؤلي بِضَم الدَّال وَفتح الْهمزَة وَمِنْهُم من يَقُول حاشي أَبَا الْأسود الْمَذْكُور فَإِنَّهُم يَقُولُونَ فِيهِ دولي بِسُكُون الْوَاو وديلي كَمَا قَالَ الْآخرُونَ بِسُكُون الْيَاء وَكسر الدَّال وَهُوَ قَول الْكسَائي والأخفش وَيُونُس وَيَعْقُوب وتابعهم على هَذَا من أهل الْخَبَر الْعَدْوى وَمُحَمّد بن سَلام الجُمَحِي وَسَائِر من فِي قبائل الْعَرَب غير من ذَكرْنَاهُ فِي كنَانَة إِنَّمَا هُوَ الديل بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء وينسب إِلَيْهِ ديلي كَذَلِك إِلَّا الَّذِي فِي الْهون بن خُزَيْمَة فَهُوَ الدئل بِضَم الدَّال وهمزة مَكْسُورَة بَين ذَلِك مُحَمَّد بن حبيب الْبَغْدَادِيّ والأمير أَبُو نصر الْحَافِظ وَغَيرهمَا نقلت مِنْهُ من خطّ شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد على نَقله من خطّ القَاضِي أبي الْوَلِيد الْكِنَانِي وَمِمَّا قَالَه الْحَافِظ أَبُو عَليّ الجياني وَتَمِيم (الدَّارِيّ) وَيُقَال فِيهِ الديري بِالْيَاءِ أَيْضا وَكَذَا ذكره ملك فِي رِوَايَة يحيى وَابْن بكير وَمن تابعهما وَأَكْثَرهم يَقُول فِيهِ الدَّارِيّ بِالْألف وَهُوَ قَول ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَهُوَ عِنْدهم الصَّوَاب مَنْسُوب إِلَى قومه بني الدَّار فَخذ من لخم وَقيل إِلَى دارين وَالْأول أشهر وَمن صوب ديري نسبه إِلَى دير النَّصَارَى لِأَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيّا وَقيل قَبيلَة أَيْضا وَصوب هَذَا آخَرُونَ وَيشْتَبه بِهِ الرَّازِيّ مَنْسُوب إِلَى الرّيّ من أَرض خُرَاسَان وهم فِيهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو شُجَاع الرَّازِيّ وَأَبُو غَسَّان الرَّازِيّ وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن مهرن الرَّازِيّ ويعلى بن مَنْصُور الرَّازِيّ وَغَيرهم وَجَاء فِي كتاب شَيخنَا التَّمِيمِي فِي بَاب علم الْحَرِير نَا مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ وَكتب عَلَيْهِ الرزي ثمَّ كتب عَلَيْهِ مَعًا وَعلم عَلَيْهِ بعلامة الجياني وَالْمَعْرُوف فِيهِ الرزي وَكَذَا وَقع فِي غير مَوضِع وَلَيْسَ ثمَّ دَاري إِلَّا الأول وَقد يشكل بِهِ الدَّارمِيّ بِزِيَادَة مِيم وَهُوَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ مَنْسُوب إِلَى بني دارم وَمثله أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ وفيهَا (الدَّوْرَقِي) بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْوَاو وَفتح الرَّاء بعْدهَا قَاف مِنْهُم أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي منسوبون إِلَى دورق بلد أرَاهُ من بِلَاد فَارس وَقيل بل لصنعه قلانس تعرف بالدورقية نسبت إِلَى ذَلِك الْموضع وَيشْتَبه بِهِ فِي تقريبات أبي أَحْمد الجلودي فِي بَاب فَضَائِل زيد بن حَارِثَة نَا مُحَمَّد بن يُوسُف الدوري كَذَا صَوَابه وَكَذَا لرواة الجلودي وَعند العذري فِيهِ الزبيرِي وَهُوَ خطأ وَهِشَام (الدستوَائي) بِفَتْح الدَّال وَالتَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْوَاو وَآخره همزَة مَكْسُورَة وَيُقَال أَيْضا لَهُ دستواني بالنُّون مَكَان الْهمزَة ومعاذ بن هِشَام صَاحب الدستوَائي مثله وَهُوَ ابْن هِشَام الْمَذْكُور أَولا قيل لَهُ دستواءي وَصَاحب الدستوَائي لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع الدستوَائي من الثِّيَاب وَهُوَ نوع يجلب من دستواء كورة بالأهواز فَعرف بذلك وعمار

حرف الذال

(الدهني) بِضَم الدَّال وَسُكُون الْهَاء بعْدهَا نون ودهن قَبيلَة من بجيلة وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد (الدَّرَاورْدِي) بِفَتْح الدَّال وَيُقَال أَيْضا فِيهِ الأندراوردي بِزِيَادَة نون وَاخْتلف لماذا نسب فَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ أَنه نسب إِلَى دَارا بجرد نسب مسموع وَابْن قُتَيْبَة يَقُول أَنه نسب إِلَى دراورد وَابْن معيقيب الدوسي بِفَتْح الدَّال نسب لدوس الْقَبِيلَة وَكَذَلِكَ أَبُو هُرَيْرَة والطفيل بن عَمْرو وَمَكْحُول الدِّمَشْقِي وَغَيره بِكَسْر الدَّال وَفتح الْمِيم مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة دمشق قَاعِدَة الشَّام حرف الذَّال الذَّال مَعَ الْهمزَة (ذاب) قَوْله بذؤا بتي أَي بناصيتي (ذام) قَوْلهَا للْيَهُود عَلَيْكُم السام والذام قيل أَصله الْهمزَة وَهُوَ الْعَيْب والحقرية وَالصغَار وسنذكره فِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم الذَّال مَعَ الْبَاء (ذ ب ب) قَوْله فَجعلت ذُبَابَة سَيفي فِي بَطْنه وأصابه ذُبَاب سَيْفه وَقَوله فَجعل ذبابه بَين ثدييه بِضَم الذَّال وَتَخْفِيف الْبَاء هُوَ طرف السَّيْف الَّذِي يضْرب بِهِ وَهُوَ حسامه وظبته وَأما الذبابة والذباب بِضَم الذَّال الْمَذْكُور فِي غير حَدِيث فواحد الذبان وَبَعْضهمْ يَجْعَل الذُّبَاب وَاحِدًا وَمِنْهُم من يَجعله جمعا وَلكُل شَاهد من كَلَام الْعَرَب وَالَّذِي يدل عَلَيْهِ الحَدِيث أَنه وَاحِد لقَوْله فأمقلوه وَإِحْدَى جناحيه وَالله أعلم وَقَوله كَانَ يذب عَنْك ويذب عني كَمَا يذب الْبَعِير الضال فِي بعض الرِّوَايَات أَي يدْفع وَيمْنَع وأصل الذب الطَّرْد (ذ ب ح) قَوْله ذبح الْخمر والنينان الشَّمْس يرْوى بِفَتْح الْبَاء والحاء على الْفِعْل وَنصب رَاء الْخمر على الْمَفْعُول ويروى بِسُكُون الْبَاء وَرفع الْحَاء على الِابْتِدَاء وَإِضَافَة مَا بعده إِلَيْهِ يُرِيد طهرهَا واستباحة اسْتِعْمَالهَا وحلها صنعها مريا بالحوت الْمَطْرُوح فِيهَا وطبخها للشمس فَيكون ذَلِك لَهَا كالذكاة للحيوان وَفِي هَذَا اخْتِلَاف بَين الْعلمَاء وَهَذَا على مَذْهَب من يُجِيز تخليلها وَقَوله من كَانَ لَهُ ذبح بِكَسْر الذَّال أَي كَبْش يذبحه قَالَ الله تَعَالَى) وفديناه بِذبح عَظِيم (وَقَوله فَأحْسنُوا الذّبْح بِالْفَتْح أَي الْفِعْل من الإجهاز على الْبَهِيمَة وَترك تعذيبها وَقَوله من الذبْحَة بِفَتْح الْبَاء وَضم الذَّال دَاء كالخناق يَأْخُذ الْحلق فَيقْتل صَاحبه وَقَالَ ابْن شُمَيْل هِيَ قرحَة تخرج فِي الْحلق وَقَوله كل شَيْء فِي الْبَحْر مَذْبُوح أَي ذكي لَا يحْتَاج إِلَى ذبح (ذ ب ذ ب) قَوْله بردة لَهَا ذباذب هُوَ مِمَّا ضعفت ذاله أَي شملة لَهَا أَطْرَاف وَهِي الذلاذل أَيْضا بِاللَّامِ وذباذب الثَّوْب أسافله سميت بذلك لاضطراب حركتها وَمِنْه مذبذبين بَين ذَلِك أَي مضطربين لَا يبقون على حَالَة الذَّال مَعَ الرَّاء (ذ ر ا) قَوْله من شَرّ مَا خلق وذرأ وبرأ كُله بِمَعْنى وذراري الْمُشْركين أَي عيالاتهم من سباياهم وَأَبْنَائِهِمْ وَكَذَلِكَ قَوْله لَا تقتلُوا ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا وَنهى عَن قتل الذَّرَارِي وَإِن الدَّجَّال قد خالفهم فِي ذَرَارِيهمْ كُله عيالاتهم من النِّسَاء وَالصبيان وَكَذَلِكَ الذُّرِّيَّة وهم النَّسْل لكنه ينْطَلق أَحْيَانًا على النِّسَاء والأطفال وَإِن كَانَ الْكل ذُرِّيَّة وَأَصله الْهَمْز من الذرء وَهُوَ الْخلق لِأَن الله ذراهم أَي خلقهمْ قَالَ ابْن دُرَيْد ذرا الله ذَروا وَهَذَا مِمَّا تركت الْعَرَب الْهَمْز فِيهِ وَكَذَلِكَ الذُّرِّيَّة وَقَالَ الزبيدِيّ أَصله من النشر من ذَر وَقَالَ غَيره أَصله من الذَّر فعيلة مِنْهُ لِأَن الله خلقهمْ أَولا أَمْثَال الذَّر وَهُوَ النَّمْل الصَّغِير فعلى هذَيْن الْوَجْهَيْنِ لَا أصل لَهُ فِي الْهَمْز (ذ رت) ذكر فِي الزَّكَاة الذّرة بِضَم الذَّال وَتَخْفِيف الرَّاء نوع من القطاني مَعْلُوم هُوَ الجاورس وَقيل الجاورس الدخن وَمثله فِي حَدِيث

(ذرر)

الشَّفَاعَة مَا يزن ذرة وَقد صحف فِيهِ رَاوِيه وَصَوَابه ذرة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال قبل (ذرر) ذكر الذّرة وَوزن ذرة ومثقال ذرة فِي غير مَوضِع الذَّر هُوَ النَّمْل الصَّغِير وَذكر بعض نقلة الْأَخْبَار أَن الذَّر الهباء الَّذِي يطير فِي شُعَاع الشَّمْس مثل رُؤُوس الإبروروي عَن ابْن عَبَّاس إِذا وضعت كفك على التُّرَاب ثمَّ نفضتها فَمَا سقط من التُّرَاب فَهُوَ ذرة وَحكي أَن الذّرة جُزْء من خردلة وَإِن أَربع ذرات خردلة وَقيل الذّرة جُزْء من ألف وَأَرْبَعَة وَعشْرين جُزْءا من شعيرَة (ذ رع) قَوْله موتا ذريعا أَي فاشيا كثيرا وَقَوله فَأكل مِنْهُ أكلا ذريعا أَي عجلا مسرعا وَمِنْه ذرعه القئ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أكلا حثيثا وَقد يُقَال ذريع بِمَعْنى كثير من قَوْلهم فرس ذريع إِذا كَانَ كثير الْمَشْي وَقَوله أخْشَى أَن يكون ذَرِيعَة إِلَى غَيره أَي سَببا إِلَيْهِ (ذ ر ف) قَوْله وَإِن عَيْنَيْهِ لتذرفان أَي تصبان دمعهما يُقَال ذرفت عينه الدمع تذرفه ذرفانا وذرفا وذروفا وتذرافا وتذريفا وتذرفة وَقيل الذروف دمع بِغَيْر بكاء (ذرو) قَوْله غر الذري بِضَم الذَّال أَي بيض الأعالي يُرِيد أسنمتها وَقَوله على ذرْوَة الْجَبَل أَي أَعْلَاهُ بِكَسْر الذَّال وَيُقَال بِالضَّمِّ أَيْضا وَمثله فليأخذ بِذرْوَةِ سنامه أَي أعلا حدبته وذروة كل شَيْء أَعْلَاهُ وَقَوله وأطولها ذرى بِالضَّمِّ مِنْهُ أَي اسمنها وَقَوله وذروني فِي الْبَحْر وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ثمَّ أذروا نصفي فِي الْبَحْر أَي فرقوني فِيهِ مُقَابل الرّيح لتنتشر أَجزَاء رماده ويتباعد تفرقها ويتبدد يُقَال ذريت الشَّيْء وذروته ذريا وذروا وأذريت أَيْضا رباعي وذريت مشددا إِذا بددته وفرقته وَقيل إِذا طرحته مُقَابل الرّيح لذَلِك وَمثله نسفته وَفِي حَدِيث أَسمَاء وَلَا تذروا على كفني حناطا بِفَتْح التَّاء كَذَا روينَاهُ من الثلاثي من ذَلِك أَي لَا تفرقوه وَمِنْه ذروت الطَّعَام وَمِنْه اشتقاق الدرية عِنْد بَعضهم كَمَا قدمْنَاهُ الذَّال مَعَ الْكَاف (ذ ك ر) قَوْله مَا خلفت بهَا ذَاكِرًا وَلَا آثرا قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ من الذّكر بعد النسْيَان وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ قَائِلا لَهُ كَقَوْلِك ذكرت لفُلَان حَدِيث كَذَا أَي قلت لَهُ كَأَنَّهُ يَقُول لم أفعل ذَلِك من قبل نَفسِي وَلَا حاكيا عَن غَيْرِي وَقَوله وَإِذا ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ خير مِنْهُ يحْتَمل كَونه على ظَاهره تَشْرِيفًا لَهُ وَقَوله فِي الحَدِيث فَإِن الله يَقُول) وأقم الصَّلَاة لذكري (ويروى للذِّكْرَى وَالذكر جَاءَ فِي الْقُرْآن والْحَدِيث بمعان قَالَ الْحَرْبِيّ للذّكر سِتَّة عشر وَجها الطَّاعَة وَذكر اللِّسَان وَذكر الْقلب وَالْأَخْبَار وَالْحِفْظ والعظة والشرف وَالْخَيْر وَالْوَحي وَالْقُرْآن والتورية واللوح الْمَحْفُوظ وَاللِّسَان والتفكر والصلوات وَصَلَاة وَاحِدَة قَالَ القَاضِي وَقد جَاءَ بِمَعْنى التَّوْبَة وَبِمَعْنى الْغَيْب وَبِمَعْنى الْخطْبَة قَوْله فِي الْمِيرَاث فَلَا ولي رجل ذكر وَفِي الزَّكَاة فَابْن لبون ذكر قيل فَائِدَة ذكر ذكر هُنَا مَعَ ابْن وَرجل مَعَ استغنائه عَنهُ إِذْ لَا يُقَال ابْن وَلَا رجل للْأُنْثَى أَنه فيهمَا على التَّأْكِيد وَقيل قد يكون احْتِرَازًا من الْخُنْثَى فقد أطلق عَلَيْهَا الاسمان وَقيل هُوَ تَنْبِيه على فَائِدَة نقص الذكورية فِي الزَّكَاة مَعَ ارْتِفَاع سنّ ابْن الليون ليرى معادلتها لبِنْت مَخَاض لنَقص ذَلِك فِي السن ورفعتها بالأنوثة وَثَبت فِي الْمَوَارِيث على معنى اخْتِصَاص الرِّجَال بِالتَّعْصِيبِ للذكورية الَّتِي بهَا الْقيام على الْإِنَاث وَقيل فِي الزَّكَاة قد ينْطَلق ابْن عَليّ الْوَلَد فيعبر بِهِ عَن الذّكر وَالْأُنْثَى فعينه بِذكر لزوَال الإلباس (ذك و) قَوْلهَا أذكى بِهِ طيبنَا أَي أقوى رِيحه وأزيده

(ذ ل ك)

طيبا وَقَوله أحرقني ذكاؤها أَي شدَّة حرهَا والتهابها كَذَا هُوَ بِفَتْح الذَّال مَمْدُود عِنْد الروات وَالْمَعْرُوف فِي شدَّة حر النَّار الْقصر إِلَّا أَن أَبَا حنيفَة ذكر فِيهِ الْمَدّ وخطاه فِيهِ عَليّ بن حَمْزَة فِي ردوده يُقَال ذكت النَّار تذكوا ذكا وذكوا وَمِنْه ذكاء الطّيب انتشار رِيحه وَأما الذكاء مَمْدُود فتمام السن وذكاء الْقلب الذَّال مَعَ اللَّام (ذ ل ذ ل) قَوْله فِي الكانز بن يتذلذل كَذَا ذكره بَعضهم أَي يضطرب وذلاذل الثَّوْب أسافله لاضطرابها وَأكْثر الرِّوَايَة يتزلزل وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وسنذكره (ذ ل ك) قَوْله لجَابِر حِين ذكر لَهُ خبر زواجه الثّيّب واعتذاره فَذَلِك أَي فَذَلِك صَوَاب أَو رَأْي أَو نَحوه (ذ ل ل) قَوْله كم من عذق مذلل أَي مدلى كَمَا قَالَ تَعَالَى) وذللت قطوفها تذليلا (وَذَلِكَ لطيبها وامتلائها ونعمتها وَقيل فِي قَوْله وذللت قطوفها أَي أصلحت وَقربت وَقيل أمكنت فَلَا تمنع وَمثله وَالنَّخْل قد ذللت فَهِيَ مطوقة بثمرها وَهُوَ تَفْسِيره وَالِاسْم مِنْهُ الذل بِالْكَسْرِ وَأَصله اللين لِأَنَّهُ من ثقله بثمره لِأَن وتدلى وَهُوَ بِالْكَسْرِ ضد اللين وبالضم ضد الْعِزّ وَقَوله نَاقَة مذللة أَي لينَة سهلة (ذ ل ف) قَوْله ذلف الأنوف بِضَم الذَّال وَسُكُون اللَّام وَالِاسْم الذلف بِفَتْح اللَّام وَالرجل أذلف وَالْمَرْأَة ذلفاء مَمْدُود قيل مَعْنَاهُ صغَار الأنوف وَقيل فطس الأنوف وَبِهَذَا اللَّفْظ جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فطس الأنوف قيل هُوَ قصر الْأنف وَتَأَخر أرنبته وَقيل هُوَ أَن يكون طرفه إِلَى الغلظ أميل مِنْهُ إِلَى الْحَلَاوَة وَقيل تظامن فِي أرنبته وَقيل همزَة تكون فِي أرنبته وَقد رَوَاهُ بَعضهم بدال مُهْملَة وَكَذَا روينَاهُ عَن التَّمِيمِي بِالْوَجْهَيْنِ وَالْمَعْرُوف بِالْمُعْجَمَةِ (ذ ل ق) قَوْله فَلَمَّا أذلقته الْحِجَارَة أَي بلغت مِنْهُ الْجهد وَقيل عضته وأوجعته وأوهنته وَقَوله فِي الْحجر فانذلق أَي انحد ورق وَسنَان منذلق أَي محدد الذَّال مَعَ الْمِيم (ذ م ر) قَوْله تصخب عَلَيْهِ وتذمر بِفَتْح التَّاء والذال وَشد الْمِيم أَي تغيظ وتلوم قَالَ الْأَصْمَعِي إِذا جعل الرجل يتَكَلَّم ويتغضب أثْنَاء ذَلِك قيل سَمِعت لَهُ تذمرا وَكَانَ عِنْد ابْن الْحذاء وتدمن وَهُوَ تَصْحِيف وَكَذَلِكَ لبَعْضهِم عَن العذري تدمري وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله حبذا يَوْم الذمار بِكَسْر الذَّال وحامي الذمار الذمار مَا يجب على الْمَرْء حفظه وحمايته وَمعنى حبذا يَوْم الذمار أَي مَا أوفقه لحمايته وأحبه لأَهله وأصل الْكَلِمَة أَن حب فعل وَذَا فَاعله فاستعملتا مَعًا حَتَّى جاءتا كالكلمة الْوَاحِدَة وارتفع مَا بعده بِهِ على الْفَاعِل وَيصِح عِنْد النُّحَاة أَيْضا رفع مَا بعده على خبر الْمُبْتَدَأ وَأَن يكون حبذا كالاسم مُبْتَدأ أَو يكون على أَصله ذَا فَاعل وَزيد مُبْتَدأ بعده مُؤخر وحبذا فِي مَوضِع خَبره (ذ م م) قَوْله مَا يذهب عني مذمة الرَّضَاع روينَاهُ بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَكَذَا ضبطناه على شَيخنَا أبي الْحُسَيْن اللّغَوِيّ وَالْكَسْر أشهر وَهُوَ الَّذِي صوب الْخطابِيّ وَذكره أَكْثَرهم وَهُوَ من الذمام أَي مَا يزل عني حق ذمامها بالمكافأة عَلَيْهِ وَقيل مَعْنَاهُ مَا يزِيل مؤونته وَاحْتِمَال مشقته وبالفتح إِنَّمَا يكون من الذَّم كَأَنَّهُ يَقُول مَا يذهب عني لوم الْمُرضعَة وذمها من ترك مكافأتها قَالَ أَبُو زيد مذمة بِالْكَسْرِ من الذمام وبالفتح من الذَّم وَقَوله وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم وَذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله وذمتك أَي ضَمَان الله وَضَمان رَسُوله وضمانك يُقَال ذمام وَذمَّة بِالْكَسْرِ وذمامة بِالْفَتْح ومذمة بِالْكَسْرِ وذم كَذَلِك وَقيل الذِّمَّة الْأمان والذمة أَيْضا الْعَهْد وَقَوله فأصابته من صَاحبه ذمَامَة بِالْفَتْح قيل استحياء وَقيل هُوَ من

(ذ ن ب)

الذمام قَالَ ذُو الرمة أَو تقضي ذمَامَة صَاحب وَمثله فِي خبر ابْن صياد فَأَخَذَتْنِي مِنْهُ ذمَامَة وَالْأَشْبَه عِنْدِي أَن تكون الذمامة هُنَا من الذَّم الَّذِي هُوَ بِمَعْنى اللوم قَالَ صَاحب الْعين ذممته ذما لمته وَيشْهد لَهَا قَول خضر لَهُ) هَذَا فِرَاق بيني وَبَيْنك (وَمَا كَانَ من كَلَام ابْن صياد للْآخر فِي لومه على اعْتِقَاده فِيهِ وَقَوله دَعُوهَا ذميمة أَي مذمومة الذَّال مَعَ النُّون (ذ ن ب) قَوْله ذنُوب من مَاء بِفَتْح الذَّال هِيَ الدَّلْو ملئ وَقَوله جِئْت لأمر مَاله رَأس وَلَا ذَنْب مِثَال لِلْأَمْرِ الْمُشكل الَّذِي لَا يدْرِي من حَيْثُ يُؤْتى وَقَوله فِي وَفد بزاخة وتتركون أَقْوَامًا يتبعُون أَذْنَاب الْإِبِل أَي تتركون رعية أعرابا الذَّال مَعَ الْعين (ذ ع ر) قَوْله مَا ذعرته أَي مَا أفزعته والذعر الْفَزع وَمِنْه فذعر مُوسَى مِنْهَا ذعرة بِفَتْح الذَّال أَي فزع (ذ ع ت) قَوْله فدعته أَي خنقته وَقد تقدم وَالْخلاف فِي رِوَايَته قبل الذَّال مَعَ الْفَاء (ذ ف ر) قَوْله مسك أذفر الذفر بِفَتْح الذَّال وَالْفَاء كل ريح دكية من طيب أَو نَتن فَأَما الدفر بِالْمُهْمَلَةِ وَسُكُون الْفَاء فَفِي النتن لَا غير الذَّال مَعَ الْقَاف (ذ ق ن) قَوْله بَين حاقنتي وذاقنتي الذاقنة ثغرة النَّحْر وَقيل طرف الْحُلْقُوم وَقيل أعلا الْبَطن والحواقن أَسْفَله وَقيل الحواقن مَا يحقن من الطَّعَام وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْحَاء قَوْله فَأخذ بذقن الْفضل بِفَتْح الذَّال وَالْقَاف هُوَ مجمع طرف اللحيين أَسْفَل الْوَجْه الذَّال مَعَ الْهَاء (ذ هـ ب) قَوْله كَانَ وَجهه مذهبَة أَي فضَّة مذهبَة بِالذَّهَب كَمَا قَالَ الشَّاعِر كَأَنَّهَا فضَّة قد مَسهَا ذهب وَقيل المذهبة وَأحد الْمذَاهب وَهِي جُلُود يَجْعَل فِيهَا طرق مذهبَة وأحدها مَذْهَب ومذهبة وصحف هَذَا الْحَرْف بعض الروَاة فَقَالَ مدهنة بدال مُهْملَة وَنون وَلَيْسَ بِشَيْء قَوْله بعث بذهيبة فِي تربَتهَا كَذَا الرِّوَايَة عَن مُسلم عِنْد أَكثر شُيُوخنَا الذَّال مَعَ الْوَاو (ذ وب) قَوْله فِي الدَّجَّال ذاب كَمَا يذوب الْملح وَلَو تَركه لانذاب أَي انحل وسال وتلاشى وَذهب وَقَوله أبعد الْمَذْهَب هُوَ مَوضِع قَضَاء الْحَاجة يُقَال الْمَذْهَب وَالْغَائِط وَالْبرَاز والخلا والمرفق والكنيف والمرحاض وَمِنْه قَوْله فِي الْجُلُوس على الْقُبُور أرَاهُ للمذاهب أَي للْحَدَث على تَأْوِيل ملك وَقَوله لَيْسَ بالطويل الذَّاهِب أَي المفرط فِي الطول كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى الْبَائِن (ذود) قَوْله لَيْسَ فِيمَا دون خمس ذود أَعْطَانَا خمس ذود وَثَلَاث ذود الذود من الْإِبِل مَا بَين الْإِثْنَيْنِ إِلَى تسع هَذَا قَول أبي عبيد وَأَن ذَلِك يخْتَص بالإناث وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر قَالَ غير وَاحِد وَمُقْتَضى لفظ الْأَحَادِيث انطلاقه على الْوَاحِد وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيل على مَا قَالُوا وَإِنَّمَا هُوَ لفظ للْجَمِيع كَمَا قَالُوا ثَلَاثَة رَهْط وَنَفر ونسوة وَلم يقولوه لوَاحِد وَلَا تكلمُوا بِوَاحِد مِنْهَا وَذكر أَبُو عمر بن عبد الْبر أَن بعض الشُّيُوخ رَوَاهُ خمس ذود على الْبَدَل لَا على الْإِضَافَة وَهَذَا إِن تصور لَهُ هُنَا فَلَا يتَصَوَّر فِي قَوْله أَعْطَانَا خمس ذود وَفِي بَاب لَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسق صَدَقَة قَوْله وَلَا فِي أقل من خمس من الْإِبِل الذود صَدَقَة كَذَا لكافة الروَاة وَسقط الذود عِنْد الْمُسْتَمْلِي وَهَذَا على الْبَدَل على نَحْو مَا ذكره بعض الشُّيُوخ وَكَانَ فِي كتاب الْأصيلِيّ هُنَا لَيْسَ فِيمَا دون خمس ذود ثمَّ غَيره بِمَا تقدم وَقَالَ كَذَا لأبي زيد وَقَوله فليذ اذن رجال عَن حَوْضِي كَمَا يذاد الْبَعِير الضال أَي يطردون كَذَا رَوَاهُ أَكثر الروَاة عَن مَالك فِي الْمُوَطَّأ بلام التَّحْقِيق

فصل في ذي وذا وذيت وذات وذه وذاك

والتأكيد وَرَوَاهُ يحيى ومطرف وَابْن نَافِع فَلَا يذادن بِلَا الَّتِي للنَّهْي ورده ابْن وضاح على الرِّوَايَة الأولى وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالرِّوَايَة والنافية أفْصح وأوجه وَأعرف وَوَجهه فَلَا تَفعلُوا فعلا يُوجب ذَلِك كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فِي الْغلُول فَلَا الفين أحدكُم على رقبته بعير أَي لَا تَفعلُوا مَا يُوجب ذَلِك وَمثله قَوْله لَا ألفينك تَأتي الْقَوْم فتحدثهم فتملهم أَي لَا تفعل ذَلِك فأجدك كَذَلِك وَلَا يجوز هُنَا قصر اللَّام لِأَن الْخَبَر هُنَا لَا يَصح وَالْحَدِيثَانِ قبلهَا يَصح فيهمَا الْخَبَر وَالنَّهْي (ذُو وَذي) وَبَيَان مَعَاني ذُو وَذي وَذَا وَذَات وَمَا جَاءَ فِيهَا من اخْتِلَاف ألفاظها ومعانيها فِي الحَدِيث قَالَ الزبيدِيّ أصل ذُو ذَوُو لأَنهم قَالُوا فِي التثية ذَوا قَالَ وَذكره فِي تَرْجَمَة اللفيف بِالْيَاءِ وَالْوَاو من المعتل وَأعلم أَن ذَا عِنْد النُّحَاة وَأهل الْعَرَبيَّة إِنَّمَا تُضَاف إِلَى الْأَجْنَاس وَلَا تصح إضافتها إِلَى غَيرهَا وَلَا تثنى عِنْد أَكْثَرهم وَلَا تجمع وَلَا تُضَاف إِلَى مصر وَلَا صفة وَلَا فعل وَلَا اسْم مُفْرد وَلَا مُضَاف لِأَنَّهَا نَفسهَا لأتنفك عَن الْإِضَافَة وَإِن جَاءَت مُفْردَة أَو بِالْألف وَاللَّام أَو مَجْمُوعَة فشاذة كَقَوْلِه الذوينا والأذواء لرؤساء الْيمن مِمَّن اسْمه ذُو كَذَا كذى نواس وَذي فايش وَذي يزن وَفِي الحَدِيث أما ذُو ورأينا وَهَذَا جمع وَقد أجَاز بَعضهم على هَذَا ذَوُو مَال وذوا مَال وذوون وَعند الْأصيلِيّ فِي بَاب الركاب والغرز أهل من عِنْد ذَوي مَسْجِد ذِي الحليفة وَهَذَا إِضَافَة إِلَى مفرة وَفِي حَدِيث أم زرع فِي بعض رِوَايَات مُسلم وَأَعْطَانِي من كل ذِي رَائِحَة زوجا وَهَذِه إِضَافَة إِلَى صفة وَوَجهه أَنه من ذَلِك الشاذ كذى يزن وَذي جدن أَو بِمَعْنى الَّذِي هُوَ كَقَوْلِهِم أفعل ذَلِك بِذِي تسلم وَهُوَ شَاذ أَيْضا أَي بِالَّذِي تسلم أَو بسلامتك أَو بِالَّذِي هِيَ سلامتك أَو وَلَك السَّلامَة هَذِه الْوُجُوه الَّتِي وجهوا بهَا هَذَا اللَّفْظ على اخْتلَافهمْ فِي عبارتهم عَنهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ وَكله رَاجع إِلَى أَنه دُعَاء لَهُ أَو تكون ذِي صلَة ودعما للْكَلَام كَقَوْلِهِم رَأَيْته ذَا يَوْم أَو ذَا لَيْلَة وَقد يرجع إِلَى نَحْو مَا قُلْنَاهُ من التَّأْوِيل على مَا نذكرهُ بعد وَجَاء فِي الحَدِيث فِي هَذِه الْأُمَّهَات مِنْهَا أَلْفَاظ سوى مَا ذَكرْنَاهُ مِنْهَا قَوْله ذُو بطن بنت خَارِجَة أَي صَاحب بَطنهَا يُرِيد الْحمل الَّذِي فِيهِ وَقَوله وَيَرْمِي جَمْرَة ذَات الْعقبَة من بطن الْوَادي أَي الْجَمْرَة الَّتِي تُضَاف للعقبة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر الَّتِي عِنْد الْعقبَة وكل هَذَا إِضَافَة إِلَى مُفْرد وَقَوله أَن تقتل تقتل ذَا دم أَي صَاحب دم يشتفى بِهِ وَيدْرك قَاتله تَارَة بِهِ وَلم يرد بِهِ الْجِنْس وَقَوله لعَلي رَضِي الله عَنهُ ذُو قرنيها أَي صَاحب قرنيها يُرِيد قَرْني الْجنَّة أَي طرفيها وَقيل ذُو قرنيها ذُو قرنى هَذِه الْأمة أَنَّك فِيهَا كذى القرنين فِي أمته ودعائه لَهُم وَأَنه فِيمَا ذكر ضرب على قَرْني رَأسه وَقيل مَعْنَاهُ فارسها وكبشها وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّك مَضْرُوب هَذِه الْأمة بقرني رَأسه وَقَوله تصل ذَا رَحِمك أَي صَاحب رَحِمك ومشاركتك فِيهِ وَهُوَ من الْجَائِز على مَا قدمْنَاهُ وَتَكون الْإِضَافَة على تَقْدِير الِانْفِصَال وَذُو فِي هَذَا الْبَاب كُله بِمَعْنى صَاحب كَذَا وَالَّذِي لَهُ كَذَا أَو الَّذِي فِي شَأْنه كَذَا الذَّال وَالْيَاء (ذ ي خَ) قَوْله فَإِذا بذيخ ملتطخ بِكَسْر الذَّال وَآخره خاء مُعْجمَة وَهُوَ ذكر الضباع وَمعنى ملتطخ بالطين أَو برجيعه كَمَا فِي الحَدِيث الآخر أمد رَأْي متلوث بالمدر فصل فِي ذِي وَذَا وذيت وَذَات وذه وَذَاكَ وَقَول البُخَارِيّ بَاب مَا جَاءَ فِي الذَّات وَفِي الحَدِيث ذَات يَوْم أَو ذَات لَيْلَة ويصلحوا ذَات بَينهم فذات الشَّيْء نَفسه وَهُوَ رَاجع إِلَى مَا تقدم أَي الَّذِي هُوَ كَذَا ذَا لمن تُشِير إِلَيْهِ

فصل الاختلاف والوهم

وَذي للمؤنث وَذَاكَ إِذا أدخلت كَاف الْخطاب فَإِنَّمَا هُوَ إِشَارَة إِلَى إِثْبَات حَقِيقَة الْمشَار إِلَيْهِ نَفسه وَقد اسْتعْمل الْفُقَهَاء والمتكلمون الذَّات بِالْألف وَاللَّام وغلطهم فِي ذَلِك أَكثر النُّحَاة وَقَالُوا لَا يجوز أَن تدخل عَلَيْهَا الْألف وَاللَّام لِأَنَّهَا من المبهمات وَأَجَازَ بعض النُّحَاة قَوْلهم الذَّات وَأَنَّهَا كِنَايَة عَن النَّفس وَحَقِيقَة الشَّيْء أَو عَن الْخلق وَالصِّفَات وَقد ذكرنَا قَوْلهم الذوين وَجَاء فِي الشّعْر وَأَنه شَاذ وَأما اسْتِعْمَال البُخَارِيّ لَهَا فعلى مَا تقدم من التَّفْسِير من أَن المُرَاد بهَا الشَّيْء نَفسه على مَا اسْتَعْملهُ المتكلمون فِي حق الله تَعَالَى أَلا ترَاهُ كَيفَ قَالَ مَا جَاءَ فِي الذَّات والنعوت يُرِيد الصِّفَات فَفرق فِي الْعبارَة بَينهمَا على طَريقَة الْمُتَكَلِّمين وَأما قَوْله فِي الحَدِيث ذَات لَيْلَة وَذَات يَوْم فقد اسْتعْملت الْعَرَب ذَلِك بِالتَّاءِ وَبِغير تَاء قَالُوا ذَا يَوْم وَذَا لَيْلَة وَذَات يَوْم وَذَات لَيْلَة وَهُوَ كِنَايَة عَن يَوْم وَلَيْلَة كَأَنَّهُ قَالَ رَأَيْته وقتا أَو زَمنا الَّذِي هُوَ يَوْم أَو لَيْلَة وَأما على الثَّانِيَة فَكَأَنَّهُ قَالَ رَأَيْته مُدَّة الَّتِي هِيَ يَوْم أَو لَيْلَة وَنَحْوهَا فَقَالَ أَبُو حَاتِم كَأَنَّهُمْ أضمروا مؤنثا وَكَذَلِكَ قَوْلهم قَلِيل ذَات اليداي النَّفَقَة وَالدَّنَانِير أَو الدَّرَاهِم الَّتِي هِيَ ذَات الْيَد أَي فِي ملك الْيَد وَمِنْه قَوْله وأحناه على زوج فِي ذَات يَده أَي فِيمَا بِيَدِهِ وَهِي هُنَا مُضَافَة على مَا تقدم وَذَات بَينهم من هَذَا أَي الَّذِي هُوَ وصلهم وَألفتُهُم والبين الوسل والألفة وَقَوله وَذَلِكَ فِي ذَات الإلاه كَمَا تَقول لوجه الله أَو فِي الله لَا لغَرَض من الْأَغْرَاض إِلَّا لحقه وعبادته وَقَوله كَانَ من أمره ذيت وذيت بِفَتْح الذَّال مثل كَذَا وَكَذَا عبارَة عَن أَمر مُبْهَم وَقَوله أَن نبتا كَانَ يخط فَمن وَافق خطه فَذَاك قيل مَعْنَاهُ أصَاب وَقيل مَعْنَاهُ فَذَاك مَا كُنْتُم ترَوْنَ من إصابتهم لَا أَنه يُرِيد إِبَاحَة الْخط على مَا تَأَوَّلَه بَعضهم وَلَا دَلِيل فِيهِ لعُمُوم النَّهْي عَن التخرص وَالْكهَانَة والعرافة وشيوع ذمّ الشَّرْع لهَذَا الْبَاب قَالَ الْخطابِيّ يحْتَمل الزّجر عَن هَذَا إِذْ كَانَ علما لنبوته وَقَوله فَلم يكن إِلَّا ذَاك حَتَّى عقرته أَي لم يطلّ الْأَمر وَلَا كَانَ إِلَّا عقره أَي لم يكن قبله شَيْء وَقَوله حبذا يَوْم الذمار ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَقَول عمر لَيْسَ أسأَل عَن ذه وَقَوله فِي المخابرة فَرُبمَا أخرجت ذه وَلم تخرج ذه أَي ذِي فجَاء بِالْهَاءِ للْوَقْف أَو لبَيَان اللَّفْظ كَمَا يُقَال هَذِه وهاذي والجميع بِمَعْنى وَإِنَّمَا دخلت هَاء الْإِشَارَة على ذِي فِي هاذي وَقَوْلهمْ يَرْمِي الْجَمْرَة ذَات الْعقبَة من بطن الْوَادي وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله أَو نهريقها ونغسلها قَالَ أَو ذَاك أَي أَو افعلوا هَذَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَإِذا قصر مثل الذبابة كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ بِالْمُعْجَمَةِ المضمومة وَعند غَيره الربابة بِفَتْح الرَّاء أَي السحابة وَهُوَ الصَّحِيح لقَوْله بعد ذَلِك بَيْضَاء وَلِأَنَّهُ إِنَّمَا وَصفه بالارتفاع لَا بالرقة وَإِن كَانَ قد يعبر عَمَّا يرى فِي إفراط الْبعد وَفِي الِارْتفَاع بالصغر كالذبابة وَيكون وَصفه بَيْضَاء للقصر لَا للذبابة وَأَنت الْوَصْف لذكره الذبابة وتشبيه الْقصر بهَا وَقَوله فِي حَدِيث المتلاعنين قَول سعيد فَذكرت ذَلِك لِابْنِ عمر كَذَا فِي كتاب التَّمِيمِي ولسائر شُيُوخنَا فَذكر ذَلِك وَالْأول الصَّوَاب وَبِه يسْتَند الحَدِيث وَبَينه قَوْله فِي حَدِيث عَليّ بن حجر قبله فَأتيت ابْن عمر فَقلت لَهُ الحَدِيث وَقَوله فِي الكانزين يتذلذل كَذَا للجرجاني بذالين معجمتين وللمروزي والنسفي يتزلزل بالزاي وَهُوَ متقاربا والزلزلة الْحَرَكَة وَكَثْرَة الِاضْطِرَاب وَكَذَلِكَ الزلزال وَقد ذَكرْنَاهُ وَقَوله فِي بَاب لَا يجوز الْوضُوء بالنبيذ والمسكر ذكره الْحسن وَأَبُو الْعَالِيَة كَذَا للقابسي وَلغيره وَكَرِهَهُ الْحسن مَكَان ذكره وَهُوَ

أصح لِأَنَّهُ المروى عَن الْحسن كَرَاهَة الْوضُوء بِهِ وَعَلِيهِ يدل سِيَاق كَلَام البُخَارِيّ وترجمته وَعَن أبي الْعَالِيَة نَحوه وَقَول عَائِشَة عَلَيْكُم السام والذام الرِّوَايَة بِغَيْر همز عِنْد الكافة وذال مُعْجمَة وَعند العذري والهام بِالْهَاءِ فعلى رِوَايَة الكافة إِمَّا أَن يُقَال أَن الْألف منقلبة من همزَة والذأم بِالْهَمْز الْعَيْب يُقَال ذامه يذامه ذَا مَا قَالَ الله تَعَالَى) اخْرُج مِنْهَا مذؤوما مَدْحُورًا (أَي معيبا أَو يكون أَيْضا منقلبة م يَاء بِمَعْنَاهُ يُقَال مِنْهُ ذامه يذيمه ذاما بِغَيْر همز وَكَذَلِكَ ذمه يذمه ذما وذماه يذميه كُله بِمَعْنى وَقد ذكر الْهَرَوِيّ هَذَا الحَدِيث فَقَالَ عَلَيْكُم السام والدام بدال مُهْملَة غير مَهْمُوز وَفَسرهُ عَلَيْكُم الْمَوْت الدَّائِم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الدام الْمَوْت الدَّائِم وَقَالَ ابْن عَرَفَة ذامته بِالْمُعْجَمَةِ مَهْمُوز حقرته وَأما رِوَايَة من رَوَاهُ الْهَام فَإِن صحت فمحملها على معنى الطَّيرَة والشؤم لِأَن الْعَرَب تتشاءم بالهام وَهُوَ ذكر البوم أَو يُرَاد بالهام هُنَا الْمَوْت والهلاك كَمَا فسر بِهِ السام فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى على أحد التفسيرين لقَولهم هُوَ هَامة الْيَوْم أَو غَد أَي ميت وَأَصله أَيْضا من قَول الْجَاهِلِيَّة أَن الْمَيِّت إِذا مَاتَ خرج من رَأسه طَائِر يُسمى الْهَام وَفِي الْقُنُوت فِي حَدِيث أبي كريب وَمُحَمّد بن الْمثنى يَدْعُو على رعل وذكوان كَذَا فِي بعض رِوَايَات أَصْحَاب مُسلم وَعند الكافة على رعل ولحيان وَكَذَلِكَ عِنْدهم فِي حَدِيث ابْن معَاذ وَأبي كريب أَيْضا على رعل وذكوان وَعند بَعضهم لحيان وَفِي البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد أَن رعلا وذكوان وَعصيَّة وَبني لحيان وَفِيه يَدْعُو على رعل وذكوان وَعصيَّة وَبني لحيان وَفِي بَاب قتل أَوْلَاد الْمُشْركين سَأَلَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الذَّرَارِي من الْمُشْركين يبيتُونَ وَكَذَا للعذري وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا لغيره عَن الدَّار من الْمُشْركين أَي الْمنزل والقرية بِدَلِيل قَوْله فَيُصِيب الْمُسلمُونَ من ذرار يهم وَنِسَائِهِمْ وَفِي مَا يكره من التَّشْدِيد فِي الْعِبَادَة فُلَانَة لَا تنام اللَّيْل تذكر من صلَاتهَا كَذَا للمستملي وَفِي زيادات القعْنبِي فِي الْمُوَطَّأ وَعند سَائِر الروَاة عَن البُخَارِيّ فَذكر من صلَاتهَا وَكَذَا ذكره الْبَزَّار وَعند الْحَمَوِيّ يذكر بِالْيَاءِ من أَسْفَل على مَا لم يسم فَاعله وَالصَّوَاب الأول لِأَن قَائِل هَذَا إِنَّمَا حَكَاهُ عَن عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت ذَلِك عَن الْمَرْأَة للنَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لَا عَن غَيرهَا وَفِي حَدِيث بَرِيرَة فِي بَاب إِذا قَالَ الْمكَاتب اشترني وأعتقني فَسمع النَّبِي ذَلِك أَو بلغه يذكر لعَائِشَة فَذكرت عَائِشَة مَا قَالَت لَهَا فَقَالَ اشتريها كَذَا للقابسي وعبدوس وَعند غَيره فَذكر لعَائِشَة فَذكرت عَائِشَة وَهُوَ أوجه وَلكُل مِنْهُمَا وَجه يخرج وَيكون قَوْله فَذكر لعَائِشَة بَلَاغ الْخَبَر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالله أعلم وَقد يَصح أَن يكون فَذكر بِفَتْح الذَّال أَي أَن النَّبِي ذكر لَهَا ذَلِك كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَسَأَلَهَا النَّبِي عَن ذَلِك وَفِي حَدِيث الحديئة عَن طَارق ذكرت عِنْد ابْن الْمسيب الشَّجَرَة كَذَا قيدناه بِفَتْح الذَّال عَن الْأصيلِيّ وقيدها عَبدُوس وَأَبُو ذَر بضَمهَا ذكرت على مَا لم يسم فَاعله وَفِي صدر خطْبَة مُسلم فِي قَوْله فَلَنْ أَبْرَح الأَرْض حَتَّى يَأْذَن لي أبي يَقُول جَابر فَذا تَأْوِيل هَذِه الْآيَة كَذَا لأكثرهم وَعند القَاضِي أبي عَليّ يَقُول جَابر نَدْرِي تَأْوِيل هَذِه الْآيَة وَفِي رِوَايَة ابْن الْحذاء يُرِيد تَأْوِيل هَذِه الْآيَة وَالْوَجْه الأول أبين لِأَن مَذْهَب هَؤُلَاءِ من الشِّيعَة مَا فسره فِي الْأُم مُبينًا بعد فَانْظُر هُنَاكَ فِيهِ فَهُوَ يُغني عَن إِعَادَته هُنَا وَقَوله فِي حَدِيث هَارُون الْأَيْلِي وَلَا خطر على قلب

فصل مشكل الأسماء والكنى والأنساب في هذا الحرف

بشر ذخر ابله مَا اطلعتم عَلَيْهِ كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم أَي مدخرا لَهُم عِنْدِي أَو ذخْرا مني لَهُم وَتقدم تَفْسِير بله قبل وَعند الْفَارِسِي ذكر وَالْأول الصَّحِيح وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَجَاء فِي البُخَارِيّ فِي بَاب أَن الله عِنْده علم السَّاعَة ذخْرا من بله مَا اطلعتم عَلَيْهِ وَلَا وَجه لزِيَادَة من هُنَا إِلَّا أَن يكون من مغيرا من منى أَي ذخْرا مني فِي حَدِيث عَائِشَة لَا نذْكر إِلَّا الْحَج بنُون مَفْتُوحَة كَذَا صَوَابه وَهِي روايتنا فِيهِ عَن شُيُوخنَا وَعند بَعضهم لَا يذكر وَالصَّحِيح الأول كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَا نرى إِلَّا الْحَد وَفِي الْفِتَن قَول حُذَيْفَة وَأَنه ليَكُون مِنْهُ الشَّيْء قد نَسِيته فَأرَاهُ فأذكره كَمَا يذكر الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رءاه عرفه كَذَا فِي جَمِيع النّسخ عَن مُسلم قيل صَوَابه كَمَا نسي الرجل وَجه الرجل أَو كَمَا يذكر الرجل وَبِهَذَا يَسْتَقِيم الْكَلَام وينتظم التَّمْثِيل قَوْله فِي حَدِيث الْمُوصي أَهله أَن يحرقوه وَأخذ عَلَيْهِم ميثاقا فَفَعَلُوا ذَلِك بِهِ وذرى ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الرَّاء لرِوَايَة الْجُمْهُور فِيهِ وربي فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى والأنساب فِي هَذَا الْحَرْف ذَر وَابْن ذَر وَأَبُو ذَر كُله حَيْثُ وَقع بذال مَفْتُوحَة وَرَاء بعْدهَا الإزر بن حُبَيْش فَهُوَ بزاي مَكْسُورَة (وذؤيب) أَبُو قبيصَة وَابْنه قبيصَة بن ذُؤَيْب بِضَم الذَّال وَفتح الْهمزَة تَصْغِير ذيب وَقد تفتح الْوَاو وَلَا تهمز وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ذُبَاب بِضَم الذَّال وباءين بِوَاحِدَة كلتيهما والْحَارث بن أبي ذُبَاب مثله وَهُوَ ابْنه نسب إِلَى جده (وذفيف) عَن ابْن عَبَّاس بِفَتْح الذَّال (وذكوان) وَابْن ذكْوَان والذكواني وذكوان بن سليم حَيْثُ جَاءَ فِي الْقَبَائِل والأسماء وَالنّسب بِفَتْح الذَّال وَذكر فِيهَا (ذُو الكلاع) بِفَتْح الْكَاف و (الذبياني) يُقَال بِضَم الذَّال وَكسرهَا مَنْسُوب إِلَى ذبيان الْقَبِيل الْمَعْلُوم بِكَسْرِهَا وَضمّهَا أَيْضا فصل فِي مُشكل أَسمَاء الْأَمْكِنَة وَالْبِقَاع (ذَات الرّقاع) بِكَسْر الرَّاء قيل اسْم شَجَرَة هُنَاكَ سميت بِهِ الْغَزْوَة وَقيل بل هُوَ اسْم جبل بِنَجْد من أَرض غطفان فِيهِ بَيَاض وَحُمرَة وَسَوَاد يُقَال لَهُ الرّقاع فسميت الْغَزْوَة بِهِ وَقيل بل سميت الْغَزْوَة بِهِ لِأَن أَقْدَامهم نقبت فلفوا عَلَيْهَا الْخرق وَبِهَذَا فَسرهَا فِي الحَدِيث فِي كتاب مُسلم وَقيل بل سميت بذلك لرقاع كَانَت فِي أَلْوِيَتهم وَالأَصَح أَنه اسْم مَوضِع بِدَلِيل قَوْله فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فِي كتاب مُسلم فِي خبر غورث بن الْحَارِث حَتَّى إِذا كُنَّا بِذَات الرّقاع وَهَذَا يدل أَنه مَوضِع (ذُو قرد) بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء مَاء على نَحْو يَوْم من الْمَدِينَة مِمَّا يَلِي بِلَاد غطفان بَيَانه فِي الحَدِيث وَجَاء فِي حَدِيث قُتَيْبَة فِي الصَّحِيحَيْنِ أَن فِيهِ كَانَ سرح رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الَّذِي أغارت عَلَيْهِ غطفان وَهُوَ غلط إِنَّمَا كَانَت الْغَارة والسرح بِالْغَابَةِ قرب الْمَدِينَة وَإِنَّمَا ذُو قرد حَيْثُ انْتهى الْمُسلمُونَ آخر النَّهَار فِي طلب الْعَدو وَبِه باتوا وَمِنْه انصرفوا فسميت بِهِ الْغَزْوَة كَذَا بَينه فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع الطَّوِيل وَفِي السّير وَفِي آخر حَدِيث قُتَيْبَة فِي كتاب مُسلم بِنَفسِهِ مَا يدل على الْوَهم فِيمَا ذكر أَوله من قَوْله فلحقهم بِذِي قرد وَهِي زِيَادَة عِنْد بعض رُوَاة مُسلم وَلَيْسَت عِنْد جَمِيعهم وَلَا عِنْد البُخَارِيّ (ذروان) وذروان بير فِي بني زُرَيْق كَذَا جَاءَ فِي كتاب الدَّعْوَات من البُخَارِيّ وَوَقع فِي غير مَوضِع بير ذروان وَعند مُسلم بير ذِي أروان وَقَالَ القتبي عَن الْأَصْمَعِي هُوَ الصَّوَاب وَقد بَيناهُ فِي حرف الْبَاء وَقَول من قَالَ ذِي أَوَان

حرف الراء

(ذَات الْجَيْش) على بريد من الْمَدِينَة ذكر فِي حرف الْجِيم (ذُو الخلصة) بَيت صنم خثعم ذكر فِي حرف الْخَاء (ذُو الحليفة) أحد الْمَوَاقِيت ذكر فِي حرف الْحَاء (ذَات النصب) بِضَم النُّون وَالصَّاد قَالَ مَالك بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة أَرْبَعَة برد (ذَات الْعَشِيرَة) بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَجَاء فِي كتاب البُخَارِيّ الْعَشِيرَة أَو العسير بِفَتْح الْعين وَكسر السِّين الْمُهْملَة بعْدهَا كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ فِي الأول العشير مثل الأول إِلَّا انه بِغَيْر هَاء أَو العسير كَمَا للأصيلي فِي الثَّانِي وَكَذَا لأبي ذَر إِلَّا أَنه قدم أَحدهمَا على الآخر عِنْد عَبدُوس العشير أَو الْعَشِيرَة مصغرين بشين مُعْجمَة فيهمَا وَذكر عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة العشير كَالْأولِ إِلَّا أَنه بِغَيْر هَاء وَكَذَا ذكره مُسلم ذَات العشير أَو العسير مصغرين بِغَيْر هَاء والشين مُقَدّمَة وَالْمَعْرُوف فِيهَا الْعَشِيرَة مصغرة بالشين الْمُعْجَمَة وَالْهَاء وَكَذَا ذكرهَا ابْن إِسْحَاق وَهِي من أَرض بني مُدْلِج كَذَا ذكرهَا مُسلم ذَات العشير وَأما البُخَارِيّ وَابْن إِسْحَاق فَلم يذكر أذات وَذَات الْعَشِيرَة إِنَّمَا هِيَ الْغَزْوَة وَأما الْموضع فالعشيرة (ذُو الْمجَاز) بِالْجِيم وَالزَّاي سوق من أسواق الْجَاهِلِيَّة قرب مَكَّة (ذُو طوى) بِفَتْح الطَّاء وَالْوَاو مَقْصُور وَكسر الطَّاء بَعضهم وبالكسر قيدها الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ وَبَعْضهمْ يَقُولهَا بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الصَّوَاب وَهُوَ وَاد بِمَكَّة قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ منون على فعل كَذَا قَالَ أَبُو زيد وَكَانَ فِي كِتَابه ممدودا فَأنكرهُ وَعند الْمُسْتَمْلِي ذُو الطواء معرف مَمْدُود قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَقْصُور وَالَّذِي فِي طَرِيق الطَّائِف مَمْدُود وَقَالَ ثَابت ذُو طواء مَمْدُود فَأَما طوى الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن فيضم وَيكسر لُغَتَانِ وَهُوَ مَقْصُور أَيْضا اسْم وَاد كَمَا ذكر الله تَعَالَى وَزعم الدَّاودِيّ أَنه الأبطح وَلَيْسَ بِهِ (ذَات لظى) من بِلَاد بني سليم وَمن منَازِل جُهَيْنَة بِجِهَة خَيْبَر (ذَات عرق) مهل أهل الْعرَاق حرف الرَّاء الرَّاء مَعَ الْهمزَة (رَأس) قَوْله كَانَ نخلها رُؤُوس الشَّيَاطِين قيل هُوَ نبت وَقيل هُوَ تَشْبِيه لكراهتها وقبح منظرها وَالْعرب تشبه كل مستبشع مستقبح بالشيطان كَمَا قَالَ كأنياب أغوال وَقَوله رَأس الْكفْر قبل الْمشرق كني بِهِ عَن معظمه أَو إِشَارَة إِلَى معِين مَخْصُوص إِمَّا أَن يكون الدَّجَّال أَو غَيره من رُؤَسَاء الضلال أَو يكون إِشَارَة إِلَى إِبْلِيس أَن الشَّمْس تطلع بَين قَرْني الشَّيْطَان على أحد التأويلات (رَأْي) قَوْله كريه المرءاة بِفَتْح الْمِيم مَمْدُود الْهمزَة فسره الحَدِيث الآخر كريه المنظر وَقَوله تنظر فِي المرءاة بِكَسْر الْمِيم هِيَ مَعْلُومَة قَوْله أرأيتك مَعْنَاهُ الاستخبار والاستفهام أَي أَخْبرنِي عَن كَذَا وَهُوَ بِفَتْح التَّاء فِي الْمُذكر والمؤنث وَالْوَاحد والجميع تَقول أرأيتك وأريتكما وأرايتكم وَلم تثن مَا قبل عَلامَة الْمُخَاطب وَلم تجمعه فَإِذا أردْت معنى الرُّؤْيَة ثنيت وجمعت وأنثت فَقلت أرأيتك قَائِما وأرأيتك قَائِمَة وأرايتاكما وأرايتموكم وأرايتكن قَوْله فِي حَدِيث سهل حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض قَالَ حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ رؤيتها كَذَا ضبطناه بِكَسْر الرَّاء وَحَمْزَة سَاكِنة بعْدهَا عَن محققي شُيُوخنَا وَهُوَ صَوَابه وَمَعْنَاهُ منظرهما وَمَا يرى مِنْهُمَا وَوَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا بِخَطِّهِ بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْهمزَة وَلَا وَجه لَهُ هُنَا إِنَّمَا الرءى بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الرَّاء وَكسرهَا تَابع الكاهن من الْجِنّ وَقَوله فِي حَدِيث الْكُسُوف رَأَيْت الْجنَّة كَذَا لَهُم وَعند ابْن وضاح وَبَعْضهمْ أريت على مَا لم يسم فَاعله وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقَوله خطب فرءا أَنه لم يسمع أَي ظن وللعذري والسمرقندي فرءى بِضَم الرَّاء وَكسر الْهمزَة على مَا لم

فصل الاختلاف والوهم

يسم فَاعله مقلوب من أريت فأخرت الْهمزَة أَي أظهر إِلَيْهِ وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى ظَنَنْت وَهَذِه الْأَلْفَاظ يتَكَرَّر مثلهَا فِي الحَدِيث فَمَتَى جَاءَ بِمَعْنى نظر الْعين كَانَ أرى وَرَأَيْت بِالْفَتْح وَمَتى كَانَ بِمَعْنى الظَّن والحسبان كَانَ أرى وأريت بِالضَّمِّ إِلَّا أَن يَأْتِي على مَا لم يسم فَاعله فَيَأْتِي لَهما جَمِيعًا وَقَوله أَن أهل الْجنَّة ليتراءون أهل عليين أَي ينظرُونَ إِلَيْهِم ويتعاطون رُؤْيَتهمْ وَمِنْه قَوْله تراءينا الْهلَال أَي تعاطينا رُؤْيَته وتكلفناها قَوْله أَرِنِي إزَارِي فِي بَاب فضل مَكَّة قيل مَعْنَاهُ أعطنيه وَتقدم فِي الْهمزَة قَوْله أرن أَو أعجل فِي الذَّبَائِح وَالْخلاف فِيهِ وَتَفْسِيره وَقَوله فِي الرمل فِي الْحَج إِنَّمَا كُنَّا رَأينَا بِهِ الْمُشْركين فاعلنا من الرُّؤْيَة أَي أريناهم بذلك أَنا أشداء قَوْله ألم ترى إِلَى قَوْمك مَعْنَاهُ ألم ينْتَه علمك وَلم تعرفي وَذكر الرُّؤْيَا من النّوم مَقْصُورَة مَضْمُومَة وتكتب بِالْألف لأجل الْيَاء قبلهَا وَمن الْبَصَر رُؤْيَة بِالتَّاءِ ورؤيا بِالضَّمِّ فيهمَا ورأيا بِفَتْح الرَّاء منون وَمن الرَّأْي رَأيا مثله وَالْفِعْل من جَمِيعهَا رأى إِلَّا أَن فِي رُؤْيَة الْبَصَر لغتين رءا وَرَاء من المقلوب وَقَوله أرى رؤياكم قد تواطأت كَذَا جَاءَ على الْإِفْرَاد وَالْمرَاد بِهِ رؤاكم لِأَنَّهَا لم تكن رُؤْيا وَاحِدَة وَلكنه أَرَادَ الْجِنْس قَوْله إِذا أَمرتكُم بِشَيْء من رَأْيِي فَإِنَّمَا أَنا بشر يُرِيد فِي أَمر الدُّنْيَا لِأَن الحَدِيث فِي أبار النّخل وَقَوله أروني عبيرا أَي إيتوني بِهِ قَوْله إِنِّي لأَرَاكُمْ من وَرَاء ظَهْري فِيهِ تَأْوِيلَانِ أَنه من رُؤْيَة الْعين وَقيل من رُؤْيَة الْقلب وَقَوله أَرَانِي اللَّيْلَة عِنْد الْكَعْبَة بِفَتْح الْهمزَة من رُؤْيَة الْعين قَوْله أَرَأَيْتكُم ليلتكم هَذِه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْمُتْعَة ارتأى كل امْرِئ مَا شَاءَ أَن يرتئي افتعل يفتعل من الرَّأْي مثل اعْتدى ويعتدي وَعند العذري فِي الثَّانِي يرتئي مثل يخْشَى وَلَيْسَ بِشَيْء فِي حَدِيث ابْن عمر فِي الْوضُوء رءاني أتسوك بسواك كَذَا للمستملي وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للكلافة أَرَانِي بِهَمْزَة مُقَدّمَة مَفْتُوحَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا أخبر عَمَّا رءاه فِي النّوم فِي بَاب جَامع الْحَج مَا رأى الشَّيْطَان يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَر كَذَا لشيوخنا بِالْفَتْح فعل مَاض وَرَوَاهُ بَعضهم رأى على مَا لم يسم فَاعله بِتَقْدِيم الرَّاء مَضْمُومَة وَرَوَاهُ بَعضهم بِكَسْرِهَا كَذَلِك وَعند بَعضهم أرى بِتَقْدِيم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله يُقَال رأى وَأرى فِي بَاب دفع السِّوَاك إِلَى الْأَكْبَر أَرَانِي أتسوك بسواك كَذَا لجمهورهم وَهُوَ الصَّوَاب وللمستملي رَآنِي وَلَا وَجه لَهُ فِي الحلاق فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى وَقَالَ بِيَدِهِ عَن رَأسه ويروى على رَأسه فحلق شقَّه الْأَيْمن كَذَا لجميعهم إِلَّا العذرى فَعنده عَن يسَاره وَالْأول أظهر لَا سِيمَا على قَول من قَالَ رَأسه وَقد يتَخَرَّج للثَّانِي وَجه أَي جعل يَده على يسَار رَأسه لَيْلًا يبْدَأ الحالق بِهِ وَقَالَ هُنَا بِمَعْنى جعل وَأَشَارَ فِي حَدِيث الْحَوْض قَالَ الْمسور وَترى فِيهِ الْآنِية مثل الْكَوَاكِب كَذَا روينَاهُ بِضَم التَّاء من ترى بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَرَوَاهُ بَعضهم يرى بِفَتْح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَكسر الرَّاء وَصَوَّبَهُ بَعضهم وَقَالَ مَعْنَاهُ تضئ وتشرق من قَوْلهم وَرَأى الزند إِذا أخرج النَّار وَهَذَا بعيد إِنَّمَا أَرَادَ الْعدَد وَأَنَّهَا ترى فِي الْكَثْرَة ككثرة النُّجُوم كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر فِي حَدِيث ابْن معَاذ فِي الَّذِي أوصى أَهله أَن يحرقوه أَن رجلا رَأسه الله مَا لَا كَذَا للفارسي مَهْمُوز بسين مُهْملَة وَعند العذري والسجزي راشه غير مَهْمُوز وشين مُعْجمَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول تَصْحِيف لَا وَجه لَهُ هُنَا وَمَعْنَاهُ فِي غَيره ضرب

(ر ب ب)

رَأس غَيره أَو رَأس على غَيره وَمعنى رأشه نعم عَلَيْهِ وَجعل لَهُ ريشا وَهِي الْحَال الْحَسَنَة وَرُوِيَ فِي غير هَذَا الحَدِيث رغسه أَي كثره وأنماه وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي بَاب من ينكب فِي سَبِيل الله فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رجلا أعرج صعد الْجَبَل قَالَ همام وَأرَاهُ آخر مَعَه كَذَا لكافتهم وَلابْن السكن وارتقى آخر مَعَه وَلَعَلَّه الْوَجْه وَالصَّوَاب الرَّاء مَعَ الْبَاء (ر ب ب) قَوْله فِي الدُّعَاء عِنْد آخر الْأكل وَلَا مُسْتَغْنى عَنهُ رَبنَا بِالْفَتْح لأكْثر الروَاة على النداء وَيكون الضَّمِير فِي عَنهُ للطعام وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ بِالرَّفْع على الْقطع وَخبر الْمُبْتَدَأ وَيكون الضَّمِير فِي عَنهُ لله تَعَالَى قَوْله أَن تَلد الْأمة رَبهَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ربتها مَعْنَاهُ سَيِّدهَا ومالكها والرب السَّيِّد وَهَذَا كِنَايَة عَن كَثْرَة أَوْلَاد السراري حَتَّى يكون الْوَلَد مِنْهَا مثل سَيِّدهَا ومالكها من آبَائِهِم وَقيل مَعْنَاهُ فشو العقوق حَتَّى يكون الْوَلَد لأمه فِي الغلظة والاستطالة كسيدها وَقيل قلَّة التحفظ والورع وَبيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد حَتَّى يُمكن أَن يَشْتَرِيهَا ابْنهَا وَهُوَ لَا يعلم فيملكها وَقيل لِأَنَّهُ سَبَب عتقهَا فَكَانَ كربها الْمُنعم عَلَيْهَا وَقد قدمنَا مِنْهُ فِي بَاب الْبَاء وَالْعين وبسطنا مَا فِيهِ من الْفِقْه فِي كتاب الْإِكْمَال وأصل الرب الْمَالِك وَرب الْعَالمين مالكهم وَقيل الْقَائِم بأمورهم والمصلح لَهَا وَفِي الحَدِيث أَن ربوبي بِضَم الْبَاء وَفتحهَا هُنَا خطأ ربنى بِفَتْحِهَا إكفاء كرام وَقَوله وَلِأَن يربنِي بَنو عمي بِضَم الرَّاء أحب إِلَيّ من أَن يربنِي غَيرهم مَعْنَاهُ يملكني أَو يدبر أَمْرِي ويصيرون لي أَرْبَابًا أَي سادة وملوكا وَفِي حَدِيث سلمَان تداوله بضعَة وَعِشْرُونَ من رب إِلَى رب أَي من مَالك إِلَى مَالك وَسيد إِلَى سيد حَتَّى سبى وَبيع والربانيون الْعلمَاء قيل سموا بذلك لقيامهم بالكتب وَالْعلم قيل نسبوا إِلَى الْعلم بالرب وَقيل لأَنهم أَصْحَاب الْعلم وأربابه وزيدت النُّون للْمُبَالَغَة وَقيل مَعْنَاهُ الْجَمَاعَات والربة الْجَمَاعَة وَقد قيل فِي النّسَب فِيهِ أَيْضا رَبِّي على الأَصْل وَجَاء فِي الْقُرْآن ربيون كثير والربانيون والأحبار بِالْوَجْهَيْنِ والربيب ابْن الْمَرْأَة من غير الزَّوْج فعيل بِمَعْنى مفعول لِأَن الزَّوْج يربه وَيقوم بأَمْره وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر هَل لَك عَلَيْهِ من نعْمَة تربها أَي تقوم عَلَيْهَا وتسعى فِي صَلَاحهَا وتصلها وَقَوله كَأَنَّهَا ربابة بَيْضَاء بِفَتْح الرَّاء أَي سَحَابَة وَمِنْه ذكر الربَاب جمع ربابة بِالْفَتْح فيهمَا وَهُوَ السَّحَاب الَّذِي ركب بعضه بَعْضًا وَذكر فِيهَا رب وَرُبمَا وَهِي كلمة إِذا جَاءَت مُفْردَة كَانَت مُشَدّدَة وَإِذا وصلت بِمَا ليليها الْفِعْل كَانَت مُشَدّدَة ومخففة وَقد جَاءَت المفردة مُخَفّفَة قَالُوا رب رجل وربت رجل وربتا رجل وَاخْتلفت النُّحَاة فِي مَعْنَاهَا فأكثرهم يَقُول أَنَّهَا للتقليل وَبَعْضهمْ يَقُول أَنَّهَا للتكثير كَقَوْلِه إِلَّا رب يَوْم لَك مِنْهُنَّ صَالح ومحققوهم يَقُولُونَ أَنَّهَا تَأتي للوجهين وَأكْثر اسْتِعْمَالهَا فِي التقليل وَقَوله فِي الزَّكَاة وَلَا يَأْخُذ الربى بِالضَّمِّ وَشد الْبَاء مَقْصُور هِيَ الشَّاة الحديثة الْعَهْد بالنتاج وَهُوَ ربابها بِالْكَسْرِ وَجمع الربى ربَاب بِالضَّمِّ وَقيل هِيَ الَّتِي تربي وَلَدهَا وَقيل لَا يُقَال ذَلِك فِي النعجة وَيُقَال فِي الْبَقَرَة والناقة والعنز وَقيل الربى الَّتِي يضع الرَّاعِي مَتَاعه عَلَيْهَا وَالْأول أشهر (ر ب د) قَوْله أَن مَسْجده كَانَ مربدا ليتيمه وبمربد النعم أَي موضعا تحبس فِيهِ الْإِبِل وَالْغنم ومربد الْبَصْرَة سوق الْإِبِل الَّتِي نحبس فِيهِ للْبيع وَقد يكون أَيْضا للتمر إِذا جد ييبس فِيهِ مثل الجرين وَأَصله من الْإِقَامَة واللزوم وَقَوْلهمْ ربد

(ر ب ط)

بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ فِيهِ وَقَوله إربد وَجهه وَتَربد صَار مربادا وَفِي الْفِتَن وَالْآخر أسود مرباد وَفِي بعض رِوَايَات مُسلم مربئد بِالْهَمْز الربدة لون بَين الْبيَاض والسواد والغبرة مثل لون الرماد وَمِنْه قيل للنعام ربد لِأَنَّهُ لَوْنهَا والهمزة لُغَة فِي هَذَا الْبَاب إرباد وإحمار (ر ب ط) قَوْله فذلكم الرِّبَاط وَرجل ربطها يَعْنِي الْخَيل الرِّبَاط مُلَازمَة الثغر للْجِهَاد شبه أجر الْمُصَلِّي بِهِ وربط الْخَيل حَبسهَا وإعدادها لما يُرَاد مِنْهَا من جِهَاد أَو كسب وَغير ذَلِك وَقيل مَعْنَاهُ أَن هَذَا يرْبط صَاحبه عَن الْمعاصِي ويعقله ويكفه عَنْهَا فَهُوَ كمن ربط وعقل وَقَوله وَكَانَ لنا جارا وربيطا أَي ملازما (ر ب ص) قَوْله بَاب الحكرة والتربص يُرِيد التَّرَبُّص بِبيع الطَّعَام ارْتِفَاع الْأَسْوَاق والحكرة اقتناؤه وَجمعه (ر ب ض) قَوْله كربضة العنز كَذَا ضبطناه على أبي بَحر بِفَتْح الرَّاء وَحَكَاهُ ابْن دُرَيْد بِكَسْرِهَا وَكَذَا قيدناه على ابْن سراج وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا قَيده القَاضِي التَّمِيمِي فِي كِتَابه وَمَعْنَاهُ كجثته إِذا ربض أَي ثنى قوائمه وبرك بِالْأَرْضِ وَفِي حَدِيث أبي لبَابَة أَنه ربط نَفسه بسلسلة ربوض جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة ابْن بكير وفسرها فِي الحَدِيث الثَّقِيلَة كَأَنَّهُ يُرِيد أَنَّهَا بثقلها ربضت بِالْأَرْضِ أَي أَقَامَت يُقَال ربض بِالْأَرْضِ إِذا أَقَامَ وَمِنْه ربضت الْمَاشِيَة ومرابض الْغنم مَوَاضِع إِقَامَتهَا فِي الْمبيت وَقَالَ شمر فلَان ربض عَن الْحَاجَات أَي ثقيل عَنْهَا كَأَنَّهُ لَا يبرح مَكَانَهُ (ر ب ع) قَوْله فِي الشُّفْعَة فِي أَرض أَو ربع وَذكر الرباع أَيْضا جمع ربع قَالَ الْأَصْمَعِي الرّبع الدَّار بِعَينهَا حَيْثُ كَانَت وَالرّبع الْمنزل فِي زمن الرّبيع خَاصَّة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وتفريقه فِي الحَدِيث بَين الأَرْض وَالرّبع يصحح مَا قَالَه وَأَنه مُخْتَصّ بِمَا هُوَ مَبْنِيّ وَفِي بعض الرِّوَايَات أَو ربعَة بِزِيَادَة تَاء كَمَا قَالُوا دارودارة ومنزل ومنزلة وَفِي رِوَايَة أَو ربعه بهاء الضَّمِير ويعضده أَيْضا مَا تقدم من قَوْله فِي الشؤم وَإِن كَانَ فَفِي الرّبع وَجَاء فِي الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة فَفِي الدَّار فَدلَّ أَنه المُرَاد وَقَوله فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ ربعَة بِسُكُون الْبَاء وَفتحهَا وَفتح الرَّاء هُوَ الرجل بَين الرجلَيْن فِي قده وقامته والمؤنث والمذكر وَالْوَاحد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء وَفِي حَدِيث آخر كَانَ أطول من المربوع وَفِي الحَدِيث الآخر مربوعا ويفسره قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَيْسَ بالطويل الْبَائِن وَلَا الْقصير وَهَذَا تَفْسِير الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَوق المربوع أَنه كَانَ ربعَة لَكِن إِلَى الطول أَكثر لكنه لم يكن بالطويل الْبَائِن وَقَوله أربعوا على أَنفسكُم وأربعي على نَفسك بِفَتْح الْبَاء أَي الزم أَمرك وشأنك وانتظر مَا تُرِيدُ وَلَا تعجل وَقيل كف وارفق وَقَوله فِي حَائِطه ربيع وعَلى أربعاء لَهَا وَمَا ينْبت على الْأَرْبَعَاء وعَلى الرّبيع وَكَانَ لجدي ربيع بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الْجَدْوَل وَجمعه أربعاء مَمْدُود بِكَسْر الْبَاء وَفتح الْهمزَة وربعان بِضَم الرَّاء وَأما ربيع الكلا وَهُوَ الغض مِنْهُ فَيجمع أَرْبَعَة وربعانا وَأما الْيَوْم فَيُقَال فِيهِ الْأَرْبَعَاء مثل الأول وَحكي بِفَتْح الْبَاء أَيْضا وَبِضَمِّهَا كُله مَمْدُود وَجمعه أربعاوات وَقَوله أَمِير ربع من تِلْكَ الأرباع يَعْنِي قسْمَة الشَّام وَأَنَّهَا كَانَت أجناد أَرْبَعَة وَقَوله مِمَّا ينْبت الرّبيع هُوَ هُنَا الْفَصْل الأول من فُصُول الزَّمَان وَأول دفء الْهَوَاء وَخُرُوج الشتَاء وَإِخْرَاج الأَرْض نباتها وَهَذَا على مَذْهَب بعض الْعَرَب وَأكْثر النَّاس وَمِنْهُم من يَجْعَل الرّبيع الخريف وَهُوَ الْفَصْل الَّذِي تدْرك فِيهِ الثِّمَار وَيُسمى هَذَا الأول الصَّيف ثمَّ يُسمى الَّذِي بعده القيظ وَذكر أَبُو عبيد أَن الْعَرَب تجْعَل السّنة سِتَّة أزمنة فأولها الخريف وَهُوَ أول مَا يبْدَأ الْمَطَر ثمَّ الوسمى

فصل الاختلاف والوهم

وَهُوَ أول الرّبيع عِنْد دُخُول الشتَاء ثمَّ الشتَاء ثمَّ الرّبيع ثمَّ الصَّيف ثمَّ الْحَمِيم وَهَكَذَا روى ابْن نَافِع عَن ملك فِي كتاب النُّجُوم تَرْتِيب الْأَزْمِنَة على سِتَّة كَمَا تقدم وَمِنْهُم من يُسَمِّي هَذَا الأول الرّبيع الثَّانِي ويسمي فصل الخريف الرّبيع الأول وَقَوله جملا رباعيا مخفف الْبَاء وَالْيَاء مَفْتُوح الرَّاء وَفِي حَدِيث آخر رباع هُوَ الَّذِي سَقَطت رباعيتاه من أَسْنَانه وَربَاع للذّكر ورباعية للْأُنْثَى فَإِذا نصبت الْمُذكر قلت رباعيا وَذَلِكَ فِي السّنة السَّابِعَة وَقَوله وَكسرت رباعيته هِيَ السن الَّتِي بعد الثَّنية وَهِي أَربع محيطات بالثنايا اثْنَان من فَوق وَاثْنَانِ من أَسْفَل (ر ب و) ذكر الرِّبَا فِي البيع وَهُوَ من الزِّيَادَة فِيهِ الَّتِي لَا تبيحها الشَّرِيعَة من زِيَادَة فِي المَال الَّذِي لَا يجوز فِيهِ التَّفَاضُل أَو زِيَادَة تقع فِيهِ بِالتَّأْخِيرِ أَو زِيَادَة تقع فِي السّلف وَشبهه وَهُوَ مَقْصُور وَقَوله إِلَّا رَبًّا مَكَانهَا أَي ارْتَفع وَزَاد من الطَّعَام وانتفخ أَكثر مِمَّا أَخذ وَأكل مِنْهُ وَقَوله فربا الرجل ربوة شَدِيدَة بِالْفَتْح واصفر وَجهه أَي ذعر مِمَّا سَمعه وَقَوله مَالك حشيار أبيَّة قد تفسر فِي حرف الْحَاء وهما بِمَعْنى هِيَ الَّتِي أَصَابَهَا الربو وَهُوَ البهر فانتفخت ريتها وحشاها وَعلا نَفسهَا يعتري ذَلِك من شدَّة الْمَشْي والجري وَتَنَاول الْمَشَقَّة والثقل قَالَ الْخَلِيل وَبِالرجلِ أَصَابَهُ نفس فِي جَوْفه وَمِنْه سميت الربوة لما ارْتَفع من الأَرْض بِالضَّمِّ لارتفاعها وَيُقَال أَيْضا فِي هَذَا ربوة وربوة بِالْكَسْرِ وَالضَّم والرباوة بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا والرابية وَقد جَاءَت بعض هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث (ر ب ى) وَقَوله فِي الصَّدَقَة إِلَّا رَبًّا هاله كَمَا يربى أحدكُم فلوه التربية والتربيب الْقيام على الشَّيْء والإصلاح والمعاهدة لَهُ يُقَال ربه ورباه ورببه ببائين وربته بِالتَّاءِ كُله بِمَعْنى حضنه وَقَامَ عَلَيْهِ وَمعنى الحَدِيث هُنَا تَضْعِيف الله أجره فِي ذَلِك وتكثيره. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين فَانْطَلق يربأ أَهله كَذَا فِي كتاب شَيخنَا أبي مُحَمَّد الخشنى وَأبي عبد الله التَّمِيمِي بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا همزَة وَمَعْنَاهُ يتطلع لَهُم ويتحسس والربيئة الْعين والطليعة للْقَوْم وَكَانَ عِنْد بَقِيَّة شُيُوخنَا وَأكْثر النّسخ يرتوا بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَضْمُومَة بِغَيْر همز وَقد يكون مَعْنَاهُ أَي يتقدمهم ليتطلع لَهُم وَقد يكون مَعْنَاهُ يشد ويقوى بصائرهم وَقيل هُوَ من قَوْلهم رتا بِرَأْسِهِ يرتو رتوا مثل الْإِيمَاء وَالْأول أظهر فِي معنى الحَدِيث هُنَا قَوْله فِي حَدِيث الَّذِي أَمر أَهله أَن يحرقوه فَأخذ مواثيقهم على ذَلِك وربى فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِك كَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ مُسلم فَفَعَلُوا ذَلِك بِهِ وربى مُؤَخرا قَالَ بَعضهم مَا فِي البُخَارِيّ الصَّوَاب وربى هُنَا قسم على صِحَة مَا ذكره وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ تصح على الْقسم وَوَجَدته فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي من طَرِيق ابْن الْحذاء وذرى أَي فعل بِهِ مَا أَمرهم بِهِ من أَن يذروه فِي الرّيح بعد حرقه وسحقه وَهَذِه الرِّوَايَة هِيَ الْوَجْه فِي الحَدِيث وَيكون تَأْخِيره فِي كتاب مُسلم أصوب لكنه لم يكن عِنْد أحد من شُيُوخنَا غَيره وَيحْتَمل أَن يكون وربى مغيرا مِنْهُ وَقد يحْتَمل أَن يكون مغيرا من الْعَهْد والميثاق أَيْضا فَإِن الربَاب بِالْكَسْرِ الْعَهْد والمعاهدون يُقَال لَهُم أربة مثل أغرة فَلَعَلَّهُ فعل مِنْهُ وَالله أعلم وَعَلِيهِ حمله بعض الشَّارِحين قَوْله الصَّلَاة فِي مرابض الْإِبِل كَذَا للأصيلي وَلغيره مَوَاضِع وَهُوَ أصح وَإِنَّمَا يسْتَعْمل المربض فِي الشَّاة يُقَال ربضت الدَّابَّة ربوضا بَركت وأصل المعطن لِلْإِبِلِ وَسَيَأْتِي فِي حرفه وَقَوله ذَاك مَال رائح ويروى رابح مَعًا بِالْبَاء بِوَاحِدَة من الرِّبْح بِالْأَجْرِ وجزيل الثَّوَاب أَي ذُو ربح أَو رابح ربه وَقيل تَفْسِير

فصل الاختلاف والوهم

كريم كثير الرِّبْح وبالياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من الرواح عَلَيْهِ بِالْأَجْرِ على الدَّوَام مَا بقيت أُصُوله وثماره وَقد اخْتلفت رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن مَالك فِيهِ بِالْوَجْهَيْنِ وبالياء بِاثْنَتَيْنِ رِوَايَة يحيى ين يحيى الأندلسي وَبَعْضهمْ وبالباء وَحدهَا رِوَايَة أبي مُصعب وَغَيره والقعنبي شكّ فِي أحد اللَّفْظَيْنِ فَقَالَ رابح أَو رائح وَقد ذكر البُخَارِيّ فِيهِ الْوَجْهَيْنِ عَن أَصْحَاب مَالك فَذكر عَن ابْن أبي أويس وَيحيى بن يحيى التَّمِيمِي بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ وَعَن التنسي وروح بن عبَادَة بِالْبَاء بِوَاحِدَة ذكره مُسلم وَفِي كِرَاء الْمزَارِع فِي حَدِيث إِسْحَاق نواجرها على الرّبيع كَذَا للعذري والسجزي بِفَتْح الرَّاء أَي الجداول على مَا فسرناه قبل وكما جَاءَ فِي غَيره من الْأَحَادِيث أَي على مَا ينْبت على شط هَذِه الجداول فَهُوَ لرب الأَرْض يخْتَص بِهِ وَمَا عداهُ للزارع وَهُوَ غرر فَلذَلِك نهى عَنهُ وَعند السَّمرقَنْدِي على الرّبع أَي الْجُزْء مِمَّا يخرج من الأَرْض وَهُوَ غرر أَيْضا وَقد تكون الرِّوَايَتَانِ صحيحتان قد قَالُوا للربع ربيع كَمَا قَالُوا لِلنِّصْفِ نصيف وَفِي الْمُوَطَّأ ربيع لعبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف كَذَا هُوَ للكافة بِالْفَتْح كَالْأولِ أَي جدول وَعند ابْن المرابط ربيع على التصغير وَالْأول أصوب هُنَا وَقد يكون الرّبيع أَيْضا الْقسم من المَاء وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد بِهِ فِي الحَدِيث هُنَا فِي التَّكْبِير على الْجَنَائِز صلى بِنَا أنس فَكبر ثَلَاثًا ثمَّ سلم فَقيل فَاسْتقْبل الْقبْلَة ثمَّ كبر الرَّابِعَة كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ ثمَّ كبر أَرْبعا فَيحْتَمل أَنه أتمهَا أَرْبعا فَيكون بِمَعْنى الأول وَيحْتَمل أَنه أعَاد الصَّلَاة فَكبر أَرْبعا وَالْأول أولى لموافقته الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي الحَدِيث الآخر ألم أذرك تَأْكُل وتربع كَذَا للجلودي بباء بِوَاحِدَة قيل تَأْكُل المرباع وَيحْتَمل عِنْدِي أَن يكون مَعْنَاهُ تتودع فِي نعمتي وَلَا تحْتَاج النجعة مثل النَّازِل المربع فِي زمن الرّبيع أَو من قَوْلهم أَربع على نَفسك كَمَا تقدم وَفِي رِوَايَة ابْن ماهان ترتع بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا أَي تتنعم وتلهو أَو قد يكون من معنى الأول كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى ترتع وَنَلْعَب قيل يكون فِي خصب وسعة وَقيل يلهوا وَقيل يَأْكُل وَفِي حَدِيث الشَّفَاعَة فِي مُسلم يَا رَبنَا فارقنا النَّاس قيل لَعَلَّه أننا فارقنا النَّاس بِدَلِيل مَا بعده الرَّاء مَعَ التَّاء (ر ت ج) قَوْله حَتَّى يرتج أَي يغلق والرتاج الْبَاب (ر ت ل) ترتيل الْقُرْآن هُوَ ترك العجلة فِي تِلَاوَته وَبَيَان قِرَاءَته وثغر رتل إِذا كَانَ غير مترصص بل كالمفلج المتباين بعضه من بعض (ر ت ع) قَوْله وَأرْسلت الأتان ترتع بصم الْعين هُوَ مِمَّا تقدم أَي تَأْكُل وتنبسط وتتسع فِي رعيها مُرْسلَة أَو تمرح وَمِنْه فِي آكِلَة الْخضر فرتعت وَمثله لَو رَأَيْت الظباء ترتع فِي الْمَدِينَة وَمثله الرَّاعِي حول الْحمى يُوشك أَن يرتع فِيهِ (ر ت و) وَقَوله فِي التلبينة ترتوا فؤاد الحزين أَي تقويه وتشده. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي آكِلَة الْخضر ثمَّ رتعت بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا كَذَا رِوَايَة الْجَمِيع على مَا تقدم من التَّفْسِير وَرَوَاهُ ابْن الْحذاء رجعت وَالْأول أظهر وَللْآخر وَجه أَي رجعت إِلَى رعيها أَو إِلَى حَال آخر كَمَا ذكر بعده فِي الحَدِيث الآخر ثمَّ عَادَتْ فَأكلت الرَّاء مَعَ الثَّاء (ر ث ث) قَوْله رث الْبَيْت أَي قَلِيل الْمَتَاع خلقه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث ورثيت الثِّيَاب خلقهَا ورديها (ر ث ي) قَوْله يرثى لَهُ رَسُول الله إِن مَاتَ بِمَكَّة أَي يتوجع لَهُ لمَوْته بهَا وَقد بَينا قَائِل هَذَا الْكَلَام وَالسَّبَب الَّذِي رثى لَهُ مِنْهُ فِي شرح مُسلم وَفِي آخر الْكتاب مِنْهُ شَيْء أَيْضا الرَّاء مَعَ الْجِيم (ر ج ا) قَوْله وأرجا رَسُول الله أمرنَا أَي أَخّرهُ قَوْله وَالطَّعَام مرجأ أَي مُؤخر يهمز وَلَا يهمز وَقد قرئَ بِالْوَجْهَيْنِ ترجى من تشَاء وترجئ ومرجئون لأمر الله ومرجون وَقَوله سَأَلت أَبَا وَائِل عَن المرجئة هم أضداد لمَذْهَب الْخَوَارِج والمعتزلة الْخَوَارِج تكفر بِالذنُوبِ والمعتزلة تفسق وَكلهمْ

(ر ج ب)

يوجبون بهَا الخلود فِي النَّار والمرجية تَقول لَا تضر الذُّنُوب مَعَ الْإِيمَان لَكِن بَينهم خلاف غلاتهم تَقول يَكْفِي فِي ذَلِك التَّصْدِيق بِالْقَلْبِ وَحده وَلَا يضر عدم غَيره وَمِنْهُم من يَقُول يَكْفِي فِي ذَلِك التَّصْدِيق بِالْقَلْبِ وَالْإِقْرَار بِاللِّسَانِ (ر ج ب) قَوْله وعذيقها المرجب قيل هُوَ تَصْغِير عذق بِالْفَتْح وَهِي النَّخْلَة وَقيل تَصْغِير عذق بِالْكَسْرِ وَهُوَ العرجون وتصغيره لَهُ لَيْسَ على طَرِيق التحقير بل للتعظيم وَقيل للمدح كَمَا قيل فريخ قُرَيْش وَقيل للتقريب كَمَا تَقول بني وَأخي وَقَوله هَذَا اسْتِعَارَة شبه نَفسه بالنخلة الْكَرِيمَة الَّتِي يبْنى حولهَا بِنَاء من حِجَارَة وَذَلِكَ الْبناء هُوَ الترجيب واسْمه الرجبة بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْجِيم والرجمة بِالْمِيم أَيْضا مَخَافَة أَن تقع أَو تسْقط لِكَثْرَة حملهَا وَقد يصنع ذَلِك بهَا بخشوب ذَات شعب تعمد بهَا مَخَافَة ذَلِك وَقد يفعل ذَلِك بالعرجون إِذا كَانَ كَبِيرا وخشي عَلَيْهِ انكساره لثقله فَتدخل تَحْتَهُ دعامة تمسكه وَقيل ترجيبها أَن تجْعَل الأعذاق على السعف وتشد بالخوص لَيْلًا تنفضها الرّيح وَقيل يوضع الشوك حولهَا لَيْلًا يدنو مِنْهُ آكل فَشبه نَفسه بذلك لما عِنْده من قوم يمنعونه ويحمونه وعشيرة تشده وترفده وَتقدم تَفْسِير الرواجب عِنْد ذكر البراجم فِي الْبَاء وَقَوله وَرَجَب مُضر سمي رجبا لتعظيم الْعَرَب لَهُ والترجيب التَّعْظِيم وَقَوله رَجَب مُضر لِأَنَّهَا كَانَت لَا تغير تَحْرِيمه وَكَانَت ربيعَة تغيره (ر ج ج) وَقَوله حَتَّى يرت الرج والارتجاج كَثْرَة الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب (ر ج ح) قَوْله وزن لي فأرجح لي أَي زَاد وأثقل فِي الْمِيزَان حَتَّى مَال وأصل الترجح والرجحان الثّقل والميل قَوْله وَأَنا على أرجوحة بِضَم الْهمزَة وَبعد الْوَاو حاء مُهْملَة خَشَبَة يضع وَسطهَا الصّبيان على تل تُرَاب أَو رمل ثمَّ يجلس غلامان على طرفيها ويترجحان فِيهَا فيميل أَحدهمَا بِالْآخرِ وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر فِي قصَّتهَا وَأَنا أرجح بَين عذقين على مَا لم يسم فَاعله وَكَأَنَّهُ أَيْضا من تَعْلِيق حَبل بَينهمَا والتدافع فِيهِ وهما مَعًا من لعب صبيان الْعَرَب (ر ج ز) وَقَوله فِي الطَّاعُون رجزا على من كَانَ قبلكُمْ أَي عذَابا وَفسّر فِي آلام قَوْله وَالرجز فاهجر أَنه الْأَوْثَان وَقَوله الرجز فِي الْحَرْب بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وَجعل يرتجز أَي يَقُول الرجز وَهُوَ ضرب مَوْزُون من الْكَلَام قصير الْفُصُول وَاخْتلف أَئِمَّة أَرْبَاب اللِّسَان هَل هُوَ من ضروب الشّعْر أَو من ضروب السجع وَلَيْسَ بِشعر وَقَالَ الْخَلِيل الَّذِي لَيْسَ بِشعر مِنْهُ ضَرْبَان المشطور والمنهوك (ر ج ل) وَقَوله رجل الشّعْر بِكَسْر الْجِيم هُوَ الَّذِي فِيهِ تكسر يسير بِخِلَاف السبط وَرجل شعره وَرجل رَأسه ويرجل رَأسه أَي مشطه وأرسله وَيُقَال شعر رجل بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا وَضمّهَا ثَلَاث لُغَات إِذا كَانَ بَين السبوطة والجعودة قَالَ الْجَوْهَرِي الترجيل بل الشّعْر ثمَّ يمشط وَقَوله فِي الحَدِيث فِي بَاب راية النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن قيس بن سعد وَكَانَ صَاحب راية رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَادَ الْحَج فَرجل لم يزدْ فِي الحَدِيث عَلَيْهِ هُوَ طرف من حَدِيث وَتَمَامه فَرجل أحد شقي رَأسه وَقد ذكرنَا تَمَامه آخر الْكِتَابَة فِي بَاب مَا بتر وَاخْتصرَ من الحَدِيث فأشكل وَإِنَّمَا قصد البُخَارِيّ فِيهِ فَائِدَة التَّرْجَمَة فِي ذكر الرِّوَايَة وَاخْتصرَ بَقِيَّته إِذْ لم يكن فِيهِ سَنَد عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِنَّمَا كَانَ فعل غَيره ولأشكاله رَأَيْت بعض الشَّارِحين تاه فِي مَعْنَاهُ إِذْ لم يقف على بَقِيَّة الحَدِيث فَيعلم مُرَاده فَحَمله من التَّفْسِير مَا لَا يحْتَملهُ وَقَوله المترجلات من النِّسَاء كَذَا للأصيلي والنسفي ولغيرهما المرجلات وَهن المتشبهات بِالرِّجَالِ كَمَا قَالَه فِي الحَدِيث الآخر وَالرِّوَايَة الأولى أوجه وَقَوله فَمَا ترجل النَّهَار أَي مَا ارْتَفع وَقَوله كَمَا يغلى الْمرجل هُوَ الْقدر وَقيل هِيَ

فصل الاختلاف والوهم

من نُحَاس وَقَوله كَأَنَّهَا رجل جَراد وَإِذا رجل من جَراد هِيَ الْجَمَاعَة مِنْهَا بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْجِيم وَفِي بعض رواياة مُسلم وَالْبُخَارِيّ حَتَّى يضع الْجَبَّار فِيهَا رجله أَي الْجَمَاعَة الَّتِي خلقهَا لَهَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَقَوله من وقِي مَا بَين رجلَيْهِ كِنَايَة عَن الْفرج (ر ج م) قَوْله من الشَّيْطَان الرَّجِيم قيل مَعْنَاهُ الملعون وَقيل مرجوم بالكواكب (ر ج ع) قَوْله كَانَ يَقُول بالرجعة يَعْنِي مَذْهَب الشِّيعَة فِي رُجُوع عَليّ إِلَى النَّاس آخر الدُّنْيَا وَملكه الأَرْض وَكَذَا ضبطناه بِفَتْح الرَّاء وَكَذَا قَالَه أَبُو عبيد ورجعة الْمُطلقَة فِيهَا الْوَجْهَانِ وَالْكَسْر أَكثر وَأنكر ابْن مكي الْكسر وَلم يصب وَقَوله فَرجع كَمَا رجعت مشدد الْجِيم أَي رَجَعَ صَوته فِي الْقِرَاءَة وردده وَقَوله فَاسْتَرْجع أَي قَالَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَقَوله أَو أَن يرجعه إِلَى أَهله بِفَتْح الْيَاء ثلاثي أَي يردهُ وَحكي ثَعْلَب فِيهِ أرجعة أَيْضا رباعي وغزوة الرجيع مَشْهُورَة سميت بذلك باسم الْموضع وَهُوَ مَاء لهذيل وَلَا تستنجوا برجيع هِيَ الْعذرَة سميت بذلك لرجوعها إِلَى الظُّهُور بعد كَونهَا فِي الْبَطن أَو رَجَعَ عَن حَاله الأولى بعد أَن كَانَ طَعَاما أَو علفا إِلَى غَيره ورجيع هُنَا بِمَعْنى مرجوع وَقَوله عرضت على حَفْصَة فَلم أرجع إِلَيْهَا وَلم ترجع إِلَيّ شَيْئا أَي ترد على كلَاما (ر ج ف) وَقَوله يرجف فُؤَاده ورجف بهم الْجَبَل ورجفت الْمَدِينَة رَجْفَة وأصابتني رَجْفَة كُله الِاضْطِرَاب وَقُوَّة الْحَرَكَة والزلزلة وترجف الْمَدِينَة ثَلَاث رجفات مِنْهُ أَي يَتَحَرَّك من فِيهَا من الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ لقدوم الدَّجَّال ويخوض بَعضهم فِي بعض والمرجفون الَّذين يَخُوضُونَ فِي أُمُور الفتان ويشيعون أَمر الْعَدو (ر ج س) وَقَوله فِي الروثة أَنَّهَا رِجْس أَي قذور وَفِي الحَدِيث الآخر ركس وهما بِمَعْنى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْقَابِسِيّ فِي بَاب الِاسْتِنْجَاء بِالْجِيم وَغَيره بِالْكَاف وَقَوله فِي لُحُوم الْحمر رِجْس من عمل الشَّيْطَان الرجس بِالسِّين اسْم لكل مَا استقذر وَقد جَاءَ الرجس بِمَعْنى المأثم وَالْكفْر وَالشَّكّ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى) فزادتهم رجسا إِلَى رجسهم (وَقيل نَحوه فِي قَوْله تَعَالَى) إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت (ويجئ بِمَعْنى الْعَذَاب أَو الْعَمَل الَّذِي يُوجِبهُ قَالَ الله تَعَالَى) وَيجْعَل الرجس على الَّذين لَا يعْقلُونَ (وَقيل يَعْنِي اللَّعْنَة فِي الدُّنْيَا وَالْعَذَاب فِي الْآخِرَة (ر ج و) وَقَوله إِلَّا رجاءتك أَن أكون من أَهلهَا مَمْدُود قَالَ فِي الجمهرة فعلت رَجَاء كَذَا ورجاءة كَذَا وَهُوَ بِمَعْنى طمعي فِيهِ وأملي وَيكون كَذَلِك أَيْضا الرَّجَاء مَمْدُود بِمَعْنى الْخَوْف وَمِنْه فِي الحَدِيث إِنَّا لنرجوا ونخاف أَن نلفي الْعَدو غَدا قَالَ الله تَعَالَى) مَا لكم لَا ترجون لله وقارا (أَي لَا تخافون لَهُ عَظمَة وَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه أَي يخافه يُقَال فِي الأمل رَجَوْت ورجيت بِالْوَاو وَالْيَاء وَفِي الْخَوْف بِالْوَاو وَلَا غير قَالَ بَعضهم لَكِن إِذا استعملته الْعَرَب مُفردا فِي الْخَوْف الزمته لأحرف النَّفْي قبله وَلم تستعمله مُفردا إِلَّا فِي الأمل والطمع وَفِي ضمنه بِكُل حَال الْخَوْف أَلا يكون مَا يؤمله وَهَذَا الحَدِيث يرد قَول هَذَا فقد اسْتَعْملهُ بِغَيْر لَا وَقَوله ترجين النِّكَاح بِضَم التَّاء وَفتحهَا مَعًا وبالضم ضَبطه الْأصيلِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْجُلُوس فِي الصَّلَاة أَنه لجفاء بِالرجلِ كَذَا ضبطناه قَالَ الجياني مَا رَأَيْنَاهُ إِلَّا هَكَذَا بِفَتْح الرَّاء وَضم الْجِيم وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر إِنَّمَا هُوَ بِالرجلِ بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْجِيم وَغَيره تَصْحِيف وَأنْشد البُخَارِيّ مستشهدا ورجلة يضْربُونَ الْبيض ضاحية كَذَا صَوَابه وَهِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ لأكْثر الروَاة بِكَسْر الرَّاء وهما صَحِيحَانِ جمع راجل غير الرَّاكِب وَعند القادسي

بِالْفَتْح مثله إِلَّا أَنه بِالْحَاء الْمُهْملَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَيُقَال فِيهِ أَيْضا رجلة بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْجِيم وَكَانَ رجلة بِكَسْر الرَّاء عِنْد يُونُس أَكثر فِي الْعدَد وَيُقَال أَيْضا رجل وَرجل وَرجل بِالْفَتْح وَالضَّم وَالْكَسْر بِغَيْر هَاء وَكلهَا بِسُكُون الْجِيم وَقد جَاءَ فِيهَا رجالة وأراجل وَرجل وَرِجَال بِضَم الرَّاء وَشد الْجِيم ورجالي كُله جمع الْمَاشِي وَقَوله مرط مرجل كَذَا للهروي بِالْجِيم وَلغيره مرحل بِالْحَاء وهما جَمِيعًا صَوَاب وَهُوَ الَّذِي يوشي بصور الرّحال فَيُقَال بِالْحَاء أَو بصور المراجل أَو الرِّجَال فَيكون بِالْجِيم وَقد جَاءَ ثوب مراجل وثوب ممرجل فِي حَدِيث الصِّرَاط وكشد الرِّجَال بِالْجِيم أَي كجريهم كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَعند الْهَوْزَنِي الرّحال بِالْحَاء جمع رَحل وَلَيْسَ مَوْضِعه وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل عِنْد مُسلم فدعوت أعظم رجل فِي الركب كَذَا لكافتهم بِالْجِيم وَكَذَا للقابسي وللجياني رَحل بِالْحَاء وَالْجِيم هُنَا أشبه لقَوْله بعد وَأعظم كفل وَلقَوْل فَمر مَا يُطَأْطِئ رَأسه وَاخْتلف فِيهِ الروَاة عَن البُخَارِيّ أَيْضا فَوَقع فِي الْمَغَازِي رَحل لكافتهم بِالْحَاء وبالجيم للقابسي وعبدوس وَفِيه خلاف فِي نسخ أبي ذَر ثمَّ قَالَ بعده ثمَّ أخدر حلا وبعيرا فمرتحته كذ لأكثرهم وَعند الْأصيلِيّ ثمَّ أَخذ الرجل بَعِيرًا فمرتحته وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ تدل أَن رِوَايَة من روى أول الحَدِيث رجل بِالْجِيم أصح وَفِي بَاب الصَّلَاة كَفَّارَة كَانَ رجل أصَاب من امْرَأَة وَفِيه فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله إِلَى هَذَا كَذَا للقابسي وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة فَقَالَ الرجل بِدَلِيل قَوْله إِلَى هَذَا خَاصَّة لِأَنَّهُ صَاحب النَّازِلَة وَفِيه نزلت الْآيَة وَعَن ذَلِك سل وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر مَرْيَم فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر وَاضِعا يَدَيْهِ على منْكب رجل كَذَا للأصيلي وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا لغيره مَنْكِبي رجلَيْنِ وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث كَقَوْلِه يهادي بَين رجلَيْنِ قَوْله فِي حَدِيث الَّذِي كَانَ بَيته أقْصَى بَيت فِي الْمَدِينَة فتوجهنا لَهُ كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ فترجعت بالراء وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب من رَجَعَ القهقرافي صلَاته قَوْله فِي خُرُوج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي مَرضه وهم الْمُسلمُونَ أَن يفتتنوا رَجَاء بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين رَأَوْهُ كَذَا جَاءَ هُنَا فِي جمع النّسخ عَن البُخَارِيّ وَصَوَابه فَرحا بِالنَّبِيِّ كَمَا جَاءَ فِي بَاب وَفَاته وَفِي مُسلم من فَرح بِالنَّبِيِّ وَكَذَا هُوَ فِي غَيرهَا وَفِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث أبي عُبَيْدَة فِي الْمَغَازِي بعد وَقَوله أَتُرِيدِينَ أَن تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَة جَاءَ فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر أَن ترجعن وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون ترجعن فَيصح قَوْله فَأَخَذَتْنِي رَجْفَة أَي اضْطِرَاب وزلزلة وَعند السَّمرقَنْدِي وجفة بِالْوَاو وَهِي من الوجيف ضرب من سير الْإِبِل وَلَيْسَ بموضعه وَالْأول الصَّوَاب وَفِي إِخْبَار بني إِسْرَائِيل فِي الطَّاعُون رِجْس أرسل على طَائِفَة كَذَا فِي سَائِر النّسخ هُنَا بِالسِّين وَالْمَعْرُوف رجز كَمَا فِي غير هَذَا الْموضع لَكِن قد ذكرنَا أَن أهل هَذَا الشَّأْن وَأهل التَّفْسِير قد قَالُوا أَنه يَقع الرجس على الْعقُوبَة واستشهدنا عَلَيْهِ بِمَا تقدم قبل فِي بَاب إِذا طول الإِمَام فِي حَدِيث معَاذ فَانْصَرف رجل كذ عِنْد الْأصيلِيّ ولسائر الروَاة الرجل وَالصَّوَاب مَا للأصيلي لِأَنَّهُ لم يتَقَدَّم لَهُ فِي هَذَا الحَدِيث مَا يُوجب تَعْرِيفه قَوْله فَرَجَفَ بهم الْجَبَل أَي تحرّك كَمَا قدمْنَاهُ وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ فزحف بالزاي والحاء وَهُوَ بِمَعْنى وَالْأول أشهر وَأعرف وَفِي تَفْسِير) وَلَا تَقولُوا لمن ألْقى إِلَيْكُم السَّلَام (كَانَ رجل فِي غنيمَة كَذَا لكافتهم وَكَذَا لأكْثر رُوَاة مُسلم وَعند الْقَابِسِيّ الرجل وَهُوَ وهم وَقَوله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي كتاب الرَّقَائِق فَأخذت الْقدح فَأعْطِيه الرجل فيشرب حَتَّى

(ر ح ب)

يروي ثمَّ يرد على الْقدح فَأعْطِيه الرجل فيشرب كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي وَأبي ذَر فَأعْطِيه الْقدح وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب قَوْله فِي حَدِيث مُحَمَّد بن رمح فِي اللّعان فِي كتاب مُسلم فَقَالَ الرجل لِابْنِ عَبَّاس أَهِي الَّتِي قَالَ رَسُول الله لَو رجمت أحدا بِغَيْر بَيِّنَة الحَدِيث كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه رجل على التنكير وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كتاب البُخَارِيّ فِي اللّعان وَقد بَين اسْمه فِي الحَدِيث الآخر فَقَالَ ابْن شَدَّاد وعَلى مَا فِي الْأُم يدل أَنه الرجل الشاكي بامرأته أَولا وَلَا يَسْتَقِيم بذلك الْكَلَام وَفِي هَذَا الحَدِيث نَفسه فِي رِوَايَة النَّاقِد لَو كنت راجما أحدا بِغَيْر بَيِّنَة لرحمتها كَذَا لِابْنِ الحداء وَلغيره لرجمتها وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف بِدَلِيل مَا بعده من قَوْله تِلْكَ امْرَأَة أعلنت الرَّاء مَعَ الْحَاء (ر ح ب) قَوْله مرْحَبًا منون كلمة تقال عِنْد المبرة للقادم الْوَافِد وَلمن يلقى ويجتمع بِهِ بعد مغيب وَمَعْنَاهَا صادفت رحبا أَي سَعَة نصبت على الْمَفْعُول وَقيل على الْمصدر أَي رحب الله بك مرْحَبًا وضع مَوضِع الترحيب وَهُوَ مَذْهَب الْفراء وَفِي الحَدِيث رحب بهَا وَقَالَ مرْحَبًا بِابْنَتي وَمَكَان رحب وَاسع وَجمعه رحاب ورحيب أَيْضا وَقَوله ضَاقَتْ على الأَرْض بِمَا رَحبَتْ أَي بِمَا وسعت أَي على سعتها وَقَوله ورحب بهَا ودعا أَي قَالَ مرْحَبًا (ر ح رح) وَقَوله فَأتى بقدح رحراح بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْحَاء أَي وَاسع قَالَ بن دُرَيْد وَيُقَال رحرح أَيْضا قَالَ غَيره هُوَ مَعَ ذَلِك الْقَرِيب القعر الصَّغِير (ر ح ل) وَقَوله لَا تكَاد تَجِد فِيهَا رَاحِلَة هِيَ النَّاقة النجيبة الْكَامِلَة الْخلق الْحَسَنَة المنظر المدربة على الرّكُوب وَالسير وَالْحمل وَهُوَ لَا يكون إِلَّا مَعَ التدريب والتأديب مَعَ خلقتها لتأتي ذَلِك ومثالها فِي الْإِبِل قَلِيل كَذَلِك النجيب فيهم وَأَن تساووا فِي النّسَب والخلقة قيل المُرَاد اسْتِوَاء النَّاس كَمَا قَالَ كأسنان الْمشْط وَالْأول هُنَا أبين لقَوْله لَا تكادوا شَاربه إِلَى التقليل وَقيل المُرَاد أَن الْكَامِل والراغب فِي الْآخِرَة قَلِيل وَغَيرهم متساو فِي طلب الدُّنْيَا وَقد يُسمى الْجمل أَيْضا رَاحِلَة وَالْهَاء هُنَا للْمُبَالَغَة وَقيل سميت بذلك لأنهاترحل كَمَا قيل عيشة راضية أَي مرضية وَمَاء دافق أَي مدفوق وخصها ابْن قُتَيْبَة بالنوق وَأنْكرهُ الْأَزْهَرِي وَقَوله إِلَى رَحْله ورحالهم أَي مَنَازِلهمْ وَالصَّلَاة فِي الرّحال أَي المساكن والمنازل والرحل أَيْضا الرحالة وَهِي من مراكب الرِّجَال وَجَمعهَا رحال وَمِنْه حج الْأَبْرَار على الرّحال ورحلت الْبَعِير مخفف شددت عَلَيْهِ الرحل وَقَوله فِي أشرط السَّاعَة ونار ترحل النَّاس كَذَا ضبطناه فِي مُسلم بِفَتْح التَّاء والحاء وضبطناه فِي الغربيين ترحل بِضَم التَّاء وَكسر الْحَاء وتشديدها وَتَخْفِيف الرَّاء والحاء أَيْضا وَمَعْنَاهُ تزعج وتشخص كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تَسوق النَّاس وَيُقَال الأرحال والترحيل بِمَعْنى الإزعاج وَقيل ترحل النَّاس أَي ترلهم المراحل وَقيل تقيل مَعَهم وتنزل مَعَهم وَمِنْه الَّذين يرحلون هودجي ورحلوا جودة والرحلة بِالْكَسْرِ الارتحال وجمل ذُو رحْلَة بِالضَّمِّ للقوى على السّفر وَفِي بيع الْحَيَوَان بعضه بِبَعْض فِي البعيرين لَيْسَ بَينهمَا تفاضل ونجابة وَلَا رحْلَة كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِكَسْر الرَّاء وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو عبيد فِيهِ الضَّم قَالَ يُقَال بعير ذُو رحْلَة إِذا كَانَ شَدِيدا قَوِيا وناقة ذَات رحْلَة عَن الْأَصْمَعِي وَعَن الْأمَوِي الرحلة جودة الْمَشْي كَذَا روايتنا فِيهِ بِالْحَاء فِي الأَصْل وضبطناه فِي الْحَاشِيَة عَن بعض الروَاة رجلة بِالْجِيم (ر ح م) قَوْله وَأَنا نَبِي الرَّحْمَة كَذَا للسجزي وَلغيره المرحمة لِأَن بِهِ تيب على النَّاس وآمنوا ورحموا كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين (وَقد يكون مَعْنَاهُ مَا سَمَّاهُ الله بِهِ من قَوْله بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيم لعطفه

(ر ح ض)

وإحسانه لَهُم وَقد يكون ذَلِك لرحمة الله الْعَالمين بِشَفَاعَتِهِ الثَّانِيَة من النَّار أَو الْبَقَاء فِيهَا وَفِي بعض الرِّوَايَات مُسلم نَبِي الملحمة الْمَبْعُوث بِالْقِتَالِ وَالْجهَاد كَمَا قَالَ بعثت بِالذبْحِ وَأمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله وكما جَاءَ فِي حَدِيث حُذَيْفَة نَبِي الْمَلَاحِم وَنَبِي الرَّحْمَة ذكره ابْن أبي خَيْثَمَة قَوْله جعل الله الرَّحِم مائَة جُزْء كَذَا روينَاهُ بِضَم الرَّاء مَعْنَاهُ الْعَطف وَالرَّحْمَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر خلق الله مائَة رَحْمَة يُقَال رَحْمَة وَرَحْمَة بِالْفَتْح وَالضَّم ورحم بِالضَّمِّ والرحيم من أَسمَاء الله والرحمان من ذَلِك فالرحمان مِمَّا اخْتصَّ بِهِ تَعَالَى لَا يُسمى بِهِ غَيره كالله وَأما الرَّحِيم فقد يُوصف بِهِ المخلوقون قَالَ الله تَعَالَى لنَبيه بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيم وَهِي من الله عطف وإحسان وَمن المخلوقين رقة وارتماض يقْضِي بالْعَطْف وَالْإِحْسَان قَوْله الرَّحِم مُتَعَلقَة بالعرش وَيُقَال رحم ورحم ورحم وَأعلم أَن مَا جَاءَ من ذكر الرَّحِم فِي مثل هَذَا كَقَوْلِه قَامَت الرَّحِم فَقَالَت هَذَا مقَام العائذ بك أَنه على وَجه ضرب الْمِثَال والاستعارة ومجاز كَلَام الْعَرَب وَإِن الرَّحِم هُنَا لَيست بجسم وَإِنَّمَا هِيَ معنى من الْمعَانِي وَهُوَ النّسَب والاتصال الَّذِي يجمعه رحم وَالِدَة فَسُمي باسمه والمعاني لَا يَصح مِنْهَا الْقيام وَلَا الْكَلَام لكنه تقريب لفهم عَظِيم حَقّهَا وَوُجُوب صلَة المتصفين بهَا وَعظم إِثْم قاطعها وَلذَلِك سمي قطعا كَأَنَّهُ قطع تِلْكَ الصِّلَة وَالسَّبَب الَّذِي مِنْهَا وَقيل يحْتَمل أَن الله يَجْعَل ملكا يتَكَلَّم عَنْهَا (ر ح ض) قَوْله يمسح عَنْهَا الرحضاء بِضَم الرَّاء وَفتح الْحَاء وضاد مُعْجمَة مَمْدُود هُوَ عرق الْحمى قَوْله فَوَجَدنَا مراحض قد بنيت هِيَ بيُوت الْغَائِط وَأَصله من الرحض وَهُوَ الْغسْل الرَّاء مَعَ الْخَاء (ر خَ ي) قَوْله إِن منزلي متراخ أَي بعيد وَمِنْه رِوَايَة من رُوِيَ استرخيا مني أَي تباعدا وَقد مر فِي حرف الْهمزَة وَالْخَاء وَمِنْه فِي حَدِيث أَسمَاء فِي الْحَج استرخى عني أَي تأخري وتباعدي فِي الَّتِي ولدت غُلَاما أسود قَالَ وَلم يرخص لَهُ فِي الانتفاء مِنْهُ كَذَا روينَاهُ وَهُوَ الصَّوَاب وَعند بعض الروَاة وَلم يرض الرَّاء مَعَ الدَّال (ردا) قَوْله ردء الْإِسْلَام أَي عونهم بِكَسْر الرَّاء قَالَ الله ردْءًا يصدقني (ر د ب) قَوْله منعت مصر أردبها بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الدَّال وَتَشْديد الْبَاء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة هُوَ مكيال مَعْرُوف لأهل مصر مِقْدَار أَرْبَعَة وَعشْرين صَاعا (ر د ح) وَقَوله عكومها رداح بِفَتْح الرَّاء وَالدَّال أَي ثَقيلَة ممتلئة قيل يُرِيد الإعدال والعياب الْمُشْتَملَة على الْمَتَاع والأطعمة وأحدها عكم يصفها بِكَثْرَة المَال وَالْخَيْر وَقد يُرِيد بذلك كفلها شبهها بالعكوم لامتلائها وكبرها وسمنها وَجَاء برداح بِلَفْظ الْوَاحِد على خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ كل عكم مِنْهَا رداح لِأَن العكوم جمع وَلَا يُوصف بالمفرد وَلَا يخبر بِهِ عَنهُ أَو يكون رداح مصدرا كالذهاب وَالطَّلَاق فَيكون خَبرا للعكوم أَو يكون على طَرِيق النِّسْبَة كَقَوْلِك السَّمَاء منفطر بِهِ أَي ذَات انفطار أَو يكون ردته على العكوم وأرادت بذلك الكفل حملا على الْمَعْنى كَمَا قَالَ ثَلَاث شخوص لما كُنَّا نسَاء والشخص مُذَكّر (ردد) وَقَوله فِي حَدِيث أنس وردتني بِبَعْضِه اخْتلف فِي تَأْوِيله فَقيل مَعْنَاهُ صرفت جوعي وأعطتني من بعض الطَّعَام مَا رده وَالْهَاء هُنَا عَائِدَة على الطَّعَام وَقيل بل الْهَاء عَائِدَة على الْخمار الَّذِي لفت فِيهِ الطَّعَام ثمَّ غطت إنسا بِبَعْضِه وَجَعَلته لَهُ كالرداء وَهَذَا أَكثر التَّأْوِيل وأشبهه وَقد رَوَاهُ أَيْضا البُخَارِيّ لاثتني بِبَعْضِه وَهَذَا يصحح هَذَا التَّأْوِيل وَذكر مُسلم فِي الْفَضَائِل ازرتني بِنصْف

فصل الاختلاف والوهم

خمارها وردتني بِنصفِهِ وَكله يعضد التَّأْوِيل الثَّانِي ويصححه وَقَوله فِي حَدِيث الْمَلَاحِم وَيكون عِنْد ذَلِكُم الْقِتَال ردة شَدِيدَة بِفَتْح الرَّاء أَي عطفة وَشدَّة قَوِيَّة قَوْله فِي حَدِيث معقل فَترك الحمية واستراد لأمر الله أَي رَجَعَ وَقَوله وللمردودة من بَنَاته أَن تسكن يَعْنِي فِي الْحِين مَعْنَاهُ الْمُطلقَة وَقَوله ردوا السَّائِل وَلَو بظلف محرق أَرَادَت أَعْطوهُ وَلم ترد رد الحرمان وَكَأَنَّهُ كافئوه لسؤاله كَقَوْلِه ردوا السَّلَام أَي أجب عَلَيْهِ وَقد يحْتَمل أَن أَن يكون فِي السَّلَام من التكرير والترديد لعوده لمثل كَلَام الْمُسلم (ردع) وَقَوله بِهِ ردع من الزَّعْفَرَان بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الدَّال وَعين مُهْملَة أَي صبغ ولطخ كَقَوْلِه المزعفرة الَّتِي تردع على الْجلد بِفَتْح التَّاء وَالدَّال وبضم التَّاء وَكسر الدَّال أَي الَّتِي كثر فِيهَا لزعفران حَتَّى تنفضه وتلطخه من لمسها أَو لاقاها وَفتح التَّاء وَالدَّال وبضم التَّاء وَكسر الدَّال أَي الَّتِي تكْثر فِيهَا الزَّعْفَرَان حَتَّى تنفضه وتلطخه من لمسها أَو لاقاها وَفتح التَّاء أوجه وَيُقَال بضَمهَا أَي يبقي أثرا (ردغ) قَوْله فِي يَوْم ذِي ردغ بِسُكُون الدَّال وَفتحهَا وَهُوَ الطين الْكثير وَسَنذكر اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ بعد إِن شَاءَ الله (ردف) وَقَوله كنت ردف رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الرَّاء وَكسر الدَّال كَذَا قيدناه من طَرِيق الطَّبَرِيّ وردف بِكَسْر الرَّاء عَن غَيره وردف الْفضل رَسُول الله وأردفه وردفت رَسُول الله وردفني رَسُول الله وأردفني وتركك كُله الرّكُوب خلف الرَّاكِب وَهُوَ الردف والرديف يُقَال ردفته أردفه إِذا ركبت خَلفه بِكَسْر الدَّال فِي الْمَاضِي وَفتحهَا فِي الْمُسْتَقْبل والردف الْعَجز وَمِنْه أَخذ وأردفته أَنا أركبته خَلْفي وَقيل فِيهِ ردفته أَيْضا وَأما رِوَايَة الطَّبَرِيّ فَإِن صحت فاسم فَاعل مثل حذر وَفرق وَقَوله فِي الْحَج ثمَّ أردفه بفلان أَي وَجهه خَلفه أردفت الرجل بِغَيْرِهِ إِذا بعثته بعده وَيُقَال مِنْهُ ردفته وأردفته مثل لحقته وألحقته بِمَعْنى وَاحِد فِي كل هَذَا وَقَالَ أَبُو عبيد ردفت بِالْفَتْح وكل شَيْء جَاءَ بعْدك فَهُوَ ردفك وَقد ردفته بِالْكَسْرِ إِذا تَبعته وَجئْت بعده والردف والرديف (ردي) قَوْله تردى علينا من قدوم أَي تدلي من علو إِلَى سفل وَقد رُوِيَ فِي الحَدِيث تدلى وَمِنْه فتردى من حالق أَي ألقِي نَفسِي وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَجَاء ذكر الرِّدَاء فِي غير حَدِيث وَهُوَ مَمْدُود وَهُوَ مَا كَانَ على أَعلَى الْجَسَد والإزار أَسْفَله وَمِنْه فِي حَدِيث أم زرع صفر ردائها وملء كسائها أَي أَنَّهَا مهفهفة إِلَّا على فارغة مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الرِّدَاء لرفعة ردفها ونهديها فِيهِ واندماج خصرها عبلة الأسافل وَفِي الحَدِيث رِدَاء الْكِبْرِيَاء على وَجهه فِي جنَّة عدن والعز إزَاره والكبرياء رِدَاؤُهُ اسْتِعَارَة ومجازا على بلاغة الْعَرَب أَنَّهَا صِفَاته اللَّازِمَة كملازمة هَذِه الثِّيَاب لَابسهَا وَقد مضى الْكَلَام عَلَيْهَا فِي حرف الْألف. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي يَوْم ذِي ردغ كَذَا عِنْد العذري وَبَعض رُوَاة مُسلم بِسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وَبِغير مُعْجمَة وَرَاء مَفْتُوحَة وَكَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَابْن السكن من رُوَاة البُخَارِيّ إِلَّا أَنه بِفَتْح الدَّال وَعند الْأصيلِيّ والسمرقندي رزغ بزاي مَفْتُوحَة مَكَان الدَّال وَكله بِمَعْنى صَحِيح مُتَقَارب يُقَال رذغ وردغ ورزغ ورزغ فَهُوَ بِالذَّالِ الطين الْكثير وبالزاي المَاء الَّذِي يبل وَجه الأَرْض وَفِي الْعين الرزغة بالزاي أَشد من الردغة وَجَاء فِي بعض النّسخ رذغ بذال مُعْجمَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الدَّاودِيّ الْيَوْم الرزغ المغيم الْبَارِد وَقيل بعكسه وَقَالَ أَبُو عبيد الرزغ الطين والرطوبة وَفِي الجمهرة الرزغة مثل الردغة وَهُوَ الطين الْقَلِيل

فصل الاختلاف والوهم

من مطر أَو غَيره وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الردغة والرزغة وَقَوله فَمَا زلت أرديهم وأعقر بهم بِفَتْح الْهمزَة وعلوت الْجَبَل فَجعلت أرديهم وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فيهمَا أرميهم بِالْمِيم وهما بِمَعْنى يُقَال رديت الْحجر ورميته والمرداة بِكَسْر الْمِيم الْحِجَارَة وَالْأَشْبَه فِي الأول أرميهم وَكَذَا عِنْد شُيُوخنَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أخبر عَن رميه بِالْقَوْسِ وَفِي الثَّانِي أرديهم لِأَنَّهُ خبر عَن رميه من أَعلَى الْجَبَل وَهِي أَكثر رِوَايَات شُيُوخنَا فِيهِ على هَذَا التَّرْتِيب وَالتَّرْجِيح وَقَوله فِي هَذَا الحَدِيث فأرادوا فرسين بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء ودال مُهْملَة كَذَا روايتنا عَن شُيُوخنَا وَفِي بعض الرِّوَايَات فِيهِ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح مُتَقَارب وَمَعْنَاهُ بِالْمُعْجَمَةِ خلفوهما وتركوهما واستضعفوهما والرذي بِالْمُعْجَمَةِ المستضعف من كل شَيْء وبالمهملة أهلكوهما وأتعبوهما حَتَّى أسقطوهما وتركوهما وَمِنْه المتردية وَأَرَدْت الْخَيل الْفَارِس وَهُوَ رد أَي أسقطته وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن ماهان وَإِذا فرسَان وَالصَّوَاب الأول قَوْله إِنَّا لم نرده عَلَيْك إِلَّا أَنا حرم المحدثون والرواة يفتحون الدَّال كَذَا ضبطناه عَنْهُم وَأهل الْعَرَبيَّة يأبون فِي ذَلِك إِلَّا ضم آخِره وَقد بَيناهُ فِي حرف الْحَاء وَالْبَاء فِي بَاب من أفرغ بِيَمِينِهِ على شِمَاله فِي الْغسْل فَأَتَيْته بِخرقَة فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَلم يردهَا كَذَا رِوَايَة الكافة بِضَم الْيَاء وَكسر الرَّاء وَسُكُون الدَّال وَعند ابْن السكن يردهَا بِفَتْح الْيَاء وَضم الرَّاء وَفتح الدَّال وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل الرِّوَايَات الْأُخَر الَّتِي لَا اخْتِلَاف فِيهَا وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَأَتَيْته بِثَوْب فَلم يَأْخُذهُ وَهُوَ يبين صِحَة هَذِه الرِّوَايَة الرَّاء مَعَ الزَّاي (رزا) قَوْله فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَلم يرزآني شَيْئا وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة مَا رزينا من مائك شَيْئا بِكَسْر الزَّاي وَلنْ أرزاك وَلَا يرزوه أحد وَلَا أرزا مَعْنَاهُ النَّقْص رزاته ورزئته إِذا نَقصه وَلَا أرزأ بعْدك أحد أَي آخذ مِنْهُ شَيْئا (رزن) قَوْله حصان رزان بِفَتْح الرَّاء عَاقِلَة مُلَازمَة بَيتهَا من الرزانة وَهِي الثَّبَات وَالْوَقار وَقلة الْحَرَكَة وَلَا يُقَال رزان إِلَّا فِي الْمَرْأَة فِي مجلسها وَإِن كَانَ فِي ثقل جسمها قلت رزينة كَمَا تَقول فِي الرجل رزين وَكَذَلِكَ ثقيل وثقيلة وثقال فِي مجلسها مثل رزان (رزم) ومرزم الجوزاء بِكَسْر الْمِيم هُوَ نجم مَعْلُوم وهما مرزمان (رزغ) قَوْله فِي يَوْم ذِي رزغ ذَكرْنَاهُ قبل (رزق) الرزق الْمَذْكُور فِي الْكتاب والْآثَار مَا منحه الله من حَلَال أَو حرَام عِنْد أهل السّنة وَغَيرهم يَخُصُّهُ بالحلال واللغة لَا تَقْتَضِيه وَقَوله فِي الحرفة مَعَ إرزاق الْمُسلمين بِفَتْح الْهمزَة جمع رزق يُرِيد أقوات من عِنْدهم من جند الْمُسلمين بِمَا جرت بِهِ عَادَة أهل كل مَوضِع وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث أسلم عَن عمر قَوْله أكسها رازقيين هِيَ ثِيَاب من الْكَتَّان طوال بيض قَالَ غير أبي عبيد داخلت بياضها زرقة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي التَّفْسِير العصف بقل الزَّرْع إِذا قطع قبل أَن يدْرك وَالريحَان رزقه كَذَا لأبي ذَر والأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ والنسفي ورقه وَالْأول الصَّحِيح وَبَقِيَّة الْكَلَام فِي الْأُم يدل عَلَيْهِ الرَّاء مَعَ الطَّاء (رط ب) قَوْله نتلقاها من فِيهِ رطبَة بِسُكُون الطَّاء وَفتح الرَّاء يُرِيد لأوّل نُزُولهَا يَعْنِي المرسلات كالشيء الرطب الَّذِي لم يجِف ويروى رطبا يرجع إِلَى لِسَانه كَأَن لِسَانه لم يجِف بهَا بعد وَقَوله فِي كل كبد رطبَة أجر أَي ذُو كبد وَمعنى رطبَة حَيَّة لِأَن الْمَيِّت إِذا مَاتَ جَفتْ جوارحه والحي يحْتَاج إِلَى ترطيب كبده من الْعَطش إِذْ فِيهِ الْحَرَارَة الْمُوجبَة لَهُ وَفِي الْخَوَارِج يَتلون كتاب الله رطبا قيل سهلا كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى

فصل الاختلاف والوهم

لينًا وَقَوله فِي الزَّكَاة لِأَن ثَمَر النخيل وَالْأَعْنَاب يُؤْكَل رطبا كَذَا روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ بِغَيْر خلاف بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الطَّاء وَهُوَ أصوب من ضمهَا لِأَن أول ابْتِدَاء أكلهَا من حِين يُمكن وَقبل الأرطاب وَقبل الْبُسْر وَهِي بلح وَبسر وزهو قَوْله فأيدي إِلَى قبر رطب أَي طري الدّفن ترجع رطوبته إِمَّا للمدفون فِيهِ أَو لترابه المثرى حِين دَفنه فِيهِ (رط م) قَوْله فارتطمت بِهِ فرسه أَصله الْحَبْس وَالدُّخُول فِي أَمر ينشب فِيهِ وَمَعْنَاهُ هُنَا ساخت قَوَائِمهَا فِي الأَرْض كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى (رط ن) قَوْله فرطن بالحبشية والرطانة بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا هُوَ الْكَلَام بِلِسَان الْعَجم وَكَلَامهم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث جَابر فَقَامَ فِي الرطاب فِي النّخل ثَانِيَة كَذَا جَاءَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة عِنْد أَكثر الروَاة وَعند ابْن السكن فَقَامَ فَطَافَ فِي النّخل ثَانِيَة وَكَأَنَّهُ أشبه وَقَوله قربنا إِلَيْهِ طَعَاما ورطبة كَذَا للسمرقندي وَاحِدَة الرطب وَعند غَيره ووطيئة بِكَسْر الطَّاء وهمزة وأولها وَاو وَفِي كتاب ابْن عِيسَى وَغَيره عَن ابْن ماهان ووطبة بِسُكُون الطَّاء بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة وَالصَّوَاب من هَذَا كُله وطيئة بِالْهَمْز مَمْدُود كَمَا تقدم قَالَ ابْن دُرَيْد الوطيئة التَّمْر يسْتَخْرج نَوَاه ويعجن بِاللَّبنِ وَهِي عصيدة التَّمْر وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي الحَدِيث الآخر فَأخْرج إِلَيْنَا ثَلَاث أكل من وطيئة الوطيئة الغرارة يَعْنِي أَنه أخرج مِنْهَا ثَلَاث لقم من هَذَا الطَّعَام وَقَول ابْن دُرَيْد أشبه لَا سِيمَا وَقد رَوَاهُ ففسرا الْبَزَّار فِي رِوَايَة فِي الحَدِيث نَفسه فَقَالَ فجَاء وبحيس فَأكل مِنْهُ وَقَالَ أَبُو مَرْوَان الْحَافِظ لَعَلَّه طَعَاما وطيئة على الْبَدَل وَأنكر زِيَادَة وَاو الْعَطف وَقَالَ ثَابت الوطيئة طَعَام للْعَرَب من ثَمَر أرَاهُ كالحيس وَنَحْوه وَذكر قَوْله فِي الحَدِيث فخضت لَهُ وطيئه فَشرب وَرِوَايَة الْبَزَّار فِي الحَدِيث حَيْسًا تعضده الرَّاء مَعَ الْكَاف (ر ك ب) قَوْله فِي ركب وجفنة الركب وركابنا هُوَ جمع رَاكب والركب يخْتَص بِالْإِبِلِ والركاب الْإِبِل وَتجمع ركائب وَهِي أَيْضا الرّكُوب بِالْفَتْح وركوبة وَجَمعهَا ركب بضَمهَا لكل مَا يركب مِنْهَا قَالَ يَعْقُوب الركب أَصْحَاب الْإِبِل الْعشْرَة فَمَا فَوْقهَا والأركوب أَكثر مِنْهُم وَالركبَة بِفَتْح الْكَاف وَالْبَاء أقل من الركب وَقَوله فِي حَدِيث معَاذ وركبني عمر فَهُوَ على أثري أَي أتبعني وَفِي حَدِيث أبي ذَر وركبني اللَّيْل أَي غشيني (رك د) وَقَوله المَاء الراكد هُوَ الَّذِي لَا يجْرِي وَقَوله واركد فِي الْأَوليين فِي الصَّلَاة أَي اسكن وَأَقل الْحَرَكَة يُرِيد بذلك تطويلها كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أمد فِي الْأَوليين (رك ز) وَقَوله فِي الرِّكَاز الْخمس هُوَ عِنْد أهل الْحجاز من الْفُقَهَاء واللغويين الْكُنُوز وَعند أهل الْعرَاق الْمَعَادِن لِأَنَّهَا ركزت فِي الأَرْض أَي ثبتَتْ وَقَوله وَهُوَ يركز بِعُود بَين المَاء والطين بِضَم الْكَاف من هَذَا أَي يُثبتهُ فِي الأَرْض ويروي يضْرب وَقَوله ركز النَّاس أوصواتهم الركز بِكَسْر الرَّاء وَقَوله وركز العنزة ويركز الرَّايَة أَي يغرزها فِي الأَرْض ركزت الرمْح أركزه (رك ن) وَقَوله فِي مركن لَهَا بِكَسْر الْمِيم وَهِي كالإجانة والقصرية قَالَ الْخَلِيل هُوَ شبه تور من آدم يسْتَعْمل للْمَاء وَقَالَ غَيره هُوَ شبه حَوْض من صفر أَو فخار وَهُوَ المخضب أَيْضا وَقَوله وَيُقَال لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي أَي جوارحه وأركان كل شَيْء نواحيه وَقَوله رحم الله لوطا إِن كَانَ ليأوى إِلَى ركن شَدِيد يُرِيد الله تَعَالَى ترحم عَلَيْهِ لسَهْوه فِي قَوْله أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد يُرِيد عشيرته وَنسي

فصل الاختلاف والوهم

توكله بِاللَّه والركن يعبر بِهِ عَمَّا يعتز بِهِ ويستند إِلَيْهِ والركن النَّاحِيَة من الْجَبَل يلجأ إِلَيْهَا (ر ك ض) قَوْله ركض إِلَى رجل فرسا أَي حركه بِرجلِهِ وَاصل الركض الدّفع وركض الدَّابَّة مِنْهُ أَي تحريكها بِالرجلِ (ر ك س) قَوْله إِنَّهَا ركس أَي نجس كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى رِجْس وَمعنى ركس معنى رجيع لِأَنَّهَا ركست أَي ردَّتْ بعد أَن أكلت طَعَاما كَمَا تقدم فِي معنى الرجيع (رك و) وَقَوله اركوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء أَي أخروهما وَهُوَ بِمَعْنى الرِّوَايَة الْأُخْرَى انْظُرُوا يُقَال ركاه يكروه إِذا أَخّرهُ وَقيل أركاه أَيْضا رباعي وَقد ضَبطه بَعضهم اركوا بِفَتْح الْهمزَة على هَذِه اللُّغَة وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والسجزي اتْرُكُوا مُفَسرًا وَفِي الْمُوَطَّأ اتْرُكُوا واركوا على الشَّك قَوْله بَين يَدَيْهِ ركوة وَفِي بعض الْأَحَادِيث مَكَان المخضب ركوة بِفَتْح الرَّاء قَالَ صَاحب الْعين الركوة شبه تور من آدم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْخَاء (رك ي) قَوْله على جبا الركي بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْكَاف وَتَشْديد الْيَاء بعْدهَا هِيَ البير وجباها مَا حول فمها وَقد فسرناها وَفِي الحَدِيث الآخر جبا الرَّكية ونطيف بركية هِيَ البير أَيْضا وَالْأَشْهر بِغَيْر هَاء وَقَالَ بَعضهم عَن الْأَصْمَعِي الرَّكية البير وَجَمعهَا ركي. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب ترتيل الْقِرَاءَة فَافْتتحَ الْبَقَرَة إِلَى قَوْله فَقلت يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَة فَمضى فَقلت يرْكَع بهَا كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَصَوَابه فَقلت يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَتَيْنِ وَعَلِيهِ يدل قَوْله يرْكَع بهَا وَقَوله وَجَعَلَنِي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي ركُوب بَين يَدَيْهِ كَذَا قيدناه بِالْفَتْح عَنْهُم فِي الرَّاء وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وعبدوس وَقَالَ بَعضهم صَوَابه ركُوب بضَمهَا جمع رَاكب مثل شَاهد وشهود أَو أركوب لِأَنَّهُ هُنَا على الْجمع لَا على الْوَاحِد وَقد فسرنا هَذِه اللَّفْظَة قبل وَفِي حَدِيث جَابر فَتخلف يَعْنِي الْجمل فركزه النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَذَا لَهُم بالزاي فِي الْكَلِمَتَيْنِ وَعند أبي الْهَيْثَم فوكزه بِالْوَاو أَي طعنه وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الحَدِيث مَا يدل عَلَيْهِ من ضربه لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَعند النَّسَفِيّ فزجره وَمَا تقدم أولى لما يدل عَلَيْهِ الحَدِيث وَقَوله فِي بَاب كَيفَ يعْتَمد على الأَرْض إِذا قَامَ من الرَّكْعَة كَذَا للأصيلي والحموي ولغيرهما من الرَّكْعَتَيْنِ وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل الحَدِيث بعده وَقَوله وَتَحْته قطيفة فَدَكِيَّة كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَغَيره منسبه إِلَى فدك وَبَعض رُوَاة مُسلم قَالَ فِيهِ فَرَكبهُ وَكَذَا للنسفي وَهُوَ تَصْحِيف لِأَن ذكر ركُوبه إِيَّاه تقدم فِي الحَدِيث فِي قصَّة أبي جهل وَهُوَ يرْكض على عَقِبَيْهِ كَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا للكافة يَنْكص الرَّاء مَعَ الْمِيم (ر م ح) قَوْله إِلَّا أَن ترمح الدَّابَّة رمحت الدَّابَّة رمحا ضربت برجلها (ر م د) قَوْله عَظِيم الرماد أَي كثير الأضياف والطبخ لَهُم فتكثر نيرانه ورماده فكنى بِكَثْرَة الرماد عَن ذَلِك وَهَذَا بَاب يُسَمِّيه أهل البلاغة الأرداف وَهُوَ التَّعْبِير عَن الشَّيْء بِأحد لواحقه كَمَا قَالَ كَانَا يأكلان الطَّعَام وَعبر بِهِ عَن الْحَدث وَقَوله وَكَانَ رمدا هُوَ مرض يُصِيب الْعين مَعْلُوم وَهُوَ الرمد بِفَتْح الْمِيم وعام الرَّمَادَة مَعْلُوم سمي بذلك لشدَّة وجوع كَانَ فِيهِ كَأَنَّهُ قيل عَام الهلكة من قَوْلهم رمدت الْغنم إِذا مَاتَت ورمدوا هَلَكُوا وَالِاسْم مِنْهُ الرمد سَاكن الْمِيم وَقيل سميت بذلك لِأَن الأَرْض صَارَت من الْقَحْط كالرماد (ر م ك) قَوْله على جمل أرمك بِفَتْح الْمِيم هُوَ الأورق أَيْضا وَهُوَ لون بَين السوَاد والحمرة وَقيل الرمكة لون الرماد

(رم ل)

وَيُقَال اربك بِالْبَاء أَيْضا وَالْمِيم أشهر (رم ل) قَوْله على رملل سَرِير بِكَسْر الرَّاء وَتَخْفِيف الْمِيم وعَلى رمل حضير بِفَتْح الْمِيم وَقد أثر الرمال فِي جنبه وعَلى سَرِير مرمول ومرمل بِفَتْح الرَّاء يُرِيد بِكُل هَذَا المنسوج من السعف وَقَيده بعض الروَاة رمل حَصِير يُقَال فِيهِ رملت وأرملت ورمالة ورملة ضفر نسجه فِي وَجهه وَذكر الرمل فِي الطّواف وَرمل فِيهَا بِفَتْح الرَّاء وَالْمِيم فِي الِاسْم وَالْفِعْل الْمَاضِي ويرملون الأشواط وَجَاءَت فِي رِوَايَة بَعضهم سَاكِنة الْمِيم على الْمصدر والرمل وثب فِي الْمَشْي لَيْسَ بالشديد مَعَ هزة الْمَنْكِبَيْنِ وَقَوله أرملوا فِي الْغَزْو أَي نفد زادهم والساعى على الأرملة بِفَتْح الْهمزَة وَجمعه الأرامل وهم الْمَسَاكِين المحتاجون من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَامْرَأَة أرملة بِفَتْح الْهمزَة وَالْمِيم وَرجل أرمل وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأرملة الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا سميت بذلك لذهاب زَادهَا بفقده وَقَالَ ثَابت عَن أبي زيد امْرَأَة أرملة وَنسَاء أرامل وَنسَاء أرملة أَيْضا وَرجل أرملة وأرامل وَقيل لَا يُقَال ذَلِك إِلَّا فِي النِّسَاء وَلَا يُقَال فِي الرِّجَال (ر م م) قَوْله كُنَّا أهل ثمه ورمه بِضَم التَّاء وَالرَّاء أَي الْقيام بِهِ وإصلاحه وَقد تقدم تَفْسِيره فِي التَّاء قَوْله فِي الْهِرَّة ترمم من الأَرْض كَذَا للعذري وللسجزي وَيُقَال بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم وبضم التَّاء وَكسر الْمِيم وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي ترمرم وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَأَصله تَأْكُل من المرمة وَهِي الشّفة والرمرام عشب الرّبيع لِأَنَّهُ يرمم بالمرمة بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَأَصلهَا فِي ذَوَات الأظلاف وَقَوله فارموا ورهبوا أَي سكتوا بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء وَتَشْديد الْمِيم وَفِي الحَدِيث الآخر فارم الْقَوْم مثله كُله أطبقوا شفاههم وَهِي المرمة من غير النَّاس من بهائم الْحَيَوَان وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي غير هَذِه الْكتب فأزم الْقَوْم بزاي مَفْتُوحَة وَمِيم مُخَفّفَة وَمَعْنَاهُ مثل الأول أَي أَمْسكُوا عَن الْكَلَام قَوْله فَدفعهُ إِلَيْهِ برمتِهِ وليغط برمتِهِ أَي بالحبل الَّذِي ربط بِهِ هَذَا أَصله ثمَّ اسْتعْمل فِيمَن دفع للقود والرمة بِالضَّمِّ قِطْعَة الْحَبل (ر م ص) قَوْله كَادَت عَيناهَا ترمصان بالصَّاد الْمُهْملَة وَفتح التَّاء وَفتح الْمِيم وَضمّهَا أَيْضا كَذَا روايتنا فِيهِ فِي الْمُوَطَّأ وَمَعْنَاهُ أَصَابَهَا الرمص بِفَتْح الْمِيم وَهُوَ اجْتِمَاع القذى فِي مئاقي الْعين وأهدابها وروى الطباع عَن مَالك هَذَا الْحَرْف بالضاد الْمُعْجَمَة والرمض بِفَتْح الْمِيم شدَّة الْحر وَالْمَعْرُوف فِي الْعين الْوَجْه الأول وَفِي خبر أم سليم قاذا أَنا بالرميصاء وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَيُقَال لَهَا أَيْضا الغميصاء وَكَذَا ذكره مُسلم وهما بِمَعْنى مُتَقَارب هُوَ بالغين مثل الرمص وَقيل هُوَ انكسار فِي الْعين وسنذكره فِي الْأَسْمَاء (رم ض) قَوْله حِين ترمض الفصال بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم وضاد مُعْجمَة وَهُوَ احتراق أظلافها بالرمضاء عِنْد ارْتِفَاع الضُّحَى واستحرار الشَّمْس والرمضاء مَمْدُود الرمل إِذا استحر بالشمس وَمِنْه قَوْله ويقيك من الرمضاء يُقَال مِنْهُ رمضت ترمض وَسمي بذلك رَمَضَان من شدَّة الْحر لموافقته حِين التَّسْمِيَة زَمَنه فِيمَا قَالُوا وَقيل لحر جَوف الصَّائِم فِيهِ ورمضه للعطش وَقيل بل كَانَ عِنْدهم أبدا فِي الْحر لنسائهم الشُّهُور وتغييرهم الْأَزْمِنَة وزيادتهم شهرا فِي كل أَربع من السنين حَتَّى لَا تنْتَقل الشُّهُور عَن مَعَاني أسمائها (ر م ق) قَوْله فَجعل يرمقني أَي يتبع إِلَيّ النّظر وَلَا رمقن صَلَاة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي لأتبعن النّظر والمراعاة لَهَا وَقَوله بآخر رَمق وَبِه رَمق هُوَ بَقِيَّة الْحَيَاة (رم ي) قَوْله من الرَّمية بتَشْديد الْيَاء وَهِي الطريدة من الصَّيْد وَقَوله أَخَاف عَلَيْكُم

فصل الاختلاف والوهم

الرماء مَمْدُود مَفْتُوح الرَّاء مخفف الْمِيم كَذَا قَالَه الْكسَائي فسره فِي الحَدِيث الريا وَذكره بَعضهم بِالْقصرِ مَفْتُوحًا وكسره بضعهم وقصره وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال فيقطعه جزلتين قدر رمية الْغَرَض قيل يَجْعَل بَين الجزلتين قدر رمية الْغَرَض وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ فَيُصِيبهُ إِصَابَة رمية الْغَرَض لِأَن قبله فَيضر بِهِ بِالسَّيْفِ فاختصر الْكَلَام وَقَوله مرماتين حسنتين يرْوى بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ مَا بَين ظلفى الشَّاة من اللَّحْم فعلى هَذَا الْمِيم أَصْلِيَّة قَالَ الدَّاودِيّ وَقيل هما بضعتان من اللَّحْم وَقَالَ غَيره هُوَ السهْم الَّذِي يرْمى بِهِ بِكَسْر الْمِيم فالميم هُنَا زَائِدَة وَقيل هُوَ سهم يلْعَب بِهِ فِي كوم التُّرَاب فَمن رمى بِهِ فتبت فِي الكوم غلب وَقيل المرماتان السهْمَان اللَّذَان يَرْمِي بهما الرجل فيحرز سبقه فَمن فَسرهَا بالسهمين لم يكن فيهمَا غير الْكسر وَهُوَ أشبه لقَوْله حسنتين قَوْله لَيْسَ وَرَاء الله مرمى أَي نِهَايَة أَو شَيْء تطمح إِلَيْهِ الآمال وَالرَّغْبَة وَأَصله من التسابق بِالسِّهَامِ أَي أَن عِنْده وقفت الرغبات وَإِلَيْهِ انْتَهَت الْعُقُول. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله عَن ابْن صياد لَهُ رمرمة أَو رمزة كَذَا هُوَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب الشَّهَادَات بِغَيْر خلاف وَفِي حَدِيث يُونُس فِي غير هَذَا الْبَاب الأولى براءين مهملتين وَالثَّانيَِة آخرهَا زَاي لرواة الْكتاب وَعند أبي ذَر فِي الأولى مثله فِي الْجَنَائِز وَفِي الآخر أَو زمره قدم الزَّاي وَأخر الرَّاء قَالَ وَقَالَ شُعَيْب زمزمة بزايين معجمتين وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسلم وَعند بعض رُوَاته رمزة بِتَقْدِيم الرَّاء وَعند البُخَارِيّ فِي حَدِيث أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب رمرمة أَو زمزمة وَكَذَا ذكره النَّسَفِيّ عَنهُ فِي الْجَنَائِز الأولى بالمهملتين وَالثَّانيَِة بالمعجمتين وَذكر فِي الْجَنَائِز عَن عقيل وَمعمر رمزة الْآخِرَة زَاي وَقَالَ عَن عقيل وَإِسْحَاق رمرمة بمهملتين كَذَا لَهُم وَعند الْمُسْتَمْلِي وَقَالَ عقيل رمزة بِتَأْخِير الزَّاي وَفِي كتاب الْجِهَاد فِي حَدِيث اللَّيْث رمرمة بالمهملتين وَفِي بَاب كَيفَ يعرض الْإِسْلَام على الصَّبِي رمزة بتقدم الرَّاء وَمعنى هَذِه الْكَلِمَات كلهَا مُتَقَارب وَالَّتِي بزائين معجمتين تَحْرِيك الشفتين بالْكلَام قَالَه الْخطابِيّ وَقَالَ غَيره هُوَ كَلَام العلوج وهم صموت بِصَوْت يدار من الخياشم وَالْحلق لَا يَتَحَرَّك فِيهِ اللِّسَان والشفتان وَأما رمزة بِتَقْدِيم الرَّاء فصوت خَفِي بتحريك الشفتين بِكَلَام لَا يفهم وَأما الزمرة بِتَقْدِيم الزَّاي فَمن دَاخل الْفَم وَقَوله أترمي كَذَا للطبري والعذري أَي ارمي الْأَغْرَاض ولغيرهما أترامى وَالْأول أصوب فِي هَذَا الْبَاب وَمثله قَوْله نصبوا دجَاجَة يترمونها كَذَا للجياني فِي حَدِيث شَيبَان وَلغيره يترامونها وَفِي الحَدِيث الآخر يَرْمُونَهَا وَقد يخرج الآخر إِذا كَانَ مَعَه غَيره يَرْمِي ذَلِك مَعَه قَالَ يَعْقُوب يُقَال خرجت أترمي أَي أرمي الْأَغْرَاض وأرتمي فِي القنص وَأما يترامون فَمن الترامي بَين الرجلَيْن يَرْمِي كل وَاحِد صَاحبه أَو يرميان إِلَى غَرَض وَاحِد وَقَوله فِي بَاب الْأكل فِي الْإِنَاء المفضض فَلَمَّا وضع الْقدح فِي يَده رمي بِهِ كَذَا جَاءَ هُنَا فِي مُسلم وَصَوَابه رَمَاه بِهِ يَعْنِي للدهقان وَكَذَا يَأْتِي فِي غير مَوضِع من الصَّحِيحَيْنِ وَلذَلِك اعتذر عَن ذَلِك بنهيه قبل عَن سقيه فِيهِ فِي بَقِيَّة الحَدِيث الرَّاء مَعَ النُّون (رزن) قَوْله فَأَقْبَلت امْرَأَته برنة بِفَتْح الرَّاء هُوَ الصَّوْت عِنْد الْبكاء وَيُشبه أَنه الَّذِي فِيهِ تَرْجِيع وَمثله القلقلة وَاللَّقْلَقَة يُقَال مِنْهُ أرنة فَهِيَ مرنة وَلَا يُقَال رنت قَالَ أَبُو حَاتِم والعامة تَقول رنت قَالَ ثَابت وَفِي الحَدِيث

فصل الاختلاف والوهم

لعنت الرانة وَلَعَلَّه من النقلَة الرَّاء مَعَ الصَّاد (ر ص د) قَوْله فارصد الله لَهُ ملكا أَي أعده لَهُ وَقَوله إِلَّا دِينَارا أرصده لديني أَي أعده بِضَم الصَّاد وَفتح الْهمزَة وَقيل فِي هَذَا ارصد أَيْضا رباعى يُقَال مِنْهُ رصد وأرصد قَالَ صَاحب الْأَفْعَال رصدته وأرصدته بِالْخَيرِ وَالشَّر أعددته لَهُ وَقَالَ غَيره رصدت ترقبت وأرصدت أَعدَدْت قَالَ الله) وَإِرْصَادًا لمن حَارب الله (وَقَالَ شهابا رصدا وَمِنْه يرصد لغير قُرَيْش (ر ص ص) قَوْله تراصوا فِي الصَّلَاة أَي تضاموا بَعْضكُم إِلَى بعض قَالَ الله تَعَالَى) كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص ( (ر ص ف) قَوْله تنظر فِي رصافه بِكَسْر الرَّاء هِيَ الْعقبَة الَّتِي تلوي على مدْخل النصل فِي السهْم الرَّاء مَعَ الضَّاد (ر د خَ) قَوْله أَمر فيهم برضخ بِسُكُون الضَّاد وَفتح الرَّاء وخاء مُعْجمَة هِيَ الْعَطِيَّة وَقيل الْعَطِيَّة القليلة وَفِي الحَدِيث الآخر أنفقي وأرضخي بِمَعْنَاهُ وَقَوله فرضخ رَأسهَا بَين حجرين أَي شدخ (ر ض م) قَوْله وعَلى الْقُبُور رضم من حِجَارَة بِفَتْح الرَّاء وَالضَّاد كَذَا قَيده الْأصيلِيّ هِيَ الْحِجَارَة المجتمعة جمع رضمة بفتحهما أَيْضا ويروى رضم بِسُكُون الضَّاد على اسْم الْفِعْل قَالَ أَبُو عبيد الرضام صخور عِظَام وأحدها رضمة (ر ض ض) قَوْله أَن يرض فَخذي أَي يدقه ويكسره (ر ض ع) قَوْله وَالْيَوْم يَوْم الرضع أَي يَوْم هَلَاك اللئام يُقَال لئيم راضع إِذا كَانَ يرضع اللَّبن من أخلاف إبِله وَلَا يحلب لَيْلًا يسمع صَوت الْحَلب فيطلب مِنْهُ اللَّبن وَقيل لَيْلًا يُصِيبهُ فِي الْإِنَاء شَيْء وَيُقَال من اللوم رضع الرجل يرضع بِالضَّمِّ فِي الْمَاضِي وَالْفَتْح فِي الْمُسْتَقْبل رضاعة بِالْفَتْح لَا غير وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا يُقَال رضع فِي أَتبَاع قَوْلهم لؤم ورضع فَأَما إِذا أفرد فَتَقول رضع ورضع وَقيل معنى لئيم راضع أَنه يرضع الخلالة الَّتِي يُخرجهَا من بَين أَسْنَانه ويمصها وَقيل رضع اللؤم فِي بطن أمه وَقيل الْيَوْم يعرف من أَرْضَعَتْه كَرِيمَة فأنجبته أَو لئيمة فهجنته وَقيل مَعْنَاهُ الْيَوْم يظْهر من أَرْضَعَتْه الْحَرْب من صغره وَقَوله إِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة أَي حرمتهَا فِي التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم فِي حَال الصغر وجوع اللَّبن وتغذيته وَيُقَال فِي هَذَا رضاعة ورضاعة ورضاع ورضاع وَأنكر الْأَصْمَعِي الْكسر مَعَ الْهَاء وَفِي فعله رضع بِالْكَسْرِ يرضع ورضع بِالْفَتْح يرضع قَوْله وَكَانَ مسترضعا فِي عوالي الْمَدِينَة أَي أَن لَهُ هُنَاكَ من يرضعه قَالَ الْكسَائي وَغَيره الْمُرْضع الَّتِي لَهَا لبن رضَاع أَو ولد رَضِيع والمرضعة الَّتِي ترْضع وَلَدهَا وَقيل امْرَأَة مرضع ومرضعة للَّتِي ترْضع وَمِنْه أَن لَهُ مُرْضعًا فِي الْجنَّة قَالَ الْخطابِيّ وَرَوَاهُ بَعضهم مُرْضعًا بِفَتْح الْمِيم أَي رضَاعًا (ر ض ف) فيبيتون فِي رسلها ورضفيها الرُّسُل اللَّبن والرضيف مِنْهُ مَا طرحت فِيهِ الْحِجَارَة المحماة وَهِي الرضفة بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الضَّاد قَالَ الْخطابِيّ الرضيف والمرضوف اللَّبن يحقن فِي السقاء حَتَّى يصير حازرا ثمَّ يصب فِي اقدح وَقد سخنت لَهُ الرضاف فيكسر بِهِ برده ووخامته وَقيل الرضيف الْمَطْبُوخ مِنْهُ على الرضف وَقَوله بشر الكانزين برضف يحمي هِيَ الْحِجَارَة تَحْمِي النَّار وَنَحْو ذَلِك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَله فِي حَدِيث الْغَار فيبيتون فِي رسلها وَفَسرهُ فِي الحَدِيث فَقَالَ وَهُوَ لبن منحتها ورضيعها كَذَا وَقع فِي الرِّوَايَات والنسخ على التَّثْنِيَة وَصَوَابه ورضيفها وَقد فسرناه وَكَذَا فِي رِوَايَة عَن الْخطابِيّ قَالَ الْخطابِيّ وَقد رَوَاهُ بَعضهم وضريعها وَهُوَ اللَّبن سَاعَة يحلب وَفِي رِوَايَة عَبدُوس والنسفي ورضيعهما بِالْعينِ مثنى وَلَيْسَ بِشَيْء قَوْله فِي حَدِيث ابْن صياد فَرْضه النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام

فصل الاختلاف والوهم

كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب بالضاد الْمُعْجَمَة وَفِي الْجَنَائِز عَن شُعَيْب وَوَقع لَهُ فِي غير هَذَا فِي الْموضع فِي كتاب الْجَنَائِز فرفصه بصاد مُهْملَة وَفَاء قبلهَا وَكَذَا عِنْد كَافَّة رُوَاة مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَجَاء فِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْجَنَائِز من رِوَايَة الْأصيلِيّ لأبي زيد فرقصه مثله إِلَّا أَنه بِالْقَافِ وَعند عَبدُوس فوقصه بِالْوَاو وَعند أبي ذَر لغير الْمُسْتَمْلِي فرفضه بِالْفَاءِ وَالضَّاد وَلَا وَجه لهَذِهِ الرِّوَايَات قَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا هُوَ فرصه وَكَذَا رَوَاهُ فِي غَرِيبه بصاد مُهْملَة أَي ضغطه وَضم بعضه إِلَى بعض وَقَالَ الْمَازرِيّ أقرب مِنْهُ أَن يكون فرفسه بِالسِّين مثل ركله وَقَالَ بَعضهم الرفص الضَّرْب بِالرجلِ مثل ارفس وَلم أجد هَذِه اللَّفْظَة فِي جَمَاهِير اللُّغَة وَقَوله فِي البُخَارِيّ فِي السَّلب فأرضيه مِنْهُ كَذَا وَقع فِي بَاب وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون بِضَم الْهمزَة ألف الْمُتَكَلّم فَيصح لَكِن الْمَعْرُوف فتحهَا على الْأَمر وَالْمَعْرُوف فأرضه على الصَّوَاب فِي سَائِر الْأَبْوَاب الرَّاء مَعَ الْعين (ر ع ب) قَوْله فَرُعِبْت مِنْهُ بِفَتْح الرَّاء وَضم الْعين قَيده الْأصيلِيّ وَلغيره فَرُعِبْت بِضَم الرَّاء وَكسر الْعين على مَا لم يسم فَاعله وهما صَحِيحَانِ رعب الرجل ورعب حَكَاهُمَا يَعْقُوب (ر ع ج) قَوْله فِي حَدِيث الثَّلَاثَة حَتَّى كثرت الْأَمْوَال فأرتعجت أَي كثرت حركتها واضطرابها لكثرتها (ر ع م) قَوْله فِي الْغنم واسمح الرعام بِضَم الرَّاء وَتَخْفِيف الْعين الْمُهْملَة هُوَ مَا يسيل من أنوفها (ر ع ع) قَوْله رعاع النَّاس وغوغاؤهم بِمَعْنى بِفَتْح الرَّاء وَتَخْفِيف الْعين الْمُهْملَة الأولى وَآخره عين مُهْملَة أَيْضا أَي سقاطهم وأحدهم رعرع ورعرع والكلمة الثَّانِيَة بغين مُعْجمَة مكررة وَسَيَأْتِي تَفْسِيره (ر ع ف) وَذكر الرعاف ورعف ويرعف مَعْلُوم يُقَال رعف بِفَتْح الْعين يرعف ويرعف وَقيل رعف بضَمهَا أَيْضا والرعاف هُوَ الدَّم بِعَيْنِه وراعوفة البير نذكرها (ر ع ي) قَوْله فَإِذا رَأَيْت رعاء إلبهم مَمْدُود مكسور الرَّاء جمع رَاع قَالَ الله تَعَالَى حَتَّى يصدر الرعاء وَيُقَال رُعَاة أَيْضا بِضَم الرَّاء وَآخره هَاء قَوْله فَمَا تركت استزيده إِلَّا ارعاء عَلَيْهِ قَالَ صَاحب الْعين الإرعاء الْإِبْقَاء على الْإِنْسَان يُرِيد الْإِبْقَاء عَلَيْهِ أَي لَا أَكثر عَلَيْهِ بالسؤال قَوْله كلكُمْ رَاع ومسؤول عَن رَعيته أَي حَافظ ومؤتمن وأصل الرَّعْي النّظر وَمِنْه رعيت النُّجُوم وَقَالَ الله لَا تَقولُوا رَاعنا وقولا أنظرنا وَهَذَا يدل أَن أَصله النّظر قيل حافظنا وَقيل اسْتمع منا وارعنى سَمعك اسْتمع إِلَيّ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله تَحت راعوفة البير بِالْفَاءِ هِيَ صَخْرَة تتْرك فِي أَسْفر البير عِنْد حفره ناتئة ليجلس عَلَيْهَا منقيه أَو المائح مَتى احْتَاجَ وَنَحْوه لأبي عبيد وَقيل بل هُوَ حجر على رَأس البير يَسْتَقِي عَلَيْهِ المستقى وَقيل حجر بارز من طيها يقف عَلَيْهَا المستقي والناظر فِيهَا وَقَالَ غَيرهم بل هُوَ حجر ناتئ فِي بعض البير لم يُمكن قطعه لصلابته فَترك وَجَاء فِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ رعوفة بِغَيْر ألف وَالْمَعْرُوف فِي اللُّغَة الْأُخْرَى أرعوفة وَيُقَال راعوثة بالثاء أَيْضا قَوْله أَن الأولى رَغِبُوا علينا كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ والنسفي وجمهورهم فِي حَدِيث أَحْمد بن عُثْمَان فِي غَزْوَة الخَنْدَق بتَشْديد الْغَيْن الْمُعْجَمَة وللأصيلي مثله لَكِن بِالْمُهْمَلَةِ وَقد يكون وَجه هَذَا من الارجاف والتفزيغ والذعر وَوجه مُعْجمَة من الْكَرَاهَة وَهِي فِي رِوَايَة غَيرهمَا رَغِبُوا وَمَعْنَاهُ كَرهُوا وَصَوَابه رِوَايَة أبي الْهَيْثَم بغوا علينا من الْبَغي كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب قَوْله فَلَعَلَّ بَعْضكُم أَيْن يكون أرعى لَهُ من بعض كَذَلِك جَاءَ للأصيلي عَن الْمروزِي

فصل الاختلاف والوهم

فِي كتاب الْأَضَاحِي وللمستملي مثله وَلغيره أوعى كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَهُوَ الْمَعْرُوف أَي أضبط وأحفظ وَقد تقرب الرِّوَايَة الْأُخْرَى من معنى هَذِه لَكِن هَذِه أشهر وَأعرف وَقع فِي مُسلم فِي حَدِيث الثَّلَاثَة أَصْحَاب الْغَار حَتَّى كثرت الْأَمْوَال فارتجعت كَذَا للطبري وَهُوَ وهم وَصَوَابه فارتجعت وَقد فسرناه فِي حَدِيث ابْن عمر فِي الْفَضَائِل لن تراع كَذَا للْجَمَاعَة وللقابسي لن ترع بِالْجَزْمِ وَهُوَ بعيد إِلَّا على لُغَة شاءه لبَعض الْعَرَب تجزم بلن وَفِي الْفَضَائِل وَمثل مَا بَعَثَنِي الله بِهِ قَوْله فسقوا ورعوا كَذَا لكافتهم وَفِي كتاب الْعلم فِي البُخَارِيّ وزرعوا وَالْأول أوجه وَفِي رِوَايَة بَعضهم ووعوا وَهُوَ تَصْحِيف لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه الرَّاء مَعَ الْغَيْن (ر غ ب) وَالرغْبَاء إِلَيْك وَالْعَمَل روينَاهُ بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا فَمن فتح مد وَهِي رِوَايَة أَكثر شُيُوخنَا وَمن ضم قصر وَكَذَا كَانَ عِنْد بَعضهم وَوَقع عِنْد ابْن عتاب وَابْن عِيسَى من شُيُوخنَا قَالَ ابْن السّكيت هما لُغَتَانِ كالنعمى والنعماء وَقَالَ بَعضهم رغبى بِالْفَتْح وَالْقصر مثل شكوى وَحكي الْوُجُوه الثَّلَاثَة أَبُو عَليّ القالي وَمَعْنَاهُ هُنَا الطّلب وَالْمَسْأَلَة قَالَ شمر رغب النَّفس سَعَة الأمل وَطلب الْكثير يُقَال بِسُكُون الْغَيْن وَفتحهَا وبضم الرَّاء وَفتحهَا وَالرَّغْبَة أَيْضا بِالْفَتْح ورغبت فِي الشَّيْء طلبته وأردته وَمِنْه رَغِبُوا فِي مَاله وجماله ورغبت عَنهُ كرهته وَتركته وَمِنْه من رغب عَن أَبِيه فقد كفر أَي ترك الانتساب إِلَيْهِ وانتسب لغيره وَمثله كفر بكم أَن ترغبوا عَن آبائكم وَمِنْه قَوْله وترغبون أَن تنكحوهن وَقَوله فِي الحَدِيث فِي تَفْسِير رَغْبَة أحدكُم عَن يتيمته وَمِنْه مَا بِي رَغْبَة عَن دينك بِسُكُون الْغَيْن وَقَوله يرغب فِي قيام رَمَضَان أَي يحض عَلَيْهِ وَقَوله راغبين راهبين أَي طَالِبين راجين وخائفين فزعين وَقَوله قدمت على أُمِّي راغبة وَفِي رِوَايَة راغبة أَو راهبة قيل معنى راغبة طامعة طالبة مني شَيْئا وَقد رُوِيَ فِي كتاب أبي دَاوُود أَن أُمِّي قدمت عَليّ راغبة وَهِي مُشركَة وَفِي غَيره من هَذِه الْأُمَّهَات راغمة بِالْمِيم قيل كارهة وَقيل هاربة وَقيل راغبة عَن الْإِسْلَام كارهة لَهُ قيل كَانَت أم أَسمَاء من الرضَاعَة وَقيل بل أمهَا الَّتِي ولدتها وَهِي قتيلة بنت عبد الْعزي قرشية وَهِي أم عبد الله بن أبي بكر أَيْضا فَأَما أم عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن فَأم رمان وَأم مُحَمَّد أَسمَاء بنت عُمَيْس وراغبة ضبطناه نصبا على الْحَال وَيصِح فِيهِ الرّفْع على خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف (ر غ ث) وَأَنْتُم ترغثونها أَي الدُّنْيَا مَعْنَاهُ ترضعونها شَاة رغوث مرضع ورغث الْعَيْش سعته وخصبه وَقيل رغث النَّاس فلَانا إِذا استقصوا مَا عِنْده حَتَّى نفد (ر غ م) قَوْله وَإِن رغم أنف أبي ذَر وَرَغمَ أنف من أدْرك أَبَوَيْهِ وترغيم للشَّيْطَان وأرغم الله أَنفه أَي ذل وخزى كَأَنَّهُ لصق بالرغام وَقيل مَعْنَاهُ كره وَقيل مَعْنَاهُ اضْطربَ والرغم أَيْضا المساءة وَالْغَضَب وَمِنْه سنة نَبِيكُم وَإِن رغمتم أَي كرهتم يُقَال رغم بِالْفَتْح يرغم بِالضَّمِّ ذل وَرَغمَ بِالْكَسْرِ يرغم بِالْفَتْح أَيْضا والرغم والرغم والرغم بِالْفَتْح وَالضَّم وَالْكَسْر الذلة (ر غ س) قَوْله أَن رجلا رغسه الله مَالا بسين مُهْملَة وَتَخْفِيف الْغَيْن أَي أَكْثَره لَهُ ونماه (ر غ و) وبعير لَهُ رُغَاء مَمْدُود صَوت الْبَعِير وَقَوله حَتَّى علت رغوته الرغوة مَعْلُومَة وَهِي مَا على اللَّبن من صبه فِي الْإِنَاء من فقاقيعه وَمَا دَاخل الرّيح مِنْهُ وَفِيه لغاة رغوة ورغوة ورغوة ورغاوة ورغاية. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي كتاب الِاعْتِصَام وَأَنْتُم ترغثونها أَو تلغثونها كَذَا وَقع فِيهِ على الشَّك فِي اللَّام وَالرَّاء وَالْمَعْرُوف بالراء وَقد فسرناه قبل الرَّاء مَعَ الْفَاء

(رف أ)

(رف أ) قَوْله فارفانا إِلَى جَزِيرَة وأرفئوا الإرفاء أدناء السفن من الشط وَحَيْثُ ترسى أَو تصلح وَهُوَ مرفأ السَّفِينَة مَهْمُوز مَقْصُور وَهُوَ ميناها أَيْضا يمد وَيقصر (ر ف ث) وَقَوله فَلم يرْفث وَلم يجهل وَإِن أخالكم لَا يَقُول الرَّفَث أَي يَأْتِي برفث الْكَلَام وفحشه رفث الرجل بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء يرْفث وَيَرْفث بِالْكَسْرِ وَالضَّم رفثا بِالسُّكُونِ فِي الْمصدر وبالفتح الِاسْم وَقد قيل رفث بِكَسْر الْفَاء يرْفث بِالْفَتْح قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَقد روى فَلم يرْفث بِالْكَسْرِ وارفث أَيْضا إِذا أفحش فِي كَلَامه وَيكون الرَّفَث الْجِمَاع أَيْضا والرفث ذكر الْجِمَاع والتحدث بِهِ وَقيل هُوَ مذاكرة ذَلِك مَعَ النِّسَاء وَقد اخْتلف فِي معنى قَوْله تَعَالَى فَلَا رفث على التفاسير الْمُتَقَدّمَة قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ كلمة جَامِعَة لكل مَا يُرِيد الرجل من الْمَرْأَة (ر ف د) قَوْله إِلَّا النَّصْر والرفادة بِكَسْر الرَّاء ورفادة قُرَيْش تعاونها على ضِيَافَة أهل الْمَوْسِم وَفِي المنحة تَغْدُو برفد وَتَروح برفد الرفد الْقدح الَّذِي يحتلب فِيهِ (ر ف رف) قَوْله رآر فرفا أَخْضَر سد الْأُفق قيل هُوَ بِسَاط وَقيل هُوَ وَاحِد وَقيل جمع وَاحِدَة رفرفة (ر ف ل) قَوْله وَإِذا أَبُو جهل يرفل فِي النَّاس كَذَا لِابْنِ ماهان أَي يتبختر وَلابْن سُفْيَان يَزُول أَي يكثر الْحَرَكَة وَلَا يسْتَقرّ على حَال والزويل القلق وَهُوَ هُنَا اشبه وَتقدم فِي حرف الْجِيم لرِوَايَة من رَوَاهُ يجول (ر ف ض) لَو أَن أحدا أرفض مَعْنَاهُ أَنهَار وخر وتفرق وَفِي حَدِيث آخر انفض بالنُّون وَهُوَ بِمَعْنى أنقض أَيْضا وَفِي حَدِيث الْحَوْض حق يرفض عَلَيْهِم أَي يسيل وَمِنْه أرفض الدمع إِذا سَالَ وَقَوله فيرفضه أَي يتْركهُ وَكَذَلِكَ يرفضون مَا بِأَيْدِيهِم أَي يتركونه (ر ف ع) قَوْله وَكَانَ من رفعاء أَصْحَاب مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي من جلتهم وفضلائهم من الرّفْعَة وَقَوله فَرفعت فرسي أَي حثتتها وَالسير الْمَرْفُوع دون الجري وَفَوق الْمَشْي وَرفع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مطيته ورفعنا كُله مِنْهُ وَقَوله فِي خبر أبي ذَر فارتفعت حِين ارْتَفَعت كَأَنِّي نصب يحْتَمل معنى قُمْت وَقيل مَعْنَاهُ حِين ارْتَفع عني أَي تركت وَقَوله رفع الحَدِيث مَعْنَاهُ أسْندهُ إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الحَدِيث الْمَرْفُوع عَنهُ وَرفعت الْخَبَر أذعته ورفعته إِلَى الْحَاكِم قَدمته (ر ف غ) وفيهَا ذكر الرفغ والرفغين بِضَم الرَّاء وَيُقَال بِفَتْحِهَا أَيْضا وَالْفَاء سَاكِنة والغين مُعْجمَة هما أصلا الفخذين ومجتمعهما من أَسْفَل الْبَطن وَمِنْه إِذا التقى الرفغان وَجب الْغسْل وَيُقَال أَيْضا الرفغان فِي غير هَذَا الحَدِيث الإبطان وَقيل أصُول المغابن وَأَصله مَا ينطوي من الْجَسَد فَكلهَا أرفاغ (ر ف ف) قَوْله وَمَا فِي رفى مَا يَأْكُلهُ ذُو كبد وَشطر شعير فِي رف لي الرف خشب ترفع عَن الأَرْض فِي الْبَيْت يرقى عَلَيْهِ مَا يرفع وَهُوَ الرفرف أَيْضا والرفرف أَيْضا الْمجْلس والبساط والفسطاط والفراش (رف ق) قَوْله إِن الله رَفِيق يحب الرِّفْق والرفق فِي صِفَات الله تَعَالَى وأسمائه بِمَعْنى اللَّطِيف الَّذِي فِي الْقُرْآن والرفق واللطف الْمُبَالغَة فِي الْبر على أحسن وجوهه وَكَذَلِكَ فِي كل شَيْء وَكَذَلِكَ الرِّفْق والرفق فِي كل أَمر أَخذه بِأَحْسَن وجوهه وأقربها وَهُوَ ضد العنف وَمِنْه فِي الحَدِيث عَن الله يحب الرِّفْق فِي الْأَمر كُله وَقَوله يستر فقه أَي يطْلب مِنْهُ الرِّفْق وَالْإِحْسَان قَوْله فِي الرفيق الْأَعْلَى بِفَتْح الرَّاء وَمَعَ ارفيق واللهم الرفيق الْأَعْلَى وألحقني بالرفيق الْأَعْلَى قيل هُوَ اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَخطأ هَذَا الْأَزْهَرِي وَقَالَ بل هم جمَاعَة الْأَنْبِيَاء ويصححه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر مَعَ النَّبِيين وَالصديقين إِلَى قَوْله وَحسن

فصل الاختلاف والوهم

أُولَئِكَ رَفِيقًا وَهُوَ يَقع للْوَاحِد والجميع وَقيل أَرَادَ رفق الرفيق وَقيل أَرَادَ مرتفق الْجنَّة وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ اسْم لكل سَمَاء وَأَرَادَ الْأَعْلَى لِأَن الْجنَّة فَوق ذَلِك وَلم يعرف هَذَا أهل اللُّغَة وَوهم فِيهِ وَلَعَلَّه تصحف لَهُ من الرفيع وَقَالَ الْجَوْهَرِي والرفيق أَعلَى الْجنَّة قَوْله فقطعتهما مرفقتين بِكَسْر الْمِيم أَي وسادتين كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَأما الْمرْفق من الْيَد وَهُوَ طرف عظم الذِّرَاع مِمَّا يَلِي الْعَضُد فبفتح الْمِيم وَقيل بِكَسْرِهَا وَقَوله فِي المرفقتين فَكَانَ يرتفق بهما فِي الْبَيْت يحْتَمل أَن يكون بِمَعْنى يتكئ من الْمرْفق وَأَن يكون من الرِّفْق أَي ينْتَفع وَفِي الْأَذَان وَصفه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَانَ رحِيما رَفِيقًا كَذَا رَوَاهُ الْقَابِسِيّ بِالْفَاءِ وللأصيلي وَأبي الْهَيْثَم وَغَيرهمَا رَقِيقا بِالْقَافِ أَولا وَهُوَ مُتَقَارب الْمَعْنى من رقة الْقلب ورفقه بأمته وشففته عَلَيْهِم وَقد وَصفه الله تَعَالَى بذلك فَقَالَ (بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيم) قَوْله رفْقَة والرفاق يُقَال رفْقَة ورفقة وَهِي الْجَمَاعَة تُسَافِر وَالْجمع رفاق وَأنكر ابْن مكي أَن يكون جمعا قَالَ وَإِنَّمَا هُوَ جمع رَفِيق وَلم يقل شَيْء هُوَ جمع رَفِيق وَجمع رفْقَة وَإِنَّمَا سميت الرّفْقَة من المرافقة والرفاق أَيْضا مصدر كالمرافقة والرفيق للْوَاحِد وَالْجمع (ر ف هـ) قَوْله فَلَمَّا أَصَابَتْهُم الرَّفَاهِيَة أَي رغد الْعَيْش وَقَوله فترفه عَنهُ قوم كَذَا لِابْنِ السكن وَفِي رِوَايَة البَاقِينَ فتنزه مُتَقَارب الْمَعْنى ترفه رفعوا أنفسهم عَنهُ وتنزهوا بعد وأعنه وَكله بِمَعْنى تجنبوه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي كتاب التوحيدوقال مُجَاهِد الْعَمَل الصَّالح يرفع الْكَلم الطّيب كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ يرفعهُ الْكَلم الطّيب والقولتان مرويتان عَن مُجَاهِد وَغَيره فِي كتب التَّفْسِير وَهل الْهَاء فِي يرفعهُ عَائِدَة على الْكَلم الطّيب أَو الْعَمَل الصَّالح وَقيل عَائِدَة على الله تَعَالَى هُوَ يرفع الْعَمَل الصَّالح وَقَوله فِي بَاب شركَة الْيَتِيم فِي تَفْسِير الْآيَة رَغْبَة أحدكُم عَن يتيمته كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَعند الْقَابِسِيّ والنسفي رَغْبَة أحدكُم يتيمته معنى ذَلِك فِي الرِّوَايَتَيْنِ كَرَاهِيَة وَعند البَاقِينَ رَغْبَة أحدكُم بيتيمته وَالْأول أوجه وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي موت مَيْمُونَة قَوْله فَإِذا رفعتم نعشها فَلَا تزعزعوها وَارْفَعُوا وَعند السَّمرقَنْدِي وأرفقوا وَالْأول أشبه وَقَوله وَأَنْتُم ترغثونها أَو ثلغثونها كِلَاهُمَا بثاء مُثَلّثَة الْمَعْرُوف فِي هَذَا الرَّاء دون اللَّام أَي ترضعونها وَقد تقدم قبل وَقَوله فِي حَدِيث عكاشة فَرفع لي سَواد عَظِيم كَذَا عِنْد مُسلم وَابْن السكن وَمَعْنَاهُ أظهر لي وَقد يحْتَمل أَن يكون ظهر لَهُ فِي مَكَان مُرْتَفع ويعضده الحَدِيث الآخر يجيئ بوم الْقِيَامَة على تل وعَلى كوم ولبقية رُوَاة البُخَارِيّ فِي بَاب الكي فَوَقع فِي بِالْوَاو وَالْقَاف وَبعده فِي وَله معنى أَيْضا أَي دخل فيهم بَغْتَة على غير انْتِظَار ومقدمة وَقَوله فِي التَّفْسِير بِكُل ربع الرّبع الِارْتفَاع من الأَرْض كَذَا للقابسي وعبدوس وَأبي ذَر وللأصيلي الإيفاع جمع يفاع وَهُوَ الْمُرْتَفع من الأَرْض أَيْضا وَعند النَّسَفِيّ الأرياع جمع ريع وَقد ذكره البُخَارِيّ بعد ذَلِك وَكله صَوَاب بِمَعْنى وَكَذَلِكَ ريع جمعه ريعة وأرياع وَاحِدَة ريعة قَوْله لكل غادر لِوَاء يرفع لَهُ كَذَا جَاءَ للعذري فِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب وَلغيره يعرف بِهِ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غَيره من الْأَحَادِيث وَفِي بَاب الْمِعْرَاج ثمَّ رفعت لي سِدْرَة الْمُنْتَهى كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر ولغيرهما ثمَّ رفعت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فِي حَدِيث صيد الْمحرم فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَة وفْق من أكله كَذَا لكافة شُيُوخنَا أَي قَالَ لَهُ وفقت صوب لَهُ فعله وَرَوَاهُ بَعضهم رفق بالراء وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود إذنك على أَن ترفع الْحجاب كَذَا قيد عَن الجياني وَلغيره أَن يرفع

(رق)

وَهُوَ الصَّوَاب الرَّاء مَعَ الْقَاف (رق) قَوْله فَمَا رقا الدَّم أَي ارْتَفع جريه وَانْقطع مَهْمُوز وَكَذَلِكَ قَوْلهَا لَا يرقا لي دمع أَي لَا يَنْقَطِع وَكنت رقاء على الْجبَال أَي صعاد عَلَيْهَا (ر ق ب) قَوْله مَا تَعدونَ الرقوب فِيكُم بِفَتْح الرَّاء قُلْنَا الَّذِي لَا يُولد لَهُ فَقَالَ لَيْسَ ذَلِك بالرقوب وَلكنه الَّذِي لم يقدم من وَلَده شَيْئا أجابوه بِمُقْتَضى اللَّفْظَة فِي اللُّغَة فأجابهم هُوَ بمقتضاها فِي الْمَعْنى فِي الْآخِرَة لِأَن من لم يَعش لَهُ ولد يأسف عَلَيْهِم فَقَالَ بل يجب أَن يُسمى بذلك ويأسف من لم يجدهم فِي الْآخِرَة لما فَاتَهُ من أجر تقديمهم بَين يَدَيْهِ وَأُصِيب بذلك وَهَذَا من تَحْويل الْكَلَام إِلَى معنى آخر كَقَوْلِه فِي الصرعة والمحروب من حَرْب وَقَوله ارقبوا مُحَمَّدًا فِي أهل بَيته أَي احفظوه وَقيل فِي تَسْمِيَته تَعَالَى رقيبا أَي حَافِظًا وَقيل عليما ومعناهما فِي حق الله وَاحِد وَإِنَّمَا يخْتَلف فِي حق الْآدَمِيّ فَإِن الرَّقِيب الْحَافِظ للشَّيْء مِمَّن يغتفله وَلَا يَصح هَذَا فِي حَقه تَعَالَى وَقَوله وَلم ينس حق الله فِي رقابها يَعْنِي الْخَيل قيل هُوَ حسن ملكتها وتعهدها وَأَن لَا يحملهَا مَا لَا تطِيق ويجهدها وَقيل هُوَ الْحمل عَلَيْهَا فِي السَّبِيل وَذكر الرقبى بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْقَاف بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة مَقْصُورَة هِيَ عندنَا هبة كل وَاحِد من الرجلَيْن للْآخر شَيْئا بَينهمَا إِذا مَاتَ على أَن يكون لآخرهما موتا وَقيل هِيَ هبة الرجل للْآخر شَيْئه فَإِن مَاتَ وَهُوَ حَيّ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئه سمي بذلك لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يرقب موت صَاحبه (ر ق ت) قَوْله فِي الرقة ربعه الْعشْر هِيَ الْفضة مسكوكة أَو غير مسكوكة وَجَمعهَا رقوت وَرَقَات وَأَصلهَا عِنْد بَعضهم الْوَاو وَهُوَ اسْم مَنْقُوص (ر ق م) قَوْله كالرقمة فِي ذِرَاع الْحمار هِيَ كالدائرة فِيهِ وَذكر الرقيم فَقيل فِي رقيم أَصْحَاب الْكَهْف أَنه اسْم قريتهم وَقيل أَنه لوح كَانَت فِيهِ أَسمَاؤُهُم مَكْتُوبَة والرقيم الْكتاب وَمِنْه قَوْله فِي تَسْوِيَة الصُّفُوف حَتَّى يَدعهَا كالقدح والرقيم أَي السهْم الْمُقَوّم والسطر الْمَكْتُوب وَقَوله كَانَ يزِيد فِي الرقم بِفَتْح الرَّاء أَي الْكتاب يُرِيد رقم الثِّيَاب وَمَا يكْتب عَلَيْهَا من أثمانها وَهَذِه عبارَة يستعملها المحدثون فِيمَن يكذب وَيزِيد فِي حَدِيثه ويستعيرون لَهُ مثل التَّاجِر الَّذِي يكذب فِي رقومه وَيبِيع عَلَيْهَا (ر ق ق) قَوْله مَا رأى رغيفا مرققا أَي ملينا محسنا كخبز الْحوَاري وَشبهه والترقيق التليين وَلم يكن عِنْدهم مناخل يُقَال جَارِيَة رقراقة الْبشرَة أَي براقة الْبيَاض وَقد يكون المرقق الرَّقِيق الموسع والرقاق مَا لَان من الأَرْض واتسع وَقَوله من رَقِيق الْإِمَارَة أَي إمائها المتخذة لخدمة الْمُسلمين وَهُوَ فعيل بِمَعْنى مفعول أَي مرقوق وَالرّق الْعُبُودِيَّة وَقَوله فشق من صَدره إِلَى مراق بَطْنه فسره فِي الحَدِيث الآخر إِلَى أَسْفَله وَهُوَ مَا رق من الْجلد هُنَاكَ من الأرفاغ وأحدها مرق وَقَوله أَتَاكُم أهل الْيمن أَلين قلوبا وأرق أَفْئِدَة ويروى أَضْعَف قلوبا الرقة واللين والضعف هُنَا كُله بِمَعْنى مُتَقَارب وَهُوَ ضد الْقَسْوَة الَّتِي وصف بهَا غَيرهم فِي الحَدِيث وَالْإِشَارَة بذلك كُله لسرعة إجابتهم وقبولهم للْإيمَان ومحبتهم الْهدى كَمَا كَانَ من مسارعة جمَاعَة الْأَنْصَار لقبُول الْإِيمَان وَمَا جَاءَ بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ونصرهم لَهُ وَفرق بعض أَرْبَاب الْمعَانِي بَين اللين فِي هَذَا والرقة وَجعل اللين والضعف مِمَّا تقدم ذكره والرقة عبارَة عَن صفاء بَاطِن الْقلب وَهُوَ الْفُؤَاد وإدراكه من الْحق والمعرفة مَا لَا يُدْرِكهُ من لَيْسَ قلبه كَذَلِك وَإِن ذَلِك مُوجب للين قُلُوبهم وَسُرْعَة إجابتهم وَقيل يجوز أَن تكون الْإِشَارَة بلين الْقلب وَضَعفه إِلَى خفض الْجنَاح وَحسن الْعشْرَة وبرقة الْقلب إِلَى الشَّفَقَة على

(ر ق ي)

الْخلق والعطف عَلَيْهِم وَالرَّحْمَة وَفِي صفة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَانَ رَقِيقا رحِيما من رقة الْقلب والشفقة بالأمة وَكَذَا فِي وصف أبي بكر من رقة الْقلب وَكَثْرَة الْبكاء كَمَا بَينه فِي الحَدِيث نَفسه (ر ق ي) قَوْله لَا رقية إِلَّا من كَذَا وَمن أنباك أَنَّهَا رقية بِسُكُون الْقَاف وَضم الرَّاء وَنهى عَن الرقي وأباح الرقي مَا لم يكن فِيهِ شرك مَقْصُور كُله بِضَم الرَّاء ورقاه بِفَاتِحَة الْكتاب بِفَتْح الْقَاف فِي الْمَاضِي وَكَانَ يرقى وَأَنا أرقى بِكَسْرِهَا فِي الْمُسْتَقْبل ورقيته أَنا بِكَسْرِهَا كَذَا هُوَ من الرقي وَهُوَ كُله بِمَعْنى عوذته غير مَهْمُوز فَأَما قَوْله فرقي على الصَّفَا بِكَسْر الْقَاف فِي الْمَاضِي وَفتحهَا فِي الْمُسْتَقْبل وَكَذَا ضبطناه عَن القَاضِي التَّمِيمِي فِي الصَّحِيح وَعَن كَافَّة شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ فِي قَوْله فرقي فِي حَدِيث ساقي الْكَلْب وضبطناه عَن ابْن حمدين وَابْن عتاب فِيهِ فرقا بِفَتْح الْقَاف وَكَذَلِكَ عَن عَامَّة شُيُوخنَا فِي الصَّحِيح وَكِلَاهُمَا مقول وَفتح الْقَاف مَعَ الْهَمْز لُغَة طَيء وَالْأولَى أشهر وَأعرف وَكَذَلِكَ قَوْله فرقي الْمِنْبَر وفرقيت على ظهر بَيت وَكله بِكَسْر الْقَاف بِمَعْنى صعد وَكله غير مَهْمُوز أَيْضا وَهَذَا كَمَا قَالُوا توى وتوي وثوى وثوا وَرقا الدَّم مَهْمُوز تقدم وَكَذَلِكَ الدمع فصلا الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْكُهَّان فِي حَدِيث يُونُس فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والسجزي وَلَكنهُمْ يرقون فِيهِ وَيزِيدُونَ كَذَا الرِّوَايَة عَنْهُمَا بِضَم الْيَاء وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْقَاف وَعند الجياني يرقون بِفَتْح الْيَاء وَالْقَاف قَالَ بَعضهم صَوَابه يرقون بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْقَاف وَكَذَا ذكره الْخطابِيّ وَمَعْنَاهُ معنى قَوْله يزِيدُونَ قيل يُقَال رقي فلَان على الْبَاطِل أَي رَفعه وَأَصله من الصعُود أَي يدعونَ فِيهَا فَوق مَا سمعُوا وَقد تصح الرِّوَايَة على تَضْعِيف هَذَا الْفِعْل وتكثيره وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه يزرفون أَو يزرفون والزرف والتزريف الزِّيَادَة وَفِي التَّفْسِير ثَانِي عطفه مستكبر فِي نَفسه عطفه رقبته كَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَفِي بَاب غَزْو الْمَرْأَة فِي الْبَحْر فرقصت بهَا دابتها فَسَقَطت كَذَا فِي كتاب الطرابلسي أَي فمضت ولسائر رُوَاة البُخَارِيّ فوقصت بهَا بِالْوَاو وَلَا يَصح إِلَّا أَن تجْعَل الْبَاء زَائِدَة أَي كسرتها الرَّاء مَعَ السِّين (ر س ل) قَوْله فيبيتون فِي رسلها بِكَسْر الرَّاء لَا غير هُوَ اللَّبن وَقد فسره فِي الحَدِيث وَكَذَلِكَ قَوْله أبغنا رسلًا أَي هَيْئَة لنا واطلبه وَالرسل بِفَتْح الرَّاء ذَوَات اللَّبن وَقَالَ ابْن دُرَيْد الرُّسُل بِفَتْح الرَّاء وَالسِّين المَال من الْإِبِل وَالْغنم وَقَالَ غير وَاحِد الرُّسُل بِفَتْح الرَّاء وَالسِّين الْإِبِل ترسل إِلَى المَاء وَقَوله إِلَّا من أعْطى من رسلها ونجدتها روى بِالْكَسْرِ وروى بِالْفَتْح قَالَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ أَعلَى أَي فِي الشدَّة والرخاء وبالكسراي من لَبنهَا وَقيل فِي سمنها وهزالها وَقيل رسلها وَقت هرالها وَقلة لَحمهَا ونجدتها سمنها وَقيل إِلَّا من أَعْطَاهَا فِي رسلها أَي بِطيب نفس مِنْهُ وَقَوله على رسلك وعَلى رِسْلكُمَا وعَلى رسلكُمْ بِكَسْر الرَّاء فِي هَذَا وَفتحهَا مَعًا فبكسرها على تؤدتكم وبالفتح من اللين والرفق واصله السّير اللين ومعناهما مُتَقَارب وَقيل هما بِمَعْنى من التؤدة وَترك العجلة وَقَوله يأتوني إرْسَالًا أَي أَفْوَاجًا طَائِفَة بعد أُخْرَى وَقَوله ضمة أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني أَي خلاني وأطلقني وَمثله قَوْله فَأرْسل مَعنا بني إِسْرَائِيل وَلَيْسَ من الرسَالَة وسمى الرَّسُول رَسُولا من التَّتَابُع لتتابع الْوَحْي ورسالة الله إِلَيْهِ وَالرَّسُول لفظ يَقع على الْمُذكر والمؤنث وَالْوَاحد والجميع قَالَ الله (أَنا رَسُول رب الْعَالمين) (ر س غ) قَوْله وَوضع يَده على رسغه الْأَيْسَر بِضَم الرَّاء مفصل

فصل الاختلاف والوهم

مَا بَين الْكَفّ والساعد وَيُقَال بِالسِّين وَالصَّاد وَيُقَال لمجتع السَّاق مَعَ الْقدَم (ر س ف) يرسف فِي قيوده بِضَم السِّين وَيُقَال بِكَسْرِهَا والرسف بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون السِّين والرسيف والرسفان مشْيَة الْمُقَيد. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث ابْن الْأَكْوَع رأسونا بِالصُّلْحِ كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ بسين مَضْمُومَة مُشَدّدَة وَلغيره بِفَتْح السِّين مُخَفّفَة وَعند العذري راسلونا بلام زَائِدَة من المراسلة ولبعضهم عَن ابْن ماهان وسونا بِالْوَاو وَهَذِه الْوُجُوه الأول كلهَا صَحِيحَة يُقَال رس الحَدِيث يرسه إِذا ابتدأه ورسست بَين الْقَوْم أصلحت بَينهم ورسا الحَدِيث لَك رسوا ذكر لَك مِنْهُ طرفا وَأما وأسونا فَلَا وَجه لَهُ هَا هُنَا الرَّاء مَعَ الشين (ر ش ح) قَوْله يقوم أحدهم فِي رشحه أَي عرقه وبكسرها للأصيلي وَهُوَ الِاسْم وَالْفَتْح هُنَا أوجه وَفِي صفة أهل الْجنَّة رشح كَرَشْحِ الْمسك مثله يُرِيد فِي الرَّائِحَة (ر ش د) قَوْله قد رشدت أَي وفقت للصَّوَاب وهديت وَمِنْه إرشاد الضال أَي هدايته للطريق يُقَال مِنْهُ رشد يرشد رشدا ورشد يرشد رشدا ورشادا (ر ش ق) قَوْله رشقوهم بِالنَّبلِ رشقا بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الْمصدر وَمِنْه لهي أَشد عَلَيْهِم من رشق النبل بِالْفَتْح وَقَوله ورموهم برشق من نبل بِكَسْر الرَّاء وَهِي السِّهَام إِذا رميت عَن يَد وَاحِدَة لاي يتَقَدَّم شَيْء مِنْهَا على الآخر (ر ش ش) قَوْله فِي الْوضُوء أَخذ غرفَة من مَاء فرش على رجله حَتَّى غسلهَا وَهُوَ صب المَاء مفرقا وَمِنْه رَشَّتْ السَّمَاء إِذا أمْطرت وَالْمرَاد هُنَا الْغسْل (ر ش و) ذكر الرِّشْوَة وَهِي مَعْلُومَة وَهِي الْعَطِيَّة لغَرَض بِضَم الرَّاء وَكسرهَا مَعًا وَجَمعهَا رشي بِالضَّمِّ فيهمَا وَقيل فِي الْكسر رشا كواحده وَالضَّم للضم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله رشحهم الْمسك كَذَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَفِي حَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة وَأبي كريب كَذَلِك للْجَمِيع وَعند السَّمرقَنْدِي ريحهم وَهُوَ خطأ قَوْله فِي البُخَارِيّ كَانَت الْكلاب تقبل وتدبر فَلم يَكُونُوا يرشون شَيْئا من ذَلِك أَي ينضحونه كَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيع النّسخ الْوَاصِلَة إِلَيْنَا وَعَن شُيُوخنَا يرشون وَرَوَاهُ الدَّاودِيّ يرتقبون وَفَسرهُ يَخْشونَ مِنْهُ ويخافونه وَهُوَ تَصْحِيف وَتَفْسِير متكلف ضَعِيف الرَّاء مَعَ الْهَاء (ر هـ ب) قَوْله رهبت أَن تبكعني بهَا ورهبته ورهبوا كُله بِكَسْر الْهَاء أَي خشيت وَخفت والرهب والرهب بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا وَسُكُون الْهَاء وَيُقَال بفتحهما جَمِيعًا الْخَوْف وَمِنْه قَوْله راغبين راهبين أَي راجين طَالِبين وخائفين وَمِنْه قَوْله تَعَالَى يدعوننا رغبا ورهبا والراهب المتبتل الْمُنْقَطع عَن النِّسَاء وَالدُّنْيَا وَأَصله من الرهب والرهبان جُمُعَة قيل وَيَقَع ايضا على الْوَاحِد وَيجمع رهابين وأنشدوا لَا يحذر الرهبان يسْعَى ويصل وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا رَهْبَانِيَّة فِي الْإِسْلَام أَي لَا تبتل وَلَا اختصاء (ر هـ ط) ذكر الرَّهْط فِي غير حَدِيث قَالَ أَبُو عبيد هم مأدون الْعشْرَة من النَّاس وَكَذَلِكَ النَّفر وَقيل من ثَلَاثَة إِلَى عشرَة (ر هـ ن) ذكر الرَّهْن فِيهَا والارتهان وَدِرْعه مَرْهُونَة وَرهن دراعه كَذَا هُوَ ثلاثي وَلَا يُقَال أرهن إِلَّا فِي السّلف يُقَال سلف واسلف وَسلم وَأسلم وأرهن وَالْجمع رهن ورهان وَكَانَ أَبُو عمر يخص الرِّهَان بِالْخَيْلِ وَقَرَأَ فرهن مَقْبُوضَة وَقَوله لَيْسَ برهَان الْخَيل بَأْس وَهُوَ المخاطرة على سباقها على اخْتِلَاف بَين الْفُقَهَاء فِي صفة ذَلِك بسطناه فِي شرح مُسلم والراهن معطى الرَّهْن وَالْمُرْتَهن قابضه والرهينة الرَّهْن وَالْهَاء للْمُبَالَغَة كَمَا قَالُوا كَرِيمَة الْقَوْم (ر هـ ق) قَوْله أرهقتنا الصَّلَاة كَذَا لأبي ذَر الصَّلَاة فَاعله وَلغيره أَرْهقنَا الصَّلَاة مَفْعُوله أَي أخرناها حَتَّى كَادَت تدنوا من

فصل الاختلاف والوهم

الْأُخْرَى وَهَذَا أظهر هُنَا وأوجه من الأول قَالَه الْأَصْمَعِي وَقَالَ الْخَلِيل أَرْهقنَا الصَّلَاة استأخرنا عَنْهَا وَقَالَ أَبُو زيد أَرْهقنَا نَحن الصَّلَاة أخرناها ورهقتنا الصَّلَاة إِذا حانت وَقَالَ النَّضر أَرْهقنَا الصَّلَاة وَيُقَال أرهقتنا الصَّلَاة وَفِي الحَدِيث الآخر وَقد أَرْهقنَا الْعَصْر يُقَال رهقت الشَّيْء غَشيته وأرهقني دنا مني حَكَاهُ صَاحب الْأَفْعَال وَقَالَ أَبُو عبيد رهقت الْقَوْم غشيتهم ودنوت مِنْهُم وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي رهقته وأرهقته بِمَعْنى أَي دَنَوْت مِنْهُ وَمِنْه راهق الْغُلَام إِذا قَارب الْبلُوغ ودنا مِنْهُ وَيكون أرهقتنا الصَّلَاة بِالرَّفْع أَي أعجلتنا بهَا لضيق وَقتهَا يُقَال أرهقته أَن يُصَلِّي إِذا أعجلته عَنْهَا وَمِنْه الْمُرَاهق فِي الْحَج بِفَتْح الْهَاء وَكسرهَا هُوَ الَّذِي ضَاقَ عَلَيْهِ الزَّمن عَن أَن يطوف طواف الْوُرُود قبل الْوُقُوف بِعَرَفَة فيخاف إِن طَاف فَوَاته قَوْله فأرهق سَيّده دين أَي لزمَه وضيق عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله فَلَمَّا رهقوه بِكَسْر الْهَاء أَي غشوه قيل وَلَا يسْتَعْمل لَا فِي الْمَكْرُوه وَقَالَ ثَابت كل شَيْء دَنَوْت مِنْهُ فقد رهقته وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال رهقته وأرهقته أَدْرَكته وَفِي حَدِيث الْخضر فَلَو أَنه أدْرك أرهقهما طغيانا وَكفرا وَمثله فِي كتاب الله (فَخَشِينَا أَن يرهقهما طغيانا وَكفرا) أَي يلْحق بهما ويغشيهما ذَلِك وَقيل يحملهما عَلَيْهِ (ر هـ و) وَقَوله آتِيك بِهِ غَدا رهو مثل قَوْله تَعَالَى (وأترك الْبَحْر رهوا) يُقَال آتِيك بِهِ سهلا عفوا لَا احتباس فِيهِ وَلَا تشدد وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى وَهُوَ أَي سَاكِنا وَقيل سهلا وَقيل وَاسِعًا وَقيل منفرجا وَقيل طَرِيقا يَابسا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث رضَاع الْكَبِير فَمَكثت سنة لَا أحدث بهَا رهبته كَذَا لأبي عَليّ فعل مَاض وَعند أبي بَحر رهبته بِسُكُون الْهَاء مصدرا أَي من أجل رهبته وَرَوَاهُ بَعضهم وهبته من الهيبة أَوله وَاو الِابْتِدَاء الرَّاء مَعَ الْوَاو (ر وث) قَوْله رَوْثَة أَنفه أَي مقدمه وأرنبته بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ طرفه المحدد (روح) قَوْله لَرَوْحَة فِي سَبِيل الله أَو غدْوَة الروحة بِفَتْح الرَّاء من زَوَال الشَّمْس إِلَى اللَّيْل والغدوة قبلهَا وَهَذَا الحَدِيث يدل على فرق مَا بَينهمَا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي المنحة تغدوا بأناء وَتَروح بأناء وَفِي الحَدِيث الآخر يَغْدُونَ فِي غضب الله وَيَرُوحُونَ فِي سخطه وَكلما غَدا أَو رَاح وَلِهَذَا ذهب ملك فِي تَأْوِيل قَوْله من رَاح إِلَى الْجُمُعَة فِي السَّاعَة الأولى وَذكر الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة إِلَى الْخَامِسَة وتأوله كُله أَجزَاء السَّاعَة الَّتِي تَزُول فِيهَا الشَّمْس وَهِي السَّادِسَة لَا سَاعَات النَّهَار الْمَعْلُومَة إِذْ لَا يسْتَعْمل الرواح إِلَّا من وَقتهَا وَذهب غَيره من الْفُقَهَاء واللغويين إِلَى أَن لَفْظَة رَاح وَغدا قد تسْتَعْمل بِمَعْنى سَار أَي وَقت من النَّهَار وَلَا يُزَاد بهَا تَوْقِيت من النَّهَار وَقيل مَعْنَاهَا خف إِلَيْهَا وَقَوله على رَوْحَة من الْمَدِينَة أَي على مِقْدَار سير رَوْحَة ومراح الْغنم بِضَم الْمِيم مَوضِع مبيتها وَقيل مسيرها إِلَى الْمبيت وَلم أرح عيلها وَأَعْطَانِي من كل رَائِحَة وروحتها بعشى إِلَّا رَاحَة رد الْإِبِل والماشية بالْعَشي كَذَا للأصيلي ارج بِضَم الْهمزَة وَكسر الرَّاء وَلغيره أرح بِفَتْح الْهمزَة وَضم الرَّاء وهما صَحِيحَانِ يُقَال أراح الرجل إبِله وراحها وَمِنْه قَوْله أراح على نعما ثريا وَقَوله الرواح ورحت أحضر ورحت إِلَى عبَادَة وَهُوَ رائح إِلَى الْمَسْجِد كُله من السّير وَقت الرواح على مَا تقدم أَو السّير كُله وَقَوله اسْتَأْذَنت عَلَيْهِ أُخْت خَدِيجَة فارتاح لذَلِك أَي هش ونشطت نَفسه برأبها وسرور أَو مِنْهُ فلَان يرتاح للمعروف وَقَوله هما ريحانتاي من الدُّنْيَا الْوَلَد يُسمى الريحان وَمن هُنَا بِمَعْنى فِي أَي فِي الدُّنْيَا وَقيل ريحانتاي من الْجنَّة فِي الدُّنْيَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر الْوَلَد الصَّالح رَيْحَانَة من رياحين الْجنَّة قيل يُوجد مِنْهُمَا ريح الْجنَّة وَالريحَان مَا يستراح إِلَيْهِ أَيْضا وَقيل سماهما بذلك

(رود)

لِأَن الْوَلَد يشم كالريحان وَفِي الحَدِيث لم يرح رَائِحَة الْجنَّة أَي لم يشمه يُقَال فِيهِ لم يرح وَلم يرح وَلم يرح وَلم يرح بِفَتْح الرَّاء بِكَسْرِهَا وَيُقَال رحت الشَّيْء أريحه وأراحه وأرحته أريحه واستراح رِيحه أَيْضا وجده وَشمه وَقَوله فِي يَوْم رَاح تقدم تَفْسِيره أَي ذُو ريح وَلَيْلَة رَاحَة كَذَلِك فَأَما يَوْم ريح بِكَسْر الْيَاء مُشَدّدَة وروح فَمَعْنَاه طيب وَقَوله فِي عِيسَى أَنْت روح الله وكلمته قيل سمي روحا بِمَعْنى رَحمته وَقبل لِأَنَّهُ لَيْسَ من أَب وَقَوله أَن روح الْقُدس نفث فِي روعي واللهم أيده بِروح الْقُدس قيل هُوَ جِبْرِيل وَقيل هُوَ المُرَاد بقوله يَوْم (يقوم الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا) وَبِقَوْلِهِ (تنزل الْمَلَائِكَة وَالروح) وَقيل المُرَاد بِهِ فِي الْآيَتَيْنِ ملك من الْمَلَائِكَة وَقيل صنف وعالم آخر سماوي حفظَة على الْمَلَائِكَة كالملائكة حفظَة على بني آدم على صفة بني آدم لَا يراهم الْمَلَائِكَة وَقَوله فِي آدم ونفخت فِيهِ من روحي وَنفخ فِيهِ من روحه إِضَافَة ملك وتشريف كَمَا قيل بَيت الله وناقة الله وَالْكل لله وَقَوله أَلا تريحني من ذِي الخلصة من الرَّاحَة أَي تزيل همي بهَا وَقَوله فِي السَّلَام والغاديات والرابحات ويروى بِغَيْر وَاو أَي التَّحِيَّات الَّتِي تغدوا وَتَروح عَلَيْك أَي تغدوا برحمة الله وَتَروح عَلَيْك وَقَوله وهبت الْأَرْوَاح أَي الرِّيَاح جمع ريح وَقَوله فِي فضل عمر فَأَخذهَا يَعْنِي الدَّلْو ابْن أبي قُحَافَة ليروحني أَي يرفهني من الرَّاحَة من تَعب الاستقاء (رَود) قَوْله رويدك ورويدا سوقا بِالْقَوَارِيرِ أَي أرْفق تَصْغِير رَود بِالضَّمِّ وَهُوَ الرِّفْق وانتصب رويدا على الصّفة لمَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ اللَّفْظ أَي سُقْ سوقا رويدا أَو أحد حداء رويدا على اخْتِلَاف النَّاس فِيمَا أمره بِهِ ورويدك على الإغراء أَو مفعول بِفعل مُضْمر أَي الزم رفقك أَو على الْمصدر أَي أرود رويدا مثل أرْفق رفقا وَقَوله فليرتد لبوله أَي ليطلب موضعا يصلح لَهُ ويختاره (روض) قَوْله رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَفِي رَوْضَة وَفِي روضات قَالَ الْخَلِيل الرَّوْضَة كل مَكَان فِيهِ نَبَات مُجْتَمع قَالَ أَبُو عبيد الروضات الْبِقَاع تكون فِيهَا صنوف النَّبَات من رياحين الْبَادِيَة وأنوع الزهر وَغير ذَلِك والمراوضة فِي البيع التراكن والتساوم فِيهِ (روع) قَوْله ألْقى فِي روعي وَنَفث فِي روعي بِضَم الرَّاء أَي نَفسِي وَقيل فِي خلدي وهما بِمَعْنى وَقيل الروع بِالضَّمِّ مَوضِع الروع بِالْفَتْح وَهُوَ الْفَزع وَقَوله فَلم يرعهم إِلَّا وَالدَّم أَي لم يفزعهم وَلم ترع وَلم تراعوا وَلنْ تراع وأروع فِي مَنَامِي أَي أفزع وَمعنى لم ترع أَي لَا فزع عَلَيْك وَلم تقصد بِهِ وَجَاء عِنْد الْقَابِسِيّ فِي مَوضِع لن ترع وَهِي لُغَة من يحزم بلن وَلم يرعني الأرجل آخذ بكتفي أَي لم ينبهني وَقَوله بروعة الْخَيل أَي بذعر من صدمتها وَقَوله لم يراعوا أَي لم يفزعهم وَلم يصبهم فزع من أجل ذعر الْخَيل لَهُم (روق) فِي حَدِيث الدَّجَّال فَيضْرب رواقه فَيخرج إِلَيْهِ كل مُنَافِق قَالَ الْحَرْبِيّ روق الْإِنْسَان همه وَنَفسه إِذا أَلْقَاهُ على الشَّيْء حرصا عَلَيْهِ وَيُقَال الروق الثّقل يَعْنِي درعه والرواق أَيْضا كالفسطاط والظلة وَأَصله مَا يكون بَين يَدي الْبَيْت وَقيل رواق الْبَيْت سماوته وَهُوَ الشقة الَّتِي تَحت الْعليا (روى) قَوْله حَتَّى بلغ مني الرّيّ الرّيّ بِكَسْر الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء اسْتِيفَاء الشّرْب وَقَوله بَاب الريان واختصاص الصائمين بِهِ هُوَ مُشْتَقّ من الرّيّ لما ينَال الصَّائِم من الْعَطش فَسُمي هَذَا الْبَاب بِمَا أعد الله فِيهِ من النَّعيم الْمجَازِي بِهِ على الصَّوْم مِمَّا يرْوى مِمَّا لم يخْطر على قلب بشر وَالله أعلم وَيَوْم التَّرويَة الْيَوْم الَّذِي قبل يَوْم عَرَفَة مخفف الْيَاء بعد الْوَاو وَسمي بذلك لِأَن النَّاس يتزودون فِيهِ الرّيّ من المَاء بِمَكَّة وشربت حَتَّى رويت بِكَسْر الْوَاو رُوِيَ من المَاء

فصل الاختلاف والوهم

وَالشرَاب ريا وَرويت مَاء وَشَرَابًا أروى بِفَتْح الْوَاو وَمِنْه فِي الحَدِيث حَتَّى روى النَّاس ريا بِالْكَسْرِ فِي الِاسْم والمصدر وَحكى الدَّاودِيّ الْفَتْح فِي الْمصدر وَرويت الأَرْض من الْمَطَر مثله وَرويت الحَدِيث وَالْخَبَر أرويه بِفَتْح الْوَاو وَفِي الْمَاضِي وَكسرهَا فِي الْمُسْتَقْبل إِذا حفظته أَو حدثت بِهِ رِوَايَة وتكررت هَذِه الالفاظ فِيهَا والرواء مَمْدُود إِذا فتحت وَإِذا كسرت الرَّاء قصرت وَهُوَ يروي من المَاء وَغَيره ومصدر روى من ذَلِك أَيْضا وَذكر الروايا والراوية هِيَ الْقرْبَة الْكَبِيرَة الَّتِي يرْوى مَا فِيهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَهِي المزادة وهما سَوَاء وَقَالَ يَعْقُوب لَا يُقَال راوية إِنَّمَا الراوية التَّعْبِير يُقَال المزادة وَهُوَ مَا زيد فِيهِ جلد ثَالِث وَمِنْه فَبعث براويتها فشربنا وَأما قَوْله فَأمر براويتها فأنيخت فَيحْتَمل أَنَّهَا المزادة أَي أُنِيخ الْبَعِير بهَا وَيحْتَمل أَنه اراد الْبَعِير لِأَنَّهُ يُسمى راوية لحمله إِيَّاهَا ولاستقاء المَاء عَلَيْهَا كَمَا يُسمى ناضحا لذَلِك لَا سِيمَا على رِوَايَة السَّمرقَنْدِي راويتيها بالتثنية وَفِي الحَدِيث وَشر الروايا روايا الْكَذِب فِي رِوَايَة الدِّمَشْقِي عَن مُسلم قيل جمع روية وَهُوَ مَا يدبره الْمَرْء ويعده أَمَام عمله قَوْله وَقيل جمع راوية لَهُ أَي ناقل وَيحْتَمل أَنه اسْتِعَارَة لحامله من راوية المَاء لحملها إِيَّاه وكما قيل كنيف علم ووعاء علم قَوْله حَتَّى أزوى بَشرته يُرِيد فِي الْغسْل أَي أبلغهَا المَاء وَوصل إِلَيْهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْهِجْرَة معي إداوة عَلَيْهَا خرقَة قد روتها كَذَا لجميعهم فِي البخار مَهْمُوز قيل وَصَوَابه رويتها غير مَهْمُوز وَيحْتَمل مَعْنَاهُ ربطتها وشددتها عَلَيْهَا يُقَال رويت الْبَعِير مخففا إِذا شددت عَلَيْهِ بِالرَّوَاءِ وَهُوَ الْحَبل وَيكون مَعْنَاهُ أَيْضا عددتها لري النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلَا جعل لَهُ فِيهَا ريه يُقَال ارتوى الْقَوْم حملُوا ريهم من المَاء وَقد تصح عِنْدِي الرِّوَايَة بِالْهَمْز على نَحْو هَذَا الْمَعْنى أَي أعددتها من روات الْأَمر إِذا أعملت الرَّأْي فِيهِ وأعددته بِدَلِيل رِوَايَة مُسلم وَمَعِي إداوة ارتوى فِيهَا للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ليتطهر وَيشْرب وَفِي صدر كتاب مُسلم وَزعم الْقَائِل الَّذِي افتتحنا الْكَلَام على الْحِكَايَة عَن قَوْله وَالْأَخْبَار عَن سوء رويته كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعَن الْهَوْزَنِي رِوَايَته وَالْأول الصَّوَاب قَوْله فِي حَدِيث ابْن عمر فلقيهما ملك فَقَالَ لي لم ترع كَذَا الرِّوَايَة فِيهَا بِغَيْر خلاف وَهُوَ الْمَعْرُوف أَي لَا روع عَلَيْك وَقد فسرناه وَرَوَاهُ بَقِي بن مخلد فَلَقِيَهُ ملك وَهُوَ يزعمه فَقَالَ لم ترع وَقَوله فِي تَزْوِيج خَدِيجَة واستيذان أُخْتهَا فارتاح لذَلِك كَذَا للنسفي بِالْحَاء وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم عَن سُوَيْد وَعند سَائِر رُوَاة البُخَارِيّ ارتاع بِالْعينِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى فبالحاء انبسط وسر وَمِنْه فلَان يراح للمعروف ويرتاح وبالعين أكبر مجئها لَهُ واستعد للقائها وتنبه لَهُ أَو لِلْأَمْرِ الَّذِي استؤذن فِيهِ أَو لما أَصَابَهُ من ذكر اسْم خَدِيجَة وحبه لَهَا وقصده إِيَّاهَا وَقَوله فِي قَول عبد القدوس نهى أَن يتَّخذ الرّوح عرضا بِفَتْح الرَّاء الأولى وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا هُوَ تَصْحِيف من عبد القدوس وَقد فسره بِمَا هُوَ خطأ أَيْضا وَهُوَ الَّذِي قصد مُسلم بَيَان خطئه وَإِنَّمَا صحفه من الحَدِيث الآخر نهى أَن يتَّخذ الرّوح غَرضا بِضَم الرَّاء أَولا وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَالرَّاء أَي أَن ينصب مَا فِيهِ روح للرمي بِالسِّهَامِ كنهيه عَن المصبورة وَالْمُجَثمَة الرَّاء مَعَ الْيَاء (ر ي ب) قَوْله يريبني مارابها ويروى أرابها وَلَا يرِيبهُ أحد من النَّاس قَالَ الْحَرْبِيّ الريب مَا رأبك من شَيْء تخوفت عقباه وَقَوله ويريبني فِي مرضِي وَهل رَأَيْت من شَيْء يربيك بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَوله وَأما المرتاب

فصل الاختلاف والوهم

وَكَاد بعض النَّاس يرتاب الريب الشَّك وَمِنْه دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يربيك يُقَال رَابَنِي الْأَمر وأرابني إِذا اتهمته بِشَيْء وأنكرته لُغَتَانِ عِنْد الْفراء وَغَيره وَفرق أَبُو زيد بَين اللفظتين فَقَالَ رَابَنِي إِذا علمت مِنْهُ الرِّيبَة وتحققتها وأرابني إِذا ظَنَنْت بِهِ ذَلِك وتشككت فِيهِ وَحكي عَن أبي زيد مثل قَول الْفراء أَيْضا والريب أَيْضا صرف الدَّهْر (ر ي ت) ريث مَا ظن أَنِّي رقدت أَي مِقْدَار ذَلِك وراث عَلَيْهِ جِبْرِيل بثاء مُثَلّثَة أَي أَبْطَأَ والريث الإبطاء (ر ي ح) قَوْله من عرض عَلَيْهِ ريحَان فَلَا يردهُ قَالَ صَاحب الْعين هِيَ كل بقلة طيبَة الرّيح وَقد يحْتَمل هُنَا أَن يُرِيد الطّيب كُله كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر من عرض عَلَيْهِ طيب فَلَا يردهُ وَأَصله كُله الْوَاو وَمِنْه ريحانتاي من الدُّنْيَا وَقد تقدم (ري د) قَوْله فِي حَدِيث الْخضر جدارا يُرِيد أَن ينْقض على مجازه فِي كَلَام الْعَرَب أَي مُهَيَّأ للسقوط وَقَالَ الْكسَائي مَعْنَاهُ صَار (ر ي ط) قَوْله ريطة كَانَت عَلَيْهِ الريطة بِفَتْح الرَّاء فيهمَا قيل هُوَ كل ثوب لم يكن لفقين وَقيل كل ثوب دَقِيق لين وَأكْثر مَا يَقُوله أهل الْعَرَبيَّة ريطة لَا رائطة وأجازها بعض الْكُوفِيّين وَلم يجزها البصريون وَجَمعهَا ريط وَقد جَاءَت فِي الْمُوَطَّأ بِالْوَجْهَيْنِ لاخْتِلَاف الروَاة فِيهِ (ري م) قَوْله فَمَا رام رَسُول الله مَكَانَهُ وَلم يرم حمص أَي لم يبرح وَلَا فَارق يُقَال فِيهِ رام يريم ريما وَأما من طلب الشَّيْء فرام يروم روما وَفِي رِوَايَة ابْن الْحذاء مَا رَاح وَهُوَ قريب من الْمَعْنى الأول وَقد غلط فيطه الدَّاودِيّ فَقَالَ لم يرم لم يصل فعكس التَّفْسِير (ر ي ن) قَوْله قد رين بِهِ قيل انْقَطع بِهِ وَقيل علاهُ وغلبه وأحاط بِمَالِه الدّين ورين أَيْضا بِمَعْنى ذَلِك قَالَ أَبُو زيد رين بِالرجلِ إِذا وَقع فِيمَا لَا يَسْتَطِيع الْخُرُوج مِنْهُ (ر ي ع) قَوْله أَكثر ريعا بِفَتْح الرَّاء أَي زِيَادَة والريع مَا ارْتَفع من الأَرْض وَعجل رائع (ر ي ف) وَذكر الرِّيف وَلم نَكُنْ أهل ريف بِكَسْر الرَّاء هُوَ الخصب وَالسعَة فِي المأكل وَالْمشْرَب والريف مَا قَارب المَاء من أَرض الْعَرَب وَغَيرهَا (ر ي ق) قَوْله بريقة بَعْضنَا أَي بصاقه يُرِيد بصاق بني آدم وَهُوَ مِمَّا يستشفى بِهِ من الْجِرَاحَات والآلام والقوباء وَشبههَا (ر ي ش) قَوْله أبرئ النبل وأريشها أَي أنحتها وأقومها وَأَجْعَل فِيهَا ريشها الَّتِي ترمي بهَا وَتقدم أول الْحَرْف تَفْسِير راشه الله أَي وسع عَلَيْهِ وَكثر مَاله (ر ي ي) وَذكر لَا عطين الرَّايَة ورأياتهم غير مَهْمُوز هُوَ اللِّوَاء وَأَصله من الْعَلامَة وَلذَلِك أَيْضا يمسى علما لِأَن بِهِ يعرف مَوضِع مقدم الْجَيْش وحوانيت أَصْحَاب الرَّايَات مِنْهُ وَمِنْه فِي الشَّيْطَان بهَا ينصب رَأَيْته يَعْنِي السُّوق أَي بهَا مجتمعه لعلامته قَوْله من رَأيا رَأيا الله بِهِ أَي من تزين للنَّاس بِمَا لَيْسَ فِيهِ وَأظْهر لَهُم الْعَمَل الصَّالح ليعظم فِي نُفُوسهم أظهر الله فِي الْآخِرَة سَرِيرَته على رُؤُوس الْخلق. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي تَفْسِير سُبْحَانَ فِي سُؤال الْيَهُود النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الرّوح فَقَالَ بَعضهم مَا رَأْيكُمْ إِلَيْهِ كَذَا فِي النّسخ كلهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ بِهَذِهِ الصُّورَة وأتقنه الْأصيلِيّ بباء بِوَاحِدَة وَفِي بعض النّسخ عَن الْقَابِسِيّ بباء بِاثْنَتَيْنِ تجتها قَالَ الونشي وَجه الْكَلَام وَصَوَابه مَا أربكم إِلَيْهِ أَي حَاجَتكُمْ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد تصح عِنْدِي الرِّوَايَة بِمَعْنى مَا خوفكم أَو دعَاكُمْ إِلَى الْخَوْف أَو مَا شككم فِي أمره حَتَّى تحتاجوا إِلَيْهِ وَإِلَى سُؤَاله أَو مَا دعَاكُمْ إِلَى شَيْء قد يسوؤكم عقباه مِنْهُ إِلَّا ترى كَيفَ قَالَ بعده

فصل مشكل أسماء البقع والمواضع وتقييدها

لَا يستقبلنكم بِشَيْء تكرهونه فِي خبر ابْن عمر وَالْحجاج فِي الْحَج إِن كنت تُرِيدُ السّنة الْيَوْم قاقصر الْخطْبَة كَذَا للقابسي والأصيلي عَن الْمروزِي فِي عرضة مَكَّة وَعند أبي ذَر والجرجاني لَو كنت تُرِيدُ أَن تصيب السّنة وَالْأول هُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْموضع فِي الْأُمَّهَات لَكِن وَجهه أَن تكون لَو هُنَا بِمَعْنى أَن وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله وَلَو أَعجبتكُم وَفِي بَاب من قتل نَفسه خطئا وَأي قتل يزِيدهُ عَلَيْهِ كَذَا للرواة عَن البُخَارِيّ وَعند الْأصيلِيّ نزيده بالنُّون وَكِلَاهُمَا بالزاي وَمَعْنَاهُ أَي قتل فِي سَبِيل الله يفضله وَفِي بعض الرِّوَايَات أَي قَتِيل وَكَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وعبدوس فِي بَاب خلق آدم وَذريته فِي كبد فِي شدَّة وريشا المَال وَقَالَ غَيره الرياش والريش وَاحِد وَهُوَ مَا ظهر من اللبَاس كَذَا لأبي ذَر وَعند الْأصيلِيّ فِي كبد فِي شدَّة واقتناء المَال وَغَيره الرياش وَالْأَشْبَه الأول وَلَعَلَّ واقتناء مصحف من وريشا وَالله أعلم لَا سِيمَا بِذكر الرياش بعده وَقد تخرج رِوَايَة الْأصيلِيّ لِأَن اقتناء المَال وَالسَّعْي فِي الْمَعيشَة من جملَة المشقات للْإنْسَان فِيهَا وَقد جَاءَ فِي التَّفْسِير فِي كبد فِي تَعب ومشقة فِي أُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقد قيل فِي تَفْسِير الكبد غير هَذَا فصل مُشكل أَسمَاء البقع والمواضع وتقييدها (ريم) بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا ذكر فِي الْمُوَطَّأ أَنَّهَا على أَرْبَعَة برد يَعْنِي من الْمَدِينَة قَالَه مَالك وَفِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق وَهِي ثَلَاثُونَ ميلًا (الروحاء) بِفَتْح الرَّاء مَمْدُود من عمل الْفَرْع من الْمَدِينَة بَينه وَبَين الْمَدِينَة نَحْو أَرْبَعِينَ ميلًا وَفِي كتاب مُسلم هِيَ على سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا وَفِي كتاب ابْن أبي شيبَة تلاثون ميلًا (الربذَة) بِفَتْح الرَّاء وَالْبَاء والذال الْمُعْجَمَة مَوضِع خَارج الْمَدِينَة بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة ثَلَاث مراحل وَهِي قريب من ذَات عرق (ركبة) بِضَم الرَّاء كاسم الْجَارِحَة قَالَ ابْن بكير هِيَ بَين الطَّائِف وَمَكَّة قَالَ القعْنبِي هُوَ وَاد من أَوديَة الطَّائِف وَقيل هِيَ أَرض بني عَامر بَين مَكَّة وَالْعراق (أم رحم) من أَسمَاء مَكَّة بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة (رومة) البير الَّتِي اشْترى عُثْمَان وسبلها بِالْمَدِينَةِ بِضَم الرَّاء وَفِي الحَدِيث وَأَرْض جَابر بطرِيق رومة مثله ولعلها تِلْكَ (رُومِية) بتَخْفِيف الْيَاء وَضم الرَّاء وَكسر الْمِيم كَذَا قَالَه الْأَصْمَعِي مَدِينَة رياسة الرّوم وعلمهم وَكَذَا ضبطناه فِي الصَّحِيح عَن شُيُوخنَا قَالَ الْأَصْمَعِي وَكَذَلِكَ أنطاكية مخفف أَيْضا (رودس) بِضَم الرَّاء وَكسر الدَّال وَآخره سين مُهْملَة كَذَا ضبطناه عَن أشياخنا الصَّدَفِي والأسدي وَغَيرهمَا فِي هَذَا الْكتاب وَغَيره وضبطناه هُنَا عَن الخشنى بِفَتْح الرَّاء وَكَذَلِكَ فِي كتاب التَّمِيمِي وضبطناه عَن بَعضهم فِي غَيرهَا بِفَتْح الدَّال وَكلهمْ قَالَهَا بِالسِّين وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ إِلَّا الصدفى عَن العذرى فَإِنَّهَا عِنْده بالشين الْمُعْجَمَة وقيدناه فِي كتاب أبي دَاوُد جَزِيرَة بِأَرْض الرّوم (رامهرمز) بِفَتْح الْمِيم وَضم الْهَاء وَالْمِيم الْآخِرَة وَسُكُون الرَّاء وَآخره زَاي مَدِينَة مَشْهُورَة بِأَرْض (رَوْضَة خَاخ) تقدم ذكرهَا فِي حرف الْخَاء (الرجيع) مَاء لهذيل بَين عسفان وَمَكَّة وَبهَا بير مَعُونَة (الرُّوَيْثَة) بِضَم الرَّاء وَفتح الْوَاو وَبعد يَاء التصغير ثاء مُثَلّثَة فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى كل من ذكر فِيهَا رَبَاح بِفَتْح الرَّاء وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَكَذَلِكَ ابْن رَبَاح وَابْن أبي رَبَاح وَيزِيد بن رَبَاح وَلَيْسَ فِيهَا خِلَافه إِلَّا زِيَاد بن ريَاح أَبُو قيس عَن أبي هُرَيْرَة فِي أَشْرَاط السَّاعَة ومفارقة الْجَمَاعَة كَذَا قيدناه عَن جَمِيعهم فِي مُسلم بياء بِاثْنَتَيْنِ

(رشيد)

تحتهَا وَكَذَا قَالَه عبد الْغَنِيّ وَابْن الْجَارُود وَيُقَال فِيهِ بباء بِوَاحِدَة كَالْأولِ وَحكى البُخَارِيّ فِيهِ الْوَجْهَيْنِ وفيهَا (رشيد) الثَّقَفِيّ بِضَم الرَّاء وداوود بن رشيد وَلَيْسَ ثمَّ خِلَافه ورقبة بن مصقلة بِفَتْح الرَّاء وَالْقَاف وَالْبَاء ورقية بنت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَذَا بِخِلَافِهِ لَا غَيرهمَا إِلَّا أَن عِنْد الْقَابِسِيّ فِي كتاب البدء وَرَوَاهُ عِيسَى عَن رقية كَذَا قَالَ وَهُوَ وهم يَعْنِي مثل اسْم الْمَرْأَة قَالَ أَبُو الْحسن وَالصَّوَاب رَقَبَة وَهُوَ ابْن مصقلة وَأَصْلحهُ وَهُوَ الَّذِي لغير الْقَابِسِيّ على الصَّوَاب ورِبْعِي بن حِرَاش بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْبَاء وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن معمر بن ربعي وَأَبُو قَتَادَة بن ربعي وفيهَا مُحَمَّد بن بكار بن الريان والمستمر بن الريان هَذَانِ بالراء وياء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا ويشبهه زيد بن زبان بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْبَاء بِوَاحِدَة وفيهَا عمر بن عبدا لله بن رزين بِفَتْح الرَّاء أَولا وَكسر الزَّاي بعْدهَا وَكَذَلِكَ أَبُو زرين عَن أبي هُرَيْرَة وَيشْتَبه بِهِ سلم زرير هَذَا الْقَدِيم الزَّاي مَفْتُوحَة وَكسر الرَّاء بعْدهَا وَآخره رَاء أَيْضا وَقَيده الْأصيلِيّ زرير بِضَم الزَّاي وَفتح الرَّاء على التصغير وَقَالَ كَذَا عِنْد أبي زيد وَكَذَا قراه وَالصَّوَاب الْفَتْح وَبِه قَيده وَهُوَ الَّذِي صحف اسْمه ابْن مهْدي فَقَالَ ابْن رزين ورزيق بن حَكِيم بِضَم الرَّاء أَولا بعْدهَا زَاي مَفْتُوحَة على التصغير وَكَذَلِكَ اسْم أَبِيه وَمثله عمار بن رُزَيْق وَعند العذري فِيهِ فِي بَاب مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا وكل بِهِ قرينه زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي وَهُوَ خطأ وَاخْتلف فِي زُرَيْق بن حَيَّان فَكَانَ عندابن سهل وَغَيره فِيهِ الْوَجْهَانِ تَقْدِيم الزَّاي وتأخيرها وَكَانَ عِنْد ابْن عتاب وَابْن حمدين بِتَقْدِيم الرَّاء وَهُوَ قَول أهل الْعرَاق وَالَّذِي حكى الْحفاظ وَأَصْحَاب المؤتلف البُخَارِيّ فَمن بعده وَأهل مصر وَالشَّام يَقُولُونَ بِتَقْدِيم الزَّاي قَالَ أَبُو عبيد وهم أعلم بِهِ وَكَذَلِكَ ذكره أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَكَذَا رَوَاهُ الجياني فِي الْمُوَطَّأ وَمَسْجِد بني زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي لَا غير وَبَنُو زُرَيْق بطن من الْخَزْرَج وَالربيع بنت معوذ بِضَم الرَّاء وَتَشْديد يَاء التصغير وَأمّهَا أم الرّبيع وَكَذَلِكَ بنت النَّضر عمَّة أنس والبراء بن مَالك وَأم حَارِثَة وَمن عداهما الرّبيع بِالْفَتْح فِي الرَّاء وَعبد الْعَزِيز بن رفيع بِضَم الرَّاء وَالْفَاء وَهَارُون بن رياب بِكَسْر الرَّاء وَبعده همزَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة ويشبهه الربَاب عَن سلمَان بِفَتْح الرَّاء وبائين كِلَاهُمَا بِوَاحِدَة وَهِي بنت صليعٍ ويشبهه حَمْزَة الزيات هَذَا بالزاي من الزَّيْت وَأَبُو صَالح الزيات وَهُوَ السمان أَيْضا ورؤية بِضَم الرَّاء وَبعده همزَة سَاكِنة ثَبت فِي رِوَايَة أبي زيد فِي بَاب صفة الشَّمْس وَالْقَمَر وَسقط لغيره وَعمارَة بن رويبة بِضَم الرَّاء وَفتح الْوَاو مصغر وَأَبُو رشدين بِكَسْر الرَّاء وَابْن أبي رزمة بِتَقْدِيم الرَّاء وَكسرهَا وَابْن ركَانَة بِضَم الرَّاء وَتَخْفِيف الْكَاف وَأُمَيْمَة بنت رقيقَة بِضَم الرَّاء وَفتح القافين مصغر وَأَبُو رهم وَبنت أبي رهم وَابْن أبي رهم بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْهَاء وَأم رُومَان وَيزِيد بن رُومَان بِضَم الرَّاء ورعل بِعَين مُهْملَة مكسور الرَّاء قبيل من سليم وَأَبُو الرِّجَال وَابْن أبي الرِّجَال بجيم مكسور الرَّاء وخفاف بن إِيمَاء بن رحضة بِفَتْح الرَّاء والحاء الْمُهْملَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وجبلة بن أبي رواد بِفَتْح الرَّاء وَشد الْوَاو وَآخره دَال مُهْملَة وَمثله عُثْمَان بن أبي رواد وَأَخُوهُ عبد الْعَزِيز بن أبي رواد وهم أخوة ثَلَاثَة وَعَاصِم عَن ابْن أبي رواد هُوَ عبد الْعَزِيز هَذَا وَيشْتَبه بِهِ هِلَال بن رداد بعد الرَّاء دَال مُهْملَة مثل آخِره وَفِي بعض النّسخ عَن الْقَابِسِيّ فِيهِ ابْن دَاوُود وَهُوَ خطأ وَيشْتَبه

فصل الاختلاف والوهم

بِهِ وراد كَاتب الْمُغيرَة بِفَتْح الْوَاو وَتقدم فِي الدَّال (الركين) وَيزِيد (الرشك) بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الشين لقب لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ قيل مَعْنَاهُ الْقَاسِم وَقيل الغيور وَقيل الْعَقْرَب وَقيل سمي بذلك لكبر لحيته وَإِن عقربا مكث فِيهَا ثَلَاثَة أَيَّام وَالْعَقْرَب الرشك بِالْفَارِسِيَّةِ وروح بن غطيف بِفَتْح الرَّاء وَسَيَأْتِي الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي ضبط اسْم أَبِيه فِي حرف الْغَيْن وَمُحَمّد بن رمح بِضَم الرَّاء وَآخره حاء كواحد الرماح من الأسلحة (وَرَبِيعَة) الرَّأْي على الْإِضَافَة وَقد ضبطناه رفعا على الْوَصْف سمي بذلك لغَلَبَة الْفتيا بِالرَّأْيِ وَالْقِيَاس عَلَيْهِ وَسَعِيد بن عبد الرَّحْمَن بن رُقَيْش بِضَم الرَّاء وَفتح الْقَاف مصغر آخِره شين مُعْجمَة (الرميصاء) مصغر أم أنس بن مَالك وَهِي أم سليم امْرَأَة أبي طَلْحَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَيُقَال بِالسِّين وَكَذَا ذكرهَا البُخَارِيّ وَذكرهَا مُسلم الغميصاء بالغين قَالَ أَبُو عمر فِي أم سليم هِيَ الغميصاء والرميصاء وَقيل أَن الْمَشْهُور فِيهَا الرَّاء وَأما بالغين فأختها أم حرَام بنت ملْحَان وَقَالَ أَبُو دَاوُود الرميصاء أُخْت أم سليم من الرضَاعَة وَهَذَا وهم وَالْأول الصَّوَاب وَذكر أَبُو دَاوُود فِي حَدِيث معمر فِي غَزْو الْبَحْر أَن أُخْت أم سليم الرميصاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب الْجُمُعَة فِي حَدِيث نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ نَا مُحَمَّد بن رَافع نَا عبد الرَّزَّاق كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي نَا مُحَمَّد بن رمح نَا عبد الرَّزَّاق وَهُوَ وهم وَالله أعلم فِي حَدِيث الطوافات حميدة بنت رِفَاعَة كَذَا يَقُول جَمِيع رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا يحيى بن يحي الأندلسي فَإِنَّهُ يَقُول بنت أبي عبيد بن فَرْوَة وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة وَقد قدمنَا الْخلاف فِي ضبط اسْمهَا فِي الْقِرَاءَة فِي الْجُمُعَة نَا سُلَيْمَان بن بِلَال عَن جَعْفَر عَن أَبِيه عَن أبي رَافع كَذَا للعذري عِنْد الصَّدَفِي وَلغيره عَنهُ لمُسلم وَسَائِر الروَاة عَن ابْن أبي رَافع وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب صنفان من أهل النَّار نَا ابْن نمير نَا زيد وَهُوَ ابْن حباب نَا عبد الله بن أبي رَافع مولى أم سَلمَة وَبعده فِي الحَدِيث الآخر نَا عبد الله بن رَافع كَذَا هُوَ عندنَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالْخلاف فِي اسْم أَبِيه ذكره البُخَارِيّ هَكَذَا فِي التَّارِيخ وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب التصيد على الْجبَال عَن نَافِع مولى أبي قَتَادَة وَأبي صَالح مولى التوءمة كَذَا لَهُم على خلاف فِي أبي صَالح ذَكرْنَاهُ فِي حرف الصَّاد وَفِي نُسْخَة النَّسَفِيّ رَافع وَهُوَ وهم فِي بَاب إِدْخَال الضيفان عشرَة عشرَة عَن شَيبَان أبي ربيعَة كَذَا لَهُم وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن السكن عَن سِنَان بن أبي ربيعَة وَصَوَابه ابْن ربيعَة أَو أَبُو ربيعَة قَالَ البُخَارِيّ هُوَ أَبُو ربيعَة سِنَان بن ربيعَة وَفِي حَدِيث أُمَامَة بنت زَيْنَب وَلأبي العَاصِي بن ربيعَة كَذَا ليحيى بن يحيى فِي الْمُوَطَّأ وليحيى بن بكير والتنيسي والقعنبي وَأكْثر رُوَاة ملك وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ من رِوَايَة التنيسِي وَهُوَ خطأ وَغَيرهم يَقُول ابْن الرّبيع وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة يحيى وَكَذَا رَوَاهُ ابْن عبد الْبر وَهُوَ المضبوط عَن ابْن وضاح وَالصَّوَاب وَاسم أَبِيه الرّبيع بِلَا شكّ وَقَالَ الْأصيلِيّ النسابون يَقُولُونَ أَبُو العَاصِي بن ربيع ابْن ربيعَة نسب فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ إِلَى جده قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا أَدْرِي من نسبه هَكَذَا وَلم يخْتَلف أَصْحَاب الْخَبَر وَالنّسب والْحَدِيث أَنه أَبُو العَاصِي بن الرّبيع بن عبد الْعزي بن عبد شمس بن عبد منَاف وَإِنَّمَا ربيعَة عَم أَبِيه وَالِد عتبَة وَشَيْبَة ابْني ربيعَة بن عبد شمس وَاخْتلف فِي اسْمه فَقيل لَقِيط وَقيل الْقَاسِم وَقيل مهشم وَقيل مقسم وَفِي الصُّلْح مَعَ الْمُشْركين نَا مُحَمَّد بن رَافع كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن أبي صفرَة عَن

فصل مشكل الأنساب

مُحَمَّد بن نَافِع بالنُّون وَهُوَ وهم وَفِي النِّكَاح فِي بَاب لم تحرم مَا أحل الله لَك نَا الْحسن بن الصَّباح سمع الرّبيع بن نَافِع كَذَا لَهُم وَلابْن السكن الزبير بن نَافِع فِي قتل الْحَيَّات نَا إِسْمَاعِيل وَهُوَ عندنَا ابْن جَعْفَر عَن عمر بن نَافِع كَذَا للسمرقندي وللعذري عِنْد الصَّدَفِي وَكَانَ عِنْد أبي بَحر عمر بن رَافع وَهُوَ وهم وَفِي آخر بَاب لعق الْأَصَابِع حَدثنِي أَبُو بكر بن نَافِع نَا عبد الرَّحْمَن يَعْنِي ابْن مهْدي كَذَا فِي الْأُصُول وَعند أبي بَحر وَابْن عِيسَى بن رَافع بالراء وَالصَّوَاب ابْن نَافِع وَهُوَ المكني بِأبي بكر وَأما ابْن رَافع فكنيته أَبُو عبد الله وهما مِمَّن خرج عَنهُ مَعًا البُخَارِيّ وَمُسلم وَفِي حَيْثُ الْخَوَارِج فَلَقِيت رَافع بن عَمْرو الْغِفَارِيّ كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ نَافِع بالنُّون وَهُوَ وهم وَذكرنَا فِي حرف اللَّام الِاخْتِلَاف فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَالوهم فِي حَدِيث مَحْمُود بن ربيع أَن عتْبَان بن مَالك فأنظره هُنَاكَ وَفِي فضل صَلَاة الْفجْر قَالَ أَبُو رَجَاء أَنا همام كَذَا للقابسي وَعند غَيره ابْن رَجَاء وَفِي بَاب من أَتَاهُ سهم غرب أَن أم الرّبيع بنت الْبَراء وَهِي أم حَارِثَة وَذكر حَدِيث سؤالها النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن ابْنهَا حَارِثَة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم وَهُوَ وهم قَبِيح إِنَّمَا هِيَ الرّبيع بنت النَّضر عمَّة الْبَراء لابنته قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الرّبيع بنت النَّضر عمَّة أنس بن مَالك بن النَّضر وَأم حَارِثَة بن سراقَة المستشهد ببدر والبراء هُوَ أَخُو أنس بن مَالك بن النَّضر فصل مُشكل الْأَنْسَاب ذكرنَا فِي الدَّال من ينتسب بالرازي وجعفر (الرقي) وَعبد الله بن جَعْفَر الرقي بِفَتْح الرَّاء مَنْسُوب إِلَى الرقة من مدن الشَّام وَأَبُو أَسمَاء (الرَّحبِي) بِفَتْح الرَّاء والحاء الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة ورحبة فِي حمير واسْمه عَمْرو بن مرْثَد أَو مزِيد وفيهَا رحبيون آخر لم يذكر فِي هَذِه الْأُصُول نسبهم مِنْهُم يزِيد بن حمير وثور بن يزِيد الْحِمصِي وحبِيب بن عبيد هَؤُلَاءِ كلهم رحبيون وَقد خرجا عَنْهُم لَكِن لم ينسبوا مِنْهُم إِلَّا أَبَا أَسمَاء وَحميد بن عبد الرَّحْمَن (الرُّؤَاسِي) وَابْنه إِبْرَاهِيم بن حميد بِضَم الرَّاء بعْدهَا همزَة وَآخره سين مُهْملَة مَنْسُوب إِلَى رؤاس بن كلاب وَبَعْضهمْ لَا يهمزه وَكَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَفِي بعض نسخ مُسلم إِبْرَاهِيم بن حميد الرقاشِي وَعند العذري فِي بَاب أَتبَاع الإِمَام فِي الصَّلَاة حميد بن عبد الرَّحْمَن الرقاشِي وَكِلَاهُمَا خطأ وَأما أَبُو معن الرقاشِي فَهَذَا هُوَ صَحِيح نسبه خرج عَنهُ مُسلم وَكَذَلِكَ وَاصل بن عبد الرَّحْمَن الرقاشِي وَمُحَمّد بن عبد الله الرقاشِي وَعبد الله بن وهب الرَّاسِبِي بِفَتْح الرَّاء وَكسر السِّين بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة وَكَذَلِكَ جَابر بن عَمْرو الرَّاسِبِي وَهُوَ أَبُو الْوَازِع الرَّاسِبِي وَعبد الله بن مُحَمَّد الرُّومِي بِضَم الرَّاء وَسليمَان بن عَليّ الرّبيع بِفَتْح الرَّاء وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَالْفضل بن يَعْقُوب (الرخامي) بِضَم الرَّاء وخاء مُعْجمَة وَمُحَمّد بن عبد الله (الرزي) بِضَم الرَّاء وَتَشْديد الزَّاي بعْدهَا وَيُقَال فِيهِ أَيْضا الأرزي بِضَم الْهمزَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال لأجل خلاف فِيهِ فِي بعض النّسخ وَأَبُو الْعَالِيَة (الريَاحي) بِكَسْر الرَّاء وياء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَمُحَمّد بن يزِيد (الرِّفَاعِي) بِكَسْر الرَّاء بعْدهَا فَاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي مَسْجِد قبَاء أَبُو معن الرقاشِي يزِيد بن يزِيد الثَّقَفِيّ بصرى فَتَأمل هَذَا كَيفَ يكون ثقفيا رقاشيا وَلَا جَامع بَينهمَا وَفِي صَلَاة أبي بكر فِي مرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذكر حميد بن عبد الرَّحْمَن الرواسِي وَعند العذري الرقاشِي بِالْقَافِ والشين مُعْجمَة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَقد ذَكرْنَاهُ أَبُو هَاشم الرماني بِضَم الرَّاء وَبعد الْألف نون

حرف الزاي مع سائر الحروف

وياء النِّسْبَة هَذَا هُوَ الصَّوَاب فِيهِ وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ والحفاظ وَأَصْحَاب المؤتلف وأتقنوه مَعْرُوف مَشْهُور وَوَقع عِنْد الطرابلسي فِي الصَّحِيح الزماني بزاي مَكْسُورَة وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا الزماني عبد الله بن معبد خرج عَنهُ مُسلم وَفِي صلَاته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على الْقَبْر وحَدثني أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بن عَمْرو الرَّازِيّ كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا عَن العذري وَغَيره وَفِي كتاب شَيخنَا القَاضِي الصَّدَفِي عَن العذري وحَدثني أَبُو غَسَّان المسمعي وَهُوَ وهم حرف الزَّاي مَعَ سَائِر الْحُرُوف الزَّاي مَعَ الْبَاء (ر ب ب) قَوْله زَبِيبَتَانِ بِفَتْح الزَّاي هما زَبِيبَتَانِ فِي جَانِبي شدقى الْحَيَّة من السم وَتَكون فِي جَانِبي شدق الْإِنْسَان عِنْد كَثْرَة الْكَلَام وَقيل هما نكتتان على عينة وَهُوَ أَشدّهَا أَذَى قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يعرف أهل اللُّغَة هَذَا الْوَجْه وَقَالَ الدَّاودِيّ همانابان يخرجَانِ من فِيهِ وَفِي حَدِيث الْأسود هَادِم الْكَعْبَة وَالطَّاعَة للأيمة حبشِي كَانَ رَأسه زبيبة قيل لسواده وَقيل شبه جعودة شعره بالزبيب أَي كَانَ تفلفل شعره كل وَاحِدَة مِنْهَا زبيبة وَهُوَ الْوَجْه وَلِهَذَا خص بِهَذَا الْوَصْف الرَّأْس (ز ب د) قَوْله وَإِن كَانَت كزبد الْبَحْر (ز ب د) قَوْله فزبرني أبي وفزبره ابْن عمر أَي زَجره وَنَهَاهُ وَأَغْلظ لَهُ فِي القَوْل وَقدر رَوَاهُ بَعضهم زَجره بِمَعْنَاهُ وَقَوله الضَّعِيف الَّذِي لَا زبر لَهُ أَي لَا عقل لَهُ وَقيل الَّذِي لَيْسَ عِنْده مَا يعْتَمد عَلَيْهِ وَقيل الَّذِي لَا مَال لَهُ وَفَسرهُ فِي كتاب مُسلم الَّذين فِيكُم تبعاء لَا يَبْتَغُونَ أَهلا وَلَا مَالا (ز ب ل) قَوْله فِي تَفْسِير الْعرق أَنه الزبيل كَذَا بِفَتْح الزَّاي وَكسر الْبَاء وَفِي رِوَايَة الزنبيل بِكَسْر الزَّاي وَزِيَادَة نون وَكِلَاهُمَا صَحِيح هِيَ القفة الْكَبِيرَة وَنَحْوهَا (ز ب ن) نهى عَن الْمُزَابَنَة فِي البيع وَفِي الحَدِيث الآخر الزَّبْن بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْبَاء هُوَ من بُيُوع الْغرَر وَهُوَ بيع مُقَدّر بكيل أَو وزن بصبرة غير مقدرَة أَو مُقَدّر وصبرة مَعًا أَو بيع صبرتين كلهما من نوع وَاحِد لَا يدْرِي أَيهمَا أَكثر فَإِذا بَان الْفضل جَازَ فِيمَا يجوز فِيهِ التَّفَاضُل وَهُوَ مَأْخُوذ من الزَّبْن وَهُوَ الدّفع لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يظنّ غبن صَاحبه وَدفعه عَن الرِّبْح عَلَيْهِ وَعَن حَقه الَّذِي يُرِيد غبنه فِيهِ وَقيل إِذا وَقعا على مَا فِيهِ ترغيب أَو نقص حرص كل وَاحِد على ضد مَا يحرص عَلَيْهِ الآخر وَدفعه عَنهُ وَمِنْه سموا الزَّبَانِيَة لدفعهم النَّاس فِي جَهَنَّم أعاذنا الله مِنْهَا وَقيل سموا بذلك لشدتهم الزَّاي مَعَ الْجِيم (ز ج ج) قَوْله فحططت بزجه هِيَ الحديدة فِي أَسْفَل الرمْح وَقَوله فِي صَاحب الْخَشَبَة ثمَّ زجج موضعهَا لَعَلَّه سمرها بمسامير كالزج أَو حَشا شقوق لصاقها بِشَيْء وَدفعه بالزج كالجلفظة (زج ر) قَوْله زجر عَن الشّرْب قَائِما وَفِي الْعَزْل كَأَنَّهُ زجر أَي نهى زَجره يزجره إِذا نَهَاهُ وَقَوله ثمَّ زجر فأسرع أَي صَاح على نَاقَته لتسرع وَقَوله فزجر النَّبِي أَن يقبر بِاللَّيْلِ أَي نهي وَقَوله سمع وَرَاءه زجرا شَدِيدا وضر باللابل أَي صياحا على الْإِبِل لتسير (ز ج ل) فِي خبر ابْن سَلام فزجل بِي بِفَتْح الْجِيم وَالزَّاي أَي رمي وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الشَّيْء الرخو وللعذري زحل بِالْحَاء الْمُهْملَة وَهُوَ وهم (ز ج ي) قَوْله ومزجي السَّحَاب أَي باعثها وسائقها والإزجاء السُّوق الزَّاي مَعَ الْحَاء (زح ف) قَوْله فِي الَّذِي يخرج من النَّار زحفا وَالَّذِي يجوز الصِّرَاط زحفا بِسُكُون الْحَاء أَي مشيا على اليتيه كمشي الطِّفْل أول أمره يُقَال رحف وأزحف وزحفوا إِلَيْهِم فِي الْقِتَال مَشوا إِلَيْهِم قَلِيلا قَلِيلا تَشْبِيها بذلك ويزحفون على استهاهم فِي خبر الْيَهُود مُفَسرًا صُورَة الزَّحْف كَمَا تقدم وَمِنْه فِي حَدِيث جَابر فأزحف الْجمل أَي أعيا يُقَال زحف وازحف

(ز خ ر)

وَمِنْه أزحفت بِهِ نَاقَته ونذكره بعد مُفَسرًا وَالْخلاف فِيهِ الزَّاي مَعَ الْخَاء (ز خَ ر) قَوْله فزخر الْبَحْر زخرة فَألْقى دَابَّة يُقَال لَهَا العنبر أَي طما وارتفع وَسمع لَهُ صَوت وفاض موجه وَفِي رِوَايَة العذري فِي هَذَا الْحَرْف زجر بِالْجِيم وَهُوَ وهم قَوْله لتزخرفها كَمَا زخرفت الْيَهُود وَالنَّصَارَى يَعْنِي الْمَسَاجِد أَي تزوقونها وتنقشونها الزَّاي مَعَ الرَّاء (ز ر ر) قَوْله تزره عَلَيْك وَلَو بشوكة أَي تشده عَلَيْك كشد الإزرار وإزرار الْقَمِيص ومزررة بِالذَّهَب أَي لَهَا إزرار مِنْهُ أوزينت بِهِ إزرارها وَقَوله وزر الحجلة هُوَ مَا يدْخل فِي عراها وَقد تقدم فِي حرف الْحَاء الِاخْتِلَاف فِي رِوَايَة زر الحجلة فِي عَلامَة النبوءة وَمَعْنَاهُ (زرم) قَوْله لَا تزرموه أَي لَا تقطعوا بَوْله عَلَيْهِ (زرن) قَوْله الرّيح ريح زرنب هُوَ نوع من الطّيب وحشائشه فِيهِ ثَلَاثَة معَان تصفه بِحسن التناء وَالذكر أَو بِحسن الْعشْرَة أَو بِطيب الرّيح والعرق أَو اسْتِعْمَاله كَثْرَة الطّيب (زرع) قَوْله على زراعة بصل كَذَا ضبطناه بِفَتْح الزَّاي وَشد الرَّاء ويروى بِكَسْر الزَّاي وَتَخْفِيف الرَّاء والزراعة بالشد الأَرْض الَّتِي يزرع فِيهَا قَالَه الْهَرَوِيّ وَقَوله كُنَّا أَكثر أهل الْمَدِينَة مزدرعا أَي مَوضِع زرع وَأَصله مزترع مفتعل فأبدلت التَّاء دَالا لقرب مخرج التَّاء من الدَّال الزَّاي مَعَ الطَّاء (زط ط) قَوْله كَأَنَّهُ من رجال الزط بِضَم الزَّاي جنس من السودَان الزَّاي مَعَ الْكَاف (زك ي) قَوْله فاجعله لَهُ زَكَاة وَرَحْمَة أَي تَطْهِيرا وَكَفَّارَة كَمَا قَالَ تَعَالَى تطهرهُمْ وتزكيهم بهَا وَكَذَلِكَ قَوْله أَنْت خير من زكاها أَي طهرهَا وَهُوَ أحد مَعَاني الزَّكَاة لِلْمَالِ أَنه طهرته وَقيل طهرة صَاحبه وَقيل سَبَب نمائه وزيادته وَالزَّكَاة النَّمَاء وَقيل تَزْكِيَة صَاحبه وَدَلِيل إيمَانه وزكاته عِنْد الله وَفِي التَّشَهُّد الزاكيات لله أَي الْأَعْمَال الصَّالِحَة لله الزَّاي مَعَ اللَّام (زلزل) قَوْله فِي الدُّعَاء على الْمُشْركين بالهزيمة والزلزلة وَقَوله اللَّهُمَّ أهزمهم وزلزلهم أَي أهلكهم وزلازل الدَّهْر شدائده وَيكون زلزلهم خَالف بَينهم وأفسد أَمرهم وأصل الزلزلة الِاضْطِرَاب وَمِنْه قَوْله فِي الكانزين حَتَّى تخرج من نغض كتفه يتزلزل أَي يَتَحَرَّك كَذَا رِوَايَة مُسلم والمروزي والنسفي وَقد ذكرنَا فِي الدَّال الِاخْتِلَاف فِيهِ وَقَوله بهَا الزلازل قيل الحروب وَالْأَشْبَه أَنه على وَجهه من زلازل الأَرْض وحركتها (ز ل ل) قَوْله فِي صفة الصِّرَاط مدحضة مزلة هما بِمَعْنى من الزلل أَي يزل من مَشى عَلَيْهِ الْأَمْن عصمه الله يُقَال بِفَتْح الزَّاي وَكسرهَا (ز ل م) قَوْله فَضربت بالإزلام هِيَ قداح كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة يضْربُونَ بهَا فِي أُمُورهم ويستقسمون بهَا عَلَيْهَا عَلَامَات للخير وَالشَّر وَالْأَخْذ وَالتّرْك والإيجاب وَالنَّفْي يضْربُونَ بهَا ويجيلون على مَا يخرج لَهُم من علاماتها فَنهى الله عَن ذَلِك وَأَنه من عمل الشَّيْطَان وأحدها زلم بِفَتْح الزَّاي وَضمّهَا وَفتح اللَّام وَإِنَّمَا تسمى القداح بذلك مَا لم يكن عَلَيْهَا ريش فَإِذا ريشت فَهِيَ سِهَام هَذَا قَول أَكْثَرهم وَقيل الإزلام حَصى بيض كَانُوا يضْربُونَ بهَا لذَلِك (زل ف) قَوْله كل حَسَنَة زلفها بِفَتْح اللَّام مُخَفّفَة أَي جمعهَا واكتسبها أَو قربهَا قربَة إِلَى الله وَسميت الْمزْدَلِفَة لجمعها النَّاس وَقيل لقرب أَهلهَا إِلَى مَنَازِلهمْ بعدا الْإِفَاضَة وَهِي مفتعلة من زلف أبدلت التَّاء دَالا وَقَوله حَتَّى تزلف لَهُم الْجنَّة أَي تدنى وتقرب قَالَ الله وَإِذا الْجنَّة أزلفت وَضَبطه بعض شُيُوخنَا تزلف أَي تتقرب وَفِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فَتُصْبِح كالزلفة يُرِيد الأَرْض بِفَتْح الزَّاي وَاللَّام وتسكين اللَّام أَيْضا وَيُقَال بِالْقَافِ أَيْضا با وَجْهَيْن وبجميعها روينَا الْحَرْف فِي كتاب مُسلم وضبطناه عَن متقني شُيُوخنَا وَذكر جَمِيع ذَلِك أهل اللُّغَة وصححوه وفسرها ابْن عَبَّاس بالمرآة وَقَالَهُ

(ز م ر)

ثَعْلَب وَأَبُو زيد وَقَالَ آخَرُونَ هِيَ بِالْفَاءِ إِلَّا جانة الخضراء وَقيل الصحفة وَقيل المحارة وَقيل المصانع وَقيل المصنع إِذا امْتَلَأَ مَاء الزَّاي مَعَ الْمِيم (ز م ر) قَوْله أول زمرة تدخل الْجنَّة وَإِذا زمرة أَي جمَاعَة فِي تَفْرِقَة بَعضهم أثر بعض وَجَمعهَا زمر وَقَوله مزمور الشَّيْطَان بِضَم أَوله بِمَعْنى مزمار كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَأَصله الصَّوْت الْحسن وَالزمر الْغناء وَمِنْه لقد أُوتِيَ مِزْمَارًا من مَزَامِير آل دَاوُود أَي صَوتا حسنا (زم زم) قَوْله لَهُ فِيهَا زمزمة مر تَفْسِيره فِي حرف الرَّاء وَالِاخْتِلَاف فِيهِ وزمزم مَكَّة نذكرهُ آخرا (ز م ل) قَوْله زَمِّلُونِي أَي لفوني فِي الثِّيَاب ودثروني بهَا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الشُّهَدَاء زملوهم فِي ثِيَابهمْ أَي لفوهم فِيهَا وَفِي الرِّوَايَة غير أَنِّي لَا أزمل مِنْهَا مثله أَي لما يَعْتَرِيه من خوفها من الوعك والحمى (زم م) قَوْله فعلقت بزمامها الزِّمَام لِلْإِبِلِ والخطام مَا تشد بِهِ رؤوسها من حَبل أَو سير وَنَحْوه ليقاد ويساق بِهِ (ر م ن) قَوْله أَن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ وَفِي الزَّمَان الأول وَفِي زمن آخر الزَّمَان والزمن الدَّهْر هَذَا قَول أَكْثَرهم وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَم يُنكر هَذَا وَيَقُول الدَّهْر مُدَّة الدُّنْيَا لَا تَنْقَطِع وَالزَّمَان زمن الْحر وزمن الصَّيف وَنَحْوه قَالَ وَالزَّمَان يكون شَهْرَيْن إِلَى سِتَّة أشهر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله فعلى القَوْل الأول يكون مُرَاده (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالله أعلم أَن حِسَاب الزَّمَان على الصَّوَاب وقوام أوقاته المؤقتة وَترك النسئ وَمَا يدْخل ذَلِك من التباس الشُّهُور وَاخْتِلَاف وَقت الْحَج قد اسْتَدَارَ حَتَّى صَادف الْآن القوام وَوَافَقَ الْحق وعَلى الْوَجْه الثَّانِي أَن زمَان الْحَج قد اسْتَدَارَ بِمَا كَانَت تدخله فِيهِ الْجَاهِلِيَّة حَتَّى وَافق الْآن وقته الْحَقِيقِيّ على مَا كَانَ عَلَيْهِ يَوْم خلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض قبل أَن تغيره الْعَرَب بِالزِّيَادَةِ والتبديل وَقد مر من تَفْسِير هَذَا شَيْء فِي جرف الدَّال والزاء وَقَوله إِذا تقَارب الزَّمَان لم تكد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب قيل تقَارب اسْتِوَاء ليله ونهاره فِي وَقت الِاعْتِدَال فَعبر عَن الزَّمَان بذلك لِأَنَّهُ وَقت من السّنة مَعْلُوم وَأهل الْعبارَة يَقُولُونَ وَقيل تقَارب أَمر انْقِضَاء الدُّنْيَا وَدنت السَّاعَة وَهُوَ أولى لقَوْله فِي حَدِيث آخر إِذا كَانَ آخر الزَّمَان وَقد يتَأَوَّل هَذَا على زمن الخريف أَيْضا وَفِي أَشْرَاط السَّاعَة يتقارب الزَّمَان وتكثر الْفِتَن قيل على ظَاهره أَي تقرب السَّاعَات وَقيل المُرَاد أهل الزَّمَان تقصر أعمارهم وَقيل هُوَ تقَارب أَهله وتساويهم فِي الْأَحْوَال والأخلاق السَّيئَة والتمالئ على الْبَاطِل فيكونون كأسنان الْمشْط لَا تبَاين بَينهم وَسَنذكر من هَذَا فِي حرف الْقَاف إِن شَاءَ الله (ز م هـ) قَوْله من زمهريرها هُوَ شدَّة الْبرد الزَّاي مَعَ النُّون (ز ن ت) قَوْله زنة عَرْشه أَي مِقْدَاره فِي الْكَثْرَة وَثقله وَهِي كلمة منقوصة أَصْلهَا الْوَاو وتقديرها وزنة (زن د) قَوْله جِيءَ بزنادقة هُوَ كل من لَيْسَ على مِلَّة من الْملَل الْمَعْرُوفَة ثمَّ اسْتعْمل فِي كل معطل وَفِي من أظهر الْإِسْلَام وَأسر غَيره وَأَصله الَّذين أتبعوا ماني على رَأْيه ونسبوا إِلَى كِتَابه الَّذِي وَضعه فِي التعطيل وأبطل النُّبُوَّة فنسبوا إِلَيْهِ وعربته الْعَرَب فَقَالُوا زنديق (ز ن م) قَوْله لَهُ زنمة مثل زنمة الشَّاة بتحريك النُّون أَي لجمة معلقَة من عُنُقهَا وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى زنيم بَعضهم وَقيل بل مَعْنَاهُ الدعى لغير أَبِيه على ظَاهره وَفِي الحَدِيث الآخر أهل النَّار كل جواظ زنيم يكون إِشَارَة إِلَى رجل مَخْصُوص بِتِلْكَ الصّفة الْمُتَقَدّمَة على الِاخْتِلَاف فِيهَا أَو إِشَارَة إِلَى الْكَفَرَة وَأَبْنَاء الْجَاهِلِيَّة لفساد مناكحهم وَالله أعلم وَقيل الزنيم الملصق فِي الْقَوْم لَيْسَ مِنْهُم الْمَعْرُوف بِالشَّرِّ الزَّاي مَعَ الْعين (زع زع) قَوْله لَا تزعزعوها أَي لَا تحركوها وتقلقلوها فِي نعشها بِسُرْعَة مشيكم (ز ع م) قَوْله زعم ابْن أُمِّي وَزعم أَنه قَرَأَهَا على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَزعم فلَان وَيَزْعُم

(ز ع ف)

وَزَعَمُوا كَذَا الزَّعْم بِفَتْح الزَّاي وَكسرهَا وَضمّهَا وبيس مَطِيَّة الرجل زَعَمُوا وَهُوَ مثل الحَدِيث كفى بِالْمَرْءِ كذبا أَن يحدث بِكُل مَا سمع وَزعم أَيْضا بِالْفَتْح بِمَعْنى ضمن وَمِنْه الزعيم غَارِم أَي الضَّامِن وَزعم أَيْضا بِالضَّمِّ زعامة بِمَعْنى سادو رَأس وَمِنْه زعيم الْقَوْم (ز ع ف) قَوْله نهى عَن المزعفر يَعْنِي الَّذِي صبغ بالزعفران من الثِّيَاب للرِّجَال وَقيل هُوَ صبغ اللِّحْيَة بِهِ وَقد اخْتلف فِي هَذَا الْعلمَاء وشرحناه فِي شرح مُسلم بِمَا يُغني الزَّاي مَعَ الْفَاء (ز ف ت) قَوْله والقار الزفت بِكَسْر الزَّاي وَفِي حَدِيث الْأَشْرِبَة المزفت هُوَ المطلي دَاخله بالزفت من الْأَوَانِي نهي عَنهُ لِأَنَّهُ يسْرع فَسَاد الشَّرَاب ويعجله للسكر (زف ر) قَوْله تزفر لنا الْقرب أَي تحملهَا ملئا على ظهرهَا تسقى النَّاس مِنْهَا والزفر الْحمل على الظّهْر والزفر الْقرْبَة أَيْضا كِلَاهُمَا بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْفَاء يُقَال مِنْهُ زفروا زفر وَجَاء تَفْسِيره فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي قَالَ أَبُو عبد الله تزفر تخيط وَهَذَا غير مَعْرُوف (ز ف زف) قَوْله مَالك يَا أم السَّائِب تزفزفين بِضَم التَّاء وَفتح الزايين أَي ترعدين والزفزفة الرعدة وَرَوَاهُ بَعضهم بالراء وَالْقَاف قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج هما صَحِيحَانِ بِمَعْنى وَاحِد (ز ف ن) قَوْله فِي الْحَبَشَة يزفنون بِفَتْح الْيَاء أَي يرقصون والزفن الرقص وَهُوَ لعبهم وقفزهم بِحِرَابِهِمْ للمثافنة وَذهب أَبُو عبيد إِلَى أَنه من الزفن بالدف وَالْأول الصَّوَاب لِأَن مَا ذكر لَا يَصح فِي الْمَسْجِد وَهَذَا من بَاب التدرب فِي الْحَرْب وَشبهه وَكَانَ فِيمَا قيل تَنْزِيه الْمَسَاجِد عَن مثله (زف ف) قَوْله زفت امْرَأَة بِضَم الزَّاي على مَا لم يسم فَاعله أَي أهديت إِلَيْهِ من الزفيف وَهُوَ تقَارب الخطو الزَّاي مَعَ الْقَاف (ز ق ق) قَوْله فِي زقاق خَيْبَر الْأَزِقَّة الطّرق بَين الدّور والمساكن والزقاق الطَّرِيق الزَّاي مَعَ الْهَاء (ز هـ د) قَوْله على مُؤمن مزهد بِكَسْر الْهَاء أَي قَلِيل المَال وَقد أزهده الرجل والزهيد الْقَلِيل وَمِنْه قَوْله فِي سَاعَة الْجُمُعَة يزهدها أَي يقللها هما بِمَعْنى (زه م) قَوْله زهمهم ونتنهم بِفَتْح الزَّاي وَالْهَاء أَي كريه رائحتهم وَتسَمى رَائِحَة اللَّحْم الكريهة زهومة مَا لم ينتن ويتغير (ز هـ ر) قَوْله إِذا سمعن صَوت المزهر هُوَ عود الْغناء بِكَسْر الْمِيم وَقَوله أَزْهَر اللَّوْن أَي مشرقه ومنيره وَتَفْسِيره بَقِيَّة الحَدِيث لَيْسَ بالأبيض الأمهق وَلَا بِالْأدمِ أَي لَيْسَ بالشديد الْبيَاض الَّذِي لَا يشوبه حمرَة والأزهر هُوَ الْأَبْيَض المشاب بحمرة أَو صفرَة وَمِنْه زهر النُّجُوم والزهرة الْبيَاض النير وَجَاء فِيهِ فِي كتاب البُخَارِيّ لبَعض الروَاة تَخْلِيط ذَكرْنَاهُ فِي آخر الْكتاب وَذكر زهرَة الْحَيَاة غضارتها وَنَعِيمهَا كزهرة النَّبَات وحسنها وَهُوَ نواره وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الْجنَّة فرآ زهرتها يفسره قَوْله بعده وَمَا فِيهَا من النضرة وَالسُّرُور قَوْله اقْرَءُوا الزهراوين فَسرهَا فِي الحَدِيث الْبَقَرَة وَآل عمرَان يُرِيد النيرتين كَمَا سمي الْقُرْآن نور أَو هُوَ كُله رَاجع إِلَى الْبَيَان كَمَا نذكرهُ فِي حرف النُّون (ز هـ و) قَوْله نهى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تزهو وَحَتَّى تزهى جَاءَ باللفظتين فِي الحَدِيث أَي تصير زهوا وَهُوَ ابْتِدَاء أرطابها وطيبها يُقَال زهت الثَّمَرَة تزهوا وأزهت تزهى إِذا بدا طيبه وتلونه حَكَاهُ صَاحب الْأَفْعَال وَغَيره وَأنكر غَيره الثلاثي وَقَالَ إِنَّمَا يُقَال أزهت لَا غير وَفرق بَعضهم بَين اللَّفْظَيْنِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي زهت الثَّمَرَة إِذا ظَهرت وأزهت إِذا أحمرت وأصفرت وَهُوَ الزهو والزهو مَعًا بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَوله وَهَذِه تزهى أَن تلبسه فِي الْبَيْت على مَا لم يسم فَاعله أَي تستكبر عَنهُ وتستحقره قَالَ الْأَصْمَعِي زهى فلَان علينا على مَا لم يسم فَاعله فَهُوَ مزهو من الْكبر وَالْخُيَلَاء

(زوج)

وَلَا يُقَال زها بِالْفَتْح وَقَالَ يَعْقُوب كلب تَقول زهوت علينا وَفِي أصل الْأصيلِيّ لأبي أَحْمد فَأَنا آمرها وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله كَانُوا زهاء ثلاثماية بِضَم الزَّاي مَمْدُود أَي قدر ذَلِك وَيُقَال لهاء بِاللَّامِ أَيْضا الزَّاي مَعَ الْوَاو (زوج) قَوْله أَن لزوجك عَلَيْك حَقًا الزَّوْج يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى وَهِي لُغَة الْقُرْآن وَقيل فِي الْأُنْثَى زَوْجَة أَيْضا وَالزَّوْج فِي اللُّغَة الْفَرد والاثنان زوجان وَقَوله من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ يَعْنِي اثْنَيْنِ دِرْهَمَيْنِ دينارين ثَوْبَيْنِ وَقَالَ غَيره يُرِيد شَيْئَيْنِ درهما ودينارا درهما وثوبا وَقَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يُرِيد بذلك الْعَمَل من صَلَاتَيْنِ أَو صِيَام يَوْمَيْنِ وَقَوله وَأَعْطَانِي من كل رَائِحَة زوجا قيل اثْنَيْنِ وَقد يَقع الزَّوْج على الِاثْنَيْنِ كَمَا يَقع على الْفَرد وَقيل الزَّوْج الْفَرد إِذا كَانَ مَعَه آخر وَقيل إِنَّمَا يَقع على الْفَرد إِذا ثنى كَمَا قَالَ تَعَالَى زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَيحْتَمل أَن يُرِيد أَنه أَعْطَاهَا من كل رَائِحَة صنفا وَالزَّوْج الصِّنْف وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله وكنتم أَزْوَاجًا ثَلَاثَة أَو من كل شَيْء شبه صَاحبه فِي الْجَوْدَة وَالِاخْتِيَار وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى سُبْحَانَ الَّذِي خلق الْأزْوَاج أَي الْأَشْبَاه وَيكون الزَّوْج القرين أَيْضا وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى وزوجناهم بحور عين وَمثله قَوْله لَهُ زوجتان فِي الْجنَّة أَي قرينان إِذْ لَيْسَ فِي الْجنَّة تَزْوِيج ومعاقدة (ز ور) قَوْله أَن لزورك عَلَيْك حَقًا أَي أضيافك جمع زائر مثل رَاكب وَركب وَكَذَلِكَ قَوْله أَتَانَا زرو وَكله بِفَتْح الزَّاي وَالْوَاحد والجميع فِيهِ بِلَفْظ وَاحِد وَقيل أَن الزُّور الْمصدر سمي بِهِ الزائر كَمَا قَالُوا رجل صَوْم وَعدل وَرِجَال صَوْم وَعدل قَالَ الشَّاعِر (فهم رَضِي وهم عدل) وَقَوله زورت فِي نَفسِي مقَالَة أَي هيأتها وأصلحتها وَقيل قويتها وشددتها ومعناهما قريب أَي زور مَا يَقُوله وأعده وَقَوله هَذَا الزُّور وَشَهَادَة الزُّور وَقَول الزُّور كُله بِضَم الزَّاي أَي الْكَذِب وَالْبَاطِل فِي قَول أَو فعل وَقَوله كلابس ثوبي زور من ذَلِك أَي ثوبي بَاطِل وَاخْتلف فِي مَعْنَاهُ فَقيل هُوَ الثَّوْب يكون لكمية كمين آخَرين ليرى لَا بسه أَن عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يلبس المراءى ثِيَاب الزهاد ليرى أَنه مِنْهُم وَقيل هُوَ كِنَايَة عَن ذِي الزُّور كنى بِثَوْبِهِ عَنهُ وَالْمعْنَى كالكاذب الْقَائِل مَا لم يكن وَقَالَ الْخطابِيّ وَقيل فِيهِ أَيْضا أَنه الرجل فِي الْقَوْم لَهُ الْهَيْئَة فَإِذا احْتِيجَ إِلَى شَهَادَته شهد فَلَا يرد لأجل هَيئته وَحسن ثوبيه فأضيفت الشَّهَادَة إِلَى الثَّوْبَيْنِ وَقَوله فِي قصَّة الشّعْر هَذَا الزُّور مِمَّا تقدم أَي الْبَاطِل والدلسة وَقَوله نَهَيْتُكُمْ عَن زِيَارَة الْقُبُور فزوروها أ] اقصدوها للترحم على أَهلهَا وَالِاعْتِبَار بهَا قَوْله فِي الْحَج فِي حَدِيث أَحْمد بن يُونُس زرت قبل أَن أرمي قَالَ لَا حرج كَذَا لجميعهم أَي طفت طواف الزِّيَارَة وَهُوَ طواف الْإِفَاضَة وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر أخر الزِّيَارَة إِلَى اللَّيْل وَكَانَ يزور الْبَيْت أَيَّام منى (زول) قَوْله يَزُول بِهِ السراب أَي يَتَحَرَّك وكل متحرك زائل وَمِنْه فِي حَدِيث أبي جهل يَزُول أَي يذهب ويجئ لَا يسْتَقرّ وَقد مضى فِي حرف الرَّاء الِاخْتِلَاف فِيهِ وَمِنْه زَوَال الشَّمْس وَهُوَ ظُهُور حركتها بعد الْوُقُوف (زوى) قَوْله زويت لي الأَرْض بتَخْفِيف الْوَاو أَي جمعت وقبضت وَكَذَلِكَ أَن الْمَسْجِد لينزوي من النخامة كَمَا تنزوي الْجلْدَة فِي النَّار أَي ينقبض قيل مَعْنَاهُ وَأَهله وعماره أَي الْمَلَائِكَة لاستقذار دلك وَمِنْه اللَّهُمَّ أزولنا الأَرْض أَي ضمهَا واطوها وقربها لنا وَفِي جَهَنَّم فينزوي بَعْضهَا إِلَى بعض أَي يَنْضَم ويروى فيزوى قيل تنضم وتجتمع على

فصل الاختلاف والوهم

الْجَبَّار الْكَافِر أَو الْكَفَرَة الَّذين تقدم علم الله بخلقهم لَهَا وَكَانَت فِي انْتِظَاره وانتظار ملئها على مَا شرحناه فِي حرف الْجِيم وَفِي حرف الرَّاء وَفِي حرف الْقَاف قَوْله فِي الْحَوْض مسيرَة شهر وزواياه جمع زَاوِيَة أَي نواحيه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر مَا بَين ناحيتيه الزَّاي مَعَ الْيَاء (ز ي ح) قَوْله زاح عني الْبَاطِل أَي ذهب (ز ي د) قَوْله من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا وأزيد كَذَا ضبطناه بِكَسْر الزَّاي على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل أَي أتفضل بِالزِّيَادَةِ لمن شِئْت وَقَوله نَأْكُل من زِيَادَة كبدهما ويروى من زَائِدَة كبدهما هِيَ الْقطعَة المنفردة الْمُتَعَلّقَة من الكبد وَهِي أطيبه وَقَوله بَين مزادتين بِفَتْح الْمِيم قيل المزادة والراوية سَوَاء وَقيل مَا زيد فِيهِ جلد ثَالِث بَين جلدتين ليتسع وَقيل المزادة الْقرْبَة وَقيل الْقرْبَة الْكَبِيرَة الَّتِي تحمل على الدَّابَّة سميت من الزِّيَادَة فِيهَا من غَيرهَا مفعلة من ذَلِك وَهُوَ من معنى الأول وَقَوله حمل زَاده ومزاده الزَّاد مَا يتزوده الرجل فِي سَفَره ليتقوت بِهِ من ذَوَات الْوَاو والمزاد مِمَّا تقدم وَأكْثر مَا جَاءَ مزاده بِالْهَاءِ وَيحْتَمل أَن يكون مزاد جمعا لَهَا وَتقدم فِي الْجِيم قَوْله المزادة المجنوبة وَقَوله وَتقول هَل من مزِيد أَي زِدْنِي فَإِنِّي أحتمل الزِّيَادَة وَقيل لَا مزِيد فِي فقد بالغت وَالْأول أليق بِالْآيَةِ والْحَدِيث لقَوْله بعد حَتَّى يضع الْجَبَّار فِيهَا قدمه فَتَقول قطّ قطّ وَقد تفسر فِي الْجِيم (زِيّ غ) قَوْله وَالله لَا أكذب وَلَا أزيغ أَي لَا أميل عَن الْحق وَمِنْه أخْشَى أَن أزيغ وَقَوله زاغت الشَّمْس أَي مَالَتْ للزوال إِلَى جِهَة الْمغرب (زِيّ ق) ذكر الثِّيَاب الزيقة فِي الْمُوَطَّأ بِكَسْر الزَّاي وَفتح الْيَاء وَالْقَاف هِيَ ثِيَاب خشان غِلَاظ كالخنق وَنَحْوهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم الرُّخْصَة فِي بيع الْعرية قَول مُسلم غير أَن إِسْحَاق وَابْن مثنى جعلا مَكَان الرِّبَا الزَّبْن كَذَا لكافتهم وَعند بَعضهم فِي كتاب الخشنى مَكَان الرِّبَا الدّين وَعند ابْن الحداء مَكَان الربى ربى وَمَا فِي كتاب الخشنى تَصْحِيف وَذكر فِي كتاب أبي عُبَيْدَة فجمعنا تزوادنا كَذَا لاكثر رُوَاة مُسلم وَعند الْمروزِي مزاودنا وَلابْن الْحذاء عَن ابْن ماهان أزوادنا والمزاود أوعية الزَّاد والأزواد جمع زَاد وَكِلَاهُمَا بَين فَأَما قَول من قَالَ تزوادنا فوجهه إِن كَانَ صَحَّ أَن يكون اسْما للزاد بِفَتْح التَّاء مثل التسيار والتزوار وَالله أعلم قَوْله فِي عطب الْهدى فأزحفت عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق يَعْنِي بدنته بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الزَّاي وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْفَاء كَذَا روينَاهُ وَهُوَ صَحِيح قَالَ الْهَرَوِيّ مَعْنَاهُ وقفت من الإعياء يُقَال ازحف الْبَعِير وأزحفه السّير وَقَالَ الْخطابِيّ كَذَا يَقُول المحدثون والأجود فأزحفت بِهِ بِضَم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله يُقَال زحف الْبَعِير إِذا قَامَ من الإعياء وأزحفه السّفر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هما لُغَتَانِ زحف الْبَعِير وأزحف وأزحفه السّفر قَالَه غير وَاحِد وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة زحفت فِي الْمَشْي وأزحفت لُغَتَانِ إِذا مَشى مشْيَة الزاحف على اليتيه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث يزحفون على استاههم وَيكون أَيْضا من الْمَشْي على مهلة قَلِيلا قَلِيلا وَرَوَاهُ بَعضهم فأزحفت بتاء الْمُتَكَلّم المرفوعة رد الْفِعْل إِلَى نَفسه وَهُوَ بعيد مَعَ قَوْله بعده عَلَيْهِ وَقد سقط عَلَيْهِ من بعض النّسخ فَيصح على هَذَا وَرَوَاهُ بَعضهم فأزحمنا بِالْمِيم وَهُوَ تَصْحِيف وَقَوله فِي حَدِيث المسوراقبية مزررة بِالذَّهَب كَذَا لجميعهم من الأزرار فِي بَاب قسم الإِمَام وَعند أبي الْهَيْثَم مزردة بِالدَّال وَقَوله كلوا وتزودوا وَادخرُوا كَذَا رَوَاهُ يحيى عَن ملك وَكَذَا عِنْد ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَيحيى بن يحيى التَّمِيمِي

فصل في مشكل الأسماء والكنى

وَكَذَا رَوَاهُ ابْن جريج وَعند ابْن وضاح فتصدقوا مَكَان تزودوا وَكَذَا رَوَاهُ روح عَن ملك وَقد أَدخل أهل الصَّحِيحَيْنِ الرِّوَايَتَيْنِ عَن ملك وَغَيره وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي عشر أهل الذِّمَّة أَن عمر كَانَ يَأْخُذ من القبط من الْحِنْطَة وَالزَّيْت نصف الْعشْر كَذَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَعند الْمُهلب الزَّبِيب مَكَان الزَّيْت وَفِي السّلم إِلَى من لَيْسَ عِنْده فِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّيْت كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ الزَّبِيب مَكَان الزَّيْت وَقد ذكر البُخَارِيّ اخْتِلَاف شُيُوخه فِي الْحَرْف وَالْخلاف فِيهِ اخْتِلَاف فِي لفظ وفقهه وَاحِد وَكَذَلِكَ ذكره فِي بَاب السّلف إِلَى أجل مَعْلُوم فَوَقع عِنْد الْجِرْجَانِيّ الزَّبِيب وَالزَّيْت لغيره وَفِي التَّمْلِيك فَقَالُوا مَا زَوجْنَا إِلَّا عَائِشَة بِسُكُون الْجِيم لكافة شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَلابْن المرابط زَوجْنَا بتحريكها وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب إِذا قتل نَفسه خطئا أَنه لجاهد مُجَاهِد وَأي قَتِيل تريده عَلَيْهِ كَذَا للأصيلي وَلغيره يزِيد عَلَيْهِ وَهُوَ الصَّوَاب أَي يزِيد فِي الْأجر وَفِي حَدِيث هِرقل ويأمرنا بِالصَّلَاةِ والصدق والعفاف والصلة كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن الزَّكَاة مَكَان الصِّلَة مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع وتقييدها فِي هَذَا الْحَرْف زَمْزَم بير بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مَشْهُورَة وَلها أَسمَاء كَثِيرَة زَمْزَم وبرة والمضمونة وتكتم وهمزة جِبْرِيل وشفاء سقم وَطَعَام طعم والطيبة وشراب الْأَبْرَار قيل سميت زَمْزَم من كَثْرَة المَاء يُقَال مَاء زمزام وزمزم للكثير وَقيل هُوَ اسْم لَهَا خَاص وَقيل بل من ضم هَاجر لمائها حِين انفجرت لَهَا وزمها إِيَّاه وَقيل بل من زمزمة جِبْرِيل وَكَلَامه عَلَيْهَا (الزَّوْرَاء) مَمْدُود وَبعد الْوَاو رَاء هُوَ مَوضِع بِالْمَدِينَةِ عِنْد السُّوق قرب الْمَسْجِد وَذكر الدَّاودِيّ أَنه مُرْتَفع كالمنار (الزاوية) بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بعد الْوَاو مَوضِع بِالْمَدِينَةِ فِيهِ كَانَ قصر أنس بن ملك ذكره فِي حَدِيث أنس فِيمَن فَاتَتْهُ صَلَاة الْعِيد وَفِي بَاب من أَيْن تُؤْتى الْجُمُعَة قَالَ فِي الحَدِيث وَهُوَ على فرسخين من الْمَدِينَة (مَسْجِد بني زُرَيْق) بِتَقْدِيم الزَّاي المضمومة وَبَينه وَبَين ثنية الْوَدَاع ميل أَو نَحوه (عين زغر) بِضَم الزَّاي وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة مَوضِع بِالشَّام عَلَيْهِ زرع وَسَوَاد جَاءَ فِي حَدِيث الدَّجَّال فصل فِي مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي الْمُوَطَّأ (زييد) بياءين جَمِيعًا بِاثْنَتَيْنِ من أَسْفَل وتضم الزَّاي وتكسر تَصْغِير زيد وَهُوَ زييد بن الصَّلْت أَو لَيْسَ فِيهِ سواهُ مِمَّا يُشبههُ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ زبيد بِالْبَاء بِوَاحِدَة أَولا مضموم الزَّاي مضغر وَهُوَ زبيد اليامي وَيُقَال الأيامي وَيُقَال فِيهِ الزبيد أَيْضا وَكَذَا جَاءَ للطبري فِي مَوضِع وَلَيْسَ فِيهَا سواهُ مِمَّا يُشبههُ إِلَّا أَنه جَاءَ عِنْد الْقَابِسِيّ فِي بَاب لَيْسَ منا من ضرب الخدود زبيد بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا هُوَ زبيد عَن إِبْرَاهِيم وَهُوَ اليامي الْمَذْكُور وَمن عَداهَا ذين الاسمين فَهُوَ الزبير بِضَم الزَّاي وَآخره رَاء كنية كَانَت أَو اسْما أَو اسْم أَب إِلَّا الزبير وَالِد عبد الرَّحْمَن بن الزبير فَهَذَا بِفَتْح الزَّاي وَكسر الْبَاء بِغَيْر خلاف قيل هُوَ الزبير بن باطا وَيُقَال باطيا الْيَهُودِيّ لَهُ مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَخْبَار أسلم ابْنه عبد الرَّحْمَن هَذَا وَقيل بل وَالِد عبد الرَّحْمَن من الْأَوْس وَأما ابْن ابْنه الزبير بن عبد الرَّحْمَن بن الزبير فمختلف فِي ضبط اسْمه فأكثرهم يَقُوله بِضَم الزَّاي كَسَائِر الْأَسْمَاء وَهَذَا قَول الْحفاظ كلهم وَكَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَأَبُو بكر النَّيْسَابُورِي وَعبد الْغَنِيّ وَابْن مَاكُولَا وَالدَّارَقُطْنِيّ والأصيلي وَغَيرهم وَكَذَا قَالَه مطرف عَن مَالك فِي الْمُوَطَّأ

فصل الاختلاف والوهم

وَابْن بكير فِي رِوَايَته عَنهُ وَكَذَا كَانَ عِنْد يحيى وَكَذَا رَوَاهُ عَنهُ جمَاعَة من الروَاة للموطأ وَبَعض الروَاة عَن يحيى يَقُوله بِالْفَتْح وَكَذَا قَالَه ابْن وضاح عَن يحيى وَكَذَا تقيد فِي رِوَايَة الطرابلسي قَالَ ابْن وضاح وَلم يقلهُ بِالضَّمِّ إِلَّا مطرف وبالفتح رُوِيَ عَن ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب والقعنبي وَاخْتلف فِيهِ عَن ابْن بكير وَهُوَ الَّذِي صحّح أَبُو عمر بن عبد الْبر وذكرانها رِوَايَة يحيى وَالْقَوْل مَا قَالَ الْأَولونَ وَهُوَ أَكثر وَأشهر (أَبُو الزِّنَاد) وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد ابْنه هَذَا بالنُّون وَمن عداهُ زِيَاد بياء (وَأَبُو زميل) بِضَم الزَّاي وَسُكُون الْيَاء واسْمه سماك يرْوى عَن ابْن عَبَّاس وَأَبُو زُكَيْرٍ كَذَلِك (وَأم زفر) وصلَة بن زفر بِضَم الزَّاي وزائدة وَابْن أبي زَائِدَة بالزاي (وزهدم) بن مضرب الْجرْمِي بِفَتْح الزَّاي وسون الْهَاء وَفتح الدَّال الْمُهْملَة (وَزَمعَة) وَابْن زَمعَة بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْمِيم وضبطناه عَن أبي بَحر بِفَتْح الْمِيم حَيْثُ وَقع وَكِلَاهُمَا يُقَال (وزبراء) بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا رَاء مَمْدُود مثل حَمْرَاء وَمُحَمّد بن (الزبْرِقَان) بِكَسْر الزَّاي وَعبد الله بن الْعَلَاء بن (زبر) بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره رَاء هَذَا وَحده وَمن عداهُ زيد (وَزيد بن زبان) بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره نون وَهُوَ مولى أبي عبد الله الْأَغَر سَمَّاهُ مُسلم فِي صَحِيحه ذَكرْنَاهُ وَمَا يُشبههُ فِي الرَّاء وَابْن (زنيم) بِضَم الزَّاي بعده نون بعْدهَا يَاء سَاكِنة وَتقدم فِي حرف الرَّاء زرير وَالْخلاف فِيهِ وَفِي زُرَيْق وَمَسْجِد بني زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي وَفِي حرف الدَّال زر بن حُبَيْش وَحَمْزَة الزيات فأغنى عَن إعادتهم وَمُحَمّد بن (زنجوية) بِفَتْح الزَّاي وَضم الْجِيم وَالْوَاو تفتح وتسكن فَإِذا فتحتها سكنت الْيَاء بعْدهَا وَإِذا سكنتها فتحت الْيَاء بعْدهَا (وزاذان وَابْن زَاذَان) حَيْثُ وَقع بالزاي والذال الْمُعْجَمَة ومجزاة بن (زَاهِر) بالزاي أَولا وَالرَّاء آخرا عَن أَبِيه ومجزاة يهمز وَلَا يهمز وسنذكره فِي الْمِيم وَمثله زَاهِر عَن الْبَراء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الْمُوَطَّأ فِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة انهارت زَيْنَب بنت جحش الَّتِي كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَكَانَت تستحاض هَكَذَا رَوَاهُ يحيى وَجل أَصْحَاب مَالك عَنهُ وَخَالفهُ النَّاس وَقَالُوا ذكر زَيْنَب وهم وَزَيْنَب بنت جحش هِيَ أم الْمُؤمنِينَ لم تكن قطّ تَحت ابْن عَوْف وَإِنَّمَا كَانَت تَحت زيد بن حَارِثَة ثمَّ تزَوجهَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالَّتِي كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن هِيَ أم حَبِيبَة وَهِي الْمُسْتَحَاضَة وَهَكَذَا روى غير وَاحِد فِي هَذَا الحَدِيث وَفِي رِوَايَة ابْن عفير أَن ابْنة جحش لم يسمهَا وَكَذَلِكَ فِي رِوَايَة القَاضِي إِسْمَاعِيل عَن القعْنبِي فَسلمت هَذِه الرِّوَايَة من الِاعْتِرَاض وَقَالَ الْحَرْبِيّ صَوَابه أم حبيب يغبر هَاء وَاسْمهَا حَبِيبَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ الصَّوَاب قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر وَهُوَ قَول الْأَكْثَر قَالَ غير وَاحِد وَبَنَات جحش ثَلَاث أم حَبِيبَة وَزَيْنَب وَحمْنَة قَالَ أَبُو عمر أَنَّهُنَّ كُلهنَّ كن يستحضن وَلَا يَصح وَقيل بل أم حَبِيبَة وَحدهَا وَقيل بل هِيَ وَحمْنَة وَقيل بل حمْنَة وَحدهَا قَالَ أَبُو عمر وَالصَّحِيح أَن حمْنَة وَأم حَبِيبَة كَانَتَا تستحاضان وَحكى لنا شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق اللواتي عَن القَاضِي ابْن سهل أَن القَاضِي يُونُس بن مغيث حكى أَن بَنَات جحش الثَّلَاث اسْم كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ زَيْنَب وكلهن يستحضن وَلم يبلغنِي ذَلِك عَن غَيره وَسَأَلت شَيخنَا أَبَا الْحسن بن مغيث حفيده عَمَّا حكى لنا عَن جده فصححه وأثبته وَإِذا ثَبت هَذَا اتّفقت الرِّوَايَات وسلمت من الِاعْتِرَاض إِن شَاءَ الله وَفِي بَاب الْحيَاء صَفْوَان بن سليم عَن زيد بن طَلْحَة كَذَا ليحيى فِي الْمُوَطَّأ وَسَائِر الروَاة

حرف الطاء مع سائر الحروف

يَقُولُونَ يزِيد بن طَلْحَة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب لَا طيرة وَلَا غول قَالَ أَبُو الزبير الغول الَّتِي تغول كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة مَكَان أبي الزبير وَفِي عدد الْغَزَوَات نَا ابْن أبي شيبَة نَا يحيى بن آدم نَا زُهَيْر عَن أبي إِسْحَاق كَذَا للكسائي وَهُوَ الصَّوَاب وَلغيره نَا وهيب مَكَان زُهَيْر وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الْمبيت بمنى نَا ابْن أبي شيبَة نَا زُهَيْر كَذَا للجلودي وَهُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب نَا ابْن نمير وَهِي رِوَايَة ابْن ماهان وَالْكسَائِيّ وَفِي بَاب فتل القلائد أَن ابْن زِيَاد كتب إِلَى عَائِشَة كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَهُوَ وهم وَصَوَابه أَن زِيَاد أكتب وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فشرفني الله بِابْن زيد وكرمني بِأبي زيد كَذَا لَهُم وللسمرقندي أبي زيد فيهمَا وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو زيد أُسَامَة بن زيد وَفِي بَاب الْأَطْعِمَة فِي حَدِيث أبي طَلْحَة نَا وهب بن جرير نَا أبي سَمِعت جرير بن زيد كَذَا فِي رِوَايَة الجلودي وَعند ابْن ماهان جرير بن يزِيد قَالَ الجياني وَالصَّوَاب زيد فِي حَدِيث أم زرع عِنْد العذري أم زرع فَمَا أم زرع وَهُوَ وهم وَالْمَعْرُوف مَا لغيره وَمَا فِي البُخَارِيّ أم أبي زرع فَمَا أم أبي زرع وَفِي تَسْلِيم الرَّاكِب على الْمَاشِي وَتَسْلِيم الْمَاشِي على الْقَاعِد زِيَاد أَنه سمع ثَابتا مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد كَذَا عِنْد الْمروزِي والنسفي والهروي فِي الْبَابَيْنِ وَعند الْجِرْجَانِيّ فيهمَا مولى ابْن زيد وَفِي بَاب إِذا تواجه المسلمان بسيفيهما نَا أَبُو كَامِل الجحدري نَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان حَمَّاد بن سَلمَة قَالَ الجياني وَالْمَحْفُوظ حَمَّاد بن زيد وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد فصل فِي مُشكل الْأَنْسَاب فِيهِ عَمْرو بن سليم (الزرقي) بِضَم الزَّاي أَولا وإبنه سعيد وَيُقَال سعد وَكَذَلِكَ عَليّ بن يحيى الزرقي والنعمان بن أبي عَيَّاش الزرقي وَيحيى بن خَلاد الزرقي وَرِفَاعَة بن رَافع الزرقي وحَنْظَلَة الزرقي كلهم منسوبون إِلَى بني زُرَيْق وَيشْتَبه بِهِ الرقي والدورقي وَقد ذكرناهما فِي الرَّاء وَالدَّال وَعبد الله بن مُحَمَّد (الزماني) بِكَسْر الزَّاي تقدم فِي حرف الرَّاء وَالْخلاف فِي أبي هَاشم وَالوهم فِيهِ وَذكر مُسلم أَبَا الرّبيع الزهْرَانِي وَكَذَا يعرف بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْهَاء وَبعد الْألف نون وياء النِّسْبَة وَنسبه مرّة الْعَتكِي وَمرَّة جمع لَهُ النسبين وَمرَّة اخْتلف رُوَاته فِي نسبيه هذَيْن وهما لَا يَجْتَمِعَانِ إِنَّمَا يرجعان إِلَى الازدلان العتيك وزهران ابْنا عَم جدهما عمرَان بن عَمْرو مزيقيا إِلَّا أَن يكون أَصله من أَحدهمَا وَله نسب من جوَار أَو حلف من الآخر وَالله أعلم وَمُحَمّد بن الْوَلِيد الزبيدِيّ هَذَا بِالدَّال الْمُهْملَة وَضم الزَّاي وَكَذَلِكَ مَتى قَالَا نَا الزبيدِيّ غير مُسَمّى فَهُوَ ذَاك وَأما أَبُو أَحْمد (الزبيرِي) بالراء آخرا فمنسوب إِلَى الزبير واسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن الزبير وَهُوَ مولى لبني أَسد عرف بالزبيري نسب إِلَى جده وَكَذَلِكَ عبد الله بن نَافِع الزبيرِي وَإِبْرَاهِيم بن حَمْزَة الزبيرِي وَعبد الحميد صَاحب الزيَادي بِكَسْر الزَّاي بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَبعد الْألف دَال مُهْملَة وَيُقَال لَهُ عبد الحميد الزيَادي أَيْضا وَهُوَ عبد الحميد بن دِينَار الْبَصْرِيّ وَأَبُو الْوَازِع الرَّاسِبِي بسين مُهْملَة وباء بِوَاحِدَة وراسب فَخذ من جرم حرف الطَّاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف الطَّاء مَعَ الْهمزَة (ط ا) قَوْله طأطأ بَصَره أَي خفضه طأطأت رَأْسِي خفضته الطَّاء مَعَ الْبَاء (ط ب ب) قَوْله الرجل مطبوب وَمن طبه أَي مسحور والطب السحر وَهُوَ من الأضداد والطب علاج الدَّاء وَقيل كنوا بالطب عَن السحر تفاؤلا كَمَا سموا اللديغ سليما والطب بِالْفَتْح الرجل الحاذق (ط ب خَ) قَوْله فِي الْفِتَن لم يبْق للنَّاس طباخ بِفَتْح الطَّاء

(ط ب ع)

وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره خاء مُعْجمَة قيل مَعْنَاهُ لم تبْق عقال وَقيل قُوَّة وَقيل حسن الدّين وَالْمذهب وَالْمرَاد هُنَا بَقِيَّة الْخَيْر وَالصَّلَاح الطباخ الْقُوَّة ثمَّ اسْتعْمل فِي الْعقل وَالْخَيْر وَغَيره (ط ب ع) قَوْله طبع الله على قلبه وطبع كَافِرًا هُوَ منع الله لَهُ من الْإِيمَان وَالْهدى وَخلق الله فِي قلبه ضد ذَلِك من الْكفْر والضلال (ط ب ق) قَوْله فِي حَدِيث أم زرع طباقاء بِفَتْح الطَّاء وَالْبَاء بِوَاحِدَة مَمْدُود قيل الأحمق الَّذِي انطبقت عَلَيْهِ أُمُوره وَقيل الَّذِي لَا يَأْتِي النِّسَاء وَقيل هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِصَاحِب غَزْو وَلَا سفر وَقيل هُوَ العيي الأحمق الفدم وَقيل الثقيل الصَّدْر عِنْد المباضعة وَقَوله وطبقت بَين كفي والتطبيق فِي الصَّلَاة أَي جعلت بطن كل وَاحِدَة لبطن الْأُخْرَى ويجعلهما فِي الرُّكُوع بَين فَخذيهِ وَهُوَ مَذْهَب ابْن مَسْعُود وَهُوَ حكم مَنْسُوخ كَانَ أول الْإِسْلَام وَقَوله وَعَاد ظَهره طبقًا بِفَتْح الطَّاء وَالْبَاء أَي فقاره وَاحِدَة والطبق فقار الظّهْر فَلَا يقدر على الانحناء وَلَا السُّجُود وَقَوله كل رَحْمَة طباق مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض أَي ملؤُهَا كَأَنَّهَا تعمها فَتكون طبقًا لَهَا وَقَوله على ثَلَاث طَبَقَات من النَّاس أَي أَصْنَاف والطبقة الصِّنْف الْمُتَشَابه وَقَوله فِي الاسْتِسْقَاء فأطبقت عَلَيْهِم سبعا أَي عمهم مطرها كَمَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس (طبق الأَرْض تحرى وتدر) وَقد يكون بِمَعْنى أظلمت وغمتهم وَقَوله إِن شِئْت أَن أطبق عَلَيْهِم الأخشبين أَي أجمعهما وأضمهما عَلَيْهِم (ط ف و) قَوْله الطافي حَلَال هُوَ مَا وجد من صيد الْبَحْر مَيتا على وَجه المَاء لَا يدْرِي سَبَب مَوته (ط ب ي) قَوْله فِي حَدِيث المخدج إِحْدَى ثدييه كَأَنَّهَا طبي شَاة بِضَم الطَّاء وَسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة وَضم الْيَاء هُوَ ثديها الطَّاء مَعَ الرَّاء (ط ر أ) ذكر الطَّارِئ مَهْمُوز وَهُوَ القادم على الْبَلَد من غَيره وكل أَمر حَادث فَهُوَ طَارِئ (ط ر د) قَوْله بَينا أَنا أطارد حَيَّة أَي أتصيدها وأراوغها وَمِنْه طراد الصَّيْد طلبه وَاتِّبَاع أَثَره وَهُوَ اتِّبَاعه ومراوغته حَيْثُ مَال قَوْله واطرد وَالنعَم أَي ساقوها أمامهم وَالنعَم الْإِبِل (ط ر ر) قَوْله يستجمر بالوة غير مطراة أَي يتبخر بِعُود صرف غير ملطخ بالطيب وَأَصله مطررة من طررت الْحَائِط أطره إِذا غَشيته بجص وَنَحْوه وَقد يكون مطرأة بِمَعْنى مطيبة محسنة من الإطراء وَهُوَ الْمُبَالغَة فِي الْمَدْح (ط ر ف) قَوْله فِي الصِّرَاط يمر الْمُؤمن عَلَيْهِ كالطرف بِفَتْح الطَّاء وَسُكُون الرَّاء كَذَا الرِّوَايَة وَهِي صَحِيحَة أَي كسرعة رَجَعَ الطّرف كَمَا قَالَ تَعَالَى قبل أَن يرْتَد إِلَيْك طرفك وَهُوَ طرف الْإِنْسَان بِعَيْنِه وَهُوَ امتداد لحظها حَيْثُ أدْرك وَفِي حَدِيث الْبراق يضع حَافره حَيْثُ يَنْتَهِي طرفه وَفِي الحَدِيث أَيْضا فِي الزَّرْع يسْبق الطّرف نَبَاته بِمَعْنى مَا تقدم وَقيل هُوَ حركتها وَقَوله فِي الذَّبِيحَة وَهِي تطرف أَي تحرّك أجفان عينهَا وَقَوله الْمِيرَاث لَيْسَ للأطراف مِنْهُ شَيْء وَدون الْأَطْرَاف فسره مك بالأبعد من طرف الشَّيْء بِفَتْح الرَّاء أَي آخِره كَأَنَّهُ آخر الْعصبَة وَقَوله طرفاء الغابة بِسُكُون الرَّاء مَمْدُود وأحدها طرفَة بِفَتْحِهَا مثل قَصَبَة وقصباء شَجَرَة من شجر الْبَادِيَة وشطوط الْأَنْهَار (ط ر ق) قَوْله فِي الزَّكَاة حقة طروقة الْفَحْل بِفَتْح الطَّاء أَي اسْتحقَّت أَن يطرقها الذّكر ليضربها وَفِيه نهى عَن طرق الْفَحْل بِفَتْح الطَّاء وَسُكُون الرَّاء هِيَ إِجَارَته للنزو مثل نَهْيه عَن عسب الْفَحْل وَمعنى الحَدِيث نهى عَن بيع طرق الْفَحْل أَو أجر طرق الْفَحْل يُقَال طرق الْفَحْل النَّاقة يطرقها طرقا وأطرقت الْفَحْل أَنا أعرته لذَلِك إطراقا وَقَوله نهى أَن يطْرق الرجل أَهله لَيْلًا أَو أَن يَأْتِي أَهله طروقا بِالضَّمِّ هُوَ المجئ إِلَيْهِم بِاللَّيْلِ من سفر أَو غَيره على غلفة ليستغفلهم

(ط ر ي)

وَيطْلب عثراتهم والاطلاع على خلواتهم كَمَا فسره فِي الحَدِيث الآخر يتخونهم بذلك والطروق بِضَم الطَّاء كل مَا جَاءَ بِاللَّيْلِ وَلَا يكون بِالنَّهَارِ إِلَّا مجَازًا وَمِنْه قَوْله وَمن طَارق يطرقنا إِلَّا بِخَير أَي يأتينا لَيْلًا وَمِنْه طرقه وَفَاطِمَة وَقَوله كَانَ وُجُوههم المجان المطرقة بِسُكُون الطَّاء وَفتح الرَّاء كَذَا روايتنا فِيهِ عَن كافتهم أَي الترسة الَّتِي أطرقت بالعقب وألبسته طَاقَة فَوق أُخْرَى وَقَالَ بَعضهم الأصوب فبه المطرقة وكل شَيْء ركب بعضه فَوق بعض فَهُوَ مطرق وَقيل هُوَ أَن يقدر جلد بمقداره ويلصق بِهِ كَأَنَّهُ ترس على ترس وَقَوله يحْشر النَّاس على ثَلَاث طرائق أَي ثَلَاث فرق قَالَ الله طرائق قددا أَي فرقا مُخْتَلفَة إِلَّا هَوَاء (ط ر ي) قَوْله لَا تطروني كَا أطرت النصاري عِيسَى الإطراء مَمْدُود مُجَاوزَة الْحَد فِي الْمَدْح وَالْكذب فِيهِ وَمِنْه سمع النَّبِي رجلا يثني على رجل ويطريه الطَّاء مَعَ اللَّام (ط ل ب) قَوْله أَن لنا طلبة بِكَسْر اللَّام أَي شَيْئا نطلبه فعلة بِمَعْنى مفعولة (ط ل ل) قَوْله وَينزل مطر كَأَنَّهُ الطلل أَو الظل كَذَا الرِّوَايَة فِي الأول بِالْمُهْمَلَةِ الْمَفْتُوحَة وَفِي الثَّانِي بِالْمُعْجَمَةِ الْمَكْسُورَة وَالْأَشْبَه وَالأَصَح هُنَا اللَّفْظَة الأولى لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر كمنى الرِّجَال والطل الْمَطَر الرَّقِيق وَقَوله وَغير ذَلِك يطلّ أَي يهدر وَيبْطل وَلَا يطْلب وَلَا يُقَال طل دَمه بِالْفَتْح وَحَكَاهُ صَاحب الْأَفْعَال وطله الْحَاكِم واطله أهدره وَقد تقدم تَفْسِيره وَالْخلاف فِيهِ فِي الْبَاء (ط ل ع) قَوْله لَو أَن لي طلاع الأَرْض ذَهَبا لافتديت بِهِ أَي مَا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس من الأَرْض وَقَوله من هول المطلع يُرِيد مَا يطلع عَلَيْهِ من أهوال الْآخِرَة وشدائدها والمطلع بِضَم الْمِيم وَتَشْديد الطَّاء وَفتح اللَّام مَوضِع الِاطِّلَاع من إشراف إِلَى الانحدار شبه ذَلِك بِهِ والمطلع بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام مَوضِع الطُّلُوع وبكسر اللَّام وَقت الطُّلُوع وَقد قيل بِالْوَجْهَيْنِ فيهمَا وَقَوله إِذا طلع الْغُلَام أَي ظهر وَقَوله فِي خيل طَلِيعَة أَي مُتَقَدّمَة تتطلع على أَمر الْعَدو وتشرف على أخباره وَمِنْه وَلَو أَن امْرَأَة من أهل الْجنَّة اطَّلَعت على أهل الأَرْض أَي أشرفت بشد الطَّاء يُقَال اطلع لَهُ إِذا ظهر لَهُ من غير انْتِقَال وحركة مِنْهُ وَيُقَال اطلع الرجل اطِّلَاعه بِسُكُون الطَّاء فيهمَا أَي أشرف واطلعت من فَوق الْجَبَل وطلعت على الْقَوْم أتيتهم وطلعت واطلعت مَعًا وطلعت عَنْهُم غبت عَنْهُم وَقَوله اطَّلَعت الشَّمْس أَي طلعت يقالان مَعًا بِمَعْنى وَاحِد وَكَذَلِكَ اطَّلَعت رباعي وَمُرَاد الَّذِي قَالَهَا آخر النَّهَار أَنَّهَا ظَهرت بعد مغيبها وظنهم الْمسَاء وَكَذَلِكَ قَوْله فَاطلع عَلَيْهِم إِنْسَان مَعَه مَاء كَذَا لِابْنِ وضاح وَلغيره فطلع وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى ظهر وَمِنْه مَا أطلعاني على أَمرهمَا أَي لم يعلماني بِهِ وَقَوله فليطلع لنا قرنه أَي يكْشف رَأسه ويظهره ويشهر نَفسه ويعرفنا بهَا وَلَا يسْتَتر بأَمْره (ط ل ق) قَوْله تطلق فِي وَجهه أَي انبسط وَجهه وَظهر الْبشر فِيهِ وَقَوله بِوَجْه طلق أَي منبسط غير متجهم وَلَا منقبض يُقَال مِنْهُ وَجه طلق وطلق وطليق وَرجل طلق الْوَجْه وطليقه وَقد طلق وَجهه بِالضَّمِّ وَمثله طلق الْيَدَيْنِ إِذا كَانَ سخيا ومصدره طلاقة وَقَوله الطُّلَقَاء بِفَتْح اللَّام مَمْدُود جمع طليق يُقَال ذَلِك لمن أطلق من أسار وثقاف وَبِه قيل لمُسَيْلمَة الْفَتْح الطُّلَقَاء لمن النَّبِي عَلَيْهِم وَقَوله وَامْرَأَة تطلق يُقَال بِفَتْح التَّاء وَضم اللَّام وبفتح اللَّام وَضم التَّاء أَيْضا والطاء سَاكِنة فِي كليهمَا وَيُقَال طلقت الْمَرْأَة بِضَم الطَّاء وَكسر اللَّام مُخَفّفَة من الْولادَة على مَا لم يسم فَاعله طلقا بِسُكُون اللَّام وَمِنْه ضربهَا الطلق إِذا أَصَابَهَا ذَلِك وَطلقت بِفَتْح اللَّام وَضمّهَا من الطَّلَاق

فصل الاختلاف والوهم

بَانَتْ عَن زَوجهَا قَوْله أَن أخي اسْتطْلقَ بَطْنه وَلم يزده إِلَّا اسْتِطْلَاقًا يَعْنِي أَصَابَهُ الإسهال وَهُوَ الاستطلاق وَقَوله فَانْتزع طلقا من حقبه فقيد بِهِ بعيره بِفَتْح الطَّاء وَاللَّام قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ قيد من آدم أَحْمَر والطلق أَيْضا الْحَبل الشَّديد (ط ل ي) قَوْله فِي الْأَشْرِبَة الطلاء مَمْدُود بِكَسْر الطَّاء وَهَذَا طلاء كطلاء الْإِبِل أَي القطران الَّذِي يطلى بِهِ من الجرب شبه بِهِ طلاء الشَّرَاب وَهُوَ مَا طبخ من الْعصير حَتَّى يخثر ويغلظ وَيذْهب مَاؤُهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب مَا يحذر من زهرَة الدُّنْيَا قَالَ أَيْن السَّائِل قَالَ فَلَقَد حمدناه حِين طلع ذَلِك كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن صنع وَعند النَّسَفِيّ اطلع وَرِوَايَة ابْن السكن بَيِّنَة وَلَعَلَّ معنى رِوَايَة النَّسَفِيّ أظهر ذَلِك وأبانه وَكَانَ سَبَب ذَلِك يَعْنِي السَّائِل وَعَلِيهِ يعود الضَّمِير على كل حَال وَلَا وَجه لطلع هُنَا الطَّاء مَعَ الْمِيم (ط م ن) قَوْله فِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ بَاب الطُّمَأْنِينَة فِي الصَّلَاة أَي السّكُون قَالَ الْحَرْبِيّ وَهُوَ الِاسْم ونذكره فِي الْفَصْل الآخر وَالْخلاف فِيهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى واصله الْهَمْز يُقَال اطْمَأَن اطمئنانا وَالِاسْم الطُّمَأْنِينَة (ط م ث) قَوْله فطمثت بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا أَي حِضْت لُغَتَانِ (ط م ح) قَوْله فطمحت عَيناهُ إِلَى السَّمَاء بِفَتْح الْمِيم أَي ارْتَفَعت وشخصت (ط م س) قَوْله وَلَا تمثالا إِلَّا طمسه أَي محاه وَغَيره الطَّاء مَعَ النُّون (ط ن ب) قَوْله وَإِن بَيْتِي مطنبا بِبَيْت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي ملاصقا طنبه بطنبه بِضَم الطَّاء مشدود إِلَيْهِ وَهُوَ الْحَبل الَّذِي يشد إِلَى الوتد وَالْجمع أطناب ثمَّ اسْتعْمل فِيمَا قَارب من الْمنَازل اسْتِعَارَة وَقَوله مَا يكره من الْأَطْنَاب فِي الْمَدْح هُوَ الْمُبَالغَة فِي القَوْل وَتَطْوِيل الْكَلَام فِيهِ كمد أطناب الخباء وَقَوله مَا بَين طنبى الْمَدِينَة أَي طرفيها (ط ن ق) قَوْله على طنفسة خضراء وطنفسة لعقيل بن أبي طَالب يُقَال بِضَم الطَّاء وَالْفَاء وبكسرهما وبالوجهين ضبطناه على أبي إِسْحَاق وَغَيره وضبطناه على التَّمِيمِي بِكَسْر الطَّاء وَفتح الْفَاء وَهُوَ الْأَفْصَح وَحكى أَبُو حَاتِم الْفَتْح وَالْكَسْر فِي الطَّاء وَأما الْفَاء فالكسر لَا غير قَالَ الْبَاجِيّ قَالَ أَبُو عَليّ الطنفسة بِفَتْح الْفَاء لَا غير وَهِي النمرقة وَهُوَ بِسَاط صَغِير وَقيل فِي الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث الْأَوْقَات أَنَّهَا كَانَت حَصِيرا من دوم وعرضها ذِرَاع وَقيل قدر عظم الذِّرَاع الطَّاء مَعَ الْعين (ط ع م) قَوْله فِي الْحُوت إِنَّمَا هِيَ طعمة أطعمكموها الله بِضَم الطَّاء وَكسرهَا وَمعنى الضَّم أَي أَكلَة وَأما الْكسر فَوجه الْكسْب وهيئته يُقَال فلَان طيب الطعمة وخبيث الطعمة وَكَذَلِكَ قَوْله فمازالت تِلْكَ طعمتي بعد أَي صفة أكلي وتطعمي وَقَوله هَل أطْعم نخل يبسان أَي أثمر وَقَوله صَاعا من طَعَام صَاعا من شعير المُرَاد بِالطَّعَامِ هُنَا الْبر وَكَذَلِكَ قَوْله بِعْ من حِنْطَة أهلك طَعَاما وَقَوله نهى عَن بيع الطَّعَام حَتَّى يَسْتَوْفِي هُوَ هُنَا كل مطعوم وَكَذَلِكَ بيع الطَّعَام بِالطَّعَامِ غير يدبيد وَقَوله فِي المصرات صَاعا من طَعَام لَا سمراء قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ صَاعا من تمر لَا من حِنْطَة وَالتَّمْر طَعَام قَالَ القَاضِي رَحمَه الله يفسره قَوْله فِي الرِّوَايَات الْأُخَر صَاعا من تمر وَقَوله للسعاة نكبوا عَن الطَّعَام أَي اللَّبن أَي لَا تَأْخُذُوا ذَات لبن بِهَذَا فسره ملك وَقَوله طَعَام الْوَاحِد يَكْفِي الِاثْنَيْنِ أَي مَا يشْبع وَاحِدًا يقوت اثْنَيْنِ وَقَوله فاستطعمته الحَدِيث أَي طلبت مِنْهُ أَن يحدثني بِهِ وَقَوله أَتَى يستطعمه أَي يسْأَله أَن يطعمهُ وَقَوله فِي زَمْزَم طَعَام طعم أَي تصلح للْأَكْل والطعم بِالضَّمِّ مصدر أَي تغني

(ط ع ن)

شاربها ومتطعمها عَن الطَّعَام قيل لَعَلَّه طعم بِالْفَتْح وَالرِّوَايَة طعم بِالضَّمِّ فبالفتح أَي طَعَام يَشْتَهِي والطعم شَهْوَة الطَّعَام قيل وَلَعَلَّه طَعَام طعم بِضَم الطَّاء وَالْعين أَي طَعَام طاعمين كثيري الْأكل لِأَن طعما جمع طعوم وَهُوَ الْكثير الْأكل وَقيل مَعْنَاهُ طَعَام مسمن (ط ع ن) قَوْله الطَّاعُون رجز على من كَانَ قبلكُمْ وَقَوله فطعن عَامر على مَا لم يسم فَاعله أَي أَصَابَهُ الطَّاعُون وَهِي هَا هُنَا الذبْحَة والطاعون قُرُوح تخرج فِي المغابن وَفِي غَيرهَا فَلَا تلبث صَاحبهَا وتعم غَالِبا إِذا ظَهرت والمطعون شَهِيد هُوَ الَّذِي مَاتَ بالطاعون الطَّاء مَعَ الْغَيْن (ط غ ى) قَوْله لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بالطواغي هِيَ الطواغيت وأحدها طاغية وطاغوت وَجمعه طواغيت وَهِي الْأَصْنَام وَمِنْه فِي مَعْنَاهُ الطاغية الَّتِي بالمشلل وَمِنْه قَوْله وَمَا ذَبَحُوا لطواغيتهم وَقيل الطواغيت بيُوت الْأَصْنَام وَقد جعلُوا الطاغوت وَاحِدًا وجمعا كالفلك والهجان وَالشمَال الطَّاء مَعَ الْفَاء (ط ف ا) قَوْله وَفِي الْعين الْقَائِمَة إِذا طفيت ماية دِينَار كَذَا فِي رِوَايَة الطرابلسي وَلغيره أطفيت وهما صَحِيحَانِ وَمَعْنَاهُ ذهب بصرها من سَبَب ضَرْبَة وَنَحْوهَا وَبقيت قَائِمَة لم يتَغَيَّر شكلها وَلَا صفتهَا وَعند مَالك فِيهَا الِاجْتِهَاد وَقَوله كَانَ عينه عنبة طافية يرْوى بِالْهَمْز وَغَيره وسنذكره بعد (ط ف ر) قَوْله فِي حَدِيث سَلمَة فطفرت فعدوت أَي وَثَبت (ط ف ل) قَوْله العوذ المطافيل هِيَ النوق الَّتِي مَعهَا أَوْلَادهَا وَهِي أطفالها والطفل الصَّغِير من كل شَيْء والمطفل أمه وَجمعه مطافيل (ط ف ف) قَوْله طففت بتَشْديد الْفَاء الأولى أَي نقصت من الْأجر وطفف بِي الْفرس الْمَسْجِد أَي وثب وَعلا عَلَيْهِ أَو ارْتَفع عَن الشاو وَزَاد عَلَيْهِ يُقَال طف الشَّيْء واطف ارْتَفع وَقد اخْتلف فِي الرِّوَايَة وسنذكره بعد وَطف الْكَيْل إِذا قرب امتلاؤه وَقَوله الطافي حَلَال يَعْنِي مَا مَاتَ من صيد الْبَحْر فطفا على المَاء أَي علا وَهَذَا مَذْهَب الْحِجَازِيِّينَ وَمنعه الْكُوفِيُّونَ وَرَوَاهُ ميتَة (ط ف ق) قَوْله فَطَفِقَ ضربا بِالْحجرِ وَحَتَّى طفق وَكَذَلِكَ طفقت أعدُّوا وطفقت أَتَذكر الْكَذِب قَالُوا وَلَا يكادون يَقُولُونَهَا بِالنَّفْيِ مَا طفق وَإِنَّمَا يَقُولُونَهُ فِي الْإِيجَاب بِمَعْنى جعل وَصَارَ مُلْتَزما لذَلِك بِكَسْر الْفَاء وَبِفَتْحِهَا لُغَة (ط ف ى) قَوْله ذَا الطفيتين بِضَم الطَّاء أَي الخطان على ظهرهَا والطفية خوصَة الْمقل شبهها بذلك وَقيل نقطتان الطَّاء مَعَ السِّين (ط س ت) قَوْله فَأتى بطست من ذهب بِفَتْح الطَّاء وفيهَا لُغَات طست وطست وطس وطس وطسة الْفَتْح وَالْكَسْر فِي جَمِيعهَا وَجَمعهَا طساس وطسات وطسيس وطسوس وطسوت الطَّاء مَعَ الْهَاء (ط هـ) قَوْله طه يَا رجل بالنبطية كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَصَححهُ بَعضهم وَقَالَ هِيَ لُغَة عك وَقَالَ الْخَلِيل من قراطه مَوْقُوفا فَهُوَ يَا رجل وَمن قارطه فحرفان من الهجاء قيل مَعْنَاهُ اطمئن وَقيل طا الأَرْض وَالْهَاء كِنَايَة عَنْهَا (ط هـ ر) قَوْله الطّهُور للْوُضُوء كَذَا وَقع فِي الْمُوَطَّأ لأكثرهم وَعند بعض الروَاة الطُّهْر للْوُضُوء وَالْأول الصَّوَاب لِأَنَّهُ إِنَّمَا قصد ذكر المَاء وَعَلِيهِ أَدخل مَا فِي الْبَاب وَهُوَ إِذا أُرِيد بِهِ المَاء مَفْتُوح عِنْد أَكْثَرهم وَيكون الْوضُوء بعده بِرَفْع الْوَاو وَمثله فَجِئْته بِطهُور وَهُوَ الطّهُور مَاؤُهُ وأضع لَهُ طهوره كُله هُنَا المَاء وَكَذَلِكَ الْوضُوء وبالضم فيهمَا الْفِعْل وَحكى الْخَلِيل الْفَتْح فِي الْفِعْل وَالْمَاء وَلم يعرف الضَّم وَحكى الضَّم فيهمَا جَمِيعًا وَكَذَلِكَ الْغسْل وَالْغسْل فرقوا بَينهمَا على مَا تقدم فِي الْفِعْل وَالْمَاء وَحكى الْأَصْمَعِي الْغسْل وَالْغسْل وَأما الطُّهْر فالفعل من ذَلِك وَالطَّهَارَة مثله وَأما قَوْله الطّهُور شطر الْإِيمَان فَهُوَ هُنَا الْفِعْل

(ط ور)

وَكَذَلِكَ يَكْفِيهِ لطهوره وَقَوله فِي المعتكفة إِذا طهرت رجعت بِفَتْح الْهَاء للْأَكْثَر وَضَبطه بَعضهم بِالضَّمِّ وَكَذَا قَيده الجياني وَكَذَا فِي الجمهرة بِمَعْنَاهُ والوجهان معروفان طهرت الْمَرْأَة وطهرت إِذا تنظفت وَذَهَبت عَنْهَا حَيْضَتهَا وَكَذَلِكَ من الذُّنُوب والعيوب وَلم يَأْتِ من فعل فَاعل إِلَّا قَلِيل فَقَالُوا امْرَأَة طَاهِر وَرجل طَاهِر وفره فَهُوَ فاره وحمض فَهُوَ حامض وَمثل فَهُوَ ماثل هَذِه الْأَرْبَعَة وَقد قيل مثل وَمثله فَإِذا أَنْت قد طهرت أَي صرت فِي حكم الطَّاهِر وَإِن لم يَنْقَطِع دمك قَالَه فِي الْمُسْتَحَاضَة وَقَوله امْرَأَتي طَاهِر قَالَ ابْن السّكيت بِغَيْر هَاء فِي الْحيض وبالهاء من الْعُيُوب وَقَوله وتربتها لي طهُورا أَي مطهرة وَقَوله هَذَا أبرر بِنَا وأطهر كَذَا لأكْثر الروَاة أَي أزكى عملا وَعند بَعضهم أظهر بالظاء وَالْأول أوجه وَقَوله خذي فرْصَة ممسكة فتطهري بهَا فسره فِي الحَدِيث فَقَالَ تتبعي بهَا أثر الدَّم يُرِيد تطيبي بهَا وتنظفي من رَائِحَة دم الْحَيْضَة وأصل الطَّهَارَة النَّظَافَة وَذكر المطهرة والمطهر وهما الْإِنَاء الَّذِي يتَطَهَّر بِهِ هُوَ بِكَسْر الْمِيم والمطهرة بِفَتْحِهَا الْمَكَان الَّذِي يتَطَهَّر فِيهِ وَقَوله جعلت لي الأَرْض مَسْجِدا وَطهُورًا أَي مطهرة كَمَا قَالَ ملك فِي الْآيَة وَهَذَا الحَدِيث حجَّة لَهُ لَا سِيمَا مَعَ مَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى طَاهِرَة طهُورا أَي طَاهِرَة مطهرة (ط هـ م) قَوْله لم يكن بالطهم قَالَ الْخَلِيل هُوَ التَّام الْخلق وَقَالَ أَبُو عبيد التَّام كل شَيْء على حِدته فَهُوَ بارع الْجمال وَقَالَ يَعْقُوب هُوَ الَّذِي يحسن كل عُضْو مِنْهُ وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ التَّام الْجمال وَكله بِمَعْنى وَقيل هُوَ الْفَاحِش السّمن وَهَذَا هُوَ الأولى فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لم يكن بالمطهم وَقيل هُوَ النحيف الْجِسْم فَكَأَنَّهُ من الأضداد الطَّاء مَعَ الْوَاو (ط ور) قَوْله أطوارا أَي أصنافا مُخْتَلفين وَقيل فِي قَوْله خَلقكُم أطوارا مثله مُخْتَلفين فِي الصِّفَات وَقيل ضربا بعد آخر من نُطْفَة ثمَّ من علقَة هَكَذَا (ط ول) قَوْله أَطْوَلكُنَّ يدا أَي أكثركن عَطاء تَقول فلَان طَوِيل الْيَد والباع إِذا كَانَ كَرِيمًا وَقَوله فَكُن يَتَطَاوَلْنَ أَي يتنافسن أيهن أطول يدا وَقَوله لَا يَغُرنكُمْ بَيَاض الْأُفق المستطيل أَي الذَّاهِب صعدا غير معترض والمستطيل نعت للبياض لَا للأفق وَقَوله يقرا فيهمَا بطولي الطوليين فَسرهَا فِي الحَدِيث الآخر ابْن أبي مليكَة بالأعراف والمائدة وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ بطولي الطولين وَهُوَ وهم فِي الْخط وَاللَّام مَفْتُوحَة وَقَوله فِي بُنيان الْكَعْبَة وَكَانَ طولهَا كَذَا فَزَاد فِي طولهَا طولهَا هُنَا هُوَ ارتفاعها لَا غير وَقَوله غير طائل أَي غير ذِي قدر وَقِيمَة وَقَوله فَأطَال لَهَا فِي مرج أَو رَوْضَة وأصابت فِي طيلها الطيل الْحَبل وَقيل طولهَا وَهُوَ أَكثر وَقيل هُوَ الرسن وَهُوَ الطوَال أَيْضا واطال لَهَا أَي جعل لَهَا طولا يمده لَهَا لترعى وتمتد بِطُولِهِ فِي رعيها وسنذكره بعد وَقَوله بكفن غير طائل أَي لَا لَهُ قيمَة كَثِيرَة وَلَا لَهُ قدر (ط وع) قَوْله فَإِن هم طاعوا لَك بذلك وَفِي غير حَدِيث أطَاع الله وأطاعوه وَكِلَاهُمَا صَحِيح عِنْد أَكْثَرهم يُقَال طاع وأطاع بِمَعْنى وَقَالَ بَعضهم بَينهمَا فرق طاع انْقَادَ وأطاع أتبع الْأَمر وَلم يُخَالِفهُ وَكِلَاهُمَا قريب من معنى وَاحِد كُله رَاجع إِلَى امْتِثَال الْأَمر وَترك الْمُخَالفَة قَول البُخَارِيّ اسْتَطَاعَ استفعل من طعت لَهُ فَلذَلِك قبح اسْتَطَاعَ يسطيع وَقَالَ بَعضهم اسطاع يسطيع معنى قَوْله هَذَا أَن اشتقاقه من الطَّاعَة قَالَ سِيبَوَيْهٍ اسطاع يسطيع إِنَّمَا هُوَ أطَاع يُطِيع وَزَادُوا السِّين عوضا من حَرَكَة الْألف وَقَالَ غَيره اسْتَطَاعَ قدر والاستطاعة الْقُدْرَة على الشَّيْء وَأَصله من الطَّاعَة لِأَن مَا قدرت عَلَيْهِ

(ط وف)

انْقَادَ لَك فَكَأَنَّهُ مُطِيع لَك (ط وف) قَوْله إِنَّمَا هِيَ من الطوافين عَلَيْكُم والطوافات أَي المتكررات عَلَيْكُم مِمَّا لَا يَنْفَكّ عَنهُ وَلَا يقدر على التحفظ مِنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى طَوَّافُونَ عَلَيْكُم والطائف الْخَادِم اللَّطِيف فِي خدمته وتكراره الكملة يحْتَمل الشَّك وَيحْتَمل قصد جَمِيع الذُّكُور وَالْإِنَاث وَقَوله فَطَافَ بأعظمها بيدرا وَجعل يطوف بالبير وَطَاف بِالْبَيْتِ وَجعل يطوف بالجمل كُله بِمَعْنى وَاحِد إِذا اسْتَدَارَ بِهِ من جَمِيع نواحيه حكى صَاحب الْأَفْعَال فِيهِ كُله طَاف وأطاف وَفِي الجمهرة طَاف بالشَّيْء دَار حوله وأطاف بِهِ ألم بِهِ وَقَالَ الْخطابِيّ طَاف يطوف من الطّواف وَطَاف يطِيف من الطيف وَهُوَ الخيال وأطاف يطِيف من الْإِحَاطَة بالشَّيْء وَقَوله كَانَ يطوف على نِسَائِهِ وَكَذَا فِي خبر سُلَيْمَان لأطوفن اللَّيْلَة على تسعين امْرَأَة ويروى لأطيفن على اللغتين المتقدمتين وَمَعْنَاهُ هُنَا الْجِمَاع وَمِنْه يطوف عَلَيْهِم الْمُؤمن وَيحْتَمل أَن يكون فِي هذَيْن الْحَدِيثين بِمَعْنى يلم وَتَكون رِوَايَة أطيفن أصح وكنى بذلك عَن الْجِمَاع وَقيل اللغتان فِي الْكِنَايَة عَن الْجِمَاع بذلك صحيحتان يُقَال طَاف بِالْمَرْأَةِ وأطاف بهَا جَامعهَا قَالَه صَاحب الْأَفْعَال قَوْله من يعيرني تطوافا بِكَسْر التَّاء أَي ثوبا أَطُوف بِهِ حول الْبَيْت (ط وق) قَوْله طوقها من سبع أَرضين يَوْم الْقِيَامَة قيل جعل طوقا فِي عُنُقه وَقيل خسف بِهِ فَصَارَت الأرضون كالطوق فِي عُنُقه وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى خسف بِهِ إِلَى سبع أَرضين وَقيل طوقها حملهَا وكلف طاقته من ذَلِك وَقَوله فِي الزَّكَاة ثمَّ طوقه أَي يَجْعَل كالطوق فِي عُنُقه وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر فَصَارَ عَلَيْهِ يَعْنِي الْبَحْر على الْحُوت مثل الطاق أَي مثل طاق الْبناء الفارغ مَا تَحْتَهُ وَهِي الحنية وَتسَمى الأزج أَيْضا وَقد بَينه فِي الحَدِيث الآخر بقوله وَأمْسك الله عَنهُ جريه المَاء حَتَّى كَانَ أَثَره فِي حجر وَحلق بَين إبهامه وَالَّتِي تَلِيهَا وَقَوله وَالنَّخْل مطوقة بثمرها أَي قد تذللت ورجبت عثاكيلها فَصَارَت للنخيل كالأطواق (ط وى) قَوْله باتا طاويين أَي جائعين والطوى ضمور الْبَطن من الْجُوع وَقَوله يطوي بَطْنه عَن جَاره أَي يؤثره بطعامه وَفضل زَاده وَيتْرك شَهْوَته فَكَأَنَّهُ أجاع نَفسه عَن شَهْوَته وَقَوله أطولنا الأَرْض أَي سهل علينا الْمَشْي وَالسّفر واعنا عَلَيْهِ وقربه لنا وَلَا تطول سيرنا وَقَوله أَن الأَرْض تطوى بِاللَّيْلِ مَا لَا تطوى بِالنَّهَارِ أَي تقطع ويسرع السّير فِيهَا لرقة هَوَاء اللَّيْل وَعدم الْحر يعين على السّير وينشط الدَّوَابّ ويخفف الْحمل خلاف حر النَّهَار وَلَهَب الهجائر وَقَوله فِي طوى من أطواء الْمَدِينَة وطوى من أطواء بدر بِكَسْر الْوَاو وَفتح الطَّاء وَآخره مشدد هِيَ البير المطوية بِالْحِجَارَةِ وَجَمعهَا أطواء وَقَوله فَإِذا قَامَ وَحده فليطل مَا شَاءَ كَذَا لَهُم وَعند بَعضهم فَليصل مَا شَاءَ وَالْأول أوجه فَأَما فِي الحَدِيث الآخر فَليصل كَيفَ شَاءَ الطَّاء مَعَ الْيَاء (ط ي ب) قَوْله جعلت لي الأَرْض طيبَة طهُورا أَي طَاهِرَة مطهرة وفتيمموا صَعِيدا طيبا وَتيَمّم صَعِيدا طيبا كَمَا أمره الله قَالَ ابْن مسلمة مَعْنَاهُ طَاهِرا وَلم يرد غَيره وَهُوَ تَأْوِيل ملك وَأَصْحَابه فِي الْآيَة وتأوله غَيره أَن مَعْنَاهُ منبتا وَقَوله جعلت لي الأَرْض طيبَة طهُورا أقوى حجَّة لمَالِك فِي ذَلِك أَن مَعْنَاهُ طَاهِرَة مطهرة فكرر اللَّفْظ للفائدة الزَّائِدَة فِي تطهيرها لغَيْرهَا وَلم يخص (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِأَنَّهَا منبتة وَفِي التَّشَهُّد الطَّيِّبَات لله أَي الْكَلِمَات الطَّيِّبَات وَقَوله من كسب طيب أَي حَلَال وَمِنْه قَوْله أَن الله طيب لَا يقبل إِلَّا طيبا وتسميته تَعَالَى طيبا

فصل الاختلاف والوهم

وَقَول وتأولت أَن ديننَا قد طَابَ أَي خلص وَقَوله الْحَمد لله كثيرا طيبا قيل خَالِصا وَقَوله فِي الْمَدِينَة ينصع طيبها بِكَسْر الطَّاء عِنْد ابْن وضاح وَعند غَيره طيبها بِفَتْح الطَّاء وَكسر الْيَاء وَكِلَاهُمَا هُنَا صَحِيح الْمَعْنى وَمعنى ينصع يخلص وَقيل يبْقى وَيظْهر وَقَوله من رطب ابْن طَابَ وعرجون ابْن طَابَ نوع من تمور الْمَدِينَة طيب وطوبى شَجَرَة فِي الْجنَّة مَقْصُور مضموم الطَّاء تظلل الْجنَّة وَأَصله من الطّيب وَفِي الحَدِيث طُوبَى لَهُم قيل يُرِيد هَذِه الشَّجَرَة أَو الْجنَّة أَي ظلّ طُوبَى وَهِي الْجنَّة وَقيل اسْم للجنة والاستطابة الِاسْتِجْمَار بالأحجار لِأَن الْموضع يطيب بذلك ويزال نَتنه وَقَوله عَلَيْكُم من المطاعم بِمَا طَابَ مِنْهَا يَعْنِي الْحَلَال وَقَوله فِي سبى هوَازن فَمن أحب مِنْكُم أَن يطيب ذَلِك وَفِيه قد طيبُوا لَك مَعْنَاهُ أباحوه وحللوه وَطَابَتْ بِهِ نُفُوسهم وَلم يكرههُ أحد مِنْهُم (ط ي ر) فِي صفة الْفجْر الْأَحْمَر المستطير أَي الْمُنْتَشِر فِي الْأُفق الصاعد وَلَفظه فِي الحَدِيث ومده يَدَيْهِ يفسره وتفريقه بَينه وَبَين المستطيل بِاللَّامِ وَهُوَ الصاعد إِلَى الْأُفق وَهُوَ الْكَاذِب وَقَوله حريق بالبويرة مستطير مثله أَي منتشر وَقَوله نهى عَن الطَّيرَة بِكَسْر الطَّاء وَفتح الْيَاء أَي اعْتِقَاد مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تعتقده من التطير بالطير وَغَيره وأصل اشتقاقها من الطير إِذْ كَانَ أَكثر تطيرهم وعملهم بِهِ وَقَوله فِي اقتسام الْأَنْصَار الْمُهَاجِرين فطار لنا عُثْمَان بن مَظْعُون أَي صَار فِي قرعتنا وَمثله فطارت الْقرعَة لعَائِشَة وَحَفْصَة والطائر الْحَظ قَالَ الله تَعَالَى طائركم مَعكُمْ وَقَوله إِنَّمَا نسمَة الْمُؤمن طير يعلق فِي شجر الْجنَّة قيل يحْتَمل أَنَّهَا مودعة فِي الطير إِلَى يَوْم الْبَعْث وَيحْتَمل أَنَّهَا بِنَفسِهَا تطير وَالِاحْتِمَال الأول أظهر لقَوْله فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي طير خضر وَفِي حواصل طير خضر وَفِي قناديل تَحت الْعَرْش وَقَوله فيطير النَّاس بهَا كل مطير أَي يشيعونها ويذهبون بهَا كل مَذْهَب ويبلغون بهَا أقاصي الأَرْض كَذَا هُوَ وَضَبطه بَعضهم فِي كتاب الرَّجْم يطيرها عَنْك كل مطير بِضَم الْمِيم جعل كل فَاعل يطير ومطير اسْم فَاعل وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله قُلْنَا استطير أَي طارت بِهِ الْجِنّ وَقَوله على فرس يطير على مَتنه وَكلما سمع هيعة طَار إِلَيْهَا أَي يسْرع كالطائر فِي طيرانه وَقَوله أطرتها خمرًا بَين نسَائِي أَي قسمتهَا وَقد تقدم فِي الْهمزَة وَقَوله على الْخَيْر وَالْبركَة وعَلى خير طَائِر دُعَاء بالسعادة وأصل اسْتِعْمَالهَا من تفاؤل الْعَرَب بالطير وَقد يكون المُرَاد بالطائر هُنَا الْقسم والنصيب أَيْضا (ط ي ل) قَوْله لَا يَغُرنكُمْ بَيَاض الْأُفق المستطيل أَي الْمُرْتَفع طولا بالأفق قَوْله فَرَأى طيالسة فَقَالَ كَأَنَّهُمْ الْيَهُود الطيلسان شبه الأردية يوضع على الْكَتِفَيْنِ وَالظّهْر قَالَ الْقَابِسِيّ أرى كَانَت صفرا فَلذَلِك قَالَ هَذَا لما جَاءَ فِي الحَدِيث أَن اتِّبَاع الدَّجَّال من يهود أَصْبَهَان عَلَيْهِم الطيالسة الصفر يُقَال طيلسان بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا قَالَ الْخَلِيل وَلم أسمع فيعلان بِالْكَسْرِ غَيره وَأكْثر مَا يَأْتِي فيعلان مَفْتُوحًا أَو مضموما وَلم يعرف الْأَصْمَعِي الْكسر وَقَوله جُبَّة طيالسية (ط ي ن) طِينَة الخبال تَفْسِيرهَا فِي الحَدِيث عصارة أهل النَّار فِي النَّار (ط ي ش) قَوْله فَكَانَت يَدي تطيش فِي الصحفة أَي تخف وتجول فِي نَوَاحِيهَا والطيش الخفة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ وطبق شُعْبَة بيدَيْهِ كَذَا هُوَ بِالطَّاءِ مشدد الْبَاء هُنَا وَفِي حَدِيث جبلة وصفق بالصَّاد وَبَعْضهمْ قَالَه بِالسِّين وَكلهَا صَحِيح وَكَذَلِكَ قَوْله فِيهِ وَنقص

فِي الصَّفْقَة الثَّانِيَة كَذَا هُوَ فِي حَدِيث جَابر من رِوَايَة اللَّيْث بالصَّاد وَمن رِوَايَة ابْن جريج بِالطَّاءِ فِي تَفْسِير رَبنَا اكشف عَنَّا الْعَذَاب فَأَخَذتهم سنة أكلُوا فِيهَا الطَّعَام كَذَا للقابسي وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة أكلُوا فِيهَا الْعِظَام وكما جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع لجميعهم وَفِي الْأَشْرِبَة وَقَالَ ابْن عَبَّاس اشرب الطلاء مَا دَامَ طريا كَذَا للجرجاني وَرِوَايَة الْجَمَاعَة أصح أشْرب الْعصير مادام طريا فِي الْمُسَابقَة فطففت بِي الْفرس الْمَسْجِد وَفِي رِوَايَة فَطَفِقَ بِي الْفرس وَهُوَ تَصْحِيف والتطفيف هُنَا بِمَعْنى ارْتَفع حَتَّى وثب الْمَسْجِد وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث قَالَ وَكَانَ جِدَار الْمَسْجِد قَصِيرا فوثبه التطفيف مقاربة الشَّيْء أناء طفاف قرب أَن يمتلئ وَلم يمتلئ وَمِنْه التطفيف فِي الْكَيْل وَهُوَ أَن يُكَال كَذَلِك أَو لِأَنَّهُ ارْتَفع عَن أمره وأصل التطفيف الِارْتفَاع وَقد ذَكرْنَاهُ وَقَالَ أَبُو عبيد فِي قَوْله طفف بِي الْفرس الْمَسْجِد أَي وثب حَتَّى كَاد يُسَاوِي الْمَسْجِد وَالْأول عِنْدِي أشبه لِأَن الْمَسْجِد هُوَ كَانَ حد جَمِيع الْخَيل لمسابقة والسبق إِلَيْهِ لَا لبلاغه إِلَّا أَن يُرِيد بوثبه ارتفاعه حَتَّى سَاوَى جدره قَوْله فَكَانَت يَدي تطيش فِي الصحفة أَي تخف وتنتقل فِي جوانبها والطيش الخفة وَسُرْعَة الْحَرَكَة وَعند بَعضهم تبطش وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله فِي الْخلْع لكني لَا أُطِيقهُ بِالْقَافِ وَعند الْمُهلب لَا أطيعه بِالْعينِ وَلَا وَجه لَهُ وَالْأول أشبه بمساق الحَدِيث وَإِنَّمَا أخْبرت عَن بغضتها فِيهِ وَأَنَّهَا لَا تملك أمرهَا عَلَيْهِ وَفِي تراجم البُخَارِيّ بَاب الاطمأنينة بِكَسْر الْهمزَة وَضمّهَا وَكَذَا ذكره فِي حَدِيث أبي حميد قبله وَمَعْنَاهُ السّكُون كَذَا لجمهورهم وَعند الْقَابِسِيّ الطُّمَأْنِينَة وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ الِاسْم قَالَ غَيره وَيصِح أَن يكون الاطمأنينة بِكَسْر الْهمزَة وَالْمِيم مصدر اطْمَأَن وَيُقَال اطميئنانا أَتَى بِغَيْر هَاء وَيُقَال اطبأن بِالْبَاء أَيْضا وَيُقَال طامن رَأسه وظهره وَاطْمَأَنَّ وتطامن مقلوب قَالَه الْخَلِيل وَفِي الرُّؤْيَا حَتَّى إِذا جرى اللَّبن فِي أَطْرَافه أَو أَظْفَاره كَذَا للقابسي وَصَوَابه مَا لغيره فِي أَظْفَاره دون شكّ وَقَوله فِي الْحَج ينضح طيبا كَذَا عِنْد أَكْثَرهم وَعند العذري ينضح الطّيب وَخَطأَهُ بَعضهم وَله وَجه من الصَّوَاب أَي لكثرته عَلَيْهِ كَأَنَّهُ مِمَّا ينتشر عَنهُ يرش بِهِ غَيره وينثره عَلَيْهِ قَوْله فَإِذا صلى وَحده فليطول مَا شَاءَ وَفِي بَعْضهَا فليطل مَا شَاءَ وَوَقع فِي رِوَايَة الدّباغ من رِوَايَة ابْن الْقَاسِم فَليصل بالصَّاد وَالْمَحْفُوظ الأول وَهُوَ الَّذِي فِي سَائِر الْأُصُول والموطئات وَهُوَ إِنَّمَا أخبر عَن تَطْوِيل الصَّلَاة وتخفيفها لَا عَن تَكْثِير الصَّلَاة وَهُوَ تَصْحِيف من رِوَايَة من روى فليطل وَالله أعلم وقله فِي حَدِيث الْخَيل فَأطَال لَهَا فِي مرج أَو رَوْضَة فَمَا أَصَابَت فِي طيلها بِكَسْر الطَّاء وَفتح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا كَذَا رِوَايَة جَمِيعهم والطيل الْحَبل وَقَالَ ابْن وهب هُوَ الرسن يطول لَهَا وَعند الْجِرْجَانِيّ طولهَا بِالْوَاو فِي مَوضِع الْيَاء وَكَذَا فِي مُسلم وَأنكر يَعْقُوب الْيَاء وَقَالَ لَا يُقَال إِلَّا بِالْوَاو وَحكى ثَابت فِي دلائله الْوَجْهَيْنِ وَقَوله فطار لنا عُثْمَان بن مَظْعُون كَذَا للأصيلي وَغَيره وَعَن الْقَابِسِيّ فِيهِ فَصَارَ بالصَّاد وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب أَي صَار فِي حظنا والطائر الْحَظ وَقيل ذَلِك فِي قَوْله طَائِره فِي عُنُقه وَيُقَال طَار سهم فلَان فِي كَذَا أَي خرج وَقَوله فِي بَاب بيع الْحَطب والكلأ فِي حَدِيث عَليّ وَمَعِي طالع من بني قينقاع كَذَا للأصيلي والقابسي والحموي والنسفي وَأَكْثَرهم هُنَا وفسروه بِالدَّلِيلِ بِمَعْنى الطليعة وَوَقع للمستملي وَلابْن السكن صائغ وَهُوَ

فصل في تقييد أسماء البقع

الصَّحِيح الْمَعْرُوف هُنَا وَكَذَا فِي كتاب مُسلم وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب بِمَعْنَاهُ وواعدت صواغا وَقَوله كَانَ عينه عنبة طافية أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ بِغَيْر همز وَهُوَ الَّذِي صَححهُ الشُّيُوخ والمفسرون أَي ناتئة كحبة الْعِنَب الطافية فَوق المَاء وَقيل البارزة من بَين صواحبها وَقد روينَاهُ عَن بَعضهم بِالْهَمْز وَأنْكرهُ أَكْثَرهم وَلَا وَجه لإنكاره لِأَنَّهُ قد رُوِيَ فِي الحَدِيث أَنه مَمْسُوح الْعين ومطموس الْعين وَأَنَّهَا لَيست جحراء وَلَا ناتئة وَهَذِه صفة حَبَّة الْعِنَب الَّتِي سَالَ مَاؤُهَا وطفيت وعَلى مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر جاحظ الْعين وَكَأَنَّهَا كَوْكَب يحْتَج بِهِ للرواية الأولى وَيصِح الْجمع بَينهمَا بِأَنَّهُ أَعور إِحْدَاهمَا العوراء مطموسة وممسوحة وَغير ناتئة وَطَائِفَة بِالْهَمْز وَالْأُخْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَب وَجَاء حظة وطافية بِغَيْر همز وَالله أعلم وَقد بسطنا هَذَا وَاخْتِلَاف الرِّوَايَات فِيهِ وَقَوله فِي بَعْضهَا أَعور الْعين الْيُمْنَى وَفِي بَعْضهَا الْيُسْرَى وجمعنا الْأَحَادِيث ولفقناها بِمَعْنى فِي كتاب الْإِكْمَال فِي شرح مُسلم بِمَا فِيهِ كِفَايَة وَقَوله هَذَا أبر رَبنَا وأطهر بطاء مُهْملَة للحموي وَأبي الْهَيْثَم ولغيرهما وَأظْهر بِالْمُعْجَمَةِ وَالْأولَى أليق بِالْمَعْنَى أَي أزكى عملا قَوْله فِي حَدِيث أَذَان بِلَال فِي الصُّبْح حَتَّى يستطير كَذَا هُوَ لأكثرهم وَهُوَ الصَّوَاب أَي ينتشر الْفجْر وَرَوَاهُ بَعضهم يستطيل بِاللَّامِ وَهُوَ هُنَا خطأ وَوهم وَفِي الرَّقَائِق أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ قَالَ لقد حمدناه حِين طلع ذَلِك كَذَا لجل الروَاة وَفِي نُسْخَة النَّسَفِيّ حِين اطلع ذَلِك وَلابْن السكن حِين صنع ذَلِك وَهُوَ الصَّوَاب الْبَين لَكِن قد تخرج رِوَايَة النَّسَفِيّ أَي حِين أظهر ذَلِك وأبانه بسؤاله وأصل الطُّلُوع الظُّهُور وأطلعت أشرفت واطلع النّخل ظهر طلعه وَتقدم فِي حرف الْبَاء الْخلاف فِي قَوْله وَغير ذَلِك يطلّ وَفِي دُخُول مَكَّة بِغَيْر إِحْرَام فِي حَدِيث مُسلم عَن ابْن أبي شيبَة والحلواني قَوْله وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء قد أرْخى طرفيها بَين كَتفيهِ كَذَا لعامة الروَاة وَفِي كتاب شُيُوخنَا وَعند ابْن أبي جَعْفَر طرفها وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي فضل الْأَنْصَار كَأَنَّهَا تصلح سراجها فأطفته كَذَا لكافة رُوَاة البُخَارِيّ وَعند الْأصيلِيّ فأطفأته وَهُوَ الْوَجْه وَلَعَلَّ غَيره نقص صُورَة الْهمزَة من الْحَرْف فقرى بِغَيْر همز فصل فِي تَقْيِيد أَسمَاء البقع (طيبَة) بِفَتْح الطَّاء وَسُكُون الْيَاء اسْم مَدِينَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهِي طابة أَيْضا سَمَّاهَا بذلك (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالله أعلم من الطّيب وَهُوَ الزَّكَاة وَالطَّهَارَة الَّذِي هُوَ ضد الْخبث والنجاسة كَقَوْلِه تَعَالَى الطيبون للطيبات فسماها بذلك لفشو الْإِسْلَام بهَا وتطهيرها من الشّرك والنفاق وَذَلِكَ على غَالب أَهلهَا وَقيل مَعْنَاهَا ظَاهِرَة التربة قَالَه الْخطابِيّ وَلَا معنى لاختصاصها بذلك لقَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) جعلت لي الأَرْض مَسْجِدا وَطهُورًا وَقيل لطيبها لساكنيها وأمنهم بهَا وَسُكُون حَال من هَاجر إِلَيْهَا وَالْيَوْم الطّيب السَّاكِن الرّيح وَالرِّيح الطّيبَة الساكنة أومن الطّيب وَحسن الْعَيْش بهَا من طَابَ لي الشَّيْء إِذا وَافقنِي وواتاني وَالله أعلم والطاب وَالطّيب لُغَتَانِ بِمَعْنى وسماها النَّبِي أَيْضا الْمَدِينَة وَكَذَلِكَ فِي الْقُرْآن أَيْضا وسماها أَيْضا فِي قَول بَعضهم الْإِيمَان لقَوْله وَالَّذين تبئوا الدَّار وَالْإِيمَان من قبلهم قيل الْإِيمَان هُنَا اسْم الْمَدِينَة وَكَذَلِكَ الدَّار (ذوط وى) وَقيل مَمْدُود ذَكرْنَاهُ فِي الذَّال (بحيرة طبرية) جَاءَ ذكرهَا فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج هِيَ بحيرة مَاء حُلْو عَظِيمَة فِي بِلَاد الشَّام مصغرة بِالْهَاءِ مَعْرُوفَة وَالْبَحْر مُذَكّر

حرف الظاء مع سائر الحروف

وتصغيره بحير وطبرية هِيَ الْأُرْدُن (طرف الْقدوم) بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد الدَّال قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ قدوم ثنية بالسراة مُخَفّفَة والمحدثون يشددونه وسنزيد هَذَا بَيَانا فِي حرف الْقَاف إِن شَاءَ الله مَعَ مَا يشْتَبه بِهِ من غَيره (الطّور) جبل مَشْهُور بِالشَّام قَالَ أَبُو عبيد الطّور الْجَبَل (طفيل) بِفَتْح الطَّاء وَكسر الْفَاء وشامة جبلان على نَحْو ثَلَاثِينَ ميلًا من مَكَّة قَالَه الفاكهي ذكرا فِي الشّعْر الَّذِي قَالَه بِلَال وَقَالَ مَالك هما جبلان بِمَكَّة وَجدّة وقالة الْخطابِيّ فِي كتاب الْأَعْلَام كنت أحسبهما جبلين حَتَّى أثبت لي أَنَّهُمَا عينان وَقَالَ الْأَزْرَقِيّ والخطابي فِي الْغَرِيب شامة وطفيل جبلان مشرفان على مجنة وَهِي على بريد من مَكَّة وَقَالَ أَبُو عمر وَقيل أَحدهمَا بجدة (الطَّائِف) مَعْلُوم وَهُوَ وَادي وَج على يَوْمَيْنِ من مَكَّة قَالَ هِشَام بن الْكَلْبِيّ إِنَّمَا سمي الطَّائِف لِأَن رجلا من الْعَرَب أصَاب دَمًا فِي قومه بحضرموت فَخرج هَارِبا حَتَّى نزل بوج وحالف مَسْعُود بن معتب وَكَانَ لَهُ مَال عَظِيم فَقَالَ لَهُم هَل لكم أَن ابْني لكم طوفا عَلَيْكُم يكون لكم رداءا من الْعَرَب فَقَالُوا نعم فبناه وَهُوَ الْحَائِط المطيف بِهِ فصل فِي تَقْيِيد مُشكل الْأَسْمَاء والكنى والأنساب يحيى بن مُحَمَّد بن (طحلاء) بِفَتْح الطَّاء مَمْدُود وحاؤه مُهْملَة سَاكِنة وابرهيم بن (طهْمَان) بِفَتْح الطَّاء وَسُكُون الْهَاء (وَأَبُو طيبَة) بِفَتْح الطَّاء بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة حجاما لنَبِيّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) (أَبُو غطفان) بن طريف بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة فيهمَا وقتيبة بن سعيد بن جميل بن (طريف) مثله وطلق بن غَنَّام بِفَتْح الطَّاء وَسُكُون اللَّام وطلق بن مُعَاوِيَة مثله وَأَبُو طوالة بِضَم الطَّاء وضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا بِفَتْحِهَا وَالْأول أشهر وعامر بن الطُّفَيْل بِضَم الطَّاء وَكَذَلِكَ الطُّفَيْل وَأَبُو الطُّفَيْل وطليحة بِضَم الطَّاء مصغر وطيئ الْقَبِيل بِفَتْح الطَّاء مشدد كسرة الياءة مَهْمُوز الآخر وَالنّسب إِلَيْهِ طائي مَمْدُود و (الطفَاوِي) بِضَم الطَّاء (والطنافسي) بِفَتْحِهَا وَكَذَلِكَ (الطَّيَالِسِيّ) وَابْن حَوْشَب (الطَّائِفِي. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب الثَّرِيد نَا خَالِد بن عبد الله عَن أبي طوالة كَذَا للأصيلي والقابسي ولغيرهما عَن ابْن أبي طوالة قَالَ أَبُو ذَر والأصيلي والقابسي الصَّوَاب عَن أبي طوالة فِي غَزْوَة الخَنْدَق وَأَخْبرنِي ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة كَذَا لأبي زيد وَعند أبي أَحْمد وَأَخْبرنِي طَاوس أَو ابْن طَاوس وَفِي قتل حَمْزَة ذكر قَتله لطعيمة بن عدي بن الْخِيَار كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ غلط وَصَوَابه طعيمة بن عدي بن نَوْفَل بن عبد منَاف وَإِنَّمَا طعيمة بن عدي بن الْخِيَار ابْن أُخْته وَفِي دُخُول النَّبِي الْكَعْبَة وَأرْسل إِلَى عُثْمَان ابْن أبي طَلْحَة كَذَا للجلودي وَعند غَيره عُثْمَان بن طَلْحَة وهما صَحِيحَانِ هُوَ عُثْمَان بن طَلْحَة بن أبي طَلْحَة وَفِي بَاب التَّرْغِيب فِي السُّجُود حَدثنِي معدان بن طَلْحَة كَذَا قيدناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَعند بَعضهم ابْن أبي طَلْحَة وَكِلَاهُمَا يُقَال قَالَ البُخَارِيّ معدان بن أبي طَلْحَة وَقَالَ بَعضهم ابْن طَلْحَة حرف الظَّاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف الظَّاء مَعَ الْهمزَة (ظ أر) فِي خبر إِبْرَاهِيم بن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَانَ ظيرا لإِبْرَاهِيم بِكَسْر الظَّاء مَهْمُوز وَقد يسهل هُوَ هُنَا أَبوهُ من الرضَاعَة ومربيه زوج مرضعه وَفِي الحَدِيث الْآخرَانِ لَهُ ضئرين فِي الْجنَّة ترضعانه الظِّئْر الَّتِي ترْضع الصَّبِي لغَيْرهَا وتربيه قَالَ الْخَلِيل الظِّئْر يَقع للمذكر والمؤنث قَالَ غَيره وَأَصله الْعَطف وَهُوَ عطف النَّاقة على ولد غَيرهَا ترْضِعه وَالِاسْم الظئار الظَّاء مَعَ الرَّاء (ظ ر ب) قَوْله مثل الظرب بِفَتْح الظَّاء وَكسر الرَّاء وَآخره بِوَاحِدَة وَفِي

(ظ ر ف)

الحَدِيث الآخر على الأكام والظراب جمع ظرب قَالَ مَالك الظرب الجبيل وَهُوَ بِمَعْنى تَفْسِير غَيره وَيُقَال فِي وَاحِدَة أَيْضا ظرب بِكَسْر الظَّاء وَسُكُون الرَّاء كَذَا قيدناه عَن أبي الْحُسَيْن (ظ ر ف) قَوْله فِي الْغُلَام الَّذِي قَتله الْخضر غُلَاما ظريفا قيل الظريف الْحسن الْهَيْئَة وَقيل الْحسن الْعبارَة وَالتَّفْسِير الأول أليق بِهَذَا الحَدِيث وَقَوله فِي الْأَشْرِبَة نَهَيْتُكُمْ عَن الظروف يَعْنِي الْأَوَانِي وَمَا تجْعَل فِيهِ الْأَشْيَاء وأحدها ظرف وَقَوله نَهَيْتُكُمْ عَن الْأَشْرِبَة فِي ظروف الآدم قيل مَعْنَاهُ غير السقية لإباحته قبل الانتباذ فِيهَا وَقيل لَعَلَّه إِلَّا فِي ظروف الآدم فَسَقَطت إِلَّا الظَّاء مَعَ اللَّام (ظلل) قَوْله يظلهم الله فِي ظله الحَدِيث يحْتَمل أَن يكون الظل هُنَا على ظَاهره أما ظلّ الْعَرْش كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فِي ظلّ عَرْشه وأضافه إِلَى الله لملكه ذَلِك أَو على حذف مُضَاف أَو يُرَاد بذلك ظلّ من الظلال وَكلهَا لله تَعَالَى كَمَا قَالَ فِي ظلل من الْغَمَام أَي بظلل وكل مَا أظل فَهُوَ ظلّ وظل كل شَيْء كنه وَقد يكون الظل هُنَا بِمَعْنى الكنف والستر والعزو يكون بِمَعْنى فِي خصاته وَمن يدني مَنْزِلَته ويخصه بكرامته فِي الْموقف وَقد قيل مثل هذافي قَوْله السُّلْطَان ظلّ الله فِي الأَرْض أَي خاصته وَقيل ستره وَقيل عزه وَقد يكون بِمَعْنى الرَّاحَة وَالنَّعِيم كَمَا قيل عَيْش ظَلِيل أَي طيب وَمِنْه الحَدِيث الآخر فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها كَذَا قيل فِي ذراها وكنفها وَيحْتَمل أَن مَعْنَاهُ فِي روحها وَنَعِيمهَا وَقَوله أظلهم الْمُصدق وَقد أظل قادما وأظلنا يَوْم عَرَفَة أَي غشيهم أظلهُ كَذَا أَي دنا مِنْهُ كَأَنَّهُ ألبسهُ ظله وَمِنْه قد أظل أَي غشيه أَو كَاد وَقَوله فِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان كَأَنَّهُمَا ظلتان أَو غمامتان بِمَعْنى مُتَقَارب الظلة السحابة السحابة وَجَمعهَا ظلل وَمِنْه عَذَاب يَوْم الظلة وَمِنْه رَأَيْت ظلة تنطف السّمن وَالْعَسَل أَي سَحَابَة وَمِنْه الظلة من الدبر أَي السحابة مِنْهَا وَقَوله الْجنَّة تَحت ظلال السيوف مَعْنَاهُ أَن شهرة السيوف وَالضَّرْب بهَا مُوجب لَهَا فَكَأَنَّهَا مَعهَا وتحتها وَقَوله مَا زَالَت الْمَلَائِكَة تظله بأجنحتها يحْتَمل وَجْهَيْن أَنَّهَا أظلته لَيْلًا تغيره الشَّمْس إِكْرَاما لَهُ وَالْآخر وَهُوَ أظهر تزاحمها عَلَيْهِ للرحمة عَلَيْهِ وَالْبر بِهِ وَقَوله فِي الْهِجْرَة لَهَا ظلّ لم تأت عَلَيْهِ الشَّمْس أَي لم تفئ عَلَيْهِ وَهَذَا تَفْسِير معنى الظل وَالْفرق بَينه وَبَين الفئ أَن الظل مَا كَانَ من غدْوَة إِلَى الزَّوَال مِمَّا لم تصبه الشَّمْس والفئ من بعد الزَّوَال ورجوعه إِلَى الْمشرق من الْمغرب مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ الشَّمْس قبل وَقَوله يظل الرجل شاخصا أَي يصير يُقَال ظللت بِكَسْر اللَّام أفعل كَذَا أظل بِفَتْح الظَّاء إِذا فعلته نَهَارا وظلت بِالْفَتْح وَالْكَسْر قَالَ تَعَالَى) ظلت عَلَيْهِ عاكفا (وَلَا يُقَال فِي غير فعل النَّهَار كَمَا لَا يُقَال بَات إِلَّا لفعل اللَّيْل وَيُقَال طفق فيهمَا وَيكون ظلّ يفعل كَذَا بِمَعْنى دَامَ قَالَه صَاحب الْأَفْعَال وَغَيره وَقَوله وعَلى رَسُول الله ثوب قد أظل بِهِ أَي جعل ليَكُون لَهُ ظلا ليقيه الشَّمْس (ظ ل م) قَوْله الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة يَعْنِي على أَهله حِين يسْعَى نور الْمُؤمنِينَ بَين أَيْديهم وبإيمانهم أَو يكون الْمَعْنى شَدَائِد على أَهلهَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) قل من ينجيكم من ظلمات الْبر وَالْبَحْر (وَمِنْه يَوْم مظلم أَي ذُو شدَّة قَوْله وَلَيْسَ لعرق ظَالِم حق يرْوى بِالتَّنْوِينِ وظالم نعت وَالصّفة هُنَا رَاجِعَة إِلَى صَاحب الْعرق أَي لذِي عرق ظَالِم وقدي يرجع إِلَى الْعرق أَي عرق ذِي ظلم فِيهِ ويروى بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة والعرق الْأَحْيَاء والعمارة وسنذكره مُفَسرًا فِي بَابه وَفِي حَدِيث الْإِفْك إِن كنت قارفت سوء أَو ظلمت يَعْنِي عصيت وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) فَمنهمْ ظَالِم لنَفسِهِ (وَقَول أبي هُرَيْرَة فِي ثَنَاء النَّبِي على الْأَنْصَار مَا ظلم بِأبي وَأمي أَي مَا وضع الشَّيْء

(ظ ل ع)

فِي غير مَوْضِعه وَهُوَ معنى الظُّلم فِي أصل الْوَضع فِي اللُّغَة قَوْله أنْصر أَخَاك ظَالِما أَو مَظْلُوما فسره فِي الحَدِيث إِن كَانَ ظَالِما فلينهه فَإِنَّهُ لَهُ نصر وَإِن كَانَ مَظْلُوما فلينصره وَمَعْنَاهُ أَنه إِذا نَهَاهُ ووعظه فقد نَصره على شَيْطَانه وَنَفسه الْإِمَارَة بالسوء حَتَّى غَلبه ذَلِك (ظ ل ع) قَوْله العرجاء الْبَين ظلعها الظلع بِفَتْح الظَّاء وَاللَّام وَسُكُون اللَّام أَيْضا العرج يُقَال مِنْهُ ظلع بِكَسْر اللَّام إِذا كَانَ بِهِ غير خلقَة فَإِن كَانَ خلقَة قيل ظلع بِالْفَتْح يظلع بِالضَّمِّ مثل عرج وعرج فِي الْحَالَتَيْنِ وَقَوله وَأعْطى أَقْوَامًا أَخَاف ظلعهم كَذَا وَقع فِي البُخَارِيّ بالظاء مَفْتُوحَة أَي ميلهم وَمرض قُلُوبهم وَضعف إِيمَانهم والظلاع دَاء يُوجد فِي قَوَائِم الدَّوَابّ تغمز مِنْهُ والظلع بِالسُّكُونِ العرج وَمِنْه قَوْلهم أَربع على ظلعك وَقَالَ بعض اللغويين رجل ظالع إِذا كَانَ مائلا مذنبا أَخذ من هَذَا الدَّاء فِي الدَّابَّة وَقيل الْمُتَّهم وَحكى ابْن الْأَنْبَارِي ضالع بالضاد الْمُعْجَمَة أَي مائل مذنب وَذكر اخْتِلَاف أهل اللُّغَة فِي الظلع الَّذِي هُوَ العرج هَل هُوَ بالظاء أَو بالضاد وَيُقَال من ذَلِك للذّكر وَالْأُنْثَى ظالع وَأما الضلع الْعظم الَّذِي فِي الْجنب بِالْكَسْرِ والسكون وَيُقَال بِفَتْح اللَّام أَيْضا وأضلاع السَّفِينَة فبالضاد الْمُعْجَمَة (ظ ل ف) قَوْله تطؤه بأظلافها الأظلاف للبقر وَالْغنم والظباء وكل حافر منشق منقسم فَهُوَ ظلف والخف للبعير والحافر للْفرس والبغل وَالْحمار وَمَا لَيْسَ بمنشق القوائم من الدَّوَابّ وَمثله قَوْله وَلَو بظلف محرق هُوَ مثل قَوْله وَلَو فرسن شَاة والفرسن إِنَّمَا هُوَ للبعير فاستعاره للشاة الظَّاء مَعَ الْمِيم (ظ م أ) قَوْله وَلَا تظمأ أَي لَا تعطش والظمأ مَقْصُور مَهْمُوز الْعَطش وَرجل ظمآن والظامئ بالهواجر مَهْمُوز أَي العطشان من الصَّوْم وَلم يظمأ أبدا أَي لم يعطش أبدا وَقَوله على أكتافها الاسل الظماء فسرناه فِي الْهمزَة الظَّاء مَعَ النُّون (ظ ن ن) قَوْله وَمَا كُنَّا نظنه برقية أَي نتهمه وَكَذَا حَيْثُ مَا جَاءَ مَرْفُوعا ظَنَنْت وظنوا وتظن وَالظَّن وَمَا تصرف مِنْهُ إِنَّمَا هُوَ بِمَعْنى التُّهْمَة وَالشَّكّ واعتماد مَا لَا تَحْقِيق لَهُ وَمِنْه إيَّاكُمْ وَالظَّن فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث أَي الشَّك وَالِاسْم مِنْهُ الظنة وَالظَّن بِفَتْح الأول وَكسر الثَّانِي وَقد جَاءَ الظَّن بِمَعْنى الْعلم وَالْيَقِين أَيْضا وَهُوَ من الضداد وَمِنْه قَول عَائِشَة وظننت أَنهم سيفقدوني وَهَذَا كَقَوْلِه) أَلا يظنّ أُولَئِكَ أَنهم مبعوثون ( الظَّاء مَعَ الْعين (ظ ع ن) وَذكر فِي الحَدِيث الظعن وَمَرَّتْ ظعن يجرين وَبهَا ظَعِينَة وَأذن للظعن بِضَم الظَّاء وَسُكُون الْعين وَضمّهَا أَيْضا والظعائن والظعينة هم النِّسَاء وَأَصله الهوادج الَّتِي يكن فِيهَا ثمَّ سمى النِّسَاء بذلك وَقيل لَا يُقَال إِلَّا للْمَرْأَة الراكبة وَكثر حَتَّى اسْتعْمل فِي كل امْرَأَة وَحَتَّى سمي الْجمل الَّذِي تركب عَلَيْهِ ظَعِينَة وَلَا يُقَال ذَلِك إِلَّا لِلْإِبِلِ الَّتِي عَلَيْهَا الهوادج وَقيل إِنَّمَا سميت ظَعِينَة لِأَنَّهَا يظعن بهَا ويرحل الظَّاء مَعَ الْفَاء (ظ ف ر) قَوْله لَيْسَ السن وَالظفر وَأما الظفر فمدى الْحَبَشَة المُرَاد بِهِ هُنَا ظفر الْإِنْسَان وَوَاحِد الْأَظْفَار وَإِنَّمَا قيل مدى الْحَبَشَة أَي بهَا يذبحون مَا يُمكن ذبحه بهَا وَذَلِكَ تَعْذِيب وخنق لَيْسَ على صُورَة الذّبْح فَلهَذَا نهى عَنهُ وَقد اخْتلف الْفُقَهَاء فِي الذّبْح بهما أَعنِي السن وَالظفر كأنا متصلين أَو منفصلين على مَا بسطناه من مَذْهَبنَا ومذاهبهم فِي شرحنا لمُسلم وَالظفر من الْإِنْسَان وكل حَيَوَان بِضَم الظَّاء وتسكن الْفَاء وتضم قَالَ ابْن دُرَيْد وَلَا تكسر الظَّاء وَيُقَال أظفور أَيْضا وَسَنذكر فِي الْفَصْل بعده قَوْله قسط وأظفار وَالْخلاف فِيهِ قَوْله فِي الدَّجَّال وعَلى عينه ظفرة بِفَتْح الظَّاء وَالْفَاء هِيَ لجمة تبت عِنْد

المئاقي كالعلقة وَقيل جليدة تغشي الْبَصَر وَكَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء ظفرة بِضَم الظَّاء وَسُكُون الْفَاء وَلَيْسَ بِشَيْء (ظ هـ ر) قَوْله وَالشَّمْس فِي حُجْرَتهَا قبل ان تظهر بِفَتْح التَّاء وَالْهَاء قيل مَعْنَاهُ تعلوا على الْحِيطَان وتزول عَن الْحُجْرَة وترتفع عَنْهَا من الظُّهُور وَهُوَ الْعُلُوّ قَالَ الله) فَمَا اسطاعوا أَن يظهروه (وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَهُوَ الشَّمْس وَاقعَة فِي حُجْرَتي لم يظْهر الفئ بعد كَذَا فِي رِوَايَة مُسلم عَن ابْن أبي شيبَة وَالْبُخَارِيّ عَن ابْن أبي نعيم ولغيرهما لم يَفِ الفئ بعد يُرِيد فِي الْحُجْرَة كلهَا وَعند ابْن عِيسَى للرازي فِي حَدِيث مَالك قبل أَن يظْهر الفئ وَلغيره قبل أَن تظهر كَمَا جَاءَ فِي الموطئات وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ عَن مَالك وَمن تَابعه وَقيل مَعْنَاهُ لم يرْتَفع ظلّ الْحُجْرَة عَن الْجدر وَقد جَاءَ هَذَا أَيْضا مُفَسرًا فِي الحَدِيث عِنْد مُسلم لم يرْتَفع الفئ من حُجْرَتهَا كَذَا عِنْد ابْن ماهان والسجزي فِي حَدِيث حَرْمَلَة وَلغيره فِي حُجْرَتهَا وَعند البُخَارِيّ من رِوَايَة أُسَامَة لم تخرج من قَعْر حُجْرَتهَا وَفِي رِوَايَة أنس بن عِيَاض عِنْده وَالشَّمْس لم تخرج من حُجْرَتهَا والمعاني مُتَقَارِبَة وَكله رَاجع إِلَى أَن الفئ لم يعم الْحُجْرَة حَتَّى ارْتَفع على حيطانها وَبقيت الشَّمْس على الْجدر وَمثله قَول ابْن عمر ظَهرت على ظهر بَيت لنا أَي عَلَوْت وَقيل معنى تظهر تَزُول كَمَا قَالَ (فَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها) أَي زائل وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى أَي مُرْتَفع عَنْك وَقَوله حَتَّى ظَهرت بمستوى أَي عَلَوْت وَمثله قَوْله فَإِذا ظهر من بطن الْوَادي أَي ارْتَفع وَعلا وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة أسرينا ليلتنا ويومنا حَتَّى ظهرنا كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر أظهرنَا فظهرنا بِمَعْنى علونا أَي فِي سيرنا وَيكون ظهرنا أَيْضا أَي فتنا الطَّالِب يُقَال ظَهرت عَنهُ إِذا فته وَأظْهر نَاصِر نَا فِي الظّهْر وَفِي الظهيرة أَي سرنا فِيهَا وَمعنى قَوْله وَقَامَ قَائِم الظهيرة وَذكر الظهائر وَنحر الظهيرة الظهيرة هِيَ سَاعَة الزَّوَال وَشدَّة الْحر وَقَالَ يَعْقُوب هِيَ نصف النَّهَار حِين تكون الشَّمْس حِيَال رَأسك وتركد فِي القيظ وَهُوَ الظّهْر أَيْضا وَبِه سميت صَلَاة الظّهْر وَجَمعهَا ظهائر وَنحر الظهيرة مثل قَائِم الظهيرة وَقيل نحرها أَولهَا وَقَوله بعير ظهير أَي قوى الظّهْر على الرحلة وَقَوله لَا تزلا طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين أَي غَالِبين عالين وَقَوله لم ينس حق الله فِي ظهروها قَالَ غير وَاحِد وَبَعْضهمْ يزِيد على بعض من حُقُوقهَا ركُوب ظُهُورهَا غير مشقوق عَلَيْهَا وَإِلَّا تحمل فَوق طاقتها وَمِنْهَا الْحمل عَلَيْهَا وَمِنْهَا إِعَارَة فَحلهَا وَقيل يتَصَدَّق بِبَعْض مَا يكْسب عَلَيْهَا وَقَوله ظَهرت بِهِ لحاجتي أَي جعلته وَرَاء ظَهْري وَيُقَال فِيهِ أظهرت أَيْضا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَهُوَ استهانتك بهَا وَقَوله عَن عَليّ بارز وَظَاهر وَفِي الحَدِيث الآخر ظَاهر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَين درعين هُوَ لِبَاس درع فَوق أُخْرَى وَقيل مَعْنَاهُ طَارق بَينهمَا أَي جعل ظهر إِحْدَاهمَا الظّهْر الْأُخْرَى وَقيل عاون والظهير العوين أَي قوى إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى فِي التوقى وَمِنْه تظاهرون عَلَيْهِم أَي تتعاونون وَقَوله وَلَا يزَال مَعَك من الله ظهير أَي عُوين وَالظِّهَار والمظاهرة وَظَاهر من امْرَأَته إِذا قَالَ لَهَا أَنْت على كَظهر أُمِّي يُقَال ظَاهر مِنْهَا وَتظهر وتظاهر وَقَوله أَنِّي مصبح على ظهر أَي على سفر رَاكِبًا الظّهْر وَهِي دَوَاب السّفر وَمِنْه قَوْله كَانَ يجمع إِذا كَانَ على ظهر سير أَي فِي سفر رَاكِبًا ظهر دَابَّته وَمِنْه يرْعَى الظّهْر ويرعى ظهرنا وابتعت ظهرك وَإِن فِي الظّهْر نَاقَة عمياء وَمن كَانَ ظَهره حَاضرا كل هَذَا بِالْفَتْح هِيَ دَوَاب السّفر الَّتِي يحمل عَلَيْهَا الأثقال من الْإِبِل وَغَيرهَا وَقَوله فَجعل رجال يستأذنونه فِي ظهرانهم كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِالضَّمِّ جمع ظهر وَالْجمع ظهران بِالضَّمِّ وَقَوله فِي الصَّدَقَة

فصل الاختلاف والوهم

مَا كَانَ عَن ظهر غَنِي فسره أَيُّوب فِي الحَدِيث عَن فضل عِيَال وَبَيَانه من وَرَاء مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْعِيَال كالشيء الَّذِي يطْرَح خلف الظّهْر بَينه قَوْله فِي الحَدِيث نَفسه وابدأ بِمن تعول وَمثله قَوْله من دَعَا لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب كَأَنَّهُ من وَرَاء مَعْرفَته وَمَعْرِفَة النَّاس بذلك لِأَنَّهُ دَلِيل الْإِخْلَاص لَهُ فِي الدُّعَاء وَأبْعد من التصنع وَكَأَنَّهُ من إِلْقَاء الْإِنْسَان الشَّيْء وَرَاء ظَهره إِذا ستره من غَيره وَقد يكون قَوْله عَن ظهر غَنِي بِمَعْنى بَيَان الْغَنِيّ وَمَا فَوق الكفاف إِذْ الكفاف غنى وَيحْتَاج فِي الصَّدَقَة إِلَى زِيَادَة وَظُهُور عَلَيْهِ أَو ارْتِفَاع مَال وزيادته عَلَيْهِ وَقيل عَن ظهر غنى أَي مَا أغنيت بِهِ السَّائِل عَن الْمَسْأَلَة ومساق الحَدِيث ومقدمته يمْنَع هَذَا التَّأْوِيل لِأَنَّهُ قد قَالَ وأبدأ بِمن تعول وَقَالَهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بأثر الَّذِي تصدق بِأحد الثَّوْبَيْنِ الَّذِي تصدق بهما عَلَيْهِ وَنَهْيه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن ذَلِك وَقَوله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة بَين ظهراني جَهَنَّم كَذَا للعذري وَلغيره ظَهْري وَفِي حَدِيث عتْبَان وَغَيره بَين ظَهْري النَّاس كَذَا رَوَاهُ الْبَاجِيّ وَابْن عتاب وَبَعض أشياخنا وَعند الْجُمْهُور وظهراني وَفِي حَدِيث الْحَوْض بَين ظهراني أَصْحَابه وَكَذَلِكَ لَا صرخن بَين ظهرانيهم وَبَين ظَهْري خيل دهم وَبَين ظَهْري صيامها وَعند بَعضهم أَيْضا هُنَا ظهراني أَصْحَابه وَكَذَلِكَ لأصرخن بَين ظهرانيهم وَبَين ظَهْري خيل دهم وَبَين ظَهْري صيامها وَعند بَعضهم أَيْضا هُنَا ظهراني وَفِي حَدِيث الْكُسُوف بَين ظَهْري الْحجر كَذَا للْقَاضِي وَابْن عتاب ولغيرهما ظهراني قَالَ الْبَاجِيّ وَهُوَ الْمَعْرُوف قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره يُقَال بَين ظهريهم وظهرانيهم بِفَتْح الظَّاء وَالنُّون وَمَعْنَاهُ بَينهم وَبَين أظهرهم قَالَ غَيره وَالْعرب تضع الأثنين مَوضِع الْجَمِيع وَقَوله قطعْتُمْ ظهر الرجل أَي أهلكتموه بمدحكم كمن قطع نخاعه وقصم ظَهره قَوْله وَجَعَلنَا مَكَّة بِظهْر أَي من وَرَائِنَا وَقَوله لَا يزَال مَعَك من الله ظهير أَي نصير ومعين المظاهرة المعاونة قَوْله فِي آخر حَدِيث أحد فَظهر هَؤُلَاءِ الَّذين كَانَ بَينهم وَبَين رَسُول الله عهد فقنت رَسُول الله شهرا بعد الرُّكُوع يدعوا عَلَيْهِم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَمَعْنَاهُ هُنَا غلب وَلَا وَجه لَهُ أقرب من هَذَا وَالْأَشْبَه عِنْدِي أَن يكون مغيرا من قَوْله فغدر وَهُوَ أشبه وَأَصَح فِي الْمَعْنى كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر غدروا بهم فقنت شهرا يدعوا عَلَيْهِم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الصَّلَاة حَتَّى يظل الرجل أَن يدْرِي كم صلى بِفَتْح الظَّاء بِمَعْنى يصير من قَوْله تَعَالَى ظلّ وَجهه مسودا كَذَا روينَاهُ فِيهَا وَكَذَا قَالَه الدَّرَاورْدِي وَقيل يظل هُنَا بِمَعْنى يبْقى ويدوم كَمَا قَالَ ظللت رِدَائي فَوق رَأْسِي قَاعِدا وَحكى الدَّاودِيّ أَنه روى يضل بِكَسْر الضَّاد وَفتحهَا من الضلال وَهُوَ التحير وَالْكَسْر فِي الْمُسْتَقْبل وَفتح الْمَاضِي أشهر قَالَ تَعَالَى إِن تضل إِحْدَاهَا أَي تنسى وَكَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات عَن الْقَابِسِيّ وَابْن الْحذاء عندنَا أَي يتحير ويسهوا وَفَسرهُ مَالك فَقَالَ معنى ينسى من قَوْله تَعَالَى أَن تضل إِحْدَاهمَا أَي تنسى وَهُوَ صَحِيح أَيْضا والضلال النسْيَان وَهَذَا التَّفْسِير يَأْتِي على غير رِوَايَة مَالك فِي كِتَابه فَإِنَّهُ إِنَّمَا ذكره هُوَ بالظاء بِمَعْنى يصير وَهُوَ أليق بالْكلَام هُنَا وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي الضَّاد وَذكرنَا فِي حرف الْهمزَة الِاخْتِلَاف فِي أَن يدْرِي بِالْكَسْرِ أَو الْفَتْح وتصويب الْكسر فِيهِ إِن أَن هُنَا بِمَعْنى مَا فِي الرِّوَايَة الْوَاحِدَة وبالوجهين على الْأُخْرَى وَقَوله أَنِّي أعطي أَقْوَامًا أَخَاف ظلعهم بِفَتْح الظَّاء وَاللَّام كَذَا لجماعتهم وَمَعْنَاهُ وَالله أعلم ضعف إِيمَانهم كالظالع من الْحَيَوَان الَّذِي يضعف عَن السّير مَعَ غَيره وَهُوَ الْأَعْرَج الَّذِي يغمز برجليه وَقيل ظلعهم ذنبهم وَرَوَاهُ ابْن السكن هلعهم والهلع الْحِرْص وَقلة الصَّبْر وَأَعُوذ بك

حرف الكاف

من ظلع الدّين كَذَا روى فِي مَوضِع عَن الْأصيلِيّ ووهمه بَعضهم وَالْمَعْرُوف مَا لغيره ضلع بالضاد وَهُوَ ثقله وشدته وَتخرج رِوَايَة الْأصيلِيّ على مَا تقدم من الِاخْتِلَاف لأهل اللُّغَة فِي ظلع الدَّابَّة وَكَذَا جَاءَ فِي بعض نسخ البُخَارِيّ فِي خبر الْحُوت فعمدنا إِلَى ظلع من إظلاعه بِظَاء فِي بعض الْأَحَادِيث وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي سائرها ضلع بالضاد وَقَوله فِي الْحَائِض نبذة من قسط وأظفار كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم وَكَذَا فِي حَدِيث الحادة لجميعهم وَفِي بَعْضهَا أَو أظفار وَرَوَاهُ أَكثر رُوَاة الصَّحِيح فِي أَكثر الْأَبْوَاب قسط أظفار وَالصَّحِيح الأول وهما نَوْعَانِ من البخور وَفِي حَدِيث الْإِفْك عقد لي من جزع أظفار كَذَا عِنْد البُخَارِيّ فِي كتاب الشَّهَادَات وَالتَّفْسِير وَالسير وَفِي رِوَايَة الْبَاجِيّ عَن مُسلم وللأصيلي وَأبي الْهَيْثَم فِي كتاب السّير جزع ظفار وَكَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَقَالَ غير وَاحِد وَهُوَ صَوَابه قسط ظفار مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة بِالْيمن يُقَال لَهَا ظفار قَالَ غَيره وَكَذَلِكَ الصَّوَاب عِنْدهم جزع ظفار مَنْسُوب إِلَيْهَا قَالَ ابْن دُرَيْد الْجزع الظفاري مَنْسُوب إِلَى ظفار وَأنْشد أوابد كالجزع الظفاري أَربع وانشد غَيره كَأَنَّهَا ظفارية الْجزع الَّذِي فِي الترائب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله أما فِي الْجزع فَلَا يَصح فِيهِ غير هَذَا وَأما الْقسْط فَيصح فِيهِ الْإِضَافَة مثل هَذَا بياء النِّسْبَة أَو بِالْإِضَافَة إِلَى ظفار وَيصِح فِيهِ وإظفار عطفا وَيصِح فِيهِ أَو إظفار على الْإِبَاحَة والتسوية والقسط بخور مَعْلُوم وَكَذَلِكَ الإظفار قَالَ فِي البارع الإظفار شَيْء من الْعطر شَبيه بالظفر وَلَا يَصح قسط إظفار وَلَا جزع إظفار على الْإِضَافَة وَلَا وَجه لَهُ وَقَوله فِي تَقْسِيم الحَدِيث وإضرابهم من حمال الْآثَار كَذَا قَالَه مُسلم وَالْوَجْه ضربائهم لَان ضرّ بِأَقَلّ مَا يجمع على أضراب وَالضَّرْب الْمثل والشبه وَقَوله فِي الْمُسْتَحَاضَة تَغْتَسِل من ظهر إِلَى ظهر كَذَا رِوَايَة مَالك وَغَيره بِغَيْر خلاف بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ مَالك وَأَظنهُ من طهر إِلَى طهر يُرِيد بِالْمُهْمَلَةِ وَأَنه صحف على سعيد فِيهِ وَكَذَا رده ابْن وضاح وَقد رُوِيَ عَن سعيد مَا يصحح تَأْوِيل مَالك قَالَ إِذا انْقَطع عَنْهَا الدَّم وروى عَنهُ أَيْضا مَا يصحح الرِّوَايَة الأولى قَالَ عِنْد صَلَاة الظّهْر قَوْله هَذَا الْيَوْم الَّذِي أظهر الله فِيهِ مُوسَى على فِرْعَوْن كَذَا لِابْنِ السكن ولكافة الروَاة أظفر وهما متقاربان وَالْأول أوجه لقَوْله عَليّ وَإِنَّمَا يعدي ظَفرت بِالْبَاء فصل تقنيد أَسمَاء البقع (ظفار) مَدِينَة بِالْيمن بِفَتْح الظَّاء وَتَخْفِيف الْفَاء وَآخِرهَا رَاء قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ مبْنى على الْكسر مثل حذام وَقَالَ غَيره سَبِيلهَا سَبِيل الْمُؤَنَّث لَا ينْصَرف وَيرْفَع وَينصب (مرظهران) بِفَتْح الْمِيم وَشد الرَّاء وتصريفها بِوُجُوه الْإِعْرَاب وَفتح الظَّاء وَسُكُون الْهَاء وَيُقَال مر الطهران أَيْضا والظهران مُفردا دون مر هُوَ على بريد من مَكَّة وَقَالَ ابْن وضاح على أحد وَعشْرين ميلًا وَقيل على سِتَّة عشر ميلًا قَالَ ابْن دُرَيْد ظهران مَوضِع قَالَ بَعضهم ابْن وضاح يَقُوله مر ظهران بِفَتْح الرَّاء على كل حَال مثل حَضرمَوْت فصل مُشكل الْأَسْمَاء والأنساب والكنى فِي هَذَا الْحَرْف (ظهير) بن رَافع بِضَم الرَّاء مصغر (وَأَبُو ظبْيَان) بِفَتْح الظَّاء وَتَقْدِيم الْبَاء بِوَاحِدَة (وَأَبُو ظلال) بِكَسْر الظَّاء وَتَخْفِيف اللَّام عَن أنس بن مَالك وَرَوَاهُ ابْن السكن أَبُو هِلَال بِالْهَاءِ حرف الْكَاف الْكَاف مَعَ الْهمزَة (ك أَب) قَوْله وكئابة المنقلب الكئابة الْحزن استعاذ من أَن ينْصَرف إِلَى أَهله فِي حَالَة يكون فِيهَا كئيبا أما فِي نَفسه مِمَّا ناله فِي سَفَره أَو فِي أَهله مِمَّا نالهم بعده فَحزن لذَلِك

(ك ب ب)

الْكَاف مَعَ الْبَاء (ك ب ب) قَوْله الا كَبه الله على وَجهه وَإِن يكبه الله أَي يلقيه وأكب عَلَيْهِ وأكببنا على الْغَنَائِم يُقَال فِي معداه كَبه الله وَفِي لَازمه أكب وَهُوَ مقلوب الْمَعْهُود فِي الْأَفْعَال من تَعديَة الثلثاي بالرباعي قَالَ الله تَعَالَى أَفَمَن يمشي مكبا هَذَا من أكب غير معدي رباعي وَقَالَ فكبت وُجُوههم فِي النَّار وَهَذَا معدي ثلاثي من كب وَله أَمْثِلَة قَليلَة نحوستة (ك ب ت) قَوْله أَن الله كبت الْكَافِر أَي صرعه وخيبه وَقيل غاظه وأذله وَقيل أَصله كبده أَي بلغ بالهم وَالْغَم كبده فقلبت الدَّال تَاء لقرب مخرجيهما كَمَا قيل سبت رَأسه وسبده أَي حلقه (ك ب ث) قَوْله نجني الكباث هُوَ ثَمَر الإراك قيل نضيجه وَقيل حصرمه وَقيل غضه وَقيل متزببه (ك ب د) قَوْله تقيء الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا قيل معادنها وَقيل كنوزها وَمَا خبئ فِيهَا وكبدها بطونها وَعبر عَن مَا تخرجه من ذَلِك بفلذة الكبد وَهِي الْقطعَة مِنْهُ وَقَوله كَانَ فِي كبد جبل أَي دَاخله أما فِي شعابه أَو غير أَنه وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر فِي كَهْف جبل مُفَسرًا وَقَوله ثمَّ وضع السهْم فِي كبدا الْقوس وَهُوَ مقبضها وكبد كل شَيْء وَسطه وَفِي حَدِيث الْخضر كَانَ على كبد الْبَحْر أَي وَسطه وَقَوله فِي الجالب على عَمُود كبده وَفِي الآخر على عَمُود بَطْنه قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ على تَعب ومشقة وَقَالَ غَيره يُرِيد على ظَهره لِأَن الظّهْر عَمُود الْبَطن وَمَا فِيهِ لِأَنَّهُ يمسِكهُ ويقويه فَهُوَ لَهُ كالعمود (ك ب ر) قَوْله الله أكبر قيل مَعْنَاهُ الْكَبِير وَقيل أكبر من كل شَيْء فحذفت لوضوح الْمَعْنى وَمعنى أكبر وَالْكَبِير فِي حَقه تَعَالَى مثل الْعَظِيم والجليل أَي الَّذِي جلّ سُلْطَانه وَعظم فَكل شَيْء مستحقر دونه وَقيل الْكَبِير عَن صِفَات المخلوقين وَاخْتلف فِي تَكْرِير هَذِه الْكَلِمَة فِي الْأَذَان هَل الرَّاء مَضْمُومَة أَو سَاكِنة فيهمَا أَو مَفْتُوحَة فِي الأولى لثقل الْحَرَكَة وَالْأَصْل السّكُون وَقَوله الله أكبر كَبِيرا قيل نصب بإضمار فعل أَي كَبرت كَبِيرا وَقيل على الْقطع وَقيل على التَّمْيِيز وَقَوله الْكِبْرِيَاء رِدَائي وكبريائي هِيَ العظمة وَالْملك وَالسُّلْطَان وَقَوله فِي حَدِيث ابْن الدخشن وانسدوا عظم ذَلِك زكبره بِضَم الْكَاف وَكسرهَا مَعًا وَمثله فِي حَدِيث الْإِفْك وَإِن كبر ذَلِك أَي مُعظم الحَدِيث وجله قَالَ الله وَالَّذِي تولى كبره مِنْهُم الْآيَة وَقَوله كبر كبر وَالْكبر الْكبر بِضَم الْكَاف وَسُكُون الْبَاء وَفِي الحَدِيث الآخر كبر الْكبر أَي قدم السن وقوره وَالْكبر جمع أكبر مثل أَحْمَر وحمر وَقَوله على سَاعَتِي من الْكبر أَي على حالتي مِنْهُ وَالْكبر زِيَادَة السن وَقد يكون الْكبر أَيْضا فِي الْمنَازل والنباهة كَقَوْلِه أَنه لكبيركم الَّذِي علمكُم السحر أَي معلومكم ومقدمكم وَقَوله فَلَمَّا كبر يُقَال كبر الصَّبِي يكبر وَكبر يكبر بِكَسْر الْبَاء وَضمّهَا فِي الْمَاضِي وَفتحهَا وَضمّهَا فِي الْمُسْتَقْبل وَكبر الشَّيْخ بِالْكَسْرِ لَا غير اسن يكبر وَقيل يُقَال كبر بِالضَّمِّ أَيْضا وَكبر الْأَمر يكبر قَالَ الله تَعَالَى كَبرت كلمة تخرج من أَفْوَاههم وَقَوله فِي دُعَائِهِ أعوذ بك من الكسل وَسُوء الْكبر روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ سُكُون الْبَاء بِمَعْنى التعاظم على النَّاس وَبِفَتْحِهَا بِمَعْنى كبر السن والخرف كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَإِن أرد إِلَى أرذل الْعُمر وَيدل على صِحَّته رِوَايَة النَّسَائِيّ لَهُ وَسُوء الْعُمر وَبِفَتْحِهَا ذكره الْهَرَوِيّ وبالوجهين ذكره الْخطابِيّ وَرجح الْفَتْح وَهِي رِوَايَته وَقَوله وَكَانَ الَّذِي تولى كبره عبد الله بن أبي وَفِي حَدِيث آخر غَيره قيل كبره مُعظم الْقِصَّة وَقيل الْكبر الْإِثْم وَقيل الْكبر الْكَبِيرَة كالخطأ والخطيئة وَقَوله وَيجْعَل الْأَكْبَر مِمَّا يَلِي

فصل الاختلاف والوهم

الْقبْلَة يَعْنِي فِي الْقَبْر الْأَكْبَر هُنَا الْأَفْضَل فَإِن اسْتَووا قدم الأسن (ك ب س) وَذكر الكبيس بِفَتْح الْكَاف نوع من التَّمْر طيب وَبِه فسر مَالك الجنيب (ك ب و) وَقَوله يكبوا مرّة أَي يسْقط. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حفر الخَنْدَق فعرضت كبدة كَذَا روينَاهُ بِفَتْح الْكَاف وَكسر الْبَاء بِوَاحِدَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة عَن الْأصيلِيّ والقابسي وَكَذَا جَاءَت رِوَايَة الْهَمدَانِي والنسفي بِالْبَاء وَمعنى ذَلِك وَالله أعلم قِطْعَة من الأَرْض يشق حفرهَا لصلابتها من قَوْله تَعَالَى لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي كبد أَي فِي ضيق وَشدَّة على أحد التفاسير وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ عَن الْجِرْجَانِيّ أَيْضا كِنْدَة بِكَسْر النُّون وَفِي رِوَايَة ابْن السكن كتدة مثله إِلَّا أَنه بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَفْتُوحَة فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَلَا اعرف لَهُ هُنَا معنى بِالتَّاءِ وَلَا بالنُّون وَعند أبي ذَر للمستملي والحموي كيدة بياء سَاكِنة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَعِنْده أَيْضا كديه بِضَم الْكَاف وَكَذَا رَوَاهَا ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَذكرهَا ابْن قُتَيْبَة فِي غَرِيبه وَقَالَ الشَّيْبَانِيّ وَأَبُو زيد الكيدة هِيَ الأَرْض الصلبة لَا تحفر إِلَّا بعد شدَّة وَالْوَجْه هَذَا أَو الأول وهما بِمَعْنى وَالله أعلم وَقَوله فِي الحَدِيث وَنحن ننقل التُّرَاب على أكبادنا كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة للْجَمَاعَة فِي بَاب غَزْوَة الخَنْدَق بِالْبَاء بِوَاحِدَة بِغَيْر خلاف وَفِي غير هَذَا الْموضع لكافتهم وَعند أبي ذَر هُنَاكَ اكتادنا بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَعند مُسلم أكتافنا وَهِي تؤكد رِوَايَة أكتادنا وَهُوَ الْوَجْه والكتد بِفَتْح الْكَاف وَالتَّاء مُجْتَمع الْعُنُق فِي الصلب وَهُوَ مَوضِع الْحمل وَمن رَوَاهُ بِالْبَاء الْوَاحِدَة فَكَأَنَّهُ عني الْمَشَقَّة والتعب وَتقدم فِي حرف الدَّال وَالْبَاء الْخلاف فِي تَفْسِير اليقطين وَرِوَايَة من قَالَ أَنه الكباء وَقَوله فِي حَدِيث الْمُنَافِق يكبن فِي هَذِه مرّة وَفِي هَذِه مرّة كَذَا فِي حَدِيث قُتَيْبَة من رِوَايَة ابْن ماهان من طَرِيق الْهَوْزَنِي بكاف سَاكِنة وباء مَرْفُوعَة وَآخره نون وَعند العذري يكر آخِره رَاء وكاف مَكْسُورَة وَعند الْفَارِسِي يكير بِزِيَادَة يَاء وَرَوَاهُ بَعضهم يكون وَالْأَوْجه رِوَايَة ابْن ماهان أَي يسير سيرا خَفِيفا لينًا قَالَ صَاحب الْعين الكبن عَدو لين وَقد كبن يكبن كبونا وَرِوَايَة العذري أَيْضا صَحِيحَة بِمَعْنَاهُ يُقَال كرّ على الشَّيْء وَعَلِيهِ عطف عَلَيْهِ وكر عَنهُ ذهب عَنهُ وَالْكَسْر فِي مستقبله على الأَصْل فِي المضاعف الَّذِي لَا يتَعَدَّى وَأما رِوَايَة الْفَارِسِي فلهَا وَجه أَيْضا بِمَعْنَاهُ قَالَ صَاحب الْأَفْعَال كار الْفرس إِذا جرى رَافعا ذَنبه وَقَوله كَمثل الْغَيْث الْكَبِير كَذَا للأصيلي بباء بِوَاحِدَة وَعند الْقَابِسِيّ وَأبي ذَر الْكثير بالثاء المتلثة وَفِي بَاب الدُّعَاء اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي ظلما كَبِيرا بباء بِوَاحِدَة وللقابسي كثيرا بِالْمُثَلثَةِ وَفِي حَدِيث سعد الثُّلُث وَالثلث كَبِير ويروى كثير بِالْبَاء والثاء اخْتلفت رِوَايَة شُيُوخنَا فِيهِ وضبطهم فِي الْأُصُول فِيهِ وَفِي بعض الرِّوَايَات كثير أَو كَبِير على الشَّك وَفِي زَكَاة أَمْوَال الْيَتَامَى فَبيع ذَلِك المَال بِمَال كثير ويروى كَبِير وَفِي بَاب قيَاما النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس ثمَّ صب فِي الْجَفْنَة فأكبه بِيَدِهِ عَلَيْهَا كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَالْوَجْه فكبه على مَا تقدم وَفِي بَاب الصُّلْح يرى من امْرَأَته مَا لَا يُعجبهُ كبرا أَو غَيره كَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ الْوَجْه وَضَبطه غَيره كبرا بِسُكُون الْبَاء وغيرة أَي تيها وَشدَّة غيرَة وَالْأول أظهر وَفِي حَدِيث إِسْلَام أبي ذَر فأكب عَلَيْهِ الْعَبَّاس كَذَا للكافة وَعند العذري فكب وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب

فصل الاختلاف والوهم

وَقد بَيناهُ قَوْله فِي حَدِيث يحيى بن يحيى نَا حَنْظَلَة الأسيدي وَكَانَ من كبار أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لجمهورهم عَن مُسلم وَعند ابْن عِيسَى أَيْضا من كتاب النَّبِي وهما صَحِيحَانِ كَانَ من كتاب النَّبِي عَلَيْهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَيعرف بالكاتب وَكَذَا جَاءَ ذكره عَن حَنْظَلَة الْكَاتِب فِي السَّنَد الآخر وَفِي حَدِيث الْإِفْك لَا أَقرَأ كَبِيرا من الْقُرْآن كَذَا للسجزي وَلغيره كثيرا بالثاء الْمُثَلَّثَة وَقَوله وَكَانَ الرجل يتقالها كَذَا الرِّوَايَة بتَشْديد النُّون عِنْد شُيُوخنَا وَأكْثر الروَاة وَقَالَ بَعضهم وبتخفيف النُّون أحسن وَلم يقل شَيْئا تشديدها هُنَا أبلغ فِي الْمَعْنى لِأَنَّهُ تَأَول عَلَيْهِ ذَلِك الْمخبر فالعبارة عَنهُ بكان الْمُشَدّدَة أحسن الْكَاف وَالتَّاء (ك ت ب) قَوْله كتائب وكتيبة هِيَ الجيوش الْمَجْمُوعَة الَّتِي لَا تَنْتَشِر وَقَوله الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة أَي الْمَفْرُوضَة قَالَ الله تَعَالَى) إِن الصَّلَاة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا (وَقَوله لأقضين بنيكما بِكِتَاب الله أَي بِحكم الله وَقيل بِمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن من ذَلِك وَقد كَانَ فِيهِ الرَّجْم متلوا وَقَوله كتاب الله الْقصاص أَي حكم الله أَو الَّذِي جَاءَ بِهِ كتاب الله وَالْقُرْآن الْقصاص وَقَوله أقِم على كتاب الله مثله وَقَوله كتاب الله أَحَق يحْتَمل أَن يُرِيد قَوْله تَعَالَى) فإخوانكم فِي الدّين ومواليكم (وَيحْتَمل أَنِّي أُرِيد حكم الله وقضاءه بِأَن الْوَلَاء لمن أعتق كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قَضَاء الله وَشرط الله وَقيل قَوْله وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُم بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ (ك ت د) الكتد بِفَتْح الْكَاف وَالتَّاء وَيُقَال بِكَسْر التَّاء مغرس الْعُنُق فِي الصلب وَقيل مَا بَين الثبج إِلَى منصف الْكَاهِل من الظّهْر وَقيل من أصل الْعُنُق إِلَى أَسْفَل الْكَتِفَيْنِ وَقيل هُوَ مُجْتَمع الْكَتِفَيْنِ من الْفرس (ك ت ل) قَوْله فِي مكتل وَمَكَاتِلهمْ قيل هُوَ الزبيل وَقيل القفة وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى قَالَ ابْن وهب المكتل يسع من خَمْسَة عشر صَاعا إِلَى عشْرين (ك ت م) قَوْله فغلفها بِالْحِنَّاءِ والكتم حَتَّى قنأ لَوْنهَا وخضب أَبُو بكر وَعمر بِالْحِنَّاءِ والكتم بِفَتْح الْكَاف وَالتَّاء مُخَفّفَة وَأَبُو عُبَيْدَة يَقُول فِيهِ الكتم مُشَدّدَة التَّاء وَلم يَأْتِ على فعل إِلَّا خَمْسَة أحرف أَو سِتَّة مَذْكُورَة وَهُوَ نَبَات يصْبغ بِهِ الشّعْر يكسر بياضه أَو حمرته إِلَى الدهمة وَهُوَ الوسمة وَقيل هُوَ غير الوسمة وَلكنه يخلط مَعهَا لذَلِك وَرُبمَا سود صبغه وَقد ذكرنَا الوسمة فِي حرف الْوَاو. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة حَتَّى إِذا أَرَادَ الله أَن يخرج برحمته من أَرَادَ من أهل الْكتاب كَذَا للجرجاني وَلغيره من أهل النَّار وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف وَفِي الْمُوَطَّأ أفضل الصَّلَاة صَلَاتكُمْ فِي بُيُوتكُمْ إِلَّا الْمَكْتُوبَة أَكثر الروَاة إِلَّا صَلَاة الْمَكْتُوبَة على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه أَو بِمَعْنى صالة الْفَرِيضَة الْمَكْتُوبَة وَصفا للمضمر الدَّال عَلَيْهِ الْكَلَام فِي حَدِيث سَلمَة فأصك مهما فِي رَحْله حَتَّى خلص إِلَى كتفه كَذَا فِي اكثر الرِّوَايَات وَفِي بَعْضهَا إِلَى كَعبه وَالْأول أصح لقَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فأصكه بِسَهْم فِي نغض كتفه قَوْله فِي حَدِيث الْمرْفق وَالله لأرمين بهَا بَين أكتافكم كَذَا رِوَايَة الكافة بِالتَّاءِ وَكَذَا كَانَ عِنْد ابْن بكير ومطرف من رِوَايَة الْمُوَطَّأ وَكَذَا روينَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَمَعْنَاهُ أصرخ بهَا بنيكم وأرميكم بتوبيخي بهَا كَمَا يرْمى بالشَّيْء بَين الْكَتِفَيْنِ وَفِي كتاب التِّرْمِذِيّ أَنه لما قَالَ الحَدِيث طأطأ النَّاس رؤوسهم فَقَالَ لَهُم هَذَا الْكَلَام وَكَذَا روينَاهُ عَن أبي إِسْحَاق بن جَعْفَر من طَرِيق يحيى بِالتَّاءِ ورويناه عَن القَاضِي أبي عبد اله عَنهُ أكنافكم

فصل الاختلاف والوهم

بالنُّون قَالَ الجياني وَهِي رِوَايَة يحيى وَقَالَ أَبُو عمر اخْتلف علينا فِي ذَلِك الشُّيُوخ وَرجح رِوَايَة التَّاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الحَدِيث على مَا رَوَاهُ سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ فِي كتاب التِّرْمِذِيّ من قَوْله فَلَمَّا حدث بِهِ أَبُو هُرَيْرَة طأطئوا رؤوسهم فَقَالَ حِينَئِذٍ مَا قَالَ وَفِي غَزْوَة الْفَتْح فِي البُخَارِيّ ثمَّ جَاءَت كَتِيبَة هِيَ أقل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله وَأَصْحَابه كَذَا لَهُم أجمع وَذكر الْحميدِي هَذَا فِي صَحِيحه ثمَّ جَاءَت كنَانَة وَهِي أجل الْكَتَائِب وَعِنْدِي أَن الأول هُوَ الصَّحِيح إِلَّا فِي قَوْله أجل فَهُوَ عِنْدِي أحسن لقَوْله فِي بعض الطّرق فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار وَلَا ينْطَلق على الْأَنْصَار كنانه لَكِن البُخَارِيّ قد ذكر الْأَنْصَار تقدمُوا بكتيبتهم فَإِذا كَانَ هَذَا أَيْضا فَتَصِح رِوَايَة البُخَارِيّ كلهَا وَإِن النَّبِي جَاءَ بكتيبة بخواص أَصْحَابه من الْمُهَاجِرين وهم أقل من تِلْكَ الْقَبَائِل والكتائب كلهَا بِغَيْر شكّ لِأَنَّهُ قدم الْكَتَائِب أَمَامه وَبَقِي فِي خَاصَّة أَصْحَابه فَيكون أقل لأجل الْعدَد وَإِلَّا فكتيبته الَّتِي كَانَ فِيهَا هُوَ على مَا ذكره أهل السّير كَانَت أعظم الْكَتَائِب وأفخمها وَقد تكفرت فِي الْحَدِيد فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار وَفِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة فِي حَدِيث الْقسَامَة فَكتب اذا شهِدت الْمَوْسِم كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم فَكنت بالنُّون وَهُوَ وَفِي حَدِيث الْجَسَّاسَة مَا بَين رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَتفيهِ بالحديد كَذَا فِي نُسْخَة عَن ابْن ماهان وَلغيره كعبيه وَهُوَ الْوَجْه الْكَاف مَعَ الثَّاء (ك ث ب) قَوْله كثب وَعند الْكَثِيب الْأَحْمَر الْكَثِيب قِطْعَة من الرمل شبه الربوة من التُّرَاب وَجَمعهَا كثب بِالضَّمِّ وكل مُجْتَمع من طَعَام أَو غَيره إِذا كَانَ قَلِيلا فَهُوَ كثبة بِخِلَاف المفترق وَمِنْه فَحلبَ فِيهِ كثبة من لبن بِضَم الْكَاف أَي قَلِيلا مِنْهُ جمعه فِي إِنَاء قيل قدر حلبة ويعمد أحدكُم إِلَى المغيبة فيخدعها بالكثبة أَي بِالْقَلِيلِ من الطَّعَام جمع هَذَا كثب بِالْفَتْح (ك ث ت) قَوْله فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي حَدِيث ذِي الْخوَيْصِرَة كث اللِّحْيَة بِفَتْح الْكَاف هُوَ أَن تكون غير دقيقة وَلَا طَوِيلَة وفيهَا كَثَافَة واستدارة (ك ث ر) قَوْله لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر بِفَتْح الْكَاف والثاء كَذَا رَوَاهُ النَّاس وَفَسرهُ الْجمار يُرِيد جمار النّخل وَضَبطه صَاحب الجمهرة بِسُكُون الثَّاء قَالَ وَقَالَهُ قوم بِفَتْحِهَا وَقَوله وَذكر نهر الْجنَّة فَقَالَ ذَلِك الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَانِي الله وَهُوَ هُنَا مُفَسّر بالنهر الْمَذْكُور وَقيل الْكَوْثَر الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن الْخَيْر الْكثير من الْقُرْآن والنبوة وَغير ذَلِك فوعل من الْكَثْرَة وَقد قَالَ ابْن عَبَّاس الْكَوْثَر الْخَيْر الَّذِي أعطَاهُ الله وَقَالَ سعيد بن جُبَير وَالنّهر الَّذِي فِي الْجنَّة هُوَ من الْخَيْر الَّذِي أعطَاهُ الله يُرِيد أَنه بعضه وَأَن الْكَوْثَر أَعم مِنْهُ والكثر بِضَم الْكَاف وَسُكُون الثَّاء الْكثير والقل الْقَلِيل مضمومان وَحكى عَن ثَعْلَب كثرا بِالْفَتْح أَيْضا وقلا بِالْكَسْرِ أَيْضا وَقَوله من سَأَلَ تكثرا أَي ليجمع الْكثير ولغير حَاجَة وفاقة وَقَوله يسألنه ويسكثرنه أَي يكثرن عَلَيْهِ السُّؤَال وَالْكَلَام أَو يطلبن اسْتِخْرَاج الْكثير مِنْهُ أَو الْكثير من حوائجهن وَقَوْلها لَهَا ضرائر إِلَّا كثرن عَلَيْهَا يَعْنِي كثرن القَوْل فِيهَا وَالْعَيْب لَهَا وَمثله وَكَانَ مِمَّن كثر عَلَيْهَا قَوْله وَكَثْرَة السُّؤَال يذكر فِي السِّين قَوْله أكثرت عَلَيْكُم فِي السِّوَاك أَي بِالْأَمر بِهِ والحض عَلَيْهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله إِذا أكثبوكم فَعَلَيْكُم بِالنَّبلِ كَذَا رِوَايَة الكافة بباء بِوَاحِدَة بعد الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَهُوَ الْمَعْرُوف أَي إِذا أمكنوكم وقربوا مِنْكُم والكثب الْقرب بِفَتْح الْكَاف والثاء

فصل الاختلاف والوهم

وأكثبك الشَّيْء قرب مِنْك وأمكنك وَقد فسره فِي الحَدِيث فِي كتاب أبي دَاوُود أَي غشوكم وَفَسرهُ فِي البُخَارِيّ بأكثروكم وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَكَذَا فسره ابْن المرابط أَي جاءوكم بِكَثْرَة كالكثيب وَالْأول الْمَعْرُوف وَرَوَاهُ الْقَابِسِيّ بِتَقْدِيم الْبَاء بِوَاحِدَة على الثَّاء وَهُوَ تَصْحِيف وَقَيده بَعضهم أكبتوكم بِتَقْدِيم الْبَاء وتاء بِاثْنَتَيْنِ بعْدهَا وَزعم أَنه الصَّوَاب وَهُوَ الْخَطَأ الْمَحْض لَا من جِهَة اللَّفْظ وَلَا من جِهَة الْمَعْنى إِنَّمَا يُقَال كبته لَا أكبته إِذا رده بغيظه وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَحلبَ كثبة من لبن بِضَم الْكَاف وَسُكُون الثَّاء وَفِي أصل الْأصيلِيّ فِي بَاب الْهِجْرَة كثفة بِالْفَاءِ وكبت عَلَيْهِ كثبة وَقَالَ هُوَ الصَّحِيح وَهُوَ الصَّحِيح كَمَا قَالَ والكثافة إِنَّمَا هِيَ من الصفاقة إِلَّا أَن يكون على بدل الثَّاء من الْفَاء كَمَا قَالُوا جدث وجدف وفوم وثوم فَإِن صحت بِهِ الرِّوَايَة فَهُوَ ذَاك قَوْله سَيكون خلفاء فتكثر قَالُوا فَمَا تَأْمُرنَا قَالَ فوأبيعة الأول فَالْأول كَذَا ضبطناه تكْثر بِفَتْح أَوله وَضم الثَّاء الْمُثَلَّثَة أَي يكثرون فِي وَقت وَاحِد وَضَبطه بَعضهم فتكثر بِضَم أَوله وَكسر الثَّاء كَأَنَّهُ يُرِيد تكْثر مِمَّا لَا تعرف وتنكر وَالْأول أولى بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث وَأمره بِالْوَفَاءِ للْأولِ فَالْأول الْكَاف مَعَ الْحَاء (ك ح ل) قَوْله قطع أكحله وَرمى على أكحله هُوَ عرق مَعْرُوف قَالَ الْخَلِيل هُوَ عرق الْحَيَاة وَيُقَال هُوَ نهر الْحَيَاة فِي كل عُضْو مِنْهُ شُعْبَة لَهُ اسْم على حِدة إِذا قطع من الْيَد لم يرقا الدَّم قَالَ أَبُو الحاتم هُوَ عرق فِي الْيَد وَهُوَ فِي الْفَخْذ النسا وَفِي الظّهْر الْأَبْهَر الْكَاف مَعَ الْخَاء (ك خَ ك خَ) قَوْله كخ كخ زجر للصَّبِيّ عَمَّا يُرِيد أَخذه يُقَال بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا وَسُكُون الخاءين وكسرهما مَعًا وبالتنوين مَعَ الْكسر وَبِغير التَّنْوِين وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ لين وَهِي كلمة أَعْجَمِيَّة عربتها الْعَرَب الْكَاف مَعَ الدَّال (ك د ح) قَوْله أَرَأَيْت مَا يعْمل النَّاس ويكدحون أَي يكتسبون ويسعون فِيهِ من عمل قَالَ الله تَعَالَى إِنَّك كَادِح إِلَى رَبك كدحا (ك د د) قَوْله لَيْسَ من كدك وَلَا كد أَبِيك أَي لَيْسَ من جدك فِي الطّلب وتعبك فِيهِ وَمِنْه قَوْلهم اسع بجد لَا بكد أَي ببخت لَا بِاجْتِهَاد وَشدَّة سعي (ك د م) قَوْله بكدم الأَرْض بِفَتْح الْيَاء وَكسر الدَّال أَي يعضمها بِفِيهِ من شدَّة الْأَلَم أَو شدَّة الْعَطش وَقَوله فِي بعض الرِّوَايَات بِلِسَانِهِ وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب الطِّبّ من البُخَارِيّ وَجهه بِأَسْنَانِهِ لنه لَا يكدم بِاللِّسَانِ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى يعضون الْحِجَارَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله ومكدوش فِي نَار جَهَنَّم كَذَا للعذري بالشين الْمُعْجَمَة وَلغيره فِي الصحيحن بِالْمُهْمَلَةِ فمكدوس مثل مخدوش فِي الحَدِيث الآخر وَمثل مخردل فِي الآخر قَالَ ابْن دُرَيْد كدشه إِذا قطعه بِأَسْنَانِهِ قطعا كَمَا يقطع القثاء وَمَا أشبهه وَقد يكون أَيْضا مرميا مطروحا فِيهَا قَالَ صَاحب الْعين الكدش السُّوق وَيكون هَذَا من معنى مكدوس بِالْمُهْمَلَةِ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي مطروح على غَيره والتكديس طرح الشَّيْء بعضه على بعض وَكله من معنى فَمنهمْ الموبق بِعَمَلِهِ فِي صدر كتاب مُسلم فِي رِوَايَة الْمُنكر فَإِذا خَالَفت رِوَايَته روايتهم أَو لم تكد توافقها كَذَا روياتنا هُنَا وَرَوَاهُ بعض شُيُوخ كتاب مُسلم أَو لم يَكُونُوا فُقَهَاء وَهُوَ تَصْحِيف غَرِيب عَجِيب الْكَاف مَعَ الذَّال (ك ذ ب) قَوْله فَيحدث بالكذبة كَذَا هُوَ بِكَسْر الْكَاف وَيُقَال بِفَتْحِهَا وَأنكر بَعضهم الْكسر إِلَّا إِذا أَرَادَ الْحَالة والهيئة وَقَوله كذب أَبُو مُحَمَّد أَي أَخطَأ وَكذب كَعْب وَقَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي قصَّة

فصل الاختلاف والوهم

حَاطِب كذبت وَقَول أَسمَاء لعمر كذبت كُله مَعْنَاهُ الْخَطَأ وَقَوله عَن إِبْرَاهِيم وَيذكر كذباته بِفَتْح الْكَاف والذال وَثَلَاث كذبات كَذَلِك جمع كذبة بِفَتْح الْكَاف الْوَاحِدَة من الْكَذِب وأكاذيب جمع أكذوبة وَإِنَّمَا سمى هَذِه كذبات لكَونهَا فِي الظَّاهِر على خلاف مخبرها وَإِبْرَاهِيم (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا عرض بهَا عَن صدق فَقَالَ أَنْت أُخْتِي يُرِيد فِي الْإِسْلَام وَفعله كَبِيرهمْ على طَرِيق التبكيت بِدَلِيل قَوْله إِن كَانُوا ينطقون وَإِنِّي سقيم أَي سأسقم وَمن عَاشَ يسقم ولابد يهرم وبموت قَوْله إِن شددت كَذبْتُمْ بتَشْديد الذَّال أَي إِن حملت لم تحملوا معي على الْعَدو ونكصتم عَلَيْهِ وحدتم وَيُقَال بتَخْفِيف الذَّال أَيْضا قَالَ الْهَرَوِيّ وأصل الْكَذِب الِانْصِرَاف عَن الْحق وَمَعْنَاهُ هُنَا انصرفتم عني وَلم تحملوا معي وَقيل مَعْنَاهُ أمكنتم من أَنفسكُم وَاصل الْكَذِب عِنْده الْإِمْكَان أَي أمكن الْكَاذِب من نَفسه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله كَذَاك مُنَاشَدَتك رَبك كَذَا لَهُم وَعند العذري كَفاك بِالْفَاءِ وهما بِمَعْنى قَالَ ابْن قُتَيْبَة مَعْنَاهُ حَسبك وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ حَسبك وَيشْتَبه بِهِ قَوْلهم إِلَيْك أَي تَنَح عني وَأنْشد فَقُلْنَ وَقد تلاحقت المطايا كَذَاك القَوْل أَن عَلَيْك عَيناهُ مَعْنَاهُ كف القَوْل وَقَالَ غَيره الصَّوَاب كَذَاك أَي كف قَالَ وَيكون كَذَاك بِمَعْنى دون فِي غير هَذَا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيصِح هُنَا أَيْضا أَي دون هَذَا الإلحاح فِي الدُّعَاء والمناشدة وَأَقل مِنْهُ يَكْفِيك وانتصب مُنَاشَدَتك بالمفعول بِمَعْنى مَا فِيهِ من الْكَفّ وَالتّرْك قَوْله فِي كتاب مُسلم نَحن نجيء يَوْم الْقِيَامَة على كَذَا وَكَذَا أنظر أَي ذَلِك فَوق النَّاس كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه تَغْيِير كثير أوجبه تحري مُسلم فِي بعض أَلْفَاظه فأشكلت على من بعده وَأدْخل بَينهمَا لَفْظَة انْظُر الَّتِي نبه بهَا على الأشكال وَظن أَنَّهَا من الحَدِيث والْحَدِيث إِنَّمَا هُوَ نَحن يَوْم الْقِيَامَة على كوم فَوق النَّاس فتغيرت لَفْظَة كوم على مُسلم أَو رَاوِيه لَهُ أَو عَنهُ فَعبر عَنْهَا بِكَذَا وَكَذَا ثمَّ نبه بقوله انْظُر أَي فَوق النَّاس أَو كَانَ عِنْده فَوق النَّاس على مَا فِي بعض الحَدِيث فجَاء من لم يفهم الْغَرَض وظنه كُله من الحَدِيث فضم بعضه إِلَى بعض وَقد ذكره ابْن أبي خَيْثَمَة تحشرا مَتى على تل وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي التَّفْسِير فيرقى مُحَمَّد وَأمته على كوم فَوق النَّاس وَذكر أَيْضا فِي حَدِيث آخر فَأَكُون أَنا وَأمتِي على تل فِي الْمَوَاقِيت فَمن كَانَ دونهن فَمن أَهله وَكَذَا فكذاك حَتَّى أهل مَكَّة يهلون مِنْهَا كَذَا فِي نسخ مُسلم قَالَ بَعضهم وَجه الْكَلَام وَكَذَلِكَ فَكَذَلِك الْكَاف مَعَ الرَّاء (ك ر ب) قَوْله فكرب لذالك أَي اصابه كرب وغم (ك ر د) قَوْله وَمِنْهُم المكردس بسين مُهْملَة أَي الموبق الملقي فِي النَّار وَقد يكون بِمَعْنى المكدوس الْمُتَقَدّم أَي ملقى على غَيره بَعضهم على بعض من قَوْلهم لكتائب الْخَيل كراديس لاجتماعها والتكردس التجمع (ك ر ر) وَقَوله فكر النَّاس عَنهُ أَي رجعُوا عَنهُ وَالْكر الرُّجُوع وَالْكر فِي الْحَرْب الرُّجُوع اليها بعد الانفصاك (ك ر ز) قَوْله فِي الْوَفَاة حَتَّى سَمِعت وَقع الكرازين هِيَ الفيسان الَّتِي يحْفر بهَا وأحدها كرزن بِالْفَتْح وَالْكَسْر وكرزين وكرزم وَالرَّاء مُقَدّمَة على الزَّاي فِي جَمِيعهَا (ك ر ك ر) قَوْله تكركر حبات لَهَا من شعير أَي تطحن (ك رم) قَوْله فِي النَّهْي عَن بيع الْكَرم بالزبيب الْكَرم الْعِنَب نَفسه فَإِن كَانَ هَذَا اللَّفْظ من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَيحْتَمل أَنه قبل نَهْيه عَن تَسْمِيَته بِهِ فِي قَوْله لَا تسموا الْعِنَب الْكَرم فَإِنَّمَا الْكَرم الرجل الْمُسلم وَفِي الحَدِيث الآخر قلب الْمُؤمن سمت الْعَرَب الْخمر كرما لما كَانَت تحثهم على الْكَرم

(ك رع)

فَلَمَّا حرمهَا الشَّرْع نفى عَنْهَا اسْم الْمَدْح وَنهى عَن تَسْمِيَتهَا بذلك لَيْلًا تتشوق إِلَيْهَا النُّفُوس الَّتِي عهدتها قبل وَقصر هَذَا الِاسْم الْحسن على الْمُسلم وقلب الْمُؤمن وَمعنى كرم وكرم سَوَاء وصف بِالْمَصْدَرِ يُقَال رَحل كريم وكرم وكرم وكرام وَقيل سميت بذلك لكرم ثَمَرَتهَا وظلها وَكَثْرَة حملهَا وطيبها وَأَنَّهَا مذللة القطوف سهل الجني لَيْسَ بِذِي شوك وَلَا شاق المصعد كالنخل وَأكله غضا ويابسا وادخاره واتخاذه طَعَاما وَشَرَابًا وأصل الْكَرم الْجمع وَالْكَثْرَة للخير وَمِنْه سمي الرجل كَرِيمًا لِكَثْرَة خَيره ونخلة كَرِيمَة لِكَثْرَة حملهَا فَكَانَ الْمُؤمن أولى بِهَذِهِ الصّفة وَقد خص ذَلِك عمر بقوله كرم الْمُؤمن تقواه إِذْ هُوَ شرفه وجماع خَيره قَالَ الله تَعَالَى) إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم (كَأَنَّهُ أفضل أَنْوَاع الْكَرم وخصال الشّرف وَقَوله إِنَّمَا الْكَرِيم بن الْكَرِيم بن الْكَرِيم بن الْكَرِيم يُوسُف الحَدِيث إِذا كَانَ الْكَرم الْجمع وَكَثْرَة الْخَيْر فَهُوَ حَقِيقَة عِنْد يُوسُف لِأَنَّهُ جمع مَكَارِم الْأَخْلَاق الَّتِي يَسْتَحِقهَا الْأَنْبِيَاء إِلَى كرم شرف النُّبُوَّة وَشرف علم الرُّؤْيَا وَغَيرهَا من الْعُلُوم وَشرف رياسة الدُّنْيَا وَكَونه على خَزَائِن الأَرْض وَشرف النّسَب بِكَوْنِهِ رَابِع أَرْبَعَة فِي النبوءة فبالحقيقة أَن يحصر كرمه بأنما الَّتِي تَنْفِي ذَلِك عَن عيره وَقَوله كرائم أَمْوَالهم نفائسها وَقيل مَا يختصه صَاحبه لنَفسِهِ مِنْهَا ويؤثره وَقَوله وَلَا يجلس على تكرمته إِلَّا بِإِذْنِهِ أَي فرَاشه يُرِيد الَّذِي يكرم بالإجلاس عَلَيْهِ من يَقْصِدهُ وَكَذَلِكَ الوساد وَشبهه وَقَوله تنْفق فِيهِ الْكَرِيمَة وتوق كرائم أَمْوَالهم كرائم المَال خيراه وأفضله وَقيل يحْتَمل أَنه يُرِيد هُنَا بالكريمة الْحَلَال ويحتلم الْكثير وَقَوله فِي الْخَيل يتخذها تكرما وتجملا ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم (ك رع) قَوْله الكرع فِي الْحَوْض بِسُكُون الرَّاء وَكَذَلِكَ وَإِلَّا كرعنا بِفَتْحِهَا وَسُكُون الْعين كرع فِي الْحَوْض وَالنّهر إِذا شرب بِفِيهِ وَقَالَ ابْن دُرَيْد إِنَّمَا ذَلِك إِذا خاضه فَشرب مِنْهُ بِفِيهِ يُقَال كرع كرعا وكروعا وَقَالَ غَيره الكرع بِالْفَتْح مَاء السَّمَاء وأكرع الْقَوْم أَصَابُوهُ فَوَرَدُوا والكرع بِفَتْح الرَّاء المَاء الَّذِي تخوضه الْمَاشِيَة بأكارعها فَتَشرب فِيهِ وَقَوله الدَّوَابّ والكراع وَهلك الكراع بِضَم الْكَاف وَضَبطه بَعضهم عَن الْأصيلِيّ بِالْكَسْرِ وَهُوَ خطأ قَالَ أَبُو عَليّ الكراع اسْم الْجَمِيع الْخَيل وَإِلَّا كارع لذوات الظلْف خَاصَّة كالأوظفة من الْخَيل وَالْإِبِل ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سموا بِهِ ثمَّ اسْتعْمل ذَلِك فِي الْخَيل خَاصَّة وَمِنْه الحَدِيث الْمُتَقَدّم وَمِنْه قَوْله وَلَو كرَاع شَاة محرق وَقيل الكراع مَا فَوق الظلْف للأنعام ونحت السَّاق وَقَوله كرَاع هرشي الكراع كل أنف سَائل من جبل أَو حرَّة وكراع الغميم مَوضِع نذكرهُ (ك رس) قَوْله أَثوَاب من كُرْسُف وفيهَا الكرسف بِضَم الْكَاف وَالسِّين الْمُهْملَة أَي الْقطن وَهُوَ العطب أَيْضا وَقَوله مَا أَدْرِي مَا أصنع بِهَذِهِ الكراييس بياءين كل وَاحِدَة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا هِيَ المراحيض وأحدها كرياس بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الرَّاء وسين مُهْملَة وَقيل هِيَ المراحيض المتخذة على السطوح خَاصَّة وَلَا يمسى مَا يتَّخذ فِي السّفل كرياسا سمي بذلك لما تعلق بِهِ من الأقدار فتكرس أَي تجمع وَالْيَاء فِيهِ زَائِدَة (ك رش) قَوْله فِي الْأَنْصَار كرشي وعيبتي أَي جماعتي وَمَوْضِع ثقتي والكرش الْجَمَاعَة من النَّاس (ك ره) قَوْله كَرَاهِيَة كَذَا يُقَال كَرَاهِيَة وَكَرَاهَة وكراهين حَكَاهُ أَبُو زيد والكره مثله بِالْفَتْح كَرَاهَة الشَّيْء بِالْفَتْح وَالضَّم مَعًا عِنْد الْبَصرِيين وَقَالَ الْفراء بِالْفَتْح وَأما الضَّم فبمعنى الْمَشَقَّة وَقَالَ القتبى بِالْفَتْح الْقَهْر وبالضم الْمَشَقَّة والكره بِالضَّمِّ وَسُكُون الرَّاء الْمَكْرُوه قَالَ الله تَعَالَى) وَهُوَ كره لكم (

فصل الاختلاف والوهم

وَالْمَكْرُوه قَالَ بَعضهم الضَّم الْمَشَقَّة يتحملها من غير أَن يكلفها وَالْفَتْح الْمَشَقَّة يكلفها وَقَوله إسباغ الْوضُوء على المكاره قيل فِي الْبرد الشَّديد وَالْعلَّة تصيب الْإِنْسَان فَيشق عَلَيْهِ مس المَاء وَقيل يُرَاد بِهِ أعواز المَاء وضيقه حَتَّى لَا يُوجد إِلَّا بغالي الثّمن وَذكر الكري مَقْصُور وَهُوَ النّوم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الضَّحَايَا هَذَا يَوْم اللَّحْم فِيهِ مَكْرُوه كَذَا رَوَاهُ كَافَّة رُوَاة مُسلم وَكَذَا ذكره التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ العذري مقروم أَي مشتهى كَمَا قَالَ فِي رِوَايَة البُخَارِيّ يَوْم يتشهى فِيهِ اللَّحْم قَالَ بَعضهم الْوَجْه فِي الْعَرَبيَّة مقروم إِلَيْهِ وَقَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج يُقَال قرمت اللَّحْم وقرمت إِلَيْهِ وَمعنى الرِّوَايَة الأولى أَنه يكره أَن يذبح فِيهِ مَا لَا يجزى فِي الضحية وَيتْرك الضحية وسنتها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث وَعِنْدِي شَاة لحم وَهَذِه الرِّوَايَة والتأويل كَانَ يرجح بعض شُيُوخنَا وَهُوَ أَبُو عبدا لله سُلَيْمَان النَّحْوِيّ وَقَالَ بَعضهم اللَّحْم فِيهِ مَكْرُوه بِفَتْح الْحَاء أَي الشَّهْوَة إِلَى اللَّحْم وَهُوَ أَن يتْرك الذّبْح وَيتْرك عِيَاله بِلَا أضْحِية وَلَا لحم يشتهون اللَّحْم وَقيل هُوَ حض على بذل اللَّحْم لمن لَا لحم عِنْده إِذْ يكره الاستيثار بِهِ وَترك غَيره يشتهيه مِمَّن لَا يقدر عَلَيْهِ وَاللَّحم الَّذِي يكثر أكل اللَّحْم وَالَّذِي يَشْتَهِي أكله وَجَاء فِي الحَدِيث وَخلق الْمَكْرُوه يَوْم الثُّلَاثَاء كَذَا جَاءَ فِي كتاب مُسلم وَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِم ورويناه فِي كتاب ثَابت التقن مَكَان الْمَكْرُوه وَفَسرهُ الْأَشْيَاء الَّتِي يقوم بهَا المعاش وَيقوم بِهِ صَلَاح الْأَشْيَاء كجواهر الأَرْض وَغير ذَلِك وَقَالَ غَيره التقن المتقن وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله لَا يدعونَ عَنهُ وَلَا يكْرهُونَ كَذَا للفارسي وَلغيره يكْرهُونَ وَهُوَ الصَّحِيح وَمَعْنَاهُ ينتهرون وَقَوله يستحيي أَن يهديه لكريمه كَذَا رِوَايَة أَكثر شُيُوخنَا أَي لمن يعز عَلَيْهِ وَرَوَاهُ ابْن المرابط لكريمة بِفَتْح الْمِيم وتنوين آخِره وَهُوَ قريب من الأول الْكَاف مَعَ الظَّاء (ك ظ ظ) قَوْله وَهُوَ كظيظ بالزحام أَي ممتلئ مضغوط (ك ظ م) قَوْله فِي المتثائب فليكظم مَا اسْتَطَاعَ أَي يمسك فَمه وَلَا يَفْتَحهُ وَالْأَصْل فِيهِ الْإِمْسَاك وَمِنْه والكاظمين الغيظ وَهُوَ قريب من الكظ أَيْضا الْكَاف مَعَ اللَّام (ك ل ا) قَوْله نهى عَن الكالي بالكالي أَي الدّين بِالدّينِ وَبيع الشَّيْء الْمُؤخر بِالثّمن الْمُؤخر وَأَبُو عُبَيْدَة يهمز الكاليئ وَغَيره لَا يهمزه وَتَفْسِيره أَن يكون لرجل على آخر دين من بيع أَو غَيره فَإِذا جَاءَ لاقْتِضَائه لم يجده عِنْده فَيَقُول لَهُ بِعْ مني بِهِ شَيْئا إِلَى أجل أدفعه إِلَيْك وَمَا جانس هَذَا ويزيده فِي الْمَبِيع لذَلِك التَّأْخِير فيدخله السّلف بالنفع قَوْله لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع بِهِ الْكلأ هُوَ مَهْمُوز مَقْصُور وَهُوَ المرعى والعشب رطبا كَانَ أَو يَابسا عِنْد أَكْثَرهم وَقَالَ ثَعْلَب الْكلأ الْيَابِس وَمَفْهُوم الحَدِيث يرد عَلَيْهِ وَتَفْسِيره لن من نزل بماشيته على بير من آبار الْمَوَاشِي بالبادية فَلَا يمْنَع فَضلهَا لمن أَتَى بعده ليبعد عَنهُ وَلَا يرْعَى خصب الْموضع مَعَه لَا أَنه إِذا مَنعه الشّرْب مِنْهَا بسبقه إِلَيْهَا لم يقدر الآخر على الرَّعْي بِقُرْبِهِ دون شرب مَاء فيخلى لَهُ المرعى وَيذْهب يطْلب المَاء وَلَيْسَ للْآخر رَغْبَة فِي منع المَاء إِلَّا لهَذَا فَنهى عَن ذَلِك وَفِي الحَدِيث الآخر وَمِنْهَا مَا ينْبت الْكلأ بِمَعْنَاهُ وَقَوله اكلالنا الصُّبْح وكلا بِلَال هُوَ بِمَعْنى الْحِفْظ أَي أرصد لنا طلوعه وأحفظ ذَلِك علينا وَمِنْه كلأه الله أَي حفظه (ك ل ب) قَوْله كَلوب وكلاليب بِفَتْح الْكَاف وَاحِد وَجمع هِيَ الخطاطيف وَيُقَال كلاب أَيْضا للْوَاحِد وَهِي خَشَبَة فِي رَأسهَا عقافة حَدِيد وَقد تكون حديدا كلهَا وَالْكَلب الْعَقُور كل مَا يعقر من الْكلاب وَالسِّبَاع ويعدوا يُسمى كَلْبا

فصل الاختلاف والوهم

(ك ل ح) قَوْله فِي التَّفْسِير عبس كلح الكلح بِفَتْح اللَّام تقلص الشفتين وَفِي التَّنْزِيل وهم فِيهَا كَالِحُونَ وَعَبس بِمَعْنى قطب (ك ل ل) قَوْله يحمل الْكل بِفَتْح الْكَاف قَالَ الله تَعَالَى) وَهُوَ كل على مَوْلَاهُ (ينْطَلق على الْوَاحِد والجميع وَالذكر وَالْأُنْثَى وَقد جمعه بَعضهم كلولا وَمَعْنَاهُ الثّقل وَمن لَا يقدر على شَيْء كاليتيم والعيال وَالْمُسَافر المعي وَهَذَا أَصله من الكلال وَهُوَ الإعياء ثمَّ اسْتعْمل فِي كل ضائع وَأمر مثقل وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من ترك كلا فعلى أَي عيالا أَو دينا وَقَوله وتكلله النّسَب وَلَا يَرِثنِي إِلَّا كَلَالَة قَالَ الْحَرْبِيّ فِي الْكَلَالَة وَجْهَان يكون الْمَيِّت بِنَفسِهِ إِذا لم يتْرك ولدا وَلَا والدا وَالْقَوْل الْآخرَانِ الْكَلَالَة من تَركه الْمَيِّت غير الْأَب وَالِابْن وَيدل عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث وتكلله النّسَب أَي عطف عَلَيْهِ وأحاط بِهِ وَفِي حَدِيث حنين فمازلت أرى حَدهمْ كليلا أَي شدتهم وقوتهم آلت إِلَى ضعف وفشل والكلال الإعياء والفشل والضعف وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء حَتَّى صَارَت فِي مثل الأكليل يَعْنِي الْمَدِينَة قيل هُوَ مَا أحَاط بالظفر من اللَّحْم وكل مَا أحَاط بِشَيْء فَهُوَ أكليل وَمِنْه سمي الإكليل وَهِي الْعِصَابَة لإحاطته بالجبين وَقيل هِيَ الرَّوْضَة وَفِي الحَدِيث تبرق أكاليل وَجهه وَهُوَ الجبين وَمَا يُحِيط مِنْهُ بِالْوَجْهِ وَهُوَ مَوضِع الإكليل قَوْله كلا وَالله لتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله هِيَ فِي كَلَام الْعَرَب للجحد بِمَعْنى لَا وَالله وَقيل بِمَعْنى الزّجر (ك ل م) قَوْله لَا يكلم أحد فِي سَبِيل الله وَقَوله إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وَكَلمه يثعب دَمًا الْكَلم بِالْفَتْح الْجرْح وَقَوله بِكَلِمَات الله التامات يَعْنِي الْقُرْآن وَمِنْه تَصْدِيق كَلِمَاته وَقيل كَلَام الله كُله تَامّ لَا يدْخلهُ نقص كَمَا يدْخل كَلَام الْبشر وَمر تَفْسِير التَّامَّة فِي التَّاء وَقَوله سُبْحَانَ الله عدد كَلِمَاته قيل فِي كَلِمَاته علمه فِي قَوْله لنفد الْبَحْر قبل أَن تنفذ كَلِمَات رَبِّي فَإِذا كَانَ على هَذَا فَذكر الْعدَد هُنَا تجوز بِمَعْنى الْمُبَالغَة فِي الْكَثْرَة إِذْ علم الله لَا ينْحَصر وَكَذَلِكَ إِن رد معنى كَلِمَاته إِلَيّ كَلَامه أَو الْقُرْآن كَمَا تقدم فِي قَوْله كَلِمَات الله التَّامَّة كَمَا قيل فِي قَوْله وتمت كلمة رَبك الْحسنى أَي كَلَامه إِذْ لَا تَنْحَصِر صِفَاته وَلَا كَلَامه وَلَا أول وَلَا آخر لذاته لَا إِلَه غَيره وَإِذا قُلْنَا معنى كَلِمَاته علمه أَي معلوماته فَيحْتَمل أَن يُرِيد الْعدَد وَيحْتَمل أَن يُرِيد التكثير وَقيل يحْتَمل أَن يُرِيد عدد الإذكار وَعدد الأجور على ذَلِك وَنصب عددا ومدادا وزنة على الْمصدر وَقَوله فِي عِيسَى كلمة الله وروحه أَي خلق بكلمته وَهُوَ قَوْله كن من غير أَب كَمَا قَالَ تَعَالَى) إِن مثل عِيسَى عِنْد الله كَمثل آدم (وَقيل سَمَّاهُ كلمة ليبشرها أَولا بِولد ثمَّ كَونه بشرا فَسَماهُ كلمة لذَلِك إِلَى قَوْله كن فَيكون وَقَوله تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُم وَكتب بهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى قَيْصر هِيَ مفسرة فِي بَقِيَّة الْآيَة وَهِي كلمة التَّوْحِيد وَكَذَلِكَ فِي قَوْله لتَكون كلمة هِيَ الْعليا أَي دينه وتوحيده ودعوته بِكَلِمَة التَّوْحِيد ومتله قَوْله وَنصر كَلمته أَي توحيده أَو أهل توحيده فَحذف أهل وَقيل فِي قَوْله تزوجتموهن بِكَلِمَة الله أَي بِكَلِمَة التَّوْحِيد لَا إِلَه إِلَّا الله وَقيل بقوله تَعَالَى) فإمساك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان (وَقَوله أَرَاك كلفت بِعلم الْقُرْآن بِكَسْر اللَّام أَي علقت بِهِ وأحببته وأولعت بِهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله أكلفوا من الْعَمَل مَا تطيقون بِأَلف وصل وَفتح اللَّام كَذَا رِوَايَة الْجُمْهُور وَهُوَ الصَّوَاب يُقَال كلفت بالشَّيْء أولعت بِهِ وَوَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا والرواة بِأَلف الْقطع وَلَام مَكْسُورَة وَلَا يَصح عِنْد اللغويين وَفِي حَدِيث الرِّبَا فَقَالَ ابْن عَبَّاس كلالا أَقُول

(ك م أ)

كَذَا ضبطناه بِضَم الْكَاف وَفتح اللَّام وَضمّهَا أَيْضا منون وُقُوع فِي بعض الرِّوَايَات كلا لَا أَقُول بفتحهما وَالْأول أصح وَيخرج الآخر أَيْضا على أصل معنى الْكَلِمَة وكلا ردع فِي الْكَلَام وتنبيه وَفِي صدر كتاب مُسلم أَنِّي كلفت بِعلم الْقُرْآن بِكَسْر اللَّام وَعند الطَّبَرِيّ علقت بِكَسْر اللَّام وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى مُتَقَارب كلفت أولعت وعلقت أَحْبَبْت وَأَيْضًا أدمت فعله وَفِي الْإِجَارَات فاستكملوا أجر الْفَرِيقَيْنِ كليهمَا وَعند الْأصيلِيّ كِلَاهُمَا وَكَذَا جَاءَ فِي مَوَاضِع وهما صَحِيحَانِ لُغَتَانِ تجْرِي إِحْدَاهمَا الْحَرْف على الْإِعْرَاب وَالْأُخْرَى تَقول كِلَاهُمَا فِي الْأَحْوَال الثَّلَاثَة قَوْله فِي الاسْتِسْقَاء فَمَا نزل حَتَّى يَجِيش كل ميزاب كَذَا للحموي وَالْمُسْتَمْلِي وَفِي أصل الْأصيلِيّ ضرب عَلَيْهِ وَكتب عَلَيْهِ لَك ميزاب وَكَذَلِكَ فِي سَائِر النّسخ فِي الاسْتِسْقَاء وَقَالَ ابْن أبي الزِّنَاد هَذَا كُله فِي الصُّبْح كَذَا لِابْنِ السكن وَأبي ذَر والجرجاني وَعند الْمروزِي كَلمعِ الصُّبْح وَهُوَ تَصْحِيف فِي وَفَاة عمر فَقَالَ ابْن عَبَّاس وَلَا كل ذَلِك كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ والقابسي وَأبي ذَر وللأصيلي عَن الْمروزِي وَلَا كَانَ ذَلِك وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ أَو مَا عِنْد ابْن السكن وَلَئِن كَانَ ذَلِك فقد صَحِبت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحَدِيث وَفِي بَاب اقطاع الانصار الْبَحْرين على ذَلِك يَقُولُونَ كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن كل ذَلِك يَقُولُونَ وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَجْه وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْجِهَاد فِي بَاب فضل الصَّوْم فِي سَبِيل الله وَأَنه كلما ينْبت الرّبيع يقتل أَو يلم كَذَا فِي النّسخ هُنَا وَصَوَابه مَا فِي غَيره وَمَا عِنْد مُسلم وَإِن مِمَّا ينْبت قَوْله كَالْكَلْبِ يعود فِي قيئه وللجرجاني فِي مَوَاضِع كالعائد يعود فِي قيئه وَالْأول أشهر وَأَصَح لفظا وَالثَّانِي يَصح مَعْنَاهُ وَفِي فَضَائِل عمر وَلَا كل ذَلِك كَذَا للجرجاني وَعند الْمروزِي والهروي وَلَا كَانَ ذَلِك وَعند ابْن السكن والنسفي وَلَئِن كَانَ ذَلِك وَمَا عِنْد الْمروزِي وهم لَا معنى لَهُ وَرِوَايَة الْجِرْجَانِيّ أصح وَالْوَجْه فِيهِ النصب أَي لَا تجزع كل هَذَا أَو لم يبلغ بك الْجزع كل ذَا أَلا ترَاهُ كَيفَ قَالَ كَأَنَّهُ يجزعه أَي يشجعه وَرِوَايَة النَّسَفِيّ لَهَا وَجه أَي لَئِن قضي عَلَيْك بِمَا قضي فلك من السَّابِقَة مَا ذكره مِمَّا يغتبط بِهِ بلقاء الله وَرَسُوله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَاف بِالْبَيْتِ فقد حل الطّواف كُله سنة نَبِيكُم كَذَا هُوَ فِي جَمِيع النّسخ الَّتِي رأيناها ورويناها وعلق بعض شُيُوخنَا صَوَابه الطّواف عمرته وَبِه يَسْتَقِيم الْكَلَام وَالْأول لَا يفهم مَعْنَاهُ وَقَوله سَمِعت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كلمة الرِّوَايَة لجميعهم بِالنّصب فِي الصَّحِيح للْبُخَارِيّ ونصبه على بدل الاشتمال أَو على حذف القَوْل لَهَا وَفِي بَاب الاستسفاه وأجعلها عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف قَوْله هَذَا كُله فِي الصُّبْح كَذَا للجرجاني وَابْن السكن وَأبي ذَر يَعْنِي فِي الْقُنُوت وَعند الْمروزِي والحموي هَذَا كَلمعِ الصُّبْح يُرِيد فِي الصِّحَّة والوضوح الْكَاف مَعَ الْمِيم (ك م أ) الكمئة من الْمَنّ هُوَ مَعْرُوف من نَبَات الأَرْض الَّذِي لَا أصل لَهُ وَالْعرب تسميه جدري الأَرْض ولهاذ سَمَّاهُ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) منا أَي أَنه طَعَام يَأْتِي بِغَيْر اسْتِعْمَال وَلَا سقِِي وَلَا زرع كالمن الَّذِي أنزل على بني إِسْرَائِيل (ك م ل) قَوْله كمل من الرِّجَال كثير يُقَال بِفَتْح الْمِيم وَضمّهَا وَكسرهَا ثَلَاث لُغَات أَي انْتهى فِي الْفضل نِهَايَة التَّمام والكمال دون نقص وَقيل كمل فِي الْعقل إِذْ قد وصف النِّسَاء بِنَقص ذَلِك (ك م م) قَوْله حَتَّى ييبس فِي أكمامه جمع كم وَهُوَ أغلفة الْحبّ وَكَذَلِكَ لطلع النّخل وَغَيره وَكَذَلِكَ كم الْقَمِيص (ك م ن) قَوْله فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَكَمَنَا فِيهِ ثَلَاث لَيَال كَذَا للنسفي وَأبي ذَر أَي اختفينا ولغيرهما فمكثا

فصل الاختلاف والوهم

أَي أَقَامَا وَمثله فِي قتل أبي رَافع فَكَمَنْت أَي اختفيت بِفَتْح الْمِيم الْكَاف مَعَ النُّون (ك ن ز) فِي مَانع الزَّكَاة هَذَا كَنْزك وَيَأْتِي كنز أحدهم وَبشر الكانزين أَصله مَا أودع الأَرْض من الْأَمْوَال وكل شَيْء دحسته برجلك فِي شَيْء فقد كنزته وَهُوَ فِي الحَدِيث مَا لم تُؤَد زَكَاته وغيب عَن ذَلِك وَأعْطيت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض فسر فِي حرف الْهمزَة ولتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله هُوَ مَا أودعاه الأَرْض وجمعاه فِي الْأَمْوَال وَقَوله لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه كنز من كنوز الْجنَّة أَي أجرفيها مدخر لقائلها وثواب معدله وَقيل للمتصف بِمَعْنَاهُ من التبري من الْحول وَالْقُوَّة الْمُفَوض أمره إِلَى الله (ك ن ن) قَوْله فِي حَدِيث أبي العَاصِي يتَعَاهَد كنته بِفَتْح الْكَاف هِيَ امْرَأَة أخي الرجل أَو امْرَأَة ابْنه وَالْمرَاد هُنَا امْرَأَة ابْنه عبد الله وَذكر الكنانة بِكَسْر الْكَاف وَهِي جعبة السِّهَام سميت بذلك لِأَنَّهَا تكنها أَي تحفظها كننت الشَّيْء أكنه حفظته وَقَول عمر وأكن النَّاس من الْمَطَر بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْكَاف على الْأَمر من أكن كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ أَي اصْنَع لَهُم كُنَّا بِالْكَسْرِ وَهُوَ مَا يسترهم مِنْهُ وَضَبطه غَيره وَكن النَّاس من الْمَطَر وَكِلَاهُمَا صحي يُقَال كننت الشَّيْء أكنه وأكننته أكنه بِمَعْنى سترت وخبأت وَبَعض أهل اللُّغَة يَقُول كننت الشَّيْء سترت وصنت وأكننت القَوْل فِي صَدْرِي أخفيته وَاحْتج بقوله كأنهن بيض مَكْنُون من كننت وَبِقَوْلِهِ مَا تكن صُدُورهمْ من أكننت (ك ن ف) قَوْله مَا كشفت كنف أُنْثَى وَلم يفتش لنا كنفا بِفَتْح الْكَاف وَالنُّون أَرَادَ ثوبها الَّذِي يَسْتُرهَا والكنف السّتْر كِنَايَة عَن الْجِمَاع وَفِي المناجات فَيَضَع عَلَيْهِ كنفه أَي ستره فَلَا يكشفه بهَا على رُؤُوس الأشهاد بِدَلِيل قَوْله بعد سترتها عَلَيْك فِي الدُّنْيَا وَأَنا أسترها عَلَيْك فِي الْآخِرَة وَقد يكون كنفه هُنَا عَفوه ومغفرته وَحَقِيقَة الْمَغْفِرَة فِي اللُّغَة السّتْر والتغطية وَقد صحف فِيهِ بَعضهم تصحيفا قبيحا فقاله كتفه بِالتَّاءِ وَقَوله وَالنَّاس كنفيه أَي ناحيتيه وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي كنفتيه وَفِي فضل عمر وَمَوته وَذكر سَرِيره وتكنفه النَّاس واكتنفنا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أحاطوا بِهِ واكتنفني أبواي أَي جلسا بجانبي وَمِنْه لَا رمين بهَا بَين أكنافكم أَي جوانبكم وَبَيْنكُم (ك ن و) قَوْله وَلَا تكنوا بكينوني كَذَا للأصيلي فِي كتاب الْأَدَب وَلغيره بكنيتي وَهُوَ الَّذِي لَهُم فِي غير مَوضِع وَكِلَاهُمَا صَحِيح كنيت الرجل وكنوته كنوا وكنيا جعلت لَهُ كنية. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله بشر الكانزين كَذَا هُوَ بالبنون وَالزَّاي لأكْثر الروَاة فِيهَا وَعند الطَّبَرِيّ فِي حَدِيث ابْن أبي شبية الكاثرين بالثاء وَالرَّاء من الْكَثْرَة وَالْأول الْمَعْرُوف وَالْمَعْرُوف أَيْضا من الْكَثْرَة المكثرون وَلَكِن قد قَالُوا عدد كاثر أَي كثير وَقَالَ الشَّاعِر (وَإِنَّمَا الْعِزَّة للكاثر وَفِي شعر حسان ) (من كنفي كداء ) أَي من جانبيها كَذَا رِوَايَة الْفَارِسِي والسجزي وَكَذَا روينَاهُ عَن الْحَافِظ أبي عَليّ عَن العذري وَعند أبي بَحر عَنهُ موعدها كداء الْكَاف مَعَ الْعين (ك ع ب) قَوْله الْكَعْبَة كل بِنَاء مُرْتَفع وَبِه سميت الْكَعْبَة بل كل شَيْء مُرْتَفع وَمِنْه كعوب الْقَنَاة وَقيل بل هُوَ كل بِنَاء مربع وَذكر الكعبان وَيلْزق كَعبه بكعبه قَالَ ثَابت قَالَ أَبُو زيد فِي كل رجل كعبان وهما عظما طرف السَّاق قَالَ وَبَعض النَّاس يذهب إِلَى أَن الكعب فِي ظهر الْقدَم وَكَلَام الْعَرَب يدل على مَا قَالَ أَبُو زيد لِأَن الكعوب عِنْدهم كل عقدَة قَالَ القَاضِي رَحمَه

فصل الاختلاف والوهم

الله مَذْهَب بعض النَّاس الَّذِي ذكرانه معقد الشرَاك من ظهر الْقدَم بِهِ سميت قَوْله إِلَى الْكَعْبَيْنِ هما العظمان الناتيان فِي طرف السَّاق وملتقى الْقدَم وَقيل هما مفصل السَّاق والقدم وَكَلَام الْعَرَب الأول (ك ع ك ع) قَوْله تكعكعت أَي جبنت وَنَكَصت يُقَال مِنْهُ كععت وكععت بِالْفَتْح وَالْكَسْر اكع واكع وكاع يكيع أَيْضا وَقيل كعكعت رجعت وَرَاءَك وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب رد الْمُصَلِّي من مر بَين يَدَيْهِ وَذكر ابْن عمر فِي التَّشَهُّد وَفِي الْكَعْبَة كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وعبدوس وَسَائِر النّسخ وَكَذَا للنسفي لَكِن بِغَيْر وَاو الْعَطف وَقَالَ الْقَابِسِيّ وَفِي الرَّكْعَة أشبه الْكَاف مَعَ الْفَاء (ك ف ا) قَوْله الْمُسلمُونَ تتكافؤ دِمَاؤُهُمْ أَي يتساوون فِي الْقصاص والديات الشريف والمشروف والكفء والكفئ الْمثل وَقَوله كخامة الزَّرْع تتكفؤها الرّيح وَالْمُؤمن يكفأ بالبلاء معنى ذَلِك تميلها يَمِينا وَشمَالًا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر تميلها وَكَذَلِكَ الْبلَاء بِالْمُؤمنِ يُصِيبهُ مرّة ويتركه أُخْرَى لتكفير خطاياه وَقَوله فِي الأَرْض يتكفأها الْجَبَّار بِيَدِهِ يقلبها ويميلها إِلَى هَاهُنَا وَهَاهُنَا بقدرته وَقيل يضمها وَهُوَ مثل قَوْله تَعَالَى) وَالسَّمَاوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ (وَالله تَعَالَى يتنزه عَن الْجَارِحَة وصفات المخلوقين وَقَوله إِذا مَشى تكفأ قَالَ شمر مَعْنَاهُ تمايل كَمَا يتمايل السَّيْف يَمِينا وَشمَالًا قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا خطأ وَهَذِه مشْيَة المختال وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ هُنَا يمِيل إِلَى جِهَة ممشاه ومقصده كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كَأَنَّمَا يمشي فِي صبب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هَذَا لَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظ وَإِنَّمَا يكون التكفؤ مذموما إِذا اسْتعْمل وَقصد وَأما إِذا كَانَ خلقَة فَلَا وَقَوله وأكفوا الْإِنَاء روينَاهُ بِقطع الْألف وَكسر الْفَاء رباعي وبوصلها وَفتح الْفَاء ثلاثي وهما صَحِيحَانِ وَمَعْنَاهُ أقلبوه وَلَا تتركوه للعق الشَّيْطَان ولحس الْهَوَام وَذَوَات الأقذار وَمثله فِي الْأَشْرِبَة فأكفأناها يَوْمئِذٍ وَفِي الحَدِيث الآخر فكفأتها على اللغتين أَي قلبناه وَمثله فِي لُحُوم الْحمر اكفوا الْقُدُور روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمين وَأنكر بَعضهم أَن يَكُونَا بِمَعْنى وَإِنَّمَا يُقَال فِي قلبت كفأت ثلاثي وَأما أكفات وكفات مَعًا فبمعنى أملت وَهُوَ مَذْهَب الْكسَائي وَمِنْه فِي حَدِيث الْوضُوء فَتَوَضَّأ لَهُم فأكفأه على يَدَيْهِ كَذَا للأصيلي وَفِي رِوَايَة البَاقِينَ فكفأه فِي بَاب مسح الرَّأْس وَمِنْه فأضع السَّيْف فِي بَطْنه ثمَّ انكفئ عَلَيْهِ أَي أتكئ وأميل وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فِي الضرة لتكفى ويروى لتكتفي مَا فِي صحفتها وَفِي رِوَايَة لتستكفئ أنائها تفتعل وتستفعل من ذَلِك أَي تكبه وتقلبه وتفرغه من خير زَوجهَا لطلاقه إِيَّاهَا وَقد تسهل الْهمزَة فِي هَذَا كُله وَقَوله فَانْكَفَأت إلَيْهِنَّ وانكفأت رَاجِعَة وانكفأت إِلَى امْرَأَتي وانكفا إِلَى شَاتين أَي رَجَعَ عَن سنَن قَصده الأول إِلَى ذَلِك وَكله بِمَعْنى الْميل والانقلاب الْمُتَقَدّم وَمِنْه أَيْضا وأكفا بِيَدِهِ أَي قَلبهَا وإمالها وَفِي قتل أبي رَافع ثمَّ انكفئ عَلَيْهِ يَعْنِي السَّيْف يَعْنِي أميل وأنقلب مُتكئا عَلَيْهِ (ك ف ت) قَوْله أكفتوا صِبْيَانكُمْ أَي ضموهم إِلَيْكُم واقبضوهم وكل مَا ضممته فقد كفته وَقَوله وَلَا يكفت شعرًا وَلَا ثوبا بِكَسْر الْفَاء وَمِنْه ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا أَحيَاء وأمواتا أَي تضمهم فِي مَنَازِلهمْ أَحيَاء وَفِي مقابرهم أَمْوَاتًا وَهُوَ بِمَعْنى يكف فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَالَ بَعضهم يكفت يستر وَلَا يَصح (ك ف ر) قَوْله لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا قيل بِالنعَم الَّتِي خولتم حَتَّى تفانيتم عَلَيْهَا وَقيل يكفر

(ك ف ل)

بَعْضكُم بَعْضًا كَمَا فعلت الْخَوَارِج فيكفرون بذلك وَقيل تَفْعَلُونَ أَفعَال الْكفَّار من قتل بَعضهم بَعْضًا وَقيل متكفرين بِالسِّلَاحِ أَي متسترين بِهِ وأصل الْكفْر السّتْر والجحد لِأَن الْكَافِر جَاحد نعم ريه عَلَيْهِ وساتر لَهَا بِكُفْرِهِ وَمِنْه يكفرن العشير يَعْنِي الزَّوْج أَي يجحدن إحسانه كَمَا فسره فِي الحَدِيث وَقَوله وَفُلَان كَافِر بالعرش قيل هُوَ على وَجهه أَي لم يسلم بعد وَالْعرش بيُوت مَكَّة وَقيل مُقيم بِنَا مستتر فِيهَا وَقيل مُقيم بالكفور وَهِي بيُوت مَكَّة وَهِي الْعَرْش وَسَيَأْتِي بَقِيَّة الْكَلَام عَلَيْهِ فِي حرف الْعين وَقَوله من أَتَى عرافا وَمن فعل كَذَا فقد كفر بِمَا أنزل على مُحَمَّد أَي جحد تَصْدِيقه بكذبهم وَقد يكون على هَذَا إِذا اعْتقد تَصْدِيقه بعد مَعْرفَته بتكذيب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَهُم كفرا حَقِيقَة وَمثله أصبح من عباد مُؤمن بِي وَكَافِر الحَدِيث فَمن اعْتقد أَن النَّجْم فَاعل ومدبر فكافر حَقِيقَة وَمن قَالَ بِالْعَادَةِ والتجربة فَقيل ذَلِك فِيهِ لعُمُوم اللَّفْظ أَو كَافِر بِنِعْمَة الله فِي الْمَطَر إِذْ لم يضف النِّعْمَة إِلَى رَبهَا أَو أَنه لَيْسَ فِي هَذَا جَاءَ الحَدِيث وَلَا بَأْس بِهِ وَهُوَ قَول أَكثر الْعلمَاء وَأَن النَّهْي إِنَّمَا هُوَ لمن اعْتقد أَن النَّجْم فَاعل ذَلِك وَقَوله الكفرى بِضَم الْكَاف وَفتح الْفَاء وَضمّهَا مَعًا وَتَشْديد الرَّاء مَقْصُور هُوَ عِنْد أَكْثَرهم وعَاء الطّلع وقشره الْأَعْلَى وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي وَهُوَ الكافور وَالْكفْر أَيْضا وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة وعَاء كل شَيْء كافوره وَيُقَال لَهُ قفور أَيْضا وَقَالَ الْخطابِيّ قَول الْأَكْثَرين أَن الكفرى الظلع بِمَا فِيهِ وَقَالَ الْفراء هُوَ الطّلع حِين ينشق قَالَ أَبُو عَليّ وَقَول الْأَصْمَعِي هُوَ الصَّحِيح وَقَالَ الْخَلِيل الكفرى الطّلع وَقَوله فِي الحَدِيث قشر الكفرى يصحح قَوْله وَقَوله أَنه كَانَ يلقى فِي البخور كافورا هُوَ هَذَا الطّيب الْمَعْلُوم يُقَال بِالْكَاف وَالْقَاف وَقيل فِيهِ قفور أَيْضا وَقَالَ ابْن دُرَيْد وَأَحْسبهُ لَيْسَ بعربي مَحْض وَقَوله فِي الدُّعَاء آخر الطَّعَام الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ غير مكفي وَلَا مكفور وَلَا مُسْتَغْنى عَنهُ رَبنَا كَذَا روينَاهُ مكفي بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْفَاء وَتَشْديد الْيَاء قيل مَعْنَاهُ فِي هَذَا كُله وَمرَاده الطَّعَام وَعَلِيهِ يعود الضَّمِير وَإِلَيْهِ ذهب الْحَرْبِيّ وَرَوَاهُ غير مكفا وَمَعْنَاهُ وَمعنى غير مكفى سَوَاء مِمَّا تقدم أَي غير مقلوب أناؤه لعدمه أَو للاستغناء عَنهُ كَمَا قَالَ وَلَا مُودع أَي مَتْرُوك ومفقود فسهل همزته فِي روايتنا وَغير مكفور غير مجحود نعْمَة الله فِيهِ بل مشكورة غير مَسْتُور الِاعْتِرَاف بهَا وَلَا مَتْرُوك الْحَمد وَالشُّكْر فِيهَا وأصل الْكفْر السّتْر وَمِنْه سمي اللَّيْل كَافِرًا وَقيل تكفرُوا فِي السِّلَاح والزراع كَافِرًا لستره الْبذر فِي الأَرْض وَالْكَافِر كَافِرًا لستره بِكُفْرِهِ الْإِيمَان وَذهب الْخطابِيّ إِلَى أَن المُرَاد بِهَذَا الدُّعَاء كُله الله تَعَالَى وَأَن معنى غير مكفي أَي أَنه تَعَالَى يطعم وَلَا يطعم كَأَنَّهُ هُنَا من الْكِفَايَة وَإِلَى هَذَا ذهب غَيره فِي تَفْسِير هَذَا الْحَرْف أَي أَنه تَعَالَى مستغن عَن معِين وظهير وَقَوله وَلَا مُودع أَي غير مَتْرُوك الطّلب إِلَيْهِ وَالرَّغْبَة لَهُ وَهُوَ بِمَعْنى المستغنى عَنهُ وينتصب رَبنَا هُنَا عِنْد من نَصبه بالمدح والاختصاص أَو بالنداء كَأَنَّهُ يَقُول يَا رَبنَا اسْمَع حمدنا ودعاءنا وَمن رَفعه قطع وَجعله خَبرا وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ كَأَنَّهُ قَالَ ذَلِك رَبنَا أَو هُوَ أَو أَنْت رَبنَا وَيصِح فِيهِ الْكسر على الْبَدَل من الِاسْم فِي قَوْله الْحَمد لله أول الدُّعَاء وَقَوله وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء قيل المُرَاد بِهِ رجل مَخْصُوص وَقيل على الْعُمُوم وأنظره فِي الْمِيم (ك ف ل) وَقَوله تكفك الله وكفلهم عَشَائِرهمْ وَذكر الْكَفِيل وَالْكَفَالَة كُله بِمَعْنى الضَّمَان وَفعله كفل يكفل بِفَتْح الْفَاء فِي الْمَاضِي وَضمّهَا فِي الْمُسْتَقْبل وَحكى بَعضهم كفل بِكَسْر

فصل الاختلاف والوهم

الْفَاء ويكفل بِالْفَتْح وَتَكون الْكفَالَة بِمَعْنى الحياطة أَيْضا وكافل الْيَتِيم حاضنه والقائم عَلَيْهِ وَقَوله إِلَّا كَانَ عَليّ ابْن آدم كفل من دَمهَا بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْفَاء وَقَالَ الْخَلِيل ضعف من إثمها وَقَالَ غَيره نصيب كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَمن يشفع شَفَاعَة سَيِّئَة () يكن لَهُ كفل مِنْهَا (وَيسْتَعْمل فِي الْأجر وَالْإِثْم قَالَ الله تَعَالَى) كِفْلَيْنِ من رَحمته ( (ك ف ن) قَوْله إِذا كفن أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه كَذَا أضبطناه على أبي بَحر بِسُكُون الْفَاء اسْم لفعل من ذَلِك وَهُوَ أَعم لِأَنَّهُ يشْتَمل على الثَّوْب وهيئته وَعَمله وبالفتح فِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي وَهُوَ صَحِيح على معنى الثَّوْب الَّذِي يُكَفِّنهُ فِيهِ قَوْله فأهدى لنا شَاة وكفنها قيل مَا يغطيها من الأقراص والرغف (ك ف ف) قَوْله وَلَا تكف شعرًا وَلَا ثوبا أَي تضمه وتجمعه فِي الصَّلَاة فيعقص الشّعْر ويحتمزم على الثَّوْب ويروى فِي غير هَذِه الْأُصُول تكفت وهما بِمَعْنى وَقد تقدم تَفْسِير هَذَا الْحَرْف وَمثله قَوْله فِي الحَدِيث الآخر نهى أَن نكف شعرًا أَو ثوبا أَي نضمه من أجل الصَّلَاة ونجمعه وَقَوله يَتَكَفَّف النَّاس ويتكففون النَّاس أَي يسئلونهم أَن يعطوهم فِي أكفهم وَفِي الحَدِيث الآخر يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا أَي يَأْخُذُونَ مِنْهَا بأكفهم وَقَوله يكف مَاء وَجهه أَي يصنه ويقبضه عَن ذل السُّؤَال وأصل الْكَفّ الْمَنْع وَفِي إِسْلَام عمر وَعَلِيهِ يَعْنِي العَاصِي بن وَائِل قَمِيص مكفوف أَي لَهُ كفة وَهِي الطرة تكون فِيهِ من ديباج وَشبهه وَفِي المراطلة ذكر كفة الْمِيزَان بِكَسْر الْكَاف وَكَذَلِكَ كل مستدير قَالُوا وَأما كفة الثَّوْب وكفة الْحَائِل وكل مستطيل فبالضم وَقَوله مضمض واستنشق من كفة وَاحِدَة فَهَذَا بِالْفَتْح وَالضَّم مثل غرفَة وعزفة أَي مماملا كَفه من المَاء وقلها فِي حَدِيث أم سَلمَة كفى رَأْسِي أَي اجمعي طرافه واقبضيها وَقد قَالَ بَعضهم أَن صَوَابه كفى عَن رَأْسِي أَي دعيه وانقبضي عَن تمشطه حَتَّى أسمع خطْبَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله نجوت مِنْهَا كفافا أَي لَا عَليّ وَلَا لي وَقَوله عَن بغلة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أكفها أَي أقبضها عَن السّير ومنعها مِنْهُ والكف الْمَنْع وَمِنْه سمي كف الْإِنْسَان لِأَنَّهُ يكف بهَا عَن سَائِر الْبدن (ك ف ى) تقدم معنى غير مكفي وَالِاخْتِلَاف فِيهِ وَجَاء فِيهَا كفى بِاللَّه ويكفى وتكفيكم الدُّبَيْلَة بِمَعْنى صرف عَنْك وكفاني كَذَا بِمَعْنى قاتني وأغناني عَن غَيره وَمِنْه وَإِن كَانَت لكَافِيَة وَيَكْفِي فِي ذَلِك مَا مضى من السّنة وَقَوله وَلم يكن لَهُم كفاة أَي عبيد وخدم يكفونهم مئونة الْعَمَل قَوْله ستفتح عَلَيْكُم أراض ويكفيكم الله فَلَا يعجز أحدكُم أَن يلهو بأسهمه أَي يكفيكم الْقِتَال بِمَا فتح عَلَيْكُم وَظُهُور دينكُمْ أَي لَا يُوجب ذَلِك من حكم الرَّمْي والتدرب فِي أُمُور الْحَرْب للْحَاجة إِلَيْهَا يَوْمًا مَا قَوْله من قَرَأَ الْآيَتَيْنِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة كفتاه قيل من هَامة وَشَيْطَان فَلَا يقربهُ ليلته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث سَوْدَة فَانْكَفَأت رَاجِعَة أَي انقلبت وانصرفت وَعند الْأصيلِيّ فانكفت أَي انقبضت عَن سَيرهَا وَرجعت وَالْمعْنَى مُتَقَارب فِي الِاشْتِرَاك فَقَالَ جَابر بكفه بِالْبَاء الخافضة بِوَاحِدَة وَعند الْقَابِسِيّ يكفه فعل مُسْتَقْبل وَعند الْأصيلِيّ الْوَجْهَانِ قَوْله فِي تَفْسِير الْقَمَر لمن كَانَ كفر يَقُول كفر لَهُ يَقُول جَزَاء من الله كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ كَقَوْلِه جَزَاء من الله وَلَعَلَّه تَصْحِيف من كفر لَهُ قَوْله فِي حَدِيث جَابر وعمدنا إِلَى أعظم كفل بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْفَاء هُوَ شبه الرجل الَّذِي جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَأَصله الكساء الَّذِي يديره الرَّاكِب على سَنَام الْبَعِير ليرتدف عَلَيْهِ الرَّاكِب خَلفه وَقيل الكفل كل مَا يحفظ الرَّاكِب من خَلفه كَذَا عِنْد أبي بَحر

(ك س ب)

وَابْن أبي جَعْفَر وَعند التَّمِيمِي والصدفي فِيهِ كفل بِفَتْح الْكَاف وَالْفَاء وَالصَّحِيح الأول هُنَا وَلَا وَجه للكفل فِي هَذَا الْموضع وَقَوله فِي الْمُنَافِقين ثَمَانِيَة مِنْهُم تكفيكهم الدُّبَيْلَة كَذَا للسمرقندي والسجزي فِي حَدِيث ابْن الْمثنى وَعند ابْن الْحذاء تكفيهم وَعند العذري تكفيكم وَوَجهه نصب ثَمَانِيَة قبله مفعول ثَان بتكفيكم وَعند الطَّبَرِيّ تكفتهم بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَهُوَ أولى الْوُجُوه أَي تقتلهم وتدخلهم الأَرْض وتسترهم فِيهَا وأصل الكفت السّتْر وَالضَّم قَالَ الله) ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا أَحيَاء وأمواتا (أَي تضمهم على ظهرهَا أَحيَاء وَفِي بَطنهَا أَمْوَاتًا وَفِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة يكفيهم لِابْنِ الْحذاء وَعند العذري هُنَا فيهم الدُّبَيْلَة وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي مِنْهُم وَلَا وَجه لهذين هُوَ نقص وتغيير وَرِوَايَة ابْن الْحذاء أولى ولعلها بِالتَّاءِ كَمَا قَالَ الطَّبَرِيّ قبل وبالوجهين كَرِوَايَة الطَّبَرِيّ وَرِوَايَة ابْن الْحذاء روينَا هَذَا الْحَرْف على أبي الْحُسَيْن فِي كتاب ثَابت وَقَوله فِي تَفْسِير تبَارك وتفور الكفور كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ وتفور تَفُور كَقدْر وَهُوَ أوجه من الأول الْكَاف مَعَ السِّين (ك س ب) قَوْله تكسب الْمَعْدُوم بِفَتْح التَّاء أَكثر الرِّوَايَة فِيهِ واشهرها وأصحها فتح التَّاء وَمَعْنَاهُ تكسبه لنَفسك وَقيل يكسبه غَيره ويؤتيه إِيَّاه يُقَال كسبت مَالا وكسبت غَيْرِي مَالا لَازِما ومتعد وَأنكر ابْن الْقَزاز وَغَيره أكسبت فِي التَّعَدِّي وَصَوَّبَهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد فأكسبني مَالا وأكسبته حمدا (ك س ت) قَوْله الْعود الْهِنْدِيّ الكست بِضَم الْكَاف وَيُقَال بِالْقَافِ أَيْضا وَهُوَ بخور مَعْرُوف (ك س ح) قَوْله وكسحت شَوْكهَا أَي كنسته وإزالته والكسح الكنس (ك س ر) قَوْله فِي الْمُفلس وَلم يكسرهُ لَهُم يُرِيد وَقَوله والعجين قد انْكَسَرَ كل شَيْء فتر فقد انْكَسَرَ يُرِيد أَنه لِأَن وَرطب بِملكه الْعَجِين والخميران حملناه على انه لم يخبز بعد لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر لَا تخبز وأعجينكم حَتَّى آتِي وَإِن كَانَ على مَا فِي هَذِه الرِّوَايَة لَا تنزعوا البرمة وَلَا الْخبز من التَّنور فَيكون انكساره لينه بالنضج وَأخذ النَّار مِنْهُ وَقَوله بِكَسْر دِرْهَم أَي بِقِطْعَة كسرت مِنْهُ ثمَّ اسْتعْملت فِي الْجُزْء مِنْهُ وَإِن لم يكسر وَقَوله يَأْتِي بِسَوْط مكسور يَعْنِي ضعف وَلِأَن كثيرا وَقَوله فِي الْحَاج فَأَصَابَهُ كسر كَذَا ضبطناه بِفَتْح السِّين وَقَوله أَيْضا ثمَّ كسر أَو أَصَابَهُ مَا لَا يقدر عَلَيْهِ كَذَا ضبطناه على أبي إِسْحَاق عَن ابْن سهل بِفَتْح الْكَاف وَكسر السِّين وَكَانَ عِنْد القَاضِي التَّمِيمِي ثمَّ كسر بِالضَّمِّ على مَا لم يسم فَاعله (ك س ل) قَوْله الرجل يكسل وَلَا ينزل ضبطناه على القَاضِي أبي عبد الله التَّمِيمِي عَن الجياني بِفَتْح الْيَاء وَضمّهَا ثلاثي ورباعي وَحكى صَاحب الْأَفْعَال كسل بِكَسْر السِّين فتر وأكسل فِي الْجِمَاع ضعف عَن الْإِنْزَال وَقَوله أعوذ بك من الْعَجز والكسل الكسل فَتْرَة تقع بِالنَّفسِ وتثبط عَن الْعَمَل (ك س ع) قَوْله كسع أَنْصَارِيًّا قَالَ الْخَلِيل هُوَ أَن تضرب بِيَدِك أَو رجلك دبر إِنْسَان وَقَالَ الطَّبَرِيّ هُوَ أَن تضرب عجز إِنْسَان بِظهْر قدمك وَقيل هُوَ ضربه بِالسَّيْفِ على مؤخره (ك س ف) قَوْله كسفت الشَّمْس والكسوف ذَكرْنَاهُ فِي الْخَاء (ك س و) قَوْله نسَاء كاسيات عاريات قيل كاسيات من نعم الله عاريات من الشُّكْر وَقيل كاسيات بالثياب عاريات بانكشافهن وإبداء بعض أجسادهن وَقيل كاسيات ثيابًا رقاقا عاريات لِأَنَّهَا لَا تسترهن فهن كاسيات فِي الظَّاهِر عاريات بِالْحَقِيقَةِ وَالْكِسْوَة حَيْثُ وَقع بِالْكَسْرِ

فصل الاختلاف والوهم

الْكَاف اسْم مَا يكسى بِهِ الشَّيْء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله جُبَّة طيالسية كسر وآنية بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون السِّين وَفتح المراء كَذَا لَهُم وللهوزني خسر وآنية وَقد ذَكرنَاهَا فِي الْخَاء وَفِي الْمحرم ثمَّ كسر أَو أَصَابَهُ أَمر كَذَا ضبطناه عَن بَعضهم بِفَتْح الْكَاف وَعند ابْن عِيسَى كسر على مَا لم يسم فَاعله فِي فَضَائِل أبي طلحه وَكَانَ رجلا راميا شَدِيدا لقد تكسر يَوْمئِذٍ قوسين أَو ثَلَاثَة كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَعند النَّسَفِيّ وَبَعْضهمْ لقد يكسر بِفَتْح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَقَيده عَبدُوس لقد كسر وَعند بَعضهم شَدِيد الْقد بِسُكُون اللَّام وَكسر الْقَاف وَلَعَلَّه يُرِيد بِهِ الْوتر لِأَنَّهَا كَانَت من جلد وَأقرب الرِّوَايَات للصَّوَاب مَا للنسفي وَيقرب لَهُ أَيْضا رِوَايَة الْأصيلِيّ على حذف مَا يتم بِهِ الْكَلَام من رميه وشده وَنَحْو هَذَا وَفِي بَاب غَزْوَة أحد شَدِيد النزع كسر يَوْمئِذٍ وَهُوَ ظَاهر الْمَعْنى وَإِلَيْهِ يرد مَا أشكل مِمَّا تقدم الْكَاف مَعَ الشين (ك ش ر) قَوْله حَتَّى كشروا نَا لتكشر فِي وُجُوه أَقوام هُوَ الْكَشْف عَن الْأَسْنَان كالتبسم وَهُوَ أول الضحك وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي غير الضحك وَيُقَال كشر السَّبع عَن نابه إِذا أبداه وَرفع شفته عِنْد غَضَبه واكفهراره (ك ش ف) وَقَوله فانكشفوا عَنهُ أَي انْهَزمُوا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث أضياف أبي بكر مَا رَأَيْت كالشر كاليلة كَذَا لكافة الروَاة وَفِي رِوَايَة الْهَوْزَنِي مَا رَأَيْت فِي الشَّرّ كاليلة وَهُوَ وَجه الْكَلَام الْكَاف مَعَ الْهَاء (ك هـ ر) قَوْله فِي الْحَد لَا يدعونَ عَنهُ وَلَا يكهرون بِتَقْدِيم الْهَاء عِنْد العذري وَمَعْنَاهُ يقهرون فِي الدّفع عَنهُ وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب ابْن عِيسَى بِالْقَافِ ولغير العذري يكْرهُونَ بِتَقْدِيم الرَّاء من الْإِكْرَاه والمعاني مُتَقَارِبَة يُقَال كرهت الرجل إِذا تجهمته ولقيته بعبوس وَفِي الحَدِيث الآخر بِأبي هُوَ مَا كَهَرَنِي أَي لم يتجهمني وَلَا أغْلظ عَليّ فِي القَوْل وَقيل الْكَهْر الِانْتِهَار ومعناهما قريب وَمضى فِي الدَّال تَفْسِير يدعونَ أَي يدْفَعُونَ وَتَفْسِيره فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَا يضْرب النَّاس بَين يَدَيْهِ (ك هـ ل) قَوْله فَأَلْقَاهُ على كَاهِله الْكَاهِل من الْإِنْسَان مَا بَين كَتفيهِ وَقيل موصل الْعُنُق فِي الصلب وَهُوَ الكتد وَقد ذَكرْنَاهُ وَقَالَ الْخَلِيل هُوَ مقدم على الظّهْر مِمَّا يَلِي الْعُنُق وَهُوَ الثُّلُث الْأَعْلَى فِيهِ سِتّ فقارات الْكَاف مَعَ الْوَاو (ك وب) ذكر البُخَارِيّ الكوب وَفَسرهُ بِمَا لَا أذن لَهُ وَلَا عُرْوَة وَهُوَ وَاحِد الأكواب وَهُوَ مِمَّا يشرب فِيهِ وأحدها كوب بِضَم الْكَاف وَقيل مَا لَا خرطوم لَهُ وَلَا إِذن وَهُوَ معنى العروة والكوز يجمع ذَلِك كُله قَالَ الْأَزْهَرِي الأكواب مَا لَا خراطيم لَهَا فَإِن كَانَت لَهَا خراطيم فَهِيَ أَبَارِيق قَالَ غَيره الأكواب مَا كَانَ مستديرا لَا عُرْوَة لَهُ وَقيل مَا اتَّسع رَأسه من الأباريق وَلَا خرطوم لَهُ وَقيل الأكواب جرار الْقصب وَقيل هِيَ دون الأباريق (ك وت) قَوْله فِي خبر حوت مُوسَى فَصَارَ يَعْنِي أَثَره مثل الكوة كَذَا هِيَ بِفَتْح الْكَاف وَهُوَ الْمَشْهُور وَحكى فِيهِ الضَّم وَحكى لنا القَاضِي الشَّهِيد عَن بعض شُيُوخه عَن المغربي أَنَّهَا بِالْفَتْح إِذا كَانَت غير نَافِذَة فَإِذا كَانَت نَافِذَة فبضمها فِي صدر مُسلم يَعْنِي أَن يتَّخذ كوَّة فِي حَائِط قَالَ الْجَوْهَرِي الكوة نقب الْبَيْت وَالْجمع كواء بِالْمدِّ وكوى أَيْضا مَقْصُور مثل بدرة وَبدر والكوة بِالضَّمِّ لُغَة وَتجمع كوى وَذكر ابْن الْقُوطِيَّة فِيمَا يمد وَيقصر بِمَعْنى كوَّة وكوى وكواء قَالَ وَالْمدّ أفْصح (ك ور) قَوْله وَالشَّمْس وَالْقَمَر مكورن وكورت الشَّمْس قيل ذهب نورها وضياؤها

فصل الاختلاف والوهم

وَقيل لفت كَمَا يلف الثَّوْب وَقيل رمى بهَا وَتقدم فِي الْحَاء الْحور بعد الكور وسنذكره (ك وز) كالكوز فحخيا وكيزانه كعدد نُجُوم السَّمَاء الْكوز مَا اتَّسع رَأسه من أواني الشَّرَاب إِذا كَانَت بعرى وآذان وَجمعه كيزان وأكواز فَإِن لم يكن لَهَا خراطيم وَلَا عرى فَهِيَ أكواب وأحدها كوب فَإِن كَانَت ملئى من شراب فَهِيَ أكواس وأحدها كأس (ك وم) قَوْله وكوم كومة وكومين من طَعَام بِفَتْح الْكَاف عِنْدهم وَقَيده الجياني بضَمهَا قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج هُوَ بِالضَّمِّ اسْم لما كوم وبالفتح اسْم للفعلة الْوَاحِدَة والكوم بِالْفَتْح اسْم الْمَكَان الْمُرْتَفع من الأَرْض كالمرابية والكومة الصُّبْرَة والكوم الْعَظِيم من كل شَيْء وَفِي الحَدِيث كوما من تمر أَي كدسا مجموعا مثل مَا تقدم وَفِيه بناقتين كوماوين يُقَال نَاقَة كوماء طَوِيلَة السنام وَقَوله حَتَّى يصير كوما أَي صبرَة وَرَوَاهُ بَعضهم كوم وَيصِح على أَن يكون صير هُنَا مثل كَانَ بِمَعْنى الْوُقُوع والوجود (ك ون) قَوْله أَن الشَّيْطَان لَا يتكونني أَي لَا يتَمَثَّل بِي أَي بِأَن يكون كأنا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يتَصَوَّر على صُورَتي وَلَا يتَمَثَّل بِي وَقَوله كن أَبَا خُزَيْمَة قَالَ الْهَرَوِيّ مَعْنَاهُ أَنْت كَمَا قَالَ كُنْتُم خير أمة وَعِنْدِي أَنه بِخِلَاف هَذَا وَإِن كن هُنَا وَقَوله لما مَاتَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَانَ أَبُو بكر وَكفر من كفر أَي كَانَ أمره وقيامه بعده (ك وع) قَوْله أكوعه بكرَة قَالَ نعم أكوعك بكرَة ظَاهره أَي أَنْت صاحبنا المتسمى بِابْن الْأَكْوَع من أول يَوْمنَا لما قَالَ لَهُ خُذْهَا وَأَنا ابْن الْأَكْوَع وَرَأَيْت تَعْلِيقا بِخَط بعض مشائخي عَلَيْهِ كَأَنَّهُ أَشَارَ أَن مَعْنَاهُ من معنى لَفْظَة كاع يكوع إِذا عقر كَأَنَّهُ ذهب إِلَى أَنَّك الَّذِي تعقرنا من بكرَة وَالْأول أظهر وَأَصَح. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله نَعُوذ بك من الْحور بعد الكور كَذَا للعذري فِي كتاب الْحَج ويروى بعد الْكَوْن وَكَذَا للفارسي والسجزي وَابْن ماهان وَقد ذكر الرِّوَايَتَيْنِ مُسلم وَقَول عَاصِم فِي تَفْسِيره يُقَال حَار بَعْدَمَا كَانَ وَهِي رِوَايَته وَيُقَال أَن عَاصِمًا وهم فِيهِ وَقد ذكرنَا الْحَرْف فِي الْحَاء وَفِي إِذا ألْقى على ظهر الْمصلى قذر وَقَالَ ابْن الْمسيب وَالشعْبِيّ إِذا صلى وَفِي ثَوْبه دم كَذَا لكافتهم وَعند الْحَمَوِيّ وَأبي الْهَيْثَم وَكَانَ مَكَان قَالَ وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله فِي خبر ابْن صيادان يكنه فَلَنْ تسلط عَلَيْهِ كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَعند غَيره أَن يكن هُوَ قَالُوا وَالْأول هُوَ الْوَجْه وَفِي حَدِيث قزمان فَكَانَ بعض النَّاس أَرَادَ أَن يرتاب كَذَا لأبي نعيم وَعند كَافَّة الروَاة فكاد بِالدَّال وَرِوَايَة أبي نعيم أصح لسياق الْكَلَام بعد وَقَوله أَرَادَ وَلَا تَجْتَمِع مَعَ كَاد فِي كَلَام صَحِيح فِي حَدِيث بُنيان الْكَعْبَة حَتَّى إِذا كَاد أَن يدْخل دفعوه كَذَا للكافة وَهُوَ الْوَجْه وَفِي نسخ كَانَ أَن يدْخل وَله وَجه بِمَعْنى المقاربة فِي الْمُزَارعَة فِي بَاب مواسات أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَذَكرته لطاوس وَكَانَ يزرع كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره قَالَ وَالصَّوَاب الأول فِي التَّفْسِير مَا يَنْبَغِي لأحد أَن يكون خيرا من يُونُس بن مَتى كَذَا للمروزي وَغَيره وَعند الْجِرْجَانِيّ أَن يَقُول أَنا خير من يُونُس بن مَتى وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ صَحِيحَة الْمَعْنى فَيحْتَمل أَن يكون أَنا رَاجعا إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لقَوْله لَا تفضلوا بَين الْأَنْبِيَاء إِمَّا على طَرِيق الْأَدَب والتواضع أَو على طَرِيق الْكَفّ أَن يفضل بَينهم تَفْضِيلًا يُؤَدِّي إِلَى تنقص بَعضهم أَو يكون ذَلِك قبل أَن يعلم أَنه سيد ولد آدم أَو يكون المُرَاد بانا كل قَائِل ذَلِك من النَّاس وَيكون بِمَعْنى الرِّوَايَة الأولى فيفضل نَفسه على نَبِي من الْأَنْبِيَاء ويعتقد أَن مَا نَص عَلَيْهِ من قصَّته قد حطت من مَنْزِلَته وَقد بسطنا الْكَلَام فِي هَذَا فِي كتَابنَا الشِّفَاء وَكتاب الْإِكْمَال الْكَاف مَعَ الْيَاء

فصل الاختلاف والوهم

(ك ي د) قَوْله يكادان بِهِ ويروى يكتادان بِهِ من الكيد والمكيدة وَهُوَ اعْتِقَاد فعل السوء وتدبيره لَهما وَكَاد الشَّيْء بِمَعْنى قرب وهم وَقَوله وَهُوَ يكيد بِنَفسِهِ قَالَ الْخَلِيل أَي يَسُوق قَالَ ابْن مَرْوَان بن سراج كَأَنَّهُ من الكيد وَهُوَ القئ أَو من كيد الْغُرَاب وَهُوَ نعيبه أَو من كَاد يكَاد إِذا قَارب كَأَنَّهُ قَارب الْمَوْت وَلِأَن صفته فِي نَفسه صفة من يتقيا أَو الْغُرَاب إِذا نعب وَضم فَاه وحرك رَأسه وردد صَوته وَقَوله أكيلكم بِالسَّيْفِ كيل السندرة أَي أقتلكم قتلا ذريعا والسندرة مكيال وَاسع وَقيل السندرة العجلة أَي أقاتلكم مستعجلا (ك ي ف) قَوْله أَلا تَسْأَلُونِي كيفه قَالُوا كيفه أَي كَيفَ هُوَ مَا ذكرت فَقَالُوا لَهُ كَيفَ هُوَ (ك ي س) قَوْله الْكيس الْكيس بِفَتْح الْكَاف يُرِيد الْوَلَد وَطلب النَّسْل كَذَا فسره البُخَارِيّ وَغَيره وَهُوَ صَحِيح قَالَ صَاحب الْأَفْعَال كاس الرجل فِي عمله حذقه وكاس ولد كيسا وَقَالَ الْكسَائي أكاس الرجل ولد لَهُ ولد كيس وَقَوله حَتَّى الْعَجز والكيس ظبطناه بِرَفْع آخر الحرفين على عطفه على كل وَيصِح الْكسر على عطفه على شَيْء وَيكون هُنَا هُوَ ضد الْعَجز وَأَصله عِنْد اللغويين الْوَاو لقَولهم كوسى وأباه النحويون وَهُوَ عِنْدهم من ذَوَات الْيَاء لَكِن قلبت فِي الكوسى وَقَوله المكايسة هِيَ المحاكرة والمضايقة فِي المساومة فِي البيع وَقَوله فَكَانَ فِي كيس لي بِكَسْر الْكَاف الْكيس وعَاء مَعْلُوم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله من كيس أبي هُرَيْرَة بِكَسْر الْكَاف رَوَاهُ الكافة أَي مِمَّا عِنْده من الْعلم المقتنى فِي قلبه كَمَا يقتنى المَال فِي الْكيس وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ بِفَتْحِهَا أَي من فقهه وفطنته وَمن عِنْده لَا من رِوَايَته قَول مُسلم فِي عَلامَة رُوَاة الْمُنكر من الحَدِيث خَالَفت رِوَايَته روايتهم أَو لم تكد توافقها كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَفِي بعض نسخ ابْن ماهان وَلم يَكُونُوا فُقَهَاء وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح مُفسد للمعنى لَا وَجه لَهُ هُنَا فصل مُشكل أَسمَاء الْأَمْكِنَة فِيهِ (الْكَعْبَة) هُوَ الْبَيْت نَفسه لَا غير سمي بذلك لتكعيبه وَهُوَ تربيعه وكل بِنَاء مربع كعبة وَقيل لاستطالة بنائِهِ وكل بِنَاء أَعلَى فَهُوَ كعبة وَمِنْه كَعْب ثدي الْجَارِيَة إِذا ارْتَفع وَعلا فِي صدرها (كرَاع الغميم) بِضَم الْكَاف وَفتح الرَّاء مُخَفّفَة وَآخره عين مُهْملَة مثل كرَاع الدَّابَّة والغميم بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَكسر الْمِيم كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَكَذَا يُقَال وَقد ضم بعض الشُّعَرَاء الْغَيْن وصغره هُوَ وأدامام عسفان بِثمَانِيَة أَمْيَال يُضَاف إِلَيْهِ هَذَا الكراع والكراع جبل أسود بِطرف الْحرَّة يَمْتَد إِلَيْهِ والكراع ماسال من أنف الْجَبَل أَو الْحرَّة وكراع كل شَيْء طرفه وَمِنْه أكاريع الدَّابَّة وكراع هرشى مثله وَسَنذكر هرشى فِي حرف الْهَاء (كداء وكدى وكدى) جَاءَت فِي أَحَادِيث الْحَج وَالْجهَاد وَفتح مَكَّة وَغير مَوضِع وَاخْتلفت الرِّوَايَة والتفاسير فِيهَا فكداء مَفْتُوح مَمْدُود غير مَصْرُوف بِأَعْلَى مَكَّة وَقَالَ الْخَلِيل وَغَيره كداء يَعْنِي كَمَا تقدم وكدى يُرِيد بِضَم الْكَاف مشدد الْيَاء جبلان قرب مَكَّة الْأَعْلَى مِنْهُمَا هُوَ الْمَمْدُود وَقَالَ غَيره كدى مَقْصُور منون مضموم الَّذِي بِأَسْفَل مَكَّة قَالَ والمشدد لمن خرج إِلَى الْيمن وَلَيْسَ من طَرِيق النَّبِي فِي شَيْء قَالَ ابْن الْمَوَّاز فكداء الَّتِي دخل مِنْهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هِيَ الْعقبَة الصُّغْرَى الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّة الَّتِي يهْبط مِنْهَا على الأبطح والمقبرة تحتهَا عَن يسارك وَكَذَا الَّتِي خرج مِنْهَا هِيَ الْعقبَة الْوُسْطَى الَّتِي بِأَسْفَل مَكَّة فجَاء فِي الْمَغَازِي من حَدِيث عبيد بن إِسْمَاعِيل أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَمر خَالِد بن الْوَلِيد أَن يدْخل من أعلا مَكَّة من كداء مَمْدُود مَفْتُوح وَدخل هُوَ من كدى

فصل مشكل الأسماء والكنى في هذا الحرف

مضموم مَقْصُور كَذَا فِي حَدِيث عبيد بن إِسْمَاعِيل عِنْد كافتهم إِلَّا أَن الْأصيلِيّ ذكرانه كَانَ عِنْد أبي زيد بِالْعَكْسِ دخل النَّبِي من كدى مَقْصُور وخَالِد من كداء مَمْدُود وَهُوَ كَلَام مقلوب وَفِي حَدِيث الْهَيْثَم بن خَارِجَة أَن النَّبِي دخل من كدا الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّة بِضَم الْكَاف مَقْصُور وَتَابعه على ذَلِك وهيب وَأُسَامَة وَقَالَ عبيد بن إِسْمَاعِيل دخل عَام الْفَتْح من أَعلَى مَكَّة من كداء بِالْمدِّ وَفِي حَدِيث ابْن عمر دخل فِي الْحَج من كداء مَمْدُود مَصْرُوف من الثَّنية الْعليا الَّتِي بالبطحاء وَخرج من الثَّنية السُّفْلى وَفِي حَدِيث عَائِشَة دخل من كداء أَعلَى مَكَّة مَمْدُود وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ مهملا فِي هَذَا الْموضع قَالَ وَكَانَ عُرْوَة يدْخل على كلتيهما من كداء وكدى الأول مَمْدُود مَصْرُوف وَالثَّانِي مضموم الْكَاف مشدد الْيَاء كَذَا للقابسي وَعند الْأصيلِيّ مثله بِالْمدِّ فِي الأول وَعِنْده فِي الثَّانِي مَعَ ضم الْكَاف وَالْقصر وَسُكُون الْيَاء كسرتان تحتهَا أَيْضا وَعند أبي ذَر الْقصر فِي الأول وَفِي الثَّانِي الْفَتْح وَالْمدّ وَقَوله وَأكْثر مَا كَانَ يدْخل من كدى مضموم مَقْصُور للأصيلي والهروي وليغرهما مشدد الْيَاء وَذكر البُخَارِيّ بعده عَن عُرْوَة من حَدِيث عبد الْوَهَّاب أَكثر مَا يدْخل من كدي مضموم مَقْصُور للأصيلي والحموي وَأبي الْهَيْثَم ومفتوح مَقْصُور للقابسي وَالْمُسْتَمْلِي وَمن حَدِيث مُوسَى دخل النَّبِي من كدى مضموم مَقْصُور وَبعده وَأكْثر مَا كَانَ يدْخل من كدى كَذَلِك مثله للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ والهروي هُنَا كدا بِالْفَتْح وَالْقصر وَعنهُ أَيْضا هُنَا كدى بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد وَفِي حَدِيث مَحْمُود عكس مَا تقدم دخل من كدى مضموم مَقْصُور وَخرج من كداء مَفْتُوح مَمْدُود كَذَا لكافتهم وَعند الْمُسْتَمْلِي عكس ذَلِك وَهُوَ أشهر وَفِي حَدِيث هَاجر مُقْبِلين من طَرِيق كداء بِالْفَتْح وَالْمدّ وَفِيه فَلَمَّا بلغُوا كدى نادته بِالضَّمِّ وَالْقصر وَرَوَاهُ مُسلم دخل عَام الْفَتْح من كداء من أَعلَى مَكَّة بِالْمدِّ للرواة إِلَّا السَّمرقَنْدِي فَعنده كدى بِالضَّمِّ وَالْقصر وَفِيه قَالَ هِشَام وَكَانَ أبي أَكثر مَا يدْخل من كدا بِالضَّمِّ وَالْقصر روينَاهُ وَفِي رِوَايَة غَيْرِي الْمَدّ وَالْفَتْح قَالَ أَبُو عَليّ كداء مَمْدُود غير مَصْرُوف جبل بِمَكَّة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي كداء مَمْدُود مَفْتُوح عَرَفَة نَفسهَا وَأما الَّذِي فِي حَدِيث عَائِشَة فِي الْحَج ثمَّ ألفينا عِنْد كَذَا وَكَذَا فَهَذَا بذال مُعْجمَة كِنَايَة عَن مَوضِع وَلَيْسَ باسمه (الكديد) بِفَتْح الْكَاف ودالين مهملتين أولاهما سَاكِنة مَا بَين قديد وَعُسْفَان على اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين ميلًا من مَكَّة (كرمان) بِفَتْح الْكَاف وَرَاء سَاكِنة غير محركة وَضَبطه الْأصيلِيّ وعبدوس بِكَسْر الْكَاف وَقَالَهُ غَيرهمَا بِفَتْحِهَا مَدِينَة مَعْرُوفَة قَالُوا وَالصَّوَاب فتح الْكَاف وَسُكُون الرَّاء وَكَذَلِكَ النّسَب إِلَيْهَا وَلَا تكسر الْكَاف وَلَا تحرّك الرَّاء لَا فِي اسْم وَلَا نسب فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف (عَامر) بن كريز وَابْنه عبد الله بن عَامر بن كريز ومولاه أَبُو سعيد وَبنت الْحَارِث بن كريز هَؤُلَاءِ بِضَم الْكَاف والتصغير وَالرَّاء أَولا وَالزَّاي آخرا وَطَلْحَة بن عبيد الله ابْن كريز مثله إِلَّا أَنه مكبر بِفَتْح الْكَاف وَكسر الرَّاء وَكَانَ بعض شُيُوخنَا يُقَيِّدهُ بقوله التَّكْبِير مَعَ التصغير والتصغير مَعَ التَّكْبِير عبد الله مكبرا ابْن عَامر بن كريز مُصَغرًا وَعبيد الله مُصَغرًا ابْن كريز مكبر لَكِن جَاءَ من رِوَايَة عبيد الله ابْن يحيى عَن أَبِيه فِي الْمُوَطَّأ فيهمَا كريز بِالتَّصْغِيرِ وَهُوَ خطأ وَبَعْضهمْ يَقُول التصغير فِي قُرَيْش وَالتَّكْبِير فِي خُزَاعَة (وَكثير)

فصل الاختلاف والوهم

حَيْثُمَا وَقع فِيهَا وَابْن كثير بالثاء الْمُثَلَّثَة وَلَيْسَ فِيهَا كَبِير بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَلَا ابْن كَبِير وَلَا أَبُو كَبِير (وكريب) وَأَبُو كريب بِضَم الْكَاف وَآخره بَاء مصغر وَكَذَلِكَ إِبْرَاهِيم بن (كُلَيْب) بِضَم الْكَاف مصغر ومعدي (كرب) بِفَتْح الْكَاف وَكسر الرَّاء (وكرز) بن جَابر بِضَم الْكَاف وَآخره زَاي وَسَلَمَة ابْن كهيل بِالْهَاءِ وَضم الْكَاف مصغر وَأَبُو كَبْشَة السَّلُولي وَابْن أبي كَبْشَة بِفَتْح الْكَاف وَسُكُون الْبَاء وشين مُعْجمَة وَاخْتلف فِي معنى نِسْبَة قُرَيْش للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى أبي كَبْشَة فَقيل اسْم رجل تاله قَدِيما وَفَارق دين الْجَاهِلِيَّة وَعبد الشعري فشبهوه بِهِ لمفارقته دينهم وَقيل بل كَانَت للنَّبِي أُخْت تسمى كَبْشَة فكنوا أَبَاهُ بهَا وَقيل بل فِي أجداده من يكنى بِأبي كَبْشَة فنسبوه إِلَيْهِ وَقد ذكر مُحَمَّد ابْن حبيب فِي كِتَابه المحبر جمَاعَة من آبَائِهِ من جِهَة الْأَب وَالأُم يكنون بِأبي كَبْشَة فَالله أعلم وَقيل بل أَبُو كَبْشَة الْخُزَاعِيّ الَّذِي فَارق دين قومه جد جدام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) (وَذُو الكلاع) بِفَتْح الْكَاف وَتَخْفِيف اللَّام وَابْن عبد كلال بِضَم الْكَاف وَتَخْفِيف اللَّام أَيْضا وَأَبُو ذَات (الكرش) بِكَسْر الرَّاء وشين مُعْجمَة وَيزِيد بن (كيسَان) بِفَتْح الْكَاف (وكنانة) أَبُو الْقَبِيلَة وَكَذَلِكَ فِي الْأَسْمَاء مكسور الْكَاف (وكلثوم) وَابْن كُلْثُوم وَأم كُلْثُوم بِضَم الْكَاف. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم (كرّ كرة) مولى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِكَسْر الكافين وفتحهما أَيْضا وَالرَّاء الأولى سَاكِنة وَقد ذكر البُخَارِيّ الِاخْتِلَاف فِي ذَلِك الكافة تَقوله بِالْفَتْح وَابْن سَلام يَقُوله بِالْكَسْرِ وَبِه كَانَ عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي نعيم وَقَالَ الْقَابِسِيّ لم يكن عِنْد الْمروزِي فِيهِ ضبط إِلَّا أَنِّي أعلم أَن الأول خلاف الثَّانِي (وكسرى) اسْم ملك الْفرس يُقَال بِكَسْر الْكَاف وَفتحهَا الْأَصْمَعِي بقوله بِالْكَسْرِ وينكر الْفَتْح وَفِي فَضَائِل أبي بكر نَا مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي نَا الْوَلِيد كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره نَا مُحَمَّد بن يزِيد قَالَ الجياني أرى مَا عِنْد ابْن السكن غَلطا وَهُوَ مُحَمَّد ابْن يزِيد الرِّفَاعِي وَقيل غَيره وَمن الْأَنْسَاب (الْمِقْدَاد بن عَمْرو (الْكِنْدِيّ) وَيُقَال البهراني وَاصل نسبه بهراني وَقد جَاءَ نسبه فِي الصَّحِيحَيْنِ كندي وَفِي تَارِيخ البُخَارِيّ الْوَجْهَانِ وبهراء من قضاعة وَلَا يجْتَمع بهراء وَكِنْدَة إِلَّا فِي سبأ ابْن يشجب على من جعل فضاعة من الْيمن أَو فِي عَابِر بن شالخ على من جعلهم من معد وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب (الْكرْمَانِي) كَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِكَسْر الْكَاف وَقد ذكرنَا أَنه يُقَال فِي الْبَلَد بِفَتْحِهَا وَهُوَ الْأَشْهر وَالرَّاء سَاكن وَالقَاسِم بن عَاصِم (الْكَلْبِيّ) كَذَا لِابْنِ السكن والقابسي وعبدوس وَعند الْأصيلِيّ والنسفي وَأبي ذَر الكليبي مصغر وَمُحَمّد بن قدامَة الْكَلْبِيّ كَذَا لِابْنِ ماهان من بعض طرقه وللكافة السّلمِيّ وَكَذَا نسبه الْحَاكِم وَعبد الْملك بن أبجر الْكِنَانِي بِكَسْر الْكَاف وَفتح النُّون وَكَذَلِكَ عبد الله ابْن الْمُغيرَة بن أبي بردة الْكِنَانِي وكل مَا فِيهَا كَذَلِك وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه وَكَذَلِكَ (الكعبي) بِفَتْح الْكَاف وَسُكُون الْعين بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة حَيْثُ جَاءَ وَفِي أسانيدنا عَن البُخَارِيّ أَبُو عَليّ (الكشاني) عَن الْفربرِي بِضَم الْكَاف وشين مُعْجمَة مُخَفّفَة وَبعد الْألف نون وَهُوَ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَاجِب وكشانة من مدن أَعمال بخاري وَفِي سَنَد مُسلم أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم (الْكسَائي) عَن أبي سُفْيَان عَن مُسلم بِكَسْر الْكَاف وسين مُهْملَة وَبعد الْألف همزَة وَفِي سَنَد البُخَارِيّ من أَصْحَاب الْفربرِي فِي شُيُوخ أبي ذَر أَبُو الْهَيْثَم الْكشميهني بِضَم الْكَاف وَسُكُون

فصل الاختلاف والوهم

الشين الْمُعْجَمَة وَكسر الْمِيم وَفتح الْهَاء مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة كشميهن وَكَذَلِكَ (كَرِيمَة) بنت أَحْمد المروزية إِحْدَى الروَاة عَن أبي الْهَيْثَم كشميهنية أَيْضا حر ف اللَّام (اللَّام مَعَ الْهمزَة) (لُؤْلُؤ) قَوْله فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤ قيل هُوَ كبار الدّرّ وَقيل اسْم جَامع لجنسه سمي بتلألؤه وَهُوَ إشراق لَونه ونوره وَمِنْه فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يتلألؤ وَجهه تلألؤ الْقَمَر أَي يشرق (ل ام) قَوْله نرهنك اللأمة هِيَ السِّلَاح وَكَذَا فَسرهَا فِي الحَدِيث فِي البُخَارِيّ وَمُسلم واللامة الدرْع بِنَفسِهَا وَقَوله وضع لامته واغتسل أَي سلاحه وَقَوله ويستلئم لِلْقِتَالِ قَالَ الْأَصْمَعِي لبس سلاحه وَقَالَ الْخَلِيل لبس درعه وَقَوله لَا يلتئم ولأم بَينهمَا ويروى بَينهمَا ويروى ولاءم ولاءم بَينهمَا مَمْدُود وَقَالَ لَهما التئما فالتأما كُله من الِاجْتِمَاع يُقَال التأم الشَّيْء ولأمته والأمته أَي ضممت بعضه إِلَى بعض وَكَذَلِكَ لأمته مَمْدُود ومقصور مَهْمُوز كُله وَمِنْه فلايلتئم على لِسَان أحد بعدِي أَنه شعر أَي لَا يَقُوله (ل أَو) قَوْله لَا يصبر على لاوائها يُرِيد الْمَدِينَة مَمْدُود أَي شدتها وضيقها. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث ابْن سلول لَا أحسن من هَذَا مِمَّا تَقول إِن كَانَ حَقًا فاجلس فِي مَنْزِلك وَلَا تؤذنا بِالْمدِّ لجميعهم فِي الصَّحِيحَيْنِ بِحرف النَّفْي والتبرية وَنصب مَا بعده وَعند القَاضِي لأحسن بِغَيْر مد وَلَام الِابْتِدَاء وَالتَّحْقِيق والتأكيد وَرفع النُّون وَكَذَلِكَ اخْتلفت الرِّوَايَة علينا فِيهِ فِي كتاب الْمشَاهد لِابْنِ هِشَام وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَكثير مِمَّن يرجح النَّفْي ويجعله الصَّوَاب وَالْأَحْسَن عِنْدِي وَالْأَشْبَه بمقصد هَذَا الْمُنَافِق الْقصر أَي لأحسن مِمَّا تَقول إِن كَانَ حَقًا أَن تفعل كَذَا لما جَاءَ فِي بَقِيَّة الحَدِيث من أَن يجلس فِي منزله وَلَا يَغْشَاهُ وَلَا يُؤْذِيه وَيكون هَذَا خَبرا لمبتدأ وعَلى الْوَجْه الآخر يَأْتِي فِي الْكَلَام تنَاقض واضطراب لِأَنَّهُ قدم أَولا الِاعْتِرَاف بِحسن مَا جَاءَ بِهِ ثمَّ أَدخل فِيهِ شكا بقوله إِن كَانَ حَقًا وَقَول على مَا كنت أقيم على أحد حدا فَيَمُوت فأجد مِنْهُ فِي نَفسِي إِلَّا صَاحب الْخمر لِأَنَّهُ إِن مَاتَ وديته كَذَا فِي النّسخ قَالَ بَعضهم الْوَجْه فَإِنَّهُ إِن مَاتَ وديته وَقَوله فِي حَدِيث الشجرتين فلأم بَينهمَا كَذَا لَهُم مَهْمُوز مَقْصُور وَقد فسرناه وَعند ابْن عِيسَى فلاءم بَينهمَا مَمْدُود وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى وَعند أبي بَحر عَن العذري فألام بَينهمَا بِغَيْر همز رباعي وَهُوَ بعيد فِي هَذَا إِلَّا أَن يكون من الْأُم فسهل الْهمزَة ثمَّ نقل الْحَرَكَة إِلَى اللَّام الساكنة كَمَا قيل الأَرْض وَالْأَمر اللَّام مَعَ الْبَاء (ل ب ب) قَوْله فِي التَّلْبِيَة لبيْك مَعْنَاهُ إِجَابَة لَك وَهُوَ تَثْنِيَة ذَلِك كَأَنَّهُ قَالَ إِجَابَة لَك بعد إِجَابَة تَأْكِيدًا كَمَا قَالُوا حنانيك وَنصب على الْمصدر هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وكافة النُّحَاة وَمذهب يُونُس أَنه اسْم غير مثنى وَإِن أَلفه انقلبت لاتصالها بالمضمر مثل لدي وَعلي وَأَصله لبب فاستثقلوا الْجمع بَين ثَلَاث با آتٍ فأبدلوا الثَّانِيَة يَاء كَمَا قَالُوا تظنيت من تظننت وَمَعْنَاهُ إجَابَتِي لَك يَا رب لَازِمَة من لب بِالْمَكَانِ وألب بِهِ إِذا أَقَامَ وَقيل مَعْنَاهُ قربا مِنْك وَطَاعَة قَالَ الْحَرْبِيّ والألباب الْقرب وَقيل طَاعَة لَك وخضوعا من قَوْلهم أَنا ملب بَين يَديك أَي خاضع وَقيل اتجاهي لَك وقصدي من قَوْلهم دَاري تلب دَارك أَي تواجهها وَقيل محبتي لَك يَا رب من قَوْلهم امْرَأَة لبة للمحب لولدها وَقيل إخلاصي لَك يَا رب من قَوْلهم حسب لباب أَي مَحْض وَفِي الحَدِيث فلببته بردائه إِذا جمع عَلَيْهِ ثَوْبه عِنْد صَدره فِي لبته وأمسكه وَسَاقه بِهِ بتَشْديد الْبَاء وتخفيفها مَعًا

فصل الاختلاف والوهم

وَالتَّخْفِيف أعرف واللبة المنحر وَمِنْه الذَّكَاة فِي الْحلق واللبة وَطعن فِي لباتها أَي نحورها ولب الرجل الحازم وَأولُوا الْأَلْبَاب أولُوا الْعُقُول واللب الْعقل (ل ب ث) قَوْله فَأطَال اللّّبْث بِفَتْح اللَّام وَالْبَاء وسكونها أَي الْمكْث وَهُوَ اسْمه وَمِنْه لَو لَبِثت فِي السجْن مَا لبث يُوسُف واللبث بِضَم اللَّام وَسُكُون الْبَاء الْمصدر وَقَوله واستلبث الْوَحْي أَي أَبْطَأَ نُزُوله (ل ب د) قَوْله من لبد يَعْنِي شعره والتلبيد وَأحرم ملبدا هُوَ جمعه فِي الرَّأْس بِمَا يلزق بعضه بِبَعْض كالغسول والخطمى والصمغ وَشبهه لَيْلًا يتشعث ويقمل فِي الْإِحْرَام وَقَوله كسَاء ملبدا بِفَتْح الْبَاء قيل يحْتَمل أَن يكون من هَذَا أَي كثفت ومشطت وصفقت بِالْعَمَلِ حَتَّى صَارَت مثل اللبد وَقيل مَعْنَاهُ مرقعا يُقَال لبدت الثَّوْب ولبدته وألبدته أَي رقعته وَإِلَى هَذَا ذهب الْهَرَوِيّ وَالْأول أصح لقَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كسَاء من هَذِه الملبدة فَدلَّ أَنه جنس مِنْهَا وَقَوله يرقع ثَلَاث لبد بَعْضهَا فَوق بعض مِمَّا تقدم أَي رقع (ل ب ط) قَوْله فلبط بِهِ بِضَم اللَّام وَكسر الْبَاء وَآخره طاء مُهْملَة أَي صرع وَسقط لحينه مَرضا واللبط بِسُكُون الْبَاء اللصوق بِالْأَرْضِ وَقَالَ مَالك وعك لحينه وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل يتلوى ويتلبط أَي يتقلب عطشا (ل ب ن) قَوْله عَلَيْكُم بالتلبينة والتلبين هُوَ حسان يعْمل من دَقِيق أَو نخالة شبهت بِاللَّبنِ لبياضها وَقد يَجْعَل فِيهَا اللَّبن أَو الْعَسَل وَقَوله وَعِنْدِي عنَاق لبن أَي ملبونة تطعم اللَّبن وترضعه وَقَالَ بَعضهم أُنْثَى وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله أَنِّي حلبت من ثدي امْرَأَتي لَبَنًا كثيرا كَذَا جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث وَكَذَا يَسْتَعْمِلهُ الْفُقَهَاء وَكَذَلِكَ حَدِيث لبن الْفَحْل قَالَ أَبُو عبيد وَالْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب لبانها وَقَالَ غَيره اللبان لبنات آدم وَاللَّبن لسَائِر الْحَيَوَان وَقَوله وَأَنا مَوضِع تِلْكَ اللبنة ورأيته على لبنتين بِفَتْح اللَّام وَكسر الْبَاء وبكسر اللَّام وَسُكُون الْبَاء مَعًا وَيجمع لَبَنًا ولبنا من كسر اللَّام وهم بنوا تَمِيم يسهلون مثل هَذَا فيقولونه بِسُكُون الْبَاء وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب الْمَعْلُوم وَقَوله ولبنتها ديباج لبنة الثَّوْب رقْعَة فِي جيبه بِكَسْر اللَّام وَسُكُون الْبَاء (ل ب س) قَوْله جَاءَهُ الشَّيْطَان فَلبس عَلَيْهِ بباء مَفْتُوحَة مُخَفّفَة وَقد ضَبطه بَعضهم بتشديدها وَالْفَتْح أفْصح قَالَ الله تَعَالَى) وللبسنا عَلَيْهِم مَا يلبسُونَ (أَي خلط عَلَيْهِ أَمر صلَاته وَشبههَا عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله من لبس على نَفسه لبسا جعلنَا لبسه بِهِ لَا تلبسوا على أَنفسكُم بِالتَّخْفِيفِ فِي جَمِيعهَا لشيوخنا فِي الْمُوَطَّأ وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي الآخر التَّشْدِيد قَوْله ذهبت وَلم تلبس مِنْهَا بِشَيْء يَعْنِي الدُّنْيَا قَوْله لبس عَلَيْهِ أَي خلط وَعمي أمره عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله فِي خبر ابْن صياد فلبني بتَخْفِيف الْبَاء أَي جعلني ألتبس فِي أمره قَوْله نهى عَن لبستين فسرهما فِي الحَدِيث هُوَ بِكَسْر اللَّام لِأَنَّهُ من الْهَيْئَة وَالْحَالة فِي اللبَاس وَقد رُوِيَ بِضَم اللَّام على اسْم الْفِعْل وَالْأول هُنَا أوجه قَوْله إيتوني بِثِيَاب لبيس أَو خميص هُوَ مَا لبس من الثِّيَاب وَتقدم تَفْسِير الخميص قَوْله فِي التّرْك يلبسُونَ الشّعْر فِي الحَدِيث الآخر يَمْشُونَ فِي الشّعْر يحْتَمل أَنه على ظَاهره أَن لباسهم من الشّعْر وَيحْتَمل أَنه تَفْسِير لقَوْله ينتعلون الشّعْر أَي أَن نعَالهمْ من حبال وضفائر من شعر وَيحْتَمل أَن المُرَاد بذلك كَثْرَة شُعُورهمْ حَتَّى تجلل أجسامهم وَذكر فِي الزَّكَاة اللوبياء مَمْدُود وَهُوَ حب مَعْرُوف. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَإِنَّهُ يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة ملبدا كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث أبي النُّعْمَان فِي كتاب الْجَنَائِز بِمَعْنى تلبيد الشّعْر على مَا تقدم وَكَذَا ذكره مُسلم من رِوَايَة مُحَمَّد بن صباح عَن هشيم

(ل ث ي)

وَرِوَايَة يحيى بن يحيى وَغَيره عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير وَالَّذِي جَاءَ فِي سَائِر الْمَوَاضِع فيهمَا وَفِي غَيرهمَا ملبيا بِالْيَاءِ من التَّلْبِيَة وَهُوَ أصح وأشبه بِمُرَاد الحَدِيث وَأشهر فِي الرِّوَايَة مَعَ مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَات الْأُخَر يُلَبِّي فارتفع الأشكال لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا نَهَاهُم عَن تَغْطِيَة رَأسه لِأَنَّهُ يحْشر يُلَبِّي فَيجب أَن يتْرك بِصفة الْحَاج الْمحرم وَلَيْسَ للتلبيد هُنَا معنى قَوْله فِي حَدِيث الرضَاعَة فَتحرم بلبنها كَذَا الرِّوَايَة فِيهِ فِي هَذَا الحَدِيث من غير خلاف وَقَالَ ابْن مكي فِي كِتَابه إِن ذكر اللَّبن لبنات آدم خطأ إِنَّمَا هُوَ لغيرهن وللمرأة لبان وَهَذَا الحَدِيث يرد عَلَيْهِ وَقَوله فِي حَدِيث سعد فانفجرت من لبته كَذَا عِنْد أبي بَحر وَقد فسرناه وَعند الصَّدَفِي من ليته وَهُوَ صفحة الْعُنُق بِكَسْر اللَّام بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وللباجي ليلته وَهُوَ إِن شَاءَ الله الصَّوَاب فِي فَضَائِل أبي بكر هَل أَنْت حالب لَبَنًا كَذَا للمروزي وَأبي ذَر وَعند الْجِرْجَانِيّ والنسفي لنا وَعند ابْن السكن لنا شَاة وَهَذِه الروَاة تعضد الَّتِي قبلهَا وَهِي أوجه من رِوَايَة الْمروزِي وَكَذَا جَاءَ لجميعهم فِي غير هَذَا الْموضع حالب لي وَفِي رِوَايَة لنا وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة أَفِي غنمك لبن ضبطناه بِفَتْح اللَّام وَالْبَاء وضبطناه عَن بَعضهم أَيْضا بِضَم اللَّام وَسُكُون الْبَاء وصف للغنم أَي ذَوَات لبن يُقَال شَاة لبنة وشياه لبن أَو جمع لِابْنِ مثل ضامر وضمر أَو جمع لبون مثل عَجُوز وَعجز ثمَّ سكن أَوسط الْكَلِمَة للتسهيل فِي هَذَا الْبَاب اللَّام مَعَ الثَّاء (ل ث ي) قَوْله الوشم فِي اللثة بِكَسْر اللَّام وَتَخْفِيف الثَّاء وَلَا تشدد وَهُوَ لحم الْأَسْنَان الَّتِي تنْبت فِيهِ اللَّام مَعَ الْجِيم (ل ج أ) قَوْله إِلَّا بَعضهم لجئوا بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَأَمنَهُمْ أَي استعاذوا بِهِ كَذَا للجرجاني وَلغيره لَحِقُوا وَهُوَ قريب من مَعْنَاهُ (ل ج ب) قَوْله لجبة خصم بِفَتْح الْجَمِيع أَي اخْتِلَاط أَصْوَاتهم مثل قَوْله جلبة خصم فِي الحَدِيث الآخر (ل ج ج) قَوْله لِأَن يلج أحدكُم فِي يَمِينه وَمن استلج فِي يَمِينه بِفَتْح اللَّام وَتَشْديد الْجِيم إِذا تَمَادى فِي الْأَمر وألح فِيهِ وَالِاسْم اللجاج بالتفح وَالْمرَاد هُنَا التَّمَادِي عَلَيْهَا وَلَا يكفرهَا وَقَوله حَتَّى إِن لِلْمَسْجِدِ للجة بِفَتْح اللامين هِيَ اخْتِلَاط الْأَصْوَات مثل الجلبة فِي الحَدِيث الأول (ل ج م) قَوْله فيلجمهم الْعرق أَي يبلغ أَفْوَاههم ويعلوا عَلَيْهَا ويكظمهم كاللجام على فَم الدَّابَّة اللَّام مَعَ الْحَاء (ل ح ح) قَوْله فألحت أَي تمادت على فعلهَا (ل ح د) قَوْله فِي وَفَاته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَحدهمَا يلْحد أَي يحْفر اللَّحْد وَهُوَ الْحفر للْمَيت فِي جَانب الْقَبْر والضريح الْحفر لَهُ فِي وَسطه يُقَال مِنْهُ لحد وألحدوا صلَة الْميل لأحد الْجَانِبَيْنِ وَمِنْه الملحد المائل عَن طَرِيق الْحق يُقَال فِيهِ لحد ولحد وملحد وملحد بِضَم الْمِيم وَفتحهَا وَضم اللَّام وَفتحهَا وَفِي الحَدِيث الملحد فِي الْحرم (ل ح م) قَوْله نَبِي الملحمة وَثمّ تكون بَينهم ملحمة وَالْيَوْم يَوْم الملحمة وَأَشد النَّاس قتالا فِي الْمَلَاحِم ملاحم الْقِتَال معاركها وَهِي مَوَاضِع الْقِتَال وَقَوله غُلَام لحام أَي جازر يَبِيع اللَّحْم (ل ح ن) قَوْله وَكَانَ الْقَاسِم رجلا لحنة كَذَا لِابْنِ أبي جَعْفَر والعذري بِسُكُون الْحَاء أَي كثير اللّحن وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي لحانة على الْمُبَالغَة وَلغيره لحانا وَكله بِمَعْنى واللحنة مثل غرفَة الكثي اللّحن مثل لحان وَأما لحنة بِفَتْح الْحَاء فَالَّذِي يلحن النَّاس ويخطئهم وَقَوله بلحن حمير أَي بلغتهَا وكلامها وَقَوله أَلحن بحجته أَي أفطن بهَا وأقوم واللحن بِالْفَتْح الفطنة وبالسكون الْخَطَأ وَقيل بِالسُّكُونِ أَيْضا فِي الفطنة وَمِنْه وَخير الحَدِيث مَا كَانَ لحنا وَقيل فِي الْخَطَأ بِالْفَتْح أَيْضا (ل ح ف) قَوْله لَا تلحفوا فِي الْمَسْأَلَة بِمَعْنى لَا تلحوا

فصل الاختلاف والوهم

وَهُوَ من لُزُوم الشَّيْء وَمِنْه فقد سَأَلَ إلحافا وَقَوله كَانَ للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فرس يُقَال لَهُ اللحيف بِالْحَاء الْمُهْملَة وَضم اللَّام على التصغير كَذَا ضبطناه وضبطناه أَيْضا على أبي الْحُسَيْن اللّغَوِيّ اللحيف بِفَتْح اللَّام وَكسر الْحَاء مكبرا وَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ قَالَ سمي بذلك لطول ذَنبه فعيل بِمَعْنى فَاعل كَأَنَّهُ يلحف الأَرْض بِذَنبِهِ قَالَ البُخَارِيّ وَقَالَهُ بَعضهم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْمَعْرُوف الأول (ل ح ق) قَوْله أَن عذابك بالكافرين مُلْحق بِكَسْر الْحَاء أَي يلحقهم يُقَال لحقته وألحقته فَأَنا لَاحق وملحق وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ من نزل بِهِ وَقدر عَلَيْهِ ألحقهُ بالكافرين فِي النَّار وَرَوَاهُ بَعضهم مُلْحق بِفَتْح الْحَاء وَمَعْنَاهُ يلْحقهُ الله بالكافرين وَقَوله لَو فعلت للحقتك النَّار كَذَا للعذري وَلغيره لَلَفَحَتْك النَّار أَي ضربك بلهبها وأحرقتك وَهُوَ أصوب فِي الْكَلَام (ل ح ي) قَوْله من ضمن لي مَا بَين لحييْهِ قيل لِسَانه وَقيل بَطْنه واللحي بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا الْعظم الَّذِي تنْبت عَلَيْهِ اللِّحْيَة من الْإِنْسَان وَهُوَ فِي سَائِر الْحَيَوَان وَاعْفُوا اللحي بِكَسْر اللَّام مَقْصُور جمع لحية بِالْكَسْرِ فيهمَا لَا غير وتلاحي فِيهَا رجلَانِ أَي تخاصما وَقيل تسابا وَكَانَ يلاحي أَي يساب والملاحاة الْخُصُومَة والسباب وَالِاسْم اللحاء مكسور مَمْدُود وَقد جَاءَ فِي مُسلم كَذَلِك فِي شعر حسان سباب أَو لحاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الضَّحَايَا إِن هَذَا يَوْم اللَّحْم فِيهِ مَكْرُوه قد ذكرنَا اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ بَين مَكْرُوه ومقروم فَمن قَالَ مقروم أَي يَشْتَهِي كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى هَذَا يَوْم يَشْتَهِي فِيهِ اللَّحْم وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي رِوَايَة العذري وَقد ذَكرنَاهَا فِي الْكَاف وَمن قَالَ مَكْرُوه وَهِي رِوَايَة كَافَّة رُوَاة مُسلم وَكَذَا ذكره التِّرْمِذِيّ أَي يكرمان يذبح فِيهِ لَحْمًا لغير الضحية كَمَا قَالَ إِنَّهَا شَاة لحم وَقَالَ بَعضهم صَوَابه على هَذِه الرِّوَايَة اللَّحْم بِفَتْح الْحَاء أَي شَهْوَة اللَّحْم أَي ترك الْأُضْحِية وَالذّبْح حَتَّى يتْرك أَهله يشتهون اللَّحْم مَكْرُوه وَقَوله فِي تَفْسِير سُورَة الْأَنْعَام لما حرم عَلَيْهِم شحومها اجملوه ثمَّ باعوه كَذَا لَهُم وللقابسي لحومها وَهُوَ وهم وَقَوله فِي حَدِيث أبي مَسْعُود فِي بَاب ضرب الْمَمْلُوك لَو لم تفعل ذَلِك للحقتك النَّار كَذَا للعذري وَلغيره لفحتك وَهُوَ الصَّوَاب فِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فِي حَدِيث إِسْحَاق فَخرج فِي غَزْوَة بني لحيان كَذَا عِنْد بعض رُوَاة مُسلم وَالَّذِي عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي أصولهم نَجْرَان وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْلهَا فِي الحَدِيث الآخر قَوْله فِي حَدِيث عَائِشَة حَتَّى ألحيت عَلَيْهَا وَالْخلاف فِيهِ ذَكرْنَاهُ فِي الثَّاء وَالْخَاء فِي تَفْسِير وعَلى الَّذين هادوا قَاتل الله الْيَهُود لما حرم عَلَيْهِم شحومها كَذَا للكافة وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَفِي غير هَذَا الْموضع فِي كتاب بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ لحومها وَأَصْلحهُ وَقَالَ هُوَ خطأ اللَّام مَعَ الْخَاء (ل خَ ص) قَوْله يلخص لَك نسبي بِمَعْنى يخلص وَيبين وَقد ذَكرْنَاهُ وَاخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ (ل خَ ف) قَوْله فِي جمع الْقُرْآن فِي اللخاف بِكَسْر اللَّام وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة قيل هِيَ الخزف وَقَالَ أَبُو عبيد هِيَ حِجَارَة بيض رقاق واحدتها لخفة وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِيهَا عرض ودقة اللَّام مَعَ الدَّال (ل د د) قَوْله الألد الْخصم هُوَ الشَّديد الْخُصُومَة والإسم اللدد مَأْخُوذ من لديدي الْوَادي وهما جانباه لِأَنَّهُ كلما أخذت عَلَيْهِ جانبا من المحجة أَخذ فِي جَانب آخر وَقيل لأعماله لديديه فِي الْخِصَام وهما جانبا فَمه وَقَوله لَا تلدوني وَلَا يبْقى أحد فِي الْبَيْت الألد ويلد بِهِ من ذَات الْجنب ولددناه اللدود

(ل د ن)

بِفَتْح اللَّام الدَّوَاء الَّذِي يصب من أحد جَانِبي فَم الْمَرِيض وهما لديداه ولددت فعلت ذَلِك بالمريض (ل د ن) قَوْله فتلدن عَلَيْهِ بعض التلدن بتَشْديد الدَّال أَي تلكأ وَلم ينبعث (ل دغ) قَوْله أَن سيد الْحَيّ لدغ يُقَال لدغته الْعَقْرَب ضَربته بذنبها وأشباهها من ذَوَات السمُوم عضته وَمِنْه لَا يلْدغ الْمُؤمن من جُحر مرَّتَيْنِ قَالَ الْخطابِيّ يرْوى على النَّهْي بِالسُّكُونِ وَكسر الْغَيْن لالتقاء الساكنين وعَلى الْخَبَر بِالضَّمِّ وَهُوَ ضرب مثل أَي لَا يستغفل ويخدع مرّة بعد أُخْرَى فِي شَيْء وَاحِد وَقيل المُرَاد بذلك فِي أَمر الْأُخوة دون الدُّنْيَا اللَّام مَعَ الزَّاي (ل ز م) ذكر فِي شُرُوط السَّاعَة الَّتِي ظَهرت اللزام فسره فِي الحَدِيث هُوَ يَوْم بدر وَهُوَ البطشة الْكُبْرَى أَيْضا فَسرهَا بذلك فِي الحَدِيث أَنَّهَا يَوْم بدر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله اللزام فِي اللُّغَة الْفَصْل فِي الْقَضِيَّة وَبِه فسر قَوْله فَسَوف يكون لزاما وَاللزَام أَيْضا الثُّبُوت والدوام وَبِه فسر قَوْله لَكَانَ لزاما قَالَ أَبُو عُبَيْدَة كَأَنَّهُ من الأضداد وَقَوله فِي خبر إِبْلِيس فَيلْزمهُ أَي يضمه إِلَيْهِ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فيدنيه اللَّام مَعَ الطَّاء (ل ط ط) قَوْله تلط حَوْضهَا كَذَا ذكره فِي الْمُوَطَّأ وَفِي كتاب مُسلم يلط حَوْضه وَعند القَاضِي الشَّهِيد يليط بِضَم الْيَاء وَكَذَا فِي البُخَارِيّ وَعند الخشنى عَن الْهَوْزَنِي يلوط ومعانيها مُتَقَارِبَة وَمعنى يليط يلصق الطين بِهِ ويسد تشققه لَيْلًا ينشف المَاء واللط الإلزاق ويلوط يصلح ويطن ويليط يلزق بِهِ الطين لَاطَ الشَّيْء بالشَّيْء لزق وألطته ألزقته وَمَعْنَاهُ إِصْلَاحه ورمه (ل ط خَ) قَوْله اللطخ ولطخوا بِهِ أَي اتهموا بِهِ وأضيف إِلَيْهِم كمن لطخ بِشَيْء وَإِنَّمَا يسْتَعْمل هَذَا فِيمَا يقبح وَقَوله فِي حَدِيث أبي طَلْحَة تَرَكتنِي حَتَّى تلطخت أَي تنجست وتقذرت بِالْجِمَاعِ يُقَال فلَان لطخ أَي قذر وَقد يكون بِمَعْنى الأول أَي حِين تلبست بِمَا تلبست بِهِ من ذَلِك الْقَبِيح فعله لمن أَصَابَهُ مثل مصابي (ل ط م) وَفِي شعر حسان فِي الصَّحِيح (يلطمهن بِالْخمرِ النِّسَاء) يُرِيد الْخَيل أَي ينفضن مَا عَلَيْهَا من الْغُبَار ويضربنها بذلك فاستعار لذَلِك اللَّطْم وَقَالَ لي شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن بن سراج يلطمهن بِتَقْدِيم الطَّاء وَهُوَ النفض أَيْضا وَقَالَ ابْن دُرَيْد الطلم ضربك الخبزة بِيَدِك لتنفض مَا عَلَيْهَا من الرماد والطلمة بِضَم الطَّاء خبْزَة الْملَّة قَالَ وَكَذَا كَانَ الْخَلِيل يرْوى بَيت حسان وينكر يلطمهن (ل ط ف) قَوْله وَلَا اعرف مِنْهُ اللطف الَّذِي كنت أعرف كَذَا روينَاهُ بِفَتْح اللَّام والطاء وَيُقَال أَيْضا بِضَم اللَّام وَسُكُون الطَّاء وَهُوَ الْبر والتحفي وَقَالَ بَعضهم إِذا كَانَ ذَلِك بِرِفْق وَمِنْه فِي أَسمَاء الله تَعَالَى اللَّطِيف قيل الْبر بعباده من حَيْثُ لَا يعلمُونَ وَقيل الْعَلِيم بخفيات الْأُمُور وَقيل الَّذِي لطف عَن أَن يدْرك بالكيفية أَي غمض وخفى ذَلِك اللَّام مَعَ الظَّاء (ل ظ ى) قَوْله بِذَات لظى مَوضِع ولظى من أَسمَاء النَّار وتلظى تلتهب وَهِي من أَسمَاء جَهَنَّم وَإِحْدَى دركاتها أعاذنا الله مِنْهَا اللَّام مَعَ الْكَاف (ل ك ا) قَوْله فتلكات وَنَكَصت أَي ترددت وتحبست عَن التَّقَدُّم للْيَمِين (ل ك ز) فلكزني لكزة شَدِيدَة قَالَ البُخَارِيّ لكز ووكز وَاحِد (ل ك ع) قَوْله أقعدي لكاع بِفَتْح اللَّام وَالْكَاف وَكسر الْعين غير منونة مثل حذام وقطام يُقَال ذَلِك لكل من يستحقر وَلِلْعَبْدِ وَالْأمة والوغد من النَّاس وَالْجَاهِل والقليل الْعقل وَالذكر لكع والأنتى لكاع وَمَعْنَاهُ يَا سَاقِط وَيَا سَاقِطَة وَيَا دنئ وَشبهه كَذَا وَقع لِابْنِ بكير والقعنبي ومطرف وَابْن الْقَاسِم على خلاف عَنهُ وَكَذَا لِابْنِ وضاح والمروزي عَن يحيى بن يحيى لكع وَالْأول الصَّوَاب

(ل م ز)

لِأَنَّهُ خطاب مؤنث وَقَوله إِثْم لكع يَعْنِي الْحسن قَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ الصَّغِير فِي لُغَة بني تَمِيم وَقيل هُوَ الجحش الراصع وَعِنْدِي أَنه يحْتَمل أَن يكون على بَابه فِي الاستصغار والاستحقار كاحميق على طَرِيق التَّعْلِيل لَهُ وَالرَّحْمَة وَقد قيل فِيهِ نَحْو هَذَا قيل مثل قَوْله لعَائِشَة يَا حميراء تَصْغِير إشفاق وَرَحْمَة ومحبة وكما قَالَ عمر أخْشَى على هَذَا الْغَرِيب قصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث هوَازن لَا نَدْرِي من أذن مِنْكُم كَذَا للرواة والمعلوم وَعند الْجِرْجَانِيّ لكم وَهُوَ صَحِيح الْمَعْنى يُخَاطب هوَازن وَالْأول خطاب الْجَيْش قَوْله للنِّسَاء لَكِن أفضل الْجِهَاد حج مبرور ويروى لَكِن بِضَم الْكَاف وَكسرهَا وَتَشْديد النُّون وسكونها وَهُوَ ضبط أَكْثَرهم وَكَانَ فِي كتاب الْأصيلِيّ مهملا وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى فَإِذا كَانَ بِضَم الْكَاف اخْتصَّ بِهِ النِّسَاء تَصْرِيحًا وَعَلِيهِ يدل أول الحَدِيث والْحَدِيث الآخر جِهَاد كن الْحَج وَإِذا كَانَ بِكَسْر الْكَاف فبمعناه أَي لَكِن أفضل الْجِهَاد لَكِن وَفِي حقكن وَقد بَينا هَذَا فِي كتاب الْإِكْمَال قَول ابْن عَبَّاس لِابْنِ أبي مليكَة فِي صدر مُسلم ولدنَا صَحَّ كَذَا هُوَ الصَّحِيح وَهُوَ رِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند العذري وَلَك مَا صَحَّ وَهُوَ تَصْحِيف اللَّام مَعَ الْمِيم (ل م ز) قَوْله حِين لمزه المُنَافِقُونَ فَنزلت وَمِنْهُم من يَلْمِزك الْآيَة اللمز هُوَ الْعَيْب والغض من النَّاس والهمز مثله قَالَ الله) ويل لكل همزَة لُمزَة (وَقيل اللمز الْعَيْب فِي الْوَجْه والهمز فِي الظّهْر وَقيل كِلَاهُمَا فِي الظّهْر كالغيبة وَقيل إِنَّمَا للمز اذا كَانَ بِغَيْر التَّصْرِيح كالإشارة بالشفتين والعينين وَالرَّأْس وَنَحْوه يُقَال لمزه يلمزه ويلمزه بِكَسْر الْمِيم وَضمّهَا (ل م ظ) قَوْله فَجعل الصَّبِي يتلمظه التلمظ بالظاء الْمُعْجَمَة هُوَ تتبع بَقِيَّة الطَّعَام بِاللِّسَانِ فِي الْفَم (ل م م) قَوْله إِن كنت أَلممْت بذنب أَي قاربته وأتيته وَلَيْسَ لَك بعادة الملم بالشَّيْء غير الْمُعْتَاد لَهُ يَأْتِيهِ مرّة والمصر الملازم لَهُ وَقَوله مَا رَأَيْت أشبه شَيْء باللمم اخْتلف فِي قَوْله إِلَّا اللمم فِي الْآيَة فَقيل الرجل يَأْتِي الذَّنب ثمَّ لَا يعاوده وَقيل الصَّغَائِر الَّتِي تكفرها الصَّلَاة وَاجْتنَاب الْكَبَائِر وَقيل ألم بالشَّيْء يلم بِهِ وَلَا يَفْعَله وَقيل الْميل إِلَيْهِ وَلَا يصر عَلَيْهِ وَقيل كل مَا دون الشّرك وَقيل كل مَا لم يَأْتِ فِيهِ حد فِي الدُّنْيَا وَلَا وَعِيد فِي الْآخِرَة وَقيل مَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَدَلِيل الحَدِيث أَنه مَا دون الْكَبَائِر وَقَوله فِي النِّسَاء مَا يلم بهَا أَي يُجَامِعهَا وألم بالشَّيْء دنا مِنْهُ وألم بهَا سَيِّدهَا أَي قاربها وجامعها وَيقتل حَبطًا أَو يلم أَي يُقَارب الْقَتْل ويشبهه وَقَوله ألمت بهَا سنة أَي حلت بهَا وَقَوله وَرَحْمَة تلم بهَا شعثى بِفَتْح التَّاء أَي تجمع بهَا مَا تفرق من أَمْرِي يُقَال لممت الشَّيْء لما إِذا جمعته وَمن كل عين لَامة قَالَ أَبُو عبيد أَي ذَات لمَم يُرِيد بإصابتها وضرها وَبهَا لمَم أَي جُنُون وَقَوله لَهُ لمة بِكَسْر اللَّام وَتَشْديد الْمِيم هِيَ الشّعْر فِي الرَّأْس دون الجمة وَجَمعهَا لمَم بِكَسْر اللَّام كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث كأحسن مَا أَنْت رَاء من اللمم قيل سميت بذلك لِأَنَّهَا تلم بالمنكبين والوفرة دون ذَلِك لشحمة الْأُذُنَيْنِ (ل م ع) قَوْله فِي ذِي الطفية والأبتر يلتمعان الْبَصَر أَي يختطفانه كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله فَجعلت تلمع من وَرَاء الْحجاب أَي تُشِير لمع الرجل بِيَدِهِ أَي أَشَارَ وَقَوله كَلمعِ الصُّبْح أَي ضوئه ونوره (ل م س) قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فَإِنَّهُمَا يلتمسان الْبَصَر بِمَعْنى يلتمعان أَي تطمسه من قَوْلهم أكاف ملموس إِلَّا حناء إِذا أمرت عَلَيْهِ الْأَيْدِي فَإِن وجد فِيهِ تحدب نحت وَقَوله من سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علما أَي يَطْلُبهُ والتمست عقدا لي وَأقَام على التماسه أَي طلبه وَالْمُلَامَسَة

فصل الاختلاف والوهم

اللَّمْس بِالْيَدِ وَقد يعبر بهَا عَن الْجِمَاع ولمست صَدْرِي أَي مَسسْته وَكَذَلِكَ لمست قَدَمَيْهِ وَهُوَ ساجد وَنهى عَن الْمُلَامسَة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى عَن اللماس كَانَ من بُيُوع الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ أَن يبْتَاع الثَّوْب لَا يقلبه إِلَّا أَن يلمسه بِيَدِهِ وَتَحْت ثوب أَو لَيْلًا وَقد جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث فصل فِي لم اعْلَم أَن لم تَأتي لنفي مَا مضى وَهِي تجزم الْفِعْل بعْدهَا وَقد جَاءَت فِي الحَدِيث بِمَعْنى. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب أكل الْجمار إِن من الشّجر لما بركته كبركة الرجل الْمُسلم كَذَا لأكثرهم للنسفي وَابْن السكن والحموي وَالْمُسْتَمْلِي والجرجاني وَعند الْمروزِي لَهَا بركَة بِالْهَاءِ وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب وَالْأول أصح فِي الْمَعْنى وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن السكن أَن من الشَّجَرَة شَجَرَة لَهَا وبهذه الزِّيَادَة تستقيم هَذِه الرِّوَايَة وَقَوله فِي بَاب قَول الرجل وَيلك إِن آخر هَذَا فَلم يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم السَّاعَة كَذَا للرواة وَعند ابْن السكن فَلَنْ يُدْرِكهُ الْهَرم وَهُوَ الْوَجْه أَي لم يُدْرِكهُ بِحَذْف الْفَاء وَهُوَ مَكَان جَوَاب الشَّرْط وعَلى الْوَجْه الأول لَا جَوَاب فيختل الْكَلَام وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لم يدْرك الْهَرم قَامَت عَلَيْكُم سَاعَتكُمْ ذهب بعض المتكلفين لما أشكل عَلَيْهِ معنى الحَدِيث مَعَ صدق النَّبِي فِيمَا يخبر عَنهُ إِلَى أَن صَوَابه ثمَّ يُدْرِكهُ الْهَرم ثمَّ قَامَت عَلَيْكُم سَاعَتكُمْ وَهَذَا بعيد غير سَائِغ فِي جِهَة اللِّسَان إِذْ لَا جَوَاب هُنَا للشّرط وَأَيْضًا فَإِنَّهُ إِن قدم هَذَا اللَّفْظ فِي هَذَا الحَدِيث فَمَا يصنع فِي غَيره من الْأَحَادِيث كَقَوْلِه أَن يَعش هَذَا الْغُلَام فَعَسَى أَن لَا يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم السَّاعَة وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ وتأويله الَّذِي يرفع أشكاله وَيشْهد بصدقه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على كل حَال مَا جَاءَ فِي أول الحَدِيث الآخر كَانَ رجال من الْأَعْرَاب جُفَاة يسْأَلُون النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَتى السَّاعَة وَكَانَ ينظر إِلَى أَصْغَرهم يَقُول أَن يَعش هَذَا لَا يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم عَلَيْكُم سَاعَتكُمْ يَعْنِي موتكم بِهَذَا فسر الحَدِيث من سلف من أَئِمَّتنَا كَقَوْلِه من مَاتَ فقد قَامَت قِيَامَته وَمثله فِي الْبَاب قَوْله لم يتْرك من عَمَلك شَيْئا كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند الْأصيلِيّ لن وَهُوَ الْمَعْرُوف وَمثله فِي الاستيذان فِي حَدِيث أبي مُوسَى إِن لم يجد بَيِّنَة فَلم يحدوه كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَلَيْسَ بِوَجْه الْكَلَام وَفِي بعض النّسخ فَلَنْ يحدوه وَفِي بَعْضهَا لمَم يحدوه وَهَذَانِ الْوَجْهَانِ وَجه الْكَلَام على مَا تقدم وَفِي حَدِيث الْغَار حَتَّى ألمت بهَا سنة كَذَا للرواة ألمت مشدد الْمِيم بعْدهَا عَلامَة التَّأْنِيث أَي حلت بهَا وغشيتها وَالسّنة هُنَا الشدَّة وَعند الْقَابِسِيّ أَلممْت بهَا سنة بِسُكُون اللَّام وَرفع تَاء الْمُتَكَلّم وَنصب سنة على الظّرْف الْوَقْت الْمَعْلُوم من الزَّمَان وَالْأول أشبه بِمَفْهُوم الْقِصَّة ومساق الْكَلَام واضطرار الْمَرْأَة لما فعلته وَقَوله فِي حَدِيث العرنيين قَول عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ لنا مَا تَقولُونَ فِي الْقسَامَة كَذَا لِابْنِ الْحذاء وللكافة فَقَالَ لناس وَقَوله فِي فَضَائِل أبي هُرَيْرَة أَيّكُم يبسط ثَوْبه إِلَى قَوْله فَإِنَّهُ لم ينس شَيْئا سَمعه كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث حَرْمَلَة عِنْد شُيُوخنَا فِي مُسلم وَعند بَعضهم لن وَهُوَ الْوَجْه وَكَذَا جَاءَ مثله فِي غير هَذَا الْموضع وَالله أعلم اللَّام مَعَ الصَّاد (ل ص ق) قَوْله كنت امْرِئ مُلْصقًا فِي قُرَيْش أَي حليفا لَهُم لست من جُمْلَتهمْ ونسبهم اللَّام مَعَ الْعين (ل ع ب) قَوْله فَهَلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وَأَيْنَ أَنْت من العذارى ولعابها بِالْكَسْرِ فِيهَا وَرَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم ولعابها بِضَم اللَّام مَعْنَاهَا على الْأَظْهر ملاعبتها وممازحتها وَقد

فصل الاختلاف والوهم

قيل أَنه يحْتَمل أَن يكون من اللعاب كَمَا قَالَ هن أطيب أفواها ولرواية لُعَابهَا بِالضَّمِّ وَعِنْدِي أَنه إِن صَحَّ هَذَا فِي لُعَابهَا ومص رِيقهَا وارتشافه فيبعد فِي قَوْله تلاعبها وتلاعبك إِلَّا أَن يسْتَعْمل هَذَا الْمَعْنى فِي غير الرشف فعلى بعد وَالْأول أظهر وَأشهر وَقَوله وَمَعَهَا لعبها وَهن اللّعب بِضَم اللَّام وَفتح الْعين جمع لعبة وَهِي صور الْجَوَارِي وَغَيرهَا الَّتِي يلْعَب بهَا الصبايا يُرِيد لصغرها وَقَوله فِي حَدِيث أبي عُمَيْر قَالَ فَكَانَ يلْعَب بِهِ قيل يَعْنِي بِهَذَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِن الضَّمِير فِي العب عَائِد عَلَيْهِ وَفِي بِهِ على الصَّبِي أَي أَنه كَانَ يمازحه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَلى مَا جَاءَ فِي كتاب غير مُسلم مُفَسرًا لنغير كَانَ يلْعَب بِهِ فَالْمُرَاد أَن اللاعب هُنَا الصَّبِي وَالضَّمِير فِي بِهِ عَائِد على النغر من العب وَاللَّهْو (ك ع ن) وَذكر اللَّعْن والالتعان وهما معلومان وأصل اللَّعْن الْبعد وَكَانَت الْعَرَب إِذا تمرد مِنْهُم مارد وحذروا من جرائره عَلَيْهِم طردوه عَنْهُم وتبرؤوا مِنْهُ وسموه اللعين لذَلِك فَهُوَ فِي حق الله ولعنته المبعد من رَحمته وَاتَّقوا الْملَاعن هِيَ جمع ملعنة وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي يرتفق بهَا النَّاس فيلعنون من يحدث بهَا وَيمْنَع من الرِّفْق بهَا كمواضع الظل وضفة المَاء وقارعة الطَّرِيق وَشبه ذَلِك وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر اتَّقوا اللاعنين ويروى اللعانين على التَّثْنِيَة فيهمَا سميا بذلك لِأَنَّهُمَا سَبَب لعن النَّاس لمن فعل ذَلِك فيهمَا قَوْله فِي اللّعان فَذَهَبت لتلتعن وَعند الطَّبَرِيّ والأسدي فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة ليلعن بِضَم الْيَاء وَفتح اللَّام وَكسر الْعين مُشَدّدَة وَفِيه ثمَّ لعن فِي الْخَامِسَة وَكلهَا صحيحات الْمعَانِي أَي كرر اللَّعْنَة كَمَا جَاءَت بِهِ الشَّرِيعَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول مُسلم وَذكر الْأَحَادِيث الضعيفة وَقَالَ لَعَلَّهَا أَو أَكْثَرهَا أكاذيب كَذَا للفارسي من روايتنا عَن الخشنى عَن الطَّبَرِيّ عَنهُ وَعند الْأَسدي عَن الشَّاشِي عَنهُ وَفِي رِوَايَة العذري وَغَيره وأقلها أَو أَكْثَرهَا أكاذيب وَهُوَ تَصْحِيف وَالْوَجْه الأول وَالصَّوَاب قَوْله فِي تَقْصِير الصَّلَاة خرجت مَعَ شُرَحْبِيل بن السمط إِلَى قَوْله فَقلت لَهُ فَقَالَ لَعَلَّه كَذَا بِفَتْح اللَّام وَالْعين عِنْد بعض الروَاة وَكَذَا كَانَ ضبط شَيخنَا الخشنى فِيهِ وَعند بَعضهم لعِلَّة بكسرهما وَآخره تَاء وَسَقَطت اللَّفْظَة عِنْد أَكْثَرهم وَلَا يظْهر لثبوتها معنى بَين ولعلها مُغيرَة وَكَانَ الضَّبْط الأول أشبه وَأقرب معنى لِأَن ذكر عمر هُنَا يخْتَلف فِيهِ قد روى ابْن عمر مَكَان عمر وَهُوَ خطأ فَلَعَلَّ بعض الروَاة لذَلِك بِأَن لَهُ الْخَطَأ فِيهِ فَقَالَ لَعَلَّه رَأَيْت عمر نظرا من عِنْد نَفسه وتنبيها على الصَّوَاب الْمُخَالف للرواية وَالله أعلم وَقَوله فِي قبض روح الْكَافِر وَذكر مرتبتها وَذكر لعنا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَكَانَ الوقشي يذهب إِلَى أَن فِي اللَّفْظ تَغْيِير أَو يَقُول لَعَلَّه وَذكر الخرء لقَوْله قبل فِي طيب روح الْمُؤمن وَذكر الْمسك وَهَذَا عني من جسارته وتسوره كَأَنَّهُ ذهب لمقابلة الْمسك بِمَا ذكر كَمَا قَابل الطّيب بالنتن وَلم يكن مثل هَذَا فِي أَلْفَاظه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَمَا كَانَ فَاحِشا وَلَا متفحشا وَقد كَانَ يكنى عِنْد الضَّرُورَة فَكيف بِهَذَا وَلَيْسَت الْمُقَابلَة الَّتِي ذهب إِلَيْهَا بِأولى من مُقَابلَة الصَّلَاة على روح الْمُؤمن الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث قبل باللعن فِي روح الْكَافِر وَقَوله وَذكر المتلاعنين عِنْد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن التلاعن وَهُوَ الصَّوَاب وَعَلِيهِ يدل سِيَاق الحَدِيث وَقَوله فِي قَتْلَى بدر فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ يلعنهم هَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا أَي كَذَا بِالْعينِ للقابسي وعبدوس وَعند الْأصيلِيّ وَأبي ذَر يلقنهم وَلَيْسَ بِشَيْء وَعند ابْن السكن والنسفي يُلقيهِمْ وَهُوَ الْوَجْه أَي فِي الْقلب كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر مُفَسرًا اللَّام مَعَ الْغَيْن (ل غ ب)

فصل الاختلاف والوهم

فلغبوا أَي أعيوا بِفَتْح الْغَيْن وَكسرهَا وَالْفَتْح أفْصح وَأنكر بَعضهم الْكسر واللغوب الإعياء (ل غ ث) قَوْله وَأَنْتُم تلغثونها أَو ترغثونها بالغين الْمُعْجَمَة والثاء الْمُثَلَّثَة تقدم فِي حرف الرَّاء وَتَفْسِيره ترضعونها وَالرَّاء هُوَ الْمَعْرُوف وَلم يذكر فِي هَذَا اللَّام وَلَا عرف فِي كَلَام الْعَرَب (ل غ د) قَوْله لغاد يَده هُوَ مَا تعلق من لحم اللحيين وأحدها لغدد بِفَتْح اللَّام ولغدود وَيُقَال لَهُ أَيْضا لغن بضَمهَا بالنُّون وَيجمع لغانين وَقيل اللغد أصل اللحى وَقيل هِيَ لحْمَة فِي بَاطِن الْأُذُنَيْنِ من دَاخل (ل غ ط) قَوْله فلغط نسَاء وَكثر عِنْده اللَّغط أَو يلغط يُقَال فِيهِ لغط والغط وَهُوَ اخْتِلَاط الْأَصْوَات وَالْكَلَام حَتَّى لَا تفهم (ل غ و) قَوْله فَلَمَّا أَكْثرُوا اللَّغْو وفقد لغوت وَمن مس الْحَصَا فقد لَغَا أَي كمن تكلم وَقيل لَغَا عَن الصَّوَاب أَي مَال وَقيل صَارَت جمعته ظهرا وَقيل خَابَ من الْأجر فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي عمر فقد لغيت بِكَسْر الْغَيْن قَالَ أَبُو الزِّنَاد هِيَ لُغَة أبي هُرَيْرَة ولغو الْكَلَام لغطه ومالا محصول لَهُ وَكَذَلِكَ كل كَلَام تكلم بِهِ وَالْإِمَام يخْطب فَهُوَ لَغْو ولغو الْيَمين مَا لَا كَفَّارَة فِيهِ إِمَّا لِأَنَّهُ لم يعْتَقد الْيَمين بِهِ على قَول بَعضهم أَو لِأَنَّهُ لم يقْصد الْحِنْث بِهِ وَحلف على يَقِين فاستبان خِلَافه على رَأْي آخَرين وَيُقَال لغوت ألغوا والغي لغواص ولغيت ألغي لغي ولغيت أَيْضا وألغيت أَيْضا مثل أفحشت إِذا أتيت بفحش وَفِي بعض الحَدِيث فقد لغيت وألغيت أَي لغيت أَنْت وَجعلت غَيْرك كَذَلِك وألغيت فِي الْيَمين وألغيت الشَّيْء طرحته وألغيت إِذا أتيت بلغو اللَّام مَعَ الْفَاء (ل ف ت) قَوْله وحانت منى لفتة بِفَتْح اللَّام أَي التفاتة ونظرة (ل ف ح) قَوْله لَلَفَحَتْك النَّار وتلفحه النَّار أَي تضربه وتؤثر فِيهِ قَالَ الْأَصْمَعِي كل مَا كَانَ من الرّيح لفحا فَهُوَ حر وَمَا كَانَ نفحا بالنُّون فَهُوَ برد (ل ف ظ) قَوْله لَفظه الْبَحْر ولفظته الأَرْض أَي طرحته بِفَتْح الْفَاء (ل ف ف) قَوْله إِذا أكل لف أَي جمع وخلط (ل ف ي) قَوْله فألفاه وَمَا ألفيته أَي لم أَجِدهُ وَلَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة على رقبته كَذَا أَي لَا تفعل فعلا يكون من سَببه ذَلِك ويروى الْقَيْن وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَالرِّوَايَتَانِ عِنْد أبي ذَر وَالْأولَى أوجه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي التَّفْسِير وَفِي كتاب الْجُمُعَة وَفِي الْبيُوع إِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا أَقبلت عير فالتفتوا إِلَيْهَا كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند الْأصيلِيّ فِي التَّفْسِير والبيوع انقلبوا وَعند ابْن السكن فِي الْجُمُعَة انْفَضُّوا وهما الصَّوَاب المطابق لقَوْله تَعَالَى انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَقَوله فَيَنْصَرِف النِّسَاء متلففات بمروطهن كَذَا رَوَاهُ طَائِفَة من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ عَن ملك بِالْفَاءِ فيهمَا وَكَذَا رَوَاهُ عبيد الله عَن يحيى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسلم عَن الْأنْصَارِيّ عَن معن عَن ملك وَرَوَاهُ أَكثر أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَغَيرهم عَنهُ متلفعات الثَّانِيَة عين مُهْملَة مِنْهُم مطرف وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم ومعن فِي رِوَايَة عَنهُ وَكَذَا رَوَاهُ غير ملك وَرَوَاهُ ابْن وضاح عَن يحيى كَرِوَايَة الْجُمْهُور أَو هُوَ من إِصْلَاحه وَالصَّوَاب مَا عِنْد الْجُمْهُور عَن ملك وَغَيره وَإِن تقاربت مَعَاني الرِّوَايَتَيْنِ والتلفع يسْتَعْمل فِي الالتحاف مَعَ تَغْطِيَة الرَّأْس والتلفف قريب مِنْهُ لَكِن لَيْسَ فِيهِ تَغْطِيَة الرَّأْس وَقد يَجِيء بِمَعْنى التلفع وتغطية الرَّأْس وَمِنْه فِي بعض رِوَايَات حَدِيث أم زرع وَإِذا اضْطجع التف اللَّام مَعَ الْقَاف (ل ق ح) قَوْله للقحة لنا وَإِن اللقحة من الْإِبِل واللقحة من الْبَقر واللقحة

فصل الاختلاف والوهم

من الْغنم ولقاح رَسُول الله هِيَ بِكَسْر اللَّام وَيُقَال بِفَتْحِهَا وَهِي ذَوَات الألبان من الْإِبِل قَالَ ثَعْلَب هِيَ كَذَلِك بعد شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة بِقرب وِلَادَتهَا ثمَّ هِيَ بعد ذَلِك لبون وَجَاءَت فِي الحَدِيث فِي الْبَقر وَالْغنم وَيُقَال أَيْضا نَاقَة لاقح ونوق لَوَاقِح إِذا حملت الأجنة وَيُقَال لواحدها أَيْضا لقوح وَيُقَال إِنَّمَا يُقَال لقحة شهرا أَو شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة بِقرب وِلَادَتهَا ثمَّ هِيَ بعد ذَلِك لبون وَهُوَ اسْم لَهَا غير وصف لَا يُقَال نَاقَة لقوح وَلَا قح قَالَ بَعضهم إِذا ولدت حوامل النوق كلهَا فَهِيَ لَوَاقِح فَإِذا ولد بَعْضهَا وَبَقِي بَعْضهَا فَهِيَ العشار وَفِي الرَّضَاع اللقَاح وَاحِد بِفَتْح اللَّام كسرهَا وَأنكر الْحَرْبِيّ الْكسر يُرِيد أَن مَاء الْفَحْل الَّذِي حملت بِهِ وَاحِد وَاللَّبن الَّذِي أرضعتهما بِهِ مِنْهُ قَالَ الْهَرَوِيّ وَيحْتَمل أَن يكون اللقَاح فِي هَذَا الحَدِيث بِمَعْنى الإلقاح يُقَال القح النَّاقة الْفَحْل إلقاحا ولقاحا فاستعير لبني آدم وَقَوله نهى عَن الملاقيح هُوَ بيع الأجنة فِي الْبُطُون وَهُوَ قَول ابْن حبيب قَالَ وأحدها ملقوحة وَقيل هُوَ مَاء الفحول فِي الظُّهُور وَهُوَ قَول ملك فِي الْمُوَطَّأ وَكِلَاهُمَا من بُيُوع الْغرَر وَمَا لم يُوجد وَقَول فِي النّخل يلقحونه فسره فِي الحَدِيث يجْعَلُونَ الذّكر فِي الْأُنْثَى وَهُوَ الْآبَار وَقد فسرناه وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير لَوَاقِح ملاقح هُوَ أحد الْأَقْوَال بِمَعْنى ملقحة أَو ذَات لقح أَي تلقح الشّجر والنبات وَتَأْتِي بالسحاب وَقيل لَوَاقِح حاملة للسحاب كحمل النَّاقة (ل ق ط) قَوْله فِي اللّقطَة وَلَا تحل لقطتهَا بِضَم اللَّام وَفتح الْقَاف هَذَا الْمَعْرُوف وَلَا يجوز الإسكان وَقَوله التقطت بردة أَي وَجدتهَا لقطَة والالتقاط وجود الشَّيْء على غير طلب (ل ق ل ق) قَوْله مَا لم يكن نقع أول لقلقَة فسره البُخَارِيّ بالصوت وَاللَّقْلَقَة حِكَايَة الْأَصْوَات إِذا كثرت واللقلق اللِّسَان كَأَنَّهُ يُرِيد تردد اللِّسَان بالصوت بالبكاء وندبة الْمَيِّت (ل ق م) قَوْله ويلقم كَفه ركبته أَي يدخلهَا فِيهَا (ل ق ن) قَوْله ثقف لقن أَي فهم حَافظ لقنت الحَدِيث حفظته وَيُقَال ثقف لقف بسكونهما وثقف لقف بكسرهما (ل ق ف) قَوْله تلقفت التَّلْبِيَة من فِي رَسُول الله كَذَا لَهُم وَعند السجْزِي تلقيت بِالْيَاءِ وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَالْأول أولى أَي حَفظتهَا مِنْهُ بِسُرْعَة وَالثَّانِي أَخَذته عَنهُ قَالَ الله) فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات ( (ل ق س) قَوْله لَا يَقُولَن أحدكُم لقست نَفسِي بِكَسْر الْقَاف قيل غثت وَقيل ساءت خلقهَا وَقيل خبثت وَقيل نازعته إِلَى أَمر وحرصت عَلَيْهِ (ل ق و) قَوْله اكتوى من اللقوة بِفَتْح اللَّام هِيَ الرّيح الَّتِي تميل أحد جَانِبي الْفَم (ل ق ي) قَوْله ثمَّ لَقيته لقية أُخْرَى كَذَا روينَاهُ وثعلب يَقُوله لقية بِالْفَتْح وَكَذَا قَالَه غَيره ولقاءه أَيْضا قَوْله وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم قيل مَعْنَاهُ أعلمها بِهِ وَقَوله فَضَحكت حَتَّى ألقيت إِلَى الأَرْض أَي سَقَطت واللقى بِالْفَتْح الشَّيْء الْمَطْرُوح على الأَرْض قَوْله فَأنْزل الله عَلَيْهِ ذَات يَوْم فلقي كَذَلِك على مَا لم يسم فَاعله أَي أماله مثل مَا تقدم ذكره من الكرب بنزول الْوَحْي وَقَوله ويلقى الشُّح إِذا كَانَ بِسُكُون اللَّام فَمَعْنَاه يَجْعَل فِي الْقُلُوب وتطبع عَلَيْهِ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث وَينزل الْجَهْل وضبطناه على أبي بَحر يلقى مشدد الْقَاف بِمَعْنى يعْطى وَيسْتَعْمل بِهِ النَّاس ويخلفوا بِهِ كَمَا قَالُوا فِي قَوْله تَعَالَى) وَمَا يلقاها إِلَّا الَّذين صَبَرُوا (قيل يعطاها وَقيل يوفق لَهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم تلاقى كل يَوْم من معد كَذَا للْقَاضِي أبي عَليّ وَلأبي بَحر تلاقى على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بعض الرِّوَايَات

فصل الاختلاف والوهم

لنا فِي كل يَوْم من معد وَالْأول أشبه قَوْله تلقفت التَّلْبِيَة من فِي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا بِالْفَاءِ لكافة رُوَاة مُسلم وَعند السجْزِي تلقيت بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وروى تلقنت بالنُّون وَلكُل معنى اللَّام مَعَ الشين (ل ش) فِي بَاب حسن خلقه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث أنس فِي رِوَايَة سعيد بن مَنْصُور وَأبي الرّبيع قَوْله لشَيْء لم فعلت كَذَا زَاد أَبُو الرّبيع لشَيْء مِمَّا يصنعه الْخَادِم كَذَا للسجزي وَلغيره لَيْسَ مِمَّا يصنعه وَفِي بَاب الدَّوَاء بألبان الْإِبِل فَرَأَيْت الرجل مِنْهُم يكدم الأَرْض بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوت كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ وَصَوَابه بِأَسْنَانِهِ اللَّام مَعَ الْهَاء (ل هـ ث) قَوْله يَلْهَث يَأْكُل الثرى من الْعَطش لهث الْكَلْب بِفَتْح الْهَاء وَكسرهَا إِذا أخرج لِسَانه من شدَّة الْعَطش أَو الْحر واللهاث بِضَم اللَّام الْعَطش (ل هـ د) قَوْله فلهدني فِي صَدْرِي لهدة بِفَتْح الْهَاء فِي الْفِعْل وَاللَّام فيهمَا أَي دفع فِي صَدْرِي (ل هـ ز) قَوْله فَيَأْخُذ بِلِهْزِمَتَيْهِ بِكَسْر اللَّام فسره فِي الحَدِيث بشدقيه وَقَالَ الْخَلِيل هما مضيغتان فِي اصل الحنك وَقيل عِنْد منحنى اللحيين أَسْفَل من الْأُذُنَيْنِ وَقيل بَين الماضغ وَالْأُذن وَذَا مُتَقَارب كُله (ل هـ م) قَوْله اللَّهُمَّ قيل مَعْنَاهُ أمنا بِرَحْمَتك أَي اقصدنا وَاعْتمد نَا بهَا فَحذف الْهمزَة وَوَصله بِالْمِيم لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال هَذَا قَول الْفراء وَقَالَ الْخَلِيل مَعْنَاهُ يَا الله فَلَمَّا حذفت الْيَاء زيدت الْمِيم وَأنكر هَذَا غَيره وَقَالَ لَو كَانَ ذَلِك لما اجتمعتا فِي قَوْلهم يَا للهما وَقَوله اللَّهُمَّ هَالة أَي يالله هَذِه هَالة سُرُورًا بهَا قَوْله واشترطي لَهُم الْوَلَاء قيل مَعْنَاهُ عَلَيْهِم كَمَا قَالَ تَعَالَى) لَهُم اللَّعْنَة (أَي عَلَيْهِم وَقيل مَعْنَاهُ على وَجهه أَي افعلي ذَلِك ليبين سنَنه لَهُم وَإِن مثل هَذَا الشَّرْط بَاطِل فَيكون بَيَانه بِفَسْخ حكمه أثبت وليقوم بِهِ كَمَا فعل بمجمع النَّاس (ل هـ ف) قَوْله الملهوف هُوَ الْمَظْلُوم يُقَال لهف الرجل إِذا ظلم ولهف أَيْضا مثله على مَا لم يسم فَاعله إِذا كرب وَكَذَلِكَ لهف بِفَتْح اللَّام وَكسر الْهَاء فَهُوَ لهفان ولهيف وملهوف أَي مكروب (ل هـ و) قَوْله فَكنت أعرفهَا فِي لَهَوَات رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَحَتَّى أرى لهواته جمع لهاة وَهِي اللحمة الَّتِي بِأَعْلَى الحنجرة من أقصا الْفَم (ل هـ ي) قَوْله فِي خبر الصَّبِي فلهي النَّبِي بِشَيْء بَين يَدَيْهِ بِفَتْح الْهَاء أَي غفل عَنهُ بِهِ نَسيَه وَمِنْه قَول عمر الهاني الصفق بالأسواق أَي إنساني وشغلني وَقيل لهى عَنهُ انْصَرف عَمَّا كَانَ فِيهِ وَهِي لُغَة طئ كَمَا يَقُولُونَ رقي بِمَعْنى صعد وَغَيرهم يَقُولُونَ لهي بِكَسْر الْهَاء وَهُوَ الْمَشْهُور وَكَذَلِكَ رقي فَأَما من اللَّهْو فلهى يلهوا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فلهدني فِي صَدْرِي لهدة بِالدَّال الْمُهْملَة لكافة شُيُوخنَا وَفتح الْهَاء فِي الْفِعْل أَي دفع فِي صَدْرِي وَعند ابْن الْحذاء لهزني بالزاي فيهمَا وهما بِمَعْنى وَاحِد قَوْله لَا هَا الله إِذا كَذَا رِوَايَة الشُّيُوخ والمحدثين فِيهِ وَكَذَا ضَبطنَا عَن أَكْثَرهم وَرُبمَا نبه عَلَيْهِ متقنوهم بتنوين الذَّال وهمزة مَكْسُورَة قبلهَا وَمِنْهُم من يمدها قَالَ القَاضِي إِسْمَاعِيل وَغَيره من الْعلمَاء صَوَابه لَا هَا الله ذَا بقصرها وَحذف ألف قبل الذَّال وخطئوا غَيره قَالُوا وَمَعْنَاهُ ذَا يَمِيني وَذَا قسمي وَهُوَ مثل قَول زُهَيْر (لعمر الله ذَا قسما) وَفِي البارع الْعَرَب تَقول لَا هَا الله ذَا بِالْهَمْز وَالْقِيَاس ترك الْهَمْز وَالْمعْنَى لَا وَالله هَذَا مَا أقسم بِهِ وَأدْخل اسْم الله بَين هاوذا وَفِي موارثة الْأَنْصَار والمهاجرين للأخوة الَّتِي آخا الله بَينهم كَذَا للأصيلي وَلغيره آخى النَّبِي بَينهم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب مَا كَانَ يُعْطي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَكَانَت الأَرْض لما ظهر عَلَيْهَا لله وَلِلرَّسُولِ وللمسلمين كَذَا لِابْنِ السكن وَعند الْأصيلِيّ والقابسي

فصل في معاني لو ولولا ولو ما

وَأبي ذَر للْيَهُود وَلِلرَّسُولِ وللمسلمين قَالَ الْقَابِسِيّ لله هُوَ الْمُسْتَقيم وَلَا أعرف للْيَهُود وَفِي الْفَضَائِل ألم تَرَ أَن الله خير الْأَنْصَار كَذَا لَهُم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَفِي حَدِيث الشَّفَاعَة فِي مُسلم فَمَا مِنْكُم من أحد بأشد مناشدة لله فِي استقضاء الْحق من الْمُؤمنِينَ لله لأخوتهم كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَصَوَابه مَا فِي البُخَارِيّ بأشد مناشدة لي من الْمُؤمنِينَ لله فِي بَاب الْعلم والعظة بِاللَّيْلِ مَاذَا أنزل الله من الْفِتَن كَذَا للقابسي وَلغيره أنزل اللَّيْلَة وَقَوله فِي حَدِيث بَرِيرَة فِي الْإِفْك حَتَّى أسقطوا لَهَا بِهِ كَذَا أتقناه وضبطناه عَن شُيُوخنَا قيل مَعْنَاهُ أَتَوا لسؤالها وتهديدها بسقط من الْكَلَام وَالْهَاء فِي بِهِ عَائِدَة على مَا تقدم من انتهارها وتهديدها وَإِلَى هَذَا كَانَ يذهب أَبُو مَرْوَان بن سراج وَقيل مَعْنَاهُ بينوا لَهَا وصرحوا وَإِلَى هَذَا كَانَ يذهب الوقشي وَابْن بطال من قَوْلهم سَقَطت الْأَمر إِذا عَلمته وساقطت الحَدِيث إِذا ذكرته وَيُقَال مِنْهُ سقط فلَان فِي كَلَامه يسْقط وَأسْقط أَيْضا إِذا أَتَى بسقط مِنْهُ وَأَخْطَأ فِيهِ وصحفه بَعضهم فَرَوَاهُ حَتَّى أسقطوا لهاتها بِالتَّاءِ بائنتين فَوْقهَا وَهِي رِوَايَة ابْن ماهان يُرِيد من الضَّرْب وَلَا وَجه لهَذَا عِنْد أَكْثَرهم وَقَالَ ابْن سراج مَعْنَاهُ أسكتوها وَقَوله فِي الْمَوَاقِيت فهن لَهُنَّ ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع فِي صَلَاة الْخَوْف فَلهُ ثِنْتَانِ يَعْنِي الإِمَام ثمَّ يَرْكَعُونَ ويسجدون كَذَا للْجَمَاعَة وَلأبي الْهَيْثَم والقابسي وعبدوس فَلهم ثِنْتَانِ وَهُوَ وهم فِي الْبيُوع فِي بَاب أَنْفقُوا من طَيّبَات مَا كسبتم إِذا أنفقت الْمَرْأَة من بَيت زَوجهَا بِغَيْر أمره فَلهُ نصف أجره كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ وَأبي الْهَيْثَم فلهَا وَالْأول الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَلكُل وَجه اللَّام مَعَ الْوَاو فصل فِي مَعَاني لَو وَلَوْلَا وَلَو مَا اعْلَم أَن لَو تَأتي غَالِبا فِي كَلَام الْعَرَب لِامْتِنَاع الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره كَقَوْلِه لَو كنت راجما بِغَيْر بَيِّنَة رجمتها وَلَو تَأَخّر لزدتكم وَلَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا سقت الْهدى ولحللت وَقد تَأتي بِمَعْنى أَن كَقَوْلِه تَعَالَى) وَلَو أَعجبتكُم (وَعَلِيهِ يتَأَوَّل الحَدِيث لَو كنت تُرِيدُ أَن تصيب السّنة فأقصر الْخطْبَة وَتَأْتِي للتقليل كَقَوْلِه وَلَو بشق تَمْرَة وَالْتمس وَلَو خَاتمًا من حَدِيد وَتَأْتِي لَو بِمَعْنى هلا كَقَوْلِه) لَو شِئْت لاتخذت عَلَيْهِ أجرا (قَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ هلا اتَّخذت وَهَذَا الْتِفَات إِلَى الْمَعْنى لَا إِلَى اللَّفْظ وَلَو لَيست بِمَعْنى هلا وَإِنَّمَا تِلْكَ لَوْلَا وَقَوله أَن لَو تفتح عمل الشَّيْطَان أَي أَن قَوْلهَا واعتياد مَعْنَاهَا يظْهر الطعْن على الْقدر ويفضي بِالْعَبدِ إِلَى ترك الرضى بِمَا أَرَادَهُ الله لِأَن الْقدر إِذا ظهر بِمَا يكره العَبْد قَالَ لَو فعلت كَذَا لم يكن كَذَا وَقد مر فِي علم الله أَنه لَا يفعل إِلَّا مَا فعل وَلَا يكون إِلَّا الَّذِي كَانَ وَقَول البُخَارِيّ مَا يجوز من اللوير يَد مَا يجوز من قَول لَو كَانَ كَذَا كَانَ كَذَا فَأدْخل على لَو الْألف وَاللَّام الَّتِي للْعهد وَذَلِكَ غير جَائِز عِنْد أهل الْعَرَبيَّة إِذْ لَو حرف وهما لَا يدخلَانِ على الْحُرُوف وَكَذَلِكَ عِنْد بعض رُوَاة مُسلم فَإِن لَو تفتح عمل الشَّيْطَان منون وَالصَّوَاب مَا لِلْجُمْهُورِ فَإِن لَو وَقد جَاءَت فِي الشّعْر مثقلة الْوَاو كَقَوْلِه إِن ليتاوان لوا عناء وَذَلِكَ لضَرُورَة الشّعْر (وَأما لَوْلَا) فكلمة تَأتي لذكر السَّبَب الْمَانِع والموجب إِذا كَانَ لَهَا جَوَاب وَهَذَا أحسن من قَول من قَالَ من النُّحَاة أَنَّهَا لِامْتِنَاع الشَّيْء لوُجُوب غَيره فَإِنَّهَا قد تَأتي لوُجُوب الشَّيْء لوُجُوب غَيره ولامتناع الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره فَأَما امْتِنَاعه لوُجُوب غَيره فكقوله لَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرِئ من الْأَنْصَار وَلَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر لأتممت الْبَيْت على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم وَكثير مثله وَتَأْتِي بِمَعْنى هلا إِذا كَانَت بِغَيْر جَوَاب كَقَوْلِه تَعَالَى) فلولا نفر (

(لوب)

من كل فرقة وَكَقَوْلِه فِي حَدِيث معَاذ فلولا صليت بسبح اسْم رَبك وَقَوله فِي حَدِيث خَيْبَر لَوْلَا أمتعتنا بِهِ وَقد تكون هُنَا لَا زَائِدَة وَكَذَلِكَ إِذا لم تحتج إِلَى جَوَاب ولوما مثلهَا فِي الْوَجْهَيْنِ وسنذكرها بعد وَأما مجيئها لوُجُوب الشَّيْء لوُجُوب غَيره فكقوله لَوْلَا الله مَا اهتدينا وَلَوْلَا المَال الَّذِي أحمل عَلَيْهِ فِي سَبِيل الله مَا حميت عَلَيْهِم من أَرضهم شبْرًا وَلَوْلَا بنوا إِسْرَائِيل لم يخنز اللَّحْم وَلَوْلَا حَوَّاء لم تخن امْرَأَة زَوجهَا وَأما مجيئها لِامْتِنَاع الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره فكقوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ لكل وضوء وَلم أَتَخَلَّف عَن سَرِيَّة ولوا أَن يَقُول النَّاس زَاد عمر فِي كتاب الله لكتبتها الشَّيْخ وَالشَّيْخَة وَمثله قَوْله تَعَالَى) وَلَوْلَا أَن يكون النَّاس أمة وَاحِدَة لجعلنا (الْآيَة (لوب) قَوْله مَا بَين لأبتيها يَعْنِي الْمَدِينَة جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث يَعْنِي حرتيها من جانبيها يُرِيد طرفيها واللابة الْحرَّة ذَات الْحِجَارَة السود قَالَ المطرزي وَذَلِكَ إِذا كَانَت بَين جبلين وَمَا بَين لابتي حَوْضِي أَي جانبيه اسْتِعَارَة للجانب وسعته باللأبة وَأَصله من لابتي الْمَدِينَة وادعليها يلوب العطاش للشُّرْب وَفِي الزَّكَاة ذكر اللوبياء بِضَم اللَّام وَكسر الْبَاء مَمْدُود وَيقصر أَيْضا وَيُقَال اللوبياج بجيم مَكَان الْهمزَة وَهُوَ حب من القطاني مَعْلُوم وَيُقَال لَهُ اللياء أَيْضا مَمْدُود مكسور اللَّام بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا (ل وث) قَوْله ولاثتنى بِبَعْضِه أَي لفت على بعضه وإدارته يَعْنِي خمارها وتلوث خمارها مثله وَقَوله لاث بِهِ النَّاس أَي اسْتَدَارَ وأحوله وَفِي الْقسَامَة ذكر اللوث وَهُوَ الشُّبْهَة من الشَّاهِد الْوَاحِد وظنة قَوِيَّة كوجود الْقَاتِل مَعَه بِآلَة الْقَتْل وبالدماء عَلَيْهِ وَنَحْوه (ل وح) واللوح جَاءَ فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة وَالْخضر وَغَيرهمَا بِفَتْح اللَّام وَأحد الألواح فَأَما بِالضَّمِّ فَهُوَ الجو والهواء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض واللوح أَيْضا بِالْفَتْح الْكَتف وكل عظم عريض يكْتب فِيهِ وَقَوله وأقدامهم تلوح أَي تظهر وَقيل تضئ (ل وذ) قَوْله يلوذ بِهِ أَي يسْتَتر ويختفي بِمَا ذكر قَوْله فِي النِّسَاء يلذن بِهِ أَي يستندن إِلَيْهِ ويطفن حوله ظَاهره لقلَّة الرِّجَال كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى يكون لخمسين امْرَأَة الْقيم الْوَاحِد وَأَشَارَ بَعضهم إِلَى أَنه للفاحشة (ل وط) وَتقدم تَفْسِير يلوط حَوْضه فِي اللَّام والطاء وَقَوله يليط أَوْلَاد الْجَاهِلِيَّة بِمن أدعاهم بِضَم الْيَاء أَي يلصق وَيلْحق وَمِنْه فالتاطته والتاط بِهِ وَقَوله يذكى بالليط بِكَسْر اللَّام وطاء مُهْملَة هُوَ قشر الْقصب وَأَصله الْوَاو لالتزاقه بِهِ لِأَنَّهُ من لَاطَ يلوط إِذا لزق وَالْمرَاد بِهِ هُنَا شظاياه لَا القشر الْأَعْلَى (ل وك) قَوْله فلاك وَلَكنَّا ولاكها فِي فِيهِ اللوك مضغ الشَّيْء الصلب وإدارته فِي الْفَم (ل وم) قَوْله لوما اسْتَأْذَنت أَي هلا اسْتَأْذَنت قَالَ الله تَعَالَى) لَو مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ (أَي هلا وَقَوله لَو مَا أَن رَسُول الله نَهَانَا أَن نَدْعُو بِالْمَوْتِ دَعَوْت بِهِ أَي لَوْلَا وَهِي بعد كلولا فِي تصرفها فِي الْوَجْهَيْنِ (ل ون) قَوْله لون وَقَوله اللَّوْن من التَّمْر قيل اللَّوْن مَا عدا الْعَجْوَة والبرنى من التَّمْر وَقيل هُوَ الدقل وَالْمرَاد عِنْد قَائِله بِهَذَا ردئ التَّمْر لَا الدقل الَّذِي هُوَ الدوم فَإِن ذَلِك لَيْسَ مِمَّا يزكّى وَفِي الحَدِيث ذكر اللينة وَفِيه واللين على حِدة قيل اللَّوْن اللينة وكل مَا خلا البرني والعجوة فيسمى اللَّوْن والألوان واللين واللينة وأصل لينَة لونة بِكَسْر اللَّام فقلبت يَاء لانكسار مَا قبلهَا قَالَ الْأَصْمَعِي والقتبي اللَّوْن وَاحِد وَجمعه ألوان وَقَالَ غَيرهمَا اللَّوْن واللينة الإخلاط من التَّمْر قَالَ بَعضهم اللَّوْن جمع وَاحِدَة لونة وَقيل اللينة اسْم النَّخْلَة وَقَوله فَتَلَوَّنَ

حرف لا مفردة

وَجه رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي تغير غَضبا (ل وى) قَوْله لي الْوَاجِد أَي مطله يُقَال لواه بِحقِّهِ يلويه ليا وَأَصله لويا وَهُوَ مثل قَوْله مطل الْغنى ظلم وَقَوله فالتوى بهَا أَي مطل من ذَلِك وَقَوله لَا يلوى بَعضهم على بعض أَي لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعرج عَلَيْهِ وَلَا يشْتَغل بِهِ قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تلوون على أحد وَقَوله ولواء الْحَمد بيَدي وَكَانَ صَاحب لِوَاء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اللِّوَاء الرَّايَة وَقَوله لكل غادر لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة أَي عَلامَة يشْتَهر بهَا فِي النَّاس إِذْ مَوْضُوع اللِّوَاء وَالْمرَاد بِهِ شهرة مَكَان الرئيس وعلامة مَوْضِعه قَوْله وَأَنه لوى ذَنبه بتَشْديد الْوَاو كِنَايَة عَن الْجُبْن وإيثار الدعة كَمَا تفعل السبَاع إِذا أَرَادَت النّوم بأذنابها قَالَ أَبُو عُبَيْدَة يُرِيد لم يبرز للمعروف وَلكنه راغ وَتَنَحَّى وَكَذَلِكَ لوى ثَوْبه فِي عُنُقه وَيُقَال بِالتَّخْفِيفِ أَيْضا وَقَرَأَ بِالْوَجْهَيْنِ لووا رؤوسهم قَوْله لَا يلوى أحد على أحد أَي لَا يَنْعَطِف عَلَيْهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول البُخَارِيّ فِي بَاب مَا يجوز من اللو بِسُكُون الْوَاو يُرِيد من قَول لَو كَانَ كَذَا كَانَ كَذَا لَكِن إِدْخَال الْألف وَاللَّام عَلَيْهِ لَا يجوز عِنْد أهل الْعَرَبيَّة إِذا لَو حرف وَالْألف وَاللَّام لَا يدخلَانِ على الْحُرُوف وَلَو حرف امْتنَاع شَيْء لِامْتِنَاع غَيره وَقد جَاءَ فِي الشّعْر مثقل الْوَاو للضَّرُورَة فِي قَوْله (وَإِن لواعنا) فِي بَاب الدُّعَاء بِالْمَوْتِ لَو مَا أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَهَانَا أَن نَدْعُو بِالْمَوْتِ كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا عَن مُسلم وَرَوَاهُ بعض الروَاة لَو قَالَ بَعضهم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَالصَّوَاب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد جَاءَت لَا بِمَعْنى مَا وَمَا بِمَعْنى لَا وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى النَّفْي وهما هُنَا بِمَعْنى وَاحِد قَوْله فِي الْخَوَارِج يَتلون كتاب الله لينًا كَذَا لِابْنِ عِيسَى وَلغيره من شُيُوخنَا عَن مُسلم ليا بياء مُشَدّدَة وَمعنى هَذِه الرِّوَايَة تحريفا يلوون ألسنتهم بِهِ وَهَذَا الْوَصْف وصف أهل الْكتاب الَّذين ذكر الله وَقَالَ بَعضهم مَعْنَاهُ سهلا وَهُوَ معنى لينًا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر رطبا وَهُوَ أشبه بِصفة الْخَوَارِج إِلَّا أَن يُرَاد بذلك تحريفهم مَعْنَاهُ وتويلهم لَهُ فَيصح وَيكون اللي هُنَا الْميل عَن صَحِيح وجوهه إِلَى سوء تَأْوِيله مَأْخُوذ من اللي فِي الشَّهَادَة وَهُوَ الْميل قَالَه ابْن قُتَيْبَة (وَفِي بَاب إِثْم الغادر لكل غادر لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة قَالَ أَحدهمَا ينصب وَقَالَ الآخر لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة كَذَا للجرجاني وَلغيره يرى وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ إِنَّمَا ذكر الْخلاف بَين ينصب لَهُ يَوْم الْقِيَامَة وَبَين يرى يَوْم الْقِيَامَة وَأما اللِّوَاء أول الحَدِيث فتابت لم يخْتَلف فِيهِ فِي الزَّكَاة فِي حَدِيث غَزْوَة الْفَتْح وَجعلت خَيْلنَا تلوذ خلف ظُهُورنَا كَذَا للسجزي أَي تختفي وَقد تقدم تَفْسِيره وَعند غَيره تلوى وَمَعْنَاهُ قريب أَي تعطف وَترجع لوى عَلَيْهِ إِذا عرج عَلَيْهِ وَضَبطه شَيخنَا التَّمِيمِي تلوى وَهُوَ قريب مِنْهُ أَرَادَ تتلوى حرف لَا مُفْردَة كلمة لَا تَأتي نفيا وتبرية وَتَأْتِي بِمَعْنى مَا نفيا مَحْضا وَتَأْتِي زَائِدَة فِي الْكَلَام وَقَوله لَا رقية إِلَّا من عين أَو حمة قَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ لَا رقية أشفى وأنجح مِنْهَا قَوْله لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلَّا فِي الْمَسْجِد قَالَ عُلَمَاؤُنَا والكفأة أَي كَامِلَة وَقَالَ غَيرهم صَحِيحَة قَوْله لَا صَلَاة لمن لم يقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب هِيَ عِنْد كَافَّة الْعلمَاء أَي صَحِيحَة وَعند بَعضهم كَامِلَة قَوْله لَا غول نَافِيَة مَحْضَة وَلَا صفر قيل مثله نفيا لقَولهم فِيهَا إِنَّهَا دَوَاب فِي الْبَطن وَإِنَّهَا تعدو أَو قيل هُوَ نهي عَن فعل الْجَاهِلِيَّة فِي النسيء من تَقْدِيم صفر وتأخيره وَلَا عدوى نفي لَهَا وَنهى عَن اعتقادها وَلَا هام نفي لَهَا لمن فَسرهَا بِأَنَّهُ طَائِر يخرج من رَأس الْمَيِّت أَو نفي التطير بهَا أَو نهى

فصل الاختلاف والوهم

ذَلِك وَكَذَلِكَ لَا طيرة قيل نفى لَهَا وَقيل نهى عَنْهَا وَلَا نوء نهى عَن اعْتِقَاد تَأْثِير ذَلِك وَكَونه عَن الأنواء وَتقدم معنى قَوْله حَدثُونِي وَلَا حرج وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج فِي حرف الْحَاء وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال إِن قتلت هَذَا وأحييته أتشكون فِي الْأَمر قَالُوا لَا الْأَظْهر فِيهِ أَن مُرَادهم مغالطته بِهَذَا اللَّفْظ وَحَقِيقَته لَا نشك فِي أَمرك بل نوقن بِكُل حَال إِنَّك الدَّجَّال الْكذَّاب وَلَا يداخلنا بِمَا تَفْعَلهُ شكّ إِذْ لَا يشك فِيهِ الْمُؤْمِنُونَ والشاك فِيهِ كالمؤمن بِهِ والمتبع لَهُ وَيحْتَمل أَن قَوْلهم هَذَا تقية ومدافعة وَطَمَعًا إِن الله لَا يقدره على ذَلِك أَو يكون المجاوب مِنْهُم بِهَذَا من فِي قلبه مرض وَمن يتبعهُ من الْكفَّار فِي ذكر هِنْد هَل عَليّ حرج أَن أطْعم من الَّذِي لَهُ عيالنا قَالَ لَا بِالْمَعْرُوفِ كَذَا عِنْد البُخَارِيّ قَالَ أَبُو زيد كَذَا فِي أصل الْفربرِي وَوَجهه لَا حرج إِذا أطعمت بِالْمَعْرُوفِ وللجرجاني وَفِي كتاب النَّفَقَات وَعند مُسلم لَا إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ وَكَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَمَعْنَاهُ لَا تنْفق إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ وَفِي كتاب الْإِيمَان للجرجاني والنسفي قَالَ إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ وَوَجهه نعم إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ جَوَاب هَل عَليّ حرج وَفِي لَيْسَ عَليّ الْمحصر بدل قَوْله فَأَما من حَبسه عذر فَإِنَّهُ يحل وَلَا يرجع كَذَا لجميعهم وَعند أبي زيد لَا يحل وَفِي الاستيذان مَا أحب أَن لي أحدا ذَهَبا ثمَّ قَالَ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار لَا أرصده لدين كَذَا لجمهور الروَاة وَهُوَ صَحِيح صفة للدينار ويصححه رِوَايَة الْأصيلِيّ إِلَّا أَن أرصده لدين غير هَذَا الْبَاب إِلَّا دِينَارا أرصده لدين وَقَوله حِين سُئِلَ عَن الْعَزْل لَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا قَالَ الْمبرد مَعْنَاهُ لَا بَأْس عَلَيْكُم وَلَا الثَّانِيَة للطرح وَتَأْويل الْحسن فِيهِ فِي كتاب مُسلم خِلَافه بقوله كَانَ هَذَا زجر وَقد ذَكرْنَاهُ وَنَحْوه لِابْنِ سِيرِين وَقَوله فِي المَال ومالا فَلَا تتبعه نَفسك أَي مَا لَا يجيئك عفوا فَلَا تحرص عَلَيْهِ وَقَوله أما لَا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة لَا جرم تقدم فِي حرف الْجِيم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول عمر لَا أتحملها حَيا وَلَا مَيتا كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَهُوَ وهم وَزِيَادَة لَا هُنَا آخرا خطأ وَالصَّوَاب مَا لغيره أَي لَا أتحملها فِي حَالي الْحَيَاة وَالْمَمَات مَعًا وعَلى رِوَايَة الْأصيلِيّ يَقْتَضِي نفي تحملهَا فِي الْحَيَاة وَنفي تحملهَا فِي الْمَمَات وتحملها فِي الْحَيَاة مَوْجُود لَا يُمكن نَفْيه وَالْمرَاد الْغَرَض الأول أَي لَا أجمع مَعَ تحملهَا فِي حَياتِي تحملهَا بعد موتِي وَفِي كتاب الِاعْتِصَام من رأى ترك النكير من الرَّسُول حجَّة لَا من غير الرَّسُول كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ لأمر غير الرَّسُول وَالْوَجْه الأول وَالصَّوَاب وَفِي بَاب الْمحصر فَأَما من حَبسه عذر فَإِنَّهُ لَا يحل كَذَا للمروزي وللجرجاني فَإِنَّهُ يحل وَالْأول الصَّوَاب وَالْكَلَام يدل عَلَيْهِ فِي بَاب صفة الْجنَّة وَالنَّار فِي كتاب الرَّقَائِق أَخذ بَعضهم بَعْضًا لَا يدْخل أَوَّلهمْ حَتَّى يدْخل آخِرهم كَذَا لِلْجُمْهُورِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ الصَّوَاب وَسَقَطت لَا عِنْد الْمروزِي والهروي وثباتها أصح وَمعنى الرِّوَايَة الأولى الصَّحِيحَة مَا جَاءَ فِي الحَدِيث فِي الْبَاب قبله آخذ بَعضهم بِبَعْض حَتَّى يدْخل أَوَّلهمْ وَآخرهمْ أَي لَا يسْبق بَعضهم بَعْضًا وَقيد الْمروزِي رِوَايَته وصححها كَأَنَّهُ إِنَّمَا يَصح عِنْده إِلَّا بإسقاطها وَأَن حَتَّى غَايَة أَي يدْخلُونَ الأول فَالْأول حَتَّى يتموا فَيدْخل آخِرهم قَوْله فِي تَفْسِير قَوْله) قل لِأَزْوَاجِك إِن كنتن تردن الْحَيَاة الدُّنْيَا (لَا عَلَيْك أَن تستعجلي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك كَذَا لجميعهم هُنَا وَعند النَّسَفِيّ أَن لَا تستعجلي وَهُوَ الصَّوَاب كَمَا جَاءَ فِي الْبَاب بعده وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وينقلب الْمَعْنى بسقوطها فِي بَاب الْأَكفاء فِي الدّين

(ل ي ت)

قَوْله لضباعة لَعَلَّك أردْت الْحَج فَقَالَت لَا وَالله مَا أجدني إِلَّا وجعة كَذَا للأصيلي ولكافتهم سُقُوط لَا قَوْله فِي الحادة فَلَا حَتَّى تمْضِي أَرْبَعَة أشهر وَلَا هُنَا نهي عَمَّا سُئِلَ عَنهُ قبل ذَلِك من الْكحل لَهَا وَنفى جَوَاز ذَلِك وَمثله قَوْله لَا يذاذن وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي الذَّال قَوْله لَا ألفينك تَأتي الْقَوْم تحدثهم إِلَى قَوْله فتقطع عَلَيْهِم حَدِيثهمْ أَي لَا تفعل ذَلِك فألفيك تَفْعَلهُ وَلَا هُنَا للنَّفْي لَا يجوز غَيره وَمثله قَوْله فَلَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة على رقبته كَذَا كَذَا لكافتهم بِالْفَاءِ وَعند العذري والخشني بِالْقَافِ وَالصَّوَاب الأول فِي الْأَدَب فِي البُخَارِيّ أخبروني بشجرة مثل الْمُسلم وَقَالَ فِيهِ تَحت ورفها كَذَا عِنْد أبي زيد وَعند غَيره وَلَا تَحت وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف فِي سَائِر الْأَحَادِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ وفيهَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَا يتحات وَرقهَا تؤتي أكلهَا كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَخرج لَا وَلَا تُؤْتى أكلهَا وَفِي رِوَايَة أبي ذَر وَلَا بِلَا تكْرَار وَفِي كتاب مُسلم لَا يتحات وَرقهَا وَلَا تُؤْتى أكلهَا قَالَ إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان لَعَلَّه وتؤتى وَكَذَا كَانَ عِنْد غَيْرِي وَلَا تُؤْتى أكلهَا وأشكل على بَعضهم هَذَا الْكَلَام لتأويلهم فِيهِ الِاتِّصَال حَتَّى أسقط بَعضهم لَا قبل تُؤْتى إِذْ ظَاهر اتصالها عِنْده نفى مَا ثَبت للنخلة من الْفَضِيلَة الَّتِي اخْتصّت بهَا وَأثْنى الله عَلَيْهَا بهَا من أَنَّهَا تؤتي أكلهَا كل حِين كَمَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَزَاد آخَرُونَ الْوَاو قبل تؤتي كَمَا فعل إِبْرَاهِيم فِي كتاب مُسلم وكل هَذَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا أنفهم مُرَاد الْكَلَام وَأَنه كَمَا ظهر إِحْدَاهمَا عَنْهَا للعيوب نَافِيَة مِنْهَا مَا نَص عَلَيْهِ وَمِنْهَا مَا سكت الرَّاوِي عَن ذكره وَدلّ عَلَيْهِ مساق الْكَلَام فَيجب الْوَقْف والسكت على لَا الْأَخِيرَة ثمَّ يسْتَأْنف الْكَلَام بِمَا يجب لَهَا من صِفَات الْمَدْح بقوله تُؤْتى ويستقل الْكَلَام وَلَا يكون فِيهِ خلل فِي الرُّؤْيَا قَوْله إِن كنت لأرى الرُّؤْيَا لهي أثقل عَليّ من الْجَبَل إِلَى قَوْله فَمَا كنت لأباليها كَذَا لكافة الروَاة وَعند ابْن الْقَاسِم لَا أباليها وَهُوَ وهم وَفِي فضل الشَّهَادَة يسرها أَن ترجع إِلَى الدُّنْيَا وَلَا أَن لَهَا الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا وَجه الْكَلَام إِسْقَاط لَا وَفِي الْجَنَائِز فِي الترحم على الْقُبُور قَول عَائِشَة لَا فِي شَيْء كَذَا للصدفى لَا هُنَا بِمَعْنى مَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَالْخلاف فِيهِ إِذْ روى لأبي شي وَلَا شَيْء فِي قَوْله لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤمن قيل لَا هُنَا نَافِيَة أَي غير كَامِل الْإِيمَان وَقيل هِيَ للنَّهْي أَي لَا يزن مُؤمن وَالْأول أظهر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَمَا قيل فِيهِ من غير هَذَا وَقَوله فِي بَاب الرَّهْن مَا أصبح لآل مُحَمَّد إِلَّا صَاع وَلَا أَمْسَى وَأَنَّهُمْ لسبعة أَبْيَات كَذَا لكافتهم وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَقد أَمْسَى وَالْأول أوجه أَي لَيْسَ عِنْدهم سواهُ وَإِلَيْهِ ترجع الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي وَقد أَمْسَى وَلم يتَّفق لَهُم غَيره قَوْله بَاب مَا يجوز من الِاشْتِرَاط والثنيا فِي الْإِقْرَار كَذَا لأكثرهم وللأصيلي مَا لَا يجوز وَكِلَاهُمَا صَحِيح إِذْ فِيهِ بَيَان مَا يجوز وَمَا لَا يجوز وَفِي حَدِيث جَابر لآخذ جملك ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَالِاخْتِلَاف فِيهِ وَفِي خبر ابْن أبي بن سلول أَنه لَا أحسن من هَذَا إِن كَانَ مَا تَقول حَقًا فَلَا تؤذنا كَذَا لكافتهم بِلَا النافية وَعند الصَّدَفِي وَبَعْضهمْ لأحسن بلام الْعَهْد والتأكيد وَقد ذَكرْنَاهُ قبل اللَّام مَعَ الْيَاء (ل ي ت) قَوْله أصغي ليتا وَرفع ليتا الليت بِالْكَسْرِ صفحة الْعُنُق وجانبه قَالَ ثَابت هُوَ مَوضِع المحجمة من الْإِنْسَان (ل ي ل) قَوْله إِنِّي أريت اللَّيْلَة كَذَا فِي كتاب الرُّؤْيَا وأتاني اللَّيْلَة آتيان وَهُوَ إِنَّمَا أخبر عَن اللَّيْلَة الْمَاضِيَة قَالَ ثَعْلَب والزجاج يُقَال من الصَّباح إِلَى الظّهْر أريت اللَّيْلَة وَمن الظّهْر إِلَى اللَّيْل أريت البارحة قَوْله فَقَامَ لَيْلَة الثَّانِيَة أَي اللَّيْلَة الثَّانِيَة

فصل الاختلاف والوهم

أضافها إِلَى نَفسهَا (ل ي ف) قَوْله خطامها لِيف خلبة وحشوها بالليف وليف الْمقل وَهُوَ الَّذِي يخرج فِي أصُول سعف النّخل لأوّل خُرُوجهَا يحشى بهَا الوسائد والفرش ويفتل مِنْهَا الحبال وَذكرنَا الليط واللينة فِي بَاب الْوَاو إِذْ هُوَ أَصلهمَا وَكَانَ ابْن دُرَيْد يذهب إِلَى أَن الْيَاء وَالْوَاو فِي اللينة لُغَتَانِ لِأَنَّهُ أدخلهما فِي الحرفين (ل ي س) قَوْله لَيْسَ السن وَالظفر الْعَرَب تستتنى بليس وَمَعْنَاهَا معنى غير (ل ي ي) قَوْله لي الْوَاجِد يحل عُقُوبَته وَعرضه اللي المطل مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر مطل الْغنى ظلم وَمعنى عُقُوبَته وَعرضه أَي لومه وَقَوله مطلني وظلمني وعقوبته إِن لد بالسجن وَغَيره وَأَصله اللَّام وَالْوَاو وَقد ذَكرْنَاهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي كتاب الْأَدَب فِيمَا يحذر من الْغَضَب فِي حَدِيث صَلَاة النَّاس وَرَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِاللَّيْلِ ثمَّ جَاءَ وَاللَّيْلَة كَذَا للرواة وللقابسي اللَّيْلَة وَالصَّوَاب الأول على التنكير فِي أول كتاب الْإِيمَان من استلج فِي يَمِينه فَهُوَ أعظم إِثْمًا لَيْسَ تغنى الْكَفَّارَة بِالْمُعْجَمَةِ كَذَا للأصيلي وَعند أبي ذَر وَابْن السكن ليبر يَعْنِي الْكَفَّارَة بِالْمُهْمَلَةِ وليبر مَكَان لَيْسَ فِي تَفْسِير التَّحْرِيم فَبينا لي أَمر أتأمره كَذَا للأصيلي ولجمهورهم فَبينا فِي أَمر أتأمره وَوَجهه مَا للنسفي عِنْد بَعضهم فَبينا أَنا فِي أَمر أتأمره أَي انْظُر وأشاور نَفسِي فِيهِ وَكَذَا جَاءَ على الصَّوَاب فِي غير هَذَا الْموضع فِي بَاب حسن خلق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث أنس من رِوَايَة سعيد بن مَنْصُور وَأبي الرّبيع قَوْله وَلَا قَالَ لي لشَيْء لم فعلت كَذَا زَاد أَبُو الرّبيع لَيْسَ مِمَّا يصنعه الْخَادِم كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات وَعند السجْزِي لشَيْء وَهُوَ الصَّحِيح وَلَا معنى للْأولِ هُنَا يسْتَقلّ فِي جود النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن جِبْرِيل كَانَ يلقاه كل لَيْلَة كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَهُوَ الصَّوَاب وَلغيره كل سنة وَهُوَ وهم فِي حَدِيث فرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ضَعُوا لي مَاء فِي المخضب كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ ضعوني بالنُّون وَالْأول الصَّوَاب فِي حَدِيث عَائِشَة فِي الْحَج هَذِه لَيْلَة يَوْم عَرَفَة كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي هَذِه اللَّيْلَة يَوْم عَرَفَة وَهُوَ صَحِيح جَائِز على مَذْهَب الْعَرَب فِي قَوْلهم اللَّيْلَة لهِلَال أَي اللَّيْلَة لَيْلَة الْهلَال يُرِيد اللَّيْلَة يَوْم عَرَفَة لكِنهمْ قَالُوا كل لَيْلَة قبل يَوْمهَا إِلَّا فِي لَيْلَة عَرَفَة فَهِيَ بعده فصل مُشكل أَسمَاء الْأَمَاكِن فِيهِ (لحي جمل) يُقَال بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا مُفردا وَكَذَا عِنْد ابْن عتاب وَابْن عِيسَى من شُيُوخنَا وهما لُغَتَانِ فِي اللحي وَقد ذكرناهما وَكَانَ فِي هَذَا الْحَرْف عِنْد ابْن جَعْفَر من شُيُوخنَا الْفَتْح لَا غير قَالَ شَيخنَا أَبُو عَليّ الْحَافِظ وَهِي روايتنا وَكَذَا وجدته أَنا بِخَط الْأصيلِيّ فِي البُخَارِيّ قَالَ ابْن وضاح هِيَ عقبَة الْجحْفَة قَالَ غَيره على سَبْعَة أَمْيَال من السقيا وَرَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ لحيى جمل مثنى وَفَسرهُ فِيهِ فِي حَدِيث مُحَمَّد بن بشار مَا يُقَال لَهُ لحيى جمل (لفت) ذكره مُسلم فِي حَدِيث الْإِسْرَاء قيدناه على القَاضِي الشَّهِيد لفت بِفَتْح اللَّام وَالْفَاء وعَلى أبي بَحر لفت بِفَتْح اللَّام وَسُكُون الْفَاء وَذكره غَيرهمَا لفت بِكَسْرِهَا وَكَذَا ثبتني فِيهَا أَبُو الْحُسَيْن بن سراج وَكَذَا ذكرهَا ابْن هِشَام فِي السّير وَهِي ثنية بَين مَكَّة وَالْمَدينَة (لد) بِضَم اللَّام ودال مُهْملَة ذكره مُسلم فِي عِيسَى (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) والدجال إِنَّه يُدْرِكهُ بِبَاب لد فيقتله قَالَ بَعضهم هُوَ جبل بِالشَّام وَيُؤَيّد هَذَا مَا جَاءَ فِي كتب أهل الْكتاب أَن عِيسَى يقتل الدَّجَّال بجبل الزَّيْتُون (لَا بتا الْمَدِينَة) جانباها وَهِي حرتاها وَقد ذَكرْنَاهُ قبل (اللات والعزى) صَخْرَة لثقيف كَانَت فِي الزَّمن الأول يجلس عَلَيْهَا رجل يَبِيع السّمن ويلته للْحَاج فسميت

فصل مشكل الأسماء والكنى والأنساب

بِهِ فَلَمَّا مَاتَ وفقد اللات قَالَ عَمْرو بن لحي إِن ربكُم كَانَ اللات فَدخل جَوف الصَّخْرَة فعبدها النَّاس حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَام وَكَانَ فِيهَا وَفِي الْعُزَّى شيطانان يكلمان النَّاس فاتخذتها تقيف طاغوثا وَبنت لَهَا بَيْتا وَجعلت لَهُ سدنة وخدمة من بني معتب وعظمته وَكَانُوا يطوفون بِهِ فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى والأنساب كل مَا فِيهَا لبيد وَأَبُو لبيد فبفتح اللَّام غير مصغر وَلَيْث مثله وَأَبُو لبَابَة بِضَم اللَّام وَأَبُو لاس بسين مُهْملَة منونة ولؤي مَذْكُور فِي نسبه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يهمز وَلَا يهمز وَقَيده الْأصيلِيّ بِالْهَمْز وَهُوَ أَكثر وَقيل سمي بتصغير اللاي وَهُوَ الثور أَو من وَلَهُم لايت لَا يَا أَي تثبت وَمن لم يهمزه وَهِي رِوَايَة الْأَكْثَر فَأَما تسهيلا أَو تَصْغِير لِوَاء الْأَمِير أَو لوى الرمل وَهُوَ منقطعه وَأنكر بَعضهم فِيهِ ترك الْهَمْز وَبَنُو لحيان بِكَسْر اللَّام وَفتحهَا قبيل من هُذَيْل وَعَمْرو بن لحي بِضَم اللَّام فتح الْحَاء مثل لؤَي وَاللَّيْث حَيْثُ وَقع فِيهَا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا ثاء مُثَلّثَة وَكَذَلِكَ اللَّيْثِيّ غير مُسَمّى وَفِي الصّرْف فِي كتاب مُسلم منسوبون إِلَى بني لَيْث وَيشْتَبه بنسبه اللتبي مِمَّن ينتسب إِلَى لتب بِضَم اللَّام وَسُكُون التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَآخِرهَا بَاء مِنْهُم فِيهَا ابْن اللتبيه وَيُقَال الأتبية وَهُوَ وهم ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَقَوله غُلَام لَهُ لحام بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي يَبِيع اللَّحْم فصل الْوَهم فِي هَذَا فِي حَدِيث عتْبَان بن شهَاب عَن مَحْمُود بن لبيد كَذَا رَوَاهُ يحيى بِفَتْح اللَّام وَخَالفهُ سَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَسَائِر النَّاس فَقَالُوا فِيهِ مَحْمُود بن ربيع وَهُوَ الصَّوَاب وَوجدت مُعَلّقا عَن ابْن وضاح أَنه قَالَ يُقَال هُوَ مَحْمُود بن ربيع بن لبيد وَلم يذكر أَبُو عمر الْحَافِظ فِي نسب مَحْمُود هَذَا لبيدا وَهُوَ مَحْمُود بن ربيع الْأَشْهَل عقل من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مجة مجها فِي وَجهه من بير فِي دَارهم وَذكره البُخَارِيّ وَالِاخْتِلَاف فِي نسبه وَذكر من قَالَ فِيهِ مَحْمُود بن رَافع وَمُحَمّد بن رَافع ثمَّ ذكر مَحْمُود بن لبيد الأشْهَلِي عَن رَافع وَفِي حَدِيث الْكُسُوف وَرَأَيْت فِيهَا يَعْنِي النَّار عَمْرو بن لحي يجر قصبه هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف وَقد ذَكرْنَاهُ آنِفا وَوَقع فِي بعض نسخ مُسلم عَمْرو بن يحيى وَكَذَا رَأَيْت أَبَا عبد الله بن أبي نصر الْحميدِي ذكره فِي اختصاره الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ خطأ مَحْض وَالْمَعْرُوف الأول وَفِي بَاب إِذا قَالَ الْمكَاتب اشترني وأعتقني كنت لعتبة بن أبي لَهب كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ لعتبة بن أبي وهب وهووهم وَالصَّوَاب الأول جرف الْمِيم الْمِيم مَعَ الْهمزَة وَمَعَ الْألف (م أر) قَوْله مَا أمار عِنْد الله خيرا أَي مَا ادخر واكتسب مثل رِوَايَة أبتار وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وَقيل أمتار من المئرة مَهْمُوز وَهِي الْعَدَاوَة امتأر عَلَيْهِ أَي اعْتقد عداوته أَي لم يعْتَقد فِي الْعَمَل فِي جَانب الله خيرا إِلَّا مَا يكره الله (م أَن) وَقَوله مئنة من فقه الرجل غير مَمْدُود منون الآخر مكسور الْهمزَة تقدم الِاخْتِلَاف فِي تَفْسِيره واشتقاقه وَهل الْمِيم أَصْلِيَّة من قَوْلهم مأنت إِذا شَعرت ووزنه فعلة أَو تكون الْمِيم زَائِدَة مِيم مفعلة من الْآن وَقيل من أنية الشَّيْء وَهُوَ ثبات ذَاته وعَلى هَذَا اخْتِلَاف تَفْسِيرهَا هَل هِيَ بِمَعْنى عَلامَة وَدلَالَة أَو حقيق وجدير وَقد بَينا ذَلِك كُله فِي حرف الْهمزَة وَرِوَايَة من رَوَاهُ من شُيُوخنَا بِالْمدِّ ووهمه فِيهِ وَقَوله مئونة عَامِلِي المئونة لَازم الرجل وَمَا يتكلفه قيل مَعْنَاهُ هُنَا أجر حافر الْقَبْر وَقيل النَّاظر فِي صدقاته وَقيل نَفَقَة الْخَلِيفَة بعده وسنذكره مستوعبا فِي الْعين إِن شَاءَ الله فصل مَاء قَوْله طهرني بالثلج وَالْبرد وَمَاء الْبَارِد كَذَا ضبطناه على

فصل ما

الْإِضَافَة كَمَا قَالُوا مَسْجِد الْجَامِع وَحقّ الْيَقِين وَمعنى الْبَارِد الْخَالِص أَو الَّذِي يستراح بِهِ أَو الَّذِي هُوَ مستلذ لَا كَرَاهَة وَلَا مضرَّة فِيهِ على مَا بَيناهُ فِي حرف الْبَاء وَقَوله لَيْسَ عندنَا مَاء نَتَوَضَّأ وَلَا نشرب كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ مَمْدُود على الِاسْم وَقَوله وَرَأى النَّاس مَاء فِي الميضأة مَمْدُود كَذَا عِنْد القَاضِي أبي عَليّ ولكافتهم مَا فِي الْمِيضَاة حرف بِمَعْنى الَّذِي وَالْأول أوجه وَقَوله فَتلك أمكُم يَا بني مَاء السَّمَاء قَالَ الْخطابِيّ يُرِيد بِهِ الْعَرَب لانتجاعهم الْغَيْث وطلبهم الْكلأ النَّابِت من مَاء السَّمَاء وَقيل هِيَ إِشَارَة إِلَى خلوص نسبهم وصفائه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وعَلى هَذَا يُرِيد جَمِيع الْعَرَب وَالْأولَى عِنْدِي أَنه أَرَادَ الْأَنْصَار لأَنهم ينتسبون إِلَى حَارِثَة بن ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن عَامر وعامر هَذَا يعرف بِمَاء السَّمَاء فصل مَا اعْلَم أَن مَا فِي لِسَان الْعَرَب وَفِي كتاب الله وَحَدِيث نبيه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تَأتي لمعان شَتَّى وَتَكون حرفا وَتَكون اسْما فَإِذا كَانَت اسْما كَانَت مَوْصُولَة بِمَعْنى الَّذِي وموصوفة نكرَة تدخل عَلَيْهَا رب وللتعجب وللاستفهام وللجزاء وَتَكون حرفا نَافِيَة وكافة لعمل أَن وللحصر وَالتَّحْقِيق بعد أَن وزائدة وللإبهام والتهويل أَو التحقير وَتَأْتِي بِمَعْنى الصّفة فَمن ذَلِك قَوْله مَا أَنا بقاري يحْتَمل أَن تكون مَا النافية فنفي عَن نَفسه الْمعرفَة حِينَئِذٍ بِالْقِرَاءَةِ وَأَنه أُمِّي لم يقْرَأ وَلم يكْتب كَمَا كَانَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَيحْتَمل أَنَّهَا استفهامية لما قَالَ لَهُ اقْرَأ قَالَ لَهُ مَاذَا أَقرَأ وَالْأول أظهر لَا سِيمَا لأجل الْبَاء وَفِي حَدِيث الْخضر مجئ مَا جَاءَ بك كَذَا ضبطناه غير منون الْهمزَة عَن أبي بَحر أَي مجئ طلب شَأْن جَاءَ بك وَتَكون مَا على هَذَا اسْما وَكَانَ عِنْد غَيره من شُيُوخنَا منونا وَتَكون مَا حرفا وَمَعْنَاهُ مجئ أَمر عَظِيم جَاءَ بك على الاستعظام والتهويل فَقيل هِيَ هُنَا زَائِدَة وَقيل صفة كَمَا قيل لأمر مَا تدرعت الدروع وكما قَالَ يَا سيد أما أَنْت من سيد قَوْله فِي حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ عَن الدَّجَّال لَا بل من قبل الْمشرق مَا هُوَ من قبل الْمشرق مَا هُوَ وَاو مَا بِيَدِهِ مَا هُنَا صلَة وَلَيْسَت بنافية أَي من قبل الْمشرق هُوَ وَقَوله مَا هُوَ بداخل علينا أحد بِهَذِهِ الرضَاعَة مَا هُنَا نَافِيَة وَقَوله فِي الَّذِي يهم فِي صلَاته لن يذهب عَلَيْك حَتَّى تَنْصَرِف وَأَنت تَقول مَا أتممت صَلَاتي كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول فِي الْمُوَطَّأ قَالَ الْكِنَانِي أَظُنهُ قد أتممت صَلَاتي قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الْمَعْنى فِي الرِّوَايَة صَحِيح وَالْمعْنَى مراغمته الشَّيْطَان بذلك أَي أَنِّي وَإِن لم أتممها على مَا توسوس بِهِ يَا شَيْطَان فَإِن ذَلِك مَحْمُول عني فَلَا أُبَالِي بك وَهَذَا إِنَّمَا يجوز لَهُ عِنْد الْعلمَاء الْمُحَقِّقين إِذا طَرَأَ عَلَيْهِ الشَّك بعد التَّمام فَأَما فِي نَفسهَا فايلغى الشَّك ويبنى على الْيَقِين وَقد بَينا هَذَا فِي كتاب التَّنْبِيهَات المستنبطة وَقَوله فَأَيكُمْ مَا صلى بِالنَّاسِ فليتجوز وَأَيكُمْ مَا أَمر فليستعن بِهِ مَا هُنَا زَائِدَة أَي أَيّكُم أَمر وَأَيكُمْ صلى وَقَوله فِي الْبَيْت الْمَعْمُور وَالْمَلَائِكَة إِذا خَرجُوا مِنْهُ لم يعودوا إِلَيْهِ آخر مَا عَلَيْهِم ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَقَوله إِن كَانَ الرجل ليسلم مَا يُرِيد إِلَّا الدُّنْيَا فَمَا يسلم حَتَّى يكون الْإِسْلَام أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا أَي مَا يتم إِسْلَامه ويداخل قلبه حَتَّى يستبصر فِيهِ لله وَلَيْسَت حَتَّى هُنَا للغاية لَكِنَّهَا بِمَعْنى إِلَّا وَقَوله مَا السرى يَا جَابر مَا هُنَا استفهامية أَي أَي شَيْء أسرى بك وَأوجب سراك وَقَوله فِي بَاب لعن الشَّارِب لَا تلعنوه فوَاللَّه مَا علمت أَنه يحب الله وَرَسُوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَا هُنَا بِمَعْنى الَّذِي وَإِن بعده مَكْسُورَة مبتدأه وَفِي بعض الرِّوَايَات فوَاللَّه أَنِّي لقد علمت

فصل الاختلاف والوهم

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث سَلمَة فَلَمَّا كَانَ بَيْننَا وَبَين المَاء سَاعَة كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي الْمسَاء مَكَان المَاء وَهُوَ وهم الأول صَوَابه وَعَلِيهِ يدل الحَدِيث قَول ابْن عَبَّاس ذهب بِمَا هُنَا لَك كَذَا للأصيلي وَلغيره ذهب بهَا هُنَا لَك بِالْهَاءِ وَالْأول أصح وَقَوله فِي بَاب من رأى أَن صَاحب الْحَوْض أَحَق بمائه أمنعك فضلي كَمَا منعت فضل مَا لم تعْمل يداك وَقَوله فِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل فِي عَلَامَات النبوءة لَيْسَ عندنَا مَا نَتَوَضَّأ بِهِ وَلَا نشرب كَذَا لَهُم مَا مقصوره وَعند الْأصيلِيّ مَاء مَمْدُود وَله وَجه وَالْأول أوجه فِي بَاب التَّشَهُّد قَول أبي مُوسَى مَا تعلمُونَ كَيفَ تَقولُونَ فِي صلواتكم كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَفِي كتاب أبي دَاوُود أما تعلمُونَ وَقيل هُوَ الْوَجْه وكل صَوَاب صَحِيح الْمَعْنى وَمِمَّا اخْتلف فِيهِ مِمَّا صورته هَذَا الْحَرْف وَأَصله أَن يكون فِي حرف الْهمزَة قَوْله فِي بَاب هِجْرَة النَّبِي فَأَما الْيَوْم فقد أظهر الله الْإِسْلَام وَالْمُؤمن يعبد ربه حَيْثُ شَاءَ كَذَا للقابسي وعبدوس وَعند الْأصيلِيّ والهروي والنسفي وَالْيَوْم يعبد ربه حَيْثُ شَاءَ وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى لَهُ وَجه لَكِن الأول أشهر وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ بِغَيْر خلاف فِي كتاب الْمَغَازِي وَفِي حَدِيث الشَّفَاعَة فِي البُخَارِيّ فَمَا أَنْتُم بأشد مناشدة لي فِي الْحق قد تبين لكم من الْمُؤمنِينَ يَوْمئِذٍ لله اذاراوانهم قد نَجوا فِي إخْوَانهمْ يَقُولُونَ رَبنَا لَو أننا كَذَا لأبي ذَر وَلغيره من الْمُؤمن على الْأَفْرَاد وَالْأول الصَّوَاب بديل مساق الحَدِيث وَآخره وَفِي مُسلم فِي أول الحَدِيث أَيْضا تعيير ذَكرْنَاهُ فِي حرف اللَّام وَفِي آخر الْكتاب وَقَوله تكَاد تنضرج من المَاء كَذَا لِابْنِ سُفْيَان وَعند ابْن ماهان من الملء أَي الامتلاء من المَاء الْمِيم مَعَ التَّاء (م ت ع) قَوْله حِين متع النَّهَار بِفَتْح التَّاء مُخَفّفَة أَي طَال وَقَالَ يَعْقُوب أَي علا وَاجْتمعَ قَالَ غَيره وَذَلِكَ قبل الزول وَقَوْلها اللَّهُمَّ متعني بزوجي وَأبي أَي أطل مدتهما لي وَقيل متعني الله بِهِ أَي نَفَعَنِي وَقيل ذَلِك فِي قَوْله مَتَاعا لكم وللسيارة وَقَوله نهى عَن مُتْعَة النِّسَاء وَنهى عَن المتعتين مُتْعَة النِّسَاء ومتعة الْحَج وَقَوله تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أما مُتْعَة النِّسَاء فَهُوَ مَا كَانَ فِي أول الْإِسْلَام من الرُّخْصَة فِي النِّكَاح لأجل وَأَيَّام ثمَّ نسخ وَأما مُتْعَة الْحَج فباقية الحكم وَهُوَ جمع غير الْمَكِّيّ الْحَج وَالْعمْرَة فِي أشهر الْحَج فِي سفر وَاحِد والمتعة مُقَدّمَة لَكِن اخْتلف الْعلمَاء وَالسَّلَف قبل فِي تَفْضِيل الْأَفْرَاد وَالْقُرْآن عَلَيْهَا وَفِي الْقُرْآن والْحَدِيث ذكر مُتْعَة ثَالِثَة وَهِي مُتْعَة الْمُطلقَة وَهُوَ مَا يُعْطي الزَّوْج الْمُطلقَة بعد طَلاقهَا من مَاله إحسانا إِلَيْهَا إِلَّا الْمُطلقَة قبل الدُّخُول وَقد فرض لَهَا وَذَلِكَ حق على الْمُتَّقِينَ وعَلى الْمُحْسِنِينَ كَمَا قَالَ الله وَاخْتلف الْعلمَاء هَل وَاجِب أَو ندب وَكلهَا بِضَم الْمِيم إِلَّا مَا حكى أَبُو عَليّ عَن الْخَلِيل فِي مُتْعَة الْحَج إِنَّهَا بِكَسْر الْمِيم وَالْمَعْرُوف الضَّم فصل قَوْله فِي حَدِيث الْأمان إِذا قلت مترس كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الرَّاء وَآخره سين مُهْملَة وَكسر الرَّاء غَيره وَرَآهُ فِي الْمُوَطَّأ مطرف بِسُكُون التَّاء وَفتح الرَّاء وبتشديدها لِابْنِ بكير وَابْن وهب والقعنبي وَضَبطه أَو الْوَلِيد عَن أبي ذَر بِكَسْر الْمِيم وَفتح التَّاء مُخَفّفَة وَسُكُون الرَّاء وَقَالَ كَذَا سمعته من أبي ذَر قَالَ وَأهل خُرَاسَان يَقُولُونَهُ بِفَتْح التَّاء غير مُشَدّدَة وَجَاء فِي الْمُوَطَّأ بِالطَّاءِ ليحيى بن يحيى وَكسر الرَّاء كَذَا لعامة شُيُوخنَا وبشد الطَّاء

(م ث ل)

وتخفيفها مَعًا وَعند أبي عِيسَى بِفَتْح الرَّاء وَهِي كلمة غير عَرَبِيَّة فَسرهَا فِي الحَدِيث لَا تخف وَلَا بَأْس قيل وَالصَّوَاب الْوَجْه الأول بِالتَّاءِ أَو الطَّاء قَوْله فِي خبر الْأَنْصَار فَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ممتنا كَذَا ضَبطه فِي البُخَارِيّ المتقنون فِي كتاب النِّكَاح بِسُكُون الْمِيم وَكسر التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا قيل مَعْنَاهُ طَويلا وَضَبطه أَبُو ذَر ممتنا وَفَسرهُ متفضلا وَرَوَاهُ ابْن السكن هُنَا فَمشى وَهُوَ تَصْحِيف وَذكره فِي كتاب الْفَضَائِل ممثلا بِكَسْر الثَّاء أَي منتصبا قَائِما كَمَا تقدم وضبطناه فِي مُسلم ممثلا بِالْفَتْح قَالَ الوقشي صَوَابه ممثلا بِسُكُون الْمِيم وَكسر الثَّاء أَي قَائِما وَرَوَاهُ بَعضهم بَعضهم مُقبلا وَكَذَا عِنْد الجياني قَالَ بَعضهم وَالْأول الصَّوَاب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَعِنْدِي أَن الصَّوَاب هَذَا للرواية الْأُخْرَى فَمثل قَائِما وَقَول مُسلم فِي صدر كِتَابه لَكَانَ رَأيا متينا كَذَا للفراسي وللعذري عِنْد الصَّدَفِي من المتانة وَقُوَّة الرَّأْي وإصابته وَكَانَ عِنْد العذري من رِوَايَة أبي بَحر مثبتا بثاء مُثَلّثَة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة من الثَّبَات وَالْأول أليق هُنَا بالْكلَام وَذكر البُخَارِيّ المتكأ وَأنكر قَول من قَالَ أَنه الأترج وَقد قرى متكا بتَخْفِيف التَّاء غير مَهْمُوز وَقيل إِذا ثقل فَهُوَ الطَّعَام وَإِذا خفف فَهُوَ الأترج وَقيل البزما ورد وَقيل فِي المهموز بِالتَّشْدِيدِ هِيَ الْمرَافِق الَّتِي يتكأ عَلَيْهَا وَهُوَ الَّذِي رجح البُخَارِيّ وَاحْتج لَهُ وَذكر قَول من قَالَ أَنه المتك وَقَالَ إِنَّمَا المتك طرف البظر قَيده بَعضهم بِالضَّمِّ وَبَعْضهمْ بِالْكَسْرِ وَبَعْضهمْ بِالْفَتْح وَصَوَابه الْفَتْح وَمِنْه قيل متكاء وَابْن المتكاء مَمْدُود أَي الَّتِي لم تخْفض وَلم يقطع ذَلِك مِنْهَا وَقيل المتكاء الَّتِي لَا تمسك بولها الْمِيم مَعَ الثَّاء (م ث ل) قَوْله فِي ضرب الْمَمْلُوك امتثل أَي اقْتصّ وأفعل بِهِ مثل مَا فعل بك كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى اقْتصّ مِنْهُ وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة ابْن الْحذاء اقْتصّ مِنْهُ فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَقد يكون من الْمثلَة وَهِي الْعقُوبَة أَي عاقبه وَقَوله فَمثل قَائِما أَي انتصب قَائِما وَمِنْه من سره أَن يمثل لَهُ النَّاس قيَاما الْمَاضِي بِفَتْح الثَّاء وَضمّهَا وَالْفَتْح أعرف وَقل مَا يجِئ فَاعل من فعل إِلَّا مَا قيل فِي هَذَا وَفِي فاره وحامض من فره وحمض والمستقبل بضَمهَا وَقَوله ستجدود فِي الْقَوْم مثلَة بِضَم الْمِيم وَسُكُون الثَّاء كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَعند غَيره مثلَة بِفَتْح الْمِيم وَضم الثَّاء وَقيل ضمهما مَعًا يجوز وَهُوَ صَحِيح وَهُوَ مانعك من التشويه وَمثل بِهِ من الْقَتْلَى وَجمعه مثلات وَهِي الْعُقُوبَات أَيْضا قَالَ الله) وَقد خلت من قبلهم المثلات (فقد يُسمى هَذَا عُقُوبَة لما قَتَلُوهُ هم من قُرَيْش ببدر وَمِنْه وَلَا تمثلوا وَلَا تغدروا وَالْأول اسْم للفعلة من ذَلِك قَالُوا وَهُوَ الْمثل أَيْضا وَقَالَ أَبُو عَمْرو والمثلة والمثل بِفَتْح الْمِيم قطع الْأنف وَالْأُذن وَقَالَ غَيره هُوَ النكال وَمِنْه من مثل بعده أَي نكل بِهِ بعقوبة شنيعة وَقَوله وَكَانَت امْرَأَة بغي يتَمَثَّل بحسنها أَي يضْرب بهَا الْأَمْثَال وَقَوله إِن قَتله فَهُوَ مثلَة قيل فِي عد لشفقة وَالرَّحْمَة والاستواء فِي الانتقام والبطش وَقَوله فِيهَا تماثيل أَي صور وأحدها تِمْثَال وَقَوله رَأَيْت الْجنَّة وَالنَّار ممثلين فِي قبْلَة الْجِدَار يحْتَمل أَن يُرِيد بذلك معترضتين منتصبتين وَأَنه رآهما حَقِيقَة كَمَا تدل عَلَيْهِ الرِّوَايَات الْأُخَر وَتَكون رويته لَهما فِي جِهَة قبْلَة الْجِدَار وناحيته وَقيل يجتمل أَن يكون مَعْنَاهُ عرض عَلَيْهِ مثالهما وَضرب لَهُ ذَلِك فِي الْحَائِط كَمَا قَالَ فِي عرض هَذَا الْحَائِط وَأرى فِيهِ مثالهما وَقَوله فِي الدُّعَاء لغيره وَلَك بِمثل كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الثَّاء وبمثل أَيْضا بفتحهما

فصل الاختلاف والوهم

يُقَال مثل مثل ومثيل مثل شبه وَشبه وشبيه أَي لَك من الْأجر لدعائك مثل مَا دَعَوْت لَهُ فِيهِ ورغبته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي يَسْأَلُونَك عَن الرّوح وَفِي حَدِيث عِيسَى وَمَا أُوتُوا من رِوَايَة ابْن خشرم كَذَا لرواة مُسلم وَمن طَرِيق الْبَاجِيّ عَن ابْن ماهان مثل رِوَايَة ابْن خشرم وَالْأول الصَّوَاب لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ أَنه جَاءَ بِهَذِهِ اللَّفْظَة من رِوَايَة ابْن خشرم وَحده إِذْ جَاءَ بِالْحَدِيثِ عَن ابْن خشرم وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَلَا وَجه لمثله هُنَا الْمِيم مَعَ الْجِيم (م ج ج) قَوْله فِي حَدِيث مَحْمُود بن الرّبيع وعقل مجة مجها رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي وَجهه من بير فِي دَارهم وَمثله فِي حَدِيث الْمَرْأَة فمج فِي العزلا وبن مَعْنَاهُ كُله إرْسَال المَاء من الْفَم مَعَ نفخ وَقيل ويباعد بِهِ (م ج د) قَوْله أهل الثَّنَاء وَالْمجد ومجدني عَبدِي ويمجدونك أَي يثنون عَلَيْك ويعظمونك والمجيد من أَسمَاء الله قيل الْعَظِيم وَقيل الْكَرِيم وَقيل المقتدر على الْفضل والأنعام وأصل الْمجد السعَة (م ج ل) قَوْله كاثر المجل بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْجِيم هِيَ النفاخات الَّتِي تخرج فِي الْأَيْدِي عِنْد كَثْرَة الْعَمَل مَمْلُوءَة مَاء الْمِيم مَعَ الْحَاء (م ح ح) قَوْله وَبرد ابْن عمي خلق مح بفح الْمِيم مشدد الْحَاء فسره فِي الحَدِيث أَي بَال وَهُوَ صَحِيح التَّفْسِير وَهُوَ المتناهي فِي البلى يُقَال مِنْهُ مح وامح والمح من كل شَيْء الدارس (م ح ل) قَوْله ممحلين أَي أَصَابَهُم الْمحل وَهُوَ الْقَحْط والشدة (م ح ض) قَوْله كَانَ مَاءَهُ الْمَحْض أَي اللَّبن (م ح ق) قَوْله فِي الْيَمين الْفَاجِرَة ممحقة للبركة بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْحَاء وَيصِح بفتحهما أَي مذهبَة لبركتها مهلكة لَهَا وَمثله ويمحقا بركَة بيعهمَا (م ح ش) قَوْله قد امتحشوا وامتحشت كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم بِضَم التَّاء وَكسر الْحَاء على مَا لم يسم فَاعله وضبطناه على أبي بَحر بِفَتْح التَّاء والحاء فِي الأول وَضَبطه الْأصيلِيّ فِي الآخر بفتحهما أَيْضا يُقَال محشته النَّار أَي أحرقته كَذَا فِي البارع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة محشته النَّار وامتحش وَحكى يَعْقُوب أمحشه الْحر أحرقه قَالَ غَيره وَلَا يُقَال محشته فِي هَذَا بِمَعْنى أحرقته وَحكى صَاحب الْأَفْعَال الْوَجْهَيْنِ فِي أحرقته قَالَ ومحشت لُغَة وأمشحته الْمَعْرُوف وَيُقَال امتحش فلَان غَضبا أَي احْتَرَقَ وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ انقبضوا واسودوا (م ح و) قَوْله وَأَنا الماحي فسره فِي الحَدِيث الَّذِي محا الله بِي الْكفْر ويروي الْكفْر أَي أذهبهم وأزالهم يُقَال محوت الْكتاب أمحوه ومحيته أمحاه إِذا أذهبت كِتَابه فَمَعْنَاه ظُهُور الْإِسْلَام على الْكفْر أَو قتل من قتل من الْكَفَرَة وَرجع بَقِيَّتهمْ إِلَى الْإِيمَان وَوَقع فِي كتاب القَاضِي الشَّهِيد فِي مُسلم وَأَنا الماح هَكَذَا بِغَيْر يَاء وَكَذَا فِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ وَأبي الْهَيْثَم وَبَعْضهمْ عَن البُخَارِيّ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الْقسَامَة فمحوا من الدِّيوَان كَذَا لرواة البُخَارِيّ وَعند الْأصيلِيّ فنحوا بالنُّون وَالْأول الصَّوَاب الْمِيم مَعَ الْخَاء (م خَ ر) قَوْله فِي التَّفْسِير وَقَالَ مُجَاهِد تمخر السفن من الرّيح وَلَا تمخر الرّيح من السفن إِلَّا الْعِظَام كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ تمخر السفن الرّيح بِضَم السفن وَنصب الرّيح قَالَ بَعضهم صَوَابه فتح السفن وَضم الرّيح الْفِعْل للريح كَأَنَّهُ جعلهَا المصرفة لَهَا فِي الإقبال والإدبار قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله مَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَهُوَ دَلِيل الْقُرْآن إِذْ جعل الْفِعْل للسفن فَقَالَ مواخر فِيهِ قَالَ الْخَلِيل مخرت السَّفِينَة إِذا اسْتقْبلت الرّيح وَقَالَ أَبُو عبيد وَغَيره هُوَ شقها المَاء فعلى هَذَا السَّفِينَة فاعلة

فصل الاختلاف والوهم

مَرْفُوعَة وَقَالَ الْكسَائي مخرت تمخر إِذا جرت قَالَ أَبُو عبيد مواخر يَعْنِي جواري (م خَ ض) قَوْله فِي الزَّكَاة وَلَا الماخض هِيَ الَّتِي مخضت أَي حملت ودنا وَقتهَا نهي عَن أَخذهَا وَقَوله فَفِيهَا بنت مَخَاض هِيَ الَّتِي حملت أمهَا وَهِي الْآن ماخض وَهُوَ فِي السّنة الثَّانِيَة لِأَن الْعَرَب إِنَّمَا كَانَت تحمل الفحول على الْإِنَاث سنة فَإِذا وضعت تركتهَا سنة حَتَّى يشْتَد وَلَدهَا فَيرمى الْفَحْل عَلَيْهَا فِي الْأُخْرَى فَفِيهَا تحمل وتمخض وَفِي الحَدِيث فأصابها الْمَخَاض أَي الطلق والولادة الْمِيم مَعَ الدَّال (م د ح) قَوْله لَا أحد أحب إِلَيْهِ المدحة من الله المدحة الثَّنَاء وَالذكر الْحسن بِكَسْر الْمِيم فَإِذا أزلت التَّاء فتحت الْمِيم فَقلت الْمَدْح وَمعنى ذَلِك أَنه يريدها وَيَأْمُر بهَا ويثيب عَلَيْهَا (م د د) قَوْله فِي الْمدَّة الَّتِي ماد فِيهَا أَبَا سُفْيَان بتَشْديد الدَّال أَي جعلُوا بَينهم وَبَينه مُدَّة صلح وعهد وَمثله إِن شَاءُوا ماددتهم وَقَوله مَا بلغ مداحدهم وَلَا نصيفه أَي أجره فِي الصَّدَقَة بِالْمدِّ من الطَّعَام أَو نصفه وَالْمدّ رَطْل وَثلث قيل سمي مدا لِأَنَّهُ ملْء كفى الْإِنْسَان إِذا مدهما طَعَاما وَقَوله أمد فِي الْأَوليين أَي أطول وَرجل مديد طَوِيل قَوْله هم أصل الْعَرَب ومادة الْإِسْلَام أَي الَّذين يمدونهم ويعينونهم ويكثرون جيوشهم إِذا احتاجوا إِلَيْهِم ويمدونهم أَيْضا بِمَا يُؤْخَذ مِنْهُم من صَدَقَاتهمْ وكل مَا أعنت بِهِ قوما فِي الْحَرْب وَغَيرهَا وزدتهم فِيهِ فَهُوَ مَادَّة لَهُم يُقَال مددنا الْقَوْم صرنا لَهُم مدَدا وأمددناهم بغيرنا قَالَ الله تَعَالَى) وأمددناكم بأموال وبنين ( وَمِنْه قَوْله العون بالمدد وَقَوله مددي أَي رجل مِمَّن جَاءَ فِي المدد وَمِنْه أَتَانَا إمداد أهل الْيمن وَقَوله وأمدها خواصر أَي أوسعها وأتمها من الشِّبَع وَقَوله سُبْحَانَ الله عدد خلقه ومداد كَلِمَاته أَي قدرهَا والمداد مصدر كالحداد وَقَوله عدد خلقه ومداد كَلِمَاته يحْتَمل أَنه على ظَاهره واستعاره للكثرة وَقيل يحْتَمل أَن المُرَاد بِهِ الْأجر على ذَلِك وَقَوله وامتد النَّهَار طَال وتنفس وارتفع (م د ر) قَوْله يمدر حَوْضه بِضَم الدَّال أَي يطينه ويغلق بالطين شقاقه لَيْلًا يتسرب مِنْهُ المَاء وَقَوله فِي الثَّوْب الْمَصْبُوغ للْمحرمِ إِنَّمَا هُوَ مدر يَعْنِي تُرَابا يُرِيد إِنَّمَا صبغ بالمغرة والمدر الطين الْيَابِس (م دي) قَوْله وَلَيْسَ لنا مدى ومدى الْحَبَشَة مَقْصُور مضموم الْمِيم وَأخذ المدية بِضَم الْمِيم سَاكن الدَّال وَاحِدَة المدى وَهِي السكاكين وَيُقَال فِي وأحدها أَيْضا مدية بِفَتْح الْمِيم ومدية بِكَسْرِهَا وَيُقَال مدى فِي الْجمع بِالْكَسْرِ أَيْضا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الزَّكَاة إِلَّا مادت على جلده كَذَا رِوَايَة الْأَكْثَر بِالدَّال الْمُهْملَة مُخَفّفَة من ماد إِذا مَال وللجرجاني فِي كتاب الطَّلَاق مارت بالبراء وَمَعْنَاهُ سَالَتْ عَلَيْهِ وامتدت وَقَالَ الْأَزْهَرِي معنذة ترددت وَذَهَبت وَجَاءَت وَفِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث عمر والناقد عَن سُفْيَان إِلَّا سبغت عَلَيْهِ أَو مرت عَلَيْهِ وَمَرَّتْ أَيْضا صَوَاب ولمادت بِالدَّال وَجه يقرب من هَذَا وقدي يكون مادت مشدد الدَّال من الامتداد وَجَاء فَاعل بِمَعْنى فعل من وَاحِد وبالتشديد ضَبطه أَكْثَرهم ويروى مدت بِمَعْنَاهُ وَقَوله فِي هِلَال رَمَضَان أَن الله قد أمده لرُؤْيَته كَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالَ بعض المتعقبين قيل لَعَلَّه أمده بتَشْديد الْمِيم وَتَخْفِيف الدَّال من الإمداي أَطَالَ أمده أَو مده بِغَيْر ألف قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالرِّوَايَة صَحِيحَة عِنْدِي وَيكون بِمَعْنى أطاله يُقَال مِنْهُ مد وأمد قَالَ الله وإخوانهم يمدونهم فِي الغي قرئَ بِالْوَجْهَيْنِ أَي يطيلون لَهُم فِيهِ من الْإِمْدَاد أَي زَاد فِي عدده

(م ذ ق)

الناقض فَيكون من أمددت الشَّيْء إِذْ ازدت فِيهِ من غَيره كَمَا تقدم وَقد يكون من الْمدَّة أَي أعطَاهُ مُدَّة وَقدرا قَالَ صَاحب الْأَفْعَال أمددته مُدَّة أعطيتهَا لَهُ وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر لَو تَمَادى بِي الشَّهْر وَعند العذري تماد مشدد الذَّال من الامتداد وهما بِمَعْنى وَجَاء فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَو مد لنا الشَّهْر وَقَوله بعد مَا امْتَدَّ النَّهَار أَي ارْتَفع وَرَوَاهُ ابْن الْحذاء فِي مُسلم وَبَعْضهمْ اشْتَدَّ وَكَذَا فِي البُخَارِيّ وَهُوَ بِمَعْنى ارْتَفع أَيْضا يُقَال اشْتَدَّ النَّهَار وامتد قَالَ أَبُو عبيد شدّ النَّهَار ارتفاعه وَقَوله نظرت إِلَى مد بَصرِي كَذَا الرِّوَايَة عِنْد أَكْثَرهم وَلها وَجه أَي امتداد نَظَرِي ومنتهاه ومسافته لَكِن قيل وَجه الْكَلَام مدى بَصرِي وبالوجهين هُنَا فِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي فِي الْحَج فِي تَحْرِيم الْمَدِينَة فِي حَدِيث سُهَيْل بن حنيف أَهْوى بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَة وَقَالَ إِنَّهَا حرم آمن كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأَشْعَرِيّ عَن ابْن ماهان إِلَى الْيمن مَكَان الْمَدِينَة وَلَعَلَّه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ بِموضع تكون مِنْهُ الْمَدِينَة يمنا حِين قَالَه وَقَوله فِي الْأَشْرِبَة مَا نَبِيذ الْجَرّ قَالَ كل شَيْء يصنع من الْمدر كَذَا للكافة وَعند بعض رُوَاة ابْن الْحذاء من المزر وَهُوَ وهم وَقَوله لَا يسمع مدى صَوت الْمُؤَذّن أَي غَايَته ومنتهاه قَالَه مَالك وَغَيره وَوَقع للقابسي وَأبي ذَر فِي كتاب التَّوْحِيد فِي حَدِيث مَالك نِدَاء صَوت الْمُؤَذّن والاول الْمَعْرُوف وَقَوله منعت الشَّام مديها بِضَم الْمِيم وَسُكُون الدَّال قيل المدى مائَة مدو اثْنَان وَتسْعُونَ مدا بِمد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ سِتّ ويبات بِمصْر والويبة أَرْبَعَة أَربَاع وَقيل عشرُون مدا والمدى صَاع لأهل الشَّام مَعْرُوف قيل هُوَ تِسْعَة عشر مكوكا والمكوك صَاع وَنصف والصاع أَرْبَعَة أَمْدَاد وَالْمدّ خَمْسَة أَرْطَال وَثلث وَهَذَا خلاف الْحساب الأول الْمِيم مَعَ الذَّال (م ذ ق) قَوْله مذقة لبن بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الذَّال هِيَ الشَّيْء الْقَلِيل مِنْهُ ممذوقا أَي مخلوطا بِالْمَاءِ (م ذ ي) قَوْله كنت رجلا مذاء مَمْدُود الْمَذْي بِفَتْح الْمِيم وَيُقَال بِسُكُون الذَّال وَكسرهَا مَعًا المَاء الرَّقِيق الَّتِي يخرج عِنْد الملاعبة يُقَال مِنْهُ مذي الرجل وأمذى وَقَوله كُنَّا نكرى الأَرْض على الماذيانات ضبطناه بِكَسْر الذَّال فِي الْأَكْثَر وَقد فتحهَا بَعضهم قيل هِيَ أُمَّهَات السواقي وَقيل هِيَ السواقي الصغار كالجداول وَقيل الْأَنْهَار الْكِبَار وَلَيْسَت بعربية هِيَ سوادية وَمَعْنَاهُ على أَن مَا ينْبت على حافتيها لرب الأَرْض الْمِيم مَعَ الرَّاء (م رأ) قَوْله حَتَّى أَنهم يقتلُون كلب المريئة تَصْغِير امْرَأَة وأيها الْمَرْء أَي الرجل وَالْجمع مرؤون وَمِنْه الحَدِيث أَيهَا المرؤون وَقَوله ومروءته خلقه الْمُرُوءَة مَكَارِم الْأَخْلَاق وَحسن الْمذَاهب وَالشَّمَائِل قيل أَصله من شِيمَة الْمَرْء أَي أَنه لَا يكون امْرَءًا إِلَّا بأخلاقه الحميدة لَا بصورته (م ر ج) قَوْله من مارج من نَار المارج اللهيب الْمُخْتَلط وَقيل نَار دون الْحجاب مِنْهَا هَذِه الصَّوَاعِق وَقَوله فِي مرج أَو رَوْضَة المرج أَرض فِيهَا نَبَات تمرج فِيهِ الدَّوَابّ أَي تسرح وَتذهب وتجئ وَمِنْه مرج أَمر النَّاس أَي اخْتَلَط ومرج الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ أَي خلطهما (م ر ر) وَقَوله وَلَا لذِي مرّة سوى الْمرة بِكَسْر الْمِيم الْقُوَّة وَهِي هُنَا على الْكسْب وَالْعَمَل وَقَوله فَخَرجُوا يَعْنِي أهل خَيْبَر بفئوسهم ومرورهم وَمَكَاتِلهمْ الْمُرُور الحبال وأحدها مر وَمر بِالْفَتْح وَالْكَسْر والمزور أَيْضا الْمساحِي وأحدها مر لَا غير وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر بِمساحِيهِمْ وَمَكَاتِلهمْ قَالَ بَعضهم إِذا كَانَت الحديدة مقبلة على الْعَامِل فَهِيَ

فصل الاختلاف والوهم

مسحاة وَإِن كَانَت مُدبرَة فَهِيَ مر وَاسْتمرّ الْجَيْش أَي مضى استفعل من مر (م رط) قَوْله تمرط شعرهَا أَي انتتف وتقطع وَمثله فِي الحَدِيث الآخر تمرق وَفِي الحَدِيث الآخر أمرق بشد الْمِيم انفعل من مرق فأدغمت النُّون فِي الْمِيم وَقَوله وَعَلِيهِ مرط بِكَسْر الْمِيم ومروط نِسَائِهِ وَقسم لنا مروطا المرط كسَاء من صوف أَو خَز أَو كتَّان قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الْإِزَار وَقَالَ النَّضر لَا يكون المرط إِلَّا درعا وَهُوَ من خَزًّا خضر وَلَا يُسمى المرط إِلَّا الْأَخْضَر وَلَا يلْبسهُ إِلَّا النِّسَاء وَظَاهر الحَدِيث يصحح مَا قَالَ الْخَلِيل وَغَيره أَنه كسَاء وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح خرج رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي مرط مرجل من شعر أسود (م ر م) قَوْله كَأَنَّهَا مرمرة حَمْرَاء قَالَ الْكسَائي المرمر الرخام وَقَوله مرماتين حسنتين تقدم ذكرهمَا فِي حرف الرَّاء فَمن جَعلهمَا اللَّحْم الَّذِي بَين ظلفي الشَّاة كَانَت الْمِيم أَصْلِيَّة وَكَانَ فِي فتحهَا وَكسرهَا الْوَجْهَانِ وَمن جَعلهمَا السهمين الَّذين يرْمى بهما وَهُوَ أشبه لوصفه إيَّاهُمَا بحسنتين كَانَت الْمِيم زَائِدَة وَلم يجز فِيهَا إِلَّا الْكسر لِأَنَّهَا آلَة مفعلة كمغرفة ومصدغة (م ر ض) قَوْله أَصَابَهُ مراض بِضَم الْمِيم وَتَخْفِيف الرَّاء وضاد مُعْجمَة دَاء يُصِيب النّخل وَكسر بَعضهم الْمِيم وَقَوله وَلَا يحل ممرض على مصح وَقَالَ الْجَوْهَرِي لَا يحل للمجدوم أَن ينزل مَحل الصَّحِيح مَعَه فيؤذيه وَقد تقدم الْخلاف فِي ضبط يحل (م رغ) قَوْله فتمرغت كَمَا تمرغ الدَّابَّة بالغين الْمُعْجَمَة وَحَتَّى يتمرغ الرجل على قبر أَخِيه هُوَ التمعك فِي التُّرَاب (م ر ق) قَوْله يَمْرُقُونَ من الدّين مروق السهْم من الرَّمية وَعند بعض شُيُوخ أبي ذَر فِي كتاب التَّوْحِيد مرق السهْم أَي يخرجُون وينفصلون عَنهُ كَمَا ينْفَصل السهْم من الرَّمية إِذا نفذها وَقَوله إِذا طبخت مرقة بِفَتْح الرَّاء ومرق أَيْضا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر ومرقا فِيهِ دباء هُوَ مَا يطْبخ من اللَّحْم وَشبهه ويؤكل بمائه يصطبغ فِيهِ بضد الثَّرِيد (م ر و) وَمَا أنهر الدَّم من الْقصب والمروة هِيَ الْحِجَارَة المحددة وَمِنْه سميت الْمَرْوَة قرينَة الصَّفَا ت (م رى) هَل تمارون فِي رُؤْيَته مُخَفّفَة الْمِيم أَي تتجادلون وتتخالفون فِيهِ وَيكون بِمَعْنى هَل يدخلكم تشكك والمرية الشَّك وَقد جَاءَت الممارات والمراء مَمْدُود ومكسور الْمِيم وَمَا روى ويماري وَلَا أماريك كُله مَذْكُور وَمَعْنَاهُ المجادلة والمخالفة وتتمارى فِي الفوق أَي تشكك يُقَال لَا تمتر فِي كَذَا أَي لَا تشك كَأَنَّهُ يُجَادِل ظَنّه ونسفه فِيمَا يشك وتماريت أَنا وَالْحر بن قيس أَي اخْتَلَفْنَا المرى الَّذِي يُوكل بِهِ جرى ذكره فِي تَخْلِيل الْخمر بِسُكُون الرَّاء فَأَما المرئ الَّذِي هُوَ الْحُلْقُوم فبفتح الْمِيم وَكسر الرَّاء وَآخره مَهْمُوز وَغير الْفراء لَا يهمزه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الدِّيات يحل دم الْمُسلم إِلَى قَوْله إِلَّا بِثَلَاث وَذكر المارق لدينِهِ كَذَا للمروزي وكافة رُوَاة الْفربرِي وَعند الْجِرْجَانِيّ المفارق وَهُوَ الْوَجْه وَالْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَمعنى المارق الْخَارِج التارك قَوْله كرم الْمَرْء تقواه كَذَا عِنْد ابْن وضاح وَابْن المرابط وَعند غَيرهم كرم الْمُؤمن قَوْله وَأمر الْأَذَى عَن الطَّرِيق كَذَا لَهُم أَي أزله ونحه وَعند الطَّبَرِيّ أمز بالزاي وَهُوَ قريب مِنْهُ من مزت الشَّيْء من الشَّيْء إِذا أبنته مِنْهُ ونحيته عَنهُ وَلابْن الْحذاء آخر قَوْله فتمرق شعري كَذَا لَهُم بالراء الْمُهْملَة وَهُوَ مثل تمرط وتمعط أَي أنتتف وَسقط وَعند عَبدُوس وَأبي الْهَيْثَم والقابسي تمزق بالزاي وَإِن قرب مَعْنَاهُ فَإِنَّهُ

(م ز ر)

لَا يسْتَعْمل فِي الشّعْر فِي حَال الْمَرَض قَوْله فِي سُجُود الْقُرْآن إِنَّمَا نمر بِالسُّجُود فَمن سجد فقد أصَاب كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ إِنَّمَا تمر وَرَوَاهُ بَعضهم عَن أبي ذَر إِنَّا لم نؤمر قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَغَيره مغير مِنْهُ وَكَذَا كَانَ مصلحا فِي كتاب الْقَابِسِيّ قَالَ عَبدُوس وهوا لصحيح وَهُوَ بِمَعْنى مَا ذكره البُخَارِيّ آخر الحَدِيث أَن الله لم يفْرض السُّجُود إِلَّا إِن شَاءَ فِي التَّفْسِير مجْراهَا مسيرها رَوَاهُ الْأصيلِيّ بِضَم الْمِيم فِي الآخر وَفتحهَا مَعًا وَكسر السِّين وَبعده وَمرْسَاهَا موقفها كَذَا عِنْده للمروزي وعَلى الْمِيم الرّفْع وَالنّصب وَعِنْده للجرجاني ومرسيها بِضَم الْمِيم وَكسر السِّين وعَلى مِيم موقفها أَيْضا الضَّم وَالنّصب ثمَّ قَالَ وَيقْرَأ مرْسَاها من رست ومجراها من جرت وَكَلَامه يدل بعد ذَلِك أَن صِحَة الضَّبْط عِنْده أَولا على ضم الميمات وَأَنه اسْم فَاعل ذَلِك بهَا ولغير الْأصيلِيّ تِلْكَ الْكَلِمَات سَاقِطَة وَإِنَّمَا عِنْدهم مجْراهَا موقفها قَوْله مر قافيه دباء كَذَا جَاءَ فِيهَا فِي غير مَوضِع وَفِي موطأ ابْن بكير غرفا فِيهِ دباء كَذَا عِنْده بِفَتْح الْغَيْن وَهُوَ من معنى مرفا فالغرف كل مَا يغْرف بِالْيَدِ وَشبهه وَمِنْه المغرفة والغرفة اسْم الشَّيْء المغروف قَوْله فِي التَّوْبَة فِي كتاب مُسلم فِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة وَقَالَ من رجل بدلويه كَذَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وكما فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَكَانَ عِنْد بَعضهم مر رجل وَكَذَا كَانَ فِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي وَالصَّوَاب الأول لِأَنَّهُ إِنَّمَا بَين الْخلاف بَين قَوْله بداوية من الأَرْض وَقَول أَخِيه عُثْمَان فِي الحَدِيث قبله فِي أَرض دوية لَا غير وهما بِمَعْنى أَي بمفازة قفر من الأَرْض وَابْتِدَاء الحَدِيث يدل عَلَيْهِ لله أفرح بتوبة عَبده من رجل حَالَته كَمَا ذكر وَقَوله فِي تَفْسِير الشعري مرزم الجوزاء المرزم نجم آخر غير الشعري الْمِيم مَعَ الزَّاي (م ز ر) ذكر المزر وَفَسرهُ فِي الحَدِيث شراب الذّرة وَالشعِير (م ز ع) قَوْله فِي وَجهه مزعة لحم بِضَم الْمِيم وَسُكُون الزَّاي أَي قِطْعَة حمله أَكْثَرهم على ظَاهره وَقيل هُوَ عبارَة عَن سُقُوط جاهه ومنزلته وَقَوله شلو ممزع أَي قِطْعَة من لحْمَة مقطعَة مفرقة (م ز ق) قَوْله فِي سُؤال شُعْبَة عَن أبي شيبَة قَاضِي وَاسِط وَقَوله ومزق كتابي كَذَا هُوَ على الْأَمر بِكَسْر الزَّاي وَهُوَ الصَّوَاب تقية مِنْهُ أَو من مقدمه وَبَعْضهمْ رَوَاهُ ومزق على الْخَبَر وَلَا وَجه لَهُ الْمِيم مَعَ الطَّاء (م ط ر) قَوْله مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا ومطرت السَّمَاء الْعَرَب تَقول مطرَت السَّمَاء وأمطرت وَحكى الْمُفَسِّرُونَ مطرَت فِي الرَّحْمَة وأمطرت فِي الْعَذَاب قَول البُخَارِيّ من تمطر فِي الْمَطَر حَتَّى تحادر على لحيته مَعْنَاهُ يطْلب نُزُوله عَلَيْهِ مُشْتَقّ من اسْم الْمَطَر كَمَا قيل تصبر من الصَّبْر وَقد يكون من قَوْلهم مَا مطرني بِخَير أَي مَا أعطانيه والمستمطر طَالب الْخَيْر قَوْله (تظل جيادنا متمطرات) أَي سرَاعًا يسابق بَعْضهَا بَعْضًا قَوْله مطرس فِي الْأمان يرْوى بِفَتْح الطَّاء وتشديدها وَإِسْكَان الرَّاء وَفتحهَا وَكسرهَا وبسكون الطَّاء وَكسر الرَّاء وَفَسرهُ فِي الحَدِيث لَا تخف كلمة فارسية وَقد ذَكرْنَاهُ وَقيل صَوَابه فتح الطَّاء وَسُكُون الرَّاء (م ط ط) قَوْله فِي الشَّرَاب يتمطط قيل يتمدد وَبِمَعْنَاهُ يُقَال مط الرجل الشَّيْء إِذا مده (م ط ي) قَوْله ثمَّ تمطيت التمطي مَعْلُوم غير مَهْمُوز وَوَقع فِي الأَصْل مهموزا تمطات وَهُوَ وهم من النقلَة قيل هُوَ التمدد وَأَصله الدَّال مددت ومططت بِمَعْنى وَقيل أَصله الطَّاء من المطاو هُوَ الظّهْر وَهَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَهُوَ أظهر لِأَن المتمطي يمد مطاه بتمطيه أَي ظَهره وَقد قَالُوا

فصل الاختلاف والوهم

مطوت أَي مددت وَهَذَا يدل أَنه غير مبدل من الْوَاو الْمِيم مَعَ الْكَاف (م ك ك) قَوْله المكوك هُوَ مكيال مَعْرُوف بالعراق وبفتح الْمِيم وَتَشْديد الْكَاف ويسع صَاعا وَنصفا بالمدني وَيجمع مكاكي ومكاكيك وبالروايتين جَاءَ فِي مُسلم (م ك س) قَوْله وَلَا صَاحب مكس بِفَتْح الْمِيم أصل المكس الْخِيَانَة وَالْمرَاد هُنَا العشار والماكس الْعَاشِر وأصل المكس النُّقْصَان مكس وبخس بِمَعْنى نقص الشَّيْء فِي حَدِيث جَابر أَترَانِي مَا كستك وَمِنْه المماكسة فِي الْبيُوع أَي إِعْطَاء النَّقْص فِي الثّمن. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث رضَاع الْكَبِير قَالَت فَمَكثَ سنة كَذَا عِنْد أبي بَحر وَابْن عِيسَى وَهُوَ غلط وَصَوَابه رِوَايَة غَيرهمَا من شُيُوخنَا قَالَ فَمَكثت سنة وَقَائِل هَذَا ابْن أبي مليكَة رَاوِي الْخَبَر عَن الْقَاسِم وَالدَّلِيل على ذَلِك تَمام الْخَبَر وَذكره لقاءه إِيَّاه لَهُ وَقَوله بعد لَهُ فحدثه عني الْمِيم مَعَ اللَّام (م ل ا) قَوْله يَمِين الله ملئى كَذَا روينَاهُ وَهِي عبارَة عَن كَثْرَة الْجُود وسعة الْعَطاء وَرَوَاهُ بَعضهم فِي كتاب مُسلم ملا بِفَتْح اللَّام على نقل حَرَكَة الْهمزَة وَقَوله أَحْسنُوا الْمَلأ مَقْصُور مَهْمُوز بِفَتْح الْمِيم وَالْألف مَعْنَاهُ الْخلق وَقَوله فِي ملا من بني إِسْرَائِيل وملأ بني النجار أَي جمَاعَة وَكَذَلِكَ قَوْله إِن ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ خير مِنْهُ وَقَوله لَك الْحَمد ملْء السَّمَاوَات وَالْأَرْض وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد قَالَ الْخطابِيّ هُوَ تَمْثِيل وتقريب وَالْمرَاد بِهِ تَكْثِير الْعدَد حَتَّى لَو قدر ذَلِك وَكَانَ إجساما لملأت ذَلِك وَيحْتَمل أَن المُرَاد بذلك أجرهَا وَيحْتَمل أَن المُرَاد بهَا التَّعْظِيم لقدرها لأكثرت عَددهَا كَمَا يُقَال هَذِه الْكَلِمَة تملأ طباق الأَرْض (وَمِنْه أَن الملاقد بغوا علينا) أَي جماعتنا يُرِيد قُريْشًا وملأ النَّاس أَشْرَافهم وسهله هُنَا وَجَاء عِنْد الْأصيلِيّ فِي كتاب التَّمِيمِي ممدودا وَلَيْسَ بِشَيْء وَأما الْمَقْصُور فَمَا اتَّسع من الأَرْض وَقَوله من الملء بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَلكُل وَاحِدَة ملؤُهَا بِكَسْر الْمِيم فبالكسر الِاسْم وبالفتح الْمصدر وملء كسائها أَي تملؤه لِكَثْرَة لَحمهَا وَأَشد ملأة أَي امتلاء بِكَسْر الْمِيم وتمالأ عَلَيْهِ الْقَوْم أَي اتَّفقُوا على الرَّأْي فِيهِ وَقَوله فِي وصف السَّحَاب كَأَنَّهُ الْمَلأ بِضَم الْمِيم وَتَخْفِيف اللَّام مَقْصُور مَهْمُوز جمع ملاءة مَمْدُود وَهُوَ الرَّبْط من الثِّيَاب وَقد فسرناه فِي يالراء وَأَصله الْوَاو وَقَوله عَن الملى بن الملى بن الملى يَعْنِي أَبَا أَيُّوب ليسَا باسمين وَإِنَّمَا هما وصفان مهموزان ويسهلان أَي عَن الثِّقَة ابْن الثِّقَة أَي الملئ بِمَا عِنْده من علم الْمُعْتَمد عَلَيْهِ فِيهِ كالملئ من المَال وَمثله قَول طَاوس إِن كَانَ صَاحبك مَلِيًّا فَخذ عَنهُ وَقَوله قَالَ كلمة تملأ الْفَم أَي عَظِيمَة لَا يُمكن ذكرهَا وحكايتها فَكَانَ الْفَم ملآن بهَا أَو كالشيء الْعَظِيم الَّذِي يمْلَأ مَا حمل فِيهِ م ل ج) قَوْله لَا تحرم إِلَّا ملاجة وَإِلَّا ملاجتان بِكَسْر الْهمزَة وبالجيم أَي المصة والمصتان أملجت الْمَرْأَة وَلَدهَا إِذا أَرْضَعَتْه مرّة وَاحِدَة وملج الصَّبِي رضع (م ل ح) قَوْله كَأَنَّهُ كَبْش أَمْلَح وكبشين أملحين هُوَ الَّذِي يشوب بياضه شَيْء من سَواد كلون الْملح عِنْد الْأَصْمَعِي وَقَالَ أَبُو حَاتِم الَّذِي يخالط بياضه حمرَة وَقيل الَّذِي يعلوا سوَاده حمرَة وَهُوَ النقي الْبيَاض عِنْد ابْن الْأَعرَابِي وَقَالَ الْكسَائي هُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد وَالْبَيَاض أَكثر وَقَالَ الْخطابِيّ هُوَ الَّذِي فِي بياضه طاقات سود وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ مثل الْأَشْهب وَقَوله فِي صفة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ مليحا مقصدا قيل الملاحة دقة الْحسن (م ل ل) قَوْله مَخَافَة أَن يملهم من الْملَل وَمِنْه فَإِن الله لَا يمل

فصل الاختلاف والوهم

حَتَّى تملوا قيل معنى حَتَّى هُنَا على بَابهَا من الْغَايَة وَإِلَيْهِ كَانَ يذهب شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن وَأَبوهُ أَبُو مَرْوَان وَحكى لنا ذَلِك عَنهُ أَي لَا يمل هُوَ وَلَا يَلِيق بِهِ الْملَل إِن مللتم أَنْتُم وَقَوله يمل هُوَ من مجانسة الْكَلَام ومقابلته أَي لَا يتْرك ثوابكم حَتَّى تملوا وتتركوا بمللكم عِبَادَته فَسُمي تَركه لثوابهم مللا مجَازًا مُقَابلَة مللهم الْحَقِيقِيّ وَقيل خرج الْكَلَام مخرج قَوْلهم حَتَّى يشيب الْغُرَاب لَيْسَ على ذكر الْغَايَة لَكِن على نفي الْقِصَّة أَي أَن الله لَا يمل جملَة والملل إِنَّمَا هُوَ من صِفَات المخلوقين وَترك الشَّيْء استثقالا لَهُ وَكَرَاهَة لَهُ بعد حرص ومحبة فِيهِ وَهَذِه التغيرات غير لائقة بِرَبّ الأرباب وَقَوله كَأَنَّمَا تسفهم المل أَي تسفيهم الرماد الْحَار وَقيل هُوَ الْجَمْر وَقيل التُّرَاب المحمي وَسَنذكر الْخلاف فِيهِ فِي السِّين إِن شَاءَ الله وَقَوله فَأَمْلَتْ على آي السُّور يُقَال أمللت الْكتاب وأمليته لُغَة إِذا لقنته من يَكْتُبهُ وَقَول عمر يَا مَال ترخيم ملك يُقَال بِضَم اللَّام وَكسرهَا (م ل ص) قَوْله فِي إملاص الْمَرْأَة هُوَ إزلاقها الْوَلَد قبل حِينه يُقَال أملصت الْمَرْأَة الْجَنِين وأملصت بِهِ وملص هُوَ بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا يملص ويملص واملص بتَشْديد الْمِيم إِذا زلق وَكَذَلِكَ غَيره كَذَا عِنْد ابْن الْحذاء وَفِي كتاب التَّمِيمِي وَكَذَا ذكره الْحميدِي وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة بَعضهم ملاص كَأَنَّهُ اسْم لفعل الْوَلَد فَحذف وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه أَو اسْم لتِلْك الْولادَة كالخراج يُقَال ملص الشَّيْء انفلت وَزَل ملصا (م ل ق) قَوْله وأملقوا أَي فنيت إزوادهم وَأَصله كَثْرَة الْإِنْفَاق حَتَّى ينْفد (م ل ط) قَوْله ملاطها الْمسك بِكَسْر الْمِيم الملاط الطين الَّذِي يَجْعَل بَين أثْنَاء الْبَنَّا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إزواجه فَأتيت الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ ملئان من النَّاس كَذَا للأصيلي وَلغيره مَلأ وَالْأول أصوب وَقد يخرج للثَّانِي وَجه أَي إِذا هُوَ ساحة ملئا وَقَوله إِن الله يملي للظالم أَي يُؤَخِّرهُ ويطيل مدَّته مَأْخُوذ من الملاوة وَهِي الزَّمَان وَقَوله هَل كَانَ فِي آبَائِهِ من ملك بِفَتْح الميمين وَفتح اللَّام وَالْكَاف ويروى من ملك بِكَسْر مِيم من وَكسر اللَّام وَكِلَاهُمَا يرجع إِلَى معنى وَكَذَلِكَ قَوْله هَذَا ملك هَذِه الْأمة قد ظهر بِضَم الْمِيم وَسُكُون اللَّام كَذَا لعامتهم وَعند الْقَابِسِيّ عَن الْمروزِي ملك بِفَتْح الْمِيم وَكسر اللَّام وَعند أبي ذَر يملك فعل مُسْتَقْبل وأراها ضمة الْمِيم اتَّصَلت بهَا فتصحفت وَكَذَلِكَ قَوْله لقد حكمت فيهم بِحكم الْملك يرْوى بِكَسْر اللَّام يُرِيد الله تَعَالَى ويروى بِفَتْحِهَا يُرِيد مَا أُوحِي إِلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام قيل وَالْأول أَو لي لقَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بِحكم الله وَقَوله فِي الاسْتِسْقَاء وَألف الله السَّحَاب وملتنا كَذَا عِنْد القَاضِي أبي على والطبري بِالْمِيم وَعند الْأَسدي هلتنا بِالْهَاءِ وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله أَي أمطرتنا يُقَال هَل السَّحَاب إِذا أمطر بِشدَّة إِلَّا أَن تجْعَل ملتنا مُشَدّدَة من قَوْلهم أمللته إِذا أكثرت عَلَيْهِ حَتَّى يشق ذَلِك عَلَيْهِ فقد يكون من هَذَا فقد جَاءَ فِي الحَدِيث أَنهم مُطِرُوا حَتَّى شقّ ذَلِك عَلَيْهِم وسألوا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الدُّعَاء فِي رفع ذَلِك عَنْهُم فَالله أعلم وَيكون لَهُ هَذَا وَجها حسنا ويطابقه وَتشهد لَهُ صفة الْحَال أَو يكون وبلتنا أَي أمطرتنا مَطَرا وأبلا يُقَال وبلت السَّمَاء وأوبلت أَو يكون ملتنا بِالتَّخْفِيفِ من الامتلاء فسهل وَكَذَا عِنْد التَّمِيمِي فملأتنا أَي أوسعتنا سقيا وريا وَفِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة ومركنها ملئان دَمًا كَذَا عِنْد التَّمِيمِي وَعند غَيره مَلأ وَالْأول الصَّوَاب الْمِيم مَعَ الْمِيم

فصل في الفرق بين من ومن في هذه الكتب وبيان ما أشكل من ذلك واختلفت فيه الرواية

(م م) قَوْله وَكَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي مِمَّا يُحَرك بِهِ شَفَتَيْه كَذَا ذكره البُخَارِيّ وَفِي مُسلم وَكَانَ كثيرا مِمَّا يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء مَعْنَاهُ كثيرا مَا يُحَرك بِهِ شَفَتَيْه وَكَثِيرًا مَا يرفع رَأسه وَمثله قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فِي كِرَاء الْمزَارِع فمما يصاب ذَلِك وتسلم الأَرْض وَمِمَّا تصاب الأَرْض وتسلم هَذِه بِمَعْنى ذَلِك أَيْضا وَهِي كلمة صَحِيحَة بَيِّنَة فِي هَذَا الحَدِيث وَنَحْو مِنْهُ فِي الْعبارَة أَيْضا فِي مُسلم كَانَ مِمَّا يَقُول من رأى مِنْكُم رُؤْيا قَالَ ثَابت فِي مثل هَذَا كَأَنَّهُ يَقُول هَذَا من شَأْنه ودأبه فَجعل الْكِنَايَة عَن ذَلِك يُرِيد ثمَّ أدغم النُّون وَقَالَ غَيره معنى مِمَّا هُنَا بِمَعْنى رُبمَا وَهُوَ من معنى مَا تقدم لِأَن رُبمَا تَأتي للتكثير أَيْضا وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي بَابه فِي فتح مَكَّة فِي مُسلم وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة مِمَّا يكثران يَدْعُونَا إِلَى رجله وَفِيه فِي حَدِيث النُّجُوم أَمَنَة السَّمَاء وَكَانَ كثيرا مِمَّا يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء تكون مِمَّا هُنَا بِمَعْنى رُبمَا الَّتِي للتكثير وَقد تكون فِيهَا زَائِدَة الْمِيم مَعَ النُّون فصل فِي الْفرق بَين من وَمن فِي هَذِه الْكتب وَبَيَان مَا أشكل من ذَلِك وَاخْتلفت فِيهِ الرِّوَايَة اعْلَم أَن من بِالْفَتْح من الْأَلْفَاظ المبهمة وَلَا تَأتي إِلَّا اسْما وَلَا تقع إِلَّا لمن يعقل ويليها الْفِعْل وَلها ثَلَاثَة معَان الشَّرْط والاستفهام وَتَأْتِي خَبرا مَوْصُولَة بِمَعْنى الَّذِي وَلَا تنفك فِي مَعَانِيهَا الثَّلَاثَة من تَقْدِير الَّذِي وَهِي فِي الشَّرْط وَالْجَزَاء مستغرقة لعُمُوم جنس مَا وَقعت عَلَيْهِ وَالِاسْم بعْدهَا مَرْفُوع وَكَذَلِكَ الْفِعْل الْمُضَارع وَفِي الشَّرْط وَالْجَزَاء مجزوم وَأما من بِالْكَسْرِ فحرف جر لَا يَلِيهِ إِلَّا الِاسْم الْمَجْرُور بِهِ وَله معَان أشهرها وأبينها التَّبْعِيض وَلَا يَنْفَكّ أَكثر مَعَانِيهَا من شوب مِنْهُ وَتَأْتِي من مَكَان الْبَدَل تَقول كَذَا من كَذَا أَي بدله وَقيل ذَلِك فِي قَوْله عز وَجل) لجعلنا مِنْكُم مَلَائِكَة (أَي بدلكم فَمن التَّبْعِيض قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حبب إِلَيّ من دنياكم ثَلَاث وَالْحيَاء من الْإِيمَان وَكَذَا وَكَذَا من الْإِيمَان وَثَلَاث من النِّفَاق وَلَيْسَ منا من فعل كَذَا وَلم أر عبقريا من النَّاس فِي أَحَادِيث لَا تنعد وَالْمعْنَى الثَّانِي الْبَيَان وتمييز الْجِنْس وَهُوَ كثير أَيْضا كَقَوْلِه ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار ونعوذ بِاللَّه من فتْنَة الْمَسِيح وَمن كَذَا وَمن كَذَا وَلَا أحد أحب إِلَيْهِ المدحة من الله وَلَا أحد أَصْبِر على أَذَى من الله وَلَا أغير من الله وَمِنْه كَانَ أَجود من الرّيح الْمُرْسلَة وَقَوله وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني وَقَوله (وتصبح غرثى من لُحُوم الغوافل) وَهل تعلم الَّذِي أعلم مِنْك وَمن مَعَانِيهَا ابْتِدَاء الْغَايَة وَمِنْه قَوْله مِنْك وَإِلَيْك وسمعته من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَحكى قوم من النُّحَاة أَنَّهَا تَأتي لانْتِهَاء الْغَايَة من قَوْلهم رَأَيْت الْهلَال من خلل السَّحَاب وَقد يُقَال هَذَا فِي قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرِّي الغابر من الْأُفق وَهَذَا غير سديد عِنْدِي بل هُوَ على الأَصْل فِي الِابْتِدَاء أَي ابْتِدَاء ظُهُوره إِلَى من خلل السَّحَاب وَمن مَعَانِيهَا تَأْكِيد الْعُمُوم والاستغراق كَقَوْلِه مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا سيكلمه ربه وَمَا من أحد وَمَا من نفس منفوسة إِلَّا كتبت شقية أَو سعيدة وَبَعْضهمْ يسميها هُنَا زَائِدَة كَقَوْلِه مَا جَاءَنِي من أحد أَي أحد وأبى ذَلِك سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ قَوْلك مَا رَأَيْت أحدا أَو مَا جَاءَنِي أحد قد يتَأَوَّل أَنه أَرَادَ وَاحِدًا مُنْفَردا بل جَاءَهُ أَكثر فَإِذا قَالَ من أحد أكد الِاسْتِغْرَاق والعموم وارتفع التَّأْوِيل هَذَا معنى كَلَامه وَمن هَذَا الْمَعْنى قَوْله توضئوا من عِنْد آخِرهم أَنه للاستغراق وتأكيد الْعُمُوم وَلَيْسَ من الْبر أَن تَصُومُوا فِي السّفر وَمن مَعَانِيهَا استيناف كَلَام غير جنس الأول واستفتاحه وَالْخُرُوج عَن غَيره كَقَوْل عَائِشَة وأثنت على سَوْدَة ثمَّ قَالَت من امْرَأَة

فِيهَا حِدة وَقَول مُسلم نقدم الْأَخْبَار الَّتِي هِيَ أسلم وأنقى من أَن يكون ناقلوها أهل استقامة من هُنَا لابتداء الْكَلَام واستفتاحه وَتَأْتِي بِمَعْنى عَليّ كَمَا قَالَ تَعَالَى) ونصرناه من الْقَوْم (أَي عَلَيْهِم وَفِي الحَدِيث اقْرَءُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة سماهم أَي على أَرْبَعَة وَقد تكون من هُنَا على بَابهَا من إبداء الْغَايَة أَي اجعلوا ابْتِدَاء أخذكم وقراتكم من سماعكم مِنْهُم كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر خُذُوا وَفِي الآخر استقرءوا فمما يشكل ويوهم من هَذِه الْأَلْفَاظ فِي هَذِه الْأُصُول قَوْله فِي حَدِيث وَفد ربيعَة ونخبر بِهِ من وَرَاءَنَا هَذَا بِفَتْح الْمِيم فِيهَا بِغَيْر خلاف وَقَوله فِي الحَدِيث وأخبروا بِهِ من وراءكم كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة بِالْفَتْح وَفِي رِوَايَة ابْن مثنى وَابْن بشار من وراءكم بِالْكَسْرِ وَمِنْه قَوْله إِنِّي لأنظر من روائي كَمَا أبْصر من بَين يَدي هَذَانِ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح ورويناهما جَمِيعًا على الِاسْم والحرف وَفِي كتاب البُخَارِيّ فِي بَاب الْخُشُوع فِي الصَّلَاة إِنِّي لأَرَاكُمْ من بعدِي وَمن بعد ظَهْري بِالْكَسْرِ عِنْد الروَاة وَسقط للمستملي لَفْظَة بعد فعلى قَوْله من بعدِي أَي من ورائي وَكَذَلِكَ من بعد ظَهْري كَمَا تَقول من وَرَاء ظَهْري وَكَذَلِكَ على قَوْله من ظَهْري وَقد يحْتَمل أَن تكون من هُنَا بِمَعْنى فِي كَمَا تقدم من مَعَاني من وَمن ذَلِك قَوْله لَو اجْتمع عَلَيْهِم من بَين أقطارها بِفَتْح الْمِيم وَعَن ابْن ماهان من أقطارها وَقَول مُسلم آخر خطبَته ويستنكره من بعدهمْ كَذَا روينَاهُ بِالْفَتْح فِي تَرْجَمَة الْمُوَطَّأ قَوْله من سلم من رَكْعَتَيْنِ كَذَا لأكْثر الروَاة وَلأبي عِيسَى فِي رَكْعَتَيْنِ وهما بِمَعْنى فِي ماهنا بِمَعْنى من وَقَوله فِي أهل الذِّمَّة وَيُقَاتل من ورائهم بِكَسْر الْمِيم لَا غير أَي يكلفوا الْقِتَال قيل وَرَاء هُنَا بِمَعْنى أَمَام وَسَنذكر الْحَرْف فِي بَابه وَكَذَلِكَ أَيْضا قَوْله فِي الإِمَام جنَّة لمن خَلفه وَيُقَاتل من وَرَائه بِكَسْر الْمِيم قيل فِيهَا من أَمَامه وَالْأَظْهَر أَنه على وَجهه لما جَعَلُوهُ جنَّة وسترا نبه على الإتباع لَهُ والقتال فِي ظلّ سُلْطَانه وجماعته واللياذ إِلَى حمايته كَمَا يُقَاتل من وَرَاء الترس وَقَوله فِي حَدِيث الْمُنَافِقين قَول ابْن أبي لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا من حوله وَقَول زُهَيْر وَهِي قِرَاءَة من خفض حوله الرِّوَايَة بِكَسْر من وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِي ضَبطه وشرحناه فِي حرف الْحَاء وَفِي مَوَاقِيت الصَّلَاة وَقَوله منيبين إِلَيْهِ أنهاكم من أريع كَذَا للأصيلي وللباقين على أَربع وهما بِمَعْنى قَالَ أهل الْعَرَبيَّة من وَعَن سَوَاء إِلَّا فِي خَصَائِص بَينهمَا سنذكرها فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله وَمِنْه قَوْلهم سَمِعت مِنْهُ الحَدِيث وسمعته عَنهُ وَقَالُوا إِنَّا فلَان من فلَان وَعَن فلَان وَمِنْه قَوْله سقط عَن فرس وَرُبمَا قَالَ من فرس هما بِمَعْنى وَفِي بَاب يهوي بِالتَّكْبِيرِ كَذَا قَالَ الزُّهْرِيّ وَلَك الْحَمد حفظت من شقَّه الْأَيْمن كَذَا لَهُم فِي جَمِيع النّسخ قيل وَصَوَابه حفظت مِنْهُ شقَّه الأسمن أَي حفظ من الزُّهْرِيّ قَوْله شقَّه الأسمن خلاف مَا جَاءَ عَن ابْن جريج بعد هَذَا قَوْله سَاقه الأسمن وَقَوله فِي حَدِيث ابْن بشار وَعشرَة آلَاف من الطُّلَقَاء كَذَا لجَمِيع رُوَاة البُخَارِيّ وَهُوَ وهم وَصَوَابه والطلقاء كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَهُوَ الْمَعْرُوف والطلقاء أهل مَكَّة وَقَوله كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرِّي الغابر من الْأُفق كَذَا فِي مُسلم وَفِي البُخَارِيّ فِي الْأُفق قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب وَقد ذكرنَا تَأْوِيله على من يَجْعَل من لانْتِهَاء الْغَايَة أَيْضا وَقد تكون من هُنَا لابتدائها أَي غير من الْأُفق وَغَابَ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى الغارب وَقد تكون من هُنَا بِمَعْنى فِي وَمِنْه ثمَّ يُطلق من قبل عدتهَا كَذَا لَهُم وَلابْن السكن فِي قبل وَقَوله فِي زَكَاة الْغنم فِي خمس وَعشْرين من الْإِبِل فَمَا دونهَا من الْغنم كَذَا فِي النّسخ للنسفي وَأبي ذَر والمروزي وَسَقَطت من لِابْنِ السكن قَالَ

الْقَابِسِيّ من الْغنم غلط من النَّاسِخ وَالصَّوَاب من الْإِبِل وَكَذَا جَاءَ فِي بعض النّسخ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله بل ذكر الْإِبِل هُنَا لَيْسَ بِوَجْه وَلَا لتكراره معنى بل الصَّوَاب الْغنم على مَا رَوَاهُ ابْن السكن أَو يكون من الْغنم أَي زَكَاتهَا من الْغنم كَمَا فسر بقوله مُتَّصِلا بِهِ من كل خمس شَاة وَفِي بَاب فضل عَائِشَة إِلَّا جعل الله لَك مِنْهُ مخرجا كَذَا للكافة وَهُوَ الْمَعْرُوف الصَّحِيح وَعند الْأصيلِيّ لَك مِنْك وَهُوَ وهم وَقَوله من غَشنَا فَلَيْسَ منا أَي لَيْسَ مهتديا بهدينا وَلَا مستنا بسنتنا لَا أَنه أخرجه من الْمُؤمنِينَ وَقَوله وَلَو كنت راجما امْرَأَة من غير بَيِّنَة كَذَا لأبي ذَر وَبَعْضهمْ وللأصيلي وَغَيره عَن غير بَيِّنَة وَفِي كتاب الْأَحْكَام فِي حَدِيث أبي قَتَادَة فارضة مِنْهُ كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فأرضيه مني وَالْأول الْمَعْرُوف وَقد يَصح الآخر على معنى إِنَّا أرضيه من نَفسِي وَمَا عِنْدِي وَفِي حَدِيث الوقوت فِي حَدِيث مُسلم عَن حَرْمَلَة وَالشَّمْس فِي حُجْرَتهَا لم يظْهر الفئ من حُجْرَتهَا كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره فِي وَقد تقدم فِي حرف الظَّاء الْكَلَام عَلَيْهِ وَقَوله هما ريحانتاي من الدُّنْيَا أَي فِي الدُّنْيَا من بعدِي وَقد جَاءَت من بِمَعْنى فِي فِي قَوْله ورأيتني أَسجد من صبحتها أَي فِي صبحتها وَعَلِيهِ يَأْتِي تَأْوِيل من تَأَول قَوْله أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يسْتَتر من بَوْله إِنَّه من ستر الْعَوْرَة أَي فِي حَالَته عِنْد بَوْله وَالصَّحِيح هُنَاكَ أَن من للْبَيَان أَي لَا يَجْعَل بَينه وَبَين بَوْله ستْرَة وَلَا يتحفظ مِنْهُ كَمَا بَيناهُ فِي حرف الْبَاء وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر نوح عَلَيْهِ السَّلَام وَذكر حَدِيث الدَّجَّال لكني أَقُول مِنْهُ قولا كَذَا للمروزي وَبَعض رُوَاة أبي ذَر وَعند الْجِرْجَانِيّ وَأبي ذَر والنسفي وعبدوس لأقول فِيهِ وهما هُنَا بِمَعْنى وَفِي بَاب سنة الْعِيد أول مَا نبدأ بِهِ من يَوْمنَا كَذَا لأكثرهم وَعند الْأصيلِيّ فِي يَوْمنَا وَكَذَلِكَ قَوْله كَانَ من تبنى رجلا فِي الْجَاهِلِيَّة ورث من مِيرَاثه كَذَا للأصيلي وكافتهم وَعند بَعضهم فِي مِيرَاثه وللنسفي وَورثه مِيرَاثه وَفِي غَزْوَة حنين قسم غَنَائِم من قُرَيْش صَوَابه بَين أَو تكون من هُنَا بِمَعْنى فِي وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاء وَالْخلاف فِيهِ وَقَوله فِي بَاب يُقَاتل من وَرَاء الإِمَام قَالَ بعده فَإِن عَلَيْهِ مِنْهُ كَذَا لأكْثر الروَاة بِكَسْر الْمِيم وَنون سَاكِنة وَصَوَّبَهُ بعض النقاد وَعند الْمروزِي منَّة بِضَم الْمِيم وَتَشْديد النُّون قَالَ بَعضهم صَوَابه عَلَيْهِ أثمه وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب ابْن أبي شيبَة وَقَوله فِي بَاب الْحَوْض فَلَا أرَاهُ يخلص مِنْهُم الأمثل همل النعم كَذَا للجرجاني وللباقين فيهم وهما بِمَعْنى وَقَوله وَأكل قوما إِلَى مَا جعل الله فِي قُلُوبهم من الْخَيْر مِنْهُم عَمْرو بن تغلب كَذَا فِي رِوَايَة ابْن السكن وَلغيره فيهم وهما بِمَعْنى وَفِي الشُّرُوط فِي خبر الْحُدَيْبِيَة أَن أَبَا بَصِير قدم على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من منى كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند الْأصيلِيّ وَأبي الْهَيْثَم مُؤمنا قَول عَائِشَة وَلم تحلل أَنْت من عمرتك احْتج بِهِ من قَالَ أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تمتّع بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج وَعِنْدنَا أَنه أفرد وَمعنى من عمرتك أَي بعمرك أَي تفسخ حجتك كَمَا فعل عمر وَقيل معنى من عمرتك من حجك قَول ابْن عمرَان قوما ليأخذون من هَذَا المَال ليجاهدوا ثمَّ لَا يجاهدون كَذَا لأكثرهم وَعند الْأصيلِيّ مني وهوالوجه بِدَلِيل قَوْله فَنحْن أَحَق بِمَالِه وَفِي السُّجُود جافى حَتَّى يرى من خَلفه وضح أبطيه روينَاهُ بِالْفَتْح فِي جَمِيعهَا ورويناه أَيْضا يرى من خَلفه على بِنَاء مَا لم يسم فَاعله وَفِي بَاب اتِّبَاع الإِمَام ثمَّ نخر من وَرَائه سجدا كَذَا للعذري بِالْكَسْرِ وَنون الْمخبر عَن الْجَمَاعَة وللفارسي يخر من وَرَاءه بِالْفَتْح وباء الْمخبر عَنهُ فِي بَاب مَا كَانَ يُعْطي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم قَول أَسمَاء وَهِي مني على ثُلثي فَرسَخ يُرِيد أَرض

فصل الاختلاف والوهم

الزبير كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ من الْمَدِينَة وَقَوله فِي بَاب نزُول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَكَّة قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من الْغَد يَوْم النَّحْر وَهُوَ بمنى كَذَا لجميعهم وَصَوَابه من الْغَد من يَوْم النَّحْر أَو الْغَد من يَوْم النَّحْر كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله فِي كتاب الْأَدَب فِي بر الْوَالِدين فَلم أزل أزرعه حَتَّى جمعت مِنْهُ بقرأ كَذَا لأكثرهم وَعند الْمروزِي عَنهُ وَعَن تَأتي بِمَعْنى من يُقَال سمعته عَنهُ وسمعته مِنْهُ وَقَوله ناوليني الْخمْرَة من الْمَسْجِد وَأَنا حَائِض أَي قَالَ لي ذَلِك من الْمَسْجِد لَا أَنه تنَاوله إِيَّاهَا من الْمَسْجِد قَول حَاطِب فِي تَفْسِير الممتحنة أَنِّي كنت أمرا من قُرَيْش وَلم أكن من أنفسهم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَمَعْنَاهُ من عدادهم وَمن جُمْلَتهمْ كَمَا قَالَ فِي غير هَذَا الْبَاب مُلْصقًا فيهم وَقَوله فِي قَضَاء رَمَضَان الشّغل من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي من أَجله وَقَوله إِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة ويروى عَن المجاعة قَوْله فِي بَاب من أكل حَتَّى شبع ثمَّ جعل مِنْهَا قصعتين كَذَا لِابْنِ السكن وللنسفي مِنْهُ وَعند البَاقِينَ فِيهَا قصعتين قَوْله لَا يفرك مُؤمن مُؤمنَة رَوَاهُ العذري مُؤمن من مُؤمنَة أَي لَا يبغضها وَمن هُنَا زَائِدَة مكررة وهما وَالله أعلم وَالصَّوَاب سُقُوطهَا كَمَا للْجَمَاعَة الْمِيم مَعَ النُّون (م ن ا) قَوْله نمعس منيئة لَهَا بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم مَهْمُوز مثل حَدِيدَة هُوَ الْجلد فِي الدّباغ وتمعسه تلينه وتعركه وَذكر المنى مشدد الآخر بِكَسْر النُّون غير مَهْمُوز مَاء الذّكر يُقَال منيت وأمنيت (م ن ح) قَوْله منح ويمنحها أَخَاهُ وَكَانَت لَهُم منائح والمنحة والمنيحة ومنيحة العنز المنحة عِنْد الْعَرَب على وَجْهَيْن أَحدهمَا الْعَطِيَّة بتلا كَالْهِبَةِ والصلة وَالْأُخْرَى تخْتَص بذوات الالبان وبأرض الزِّرَاعَة يمنحه النَّاقة أَو الشَّاة وَالْبَقَرَة ينْتَفع بلبنها ووبرها وصوفها مُدَّة ثمَّ يصرفهَا إِلَيْهِ أَو يُعْطِيهِ أرضه يَزْرَعهَا لنَفسِهِ ثمَّ يصرفهَا عَلَيْهِ وَهِي المنيحة أَيْضا فعيلة بِمَعْنى مفعولة وَأَصله كُله الْعَطِيَّة أما للْأَصْل أَو للمنافع وَقَوله ويرعى عَلَيْهِمَا منحة من غنم أَي غنما فِيهَا لبن يمنح سَمَّاهَا بذلك (م ن ن) قَوْله الكمأة من الْمَنّ أَي من جنسه تَشْبِيها بالمن الَّذِي أنزل على بني إِسْرَائِيل لِأَنَّهَا لَا تغرس وَلَا تسقى وَلَا تعتمل كَمَا يعتمل سَائِر نَبَات الأَرْض وَقد يكون مَعْنَاهَا هُنَا من من الله وتطوله وفضله ورفقه بعباده إِذْ هِيَ من جملَة نعمه قَوْله فِي الحَدِيث فَيَقُول يَا حنان يَا منان قيل منان منعم وَقيل الَّذِي يبْدَأ بالنوال قبل السُّؤَال وَقيل الْكثير الْعَطاء وَقَوله لَيْسَ أحد أَمن علينا فِي صحبته من أبي بكر أَي أَجود وَأكْرم وَأكْثر تفضلا وَلَيْسَ من الْمَنّ المذموم الَّذِي هُوَ اعْتِدَاد الصنيعة على الْمُعْطِي وَمن ذَلِك قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة منان. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله لَو كَانَت لي مَنْعَة بِفَتْح الْمِيم أَي جمَاعَة يمنعونني جمع مَانع وَهُوَ أَكثر الضَّبْط فِيهِ وَيُقَال بِسُكُون النُّون أَيْضا أَي عزة امْتنَاع امْتنع بهَا وَبِفَتْحِهَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَكَذَا الْكَلِمَة الْأُخْرَى فِي الحَدِيث الآخر فِي عز ومنعة بِالْفَتْح والإسكان فِي كتاب البُخَارِيّ على مَا تقدم من الْوُجُوه وَهُوَ مَذْهَب الْخَلِيل وَأنكر أَبُو حَاتِم الإسكان اسْم الفعلة من منع أَو الْحَال بِتِلْكَ الصّفة أَو مَكَان بِتِلْكَ الصّفة وَقَوله فِي الضَّحَايَا وَذكر مِنْهُ من جِيرَانه كَذَا للأصيلي وَأبي الْهَيْثَم بِالْمِيم وَلم يضبطه الْأصيلِيّ وَلابْن السكن وَرَوَاهُ مُسلم هنة وللفارسي هَيْئَة فَيحْتَمل أَنَّهَا بِضَم الْمِيم وَتَشْديد النُّون أَي ضعفا وحاجة قَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ من حُرُوف الأضداد رجل ذُو منَّة إِذا كَانَ قَوِيا وَرجل ذُو منَّة إِذا كَانَ ضَعِيفا وَمِنْه السّير يمنه إِذا أجهده

(م ص ر)

وأضعفه وَرِوَايَة ابْن السكن أَيْضا لَهَا وَجه والهنة يعبر بهَا عَن الْحَاجة وَعَن كل شَيْء وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَكَانَ عِنْدهم ضيف فَأمر أَن يذبحوا قبل الصَّلَاة ليَأْكُل ضيفهم فَأَما رِوَايَة الْفَارِسِي فَوَهم لَا وَجه لَهَا وَقَول عَائِشَة فِي حَدِيث ابْن نمير فِي الْحَج سَمِعت كلامك مَعَ أَصْحَابك فمنعت الْعمرَة كَذَا للسجزي هُنَا وَكَذَا خرجه البُخَارِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَعند بَقِيَّة رُوَاة مُسلم فَسمِعت بِالْعُمْرَةِ وَهُوَ تَصْحِيف وَفِي الشُّرُوط فِي حَدِيث أبي بَصِير قدم على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من منى مُهَاجرا كَذَا للهروي والنسفي وَابْن السكن وَهُوَ وهم وَصَوَابه رِوَايَة الْأصيلِيّ مُؤمنا وَقَوله فِي صدر كتاب مُسلم ونقدم الْأَحَادِيث الَّتِي هِيَ أسلم من الْعُيُوب وأنقى من أَن يكون ناقلوها أهل استقامة قَالَ بَعضهم صَوَابه وَهُوَ أَن يكون ناقلوها قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالْكَلَام على جِهَته صَحِيح وَمن هُنَا لاستيناف الْكَلَام وَابْتِدَاء فصل بعد تَمام غَيره وَهُوَ مِمَّا قدمنَا من مَعَانِيهَا وَقَوله فِي غَزْوَة الطَّائِف وَمَعَهُ عشرَة آلَاف من الطُّلَقَاء كَذَا فِي حَدِيث مُحَمَّد بن بشار وَهُوَ وهم وَصَوَابه عشرَة آلَاف والطلقاء كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث غَيره لِأَن عسكره يَوْم الْفَتْح كَانَ عشرَة آلَاف وانضاف إِلَيْهِ فِي هوَازن والطائف الطُّلَقَاء وهم أهل مَكَّة وَكَانُوا أَلفَيْنِ وَفِي بَاب الْكَلَام فِي الْأَذَان قَول ابْن عَبَّاس فعل ذَلِك من هُوَ خير مِنْهُ كَذَا لأكثرهم وَعند النَّسَفِيّ منى وَهُوَ الْوَجْه الْمِيم مَعَ الصَّاد (م ص ر) وَذكر فِي التَّمْر مصران الفارة بِضَم الْمِيم هُوَ نوع من ردية (م ص ص) قَوْله امصص بظر اللات بِفَتْح الصَّاد كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَهُوَ الصَّوَاب يُقَال مص يمص وكل مَا جَاءَ من المضاعف ماضيه فعل فمستقبله يفعل مَفْتُوحًا أصل مطرد أَرَادَ سبه بذلك وَمثلهَا من كَلِمَات السب وَتقدم فِي الْبَاء تَفْسِير ذَلِك (م ص ع) قَوْله فمصعته بظفرها بِفَتْح الصَّاد أَي أذهبته وأصل المصع التحريك يُقَال مصع فِي الأَرْض وأمصع ذهب ومصع بالشَّيْء رمي بِهِ وَرَوَاهُ الْحميدِي فقصعته وَهُوَ قريب قصعت الشَّيْء والقملة إِذا فسختها بَين ظفريك وَكَذَا ذكره البرقاني الْمِيم مَعَ الضَّاد (م ض غ) قَوْله إِنَّمَا فَاطِمَة مُضْغَة كَذَا فِي بعض الرِّوَايَات وَهِي بِمَعْنى بضعَة فِي الحَدِيث الآخر وَهِي الْقطعَة من اللَّحْم وَمِنْه فِي الحَدِيث الْآخرَانِ فِي الْجَسَد مُضْغَة وَقَوله فِي التَّمْر فشدت فِي مضاغي وَعند الْأصيلِيّ بِفَتْح الْمِيم (م ض ى) قَوْله اللَّهُمَّ امْضِ لِأَصْحَابِي هجرتهم أَي تممها الْمِيم مَعَ الْعين (م ع ر) قَوْله فتم عروجه رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي انقبض وَتغَير كَرَاهَة لما رَآهُ (م ع ط) قَوْله تعط شعرهَا أَي انتتف وَسقط (م ع ك) قَوْله فتمعكت هُوَ التحكك والتقلب فِي الأَرْض قَالَ الْخَيل المعك دلك الشَّيْء فِي التُّرَاب (م ع ف) قَوْله وَعَلِيهِ برد معافري بِفَتْح الْمِيم ضرب من الثِّيَاب مَنْسُوب إِلَى معافر قَرْيَة بِالْيمن وَأَصله قبيل مِنْهُم نزلوها وَقيل سموا بذلك باسم جبل ببلادهم يُقَال لَهُ معافر بِفَتْح الْمِيم وَحكى لنا شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن فِيهِ الضَّم أَيْضا وَقد أنكر يَعْقُوب الضَّم فِيهِ وَالْمِيم هُنَا زَائِدَة (م ع س) قَوْله تمعس أَي تعرك وتلين بِفَتْح الْعين وسين مُهْملَة وَقد ذَكرْنَاهُ وَفِي رِوَايَة عَن ابْن الْحذاء تعمس وَهُوَ خطأ (م ع ي) قَوْله الْمُؤمن يَأْكُل فِي معي وَاحِد وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء الْوَاحِد مَقْصُور مكسور الْمِيم منون

فصل الاختلاف والوهم

والجميع مَمْدُود اخْتلف فِي تَأْوِيله فَقيل هُوَ فِي رجل مَخْصُوص وَقيل هُوَ ضرب مثل للزهد والحرص وَقيل ذَلِك لتَركه الْإِيمَان وَتَسْمِيَة الله عِنْد الطَّعَام وَقيل غير ذَلِك مِمَّا شرحنا فِي الْإِكْمَال. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فكره الْمُؤْمِنُونَ ذَلِك وامتعظوا بِظَاء مُعْجمَة كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والهمداني وَلأبي الْهَيْثَم فِي الْمَغَازِي والجرجاني وفسروه كَرهُوا وَهَذَا غير صَحِيح وَوهم فِي الْخط والهجاء إِنَّمَا يَصح لَو كَانَ امتعضوا بالضاد الْمُعْجَمَة وَكَذَا عِنْد أبي ذَر هُنَا وعبدوس فَهَذَا بِمَعْنى كَرهُوا وأنفوا وَقد وَقع مُفَسرًا كَذَلِك فِي بعض الرِّوَايَات فِي الْأُم وَعند الْقَابِسِيّ فِي كتاب الشُّرُوط وللحموي فِي الْمَغَازِي والمتسملي وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ هُنَاكَ عَن الْمروزِي اتعظوا وَوَقع للقابسي أَيْضا فِي الْمَغَازِي أمعظوا بتَشْديد الْمِيم وظاء مُعْجمَة وَكَذَا لعبدوس وَعند بَعضهم اتغظوا بالغين والظاء المعجمتين وَكتب خَارِجا عَلَيْهِ من الغيظ وَعند بَعضهم عَن النَّسَفِيّ وانغضوا بنُون سَاكِنة وغين وضاد معجمتين وَهُوَ مُشكل فِي نسخته هَل النقطتان على التَّاء أم على النُّون والغين فِي كتاب الْمَغَازِي وكل هَذِه الرِّوَايَات إحالات وتغييرات عَن الصَّوَاب حَتَّى خرج عَلَيْهِ بَعضهم انْفَضُّوا وَنَحْو مِنْهُ فِي كتاب الشُّرُوط عَن النَّسَفِيّ وَلَا وَجه لما تقدم إِلَّا أَن يكون امتعضوا مثل الرِّوَايَة الأولى إِلَّا أَنَّهَا بالضاد كَمَا تقدم وَقد تخرج رِوَايَة النَّسَفِيّ انغضوا أَي تحركوا واضطربوا قَالَ الله) فسينغضون إِلَيْك رؤوسهم (أَو انْفَضُّوا أَي تفَرقُوا وَقَوله فِي تَفْسِير الحوايا الامعاء كَذَا لِابْنِ السكن وللباقين المبعر والاول قريب مِنْهُ وبالمباعر فَسرهَا الْمُفَسِّرُونَ وَقَوله فِي بَاب النفث فِي الرّقية واضربوا لي مَعَهم بِسَهْم كَذَا لَهُم وَلابْن السكن مَعكُمْ وَهُوَ الْمَعْرُوف وَالْأَوْجه الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله ارموا وَأَنا مَعكُمْ بني فلَان ظَاهره أَي فِي حزبهم وَعَلِيهِ تَأَوَّلَه الكافة وَذهب أَبُو عبد الله بن المرابط إِلَى أَن مَعْنَاهُ يَا بني فلَان أَي محبا لَهُم إِذْ لَا يعز مُسلما على مُسلم فيوهنه وَهَذَا نظر ضَعِيف لِأَن هَذَا يلْزمه مَا هُوَ أكبر مِنْهُ فِي إِظْهَاره محبَّة قوم على آخَرين وَبِهَذَا يدْخل عَلَيْهِم من الوهن أَكثر من الأول مَعَ أَن مساق الحَدِيث بكفهم أَيْديهم عَن الرَّمْي لذَلِك أدبا لَيْلًا يسبقوه بِالرَّمْي حَتَّى قَالَ وَأَنا مَعكُمْ كلكُمْ يدل على خلاف قَوْله الْمِيم مَعَ الْغَيْن (م غ ف) قَوْله أكلت مَغَافِير بِالْفَاءِ وَالرَّاء وريح مَغَافِير هُوَ شبه الصمغ يكون فِي أصل الرمث فِيهِ حلاوة وَالتَّفْسِير صَحِيح فِي الْأُم فِي رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة عِنْد بَعضهم وأصلية عِنْد آخَرين قَالَ ابْن دُرَيْد وأحدها مغْفُور بِالضَّمِّ وَهُوَ مِمَّا جَاءَ على مفعول مَوضِع الْفَاء مِيم وَقَالَ غَيره لَيْسَ فِي الْكَلَام مفعول بِضَم الْمِيم إِلَّا مغْفُور ومغدود لضرب من الكمأة ومنخور للمنخر وَقد روينَاهُ عَن ابْن عِيسَى عَن ابْن سراج مَغَافِير بِفَتْح الْمِيم وَيُقَال أَيْضا لواحدها مغفار ومغفير وَهِي المغاثير بالثاء أَيْضا حَكَاهُ الْفراء وَوَقع فِي الْأُصُول فِي كتاب مُسلم مغافر بِغَيْر تعويض وَالصَّوَاب مَغَافِير الْمِيم مَعَ الْقَاف (م ق ب) قَوْله أَتَى الْمقْبرَة يُقَال بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا وَالْمِيم مَفْتُوحَة يُرِيد مَوضِع الْقُبُور ومدافن الْمَوْتَى سميت باسم الْوَاحِد من الْقُبُور (م ق ت) قَوْله فمقتهم المقت أَشد البغض قَوْله المقة من الله أَي الْمحبَّة وَأَصله الْوَاو وَهِي كلمة منقوصة وفاؤها وَاو يُقَال ومقت الرجل أمقه مقة أحببته الْمِيم مَعَ السِّين (م س ح) قَوْله فِي عِيسَى الْمَسِيح وَلم يخْتَلف فِي ضبط اسْمه كَمَا سَمَّاهُ الله فِي كِتَابه وَاخْتلف

(م س ك)

فِي مَعْنَاهُ فَقيل لِأَنَّهُ كَانَ إِذا مسح على ذِي عاهة برا وَقيل لمسحه الأَرْض وسياحته فِيهَا فَهُوَ على هَذَا فعيل بِمَعْنى فَاعل وَقيل لِأَنَّهُ كَانَ مَمْسُوح الرجل لَا أَخْمص لَهُ وَقيل لِأَن الله مَسحه أَي خلقه خلقا حسنا والمسحة الْجمال وَالْحسن وَقيل لِأَن زَكَرِيَّاء مَسحه فَهُوَ هُنَا بِمَعْنى مفعول أَي مَمْسُوح وَقيل هُوَ اسْم خصّه الله بِهِ وَقيل هُوَ الصّديق وَقَالَ وَأما الْمَسِيح الدَّجَّال فَاخْتلف فِي لَفظه وَمَعْنَاهُ فَأكْثر الروَاة وَأهل الْمعرفَة يَقُولُونَهُ مثل الأول وَكَذَا قيدناه فِي هَذِه الْأُصُول عَن جمهورهم وَوَقع عِنْد شَيخنَا أبي إِسْحَاق فِي الْمُوَطَّأ بِكَسْر الْمِيم وَالسِّين وبتثقيلها أَيْضا وَحَكَاهُ شَيخنَا أَبُو عبد الله التجِيبِي عَن أبي مَرْوَان بن سراج قَالَ من كسر الْمِيم شدد مثل شريب وَأنكر هَذَا الْهَرَوِيّ وَقَالَ لَيْسَ بِشَيْء وخفف غَيره السِّين كَذَا وجدته مُقَيّدا بِخَط الْأصيلِيّ فِي كتاب الْأَنْبِيَاء قَالَ بَعضهم كسرت الْمِيم فِيهِ للتفرقة بَينه وَبَين عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ الْحَرْبِيّ بَعضهم يكسرها فِي الدَّجَّال ويفتحها فِي عِيسَى وَغَيرهَا وَلَا أيابون هَذَا كُله وَأَنه لَا فرق بَين الاسمين فِي فتح الْمِيم وَتَخْفِيف السِّين وَأَن عِيسَى مسيح الْهدى وَهَذَا مسيح الضَّلَالَة وَقد ورد مثل هَذَا فِي حَدِيث وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم الْمَسِيح بِالْحَاء الْمُهْملَة ضد المسيخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَسحه الله إِذا خلقه خلقا حسنا ومسخه إِذا خلقه خلقا ملعونا وَقَالَ أَبُو بكر الصُّوفِي أهل الحَدِيث يفرقون بَينهمَا وَبَعض أهل اللُّغَة يَقُولُونَ للدجال بِكَسْر الْمِيم وَتَشْديد السِّين وَأَكْثَرهم لَا يرَوْنَ ذَلِك وَقَالَ الْأَمِير أَبُو نصر سمعته من الصورى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَقيل إِنَّمَا سمي مسيحا لمسح إِحْدَى عَيْنَيْهِ والمسيح الْمَمْسُوح الْعين قَالَ أَبُو عبيد وَبِه سمي الدَّجَّال فَيكون بِمَعْنى مفعول وَقيل لمسحه الأَرْض فَيكون بِمَعْنى فَاعل وَقيل التمسح والتمساح المارد الْخَبيث فقد يكون فعيلا من هَذَا وَقَالَ ثَعْلَب فِي نوادره التمسح والممسح الْكذَّاب فقد يكون من هَذَا أَيْضا وَبَعض الشُّيُوخ بقوله المسيخ بِكَسْر الْمِيم وَتَشْديد السِّين وَالْخَاء الْمُعْجَمَة من المسخ نَحْو مَا حَكَاهُ أَبُو الْهَيْثَم وَقيل الْمَسِيح الْأَعْوَر وَبِه سمي الدَّجَّال قيل وَأَصله بالعبرانية مشيحا فعرب كَمَا عرب مُوسَى قَوْله فِي حَدِيث سُلَيْمَان فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق كَمَا قَالَ الله تَعَالَى قيل ضرب أعناقها وعرقبها يُقَال مَسحه بِالسَّيْفِ أَي ضربه وَالْمسح الضَّرْب وَالْقطع وَقيل مسحها بِالْمَاءِ بِيَدِهِ وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر فِي الْجِدَار فمسحه بِيَدِهِ فاستقام ظَاهره أَنه أَقَامَهُ بمسحه بِيَدِهِ عَلَيْهِ وَقيل كَمَا يُقيم القلال الطين بمسحه (م س ك) قَوْله خذي فرْصَة ممسكة بِفَتْح السِّين قيل مطيبة بالمسك وَقيل ذَات مسك أَي جلد أَي قِطْعَة صوف بجلدها أَو من الْإِمْسَاك بجلدها لِأَنَّهُ أضبط لَهَا وَقَالَ القتبي ممسكة أَي مُحْتَملَة فِي الْقبل وَقد رَوَاهُ بَعضهم بِكَسْر السِّين أَي ذَات مساك وَفِي الحَدِيث الآخر فرْصَة من مسك رُوِيَ بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وبالفتح قيدها الْأصيلِيّ وَرَوَاهُ مُسلم أَي قِطْعَة جلد وبالكسر قِطْعَة من مسك الطّيب الْمَعْلُوم وَهِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ عَن مُسلم وَبَعض رُوَاة البُخَارِيّ وَكَذَا رَوَاهَا الشَّافِعِي وَجَمَاعَة وَيدل على تَرْجِيحه قَوْله فِي بعض الْأَحَادِيث فَإِن لم تجدي فطيبا فَإِن لم تفعلي فالماء كَاف وَقَوْلها إِن أَبَا سُفْيَان رجل مسيك أَكثر الروَاة يضبطونه بِكَسْر الْمِيم وَتَشْديد السِّين للْمُبَالَغَة فِي الْبُخْل مثل شريب وخمير وَرِوَايَة المتقنين وَأهل الْعَرَبيَّة فِيهِ مسيك بِفَتْح الْمِيم وَكسر السِّين وَكَذَا ضَبطه الْمُسْتَمْلِي وَكَذَا قيدناه عَن أبي بَحر فِي مُسلم وبالوجهين قيدناه عَن أبي الْحُسَيْن والمسيك الْبَخِيل

فصل الاختلاف والوهم

وَكَذَا ذكره أهل اللُّغَة وَقَوله فِي حَدِيث السّبْعين ألفا متماسكين آخذ بَعضهم بِبَعْض حَتَّى يدْخل أَوَّلهمْ وَآخرهمْ وَفِي الحَدِيث الآخر لَا يدْخل أَوَّلهمْ حَتَّى يدْخل آخِرهم ظَاهره أَن بَعضهم يمسك بيد بعض حَتَّى يدخلُوا صفا وَاحِدًا أَو فِي مرّة وَاحِدَة كَمَا قَالَ آخذ بَعضهم بِبَعْض وكما قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي كتاب مُسلم زمرة وَاحِدَة وَقد تقدم الْكَلَام على بَقِيَّة الحَدِيث فِي حرف اللَّام (م س س) قَوْلهَا ألمس مس أرنب ضَربته مثلا لحسن خلقه وعشرته كلمس جلد الأرنب فِي لين وبره وَقَوله فَأَصَبْت مِنْهَا مَا دون أَن أَمسهَا أَي مَا عدا الْجِمَاع وألمس والمساس الْجِمَاع قَالَ الله تَعَالَى وَإِن طلقتموهن من قبل أَن تمَسُّوهُنَّ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي فَضَائِل عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي فتح خَيْبَر فَلَمَّا كَانَ مسَاء اللَّيْلَة وَعند بَعضهم مسى بِضَم الْمِيم وَسُكُون السِّين قَوْله فِي حَدِيث الْحلْوانِي فِي الصَّدَقَة على كل سلامي فَإِنَّهُ يُمْسِي كَذَا هُوَ بسين مُهْملَة وَقَالَ أَبُو ثوبة يمشي بالشين الْمُعْجَمَة كَذَا فِي الحرفين عِنْدهم وَعند الطَّبَرِيّ بِالْعَكْسِ وَفِي حَدِيث الدَّارمِيّ بِالسِّين الْمُهْملَة وَفِي حَدِيث ابْن نَافِع بِالْمُعْجَمَةِ قَوْله فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن مَالك فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث زَيْنَب فدعَتْ بِطيب فمست مِنْهُ ثمَّ قَالَت كَذَا للأصيلي وعبدوس ولغيرهما فمست بِهِ أَي فمست مِنْهُ كَمَا جَاءَ فِي سَائِر رِوَايَات أَصْحَاب مَالك وَقَوله فِي الزَّعْفَرَان فَأَما مَا لم تمسه النَّار فَلَا يَأْكُلهُ الْمحرم كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَكَذَا يَقُولُونَهُ بِفَتْح السِّين وَأهل الْعَرَبيَّة يأبون ذَلِك ويضمون السِّين وَقد ذكرنَا الْعلَّة فِيهِ فِي حرف الرَّاء وَالدَّال وَفِي فصل الْإِعْرَاب آخر الْكتاب وَقَوله وَلم يجد مُوسَى مسا من النصب هُوَ أول مَا ينَال وَيلْحق من التَّعَب وَقَوله فِي بَاب قَول الْمَرِيض أَنِّي وجع دخلت على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ يوعك فَسَمعته فَقلت إِنَّك لتوعك الحَدِيث كَذَا لكافة الروَاة هُنَا وَعند أبي الْهَيْثَم فمسسته بيَدي وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب بِغَيْر خلاف وَقَوله فَيَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِين الْمُهَاجِرين فيجعلون بَعضهم على رِقَاب بعض قَالَ بَعضهم لَعَلَّه فِي فئ مَسَاكِين الْمُهَاجِرين وَالْأَشْبَه أَنه على ظَاهره وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْمِيم الْمِيم مَعَ الشين (م ش ط) قَوْله فِي مشط ومشاطة وَعند أبي زيد ومشاقة بِالْقَافِ فبطاء هُوَ مَا يمشط من الشّعْر وَيخرج من الامتشاط مِنْهُ وبالقاف قيل مثله وَقيل مَا يشمط عَن الْكَتَّان وَكلهَا بِضَم الْمِيم وَكَذَلِكَ الْمشْط الْآلَة الَّتِي يمتشط بهَا وَحكى أَبُو عبيد فِي ميمه أَيْضا الْكسر قَالَ وَيُقَال مشط بضَمهَا وخطا ابْن دُرَيْد الْكسر فِيهَا قَالَ إِلَّا أَن تزيد ميما فَتَقول ممشط وَجَاء فِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ بمشاط الْحَدِيد بِكَسْر الْمِيم وَالَّذِي يعرف مَا فِي سَائِر الرِّوَايَات بِأَمْشَاط الْحَدِيد (م ش ق) ذكر فِي صبغ ثِيَاب الْمحرم الْمشق بِسُكُون الشين وَفتح الْمِيم وَكسرهَا وَهِي الْمغرَة الَّتِي يصْبغ بهَا الْأَحْمَر من الْأَشْيَاء وَمِنْه قَوْله ثَوْبَان ممشقان (م ش ي) وَقَوله كَانَ مشيتهَا كمشية أَبِيهَا بِكَسْر الْمِيم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث سَلمَة قل عَرَبِيّ مَشى بهَا مثله كَذَا للعذري بِفَتْح الْمِيم فعل مَاض وَأكْثر رُوَاة البُخَارِيّ فِي كتاب الْجِهَاد وَعند الْمروزِي والفارسي مشابها بِضَم الْمِيم قَالَ الْأصيلِيّ كَذَا قَرَأَهُ أَبُو زيد الْكَلِمَة كلهَا اسْم وصف من الشّبَه وَقد ذكره البُخَارِيّ أَيْضا من رِوَايَة قُتَيْبَة نَشأ بهَا بالنُّون مَهْمُوز الآخر بِمَعْنى شب وَكبر وَبهَا يَعْنِي فِيهَا يَعْنِي الْحَرْب وَكَذَا لجميعهم فِي بَاب الشّعْر وَالرجز وَيحْتَمل أَن يُرِيد بهَا أَي بِهَذِهِ الْبِلَاد

وَهَذِه الرِّوَايَة أشبه بِالْمَعْنَى وَأبين وَالرِّوَايَة الأولى لَهَا وَجه وَيُرِيد بهَا بِالْحَرْبِ أَيْضا وَأما رِوَايَة الْمروزِي والفارسي فبعيدة غير مُسْتَقلَّة اللَّفْظ وَالْمعْنَى وَقَوله قد كَانَ من قبلكُمْ يمشط بِأَمْشَاط الْحَدِيد وَفِي كتاب الْقَابِسِيّ بمشاط وَلَا يعرف فِي من نذر مشيا إِلَى بَيت الله قَوْله فَقولُوا عَلَيْك مَشى كَذَا وَقع للقعنبي وَعند يحيى بن يحيى وَيحيى بن بكير وَغَيرهمَا هدى وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل مَا بعده من مُخَالفَة عُلَمَاء أهل الْمَدِينَة لَهُم الْمِيم مَعَ الْهَاء (م هـ م هـ) قَوْله مَه مَه كلمة زجر مكررة وتقال مُفْردَة قيل أَصله مَا هَذَا فاستخفت الْعَرَب طرح بعض الْكَلِمَتَيْنِ وردوها وَاحِدَة وَمثله بِهِ بِهِ بِالْبَاء أَيْضا وَقَالَ ابْن السّكيت هِيَ لتعظيم الْأَمر بِمَعْنى بخ بخ وَيُقَال بِسُكُون الْهَاء فيهمَا وتنوينه بِالْكَسْرِ فيهمَا وتنوين الأول وَكسر الثَّانِي دون تَنْوِين كَقَوْلِه مَه أنكن صَوَاحِب يُوسُف زجروا سكات لَهُنَّ وَقَوله فَقَالَت الرَّحِم مَه هَذَا مقَام العائذ بك قَالَ بَعضهم وَظَاهر الْكَلَام مخاطبتها الله وَلَا يَصح زجرها لَهُ وَيحمل على ردهَا لمن استعاذت مِنْهُ وَهُوَ الْقَاطِع لَا إِلَى المستعاذ بِهِ سُبْحَانَهُ وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة ضرب مثل واستعارة إِذْ الرَّحِم إِنَّمَا هِيَ معنى من الْمعَانِي وَهُوَ النّسَب والاتصال الَّذِي بَين ذَوي الْأَرْحَام وَإِذا كَانَ هَذَا لم يحْتَج إِلَى تَأْوِيل مَه وَأما قَوْله فِي حَدِيث ابْن عمر فَمه ارابت إِن عجز واستحمق فَيحْتَمل مَا تقدم أَنَّهَا للزجر ثمَّ اسْتَأْنف الْكَلَام وَيحْتَمل أَن تكون مَا الَّتِي للاستفهام ثمَّ وقف عَلَيْهَا بِالْهَاءِ أَي أَي شي يكون حكمه إِن عجز أَو تحامق أَي يلْزمه الطَّلَاق وَقَوله فِي حَدِيث مُوسَى ثمَّ مَه فعلى الِاسْتِفْهَام أَي ثمَّ مَا يكون وَفِي حَدِيث حَنْظَلَة نَافق حَنْظَلَة قَالَ مَه أَي مَا تَقول على الِاسْتِفْهَام وَيحْتَمل الزّجر عَن قَوْله هَذَا (م هـ ر) قَوْله الماهر بِالْقُرْآنِ أَي الحادق وَأَصله من الحذق بالسباحة قَوْله مَا هرها قَالَ أمهرها نَفسهَا أَي جعل عتقهَا مهرهَا فِي النِّكَاح لَهَا وَالْمهْر الصَدَاق يُقَال مهرت الْمَرْأَة وأمهرتها أعطيتهَا صَدَاقا وَأنكر أَبُو حَاتِم أمهرت إِلَّا فِي لُغَة ضَعِيفَة وَهَذَا الحَدِيث يرد عَلَيْهِ وصححها أَبُو زيد وَقَالَ تَمِيم تَقول مهرت (م هـ ل) قَوْله إِنَّمَا هُوَ للمهلة روينَاهُ بِضَم الْمِيم وَكسرهَا وَفتحهَا وَرِوَايَة يحيى بِالْكَسْرِ وَفِي رِوَايَة ابْن أبي صفرَة عَنهُ بِالْفَتْح قَالَ الْأَصْمَعِي المهلة بِالْفَتْح الصديد وَحكى الْخَلِيل فِيهِ الْكسر وَقَالَ ابْن هِشَام الْمهل بِالضَّمِّ صديد الْجَسَد وَكَذَا روى أَبُو عبيد هَذَا اللَّفْظ إِنَّمَا هُوَ للمهل وَالتُّرَاب وَفَسرهُ أَبُو عَمْرو وَأَبُو عُبَيْدَة بالقيح والصديد وَحكى عَن الْأَصْمَعِي المهلة فِي الْقَيْح قَالَ وَبَعْضهمْ يكسرهُ وَأنكر ابْن الْأَنْبَارِي كسر مِيم المهلة وَقَالَ أَبُو عمر الْحَافِظ لَا وَجه لكسرة غير الصديد وَقَوله فَانْطَلقُوا على مهلتهم بِفَتْح الْمِيم وَالْهَاء أَي على تؤدة وَغير استعجاك لحفز الْعُدُول لَهُم وَقيل على تقدمهم وَرَوَاهُ بَعضهم بِسُكُون الْهَاء وَقَوله مهلا أَي رفقا وَزعم بَعضهم إِنَّه مَه زيدت عَلَيْهِ لَا (م هـ ن) قَوْله ثوبي مهنته بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا أَي خدمته وتبذله وَأَصلهَا الْعَمَل بِالْيَدِ والمهنة بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا الْخدمَة وَأنكر شمر الْفَتْح فِيهَا والمهنة الصناع بِأَيْدِيهِم وَمِنْه وَكَانُوا مهنة أنفسهم أَي لاخدم لَهُم وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فِي مهنة أَهله أَي عمله وَخدمَتهمْ وَمَا يصلحهم وَكَذَلِكَ قَوْله وَأما المفطرون فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا أَي خدموا (م هـ ق) قَوْله لَيْسَ بالأبيض الأمهق وَلَا الْأدم وَهُوَ الْخَالِص الْبيَاض الَّذِي لَا تشوبه حمرَة وَلَا صفرَة وَلَا سَمُرَة وَلَا إشراق قَالَ الْخَلِيل الأمهق بَيَاض فِي

(م وت)

زرقة وَقيل هُوَ مثل بَيَاض البرص وَقد وَقع فِي البُخَارِيّ فِي رِوَايَة الْمروزِي أَزْهَر أمهق وَهُوَ خطأ الأمهق غير الْأَزْهَر وَجَاء فِي أَكثر الرِّوَايَات لَيْسَ بالأبيض الأمهق كَمَا ذَكرْنَاهُ (م هـ ي) قَوْله مَهيم بِفَتْح الْمِيم وَالْيَاء وَسُكُون الْهَاء كلمة يَمَانِية مَعْنَاهَا مَا هَذَا وَقيل مَا شَأْنك وَجَاء للقابسي وَبَعض نسخ النَّسَفِيّ وَأبي ذَر فِي هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث سارة مهيا مثل محيا وَالْمَعْرُوف الأول وَلابْن السكن والنسفي أَيْضا مهين بالنُّون بدل الْمِيم وَفِي بعض النّسخ عَن أبي ذَر مهيامنون مثل مغزا الْمِيم مَعَ الْوَاو (م وت) قَوْله مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة بِكَسْر الْمِيم أَي غلى حَالَة وهيئة الْمَوْت الجاهلي من كَون أَمرهم بِلَا إِمَام وَلَا خَليفَة يدبر أَمرهم وَفرْقَة آرائهم وَالْميتَة الْمَوْت قَوْله الْحل ميتَته هَذَا بِفَتْح الْمِيم اسْم مَا مَاتَ من حيوانه وَمن رَوَاهُ ميتَته بِالْكَسْرِ فقد أَخطَأ وَقَوله فِي الثوم والبصل فليمتهما طبخا أَي ليذْهب رائحتهما بالطبخ وَيكسر قُوَّة ذَلِك وَكسر قُوَّة كل شَيْء أماتته وَمثله قَوْلهم قتلت الْخمر إِذا مزجتها بِالْمَاءِ وَكسرت حدتها وَقَوله يميتون الصَّلَاة أَي يصلونها بعد خُرُوج وَقتهَا كمن أخرج روحه وَقَوله ثمَّ موتان كقعاص الْغنم بِضَم الْمِيم وَيُقَال بِفَتْحِهَا وَالضَّم لُغَة تَمِيم وَالْفَتْح لُغَة غَيرهَا وَهُوَ اسْم للطاعون وَالْمَوْت وَكَذَلِكَ الْموَات بِالضَّمِّ والقعاص دَاء يَأْخُذ الْغنم وَعند ابْن السكن ثمَّ موتان وَلَا وَجه لَهُ هُنَا فَأَما موتان الأَرْض وَهُوَ مواتها الَّذِي لم يحم وَلَا ملك فبفتح الْمِيم لَا غير وَالْوَاو تسكن وتفتح مَعًا وَهِي الْموَات بِالْفَتْح أَيْضا (م وَج) قَوْله ماج النَّاس أَي اختلطوا بَعضهم فِي بعض مُقْبِلين ومدبرين وَمِنْه موج الْبَحْر وَمِنْه فِي الْفِتْنَة تموج موج الْبَحْر أَي تضطرب وَتذهب وتجئ وَتقدم مارت بالراء عَلَيْهِ فِي الْمِيم وَالدَّال (م ول) قَوْله فَلم نغنم ذَهَبا وَلَا فضَّة إِلَّا الْأَمْوَال الْمَتَاع وَالثيَاب كَذَا رِوَايَة يحيى بن يحيى وكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَفِي رِوَايَة ابْن الْقَاسِم إِلَّا الْأَمْوَال وَالْمَتَاع بواو الْعَطف وَعند القعْنبِي نَحوه قيل فِيهِ دَلِيل إِن الْعين لَا يُسمى مَالا وَهِي لُغَة دوس وَإِنَّمَا المَال عِنْدهم مَا عدى الْعين وَغَيرهم يَجْعَل المَال الْعين قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي مَا قصر عَن الزَّكَاة من الْعين والماشية فَلَيْسَ بِمَال وَقَالَ غَيره كل مَا تمول فَهُوَ مَال وَهُوَ مَشْهُور كَلَام الْعَرَب وَلَيْسَ فِي قَوْله إِلَّا الْأَمْوَال دَلِيل للغة دوس لِأَنَّهُ قد اسْتثْنى الْأَمْوَال من الذَّهَب وَالْفِضَّة فَدلَّ إِنَّهَا مِنْهَا إِلَّا أَن يَجعله اسْتثِْنَاء مُنْقَطِعًا فَتكون إِلَّا هُنَا بِمَعْنى لَكِن كَمَا قَالَ تَعَالَى لَا يسمعُونَ فِيهَا لَغوا وَلَا تأثيما إِلَّا قيلا سَلاما سَلاما وَقَوله فسلك فِي الْأَمْوَال يُرِيد الحوائط وَقَوله وإضاعة المَال قيل يُرِيد الممالك من الرَّقِيق وَسَائِر مَا يملك من الْحَيَوَان وَنهى عَن تضييعهم كَمَا أَمر فِي غير هَذَا الحَدِيث بالرفق بهم وَقَالَ وَمَا ملكت إيمَانكُمْ وَقيل إِضَاعَة المَال ترك إِصْلَاحه وَالْقِيَام عَلَيْهِ وَقيل هُوَ إِنْفَاقه فِي غير حَقه من الْبَاطِل والسرف وَقَالَ ملك وَسَعِيد بن جُبَير هُوَ إِنْفَاقه فِيمَا حرم الله وَقيل إضاعته إبِْطَال فَائِدَته وَالِانْتِفَاع بِهِ قَوْله غير مُتَمَوّل مَالا أَي غير مكتسب مِنْهُ مَالا ومستكثر مِنْهُ كَمَا قَالَ غير متاثل فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة (م وم) قَوْله وَوَقع بِالْمَدِينَةِ الموم وَهُوَ البرسام كَذَا فسره فِي الحَدِيث (م وق) قَوْله فنزعت بموقها هُوَ الْخُف فأرسى مُعرب وَأما مؤوق الْعين فمهموز وَهُوَ طرفا شقها من ناحيتيها لكل عين مؤقان وَفِيه تسع لُغَات مؤق ومأق وموق وماق

فصل الخلاف والوهم

مهموزان وَغير مهموزين وَيجمع امئافا وَيُقَال موق وملق غير مهموزين ويخمعان أمواقا مثل أَبْوَاب ومواق وَيُقَال موقئ مثل موقع وَيجمع مواقئ مثل مواقع وَيُقَال أمق مثل أَسد مضموم الأول مسكن الثَّانِي وَيجمع آماقا مثل آساد وَيُقَال ماق بِكَسْر الْقَاف مثل قَاض نَاقص غير مَهْمُوز وَيجمع مواقي مثل جواري وَيُقَال مؤق مثل معط نَاقص أَيْضا مَهْمُوز وَيجمع مئاق مثل معَان مَهْمُوز أَيْضا وَقيل المؤق غير المأق فالمؤق مؤخرها والمأق مقدمها قَالَ ثَابت الماق عِنْد أَصْحَاب الحَدِيث طرف الْعين الَّذِي يَلِي الْأنف وَذكر عَن بعض اللغويين نَحْو مَا تقدم وَذكر حَدِيثهَا أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يكتحل من قبل مؤقه مرّة وَمن قبل ماقه مرّة وَهَذَا يحْتَج بِهِ من فرق بَينهمَا فصل الْخلاف وَالوهم قَوْله يتبع الْمُؤمن كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وكنب عَلَيْهِ الْمَيِّت لغيره وَهُوَ الْمَعْرُوف قَوْله فِي حَدِيث مُوسَى فاغتسل عِنْد مويه كَذَا للعذري والباجي ولغيرهما مشربَة وَهُوَ حفير للْمَاء حول الثِّمَار وَسَيَأْتِي فِي حرف الشين تَفْسِيره الْمِيم مَعَ الْيَاء (م ي ث) قَوْله فَلَمَّا فرغ من الطَّعَام أماثته فسقته بثاء مُثَلّثَة كَذَا هُوَ عِنْدهم رباعي قَالَ بَعضهم وَصَوَابه ماثته ثلاثي أَي حللته ومرسته يُرِيد الثَّمر فِي المَاء وَأنكر الرباعي وَلم يذكر فِيهِ صَاحب الْأَفْعَال إِلَّا الثلاثي وَقَالَ ثَابت عَن أبي حَاتِم من قَالَ أماثته أَخطَأ وَقد حكى الْهَرَوِيّ فِيهِ مثت وأمثت مَعًا ثلاثي ورباعي وَقَالَ ابْن دُرَيْد مثت أميث ومثت بِالضَّمِّ أموث موثا وميثا قَالَ يَعْقُوب وموثانا إِذا مرسته وَلم يذكر أمثت وميثرة الأرجوان والمياثر وَالْمِيم فِيهَا زَائِدَة واصلها الْوَاو من الشَّيْء الوثير وَسَيَأْتِي فِي الْوَاو (م ي د) قَوْله الْمَائِدَة قيل هِيَ الخوان الَّذِي يُوكل عَلَيْهِ وَقيل لَا يُقَال لَهُ مائدة إِلَّا إِذا كَانَ عَلَيْهِ طَعَام وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ اسْم الطَّعَام نَفسه وَقَالَهُ ابْن قُتَيْبَة وَاخْتلف فِي تَفْسِير مَا جَاءَ فِي الْآيَة على هَذَا وَقَوله أكل على مائدة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ وَفِي الحَدِيث الآخر أَنه مَا أكل على خوان قطّ فَالْمُرَاد بالمائدة هُنَا السّفر وأشباهها مِمَّا يوضع عَلَيْهِ الطَّعَام ويصان من الأَرْض لأخوان الْخشب الْمعد لذَلِك (م ي ر) قَوْله ميرتنا أَي طعامنا الْميرَة مَا يمتاره البدوي من ذَلِك من الْحَاضِرَة وَمِنْه وميري أهلك (م ي ط) قَوْله إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق وأميطت يَده وأميطوا عَنهُ الْأَذَى ومط عَنَّا أنماطك بِكَسْر الْمِيم وأميطي عَنَّا قرامك كُله من الْإِزَالَة مطت الشَّيْء نحيته وأزلته وَقَوله فَمَا مَاطَ أحد أَي تبَاعد يُقَال مِنْهُ مَاطَ وأماط غَيره أبعده ونحاه (م ي ل) قَوْله مائلات مميلات لإكتافهن وإعطافهن وَيحْتَمل أَن يكون مميلات على هَذَا لقلوب الرِّجَال بتبخترهن وَمَا يبدين من زينتهن وَقيل يمتشطن المشطة الميلاء وَهِي مشطة البغايا ومميلات يمشطنها لغيرهن وَقيل يجوز أَن يكون اللفظان بِمَعْنى التَّأْكِيد وَالْمُبَالغَة كَمَا قَالُوا جاد مجد وَقد يكون مائلات للرِّجَال ومميلات لَهُم إلَيْهِنَّ قَوْله تذنوا الشَّمْس من الْخَلَائق كمقدار ميل ثمَّ قَالَ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بالميل أمسافة الأَرْض أَو الْميل الَّذِي تكحل بِهِ الْعين يُرِيد المرود وَأما الأول فَهُوَ مِقْدَار من الأَرْض وَذَلِكَ عشر غلاء من جري الْخَيل وَهِي ألف بَاعَ من أبواع الدَّوَابّ وَهِي ألفا ذِرَاع

فصل الاختلاف والوهم

وَقيل ثَلَاثَة آلَاف ذِرَاع وَخَمْسمِائة ذِرَاع وَقَوله دلوك الشَّمْس ميلها يُرِيد عَن الاسْتوَاء للزوال وانحطاطها لجِهَة الْمشرق وَهُوَ بِسُكُون الْيَاء الْمصدر وبالفتح الِاسْم وبالسكون روينَاهُ وَقد قَالُوهُ فِي كل مَا لَيْسَ بجسم وَبِفَتْحِهَا فِي الْأَجْسَام قَالَ الله تَعَالَى) فَلَا تميلوا كل الْميل (وَفِي الحَدِيث الآخر والعشي ميل الشَّمْس كَذَا للأصيلي وَلغيره مصغر الشَّمْس أَي وَقت اصفرارها (م ي ع) قَوْله أماع كَمَا يماع الْملح أَي سَالَ وَجرى وَأَصله انماع وَكَذَا رَوَاهُ بَعضهم فأدغمت النُّون كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ذاب. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة كَذَا الرِّوَايَة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بِغَيْر خلاف قَالَ القَاضِي الْكِنَانِي صَوَابه الماثلة بالثاء الْمُعْجَمَة بِثَلَاث أَي الْقَائِمَة المنتصبة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالصَّوَاب عِنْدِي مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَة ويعضدها صَحِيح اللُّغَة وَتَفْسِير من فسر مميلات فِي الحَدِيث أَنَّهُنَّ يمتشطن المشطة الميلاء وَهِي مشطة البغايا كَمَا قَالَ امرؤوا الْقَيْس (غدائره مستشزرات إِلَى الْعلَا) وَإِذا جمعتها هُنَاكَ وَكَثْرَتهَا قد تميل كَمَا تميل أسنمة البخت إِلَى بعض الْجِهَات عِنْد كبرها وسمنها وَقد قَالُوا نَاقَة ميلاء إِذا كَانَ سنامها يمِيل إِلَى أحد شقيها فَهَذَا هُوَ معنى الأسنمة المائلة على مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَة إِن شَاءَ الله فصل فِيمَا جَاءَت فِيهِ الْمِيم زَائِدَة فيشكل عَليّ بعض المبتدئين طلب بَابه فِيهَا ذكر المومسات والمواميس أنظرهُ فِي حرف الْوَاو وَكَذَلِكَ الميسم والموسم والميضأة والموكأ ومئنة من فقه الرجل ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَقد اخْتلف فِي ميمه فَقيل هِيَ أَصْلِيَّة وَقيل زَائِدَة والمركن ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَكَذَلِكَ قَوْله لَيْسَ وَرَاء الله مرمى وَفرس معروري ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَامْرَأَة مجح فِي حرف الْجِيم وَكَأَنَّهُ مذهبَة فِي حرف الذَّال ومشعان ومشربه ذَكرْنَاهُ فِي حرف الشين والمنطق ذَكرْنَاهُ فِي حرف النُّون وَالسَّمَاء مغيمة مَذْكُور فِي حرف الْغَيْن ومؤخرة الرجل ذكرت فِي الْهمزَة ومقدم رَأسه يَأْتِي فِي الْقَاف وَارْضَ مضبة فِي حرف الضَّاد وَحمل مصك يَأْتِي فِي حرف الصَّاد ومحفتها فِي حرف الْحَاء والمجاعة فِي حرف الْجِيم ومسافة الأَرْض مقدارها الْمِيم زَائِدَة وَطَرِيق ميتاء مَمْدُود ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَكَذَلِكَ المأمومة من الْجراح ومذمة الرَّضَاع فِي حرف الذَّال والمجان المطرقة مضى فِي الْجِيم والمخيلة فِي الْخَاء ومغافير ذَكرْنَاهُ قبل وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة والمرآت فِي حرف الرَّاء ومنار الأَرْض نذكرهُ فِي النُّون والمكيل فِي حرف الْكَاف فصل مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع وتفسيرها فِي هَذَا الْحَرْف (مَكَّة) قيل هِيَ بكة وَالْمِيم وَالْبَاء مبدلة بِمَعْنى وَاحِد وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وَمن سوى بَينهمَا وَمن فرق وَقيل هما اسمان بمعنيين مَكَّة بِالْمِيم لقلَّة مَائِهَا من قَوْلهم أمتك الفصيل أمه إِذا استخرج مَا فِي ضرْعهَا وَقيل لِأَنَّهَا تمك الذُّنُوب أَي تذْهب بهَا وَقد تقدم اسْتِحْقَاق بكة بِالْبَاء ولمكة أَسمَاء كَثِيرَة مِنْهَا صَلَاح وَالْعرش على وزن بدر والقادس من التَّقْدِيس وَهُوَ التَّطْهِير لِأَنَّهَا تطهر الذُّنُوب والمقدسة والنساسة بالنُّون وسينين مهملتين وَقيل الناسة أَيْضا بسين وَاحِدَة وإلباسه أَيْضا بِالْبَاء وسين وَاحِدَة لِأَنَّهَا تبس من الْحَد فِيهَا أَي تحطمه وَقيل تبسهم تخرجهم مِنْهَا وَالْبَيْت الْعَتِيق وَقد ذكرنَا تَفْسِيره وَأم رحم بِضَم الرَّاء وَأم الْقرى والحاطمة وللرأس مثل رَأس الْإِنْسَان وكوثى

(منى)

بِضَم الْكَاف وثاء مُثَلّثَة باسم بقْعَة بهَا هِيَ كَانَت منزل بني عبد الدَّار (مُزْدَلِفَة والمشعر) مُزْدَلِفَة بِضَم الْمِيم وَهِي الْمشعر الْحَرَام بِفَتْح الْمِيم وتقوله الْعَرَب بِكَسْرِهَا أَيْضا وَهُوَ أَكثر لكنه لم يقْرَأ بهَا فِي الْقُرْآن وَمعنى تَسْمِيَتهَا الْمزْدَلِفَة قَالَ الْخطابِيّ من قَوْلهم ازدلف الْقَوْم إِذا اقتربوا وَقَالَ ثَعْلَب لِأَنَّهَا منزلَة من الله وقربة وَقَالَ الْهَرَوِيّ لِاجْتِمَاع النَّاس بهَا والازدلاف الِاجْتِمَاع وَقَالَ الطَّبَرِيّ لازدلاف آدم وحواء وتلاقيهما بهَا وَقد يُقَال للنزول بهَا لَيْلًا وَفِي زلفه وَمعنى الْمشعر الْمعلم والمشاعر المعالم قَالَ عَطاء إِذا أفضيت من مازمي عَرَفَة فَهِيَ الْمزْدَلِفَة إِلَى محسر وَلَيْسَ مَا وَرَاء عَرَفَة من الْمزْدَلِفَة وَهِي جمع أَيْضا وَقد تقدم لم سميت بذلك (الْمقَام) فِي الْمَسْجِد الْحَرَام مقَام إِبْرَاهِيم قيل هُوَ الْحجر الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ حِين رفع بِنَاء الْبَيْت وَكَانَ مَوْضِعه الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْهِ الْيَوْم وَقيل هُوَ الْحجر الَّذِي وضعت زَوْجَة إِسْمَاعِيل تَحت قدم إِبْرَاهِيم حِين غسلت رَأسه وَهُوَ رَاكب ثمَّ رفعته وَقد غَابَتْ رجله فِي الْحجر فَوَضَعته تَحت الشق الآخر فغابت رجله أَيْضا فِيهِ وَقيل هُوَ الْموضع الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ حِين أذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ فتطاول بِهِ الْحجر حَتَّى علا على الْجبَال حَتَّى أشرف على مَا تَحْتَهُ فَلَمَّا فرغ وَضعه قبْلَة وحاء فِي أثر أَنه من الْجنَّة وَأَنه كَانَ ياقوتة وَالْمقَام مَوضِع الْقدَم للقائم بِالْفَتْح وَمَوْضِع الْمقَام الْيَوْم مَعْلُوم وَالْحجر أَيْضا مَعْلُوم وَقد قيل فِي قَوْله) وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى (هُوَ هَذَا وَقيل الْحَج كُله وَقيل عَرَفَة والمزدلفة والجمار ومقامه عَرَفَة وَقيل الْحرم كُله (الْمُلْتَزم) وَيُسمى الْمُدَّعِي والمتعوذ سمي بذلك لالتزامه للدُّعَاء والتعوذ بِهِ وَهُوَ مَا بَين الْحجر الْأسود وَالْبَاب قَالَ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ ذرع الْمُلْتَزم مَا بَين الْبَاب إِلَى حد الْحجر الْأسود أَرْبَعَة أَذْرع وَفِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن عَبَّاس أَن مَا بَين الرُّكْن وَالْبَاب الْمُلْتَزم كَذَا للباجي والمهلب وَابْن وضاح وَهُوَ الصَّحِيح كَمَا قدمنَا ولسائر رُوَاة يحيى مَا بَين الرُّكْن والمقيم وَهَذَا وهم وَإِنَّمَا هَذَا الْحطيم وَهُوَ غَيره وَفِي الْمُدَوَّنَة فِي تَفْسِير الْحطيم هُوَ مَا بَين الْبَاب إِلَى الْمقَام فِيمَا أَخْبرنِي بعض الحجبة وَقَالَ ابْن جريج الْحطيم مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام وزمزم وَالْحجر وَقَالَ ابْن حبيب هُوَ مَا بَين الرُّكْن الْأسود إِلَى الْبَاب إِلَى الْمقَام حَيْثُ ينحطم النَّاس يَعْنِي للدُّعَاء وَقيل بل كَانَت الْجَاهِلِيَّة تتحالف هُنَاكَ ويحطمون هُنَاكَ بِالْإِيمَان فَمن دَعَا على ظَالِم أَو حلف هُنَاكَ آثِما عجلت عُقُوبَته قَالَ ابْن أبي زيد فعلى هَذَا كل هَذَا حطيم الْجِدَار من الْكَعْبَة والفضاء الَّذِي بَين الْبَيْت وَالْمقَام وعَلى هَذَا تتفق الْأَقَاوِيل وَالرِّوَايَات كلهَا (الْمُعَرّف) بِضَم الْمِيم وَفتح الْعين مَوضِع الْوُقُوف بِعَرَفَة والتعريف الْوُقُوف بهَا (المحصب) بِضَم الْمِيم وَفتح الصَّاد والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَآخره بَاء بِوَاحِدَة بَين مَكَّة وَمنى وَهُوَ إِلَى منى أقرب وَهُوَ بطحاء مَكَّة وَهُوَ الأبطح وَهُوَ خيف بني كنَانَة وَحده من الْحجُون ذَاهِبًا إِلَى منى وَقد ذَكرْنَاهُ وَزعم الدَّاودِيّ أَنه ذُو طوى وَلم يقل شَيْئا والمحصب أَيْضا مَوضِع رمي الْجمار بمنى (المعرس) بِضَم الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء وَآخره سين مهلمة على سِتَّة أَمْيَال من الْمَدِينَة منزل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين يخرج من الْمَدِينَة ومعرسه (قرن الْمنَازل) بِفَتْح الْمِيم وَهُوَ قرن الثعالب مِيقَات أهل نجد قرب مَكَّة (منى) بِكَسْر الْمِيم مَقْصُور مَعْلُوم وحدوده من الْعقبَة إِلَى محسر وَسمي بذلك لما

(مهيعة)

يمنى فِيهَا من الدِّمَاء أَي تراق وَقيل لِأَن آدم تمنى بهَا الْجنَّة (الْمَدِينَة) مَدِينَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اسْم خَاص لَهَا وَمن أسمائها طابة وطيبة ويثرب وَقد غير هَذَا الِاسْم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْمَدِينَةِ وَمن اسماها الدَّار وَالْإِيمَان وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الطَّاء (مَسْجِد الأقصا) ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة (مهيعة) ذكرهَا فِي الْمَوَاقِيت وَفِي خبر الدُّعَاء للمدينة وَفِي مهل أهل الشَّام وفسرها فِي الحَدِيث أَنَّهَا الْجحْفَة وَفِي الدَّلَائِل أَنَّهَا قريبَة من الْجحْفَة وضبطناها بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْهَاء وَفتح الْيَاء عَن أَكْثَرهم مفعلة مثل مخرمَة وضبطها بَعضهم بِكَسْر الْهَاء فعيلة مثل جميلَة (ملل) بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام مَوضِع على ثَمَانِيَة عشر ميلًا من الْمَدِينَة وَقَالَ ابْن وضاح اثْنَان وَعِشْرُونَ ميلًا من الْمَدِينَة (مر الظهْرَان) بِفَتْح الْمِيم ذَكرْنَاهُ فِي حرف الظَّاء (مران) بِفَتْح الْمِيم وَرَاء مُشَدّدَة وَآخره نون مَوضِع على ثَمَانِيَة عشر ميلًا من الْمَدِينَة وَضَبطه عبد الْحق والأجدابي بِضَم الْمِيم (الْمشعر) هِيَ مُزْدَلِفَة ذَكرْنَاهُ (المأزمان) مَهْمُوز مثنى مكسور الزَّاي قَالَ ابْن شعْبَان هما جبلا مَكَّة وليسا من الْمزْدَلِفَة وَقَالَ أهل اللُّغَة هِيَ مضائق جبلي منى والمئازم المضائق وأحدها مأزم بِكَسْر الزَّاي (مجنة) بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَفتح الْجِيم وفتحهما للجياني وَكَذَا ذكرهَا الْخطابِيّ هُوَ سوق متجر بِقرب مَكَّة مَعْرُوف قَالَ الْأَزْرَقِيّ هِيَ بِأَسْفَل مَكَّة على بريد مِنْهَا وَكَانَ سوقها عشرَة أَيَّام آخر ذِي الْقعدَة وَالْعشْرُونَ مِنْهُ قبلهَا سوق عكاظ وَبعد مجنة من أول ذِي الْحجَّة ثَمَانِيَة أَيَّام ثمَّ يخرجُون فِي التَّاسِع إِلَى عَرَفَة وَهُوَ يَوْم التَّرويَة وَقَالَ الذاودي هُوَ عِنْد عَرَفَة بعد سوق عكاظ (المقاعد) قيل هُوَ مَوضِع عِنْد بَاب الْمَسْجِد وَقيل مصاطب حوله وَقَالَ حبيب عَن مَالك هِيَ دكاكين عِنْد دَار عُثْمَان وَقَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الدرج (المناصع) بِفَتْح الْمِيم وَالنُّون وصاد وَعين مهملتين قَالَ الْأَزْهَرِي أَرَاهَا مَوَاضِع خَارج الْمَدِينَة وَقَالَ غَيره هِيَ مَوَاضِع التخلي للْحَدَث (المخمص) بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَشد الْمِيم وصاد مُهْملَة (المخراف) بِكَسْر الْمِيم وخاء مُعْجمَة اسْم حَائِط سعد بن عبَادَة الَّذِي تصدق بِهِ عَن أمه بِالْمَدِينَةِ (ميطان) الْمَذْكُور فِي شعر بني قُرَيْظَة فِي مُسلم كَذَا هُوَ بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وطاء مُهْملَة وَآخره نون وَكَذَا ضبطناه عَن أَكثر الروَاة وَكَذَا صَوبه الجياني وَكَذَا ضَبطه أَبُو عبيد الْبكْرِيّ وَقَالَ هُوَ من بِلَاد بني مزينة من بِلَاد الْحجاز إِلَّا أَنه قَيده بِكَسْر الْمِيم وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم وَكَانَ عِنْد العذري منطار بنُون أَولا بعد الْمِيم وَآخره رَاء كَذَا قيدته عَن بعض أَصْحَابه وَعَن غَيره عَنهُ ممطار بميمين وَكَانَ عِنْد ابْن ماهان محيطان بحاء مُهْملَة وَكِلَاهُمَا خطأ (تنية المرار) بِضَم الْمِيم ذكرهَا مُسلم فِي حَدِيث ابْن معَاذ وبالشك فِي ضمهَا أَو كسرهَا فِي حَدِيث ابْن حبيب الْحَارِثِيّ (مربد النعم) مَوضِع بِقرب الْمَدِينَة قَالَ الْهَرَوِيّ بَينه وَبَين الْمَدِينَة ميلان وَهُوَ الَّذِي ذكر فِي الْمُوَطَّأ أَن ابْن عمر تيَمّم بِهِ والمربد بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا هُوَ الْموضع الَّذِي تحبس فِيهِ الْإِبِل وَهُوَ أَيْضا مَوضِع سوق الْإِبِل خَارج الْبَصْرَة وَسمي بِهِ لحبسهم الْإِبِل فِيهِ للْبيع وَيُسمى كل مَوضِع تحبس فِيهِ الْإِبِل مربدا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فركضتني مِنْهَا فَرِيضَة بالمربد وَاخْتلف هَل أصل المربد اسْم

فصل مشكل الأسماء في هذا الحرف والكنى

الْموضع أَو الْعَصَا الَّتِي تجْعَل على بَابه وَبَين ابْن قُتَيْبَة وَأبي عبيد فِيهِ اخْتِلَاف مَذْكُور فِي غريبيها وَإِصْلَاح ابْن قُتَيْبَة وَأهل الْمَدِينَة يسمون الْموضع الَّذِي يجفف فِيهِ التَّمْر مربدا أَيْضا وَأَصله من الْإِقَامَة واللزوم من قَوْلهم ربد بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ فِيهِ موتَة بِضَم الْمِيم وهمز الْوَاو وَنصب التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَآخِرهَا هَاء كَذَا يَقُوله الْفراء وثعلب بِالْهَمْز مَوضِع بِالشَّام حَيْثُ الْتَقت جيوش الْمُسلمين وهرقل وَقتل جَعْفَر بن أبي طَالب وَزيد بن حَارِثَة وَعبد الله بن رَوَاحَة وَمن قتل مَعَهم من الْمُسلمين وَأكْثر الروَاة يَقُولُونَهُ بِغَيْر همز مهزور ومذينيب بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْهَاء وزاي مَضْمُومَة وَآخره رَاء ومذينيب بِضَم الْمِيم وَفتح الذَّال الْمُعْجَمَة وبنون بَين يائين بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره بَاء بِوَاحِدَة هما وَاديا الْمَدِينَة الَّتِي عَلَيْهِمَا سقى أموالها قَالَ أَبُو عبيد مهزور هُوَ وَادي بني قُرَيْظَة المشلل يضم الْمِيم وَفتح الشين الْمُعْجَمَة بِقديد من نَاحيَة الْبَحْر وَهُوَ الْجَبَل الَّذِي يهْبط مِنْهُ إِلَى قديد (الْمُريْسِيع) بِضَم الْمِيم وَفتح الرَّاء وَسُكُون الْيَاء وَكسر السِّين بعْدهَا وَآخره عين مُهْملَة المعصب بتَشْديد الصَّاد الْمُهْملَة وَعين مُهْملَة كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ عَن الْجِرْجَانِيّ وَرِوَايَة البَاقِينَ الْعصبَة بِضَم الْعين وَسُكُون الصَّاد مَوضِع بفنائه نزل الْمُهَاجِرُونَ الْأَولونَ كَذَا فسره البُخَارِيّ المصيصة جَاءَ ذكرهَا فِي بَاب صفة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي البُخَارِيّ بِكَسْر الْمِيم وَتَخْفِيف الصَّاد وَضَبطه بَعضهم بشدها بطن محسر تقدم فِي الْبَاء بير مَعُونَة بِضَم الْعين ذكرت فِي حرف الْبَاء (المداين الْمقْبرَة) بِفَتْح الْمِيم وَيُقَال بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا جَاءَت فِي الحَدِيث فِي غير مَوضِع يُرَاد بهَا مَوضِع الْمَقَابِر وَهُوَ البقيع بِالْمَدِينَةِ والجبانة (مخاليف الْيمن) الْوَاحِد مخلاف هُوَ كالأقليم والكور فِي غَيرهَا مَسْجِد بني زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي مَضْمُومَة مصغر على نَحْو ميل من الْمَدِينَة بنوا مُعَاوِيَة قَالَ الْجَوْهَرِي قَرْيَة من قرى الْأَنْصَار ذَكرنَاهَا فِي الْبَاء وهم بَنو حديلة مرو مَدِينَة مَشْهُورَة من بِلَاد خُرَاسَان ينْسب إِلَيْهَا مروري مسموع غير مقيس (مَنَاة) اسْم صنم نَصبه عَمْرو بن لحي بِجِهَة الْبَحْر مِمَّا يَلِي قَدِيما بالمشلل وَكَانَت الأزد وغسان تهل لَهَا وتحجها وَكَذَا جَاءَ معنى هَذَا فِي الحَدِيث فِي الْحَج وَقَالَ الْكَلْبِيّ كَانَت مَنَاة صَخْرَة لهذيل بِقديد فصل مُشكل الْأَسْمَاء فِي هَذَا الْحَرْف والكنى عبد الرَّحْمَن بن الْمُجبر بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَتَشْديد الْبَاء بِوَاحِدَة وَقَالَ فِيهِ الزبير الْمُجبر بتَخْفِيف الْجِيم وَالْبَاء وَاسم الْمُجبر عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْخطاب وَلَيْسَ فِي مشهوري رُوَاة الحَدِيث ثَلَاثَة فِي نسب اسمهم عبد الرَّحْمَن غَيره وَهُوَ أَيْضا الْمُجبر إِذا ذكر فِيهَا غير مَنْسُوب وَلَا مُسَمّى وَسمي بذلك لِأَنَّهُ سقط فَكسر فجبر وَقيل بل توفّي أَبوهُ وَهُوَ حمل فَسُمي بذلك لَعَلَّ الله يجْبرهُ وَيشْتَبه بِهِ بدل بن (المحبر) مثله إِلَّا أَنه بحاء مُهْملَة كَمَا ذَكرْنَاهُ أَولا وَيقرب مِنْهُ نعيم بن عبد الله (المجمر) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْجِيم بعْدهَا مِيم مسكورة كَانَ أَبوهُ يجمر الْمَسْجِد أَي يبخره عِنْد قعُود عمر بن الْخطاب على الْمِنْبَر فالمجمر نعت لِأَبِيهِ لكنه قد شهر هُوَ بِهِ حَتَّى قيل نعيم المجمر وَيُقَال أَيْضا المجمر بِفَتْح الْجِيم وَالْأول أَكثر والمسور وَابْن الْمسور حَيْثُ وَقع بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون السِّين ومجزز المدلجي بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَكسر الزَّاي الأولى مُشَدّدَة كَذَا جَاءَ فِي الْأُصُول وَكَذَا قَيده الجياني وَابْن مَاكُولَا وَغَيرهمَا وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ وَعبد الْغَنِيّ عَن ابْن جريج أَنه قَالَ فِيهِ مُحرز بِسُكُون الْحَاء

(منبه)

الْمُهْملَة وَرَاء أَولا مَكْسُورَة كَذَا قَالَه الجياني وَأَبُو عمر الْحَافِظ وَفِي بعض نسخ كِتَابَيْهِمَا وَالَّذِي قيدناه عَنْهُمَا عَن القَاضِي الشَّهِيد فِيمَا ذكرَاهُ عَن ابْن جريج أَنه غنما كَانَ يَقُول فِيهِ مجزز بِفَتْح الزَّاي وَقَالَ عبد الْغَنِيّ الْكسر الصَّوَاب لِأَنَّهُ جز نواصي قوم وعلقمة بن مجزز وَهُوَ ابْنه مثله وبالفتح قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَلم يذكر هُوَ وَلَا غَيره أَنه ابْنه وَإِنَّمَا ذكروهما على أَنَّهُمَا رجلا وَهُوَ ابْنه لاشك وَفِي البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي وعلقمة بن مُحرز بِسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وأولاهما رَاء مَكْسُورَة كَذَا لكافة الروَاة وَكَذَا قَيده ابْن السكن والحموي وَالْمُسْتَمْلِي والأصيلي وَفِي نُسْخَة عَن النَّسَفِيّ وَقَيده بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ مجزز بجيم وزايين وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا قَالَه عبد الْغَنِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مَأْكُولا لَكنا ضبطناه من كتاب شَيخنَا الشَّهِيد أبي عَليّ فِي كتاب الدَّارَقُطْنِيّ بِفَتْح الزَّاي الأولى وَضَبطه ابْن مَأْكُولا بِكَسْرِهَا وَقد ذكرنَا أَنه ابْن الأول وَأَنه الصَّوَاب وَصَفوَان بن مُحرز ومحرز بن عون وَعبد الله بن مُحرز هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة بِسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَالْأولَى رَاء مَكْسُورَة وَعبيد الله بن مُحَرر بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة ورائين أولاهما مَفْتُوحَة مُشَدّدَة ذكره مُسلم فِي صدر كِتَابه فِي موضِعين كَذَا ضبطناه عَن التَّمِيمِي والجياني وَعَن الْأَسدي والسمرقندي فِي أَسمَاء المتهمين وَعَن كَافَّة الشُّيُوخ والرواة فِي حَدِيث ابْن الْمُبَارك بعده وَرَوَاهُ كَافَّة الروَاة فِي الأول مُحرز بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْحَاء وَكسر الرَّاء وَآخره زَاي وَكَذَا كَانَ أَيْضا عِنْد القَاضِي أبي عَليّ عَن العذري فِي حَدِيث ابْن الْمُبَارك وَهُوَ عِنْد متقني الْحفاظ غلط وَوهم وَصَوَابه مُحَرر بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وراءين مهملتين أولاهما مَفْتُوحَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَقَيده كَذَلِك الْأَمِير فِي إكماله والحافظ أَبُو عَليّ الجياني فِي كِتَابه وعَلى الصَّوَاب رَوَاهُ لنا الْأَسدي عَن السَّمرقَنْدِي ومعتمر بن سُلَيْمَان هَذَا وَحده بتاءزائدة وَمن عداهُ معمر مِنْهُم أَبُو معمر وَمعمر بن رَاشد وَغَيره بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين إِلَّا معمر بن سَام بن يحيى وَهُوَ معمر بن سَام فَاخْتلف فِيهِ فَقيل كَذَلِك وَكَذَا قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَغَيره وَقيل فِيهِ معمر بِضَم الْمِيم وَفتح الْعين وَتَشْديد الْمِيم الثَّانِيَة وَكَذَا قَيده عبد الْغَنِيّ وَذكر الْحَاكِم معمر بن عبد الله بن نَافِع بن نَضْلَة قَالَ وَهُوَ ابْن أبي معمر أَيْضا وَاخْتلف رُوَاة البُخَارِيّ فِي اسْم رجل وهم أَكْثَرهم فِيهِ وَهُوَ مَا جَاءَ فِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب رجل آتَاهُ الله الْقُرْآن وَفِي بَاب الْجِزْيَة وَالْمُوَادَعَة نَا الْفضل بن يَعْقُوب نَا عبد الله بن جَعْفَر الرقي نَا الْمُعْتَمِر ابْن سُلَيْمَان نَا سعيد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ كَذَا للقابسي وَابْن السكن والأصيلي وَأبي ذَر فِي الْمَوْضِعَيْنِ والْحَدِيث بِسَنَد وَأحد حَدِيث الْمُغيرَة فِي حَرْب فَارس إِلَّا أَنه اخْتَصَرَهُ فِي التَّوْحِيد قَالُوا وَهُوَ وهم وَصَوَابه المعمر بن سُلَيْمَان وَهُوَ الرقي وَكَذَا كَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ فأقحم عَلَيْهِ التَّاء وَأَصْلحهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَقَالَ الْمُعْتَمِر صَحِيح وَهُوَ الَّذِي يرْوى عَنهُ الرقي فَهُوَ رقي عَن رقي والرقي لَا يرْوى عَن الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ التَّمِيمِي وَلم يذكر الْحَاكِم وَلَا الْبَاجِيّ فِي رجال البُخَارِيّ المعمر بن سُلَيْمَان الرقي وَذكر الْبَاجِيّ عبد الله بن جَعْفَر فَقَالَ يرْوى عَن الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان وَلم يذكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ لِابْنِ جَعْفَر الرقي رِوَايَة عَن الْمُعْتَمِر ووهب بن (مُنَبّه) وَهَمَّام بن مُنَبّه بِضَم الْمِيم وَفتح النُّون بعْدهَا وَكسر الْبَاء بِوَاحِدَة وَيعْلي بن (منية) وَابْنه صَفْوَان بن يعلي بن منية بِضَم الْمِيم وَسُكُون النُّون وَفتح الْيَاء بِاثْنَيْنِ تحتهَا وَيُقَال فِيهِ ابْن أُميَّة وهما صَحِيحَانِ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ منية أمه وَأُميَّة أَبوهُ وَقَالَ ابْن وضاح منية أَبوهُ وَوهم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة

وَمَعْقِل بن عبد الله الْمُزنِيّ تَابِعِيّ عَن عَليّ وَكَعب بن عجْرَة وثابت بن الضَّحَّاك وعدي بن حَاتِم يرْوى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَكَذَلِكَ ابْن معقل حَيْثُ وَقع وَمَعْقِل فِيهَا بِفَتْح الْمِيم وَعين مُهْملَة سَاكِنة بعْدهَا قَاف مَكْسُورَة وَعبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ لَهُ صُحْبَة يرْوى عَنهُ عبد الله بن بُرَيْدَة وَمُعَاوِيَة بن قُرَّة ومطرف بن عبد الله وَسَعِيد بن جُبَير وَعقبَة بن صَفْوَان وَحميد بن هِلَال وَبنت معوذ وَابْن معوذ وموعذ بِضَم الْمِيم وَفتح الْعين وَاخْتلف فِي الْوَاو فضبطناه عَليّ أبي بحرعن القَاضِي الْكِنَانِي بِفَتْح الْوَاو وَحكى عَنهُ أَنه لَا يُجِيز الْكسر وَأما القَاضِي أَبُو عَليّ وَغَيره فَذكر لنا فِيهِ الْوَجْهَيْنِ مَعًا ومعرف بن وَاصل بِفَتْح الْعين وَكسر الرَّاء كَذَا ضبطناه عَنْهُم وَبَعض الروَاة بِفَتْح الرَّاء وَكَذَلِكَ قيدناه عَن التَّمِيمِي بِفَتْح الرَّاء وَقَيده بَعضهم بِالْوَجْهَيْنِ وَحكى بَعضهم إِن الْحَاكِم قَالَ فِيهِ مَعْرُوف وَلم يَقع فِي نسختنا عَنهُ فِيهِ إِلَّا كَمَا وَقع فِي مُسلم معرف وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ ومطرف بن الشخير وَمُحَمّد بن مطرف ومطرف بن طريف ومطرف الْمدنِي أَبُو مُصعب صَاحب مَالك بميم مَضْمُومَة وطاء مُهْملَة وَلَيْسَ بِأبي مُصعب الزُّهْرِيّ هَذَا مطرف بن عبد الله اليساري وَاسم ذَلِك أَحْمد ومطر الْوراق بِفَتْح الْمِيم والطاء وَكَذَلِكَ مطرف بن الْفضل وَمُضر وَابْن مُضر حَيْثُ وَقع بضاد مُعْجمَة والمقدام بن معدي كرب بِكَسْر الْمِيم كندي والمقدام بن شُرَيْح مثله آخر هما مِيم وَمصْعَب بن الْمِقْدَام كَذَلِك وَاحْمَدْ بن مِقْدَام والمقداد آخِره دَال ابْن عمر والبهراني وَيُقَال أَيْضا الْكِنْدِيّ وَقد جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ بهما وَهُوَ الْمِقْدَاد بن الْأسود وَنسبه فِي بهراء صَحِيح وَله نسب بكندة حلف أَو مَا شاكله وَأَبوهُ عمر وَحَقِيقَة وَقيل لَهُ ابْن الْأسود لِأَن الْأسود بن عبد يَغُوث من قُرَيْش كَانَ تبناه فِي الْجَاهِلِيَّة وَقد بَينا هَذَا فِي حرف الْألف وَفِي أَسمَاء من شهد بَدْرًا مقداد بن عَمْرو الْكِنْدِيّ كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والنسفي وَالْمُسْتَمْلِي وَعند عَبدُوس والقابسي والحموي وَأبي الْهَيْثَم الْمِقْدَام وَهُوَ هُنَا خطأ إِنَّمَا هُوَ الْمِقْدَاد الْمَذْكُور أَولا وَطَلْحَة بن مصرف بصاد مُهْملَة مَفْتُوحَة وزهدم بن مضرب على وَزنه إِلَّا أَنه بضاد مُعْجمَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَشَدَّاد بن معقل بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْقَاف وَكَذَلِكَ معقل ابْن يسَار وَمجمع وَابْن مجمع حَيْثُ وَقع بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَاخْتلف فِي الْمِيم الثَّانِيَة فضبطناه عَن القَاضِي أبي عَليّ وَغَيره بِفَتْحِهَا وَكسرهَا وضبطناه عَن الْأَسدي عَن الْكِنَانِي بِالْكَسْرِ لَا غير وَكَانَ يُنكر الْفَتْح والمفيد بِضَم الْمِيم وَفَاء مَكْسُورَة وَيشْتَبه بِهِ المعبد بن الْمِقْدَاد كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة أبي ذَر فِي بَاب مكث الإِمَام فِي مُصَلَّاهُ وَلغيره فِي سَائِر الْمَوَاضِع معبد والمعرور بن سُوَيْد والبراء بن معْرور بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين ورائين مهملتين وَكَذَلِكَ مَرْحُوم بِفَتْح الْمِيم وَابْن مَرْحُوم بحاء مُهْملَة مَضْمُومَة كَذَلِك ومحمية بن جزي بِسُكُون الْعين ورائين مهملتين وَكَذَلِكَ مَرْحُوم بِفَتْح الْمِيم وَابْن مَرْحُوم بحاء مُهْملَة مَضْمُومَة كَذَلِك ومحمية بن جزي بِسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم الثَّانِيَة وَفتح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة وَبَنُو مغالة مَفْتُوحَة الْمِيم وغين مُعْجمَة قَالَ الزبير بن بكار إِذا كنت بخاتمة البلاط فَكل مَا عَن يَمِينك بَنو مغالة وفيهَا مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمَا عَن يسارك بَنو حديلة ومارية بِكَسْر الرَّاء وياء مَفْتُوحَة مُخَفّفَة ومليح ابْن عبد الله بِفَتْح الْمِيم وَكَذَلِكَ أَبُو الْمليح بِكَسْر اللَّام وفروة بن أبي المغراء بكسون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَرَاء مُهْملَة ممدودة وماعز وَأَبُو مَاعِز بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَآخره زَاي وَابْن مرْجَانَة بجيم وَنون بعد الْألف والماجشون وَابْن

(ومورق)

الْمَاجشون بِكَسْر الْجِيم وَضم الشين الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهُ المورد لحمرة وَجهه وَقيل غير ذَلِك بِفَتْح الْمِيم هَؤُلَاءِ كلهم ومجزاة بن زَاهِر بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا بَعضهم وبسكون الْجِيم وَفتح الزَّاي وَسُكُون الْألف كَذَا يَقُوله المحدثون غير مَهْمُوز وَقَالَ الجياني هُوَ مَهْمُوز مَفْتُوح الْهمزَة وَالْمِيم ومُوسَى بن ميسرَة بِفَتْح الْمِيم وَكَذَلِكَ أَبُو معشر الْعَطَّار وَعَطَاء ابْن ميناء وَسَعِيد بن ميناء بِكَسْر الْمِيم بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بعْدهَا نون مَفْتُوحَة يمد وَيقصر وَابْن مثنى بِضَم الْمِيم وثاء مُثَلّثَة بعْدهَا نون مُشَدّدَة وَيُونُس بن مَتى بشد التَّاء مَقْصُور وَابْن مَظْعُون بِظَاء مُعْجمَة ومخلد وَابْن مخلد بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَلَيْسَ فِيهَا خلَافَة إِلَّا مسلمة بن مخلد صَحَابِيّ فَهَذَا بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء وَابْن موهب بفتحهما ومعدان ومرثد وَأَبُو مرْثَد بِفَتْح الْمِيم والثاء الْمُثَلَّثَة وَرَاء سَاكِنة وممطور بِفَتْح الْمِيم الأولى وطاء مُهْملَة ويوسف بن مَاهك بِفَتْح الْهَاء وَابْن منيع بِكَسْر النُّون ومرار بن حموية أَبُو أَحْمد جَاءَ فِي رِوَايَة ابْن السكن هَذَا براءين وَفتح الْمِيم وَمُرَاد الْقَبِيلَة بِضَم الْمِيم وَآخره دَال وَمِمَّا يشكل أَيْضا مِمَّا مِيم أَوله مَضْمُومَة مغيث زوج بَرِيرَة بِكَسْر الْغَيْن العجمة وَآخره ثاء مُثَلّثَة وَعبيدَة بن معتب بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَقد يُقَال فِي هَذَا الِاسْم حَيْثُ يكون بِالسُّكُونِ وَنسَاء بن مكمل بِضَم الْمِيم الأولى وَسُكُون الْكَاف وَالْمِيم الثَّانِيَة فِيهَا الْوَجْهَانِ الْفَتْح وَالْكَسْر وَإِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَنون بعد الْمِيم وتاء بِاثْنَتَيْنِ بعْدهَا والمستمر بتَشْديد الرَّاء عَن أبي نَضرة الْمُسْتَوْرد بِالسِّين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء وَابْن مكرم بِسُكُون الْكَاف حَيْثُ وَقع وَفتح الرَّاء وَعبد السَّلَام بن مطهر بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة ومسيلمة بِكَسْر اللَّام وَالقَاسِم بن مخيمرة بخاء مُعْجمَة وياء سَاكِنة وَالْمِيم الثَّانِيَة مَكْسُورَة وَرَاء مُهْملَة وَعبد الله بن مُنِير بِكَسْر النُّون وَآخره رَاء وَيُقَال الْمُنِير أَيْضا وَابْن مقرن وَبَنُو مقرن بِفَتْح الْقَاف وَكسر الرَّاء وهم جماع وَبَنُو المصطلق من خُزَاعَة بِكَسْر اللَّام ومقدم بن مُحَمَّد بِفَتْح الْقَاف وَالدَّال وَمثله عمر ابْن عَليّ بن مقدم ومؤمل بِفَتْح الْمِيم الثَّانِيَة وَمُعَاوِيَة بن مزرد بِفَتْح الزَّاي وَكسر الرَّاء وَآخره دَال مُهْملَة وَيزِيد مولى المنبعث بنُون بعد الْمِيم وَآخره ثاء مُثَلّثَة وَابْن معيقب وَيُقَال معيقيب بِزِيَادَة يَاء وَعلي بن مسْهر ومسدد ابْن مسرهد بِضَم الميمين فيهمَا وَفتح الدَّال وَالْهَاء مِنْهُمَا وَأَبُو المحياة بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد الْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَكثير بن مدرك بِسُكُون الدَّال وَكسر الرَّاء وَابْن أبي معيط آخِره طاء مُهْملَة والمطعم بن عدي بِكَسْر الْعين وَالْمطلب وَعبد الْمطلب وَابْن الْمطلب بتَشْديد الطَّاء وَكسر اللَّام وَعبيد الْمكتب وحسين الممكتب بِسُكُون الْكَاف أَي معلم الْكتاب ومحاضر بضاد مُعْجمَة ابْن الْمُوَرِّع بتَشْديد الرَّاء الْمَكْسُورَة وَآخره عين مُهْملَة وَهُوَ أَبُو الْمُوَرِّع أَيْضا وَقد تقدم فِي الْألف بِضَم الْمِيم فِي اسْمه وكنيته وَاسم أَبِيه وَكَذَلِكَ كنية تَوْبَة بن أبي أسيد أَبُو الْمُوَرِّع بِضَم الْمِيم فِي جَمِيع مَا ذَكرْنَاهُ (ومورق) الْعجلِيّ بِكَسْر الرَّاء مُشَدّدَة (وَالْمقنع) بشد النُّون الْمَفْتُوحَة وَابْن (محيريز) الأول رَاء وَالْآخر زَاي وَابْن أبي (الْمخَارِق) بخاء مُعْجمَة (وَمُسلم) حَيْثُ وَقع فِيهَا بِضَم الْمِيم وَسُكُون السِّين وَكسر اللَّام وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ (ومساور) بسين مُهْملَة مَكْسُورَة الْوَاو وَآخره

فصل الاختلاف والوهم غير ما تقدم

رَاء وَصَفوَان ابْن (الْمُعَطل) بِفَتْح الْعين والطاء الْمُهْملَة ومعاذة ومعاذ وَابْن معَاذ بذال مُعْجمَة كل هَؤُلَاءِ بِضَم مِيم أَوَّلهمْ وَمِمَّنْ أول اسْمه مِيم مَكْسُورَة ملك بن (مغول) بِسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة (وَمِكْرَز) بِفَتْح الرَّاء وَآخره زَاي وَابْن مرسي بِسُكُون الرَّاء وسين مُهْملَة مَقْصُور وَفتح الْبَعْض شُيُوخنَا أَوله وَبسر بن (محجن) بِسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا جِيم مَفْتُوحَة (ومنجاب) بن الْحَارِث بنُون سَاكِنة وجيم وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَأم حرَام بنت (ملْحَان) بِسُكُون اللَّام وحاء مُهْملَة وَضَبطه بعض شُيُوخنَا بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا مَعًا وَالْكَسْر أشهر وَأعرف (ومسعر) بِسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْعين وَابْن (مقسم) بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَأَبُو (مجلز) واسْمه حميد بن لَاحق بِفَتْح اللَّام وَكسر الْمِيم وَآخره زَاي وَذكر أَبُو دَاوُود أَن حمادا كَانَ يَقُوله بِفَتْح الْمِيم وَمُحَمّد بن (مهْرَان) وَمَيْمُون بن مهْرَان وعكاشة بن (مُحصن) وَكلهمْ بِكَسْر الْمِيم وَأم قيس بنت مُحصن أُخْته وَقيل غير هَذَا وَوجدت الْأصيلِيّ ضبط اسْم أَبِيهَا بِضَم الْمِيم وَكسرهَا (ومصدع) كَذَلِك بِكَسْر الْمِيم (ومصك) مثله فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم غير مَا تقدم سعيد بن الْمسيب كَذَا اشْتهر اسْمه بِفَتْح الْيَاء وَذكر لنا شَيخنَا القَاضِي أَبُو عَليّ عَن ابْن الْمَدِينِيّ وَوَجَدته بِخَط مكي بن عبدا لرحمن الرضي كَاتب أبي الْحسن الْقَابِسِيّ وَهُوَ لنا عَنهُ رِوَايَة بِسَنَدِهِ عَن ابْن الْمَدِينِيّ إِن هَذَا قَول أهل الْعرَاق وَأما أهل الْمَدِينَة فَيَقُولُونَ الْمسيب بِكَسْر الْيَاء قَالَ القَاضِي أَبُو عَليّ وَذكر لنا أَنه يكره من يفتح اسْم أَبِيه وَغَيره بِفَتْح الْيَاء بِغَيْر خلاف مِنْهُم الْمسيب بن رَافع وَابْنه الْعَلَاء بن الْمسيب وَمحل بن خَليفَة الطَّائِي بِكَسْر الْحَاء وَضم أَوله كَذَا عِنْد أَكْثَرهم وَضَبطه ابْن أبي صفرَة بِفَتْحِهَا بِالْوَجْهَيْنِ قيدناه على القَاضِي التَّمِيمِي ومليكة جدة أنس بِضَم الْمِيم وَفتح اللَّام كَذَا عِنْد كافتهم وَذكر عَن الْأصيلِيّ فِيهِ فتح الْمِيم وَكسر اللَّام وَلَا يَصح وَأَبُو الْمنَازل بِضَم الْمِيم كنية خَالِد الْحذاء ذكره فِيهَا وَكَذَا ضبطناه بِالضَّمِّ وَهُوَ الْمَعْرُوف وَكَذَا قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَعبد الْغَنِيّ والحفاظ لَكِن الْبَاجِيّ ذكرانه قراه عَليّ أبي ذَر بِفَتْح الْمِيم قَالَ وَالضَّم أظهر ومحيصة وَابْن محيصة بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء مصغر وَيُقَال بِكَسْر الْيَاء وتشديدها أَيْضا وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالْقَوْلَان معروفان وَجَاء فِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي عَن ابْن المرابط محيصة بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْحَاء وَهُوَ وهم وَالله أعلم ومخول بن رَاشد بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْوَاو وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَضَبطه الْجُمْهُور مخول بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء وَشد الْوَاو وَكَذَا ذكره الْبَاجِيّ وَالْحَاكِم وَأَبُو مراوح كَذَا ذكره مُسلم فِي كتاب اللّعان وَغَيره بِضَم الْمِيم وَآخره حاء وَوَقع للعذري فِي مَوضِع أَبُو مرواح بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَتَقْدِيم الْوَاو وَالْأول الصَّوَاب وَكَذَا ذكره مُسلم فِي كتاب الكنى وَأَبُو عبد الله الْحَاكِم وَغَيرهمَا وَفِي كتاب الاستيذان شُعْبَة عَن أبي مسلمة عَن أبي نَضرة وَبشر ابْن الْمفضل عَن أبي مسلمة كَذَا ضبطناه عَن كافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بعض نسخ مُسلم عَن أبي مسلمة بِضَم الْمِيم وَكسر اللَّام وبالوجهين كَانَا فِي كتاب ابْن عِيسَى وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أَبُو مسلمة سعيد بن يزِيد بن مسلمة الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وكناه فِي بَاب النِّعَال من صَحِيحه وَفِي التَّارِيخ الْكَبِير وَذكره فِي الصَّلَاة

فَقَالَ عَن أبي مسلمة وَفِي عَلَامَات النبوءة نَا عبد الله بن مُنِير كَذَا لَهُم وَعند أبي زيد الْمروزِي ابْن منيب وَفِي عرضة مَكَّة مُنِير كَمَا للْجَمَاعَة وَعبد الرَّحْمَن بن مل بِضَم الْمِيم كَذَا قَالَ أَبُو ذَر والصوري والباجي وَكَانَ ابْن عبد الْبر وَغَيره يَقُوله بِكَسْر الْمِيم وَحكى أَبُو عَليّ فِيهِ الْوَجْهَيْنِ وَاللَّام مُشَدّدَة وَهُوَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ فصل مِنْهُ وَفِي التِّجَارَة فِي الْبَحْر وَقَالَ مطر كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند الْحَمَوِيّ وَقَالَ مطرف وَقد نسبه أَبُو ذَر فَقَالَ وَقَالَ مطر بن طهْمَان الْوراق وَفِي بَاب من قتل ببدر نَا شُرَيْح بن مسلمة كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن شُرَيْح ابْن سَلمَة دون مِيم وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب ابْن مسلمة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي غير الْبَاب وَفِي فضل بني تَمِيم نَا حَامِد بن عمر البكراوي نَا مسلمة بن عَلْقَمَة الْمَازِني كَذَا لَهُم وَفِي بعض رِوَايَات ابْن ماهان نَا سَلمَة بن عَلْقَمَة وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث جَابر وَهُوَ يطْلب المجدي ابْن عمر وَكَذَا لكافتهم وَفِي كتاب ابْن عِيسَى النجدي بالنُّون وَالْأول الصَّوَاب وَكَذَا ذكره غير مُسلم وَهُوَ المجدي ابْن عمر والجهني وَفِي أَسمَاء أهل بدر الْمِقْدَاد بن عَمْرو الْكِنْدِيّ كَذَا لعامة رُوَاة البُخَارِيّ وَعند الْقَابِسِيّ الْمِقْدَام ابْن عمر والكندي وَهُوَ خطأ الصَّوَاب الأول لِأَن الْمِقْدَام إِنَّمَا هُوَ ابْن معدي كرب لَا ابْن عَمْرو وَقد بيناهما قبل فِي الْبَاب وَفِي إِخْبَار بني إِسْرَائِيل فِي حَدِيث الَّذِي وصّى أَهله أَن يحرقوه قَالَ نَا مُسَدّد نَا أَبُو عوَانَة قَالَ نَا عبد الْملك وَقَالَ يَوْمًا رَاحا كَذَا لجميعهم وَعند الْحَمَوِيّ نَا مُوسَى مَكَان مُسَدّد وَفِي ذكر بني تَمِيم نَا حَامِد بن عمر نَا مسلمة ابْن عَلْقَمَة الْمَازِني إِمَام مَسْجِد دَاوُود كَذَا لعامة رُوَاة مُسلم وَعند بَعضهم سَلمَة بن عَلْقَمَة وَالَّذِي عِنْد إِثْبَات شُيُوخنَا مسلمة وَسَلَمَة بن عَلْقَمَة بصرى خرج عَنهُ البُخَارِيّ وَفِي الْحَج أَن قُريْشًا حالفت على بني هَاشم وَبني الْمطلب كَذَا هُوَ وَهُوَ الصَّوَاب وَجَاء فِي بعض نسخ مُسلم وَبني عبد الْمطلب وَهُوَ وهم وَفِي كتاب التَّوْحِيد فِي الْبَاب يُرِيدُونَ أَن يبدلوا كَلَام الله البُخَارِيّ نَا معَاذ بن أَسد قَالَ الْقَابِسِيّ لَا أعرف معَاذ بن أَسد وَإِنَّمَا هُوَ معلي بن أَسد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كِلَاهُمَا مَشْهُور مَعْرُوف معَاذ بن أَسد روى عَنهُ البُخَارِيّ هُنَا وَفِي الصَّلَاة وَهُوَ أَبُو عبد الله الْمروزِي انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ ومعلي بن أَسد بن الْهَيْثَم مَشْهُور أَيْضا خرجا عَنهُ مَعًا وَفِي بَاب الصّرْف نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا وَكِيع نَا إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي كَذَا لكافتهم وَعند ابْن الْحذاء إِسْمَاعِيل بن صَالح الْعَبْدي وهووهم قَالَ البُخَارِيّ إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ سمع أَبَا المتَوَكل وَالْحسن وَذكر لَهُ رِوَايَة عَن مُحَمَّد بن وَاسع سمع مِنْهُ وَكِيع وَأَبُو نعيم وفس بَاب من يعْمل سوء أيجز بِهِ نَا سُفْيَان عَن ابْن مُحَيْصِن كَذَا لَهُم وَعند العذري ابْن محيص بِغَيْر نون وَقَالَ آخر الحَدِيث قَالَ مُسلم هُوَ عمر بن عبد الرَّحْمَن بن محيصة وَعند العذري هُنَا ابْن محيص أَيْضا وَفِي كتاب ابْن عِيسَى ابْن مُحَيْصِن وَسقط عِنْد العذري عمر بن وَعِنْده قَالَ مُسلم عبد الرَّحْمَن بن مُحَيْصِن وَالصَّوَاب عمر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَيْصِن بالنُّون وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ قَالَ وَهُوَ أَبُو حَفْص الْمَكِّيّ السَّهْمِي الْقرشِي وَفِي بَاب أَسْمَائِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَوْله وَفِي حَدِيث عقيل قلت لِلزهْرِيِّ وَمَا العاقب كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَعند التَّمِيمِي عَن الجياني وَفِي حَدِيث معمر مَكَان عقيل وَكَذَا لِابْنِ ماهان وَفِي خبر ابْن صياد عِنْد أَطَم بني مغالة كَذَا الْمَعْرُوف وَذكره مُسلم فِي حَدِيث الْحلْوانِي بني مُعَاوِيَة وَبَنُو مُعَاوِيَة غير بني مغالة

فصل في الاختلاف والوهم الواقع فيها فيمن اسمه محمد أو في نسبه

أَرض الْمَدِينَة على نِصْفَيْنِ لبطنين من الْأَنْصَار وهم بَنو مُعَاوِيَة وَبَنُو مغالة وَقد ذَكَرْنَاهُمْ فِي حرف الْبَاء فِي بَاب الْمَوَاضِع والأمكنة وَفِي بَاب إسباغ الْوضُوء تا إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء إِسْحَاق بن مثنى وَهُوَ وهم قَبِيح وَقَالَ فِي بَاب من آوى مُحدثا فِي كتاب الِاعْتِصَام قَالَ عَاصِم وَأَخْبرنِي مُوسَى بن انس قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا وهم من البُخَارِيّ أَو من أبي سَلمَة وَقَالَ فِيهِ مُسلم نَا النَّضر بن أنس وَفِي بَاب فَضَائِل الْحَج المبرور نَا وَكِيع عَن مسعر وسُفْيَان كَذَا لَهُم وَفِي نُسْخَة عَن ابْن الْحذاء عَن معمر مَكَان مسعر وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب أَن بِلَالًا يُنَادي بلَيْل نَا ابْن مثنى نَا أَبُو دَاوُود نَا شُعْبَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء نَا ابْن نمير وَهُوَ عِنْدهم خطأ وَفِي بَاب هَل يخرج الْمَيِّت من الْقَبْر جَابر عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن جَابر كَذَا للنسفي وللفربري عَن عَطاء مَكَان عَن مُجَاهِد وَالِاخْتِلَاف فِي اسْم ملك ابْن بُحَيْنَة مَذْكُور فِي حرف الْمِيم كَذَا جَاءَ ذكره مرّة فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمرَّة سَمَّاهُ عبد الله ابْن بُحَيْنَة قَالَ الدِّمَشْقِي أهل الْحجاز يسمونه عبد الله وَأهل الْعرَاق يسمونه مَالِكًا وَذكر البُخَارِيّ الْقَوْلَيْنِ وَقيل عبد الله بن ملك ابْن بُحَيْنَة وَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ بأتم فِي حرف الْعين فصل فِي الِاخْتِلَاف وَالوهم الْوَاقِع فِيهَا فِيمَن اسْمه مُحَمَّد أَو فِي نسبه فِي حَدِيث خطْبَة الْجُمُعَة نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر نَا شُعْبَة عَن حبيب عَن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن معن كَذَا لَهُم وَفِي نُسْخَة عَن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن معمر وَفِي فضل صلَة الرَّحِم نَا بهز نَا شُعْبَة نَا ابْن عُثْمَان عبد الله بن موهب كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عُثْمَان وَقَالَ فِي كتاب الزَّكَاة نَا مُحَمَّد بن عُثْمَان وَكَذَا ذكره مُسلم فِي كتاب الْإِيمَان من رِوَايَة شُعْبَة وَذكره من رِوَايَة غَيره عَمْرو بن عُثْمَان قَالَ الْقَابِسِيّ وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عُثْمَان غير مَحْفُوظ إِنَّمَا هُوَ عَمْرو بن عُثْمَان وَقَالَ الْبَاجِيّ ذكر أَبُو عبد الله بن البيع فِي رجال البُخَارِيّ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله بن موهب كَمَا جَاءَ فِي الأَصْل قَالَ الْبَاجِيّ وَإِنَّمَا أتبع فِي ذَلِك لفظ الكتات وَصَوَابه عَمْرو بن عُثْمَان وهم فِي اسْمه شُعْبَة فنقله على ذَلِك البُخَارِيّ قَالَ البُخَارِيّ وأخشى أَن يكون مُحَمَّد غير مَحْفُوظ وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرو قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلم يَقع عِنْدِي فِي كتاب الْحَاكِم إِلَّا عَمْرو وَفِي بَاب عَمْرو أدخلهُ وَلم يدْخلهُ فِي بَاب مُحَمَّد خلاف مَا قَالَه الْبَاجِيّ إِلَّا أَن يكون أصلحه بعض الروَاة فَوَقع إِلَيْنَا من ذَلِك الْوَجْه وَلَو كَانَ فِيهِ كَمَا قَالَه الْبَاجِيّ لنبه عَلَيْهِ عبد الْغَنِيّ والكلاباذي وهما لم يذكراه وَفِي بَاب كتب عَلَيْكُم الصّيام نَا البُخَارِيّ نَا مَحْمُود أَنا عبيد الله بن مُوسَى كَذَا للمروزي وَغَيره وَفِي أصل الْأصيلِيّ مُحَمَّد مَكَان مَحْمُود وَكتب عَلَيْهِ مَحْمُود لأبي زيد فَدلَّ أَن رِوَايَته عَن غَيره مَا فِي كِتَابه وَهُوَ وهم وَمثله فِي تَفْسِير ن والقلم نَا مَحْمُود نَا عبيد الله عَن إِسْرَائِيل كَذَا لكافتهم وَعند الْمُسْتَمْلِي مُحَمَّد وَالصَّوَاب فيهمَا مَحْمُود وَهُوَ مَحْمُود بن غيلَان أَبُو أَحْمد الْمروزِي الْعَدوي مَوْلَاهُم وَفِي خبر الدَّجَّال نَا مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ نَا الْوَلِيد بن مُسلم كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَعند ابْن ماهان نَا مُحَمَّد بن صَفْوَان وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الصَّلَاة على الْمُنَافِقين نَا مُسلم نَا مُحَمَّد بن مثنى وَعبيد الله بن سعيد نَا يحيى الْقطَّان كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء نَا مُحَمَّد بن بشار وَفِي بَاب مَا يجوز من الْغَضَب حَدثنِي

(نا)

مُحَمَّد بن زِيَاد نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر كَذَا لأكثرهم وَعند ابْن السكن وَابْن صَالح الْهَمدَانِي نَا مُحَمَّد بن بشار نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر وَفِي بَاب إِذا باتت الْمَرْأَة مغاضبة لزَوجهَا نَا مُحَمَّد بن بشار وَعند الْقَابِسِيّ نَا مُحَمَّد بن سِنَان وَفِي بَاب من أحب لِقَاء الله نَا مُحَمَّد بن بشار نَا مُحَمَّد بن بكر كَذَا لرواة مُسلم وَعند العذري نَا مُحَمَّد بن بشر نَا مُحَمَّد بن بكر وَهُوَ خطأ وَقد تقدم الْكَلَام على هَذِه التراجم الثَّلَاثَة فِي حرف الْبَاء وَفِي بَاب مَا سَأَلَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شَيْئا فَقَالَ لَا نَا مُحَمَّد ابْن مثنى نَا عبد الرَّحْمَن بِعني ابْن مهْدي كَذَا للجلودي وَعند ابْن ماهان نَا مُحَمَّد بن حَاتِم نَا عبد الرَّحْمَن وَكَذَا خرجه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي عَن مُسلم وَفِي بَاب الْجُمُعَة فِي حَدِيث نَحن السَّابِقُونَ نَا مُحَمَّد بن رَافع نَا عبد الرَّزَّاق كَذَا لَهُم وَعند الخشنى أَيْضا نَا مُحَمَّد بن رمح نَا عبد الرَّزَّاق وَهُوَ وهم وَالله أعلم وَفِي بَاب حَدِيث عمار نَا مُحَمَّد بن معَاذ ابْن عباد الْعَنْبَري وهريم بن عبد الْأَعْلَى كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَفِي نُسْخَة نَا عبيد الله بن معَاذ الْعَنْبَري وَهُوَ هُنَا وهم وَإِن كَانَا جَمِيعًا من شُيُوخ مُسلم لَكِن عبيد الله إِنَّمَا هُوَ ابْن معَاذ بن معَاذ وَفِي بَاب مَا جَاءَ فِي سبع أَرضين نَا أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن ابْن أبي بكرَة عَن أبي بكرَة كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر والنسفي وَعند عَبدُوس عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن ابْن أبي بكرَة وَكتب فِي الأَصْل عَن مُحَمَّد بن أبي بكرَة وَكَذَا فِي بعض الرِّوَايَات وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ مُحَمَّد بن سِيرِين كَمَا جَاءَ مُبينًا فِي كتاب عَبدُوس وَفِي فَضَائِل عبد الله بن حرَام عَن عبد الْكَرِيم عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر كَذَا للجلودي وَكَذَا ذكره أَبُو مَسْعُود فِي كتاب الْأَطْرَاف وَعند أبي الْعَلَاء بن ماهان (نَا) عبد الْكَرِيم عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر وَصوب أَبُو عَليّ الجياني مَا فِي الْأُم وَفِي صفة عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا مُحَمَّد ابْن عباد وَابْن أبي عمر قَالَا نَا مَرْوَان كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان نَا مُحَمَّد بن عُثْمَان وَابْن أبي عمر وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مُحَمَّد بن عباد وَهُوَ الْمَكِّيّ وَفِي الحَدِيث نَفسه وَقَالَ ابْن عباد وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ وَقَالَ ابْن أبي عمر وَفِي السَّلَام على الْمصلى نَا مُحَمَّد بن مثنى حَدثنِي اسحاق بن مَنْصُور كَذَا لبَعْضهِم ولآخرين نَا مُحَمَّد بن كثير وللعذري وَابْن ماهان وَغَيرهمَا نَا ابْن نمير وَكَذَا لرواة البُخَارِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ الجياني وَغَيره هُوَ خطأ وَفِي فَضَائِل أبي بكر البُخَارِيّ نَا مُحَمَّد بن يزِيد الْكُوفِي كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن نَا مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي قَالَ الجياني أرَاهُ وهما وَمُحَمّد بن يزِيد هُوَ الرِّفَاعِي وَقيل غَيره وَفِي بَاب قصَّة أَسمَاء وَخدمتهَا الْفرس مُسلم نَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَأَبُو كريب الْهَمدَانِي كَذَا لجميعهم وَفِي كتاب ابْن الْحذاء نَا مُحَمَّد بن عبد الواحد وَأَبُو كريب وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة نَا مُحَمَّد بن عبيد يَعْنِي ابْن حَاتِم كَذَا للأصيلي وَلم يقلهُ غَيره قيل هُوَ وهم إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن عبيد بن مَيْمُون كُوفِي وَقد تكَرر على الصَّوَاب بعد هَذَا فِي بَاب هَل يبيت أَصْحَاب السِّقَايَة وَفِي بَاب شُرُوط النِّكَاح نَا يحيى بن أَيُّوب نَا هشيم ونا ابْن نمير وَكِيع ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر ونا مُحَمَّد ابْن مثنى نَا يحيى ثمَّ قَالَ آخر الحَدِيث هَذَا لفظ حَدِيث أبي بكر وَابْن مثنى غير أَن ابْن مثنى قَالَ الشُّرُوط كَذَا عندنَا عَن شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ ابْن نمير فيهمَا وَفِي حَدِيث عَائِشَة فِي رَكْعَتي الْعَصْر نَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَابْن بشار

فصل مشتبه الأنساب ومشكلها في هذا الحرف

قَالَ ابْن مثنى نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَعند بعض الروَاة قَالَ ابْن بشار نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر وَفِي بَاب اسْم الْفرس وَالْحمار نَا مُحَمَّد بن بكر للمروزي ولسائرهم مُحَمَّد بن أبي بكر وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ الْمقدمِي وَكَذَا نسبه الْجِرْجَانِيّ وَفِي بَاب لبس الْقَمِيص نَا عبد الله بن مُحَمَّد انا ابْن عُيَيْنَة كَذَا للمروزي وَلغيره الْجِرْجَانِيّ والنسفي والهروي نَا عبد الله بن عُثْمَان انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ وَفِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب لما خلقت بيَدي نَا مقدم بن مُحَمَّد كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن مُحَمَّد بن يحيى وَفِي بَاب نقض الْعَهْد نَا يحيى بن حبيب وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ بَعضهم وَمُحَمّد بن الْعَلَاء وَهُوَ هُنَا وهم فصل مشتبه الْأَنْسَاب ومشكلها فِي هَذَا الْحَرْف كل مَا وَقع فِيهَا مَا زنى بالزاي وَالنُّون مَنْسُوب إِلَى بني مَازِن وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا الْمُزنِيّ بِضَم الْمِيم وَفتح الزَّاي وَالنُّون أَيْضا مَنْسُوب إِلَى مزينة وهم جمَاعَة أَيْضا وَاخْتلف فِي أبي غطفان ابْن طريف المري فَالصَّحِيح وَأكْثر الرِّوَايَات وَالْمَعْرُوف أَنه مري بِضَم الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء الْمَكْسُورَة ومنسوب إِلَى مرّة بن قيس وَوَقع عِنْد ابْن المرابط لبَعض شُيُوخه فِيهِ فِي كتاب الْحَج من الْمُوَطَّأ الْمُزنِيّ بالزاي وَالنُّون وَهُوَ وهم وَغلط وَيشْتَبه بِهِ الْمدنِي بِفَتْح الْمِيم وَالدَّال مَنْسُوب إِلَى الْمَدِينَة وهم جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُصعب مطرف الْمدنِي وَعبد الله بن عبد الْعَزِيز الْمدنِي وَأَبُو حَازِم الْمدنِي وَأَبُو غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف الْمدنِي وَمن ينْسب إِلَى مَدِينَة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَعلي بن الْمَدِينِيّ بِكَسْر الدَّال وَزِيَادَة يَاء وَكَذَلِكَ أَبُو يزِيد الْمَدِينِيّ وَعِيسَى بن أبي عِيسَى الْمَدِينِيّ وفيهَا ابْن وَعلة الْمصْرِيّ بِالْمِيم الْمَكْسُورَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَوَقع عِنْد شَيخنَا أبي إِسْحَاق فِي الْمُوَطَّأ الْبَصْرِيّ بِالْبَاء وَهُوَ وهم والمصريون بِالْمِيم فِيهَا جمَاعَة غَيره مِنْهُم حَمَّاد بن زغبة الْمصْرِيّ وَأَبُو الطَّاهِر بن أبي السَّرْح وَقد ذَكَرْنَاهُمْ مَعَ من يشبههم فِي حرف الْبَاء وَلَيْسَ فِيهَا مضرى بالضاد وَأَبُو سعيد المَقْبُري بِفَتْح الْمِيم وَضم الْبَاء وَهُوَ قَول أهل الْمَدِينَة وَيُقَال المَقْبُري بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ قَول أهل الْكُوفَة نسب إِلَى الْمقْبرَة وفيهَا وَجْهَان أَيْضا كَمَا تقدم قيل كَانَ يألف الْمَقَابِر وَقيل نزل بساحتها فنسب إِلَى ذَلِك وَابْنه سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري أَيْضا وَيشْتَبه بِهِ عبدا لله بن يزِيد الْمُقْرِئ بِضَم الْمِيم وَكسر الرَّاء وَآخره همزَة من إقراء الْقُرْآن وَفِي تقريبات ابْن سُفْيَان نَا ابْن الْمُقْرِئ مثله وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا أَبُو بكر الْمقدمِي بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد الدَّال وَبعدهَا مِيم وَأَبُو سعيد مولى الْمهرِي وَعبد الرَّحْمَن بن شماسَة الْمهرِي وَسَالم الْمهرِي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْهَاء وَآخره رَاء وَأما مهْدي وَابْن مهْدي بِالدَّال فَفِي الْأَسْمَاء ويوسف بن حَمَّاد الْمَعْنى بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين وَنون مَكْسُورَة من ولد معن بن زَائِدَة وَعلي بن عبد الرَّحْمَن المعاوي بِضَم الْمِيم وَكسر الْوَاو مَنْسُوب إِلَى بني مُعَاوِيَة من الْأَنْصَار (وَيحيى بن مَالك الْأَزْدِيّ) المراغي بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وغين مُعْجمَة مَكْسُورَة كَذَا سَمَّاهُ مُسلم ومراغة بطن من الأزد وَسَماهُ بَعضهم حبيب بن مَالك وَالْأول أَكثر قَالَ البُخَارِيّ يحيى بن مَالك المراغي الْأَزْدِيّ الْعَتكِي أَبُو أَيُّوب (وَعبد الله بن جَعْفَر المسوري) بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة ينْسب إِلَى الْمسور بن مخرمَة (وَعَمْرو بن قيس الملاءى) بِضَم الْمِيم وَتَخْفِيف اللَّام وَآخره همزَة وياء النِّسْبَة وَكَذَلِكَ نَا

فصل الاختلاف والوهم

الملاءى غير مُسَمّى وَهُوَ أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن (وَأَبُو غَسَّان المسمعي) بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة (ومسمع) ابْن قيس بن ثَعْلَبَة من اللهازم (وَأَبُو جَعْفَر الْمُنَادِي) بِضَم الْمِيم (والمخدجي) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْخَاء وَكسر الدَّال الْمُهْملَة وجيم بعْدهَا قَالَ مَالك هُوَ لقب لَهُ وَقَالَ غَيره هُوَ نسب وَبَنُو مُخْدج بطن من كنَانَة وَقَالَ فِيهِ بَعضهم المخدجي بِفَتْح الدَّال وَحكي ذَلِك عَن القعْنبِي على خلاف فِيهِ عَنهُ (والمدلجي) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وَكسر اللَّام وجيم بعْدهَا (وَبَنُو مُدْلِج) بطن من كنَانَة أَيْضا (وَأَبُو دَاوُود المباركي) بِضَم الْمِيم وَفتح الرَّاء مَنْسُوب إِلَى نهر الْمُبَارك وَقيل إِلَى قَرْيَة تسمى بذلك بَين وَاسِط وبغداد (وَمُحَمّد بن إِسْحَاق الْمسَيبِي) بميم مَضْمُومَة وسين مُهْملَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة مُشَدّدَة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة (والمذحجي) مَنْسُوب إِلَى مذْحج بذال مُعْجمَة وجيم يُقَال فِي الِاسْم وَالنّسب بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْحَاء وَكسر الْمِيم وَفتح الْحَاء (والمعافري) بِفَتْح الْمِيم قَالَ يَعْقُوب وَلَا يُقَال بضَمهَا مَنْسُوب إِلَى مَعًا فرحي من الْيمن (مِنْهُم شريك بن شُرَحْبِيل الْمعَافِرِي) كَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَكَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا فِي مُسلم وَوَقع عِنْد بَعضهم عَن ابْن ماهان المعقري وَبَعْضهمْ العامري وَهُوَ كُله خطأ وَقيل هُوَ مَوضِع وَقيل لمعافر ابْن يعفر وَحكى لنا شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن ضم الْمِيم وَبَعْضهمْ ينْسب معافر إِلَى مُضر وَالْأول أشهر (وَأَبُو سُفْيَان مُحَمَّد ابْن حميد المعمري) بِفَتْح الميمين مَعًا وَسُكُون الْعين صحب معمرا فنسب إِلَيْهِ (وَعبد الله بن عَليّ المنجوفي) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون النُّون وَضم الْجِيم وَآخره فَاء وياء النِّسْبَة (وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْمُبَارك المخرمي) بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء مَنْسُوب إِلَى المخرم محلّة بِبَغْدَاد (وغيلان بن جرير المعولي) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو المعاول قبيل من الأزد (والماسرجسي) بسينين مهملتين الأولى مِنْهُمَا مَفْتُوحَة وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْجِيم فِي تقريبات الجلودي (وَأحمد بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي) بِفَتْح الْمِيم وَكسر الصَّاد لَا غير ذكر فِي تقريبات الجلودي أَيْضا (والمجاشعي) بِضَم الْمِيم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم (الضَّحَّاك المشرقي) بِكَسْر الْمِيم وبالشين الْمُعْجَمَة سَاكِنة وَرَاء مَفْتُوحَة وَآخره قَاف كَذَا قيدناه عَن الصَّدَفِي وَعَن الجياني قَالَ وَقَالَ أَبُو أَحْمد العسكري من فتح الْمِيم فقد صحف ومشرق قَبيلَة من هَمدَان وقيدناه على أبي بَحر بِفَتْح الْمِيم وَكسر الرَّاء وَكَذَا قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مَاكُولَا (أَحْمد بن جَعْفَر المعقري) بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْعين وَفتح الْقَاف كَذَا قيدناه عَن جَمَاعَتهمْ نسب إِلَى بلد بِالْيمن وَذكره ابْن الفرضي فِي مؤتلفه المعقري بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْقَاف وَضم الْمِيم ورويناه عَن الخشنى عَن الطَّبَرِيّ بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْقَاف وَكَذَا قَيده ابْن الْحذاء بِخَطِّهِ والجياني فِي كِتَابه (وَفِي فضل الْجِهَاد حَدثنِي شُرَحْبِيل بن شريك الْمعَافِرِي كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا وَكَذَا سمعناه وَفِي بعض الْأُصُول عَن ابْن ماهان المعقري وَهُوَ تَصْحِيف من الْمعَافِرِي وَالله أعلم لِأَن بَعضهم يكْتب الْمعَافِرِي بِغَيْر ألف حكى ذَلِك شَيخنَا الغساني وَفِي بَاب كَرَاهِيَة الْإِمَارَة نَا زُهَيْر بن حَرْب وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم كِلَاهُمَا عَن الْمقري كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ المَقْبُري وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ عبد الله بن يزِيد وَقد بَينه زُهَيْر فِي الحَدِيث نَفسه ذكر مُسلم فِي بَاب الصَّلَاة على الْقَبْر نَا أَبُو غَسَّان

مُحَمَّد بن عمر والرازي كَذَا لجميعهم وَكَانَ فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد فِيهِ نَا أَبُو غَسَّان المسمعي وَهُوَ هُنَا وهم وَكَذَا سمعناه عَلَيْهِ وَنَبَّهنَا رَحمَه الله على الْوَهم فِيهِ (وَعباد بن عباد المهلبي) بِفَتْح اللَّام (وَالْحسن بن عبد الْعَزِيز الْمعَافِرِي) كَذَا هُوَ فِي أصل الْأصيلِيّ ثمَّ خطّ عَلَيْهِ وَقَالَ هُوَ الجروي وَلم ينْسبهُ أحد من رُوَاة البُخَارِيّ (قَوْله فِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم فِي حَدِيث ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار) عَن سَالم مولى الْمهرِي قَالَ بَعضهم قَوْله مولى الْمهرِي غير مَعْرُوف وَقد قَالَ البُخَارِيّ أَنه خطأ لَا يَصح قَالُوا وَإِنَّمَا هُوَ سَالم مولى شَدَّاد النصري كَذَا حَكَاهُ البُخَارِيّ عَن بَعضهم قَالَ وَيُقَال مولى دوس وَقيل سَالم مولى مَالك بن أَوْس بن الْحدثَان النصري قَالَ بَعضهم فَلَعَلَّهُ تصحف الْمهرِي من النصري على ان نسب شَدَّاد بن الْهَاد ليثي وَلَيْسَ بنصري وَقد ذكره مُسلم فِي الطّرق الآخر مولى شَدَّاد بن الهادلثي وَلَيْسَ بنصرى وَقد ذكره مُسلم فِي الطّرق الْأُخَر مولى شَدَّاد بن الهأد غير مَنْسُوب كمل النّصْف الأول من كتاب مَشَارِق الْأَنْوَار للْإِمَام الْحَافِظ القَاضِي أبي الْفضل عِيَاض الْيحصبِي الْمَالِكِي ويتلوه فِي أول النّصْف الثَّانِي حرف النُّون وَصلى الله عَلَيْهِ سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا

حرف النون

2 2 بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حرف النُّون النُّون مَعَ الْهمزَة (ن أَي) قَوْله نئابي الشّجر يَوْمًا أَي بعد بِي طلب المرعي وَفِي الحَدِيث الآخر فناي بِي طلب شَيْء أَي وَبعد الناي الْبعد نئا يناى مثل سعى يسْعَى وَيُقَال مقلوبا ناء مثل حَار يحار وناء ينوء مثل قَالَ يَقُول وَفِي الحَدِيث الآخر نائية أَي بعيدَة وَقَوله فِي الثوم مَا أرَاهُ يَعْنِي الأنيئه بِكَسْر النُّون مَهْمُوز أَي غير نضيجه وَقد ذكر البُخَارِيّ هَذَا الْحَرْف أَيْضا من رِوَايَة مخلد بن يزِيد عَن ابْن جريج الأنتنه وَالْأول أَكثر وأوجه النُّون مَعَ الْبَاء (ن ب أ) قَوْله وَنَبِيك الَّذِي أرْسلت النبئ يهمز وَلَا يهمز فَمن همزه جعله من النبا وَهُوَ الْخَبَر فعيل بِمَعْنى فَاعل لأنبائه عَن أَمر الله تَعَالَى وشريعته وَمَا بَعثه بِهِ وَقيل بِمَعْنى مفعول لِأَن الله أنباه بوحيه وإسرار غيبه وَقيل أَيْضا اشتق من النبئ مَهْمُوز وَهُوَ مَا ارْتَفع من الأَرْض لرفعة مَنَازِلهمْ وَقيل النبئ بِالْهَمْز أَيْضا الطَّرِيق فسموا بذلك لأَنهم الطّرق إِلَى الله وَمن لم يهمزه وَهِي لُغَة قُرَيْش فَأَما تسهيلا من الْهَمْز وَقيل من النُّبُوَّة وَهُوَ الِارْتفَاع لرفعة مَنَازِلهمْ وشرفهم على الْخلق كَمَا تقدم (ن ب ب) قَوْله نبيب كنبيب التيس هُوَ صياحه عِنْد إِرَادَة السفاد وَنَحْوه (ن ب ذ) قَوْله نهى عَن الْمُنَابذَة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى النباذ بِكَسْر النُّون كُله من بُيُوع الْغرَر وَهِي الْمُنَابذَة لشيئين ينبذه كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه فَيجب بذلك بيعهمَا دون مَعْرفَته وَلَا الْخَبَر عَنهُ وَلَا تقليبه وَقيل هُوَ أَن يرْمى بحصاة إِذا وَقعت وَجب البيع وَقيل فعلى مَا وَقعت وَجب وَمِنْه النَّهْي عَن بيع الْحَصَاة قَوْله خذي نبذة من قسط أَي قِطْعَة من ذَلِك لِأَنَّهُ يطْرَح للبخور فِي النَّار والنبذ الرَّمْي وَمِنْه فنبذ النَّاس خواتمهم وَقيل النبذة الشَّيْء الْقَلِيل وَمِنْه فِي شَيْبه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الصدغين وَفِي الرَّأْس نبذ أَي قَلِيل متبدد وَمِنْه سمي النَّبِيذ نبيذا لطرح التَّمْر أَو الزَّبِيب فِي المَاء وَقَوله مر بِقَبْر منبوذ من رَوَاهُ منونا على النَّعْت أَي منتبذا عَن الْقُبُور نَاحيَة يُقَال على نبذة ونبذة بِالْفَتْح وَالضَّم أَي نَاحيَة وَيرجع إِلَى معنى الطرح كَأَنَّهُ طرح فِي غير مَوضِع قُبُور النَّاس وَمن رَوَاهُ بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة فَمَعْنَاه قبر لَقِيط وَولد مطروح وَالرِّوَايَة الأولى أصح لِأَنَّهُ جَاءَ فِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَن ابْن حَرْب فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس

صفحة فارغة

فصل الاختلاف والوهم

فِي الَّتِي كَانَت تقم الْمَسْجِد وَقَوله فانتبذت مِنْهُ أَي بَعدت نَاحيَة وَقَوله فنبذته الأَرْض وتركوه مَنْبُوذًا أَي طرحته مِمَّا تقدم وَقَوله وجدت مَنْبُوذًا مِنْهُ وَقد اخْتلف فِي المنبوذ واللقيط فَقيل هما سَوَاء وَقيل اللَّقِيط مَا الْتقط صَغِيرا فِي الشدائد والجلاء وَشبه هَذَا والمنبوذ مَا طرح صَغِيرا لأوّل مَا ولد قَالَ مَالك لَا أعلم المنبوذ إِلَّا ولد زنى وَقيل اللَّقِيط إِذا أَخذ والمنبوذ مادام مطروحا وَلَا يُسمى لقيطا إِلَّا بعد أَخذه وَقَوله أَفلا ننابذهم بِالسَّيْفِ أَي ندافعهم ونباعدهم بِالْقِتَالِ وَقَوله كَيفَ ينْبذ إِلَى أهل الْعَهْد وفنبذ أَبُو بكر فِي ذَلِك الْعَام إِلَى النَّاس (ن ب ر) قَوْله فتراه منتبرا أَي منتفطا (ن ب ط) وَذكر النبط والنبيط والإنباط جمعه هم نَصَارَى الشَّام الَّذين عمروها وَأهل سَواد الْعرَاق وَقيل جيل وجنس من النَّاس وَيحْتَمل أَن تسميتهم بذلك لاستنباطهم الْمِيَاه واستخراجها وَاسم المَاء النبط وَقيل بل سمي بذلك من أَجلهم واسمهم لفعلهم ذَلِك وعمارتهم الأَرْض (ن ب ق) قَوْله وَإِذا نبقها كقلال هجر بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا والنبق ثَمَر السدر وأحدها نبقة بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح أَيْضا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله مَا جَاءَ فِي الاختفاء ويروى المختفي وَهُوَ النبأش يرْوى بِفَتْح النُّون وَالْبَاء وتشديدهما على الْوَاحِد ويروى بِكَسْر النُّون وَتَخْفِيف الْبَاء على اسْم الْفِعْل وَهِي رِوَايَة الطرابلسي ويروى النبش مثله وَفِيه هِيَ المختفي والمختفية يَعْنِي نباشي الْقُبُور على التَّثْنِيَة وَعند ابْن عتاب وَغَيره نباش بِضَم النُّون وتثقيل الْبَاء على الْجمع وَعند آخَرين نباش بفتحهما على الْإِفْرَاد فِي بَاب الْقسَامَة فطرق أهل بَيت من الْيمن فانتبه لَهُ رجل مِنْهُم فَحَذفهُ بِالسَّيْفِ كَذَا للجرجاني وَعند الْمروزِي وكافة الروات فانتهب بِتَقْدِيم الْهَاء وَهُوَ وهم قَوْله فِي بَاب الْقبَّة الْحَمْرَاء وَالنَّاس يبتدرون الْوضُوء كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ يبتدرون النبئ وَهُوَ وهم وَفِي تَزْوِيج الْأَب ابْنَته من الإِمَام قَالَ هِشَام وانبئت أَنَّهَا كَانَت عِنْده تسع سِنِين يَعْنِي عَائِشَة كَذَا لجميعهم وَعند الْقَابِسِيّ وأنسيت وَهُوَ وهم وَكَذَا كَانَ فِي أصل عَبدُوس فَأصْلح على مَا تقدم فِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب وَلَا تَنْفَع الشَّفَاعَة عِنْده حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم وَنبت عَن الصَّوْت كَذَا قَيده عَبدُوس وَبَعْضهمْ وَمَعْنَاهُ ارْتَفَعت عَنهُ وبعدت إِن صحت هَذِه اللَّفْظَة وَالْمَعْرُوف وَسكن الصَّوْت وَكَذَا روينَاهُ لأبي ذَر وَلَعَلَّه مِنْهُ تَصْحِيف الأول وَعند الْأصيلِيّ سكت النُّون مَعَ التَّاء (ن ت ج) قَوْله فنتج هَذَا بِفَتْح النُّون وَالتَّاء وَرَوَاهُ رُوَاة مُسلم فأنتج هَذَا رباعي وَبَعْضهمْ ضَبطه أنتج بِضَم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله وَكسر التَّاء وَقَوله كَمَا تنْتج الْإِبِل وكما تنْتج الْبَهِيمَة وكما تنْتج النَّاقة بِضَم التَّاء على مَا لم يسم فَاعله يُقَال نتجت النَّاقة أنتجها إِذا توليت نتاجها والناتج للناقة كالقابلة للْمَرْأَة ونتجت النَّاقة فَهِيَ منتوجه وَأنكر بَعضهم أنتجت على مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة وَحكى الْأَخْفَش الْوَجْهَيْنِ نتجت وأنتجت بِمَعْنى وَيُقَال أنتجت الْفرس بِمَعْنى حملت وَبِمَعْنى ولدت (ن ت ن) وَقَوله دَعُوهَا مُنْتِنَة أَي كلمة قبيحة مُنكرَة وَمثله لَوْلَا أَن أصرفه عَن نَتن وَقع فِيهِ أَي عَن رَأْي سوء وَمذهب سوء مُنكر وَالنَّتن يَقع على كل مستقبح ومستنكر من القَوْل وَالْعَمَل وَعند السجْزِي عَن شَيْء النُّون مَعَ الثَّاء (ن ث ر) قَوْله واستنثر هُوَ طرح المَاء من الْأنف عِنْد الْوضُوء بعد استنشاقه ونثره مِنْهُ وَقَالَ القتبى الِاسْتِنْشَاق

فصل الاختلاف والوهم

والاستنثار سَوَاء بِمَعْنى مَأْخُوذ من النثرة وَهِي طرف الْأنف وَلم يقل شَيْئا قد فرق بَين اللَّفْظَيْنِ فِي الحَدِيث وَبَينه فِي الحَدِيث الآخر بقوله فليجعل فِي أَنفه مَاء ثمَّ لينثره فَدلَّ أَنه طَرحه وَقَوله فِي الجرادان هُوَ الأنثرة حوت ينثرها فِي كل عَام أَي يطرحه من أَنفه (ن ث ل) قَوْله فنثلت ونثل كِنَانَته أَي صبها واستفرغ مَا فِيهَا من النبل وَقَوله وَأَنْتُم تنتثلونها أَي تستخرجون مَا فِيهَا وتتمتعون بِهِ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر تنتقلونها وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر فينتثل طَعَامه وينتثل مَا فِيهَا أَي يَسْتَخْرِجهُ (ن ث و) وَقَوله فِي إِسْلَام أبي ذَر فَنَثَا علينا الَّذِي قيل نَثَا أَي أخبر بِتَقْدِيم النُّون فِي الْخَيْر وَالشَّر وَالثنَاء بِتَقْدِيم الثَّاء مَمْدُود فِي الْخَيْر وَحده. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَلَا تبث حديثنا تبثيتا كَذَا لجميعهم بِالْبَاء وَعند الْمُسْتَمْلِي تنثيتا بالنُّون فِي الْمصدر وَهُوَ بِمَعْنى بَث بِالْبَاء أشاع ونث بالنُّون اغتاب وأطلع على السِّرّ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وَكَذَلِكَ سَيَأْتِي فِي النُّون مَعَ الْفَاء فِي حَدِيث قيام اللَّيْل قَول مسعر نتيت وَالْخلاف فِيهِ لِأَن فِي رِوَايَة مسعر فِي كتاب البُخَارِيّ هجمت عَيْنك ونثيت وَصَوَابه ونفهت نَفسك أَي أعيت بفاء مَكْسُورَة فِي كتاب الرُّؤْيَا وَأَنْتُم تنتفلونها كَذَا لبَعْضهِم عَن أبي ذَر وَهُوَ تَصْحِيف وَعنهُ بِالْقَافِ وَكَذَا لغيره وَعند النَّسَفِيّ تنتثلونها على الصَّوَاب كَمَا جَاءَ فِي غَيره وَقد فسرناه وَعند الخشنى عَن الْهَوْزَنِي تمسكونها بِالْمِيم وَهُوَ خطأ وَفِي مَنَاقِب أبي طَلْحَة أنثرها لأبي طَلْحَة يَعْنِي جعبة النبل كَذَا لكافتهم وَعند بعض شُيُوخ أبي ذَر أنثراها وَالْأول الصَّوَاب النُّون مَعَ الْجِيم (ن ج د) قَوْله فِي حَدِيث عبد الْملك بعث إِلَى أم الدَّرْدَاء بأنجاد أَي بمتاع من مَتَاع الْبَيْت ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِي الرِّوَايَة فِيهِ فِي حرف الْخَاء قَوْله طَوِيل النجاد حمالَة السَّيْف وَهُوَ مَا يعلق بِهِ فِي الْعُنُق وَهُوَ بدال مُهْملَة قيل مَعْنَاهُ طَوِيل الْقَامَة فَعبر بالنجاد عَن ذَلِك لِأَن من طَالَتْ قامته طَال نجاده (ن ج ذ) وَقَوله حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه بذال مُعْجمَة هِيَ هُنَا الأضراس والأنياب وَقيل المضاحك والنواجذ أَيْضا أَوَاخِر الْأَسْنَان وَهِي أضراس الْعقل وَفِي الحَدِيث الآخر عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ أَي بالأنياب (ن ج ر) وَقَوله رِدَاء نجراني مَنْسُوب إِلَى نَجْرَان مَدِينَة مَعْلُومَة أَولهَا وَآخِرهَا نون (ن ج ل) قَوْله تجْرِي نجلا بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْجِيم أَي نزا مَاء قَلِيلا حِين يظْهر وينبع وَقَالَ الْحَرْبِيّ أَي وَاسِعًا فِيهِ مَاء ظَاهر وَقَالَ أَبُو عَمْرو النجل الغدير الَّذِي لَا يزَال المَاء فِيهِ دَائِما وَقَالَ يَعْقُوب النَّحْل النزحين يظْهر وَضَبطه الْأصيلِيّ بِفَتْح الْجِيم وَفَسرهُ فِي الحَدِيث فِي البُخَارِيّ نجلا يَعْنِي آجنا (ن ج م) قَوْله حَتَّى ينجم فِي صُدُورهمْ أَي يظْهر ويعلو بِضَم الْجِيم وَكسرهَا (ن ج ع) قَوْله ينجع بكرات لَهُ دَقِيقًا وخبطا بِعَين مُهْملَة مَفْتُوح الْجِيم أَي يسقيها ذَلِك وينجع أَيْضا بِفَتْح الْيَاء وَضمّهَا أنجعتها ونجعتها إِذا سقيتها النجوع أَو القمتها إِيَّاه وَهُوَ الْخبط والدقيق وَنَحْوه يعجنان ويعلفه الْإِبِل (ن ج ف) وَقَوله حَتَّى كَاد ينجفل بِالْفَاءِ أَي يسْقط (ن ج س) قَوْله إِن الْمُؤمن لَا ينجس بِضَم الْجِيم ثلاثي وَبِفَتْحِهَا أَيْضا والرجس النَّجس يُقَال نجس ونجس بفتحهما للْوَاحِد والاثنين وَالْجمع وَالذكر وَالْأُنْثَى قَالَه الْكسَائي وَقَالَ غَيره إِنَّمَا يُقَال بفتحهما فَإِذا أتبعته رِجْس قلت بِالْوَجْهِ الآخر بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْجِيم وَالنَّجس

فصل الاختلاف والوهم

كل مستقذر وَقَوله فِي المَاء لَا يُنجسهُ شَيْء بِالضَّمِّ رباعي وينجسه مضعفا وينجسه بِكَسْر الْجِيم ثلاثي وينجسه بضَمهَا قَالَ صَاحب الْأَفْعَال نجس ونجس بِالضَّمِّ وَالْكَسْر نَجَاسَة ونجسا بِفَتْح الْجِيم فِي الْمصدر (ن ج ش) وَقَوله نهى عَن النجش بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْجِيم وَآخره شين مُعْجمَة وَلَا تناجشوا والناجش آكل ربى قيل هُوَ مدح السّلْعَة وَالزِّيَادَة فِي ثمنهَا وَهُوَ لَا يُرِيد شراؤها بل ليغر غَيره فَنهى عَن فعل ذَلِك وَالْبيع بِهِ وآكل ثمنه والجعل عَلَيْهِ وَقيل النجش التنفير وَقيل الْمَدْح والإطراء فيمدح سلْعَته لينفر عَن غَيرهَا وَالْأول فِي البيع أشهر وَأما فِي حَدِيث لَا تباغضوا فالأشبه فِيهِ أَن يكون من هَذَا أَي لَا تنافروا وَلَا ينفر بَعْضكُم النَّاس بِذِمَّة لِأَخِيهِ عَن وده لَكِن فِي الحَدِيث الَّذِي فِيهِ أَيْضا وَلَا يبغ بَعْضكُم على بعض تكون المناجشة من نجش البيع (ن ج و) وَقَوله نهى عَن الِاسْتِنْجَاء بِالْيَمِينِ والاستنجاء هُوَ إِزَالَة النجو وَهُوَ الْعذرَة وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي إِزَالَتهَا بِالْمَاءِ وَقد يسْتَعْمل فِي إِزَالَتهَا بالأحجار وَأَصله من النجو وَهُوَ القشر والإزالة وَقيل من النجوة والنجوة هُوَ مَا ارْتَفع من الأَرْض لاستتارهم لذَلِك بهَا وَقيل لارتفاعهم وتجافيهم عَن الأَرْض عِنْد ذَلِك وَقَوله انا النذير فالنجا مَقْصُور مَفْتُوح النُّون كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث يَعْنِي التَّخَلُّص وَكَذَلِكَ النجَاة بِالتَّاءِ وَيُقَال بِالْمدِّ أَيْضا حَكَاهُمَا أَبُو زيد وَابْن ولاد وَالْمدّ اشهر اذا افردوه فاذا كرروه فَقَالُوا النجا النجا فالوجهان معروفان الْمَدّ وَالْقصر قَالَ ابْن ولاد وَقد يقصر وَفِي الْأَفْعَال نجا من الْمَكْرُوه نجاء خلص وكل شَيْء أسْرع قَالَ أَبُو عَليّ النَّجَاء السَّلامَة مَمْدُود لِأَنَّهُ مصدر وَهُوَ عِنْدِي بِمَعْنى سبقت وفزت وفوله فأنجوا عَلَيْهَا بنقيها أَي أَسْرعُوا عَلَيْهَا مادامت قَوِيَّة على السّير سَمِينَة قبل أَن تهزل وتنجعف فتنقطع بكم والنقي الشَّحْم وَأَصله مخ الْعِظَام وَقَوله وَرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نجى مَعَ رجل وَلَعَلَّه مَعَهم نحبى بِكَسْر الْجِيم مشدد الْيَاء أَي مسارره يُقَال ذَلِك للْوَاحِد والاثنين وَالْجمع وَمثل هَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى خلصوا نجيا قَالَ والجميع نجى وأنجية وَهِي أبين من رِوَايَة غَيره وَفِي رِوَايَة غَيره وَجمع النجي أنجية وَأما الْهَرَوِيّ فَقَالَ عَن الْأَزْهَرِي النجى جمع أنجية وَكَذَلِكَ نجوى وَقيل نجى جمع نَاجٍ مثل غاز وغزى وَقيل نجوى وَمِنْه وَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون وَاحِد وَحَدِيث النَّجْوَى فِي الْآخِرَة مَعْنَاهُ تَقْرِير الله العَبْد على ذنُوبه فِي ستر عَن النَّاس. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الْجِنّ وَهُوَ بنجل كَذَا للطبري بِالْجِيم وَلغيره بِنَخْل بِالْخَاءِ وَصَوَابه رِوَايَة البُخَارِيّ بنخلة مَوضِع سَنذكرُهُ وَقَوله وَكَانَ بطحان يجْرِي نجلا كَذَا لأكْثر الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب بِسُكُون الْجِيم وَفتح النُّون وَضَبطه الْأصيلِيّ بِفَتْح الْجِيم وَهُوَ وهم وَمَعْنَاهُ ينزنزا يظْهر وَيجْرِي وينبسط قَالَ يَعْقُوب النجل النزحين يظْهر وينبع من المَاء وَقَالَ الْحَرْبِيّ نجلا أَي وَاسِعًا وَقيل النجل الغدير الَّذِي لَا يزَال فِيهِ المَاء وَفَسرهُ البُخَارِيّ يَعْنِي مَاء آجنا وَهُوَ خطا من التَّفْسِير وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَإِنَّمَا الآجن الْمُتَغَيّر وَفِي بَاب مَا كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام يَأْكُل حَتَّى يُسمى لَهُ ضبا محنوذا قدمت بِهِ عَلَيْهَا أُخْتهَا من نجد كَذَا لجميعهم قَالَ الْأصيلِيّ شكّ أَبُو زيد فِي نجد أَو بجد وَفِي العرضة المكية نجد وَكَذَا السائر رَوَاهُ أبي زيد النُّون مَعَ الْحَاء (ن ح ب) قَوْله البُخَارِيّ فِي تَفْسِير قَوْله من قضى نحبه عَهده وَقَالَ غَيره مَوته والنحب الْمَوْت وَقيل قدره مَعْنَاهُ إِلْزَامه نَفسه الْمَوْت فِي الْحَرْب

فصل الاختلاف والوهم

فوفى بِهِ وَيكون إِلْزَامه بِمَا عَاهَدَ الله عَلَيْهِ ونذره من الصدْق فِي نصر الدّين وَالْحَرب وَمِنْه قَوْله وَطَلْحَة مِمَّن قضى نحبه (ن ح ت) قَوْله كَأَنَّمَا ينحتون الْفضة من عرض الْجَبَل أَي يقشرون يُقَال نحت بِالْفَتْح وَالْكَسْر فِي الْمُسْتَقْبل ونحت بِالْفَتْح فِي الْمَاضِي لَا غير (ن ح ر) وَقَوله بَين سحرِي وَنَحْرِي النَّحْر مَعْلُوم وَهُوَ مُجْتَمع الترافي فِي أَعلَى الصَّدْر وَالسحر الرية وَسَيَأْتِي فِي بَابه قَوْله فِي نحر الْعَدو أَي مُقَابلَته كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وجاه الْعَدو وَقَوله فِي نحر الظهيرة قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ حَيْثُ تبلغ الشَّمْس مُنْتَهَاهَا من الِارْتفَاع وَقَالَ يَعْقُوب هُوَ أَولهَا (ن ح ل) وَقَوله نحلت ابْني نحلا ونحلتك وَمن نحلي ابْنه نحلا ونحلة أَصله كُله الْعَطِيَّة بِغَيْر عوض وَقَوله مَا لَا يجوز من النَّحْل ويروى بِالْكَسْرِ وَفتح الْحَاء جمع نحلة قَالَ القتبى نحلته من الْعَطِيَّة أنحله نحلا بِالضَّمِّ وَمن القَوْل نحلا بِالْفَتْح (ن ح و) قَوْله فانتحاه ربيعَة بن الْحَارِث أَي اعْتَمدهُ بالْكلَام يُقَال نحاه وانتحاه وانتحى لَهُ بِمَعْنى اعْتَمدهُ وَقصد نَحوه وَكَذَلِكَ أنحى لَهُ وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فنحى ذَلِك السَّحَاب فأفرغ مَاءَهُ فِي حرَّة أَي اعْتمد تِلْكَ الْحرَّة وقصدها وَمِنْه فِي حَدِيث الْخضر والسفينة فأنحى عَلَيْهَا أَي اعْتمد خرفها وقصده وَفِي حَدِيث عَائِشَة وَزَيْنَب فَلم أنشب حَتَّى أنحت عَلَيْهَا مِنْهُ يُقَال أنحى عَلَيْهِ ضربا أَي أقبل وَهُوَ بِمَعْنى قصدت واعتمدت وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف التَّاء وَفِي حرف الْعين فانضره هُنَاكَ وَمِنْه قَوْله فِي الصَّلَاة نَحْو بَيت الْمُقَدّس وَصلى نَحْو الْكَعْبَة أَي قَصدهَا وَتوجه إِلَيْهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله ذَبِيحَة الْأَعْرَاب ونحرهم كَذَا للقابسي وَلغيره وَنَحْوهم وَكِلَاهُمَا لَهُ معنى وَالْأول أشبه وأوجه فِي حَدِيث الْقسَامَة وَأمر بالخمسين فنحوا من الدِّيوَان كَذَا للأصيلي أَي أزيلوا نحيت الشَّيْء أزلته وَلغيره فمحوا وَله وَجه أَي محيت أَسمَاؤُهُم وأسقطوا وَهُوَ أشبه فِي حَدِيث عَائِشَة من رِوَايَة الْحلْوانِي حِين أنحيت عَلَيْهَا وَبعده فِي رِوَايَة ابْن مثنى فَلم أنشب أَن أتحنتها غَلَبَة أَي بالغت فِي جوابها وَقد فسرناه فِي حرف التَّاء وَيحْتَمل أَن هَذَا اللَّفْظ هُوَ الصَّحِيح وَإِن أنحيت عَلَيْهَا مصحف مِنْهُ النُّون مَعَ الْخَاء (ن خَ ل) وَقَوله يَأْكُلُون الشّعير غير منخول أَي مغربل وَمِنْه مَا رأى منخلا حَتَّى قَبضه الله والمنخل الغربال بِضَم الْمِيم وَالْخَاء وَمثله أَكُنْتُم تنخلون الشّعير وَقَوله إِنَّمَا أَنْت من نخالة أَصْحَاب مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَادَ نَقصه وذمه وتصغيره والنخالة مَا بَقِي من قشور الطَّعَام بعد غربلته (ن خَ م) قَوْله رأى نخامة فِي الْمَسْجِد هُوَ مَا يطرحه الْفَم من الصَّدْر وَالرَّأْس من رُطُوبَة لزجة وسنذكره بعد (ن خَ ع) ذكر النخع والنخاع والنخع بِسُكُون الْخَاء قطع نخاع الشَّاة وَهُوَ خيط عُنُقهَا الْأَبْيَض الدَّاخِل فِي الْقَفَا وقطعه يقتل وَهُوَ النخاع بِكَسْر النُّون وَمن أهل الْحجاز من يَقُوله بضَمهَا والنخع أَيْضا الْقَتْل الشَّديد تَشْبِيها بِهَذَا وَمِنْه النَّهْي عَن نخع الذَّبِيحَة وَهُوَ قطع رَأسهَا ونخاعها قبل أَن تزهق نَفسهَا وأنخع اسْم عِنْد الله على من رَوَاهُ بِتَقْدِيم النُّون على الْخَاء أَي أهلكه للمتسمى بِهِ وأقتله لَهُ فِي الْآخِرَة وَقَوله فَلَا يتنخعن أحد فِي الْمَسْجِد وَنهى عَن النخاعة وَرَأى نخاعة وَفِي الحَدِيث الآخر نخامة وَلَا يتنخمن بِالْمِيم هُوَ مَا يطرحه الْإِنْسَان من فَمه من رُطُوبَة صَدره أَو رَأسه قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هما وَاحِد وَبَعْضهمْ فرق بَين اللَّفْظَيْنِ فَجعله من الصَّدْر بِالْعينِ وَمن الرَّأْس بِالْمِيم (ن خَ س) وَقَوله

فصل الاختلاف والوهم

الأنخسة الشَّيْطَان أَي طعنه بِيَدِهِ بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر ألامسه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث ثُمَامَة فَانْطَلق إِلَى نخل وَذكر اغتساله كَذَا هِيَ الرِّوَايَة وَذكره ابْن دُرَيْد إِلَى نجل وَهُوَ المَاء الْجَارِي وَقد ذَكرْنَاهُ قبل فِي حَدِيث عمْرَة فِي رَمَضَان قَوْلهَا ناضحان كَانَا لأبي فلَان ثمَّ قَالَ وَالْآخر يسقى عَلَيْهِ نخلا لنا كَذَا ذكره البُخَارِيّ وَذكره مُسلم نسقي عَلَيْهِ من رِوَايَة الْهَوْزَنِي فِي طَرِيق ابْن ماهان وَعند كَافَّة رُوَاته يسقى عَلَيْهِ غلامنا وَعند السجْزِي يستقى عَلَيْهِ غلامنا وَفِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي يسقى غلامنا وَالَّذِي فِي البُخَارِيّ الصَّوَاب وغلامنا يُوشك أَن يكون مغيرا من نخلا لنا وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي مَوضِع آخر بسقي عَلَيْهِ أَرضًا لنا وَهُوَ حجَّة لما قُلْنَاهُ وَتَفْسِير لَهُ النُّون مَعَ الدَّال (ن د ب) قَوْله يند بن من قتل من آبَائِي يَوْم بدر أَي يرثينهم ويثنين عَلَيْهِم فِي بكائهم عَلَيْهِم والندبة تخْتَص بِذكر محَاسِن الْمَوْتَى وَقَوله انتدب الله لمن جَاهد فِي سَبيله مَعْنَاهُ سارع بالثواب وَحسن الْجَزَاء وَقيل أجَاب وَقيل تكفل وَقد ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِي لَفظه فِي حرف الْهمزَة وَقَوله فرس يُقَال لَهُ مَنْدُوب يحْتَمل أَنه لقب أَو اسْم لَهُ لغير معنى كَسَائِر الْأَسْمَاء وَيحْتَمل أَنه سمي بذلك لندب فِيهِ وَهُوَ أثر الْجرْح أَو من النّدب وَهُوَ الْخطر الَّذِي يَجْعَل فِي السباق كَأَنَّهُ سبق فَأعْطى لصَاحب الْخطر أَو سبق فَأخذ خطره وَقد يكون سمي من الندبة بِالسُّكُونِ وَهُوَ الدُّعَاء وَمِنْه نَدبه للْجِهَاد حثه وَالنَّدْب الْحَث على الشَّيْء وَالتَّرْغِيب فِيهِ (ن د ح) وَقَوله فِي المعاريض مندوحة عَن الْكَذِب أَي سَعَة ندحت الشَّيْء وسعته (ن د د) وَقَوله فَمَا ند لكم وند مِنْهَا بعير أَي شرد وَنَفر وَقَوله أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك أَي مثلا وَالْجمع أنداد وَيُقَال للْوَاحِد نديد أَيْضا (ن د ر) وَقَوله فندر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) واستندرت أَي سَقَطت وأندر ثنيته أَي أسقطها وندر رَأسه أَي صَار سَاقِطا (ن د ى) وَقَوله وَقَوله قريب الْبَيْت من النادي النادي سَاكن الْيَاء والندى مشددها وَكِلَاهُمَا مكسور الدَّال هُوَ مجْلِس الْقَوْم ومجتمعهم وَهُوَ المنتدى أَيْضا وَمِنْه سميت دَار الندوة لِاجْتِمَاعِهِمْ فِيهَا للمشورة وَمعنى قربه أَنه شرِيف يجْتَمع إِلَى قرب بَيته ويلاذ بِهِ وَقيل مَعْنَاهُ أَنه كريم فَيجْعَل بَيته وسط الْبيُوت وَحَيْثُ الِاجْتِمَاع وَأَيْنَ يَقْصِدهُ الضيفان وَلَا يَجْعَل بَيته فِي الشعاب وَحَيْثُ لَا يَهْتَدِي لَهُ ويغيب عَمَّن يقْصد من الضيفان منزله وَقد يُسمى أَيْضا جمَاعَة الْقَوْم نَادِيًا وَقد فسره مُسلم بقوله فَليدع نَادِيه أَي قومه كَمَا سموا مَجْلِسا لما كَانُوا أهل الْمجْلس وَأهل النادي وَقَوله خرجت بفرس لطلْحَة أندية كَذَا هُوَ بالنُّون مَفْتُوحَة وَكَذَا الرِّوَايَة مشدد الدَّال مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا التندية أَن يُورد المَاء سَاعَة ثمَّ يرد إِلَى المرعى سَاعَة ثمَّ إِلَى المَاء وَكَذَا قَالَ أَبُو عبيد والأصمعي وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة إِنَّمَا هُوَ بِالْبَاء أَي أخرجه إِلَى البدو وَأنكر النُّون قَالَ وَلَا يكون بالنُّون إِلَّا لِلْإِبِلِ خَاصَّة والأصمعي يَقُول هِيَ لِلْإِبِلِ وَالْخَيْل وَهَذَا الحَدِيث يشْهد لَهُ وخطا الْأَزْهَرِي القتبي وَصوب الأول وَقَوله أندى مِنْك صَوتا أَي أمدوا بعد غَايَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث مُوسَى أَنه لندب بِالْحجرِ كَذَا روينَاهُ عَن بَعضهم وَكَذَا يَقُوله المحدثون بِسُكُون الدَّال وَالصَّوَاب فتح الدَّال وَكَذَا قيدناه عَن الْأَسدي والصدفي النّدب أثر الْجرْح وَالضَّرْب إِذا لم يرْتَفع عَن الْجلد وَجمعه ندوب وأنداب

فصل الاختلاف والوهم

وَقيل النّدب جمع وَاحِدَة ندبة وَأما سَاكِنة فَمَعْنَاه الحض وَالدُّعَاء للشَّيْء وَقَوله انتدب الله لمن جَاهد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي الْهمزَة فِي حَدِيث مَا ندمن الْبَهَائِم مَا أعجزك فَهُوَ كالند كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ وَلغيره فَهُوَ كالصيد وَهَذَا أبين وَيصِح معنى الآخر مثل الساقطة فِي البير والمهواة من الْأَنْعَام فَلم يقدر على ذَبحهَا إِلَّا بالطعن فِي غير مَوضِع ذكاتها فو مَا اخْتلف الْفُقَهَاء فِيهِ فَمنهمْ من جعله كَمَا ند من الْبَهَائِم على مَذْهَب وَمِنْهُم من لم يجز أكله إِلَّا بذَبْحه أَو نَحره فِي مَكَان الذَّكَاة قَوْله لَا يدع شَاذَّة وَلَا نادة كَذَا جَاءَ بالنُّون عِنْد الْقَابِسِيّ فِي حَدِيث القعْنبِي وَلغيره فاذة بِالْفَاءِ وَهُوَ الْمَشْهُور وللأول وَجه وَعند الْمروزِي فِي حَدِيث قُتَيْبَة فِي غَزْوَة خَيْبَر قادة بِالْقَافِ وَالدَّال الْمُهْملَة وَقَالَ الْأصيلِيّ كَذَا قَرَأَهُ أَبُو زيد وَضَبطه فِي كِتَابه وَلَا وَجه لَهُ وَقَوله فِي تَفْسِير وَترى النَّاس سكارى وَفِي بَاب وَلَا تَنْفَع الشَّفَاعَة عِنْده يَقُول يَا آدم فَيَقُول لبيْك وَسَعْديك فينادي بِصَوْت كَذَا لأكْثر الروَاة بِكَسْر الدَّال وَعند أبي ذَر فينادي بِفَتْحِهَا على مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ أبين وَأَرْفَع للأشكال وَإِن كَانَت الرِّوَايَة الأولى إِلَى هَذَا تصرف وَإِن الْمُنَادِي بالصوت غير الله وأضيف إِلَيْهِ إِذْ هُوَ عَن أمره إِذْ كَلَام الله لَيْسَ يشبه كَلَام الْبشر وَلَا هُوَ صَوت وَلَا حرف وَفِي غَزْوَة حنين فَنَادَى ندائين كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَلغيره ناديين وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل سِيَاق الحَدِيث وَفِي بَاب اسْم الْفرس وَالْحمار فِي حَدِيث الصَّيْد فَأَكَلُوا فَنَدِمُوا كَذَا الرِّوَايَة وَعند الْجِرْجَانِيّ هُنَا فقدموا وَالْأول أبين وَقد يكون للقاف وَجه أَي قدمُوا على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِدَلِيل مَا بعده وَقَوله فِي كتاب مُسلم فِي الْهِجْرَة رَاع لرجل من الْمَدِينَة قيل صَوَابه من أهل مَكَّة وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ من راية إِسْرَائِيل وَقَوله فِي غَزْوَة بدر فِي مُسلم فندب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النَّاس أَي حث وَرغب ودعا لذَلِك كَذَا لَهُم وَعند العذري وَنذر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النَّاس أَي أعلمهم وَالْمَعْرُوف فِي هَذَا أنذر أَي أعلم قَالَ الله تَعَالَى) لتنذر قوما مَا أنذر آباؤهم (وَأما نذر بالشَّيْء فبمعنى علم لكنه قد جَاءَ نَذِير بِمَعْنى مُنْذر قَالَ الله تَعَالَى لتَكون للْعَالمين نذيرا النُّون مَعَ الذَّال (ن ذ ر) وَقَوله إِن الْقَوْم نذروا بِنَا بِالْكَسْرِ أَي علمُوا وَسمي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) منذرا لإعلامه بِمَا يحذر مِنْهُ وَهِي النذارة وَبِمَا بشر بِهِ وَهِي الْبشَارَة بِكَسْر أوائلهما وَالنّذر بضمهما جمع نَذِير وَالنّذر بِسُكُون الذَّال الْإِنْذَار وَقَوله لَا نذر فِي مَعْصِيّة يُقَال بِفَتْح النُّون وَضمّهَا وَسُكُون الذَّال فيهمَا هُوَ مَا ينذره الْإِنْسَان على نَفسه أَي يُوجِبهُ ويلتزمه من طَاعَة لسَبَب مُوجب لَهُ لَا تَبَرعا وَمِنْه لَا يحل لَهَا أَي تنذر قطيعتي يُقَال مِنْهُ نذر بِالْفَتْح ينذر قَالَ الله تَعَالَى إِنِّي نذرت للرحمان صوما وَقَوله أَنا النذير الْعُرْيَان هُوَ مُبَالغَة فِي الْإِنْذَار وَحجَّة على صدق قَوْله وسنذكره فِي الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي خبر نوح (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي كتاب الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام فِي ذكر الدَّجَّال لقد أنذر نوح قومه وَلَكِنِّي أَقُول لكم كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ انذره وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَصَوَابه النُّون مَعَ الرَّاء قَوْله من لعب بالنرد شير بِفَتْح النُّون وَالدَّال والشين الْمُعْجَمَة ورائين مهملتين قبل آخرهما يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا هُوَ نوع من الْآلَات الَّتِي يقامر بهَا كالشطرنج وَيُسمى النَّرْد والكعاب وَهُوَ فَارسي النُّون مَعَ الزَّاي (ن ز ح) قَوْله فنزحوه ونزحناها

(ن ز ر)

وَاسْتَقَيْنَا جَمِيع مَا فِيهَا يُقَال نزحت البير ونزحت هِيَ ونزح مَاؤُهَا سَوَاء (ن ز ر) قَوْله نزرت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بتَخْفِيف الزَّاي أَي ألححت عَلَيْهِ وَقَالَ مَالك راجعته وَقَالَ ابْن وهب أَي أكرهته أَي أَتَيْته بِمَا يكره من سؤالك وَقد رويناها عَن شُيُوخنَا فِي هَذِه الْأُصُول بِالْوَجْهَيْنِ بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل فِي الزَّاي وَالْوَجْه وَالْمَعْرُوف التَّخْفِيف قَالَ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ سَأَلت عَنهُ من لقِيت أَرْبَعِينَ سنة فَمَا قرأته قطّ إِلَّا بِالتَّخْفِيفِ وَكَذَا قَالَه ثَعْلَب وَأهل اللُّغَة وبالتشديد ضَبطهَا الْأصيلِيّ وَهُوَ على الْمُبَالغَة فِي ذَلِك (ن ز ل) قَوْله فِي أهل الْجنَّة مَا نزلهم بِضَم الزَّاي وَالنُّون وَنزلا لأهل الْجنَّة أَي مَا طعامهم الَّذِي ينزلون عَلَيْهِ لأوّل ورودهم يُقَال أَعدَدْت لفُلَان نزلا وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج حَتَّى أَتَى عَرَفَة إِلَى قَوْله فَنزل بهَا قَالَ صَاحب الْأَفْعَال نزل الْقَوْم بمنى صَارُوا فِيهَا أَيَّام الْحَج وَلَا يُقَال للْحَاج نازلين إِلَّا إِذا كَانُوا بمنى وَهِي تسمى الْمنَازل فأنظره مَعَ مَا جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث وَشبهه وَقَوله ينزل رَبنَا تبَارك وَتَعَالَى كل لَيْلَة روى ابْن حبيب عَن مَالك ينزل أمره وَنَهْيه وَأما هُوَ تَعَالَى فدائم لَا يَزُول وَقَالَهُ غَيره وَاعْترض بَعضهم على هَذَا بِأَن أمره ينزل فِي كل حِين فَلَا يخْتَص بِوَقْت دون وَقت وَهَذَا لَا يلْزم لِأَن الَّذِي يخْتَص نزُول أمره بِهِ هَذَا الْوَقْت هُوَ مَا اقْترن بِهَذَا القَوْل هَل من سَائل هَل من دَاع الحَدِيث وَأمره ينزل أبدا من غير هَذِه الْقَرِينَة وَقيل هُوَ مجَاز أَي يبسط رَحمته وَقيل هُوَ عبارَة عَن بسط رَحمته وَقرب إجَابَته وَقَوله لما نزلت برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُرِيد الْمنية ويروى نزل أَي نزل الْملك لقبض روحه وَقَوله فِي حَدِيث قُتَيْبَة فِي السّير إِلَى لجمعة فَالْأول مثل الْجَزُور ثمَّ نزلهم حَتَّى صيرهم إِلَى الْبَيْضَة بتَشْديد الزَّاي أَي طبقهم وأنزلهم مَرَاتِب فِي الْأجر وَيحْتَمل أَنه خفض من درجاتهم فِي الْآخِرَة وَيكون نزل أَيْضا بِمَعْنى قدر وَيصِح هَذَا أَي قدر أُجُورهم بِمَا مثل بِهِ قَالَ الجياني نزل فلَان غَيره قدر لَهُ الْمنَازل وَقَالُوا فِي الحَدِيث الآخر فِي حَدِيث الْخَوَارِج فنزلني زيد منزلا حَتَّى مَرَرْنَا بقنطرة وَالْأَشْبَه أَن يكون هُنَا مربي منزلا (ن ز ع) وَقَوله رَأَيْتنِي أنزع على قليب أَي أستقي بِالْيَدِ مِنْهُ وَنَزَعْنَا سجلا أَو سَجْلَيْنِ وَنزع ذنوبا أَو ذنوبين يُقَال نزع ينْزع بِفَتْحِهَا فِي الْمَاضِي وَكسرهَا فِي الْمُسْتَقْبل وأصل فعل إِذا كَانَ عينه أَو لأمه حرف حلق أَن يكون مستقبله كَذَلِك مَفْتُوحًا وَلم يَأْتِي فِي الْمُسْتَقْبل مكسورا إِلَّا ينْزع ويهنئ وَمِنْه فنزعت بموقها فِي حَدِيث الْكَلْب أَي استقت بِهِ المَاء وَمن رَوَاهُ نزعت موقها أَي إِزَالَته من رجلهَا فاستقت بِهِ وَمِنْه وانزعوا يَا بني عبد الْمطلب ولنزعت مَعكُمْ وَلم أر عبقريا ينْزع نَزعَة كُله من ذَلِك قَوْله وَلَا ينْزع هَذَا الْعلم وَلَا ينتزعه انتزاعا أَي لَا يُزِيلهُ من أَهله بمحوه من صُدُورهمْ وَلَكِن بِمَوْت عالميه وَمِنْه لَا تنزعوا الْقَمِيص أَي لَا تزيلوه وَقَوله نزع الْوَلَد مَفْعُولا وفاعلا وَلَعَلَّ عرقا نَزعه أَي جذبه إِلَى الشّبَه بِمن خرج شَبِيها لَهُ يُقَال نزع أَهله إِلَيْهِ وَنزع إِلَيْهِم وَقَوله قبل أَن ينْزع إِلَى أَهله أَي يحن إِلَيْهِم وينتمي لَهُم وَمِنْه ينْزع الْوَلَد لِأَبِيهِ وَأمه أَي يشبه أَحدهمَا وَهل نزعك غَيره أَي جَاءَ بك غير الْحَج وجذبك إِلَى السّفر وَقَوله وَكَانَ راميا شَدِيدا النزع بِفَتْح النُّون وَسُكُون الزَّاي أَي شَدِيد جذب الْوتر للرمي وكل هَذَا ماضيه بِفَتْح الزَّاي وَقَوله فِي دين جَابر انزعوه ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي بَاب التَّاء وَالرَّاء وَمِنْه فنزعت لَهُ بِسَهْم وَفِي حَدِيث من أَشَارَ إِلَى أَخِيه بخديدة أَو بِالسِّلَاحِ فَلَعَلَّ الشَّيْطَان ينْزع فِي يَده قيل يرْمى كَأَنَّهُ يرفع يَده ويخفف إِشَارَته مخرج الْإِشَارَة من غَيره كَذَا روينَاهُ بِالْعينِ الْمُهْملَة

فصل الاختلاف والوهم

هُنَا وَمن رَوَاهُ بِالْمُعْجَمَةِ فَمَعْنَاه يغريه ويحمله على تَحْقِيق الضَّرْب عِنْدَمَا يحدث عِنْد اللّعب والهزل ونزغ الشَّيْطَان إغواؤه وإغراؤه وَقَوله مَا لي أنازع الْقُرْآن أَي أجاذب قِرَاءَته فِي الصَّلَاة أَي يقرأه من وَرَاءه وَهُوَ يقْرَأ والمنازعة المجادلة والنزاع الْجِدَال وَالْخلاف فِي الْأَمر وَهل نزعك غَيره أَي حملك على ذَلِك وَسَببه لَك (ن ز غ) ونزغ الشَّيْطَان بالغين الْمُعْجَمَة إغواؤه وإغراؤه (ن ز ف) قَوْله فنزفه الدَّم أَي سَالَ واستخرج قوته وأفناها حَتَّى صرعه ونزف الرجل إِذا كَانَ مِنْهُ ذَلِك أَو مَاتَ مِنْهُ (ن ز هـ) قَوْله مَا بَال قوم يتنزهون عَن الشَّيْء أصنعه أَي يتنحون ويتحاشون وأصل التَّنَزُّه الْبعد عَن الشَّيْء وَمِنْه وعادتنا عَادَة الْعَرَب الأول فِي التَّنَزُّه أَي الْبعد للغائط وَمِنْه ستعلم اينا مِنْهَا بنزه أَي ببعد وتنزه عَنهُ قوم أَي تحاشوا مِنْهُ وبعدوا وَقَوله وَكَانَ الآخر لَا يستنزه من بَوْله أَي لَا يتحفظ مِنْهُ كَذَا ذكره مُسلم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء (ن ز و) قَوْله فنزا مِنْهُ المَاء أَي ارْتَفع وَظهر وَقَوله فنزوت لآخذه أَي وَثَبت وَقَوله انتزى على أرضي أَي وثب عَلَيْهَا وغلبني وَقَوله فِي خبر المدلجي فنزى فِي جرحه فَمَاتَ أَي سَالَ دَمه حَتَّى مَاتَ وَقَوله فينزي من ضربه فَيَمُوت وَفِي الَّذِي وطيت اصبعه فنزى مِنْهَا فَمَاتَ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث عبد الله فَعلمت أَنه يوحي إِلَيْهِ فَقُمْت فَلَمَّا نزل الْوَحْي كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُبْحَانَ وَفِي مُسلم فِي سُؤال الْيَهُود النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي الِاعْتِصَام فَلَمَّا صعد الْوَحْي أَو لَعَلَّه زَالَ وَتَوَلَّى فتصحف بِنزل وَعَلِيهِ يَصح الْكَلَام كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت فَلَمَّا انجلى عَنهُ وَقَوله فِي الشّعْر ستعلم أَيّنَا مِنْهَا ينزه كَذَا لأكْثر الروَاة وَهُوَ الْمَعْرُوف أَي ببعد بِضَم النُّون وروى عَن الْقَابِسِيّ بنهز وَقد يخرج لَهُ وَجه والنهز الْقرب أَي أَنكُمْ أقرب إِلَيْهَا وضررها بكم لَا حق كَمَا قَالَ آخر الْبَيْت وَهُوَ من معنى الرِّوَايَة الْأُخْرَى لبعدنا نَحن مِنْهَا خلافكم قَوْله فِي الْمَغَازِي فِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة فنزحناها أَي استقيا جَمِيع مَا فِيهَا حَتَّى أفنيناه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث نَفسه فَلم نَتْرُك فِيهَا قَطْرَة وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ فنزقناها بِالْفَاءِ وَهُوَ قريب مِنْهُ وَقد فسرناه يُقَال أنزفت البير أنزفها نزفا وأنزفتها إنزافا إِذا تقصيت ماءها واستفرغته قَوْله فِي كتاب الْمَظَالِم فِي بَاب الغرفة والعلية فأنزلت التَّخْيِير كَذَا لجمهورهم وَعند النَّسَفِيّ فَأنْزل وَهُوَ الْوَجْه وَكَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ آيَة التَّخْيِير ثمَّ ضرب عَلَيْهِ وَلَو صحت هَذِه اللَّفْظَة صَحَّ أنزلت وَقَوله فِي بَاب الدُّخُول على الْمَيِّت لَكَانَ النَّاس لم يَكُونُوا يعلمُونَ أَن الله أنزلهَا حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بكر يَعْنِي الْآيَة كَذَا للأصيلي وَلغيره أنزل وَهُوَ نقص وَوهم لَا يفهم شَيْئا قَوْله فِي كتاب مُسلم فِي ابْتِدَاء الْوَحْي فِي حَدِيث عبد الله بن هَاشم انْطَلقُوا بِي إِلَى زَمْزَم فشرح عَن صَدْرِي ثمَّ غسل بِمَاء زَمْزَم ثمَّ أنزلت وَتمّ الحَدِيث كَذَا هُوَ فِي جَمِيع النّسخ بتاء الْمُتَكَلّم المرفوعة قَالَ الوقشي فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ عَنهُ الشَّيْخ أَبُو بَحر صَوَابه ثمَّ تركت يُرِيد فتصحف على الرَّاوِي وَسَأَلت عَنهُ شَيخنَا أَبَا الْحسن فَقَالَ أنزلت صَحِيح فِي اللُّغَة بِمَعْنى تركت لَيْسَ فِيهِ تَصْحِيف وَظهر لي أَنه على الْمَعْنى الْمَعْرُوف فِيهِ لِأَنَّهُ قَالَ انْطَلقُوا بِي ثمَّ قَالَ ثمَّ أنزلت أَي صرفت إِلَى مَوْضُوع الَّذِي حملت مِنْهُ وَلم أزل أبحث عَنهُ إِلَى أَن وجدت فِيهِ الثَّلج وَرفع الأشكال من رِوَايَة أبي بكر البرقاني الْحَافِظ وَأَنه طرف من حَدِيث وَتَمَامه قَالَ ثمَّ أنزلت على طست

فصل الاختلاف والوهم

من ذهب مملوة حِكْمَة وإيمانا وَإِنَّمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر إِلَى تَمَامه وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج فَكَانَ منزله ثمَّ كَذَا قيدناه بِفَتْح الزَّاي عَن الْأَسدي وَهُوَ صَوَابه وَعَن غَيره بِالْكَسْرِ وَقَوله أَن شهرا نزكوه أَي عابوه وطعنوا فِي حَدِيثه وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف التَّاء وَفِي الحَدِيث صياح الْوَلَد عِنْدَمَا يَقع نزغة من الشَّيْطَان كَذَا لكافة شُيُوخنَا عَن مُسلم بالغين الْمُعْجَمَة وَعند ابْن الْحذاء فزعة بِالْفَاءِ وَالْعين وهما متقاربان وأصل النزغ الْإِفْسَاد والإغواء وَفِي الحَدِيث الآخر مَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا نخسه الشَّيْطَان وَفِي رِوَايَة مَسّه وَكله المُرَاد بِهِ وَالله أعلم أَذَاهُ بِكُل مَا يقدر عَلَيْهِ فَهُوَ نزغه وصيحة الْمَوْلُود من فزعة لمسه أَو نخسه قَوْله أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يستنزه من بَوْله أَي لَا يتحفظ مِنْهُ وَلَا يبعد وَرَوَاهُ بَعضهم يسْتَتر من الستْرَة قيل مَعْنَاهُ لَا يَجْعَل بَينه وَبَينه حِجَابا يستره عَنهُ بِمَعْنى الأول وَفِي رِوَايَة ابْن السكن يستبرئ فِي تَرْجَمَة بَاب من الْكَبَائِر قَوْله فنزى مِنْهَا فَمَاتَ فِي حَدِيث السعدين كَذَا ليحيى ابْن يحيى وَعند ابْن بكير ومطرف فنزفه بِالْفَاءِ وَالْمعْنَى قريب على مَا فسرناه قبل النُّون مَعَ الطَّاء (ن ط ع) قَوْله هلك المتنطعون بِعَين مُهْملَة هم المتعمقون الغالون وَقَوله أَمر بالانطاع فبسطت وصنع حَيْسًا فِي نطع هِيَ السفرة (ن ط ف) وَقَوله نُطْفَة مَاء أَي قَطْرَة مِنْهُ قَلِيلا وَقيل أَنه أَيْضا الْكثير وَقيل هُوَ من الأضداد وَقيل النُّطْفَة الصافي قَلِيلا كَانَ أَو كثيرا وَفِي الحَدِيث وَهُوَ يفِيض عَلَيْهِ نُطْفَة وَفِيه يارب نُطْفَة أَي منيا لِأَنَّهُ ينطف أَي يصب وَقَوله رَأَيْت ظلة تنطف سمنا وَعَسَلًا بِكَسْر الطَّاء وَضمّهَا وَفِي حَدِيث حَفْصَة تنطف نوساتها أَي ذوائبها أَي تقطر مَاء وَمثله ينطف رَأسه مَاء كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر يقطر (ن ط ق) قَوْله يشد على النُّطْق وَذَات النطاقين والنطاق والمنطق بِكَسْر الْمِيم والمنطاق وَاحِد وَهُوَ أَن تشد الْمَرْأَة وَسطهَا على ثوبها بِحَبل أَو شبهه ثمَّ ترسل الْأَعْلَى على الْأَسْفَل وَقيل هَذَا هُوَ النطاق وَأما الْمنطق والمنطقة فالشيء الَّذِي تشد بِهِ وَسطهَا وَقَالَ سَحْنُون الْمنطق الْإِزَار تشده على بَطنهَا وَاخْتلف لم قيل لأسماء ذَات النطاقين فأشهرها وأصحها مَا فسرته هِيَ بِهِ وَذَلِكَ فِي كتاب مُسلم أَن أَحدهمَا نطاق الْمَرْأَة الْمَذْكُور وَالْآخر الَّذِي كَانَت ترفع بِهِ طَعَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وزاده تَفْسِيرا فِي البُخَارِيّ أَنَّهَا شقَّتْ نطاقها حِين صنعت سفرة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الْهِجْرَة فشدتها بِنصفِهِ وانتطقت هِيَ بِالْآخرِ وَقيل بل لِأَنَّهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لَهَا قد اعطاك الله بهما نطاقين فِي الْجنَّة وَقيل لانها كَانَت تجْعَل نطاقا على نطاق تسترا وَقيل بل لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لَهَا قد أبدلك الله بنطاقك هَذَا نطاقين فِي الْجنَّة وَمَا فسرت بِهِ هِيَ نَفسهَا خَيرهَا وأبينها وَأولى مَا قيل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله كنت أَضَع لعُثْمَان طهوره فَمَا أَتَى عَلَيْهِ يَوْم إِلَّا وَهُوَ يفِيض عيه نُطْفَة كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند بعض رُوَاة ابْن الْحذاء نصفه كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى الْإِنَاء وَهُوَ خطأ وتصحيف قَبِيح وَإِنَّمَا أَرَادَ مَاء والنطفة المَاء كَمَا فسرناه النُّون مَعَ الظَّاء (ن ظ ر) قَوْله أَن بهَا نظرة بِفَتْح النُّون وَسُكُون الظَّاء قيل أَي عين من نظر الْجِنّ والنظرة الْعين وَقَوله كنت أنظر الْمُعسر بِضَم الْهمزَة أَي أوخره وَقَوله فأنظرهم بِضَم الظَّاء أَي فانتظرهم قَالَ الله تَعَالَى انظرونا نقتبس من نوركم وبكسر الظَّاء من التَّأْخِير قَالَ الله تَعَالَى فأنظرني إِلَى يَوْم يبعثون وَمن قَرَأَ انظرونا بِالْكَسْرِ فقريب مِنْهُ قيل لَا تعجلوا علينا قَوْله فِي حَدِيث ابْن عمر وَالْحجاج فانظرني حَتَّى

فصل الاختلاف والوهم

أفيض على رَأْسِي بِأَلف الْوَصْل وَضم الظَّاء أَي انتظرني وَضَبطه الْأصيلِيّ بِكَسْر الظَّاء مَعْنَاهُ أخرني وَلَا تعجلني وَالْألف هُنَا ألف قطع وَالْأول الصَّوَاب وَفِي الحَدِيث الآخر أَن أَصْحَابك قد خَشوا عَلَيْك أَن تقتطع دونهم فانظرهم بِالضَّمِّ أَي انتظرهم وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث الْأَشْعَرِيين أَن تنظروهم أَي تنتظروهم وَقَوله أعرف النَّظَائِر الَّتِي كَانَ يقْرَأ بهَا عشْرين سُورَة من الْمفصل قيل سميت السُّور بذلك لتشابهها بَعْضهَا بِبَعْض وَيحْتَمل أَنَّهَا سميت نَظَائِر لقران كل وَاحِدَة مِنْهَا بِالْأُخْرَى فِي قرَاءَتهَا فِي رَكْعَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث يقْرَأ بهَا اثْنَتَيْنِ فِي كل رَكْعَة وكما قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى الْقَرَائِن الَّتِي كَانَ يقْرَأ بهَا وَقَوله استنظره لقابل واستنظر لجَابِر أَي طلب مِنْهُ التَّأْخِير وَقَوله انْظُرُوا هاذين حَتَّى يصطلحا أَي أخروهما قَوْله فَنَظَرْنَا تَسْلِيمه أَي انتظرناه كَذَا ليحيى وَجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَعند أبي مُصعب انتظرنا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي بَاب السمر فِي الْفِقْه نَظرنَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذَات لَيْلَة وَلابْن السكن والجرجاني انتظرنا وَقَوله ثَلَاثَة لَا ينظر الله إِلَيْهِم أَي لَا يرحمهم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الْحَج فَإِنِّي أنظركما كَذَا عِنْدهم بِالضَّمِّ أَي انتظركما وَكَذَا وَقع مُبينًا فِي رِوَايَة بَعضهم انْتظر كَمَا وَقَيده الْأصيلِيّ انْظُر كَمَا بِالْكَسْرِ من التَّأْخِير وَالْأول أبين فِي هَذَا الْموضع فِي حَدِيث الاستيذان لَو أعلم أَنَّك تنظرني كَذَا للعذري وَهُوَ الصَّوَاب وَلغيره من رُوَاة مُسلم تنتظرني وَكَذَا لكافة رُوَاة البُخَارِيّ وَلابْن السكن تنظرني فِي كتاب الدِّيات وَكَذَلِكَ عِنْد بَعضهم فِي الحَدِيث الآخر لَو أعلم أَنَّك تنظر وَعند بَعضهم تنْتَظر وَالْوَجْه الأول أَلا أَن يكون افتعل من النّظر أَي تطلب النّظر فَيصح وَفِي اتِّخَاذ الْمِنْبَر انظري غلامك النجار كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا فِي حَدِيث قُتَيْبَة من طَرِيق ابْن سُفْيَان وَعند ابْن الْحذاء أَن مرى وَكَذَلِكَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي هَذَا الحَدِيث من حَدِيث قُتَيْبَة نَفسه النُّون مَعَ الْكَاف (ن ك ا) قَوْله فِي الْحَذف لَا ينكا الْعَدو كَذَا الرِّوَايَة بِفَتْح الْكَاف مَهْمُوز الآخر وَهِي لُغَة وَالْأَشْهر ينكي فِي هَذَا وَمَعْنَاهُ الْمُبَالغَة فِي أَذَاهُ وَقَوله فنكاها يُقَال نكات الْجرْح مَهْمُوز وَهُوَ إِذا جرحت مَوضِع الْجرْح وأوقعت جرحا على جرح وَبِه شبه مُبَالغَة الْأَذَى فِيمَا تقدم (ن ك ب) قَوْله نكب عَن ذَات الدراي دعها وَأعْرض عَنْهَا وَأَصله من عطف مَنْكِبه عَمَّا لَا يعتمده وَمثله نكبوا عَن الطَّعَام وَقد فسرناه فِي حرف الطَّاء قَوْله فنكبت اصبعه أَي ضربهَا بِحجر فأدماها وَمِنْه حَتَّى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها والنكبة مثل العثرة فتدمى الرجل مِنْهَا وَأَصله من الْقلب والكب والعأثر قد يكب غَالِبا (ن ك ت) قَوْله فَجعل ينكت بهَا بِضَم الْكَاف وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا أَي يُؤثر بهَا فِي الأَرْض نكت فِي الأَرْض إِذا أثر بهَا بقضيب أَو نَحوه وَمثله قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فينكتون بالحصا أَي يضْربُونَ بِهِ كَمَا يفعل المتفكر المهتم قَالَ امْرُؤ الْقَيْس (قَاعِدا أعد الْحَصَا مَا تَنْقَضِي عبراتي ) وَقَوله ينكت فِي قلبه نُكْتَة سَوْدَاء أَي يُؤثر ( (ن ك ر) وَقَوله نكر ومنكر ونكر بِضَم النُّون تَكَرَّرت فِي الْأَحَادِيث النكر وَالْمُنكر مَا يُنكر ضد الْمَعْرُوف وَالْمُنكر أَيْضا الْقَبِيح والنكير الْإِنْكَار يُقَال مِنْهُ نكرت الشَّيْء بِالْكَسْرِ وأنكرته (ن ك ل) وَقَوله لجعلته نكالا النكال الْعقُوبَة الَّتِي تنكل للنَّاس عَن فعل مَا كَانَ بِسَبَبِهَا وَقيل نكالا عظة وأصل النكال الِامْتِنَاع لِأَنَّهُ يمْتَنع عَن ذَلِك بِسَبَبِهَا وَمِنْه كالمنكل لَهُم أَي

فصل الاختلاف والوهم

المعاقب (ن ك ص) قَوْله فتلكات وَنَكَصت وفنكص على عَقِبَيْهِ وينكص على عَقِبَيْهِ وَنَكَصت على عَقبي أَي رَجَعَ إِلَى وَرَائه (ن ك س) قَوْله تعس عبد الدِّينَار وَالدِّرْهَم وانتكس بسين مُهْملَة بِفَتْح التَّاء وَالْكَاف أَي اسْتَقل من سقطته حَتَّى يسْقط أُخْرَى وَقيل لَا يزَال منكوسا فِي سفال وَذكره بَعضهم انتكش بالشين الْمُعْجَمَة وَفَسرهُ بِالرُّجُوعِ وَجعله دُعَاء لَهُ لَا عَلَيْهِ قَالَ دَعَا لَهُ بِالرُّجُوعِ عَن حرصه ثمَّ أكد ذَلِك بقوله وَإِذا شيك فَلَا انتقش يشتت فِي طَرِيقه وَلَا ينْهض فِي طلبه المذموم وَهَذَا ضد الْمَفْهُوم من الحَدِيث بل هُوَ دُعَاء عَلَيْهِ وَلَفظ مُسْتَعْمل فِي ذَلِك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَرفع أُصْبُعه إِلَى السَّمَاء ونكتها إِلَى النَّاس كَذَا روايتنا بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا قَالَ بعض المتقنين صَوَابه فنكبها بباء بِوَاحِدَة وَمَعْنَاهُ يردهَا ويقلبها إِلَى النَّاس مُشِيرا لَهُم لِأَنَّهُ كَانَ رَاكِبًا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله أَخَاف أَن تنكره قُلُوبهم كَذَا لجماعتهم وَعند الْهَرَوِيّ تنكه بِفَتْح الْكَاف وَالْهَاء وَالْمَعْرُوف الأول لَكِن قد رَوَاهُ صَاحب الدَّلَائِل كَذَلِك وَقَالَ الْهَاء منقلبة عَن همزَة يُقَال نكهت القرحة انكاها إِذا قشرتها يُرِيد أَن يوغر فعله صُدُورهمْ ويوجع قُلُوبهم وَقَوله فِي حَدِيث عبد الله بن معَاذ هجمت عَيْنك ونكهت كَذَا جَاءَ على مَا لم يسم فَاعله وَلَا ذكر الْمَفْعُول وَهُوَ مختل وَلَعَلَّه ونهكت نَفسك أَي أثر فِيهَا ذَلِك وأضعفها يُقَال نهكه الْمَرَض إِذا أضعفه وأذهب لَحْمه قَوْله فاستنكهه أَي استنشقه واشتم نكهة فِيهِ أَي رِيحه وريح الْخمر مِنْهُ وَفِي كتاب الِاعْتِصَام فِي الْوِصَال كالمنكل لَهُم كَذَا لِابْنِ السكن والنسفي ولغيرهما كالمنكر وَالْأول الصَّوَاب النُّون مَعَ الْمِيم (ن م ر) قَوْله مجتابي النمار بِكَسْر النُّون جمع نمرة وَهِي شملة مخططة من صوف وَقيل فِيهَا أَمْثَال الْأَهِلّة وَلَعَلَّه يَعْنِي الطنافس وَشبههَا وَالله أعلم وفسرنا مجتابي فِي الْجِيم وَمثله فَمَا وجدنَا لَهُ إِلَّا نمرة وَيجمع أَيْضا على نمرات ونمرة مثلهَا اسْم مَوضِع بِعَرَفَة نذكرهُ قَوْله نمرقة هِيَ الوسادة وَيُقَال نمرقة أَيْضا بِالضَّمِّ وَالْكَسْر وَيُقَال نمروق أَيْضا وَقيل الْمرَافِق وَقيل الْمجَالِس وَلَعَلَّه يَعْنِي الطنافس وَشبههَا وَالله أعلم أَي على ظَاهره والنمرقة بِضَم النُّون وَالرَّاء وَيُقَال بكسرهما الوسادة (ن م ط) وَقَوله سَتَكُون لكم أنماط هِيَ جمع نمط والنمط ظهر فرَاش والنمط أَيْضا مَا يغشى بِهِ الهودج والنمط أَيْضا النَّوْع والصنف وَمِنْه خَيركُمْ النمط الْأَوْسَط (ن م ل) قَوْله فِي الرّقية من الْعين والحمة والنملة بِفَتْح النُّون هِيَ قُرُوح تخرج فِي الْجنب وَهِي أَيْضا شقوق فِي حافر الدَّابَّة فِي غير هَذَا الحَدِيث وَهِي أَيْضا وَاحِدَة النَّمْل قَالَ الْحَرْبِيّ النَّمْل هِيَ ذَوَات القوائم والنملة بِالضَّمِّ النميمة وبالكسر المشية المتقاربة (ن م م) قَوْله يمشي بالنميمة وَلَا يدْخل الْجنَّة نمام النميمة مَعْرُوفَة ونم الحَدِيث ينمه وينمه بِالْكَسْرِ وَالضَّم نما بِالْفَتْح وَالِاسْم النميمة والنمام وَهُوَ الَّذِي ينْقل كَلَام النَّاس بَعضهم إِلَى بعض بغيا على غير وَجه الصّلاح وَالْخَيْر (ن م ص) قَوْله النامصة والمتنمصة فالنامصة هِيَ الَّتِي تنتف الشّعْر عَن وَجههَا أَو وَجه غَيرهَا والمتنمصة الَّتِي تطلب أَن يفعل بهَا ذَلِك (ن م س) وَقَوله فِي الحَدِيث الناموس الَّذِي أنزل على مُوسَى هُوَ جِبْرِيل (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) والناموس صَاحب سر الْملك أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ الناموس صَاحب سر الْخَيْر والجاسوس صَاحب سر الشَّرّ يُقَال نامست إِذا ساررت وَقيل مقلوب من نامسه (ن م ى) قَوْله نمى فِي حَدِيث الْإِفْك مشددا وقراه أَبُو ذَر مخففا وينمي الحَدِيث وينمي خيرا مخففا ونميت ذَلِك وَقَوله لَا أعلم إِلَّا أَنه ينمي ذَلِك ويروي ينمي على مَا لم يسم فَاعله وَهِي

(ن ص ب)

روايتنا فِي الْمُوَطَّأ عَن يحيى وبالروايتين عَن ابْن الْقَاسِم وَرَوَاهُ الْجَوْهَرِي عَن القعْنبِي ينمي بِضَم أَوله وَكسر الْمِيم وَلَيْسَ بِشَيْء هُنَا وَقَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ إِسْمَاعِيل ينمي بِضَم أَوله على مَا لم يسم فَاعله وَلم يقل ينمي كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَقَالَ إِسْمَاعِيل ينمي يَعْنِي بِفَتْح أَوله وَلم يقل ينمي يَعْنِي بِضَم أَوله وَكسر الْمِيم وَلَيْسَ بِشَيْء هُنَا وَفِي رِوَايَة الدّباغ يُنْهِي ذَلِك بِالْهَاءِ وَكله تَصْحِيف وَخطأ إِلَّا مَا قدمْنَاهُ من الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة وَإِن كَانَ يخرج لينهي وَجه أَي يصل بِهِ إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا قَالَ فِي غَيره يبلغ بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَكِن الْمَعْرُوف فِي رِوَايَة هَذَا الحَدِيث الْمِيم قَالَ أَبُو عبيد نمى الحَدِيث فَخفف الْمِيم أَي أبلغه ونميته إِلَى غَيْرِي مثل أسندته ونميته أبلغته على وَجه النميمة وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة وَغَيره نميته نقلته على وَجه الْإِصْلَاح ونميته بالتثقيل نقلته على جِهَة الْإِفْسَاد قَالَ غَيره وأنميته نميا النُّون مَعَ الصَّاد (ن ص ب) قَوْله على قدر نصبك أَي تعبك وسعيك بِفَتْح الصَّاد وَكَذَلِكَ قَوْله لَا نصب أَي لَا تَعب فِيهِ وَلَا مشقة وَالنّصب الإعياء وَهُوَ النصب أَيْضا بِضَم النُّون وَسُكُون الصَّاد قَالَ ابْن دُرَيْد النصب تغير الْحَال من مرض أَو تَعب أَو حزن وَكَذَلِكَ فَلم يصبهم النصب وَلم ينصب مُوسَى بِفَتْح الصَّاد فيهمَا وَفِي خبر الدَّجَّال وَمَا ينصبك مِنْهُ أَي مَا يتعبك ويشغل بالك من شَأْنه قَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال أنصبه الْمَرَض ونصبه أَعلَى وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال هُوَ تغير الْحَال من مرض أَو تَعب نصب بِالْكَسْرِ أعيا من التَّعَب وَقَوله تنصب رجلك الْيُمْنَى أَي تقيمها وترفع جَانبهَا عَن الأَرْض وكل شَيْء رفعته فقد نصبته وَقَوله وَنصب يَده أَي مدها وَقَوله ونصبني للنَّاس أَي رفعني لإبصارهم وتنبهوا لي بسؤاله إيَّايَ لما سَأَلَ عَنهُ وَقَوله كَأَنِّي نصب أَحْمَر وَلَا آكل مَا تذبحون على أنصابكم وَقَوله نصبوا دجَاجَة يَرْمُونَهَا أَي جعلوها غَرضا النصب الْحِجَارَة الَّتِي يذبح عَلَيْهَا يُرِيد أَنه صَار مِمَّا ضربوه وأدموه أَحْمَر بِالدَّمِ مثلهَا وَجَمعهَا أنصاب وَيُقَال لَو أَحدهَا نصب مخففا ومثقلا وَنصب بِفَتْح النُّون أَيْضا وَسُكُون الصَّاد وَقَوله ذَات منصب وجمال أَي قدر وَشرف نِصَاب الرجل ومنصبه أَصله (ن ص ت) قَوْله إِذا قلت لصاحبك أنصت وَإِذا أَقَامَ الإِمَام أنصت هُوَ السُّكُوت للاستماع لما يُقَال وَمِنْه استنصت النَّاس أَي أَمرهم بِالسُّكُوتِ يُقَال فِيهِ أنصت ونصت أَيْضا (ن ص ح) قَوْله فِي تَفْسِير نصُوحًا قَالَ قَتَادَة الصادقة الناصحة ثَبت فِي بعض الرِّوَايَات قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقَالَ الزّجاج بَالِغَة النصح وَقَالَ نفطويه خَالِصَة وَقَالَ غَيره نصُوحًا بِمَعْنى منصوح فِيهَا أخبر عَنْهَا باسم الْفَاعِل لِأَن العَبْد نصح نَفسه فِيهَا كَمَا قَالَ عيشة راضية أَي ذَات رضى وليل قَائِم أَي مقوم فِيهِ (ن ص ر) وَقَوله النَّصَارَى قيل سموا بذلك نِسْبَة إِلَى ناصرة قَرْيَة بِالشَّام وَقيل م النَّصْر جمع نصران مثل ندمان وندامى والنصر المعونة وَقد تجئ بِمَعْنى التَّعْظِيم وَجَاء النَّصْر بِمَعْنى الْمَطَر وَمِنْه فِي الحَدِيث أَن هَذِه السحابة تنصر أَرض بني كَعْب أَي تمطرهم قَالَه الْهَرَوِيّ وَعِنْدِي أَن هَذَا وهم فِي التَّفْسِير لِأَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ الْخَبَر فِي قصَّة خُزَاعَة وهم بَنو كَعْب حِين غدرت بهم قُرَيْش وَهِي كَانَت سَبَب غَزْوَة الْفَتْح وَنقض صلح قُرَيْش إِذْ كَانَت خُزَاعَة فِي عهد وَحُرْمَة فِي صلحهم وَالْأَشْبَه أَن الحَدِيث على ظَاهره من النَّصْر والمعونة بِمن فِيهَا من الْمَلَائِكَة أَو مَا شَاءَ الله (ن ص ل) وَقَوله فليأخذ بنصالها وبنصولها وَانْظُر إِلَى النصل هُوَ حَدِيدَة السهْم وحديدة الرمْح أَيْضا وَهُوَ السن وَفِي الحَدِيث الآخر فِي رَجَب منصل الأسنة بِضَم الْمِيم وَكسر الصَّاد

فصل الاختلاف والوهم

وَسُكُون النُّون تَفْسِيره فِي الحَدِيث لِأَنَّهُ من الْأَشْهر الْحرم الَّتِي كَانَت لَا تقَاتل فِيهَا الْعَرَب فَكَانَت تنْزع أسنة الرماح ونصولها إِلَى وَقت الْحَاجة يُقَال نصلت السهْم وَالرمْح إِذا جعلت لَهُ نصلا وأنصلته إِذا أزلت نصله (ن ص ص) قَوْله حَتَّى إِذا وجد فجوة نَص أَي رفع فِي سيره وأسرع وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث مُفَسرًا وَالنَّص مُنْتَهى الْغَايَة فِي كل شَيْء (ن ص ع) قَوْله وينصع طيبها أَي يخلص وَقيل يبْقى وَيظْهر وَقَوله يخْرجن إِلَى المناصع قيل هِيَ مَوَاضِع التبرز للْحَدَث الْوَاحِد منصع بِفَتْح الْمِيم قَالَه أَبُو سعيد النَّيْسَابُورِي وَقَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ مَوَاضِع خَارج الْمَدِينَة وَقد فسره فِي الحَدِيث قَالَ وَهُوَ صَعِيد أفيح خَارج الْمَدِينَة فَدلَّ أَنه مَوضِع مَخْصُوص (ن ص ف) وَقَوله مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه أَي نصف مده يُقَال نصيف وَنصف وَنصف بِالْكَسْرِ وَالضَّم قَالَه الْخطابِيّ وَقَوله بأنصاف النَّهَار كَذَا روينَاهُ بِفَتْح الْهمزَة كَأَنَّهُ جمع نصف وَذَلِكَ منتصف النَّهَار لما كَانَ بِجمع طرفِي النصفين فجمعهما أَو يكون فِي نصف كل يَوْم فَجَمعه أَنْصَاف وَقد يَصح أَن يكون بِكَسْر الْهمزَة مصدر أنصف النَّهَار وَنصف وانتصف إِذا مضى نصفه وَكَذَلِكَ نصفت بِالتَّشْدِيدِ وَحكى عَن الْأَصْمَعِي إِنْكَار نصف النَّهَار وَأَبا إِلَّا أنصف وَقد رد عَلَيْهِ قَوْله وَصَححهُ يَعْقُوب وَغَيره وَفِي صفة الْحور ونصيف إِحْدَاهُنَّ هُوَ الْخمار وَقيل المعجر فِي حَدِيث التائب حَتَّى إِذا نصف الطَّرِيق أَتَاهُ الْمَوْت أَي بلغ نصفه يُقَال نصف المَاء الْخَشَبَة بلغ نصفهَا وَنصف النَّهَار وانتصف مضى بعضه وَفِي حَدِيث ابْن سَلام فَأَتَانِي منصف روينَاهُ بِكَسْر الْمِيم وَفتح الصَّاد وَيُقَال بِفَتْحِهَا هُوَ الوصيف والتنصف الْخدمَة والانقياد وَقد جَاءَ هَكَذَا مُفَسرًا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَنه الوصيف وَفِي الْأُخْرَى أَنه الْخَادِم وَقيل هُوَ الوصيف الصَّغِير الَّذِي أدْرك الْخدمَة نصفت الرجل إِذا أخدمته وَقد ضَبطه بعض الروَاة بِفَتْح الْمِيم وَكسر الصَّاد وَبَعْضهمْ بِضَم الْمِيم وَالْأول الْمَعْرُوف وَقَوله حَتَّى إِذا كنت بالمنصف بِفَتْح الْمِيم أَي تِلْكَ الْمسَافَة (ن ص ي) قَوْله الْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل مَعْنَاهُ ملازم لَهَا يُريدَان الْأجر والمغنم لمَالِكهَا ومقتنيها وَلم يرد بِهِ الناصية خَاصَّة وَقَوله إِنَّمَا ناصيته بيد الشَّيْطَان أَي إِنَّمَا يحملهُ على مَا يَفْعَله ويصرفه فِيهِ الشَّيْطَان بإغوائه ونزغه وتزيين ذَلِك لَهُ الجهله كَالَّذي يَقُودهُ غَيره ويسوقه بناصيته إِلَى مَا شَاءَ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي خبر الدَّجَّال وَمَا ينصبك مِنْهُ بباء بِوَاحِدَة أَي مَا يشق عَلَيْك من خَبره وشأنه من النصب وَالْمَشَقَّة كَمَا قدمنَا كَذَا رِوَايَة الكافة وَعند الْهَوْزَنِي ينضيك بالضاد الْمُعْجَمَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَهُوَ تَغْيِير لَا شكّ فِيهِ وَأقرب وَجه يخرج لَهُ أَن يكون بِمَعْنى يحزنك حَتَّى يهزلك ويضعف جسمك والنضي من الْإِبِل مَا هزله السّفر وَقَوله فِي الْجُمُعَة أنصت حَتَّى يفرغ من خطبَته كَذَا لَهُم وَعند العذري انتصب وَالْمَعْرُوف وَالصَّوَاب الأول قَوْله فِي بَاب العَبْد إِذا نصح سَيّده وَأحسن عبَادَة ربه للْعَبد الْمَمْلُوك الناصح أجر أَن كَذَا للأصيلي فِي كتاب الْفِتَن وَعند أبي ذَر والقابسي والنسفي الصَّالح وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى فِي حَدِيث آللَّهُ أَمرك أَن نصلي الصَّلَوَات الْخمس بالنُّون عِنْد الْأصيلِيّ وَلغيره بِالتَّاءِ وَالْأول أوجه قَوْله فِي الْجَنَائِز وَالنّصب وَالنّصب مصدر كَذَا لبَعض الروَاة وَصَوَابه مَا لكافتهم النصب وَالنّصب بِفَتْح النُّون فِي الثَّانِي وَهُوَ الْمصدر وَأما النصب وَالنّصب بِضَم النُّون فيهمَا فالاسم وَقيل فِيهِ بِالْفَتْح أَيْضا قَوْله فِي كتاب الِاعْتِصَام فَأكْثر الْأَنْصَار الْبكاء كَذَا لأبي زيد ولكافة

(ن ض ح)

النَّاس وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي غَزْوَة أحد مَا أنصفنا أَصْحَابنَا بِالنّصب مفعولين كَذَا ضبطناه وَبِه يسْتَقلّ معنى الْكَلَام فِي الَّذين قَاتلُوا عَنهُ من الْأَنْصَار فَقتلُوا دون غَيرهم وَبَعض رُوَاة كتاب مُسلم ضَبطه بِالرَّفْع على الْفَاعِل وَوَجهه أَن يرجع إِلَى الْجُمْلَة فِيمَن فرعنه وَتَركه فِي النَّفر الْقَلِيل وَالله أعلم فِي بَاب الرُّؤْيَا فِي حَدِيث عبد الله بن سَلام وَرَأَيْت كَأَنَّمَا عَمُود وضع فِي رَوْضَة خضراء فنصب فِيهَا كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْجِرْجَانِيّ فَنصبت وَهُوَ خطأ النُّون مَعَ الضَّاد (ن ض ح) قَوْله مَا سقى بالنضح فَفِيهِ نصف الْعشْر أَي بالاستسقاء بالسواقي وَفِي مَعْنَاهُ من استقى بالدلو وَيَرْفَعهُ الآدميون وَغَيرهم كآلة وهم النَّوَاضِح وَسميت الْإِبِل الَّتِي يسقى عَلَيْهَا نواضح لنضحها المَاء باستقائها وصبها إِيَّاه وَفِي الحَدِيث الناضح والنواضح وناضحين لنا الناضح الْبَعِير الَّذِي يسقى عَلَيْهِ سمو بذلك وَقيل النَّضْح هُوَ الْحَوْض الصَّغِير الَّذِي فِيهِ المَاء وَقيل مَا قرب البير مِنْهَا والناضح جمعه نواضح ونضاح قَوْله ينضح الدَّم على جَبينه أَي يفور نضحت الْعين إِذا فارت ونضح بِمَعْنَاهُ وَقَوله ونضح الدَّم عَن جَبينه أَي غسله عَنهُ ونزعه عَن وَجهه وَيصِح أَن يكون الأول بِمَعْنَاهُ أَي غسل الدَّم الَّذِي على جَبينه وَقَوله فِي بَوْل الصَّبِي وأتى بِمَاء فنضحه قيل رشه والنضح الرش وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فرشه وَمثله فِي حَدِيث المحتلم وَإِن لم تره نضحت حوله وَقيل يَأْتِي النَّضْح بِمَعْنى الْغسْل والصب وَفِي هَذَا الحَدِيث فَصَبَّهُ وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فَأتبعهُ ثَوْبه وَلم يغسلهُ غسلا وَمِنْه فِي الْغسْل فِي دم الْحَيْضَة تقرضه بِالْمَاءِ ثمَّ تنضحه أَي تغسله وَفِي حَدِيث فضل وضوء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَمن قَابل أَو نَاضِح أَي آخذ مِنْهُ أَو راش بِيَدِهِ مِنْهُ على أَخِيه وَفِي الحَدِيث فِي الْمَذْي فأنضح فرجك قيل رشه مَخَافَة الوسواس قيل أغسله وَهُوَ أظهر هُنَا والنضخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة جَاءَ فِي بَعْضهَا بِمَعْنى النَّضْح وَقيل هُوَ أَكثر من النَّضْح وَهُوَ قَول أَكثر اللغويين وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى نضاختان أَي تفوران بِكُل خير وَحكى أَبُو زيد والهروي أَن الْخَاء هُنَا أقل من الْحَاء قَالَ لي أَبُو الْحُسَيْن وَأكْثر اللغويين على خلاف هَذَا كَمَا تقدم وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي النَّضْح بِالْمُهْمَلَةِ مَا تعمدته بِيَدِك وبالمعجمة مَا لم تتعمده مثل أَن تطَأ مَاء فينتضح عَلَيْك وَمثله من الْبَوْل على قَوْله وَشبهه وَقَالَ ابْن كيسَان بِالْمُهْمَلَةِ لما رق كَالْمَاءِ وبالمعجمة لما ثخن كالطيب وَقَالَ أَبُو مَرْوَان هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ كاللطخ مِمَّا يبْقى لَهُ أثر (ن ض خَ) وَقَوله ينضخ طيبا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة قَالَ الْخَلِيل النضخ كاللطخ يبْقى لَهُ أثر تَقول نضخ ثَوْبه بالطيب وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ أَكثر من النَّضْح بِالْحَاء الْمُهْملَة وَلَا يُقَال مِنْهُ نضخت وَقد يكون معنى الحَدِيث على هَذَا يقطر ويسيل مِنْهُ الطّيب كَمَا جَاءَ فِي خبر مُحَمَّد بن عُرْوَة وَقد لطخ لحيته بالغالية فَجعل أَبوهُ يَقُول لَهُ قَطْرَة قَطْرَة وَقد ذكرنَا قَول من قَالَ أَنه بِالْخَاءِ فِيمَا تخن كالطيب وَبِالْحَاءِ فِيمَا رق كَالْمَاءِ (ن ض ر) قَوْله نضر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي يرْوى بتَخْفِيف الضَّاد وتشديدها وَأكْثر الشُّيُوخ يشددون وَأكْثر أهل الْأَدَب يخففون قَالَ القَاضِي ابْن خَلاد وَهُوَ الصَّحِيح (قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكِلَاهُمَا صَحِيح وبالتخفيف قَالَه أَبُو عبيد وَغَيره وَحكى الْأَصْمَعِي التَّشْدِيد وَبِه رُوِيَ فِي الحَدِيث وَقَالَ النَّصْر بن شُمَيْل يقالان جَمِيعًا نضر الله وَجهه ونضر الله وأنضر أَيْضا وَمَعْنَاهُ نعمه وَحسنه وَقيل أوصله نَضرة النَّعيم وَقيل وَجهه فِي النَّاس وَحسن حَاله وَوجه ناضر ونضير ومنضور وَالِاسْم النضرة والنضارة

فصل الاختلاف والوهم

والنضور وَقَوله كَانَ لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قدح من نضار أَي من خشب جيد والنضار الْخَالِص من كل شَيْء والنضار النبع وَيُقَال قدح نضار على الصّفة وقدح نضار على الْإِضَافَة والنضار الأتل وَيُقَال لِلذَّهَبِ أَيْضا نضار ونضير ونضر وَقَوله فِي الْجنَّة مَا فِيهَا من النضرة بِفَتْح النُّون أَي النَّعيم والبهجة وَالْحسن (ن ض ل) قَوْله وَمنا من ينتصل أَي من يَرْمِي بسهمه وَقَوله عنكن كنت أُنَاضِل أَي أدافع وأجادل وَأَصله من المناضلة بِالسِّهَامِ (ن ض ي) وَقَوله وَينظر إِلَى نصية بِفَتْح النُّون وَكسر الضَّاد وَتَشْديد الْيَاء بعْدهَا هُوَ الْقدح وعود السهْم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله أعلفه نضاحك أَعنِي رقيقك بِضَم النُّون وَتَشْديد الضَّاد كَذَلِك رَوَاهُ يحيى مُفَسرًا وَقَالَ القعْنبِي ناضحك رقيقك وَقَالَ ابْن بكير نضاحك ورقيقك وَهُوَ قَول أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ بواو الْعَطف قَالَ ابْن الْقَاسِم عَن مَالك هم الرَّقِيق وَيكون فِي الْإِبِل قَالَ ابْن حبيب هم الَّذين يسقون النخيل وأحدهم نَاضِح من الغلمان وَالْإِبِل وَإِنَّمَا يفترقون فِي الْجمع فالغلمان نضاح وَالْإِبِل نواضح وَقَوله أنفقي وأنضحي وانفحي وَلَا تَحْمِي كَذَا روينَاهُ هُنَا بالنُّون وبالضاد الْمُعْجَمَة والحاء الْمُهْملَة وَفِي الْحَرْف الثَّالِث بِالْفَاءِ والحاء الْمُهْملَة قَالَ بَعضهم صَوَابه هُنَا أرضخي بالراء وَالْخَاء الْمُعْجَمَة أَي أعْطى وَمَا فِي الْكتاب تَصْحِيف قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هُوَ مِمَّا يبعد عِنْدِي وَالرِّوَايَة الصَّوَاب لِأَن النَّضْح جَاءَ بِمَعْنى الصب وَاسْتِعْمَال هَذَا فِي الْعَطاء مَعْلُوم واستعارته فِيهِ كَثِيرَة وَفِي حَدِيث خَيْبَر وَأَن الْقُدُور تغلي وَبَعضهَا نَضِجَتْ كَذَا لأبي ذَر وَكَذَا قَرَأَ من النضج وَكَذَا لعامة الروات وَفِي كتاب بَعضهم يصخب تغلي ويرتفع صَوت غليانها وَالْأول أصوب لِأَنَّهُ قد ذكر الغليان قبل فَلَا فَائِدَة إِذا لتقسيمه النُّون مَعَ الْعين (ن ع ت) قَوْله فنعته وَقَوله فتنعتها لزَوجهَا أَي تصفها والنعت الْوَصْف وَقَوله مَا جَاءَ فِي الذَّات والنعوت أَي الصِّفَات (ن ع ل) قَوْله فِي طهوره وَنَعله بِفَتْح الْعين قيدناه عَن بعض متقني شُيُوخنَا اسْم الْفِعْل كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وتنعله وَكَذَا رِوَايَة الْبَاجِيّ فِيهِ عَن ابْن ماهان وَعند السَّمرقَنْدِي نعلته وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَي هَيئته فِي تنعله يُقَال نعلت نعلا إِذا لبست النَّعْل وَكَذَلِكَ ينعلهما جَمِيعًا أَي ليجعل ذَلِك فِي رجلَيْهِ وَقَوله أَن غَسَّان تنعل الْخَيل أَي تجْعَل لَهَا نعالا يُقَال فِي هَذَا أنعل رباعي وَفِي السَّيْف كَذَلِك إِذا جعلت لَهَا نعالا وَلَا يُقَال عِنْد أَكْثَرهم نعل وَقد قيل فيهمَا نعل أَيْضا وَقَوله ينتعلون الشّعْر ظَاهره أَن نعَالهمْ من حبال مضفرة من شعر وَقد يحْتَمل أَن مُرَاده كَمَال شُعُورهمْ ووفورها حَتَّى يطئوها بأقدامهم أَو تقَارب ذَلِك لمسها الأَرْض (ن ع م) وَقَوله حمر النعم بِفَتْح النُّون وَالْعين هِيَ الْإِبِل وحمرها أفضلهَا وَالنعَم الْإِبِل خَاصَّة فَإِذا قيل الْأَنْعَام دخلت مَعهَا فِي ذَلِك الْبَقر وَالْغنم وَقيل هما لفظان بِمَعْنى وَاحِد على الْجَمِيع وَقَوله نعما ثريا أَي إبِلا كَثِيرَة وَرَوَاهُ بَعضهم نعما بِكَسْر النُّون جمع نعْمَة وَالْأول أشهر فِي الحَدِيث وَأعرف وَقَوله بهَا ونعمت بِالتَّاءِ فِي الْوَصْل وَالْوَقْف سَاكِنة فيهمَا قَالَ الْأَصْمَعِي وَمَعْنَاهُ بِالسنةِ آخذ وَقيل بِالرُّخْصَةِ آخذ ونعمت الْخصْلَة أَو الفعلة الْوضُوء فَحذف اختصارا لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَقد قيل فِي هَذِه الْكَلِمَة فِي غير هَذَا الحَدِيث فِيهَا ونعمت بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين وَسُكُون الْمِيم يَدْعُو المخاطبة بِالنعْمَةِ قَالَ ثَعْلَب والعامة تَقول ونعمه وتقف عَلَيْهَا بِالْهَاءِ وَإِنَّمَا

(ن ع ق)

هِيَ بِالتَّاءِ قَالَ ابْن درسْتوَيْه يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا الصَّوَاب عِنْد ثَعْلَب وَأَن تكون التَّاء خطا لِأَن الْكُوفِيّين يَزْعمُونَ أَن نعم وبيس اسمان والأسماء تدخل عَلَيْهَا الْهَاء بَدَلا من التَّاء والبصريون يجعلونهما فعلين ماضيين وَالْأَفْعَال تَلِيهَا تَاء التَّأْنِيث وَلَا تلحقها الْهَاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله بِالتَّاءِ قيدنَا الْحَرْف هُنَا وَفِي الحَدِيث الآخر بعده قَالَ الْبَاجِيّ وبالهاء وجدته فِي أَكثر النّسخ قَالَ وَهُوَ الصَّوَاب على مَذْهَب الْكُوفِيّين وبالتاء على مَذْهَب الْبَصرِيين وَقَوله نعمت الْبِدْعَة هَذِه كَذَلِك وَهُوَ ثَنَاء عَلَيْهَا من النِّعْمَة وَمن نعم الشَّيْء بِكَسْر الْعين وَفتحهَا أَي حسن وَالنعْمَة كل مَا يتنعم بِهِ قَالَ الْخَلِيل وأصل النِّعْمَة الْخَفْض والدعة نعم الرجل وأنعم صَار إِلَى نعْمَة وَمِنْه قَوْله وَنعم مَا لأحدكم كَذَا مثله أَي حسن وَهِي ضد ييس وَفِي لُغَة هُذَيْل نعم بِكَسْر النُّون وَالْعين قَالَ سِيبَوَيْهٍ وعَلى هَذِه اللُّغَة قَوْله تَعَالَى نعما يعظكم بِهِ كسر النُّون بكسرة الْعين وسكنها فِي اللُّغَة الثَّالِثَة اسْتِخْفَافًا وفيهَا لُغَة رَابِعَة نعم مثل سمع والنعماء مَفْتُوح مَمْدُود والنعما مضموم مَقْصُور النِّعْمَة وَفِي حَدِيث مُوسَى وأدام الله نعماءه وبلاءه وَقَوله فَلم أنعم أَن أصدقهَا أَي لم تطب نَفسِي بذلك وَقَوله فأنعم بهَا أَن يبرد بهَا أَي بَالغ فِي ذَلِك وَأحسن وَقَوله وَلَا ننعمك عينا وَلَا نعْمَة عين مِنْهُ أَي لَا تقر عَيْنك بذلك وَالنعْمَة وَالنعْمَة بِالْفَتْح وَالضَّم المسرة يُقَال نعم الله بك عينا وَنعم بك عينا بِالْكَسْرِ وأنعم بك عينا ونعمك عينا أَي أقرّ بك عين من يحبك وَأنكر بَعضهم نعم الله بك عينا لِأَن الله لَا ينعم يُرِيد نعْمَة المخلوقين وَإِذا تَأَول على مُوَافقَة مُرَاد الله صَحَّ لفظا وَمعنى يُقَال نعم عين ونعمة عين ونعمى عين ونعيم عين ونعام عين ونعام عين ونعمى عين ونعمى عين أَي مسرتها وقرتها وَالنعْمَة بِالْفَتْح التنعم وَالنعْمَة بِالْكَسْرِ اسْم مَا أنعم الله بِهِ على عباده وَمولى النِّعْمَة الْمُعْتق وَقَوله فِي حَدِيث إِبْلِيس وسراياه نعم أَنْت أَي صدقت وَفعلت مَا يوافقني وَجئْت بالمرغوب وَالطَّاعَة الْعَظِيمَة فَحذف اختصارا لما يدل عَلَيْهِ الْمَقْصد الَّذِي ذَكرْنَاهُ قبل وَقَوله قَالَ نعم فِي كثير من آخر الْأَحَادِيث وَهُوَ من كَلَام الشَّيْخ الْمقر وَعَلِيهِ الحَدِيث وَإِنَّمَا يَأْتِي هَذَا إِذا كَانَ أول الحَدِيث قَرَأت على فلَان أَو حَدثنِي فلَان فِيمَا قَرَأت عَلَيْهِ أَو قلت لَهُ حَدثَك فلَان فَإِذا أكمل الحَدِيث قَالَ لَهُ الشَّيْخ نعم أَي هُوَ كَمَا قَرَأت وَهَذَا يُسَمِّيه أهل الحَدِيث الْإِقْرَار وَرُبمَا قَالَ بَعضهم مَكَان قَالَ نعم فَأقر بِهِ وَنعم هُنَا للتصديق وَتَأْتِي للعدة وَيُقَال فِيهَا نعم بِكَسْر الْعين أَيْضا وَهِي لُغَة كنَانَة وأشياخ قُرَيْش وَبهَا قَرَأَ الْكسَائي وَقد جَاءَ هَذَا اللَّفْظ كثيرا فِي نفس الحَدِيث بِحَسب سِيَاقه وَقد جَاءَ فِي حَدِيث ابْن خطل فِي كتاب مُسلم فَقَالَ اقْتُلُوهُ فَقَالَ نعم قَالَ يُرِيد عِنْدِي فَقَالَ مَالك نعم كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات مُفَسرًا وَلم يكن فِي كتب أَكثر شُيُوخنَا وَمن ذَلِك فِي كتاب الْفِتَن فِي البُخَارِيّ نَا عَليّ بن عبد الله نَا سُفْيَان قلت لعَمْرو يَا أَبَا مُحَمَّد سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول مر رجل بسهام فِي الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أمسك بنصالها قَالَ نعم قَائِل ذَلِك عَمْرو بن دِينَار لِسُفْيَان وَنعم تصح الْمُوجب قبلهَا وَتَأْتِي جَوَابا للْإِيجَاب فِي الْخَبَر والاستفهام فتحققه وَلَا تَأتي جَوَابا للنَّفْي بِحَال عِنْد الْبَصرِيين وَأَجَازَهُ بَعضهم إِذا أَرَادَ تَحْقِيق النَّفْي وتصديق الْمُتَكَلّم وَلَا تَأتي جَوَابا لنفي الْخَبَر والاستفهام عَن الْوَاجِب (ن ع ق) وَقَوله حَتَّى ينعق بهَا وينعقان بغنمهما أَي يصيحان بهَا (ن ع ش) قَوْله أَقَامَ بنعشه أَي يقيمه وَيَرْفَعهُ لشدَّة ضعفه أَو يعضده وَيشْهد لَهُ بِقِصَّتِهِ يُقَال نعشه الله أَي رَفعه

فصل الاختلاف والوهم

وأنتعش العليل أَفَاق ونعش فلَان فلَانا جبذه وأنعشه لُغَة ضَعِيفَة وَأنكر يَعْقُوب أنعشه وَذكرهَا أَبُو عبيد (ن ع ى) وَقَوله نعى للنَّاس النَّجَاشِيّ أَي أخبر بِمَوْتِهِ ينعى نعيا بِفَتْح الْعين فِي الْفِعْل وسكونها فِي الِاسْم وَفِي الحَدِيث الآخر ونعانا ويروى نعى لنا وهما بِمَعْنى وَقَوله ينعى عَليّ قتل رجل أَي يعِيبهُ وَقيل يوبخه بِهِ وَقيل يشهره بهَا ويظهرها وَفِي الحَدِيث لما أَتَاهَا نعي أبي سُفْيَان كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِالسُّكُونِ على مَا تقدم وضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا بِكَسْر الْعين وَتَشْديد الْيَاء وَهُوَ اسْم نِدَاء الرجل الَّذِي يَأْتِي بالنعي وَهُوَ أَيْضا اسْم الْمَيِّت وَمِنْه قَوْله فِي الأول قَامَ النعي فأسمعنا وَقَوله حَتَّى سَمِعت نعايا أبي رَافع جمع نعي مثل صفي وصفايا أَي أصوات النادبين بنعيه والمفدين لَهُ من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَيحْتَمل أَنه سمع هَذِه الْكَلِمَة كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر الآخر وَفِي حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس يَا نعايا الْعَرَب كَذَا فِي الحَدِيث وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هُوَ يَا نعاء الْعَرَب أَي يَا هَؤُلَاءِ أَو يَا هَذَا أنع الْعَرَب قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هُوَ من النعي مثل دراك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب السمر فِي الْعلم فِي خبر أضياف أبي بكر وَأَن أَبَا بكر تعشى عِنْد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ لبث حَتَّى وَقع فِي بَاب السمر مَعَ الْأَهْل والضيفان فِي كتاب الصَّلَاة حَيْثُ صليت الْعشَاء ثمَّ رَجَعَ فَلبث حَتَّى تعشى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فجَاء كَذَا ذكره البُخَارِيّ هُنَا وَذكر مُسلم حَتَّى نعس النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الصَّوَاب وَقد ذكر تعشيه قبل رُجُوعه يَعْنِي إِلَى منزل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَأَنه قد ذكر تعشيه مَعَه قبل هَذَا وَقبل صَلَاة الْعشَاء قَوْله نعما للملوك بِكَسْر الْعين وَتَشْديد الْمِيم أَي نعم الشَّيْء كثيرا للمملوك مُبَالغَة من نعم وَعند العذري نعما بِضَم النُّون وَسُكُون الْعين وَمَعْنَاهُ إِن صحت الرِّوَايَة مَسَرَّة وقرة عين على مَا فسرناه وَقَوله فِي حَدِيث عَائِشَة فَتضْرب رجْلي نعلة الرَّاحِلَة فِيهِ تَصْحِيف قد ذَكرْنَاهُ وبيناه فِي حرف التَّاء وَقَوله إِن الله نعشكم بِالْإِسْلَامِ أَي رفعكم كَذَا جَاءَ فِي كتاب الِاعْتِصَام لِابْنِ السكن بشين مُعْجمَة وَقد فسرنا اللَّفْظَة وَهُوَ الصَّوَاب وَعند النَّسَفِيّ وَأبي ذَر والمروزي والجرجاني وكافة رُوَاة الْفربرِي أَن الله يغنيكم بالغين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا نون من الْغنى وَحكى الْمُسْتَمْلِي عَن الْفربرِي أَنه قَالَ كَذَا وَقع هَا هُنَا وَإِنَّمَا هُوَ نعشكم فَينْظر فِي الأَصْل يُرِيد أصل البُخَارِيّ فِي جود النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأعْطى يَوْمئِذٍ صَفْوَان بن أُميَّة مائَة من النعم كَذَا للكافة وَهُوَ الْمَعْرُوف الصَّحِيح وَرَوَاهُ بَعضهم عَن ابْن ماهان من الْغنم وَهُوَ خطأ إِنَّمَا كَانَ إبِلا وَقد فسرنا النعم النُّون مَعَ الْغَيْن (ن غ ض) قَوْله نغض كتفه هُوَ فرغ الْكَتف الَّذِي يَتَحَرَّك وَهُوَ الْعظم الرَّقِيق بطرفها وَيُقَال ناغض أَيْضا وَقد جَاءَا فِي الحَدِيث مَعًا (ن غ ف) وَقَوله فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فَيُرْسل الله عَلَيْهِم النغف فسره فِي الحَدِيث دود فِي أَعْنَاقهم والنغف فِي لِسَان الْعَرَب فِي أنوف الْأَنْعَام (ن غ ر) وَقَوله مَا فعل النغير بِضَم النُّون مُصَغرًا قيل هُوَ طَائِر يشبه العصفور وَقيل هِيَ فراخ العصافير وَقيل نوع من الْحمر وَقيل هُوَ وَاحِد جمعه نغران وَقيل هُوَ جمع واحده نغرة وَقيل طَائِر أَحْمَر المنقار النُّون مَعَ الْفَاء (ن ف ث) قَوْله وَنَفث فِي روعي أَي ألْقى إِلَيّ وَأوحى والروع النَّفس وَقَوله فنفث وَجعل ينفث بثاء مُثَلّثَة أَي ينْفخ مَعَ الرّقية شبه البزاق مثل التفل قَالَ أَبُو عبيد إِلَّا أَن التفل لَا يكون إِلَّا وَمَعَهُ

(ن ف ج)

شَيْء من الرِّيق وَقيل هما سَوَاء يكون مَعَهُمَا ريق وَقيل بعكس الأول (ن ف ج) وَقَوله أنفجنا أرنبا واستنفجنا أرنبا بِالْجِيم أَي أثرناها فنفجت أَي وَثَبت وَقد ذكرنَا هَذَا الْحَرْف والتصحيف فِيهِ فِي حرف الْبَاء (ن ف ح) وَقَوله ينافح عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمَا نافحت بحاء مُهْملَة أَي يدافع ويخاصم قَالَ ابْن دُرَيْد نفحت عَن فلَان ونافحت عَنهُ خَاصَمت وَقَوله ونفح بِيَدِهِ نَحْو الْمشرق أَي أَشَارَ وَرمى بِمرَّة مثل نفحت الدَّابَّة برجلها وَهُوَ دَفعهَا بهَا ورميها وَمِنْه فِي الصَّدَقَة فينفح بِهِ بِيَمِينِهِ وشماله أَي يُشِير بالعطاء وَيَرْمِي بِهِ قَالَ صَاحب الْعين نفح بِالْمَالِ وَالسيف وبالمعروف دَفعه وَقَوله تنفح مِنْهُ الطّيب بِفَتْح الْفَاء أَي تظهر رِيحه وتتحرك (ن ف د) قَوْله فنفد أَي فرغ وفنى قَالَ الله تَعَالَى لنفد الْبَحْر قبل أَن تنفد كَلِمَات رَبِّي وَمثله حَتَّى نفد مَا عِنْده (ن ف ذ) وَقَوله فِي صَعِيد وَاحِد ينفذهم الْبَصَر بِفَتْح الْفَاء يُرِيد أَنه يُحِيط برؤيتهم الرَّائِي لَا يخفى مِنْهُم شَيْء لِاسْتِوَاء الأَرْض أَي لَيْسَ فِيهَا حَيْثُ يسْتَتر أحد عَن الرَّائِي وَهَذَا أولى من قَول أبي عبيد يَأْتِي عَلَيْهِم بصر الرَّحْمَن إِذْ رُؤْيَة الله مُحِيطَة بجميعهم فِي كل حَال فِي الصَّعِيد المستوى وَغَيره يُقَال نفذ الْبَصَر إِذا بلغه وجاوزه وَرَوَاهُ أَبُو عبيد وَبَعْضهمْ ينفذهُ الْبَصَر بِضَم الْفَاء أَي يخرقهم أنفذت الْقَوْم إِذا خرقتهم ونفذتهم جاوزتهم بِمَعْنى الأول وَقَوله حَتَّى نفذ إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَي خلص وَوصل إِلَيْهِ يُقَال نفذت الشَّيْء إِذا جاوزته وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة تقدم وَمِنْه حَتَّى ينفذ النِّسَاء أَي يخلصن عَن مزاحمة الرِّجَال ويتقدمن وَمِنْه أنفذ على رسلك أَي سر وانفصل وَقَوله وانفذ كلمة لأنفذتها رباعي أَي أقولها وأمضيها من قَوْلهم نفذ أمره إِذا مضى وامتثل (ن ف ر) قَوْله ونفرنا خلوف أَي جماعتنا ورجالنا مسافرون والخلوف الَّذين غَابَ رِجَالهمْ عَن نِسَائِهِم وَقد ذَكرْنَاهُ والنفر مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة وَقد يُرِيد هُنَا بالنفر من بَقِي من النِّسَاء أَو يُرِيد بِهِ الرِّجَال الْغَيْب قَوْله أَو هُنَا أحد من أَنْفَارنَا أَي رجالنا جمع نفر والنفر والنفرة والنفير والنافرة رَهْط الرجل الَّذين ينصرونه وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي أنصارنا بِمَعْنَاهُ قَوْله نافر أخي وتنافرنا أَي تحاكمنا إِلَى من يغلب أَحَدنَا ويفضله على الآخر يُقَال تنافر إِلَى الْحَاكِم فنفره ونفره مخففا ومشددا أَي غَلبه وَقَوله فِي حَدِيث ابْن صياد فنفرت عينه أَي ورمت وَكَذَلِكَ الْفَم وَغَيره من الْجَسَد وَقَوله أَن مِنْكُم منفرين وَلَا تنفرُوا من النفار وَهُوَ الشرود والهروب وَمِنْه نفور الدَّابَّة ونفارها أَي لَا تشددوا على النَّاس وتخوفوهم فتبغضوا إِلَيْهِم الْإِسْلَام وتصدوهم عَنهُ وَقَوله فانفري وَيَوْم النَّفر يَوْم نفور النَّاس من منى وتمامهم من حجهم وَأَخذهم فِي الِانْصِرَاف بعد الْجمار وَالْحلق والنحر وَهُوَ يَوْم النفور أَيْضا وَيَوْم النفير وَهُوَ ثَالِث أَيَّام منى وَالْيَوْم الَّذِي قبله يَوْم القر لِأَن النَّاس قارين نازلين فِيهِ بمنى وَالَّذِي قبله يَوْم النَّحْر قَوْله فنفروا لَهُم انْطَلقُوا ونهضوا إِلَيْهِم يُقَال ذَلِك فِي الْحَرْب وَغَيرهَا وَمِنْه النفير الْجَمَاعَة تنهض لذَلِك (ن ف ط) قَوْله فنفط أَي تورم بِالْمَاءِ كَمَا فسره فِي الحَدِيث (ن ف ل) وَذكر الْأَنْفَال وَالنَّفْل وَالنَّفْل ونفلني والأنفال الْغَنَائِم والعطايا وأحدها نفل بِالْفَتْح فِي النُّون وَأَصله الزِّيَادَة ونافلة الصَّلَاة الزِّيَادَة على الْفَرِيضَة وواحدها أَيْضا نفل بِالْفَتْح فِي النُّون وبالسكون فِي الْفَاء وَسميت الْغَنَائِم أنفالا لِأَن الله زَادهَا

(ن ف ض)

لَهُم فِيمَا أحل لَهُم مِمَّا حرم على غَيرهم قبلهم وَقَوله يرضون النَّفْل بِالْفَتْح وَفِي الحَدِيث الآخر أَتَرْضَوْنَ نفل خمسين من يهود أَي أَيْمَانهم وَمِنْه قَوْله ثمَّ ينفلون أَي يحلفُونَ وَسميت الْقسَامَة نفلا لِأَن الدَّم ينفل بهَا أَي ينفى وَمِنْه انتفل من وَلَدهَا أَي جَحده ونفاه كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى (ن ف ض) قَوْله وأنفض لَك مَا حولك أَي أتجسس وأتعرف مَا فِيهِ مِمَّن تخافه والنفيضة الْجَمَاعَة تتقدم الْعَسْكَر كالطليعة لَهُ وَقَوله وَعَلَيْهَا حمى بنافض هِيَ الَّتِي ترعده يُقَال أَصَابَته حمى نافض على الْإِضَافَة وَحمى نافض على النَّعْت وَقَوله فِي الْوضُوء وأتى بمنديل فَلم ينتفض بِهِ كَذَا عِنْد ابْن السكن وَعند غَيره ينفض بِضَم الْفَاء كلهَا بضاد مُعْجمَة مَعْنَاهُ لم يتمسح بهَا وَمثله الحَدِيث الآخر فَلم يردهَا وَجعل ينفض بِيَدِهِ أَي يمسح بِهِ وَجهه ويزيل عَنهُ المَاء وَقَوله يدْخل فينتفض وَيتَوَضَّأ كِنَايَة عَن إِرَاقَة المَاء وَفِي الحَدِيث الآخر أبغني أحجارا استنفض بهَا أَي استجمر وأتمسح بهَا مِمَّا هُنَالك ونفاضة كل شَيْء مَا نفضته فَسقط مِنْهُ وَقَوله فِي آبار النّخل فَتَرَكُوهُ فنفضت بِفَتْح الْفَاء أَي أسقطت حملهَا هَذَا بالضاد الْمُعْجَمَة وَقَوله بعد أَو نقصت هَذَا بِالْقَافِ وَالصَّاد الْمُهْملَة لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ أَو نصبت بِتَقْدِيم النُّون وباء بِوَاحِدَة بعد الصَّاد الْمُهْملَة وَعند ابْن الْحذاء فنقضت وَكله تَصْحِيف وَالصَّوَاب اللَّفْظَة الأولى وَفِي الحَدِيث فنفضت أنماطك أَي أزلت عَنْهَا الْغُبَار والكناسة (ن ف ق) قَوْله منفقة للسلعة أَي مسبب لسرعة بيعهَا وَكَثْرَة الرَّغْبَة والحرص عَلَيْهَا بِسَبَب الْيَمين وَقَوله نَافق حَنْظَلَة وَأَن فلَانا نَافق وَذكر النِّفَاق وَالْمُنَافِقِينَ وَأَصله من إِظْهَار شَيْء وباطنه خِلَافه واشتقاقه من نافقاء اليربوع وَهُوَ أحد أَبْوَاب حجرته يَتْرُكهَا غير نافدة بقشر رَقِيق من التُّرَاب فَإِذا طلب من الْأَبْوَاب الْأُخَر تحامل من تِلْكَ ونفدها وَخرج وَقيل من النفق وَهُوَ السرب الَّذِي يسْتَتر فِيهِ فَهُوَ يستر كفره وَقَوله والمنفق سلْعَته بِالْكَذِبِ بِفَتْح النُّون وَشد الْفَاء كَذَا ضبطناه وَهُوَ أولى من التَّخْفِيف (ن ف س) قَوْله فِي الْحيض لَعَلَّك نفست كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم النُّون وَكثير من الشُّيُوخ وَكَذَا سمعناه من غير وَاحِد وَفِي الْولادَة فنفست بِعَبْد الله كَذَا أَيْضا ضبطناه بِالضَّمِّ قَالَ الْهَرَوِيّ يُقَال فِي الْولادَة نفست الْمَرْأَة ونفست بِالْوَجْهَيْنِ فِي النُّون الضَّم وَالْفَتْح وَإِذا حَاضَت نفست بِالْفَتْح فِي النُّون لَا غير وَنَحْوه لِابْنِ الْأَنْبَارِي وَذكر أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي الْوَجْهَيْنِ مَعًا فيهمَا وَالِاسْم من الْولادَة وَالْحيض والمصدر النفاسة وَالنّفاس وَالْولد منفوس وَالْمَرْأَة نفسَاء مَمْدُود مضموم الأول ونفسى مثل سكرى ونفساء بِالْفَتْح وَالْجمع نِفَاس مثل كرام وَنَفس بِضَم النُّون وَالْفَاء ونفساوات ونفساوات بِالضَّمِّ وَالْفَتْح قَوْله من نفس عَن مُسلم كربَة أَي فرجهَا عَنهُ وَقَوله نفاسة عَليّ أبي بكر أَي حسدا لَهُ ورغبة وحرصا على مَا ناله وَلم يره لَهُ أَهلا وَقَوله وَمَا نفسناه عَلَيْك وَلم ننفس عَلَيْك بِمَعْنَاهُ قَالَ أَبُو عبيد نفست عَلَيْهِ الشَّيْء أنفس نفاسة إِذا لم تره يستاهله وَقَوله وتنافسوها وَلَا تنافسوا مثله أَي تتحاسدا واعليها وتتسابقوا إِلَى تَحْصِيلهَا وحوزها وَقَوله أَنْفسهَا عِنْد أَهلهَا أَي أفضلهَا وَقَوله فنفست بهَا أَي أعجبتني وحرصت عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ قَوْله نفست فِيهَا أَي حرصت عَلَيْهَا وَفِي قصَّة إِسْمَاعِيل فأنفسهم أَي أعجبهم وَعظم فِي نُفُوسهم كُله من الْإِعْجَاب بالشَّيْء والنفيس من الْأَشْيَاء الرفيع المرغوب فِيهِ المحروص عَلَيْهِ وَقد نفس بِالضَّمِّ وَقَوله لم أصب مَالا أنفس عِنْدِي مِنْهُ أَي أغبط وأعجب وَأفضل وَقَوله

فصل الاختلاف والوهم

افتلتت نَفسهَا أَي توفيت فجاءة كَذَا ضبطناه نَفسهَا بِالْفَتْح على الْمَفْعُول الثَّانِي وَبِضَمِّهَا على الْمَفْعُول الأول وَالنَّفس مُؤَنّثَة وَالنَّفس هُنَا الرّوح وَقد تكون النَّفس بِمَعْنى الذَّات وَمِنْه قَوْله تَعَالَى تعلم مَا فِي نَفسِي وَفِي حَدِيث عَائِشَة فَقلت هه هه حَتَّى ذهب نَفسِي بِفَتْح الْفَاء من النَّفس وَهُوَ البهر الَّذِي أَصَابَهَا قبل وَقَوله فلينفس عَن مُعسر مَعْنَاهُ يُؤَخِّرهُ وَمِنْه نفس الله فِي أَجله وَقد يكون معنى ينفس يفرج عَنهُ وَمثله فِي الحَدِيث الآخر من نفس عَن مُسلم كربَة أَي فرجهَا عَنهُ أزالها وَهُوَ مِمَّا تقدم كَأَنَّهُ أَخّرهَا عَنهُ وَفِي الرقي من شَرّ كل نفس أَو عين حَاسِد يحْتَمل أَن يكون وَاحِد الْأَنْفس وَيحْتَمل أَن يُرِيد بِالنَّفسِ هُنَا الْعين وَيكون قَوْله أَو عين تحريا من الرَّاوِي أَي اللَّفْظَيْنِ قَالَ وَهُوَ الْأَشْبَه أَو يكون تَكْرَارا للتَّأْكِيد كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر من شَرّ حَاسِد إِذا حسد وَشر كل ذِي عين وَالنَّفس بِسُكُون الْفَاء الْعين وَقَوله مَا حدثت بِهِ أَنْفسهَا بِالْفَتْح على الْمَفْعُول أَي قلوبها وَيدل عَلَيْهِ قَوْله أَن أَحَدنَا يحدث نَفسه قَالَ الطَّحَاوِيّ وَأهل اللُّغَة يَقُولُونَ أَنْفسهَا يُرِيدُونَ بِغَيْر اخْتِيَارهَا كَمَا قَالَ ونعلم مَا توسوس بِهِ نَفسه وَفِي الحَدِيث الآخر مَا وسوست بِهِ أَنْفسهَا هَذَا بِالضَّمِّ وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ بِالْفَتْح وَيكون وسوست على هَذَا بِمَعْنى حدثت مثل الأول وَالنَّفس تقع على الذَّات وعَلى الْحَيَاة وعَلى الرّوح وَأما النَّفس بِالْفَتْح فَنَفْس الْإِنْسَان الدَّاخِل وَالْخَارِج وَقد قيل أَنه النَّفس أَيْضا بِعَينهَا وَهَذَا خطأ وَقد اخْتلف فِي النَّفس وَالروح هَل هما اسمان لشَيْء وَاحِد أَو هما مُخْتَلِفَانِ وَلَا خلاف أَنَّهَا تقع على ذَات الشَّيْء وَحَقِيقَته وَقد بسطنا ذَلِك فِي شرح مُسلم وَغَيره وَقَوله فِي حَدِيث أم سليم فِي ابْنهَا هدأ نَفسه روينَاهُ بِفَتْح الْفَاء من النَّفس وبسكونها من النَّفس عرضت لَهُ بِسُكُون وَجَعه وَكَانَ قد مَاتَ فَجَاءَت بِلَفْظ مُشْتَرك يصلح للوجهين مَعًا وَقَوله نفس منفوسة أَي مولودة وَفِي حَدِيث عِيسَى فَلَا يحل لكَافِر يجد نفس رِيحه إِلَّا مَاتَ وَنَفسه يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طرفه وَفِي رِوَايَة ريح نَفسه وَقَوله لقد خطبت فأوجزت فَلَو كنت تنفست أَي أوسعت فِي الْكَلَام ومددت أنفاسك فِيهِ وَقَوله فِي الذَّبِيحَة ونفسها يجْرِي وَهِي تطرف بِفَتْح الْفَاء كَذَا روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ بِغَيْر خلاف (ن ف هـ) قَوْله نفهت نَفسك بِكَسْر الْفَاء أَي أعيت وكلت. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَجعلت فرسه تنفر كَذَا بِالْفَاءِ لكافتهم من النفار وَفِي حَدِيث ابْن مهْدي وداوود تنقز بِالْقَافِ وَالزَّاي وَكِلَاهُمَا يحْتَمل لفظ الحَدِيث أَي ينقز نقز الظبي وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال نفرت عينه تقدم وَهُوَ الصَّحِيح ويروى بِالْقَافِ ويروى فقئت وفقرت وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وفقرت بِمَعْنى استخرجت وَرَوَاهُ أَيْضا أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ بقرت بِالْبَاء وَالْقَاف وَهُوَ من معنى مَا تقدم وَالْبَقر الشق والاستخراج قَوْله فِي ذكر عضد الْحمار فأكللها حَتَّى نفدها كَذَا الرِّوَايَة فِي كتاب الهبات للْبُخَارِيّ بتَشْديد الْفَاء ودال مُهْملَة أَي أتمهَا وَفرغ مِنْهَا وَعند بَعضهم حَتَّى أنفدها وَذكره فِي كتاب الْأَطْعِمَة حَتَّى تعرقها وَهُوَ الصَّوَاب إِذا أَخذ مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم مثل عرقت فِي حَدِيث الطَّلَاق عَلَيْك يَا بن الْخطاب بِنَفْسِك كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة بَعضهم وَعند السجْزِي بِعَيْنَيْك تَثْنِيَة عين وَكِلَاهُمَا تَحْرِيف وَالصَّوَاب رِوَايَة الْفَارِسِي والعذري بعيبك أَي بخاصتك يُرِيد ابْنَته وعيبة الرجل خاصته وَمَوْضِع سره وَمِنْه الْأَنْصَار كرشي وعيبتي فِي اللّعان انْتَفَى من وَلَدهَا كَذَا لَهُم عَن ابْن وضاح

(ن ق ب)

وَهِي أَيْضا رِوَايَة ابْن عتاب فِي الْمُوَطَّأ من النَّفْي وَهُوَ الإبعاد والتحاشي ولغيرهما انتفل بِاللَّامِ وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى نفي الشَّيْء وَالْولد ونفله إِذا جَحده وأبعده عَن نَفسه وَقَوله فِي حَدِيث الكانزين فتنفح بِهِ يَمِينه وشماله كَذَا للكافة بالنُّون قبل الْفَاء وَعند الْهَرَوِيّ فتنفتح من الْفَتْح وَحل الْيَد وَالْمَعْرُوف الأول فِي السِّوَاك فقصمته يرْوى فِي البُخَارِيّ بِالْفَاءِ وَالْقَاف وبالقاف عِنْد ابْن السكن وَهُوَ الصَّوَاب فِي الْفَضَائِل فَذَلِك مثل من فقه فِي دين الله ونفعه مَا بَعَثَنِي الله بِهِ كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء وتفقه بِمَا وَالصَّوَاب الأول لِأَن الْفِقْه قد تقدم قَوْله نفور الكفور ذَكرْنَاهُ فِي الْكَاف وَالْخلاف فِيهِ النُّون مَعَ الْقَاف (ن ق ب) قَوْله على أنقاب الْمَدِينَة مَلَائِكَة وَفِي بعض الْأَحَادِيث نقاب بِكَسْر النُّون وَكِلَاهُمَا جمع نقب وَإِن كَانَ فعل لَا يجمع على أَفعَال إِلَّا نَادرا قَالَ ابْن وهب يَعْنِي مدَاخِل الْمَدِينَة وَهِي أَبْوَابهَا وفوهات طرقها الَّتِي يدْخل إِلَيْهَا مِنْهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر على كل بَاب مِنْهَا ملك وَقيل طرقها والنقب بِفَتْح النُّون وَضمّهَا وَسُكُون الْقَاف الطَّرِيق بَين الجبلين وَهِي النقبة أَيْضا والثنية والنقب أَيْضا فِي الْحَائِط وَغَيره كالباب يخلص مِنْهُ إِلَى مَا وَرَاءه وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر وَإِذا نقب مثل التَّنور والمناقب الْخِصَال الحميدة فِي النَّاس وَمِنْه مَنَاقِب الصَّحَابَة وَأَصلهَا مِمَّا تقدم كَأَنَّهَا طرق الْخَيْر وَكَانَ أحد النُّقَبَاء جمع نقيب وَهُوَ مقدم قومه والناظر عَلَيْهِم والنقباء المذكورون فِي أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من الْأَنْصَار الَّذين تقدمُوا لأخذ الْبيعَة لنصرة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قيل سموا بذلك لضمانهم إِسْلَام قَومهمْ ونصرتهم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) والنقيب الضَّامِن وَقيل لتقدمهم على قَومهمْ والنقيب فَوق العريف وَقيل النَّقِيب العريف على الْقَوْم وَقيل الْأمين يُقَال مِنْهُ نقب ونقب وَقَوله نقب عَنهُ مشدد الْقَاف أَي بحث واستقصى قيل وَمِنْه سمي النُّقَبَاء لبحثهم عَمَّا تقدمُوا عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله وَكَانَ أحد النُّقَبَاء لَيْلَة الْعقبَة أَي المقدمين على الْجَمَاعَة كالعرفاء والنقاب الْعَالم الباحث عَن الْأَشْيَاء المستقسي عَلَيْهَا قَالَ الله تَعَالَى فَنقبُوا فِي الْبِلَاد أَي جالوا فِيهَا وَبَحَثُوا هَل من محيص أَي من معدل وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تعرف وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَقَوله لَا تنتقب الْمُحرمَة أَي لَا تستر وَجههَا بذلك والنقاب شدّ الْخمار على الْأنف وَقيل على المحجر وَقَوله حَتَّى نقبت أقدامنا بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف أَي تقرحت وَقطعت الأَرْض جلودها قَوْله لم أَو مر أَن أنقب عَن قُلُوب النَّاس كَذَا لِابْنِ ماهان ولبعضهم أنقب بِفَتْح النُّون وَشد الْقَاف بِمَعْنى أبحث وأفتش وَالْأول أولى لِأَنَّهُ بِمَعْنى الشق كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَهَلا شققت عَن قلبه واللفظان راجعان لِمَعْنى وَاحِد (ن ق ث) قَوْله لَا تنقث ميرتنا تنقيثا آخرهَا ثاء مُثَلّثَة بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف فِي الْفِعْل كَذَا للْبُخَارِيّ وَعند مُسلم فِي ضبط أبي بَحر تنقث بِضَم الْقَاف أَي لَا تبددها وتخرجها مسرعة بذلك والميرة طعامهم وَقد فسرناه وَكَانَ عِنْد القَاضِي أبي عَليّ وَغَيره فِيهِ اخْتِلَاف فِي حَدِيث الْحلْوانِي فِي كتاب مُسلم وتغيير فِي هَذَا الْحَرْف قد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء (ن ق د) قَوْله فِي الزَّكَاة ويحصى مَا عِنْده من نقد أَو عين وَجَاء ذكر النَّقْد فِي غير حَدِيث والنقد خلاف الدّين وَالْقَرْض (ن ق ر) وَقَوله نهى عَن النقير بِفَتْح النُّون جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث أَنَّهَا النَّخْلَة تنقر أَي تحفر فِي جوفها أَو جنبها

(ن ق ز)

ويلقي فِيهَا المَاء وَالتَّمْر للانتباذ وَقد فسره فِي الحَدِيث فَقَالَ هِيَ النَّخْلَة تسيح سيحا وتنقر نقرا أَي تقشر ويحفر فِيهَا وَقَوله فَنقرَ بِيَدِهِ الأَرْض أَي ضرب فِيهَا بِأُصْبُعِهِ كَمَا يفعل المتعجب أَو المتفكر وَقَوله فَنقرَ عَنهُ أَي بحث واستقصى (ن ق ز) قَوْله وَلَقَد رَأَيْت عَائِشَة وَأم سليم تنقزان الْقرب على ظهورهما بِضَم الْقَاف وبالزاي كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِيهِ فِي جَمِيع النّسخ فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث أبي معمر قَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ غَيره تنقلان وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم قيل معنى تنقزان على الرِّوَايَة الأولى تثبان والنقز الوتب والقفر كَأَنَّهُ من سرعَة السّير وَضبط الشُّيُوخ الْقرب بِنصب الْبَاء وَوَجهه بعيد على الضَّبْط الْمُتَقَدّم وَأما مَعَ تنقلان فَصَحِيح وَكَانَ بعض شُيُوخنَا يقْرَأ هَذَا الْحَرْف بِضَم بَاء الْقرب ويجعله مُبْتَدأ كَأَنَّهُ قَالَ والقرب على متونهما وَالَّذِي عِنْدِي أَن فِي الرِّوَايَة اختلالا وَلِهَذَا جَاءَ البُخَارِيّ بعْدهَا بالرواية الْبَيِّنَة الصِّحَّة وَقد تخرج رِوَايَة الشُّيُوخ بِالنّصب على حذف الْخَافِض كَأَنَّهُ قَالَ تنقزان بِالْقربِ وَقد وجدته فِي بعض الْأُصُول تنقزان بِضَم التَّاء وَكسر الْقَاف ويستقيم على هَذَا نصب الْقرب أَي أَنَّهُمَا لسرعتهما فِي السّير وجدهما فِي الْمَشْي تتحرك الْقرب على ظهورهما وتضطرب وَهُوَ كالنقز (ن ق ل) قَوْله لاسمين فَينْتَقل كَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ بِاللَّامِ وَعند بعض رُوَاة البُخَارِيّ وَمُسلم فينتقي بِالْيَاءِ وَالرِّوَايَتَانِ فِي الحَدِيث مشهورتان فَينْتَقل يرغب فِيهِ وَيذْهب بِهِ من الِانْتِقَال وينتقي قيل يخرج نقيه وَهُوَ شحمه وَقد يكون يرغب فِيهِ ويختار من انتقيت الشَّيْء إِذا تخيرته (ن ق م) قَوْله مَا انتقم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لنَفسِهِ قطّ أَي لم يُعَاقب ويكافئ على السوء وَيُقَال مِنْهُ نقم ينقم ونقم ينْتَقم بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وقر لَهُ مَا ينقم ابْن جميل أَي مَا يُنكر وَيكرهُ يُقَال أَيْضا بهما كَالْأولِ وَمِنْه مَا أَنْقم على ثَابت فِي خلق وَلَا دين أَي مَا أنكر (ن ق ص) قَوْله فِي الْفطْرَة وانتقاص المَاء بالصَّاد الْمُهْملَة فسره فِي الحَدِيث بالاستنجاء قَالَ أَبُو عبيد منعناه انتقاص الْبَوْل بِالْمَاءِ إِذا غسل ذكره وَقَوله شهرا عيد لَا ينقصان ذكره البُخَارِيّ من رِوَايَة النَّسَفِيّ وَحده قَالَ إِسْحَاق إِن كَانَ نَاقِصا عددا فَهُوَ تَامّ أجرا وَقَالَ مُحَمَّد لَا يَجْتَمِعَانِ كِلَاهُمَا نَاقص قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَيْسَ هَذَا التَّفْسِير لغير النَّسَفِيّ وَمعنى الأول أَنَّهُمَا وَإِن نقصا فأجرهما لَا ينقص وَمعنى الثَّانِي لَا ينقصان مَعًا فِي سنة وَاحِدَة (ن ق ض) وَقَوله وَسمع نقيضا هُوَ الصَّوْت من غير الْفَم كفرقعة الْأَعْضَاء والأصابع والمحامل وَنَحْوهَا وَقَوله انْقَضى أَي حلى ضفره وَقَوله فِي تَفْسِير ينْقض ينقاض كَمَا ينقاض السن مخفف الضَّاد (ن ق ع) وَقَوله فِي الْبكاء على الْمَيِّت مَا لم يكن نقع بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْقَاف قيل هُوَ رفع الصَّوْت بالبكاء وَهُوَ قَول أَكْثَرهم وَكَذَا فسره البُخَارِيّ وَقيل صَوت لطم الخدود وَنَحْوه وَقيل وضع التُّرَاب على الرَّأْس وَقيل شقّ الْجُيُوب وَأنْكرهُ أَبُو عبيد وَالنَّقْع الصَّوْت وَالنَّقْع الْغُبَار فَيخرج من هذَيْن معنى التفاسير كلهَا لِأَن للطم الخدود وشق الْجُيُوب صَوتا أَيْضا وَقَالَ الْكسَائي هُوَ صَنْعَة الطَّعَام فِي المأتم وَأنْكرهُ أَبُو عبيد أَيْضا وَأما النقيعة فطعام القادم من السّفر قيل سمي بالنقع الَّذِي يتَعَلَّق بثيابه فِي سَفَره وَيقدم بِهِ فِيهَا وَقَوله منتقع اللَّوْن بِفَتْح الْقَاف أَي كاسفة متغيره وَقَوله يثير النَّقْع وَهُوَ الْغُبَار وتثيره أَي تهيجه وتنشره (ن ق ش) قَوْله وَإِذا شيك فَلَا انتقش أَي إِذا أَصَابَته شَوْكَة فَلَا وجد بِمَا يُخرجهَا والانتقاش إِخْرَاج الشَّوْكَة من الرجل وَأَصلهَا من المنقاش الَّذِي يسْتَخْرج بِهِ

فصل الاختلاف والوهم

وَقَوله من نُوقِشَ الْحساب عذب أَي من استقصى عَلَيْهِ والمناقشة الِاسْتِقْصَاء وَقيل نفس عَذَابه المُرَاد يعذب بمحاسبته وَقيل بل إِذا نُوقِشَ ووزنت أَعماله وخطراته وهماته وصغائره وكبائره لم يكد يخلص إِن لم يعف الله عَنهُ كَمَا قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا يدْخل أحدكُم الْجنَّة بِعَمَلِهِ وَلَا أَنا إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمته (ن ق هـ) قَوْله حَتَّى نقهت أَي أَفَقْت من مرضِي بِفَتْح الْقَاف (ن ق ي) قَوْله فانجوا عَلَيْهَا بنقيها بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْقَاف أَي أَسْرعُوا عَلَيْهَا مَا دَامَت بسمنها وشحمها قَوِيَّة على السّفر وَالسير قبل هزالها والنقي الشَّحْم وَأَصله مخ الْعِظَام وَمِنْه فِي الضَّحَايَا الَّتِي لَا تنقى أَي الَّتِي لَا يُوجد فِيهَا شَحم وَقيل الَّتِي لَيْسَ فِي عظامها مخ وَقَوله كقرصة النقي بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف وَتَشْديد الْيَاء يُرِيد الْحوَاري وَهُوَ الدَّرْمَك وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر هَل رَأَيْتُمْ فِي زمَان النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النقي قَالُوا لَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْحَج حَتَّى أَتَى النقب الَّذِي ينزله الْأُمَرَاء نزل فَبَال كَذَا لَهُم بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْقَاف فِي حَدِيث إِسْحَاق وَقد فسر النقب وَجَاء فِي غير حَدِيث إِسْحَاق الشّعب وَقد رَوَاهُ بَعضهم كَذَلِك فِي حَدِيث إِسْحَاق وَهُوَ قريب الْمَعْنى الشّعب والنقب الطَّرِيق بَين الجبلين وَتقدم فِي حرف التَّاء الْخلاف فِي قَوْله إِلَى نقب مثل نقب التَّنور وَقَوله فِي كَرَاهِيَة السُّؤَال وَرجل سَأَلَ عَن شَيْء ونقب عَنهُ كَذَا للسمرقندي وَلغيره نقر وهما بِمَعْنى مُتَقَارب نقر إِذا بحث عَن الْأَمر وبالباء قريب مِنْهُ وَمِنْه نقيب الْقَوْم الْمُقدم عَلَيْهِم والناظر فِي أُمُورهم كالعريف لاستقصائه عَن أخبارهم وبحثه عَنْهَا وَفِي بعض الرِّوَايَات وَنَفر بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَهُوَ خطا بعيد هُنَا وَقَوله فِي بَاب التجاوز عَن الْمُعسر كنت أتجاوز فِي السِّكَّة أَو فِي النَّقْد كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي فِي التَّقَدُّم وَهُوَ وهم والنقد ثمن المُشْتَرِي لِأَنَّهُ ينْتَقد ويختبر وَقَوله فنقرت لي الحَدِيث بتَشْديد الْقَاف أَي استخرجته وبينته كَذَا هُوَ بالنُّون وَكَذَا روينَاهُ وَبَعْضهمْ قَالَه بِالْفَاءِ وَهُوَ خطأ والتنقير بالنُّون أَصله الاستخراج والبحث عَن الشَّيْء وَهُوَ معنى مَا هُنَا وَأرَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ مَعًا فِي كتاب الْأصيلِيّ وَلَا معنى للفاء هُنَا وَقَوله فِي حَدِيث أم زرع ومنق بِكَسْر النُّون وَفتحهَا وَقَالَهُ أَبُو عبيد بِالْفَتْح وَقَالَ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بِالْكَسْرِ وَلَا أعرفهُ بِالْكَسْرِ وَأما بِالْفَتْح فالمنقي الَّذِي ينقي الطَّعَام وَقَالَ ابْن أبي أويس المنق بِالْكَسْرِ أصوات الْمَوَاشِي والأنعام وَقيل المنقي مَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عبيد الغربال الَّذِي ينقي بِهِ الطَّعَام وَقَالَ النَّيْسَابُورِي المنق بِالْكَسْرِ الدَّجَاج يصف أَنهم أَصْحَاب طير أَيْضا وَقَوله يتقارب الزَّمَان وَينْقص الْعلم كَذَا للرواة وَعند الْمروزِي كَذَلِك وَلكنه قَالَ الْعَمَل وَأكْثر رُوَاة مُسلم يَقُولُونَ كَذَلِك إِلَّا العذري فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فَيَقُول يقبض والسمرقندي فِي حَدِيث حَرْمَلَة يَقُول الْعَمَل وَعند ابْن السكن وَيقبض الْعلم وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَرِوَايَة ابْن السكن والعذري اوجه لعضد الاحاديث الاخر لَهَا من قَوْله ان الله لَا يقبض الْعلم انتزاعا وَقَوله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَيرْفَع الْعلم وَيَزُول الْعلم ويقل الْعلم وَرِوَايَة غير الْمروزِي أقرب إِلَيْهَا وَقَوله هَل ينْقض الْوتر كَذَا لَهُم بالضاد المعجة وَعند الْقَابِسِيّ بِالْمُهْمَلَةِ وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب وَجَوَاب السُّؤَال فِي الْأُم يُبينهُ وَنقض الْوتر هُوَ تشفيعه بِرَكْعَة لمن يُرِيد التَّنَفُّل فِي بَقِيَّة اللَّيْل بعد أَن أوتر ثمَّ يُوتر آخر أَو بِهِ قَالَ جمَاعَة من السّلف وَأهل الْعلم وَقَوله

(ن س أ)

فِي مِيرَاث الْجد حضرت الخليفتين قبلك يعطيانه النّصْف مَعَ الْأَخ الْوَاحِد إِلَى قَوْله فَإِن كثر الْأُخوة لم ينقصوه كَذَا ليحيى والقعنبي وَعند ابْن بكير ومطرف وَابْن وهب ينقصاه مثنى رَاجع إِلَى الخليفتين وَالْجمع على طَرِيق أكبارهم كَمَا يخاطبهم عَن أنفسهم بنُون الْجَمَاعَة وَقد يكون ينقصوه رَاجعا إِلَيْهِمَا وَمن مَعَهُمَا من عُلَمَاء وقتهما فِي قصاص الْمَظَالِم حَتَّى إِذْ نقوا وهذبوا كَذَا لكافتهم وَعند الْمُسْتَمْلِي إِذا تقصوا وهذبوا قَوْله لَا يمْنَع نقع بير بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْقَاف هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف وَرِوَايَة الْجُمْهُور وَمَعْنَاهُ لَا يمْنَع فضل مَائه وَالنَّقْع المَاء الناقع أَي المستنقع الْمُجْتَمع ورويناه بجزم الْعين من يمْنَع على النهى ورفعها على الْخَبَر المُرَاد بِهِ النَّهْي وَعند ابْن أبي جَعْفَر نفع بِالْفَاءِ وَإِن كَانَ صَحِيح الْمَعْنى فَهُوَ وهم لَا شكّ فِيهِ وَقَوله فِي قطع الْآبِق فَكتب إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز نقيض كتابي كَذَا هُوَ لرواة يحيى بالنُّون وَكسر الْقَاف وَآخره ضاد مُعْجمَة أَي خلاف كتابي وَعند ابْن وضاح يقْتَصّ فعل آخِره صَاد مُهْملَة وأوله يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من الاقتصاص وَهُوَ تتبع إِلَّا ثراي حكى جَمِيع مَا كتبت بِهِ إِلَيْهِ ثمَّ أجَاب عَنهُ وَهَذَا أشبه الرِّوَايَتَيْنِ بِدَلِيل مساق الْخَبَر وكتابهما جَمِيعًا وَإِن كَانَ الأول يَصح لِأَنَّهُ كَانَ كتب هُوَ أَنه بلغه أَنه لَا يقطع فَكتب إِلَيْهِ عمرَان يقطع وَهُوَ نقيض مَا كتب بِهِ إِلَيْهِ وخلافه فِي حَدِيث لَا يُصِيب الْمُؤمن من شَوْكَة إِلَّا نقص بهَا من خطاياه كَذَا للعذري فِي حَدِيث ابْن نمير وَلغيره قصّ أَي كفر عَنهُ وحوسب بهَا وَحط مثلهَا من خطاياه كَمَا جَاءَ حط فِي الحَدِيث الآخر وَهُوَ أوجه وَالرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَيْهِ يرجع مَعْنَاهَا إِن صحت النُّون مَعَ السِّين (ن س أ) قَوْله فِي الصّرْف إِن كَانَ نسيئا فَلَا يصلح كَذَا لَهُم على وزن فعيل وَعند الْأصيلِيّ نسَاء مثل فعال وَكِلَاهُمَا صَحِيح كُله بِمَعْنى التَّأْخِير والنسيء اسْم وضع مَوضِع الْمصدر الْحَقِيقِيّ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى إِنَّمَا النسيء زِيَادَة فِي الْكفْر وَيُقَال أنسأت الشَّيْء انساء ونسيئا وَالنِّسَاء بِالْفَتْح الِاسْم وَمِنْه أنسا الله أَجله أَي أَخّرهُ وَأطَال عمره ونسأ فِي أَجله كَذَلِك أَيْضا وَمِنْه الحَدِيث من أحب أَن ينسأ فِي أَجله فَليصل رَحمَه (ن س ب) قَوْله وَكَذَلِكَ الرُّسُل تبْعَث فِي نسب قَومهَا أَي فِي اشرف بيُوت قَومهَا (ن س ح) قَوْله فِي تَفْسِير النقير هِيَ النَّخْلَة تنسح نسحا بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي تقشر ويحفر فِيهَا وينتبذ وَقد تصحف هَذَا عِنْد بَعضهم على مَا نذكرهُ بعد (ن س خَ) قَوْله لم تكن نبوة إِلَّا تناسخت حَتَّى تكون ملكا (ن س ك) قَوْله خير نسيكتيك بِفَتْح النُّون وَكسر السِّين النسيكة الذَّبِيحَة وَجَمعهَا نسك قَالَ الله تَعَالَى أَو صَدَقَة أَو نسك وَقَوله أول نسكنا فِي يَوْمنَا أَن نبدأ بِالصَّلَاةِ النّسك كل مَا يتَقرَّب بِهِ إِلَى الله والنسك الطَّاعَة وَقَوله حَتَّى أَتَى الْمَنَاسِك أَي مَوَاضِع متعبدات الْحَج المنسك بِفَتْح السِّين وَكسرهَا مَوضِع النَّحْر وَالذّبْح قَالَ الله وَلكُل امة جعلنَا منسكا قيل فِيهِ هَذَا وَقيل مذهبا فِي الطَّاعَة والمنسك أَيْضا مَوضِع التَّعَبُّد قَالَ الله وأرنا مناسكنا (ن س م) قَوْله نسم بنيه وَإِنَّمَا نسمَة الْمُؤمن قَالَ الْجَوْهَرِي النَّسمَة النَّفس وَالروح وَالْبدن قَالَ هُوَ وَغَيره وَإِنَّمَا يَعْنِي فِي قَوْله هُنَا إِنَّمَا نسمَة الْمُؤمن الرّوح وَقَالَ الْبَاجِيّ هِيَ عِنْدِي مَا يكون فِيهِ الرّوح قبل الْبَعْث وَقَالَ الْخَلِيل النَّسمَة الْإِنْسَان وَمِنْه فِي الحَدِيث وبرأ النَّسمَة (ن س ع) قَوْله فَدفعهُ إِلَيْهِ بنسعته أَي بالحبل الَّذِي ربطت بِهِ يَدَاهُ (ن س ق) قَوْله على نسق أَي على توال واتصال (ن س ي) قَوْله إِنِّي لأنسى أَو أنسى لأسن كَذَا جَاءَ هَذَانِ اللفظان فِيهَا

فصل الاختلاف والوهم

الثَّانِي على مَا لم يسم فَاعله مشدد السِّين قيل يحْتَمل أَن يكون شكا من الرَّاوِي فِي أحد اللَّفْظَيْنِ أَو يكون اللَّفْظ كلمة من كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أنسى من قبل نَفسِي وسهوي أَو قد ينسيني الله ذَلِك ويغلبني عَلَيْهِ وَقد رَوَاهُ بعض الْمُحدثين لَا أنسى وَلَكِن أنسى لأسن وَقد يكون أنسى هَذَا بِالْفَتْح أَي أترك وَنسي بِمَعْنى ترك مَعْلُوم مَشْهُور فِي اللُّغَة وَمِنْه نسوا الله فنسيهم أَي تركُوا أمره فتركهم من رَحمته وَيكون الْمَعْنى مَا تركته قصدا إِن تَركه لَا يضر أَو أنساه من الله فَأرى سنة حكمته وَفِي لَيْلَة الْقدر أيقظني بعض أَهلِي فنسيتها ويروى فنسيتها على مالم يسم فَاعله وَقَوله بيس مَا لأحدكم أَن يَقُول نسيت آيَة كَذَا وَلكنه نسي الأول بِفَتْح النُّون وَالثَّانِي بِالضَّمِّ بِغَيْر خلاف هُنَا على مَا لم يسم فَاعله وضبطناه عَن الْأَسدي بتَخْفِيف السِّين وَإِلَيْهِ كَانَ يذهب الْكِنَانِي وَكَانَ لَا يُجِيز غَيره كَأَنَّهُ يذهب إِلَى أَنه نسي من الْخَيْر كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى فنسيتها وَكَذَلِكَ الْيَوْم تنسى وضبطناه على الصَّدَفِي وَغَيره نسي مشدد السِّين وَهُوَ أليق بالمراد وَالله أعلم أَي نساه الله ذَلِك كَمَا قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنِّي لأنسى أَو أنسى وَقَوله أنساك كَمَا نسيتني على طَرِيق الْمُقَابلَة فِي الْكَلَام أَي أجازيك على نسيانك كَمَا قَالَ الله نسوا الله فنسيهم أَو يعاقبهم عقَابا صورته صُورَة المنسي بتركهم ومنعهم الرَّحْمَة والإعراض عَنْهُم حَيْثُ نجا غَيرهم وفاز. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي تَفْسِير النقير هِيَ النَّخْلَة تنسح نسحا وتنقر نقرا بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي ينحى قشرها عَنْهَا وتملس ويحفر فِيهَا للانتباذ كَذَا ضبطناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي كثير من نسخ مُسلم عَن ابْن ماهان تنسج بِالْجِيم وَكَذَا ذكره التِّرْمِذِيّ وَهُوَ خطأ وتصحيف لَا وَجه لَهُ وَكَذَا عِنْد ابْن الجذاء بتقر بِالْبَاء وَتقدم فِي الْبَاء وَقَوله هَذِه مَكَان عمرتك الَّتِي نسكت كَذَا لأبي ذَر والجرجاني والنسفي وَعند الْمروزِي الَّتِي سكت قَالَ الْأصيلِيّ مَعْنَاهُ الَّتِي سكت عَنْهَا ولغيرهم الَّتِي شكت بشين مُعْجمَة وَفِي إِسْلَام عمر ألم تَرَ الْجِنّ وإبلاسها ويأسها بعد من انساكها أَي من متعبداتها جمع نسك كَذَا لأبي ذَر والنسفي وَهُوَ الصَّوَاب وَعند غَيرهمَا الْأصيلِيّ وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر والقابسي وعبدوس ويأسها من بعد أنساكها بِكَسْر الْهمزَة وَعند ابْن السكن من بعد إنكاسها وهما وهم وَقَوله فِي أول الصَّلَاة فِي حَدِيث الْإِسْرَاء نسم بنيه أَي أنفسهم وأرواحهم وينطلق على ذَات كل روح وَضَبطه بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ شيم بشين مُعْجمَة جمع شمية وَهِي الطباع وَهُوَ تَصْحِيف وَقَوله ونسواتها تنطف كَذَا لَهُم وَلابْن السكن ونوساتها بِتَقْدِيم الْوَاو كَمَا ذكره البُخَارِيّ عَن عبد الرَّزَّاق وَهُوَ أشبه بِالصِّحَّةِ وَهِي الذوائب والضفائر وَضَبطه بعض شُيُوخنَا عَن أبي مَرْوَان نواسات بتَشْديد الْوَاو إِلَّا ان تكون الْكَلِمَة مُشْتَقَّة من النسو وَهُوَ انحتات شعر الْإِبِل عَنْهَا عِنْد سمنها فقد يُمكن أَن تشبه بهَا الذوائب بِمَا تعلق مِنْهَا بَعْضهَا بِبَعْض ويستعار لَهَا ذَلِك وَفِي التَّفْسِير نسيا قَالَ النسي الحقير كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ السيء الحقير يُرِيد تَفْسِير النسي وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى وَفِي حَدِيث إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق افْعَل كَذَا افْعَل كَذَا أَبُو بكر نَسيَه وَأمر الْأَذَى عَن الطَّرِيق كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند العذري أَبُو بكر فسره وَهُوَ تَصْحِيف وَفِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج فَقَامَ فِي نساحة كَذَا عِنْد الْفَارِسِي وَضَبطه التَّمِيمِي بِكَسْر النُّون وَفتح السِّين وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُود وَفَسرهُ فِي حَدِيثه يَعْنِي ثوبا ملففا وَالَّذِي عِنْد ابْن

(ن ش أ)

ماهان وَغَيره من رُوَاة مُسلم فِي ساجة وَهُوَ الصَّحِيح وَهُوَ ثوب وَقيل الطيلسان الغليظ الخشن وَفِي تَفْسِير هَل أَتَى كَانَ نسيا وَلم يكن مَذْكُورا كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره كَانَ شَيْئا وَهُوَ الصَّحِيح لِأَنَّهُ إِنَّمَا فسر بذلك قَوْله لم يكن شَيْئا مَذْكُورا أَي إِنَّمَا كَانَ عدما وَقد اخْتلف المتكلمون فِي إِطْلَاق الشَّيْء على الْمَعْدُوم وَمذهب متكلمي أهل السّنة أَنه لَا يُطلق على الْمَعْدُوم وَغَيرهم يُطلقهُ فِي الْمَغَازِي فِي قتل ابْن الْأَشْرَف عِنْدِي أعطر نسَاء الْعَرَب وَعند الْمروزِي أعطر سيد الْعَرَب وَهُوَ وهم وَفِي الْفِتَن قَول حُذَيْفَة وَذكرهَا أَنه ليَكُون مِنْهُ الشَّيْء قد نَسِيته فأذكره كَمَا يذكر الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه كَذَا فِي الأَصْل بِغَيْر خلاف قيل صَوَابه كَمَا ينسى الرجل وَجه الرجل أَو كَمَا لَا يذكر الرجل وَجه الرجل وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام النُّون مَعَ الشين (ن ش أ) قَوْله أنشأ يحدثنا ونشأت سَحَابَة وَأَنْشَأَ رجل من الْمَسْجِد ونشأت بحريّة كُله ابْتَدَأَ يُقَال نشأت السحابة تنشأ إِذا ابتدأت فِي الِارْتفَاع وأنشأت بدأت بالمطر وضبطنا فِي بحريّة وَجْهَيْن الرّفْع على الْفَاعِل وَالنّصب على الْحَال وَأنكر بعض أهل اللُّغَة أنشأت السحابة وَقَالَ إِنَّمَا يُقَال نشأت وَلم يخْتَلف النَّقْل فِي هَذَا الحَدِيث على مَا ذَكرْنَاهُ وَقد صَححهُ أهل اللِّسَان وَقَوله قل عَرَبِيّ نَشأ بهَا أَي كبر وشب وَنَشَأ الصَّبِي أَي نبت وشب قَالَ الله تَعَالَى أَو من ينشأ فِي الْحِلْية وَالَّذِي أَنْشَأَهَا أول مرّة أَي ابْتَدَأَ خلقهَا وَمِنْه فِي الْجنَّة ينشئ الله لَهَا خلقا يسكنهم إِيَّاهَا وَجَاء فِي النَّار فِي كتاب التَّوْحِيد مثله أَي يَبْتَدِئ خلقهمْ فِي تَفْسِير ناشئة اللَّيْل وَقَالَ ابْن عَبَّاس نشا قَامَ بالحبشية قَالَ الْأَزْهَرِي ناشئة اللَّيْل قِيَامه مصدر جَاءَ على فاعلة كالعاقبة وَقيل سَاعَته وَقيل كل مَا حدث بِاللَّيْلِ وبدا فَهُوَ ناشئة وَقَالَ نفطويه كل سَاعَة قامها قَائِم من اللَّيْل فَهِيَ ناشئة وَفِي الْحَج فَمن حَيْثُ أنشأ أَي ابْتَدَأَ أمره وتهيأ لَهُ الإهلال (ن ش ب) وَقَوله فَلم أنشب إِن سَمِعت وَلم ينشب ورقة إِن مَاتَ وَلم ينشب إِن طَلقهَا كُله بِفَتْح الشين أَي لم يمْكث وَلم يحدث شَيْئا حَتَّى فعل ذَلِك وَكَانَ مَا ذكر وَأَصله من الْحَبْس أَي لم يمنعهُ مَانع وَلَا شغله أَمر آخر عَنهُ وَمثله قَول عَائِشَة لم أنشبها حَتَّى أنحيت عَلَيْهَا (ن ش ج) وَقَوله سَمِعت نشيج عمر بِالْجِيم ونشج النَّاس يَبْكُونَ هُوَ صَوت مَعَه تَرْجِيع كَمَا يردد الصَّبِي بكاءه فِي صَدره وَهُوَ بكاء فِيهِ تحزن لمن سَمعه (ن ش د) وَقَوله وإنشاد الضَّالة وينشد ضَالَّة هُوَ تَعْرِيفهَا يُقَال أنشدتها إِذا عرفتها فَإِذا طلبتها قلت نشدتها أنشدها بِضَم الشين فِي الْمُسْتَقْبل هَذَا هُوَ قَول أَكْثَرهم واصله رفع الصَّوْت وإنشاد الشّعْر مثله أَي رفع صَوته بِهِ وَمِنْه قَول عمر أَو ينشد شعرًا وَقَوله فِي لقطَة مَكَّة لَا تحل إِلَّا لِمُنْشِد قيل لمعرف أَي لَا يحل لَهُ مِنْهَا إِلَّا إنشادها وَإِن أكملت السّنة عِنْده بِخِلَاف غَيرهَا وَقيل المنشد هُنَا الطَّالِب وَحكى الْحَرْبِيّ اخْتِلَاف أهل اللُّغَة فِي الناشد والمنشد وَمن قَالَ أَنه بعكس مَا قدمْنَاهُ من أَن الناشد الْمُعَرّف والمنشد الطَّالِب وَاخْتِلَافهمْ فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث بِالْوَجْهَيْنِ على هَذَا وَحجَّة كل فريق فِي ذَلِك من الحَدِيث وَشعر الْعَرَب وَقَوله نشدتك الله وَنَاشَدْته وأنشدك عَهْدك وأنشدك الله وَإِن نِسَاءَك ينشدنك الله بِضَم الشين أَيْضا فِي الْمُسْتَقْبل مَعْنَاهُ سَأَلتك بِاللَّه وَقيل ذكرتك بِاللَّه وَقيل هُوَ مِمَّا تقدم أَي سَأَلت الله بِرَفْع صوتي وإنشادي لَك بذلك والنشيد الصَّوْت وَكَذَلِكَ قَوْله مُنَاشَدَتك رَبك مِنْهُ أَي دعاؤك إِيَّاه وتضرعك إِلَيْهِ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي

فصل الاختلاف والوهم

الْكَاف (ن ش ر) قَوْله وتنشرت وهلا تنشرت النشرة بِضَم النُّون نوع من التطبب بالاغتسال على هَيْئَة مَخْصُوصَة بالتجربة لَا يحتملها الْقيَاس الطبي وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي جَوَازهَا وَقد بَينا ذَلِك فِي الْإِكْمَال (ن ش ز) ناشز الْجَبْهَة بالزاي مرتفعها وَبضْعَة نَاشِزَة أَي مُرْتَفعَة عَن الْجِسْم والنشز بِالْفَتْح وَسُكُون الشين وَفتحهَا مَا ارْتَفع من الأَرْض وَمِنْه نشوز الزَّوْجَيْنِ أَي تَعَالَى أَحدهمَا على الآخر وإضراره بِهِ وعصيانه لَهُ (ن ش ط) وَقَوله كَأَنَّمَا أنشط من عقال أَي حل مِنْهُ يُقَال أنشطت الْعقْدَة حللتها ونشطتها شددتها وَأَصله فِي الْبَعِير يُقَال أنشطت الْبَعِير إِذا عقلته وأوثقته بالأنشوطة وَهِي الْعقْدَة فِي العقلل وأنشطت العقال ونشطته وانتشطته إِذا حللته وَقَوله أصبح نشيطا طيب النَّفس هُوَ المنشرح الصَّدْر ضد الكسلان يُقَال مِنْهُ نشط للشَّيْء إِذا خف لَهُ والنشيط الْخَفِيف للْعَمَل (ن ش ل) وَقَوله وانتشال اللَّحْم وانتشل عرقا من قدر أَي رَفعه وَأخرجه وَقَالَ بَعضهم مَعْنَاهُ أكله بفمه مثل نهشه وتعرقه (ن ش غ) قَوْله كَأَنَّمَا ينشغ للْمَوْت بِفَتْح الشين وبالغين الْمُعْجَمَة النشغ بِسُكُون الشين الشهيق وعلو النَّفس للصعداء وَشبهه حَتَّى يكَاد يبلغ مِنْهُ الغشي قيل وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك عِنْد الشوق والأسف (ن ش ف) قَوْله فَجعلت تنشف ذَلِك الْعرق أَي تجففه نشف المَاء ونشفته أَنا بِكَسْر الشين وأنشف ونشف مَعًا (ن ش ق) الِاسْتِنْشَاق فِي الْوضُوء جذب المَاء بِالنَّفسِ فِي المنخر فِي المنخرين ذَكرْنَاهُ قبل (ن ش ش) قَوْله فِي الصَدَاق ثِنْتَيْ عشرَة أُوقِيَّة ونش بِفَتْح النُّون وَشد الشين النش عشرُون درهما نصف أُوقِيَّة عِنْدهم فسره فِي الحَدِيث هَكَذَا وَقَوله لِأَن البان المطيب قد طيب ونش أَي غلا (ن ش و) وَقَوله أَتَى بنشوان أَي سَكرَان والنشوة بِفَتْح النُّون وَسُكُون الشين السكر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي شعر حسان (وَقَالَ الله قد نشرت جندا) بالنُّون والشين الْمُعْجَمَة من النشر والبعث كَذَا للباجي وَلغيره يسرت وَهِي رِوَايَة الْجُمْهُور من التَّيْسِير فِي حَدِيث أبي الرّبيع الْعَتكِي أمرنَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِسبع وَفِيه وإنشاد الضال كَذَا لكافتهم وَعند ابْن ماهان الضَّالة قَالَ بَعضهم صَوَابه وإرشاد الضال بالراء وَكَذَا أصلحه القَاضِي الْكِنَانِي وَهُوَ أوجه وَالْأول يتَّجه أَيْضا وَيصِح لَا سِيمَا مَعَ من رَوَاهُ الضَّالة لَكِن الرِّوَايَة الأولى أعرف وَأشهر فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقَوله قل عَرَبِيّ نَشأ بهَا كَذَا فِي رِوَايَة قُتَيْبَة وَقد فسرناه وَاخْتلف فِي رِوَايَة القعْنبِي مَشى بهَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْمِيم النُّون مَعَ الْهَاء (ن هـ ب) قَوْله نهى عَن النهبة وَعَن النهبى مَقْصُور بِضَم النُّون فيهمَا وتسكن الْهَاء فِي النَّهْي وتحرك أَيْضا وَلَا ينتهب نهبة كُله اسْم لانتهابه وَهُوَ أَخذ الْجَمَاعَة الشَّيْء على غير اعْتِدَال أَلا يحْسب أَخذ السَّابِق إِلَيْهِ وَقَوله أَتَى بِنَهْب إبل أَي غنيمَة إبل وَقَوله أَتجْعَلُ نهبى وَنهب العبيد من ذَلِك أَي مَا غنمته أَنا واستلبته على العبيد اسْم فرسه (ن هـ ث) قَوْله فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فِي بَاب صَوْم دَاوُود هجمت لَهُ الْعين ونهثت لَهُ النَّفس كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ نهثت أَو نفهت (ن هـ ج) وَقَوْلها وَأَنِّي لأنهج بِفَتْح الْهَاء وَآخره جِيم يُقَال أنهج الرجل إِذا أَصَابَهُ البهر والربو من الجري والتعب وَهُوَ من علو النَّفس وَبَقِيَّة الحَدِيث تفسره قَالَ الْخَلِيل وَلم أسمع مِنْهُ فعلا وَقَالَ غَيره نهج وأنهج لُغَتَانِ وَقَوله وَإِذا جواد مَنْهَج أَي طرق

وَاضِحَة (ن هـ د) قَوْله نهد إِلَيْهِم بَقِيَّة أهل الْإِسْلَام أَي تقدمُوا ونهضوا وَقَوله فِي الشّركَة فِي الطَّعَام والنهد بِكَسْر النُّون هُوَ إِخْرَاج الْقَوْم نفقاتهم وخلطها لذَلِك عِنْد المرافقة فِي السّفر وَهِي المخارجة وَفَسرهُ الْقَابِسِيّ بِطَعَام الصُّلْح بَين الْقَبَائِل وَالْأول أصح وَأعرف وَحكى بَعضهم فِيهِ فتح النُّون أَيْضا (ن هـ ر) قَوْله مَا أنهر الدَّم أَي أساله وصبه بِمرَّة كصب النَّهر كَذَا الرِّوَايَات فِيهِ فِي الْأُمَّهَات وَوَقع للأصيلي فِي كتاب الصَّيْد نهر وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب مَا لغيره أنهركما فِي سَائِر الْمَوَاضِع وَجَاء فِي بَاب إِذا ند بعير كل مَا نهر أَو أنهر على الشَّك (ن هـ ز) قَوْله قد ناهز وناهزت الِاحْتِلَام بالزاي قاربت وَقَوله لَا ينهزه بِفَتْح الْيَاء وَالْهَاء إِلَّا الصَّلَاة أَي لَا ينهضه إِلَّا هِيَ نهزت الشَّيْء دَفعته ونهز الرجل نَهَضَ وَضَبطه بَعضهم بِضَم الْيَاء وَهُوَ خطأ (ن هـ ك) وَقَوله أَلا أَن تنهك حُرْمَة الله وتنتهك ذمَّة الله وانتهكت مَحَارمه أَي تستباح وتتناول بِمَا لَا يحل وَقَوله نهكتهم الْحَرْب بِكَسْر الْهَاء أَي أثرت فيهم ونالت مِنْهُم ونهك الرجل الْمَرَض إِذا أضعفه وَذهب بِلَحْمِهِ وَمِنْه قَوْله ولاناهك فِي الْحَلب وَفِي كتاب الفصيح وأنهكه السُّلْطَان عُقُوبَة وَلَيْسَ فِي روايتنا فِيهِ ورده ابْن حَمْزَة على ثَعْلَب وَقَالَ إِنَّمَا يُقَال نهكه ثلاثي (ن هـ ل) والمنهل كل مَاء ترده الطَّرِيق وكل مَاء على غير طَرِيق لَا يُسمى منهلا مَفْتُوح الْمِيم (ن هـ م) وَقَوله فَإِذا قضى أحدكُم نهمته بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْهَاء أَي رغبته وشهوته (ن هـ ض) قَوْله وَعند مناهضة الْحُصُون أَي منازلتها ونهوض النَّاس لقتالها وَقيل قهرها وقسرها والنهض الضيم والسر وَمِنْه أما ترى الْحجَّاج يَأْبَى النهضا (ن هـ ق) وَقَوله إِذا سَمِعْتُمْ نهاق الْحمار كَذَا للجرجاني وَلغيره نهيق (ن هـ س) قَوْله فنهس مِنْهَا نهسة ونهسه هَذَا بسين مُهْملَة وَقيل بِالْمُعْجَمَةِ وبالوجهين روينَاهُ وبالمهملة ضَبطه الْأصيلِيّ النهس الْأكل من اللَّحْم وَأَخذه بأطراف الْأَسْنَان والنهش بِالْمُعْجَمَةِ بالأضراس وَقَالَ الْخطابِيّ هُوَ بِالْمُهْمَلَةِ أبلغ مِنْهُ بِالْمُعْجَمَةِ وَقَالَ ثَعْلَب النهس سرعَة الْأكل وَقَوله كَانَ منهوس الْعقب بِالسِّين الْمُهْملَة وَيُقَال أَيْضا بِالْمُعْجَمَةِ أَي قَلِيل لَحمهَا وَقيل هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ تَأتي العقبين معروقهما وَفَسرهُ فِي الحَدِيث شُعْبَة بِالْمُهْمَلَةِ قَالَ قَلِيل لحم الْعقب وهما بِمَعْنى مُتَقَارب وَقَوله اصطدت نهسا بِضَم النُّون وَفتح الْهَاء وَآخره سين مُهْملَة هُوَ طَائِر يشبه الصرد قَالَ الْحَرْبِيّ يديم تَحْرِيك ذَنبه يصطاد العصافير وَقَالَ غَيره يشبه الصرد وَلَيْسَ بالصرد قَالَ أَبُو عمر وَقيل أَنه اليمام (ن هـ ى) وَقَوله التقى ذُو نهية بِضَم النُّون وَسُكُون الْهَاء وَفتح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا كَذَا الرِّوَايَة وَهِي صَحِيحَة وَيُقَال بِفَتْح النُّون أَيْضا وَهُوَ الْعقل وَجمعه نهى لِأَنَّهُ ينْهَى صَاحبه عَن القبائح والمعائب وَيُقَال فِيهِ ذُو نِهَايَة أَيْضا وَحَكَاهُ ثَابت أَي ذُو عقل وَقد تكون النهية أَيْضا من النهى اسْم الفعلة الْوَاحِدَة مِنْهُ والنهية بِالْفَتْح وَاحِد النَّهْي مثل تَمْرَة وتمر أَي لَهُ من نَفسه فِي كل حَال زاجر ينهاه عَن الْمَكْرُوه كَمَا قيل التقى ملجم يُقَال نهيته عَنهُ ونهوته لُغَة وَالنِّهَايَة العاية وَحَيْثُ يَنْتَهِي الشَّيْء وَيقف كَأَنَّهُ امْتنع عِنْدهَا من الزِّيَادَة وسدرة الْمُنْتَهى فَسرهَا فِي الحَدِيث إِلَيْهَا يَنْتَهِي علم الْخَلَائق أَي مَا وَرَائِهَا من الْغَيْب الَّذِي لَا يطلع عَلَيْهِ ملك وَلَا غَيره إِلَّا رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَقيل إِلَيْهَا يَنْتَهِي فَلَا تتجاوز يُرِيد مَلَائِكَة الله وَرُسُله وَقيل إِلَيْهَا تَنْتَهِي الْجنَّة فِي الْعُلُوّ وَالْأول أظهر وَقَوله وَإِن إِلَى رَبك الْمُنْتَهى أَي عِنْده تقف الْعُقُول والأفكار وكل شَيْء مِنْهُ وَإِلَيْهِ يَنْتَهِي ويضاف وَهُوَ

فصل الاختلاف والوهم

خالقه ثمَّ انْقَطع الْكَلَام بعد فَلَا يُضَاف هُوَ إِلَى شَيْء وَلَا يُقَال بعده شَيْء وَقَوله فتناهى ابْن صياد قيل كثر اسْتِعْمَال الِانْتِهَاء فِي ترك مَا يكره حَتَّى وضع مَوضِع الْفَهم وَالْعقل كَانَ مَعْنَاهُ عِنْده تنبه وَقد يكون مَعْنَاهُ عِنْدِي تفَاعل من النَّهْي وَهُوَ الْعقل أَي رَجَعَ إِلَيْهِ عقله وتنبه لذَلِك من غفلته وَقد يكون أَيْضا على بَابه أَي انْتهى عَن زمزمته وَتركهَا وَقَوله فِي الْأَطْفَال فَمَا يتناهى أَو يَنْتَهِي حَتَّى يدْخلهُ الْجنَّة يَعْنِي أَبَاهُ أَي مَا يتْرك أَخذه بِأَبِيهِ وتعلقه بِهِ وانْتهى وتناهى وأنهى بِمَعْنى وَيكون التناهي أَيْضا من اثْنَيْنِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) لَا يتناهون عَن مُنكر (قيل لَا ينْهَى بَعضهم بَعْضًا وَقَوله فِي فَضَائِل عمر حَتَّى انْتهى قيل مَعْنَاهُ مَاتَ على تِلْكَ الْحَالة وَقد يَصح عِنْدِي أَن يكون حَتَّى انْتهى للغاية فِي الْفضل وَفِيمَا مدحه بِهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي تَفْسِير لَا تعضلوهن لَا تنهروهن كَذَا للأصيلي والقابسي وَعند أبي ذَر تقهروهن وَهُوَ أولى وأوجه النُّون مَعَ الْوَاو (ن وأ) وَقَوله فِي الْخَيل ونواء لأهل الْإِسْلَام بِكَسْر النُّون مَمْدُود أَي معاداة لَهُم يُقَال ناويت الرجل نواء ومناواة وَأَصله من النهوض لِأَن من عاديته وحاربته ناء إِلَيْك أَي نَهَضَ ونؤت إِلَيْهِ وَمِنْه قَوْله لتنوأ بهَا أَي تنهض وَمِنْه فَذهب لينوء فأغمى عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) لتنوء بالعصبة أولي الْقُوَّة (وَفِي الحَدِيث الآخر وناء بصدره أَي نَهَضَ وَذكر الدَّاودِيّ أَن الرِّوَايَة فِيهِ عِنْده وَنوى مَفْتُوح مَقْصُور وَهُوَ وهم لَا يَصح وَقَوله لَا نوء وَكَانَ من أَمر الْجَاهِلِيَّة وَذكر الإنواء وَمن قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا النوء عِنْد الْعَرَب سُقُوط نجم من نُجُوم الْمنَازل الثَّمَانِية وَالْعِشْرين وَهُوَ مغيبه بالمغرب مَعَ طُلُوع الْفجْر وطلوع مُقَابِله حِينَئِذٍ من الْمشرق وَعِنْدهم أَنه لابد أَن يكون مَعَ ذَلِك لأكثرها نوء من مطر أَو ريَاح عواصف وَشبههَا فَمنهمْ من يَجعله لذَلِك السَّاقِط وَمِنْهُم من يَجعله للطالع لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي ناء أَي نَهَضَ فينسبون الْمَطَر إِلَيْهِ فَنهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن اعْتِقَاد ذَلِك وَقَوله وَكفر فَاعله لَكِن الْعلمَاء اخْتلفُوا فِي ذَلِك وَأَكْثَرهم على أَن النَّهْي والتكفير لمن اعْتقد أَن النَّجْم فَاعل ذَلِك دون من أسْندهُ إِلَى الْعَادة وَمِنْهُم من كرهه على الْجُمْلَة كَيفَ كَانَ لعُمُوم النَّهْي وَمِنْهُم من اعْتقد فِي كفره كفر النِّعْمَة وَقد تقصينا الْكَلَام فِيهِ فِي غير هَذَا الْكتاب وَذكرنَا مِنْهُ شَيْئا فِي حرف الْكَاف (ن وب) وَقَوله من نابه شَيْء فِي صلَاته أَي نزل بِهِ واعتراه وَقَوله ولنوائبه أَي حَوَائِجه الَّتِي تنزل بِهِ ولوازمه الَّتِي تحدث لَهُ وَقَوله يتناوبون الْجُمُعَة أَي ينزلون إِلَيْهَا ويأتونها عَن بعد لَيْسَ بالكثير قيل مِمَّا يكون على فرسخين أَو ثَلَاثَة والنوب بِالْفَتْح الْبعد وَقيل الْقرب وَقَوله فَكَانَت نوبتي بِفَتْح النُّون أَي وقتي الَّذِي يعود إِلَى فِيهِ مَا تناوبناه وينابني مثله وَقَوله وَكُنَّا نتناوب النُّزُول مِنْهُ ويتناوب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نفر مِنْهُم أَي نجعله بَيْننَا أوقاتا مَعْلُومَة وأياما محدودة لكل وَاحِد منا يتَكَرَّر عَلَيْهِ وَقَوله وَإِلَيْك أنبت أَي رجعت وملت إِلَى طَاعَتك وأعرضت عَن مخالفتك وَعَن غَيْرك والإنابة بِمَعْنى التَّوْبَة وَالرُّجُوع (ن وح) وَنَهْيه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن النوح والنياحة وذمها وَأَصله اجْتِمَاع النِّسَاء وتقابلهن بَعضهنَّ لبَعض للبكاء على الْمَيِّت والتناوح التقابل ثمَّ اسْتعْمل فِي صفة بكائهن وَهُوَ الْبكاء بِصَوْت وندبة (ن ور) قَوْله فِي وصف الله تَعَالَى نور مَعْنَاهُ ذُو النُّور أَي خالقه قيل منور الدُّنْيَا بالشمس وَالْقَمَر والنجوم وَقيل منور قُلُوب عباده الْمُؤمنِينَ بالهداية والمعرفة وَقد تقدم معنى قَوْله نوراني أرَاهُ فِي

(ن وط)

حرف الْهمزَة وَلَا يَصح أَن يعْتَقد أَن النُّور صفة ذَات وَلَا أَنه نور بِمَعْنى الْجِسْم اللَّطِيف الْمشرق فَإِن تِلْكَ صِفَات الْحُدُوث وَقَوله وَخلق النُّور يَوْم الْأَرْبَعَاء كَذَا روينَاهُ فِي مُسلم بالراء وَكَذَا أَيْضا روينَاهُ فِي كتاب الْحَاكِم ورويناه فِي كتاب ثَابت النُّون بالنُّون وَلَعَلَّه الَّذِي جَاءَ أَن عَلَيْهِ الأَرْض وَالله أعلم وَفِي رِوَايَة أُخْرَى عَنهُ البحور وَقَوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا وَفِي بَصرِي نورا وَفِي سَمْعِي نورا الحَدِيث النُّور الْهِدَايَة وَالْبَيَان وضياء الْحق وَقيل يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ الرزق الْحَلَال وَقُوَّة هَذِه الْأَعْضَاء بِهِ للطاعة وَقَوله فنور بالصبح أَي أَسْفر بهَا وَقد ظهر نور الشَّمْس يَعْنِي الاسفرار الَّذِي قبل طُلُوع قرصها وَقَوله من غير منار الأَرْض أَي أعلامها وحدودها فِيمَا بَين أَرض رجلَيْنِ ومنار الْحرم أَعْلَامه وَقَوله فِي الْأَذَان أَن ينوروا نَارا أَي يظْهر وأنورها وَقَوله فِي نائرة أَي عَدَاوَة (ن وط) وَقَوله وَأَشَارَ إِلَى نِيَاط قلبه ويروى منَاط قلبه ونياط الْقلب عرق مُعَلّق مِنْهُ وَأَصله الْوَاو (ن ول) وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر فحملوهما بِغَيْر نوك أَي بِغَيْر جعل وَلَا أجر والنول بِالْوَاو والمنال والمنالة الْجعل والنيل بِالْيَاءِ والنوال الْعَطاء وَقَوله بِمَا نَالَ من أجر أَو غنيمَة أَي أصَاب وَأدْركَ وَفِي إِسْلَام أبي ذَر أما نَالَ للرجل أَن يعرف منزله أَي لم يحن وَفِي الحَدِيث مَال الرحيل أَي حَان وَيكون بِمَعْنى يحِق من قَوْلهم مَا نولك أَن تفعل كَذَا أَي مَا حَقك وَالِاسْم مِنْهُ النول وَقد جَاءَ مهموزا نَالَ لَك أَن تفعل كَذَا أَي وَجب لَك وَيُقَال فِيهِ أَيْضا نَالَ لَك أَي حَان مثل أَنِّي لَك وآن لَك وَأنكر ابْن مكي نَالَ لَك وَقَالَ صَوَابه أنال رباعي وَلم يقل شَيْئا ذكر نَالَ بِمَعْنى حَان غير وَاحِد وَقد ذكرهَا الْهَرَوِيّ وَكَذَا جَاءَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث بِغَيْر خلاف وفيهَا حجَّة عَلَيْهِ وَلَكِن صَاحب الْأَفْعَال ذكر انال وَلم يذكر نَالَ وَقَوله تناولت مِنْهَا عنقودا أَي مددت يَدي إِلَيْهِ والمناولة مدك يدك بالشَّيْء إِلَى غَيْرك وَكَأَنَّهُ من النول وَهُوَ الْإِعْطَاء وَقَوله أهويت لأناولهم أَي أسقيهم بيَدي (ن وم) وَقَوله فَإِذا لقيتموهم فأنيموهم أَي اقْتُلُوهُمْ يُقَال نَامَتْ الشَّاة وَغَيرهَا من الْحَيَوَان إِذا مَاتَت (ن ون) وَقَوله زِيَادَة كبد النُّون وَأخذ نونا فسره فِي الحَدِيث أَنه الْحُوت وَقَوله ذبح الْخمر النينان وَالشَّمْس جمع نون مثل حوت وحيتان يُرِيد صنع المرى مِنْهَا بالحيتان وإلقائهم فِيهَا للشمس مُدَّة حَتَّى تنْقَلب عينهَا مريا كَمَا تنْقَلب خلا شبه تخليلها بذلك بِالذبْحِ للذكاة وَقد اخْتلف الْفُقَهَاء فِيمَا عني مِنْهَا هَكَذَا حَتَّى تخَلّل وانقلبت عينه هَل يُؤْكَل أم لَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الذَّال (ن وق) وَقَوله وَكَانَت نَاقَة منوقة بِالْقَافِ أَي مذللة كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث آخر مُفَسرًا وَقد ذكر الْحَرْبِيّ أَن بَعضهم صحفه فَقَالَ فِيهِ متوقة بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا (ن وس) قَوْله أنَاس من حلى أُذُنِي أَي حلاهما من حلى ينوس وَيتَعَلَّق ويضطرب وَقَوله ونوساتها تنطف هِيَ الْقُرُون والذوائب أَي تقطر بِالْمَاءِ ويروى نواساتها مُشَدّدَة الْوَاو وَسميت بذلك لتعلقها وتذبذبها والنوس الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب وَمِنْه قَوْله أنَاس من حلى أُذُنِي أَي حلاني حليا لَهُ صَوت وحركة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون وَالسِّين وَالْخلاف فِيهِ (ن وى) وَقَوله وزن نواة من ذهب قَالَ أَبُو عبيد هِيَ خَمْسَة دَرَاهِم وَقيل هُوَ اسْم لما زنته خَمْسَة دَرَاهِم يُقَال لَهُ نواة كَمَا يُقَال للعشرين نش وللأربعين أُوقِيَّة وَقيل كَانَت قدر نواة من ذهب قيمتهَا خَمْسَة دَرَاهِم وَقَوله تنتوي حَيْثُ انتوى أَهلهَا قَالَ الْخطابِيّ أَي تتحول وتنتفل

فصل الاختلاف والوهم

قَوْله وَلَكِن جِهَاد وَنِيَّة أَي نِيَّة فِي الْجِهَاد مَتى أمكنه ونشط إِلَيْهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله أَلا يَا حمز للشرف النواء بِكَسْر النُّون مَمْدُود كَذَا لَهُم وَمَعْنَاهُ السمان والني بِكَسْر النُّون وَفتحهَا وَتَشْديد الْيَاء الشَّحْم وَيُقَال بِالْفَتْح الْفِعْل وبالكسر الِاسْم يُقَال نَوَت النَّاقة إِذا سمنت فَهِيَ ناوية وَالْجمع نواء وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ فِي مَوضِع والقابسي النَّوَى مَقْصُور وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب الأول قَالَ الْخطابِيّ وَأكْثر الروَاة يَقُولُونَ النَّوَى مَقْصُور وَفَسرهُ مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ فَقَالَ النوا جمع نواة يُرِيد الْحَاجة قَالَ الْخطابِيّ وَهَذَا وهم وتصحيف ثمَّ فسر النواء بِمَا تقدم وَفَسرهُ الدَّاودِيّ بالحباء والكرامة وَهَذَا أبعد وَقَوله فجَاء ذُو الْبر ببره وَذُو التَّمْر بتمره وَذُو النواة بنواه كَذَا فِي جَمِيع النّسخ بِالْإِفْرَادِ أَولا وَالْجمع آخرا وَفِي بَعْضهَا الْإِفْرَاد فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَصَوَابه الْجمع وَالْجِنْس فِي الحرفين كَمَا جَاءَ قبل فِي التَّمْر وَالْبر قَوْله وَخلق النُّور يَوْم الْأَرْبَعَاء كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا عَن مُسلم وَجَاء عَن بعض رُوَاته النُّون بالنُّون وَتقدم تَفْسِير النُّون وبالراء روينَاهُ عَن شُيُوخنَا فِي كتاب الْحَاكِم قَوْله فِي بَاب التَّيَمُّم فَنَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى أصبح كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَكَذَا لِابْنِ السكن وَعند الْمروزِي وَأبي ذَر والنسفي فَقَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين أصبح وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالْأول أوجه وَعند الْجِرْجَانِيّ فَقَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى أصبح وَهُوَ وهم بَين وَفِي بَاب فضل أبي بكر أَيْضا فِي هَذَا الحَدِيث فَقَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين أصبح كَذَا للجرجاني وَرَوَاهُ بَعضهم هُنَا فَقَامَ حَتَّى أصبح كَذَا للقابسي وعبدوس وَفِي بَاب تَخْفيف الْوضُوء فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فَنَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من اللَّيْل كَذَا لِابْنِ السكن وَعند الْجَمَاعَة فَقَامَ وَالْأول الصَّوَاب لِأَن بعده فَلَمَّا كَانَ فِي بعض اللَّيْل قَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَتَوَضَّأ وَبَينه قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَنَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى إِذا انتصف اللَّيْل أَو قبله بِقَلِيل ثمَّ قَالَ اسْتَيْقَظَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ ذكر قِيَامه للصَّلَاة قَوْله وَلَكِن جِهَاد وَنِيَّة كَذَا وَقع فِيهَا بِغَيْر خلاف وَذكر أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال وَلَكِن جِهَاد وَسنة وَقَوله فِي تَفْسِير الْكَافِرُونَ لم يقل ديني لِأَن الْآيَات بالنُّون فحذفت النُّون كَذَا للقابسي وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا لغيره فحذفت الْيَاء فِي بَاب الْحَوْض بَيْنَمَا أَنا نَائِم فَإِذا زمرة حَتَّى إِذا عرفتهم كَذَا للبلخي عَن الْفربرِي وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة بَيْنَمَا أَنا قَائِم بِالْقَافِ النُّون مَعَ الْيَاء (ن ي أ) قَوْله أَن تلقي لُحُوم الْحمر نيئة ونضيجة وَقَوله فِي الثوم النيء مَمْدُود مَهْمُوز وَكَذَلِكَ مَا أرَاهُ يَعْنِي الآنئة النيء بِكَسْر النُّون مَمْدُود مَهْمُوز ضد النضيج والمطبوخ وَأما النيء بتَشْديد الْيَاء فالشحم وَفِي رِوَايَة ابْن جريج فِي البُخَارِيّ مَا يَعْنِي إِلَّا نتنة (ن ي ب) قَوْله فَضَحِك حَتَّى بَدَت أنيابه وضرس الْكَافِر أَو نَاب الْكَافِر الناب السن الَّذِي خلف الرّبَاعِيّة (ن ي ل) قَوْله فِي التَّبَرُّك بِفضل وضوء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَمن نائل وناضح يفسره قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فَمن أصَاب مِنْهُ شَيْئا تمسح وَمن لم يصب أَخذ من فضل بَلل يَد اخيه ونائل هُنَا بِمَعْنى مدرك نَالَ ينَال نيلا واصله الْوَاو وَمعنى نَاضِح تقدم وَقَوله لَعَلَّك نلْت من أمه أَي ذكرتها بِسوء وَذكر نيل الْمَعْدن وَهُوَ مَا يسْتَخْرج وينال مِنْهُ وَسمي الْعرق الَّذِي يسْتَخْرج مِنْهُ وينال نيلا لذَلِك (ن ع ق) قَوْله ملك

فصل مشكل أسماء المواضع والبقع

فصل مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع والبقع (نمرة) بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم مَوضِع بِعَرَفَة وَهُوَ الْجَبَل الَّذِي عَلَيْهِ أنصاب الْحرم على يَمِينك إِذا خرجت من مازمي عَرَفَة تُرِيدُ الْموقف قَالَه الْأَزْرَقِيّ حَيْثُ ضربت قبَّة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حجَّة الْوَدَاع وَجَاء أَيْضا فِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت تنزل من عَرَفَة بنمرة ونمرة أَيْضا مَوضِع بِقديد (النقيع) بالنُّون الْموضع الَّذِي حماه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْخُلَفَاء بعده وَهُوَ صدر وَادي العقيق وَقد تقدم ذكره وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْبَاء (ذَات النصب) بِضَم النُّون وَالصَّاد الْمُهْملَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة مَوضِع على أَرْبَعَة برد من الْمَدِينَة قَالَه مَالك (دَار نَخْلَة) مَوضِع سوق بِالْمَدِينَةِ (نخل) الْمَذْكُور فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع بِنَجْد من أَرض غطفان (نحلة) مَوضِع قريب من مَكَّة هِيَ الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث الْجِنّ ونخلة أَيْضا مَوضِع آخر بِقرب الْمَدِينَة (النهرين) جَاءَ ذكرهمَا فِي حَدِيث الشّعبِيّ وعدي بن حَاتِم (نَجْرَان) مَدِينَة (نَصِيبين) بِفَتْح النُّون وَكسر الصَّاد وَالْبَاء ذكر أَيْضا فِي حَدِيث وَفد الْجِنّ (نهاب) بِكَسْر النُّون أَو إهَاب مَوضِع بِقرب الْمَدِينَة ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْألف وَالِاخْتِلَاف فِيهِ (النازية) بزاي مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة عين ثرة على طَرِيق الْآخِذ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة قرب الصَّفْرَاء وَهِي إِلَى الْمَدِينَة أقرب قيل مضيق الصَّفْرَاء سدت بعد حروب جرت فِيهَا وضبطناها فِي السّير بتَشْديد الْيَاء (النقب) هُوَ بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْقَاف وَآخره بَاء بِوَاحِدَة جَاءَ فِي الحَدِيث من رِوَايَة إِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لما أَتَى النقب الَّذِي بِهِ ينزل الْأُمَرَاء نزل فَبَال وَجَاء فِي أَحَادِيث أخر حَتَّى كَانَ بِالشعبِ قَالَ الْأَزْرَقِيّ وَهُوَ الشّعب الْكَبِير الَّذِي بَين مازمي عَرَفَة عَن يسَار الْمقبل من عَرَفَة يُرِيد الْمزْدَلِفَة مِمَّا يَلِي نمرة (نجد) مَا بَين جرش إِلَى سَواد الْكُوفَة وَحده مِمَّا يَلِي الْمغرب الْحجاز وَعَن يسَار الْقبْلَة الْيمن ونجد كلهَا من عمل الْيَمَامَة (نائلة) اسْم صنم جرى ذكره وَتَفْسِيره فِي حرف الْألف مَعَ أساف فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف كل مَا فِيهَا نصر وَابْن نصر فبصاد مُهْملَة فِي الْأَسْمَاء إِلَّا النَّضر بن شُمَيْل وَالنضْر بن مُحَمَّد بن مُوسَى وَالنضْر بن أنس بن مَالك وَأَبا بكر بن النَّضر وَيُقَال فِيهِ ابْن أبي النَّضر أَيْضا وَهُوَ أَبُو بكر بن النَّضر بن أبي النَّضر بن هَاشم بن الْقَاسِم وبالوجهين روى فِي مُسلم وَلم يذكر الْحَاكِم فِيهِ إِلَّا ابْن أبي النَّضر وَسَماهُ مُحَمَّدًا ووهمه فِي ذَلِك الكلاباذى وذكران أَبَا النَّضر جده وَسَماهُ أَحْمد وَعَاصِم بن النَّضر التَّمِيمِي فَهَؤُلَاءِ بالضاد الْمُعْجَمَة وَأما الكنى فَكل من فِيهَا بالضاد الْمُعْجَمَة إِلَّا أَبَا نصر التمار وَيُقَال أَبُو النَّصْر واسْمه عبد الْملك بن عبد العزيم وَأَبُو نصر عَن ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح سَمَاعه مِنْهُ هَذَانِ بالصَّاد الْمُهْملَة وَجبير بن نفير بِضَم النُّون وَفتح الْفَاء مصغر وضريب بن نقير مثله إِلَّا أَنه بِالْقَافِ وَهَذَا الْمَشْهُور وَكَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَحكى لنا فِيهِ شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد أَنه يُقَال بِالْفَاءِ وَالْقَاف مَعًا وَكَذَا فِيهِ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر من شُيُوخنَا وَحده بِالْفَاءِ وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل مثلهمَا بِالْفَاءِ وَآخره لَام وَعَمْرو النَّاقِد بِالْقَافِ وَالدَّال الْمُهْملَة وَأَبُو معبد مولى ابْن عَبَّاس ذكر فِي البُخَارِيّ أَن اسْمه نَافِذ بِالْفَاءِ وذال مُعْجمَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَكَذَا قَيده أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ ناقد بِالْقَافِ وَالدَّال الْمُهْملَة مثل الأول وَفِي كتاب

فصل الاختلاف والوهم

الْحسن بن رَشِيق الْمصْرِيّ نافد بِالْفَاءِ ودال مُهْملَة وَكله خطأ إِلَّا مَا صوبناه وَهُوَ أَبُو معبد الْجُهَنِيّ الْمَذْكُور فِي رِوَايَة ابْن ماهان فِي مُسلم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَخطأ من قَالَ فِيهِ الْجُهَنِيّ ونميلة وتميلة مضى فِي حرف التَّاء وَعبيد بن نضيلة بِضَم النُّون وضاد مُعْجمَة ونسيبة للمذكورة فِي حَدِيث الصَّدَقَة بِضَم النُّون وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَبعدهَا يَاء التصغير وباء بِوَاحِدَة قيل هِيَ أم عَطِيَّة وَقد جَاءَ ذَلِك مُبينًا فِي بعض الرِّوَايَات وَكَذَا قيدها أَكْثَرهم وَفِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ عَن الْفربرِي نسيبة وَيشْتَبه بِهِ نُبَيْشَة بعد النُّون المضمومة بَاء مَفْتُوحَة بِوَاحِدَة وَبعد يَاء التصغير شين مُعْجمَة وَهُوَ اسْم رجل وَهُوَ نُبَيْشَة الْخَيْر الْهُذلِيّ وَقد ذكر هَكَذَا للكافة وَوهم فِيهِ ابْن ماهان فَظَنهُ امْرَأَة فَقَالَ فِيهِ نُبَيْشَة الهذلية وَفِيه نعيم وَابْن نعيم بِضَم النُّون وَفتح الْعين مُصَغرًا حَيْثُ وَقع وقطن بن نسير ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وَفِي بَاب تعرج الْمَلَائِكَة وَالروح إِلَيْهِ فِي كتاب التَّوْحِيد عَن ابْن أبي نعم أَو أبي نعيم كَذَا لبَعْضهِم وللأصيلي والكافة عَن ابْن أبي نعم وَأبي نعم على التَّكْبِير فيهمَا وَعبد الله بن نسطاس بِكَسْر النُّون وبسينين مهملتين أولاهما سَاكِنة وبطاء مُهْملَة كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَعند ابْن عِيسَى مِنْهُم نسطاس بِفَتْح النُّون وَأهل الْعَرَبيَّة يُنكرُونَ الْفَتْح فِي مثل هَذَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ لم يَأْتِ فِي الْكَلَام فعلال بِالْفَتْح وَعبادَة وَيُقَال عباد بن نسي بِضَم النُّون وَفتح السِّين وَكسر الْيَاء مُشَدّدَة مثل قصي وَالنَّاس بن سمْعَان بتَشْديد الْوَاو وَآخره سين مُهْملَة وَفِي بَاب شِرَاء الْإِبِل الهيم وَرجل اسْمه نواس كَذَا للأصيلي وكافتهم مثل الأول وَعند الْقَابِسِيّ نواس بِكَسْر النُّون وَتَخْفِيف الْوَاو وَعند بَعضهم نواسي بعد السِّين يَاء وَأَبُو نهيك ونهيك وَابْن نهيك حَيْثُ وَقع بِفَتْح النُّون وَكسر الْهَاء بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَنبيه وَابْن نبيه حَيْثُ وَقع بِضَم النُّون وَفتح الْبَاء مصغر وَأَبُو نجيد كنية عمرَان بن حُصَيْن ذكرت مَعَ مَا يشبهها فِي حرف الْبَاء والنزال بن سُبْرَة بتَشْديد الزَّاي والنعيمان بِضَم النُّون وَفتح الْعين مُصَغرًا ويوشع بن نون مثل اسْم الْحَرْف ونفيل وَابْن نفَيْل بِضَم النُّون وَفتح الْفَاء وَالنَّجَاشِي وَابْن النَّجَاشِيّ بِالْجِيم وشين مُعْجمَة اسْما أَو كنية حَيْثُ وَقع هَكَذَا أَو كَذَلِك ملك الْحَبَشَة وَهُوَ لَهُ لقب وَابْن أبي نجيح بِفَتْح النُّون وَكسر الْجِيم وَآخره حاء مُهْملَة ونوف الْبكالِي بِفَتْح النُّون وَبَعْضهمْ يضمها وَلَا يَصح وَقد ذكرنَا نسبه الْبَاء فِي وَشريك بن أبي نمر بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم وَأَيوب بن النجار بِالْجِيم وَآخره رَاء وَبَنُو النجار من الْأَنْصَار وَبَنُو النَّضِير بِفَتْح النُّون وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة وَرجل من بني النبيت بِفَتْح النُّون وَكسر الْبَاء وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وناعم مولى أم سَلمَة بالنُّون وَالْعين الْمُهْملَة ومطر بن نَاجِية بِالْجِيم من النجَاة وناتل أهل الشَّام أَوله نون وَآخره لَام قبلهَا تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَهُوَ اسْم رجل وَلَيْسَ بِصفة كَمَا ظَنّه بَعضهم وَهُوَ ناتل بن قيس الجذامي وَبَينه فِي رِوَايَة ابْن ماهان فَقَالَ ناتل أحد أهل الشَّام وَهَذَا بَين وَاضح وَأولى الرِّوَايَتَيْنِ وأوجه فِي الْكَلَام وَدلّ أَن أحد سَاقِط من الرِّوَايَة الْوَاحِدَة وأيمن بن نابل بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَهُوَ أَبُو عمرَان الْمَكِّيّ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فَرْوَة بن نفاثة الجذامي كَذَا للْجَمَاعَة بِالْفَاءِ والثاء الْمُثَلَّثَة وَفِي حَدِيث أبي الطَّاهِر بن السَّرْح من طَرِيق الْبَاجِيّ عَن ابْن ماهان ابْن نباتة بِالْبَاء بِوَاحِدَة بعد النُّون وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بعد الْألف وَقَالَ فِي حَدِيث إِسْحَاق بن نعَامَة وَالْأول الْمَعْرُوف

فصل منه

وَبَنُو النبيت بِفَتْح النُّون من الْأَوْس وَابْن الناطور الْمَذْكُور فِي حَدِيث هِرقل بطاء مُهْملَة عِنْد الْجَمَاعَة وَعند الْحَمَوِيّ بِالْمُعْجَمَةِ من النّظر قَالَ أهل اللُّغَة يُقَال فلَان ناطورة بني فلَان وناظورهم بِالْمُعْجَمَةِ إِذا كَانَ المنظور إِلَيْهِ مِنْهُم والناظور لفظ أعجمي تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ من النّظر والنبط يجْعَلُونَ الظَّاء طاء ونخيلة جَارِيَة عَائِشَة بِضَم النُّون وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة مصغرة كَذَا ليحيى عِنْد أَكثر الروات عَنهُ ولجماعة من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَعند آخَرين مثله إِلَّا أَنه بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالوجهين ضبطناه عَن ابْن عتاب وَقد ذكرنَا الْخلاف فِيهِ فِي حرف الْبَاء وَرِوَايَة بَعضهم بخيلة بِالْبَاء بِوَاحِدَة وخاء مُعْجمَة قَالَ ابْن وضاح وَقيل بِفَتْح الْبَاء وَفِي بيع الْمُدبر فَاشْتَرَاهُ ابْن النحام وَكَذَا فِي غير مَوضِع ونعيم بن النحام أَيْضا وَصَوَابه النحام دون ابْن ونعيم هُوَ النحام نَفسه لَا أَبوهُ سمي بذلك لسعلة كَانَت بِهِ وَلقَوْل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سَمِعت نحمته فِي الْجنَّة أَي سعلته وَهُوَ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَيشْتَبه بِهِ الشحام بالشين الْمُعْجَمَة من الشَّحْم فصل مِنْهُ فِي بَاب الْمُفلس نَا ابْن نمير نَا هِشَام بن سُلَيْمَان كَذَا فِي سَائِر النّسخ الْوَاصِلَة إِلَيْنَا قَالُوا وَهُوَ وهم وَصَوَابه ابْن أبي عمر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كَذَا وَقع إِلَيّ فِي بعض النّسخ الْقَدِيمَة من مُسلم فِي فَضَائِل ابْن عَبَّاس نَا زُهَيْر بن حَرْب وَأَبُو بكر بن أبي النَّضر كَذَا للعذري وَعند غَيره أَبُو بكر بن النَّضر وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ أَبُو بكر بن النَّضر بن أبي النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم وَقد ذَكرْنَاهُ وَفِي النَّهْي عَن التَّجَسُّس قَول مُسلم نَا الْحسن الْحلْوانِي وَعلي بن نصر كَذَا للكافة وَعند الطَّبَرِيّ وَأبي على الصَّدَفِي عَن العذري وَنصر بن عَليّ قَالُوا وَهَذَا خطأ وَكَذَلِكَ أَيْضا أول الْبَاب نَا عَليّ بن نصر نَا وهب بن جرير كَذَا للسجزي والسمرقندي وَعند ابْن ماهان والعذري والطبري نَا نصر بن عَليّ قَالُوا وَهُوَ خطأ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد عِنْدِي صَوَاب الرِّوَايَتَيْنِ لِأَن عَليّ بن نصر وأباه نصر بن عَليّ قد روى مُسلم عَنْهُمَا جَمِيعًا وَلَا تبعد رِوَايَة عَليّ بن نصر وَأَبِيهِ جَمِيعًا عَن وهب فَإِنَّهُمَا مَاتَا جَمِيعًا الْأَب وَالِابْن فِي سنة وَاحِدَة سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَفِي بَاب عذبت امْرَأَة فِي هرة مُسلم حَدثنِي نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي كَذَا لِابْنِ عِيسَى وَعند أبي بَحر وَغَيره نَا عَليّ بن نصرنَا عبد الْأَعْلَى وَفِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة نَا نعيم نَا هشيم عَن حُصَيْن فِي رجم القردة قَالَ الْقَابِسِيّ الصَّوَاب أَبُو نعيم قَالَ أَبُو ذَر هُوَ نعيم بن حَمَّاد وَغير ذَلِك خطأ وَفِي بَاب وَفد بني حنيفَة نَا إِسْحَاق بن نصر كَذَا للأصيلي وَغَيره وَفِي أصل الْأصيلِيّ لأبي أَحْمد نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور نَا عبد الرَّزَّاق وَقَول أبي زيد وَمن تَابعه أشبه لجلالة من تَابعه وَفِي صَوْم عَاشُورَاء نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن نمير كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَعند ابْن الْحذاء وَابْن أبي عمر وَهُوَ وهم فصل مُشكل الْأَنْسَاب أَبُو المتَوَكل النَّاجِي بنُون وجيم وَأَبُو الصّديق النَّاجِي مثله نسبوا إِلَى بني نَاجِية وَفِي أسانيدنا عَن مُسلم وَالْبُخَارِيّ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَاجِيّ عَن ابْن ماهان بِالْبَاء وَالْقَاضِي أَبُو الْوَلِيد سُلَيْمَان خلف الْبَاجِيّ عَن أبي ذَر الْهَرَوِيّ مثله والنضريون بالنُّون ذَكَرْنَاهُمْ مَعَ الْبَصرِيين فِي حرف الْبَاء وَاخْتلف فِي سَالم مولى النصريين فِي حَدِيث قُتَيْبَة عَن لَيْث عَن سعيد بن أبي سعيد عَنهُ قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة فِي حَدِيث إِنَّمَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بشر فضبطناه عَنْهُم عَن العذري النَّضر بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ وهم وَقَيده الجياني الْمُهْملَة وَهِي رِوَايَة غير العذري وعباس بن الْوَلِيد النَّرْسِي وَعبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد

حرف الصاد

النَّرْسِي بِفَتْح النُّون وَسُكُون الرَّاء وسين مَا مُهْملَة وَعبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِي بِضَم النُّون وَفتح الْفَاء مُصَغرًا وَأحمد بن عُثْمَان النَّوْفَلِي وَعمر بن سعيد بن أبي حُسَيْن النَّوْفَلِي وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن النَّوْفَلِي فَهَؤُلَاءِ بِفَتْح النُّون وبالفاء وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة حَيْثُ جَاءَ وَعبد الله بن الْحَارِث النجراني وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ بِفَتْح النُّون وَآخره دَال وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن مل ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء مَعَ شبهه وَكَذَلِكَ عَبدة النَّهْدِيّ منسوبان إِلَى بني نهد وَأَيوب بن النجار آخِره رَاء حرف الصَّاد الصَّاد مَعَ الْهمزَة (ص أص أ) قَوْله يخرج من صئصئ هَذَا بالصَّاد الْمُهْملَة مَهْمُوز الْوسط وَالْآخر كَذَا قَيده أَبُو ذَر وَبَعض رُوَاة البُخَارِيّ وَمُسلم وَقَيده الْأصيلِيّ والقابسي وَابْن السكن وَعَامة شُيُوخنَا عَن مُسلم بالضاد الْمُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى وبالمعجمة رِوَايَة أَكثر مشائخ الْمُوَطَّأ وبالوجهين عِنْد التَّمِيمِي فيهمَا وَقَالَ أهل اللُّغَة يُقَال بهما وبالسين أَيْضا وَمَعْنَاهُ الأَصْل وَقيل النَّسْل الصَّاد مَعَ الْبَاء (ص ب أ) قَوْله هَذَا الصابي وآويتم الصباة بِضَم الصَّاد جمع صاب مثل رام ورمات كَأَنَّهُ سهل الْهمزَة ثمَّ حذفهَا وَمن أظهر الْهمزَة قَالَ الصباة بِفَتْح الصَّاد مثل كَافِر وكفره وصابئون مثل كافرون وَمَعْنَاهُ الخارجون من دين إِلَى آخر وَمثله الصابون والصابئون وَقُرِئَ بهما جَمِيعًا وهم مِلَّة تشبه النَّصْرَانِيَّة وتخالفها فِي وُجُوه تعلقوا فِيهَا بِشَيْء من الْيَهُودِيَّة فكأنهم خَرجُوا من الدينَيْنِ إِلَى ثَالِث وَمِنْهُم من يعبد الْمَلَائِكَة وَمِنْهُم من يعبد الدراري وقبلة صلَاتهم من جِهَة مهب الْجنُوب ويزعمون أَنهم على دين نوح عَلَيْهِ السَّلَام وَقَوله أَصَبَوْت كَذَا الرِّوَايَة أَي أصبات وقريش كَانَت لَا تهمز وتسهل الْهمزَة مِمَّا تقدم أَي أخرجت عَن دينك فَأَما صبا يصبوا غير مَهْمُوز فَمن الصِّبَا مَقْصُور مَهْمُوز مكسور والمصدر صباء بِالْفَتْح وَالْمدّ وَصبُّوا مثل عَلَاء وعلوا وَالِاسْم صبا وصبوة وَهُوَ أَخْلَاق الشبيبة والفتوة وَكَذَلِكَ من الْفِتْنَة (ص ب ب) قَوْله لترجعن بعدِي أساود صبا بِضَم الصَّاد وَتَشْديد الْبَاء الأساود نوع من الْحَيَّات عِظَام فِيهَا سَواد وَهُوَ أخبثها وَقد تعترض الرّفْقَة وتتبع الصَّوْت والصب مِنْهَا قَالَ الْحَرْبِيّ الَّتِي تنهش ثمَّ ترْتَفع ثمَّ تنصب يَعْنِي بذلك تشبيههم بهَا يَعْنِي مَا يتولونه من الْفِتَن وَالْقَتْل والأذى وَقيل صبا هُنَا صفة للرِّجَال جمع صاب مثل غاز وغزى وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا هُوَ صَبأ مَحْدُود جمع صابي أَي تاركين مَا كُنْتُم عَلَيْهِ وخارجين عَن هَدْيِي وسيرتي إِلَى الْفِتَن والضلال وَقَوله وَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا صبَابَة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء بِضَم الصَّاد وَتَخْفِيف الْبَاء الأولى وَهُوَ الْبَقِيَّة الْيَسِيرَة من الشَّرَاب فِي الْإِنَاء وَقَوله صبيب السَّيْف قَالَ الْحَرْبِيّ أَظُنهُ طرفه وسنذكره وَالْخلاف فِيهِ بعد وَقَوله أصب لَهُم ثمنك صبة وَاحِدَة أَي أدفعه إِلَيْهِم دفْعَة وَاحِدَة غير مقطع وأصل ذَلِك صبه من كفة الْمِيزَان (ص ب ح) قَوْله من تصبح كل يَوْم سبع تمرات عَجْوَة أَي أكلهَا صَبِيحَة يَوْمه وَقَوله أَنَام فأتصبح أَي أَنَام الصبحة وَهِي نومَة الْغَدَاة وَأول النَّهَار تُرِيدُ أَنَّهَا مكفية المئونة مرفهة الْعَيْش وَقَوله كل أَمْرِي مصبح فِي أَهله يحْتَمل أَن يُرِيد مَا ذَكرْنَاهُ آنِفا أَو يُرِيد كَونه صباحا فيهم أَو يسقى صبوحه وَهُوَ شرب الْغَدَاة وَمِنْه صبحناهم وصبحنا خَيْبَر يُقَال صبحه أَتَاهُ وَقت صَلَاة الصُّبْح وَمِنْه وصبحناهم سرا كُله مشدد وصبحتهم الْخَيل مخفف وَكَذَلِكَ صبحته الشَّرَاب وَفِي صبحة اللَّيْل بِالضَّمِّ أَي صباحه ورأيتني أَسجد فِي

فصل الاختلاف والوهم

صبحتها ويروى من صبحتها وهما بِمَعْنى وَمن هُنَا بِمَعْنى فِي وَقَوله أصبحي سراجك وأصبحت سراجها أَي أوقدته والمصباح السراج يُسمى بذلك لِأَنَّهُ يطْلب بِهِ الضياء وَهُوَ الصُّبْح والصباح (ص ب ر) قَوْله يَمِين الصَّبْر بِفَتْح الصَّاد وَلَا تصبر على الْيَمين حَيْثُ تصبر الْإِيمَان مخفف وَلأبي الْهَيْثَم تصبر مشدد الْبَاء وَنهى أَن تصبر الْبَهَائِم مخفف الْبَاء وَعَن صَبر الْبَهَائِم وَعَن المصبورة كُله من الْحَبْس والقهر فَفِي الْإِيمَان إلزامها والإجبار عَلَيْهَا وَفِي الْبَهَائِم حَبسهَا ونصبها للرمي والرمية هِيَ المصبورة وَكَأَنَّهُ كُله من الصَّبْر أَي كلف أَن يصبر على هَذَا ويلتزمه إلزاما وَقَوله لَا أحد أَصْبِر على أَذَى من الله أَي أَشد حلما عَن فَاعل ذَلِك وَترك المعاقبة عَلَيْهِ وَهُوَ مُفَسّر فِي الحَدِيث يجْعَلُونَ لَهُ ندا وَولدا وَهُوَ يرزقهم وَهُوَ من معنى اسْمه تَعَالَى الصبور والحليم وَمَعْنَاهُ الَّذِي لَا يعاجل العصاة بالنقمة بل يعفوا وَيُؤَخر ذَلِك إِلَى أجل مَعْلُوم عِنْده بِمِقْدَار والحليم بِمَعْنَاهُ إِلَّا أَن فِي الْحَلِيم الصفح مَعَ الْقُدْرَة والامن الْعقُوبَة والصبور تخشى عَاقِبَة أَخذه وَهَذَا الْفرق بَين الصَّبْر والحلم وَقَوله للْأَنْصَار اصْبِرُوا أَي اثبتوا على مَا أَنْتُم عَلَيْهِ وَلَا تخفوا وأصل الصَّبْر الثَّبَات وَقَوله الصُّبْرَة من التَّمْر بِضَم الصَّاد وقرظ مصبور وَهُوَ الشَّيْء الْمُجْتَمع مِنْهُ على الأَرْض بعضه على بعض وَقَوله الصَّبْر ضِيَاء يحْتَمل ظَاهره وَهُوَ الصَّبْر عَن الدُّنْيَا ولذاتها وَالْأَظْهَر هُنَا أَنه الصَّوْم كَمَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَسمي الصَّوْم صَبر الثَّبَات الصائمين وحبسهم أنفسهم عَن شهواتهم وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) اسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة (أَي الصَّوْم وَسمي شهر رَمَضَان شهر الصَّبْر لذَلِك قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الصَّبْر الْحَبْس وَالصَّبْر الْإِكْرَاه وَالصَّبْر الجرأة (ص ب غ) قَوْله فيصبغ فِي النَّار صبغة أَي يغمس ويغرق قَوْله وَلبس ثيابًا صبيغا أَي مصبوغة ملونة يُقَال صبغ يصْبغ بِضَم الْبَاء وَفتحهَا وَكسرهَا صبغا وصبغا بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا والصبغة الْمرة الْوَاحِدَة بِالْفَتْح والصبغة بِالْكَسْرِ الْملَّة وَالدّين وَمِنْه صبغة الله (ص ب و) قَوْله نصرت بالصبا مَفْتُوح مَقْصُور هِيَ الرّيح الشرقية وَهِي الْقبُول وَهِي الَّتِي تَأتي من الشرق وَقيل الَّتِي تخرج من وسط الْمشرق إِلَى القطب الْأَعْلَى حداء الجدي وَقيل مَا بَين مطلع الشَّمْس إِلَى الجدي. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فأضع صبيب السَّيْف فِي بَطْنه كَذَا لأبي ذَر وَبَعْضهمْ وَكَذَا ذكره الْحَرْبِيّ وَقَالَ أَظُنهُ طرفه وَفِي رِوَايَة أبي زيد الْمروزِي والنسفي ضبيب بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ حرف طرف السَّيْف وَعند غَيرهم فِيهِ اخْتِلَاف وصور لَا يتَّجه لَهَا وَجه قَالَ الْقَابِسِيّ وَالْمَعْرُوف فِيهِ ظبة وَنَحْوه فِي اصل الْأصيلِيّ على تَخْلِيط فِي صورته لغير أبي زيد وَقَوله فِي حَدِيث تَأْخِير الْعَتَمَة فَخرج رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقطر رَأسه مَاء وَاضِعا يَده على رَأسه ثمَّ وصف ذَلِك فَقَالَ فَوضع أَطْرَاف أَصَابِعه على رَأسه ثمَّ صبها يمرها على الرَّأْس كَذَلِك ثمَّ مَال بِهِ إِلَى الصدغ وناحية اللِّحْيَة كَذَا روايتنا فِيهِ عَن أَكْثَرهم فِي مُسلم وَعند العذري ثمَّ قَلبهَا وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب أَي أمالها إِلَى جِهَة الْوَجْه وَرَوَاهُ البُخَارِيّ ثمَّ ضمهَا وَالْأول أبين وأشبه بسياق الحَدِيث قَوْله فِي الِاعْتِكَاف لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين وَهِي اللَّيْلَة الَّتِي يخرج فِيهَا من صبحتها من اعْتِكَافه كَذَا ليحيى بن يحيى وَابْن بكير وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ يخرج فِيهَا وَلَا يَقُولُونَ من صبحتها وَهُوَ الصَّحِيح إِنَّمَا يخرج من صبحة ليلته فِي اعْتِكَافه الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان لشهود صَلَاة الْعِيد مَعَ النَّاس ثمَّ بعد ذَلِك يَنْقَضِي اعْتِكَافه وَأما فِي غَيرهَا فبمغيب الشَّمْس

فصل الاختلاف والوهم

من آخر يَوْم من اعْتِكَافه يخرج من مُعْتَكفه قَوْله قرظ مصبوب بِالْبَاء فيهمَا بِوَاحِدَة للقابسي فِي التَّفْسِير ولغير مصبور أَي صبرَة كَمَا فسرناه قبل وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي هَذَا الحَدِيث فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي عتق الْحَيّ عَن الْمَيِّت عَن عمْرَة ثمَّ أخرت ذَلِك إِلَى أَن تصبح كَذَا لرواة يحيى وَعند ابْن وضاح إِلَى أَن تصح من الصِّحَّة وَفِي بَاب المعذب ببكاء أَهله فجَاء صبي يَقُول وَا أَخَاهُ وأصباحاه كَذَا لِابْنِ الْحذاء ولكافة رُوَاة مُسلم وَا صَاحِبَاه وَقَوله فتعطيه لأصيبغ قُرَيْش كَذَا للأصيلي والنسفي وَأبي زيد والسمرقندي بالصَّاد الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة قيل مَعْنَاهُ أسيود كَأَنَّهُ عيره بلونه وللباقين أضيبع بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة وَكَذَا جَاءَ للقابسي مرّة ولعبدوس وَلأبي ذَر مرّة وَكَذَا للعذري وَابْن الْحذاء والسجزي كَأَنَّهُ تَصْغِير ضبع على غير قِيَاس تحقيرا لَهُ وَهُوَ أشبه بمساق الْكَلَام لقَوْله وَتَدَع أسدا ومقابلة ضبع لَهُ قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج لكنه لَا يحْتَملهُ الْقيَاس فِي اللِّسَان لِأَنَّهُ تَصْغِير على غير مكبره لِأَن تَصْغِير ضبع ضبيع قَالَ وَالْأول أصح قَوْله وَإِن أَصبَحت أصبت أجرا كَذَا للمروزي وَعند الْجِرْجَانِيّ أَصبَحت خيرا وَالصَّوَاب الأول قَوْله وَالصَّبْر ضِيَاء كَذَا لكافة الروَاة عَن مُسلم وَعند ابْن الْحذاء الصّيام ضِيَاء قيل هما بِمَعْنى وَالصَّبْر هُنَا الصَّوْم قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون الصَّبْر هُنَا على ظَاهره قَالَ الله تَعَالَى () إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب () وَفِي غسل الْمحرم قَول عمر أصبب على رَأْسِي على الْأَمر ويروي آصب على السُّؤَال والاستفتاء وبالوجهين ضبطناه عَن شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وعَلى السُّؤَال كَانَ عِنْد ابْن وضاح وَهُوَ أظهر بِدَلِيل قَول الآخر لَهُ أَتُرِيدُ أَن تجعلها لي إِن أَمرتنِي صببت فَدلَّ أَنه لم يَأْمُرهُ وَإِنَّمَا استفتاه وَسَأَلَهُ الصَّاد مَعَ الْحَاء (ص ح ب) قَوْله بل أَنْتُم أَصْحَابِي وأخواننا الَّذين لم يَأْتُوا بعد فَفرق بَين الصُّحْبَة والأخوة لمزية الصُّحْبَة وزيادتها على الْأُخوة الْعَامَّة قَالَ الله تَعَالَى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ أخوة وَلَيْسَ فِي قَوْله بل أَنْتُم أَصْحَابِي نفى أَنهم لَيْسُوا بإخوانه بل خصهم بِأَفْضَل مَرَاتِبهمْ ووصفهم بأخص صفاتهم وَقَوله أصيحابي تَصْغِير أَصْحَابِي (ص ح ح) قَوْله لَا يوردن ممرض على مصح أَي ذُو إبل مَرِيضَة على ذِي إبل صَحِيحَة مَخَافَة مَا يَقع فِي النُّفُوس من اعْتِقَاد الْعَدْوى الَّتِي نفاها (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وجودا واعتقادا وأبطلها طبعا وَشرعا (ص ح ر) وَقَوله يُصَلِّي فِي الصَّحرَاء أَي الفضاء المتسع الْخَارِج عَن الْعِمَارَة سمي بلون الأَرْض وَهِي الصحرة بِضَم الصَّاد حمرَة غير خَالِصَة (ص ح ف) قَوْله ضمامة من صحف وَمَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة كل ذَلِك مَعْنَاهُ الْكتاب وضمامة جمَاعَة وسنذكرها وصوابها فِي الضَّاد وَمن الصَّحِيفَة الْمُصحف يُقَال بِضَم الْمِيم وَكسرهَا (ص ح و) قَوْله وَخَرجْنَا فِي الصحو وَالشَّمْس يَعْنِي صفاء الجو وَذَهَاب الْغَيْم وَقَوله فِي اللَّيْلَة المصحية أَي الَّتِي لَا غيم فِيهَا يُقَال أصحت السَّمَاء فَهِيَ مصحية. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث سُلَيْمَان (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ لَهُ صَاحبه قل إِن شَاءَ الله قيل هُوَ الْملك وَقد جَاءَ مُفَسرًا كَذَلِك فِي فَضَائِل عمر قَول ابْن عَبَّاس لَهُ وصحبت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأحسنت صحبته الحَدِيث وَقَالَ مثل ذَلِك فِي أبي بكر ثمَّ قَالَ صحبتهم فأحسنت صحبتهم وَلَئِن فَارَقْتهمْ يَعْنِي الْمُسلمين كَذَا للمروزي والجرجاني وَعند غَيرهمَا ثمَّ صَحِبت صحبتهم بِفَتْح الصَّاد والحاء كَأَنَّهُ يَعْنِي أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأبي بكر أَو تكون

فصل الاختلاف والوهم

صَحِبت زَائِدَة وَالْوَجْه الرِّوَايَة الأولى فِي غَزْوَة مُؤْتَة فِي حَدِيث ابْن مثنى وَصَبَرت فِي يَدي صحيفَة يَمَانِية كَذَا للأصيلي وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لغيره صفيحة أَي سيف عريض وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث بِغَيْر خلاف وَفِي بَاب صَلَاة الضُّحَى قَالَ رجل من الْأَنْصَار وَكَانَ صحبا لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لِابْنِ أبي أَحْمد ولسائرهم ضخما وَهُوَ الْوَجْه وَالله أعلم وَالْأول تَصْحِيف وَقد جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب لَا أَسْتَطِيع الصَّلَاة مَعَك الصَّاد مَعَ الْخَاء (ص خَ ب) قَوْله وَكثر عِنْده الصخب وَلَا صخب فِيهَا وَلَا نصب وَلَيْسَ بصخاب وصخب السُّوق كُله بِفَتْح الصَّاد وَالْخَاء وَقيل أَيْضا بِالسِّين مَكَان الصَّاد وَضعف هَذَا الْخَلِيل وَمَعْنَاهُ اخْتِلَاط الْأَصْوَات وارتفاعها وَمِنْه جعلت تصخب عَلَيْهِ وَفِي حَدِيث خَيْبَر فِي رِوَايَة بَعضهم عَن الْقُدُور وَبَعضهَا يصخب أَي يغلي ويرتفع صَوت غليانه وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون وَالضَّاد وَقَول الدَّاودِيّ فِي تَفْسِير لَا صخب فِيهِ وَلَا نصب الصخب وَالنّصب العرج لَا يَصح (ص خَ ر) قَوْله فَإِذا بصخرة هِيَ الْحجر الْكَبِير. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي غَزْوَة خَيْبَر وَإِن الْقُدُور لتغلي وَبَعضهَا يصخب كَذَا لَهُم أَي تغلي وَعند الْمروزِي وَبَعضهَا نَضِجَتْ أَوله نون من النضج أَي تمّ طبخها وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ لتكرار اللَّفْظَيْنِ فِي الرِّوَايَة بِمَعْنى وَاحِد مَعَ التَّقْسِيم وَهُوَ هجنة لَا تَأتي فِي كَلَام فصيح وَلَا يتم هُنَا لتقسيمها وَجه الصَّاد مَعَ الدَّال (ص د د) قَوْله فِي الطَّيرَة فَلَا يصدنكم ذَلِك أَي لَا يصرفنكم ذَلِك وَمِنْه وهم صادوك عَن الْبَيْت صده إِذا صرفه ورده على وَجهه وأصده أَيْضا وَصد الرجل أَيْضا غير معدي وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فيصد هَذَا ويصد هَذَا أَي يعرض كل وَاحِد مِنْهُمَا عَن صَاحبه وَيصرف وَجهه عَنهُ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَيعرض هَذَا ويعرض هَذَا والصد الهجران كَأَنَّهُ يعرض عَنهُ ويوليه صده وَهُوَ جَانِبه وَهُوَ معنى يعرض أَيْضا والعراض الْجَانِب وَذكر الصديد وَهُوَ الْقَيْح الْمُخْتَلط بِالدَّمِ (ص د ر) قَوْله فأصدرنا نَحن وركابنا أَي صرفنَا رواء إِذْ لم نحتج إِلَى مقامنا بهَا وَلَا للْمَاء فانتقلنا للرعي وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فصدرت رِكَابنَا أَي انصرفت عَن المَاء بعد ريها وَمثله فِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة حَتَّى صدر وَاو مِنْهُ مَا صدر عني مُصدق كُله بِمَعْنى انْصَرف وَرجع وَقَوله وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى أَي يجشرون مختلفي الْأَحْوَال بِحَسب اخْتِلَاف نياتهم قَوْله عَن ابْن عمر يرجع على صُدُور قَدَمَيْهِ فِي الْجُلُوس فِي الصَّلَاة هُوَ الإقعاء وَإِنَّمَا فعله ابْن عمر لما ذكر من شكواه وَهُوَ سنة عِنْد بعض الْعلمَاء عِنْد النهضة للْقِيَام وَكَرِهَهُ آخَرُونَ (ص د م) قَوْله إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى أَي فِي أول حلولها وفورتها وأصل الصدم الضَّرْب فِي الشَّيْء الصلب ثمَّ استعير لكل أَمر مَكْرُوه نَازل على فجئة (ص دع) قَوْله فتصدعوا عَنْهَا أَي انكشفوا وافترقوا وَمِنْه فتصدعت عَن الْمَدِينَة يَعْنِي السَّحَاب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) يَوْمئِذٍ يصدعون (أَي يفترقون فريق فِي الْجنَّة وفريق فِي السعير واصله الانشقاق عَن شَيْء وَمِنْه انصداع الْفجْر أَي انشقاقه عَن الظلمَة وَمِنْه سمي الْفجْر الصديع (ص د ق) قَوْله حَتَّى يكون عِنْد الله صديقا مُبَالغَة من الصدْق فِي القَوْل وَالْفِعْل وَهُوَ أَعلَى مَرَاتِب الْعباد عِنْد الله بعد الْأَنْبِيَاء وَمِنْه سمي أَبُو بكر الصّديق وَقَوله إِذا جَاءَ الْمُصدق وَمَا وجد الْمُصدق وَمَا صدر عني مُصدق وَكَانَ يَأْتِيهم مُصدقا وَبَعثه مُصدق كُله بتَخْفِيف الصَّاد

فصل الاختلاف والوهم

هُوَ الَّذِي يَأْخُذ الصَّدَقَة هُنَا وَقَالَ ثَابت يُقَال ذَلِك للَّذي يَأْخُذهَا وَيُقَال للَّذي يُعْطِيهَا أَيْضا وَأما بتَشْديد الصَّاد فالمعطي وَهُوَ الْمُتَصَدّق أدغمت التَّاء فِي الصَّاد لتقارب مخرجهما وَجَاء الْمُتَصَدّق فِي الطَّالِب لَهَا أَيْضا وَأنْكرهُ ثَعْلَب وَقَوله وَلَا تُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة هرمة وَلَا ذَات عوار وَلَا تَيْس الْغنم إِلَّا مَا شَاءَ الْمُصدق يُرِيد وَالله أعلم أَخذهَا أَي مَا شَاءَ أَخذه من هَذِه المعيبة إِذا رأى ذَلِك نظرا للْمَسَاكِين لسمنها وَكبر جسمها وَقَوله وَجعل عتقهَا صَدَاقهَا يُقَال بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا وَفِيه أَيْضا لُغَات يُقَال صَدَقَة وَصدقَة وَهُوَ مهر الْمَرْأَة الَّذِي تستباح بِهِ وَفعل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُنَا خَاص لَهُ عِنْد كَافَّة الْفُقَهَاء لِأَنَّهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد أبيحت لَهُ الْمَوْهُوبَة وَقَالَ بَعضهم بِظَاهِرِهِ وَقد بَينا هَذَا فِي كتاب الْإِكْمَال غَايَة الْبَيَان وَقَوله أصدقاء جمع صديق وَهُوَ الصاحب سمي بذلك من صدق دَعْوَى الْمَوَدَّة أَو من ثباتها ولزومها من قَوْلهم شَيْء صدق بِالْفَتْح أَي قوى قَوْله فيبعث بهَا إِلَى أصدقاء خَدِيجَة كَذَا جَاءَ مُسلم وَذكره البُخَارِيّ صدائق وَهُوَ الْوَجْه فِي جمع صديقَة وَقَوله تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثَوْبه مَعْنَاهُ ليتصدق اللَّفْظ لفظ الْخَبَر وَمَعْنَاهُ الْأَمر (ص د ى) قَوْله وَكَيف حَيَاة أصداء وهام أنْشدهُ البُخَارِيّ الصدا هُنَا ذكر الْهَام والهام طَائِر يطير بِاللَّيْلِ يألف الْقُبُور والخرابات وَهُوَ شَبيه بالبوم وَالْعرب تكنى عَن الْمَيِّت بالصد أَو الْهَام وَيَقُولُونَ هُوَ هَامة الْيَوْم أَو غَد ويزعمون ان الْمَيِّت إِذا مَاتَ خرج من رَأسه طَائِر يُقَال لَهُ الهامة والصدا قَوْله فتصدى لي رجل أَي تعرض لَهُ وَأَصله تصدد فقلبت الدَّال الْأَخِيرَة يَاء كَمَا قَالُوا تقضي من تقضض. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الصَّدَقَة أوساخ النَّاس أخرجَا مَا تصدران كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي بِالدَّال بعْدهَا رَاء وصاد سَاكِنة وَعند غَيره تصرران بِفَتْح الصَّاد ورائين اثْنَتَيْنِ مهملتين وَعند العذري مثله لَكِن بِالسِّين وَذكره الْحميدِي تصوران بِالْوَاو أَولا ولبعضهم فِيهِ غير ذَلِك من التَّصْحِيف والتغيير وَالصَّوَاب فِي هَذَا كُله قَول من قَالَه بالصَّاد والرائين تصرران وَهُوَ الَّذِي ذكره أَصْحَاب الْغَرِيب وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ أَي أخرجَا مَا جَمعْتُمَا فِي صرركما وأبيناه وكل شَيْء جمعنه فقد صررته وَمِنْه المصرات وَقيل مَعْنَاهُ مَا عزمتما عَلَيْهِ من أصررت الشَّيْء إِذا عزمت عَلَيْهِ واعتقدته وَمِنْه الْإِصْرَار على الذَّنب وَقَوله وَإِن الرجل ليصدق حَتَّى يكْتب عِنْد الله صديقا كَذَا لكافتهم فِيهَا وَهِي رِوَايَة الْمروزِي وَغَيره عَن البُخَارِيّ وَعند الْجِرْجَانِيّ صَدُوقًا وَالْأول أعرف وأصوب وَفِي بَاب سم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَل أَنْتُم صادقي بتَشْديد الْيَاء مثل مصرخي كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره صادقوني وَفِي بَاب قَوْله تَعَالَى من بعد وَصِيَّة يُوصي بهَا أَو دين قَالَ الْحسن أَحَق مَا تصدق بِهِ الرجل آخر يَوْم من الدُّنْيَا كَذَا للأصيلي من الصَّدَقَة وَعند أبي ذَر يصدق من الصدْق على مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ أشبه بِالْبَابِ وَبِمَا بعده وَقَبله وَفِي تَفْسِير عبس تصدى تغافل عَنهُ كَذَا لجميعهم وَهُوَ وهم وقلب للمعنى إِنَّمَا تصدى ضد تغافل ونقيضه بل مَعْنَاهُ تعرض لَهُ وَهُوَ مَفْهُوم الْآيَة بِخِلَاف الَّتِي بعْدهَا وَفِي نُسْخَة وَلم أروه تلهى تغافل عَنهُ وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ وَإِن تصدى تصحف من تلهى أَو سقط من الأَصْل تَفْسِير تصدى إِلَى تَفْسِير تلهى وَوصل مَا بَين الْكَلَامَيْنِ فاختل وَقَوله يبْعَث إِلَى أصدقاء خَدِيجَة كَذَا فِي مُسلم وَفِي جَامع البُخَارِيّ صدائق وَهُوَ وَجه

(ص ر ح)

الْكَلَام فِي جمع الْمُؤَنَّث كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى خلائلها وَقد يخرج مَا عِنْد مُسلم على مُرَاد جمع الْجِنْس لَا الْوَاحِد وَقَوله فِي خلَافَة أبي بكر وَصدر من خلَافَة عمر كدا ليحيى بن يحيى وَعند القعْنبِي وصدرا بِالنّصب على الظّرْف وَصدر كل شَيْء أَوله الصَّاد مَعَ الرَّاء (ص ر ح) قَوْله فِي صَرِيح الحكم أَي خالصه وَمثله ذَلِك صَرِيح الْإِيمَان وَصرح بالشَّيْء بَين بِهِ وكشفه (ص رخ) قَوْله فِي مُتْعَة الْحَج يصْرخ بهما صراخا وصرخ برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) واستهل صَارِخًا وَلَا صرخن بهَا بَين أظْهركُم وَصَوت صارخة كُله من رفع الصَّوْت قَوْله ويأتيهم الصَّرِيخ أَن الدَّجَّال خرج مَعْنَاهُ المستغيث بهم وَيَأْتِي الصَّرِيخ بِمَعْنى المغيث أَيْضا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى مَا أَنا بمصرخكم أَي بمغيثكم وَلَا صريخ لَهُم أَي لَا مغيث وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه استصرخ على صَفِيَّة الاستصراخ للْمَيت مِنْهُ كَأَنَّهُ الاستغاثة ليقوم بأَمْره وَأَصله كُله من رفع الصَّوْت بذلك وَمِنْه كَانَ يقوم إِذا سمع صَوت الصَّارِخ يَعْنِي الديك والاستصراخ يَأْتِي أَيْضا للإغاثة والاستغاثة (ص رد) قَوْله يَمُوت صردا بِفَتْح الصَّاد وَالرَّاء أَي بردا (ص ر ر) قَوْله لَا صرورة فِي الْإِسْلَام أَي لَا تبتل وتركا للنِّكَاح والصرورة أَيْضا الرجل الَّذِي لم يحجّ بعد وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وَقَوله الْإِصْرَار هُوَ الْمقَام على الذَّنب وعَلى الشَّيْء وَقيل هُوَ المصي على الْعَزْم وَقَوله يصر على أَمر عَظِيم أَي يَعْتَقِدهُ وَيُقِيم عَلَيْهِ والمصراة نذكرهُ وَالْخلاف فِي لَفظه واشتقاقه بعد هَذَا (ص ر م) قَوْله آذَنت بِصرْم بِضَم الصَّاد أَي بِانْقِطَاع صرمه إِذا هجره وَقَوله صرام النّخل هُوَ جذاذه وَيُقَال بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا وَقَوله فهدى الله بهَا ذَلِك الصرم بِكَسْر الصَّاد هِيَ الْقطعَة من النَّاس وَفِي الْعين هم الْقَوْم ينزلون على المَاء بِأَهَالِيِهِمْ وَفِي حَدِيث أبي ذَر فَقَرَّبْنَا صِرْمَتنَا وَفِيه فأخذنا صرمته هِيَ الْقطعَة القليلة من الْإِبِل وَفِي حَدِيث عمر رب الصريمة بِضَم الصَّاد مصغر من ذَلِك (ص ر ع) قَوْله لَيْسَ الشَّديد بالصرعة وَمَا تَعدونَ الصرعة فِيكُم بِضَم الصَّاد وَفتح الرَّاء وَهُوَ الَّذِي يصرع النَّاس لقُوته وَقد فسره بِهَذَا فِي نفس الحَدِيث ثمَّ قَالَ إِنَّمَا الصرعة الَّذِي يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب يُرِيد ان غَلَبَة الشَّهْوَة وَالْغَضَب أَحْمد وَأدْخل فِي الْمَدْح شرعا وَحَقِيقَة من الَّذِي يصرع النَّاس لِأَن ذَلِك دَلِيل على اعْتِدَال الْخلق وَكَمَال الْعقل والتقي وَهَذَا من تَحْويل الْكَلَام من معنى إِلَى آخر والصرعة بِسُكُون الرَّاء الَّذِي يكثر صرع النَّاس لَهُ ضد الأول وَقَوله بَين مصراعين من مصاريع الْجنَّة أَي أَبْوَابهَا والمصراع الْبَاب وَلَا يُقَال لَهُ مصراع حَتَّى يَكُونَا اثْنَيْنِ (ص ر ف) قَوْله حَتَّى كَانَ وَجهه كالصرف بِكَسْر الصَّاد قَالَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ صبغ أَحْمَر تصبغ بِهِ شرك النِّعَال وَيُسمى الدَّم صرفا أَيْضا وَقَالَ الْحَرْبِيّ فِي تَفْسِير الحَدِيث هُوَ شراب غير ممزوج وَالتَّفْسِير الأول أصح وَأولى وَقَوله لَا يقبل مِنْهُ صرف وَلَا عدل بِفَتْح الصَّاد قيل الصّرْف التَّوْبَة وَالْعدْل الْفِدْيَة وَقيل الصّرْف النَّافِلَة وَالْعدْل الْفَرِيضَة وَقيل التَّصَرُّف فِي الْأَفْعَال وَقيل الصّرْف الْحِيلَة وَقَوله اسْمَع صريف الأقلام هُوَ صريرها على اللَّوْح وَنَحْوه حِين الْكِتَابَة (ص رى) قَوْله من يصريني مِنْك يَابْنَ آدم بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الصَّاد كَذَا الرِّوَايَة أَي من يقطعني والصرى الْقطع قَالَ الْحَرْبِيّ إِنَّمَا هُوَ مَا يصريك عني أَي يقطعك عَن مَسْأَلَتي وَقَوله نهى عَن تصرية الْإِبِل هُوَ حبس اللَّبن فِي ضروعها لتباع

فصل الاختلاف والوهم

كَذَلِك ليغر بهَا المُشْتَرِي وَمِنْه الْمُصراة وَهِي الَّتِي يفعل بهَا ذَلِك وَهِي المحفلة يُقَال صريت المَاء فِي الْحَوْض إِذا جمعته وَذكر البُخَارِيّ صريت المَاء فِي الْحَوْض إِذا جمعته مشدد وَهُوَ صَحِيح أَيْضا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله لَا تصروا الْإِبِل كَذَا صَحِيح الرِّوَايَة والضبط فِي هَذَا الْحَرْف بِضَم التَّاء وَفتح الصَّاد وَفتح لَام الْإِبِل من صرى إِذا جمع مثقل ومخفف وَهُوَ تَفْسِير مَالك والكافة لَهُ من أهل اللُّغَة وَالْفِقْه وَبَعض الروات يحذف وَاو الْجمع وَيضم لَام الْإِبِل على مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ خطا على هَذَا التَّفْسِير لكنه يخرج على تَفْسِير من فسره بالربط والشد من صر يصر وَقَالَ فِيهِ المصرورة وَهُوَ تَفْسِير الشَّافِعِي لهَذِهِ اللَّفْظَة كَأَنَّهُ بحبسه لَهَا ربط أخلافها وشدها لذَلِك وَبَعْضهمْ يَقُوله لَا تصروا بِفَتْح التَّاء وَضم الصَّاد وَنصب اللَّام وَإِثْبَات وَاو الْجمع وَلَا تصح أَيْضا إِلَّا على التَّفْسِير الآخر من الصر وَكَانَ شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد بن عتاب يَقُول للقارى عَلَيْهِ والسامعين اجعلوا أصلكم فِي هَذَا الْحَرْف مَتى الشكل عَلَيْكُم ضَبطه قَوْله تَعَالَى) فَلَا تزكوا أَنفسكُم (واضبطوه على هَذَا التَّأْوِيل فيرتفع الأشكال ويحكى ذَلِك لنا عَن أَبِيه لِأَنَّهُ من صرى مثل زكي وَقَوله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر كنت اصرف النَّاس عَلَيْهَا كَذَا للسمرقندي بالصَّاد الْمُهْملَة وَالْفَاء وللكافة اضْرِب وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْمُوَطَّأ وَمُسلم أَيْضا كَانَ عمر يضْرب الْأَيْدِي عَلَيْهَا وَفِي بَاب رَكْعَتي الْفجْر فَلَمَّا انصرمنا كَذَا عَن مُسلم وللكافة انصرفنا وهما قَرِيبا الْمَعْنى أَي انفصلنا عَن الصَّلَاة وانقطعنا مِنْهَا وانصرفنا عَنْهَا وَفِي الرّكُوب فِي الطّواف كَرَاهَة أَن ينْصَرف النَّاس بَين يَدَيْهِ ويزوي يضْرب وهما بِمَعْنى وَهَذَا أوجه وَفِي حَدِيث الصَّدَقَة وَإِخْرَاج فضل المَاء إِذْ جَاءَ رجل على رَاحِلَته فَجعل يصرف بَصَره يَمِينا وَشمَالًا فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من كَانَ عِنْده فضل ظهر فليعد بِهِ على من لَا ظهر لَهُ الحَدِيث كَذَا روينَاهُ من طَرِيق السجْزِي والسمرقندي وَسقط بَصَره للباقين وَعند العذري وَابْن ماهان يضْرب بالضاد وَالْبَاء وضبطناه عَن بَعضهم بِضَم الْيَاء على مَا لم يسم فَاعله وَبَعْضهمْ بِفَتْحِهَا وَهُوَ أولى وأشبه بالقصة وَبَاقِي الحَدِيث وَقد روى أَبُو دَاوُود وَغَيره هَذَا الحَدِيث وَقَالَ فَجعل يصرفهَا يَمِينا وَشمَالًا يَعْنِي الرَّاحِلَة وَهُوَ بِمَعْنى يضْرب أَي يسير بهَا سيرا قَالَ الله تَعَالَى إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْض وَفِي إِسْلَام أبي ذَر لأصرخن بهَا بَين أظهرهم وَعند الْهَوْزَنِي لَأَضرِبَن وَالْوَجْه وَالْمَعْرُوف الأول إِلَّا أَن يُخرجهُ على مثل قَول أبي ذَر لأرمين بهَا بَين أكتافكم الصَّاد مَعَ الطَّاء (ص ط ل) قَوْله فِي الْأُذُنَيْنِ اصطلمتا وَلم يصطلما أَي قطعتا من أَصلهمَا والطاء هُنَا مبدلة من تَاء افتعل لقربها من الصَّاد وَأَصله الصَّاد وَاللَّام وَمثله قَوْله من اصطبح كل يَوْم ثَمَرَات عَجْوَة على مَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وأكثرها من تصبح وَقد ذَكرْنَاهُ واصطبح افتعل من ذَلِك (ص ط ف) قَوْله أفضل مَا اصْطفى الله لملائكته واصطفاه أَي اخْتَارَهُ واستخلصه والطاء فِيهَا مبدلة من تَاء افتعل لمجاورتها الطَّاء وَحَقِيقَة الْحَرْف رسم الصَّاد وَالْفَاء وَقَوله اصْطنع خَاتمًا من ذهب أَي سَالَ أَن يصنع لَهُ أوَامِر بذلك والطاء هُنَا مبدلة من تَاء افتعل كالأولى ورسمه الصَّاد وَالنُّون وَمثله فِي الْأُذُنَيْنِ إِذا اصطلمتا الطَّاء بدل من تَاء افتعل كَمَا تقدم وبابه الصَّاد وَاللَّام الصَّاد مَعَ الْكَاف (ص ك ك) قَوْله أحللت بيع الصكاك بِكَسْر الصَّاد جمع صك وَهُوَ الْكتاب وَالْجمع

(ص ل ب)

صكوك أَيْضا يُرِيد بيع مَا يخرج من الطَّعَام فِي الصكاك فِي الأرزاق من قبل الْأُمَرَاء للنَّاس قبل قبضهَا وَقد اخْتلف الْفُقَهَاء فِي بيع من خرجت لَهُ لما فِيهَا قبل قَبضه وَلم يجيزوا ذَلِك لغيره مِمَّن اشْترى مِنْهُ مَا فِيهَا حَتَّى يقبضهُ لِأَنَّهُ صَار طَعَاما مشترى لَا يحل بَيْعه قبل قَبضه وَالْأول لَيْسَ بِبيع إِنَّمَا هُوَ كَالْهِبَةِ وَالصَّدَََقَة وَالرَّفْع من الأَرْض وَمن مَنعه جعله كَمَال أَخذ عَن الْإِجَازَة لكَوْنهم أهل ديوَان ورزق على الْجِهَاد وَقَوله صك فِي صَدْرِي أَي ضرب فِيهِ ضَرْبَة شَدِيدَة بكفه وَكَذَلِكَ قَوْله لكنى صَكَكْتهَا صَكَّة أَي لطمتها وَكَذَلِكَ قَوْله فاصكه بِسَهْم فِي نغض كتفه أَي أضربه بِهِ وَفِي خبر مُوسَى وَملك الْمَوْت فَصَكَّهُ ففقا عينه قيل هُوَ على ظَاهره أَي لطم وَجهه والصك الضَّرْب بالكف وَبِمَا هُوَ عريض وفقا عين الصُّورَة الَّتِي ظهر لَهُ فِيهَا الْملك وَلَعَلَّه لم يعلم حِينَئِذٍ أَنه ملك إِذْ كَانَ فِي صُورَة آدَمِيّ وَقيل صَكه أَي قابله بِكَلَام غليظ حَتَّى فقا عين حجَّته وزد قَوْله وَقَوله على جمل مصك بِكَسْر الْمِيم وَفتح الصَّاد وكاف مُشَدّدَة هُوَ الْجيد الْجِسْم الْقوي وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ الشَّديد الْخلق وَأنكر فتح الْمِيم قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون مصك من الصكك وَهُوَ احتكاك العرقو بَين وَقَوله حَتَّى كَانَ صَكَّة عمى بِفَتْح الصَّاد وَتَشْديد الْكَاف وَضم الْعين وَفتح الْمِيم وَشد الْيَاء هُوَ اشتداد الهاجرة نصف النَّهَار وَيُقَال صَكَّة أعمى أَيْضا وَهِي صَكَّة الهاجرة أَيْضا وعمى هُنَا اسْم رجل من العماليق أغار على قوم فِي هَذَا الْوَقْت من النَّهَار فَضرب بِهِ الْمثل وأضيف إِلَيْهِ الْوَقْت وَقيل هُوَ تَصْغِير أعمى أَي أَن الْإِنْسَان حِينَئِذٍ لَا يقدر على ملْء عينه من الشَّمْس فَهُوَ كالأعمى وَقيل المُرَاد بِهِ أَيْضا هُنَا الظبي لِأَنَّهُ يعمى من شدَّة الْحر فيصك بِرَأْسِهِ مَا واجهه الصَّاد مَعَ اللَّام (ص ل ب) قَوْله فِي ثوب مصلب أَو تصاوير يُرِيد فِيهِ صُورَة الصَّلِيب أَو التصاوير وَهَذَا أظهر وَقد يحْتَمل أَن يكون ضمت أَطْرَافه كَهَيئَةِ الصلب يُقَال صلبت الْمَرْأَة خمارها للبسة مَعْرُوفَة وَقَوله الْوَلَد للصلب أَي الْأَعْلَى دون ولد الْوَلَد وَقَوله فِي صفة القَاضِي صليبا أَي قَوِيا فِي الْحق غير مهين وَلَا مستضعف (ص ل ت) قَوْله وَبِيَدِهِ السَّيْف صَلتا بِفَتْح الصَّاد وَيُقَال بضَمهَا وَسُكُون اللَّام وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَفْتُوحَة وَمَعْنَاهُ مسلول وَفِي رِوَايَة العذري والسجزي صلت بِالرَّفْع على الْخَبَر (ص ل ح) قَوْله وَكَانَ رجلا صَالحا وَالرجل الصَّالح والرؤيا الصَّالِحَة أَي الْحَسَنَة وَالرجل الصَّالح الْقيم بِمَا يلْزمه من حُقُوق ربه وعبادته وَمِنْه للْعَبد الْمَمْلُوك الصَّالح أَجْرَانِ أَي الْقَائِم بِحُقُوق الله وَحقّ سَيّده وَمِنْه صَالح نسَاء قُرَيْش لقيامهن بِمَا ذكره كحقوق بنيهن وأزواجهن ومصالحهم (ص ل م) قَوْله فِي الْأُذُنَيْنِ إِذا اصطلمتا أَي استوصلتا وقطعتا والطاء بدل من التَّاء فِي افتعلتا لمقاربتها الصَّاد (ص ل ص ل) قَوْله أَحْيَانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس الصلصلة صَوت الْحَدِيد والجرس والفخار مِمَّا لَهُ طنين يُرِيد صَوت الْملك الَّذِي ينزل عَلَيْهِ بِالْوَحْي (ص ل ق) قَوْله أَنا برِئ من الصالقة هِيَ المولولة بالصوت الشَّديد عِنْد الْمُصِيبَة وَمثله لَيْسَ منا من صلق وَحلق بتَخْفِيف اللَّام وَيُقَال بِالسِّين أَيْضا وَحكى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَن مَعْنَاهُ ضرب الْوَجْه (ص ل ى) قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) واللهم صلى على آل أبي أوفى وَمن صلى عَليّ وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشرا وصلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة جَاءَت الصَّلَاة فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَكَلَام الْعَرَب لمعان مِنْهَا الدُّعَاء

فصل الاختلاف والوهم

كَصَلَاة الْمَلَائِكَة على بني آدم كَقَوْلِه مازالت الْمَلَائِكَة تصلي عَلَيْهِ وَكَقَوْلِه بعثت إِلَى أهل البقيع لأصلى عَلَيْهِم وَكَقَوْلِه صلى على شُهَدَاء أحد وَمِنْه الصَّلَاة على الْمَيِّت وَمِنْه وَمن كَانَ صَائِما فَليصل أَي يدع وَقيل ذَلِك فِي قَوْله فِي سَاعَة الْجُمُعَة لَا يُوَافِقهَا عبد يُصَلِّي أَي يدعوا وَقَالَ فِي الحَدِيث منتظرا للصَّلَاة وَبِمَعْنى الْبركَة وَقد قيل ذَلِك فِي صَلَاة الْمَلَائِكَة وَيحْتَمل فِي قَوْله صل على آل أبي أوفى وَبِمَعْنى الرَّحْمَة كَقَوْلِه اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ من صَلَاة الله تَعَالَى على خلقه معنى ذَلِك رَحمته لَهُم وَقَوله فِي التَّشَهُّد الصَّلَوَات لله قيل مَعْنَاهُ الرَّحْمَة لَهُ وَمِنْه أَي هُوَ المتفضل بهَا وَأَهْلهَا وَقيل المُرَاد الْمَعْهُودَة أَي المعبود بهَا الله وَقَوله وَجعلت قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة أَكثر الْأَقْوَال فِيهَا وَهُوَ الْأَظْهر أَنَّهَا الصَّلَاة الشَّرْعِيَّة الْمَعْهُودَة لما فِيهَا من المناجات وكشف المعارف وَشرح الصُّدُور وَقيل بل هِيَ صَلَاة الله عَلَيْهِ وَمَلَائِكَته مِمَّا تضمنته الْآيَة وَاخْتلف مِم اشْتقت الصَّلَاة الشَّرْعِيَّة فَقيل من الدُّعَاء وَقيل من الرَّحْمَة وَقيل من الصلوين وهما عرقان فِي الردف وَقيل عظمان ينحنيان فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَمِنْه سمي الْمُصَلِّي من الْخَيل لِأَنَّهُ يَأْتِي لاصقا بصلوى السَّابِق قَالُوا وَلذَلِك كتب بِالْوَاو وَقيل لِأَنَّهَا ثَانِيَة الْإِيمَان كالمصلى من السَّابِق وَقيل بل لِأَن الْمَأْمُوم فِيهَا مُتبع لأمامه كالسابق وَالْمُصَلي وَقيل من الاسْتقَامَة من قَوْلهم صليت الْعود على النَّار قومته وَهِي تقيم العَبْد على طَاعَة ربه وَقيل من الإقبال عَلَيْهَا والتقرب مِنْهَا وَمِنْه صلى بالنَّار وَقيل من اللُّزُوم وَقيل لِأَنَّهَا صلَة بَين العَبْد وربه وَقَوله شَاة مصلية بِفَتْح الْمِيم أَي مشوية صليت اللَّحْم بتَخْفِيف اللَّام شويته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله خير نسَاء ركبن الْإِبِل صَالح نسَاء قُرَيْش كَذَا لَهُم وللقابسي صلح بِالضَّمِّ وَتَشْديد اللَّام مَفْتُوحَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الأول اسْم الْجِنْس وَالثَّانِي جمع صَالِحَة وَكِلَاهُمَا رفع خبر الْمُبْتَدَأ وَقَوله فِي التَّفْسِير الدسر إصْلَاح السَّفِينَة كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ أضلاع السَّفِينَة وَكَذَا ذكر فِي غير البُخَارِيّ وَأهل التَّفْسِير عَن مُجَاهِد وَقَالَ غَيره من أهل التَّفْسِير الدسر المسامير وأحدها دسار وكل شَيْء سمرته وأدخلته بِقُوَّة فقد دسرته فَكَانَ أضلاع السَّفِينَة من هَذَا الْمَعْنى وَقيل الدسر حرف السَّفِينَة وَكَانَ إصْلَاح السَّفِينَة مِنْهُ وَقيل الدسر هِيَ السَّفِينَة بِعَينهَا تدسر المَاء أَي تَدْفَعهُ بصدرها وَقَوله عَن عُرْوَة كَانَ لَا يجمع بَين السّبْعين لَا يُصَلِّي بَينهمَا كَذَا عِنْد رُوَاة يحيى وَابْن بكير وَعَامة أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَعند ابْن عتاب عَن يحيى لَا يصل بِفَتْح الْيَاء وَهِي رِوَايَة القعْنبِي وَبعده من قَول مَالك وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يَبْنِي على السَّبْعَة حَتَّى يصل بَينهمَا كَذَا هُوَ لجَماعَة رُوَاة يحيى وَعند ابْن وضاح يُصَلِّي من الصَّلَاة قَوْله قومُوا فلأصل لكم أَكثر روايتنا فِيهِ عَن شُيُوخنَا عَن يحيى فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ على الْأَمر بِغَيْر يَاء وَكَذَا لِابْنِ بكير كَأَنَّهُ أَمر نَفسه على جِهَة الْعَزْم على فعل ذَلِك كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) ولنحمل خطاياكم (وَعند ابْن وضاح فلأصلي بِفَتْح اللَّام وَإِثْبَات الْيَاء سَاكِنة وَكَذَا للقعنبي فِي رِوَايَة الْجَوْهَرِي عَنهُ وَفِي رِوَايَة غَيره فلنصل بِكَسْر اللَّام أَمر للْجَمِيع ولنفسه وَعند بعض شُيُوخنَا ليحيى فَلَا صلى بِالْيَاءِ وَلَام كي قَالُوا وَهِي رِوَايَة ليحيى وَكَذَا لِابْنِ السكن والقابسي عَن البُخَارِيّ وَفِي حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر مَعَ الْحجَّاج إِن كنت تُرِيدُ السّنة فاقصر الْخطْبَة وَعجل الصَّلَاة

فصل الاختلاف والوهم

كَذَا لَهُم وَعند القعْنبِي وَعجل الْوُقُوف وَهُوَ يرجع إِلَى معنى مُتَقَارب صَحِيح كُله قَوْله فِي كتاب الْأَدَب فِي بَاب من لم يرا كفار من قَالَ ذَلِك متأولا أَن معَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ يَأْتِي قومه فَيصَلي بهم صَلَاة كَذَا لكافتهم وَعند أبي ذَر الصَّلَاة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي حَدِيث الْقُنُوت أَن عمر بن عبد الْعَزِيز أخر الصَّلَاة يَوْمًا كَذَا للعذري ولبعضهم وللآخرين الْعَصْر وَهُوَ صَوَاب لِأَنَّهَا كَانَت صَلَاة الْعَصْر الصَّاد مَعَ الْمِيم (ص م ت) وَقَوله على رقبته صَامت هُوَ الْعين يُقَال مَا لَهُ صَامت وَلَا نَاطِق فالصامت الذَّهَب وَالْفِضَّة والناطق الْحَيَوَان وَقَوله وَقد أصمتت أَي سكتت يُقَال اصمت اصماتا وَصمت صموتا وَصمت صماتا وَالِاسْم الصمت بِالضَّمِّ وَقَوله نهى عَن المصمت من الْحَرِير بِفَتْح الْمِيم الثَّانِيَة هُوَ الَّذِي لم يخلط غَيره مَعَه وَقَوله مَا لكم تصمتوني لكني صمت أَي مَا لكم تسكتوني لكني سكت (ص م خَ) وَقَوله إِذْ ضرب على أصمختهم أَي آذانهم يَعْنِي قَامُوا قَالَ الله تَعَالَى فضربنا على آذانهم أَي أنمناهم والصماخ الْخرق الَّذِي فِي الْأذن المفضي إِلَى الدِّمَاغ وَيُقَال بِالسِّين أَيْضا (ص م د) قَوْله والصمد من أَسمَاء الله تَعَالَى وَصِفَاته قيل الصَّمد هُوَ الَّذِي انْتهى إِلَيْهِ السودد وَقيل الدَّائِم الْبَاقِي وَقيل الَّذِي لَا جَوف لَهُ وَقيل الْمَقْصُود فِي الْحَوَائِج وَقيل الْمَالِك وَقيل الْحَلِيم وَقيل الَّذِي لَا يطعم (ص م م) قَوْله فِي صمام وَاحِد بِكَسْر الصَّاد أَي ثقب وَاحِد وَحجر وَاحِد وَأَصله من صمام القارورة وَهُوَ مَا يسد بِهِ ثقب فمها وَقَوله اشْتِمَال الصماء هُوَ الالتفاف فِي ثوب وَاحِد من رَأسه إِلَى قَدَمَيْهِ يُجَلل بِهِ جسده كُله وَهُوَ التلفع بِالْفَاءِ وَيُقَال لَهَا الشملة الصماء أَيْضا سميت بذلك وَالله أعلم لاشتمالها على أَعْضَائِهِ حَتَّى لَا يجد منفدا كالصخرة الصماء أَو لشدها وَضمّهَا جَمِيع الْجَسَد وَمِنْه صمام القارورة الَّذِي يسد بِهِ فوها وَتقدم فِي حرف الْبَاء وَقَوله لَو وضعتم الصمصامة على هَذِه بِفَتْح الصادين وَهُوَ السَّيْف بِحَدّ وَاحِد (ص م ع) قَوْله فِي صومعة لَهُ بِفَتْح الْمِيم هُوَ منار الراهب ومتعبده وَقيل ذَلِك فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى لهدمت صوامع وَبيع (ص م غ) قَوْله الْمَنّ صمغة الصمغة مَا يتذوب من الشّجر وينغقد كالقرظ وَشبهه شبه بِهِ الْمَنّ واعتقد أَنه كَذَلِك يتَوَلَّد من رطوبات الشّجر كَأَنَّهُ سكر أَو عسل مُنْعَقد وَالصَّحِيح أَنه عسلية تنزل على بعض الثِّمَار فِي بعض الْبِلَاد وَهُوَ الْمُسَمّى الترتجبين وَمَعْنَاهُ عسل الندى. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَقَالَ كلمة صمتنيها النَّاس كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَعند بعض روات مُسلم أصمنيها من الصمم أَي لم اسمعها من لغطهم وَهُوَ أشبه بالمعى قَالَ بَعضهم الْوَجْه أصمنى عَنْهَا النَّاس وَلَا وَجه للرواية الأولى إِلَّا على معنى سكتني النَّاس عَن السُّؤَال عَنْهَا وَفِيه بعد الصَّاد مَعَ النُّون (ص ن د) قَوْله من صَنَادِيد نَجْرَان أَي عظمائهم والصنديد الرجل الْعَظِيم الشريف وَالْملك الضخم (ص ن ع) قَوْله إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت وَأكْثر روات يحيى فِي الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ افْعَل مَا شِئْت قيل هُوَ أَمر مَعْنَاهُ الْخَبَر أَي من لم يستحيي صنع مَا شَاءَ وَقيل هُوَ على الْوَعيد أَي افْعَل مَا شِئْت تجازي بِهِ كَمَا قَالَ فَمن شَاءَ فليؤمن وَمن شَاءَ فليكفر وَقيل هُوَ على طَرِيق الْمُبَالغَة فِي الذَّم أَي إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت بعد فتركك الْحيَاء أعظم مِنْهُ وَقيل اصْنَع مَا شِئْت مِمَّا لَا تَسْتَحي مِنْهُ أَي لَا تصنع مَا يكره وَقيل افْعَل مَا لَا تَسْتَحي مِنْهُ فَإِنَّهُ مُبَاح إِذْ الْحيَاء يمْنَع من الْمَكْرُوه وَقَول عمر عَن أبي لؤلؤة الصنع يُقَال رجل صنع الْيَد وَقوم صنع الْأَيْدِي

فصل الاختلاف والوهم

وَامْرَأَة صناع الْيَد وَهُوَ الحاذق فِي صناعته وَفِي الحَدِيث عَن زَيْنَب وَكَانَت صناعًا مِنْهُ وَمن الْعَرَب من يَقُول صنع الْيَد مثل طِفْل وَفِي حَدِيث صَفِيَّة تصنعها لَهُ وتهيئها أَي تزينها (ص ن م) قَوْله ذكر الْأَصْنَام والأوثان قَالَ نفطويه مَا كَانَ معبودا مصورا فَهُوَ صنم وَغير الصُّورَة وثن (ص ن ف) قَوْله صنف تمرك أَي اجْعَل كل صنف مِنْهُ على حِدته وَقَوله فلينفضه بصنفة تَوْبَة بِفَتْح الصَّاد وَكسر النُّون قيل بطرفه وَقيل بحاشيته وَقيل بناحيته الَّتِي عَلَيْهَا الهدب وَقيل الطرة وَالْمرَاد هُنَا طرفه (ص ن و) قَوْله عَم الرجل صنو أَبِيه أَي مثله وقرينه وَأَصله النخلتان تخرجان عَن أصل وَاحِد. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله أَن تعين صانعا كَذَا هُوَ صَوَاب الحَدِيث بالصَّاد الْمُهْملَة وَالنُّون وَجَاء فِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة بالضاد الْمُعْجَمَة وهمزة مَكَان النُّون وَكَذَا قيد عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَعند السَّمرقَنْدِي فِيهِ كَالْأولِ وَالصَّحِيح عَن عُرْوَة الْوَجْه الأول وَهُوَ الَّذِي رَوَاهُ أَصْحَاب عُرْوَة عَنهُ إِلَّا ابْنه هشاما قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ صحف فِيهِ هِشَام قَالَ القَاضِي رَحمَه الله ومقابلته بقوله أَو تصنع لأخرق يدل أَنه صانعا بالنُّون كَمَا قَالَ الْجُمْهُور وَفِي الحَدِيث الآخر عَن الزُّهْرِيّ الضائع بِالْمُعْجَمَةِ لرواة مُسلم والصانع بِالْمُهْمَلَةِ للسمرقندي وَهُوَ الصَّوَاب فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ وَقد وَقع فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة التنيسِي وَابْن وهب عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ وَفِيه وتصنع لضائع بِالْمُعْجَمَةِ أَو تعين لأخرق وَفِي هَذَا وهم لاشك فِيهِ لِأَن الأخرق هُوَ الَّذِي لَا صَنْعَة لَهُ إِنَّمَا يصنع لَهُ وَإِنَّمَا يعان الصَّانِع وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ عِنْد غَيرهمَا لَا بِهَذَا اللَّفْظ وَلَا غَيره وَقَوله فِي حَدِيث أبي مُوسَى فَعَن ذَا الْحَاجة الملهوف يعضد أَيْضا قَول هِشَام الضائع بِالْمُعْجَمَةِ وَقَوله فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة أَن النَّاس قد صَنَعُوا وَأَتَتْ ابْن عمر كَذَا للكافة وَلأبي الْهَيْثَم ضيعوا بضاد مُعْجمَة مَضْمُومَة بعْدهَا يَاء على مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ وَفِي بَاب الصَّلَاة كَفَّارَة قَول أنس فِي الصَّلَاة أَلَيْسَ قد صَنَعْتُم فِيهَا مَا صَنَعْتُم كَذَا للفربري وللنسفي ضيعتم بضاد مُعْجمَة وياء وَالْأول أشبه يُرِيد مَا أَحْدَثُوا من تَأْخِيرهَا عَن وَقتهَا لكنه قد جَاءَ عَن أنس فِي الحَدِيث نَفسه بعده وَهَذِه الصَّلَاة قد ضيعت وَفِي التَّفْسِير وَالنّصب أصنام يذبحون عَلَيْهَا كَذَا للأصيلي وَلغيره أنصاب وَهُوَ الْوَجْه الصَّاد مَعَ الْعين (ص ع ب) قَوْله جملا صعبا هُوَ الَّذِي لم يتذلل للرُّكُوب (ص ع د) وَقَوله صيعد أفيح أَي ارْض وَاسِعَة وَفِي صَعِيد وَاحِد أَي أَرض وَاحِدَة والصعيد وَجه الأَرْض وَمِنْه فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا أَي طَاهِرا وَهُوَ معنى قَوْله فِي الْمُوَطَّأ وكل مَا كَانَ صَعِيدا فَهُوَ يتَيَمَّم بِهِ كَانَ سباخا أَو غَيره أَي مِمَّا يُسمى صَعِيدا مِمَّا على وَجه الأَرْض والصعيد التُّرَاب أَيْضا وَقَوله إيَّاكُمْ وَالْجُلُوس على الصعدات بِضَم الصَّاد وَالْعين وَهِي الطَّرِيق وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر على الطرقات والصعيد الطَّرِيق الَّذِي لَا نَبَات بِهِ مَأْخُوذ من التُّرَاب أَو وَجه الأَرْض وَهُوَ جمع صعد وَصعد جمع صَعِيد وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة فَلم يزل بِهِ حَتَّى صعد الْمِنْبَر أَي علاهُ ويروى أصعده معدا بِمَعْنَاهُ يُقَال صعد الْجَبَل علاهُ وَصعد وأصعد كُله وَاحِد واصعد فِي الأَرْض لَا غير ذهب مُتَعَدِّيا وَلَا يُقَال فِي الرُّجُوع قَالَ ابْن عَرَفَة إِنَّمَا يُقَال فِي الرُّجُوع انجدر وَقَوله فِي النَّاقة أرْخى لَهَا يَعْنِي الزِّمَام حَتَّى تصعد ويروى تصعد يُقَال صعدت فِي الْجَبَل وأصعدت وصعدت (ص ع ر) قَوْله فِي حَدِيث كَعْب وَقد طابت الثِّمَار والضلال فَإنَّا إِلَيْهَا أصعر أَي أميل إِلَى الْبَقَاء فِيهَا واشتهى

فصل الاختلاف والوهم

ذَلِك (ص ع ل) قَوْله أما مُعَاوِيَة فصعلوك لَا مَال لَهُ بِضَم الصَّاد فسره بَقِيَّة الْكَلَام بقوله لَا مَال لَهُ (ص ع ق) قَوْله لَو سَمعهَا الْإِنْسَان لصعق ويصعق النَّاس فَأَكُون أول من يفِيق إِلَى قَوْله فَلَا أَدْرِي أصعق قبلي يَعْنِي مُوسَى أَو جوزي بصعقة الطّور الصاعقة والصعقة الْمَوْت وَقيل كل عِقَاب مهلك والصاعقة أَيْضا وَهِي لُغَة تَمِيم والصاعقة والصعقة أَيْضا الغشية تعثري من فزع وَخَوف من سَماع هول كالرعد وَنَحْوه وَيُقَال مِنْهُ صعق الرجل بِفَتْح الصَّاد وصعق بضَمهَا وَقيل لَا يُقَال بضَمهَا وصعقتهم الصاعقة وأصعقتهم وَمِنْه فَخر مُوسَى صعقا والصاعقة الْعَذَاب كَيفَ كَانَ وَمِنْه صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود وَأَصله صَوت النَّار وَصَوت الرَّعْد الشَّديد الَّذِي يغشى مِنْهُ وَهُوَ مصدر جَاءَ على فاعلة كراغية الْبكر وَقَوله هُنَا أول من يفِيق يدل أَنَّهَا إفاقة غشي غير موت لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال أَفَاق من الغشي وَبعث من الْمَوْت وَأَيْضًا فَإِن مُوسَى (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مَاتَ قبل الشَّك فَلَا يَصح شكّ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي ذَلِك وصعقة الطّور لم تكن موتا إِنَّمَا كَانَت غشية بِدَلِيل قَوْله أَيْضا فَلَمَّا أَفَاق وبدليل قَوْله تَعَالَى مرّة فَصعِقَ وَمرَّة فَفَزعَ وَهَذِه الصعقة وَالله أعلم صعقة فزع فِي عَرصَة الْقِيَامَة غير نفخة الْمَوْت والحشر وبعدهما عِنْد تشقق السَّمَاوَات وَالْأَرضين وَالله أعلم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الرُّؤْيَا فسما بَصرِي صعدا كَذَا لَهُم بِضَم الصَّاد وَالْعين وتنوين الدَّال وَعند الْأصيلِيّ صعداء بِفَتْح الْعين مَمْدُود وَالْأول هُنَا أظهر وَأولى أَي سما بَصرِي وارتفع طالعا يُقَال صعد فِي الْجَبَل صعُودًا بضمهما واصعد وَصعد أَيْضا وَاسم الطَّرِيق لذَلِك الصعُود بِالْفَتْح وضده الهبوط وَأما الصعداء الْمَمْدُود فَمن التنفس وَقَوله فِي شعر حسان (ينازعن الاعنة مصعدات) من هَذَا أَي مقبلات إِلَيْكُم متوجهات كَذَا رِوَايَة الكافة وَعند بَعضهم مصغيات وَله وَجه أَي متحسسات لما تسمع وَقد قيل اسْمَع من فرس وَفِي شعر كثير (ينازعن الاعنة مصغيات إِذا نَادَى إِلَى الْفَزع الْمُنَادِي ) وَفِي تَفْسِير سُورَة السَّجْدَة الْهدى الَّذِي هُوَ الْإِرْشَاد بِمَنْزِلَة اصعدناه كَذَا فِي نسخ النَّسَفِيّ وعبدوس والقابسي وأكثرها وَعند الْأصيلِيّ أسعدناه بِالسِّين وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا عِنْد أبي ذَر الصَّاد مَعَ الْغَيْن (ص غ ر) قَوْله فِي الْمحرم يقتل الْحَيَّة بصغر لَهَا بِضَم الصَّاد وَسُكُون الْغَيْن أَي بإذلال لَهَا وتحقير لأمرها وَمِنْه مارئ الشَّيْطَان يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَر وَلَا أَحْقَر أَي أذلّ وَالصغَار الذل (ص غ ي) وَقَوله يحفظني فِي صاغيتي بِمَكَّة واحفظه فِي صاغيته بِالْمَدِينَةِ يَعْنِي خاصته والمائلين إِلَيْهِ يُقَال صغوك مَعَ فلَان وصغاك وصغوك أَي ميلك وَقَوله يصغي إِلَى رَأسه وَهُوَ مجاور وَقَوله فأصغي لَهَا الْإِنَاء ويصغي لَهَا الْإِنَاء أَي يميله وَمِنْه أصغى ليتا أَي أماله وأصغيت لَهُ سَمْعِي معدي رباعي وصغيت إِلَيْهِ وصغى لَهُ سَمْعِي وصغى أَيْضا بِفَتْح الْغَيْن وَكسرهَا إِذا استمعت لحديثه وفرغت نَفسك لَهُ وأصغيت لَهُ أَيْضا لُغَة فِي غير المعدي حَكَاهَا الْحَرْبِيّ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الْفَتْح حَتَّى توافوني بالصغار كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَصَوَابه توافوني بالصفا يُخَاطب الْأَنْصَار كَمَا لغيره وَفِي مقَامه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة قلت فَإِن ابْن عَبَّاس قَالَ بضع عشرَة سنة قَالَ يَعْنِي عُرْوَة فصغره كَذَا بتَشْديد الْغَيْن الْمُعْجَمَة عِنْد بعض الروات وَعند السَّمرقَنْدِي فغفره بغين مُعْجمَة وَفَاء مُشَدّدَة

(ص ف ح)

وللعذري فغفروه مثله لَكِن بِزِيَادَة الْوَاو وكل لَهُ معنى صَحِيح إِن شَاءَ الله تَعَالَى أما الأول فَكَأَنَّهُ استصغر سنّ ابْن عَبَّاس عَن ضبط ذَلِك أَي كَأَنَّهُ قَالَ كَانَ صَغِيرا وَلم يدْرك الْأَمر وَلَا شَاهده إِذْ مولده قبل الْهِجْرَة بِيَسِير على خلاف فِي ذَلِك وَقَوله فغفره أَي قَالَ لَهُ يغْفر الله لَك كَأَنَّهُ وهمه فِيمَا قَالَه وَكَذَلِكَ بِزِيَادَة الْوَاو كَانَ الْحَاضِرين قَالُوا ذَلِك لَهُ وَيدل على مَا تأولناه قَوْله بأثر هَذَا إِنَّمَا أَخذه من قَول الشَّاعِر يُرِيد أَنه لم يدْرك ذَلِك وَلَا شَاهده وَإِنَّمَا قلد فِيهِ الشَّاعِر يُرِيد قَول صرمة بن أنس ثوى فِي قُرَيْش بضع عشرَة حجَّة الصَّاد مَعَ الْفَاء (ص ف ح) قَوْله تصافحوا يذهب الغل ظَاهره المصافحة بِالْأَيْدِي عِنْد السَّلَام واللقاء وَهِي ضرب بَعْضهَا بِبَعْض والتقاء صفاحهما وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي هَذَا وَالْأَكْثَر على جَوَازه وَقيل تصافحوا ليصفح بَعْضكُم عَن بعض ويعف وضده المشاحنة والمناقشة الَّتِي تولد الأضغان والحقد وَقَوله لضربته بِالسَّيْفِ غير مصفح بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الصَّاد وَقد روينَاهُ أَيْضا بِفَتْح الْفَاء أَي غير ضَارب بعرضه بل بحده تَأْكِيدًا لبَيَان ضربه بِهِ فَمن فتح جعله وَصفا للسيف وَحَالا مِنْهُ وَمن كسر جعله وَصفا للضارب وَحَالا مِنْهُ وصفحا السَّيْف وجهاه وغراره حَده قَوْله صفيحة يَمَانِية الصفيحة من السيوف العريض وَقَوله صفحة عَاتِقه أَي جَانِبه والعاتق مَا بَين الْمنْكب إِلَى أصل الْعُنُق وصفحته جَانِبه وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الْبدن اصبغ نعليها فِي دَمهَا ثمَّ اجْعَلْهُ على صفحتيها أَي جانبيها وَكَذَلِكَ صفحة الْوَجْه وصفحه وَمِنْه فَإِنَّهُ من يبد لنا صفحته نقم عَلَيْهِ الْحَد أَي من انْكَشَفَ وَلم يسْتَتر وَأَصله من الْوَجْه وصفح الْجَبَل وَغَيره مثله قَالَ الْأَصْمَعِي وصفح الْعُنُق مَوضِع الرِّدَاء من الْجَانِبَيْنِ يُقَال لَهُ العاتق وَقَوله فصفح الْقَوْم وَأخذ النَّاس فِي التصفيح أَي ضربوا بيد على أُخْرَى مثل التصفيق وَقيل هُوَ بِالْحَاء الضَّرْب بِإِحْدَاهُمَا على بَاطِن الْأُخْرَى وَقيل باصبعين من إِحْدَاهمَا على صفحة الْأُخْرَى للإنذار والتنبيه وسنذكره بعد هَذَا مُفَسرًا (ص ف د) وَقَوله صفدت الشَّيَاطِين أَي غلت وأوثقت بإغلال الْحَدِيد وشدت بهَا يُقَال مِنْهُ صفدته وصفدته مشدد ومخفف بالحديد وَفِي الْحَدِيد والأصفاد الأغلال وَقيل الْقُيُود وأحدها صفد (ص ف ر) قَوْله لَا صفر قيل المُرَاد الشَّهْر الْمَعْلُوم وتغيير الْجَاهِلِيَّة حكمه واسْمه فِي النسي وتأخيرهم الْمحرم إِلَيْهِ وتحريمه وَهَذَا قَول مَالك وَغَيره وَقيل تَقْدِيمه هُوَ مَكَان الْمحرم وتحليله وَقيل بل كَانُوا يزِيدُونَ فِي كل أَربع سِنِين شهرا يسمونه صفر الثَّانِي فَتكون السّنة الرَّابِعَة من ثَلَاثَة عشر شهرا لتستقيم لَهُم الْأَزْمَان على مُوَافقَة أسمائها مَعَ الشُّهُور وأسمائها وَلذَلِك قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) السّنة اثْنَا عشر شهرا وَقيل بل معنى لَا صفر المُرَاد بِهِ دَوَاب فِي الْبَطن كالحيات تصيب الْإِنْسَان إِذا جَاع وتعدى فَأبْطل الْإِسْلَام الْعَدْوى وَقَوله ملك بني الْأَصْفَر هم الرّوم قيل سموا بذلك باسم جدهم الْأَصْفَر بن روم بن عيصوا بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَه الْحَرْبِيّ وَقيل بل لِأَن جِنْسا من الحشة فِي الزَّمن الأول غلب عَلَيْهِم فوطئ نِسَائِهِم فولد لَهُم أَوْلَاد صفر فنسبوا إِلَيْهِم قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي وَالْأول أشبه وَفِي حَدِيث أم زرع صفر ردائها أَي خاليته والصفر الشَّيْء الْخَالِي الفارغ يُرِيد أَنَّهَا ضامرة الْبَطن لِأَن الرِّدَاء يَنْتَهِي إِلَى الْبَطن وَقيل خَفِيفَة الْأَعْلَى وَالْأولَى أَنه يُريدَان امتلاء منكبيها وردفها وَقيام نهديها يرفعانه عَن مسن بَطنهَا لضمور بَطنهَا وَأَنَّهَا لَيست بمفاضته وَقَوله فِي أهل خَيْبَر صَالحهمْ على الصَّفْرَاء والبيضاء أَي الذَّهَب وَالْفِضَّة (ص ف ف) وَقَوله الصّفة

فصل الاختلاف والوهم

وَأَصْحَاب الصّفة بِضَم الصَّاد وتشدد الْفَاء هِيَ مثل الظلة والسقيفة يؤوى إِلَيْهَا قَالَ الْحَرْبِيّ هِيَ مَوضِع مظلل من الْمَسْجِد يأوى إِلَيْهِ الْمَسَاكِين وَقيل سموا أَصْحَاب الصّفة لأَنهم كَانُوا يصفونَ على بَاب الْمَسْجِد لأَنهم كَانُوا غرباء لَا منَازِل لَهُم وَقَوله فِي أكل الْمحرم صفيف الظباء قَالَ مَالك هُوَ قديدها وَقَالَ الْكسَائي هُوَ الرشيق يغلي اللَّحْم ثمَّ يرفع وَقَوله من طير صواف قيل مصطفاة وَقيل الَّتِي تسيب أَجْنِحَتهَا للطيران (ص ف ق) وَقَوله الهاني الصفق بالأسواق بِسُكُون الْفَاء وَفتح الصَّاد مَعْنَاهُ التَّصَرُّف فِي التِّجَارَة والصفق أَيْضا عقد البيع وَقَوله أعطَاهُ صَفْقَة يَده أَي عَهده وميثاقه وَأَصله من صفق الْيَد على الْأُخْرَى عِنْد عقد ذَلِك وَمِنْه صَفْقَة البيع لفعلهم ذَلِك عِنْد تمامة وَمِنْه التصفيق للنِّسَاء وسنذكره وَقَوله الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وصفق بيدَيْهِ مرَّتَيْنِ الحَدِيث أَي ضرب بباطن إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى كَمَا قَالَ فِي الروية الْأُخْرَى وطبق وَرَوَاهُ بَعضهم سفق بِالسِّين وَقَوله فَسمِعت تصفيقها من وَرَاء الْحجاب أَي ضرب يَدهَا على الْأُخْرَى للتّنْبِيه كَمَا تقدم (ص ف و) قَوْله إِذا قبضت صَفِيَّة أَي حَبِيبَة وَمن يعز عَلَيْهِ ويصافيه وصفوة كل شَيْء خالصه وصفى الرجل من يصافيه ويختصه ويصفى لَهُ وده وَمِنْه فِي الحَدِيث اللقحة الصفي وَالشَّاة الصفي أَي الْكَرِيمَة الغزيرة اللَّبن وَالْجمع صفايا وَيُقَال هم صفوة الله وصفوته وصفوته بِالْفَتْح وَالضَّم وَالْكَسْر فَإِذا نزعوا الْهَاء قَالُوا صفو لَا غير قَوْله مَا اصطفاه الله لملائكته أَي اخْتَارَهُ واستخلصه وَقَوله كَأَنَّهَا سلسلة على صَفْوَان أَي صَخْرَة لَا تُرَاب عَلَيْهَا سَاكِنة الْفَاء وَفِي التَّوْحِيد وَقَالَ غَيره على صَفْوَان ينفذهم ضَبطه عَن أبي ذَر بِفَتْح الْفَاء وَرَأى أَن ذَلِك هُوَ مَوضِع الِاخْتِلَاف وَلَا نعلم فِيهِ الْفَتْح وَالْخلاف إِنَّمَا هُوَ فِي زِيَادَة قَوْله ينفذهم بِدَلِيل أَن النَّسَفِيّ لم يذكر فِي قَول غَيره لَفْظَة صَفْوَان جملَة وَإِنَّمَا قَالَ وَقَالَ غَيره ينفذهم ذَلِك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فصفح الْقَوْم وَأخذ النَّاس فِي التصفيح وأكثرتم من التصفيح وأنما التصفيح للنِّسَاء روى فِي الْأُمَّهَات كَذَا بِالْحَاء وروى التصفيق بِالْقَافِ أَيْضا ومعناهما مُتَقَارب قيل هما سَوَاء صفق بِيَدِهِ وصفح إِذا ضرب بِأَحَدِهِمَا على الْأُخْرَى وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي آخر كتاب الصَّلَاة من البُخَارِيّ فِي الحَدِيث نَفسه قَالَ سهل التصفيح هُوَ التصفيق وَقيل التصفيح بِالْحَاء الضَّرْب بِظَاهِر إِحْدَاهمَا على بَاطِن الْأُخْرَى وَقيل بل بأصبعين من إِحْدَاهمَا على صفحة الْأُخْرَى وَهَذَا للإنذار والتنبيه والتصفيق بِالْقَافِ الضَّرْب بِجَمِيعِ إِحْدَى الصفحتين على الْأُخْرَى وَهُوَ للعب وَاللَّهْو وَقَالَ الدَّاودِيّ يحْتَمل أَنهم ضربوا بأكفهم على أَفْخَاذهم وَاخْتلف فِي معنى الحَدِيث بعد هَذَا فَقيل هُوَ على جِهَة الْإِنْكَار للْجَمِيع وذم التصفيق وَأَنه من شَأْن النِّسَاء فِي لهوهن وَأَن حكم التَّنْبِيه فِي الصَّلَاة التسبيج لَا غير وَقيل بل هُوَ إِنْكَار على الرِّجَال وَأَنه من شَأْن النِّسَاء خَاصَّة لكَون أصواتهن عَورَة ثمَّ نسخ ذَلِك بقوله من نابه شَيْء فِي صلَاته فليسبح وَقَوله لَو أَخْبَرتكُم أَن خيلا تخرج من صفح هَذَا الْجَبَل كَذَا الرِّوَايَة فِي تَفْسِير تبت بالصَّاد وَيُشبه أَنه سفح بِالسِّين وَإِن كَانَا جَمِيعًا صحيحن صفحه جَانِبه وسفحه قَالَ الْخَلِيل عرضه وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ حَيْثُ انسفح مَاء السَّيْل عَنهُ وَهُوَ أَسْفَل الْجَبَل وَهُوَ الَّذِي يشبه أَن تخرج الْخَيل مِنْهُ وَأما صفحه فَلَا مجَال للخيل وَلَا غَيرهَا فِيهِ وَقَوله وَيضْرب عَن ذكره صفحا أَي

(ص ق ب)

إعْرَاضًا عَنهُ قَوْله فِي بَاب لبس القسي الميثرة مثل القطائف يصفونها كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ يصبغونها وَفِي رِوَايَة يصفرونها وَالْأول أشبه بالْكلَام قَالَ الْحَرْبِيّ فِي الحَدِيث نهى عَن صفف التمور واحدتها صفة كِلَاهُمَا بِالضَّمِّ وَهِي من السرج كالميثرة من الرحل وَفِي كتاب الْأصيلِيّ صحيفَة يَمَانِية وَهُوَ تَصْحِيف ذَكرْنَاهُ فِي الْحَاء فِي فتح مَكَّة قَوْله حَتَّى توافوني بالصفا كَذَا لكافة الروَاة يُخَاطب الْأَنْصَار وَعند ابْن ماهان حَتَّى يوافوني بالصغار بياء الْغَائِب يُرِيد أهل مَكَّة وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل الحَدِيث الآخر مَوْعدكُمْ الصَّفَا الصَّاد مَعَ الْقَاف (ص ق ب) الْجَار أَحَق بصقبه بِفَتْح الصَّاد وَالْقَاف أَي بجواره وملاصقه وَمَا يقرب مِنْهُ يُرِيد الشُّفْعَة وَالْجَار هُنَا الشَّرِيك عِنْد الْحِجَازِيِّينَ والصقب الْقرب يُقَال بِالسِّين وَالصَّاد (ص ق ر) قَوْله فشدا مثل الصقرين هُوَ طَائِر شهم يصيد مَعْرُوف قَالَ ابْن دُرَيْد وكل صائد عِنْد الْعَرَب صقر الْبَازِي وَغَيره يُقَال بالصَّاد وَالسِّين وَالزَّاي الصَّاد مَعَ الْهَاء (ص هـ ر) قَوْله وَذكر صهرا لَهُ الأصهار من جِهَة النِّسَاء والإحماء من جِهَة الرِّجَال والأختان يجعهما وأصل الْمُصَاهَرَة المقاربة صهره وأصهره قربه وَأَدْنَاهُ (ص هـ ل) قَوْله فِي أهل صَهِيل وأطيط أَي أهل خيل لَهَا صَهِيل وَهُوَ أصوات الْخَيل (ص هـ) قَوْله صه كلمة زجر للسكوت بِسُكُون الْهَاء وَكسرهَا منونة الصَّاد مَعَ الْوَاو (ص وب) قَوْله صيبا نَافِعًا بباء مَكْسُورَة مُشَدّدَة أَي مطر أصَاب يصوب صوبا إِذا نزل وَأَصله صيوب وَقيل صويب مثل فيعل من صاب يصوب وَضَبطه الْقَابِسِيّ صيبا بِالسُّكُونِ وَيُقَال صاب وَأصَاب السَّحَاب إِذا أمطر وَوَقع نَحْو هَذَا فِي كتاب البُخَارِيّ فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ صاب وَأصَاب وَفِي خاشية الْأصيلِيّ صاب أصَاب وَالظَّاهِر أَن الْوَاو تصحفت عَلَيْهِ بِأَلف قَوْله فِي الْجِيرَان إِذا طبخت مرقة فأصبهم مِنْهَا بِمَعْرُوف أَي ناولهم وأجعلهم يَأْخُذُونَ مِنْهَا وأصل الْإِصَابَة الْأَخْذ يُقَال أصَاب من الطَّعَام إِذا أكل مِنْهُ وَقَوله فِي غَزْوَة حنين أَن يصيبهم مَا أصَاب النَّاس أَي ينالهم من عطايا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذَلِك وَقَالَ فِي الحَدِيث الآخر يُصِيبُوا مَا أصَاب النَّاس وَقَوله فِي غَزْوَة خَيْبَر هَذِه ضَرْبَة أصابتنيها يَوْم خَيْبَر كَذَا لأكْثر الروات أَي اصابتني فِي ساقي كَمَا قَالَ بعض روات أبي ذَر اصابتها يَوْم خَيْبَر الْهَاء فِي ذَلِك عَائِدَة على السَّاق وَعند بعض الروات أصابنيها يَوْم خَيْبَر وَوَجهه أَن يرجع إِلَى مَا تقدم وَذكره على لفظ الْجرْح وَنَحْوه وَقد يكون هُنَا يَوْم خَيْبَر مَرْفُوعا فَاعِلا ونكون هُوَ الْمُصِيب إِذْ فِيهِ كَانَ وَقَوله فِي حَدِيث الْإِسْرَاء فاخترت اللَّبن فَقَالَ أصبت أصَاب الله بك أَي قصدت طَرِيق الْهدى وَوَجهه وَوَجَدته وَفعلت الصَّوَاب أَو أصبت الْفطْرَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أصبتها أَي الْفطْرَة أَو الْملَّة قَالَ ثَعْلَب والإصابة الْمُوَافقَة وأصل ذَلِك من قَوْلهم صاب السهْم إِذا قصد الرَّمية وَقَوله أصَاب الله بك أَي سلك بك طَرِيق الْهدى وَالصَّوَاب وثبتك عَلَيْهِ وَقد يكون أصَاب الله بك أَي أَرَادَ قيل ذَلِك فِي تَفْسِير قَوْله رخاء حَيْثُ أصَاب أَي أَرَادَ وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس فِي كتاب التَّفْسِير فَإِن الله لم يرد شَيْئا إِلَّا أصَاب أَي أصَاب بِهِ الَّذِي أَرَادَ وَقد يحْتَمل أصَاب هُنَا من الصَّوَاب يُقَال أصَاب الله الَّذِي أصَاب أَي أَرَادَ مَا أَرَادَ فَيكون مَعْنَاهُ أصبت الَّذِي أَرَادَ الله أَو أصبت أَرَادَ الله بك مَا أَرَادَ من خَيره وَقَوله من طلب الشَّهَادَة صَادِقا أعطيها وَإِن لم تصبه أَي لم تقدر

فصل الاختلاف والوهم

لَهُ وتناوله أَي أعْطى أجرهَا وَقَوله أُصِيب يَوْم أحد أَي قتل وَمثله وَمَا من غَازِيَة تخفق وتصاب أَي تقتل وتهلك (ص وت) قَول فينادي بِصَوْت الصَّوْت مَعْلُوم وَلَا يجوز على كَلَام الله تَعَالَى صفته بذلك وَمَعْنَاهُ يَجْعَل ملكا من مَلَائكَته يناديهم بِصَوْتِهِ أَو صَوت يحدثه تَعَالَى فَيسمع النَّاس وَبَينه فِي رِوَايَة أبي ذَر فينادى على مَا لم يسم فَاعله وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فَإِذا فزع عَن قُلُوبهم وَسكن الصَّوْت عرفُوا أَنه الْحق أَي سكن صَوت الْمَلَائِكَة بالتسبيح لقَوْله أول الحَدِيث فيسبح لَهَا أهل السَّمَاوَات قَوْله فِي الْعَبَّاس وَكَانَ رجلا صيتًا أَي جهير الصَّوْت (ص ور) قَوْله فِي التَّفْسِير الصُّور جمع صُورَة كَقَوْلِك صُورَة وصور كَذَا لأبي ذَر أَي جمع على صور وصور بِسُكُون الْوَاو وَفتحهَا وَهُوَ خير من رِوَايَة غَيره كَقَوْلِك سُورَة وسور بِالسِّين إِذْ لَيْسَ مَقْصُود الْبَاب ذَلِك وَهَذَا أحد تفاسير الْآيَة قَوْله أما علمت أَن الصُّورَة مُحرمَة يَعْنِي الْوَجْه قَوْله نهى أَن تعلم الصُّور أَي توسم فِي الْوَجْه قَوْله فَأَتَاهُم الله فِي صُورَة ضخمة وَقَول البُخَارِيّ فِي الوسم وَالْعلم فِي الصُّورَة قَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ فِي الْوَجْه (ص ول) قَوْله فِي الْجمل يصول أَي يحمل على النَّاس ويحطمهم (ص وم) قَوْله فَلْيقل إِنِّي صَائِم يَقُول ذَلِك لنَفسِهِ ويذكرها صَوْمه لَيْلًا يُفْسِدهُ بالفحش والخنا من القَوْل وَقيل معنى القَوْل هُنَا الْعلم أَي ليكف وليعلم أَنه صَائِم وَهُوَ قريب من الأول وَالصَّوْم الْإِمْسَاك (ص وع) وَذكر الصَّاع فِي غير حَدِيث هُوَ مكيال لأهل الْمَدِينَة مَعْلُوم فِيهِ أَرْبَعَة أَمْدَاد بِمد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَذَلِكَ خَمْسَة أَرْطَال وَثلث هَذَا قَول الْحِجَازِيِّينَ وَهُوَ الصَّحِيح وَيُقَال لَهُ صَاع وصوع وصواع وَجمعه أصوع وصيعان وَجَاء فِي كثير من رِوَايَة الشُّيُوخ آصَع وَالصَّوَاب مَا تقدم وَقَوله أوفيهم بالصاع كيل السندرة أَي أجازيهم على فعلهم وأكافيهم وَهُوَ مثل يُقَال جازاه كيل الطَّعَام بالصاع أَي مثلا بِمثل وَكيل الصيدرة كيل مَعْرُوف سَنذكرُهُ فِي السِّين. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله من صَامَ رَمَضَان كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة يحيى بن أبي كثير وَيحيى بن سعيد عَن أبي سَلمَة وَفِي سَائِر الرِّوَايَات فِي الْمُوَطَّأ والصحيحين من قَامَ بِالْقَافِ والطبري يَقُول فِي حَدِيث أبي سَلمَة من قَامَ قَوْله مَا رَأَيْت أَكثر صياما مِنْهُ فِي شعْبَان كَذَا لجميعهم وَفِي رِوَايَة ابْن سهل عَن أبي عِيسَى صِيَام وَالْأول هُوَ الْوَجْه الصَّاد مَعَ الْيَاء (ص ي ح) قَوْله (أَنا إِذا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا وبالصياح عولوا علينا ) أَي إِذا فزعنا يُقَال صِيحَ بفلان إِذا فزع وَتقدم فِي حرف الْهمزَة معنى أَتَيْنَا وَاخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ والصياح أَيْضا الْهَلَاك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فَأَخَذتهم الصَّيْحَة أَي هَلَكُوا (ص ي خَ) قَوْله أَلا وَهِي مصيخة أَي مستمعة مقتلة على ذَلِك وَقَالَ مَالك مصيخة مستمعة مشفقة (ص ي د) قرله إِنَّا اصدنا حمَار وَحش كَذَا ذكره البُخَارِيّ وَكَذَا للسجزي والفارسي فِي حَدِيث صَالح بن مِسْمَار ولبعضهم فِي حَدِيث الدَّارمِيّ وَهُوَ على لُغَة من يَقُول مصبر فِي مصطبر وَقَرَأَ الْقُرَّاء أَن يصالحا بَينهمَا صلحا وَقيل معنى أصدت أثرت الصَّيْد يُقَال هَذَا بتَخْفِيف الصَّاد وَمثله قَوْله فِي الحَدِيث أشرتم أَو أعنتم أَو أصدتم بِالتَّخْفِيفِ كَذَا ضبطناه بتَخْفِيف الصَّاد على أبي بَحر وَهُوَ الْوَجْه بِدَلِيل مَا مَعَه من الْأَلْفَاظ وَعند غَيره بِالتَّشْدِيدِ قَالَ دَاوُود الْأَصْبَهَانِيّ الصَّيْد مَا كَانَ مُمْتَنعا لَا مَالك لَهُ حَلَال أكله يُرِيد

فصل الاختلاف والوهم

الصَّيْد الشَّرْعِيّ (ص ي ر) قَوْله من صير الْبَاب وَفِي بَعْضهَا من صائر الْبَاب وَهُوَ شقَّه وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث (ص ي ف) قَوْله تكفيك آيَة الصَّيف تَفْسِيره فِي الحَدِيث الَّتِي أنزلت فِي الصَّيف أَي فِي زَمَنه وحينه وَقَوله فِي بَاب الْخَوْف من الله فذروني فِي يَوْم صَائِف أَي شَدِيد الْحر كانه من أَيَّام الصَّيف كَذَا لكافتهم هُنَا فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَرَوَاهُ بَعضهم فِي يَوْم عاصف وَهُوَ الْمَعْرُوف الصَّحِيح الَّذِي جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة فِي جَمِيعهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث شُعْبَة فِي صيد الْمحرم هَل أعنتم أَو أصدتم كَذَا قيدناه عَن الْأَسدي بتَخْفِيف الصَّاد وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام أَي أمرْتُم من يصيد لكم أَو أعنتم على صَيْده وَرَوَاهُ غَيره من شُيُوخنَا أَو صدتم وَبَعْضهمْ أَو أصدتم مشدد الصَّاد وَلَيْسَ هُوَ وَجه الحَدِيث لِأَنَّهُ إِنَّمَا ساله المحرمون عَمَّا صَاده لَهُم غَيرهم لَا عَمَّا صادوه وَقد يكون معنى قَوْله أَو أصدتم أَي أثرتموه فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى مُسلم بن صبيح بِضَم الصَّاد وَفتح الْبَاء أَبُو الضحي وَلَيْسَ فِيهَا بِفَتْح الصَّاد وَكسر الْبَاء إِلَّا أَن العذري والسجزي قد قَالَا هَذَا فِي مُسلم بن صبيح فروى عَنْهُمَا بِفَتْح الصَّاد وَكسر الْبَاء فِي بَاب مَا يقطع الصَّلَاة وَهُوَ وهم وَمَا عِنْد غَيرهمَا الصَّوَاب وَهُوَ الَّذِي قيد الْحفاظ وإيمة هَذِه الصَّنْعَة وَعبد الله بن صباح وَيُقَال الصَّباح بباء بِوَاحِدَة وَكَذَا هَذَا الِاسْم حَيْثُ جَاءَ فِيهَا لَيْسَ ثمَّ مَا يُخَالِفهُ وَأَبُو الصّديق هُوَ النَّاجِي بِكَسْر الصَّاد مثل أبي بكر الصّديق وَسمي أَبُو بكر بذلك مُبَالغَة من الصدْق والتصديق قَالَ تَعَالَى وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ وَأَبَان بن صمعة بِفَتْح الصَّاد وَسُكُون الْمِيم وصهيب حَيْثُ وَقع وصهيبه بِزِيَادَة هَاء واسْمه سَلمَة بن صهيبة أَبُو حُذَيْفَة الأرحبي وَأَبُو بكر بن الجهم وَيُقَال ابْن أبي الجهم وَقد بَيناهُ وَابْن صَخْر كَذَا للعذري وللفارسي والسجزي صخير مُصَغرًا وَرَوَاهُ بَعضهم حُجَيْر وَالصَّوَاب الأول وَابْن صياد وَعمارَة بن عبد الله بن صياد بياء مُشَدّدَة وَاسم ابْن صياد صَاف مهمل الصَّاد مثل قَاض وَيُقَال فِيهِ ابْن صائد أَيْضا وَفِي بَاب كَيفَ يعرض الْإِسْلَام على الصَّبِي فَقَالَت أم ابْن الصياد كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ فَقَالَت أم صياد وَهُوَ وهم وصبيغ بِفَتْح الصَّاد وَكسر الْبَاء وَآخره غين مُعْجمَة وَيحيى بن عبد الله بن صَيْفِي بِكَسْر الْفَاء وَتَشْديد الْيَاء بعْدهَا والصلت حَيْثُ وَقع وَابْن الصَّلْت بِفَتْح الصَّاد وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَكَذَا الصعب حَيْثُ وَقع والصعب بن جثامة بِفَتْح الصَّاد وَيُقَال فِيهِ صَعب أَيْضا وَكَذَلِكَ أَبُو مُصعب بِفَتْح الْعين وَسليمَان بن صرد بِضَم الصَّاد وَفتح الرَّاء وَقيس بن صرمة بِكَسْر الصَّاد وَمثله أَبُو الصرمة وَعبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير بِضَم الصَّاد وَفتح الْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَآخره رَاء وحاتم بن أبي صَغِيرَة بِفَتْح الصَّاد وغين مُعْجمَة مَكْسُورَة وَزيد بن صوحان بِضَم الصَّاد وحاء مُهْملَة وَعقبَة بن صهْبَان بِضَم الصَّاد وباء بِوَاحِدَة والصعق بن حزن بِفَتْح الصَّاد وَكسر الْعين الْمُهْملَة وَأَبُو صرمة وَيُقَال أَبُو الصرمة بِكَسْر الصَّاد وصخر وَابْن صَخْر حَيْثُ وَقع بِفَتْح الصَّاد وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله أَن الَّتِي كَانَ لَا يقسم لَهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) صَفِيَّة بنت حيى كَذَا فِي جَمِيع النّسخ لمُسلم وَهُوَ وهم من ابْن جريج فِي اسْمهَا بَين ذَلِك الطَّحَاوِيّ وَغَيره وَصَوَابه سَوْدَة بنت زَمعَة كَمَا

فصل الأنساب ومشكلها

جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي بَاب نَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب عَن سُفْيَان عَن صَالح بن كيسَان عَن سُلَيْمَان بن يسَار ثمَّ قَالَ آخر الحَدِيث قَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَته صَالح قَالَ سَمِعت سُلَيْمَان بن يسَار كَذَا لَهُم وَعند ابْن أبي جَعْفَر قَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَة صَالح على الْإِضَافَة وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن أَبَا بكر بَين فِي رِوَايَته السماع بقوله سَمِعت وَغَيره عَنهُ وَفِي التصيد على الْجبَال عَن نَافِع مولى أبي قَتَادَة وَأبي صَالح مولى التوءمة سَمِعت أَبَا قَتَادَة كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ وَصَالح اسْما لَا كنية قَالَ الْأصيلِيّ أَبُو صَالح لَهما جَمِيعًا يَعْنِي شيخيه الْمروزِي والجرجاني وَهُوَ خطأ وَضرب على أبي فِي كِتَابه وَقَالَ ابْن الْحذاء سَأَلت عبد الْغَنِيّ عَن سَنَد هَذَا الحَدِيث فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ عَن أبي صَالح وَمن قَالَ عَن صَالح فقد أَخطَأ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله أَبُو صَالح مولى التوءمة هُوَ وَالِد صَالح وَقد خرج البُخَارِيّ عَن أبي صَالح عَن أبي قَتَادَة فِي حَدِيث صيد الْحمار وَذكر الْبَاجِيّ أَنه خرج عَن صَالح ابْنه وَذكر هَذَا الحَدِيث الَّذِي فِي الْأُم وَالْعجب أَن رِوَايَة الْبَاجِيّ فِي البُخَارِيّ عَن أبي ذَر عَن أبي صَالح وَأما أَبُو عبد الله الْحَاكِم فَلم يذكر صَالحا مولى التوءمة فِيمَا خرج عَنهُ أَحدهمَا وَأما أَبُو عَليّ الجياني فَذكر أَبَا صَالح نَبهَان وَذكر ان البُخَارِيّ خرج لَهُ حَدِيث صيد الْحمار لَا غَيره فَدلَّ أَن اعْتِمَاده على مَا قَالَه الْأصيلِيّ فصل الْأَنْسَاب ومشكلها عبد الله الصنَابحِي بِضَم الصَّاد بعْدهَا نون وَبعد الْألف بَاء بِوَاحِدَة وحاء مُهْملَة وَأَبُو عبد الله الصنَابحِي مثله وَقيل هُوَ الأول وَأَن قَول من قَالَ عبد الله وهم وَهُوَ قَول البُخَارِيّ صَحَابِيّ وَأَنه أَبُو عبد الله عبد الرَّحْمَن بن عسيلة وَهُوَ الصنَابحِي ذكره البُخَارِيّ وَهُوَ مَنْسُوب غير مكني وَغير مُسَمّى فِي وَفَاة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَأَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ مَنْسُوب إِلَى صنعاء دمشق بِالشَّام وَلَيْسَت صنعاء مَدِينَة الْيَمين وَفِي كتاب الِاعْتِصَام نَا أَبُو عمر الصَّنْعَانِيّ من الْيمن عَن زيد بن أسلم كَذَا فِي أصل البُخَارِيّ الْيمن مُلْحق فِي كتاب الْأصيلِيّ وَفِي تَارِيخ البُخَارِيّ أَنه من صنعاء الشَّام وحجاج الصَّواف بِالْوَاو وَعبد الرَّحْمَن بن عبد رب الْكَعْبَة الصائدي كَذَا لَهُم فِي النّسخ بصاد ودال مهملتين وَكَذَا قَيده الجياني وصائد بطن من هَمدَان وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَقَالَ بَعضهم صَوَابه العائذي بِالْعينِ الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة وياء الْعلَّة وَنسبه الْحَاكِم أزدي وعائذ من الأزد فصل فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع (الصَّهْبَاء) مَمْدُود مَفْتُوح الصَّاد من أَرض خَيْبَر جَاءَ فِي الحَدِيث وَهِي من خَيْبَر على روحه (صفّين) بِكَسْر الصَّاد وَالْفَاء الْموضع الَّذِي كَانَت فِيهِ الْوَقْعَة بَين عَليّ وَمُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُمَا بِالشَّام وَجَاء فِي الحَدِيث قَوْله شهِدت صفّين وبيست الصفون أعْربهَا ورفعها وَهِي مَبْنِيَّة على الْكسر لشبهها بجموع المعربة (صنعاء) مَدِينَة بِالْيمن وقاعدتها مَمْدُود قَالَ أَبُو عَليّ وَلَا يكون فِيهِ الْقصر وَجَاء فِي بعض الشّعْر مَقْصُورا للضَّرُورَة والنسية إِلَيْهَا صنعاني بِزِيَادَة نون وَصَنْعَاء أَيْضا مَدِينَة بِالشَّام وَالنّسب إِلَيْهِمَا وَاحِد وإليها ينْسب أَبُو الأشعت الصَّنْعَانِيّ (الصفراوات) بِفَتْح الصَّاد وَسُكُون الْفَاء مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة قريب من مر الظهْرَان (صرار) بِكَسْر الصَّاد وَتَخْفِيف الرَّاء الأولى مَوضِع قريب من الْمَدِينَة كَذَا قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَهُ غير وَاحِد وَرَوَاهُ أَكثر الروات فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعند العذري وَالْمُسْتَمْلِي والحموي وَابْن الْحذاء بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ وهم قَالَ الْخطابِيّ هِيَ

حرف الضاد مع سائر الحروف

بير قديمَة على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة على طَرِيق الْعرَاق قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيدل على أَنَّهَا اسْم مَوضِع غير بير لَكِن بهاء أبار قَول الشَّاعِر لَعَلَّ صرارا أَن تجيش بئارها وإليها ينْسب مُحَمَّد بن عبد الله الصراري قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ (الصّفة) بِضَم الصَّاد وَتَشْديد الْفَاء ظلة فِي مُؤخر مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يأوى إِلَيْهَا الْمَسَاكِين وإليها ينْسب أهل الصّفة على أشهر الْأَقَاوِيل حرف الضَّاد مَعَ سَائِر الْحُرُوف الضَّاد مَعَ الْهمزَة (ض أض أ) قَوْله يخرج من ضئضئ هَذَا بِكَسْر الضادين المعجمتين وهمزة سَاكِنة بَينهمَا أَي من أَصله والضئضئ أصل الشَّيْء ومعدنه وَقيل نَسْله وَيُقَال ضؤضؤ بضمهما أَيْضا وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِي رِوَايَته فِي الصَّاد وَالصَّاد وصحتها (ض أَن) ذكر فِي الزَّكَاة الضان وَهُوَ جمع ضائن مثل تَاجر وتجر وَجمع الضائن اضئان مثل أطوار وضئين مثل مئين وَيُقَال للواحدة ضائنة أَيْضا وَجَمعهَا أضؤن مثل انجم الضَّاد مَعَ الْبَاء (ض ب ب) قَوْله فَغَضب واضب عَلَيْهَا بتَشْديد الْبَاء مثل أكب أَي حقد والضب بِالْفَتْح الغل والحقد وَقَوله أَنا بِأَرْض مضبة بِفَتْح الْمِيم وَالضَّاد وَتَشْديد الْبَاء أَي ذَات ضباب والضب بِالْفَتْح أَيْضا دويبة مَعْرُوفَة وَيُقَال بِأَرْض مضبة أَيْضا بِضَم الْمِيم وَكسر الضَّاد قَالَه ابْن دُرَيْد وَالْأول أَكثر قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَيكون مفعلة لَازِمَة لَهَا الْهَاء والفتحة إِذا أردْت تَكْثِير الشَّيْء بِالْمَكَانِ كَقَوْلِه أَرض مسبعَة ومضبة وماسدة (ض ب ر) قَوْله فَيخْرجُونَ من النَّار ضبائر ضبائر كَذَا روينَاهُ وَهُوَ صَحِيح جمع ضبارة بِفَتْح الضَّاد وَكسرهَا والضبائر الْجَمَاعَات فِي تَفْرِقَة وَرَأَيْت لبَعض المتعسفين أَن صَوَاب هَذِه اللَّفْظَة عِنْده أضابر جمع اضبارة وَكَذَا قَالَ ثَابت اضبارة من كتب وَلَا يُقَال ضبارة وَغَيره يصححها وضبارة صَحِيح محكي وَقد رَوَاهَا كَذَلِك أهل اللُّغَة وشرحوها قَالَ الْهَرَوِيّ كَانَ الضبائر جمع ضبارة والضبائر جماعات النَّاس إِذا كَانُوا فِي تَفْرِقَة يُقَال أَتَوا ضبائر ضبائر إِذا أَتَوا كَذَلِك (ض ب ع) وَقَوله أخْشَى أَن تأكلهم الضبع بِفَتْح الضَّاد وَرفع الْبَاء هِيَ السّنة الشَّدِيدَة وَهِي أحد أسمائها وَقَوله ويبدي ضبعيه الضبع بِسُكُون الْبَاء الْعَضُد وضبعا الْإِنْسَان عضداه وَقيل الضبع الْإِبِط وَقيل مَا بَين الْإِبِط إِلَى نصف الْعَضُد وَقيل هُوَ وسط الْعَضُد وَمِنْه فَأخذت بضبعي صبي والاضطباع بِالثَّوْبِ هُوَ إِدْخَاله من تَحت يَده اليمني فيلقيه على مَنْكِبه الْأَيْسَر وَيبقى الْمنْكب الْأَيْمن منكشفا وَهُوَ التأبط أَيْضا والتعطف مَأْخُوذ من الْعَطف وَهُوَ الْإِبِط لإدخاله الثَّوْب تَحْتَهُ وَيبقى مَنْكِبه الْأَيْمن منكشفا الضَّاد مَعَ الْجِيم (ض ج ج) قَوْله فَضَجَّ الْمُسلمُونَ الضجة كَثْرَة الصياح واختلاط الْأَصْوَات (ض ج ع) وَقَوله ضجاع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِكَسْر الضَّاد مَا يضطجع عَلَيْهِ ويفترشه إِذا نَام الضَّاد مَعَ الْحَاء (ض ح ض ح) قَوْله فِي ضحضاح من نَار بِفَتْح الضَّاد أَي شَيْء قَلِيل كضحضاح المَاء وَهُوَ مَا يبْقى مِنْهُ على وَجه الأَرْض (ض ح ك) مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث من ضحك ويضحك فِي وَجهه الله تَعَالَى وَوَصفه تَعَالَى بِهِ فَهُوَ بَيَان الثَّوَاب لعَبْدِهِ وإظهاره رِضَاهُ عَنهُ (ض ح و) وَقَوله قائلة الضحاء بِفَتْح الضَّاد مَمْدُود كَذَا الرِّوَايَة وسبحة الضُّحَى بِالضَّمِّ مَقْصُور قيل هما بِمَعْنى وَاضحا النَّهَار ضوءه وَقيل الْمَقْصُور

فصل الاختلاف والوهم

المضموم هُوَ أول ارتفاعها والممدود حِين حرهَا إِلَى قريب من نصف النَّهَار وَقيل الْمَقْصُور حِين تطلع الشَّمْس والممدود إِذا ارْتَفَعت وَقيل الضحو ارْتِفَاع النَّهَار وَالضُّحَى فَوق ذَلِك والضحاء إِذا امْتَدَّ النَّهَار والضحاء بِالْمدِّ وَالْفَتْح الشَّمْس وَفِي غَزْوَة تَبُوك حَتَّى يضحى النَّهَار بِفَتْح الْيَاء والحاء وَهِي روايتنا عَن ابْن عتاب فِي الْمُوَطَّأ وبضم الْيَاء وَكسر الْحَاء لغيره وَهَذَا هُنَا أولى وَالْأول صَحِيح فِي الْمَعْنى وَاللَّفْظ ضحى الشَّيْء وضحى أَصَابَهُ حر الشَّمْس وضحى الشَّيْء ظهر وَبَان وأضحى صَار فِي ضحاء النَّهَار وَفعله فِيهِ وَقَوله فِي لَيْلَة قَمْرَاء اضحيان بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الضَّاد وَكسر الْحَاء مَعْنَاهُ مضيئة كَمَا قَالَ قَمْرَاء أَي ذَات قمر وَقيل هِيَ الَّتِي لَا يغيب فِيهَا الْقَمَر وَلَا يستره غيم وَيُقَال ضحيانة بِالْفَتْح وضحيانة بِالْكَسْرِ بِمَعْنَاهُ واضحيانة قَالُوا وَلم يَأْتِ فِي الصِّفَات أفعلان إِلَّا قَوْله أضحيان وَقَوله بضاحية ضاحية كل شَيْء جَانِبه الظَّاهِر للشمس وَقَوله وَنحن نتضحي مثل نتغدى وَهُوَ تَفْسِيره كَأَنَّهُ من الْأكل وَقت الضُّحَى وَالْفِعْل كَذَلِك فِيهِ وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث أَي يتغدون وَقَوله فِي حَدِيث الْبدن فأضحيت مثل قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَأَصْبَحت من وَقت الضُّحَى وَوقت الصَّباح وَذكر الْأُضْحِية مُشَدّدَة الْيَاء والضحايا وَالْأَضَاحِي والأضحات وَكله صَحِيح فِيهَا أَربع لُغَات ضحية بِفَتْح الضَّاد مُشَدّدَة الْيَاء غير مَهْمُوز وَتجمع على ضحايا مثل هَدِيَّة وهدايا واضحية بِضَم الْهمزَة وبكسرها وَالْيَاء مُشَدّدَة وَتجمع أضاحي مُشَدّدَة الْيَاء أَيْضا وَيُقَال أضحاة أَيْضا مثل أَرْطَأَة وَتجمع أضحى منونا وأضاح مثل جوَار. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله مَا رَأَيْت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مستجمعا ضَاحِكا كَذَا الرِّوَايَة وَالصَّوَاب ضحكا وَفِي بَاب الشَّمْس وَالْقَمَر ضحاها ضحوها كَذَا للأصيلي وفعيره ضوءها وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى الضَّاد مَعَ الْخَاء (ض خَ م) قَوْله إِنَّك لضخم هُوَ هُنَا عبارَة عَن الغباوة الضَّاد مَعَ الرَّاء (ض ر ب) قَوْله ضربهَا الْمَخَاض أَي أَصَابَهَا وَنزل بهَا وَقَوله فِي مُوسَى ضرب من الرِّجَال بِسُكُون الرَّاء وَهُوَ ذُو الْجِسْم بَين الجسمين لَا بالناحل وَلَا بالمطهم وَقَالَ الْخَلِيل الضَّرْب الْقَلِيل اللَّحْم وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ بِكَسْر الرَّاء وسكونها مَعًا وَلَا وَجه للكسر وَفِي رِوَايَة أُخْرَى مُضْطَرب وَهُوَ الطَّوِيل غير الشَّديد وَجَاء فِي صفته فِي حَدِيث ابْن عمر فِي كتاب مُسلم جسيم سبط وَيحمل هَذَا على الطويلليوافق رِوَايَة مُضْطَرب لَا على كَثْرَة اللَّحْم وَإِنَّمَا جَاءَ جسيم فِي صفة الدَّجَّال وَقَوله فِي الْمُعْتَكف يضطرب بِنَاء فِي الْمَسْجِد أَي يضْربهُ ويقيمه فِيهِ وَأَصله يضترب يفتعل وَقَوله كضرب الْمُتَقَدّم أَي النَّوْع والصنف وَالْجِنْس وَقَوله جعل عَلَيْهِ ضريبة أَي خرجا مَعْلُوما يُؤَدِّيه وَمِنْه وصف عَنهُ من ضريبته قَالَ صَاحب الْعين الضريبة مَا ضرب على العَبْد كل شهر وَمِنْه ضَرَائِب إِلَّا مَاء وَالْمُضَاربَة الْقَرَاض وَالضَّرْب فِي الأَرْض التِّجَارَة وَطلب الْحَاجة فِيهَا وَقَوله ضربت الْمَلَائِكَة بأجنحتها أَي خَفَقت وانتفضت خشوعا لله تَعَالَى كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث أَو فَزعًا وذعرا وَقد يكون ضربت بأجنجتها أَي كفت عَن الطيران لاستماع الْوَحْي وتعظيما لنزوله كَمَا قيل فِي قَوْله أَن الْمَلَائِكَة لتَضَع أَجْنِحَتهَا لطَالب الْعلم على أحد التأويلات أَي تكف عَن الطيران قَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال ضربت عَن الْأَمر وأضربت بِمَعْنى وَقَوله اضْطربَ

(ض ر ج)

خَاتمًا أَي سَالَ أَن يضْرب لَهُ كَمَا قيل فِي اصْطنع وَأَصله افتعل من ضرب وصنع فقلبت التَّاء طاء وَقَوله نهى عَن ضراب الْجمل مثل قَوْله نهى عَن عسيب الْفَحْل أَي أَخذ الْأُجْرَة عَلَيْهِ أما نهي ترغيب وتنزيه وحض على الْمُسَامحَة بذلك دون أُجْرَة كَمَا نهى عَن كِرَاء الْمزَارِع أَو نهى تَحْرِيم وَقد اخْتلف الْفُقَهَاء فِي ذَلِك وَمن أجَازه لم يجزه فِي كل وَجه فَيكون نهيا عِنْد هَذَا مَخْصُوصًا بِمَا يكون فِيهِ غرر وخطر وضرابه جمَاعه وَقَوله إِذْ ضرب على أصمختهم أَي نَامُوا وَأَصله منعُوا السّمع لِأَن من نَام لَا يسمع قَالَ الله تَعَالَى فضربنا على آذانهم فِي الْكَهْف سِنِين عددا أَي أنمناهم وَقَوله ضرب الله عُنُقه أَي قطعهَا وَقَوله حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن أَي روواهم وأبلهم حَتَّى بَركت والأعطان مبارك الْإِبِل وَقد يفعل ذَلِك بهَا لتقاد للشُّرْب ثَانِيَة يُقَال ضربت الْإِبِل بِعَطَن إِذا بَركت وَقَوله فِي جَزَاء الصَّيْد ثمَّ ضربت فِي أَثَره أَي سرت قَالَ الله تَعَالَى وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْض (ض ر ج) قَوْله تكَاد تنضرج كَذَا رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث الْمَرْأَة أَي تَنْشَق (ض ر ح) قَوْله ضريحا أَي قبرا شقّ شقا وَلم يلْحد فِيهِ فِي أحد شقيه وَقد ذَكرْنَاهُ (ض ر ر) وَقَوله لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَته مشدد وَأَصله تضاررون من الوضر ويروى بتَخْفِيف الرَّاء من الضير ومعناهما وَاحِد أَي لَا يُخَالف بَعْضكُم بَعْضًا فيكذبه وينازعه فيضره بذلك يُقَال ضاره يضيره ويضوره وَقيل مَعْنَاهُ لَا تتضايقون والمضارة المضايقة بِمَعْنى قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تضَامون وسنذكره وَقيل لَا يحجب بَعْضكُم بَعْضًا عَن رُؤْيَته فيضره بذلك وَيصِح أَن يكون مَعْنَاهُ تضاررون بِفَتْح الرَّاء الأولى أَي لَا يضركم غَيْركُمْ بمنازعته وجدا لَهُ أَو بمضايقته أَو يكون تضاررون بِكَسْرِهَا أَي لَا تضرون أَنْتُم غَيْركُمْ بذلك لِأَن المجادلة إِنَّمَا تكون فِيمَا يخفى والمضايقة إِنَّمَا تكون فِي الشَّيْء يرى فِي حِين وَاحِد وجهة مَخْصُوصَة وَقدر مُقَدّر وَالله تَعَالَى يتعالى عَن الأقدار والأحواز وَقيل مَعْنَاهُ لَا تَكُونُونَ أحزابا فِي النزاع فِي ذَلِك وَقيل لَا تضَارونَ أَي لَا يمنعكم مِنْهَا مَانع وَقَوله لَهَا ضرائرهن الزَّوْجَات لرجل وَاحِد وَالِاسْم مِنْهُ الضّر بِكَسْر الضَّاد وَحكى فِيهِ الضَّم أَيْضا وَقَوله فِي حَدِيث ابْن أم مَكْتُوم وَكَانَ ضَرِير الْبَصَر وشكى ضرارته كَذَا للمروزي وَلابْن السكن ضَرَرا بِهِ أَي عماه والضرير الْأَعْمَى والزمن وَالضَّرَر والضرارة الزمانة قَالَ الله تَعَالَى أولى الضَّرَر وَالضَّرَر والضير والضر والضر والضرار كُله بِمَعْنى وَمِنْه فِي الحَدِيث فِي قصَّة الْوَادي لَا ضير بِفَتْح الضَّاد وَقَوله لَا ضَرَر وَلَا ضرار قيل هما بِمَعْنى على التَّأْكِيد وَقيل الضَّرَر أَن تضر صَاحبك بِمَا ينفعك والضرار بِمَا لَا مَنْفَعَة لَك فِيهِ وَهُوَ يضرّهُ وَقيل لَا ضَرَر لَا يضر الرجل أَخَاهُ مبتديا فِي شَيْء وَلَا ضرار لَا يجازيه على ضَرَره بِهِ بل يعفوا ويسمح لَهُ فالضرار من اثْنَيْنِ وَالضَّرَر من وَاحِد وَقَوله فَمَا ضار ذَلِك فَارس وَلَا الرّوم وَلَا يضير ذَلِك يُقَال ضره يضرّهُ من الضّر وضاره يضيره من الضير وَمِنْه قَوْله تَعَالَى لَا يضركم كيدهم وَلَا يضرهم وَلَا يَنْفَعهُمْ وَمَتى قرن بالنفع لم يقل فِيهِ إِلَّا الضّر بِالضَّمِّ وَقَوله مَا على أحد يدعى من هَذِه الْأَبْوَاب من ضَرُورَة أَي لَا يرى مشقة وَقَوله لَا يضرّهُ أَن يمس من طيب إِن كَانَ مَعَه هَذِه صُورَة تَجِيء فِي كَلَام الْعَرَب ظَاهرهَا الْإِبَاحَة وَمَعْنَاهَا الحض وَالتَّرْغِيب (ض ر م) قَوْله شب ضرامها أَي اشتعالها قَالُوا وَهُوَ مَا يخمد سَرِيعا وَمَا لَيْسَ لَهُ جمر فَهُوَ ضرام وَمَا لَهُ جمر فَهُوَ جزل وشب علا وارتفع (ض ر ع) وَقَوله مَالِي أراهما ضارعين وَأرى أجسام بني أخي ضارعة أَي ضَعِيفَة نحيفة

فصل الاختلاف والوهم

وَمِنْه الضراعة والتضرع وَهُوَ شدَّة الْفَاقَة وَالْحَاجة إِلَى من احتجت إِلَيْهِ وَقَوله أَنا أهل ضرع وَمَا لَهُم ضرع يَعْنِي مَاشِيَة وَمن الْعَرَب من يَجْعَل الضَّرع لكل أُنْثَى وَمِنْهُم من يخص الضَّرع بِالشَّاة وَالْبَقَرَة وَالْخلف للناقة والثدي للْمَرْأَة وَمِنْهُم من يَخُصُّهُ بِالشَّاة والناقة وَقَوله يضارع الرِّبَا أَي يشابهه (ض رى) قَوْله والضواري فِي تَرْجَمَة الْمُوَطَّأ يَعْنِي الْمَوَاشِي الضارية لرعي زروع النَّاس أَي الْمُعْتَادَة لَهُ وَقَوله فِي اللَّحْم لَهُ ضراوة كضراوة الْخمر بِفَتْح الضَّاد أَي عَادَة وَالْكَلب الضاري وَإِلَّا كَلْبا ضاريا هُوَ الْمُعْتَاد بالصيد والإناء الضاري هُوَ الْمُعْتَاد بِالْخمرِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الْمَرْأَة والمزادتين فَكَادَتْ تنضرج آخِره جِيم كَذَا ذكره مُسلم وَبَعْضهمْ يَقُول تنضرح وَاخْتلف فِيهِ شُيُوخ البُخَارِيّ فَعِنْدَ الْأصيلِيّ تنضر برَاء مُشَدّدَة كَأَنَّهُ من الضّر وَعند الْقَابِسِيّ نَحوه وَفِي تَعْلِيق عَنهُ مَعْنَاهُ تَنْشَق من صير الْبَاب وَهَذَا بدل أَنه عِنْده بصاد مُهْملَة وَعند ابْن السكن تنضر بِفَتْح النُّون وَتَشْديد الضَّاد الْمُعْجَمَة وَعند بَعضهم بِظَاء وَكله تَصْحِيف وَالَّذِي حكم بِهِ غير وَاحِد مِمَّن لقيناه من المتقنين وَغَيرهم أَن الصَّوَاب من ذَلِك مَا عِنْد مُسلم أَي تَنْشَق وَقَوله إِلَّا كَلْبا ضاريا كَذَا رِوَايَة الْأَكْثَر وَالْمَعْرُوف فِي حَدِيث يحيى بن يحيى وَغَيره فِي مُسلم إِلَّا كلب ضارية وَفِي الحَدِيث الآخر إِلَّا كلب مَاشِيَة أَو ضارية وَعند بَعضهم أَو ضار وَكَذَا للعذري وَالْأول الْمَعْرُوف وَوجه الْكَلَام وَيخرج الثَّانِي على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه كَمَاء الْبَارِد أَو يرجع ضار وضارية إِلَى صَاحب الصَّيْد أَي كلب صَاحب كلاب ضارية وَقَول مُسلم وإضرابهم من حمال الْآثَار كَذَا فِي النّسخ قيل وَوجه الْكَلَام وضربائهم أَي أجناسهم وأمثالهم لِأَن فعلا لَا يجمع على أَفعَال إِلَّا فِي أحرف نادرة سَمِعت وَقَوله مَالك الْقَضَاء فِي الضواري والحريسة كَذَا لكافة الروَاة وَفِي بعض النّسخ الضوال والحريسة وَالْأول الصَّوَاب وَعَلِيهِ يدل مَا فِي الْبَاب الضَّاد مَعَ الطَّاء قَوْله الاضطباع هُوَ التحاف مَخْصُوص وَهُوَ أَن يدْخل رِدَاءَهُ من تَحت يَده الْيُمْنَى فيلقيه على مَنْكِبه الْأَيْسَر وَقَوله جنتان من حَدِيد قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى تراقيهما أَي ضمت وَأَصله وَالله أعلم اضترت افتعلت من الضّر والضرورة فأبدلت التَّاء طاء لأجل الضَّاد قَالَ بَعضهم وَوجه الْكَلَام قد اضطرتا أَو قد اضطرت بِضَم الطَّاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يُنكر صِحَة معنى الرِّوَايَة أَي قد اضطرت كل جنَّة أَو قد اضطرت حالتهما تِلْكَ أَو لبستهماوشبهه الضَّاد مَعَ اللَّام (ض ل ل) قَوْله لَا ترجعوا بعدِي ضلالا من الضلال أَي حائدين عَن طَرِيق الْحق من ضل عَن الطَّرِيق يضل ويضل والضلال أَيْضا النسْيَان وَقَوله ضل عَمَلي أَي حاد عَن الْحق وَقَوله أضللت بَعِيرًا وأضل رَاحِلَته أَي ذهب عني وَلم أَجِدهُ وضالة الْإِبِل وضوال الْإِبِل وضالة المومن حرق النَّار هُوَ مَا ضل مِنْهَا وَلم يعرف مَالِكه نهى عَن التقاطها وَهُوَ من ضل الشَّيْء إِذا ضَاعَ أَو ذهب عَن الْقَصْد قَالَ أَبُو زيد ضللت الدَّابَّة وَالصَّبِيّ وكل مَا ذهب عَنْك بِوَجْه من الْوُجُوه وَإِذا كَانَ مُقيما فأخطأته فَهُوَ وبمنزلة مَا لم يبرح نَحْو الدَّار وَالطَّرِيق تَقول قد ضللته ضَلَالَة وَقَالَ الْأَصْمَعِي ضللت الدَّار وَالطَّرِيق وكل ثَابت لَا يبرح بِفَتْح اللَّام وضلني فلَان فَلم أقدر عَلَيْهِ وأضللت الدَّرَاهِم وكل شَيْء لَيْسَ بِثَابِت وَقد تقدم فِي حرف الْهمزَة وَالنُّون وَفِي حرف الظَّاء حَتَّى

(ض ل ع)

يظل الرجل أَن يدْرِي كم صلى وَالْخلاف فِيهِ وَفِي كتاب الْعتْق فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَغُلَامه فِي حَدِيث عبد الله بن سعيد فضل أَحدهمَا صَاحبه الْوَجْه فَاضل على مَا تقدم أَو ضل أَحدهمَا من صَاحبه كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فضل كل وَاحِد مِنْهُمَا عَن صَاحبه وَقَوله وَلَا يؤوى الضَّالة الإضال من ذَلِك أَي خاطئ ذَاهِب عَن طَرِيق الْحق وَقَوله سقط على بعيره قد أضلّهُ أَي لم يجده بموضعه رباعي وضللت الشَّيْء بِفَتْح اللَّام وكسره نَسِيته وَالْفَتْح أشهر وأضللته ضيعته وَقَوله لعَلي أضلّ الله قيل لَعَلَّه يَعْنِي يخفي موضعي عَلَيْهِ أَي عَن عَذَابه وَتَأَول فِيهِ مَا فِي اللَّفْظ الآخر قَوْله لَئِن قدر الله على أَن هَذَا رجل آمن بِاللَّه وَجَهل صفة من صِفَاته من الْقُدْرَة وَالْعلم وَقد اخْتلف أيمة أهل الْحق فِي مثل هَذَا هَل يكفر بِهِ جاهله أم لَا بِخِلَاف الْجحْد للصفة وَقد يكون أَيْضا مَعْنَاهُ أَنه على مَا جَاءَ فِي كَلَام الْعَرَب من مثل هَذَا التشكك فِيمَا لَا يشك فِيهِ وَهُوَ الْمُسَمّى عِنْد أهل البلاغة بتجاهل الْعَارِف وَبِه تأولوا قَوْله تَعَالَى فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا أنزلنَا إِلَيْك وَقَوله وَأَنا أَو إيَّاكُمْ لعلى هدى وَفِي ضلال مُبين وَمثله قَوْله تَعَالَى لَعَلَّه يتَذَكَّر أَو يخْشَى وَقد علم تَعَالَى أَنه لَا يتَذَكَّر وَلَا يخْشَى وفيهَا تأويلات كَثِيرَة وَقيل فِي مثل هَذَا أَن الرجل أدْركهُ من الْخَوْف مَا سلبه ضبط كَلَامه حَتَّى تكلم بِمَا لم يحصله وَلَا اعْتقد حَقِيقَته وَقَوله مَا قضي بِهَذَا على إِلَّا أَن يكون ضل أَي نسي وأخطا أَو يكون على طَرِيق الْإِنْكَار أَي لم يَفْعَله إِنَّمَا يَفْعَله من ضل وَلَيْسَ مِنْهُم وَقَوله خسرت إِذا وضل سعي أَي خَابَ عَمَلي وَبَطل (ض ل ع) قَوْله فَأَرَدْت أَن أكون بَين أضلع مِنْهُمَا أَي أقوى وَأَشد كَذَا رَوَاهُ مُسلم أضلع وَأَبُو الْهَيْثَم وَالْمُسْتَمْلِي وَعند البَاقِينَ أصلح وَالْأول أوجه وَفِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ضليع الْفَم فسره فِي الحَدِيث عَظِيم الْفَم قَالَ ثَعْلَب أَرَادَ واسعه قَالَ شمر مَعْنَاهُ عَظِيم الْأَسْنَان متراصفها وَالْعرب تمدح بكبر الْفَم وتذم بصغره وَقَوله فِي التَّعَوُّذ من ضلع الدّين بِفَتْح الضَّاد وَاللَّام وَهُوَ شدته وَنقل حمله وروى عَن الْأصيلِيّ فِي مَوضِع بالظاء ووهمه بَعضهم وَقد تقدم فِي حرف الظَّاء الْخلاف فِي هَذَا الأَصْل وَحكى الخربي ضلع الدّين بالضاد كَمَا تقدم وَأما قَوْله وأخذنا ضلعا من أضلاعه وَهُوَ عظم الْجنب فَهَذَا بِكَسْر الضَّاد وَتَخْفِيف اللَّام وتحرك وَوَقع فِي مَوضِع من البُخَارِيّ بِظَاء وَهُوَ وهم الضَّاد مَعَ الْمِيم (ض م خَ) قَوْله متضمخ بِطيب أَي متلطخ (ض م د) قَوْله وضمدهما بِالصبرِ أَي لطخهما (ض م ر) قَوْله الْجواد الْمُضمر وَالْخَيْل الَّتِي أضمرت وَالَّتِي لم تضمر روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ بِسُكُون الضَّاد وتحريكها هِيَ الْخَيل الْمعدة للسباق أَو للغزو وتضمر لذَلِك وَهُوَ تصلبها وشدتها وَهُوَ أَن تعلف أَولا حَتَّى تسمن وتقوى ثمَّ تقتصر بعد على قوتها وحبهسا فِي بَيت وتعريقها لتصلب وتقوى يُقَال ضمرت الْفرس وأضمرته وَقَوله فِي الزَّكَاة فَإِنَّهُ كَانَ ضمارا قَالَ صَاحب الْعين هُوَ الَّذِي لَا يُرْجَى رُجُوعه وَقيل الْغَائِب وَفِي الجمهرة الضمار خلاف العيان وَقيل أصل الضمار مَا حبس عَن صَاحبه ظلما بِغَيْر حق (ض م م) وَقَوله هَل تضَامون فِي رُؤْيَة الْقَمَر يرْوى بتَشْديد الْمِيم وتخفيفها فَمَعْنَى المشدد من الانضمام أَي لَا تزاحمون ويضمكم غَيْركُمْ حِين النّظر إِلَيْهِ وَهَذَا إِذا قدرناه تضاممون بِفَتْح الْمِيم الأولى وَيكون أَيْضا تضاممون بِكَسْرِهَا أَي تزاحمون غَيْركُمْ فِي النّظر إِلَيْهِ كَمَا تقدم فِي تضَارونَ وَمن خفف الْمِيم فَمن الضيم وَهُوَ الظُّلم أَي لَا يظلم بَعْضكُم بَعْضًا فِي النّظر إِلَيْهِ وَيقدر على مَنعه عَنهُ لشهرته وَقَوله ضمامة من صحف كَذَا الرِّوَايَة فِيهَا

فصل الاختلاف والوهم

وكتبنا عَن بعض شُيُوخنَا أَن صَوَابه اضمامة وَهِي جمَاعَة الْكتب ضم بَعْضهَا إِلَى بعض وَلَا يبعد أَن تصح الرِّوَايَة كَمَا قَالُوا لفاقة لما لف وضبارة لجَماعَة الْكتب أَيْضا وَقد تقدم وَفِي الْعين إضمامة الْكتب مَا لف بعضه إِلَى بعض وَقَوله وَهُوَ ضام بَين وركيه كِنَايَة عَن مدافعة الْحَدث كَمَا نَص عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقَوله من عَال جارتين جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَهُوَ وَضم أَصَابِعه يَعْنِي قرنها كَمَا قَالَ فِي الْأَحَادِيث الآخر أَنا وَهُوَ كهاتين وَقرن السبابَة والإبهام (ض م ن) قَوْله نهى عَن بيع المضامين هِيَ الأجنة فِي الْبُطُون كَذَا قَالَ مَالك وَقَالَ ابْن حبيب هِيَ مَا فِي ظُهُور الفحول وَقيل بل المضامين مَا يكون فِي بطن الأجنة مثل حَبل الحبلة فِي الحَدِيث الآخر وَذكر الضَّمَان وَأَصله الرِّعَايَة للشَّيْء وَقَوله فِي الْمُجَاهِد فَهُوَ ضَامِن على الله أَن يدْخلهُ الْجنَّة مَعْنَاهُ ذُو ضَمَان وَالضَّمان الْكفَالَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر تكفل الله لمن خرج فِي سَبيله وَفِي الحَدِيث الآخر تضمن الله لمن خرج فِي سَبيله وَمَعْنَاهُ أوجب لَهُ ذَلِك وقضاه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي تَفْسِير أولات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ الْآيَة قَالَ فضمز لي بعض أَصْحَابه كَذَا للقابسي بالراء وَعند أبي الْهَيْثَم فضمز لي بالزاي وَعند الْأصيلِيّ فضمن مشدد الْمِيم بالنُّون وَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن السكن ولبقية شُيُوخ الْهَرَوِيّ إِلَّا أَنه بتَخْفِيف الْمِيم وَكسرهَا وكل هَذِه غير مَعْلُومَة فِي كَلَام الْعَرَب فِي معنى يَسْتَقِيم بِهِ مَفْهُوم هَذَا الحَدِيث وأشبه مَا فِيهِ عِنْدِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم ضمز لي بالزاي لَكِن صَوَابه ضمز لي بتَشْديد الْمِيم أَي سكتني يُقَال ضمز الرجل سكت وَمَا بعده وَمَا قبله من الْكَلَام يدل على صَوَابه لِأَنَّهُ ذكر تَعْظِيم أَصْحَاب ابْن أبي ليلى لَهُ ورد هَذَا فتياه عَلَيْهِ ثمَّ احتجاج ذَلِك بعد لنَفسِهِ أَو مَا فِي رِوَايَة عَن ابْن السكن والنسفي فغمض لي بعض أَصْحَابه فَإِن صحت فَمَعْنَاه نبهني بذلك من تغميض عَيْنَيْهِ على السُّكُوت الضَّاد مَعَ النُّون (ض ن ك) فِي التَّفْسِير عيشة ضنكا الضنك الشَّقَاء وَإِنَّمَا هُوَ الضّيق والشدة وَإِن كَانَ الْمَعْنى متقاربا شَيْئا وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر أَنه عَذَاب الْقَبْر (ض ن ن) قَوْله فِي حَدِيث الْأَنْصَار إِلَّا الضن برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِكَسْر الضَّاد أَي الْبُخْل بِهِ وَالشح عَن أَن يرجع عَنَّا إِلَى قومه وَقَوله وَلَا تضنن ويورى وَلَا تضن عَليّ أَي لَا تبخل بِفَتْح الضَّاد يُقَال ضن يضن بالشَّيْء ضنا وضنانة ويضن وضننت وضننت والأجود ضننت بِالْكَسْرِ فَأَنا أضن بِالْفَتْح ويروى عني مَكَان عَليّ وَهِي رِوَايَة عبيد الله وَعلي لِابْنِ وضاح وَكِلَاهُمَا صَحِيح الضَّاد مَعَ الْعين (ض ع ف) قَوْله أضعفت أربيت أَي أَعْطيته ضعف مَا أَعْطَاك وَاخْتلف فِي مُقْتَضى لَفْظَة الضعْف فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة أَن الضعْف وَاحِد وَهُوَ مثل الشَّيْء وضعفاه مثلاه وَقَالَ غَيره هُوَ الْمثل إِلَى مَا زَاد وَقَالَ غَيره الضعْف مثلان للشَّيْء قَوْله أَضْعَف قلوبا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَالْقَاف قَوْله عَن الْجنَّة مَالِي لَا يدخلني إِلَّا الضُّعَفَاء وَأهل الْجنَّة كل ضَعِيف متضعف هُوَ الخاضع المذل نَفسه لله تَعَالَى ضد المتكبر الأشر وَقد يكون الضُّعَفَاء هُنَا والضعيف المتضعف الإرقاء الْقُلُوب كَمَا قَالَ فِي أهل الْيمن أرق قلوبا وأضعف أَفْئِدَة عبارَة عَن سرعَة قبولهم ولين جوانبهم لذَلِك خلاف أهل الْقَسْوَة والجفاء والغلظة وَفِي الحَدِيث الآخر أهل الْجنَّة كل ضَعِيف متضعف ويروى

فصل الاختلاف والوهم

متضاعف قيل الضَّعِيف عَن أَذَى الْمُسلمين بِمَال أَو قُوَّة بدن وحلمه وَعَن معاصي الله والتزام الْخُشُوع والتذلل لَهُ ولإخوانه الْمُسلمين قَالَ ابْن خُزَيْمَة مَعْنَاهُ الَّذِي يُبرئ نَفسه من الْحول وَالْقُوَّة قَوْله قدم ضعفه أَهله يَعْنِي النِّسَاء وَالصبيان لضعف قواهم عَن قوى الرِّجَال قَوْله سَمِعت صَوت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ضَعِيفا يُرِيد غير قوي كَمَا عَهده والضعف ضد الْقُوَّة وَسمي الْمَرَض ضعفا لذَلِك وَهُوَ بِالضَّمِّ الِاسْم وبالفتح الْمصدر هما لُغَتَانِ وَقَالَ بَعضهم الضعْف فِي الْعقل بِالضَّمِّ وبالفتح فِي الْجِسْم وَقَالَ بَعضهم أَن جَاءَ مَفْتُوحًا فالفتح أحسن كَقَوْلِك رَأَيْت بِهِ ضعفا وَإِن جَاءَ مَرْفُوعا أَو مخفوضا فالضم أحسن كَقَوْلِه أَصَابَهُ ضعف وَلما بِهِ من ضعف وَالْقُرْآن يرد قَوْله وَالْقِرَاءَة فِيهِ بِالْوَجْهَيْنِ مَعَ الخفيض وذكران لُغَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الضَّم وَأَنه رد على ابْن عَبَّاس فِي الْآيَة الضَّم إِذْ قَرَأَهَا بِالْفَتْح. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع وَفينَا ضعفة ورقة كَذَا ضبطناه على أبي بَحر بِسُكُون الْعين وَهُوَ الصَّوَاب أَي حَالَة ضعف وَفِي رِوَايَة بَعضهم ضعفة بِفَتْح الْعين وَالْأول أوجه لَا سِيمَا مَعَ رقة وَقَوله فِي إِسْلَام أبي ذَر فَتَضَعَّفْت رجلا مِنْهُم أَي استضعفته أَي لم أخشه قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ بَعضهم تخيرت ضَعِيفا مِنْهُم وَعند ابْن ماهان تضيفت وَهُوَ وهم وَرَوَاهُ الْبَزَّار تصفحت الضَّاد مَعَ الْغَيْن (ض غ ب) ذكر فِي الحَدِيث الضغابيس وَقد مر مُفَسرًا فِي حرف الثَّاء (ض غ ث) قَوْله ولتضغث بِيَدَيْهَا رَأسهَا أَي تجمع رَأسهَا أَي شعره عِنْد الْغسْل ليداخله المَاء بِفَتْح التَّاء والغين وَقَوله فجعلتها يَعْنِي السِّلَاح ضغثا فِي يَدي أَي قَبْضَة وحزمة مَجْمُوعَة قَالَ الله تَعَالَى) وَخذ بِيَدِك ضغثا (قيل قَبْضَة فِيهَا مائَة قضيب (ض غ ط) قَوْله أَنا أَخذنَا ضغطة بِفَتْح الضَّاد وَضمّهَا الْأصيلِيّ أَي قهرة واضطرارا وَقَوله فضاغطت عَنهُ النَّاس أَي زاحمت وضايقت (ض غ ن) قَوْله بَين هذَيْن الْحَيَّيْنِ ضغائن أَي عداوات (ض غ و) قَوْله والصبية يتضاغون حَولي من الْجُوع أَي يصيحون والضغاء مَمْدُود صَوت الذلة والاستخذاء - الضَّاد مَعَ الْفَاء - (ض ف ر) قَوْله فبيعوها وَلَو بضفير فسره مَالك الْحَبل على جِهَة التقليل للثّمن وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر بِحَبل وَقَوله وضفرنا رَأسهَا وَأَشد ضفر رَأْسِي هُوَ ضفر الشّعْر وادخال بعضه فِي بعض وَمِنْه سمى الْحَبل ضفيرا لذَلِك وَقَوله أَو ضفيرة يبنيها الضفيرة كالسد يَجْعَل للْمَاء بالخشب والقضبان وتشد وتضفر لتحبس المَاء عَن الانخراق من الساقية قَالَ ابْن قُتَيْبَة الضفيرة المسناة وَقَالَ وَسَأَلت عَنهُ الْحِجَازِيِّينَ فَأَخْبرُونِي أَنَّهَا جِدَار يبْنى فِي وَجه المسيل من حِجَارَة وَهُوَ من نَحْو مَا تقدم تَفْسِيره. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فنزعنا فِي الْحَوْض حَتَّى أضففناه كَذَا روى السَّمرقَنْدِي وَهُوَ صَحِيح وَمَعْنَاهُ ملأناه كَأَنَّهُ وَالله أعلم حَتَّى بلغنَا صفتيه بِالْمَاءِ أَي جانبيه وَفِي رِوَايَة الكافة أفقهناه أَي ملأناه أَيْضا الضَّاد مَعَ الْهَاء (ض هـ أ) قَوْله الَّذين يضاهون خلق الله تَعَالَى أَي يعارضون ويشبهون أنفسهم بِاللَّه تَعَالَى فِي صنعه أَو صنعهم لَهَا بصنع الله تَعَالَى وَيحْتَمل أَن يُرَاد بالخلق هُنَا الْمَخْلُوق أَي بمخلوقات الله تَعَالَى وَقُرِئَ بِالْهَمْز يضاهون وَبِغير همز يُقَال ضاهات وضاهيت وَقَوله لَا تضاهون فِي رُؤْيَته كَذَا جَاءَ بِالْهَاءِ فِي بعض رِوَايَات

(ض وأ)

البُخَارِيّ فِي كتاب الصَّلَاة فِي بَاب صَلَاة الْفجْر لَا تضَامون وَلَا تضاهون فِي رُؤْيَته وَمَعْنَاهُ بِالْهَاءِ لَا يُعَارض بَعْضكُم بَعْضًا فِي الشَّك فِي رُؤْيَته ونفيها كَمَا تقدم فِي تضَارونَ وتضامون وَلَا تشبهون ربكُم فِي رُؤْيَته لغيره وَمن معنى قَوْله قبل كَمَا ترَوْنَ الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر فِي شبه وضوح الرُّؤْيَة وتحقيقها وَرفع اللّبْس لَا فِي شبه المرءى تَعَالَى الله عَن صِفَات الْأَجْسَام الضَّاد مَعَ الْوَاو (ض وأ) قَوْله تضئ أَعْنَاق الْإِبِل أَي تظهرها لشدَّة نورها يُقَال ضاءت النَّار وضاء النَّهَار وَغَيرهمَا يضوء فِي الْمُسْتَقْبل وأضاء يضيء مَعًا فِي اللَّازِم وأضاءت السراج أَنا فضاء وأضاء وَالِاسْم الضَّوْء والضوء بِالْفَتْح وَالضَّم قَوْله فِي المبعث يسمع الصَّوْت وَيرى الضَّوْء سبع سِنِين هُوَ مَا كَانَ يسمع (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من هتف الْملك بِهِ وإنذاره وَيَرَاهُ من نوره أَو أنوار آيَات ربه إِلَى أَن تجلى لَهُ الْملك فَرَآهُ وشافهه بِوَحْي ربه (ض وض و) وَقَوله ضوضا الضوضات والضوضاء مَمْدُود والضوة على وزن الْجنَّة كُله بِفَتْح الضَّاد وَهُوَ ارْتِفَاع الْأَصْوَات والجلبة وَقد ضوضى النَّاس على وزن فوضى وَضَبطه الشُّيُوخ ضوضئوا هَكَذَا وَالصَّوَاب الأول الضَّاد مَعَ الْيَاء (ض ي ع) قَوْله وَمن ضيعها يَعْنِي الصَّلَاة فَهُوَ لما سواهَا أضيع كَذَا فِي جَمِيع نسخ الْمُوَطَّأ وَمَعْنَاهُ أَن بتضييعه للصَّلَاة ضيع غَيرهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث أول مَا ينظر فِيهِ من عمل العَبْد الصَّلَاة إِلَى قَوْله فَإِن لم تقبل لم ينظر فِي شَيْء من عمله الْبَاقِي لِأَنَّهُ إِذا ضيعها دلّ أَنه لما يخفى من عمله أضيع وَجَاء هُنَا فِي الرباعي أفعل فِي المفاضلة والنحاة يأبونه فِي الرباعي واللغة الْمَشْهُورَة عِنْدهم أَن يُقَال أَشد ضيَاعًا لَكِن حكى السيرافي عَن سِيبَوَيْهٍ أَنه أجَازه وَهَذَا الحَدِيث لَا نقل أصح مِنْهُ وَلَا حجَّة فِي اللُّغَة أثبت من قَول عمر وَقد جَاءَ فِي شعر ذِي الرمة (باضيع من عَيْنَيْك للْمَاء كلما) وَقَوله وإضاعة المَال قَالَ مَالك هُوَ إِنْفَاقه فِيمَا حرم الله وَقيل إِنْفَاقه فِي الْبَاطِل والسرف وَقيل ترك الْقيام على مَاله وإهماله وَقيل المَال هُنَا مَا ملكت الْيَمين من الْحَيَوَان كُله لَا يضيعون فيهلكون وَقيل هُوَ دفع المَال لرَبه إِذا كَانَ سَفِيها وَنَحْوه مِمَّن يضيعه وَقَوله من ترك ضيَاعًا فعلى بِفَتْح الضَّاد هم الْعِيَال سموا باسم الْفِعْل ضَاعَ الشَّيْء ضيَاعًا أَي من ترك عِيَاله عَالَة وَأَطْفَالًا يضيعون بعده وَأما بِكَسْر الضَّاد فَجمع ضائع وَالرِّوَايَة عندنَا بِالْفَتْح وَهُوَ الْوَجْه وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من ترك ضَيْعَة أَي عيالا ذَوي ضَيْعَة أَي قد تركُوا وضيعوا مصدر أَيْضا يُقَال ضَاعَ عِيَال الرجل ضَيْعَة وضياعا وأضعتهم تَركتهم وأضعت الشَّيْء تركته وَلَيْسَ كل ترك ضيَاعًا وَقَوله بدار هوان وَلَا مضيعة أَي حَالَة ضيَاع لَك وَترك يُقَال هم بضيعة ومضيعة قَوْله وعافسنا الْأزْوَاج وَالْأَوْلَاد والضيعات أَي حاولنا ذَلِك ومارسناه وَاشْتَغَلْنَا بِهِ والضيعة كل مَا يكون مِنْهُ معاش الرجل من مَال وصنعة وَقَول ربيعَة لَا يَنْبَغِي لمن عِنْده علم أَن يضيع نَفسه مَعْنَاهُ يهينها أَي لَا يَأْتِي بِعِلْمِهِ أهل الدُّنْيَا ويتواضع لَهُم وَيحْتَمل أَن يُرِيد إهمالها وَترك توقيرها وتعظيم مَا عِنْده من علم حَتَّى لَا ينْتَفع بِهِ فِيهِ (ض ي ف) قَوْله ضاف رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ضيف أَي نزل بِهِ وَطلب ضيافته وتضيف أَبُو بكر رهطا أَي اتخذهم أضيافا يُقَال ضفت الرجل إِذا طلبت ضيافته وَنزلت بِهِ وأضفته أنزلته للضيافة وضيفته بِمَعْنى وَقيل ضيفته أنزلته بِمَنْزِلَة الأضياف وَيُقَال هَؤُلَاءِ ضَيْفِي وضيوفي وأضيافي وضيفاني والضيف يَقع على الْوَاحِد والجميع وَقد يثنى وَيجمع

فصل مشكل أسماء الأماكن

قَوْله مضيف ظَهره إِلَى الْقبْلَة أَي مُسْند وَقَوله حِين تضيف الشَّمْس للغروب أَي تميل فصل مُشكل أَسمَاء الْأَمَاكِن (ضجنَان) بِفَتْح الضَّاد وَسُكُون الْجِيم وتنوين جبيل على بريد من مَكَّة (قدوم ضان) ويروى ضال فَأَما بالنُّون غير مَهْمُوز بِفَتْح الْقَاف وَهُوَ رِوَايَة الْأَكْثَر وَهِي رِوَايَة الْمروزِي مَعَ ضم الْقَاف وَتَخْفِيف الدَّال ولجميعهم فِي كتاب الْمَغَازِي من رَأس ضان قَالَ الْحَرْبِيّ ضان جبل بِبِلَاد دوس وقدوم بِفَتْح الْقَاف ثنية بِهِ وَنَحْوه لأبي ذَر الْهَرَوِيّ وَضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الْقَاف وَقَالَ كَذَا ضَبطه أَبُو زيد فِي كِتَابه قَالَ على هَذَا وَمَعْنَاهُ من الْقدوم أَي جَاءَنَا من هَذَا الْموضع وَمن رَوَاهُ رَأس يصحح خلاف هَذَا وَمَا قَالَه الْحَرْبِيّ قبل وَوَقع فِي مَوضِع آخر رَأس ضال بِاللَّامِ كَذَا لِابْنِ السكن والقابسي والهمداني زَاد فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي والضال السدر وَهُوَ أَيْضا وهم وَمَا تقدم من تَفْسِير الْحَرْبِيّ أولى وَقد قَالَ بَعضهم أَنه يُقَال ذَلِك فِي الْجَبَل ضان وضال بالنُّون وَاللَّام وتاوله بَعضهم أَنه الضان من الْغنم وَجعل قدومها رءوسها أَي الْمُتَقَدّم مِنْهَا وروى الْحَرْف قبله وبر بِفَتْح الْبَاء أَي شعر رؤوسها وَهَذَا بعيد وتكلف وتحريف فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى والأنساب فِي هَذَا الْحَرْف (ضَمرَة بن سعيد) وَأَبُو ضَمرَة بِفَتْح الضَّاد وَسُكُون الْمِيم مثل تَمْرَة (وَضِرَار بن مرّة) بِكَسْر الضَّاد ورائين مهملتين خفيفتين (وضباعة بنت الزبير) بِضَم الضَّاد وَتَخْفِيف الْبَاء بِوَاحِدَة (وضماد) الَّذِي كَانَ يرقى من الرّيح بِكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمِيم وَآخره دَال (وضمام) مثله بِكَسْر الضَّاد وَتَخْفِيف الْمِيم وَآخره مِيم أَيْضا ذكره فِي حَدِيث الْإِيمَان والفرائض (وَبَنُو الضبيب) بِضَم الضَّاد مصغر وباءين بِوَاحِدَة بَينهمَا يَاء التصغير (وَبَنُو الضباب) بِكَسْرِهَا وَأَوْس بن (ضمعج) بِفَتْح الضَّاد وَسُكُون الْمِيم وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَآخره جِيم (وضبة بن مُحصن) بِفَتْح الضَّاد وباء بِوَاحِدَة (وَيحيى بن الضريس) بِضَم الضَّاد وَفتح الرَّاء وياء التصغير وَآخره سين مُهْملَة (وَأَبُو الضُّحَى) بِضَم الضَّاد وَسُكُون آخِره مَقْصُور (وضريب ابْن نقير) بِضَم الضَّاد وَفتح الرَّاء وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَقد ذكرنَا أَبَاهُ فِي حرف النُّون وَمن قَالَ أَنه يُقَال بِالْفَاءِ وَالْقَاف وَالْقَاف أشهر وَفِي حَدِيث لَا يَمُوت لأحد من الْمُسلمين ثَلَاثَة من الْوَلَد عَن أبي النَّضر السّلمِيّ كَذَا للقعنبي وَعند يحيى بن يحيى وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن ابْن النَّضر وَاخْتلفت فِيهِ الرِّوَايَة عَن ابْن الْقَاسِم فَعِنْدَ الدّباغ عَن أبي وَكَذَا عِنْد بعض رُوَاة يحيى وَقد اخْتلف فِي نسبه أَيْضا هَل بِضَم السِّين أَو فتحهَا وَهُوَ رجل مَجْهُول بِكُل حَال وَقيل هُوَ مُحَمَّد بن النَّضر وَلَا يَصح وَفِي حَدِيث مدعم أهداه لَهُ أحد بني الضباب كَذَا عِنْد البُخَارِيّ فِي غَزْوَة خَيْبَر وَصَوَابه بني الضيبب كَمَا تقدم (وأشيم الضبابِي) بِكَسْر الضَّاد وباءين بِوَاحِدَة والضبعي حَيْثُ وَقع بِضَم الضَّاد وَفتح الْبَاء ينْسب إِلَى ضبيعة والضبي حَيْثُ وَقع بِفَتْح الضَّاد وباء بِوَاحِدَة وَكَذَلِكَ سلمَان بن عَامر الضَّبِّيّ إِلَّا أَن عِنْد الْقَابِسِيّ فِيهِ تغييرا فأصلحه على الصَّوَاب وَذكر مُسلم فِي بَاب أسلم وغفار وَمُزَيْنَة حَدثنَا سيد بني تَمِيم مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَعْقُوب الضَّبِّيّ كَذَا وَقع وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَلَا يجْتَمع ضبة مَعَ تَمِيم إِلَّا فِي إلْيَاس بن مُضر فَإِن ضبة بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر وَفِي قُرَيْش أَيْضا ضبة بن الْحَارِث بن فهر اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون جارا لضبة أَو حليفا لَهُم فَعرف بِهِ وجعفر بن عَمْرو بن أُميَّة

حرف العين

الضمرِي بِفَتْح الضَّاد وَسُكُون الْمِيم وَكَذَلِكَ عُمَيْر بن سَلمَة الضمرِي وضمرة بطن من كنَانَة حرف الْعين الْعين مَعَ الْيَاء (ع ب أ) قَوْله لَا يعبأ الله بهم أَي لَا يُبَالِي وَقيل لَا وزن لَهُم عِنْده والعبء بِكَسْر الْعين الثّقل وَقَوله بعباءة وَفِي العباء مَمْدُود قَالَ ابْن دُرَيْد العباء هُوَ كسَاء مَعْرُوف وَالْجمع أعبية قَالَ الْخَلِيل العباية ضرب من الأكسية فِيهِ خطوط سود وَأدْخلهُ الزبيدِيّ فِي حرف الْيَاء وَغير المهموز وَقَالَ غَيره العباءة هِيَ لُغَة فِيهِ وَيُقَال كل كسَاء فِيهِ خطوط فَهُوَ عَبَايَة (ع ب ب) قَوْله يعب فِيهِ مِيزَابَانِ يَعْنِي الْحَوْض ذَكرْنَاهُ فِي حرف الثَّاء للِاخْتِلَاف فِي رِوَايَته وَمعنى يعب يصب قَالَ الْحَرْبِيّ أَي لَا يَنْقَطِع جريهما وَمِنْه كره العب فِي الشّرْب وَهُوَ الشّرْب بِنَفس وَاحِد (ع ب ث) قَوْله عَبث فِي مَنَامه قيل مَعْنَاهُ اضْطربَ بجسمه وَيحْتَمل أَنه اخْتصَّ ذَلِك بيدَيْهِ وحركهما كالدافع أَو الْآخِذ (ع ب د) قَوْله نهبى وَنهب العبيد مصغر اسْم فرس (ع ب ر) تَعْبِير الرُّؤْيَا وَدعنِي أعبرها يُقَال عبرت الرُّؤْيَا عبرا وعبرتها مخفف ومثقل أَي أعلمت بِمَا يكون من دليلها وَقَوله أروني عبيرا أَي إيتوني بِهِ والعبير طيب مَعْلُوم من أخلاط تجمع بالزعفران قَالَه الْأَصْمَعِي وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ الزَّعْفَرَان وَحده عِنْد الْجَاهِلِيَّة قَوْله فِي حَدِيث الْخضر وجد معابر صغَارًا أَي مراكب يعبر فِيهَا من صفة إِلَى أُخْرَى وَهُوَ بَين فِي الحَدِيث وَقَوله حَتَّى يعبر عَنهُ لِسَانه أَي يبين (ع ب ط) قَوْله دم عبيط أَي طري غير متغير وَكَذَلِكَ لحم عبيط مثله (ع ب ق) قَوْله فَلم أر عبقريا يفري فريه قَالَ أَبُو عمر يُقَال هَذَا عبقري فوم كَقَوْلِه سيد قوم وَكَبِيرهمْ وقويهم قَالَ أَبُو عُبَيْدَة العبقري من الرِّجَال الَّذِي لَيْسَ فَوْقه شَيْء وَقيل هُوَ الرجل النَّافِذ الْمَاضِي. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي سَبَب غسل الْجُمُعَة فَيَأْتُونَ فِي العباء ويصيبهم الْغُبَار فَيخرج مِنْهُم الرّيح كَذَا للفارسي والنسفي فِي رِوَايَة وَلغيره فَيَأْتُونَ فِي الْغُبَار ويصيبهم الْغُبَار والعرق فَتخرج وَكَذَا الرِّوَايَة للفربري وَحَكَاهُ الْأصيلِيّ عَن النَّسَفِيّ وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول فِي بَدْء الْوَحْي وَكَانَ يَعْنِي ورقة يكْتب من الْإِنْجِيل بالعبرانية مَا شَاءَ الله كَذَا وَقع هُنَا وَصَوَابه بِالْعَرَبِيَّةِ وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَمَفْهُومه وَكَذَا تكَرر فِي غير هَذَا الْموضع فِي الْكتاب فِي التَّعْبِير وَالتَّفْسِير وَكَذَا ذكره مُسلم وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَكَانَ يقْرَأ الْإِنْجِيل بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَذَا لكافة رُوَاته وَعند ابْن السكن بالعبرانية وَقَالَ الدَّاودِيّ معنى قَوْله وَكَانَ يكْتب من الْإِنْجِيل بالعبرانية أَي الَّذِي يقْرَأ بالعبرانية فينقله بِالْعَرَبِيَّةِ وَقَوله فِي حَدِيث خَالِد احْتبسَ أدراعه وأعبده فِي سَبِيل الله أَكثر الرِّوَايَات بباء بِوَاحِدَة وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي اعتده بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا جمع عتد بِفَتْح الْعين وَهُوَ الْفرس الصلب وَقيل الْمعد للرُّكُوب وَقيل السَّرِيع الوثب وَصَححهُ بَعضهم وَرجحه وَقَالَ أَي خيله وَقد جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات احْتبسَ رَقِيقه ودوابه وَهَذَا يعضد الرِّوَايَة وَالتَّفْسِير وَجَاء فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة أبي الزِّنَاد واعتاده بِمَعْنَاهُ وَقيل العتاد كل مَا يعد من مَال وَسلَاح وَغَيره وَقد روى وعتاده وَفِي رِوَايَة أبي عبيد ورقيقه ودوابه وَقَوله فِي حَدِيث أم زرع وَعبر جاريتها بِعَين مُهْملَة مَضْمُومَة وباء بِوَاحِدَة كَذَا تقيد فِي كتاب أبي عَليّ الجياني وَكَذَا رَوَاهُ ابْن الْأَنْبَارِي وَفِي روايتنا عَن كَافَّة شُيُوخنَا وعقر بِفَتْح الْعين وَالْقَاف وَكَذَا فِي سَائِر النّسخ وَرَوَاهُ النساءي غير بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة

(ع ت ب)

وَالْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَفسّر ابْن الْأَنْبَارِي الرِّوَايَة الأولى بِوَجْهَيْنِ أَحدهمَا من الِاعْتِبَار وَإِن جارتها ترى من حسنها وجمالها وعفتها مَا تعْتَبر بِهِ وَالْآخر من الْعبْرَة أَي أَنَّهَا ترى من ذَلِك مَا يغيظها ويبكيها حسدا كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة غيظ جارتها وَأما رِوَايَة الْجَمَاعَة عقر بِالْقَافِ فَمَعْنَاه أما دهش جارتها يُقَال عقر فلَان إِذا خرف من فزع وَفِي الْعين دهش وَيكون أَيْضا من الْعقر وَهُوَ الْجرْح أَو الْقَتْل وَمِنْه قَوْلهم كلب عقور وصيد عقير وسرج معقر إِذا كَانَ يجرح ظهر الدَّابَّة وَهُوَ من معنى مَا تقدم أَي يجرح ذَلِك قَلبهَا أَو يدهشها قريب من الْمَعْنى الأول وَأما رِوَايَة النساءي غير فَمن الْغيرَة وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم والغيرة والغير والغار بِمَعْنى وَأرى الشَّيْخ رَحمَه الله قلد فِيهِ ابْن الْأَنْبَارِي فأصلحه على مَا شَرحه إِذْ لم يتَكَلَّم غَيره وَلَا هُوَ على هَذِه الْأَلْفَاظ الَّتِي شرحناها من غير رِوَايَته وَإِذا كَانَت هَذِه الْمعَانِي صَحِيحَة مَعَ مُوَافقَة الرِّوَايَة فَلَا وَجه للتغيير والإصلاح قَوْله مَا رَأَيْت أحدا ارْحَمْ بالعباد من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم ولكافة شُيُوخنَا بالعيال وَهُوَ أوجه وأشبه بمساق الحَدِيث بِدَلِيل مَا بعده وَفِي خبر مُوسَى وَالْخضر فِي مُسلم أَنا أعلم بالْخبر من هُوَ أَو عِنْد من هُوَ كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي أَو عبر بِالْبَاء وَهُوَ وهم وَفِي فَضَائِل أُسَامَة قَالَ ابْن عمر حِين رأى ابْنه مُحَمَّد ابْن أُسَامَة لَيْت هَذَا عَبدِي كَذَا للنسفي بِالْبَاء وللباقين عِنْدِي بالنُّون وَالْأول أوجه الْعين مَعَ التَّاء (ع ت ب) قَوْله كَانَ يَقُول عِنْد المعتبة بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم وعتب الله عَلَيْهِ وعتبوا عَلَيْهِ وَلَعَلَّه يستعتب العتب الموجدة وعتبت عَلَيْهِ عتابا وعتبا ومعتبة وعاتبته معاتبة وعتابا ذكرت ذَلِك لَهُ وعنفته عَلَيْهِ وواخذته بِهِ وأعتبته إعتابا وعتبى بِالضَّمِّ مَقْصُورا إِذا أرضيته من موجدته عَلَيْك وَمِنْه قَوْله لَعَلَّه يستعتب أَي يعْتَرف وَيَلُوم نَفسه ويعتبها وَفِي كتاب الْأصيلِيّ مصلحا بِضَم الْيَاء أَوله وَهُوَ وهم بَين وَالصَّوَاب فتحهَا وَكَذَا قيدها كافتهم ومجاز هَذَا اللَّفْظ فِي حق الله تَعَالَى فِي قَوْله عتب الله بِمَعْنى التعنيف والمواخذة وَقد يتَأَوَّل فِيهِ مَا يتَأَوَّل فِي السخط وَالْغَضَب أما إِرَادَة عِقَابه ومؤاخذته بذلك أَو فعل ذَلِك بِهِ لَكِن هُنَا فِي العتب أظهر مَا فِيهِ أَن يرجع إِلَى الْكَلَام والتعنيف لَهُ والمواخذة بذلك على قَوْله كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث (ع ت د) تقدم تَفْسِير اعتاده واعتده وَقَوله فِي عتيدتها هِيَ مَا تجْعَل فِيهِ الْمَرْأَة طيبها وَمَا تعده من أمرهَا والعتيد الْحَاضِر الْمعد قَالَ صَاحب الْعين العتاد الَّذِي يعد لأمر وَمِنْه عتيدة الطّيب قَالَ الْهَرَوِيّ عتدت واعتدت وَاحِد وَقَوله فِي الضَّحَايَا فبقى عتود بِفَتْح الْعين هُوَ من ولد الْمعز قبل أَن يثنى إِذا بلغ الْفساد وَقيل إِذا قوى وشب وَقيل إِذا استكرش وَبَعضه يقرب من بعض وَجمعه عدان وَالْأَصْل عتدان وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى جذع (ع ت ر) قَوْله لَا فرع وَلَا عتيرة بِفَتْح الْعين وَكسر التَّاء قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الرجبية كَانُوا يذبحونها فِي الْجَاهِلِيَّة فِي رَجَب يَتَقَرَّبُون بهَا وَكَانَت فِي أول الْإِسْلَام فنسخ ذَلِك وَقَالَ بعض السّلف بِبَقَاء حكمهَا وَيَأْتِي تَفْسِير الْفَرْع وَقيل العتيرة نذر كَانُوا ينذرونه لمن بلغ مَاله كَذَا رَأْسا أَن يذبح من كل عشرَة مِنْهَا رَأْسا فِي رَجَب وَقَالَ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير العتير الَّذِي يعتر بِالْبدنِ من غنى أَو فَقير (ع ت ل) قَوْله عتل جواظ مر تَفْسِير الجواظ وَأما العتل فَهُوَ الجافي الغليظ وَقيل الجافي الشَّديد الْخُصُومَة اللَّئِيم وَقيل الأكول وَقيل العتل الشَّديد من كل شَيْء (ع ت م) قَوْله الْعَتَمَة وعتمة اللَّيْل وأعتم رجل

فصل الاختلاف والوهم

عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأعتم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بالعتمة وَلَا يعْدم النَّاس حَتَّى يعتموا ويعتمون بِالْإِبِلِ عتمة اللَّيْل ظلمته وَحَتَّى يعتموا يأْتونَ حِينَئِذٍ ويعتمون الْإِبِل أَي يحلبونها حِينَئِذٍ وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث وَإِنَّمَا يعتم بحلاب الْإِبِل وَإِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك انتظارا للطارق والضيف فَيُصِيب من أَلْبَانهَا يُقَال عتم اللَّيْل يعتم إِذا أظلم وأعتم النَّاس إِذا دخلُوا فِي ظلمَة اللَّيْل وَقيل بل سميت الصَّلَاة عتمة لتأخير وَقتهَا يُقَال عتم الرجل قراه إِذا أَخّرهُ وعتمت الْحَاجة وأعتمت تَأَخَّرت وَقَالَ بَعضهم عتمة اللَّيْل ثلثه وأعتم الرجل إِذا جَاءَ حِينَئِذٍ وَقيل مَعْنَاهُ يبطئون بهَا قَالَ أَبُو عبيد العاتم البطئ وَمِنْه قيل الْعَتَمَة وَمَا عتم فِي فعل كَذَا أَي مَا لبث وَقَالَ الزبيدِيّ كَانُوا يسمون تِلْكَ الحلبة الْعَتَمَة باسم عتمة اللَّيْل قَالَ فَإِنَّمَا يَقع الِاسْم على حلاب الْإِبِل لَا على الصَّلَاة وَقَالَ ابْن دُرَيْد عتمة الْإِبِل رُجُوعهَا عَن المرعى (ع ت ق) قَوْله صفحة العاتق وعَلى عَاتِقه بِكَسْر التَّاء هُوَ من الْمنْكب إِلَى اصل الْعُنُق هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَوضِع الرِّدَاء من الْجَانِبَيْنِ قَوْله يخْرجن الْعَوَاتِق الْعَوَاتِق من النِّسَاء الْجَوَارِي اللَّاتِي أدركن وَفِي البارع العاتق من النِّسَاء الَّتِي لم تبن عَن أَهلهَا وَقَالَ أَبُو زيد هِيَ الَّتِي بَين الَّتِي أدْركْت وَالَّتِي عنست والعاتق الَّتِي لم تتَزَوَّج قَالَ ثَعْلَب سميت بذلك لِأَنَّهَا عتقت من خدمَة أَبَوَيْهَا وَلم تملك بعد بِنِكَاح وَقَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ فَوق المعصر وَقَالَ ثَابت هِيَ الْبكر الَّتِي لم تبن إِلَى زوج وَقَالَ الْخَلِيل جَارِيَة عاتق أَي شَابة وَقَالَ الْخطابِيّ العاتق الْجَارِيَة حِين تدْرك وَقيل اللواتي أشرفن على الْبلُوغ قَوْله هن من الْعتاق الأول أَي من أول مَا أنزل من الْقُرْآن وَقيل من قديم مَا تعلمت وقرأت من الْقُرْآن وَالْأول أشبه لقَوْله بعدوهن من تلادي أَي مِمَّا تعلمت فقد جَاءَ بِهَذَا الْمَعْنى وَلَا وَجه لتكرره والعتيق الْقَدِيم وَقد يكون هُنَا بِمَعْنى الشريفات الفاضلات وَالْعرب تَقول لكل منتاه فِي الْجَوْدَة عَتيق وَسميت الْكَعْبَة الْبَيْت الْعَتِيق بذلك وَقيل لِأَنَّهُ أعتق من الْجَبَابِرَة أَي من تجبرهم فِيهِ فَلَا يدْخلهُ أحد وَلَا يصل إِلَيْهِ الْأَذَل عِنْده وَذَهَبت نخوته وَطَاف بِهِ وَقيل لِأَنَّهُ أعتق مِنْهُم فَلَا يدعى جَبَّار ملكه وإضافته إِلَيْهِ وَقيل لِأَنَّهُ أعتق من الْغَرق بِعَهْد نوح (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد يحْتَمل أَنه بِمَعْنى الْقَدِيم وَلذَلِك قيل لمَكَّة أم الْقرى والقرية الْقَدِيمَة وَقَالَ الله تَعَالَى فِيهِ أَن أول بَيت وضع للنَّاس الْآيَة وَسمي أَبُو بكر عتيقا قيل اسْمه وَقيل لجمال وَجهه والعتيق الْحسن وَقيل لِأَنَّهُ عَتيق الله من النَّار وَقيل عَتيق قديم فِي الْخَيْر وَقيل لِأَن أمه كَانَ لَا يعِيش لَهَا ولد فَلَمَّا وَلدته قَالَت اللَّهُمَّ هَذَا عتيقك من الْمَوْت فهبه لي وَقيل لشرفه وَأَنه لم يكن فِي نسبه عيب وَقَوله حملت على فرس عَتيق فِي سَبِيل الله أَي منتاه فِي الْجَوْدَة كَمَا تقدم تَفْسِيره وَقَوله وَإِلَّا فقد عتق مِنْهُ مَا عتق بِفَتْح الْعين وَالتَّاء فِي البارع يُقَال عتق الْمَمْلُوك يعْتق عتقا وعتاقة بِالْفَتْح فيهمَا قَالَ الْخَلِيل وعتاقا بِالْفَتْح أَيْضا قَالَ غَيره وَالِاسْم الْعتْق بِالْكَسْرِ وَالْعتاق بِالْفَتْح وَلَا يُقَال أعتق وَلَا عتق وَقد أعْتقهُ مَوْلَاهُ وَأعْتق فَهُوَ مُعتق وعتيق. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله الذَّهَب الْعتْق بِضَم الْعين وَالتَّاء مُخَفّفَة أَي الْقَدِيمَة جمع عَتيق وَفِي رِوَايَة بعض الشُّيُوخ فِي الْمُوَطَّأ بِفَتْح التَّاء مُشَدّدَة وَالْأول أصوب وَقَوله فِي أَعْلَام الْحَرِير فِيمَا عتمنا أَنه يَعْنِي الْأَعْلَام كَذَا عِنْد القَاضِي الشَّهِيد بتاء مُشَدّدَة وَمِيم سَاكِنة وَكَذَا عِنْد أبي بَحر إِلَّا أَن عِنْده فَمَا وَعند الطَّبَرِيّ فَمَا علمنَا أَنه يَعْنِي الْأَعْلَام

فصل الاختلاف والوهم

وَعند غَيره مثله إِلَّا أَنه قَالَ يَعْنِي الْأَعْلَام وَرِوَايَة القَاضِي وَأبي بَحر الصَّوَاب وَعند بَعضهم أَي مَا ترددنا وَلَا أبطانا فِي فهم مُرَاده بذلك قَالَ أَبُو عبيد فِي المُصَنّف وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّ صَوَابه وَأَعْلَمنَا وَفِي فَوَائِد ابْن المهندس فأعلمنا أَنه يَعْنِي الْأَعْلَام وَفِي بَاب إِذا أعتق عبدا بَين اثْنَيْنِ يقوم عَلَيْهِ قيمَة عدل على الْعتْق وَأعْتق مِنْهُ مَا أعتق كَذَا للأصيلي وَمثله لأبي ذَر والنسفي والقابسي وعبدوس إِلَّا أَن عِنْد أبي الْهَيْثَم والنسفي على الْمُعْتق وَمِنْهُم من يَقُول وَعتق وَبَعْضهمْ وَأعْتق وكل هَذَا فِيهِ تَغْيِير وَصَوَابه رِوَايَة ابْن السكن قيمَة عدل على الْمُعْتق وَإِلَّا أعتق مِنْهُ مَا أعتق كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَقَوله فِي حَدِيث أبي كريب فِي صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي ثوب وَاحِد مُشْتَمِلًا بِهِ وَاضِعا طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي عَاتِقه وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر مُخَالفا بَين طَرفَيْهِ وعَلى مَنْكِبَيْه الْعين مَعَ الثَّاء (ع ث ر) قَوْله يلْتَمس عثراتهم بِفَتْح الثَّاء أَي سقطاتهم وزلاتهم يُرِيد عيوبهم وَقَوله فِي الزَّكَاة وَمَا كَانَ عثريا فَفِيهِ الْعشْر بِفَتْح الْعين والثاء وَحكى ابْن المرابط فِيهِ سُكُون الثَّاء وَهُوَ مَا سقته السَّمَاء من النّخل وَالثِّمَار لِأَنَّهُ يصنع لَهُ شبه الساقية تجمع مَاء الْمَطَر إِلَى أُصُوله يُسمى العاثور وَقَول مُسلم كَمَا قد عثر فِيهِ أَي اطلع قَالَ الله تَعَالَى) فَإِن عثر على أَنَّهُمَا استحقا إِثْمًا (أَي اطلع وَوجد وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي وجود مَا كتم وأخفى (ع ث ل) وَقَوله فِي الْجراح أَي بَرِئت على عثل بِفَتْح الْعين والثاء أَي أثر وشين وَأَصله الْفساد وَيُقَال عثم بِالْمِيم أَيْضا والثاء سَاكِنة وَهُوَ فِي الْأَثر والشين بِالْمِيم أشهر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول مُسلم فَيَقْذِفُونَهُ إِلَى قُلُوب الاعتياء كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ بِالْعينِ الْمُهْملَة وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَعند العذري الْأَغْنِيَاء بِالْمُعْجَمَةِ وَنون وَكِلَاهُمَا وهم وَصَوَابه رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وَمن وَافقه الأغبياء بِالْمُعْجَمَةِ وَالْبَاء بِوَاحِدَة أَي الْعَامَّة والجهلة الَّذين لَا يفهمون الْعلم وَيدل عَلَيْهِ قَوْله آخر الْكَلَام وَقد فهم بهَا إِلَى الْعَوام الَّذين لَا يعْرفُونَ عيوبها الْعين مَعَ الْجِيم (ع ج ب) قَوْله الأعجب الذَّنب بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْجِيم وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَيُقَال بِالْمِيم أَيْضا وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة القعْنبِي فِي الْمُوَطَّأ هُوَ الْعظم الْحَدِيد أَسْفَل الصلب وَأَعْلَى مَا بَين الأليتين مَكَان الذَّنب من ذَوَات الْأَرْبَع من الْحَيَوَان وَقَوله عجب ربكُم وَعجب من فعلكما مثل قَوْله تَعَالَى بل عجبت على قِرَاءَة من رفع قيل عظم ذَلِك عِنْده وَقيل عظم جَزَاؤُهُ سمي الْجَزَاء عجبا (ع ج ج) قَوْله عجاجة الدَّابَّة أَي غبارها الَّذِي تثيره حوافرها بتَخْفِيف الْجِيم (ع ج ر) قَوْله يعتجر بعمامته هُوَ ليها فَوق الرَّأْس دون حنك مَأْخُوذ من عجر الْمَرْأَة وَهُوَ ليهاله على رَأسهَا وَحكى الْحَرْبِيّ أَنه إرخاء طرفِي الْعِمَامَة أَمَامه أَحدهمَا عَن يَمِينه وَالْآخر عَن شِمَاله وَقَوله اذكر عُجَره وبجره العجر العقد تَجْتَمِع فِي الْجَسَد وَقيل فِي الظّهْر والبجر مثله وَقيل فِي الْبَطن وَمَعْنَاهُ اذكر عيوبه وَقيل أسراره وَقد قدمْنَاهُ فِي حرف الْبَاء مستوعبا (ع ج ز) قَوْله عجز الْمَسْجِد وعَلى عجز الرَّاحِلَة وَعجز النَّاقة أَي مؤخره وَعجز كل شَيْء مؤخره بِفَتْح الْعين وَضم الْجِيم وإعجاز الْأُمُور أواخرها وَكَذَلِكَ عجز الدَّابَّة وَالرجل وَمِنْه فَقعدَ على عجزها يَعْنِي النَّاقة أَي مؤخرها وَيُقَال للْمَرْأَة عجيزتها قَالَ ابْن سراج وَلَا يُقَال للرجل وَحكى المظفر فِي كِتَابه أَنه يُقَال عجيزة الرجل أَيْضا يُقَال عجز وَعجز وَعجز وَعجز وَقَوله أَن عجوزا من عجز يهود بِضَم الْعين وَالْجِيم جمع عَجُوز وَقَوله فِي الْجنَّة لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وعجزهم وَسَقَطهمْ بِفَتْح السِّين وَالْقَاف

(ع ج ل)

وَفتح الْعين وَالْجِيم كُله بِمَعْنى وَسقط كل شَيْء رديه وَمَا لَا يعْتد بِهِ مِنْهُ وعجزهم جمع عَاجز وَهُوَ الغبي وَفِي الحَدِيث الآخر فِي بعض الرِّوَايَات وعجزتهم وَهُوَ بِمَعْنَاهُ قيل مَعْنَاهُ الْعَاجِز فِي أَمر الدُّنْيَا وَيكون بِمَعْنى قَوْله أَكثر أهل الْجنَّة البله قيل فِي أَمر الدُّنْيَا وَالْأولَى فِي هَذَا كُله أَنَّهَا إِشَارَة إِلَى عَامَّة الْمُسلمين وسوادهم لأَنهم غافلون عَن أُمُور لم تشوش عَلَيْهِم دياناتهم وَلَا أدخلتهم فطنتهم فِي أُمُور لم يصلوا بهَا إِلَى التَّحْقِيق فَيَكُونُوا من أهل عليين مَعَ النبيئين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَالْعُلَمَاء وهم أقل أهل الْجنَّة وَلَا وقفت بهم على الْأُصُول وحادت بهم عَن السَّبِيل فضلوا بِكفْر أَو بِدعَة فهلكوا وَالله أعلم وَقَوله فتعجزوا عَنْهَا أَي لَا تطيقونها بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا فِي الْمَاضِي عجز يعجز وَقد قيل فِي الْمَاضِي بِكَسْر الْجِيم وَالْفَتْح أعرف قَالَ الله تَعَالَى أعجزت أَن أكون مثل هَذَا الْغُرَاب وَمِنْه قَوْله كل شَيْء بِقَضَاء وَقدر حَتَّى الْعَجز والكيس روينَاهُ بِكَسْر الزَّاي وَالسِّين وضمهما فَمن ضم جعلهَا عاطفة على كل وَمن كسر جعلهَا عاطفة على شَيْء وَهِي هُنَا على هَذَا بِمَعْنى الْوَاو وَتَكون فِي الْكسر خافضة وحرف جر بِمَعْنى إِلَى وَهُوَ أحد وجوهها وَالْعجز هُنَا يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ عدم الْقُدْرَة وَقيل هُوَ ترك مَا يجب فعله والتسويف بِهِ وتأخيره عَن وقته قيل وَيحْتَمل أَن يُرِيد بذلك الْعَجز والكيس فِي الطَّاعَات وَيحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ فِي أُمُور الدُّنْيَا وَالدّين وَقَوله أَن رعي الجدبة أَكنت معجزه أَي قَائِلا لَهُ ومعتقدا فِيهِ أَنه فعل فعل العجاز غير الأكياس وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَرَأَيْت أَن عَجزا واستحمق من هَذَا أَي لم يكن فِي فعله وَعجز عَن فعل الصَّوَاب وَعمل عمل الحمقا (ع ج ل) قَوْله حَتَّى يَمُوت الأعجل منا كَذَا الرِّوَايَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ الصَّحِيح وَقَالَ بعض المتعقبين صَوَابه الأعجز بالزاي وَلم يقل شَيْئا بل جهل الْكَلِمَة وَهِي كلمة تستعملها الْعَرَب بِمَعْنى الْأَقْرَب أَََجَلًا وَهُوَ من العجلة والاستعجال وَهُوَ سرعَة الشَّيْء وَمن أمثالهم فِي التجلد على الشَّيْء وَالصَّبْر قَوْلهم لَيْتَني وَفُلَانًا يفعل بِنَا كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَمُوت الأعجل وَمِنْه قَول الشَّاعِر ضربا وطعنا أَو يَمُوت الأعجل وَفِي الذَّبَائِح أعجل أَو ارن بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون اللَّام على الْأَمر من العجلة بالذبيحة والإجهاز وعَلى مَا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَرِوَايَة من رَوَاهُ أَو أدنى يكون بِفَتْح لَام افْعَل الَّتِي هِيَ للْمُبَالَغَة وَهُوَ بِمَعْنى الأول أَي ذك بأعجل مَا ينهر الدَّم ويجهز على الذَّبِيحَة وَقَوله فعجلت من خمارها أَي تعجلت قَالَ الله تَعَالَى وعجلت إِلَيْك رب لترضى وَقَوله فتوضؤا وهم عِجَال ويروى عجالي هما بِمَعْنى عجالي جمع عجلَان وَقَوله يرتقي إِلَيْهَا بعجلة هِيَ مفسرة فِي الحَدِيث كالدرجة تصنع من جذع النَّخْلَة (ع ج م) العجماء جَبَّار مَمْدُود أَي الْبَهِيمَة يُرِيد فعلهَا هدر وَقد فسرناه فِي الْجِيم سميت عجماء لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّم وَمِنْه إِذا ركبتم هَذِه الدَّوَابّ الْعَجم وخصها هُنَا بِهَذِهِ الصّفة لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّم فَتبين عَن نَفسهَا مَا بهَا من مشقة وَفِي الْمُوَطَّأ فِي الصَّغِير والأعجمي الَّذِي لَا يفصح وَعند ابْن أبي جَعْفَر والعجمي وَالْأول أوجه وَقَوله فاستعجم الْقِرَاءَة على لِسَانه أَي ثقلت عَلَيْهِ كالأعجمي والأعجمي والأعجم الَّذِي لَا يفصح وَالَّذِي فِي لِسَانه لكنة وَإِن كَانَ عَرَبيا وَأما العجمي فَمن ينْسب إِلَى الْعَجم وَإِن كَانَ فصيحا بليغا وَهَذَا قَول ابْن قُتَيْبَة وَمن وَافقه من أهل اللُّغَة وَقَالَ أَبُو زيد القيسيون يَقُولُونَ هم الْأَعْجَم وَلَا يعْرفُونَ الْعَجم قَالَ ثَابت وَقَول أبي زيد أولى قَالَ الشَّاعِر مِم تعتقه سلوك الْأَعْجَم قَوْله من استعجم عَلَيْهِ الْقُرْآن أَي لم

فصل الاختلاف والوهم

يفصح بِهِ لِسَانه (ع ج و) قَوْله الْعَجْوَة بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْجِيم ضرب من التَّمْر من جيده. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث الطَّلَاق فَإِذا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي مشربه يرقى إِلَيْهَا بعجلتها كَذَا لكافة الروات وَفِي نُسْخَة أبي عِيسَى من مُسلم بعجلة وَهُوَ الصَّوَاب وَقد تقدم تَفْسِيره قَوْله فِي مُسلم أَلا يُعْجِبك أَبُو هُرَيْرَة جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى حُجْرَتي ويروى أَلا نعجبك بالنُّون أَي نريك الْعجب وَأَبُو هُرَيْرَة مُبْتَدأ كَذَا ضبطناه بالنُّون فِي البُخَارِيّ وَغَيره أَلا نعجبك بالنُّون وَفِي غَيره أعْجبك بِالْهَمْزَةِ وَفِي بعض كتب شُيُوخنَا بِالْيَاءِ وَأَبُو هُرَيْرَة فَاعل وَالْمرَاد شَأْنه وقصته وَفِي البُخَارِيّ جَاءَ بِلَفْظ آخر ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَول القابي فِيهِ فِي حَدِيث الَّذِي وجد مَعَ امْرَأَته رجلا قَوْله إِن كنت لَا عاجله كَذَا رَوَاهُ الْهَوْزَنِي وَرَوَاهُ الْحميدِي لَا عاجله وَالْأول الصَّوَاب الْعين مَعَ الدَّال (ع دَد) قَوْله أعداد مياه الْحُدَيْبِيَة بِفَتْح الْهمزَة الْعد بِكَسْر الْعين المَاء الْمُجْتَمع الْمعِين وَجمعه أعداد وَالْأَيَّام المعدودات قَالَ مَالك أَيَّام التَّشْرِيق وَهِي ثَلَاثَة بعد النَّحْر قيل سميت بذلك لِأَنَّهُ إِذا زيد عَلَيْهَا فِي الْمقَام كَانَت حضرا وَلقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَا يبْقى مهَاجر بِمَكَّة بعد قَضَاء نُسكه فَوق ثَلَاث وَقَوله فِي الْفَرَائِض أَن الْأُخوة الشقائق يعادون الْجد بالأخوة للْأَب وَلَا يعادونه بالأخوة للْأُم يُرِيد أَنهم يحتسبون بهم فِي عدد الْأُخوة وَلَا يحتسبون بالآخرين وَمثله قَوْله وَإِن وَلَدي ليتعادون الْيَوْم على نَحْو الْمِائَة يتفاعلون من الْعدَد وَفِي الدِّيات أعدد على مَاء قديد عشْرين وَمِائَة كَذَا ضبطناه هُنَا بِضَم الْهمزَة وَالدَّال من عد الْحساب قَالَ بعض شُيُوخنَا ويروى أعدد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الدَّال من الْأَعْدَاد والحضور (ع د ل) قَوْله لَا يقبل الله مِنْهُم صرفا وَلَا عد لَا بِفَتْح الْعين قيل الْعدْل الْفِدْيَة وَقيل الْفَرِيضَة وَقد تقدم تَفْسِيره فِي حرف الصَّاد قَوْله وَله أُوقِيَّة أَو عدلها بِالْفَتْح وَمن تصدق بِعدْل تَمْرَة فالعدل بِالْفَتْح الْمثل وَمَا عَادل الشَّيْء وكافاه من غير جنسه وبالكسر مَا عادله من جنسه وَكَانَ نَظِيره وَقيل الْفَتْح وَالْكَسْر لُغَتَانِ فيهمَا وَهُوَ قَول الْبَصرِيين وَنَحْوه عَن ثَعْلَب وَقَوله ينشدنك الْعدْل فِي ابْنة أبي قُحَافَة وَأَعْدل وخبت وخسرت إِن لم أعدل الْعدْل الاسْتقَامَة وَهُوَ نقيض الْجور يُقَال مِنْهُ عدك يعدل فَهُوَ عدل وهما عدل وهم عدل وَهن عدل وَقد قيل عَدْلَانِ وعدول وَفِي الحَدِيث قد عدلنا مَعْنَاهُ كفرنا وأشركنا وَجَعَلنَا لله عدلا ونظيرا وَالِاسْم مِنْهُ عَادل وَمِنْه بل هم قوم يعدلُونَ وبربهم يعدلُونَ أَي يكفرون ويجعلون لَهُ عديلا وشريكا قَوْله نعم العدلان ونعمت العلاوة وَالْعدْل بِالْكَسْرِ نصف الْحمل على أحد شقي الدَّابَّة وَالْحمل عَدْلَانِ فِي جهتيها والعلاوة بِكَسْر الْعين أَيْضا مَا جعل بَين العدلين وَقيل مَا علق على العير قَالَه الْحَرْبِيّ يُرِيد بِهَذَا ضرب الْمثل لمضمن قَوْله تَعَالَى أولائك عَلَيْهِم صلوَات من رَبهم وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هم المهتدون فالعدلان صلوَات الله وَرَحمته مثلهمَا بذلك لما كَانَتَا من ثَوَاب الله عَلَيْهِم وَمن بَاب تفضله وإنعامه تَعَالَى وَجعل العلاوة كَونهم مهتدين لما كَانَت صفة للمذكورين من غير نوع الْأَوَّلين وَإِن كَانَ الْجَمِيع بِفضل الله وَفعله وصادرا عَن رَحمته وإنعامه (ع د م) قَوْله تكسب الْمَعْدُوم أَي الشَّيْء الَّذِي لَا يُوجد تكسبه لنَفسك أَو تملكه سواك على مَا تقدم من اخْتِلَاف التَّأْوِيل فِيهِ وَالرِّوَايَة فِي تكسب فِي بَاب الْكَاف وَفِي الحَدِيث الآخر من يقْرض الملى غير الْمَعْدُوم كَذَا رَوَاهُ بعض روات

فصل الاختلاف والوهم

مُسلم وَلغيره العديم وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الْفَقِير والعدم الْفقر بفتحهما وَسُكُون الدَّال وَيُقَال بِضَم الْعين وَسُكُون الدَّال أَيْضا والإعدام أَيْضا وَقد أعدم الرجل بِفَتْح الْهمزَة وَالدَّال وَهُوَ مَعْدُوم وَعدم بِكَسْر الدَّال (ع د ن) قَوْله معادن الْعَرَب وتجدون النَّاس معادن أَي أُصُولهَا وبيوتها ومعدن كل شَيْء أَصله وَمِنْه معادن الذَّهَب وَالْفِضَّة وَغَيرهمَا وَقَوله الْمَعْدن جَبَّار أَي من أَنهَار عَلَيْهِ من الإجراء فَلَا شَيْء على مستأجرهم وجنة عدن وَدَار عدن أَي دَار إِقَامَة وَبَقَاء لَا تفنى وَلَا تبيد وأصل العدن الثُّبُوت وَالْإِقَامَة وَمِنْه سمي لثُبُوت مَا فِيهِ بِهِ وَقيل لإِقَامَة النَّاس عَلَيْهِ لاستخراجه (ع د و) قَوْله عدا حَمْزَة على شارفي أَي ظَلَمَنِي والعدوان تجَاوز الْحَد فِي الظُّلم وَمِنْه فَمن اضْطر غير بَاغ وَلَا عَاد أَي غير مجاوز حُدُود الله لَهُ فِي ذَلِك وَقَوله لَا عدوى يحْتَمل النَّهْي عَن قَول ذَلِك واعتقاده وَالنَّفْي لحقيقة ذَلِك كَمَا قَالَ لَا يعدي شَيْء شَيْئا وَقَوله فَمن أعدى الأول وَكِلَاهُمَا مَفْهُوم من الشَّرْع والعدوى مَا كَانَت تعتقده الْجَاهِلِيَّة من تعدِي دَاء ذِي الدَّاء إِلَى مَا يجاوره ويلاصقه مِمَّن لَيْسَ فِيهِ دَاء فنفاه عَلَيْهِ السَّلَام وَنهى عَن اعْتِقَاده وَقَوله لَهُ عدوتان وَقَوله تعادى بِنَا خَيْلنَا بِفَتْح التَّاء وَالدَّال أَي تجْرِي والعادية الْخَيل تعدوا عدوا وعدوا أَي تجْرِي والعداء بِفَتْح الْعين وَكسرهَا مَمْدُود الطلق من الجري وأصل التعادي التوالي وَقَوله مَا عدا سُورَة الحدة أَي مَا خلا ذَلِك مِنْهَا وَغير ذَلِك مِنْهَا وَسورَة الحدة هيجان الْغَضَب وثورانه وَقَوله استعدى عَلَيْهِ أَي رفع أمره للْحَاكِم لِيَنْصُرهُ وأعدى الْحَاكِم فلَانا على فلَان نَصره وَقَوله فَلم يعد أَن رأى النَّاس مَاء فِي الْمِيضَاة فتكابوا عَلَيْهَا أَي فَلم يتجاوزوا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب النّظر إِلَى الْمَرْأَة معي سُورَة كَذَا وَسورَة كَذَا عادها كَذَا لكافتهم هُنَا وَعند الْأصيلِيّ عَددهَا فِي بَاب إِذا أسلمت المشركة ثمَّ أسلم زَوجهَا فِي الْعدة كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فِي البُخَارِيّ ثمَّ أسلم زَوجهَا من الغدو الأول الْمَعْرُوف وَهُوَ صَحِيح قَوْله فِي حَدِيث مُسَيْلمَة وَلنْ تعدو أَمر الله فِيك أَي لن تجاوزه كَذَا روينَاهُ فِي جَمِيع رِوَايَات البُخَارِيّ وَفِي كتاب مُسلم وَلنْ أَتعدى أَمر الله فِيك وَرجح الْكِنَانِي رِوَايَة البُخَارِيّ قَالَ وَلَعَلَّ مَا فِي كتاب مُسلم ون تعدا فزيدت الْألف وهما قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى لن تعدو أَمر الله أَنْت فِي خيبتك مِمَّا أملته من النُّبُوَّة وهلاكك دون ذَلِك أَو بِمَا سبق من أَمر الله وقضائه فِيهِ من شقاوته وَلنْ أعدو أَمر الله فِيك من أَنِّي لَا أجيبك إِلَى مَا طلبته مِمَّا لَا يَنْبَغِي لَك من الِاسْتِخْلَاف أَو الشّركَة وَمن أَن أبلغ مَا أنزل الله وادفع أَمرك بِالَّتِي هِيَ أحسن وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب لِيَتَأَهَّبُوا أهبة عدوهم كَذَا لِابْنِ ماهان ولسائر الروات غزوهم بالزاي وهما صَحِيحَانِ الْعين مَعَ الذَّال (ع ذ ب) إِن الْمَيِّت ليعذب ببكاء أَهله قيل هُوَ على وَجهه إِذا كَانَ ذَلِك بأَمْره ووصيته وَقيل كَانَ ذَلِك خَاصّا فِي كَافِر أَي أَنه يعذب وهم يَبْكُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ تَأْوِيل عَائِشَة وَقيل أَنه يعذب بذلك ويشفق مِنْهُ إِذا سَمعه ويرق لَهُ قلبه وَهُوَ دَلِيل حَدِيث قبله وَقيل هُوَ تَقْرِيره وتوبيخه على مَا يثنى بِهِ عَلَيْهِ وَينْدب وَقيل يعذب بالجرائم الَّتِي اكتسبها من قتل وغصب وظلم وَكَانَت الْجَاهِلِيَّة تثني بِهِ على موتاها (ع ذ ر) قَوْله استعذر من ابْن سلول وَقَوله من يعذرني من رجل قَالَ فِي البارع أَي من ينصرني عَلَيْهِ والعذير النَّاصِر وَقَالَ الْهَرَوِيّ مَعْنَاهُ من يقوم بعذري أَن كافاته على سوء فعله وَيُقَال

فصل الاختلاف والوهم

عذرت الرجل وأعذرته قبلت عذره ومعذرته وَعذر الرجل وأعذر إِذا أذْنب فَاسْتحقَّ الْعقُوبَة وَعذر إِذا أبدى عذرا وأعذر قصر وأعذر وَعذر كثرت عيوبه وَقَوله الْعَذْرَاء والعذاري هن الإبكار من النِّسَاء وعذرتهن بكارتهن وَبِذَلِك سمين عذارى وَبِه سميت الجامعة من الأغلال عذراء لضيقها وَقيل لكل أَمر ضَاقَ إِلَيْهِ السَّبِيل تعذر وَقَوله أعلقت عَلَيْهِ من الْعذرَة بِضَم الْعين قَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ وجع الْحلق وَقَالَ أَبُو عَليّ الْعذرَة اللهات وَقَالَ غَيره هُوَ قريب من اللهات وَسَيَأْتِي تَفْسِير أعلقت وَمثله وَيسْقط بِهِ من الْعذرَة وَقَوله لَا أحد أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله أَي الْإِعْذَار وَالْحجّة وَبَينه قَوْله فِي آخر الحَدِيث من أجل ذَلِك أنزل الْكتاب وَأرْسل الرُّسُل (ع ذ ل) قَوْله حِين عذله العذل والعذل اللوم (قَوْله أَنا عذيقها المرجب وَكم من عذق مذلل لأبي الدحداح العذق بِالْفَتْح النَّخْلَة بِنَفسِهَا وبالكسر العرجون وَقد اخْتلف فِي عذيقها هَل هُوَ تَصْغِير عذق أَو عذق وَتقدم تَفْسِيره وَتَفْسِير المرجب قبل وَقَوله وأشركته حَتَّى فِي العذق وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ بِالْكَسْرِ وَلغيره بِالْفَتْح وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا وَالْأَظْهَر وَقَوله فَأَعْطَتْهُ عذاقا وعذاقها بِكَسْر الْعين جمع عذق بِالْفَتْح وَهُوَ النَّخْلَة نَفسهَا وَيجمع عذوق أَيْضا وإعذاق وَقيل إِنَّمَا يُقَال للنخلة عذق إِذا كَانَت بحملها وللعرجون عذق إِذا كَانَ تَاما بشماريخه وتمره وعذق ابْن حبيق بِفَتْح الْعين نوع من التَّمْر ردي وعذق نُرِيد مثله نوع من التَّمْر أَيْضا وَفِي حَدِيث أبي طَلْحَة وَجَاء بعذق فِيهِ رطب وتمر وَبسر فَقَالَ كلوا من هَذَا بِكَسْر الْعين يَعْنِي العرجون قَالَ بَعضهم لَعَلَّه بعرق بالراء أَي بزبيل لما ذكر من جمعه هَذِه فِيهِ وَلَا ضَرُورَة للتأويل فِيهِ فقد رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بقنو وَهُوَ العرجون وَقد يكون فِي العرجون نَفسه مَا أرطب ويبس وَعجل وَمَا تَأَخّر بعد فَهُوَ بسر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَمَا الله أعلم بِعُذْر ذَلِك من العَبْد كَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب يحيى عَن مَالك فِي موطأه وَعند ابْن وضاح بِقدر بِالْقَافِ وَالدَّال الْمُهْملَة وَفِي الْجَنَائِز إِن كَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ليتعذر أَيْن أَنا الْيَوْم أَيْن أَنا غَدا كَذَا لأبي ذَر قَالَ الْخطابِيّ أَي يتعسر ويتمنع وَأنْشد (وَيَوْما على ظهر الكتيب تَعَذَّرَتْ) ولسائر الروات يتَقَدَّر من التَّقْدِير ليومها وانتظاره قَوْله فِي كتاب الْأَطْعِمَة وَبَنُو أَسد تعذرني على الْإِسْلَام كَذَا رَوَاهُ بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للكافة تعزرني بالزاي أَولا أَي توقفني وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَمَعْنَاهُ توقفني وَسَيَأْتِي تَفْسِيره قَوْله فِي الْمُنَافِقين لَيْلَة الْعقبَة وَعذر مثله كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا فِي مُسلم بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة مُخَفّفَة وَرَوَاهُ بَعضهم عذر بتَشْديد الذَّال وَرَوَاهُ بَعضهم غدر بِالْمُعْجَمَةِ وَالدَّال الْمُهْملَة من الْغدر قَول أبي جهل اعذر من رجل قَتله قومه كَذَا للقابسي وعبدوس والحموي وَابْن السماك ولسائر رُوَاة الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا اعمد وَهُوَ الْمَعْرُوف وَمَعْنَاهُ هَل زَاد أَمْرِي على عميد قوم قَتله قومه أَي لَا عَار عَليّ فِي هَذَا وَقيل مَعْنَاهُ أعجب وَأما أعدر فَمَعْنَاه من الْمُبَالغَة فِي الْإِيلَاء وَالْجد أَي أَشد رجل بلَاء فِي أمره قَتله قومه يُقَال اعذر الرجل إِذا أبلى وَعذر إِذا قصر الْعين مَعَ الرَّاء (ع ر ب) قَوْلهم أعربهم أجساما أَي أصحهم يُقَال عَرَبِيّ بَين الْعرُوبَة والعروبية بِضَم الْعين وَقَوله الْجَارِيَة العربة يفسره قَوْلهَا بعد ذَلِك الحريصة على اللَّهْو يُقَال امْرَأَة عاربة أَي ضاحكة وَالْعرب

(ع ر ج)

النشاط وعربا أَتْرَابًا وَقيل فِيهِنَّ هَذَا الْمَعْنى وَقيل هن المتعشقات لِأَزْوَاجِهِنَّ وَيُقَال الغنجة وَقَوله عرب بطن أخي يُقَال عربت معدته وذربت كُله بِكَسْر الرَّاء إِذا فَسدتْ وَقَوله نهى عَن بيع العربان هُوَ مَا يقدم فِي السّلْعَة والمنهى عَنهُ مَا كَانَت تَفْعَلهُ الْجَاهِلِيَّة أَن رَضِي البيع كَانَ من الثّمن وَأَن أَبَاهُ المُشْتَرِي بعد وَكَرِهَهُ طَابَ العربان للْبَائِع يُقَال عربان وعربون بِضَم الْعين فيهمَا وَيُقَال بِالْهَمْز مَكَان الْعين فيهمَا أَيْضا وَيُقَال بِفَتْح الْعين وَالرَّاء أَيْضا وَيُقَال أعربت فِي الشَّيْء إِذا دفعت العربان فِيهِ وعربته أَيْضا قَالَ الْأَصْمَعِي وَهُوَ أعجمي عربته الْعَرَب وَقَوله ارتددت على عقبك وتعربت أَي لَزِمت الْبَادِيَة وَتركت الْهِجْرَة وصرت من الْأَعْرَاب وَقَوله التَّعَرُّب فِي الْفِتْنَة أَي التبدي وسكنى الْبَادِيَة وَكَانَ التَّعَرُّب على المُهَاجر حَرَامًا لخروجهم عَن الْمَدِينَة إِلَّا بِإِذن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله يكونُونَ كأعراب الْمُسلمين أَي كبواديهم الَّذين لم يهاجروا وَمِنْه أُمَامَة الْأَعرَابِي أَي البدوي وكل بدوي أَعْرَابِي وَإِن لم يكن من الْعَرَب فَإِن كَانَ يتَكَلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ وَهُوَ من الْعَجم قلت فِيهِ عرباني والأعجمي والعجمي مَنْسُوب إِلَى الْعَجم والأعجم الَّذِي لَا يفصح وَإِن كَانَ من الْعَرَب (ع ر ج) قَوْله فعرج بِي إِلَى السَّمَاء بِفَتْح الرَّاء وَالْعين ويروى بِضَم الْعين وَكسر الرَّاء مَعْنَاهُ ارْتقى والمعراج الدرج والمعراج قيل فِيهِ سلم تعرج بِهِ الْأَرْوَاح وَجَاء فِي الحَدِيث أَنه أحسن شَيْء لَا يَتَمَالَك الرّوح إِذا رَآهُ أَن يخرج وَأَنه إِلَيْهِ يشخص بصر الْمَيِّت من حسنه وَقيل هُوَ الَّذِي تصعد فِيهِ الْأَعْمَال وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى ذِي المعارج معارج الْمَلَائِكَة وَقيل ذِي الفواضل الْعَالِيَة وَقَوله فَأخذ عرجونا وَفِي يَده عرجون وَهُوَ عود الكباسة الَّذِي تتفرق مِنْهُ الشماريخ إِذا يبس واعوج قَالَه الْأَصْمَعِي (ع ر ر) قَوْله كَانَ إِذا تعار من اللَّيْل مشدد الرَّاء قيل اسْتَيْقَظَ وَقيل تكلم وَقيل تمطى وَأَن وَقيل انتبه وَفِي البارع التعار هُوَ السهر والتقلب فِي الْفراش قَالَ الْحَرْبِيّ وَلَا يكون إِلَّا وَمَعَهُ كَلَام أَو دُعَاء قَالَ غَيره أَو صَوت يُقَال تعار فِي نَومه يتعار تعارا وَجعله بَعضهم من عرار الظليم لِأَنَّهُ يشبه صَوت الْقَائِم من النّوم وَقَالَ بَعضهم مَعْنَاهُ تمطى بِصَوْت وَهُوَ أبين وأشبه بِالْمَعْنَى وَالتَّفْسِير وَالْعَادَة وَذكر المعتر قيل هُوَ الَّذِي لَا يتَعَرَّض وَلَا يسْأَل يُقَال اعتره وعره يعره واعتراه يعتره ويعتر بِهِ ويعره وَمِنْه فِي حَدِيث الكانزين مَالك ولإخوانك من قُرَيْش لَا تعتريهم وتصيب مِنْهُم أَي تقصدهم وتتعرض لمعروفهم والمعتر أَيْضا الطَّالِب والسائل يُقَال عررته أعره إِذا طلبت معروفه وعروته وعربته وعريته واعتررته واعتريته (ع رك) قَوْله عركت بِفَتْح الرَّاء أَي حَاضَت والعارك الْحَائِض والعراك الْحيض وَقَوله فِي السُّوق هِيَ معركة الشَّيْطَان ومعرك الْحَرْب ومعتركها معارك الْحَرْب مصارعها ومواصع اللِّقَاء والقتال لتعارك الأقران هُنَاكَ وتصارعها وَشبه السُّوق وَقيل الشَّيْطَان بهَا من أَهلهَا بمعارك الْحَرْب وَوَاحِد المعارك معركة بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا وَعند ابْن أبي جَعْفَر من شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ فِيمَن قتل فِي المعرك بِغَيْر تَاء وَكَذَا عِنْد الْمُهلب ولغيرهم المعترك (ع ر م) العرم ذكره البُخَارِيّ وَفَسرهُ أَنه المسناة بلحن حمير أَي بلغَة حمير وَهُوَ السد وَقيل العرم الْوَادي وَقيل اسْم الفار الَّذِي خرب السد وَقيل العرم الْمَطَر الشَّديد (ع ر ص) قَوْله أَقَامَ بالعرصة ثَلَاث لَيَال بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء وصاد مُهْملَة

(ع رض)

يُرِيد وسط الْبَلَد وعرصة الدَّار ساحتها الَّتِي لَا بِنَاء فِيهَا (ع رض) قَوْله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فَنمت فِي عرض الوسادة بِفَتْح الْعين عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَفِي أَكثر الْأُمَّهَات وَهُوَ الْوَجْه لِأَنَّهُ ضد الطول الَّذِي ذكره بعده وَوَقع عِنْد الطرابلسي وَبَعض شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ بِضَم الْعين وَكَذَا وجدت الْأصيلِيّ قَيده بِخَطِّهِ فِي مَوضِع فِي صَحِيح البُخَارِيّ وبالفتح فِي مَوضِع آخر وَكَذَلِكَ ذكره الدَّاودِيّ وَغَيره وَالْفَتْح هُنَا أصوب من الضَّم لِأَنَّهُ بِالضَّمِّ النَّاحِيَة والجانب وَأما الَّذِي فِي حَدِيث الْكُسُوف أريت الْجنَّة وَالنَّار فِي عرض هَذَا الْحَائِط فَهَذَا بِالضَّمِّ أَي جَانِبه وناحيته كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فِي قبْلَة هَذَا الْجِدَار وَكَذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث المرجوم حَتَّى أَتَى عرض الْحرَّة أَي جَانبهَا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر كَأَنَّمَا ينحتون الْفضة من عرض هَذَا الْجَبَل أَي من جَانِبه وَقيل عرض الْحَائِط وَغَيره وَسطه وَقيل عرض الشَّيْء نَفسه وَفِي حَدِيث المعراض مَا أصَاب بعرضه هَذَا بِالْفَتْح والمعراض خَشَبَة محددة الطّرف وَقيل فِي طرفها حَدِيدَة يرْمى بهَا الصَّيْد وَقيل سهم لَا ريش لَهُ يرْمى بِهِ عرضا فَمَا أصَاب بحده وَطوله أكل لِأَنَّهُ جرح وَقطع وَمَا أصَاب بعرضه لم يُؤْكَل لِأَنَّهُ رض كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث فَهُوَ وقيذ وَفِي الحَدِيث لَيْسَ الْغَنِيّ عَن كَثْرَة الْعرض بِفَتْح الرَّاء قَالَ هُوَ مَا يجمع من مَتَاع الدُّنْيَا يُرِيد كَثْرَة المَال وَسمي مَتَاع الدُّنْيَا عرضا لزواله قَالَ الله تَعَالَى) تُرِيدُونَ عرض الدُّنْيَا (وَيبِيع دينه بِعرْض من الدُّنْيَا قيل بِيَسِير وَقد يكون بِمَعْنى ذَاهِب وزائل وَذكر فِيهَا بيع الْعرض بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء وَزَكَاة الْعرُوض قَالَ أَبُو عبيد هُوَ مَا عدا الْحَيَوَان وَالْعَقار والمكيل وَالْمَوْزُون وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَا كَانَ من مَال غير نقد وَقَالَ أَبُو زيد هُوَ مَا عدا الْعين وَفِي الحَدِيث تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب عرض الْحَصِير عودا عودا بِفَتْح الْعين من عرض وَسُكُون الرَّاء قيل معنى تعرض تلصق بِعرْض الْقُلُوب كَمَا يلصق الْحَصِير بِجنب النَّائِم ويؤثر فِيهِ وَإِلَى هَذَا التَّأْوِيل كَانَ يذهب من شُيُوخنَا مِمَّن باحثناه عَن معنى الحَدِيث الْأُسْتَاذ أَبُو الْحُسَيْن وَالشَّيْخ أَبُو بَحر وَقيل معنى تعرض على الْقُلُوب أَي تظهر لَهَا وتعرف مَا تقبل مِنْهَا ويوافقها وَمَا تأباه وَمِنْه عرضت الْخَيل وَعرض السجان أهل السجْن أَي أظهرهم واختبر حَالهم كَمَا قَالَ تَعَالَى وعرضنا جَهَنَّم يَوْمئِذٍ للْكَافِرِينَ عرضا أَي أظهرناها وَأَن المُرَاد بالحصير هُنَا الْحَصِير الْمَعْلُوم عِنْد عَملهَا ونسجها وَعرض المنقية على الناسجة للحصير مَا ينسج ذَلِك مِنْهُ وَاحِدًا بعد وَاحِد كَمَا قَالَ عودا عودا وَإِلَيْهِ كَانَ يذهب من شُيُوخنَا الْأُسْتَاذ أَبُو عبد الله بن سُلَيْمَان وَقد بسطناه بأوسع من هَذَا فِي حرف الْحَاء وَقَالَ الْهَرَوِيّ معنى تعرض أَي تحيط بالقلوب وَمَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله أظهر وَأولى وَقَوله عرضت عَلَيْهِ حَفْصَة وَعرضت يَوْم الخَنْدَق كُله بِمَعْنى مَا تقدم أَي أظهرت لَهُ أمرهَا وكلمته فِي زواجها وأظهرت لَهُ ذَلِك واختبر أَيْضا حَال الآخر يَوْم الخَنْدَق يُقَال مِنْهُ عرض الْأَمِير الْجَيْش وَمثله كَأَنَّهُ يعرض على عمر وَمثله عرضت على الْجنَّة وَالنَّار وَمثله يعرض سلْعَته للْبيع بِغَيْر ألف كُله بِكَسْر الرَّاء فِي الْمُسْتَقْبل وَفتحهَا فِي الْمَاضِي وَلَا يُقَال من هَذَا الْبَاب أعرض رباعي إِلَّا قَوْلهم أَعرَضت الرمْح وَمِنْه قَوْله تَعَالَى إِنَّا عرضنَا الْأَمَانَة على السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمثله فَلم يزل يعرضهَا عَلَيْهِ فِي وَفَاتَ أبي طَالب كُله بِكَسْر الرَّاء وَقَوله وَلَو بِعُود تعرضه عَلَيْهِ بِضَم الرَّاء وَفتح التَّاء كَذَا روينَاهُ وَكَذَا قَالَه الْأَصْمَعِي وَرَوَاهُ

أَبُو عبيد فِي الشَّرْح بِفَتْح التَّاء وَكسر الرَّاء وَذكر قَول الْأَصْمَعِي أَنه بِالضَّمِّ وَهُوَ الصَّحِيح قيل مَعْنَاهُ يَضَعهُ عَلَيْهِ بِالْعرضِ كَأَنَّهُ جعله بعرضه ومده هُنَاكَ إِذا لم يجد مَا يعمره ويعم تغطيته بِهِ وَقَوله كَانَ يعرض رَاحِلَته بِالضَّمِّ فَيصَلي إِلَيْهَا أَي ينيخها عرضا فِي قبلته كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَغَيره وَبَعْضهمْ ضَبطه يعرض بشد الرَّاء وَفتح الْعين وَالْأول أظهر وَأعرف وَقَوله أَن جِبْرِيل عرض لي فِي الْحرَّة أَن الشَّيْطَان عرض لي فِي صَلَاتي أَي بدا لي وَمثله أَن تصاويره تعرض لي فِي صَلَاتي وَقَوله خشيت أَن يكون عرض لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على مَا لم يسم فَاعله أَي لقِيه أحد قَالَ أَبُو زيد وَيُقَال فِيهَا بِالْفَتْح أَيْضا يُقَال مِنْهُ كُله عرض يعرض وَحكى الْفراء عرض بِالْكَسْرِ يعرض لُغَتَانِ صحيحتان فِي الْبَاب كُله عَن الْفراء وَيُقَال أَيْضا مِنْهُ تعرض وَاعْترض وَأعْرض وَأنكر بَعضهم عرض بِالْكَسْرِ يعرض لُغَتَانِ صحيحتان جيدتان فِي الْبَاب كُله عَن الْفراء وَيُقَال أَيْضا مِنْهُ تعرض وَاعْترض وَأعْرض وَأنكر بَعضهم عرض بِالْكَسْرِ إِلَّا فِي قَوْلهم عرضت لي الغول وَحدهَا وَقَوله فِي الصَّيْد يعْتَرض بِهِ الْحَاج أَي يترصدون بِهِ ويقصدون وَقَوله فِي التّرْك عراض الْوُجُوه يُرِيد سعتها وَقَوله كَانَ يعرض عَلَيْهِ الْقُرْآن بِفَتْح الْيَاء وَكسر الرَّاء ويعارضه الْقُرْآن يَعْنِي يقْرَأ عَلَيْهِ وَالْعرض على الْعَالم بِالْفَتْح الَّذِي تكلم عَلَيْهِ الْعلمَاء وَذكره البُخَارِيّ من هَذَا وَهُوَ قراءتك عَلَيْهِ فِي كتابك أَو من صدرك وَمِنْه فعرضت حَدِيثهَا عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله يُعَارضهُ وعارضه الْقُرْآن وَقَوله فاعرض بِوَجْهِهِ وَقَوله ثمَّ اعْرِض وأشاح ويعرض هَذَا ويعرض هَذَا كُله أَن يصد عَنهُ ويوليه جَانِبه وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ يُقَال مِنْهُ أعرض بِالْألف قَالَ الله تَعَالَى ثمَّ أعرض عَنْهَا وَأعْرض ونئا بجانبه وَمعنى أعرض وأشاح هُنَا أَي كَأَنَّهُ نَاظر إِلَى النَّار الَّتِي كَانَ يذكرهَا قبل فَأَعْرض عَنْهَا حذرا مِنْهَا وَهُوَ معنى أشاح وَسَيَأْتِي تَفْسِيره وَقَوله أحَدثك عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وتعارض فِيهِ أَي تخَالفه وتعترض عَلَيْهِ بمقال آخر تصاهيه بِهِ وَالْعرض بِفَتْح الْعين وَالرَّاء مَا أصَاب من حوادث الدَّهْر وإعراضه وَعرضه من الْجِنّ عَارض وَمن الْمَرَض مثله وَفِي حَدِيث حسان الَّذِي ذكره مُسلم عرضتها اللِّقَاء بِضَم الْعين مَعْنَاهُ قَصدهَا ومذهبها يُقَال أَعرَضت عرضه أَي نحوت نَحوه وَقد يكون بِمَعْنى صولتها فِي اللِّقَاء يُقَال فلَان عرضه لكذا أَي قوي عَلَيْهِ وَقَوله فِيهِ فَإِن أبي ووالده وعرضي لعرض مُحَمَّد مِنْكُم وقاء وَقَوله إعراضكم حرَام وَذكر عرض الْمُسلم هَذَا عِنْد الكافة كل مَا يذكر بِهِ الرجل وينتقص بِهِ من أَحْوَاله وأموره وسلفه وحسبه وَأنكر هَذَا ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ أما عرض الرجل نَفسه لأسلفه وَفِي شعر حسان الْخلاف أَيْضا ابْن قُتَيْبَة يَقُول أَرَادَ نَفسه وَابْن الْأَنْبَارِي وَغَيره يَقُول أَرَادَ بَقِيَّة أسلافه الَّذين أَذمّ وأمدح بسببهم وَقَوله يُبِيح عُقُوبَته وَعرضه أَي ذمه وسبه على ذَلِك وَقَوله فِي المعاريض مندوحة عَن الْكَذِب قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ الْكَلَام يشبه بعضه بَعْضًا مِمَّا لَا يدْخل على أحد مَكْرُوها قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ التورية بالشَّيْء عَن آخر بِلَفْظ يشركهُ فِيهِ أَو يتَضَمَّن فصلا من جمله أَو يحْتَملهُ مجازه وتصريفه وَقَوله فِي التَّعْرِيض الْحَد هُوَ التَّلْوِيح بالشَّيْء من الْقَبِيح بِغَيْر صَرِيح لَفظه لَكِن بِمَا يفهمهُ بِقَصْدِهِ وَاخْتلف الْعلمَاء فِي وجوب الْحَد للمعرض بِمَا يُوجب الْحَد صَرِيحه وَقد بسطناه فِي غير هَذَا الْكتاب وَقَوله فِي عُثْمَان فَعرض بِهِ عمر مشدد الرَّاء من هَذَا أَي أفهمهُ وَلم يُصَرح وَهُوَ قَوْله فِي الحَدِيث مَا بَال رجال يتأخرون وَفِي الرِّوَايَة

(ع ر ف)

الْأُخْرَى أَي وَقت هَذَا وَقَوله اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه أَي حماية نَفسه من الْوُقُوع فِي الْمُشكل وَالْحرَام وتأوله بَعضهم على أَنه بِمَعْنى الْعرض الَّذِي هوا لذم وَالْقَوْل فِيهِ وَقَوله من عرض عَلَيْهِ ريحَان فَلَا يردهُ أَي من أهْدى لَهُ والعراضة بِالضَّمِّ الْهَدِيَّة وَقَوله وَعرضه بالفتن أَي أنصبه لَهَا وامتحنه بهَا وَقَوله فرأيته يتَعَرَّض للجواري أَي يتَصَدَّى لَهُنَّ يراودهن وَقَوله إِنَّك لَعَرِيض الوساد وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَن وِسَادك لَعَرِيض طَوِيل لما تَأَول الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود بالعقالين وجعلهما تَحت وساده وَجعل يَأْكُل حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ الْأَبْيَض من الْأسود مِنْهُمَا قيل أَرَادَ أَن نومك لَعَرِيض فكنى بالوساد عَنهُ وَقيل أَرَادَ أَن مَوضِع الوساد مِنْك لَعَرِيض يُرِيد من رَأسه وعنقه وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِنَّك لَعَرِيض الْقَفَا قَالَ الْهَرَوِيّ كِنَايَة عَن السّمن قَالَ الْخطابِيّ وَقد يكون كِنَايَة عَن الغباوة وَقيل أَنه أَرَادَ أَن من أكل مَعَ الصُّبْح فِي صَوْمه أصبح عريض الْقَفَا لِأَن الصَّوْم لَا ينهكه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمرَاده فِي الحَدِيث بَين لَا يحْتَاج إِلَى شَيْء من هَذَا التَّكَلُّف لوضوح مقْصده وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن وسادا يكون تَحْتَهُ أَو عنقًا يتوسد الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود لَعَرِيض إِذْ هما اللَّيْل وَالنَّهَار اللَّذَان أَرَادَ الله بالخيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود إِذْ اللَّيْل وَالنَّهَار هما الزَّمَان كُله الْمُشْتَمل على الدُّنْيَا وأقطارها عرضا وطولا وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب التَّفْسِير أَنَّك إِذا لَعَرِيض الْقَفَا إِن كَانَ الْخَيط الْأَبْيَض وَالْأسود تَحت وِسَادك وَإِلَى نَحْو هَذَا أَشَارَ الْقَابِسِيّ وَقَوله فِي أسيفع جُهَيْنَة أدان معرضًا بِسُكُون الْعين قيل مَعْنَاهُ هُنَا المعترص لكل من يدانيه وَقيل مُعْتَرضًا مُمكنا أَي أدان من كل من يُمكنهُ ويعترض لَهُ يُقَال عرض لي الْأَمر وَأعْرض أَي أمكنني وَهَذَا قد رده بَعضهم لِأَن الْحَال إِذا من غَيره لَا مِنْهُ وَقيل معرضًا عَن النَّصِيحَة فِي أَلا يفعل ذَلِك وَلَا يستدين قَالَه ابْن شُمَيْل وَقيل معرضًا عَن الْأَدَاء لَا يُبَالِي إِلَّا يُؤَدِّيه قَوْله ثمَّ أعرض عَنْهَا وَعَن الَّذِي يعْتَرض عَن امْرَأَته أَي أَصَابَته عِلّة أضعفت ذكره عَن الْجِمَاع وَهُوَ الْمُعْتَرض وَقد كَانَ يَأْتِي النِّسَاء قبل والعنين الَّذِي خلق خلقَة لَا يأتيهن وَقَوله وَهِي بَينه وَبَين الْقبْلَة مُعْتَرضَة وَفِي رِوَايَة اعْتِرَاض الْجِنَازَة أَي كَمَا تجْعَل الْجِنَازَة عرضا للصَّلَاة عَلَيْهَا وَقَوله فَأتى حَمْزَة الْوَادي فاستعرضها أَي رَمَاهَا من جَانبهَا وَلم يرمها من فَوْقهَا كَمَا فسره فِي الحَدِيث قَوْله مَالِي أَرَاكُم عَنْهَا معرضين أَي غير آخذين بِهَذِهِ السّنة وَيحْتَمل معرضين عَن عظتي لكم وكلماتي بِدَلِيل قَوْله فِي كتاب التِّرْمِذِيّ فطأطؤا رؤوسهم وَقَوله فِي أضياف أبي بكر قد عرضوا فَأَبَوا بتَخْفِيف الرَّاء على مَا لم يسم فَاعله أَي أطعموا والعراضة بِضَم الْعين الْهَدِيَّة يُقَال مَا عرضتهم أَي مَا أطعمتهم وَأهْديت لَهُم وَقَول مُسلم فِي تَصْحِيف عبد القدوس أَن تتَّخذ للروح عرضا بِفَتْح الرَّاء الأولى وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا وَفتح الْعين وَسُكُون الرَّاء وَتَفْسِيره بِمَا فسره مِمَّا حَكَاهُ عَنهُ مُسلم خطأ كُله وَهُوَ الَّذِي قصد مُسلم بحكايته وَتَصْحِيفه للْحَدِيث الْمَعْلُوم نهى أَن تتَّخذ الرّوح بِالضَّمِّ غَرضا بِالْمُعْجَمَةِ وَفتح الرَّاء أَي ينصب مَا فِيهِ الرّوح للرمي مثل نَهْيه عَن المصبورة وَقَوله أعرض فَأَعْرض الله عَنهُ إعراضه تَعَالَى عَن عَبده ترك رَحمته وإنعامه عَلَيْهِ وَقيل جازاه على إعراضه (ع ر ف) قَوْله وَالْعرْف عرف مسك وَعرفا من عرف النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء أَي ريحًا طيبَة وَالْعرْف الرّيح

(ع ر ق)

الطّيبَة وَقَوله أَيْن عُرَفَاؤُكُمْ وَحَتَّى يرفع إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ وعرفنا اثنى عشر رجلا العرفاء القوام بِأُمُور الْقَوْم وَقَوله من أَتَى عرافا أَي من أَتَى كَاهِنًا وهم نوع من الْكُهَّان لَيْسَ كل كَاهِن عرافا والعراف الَّذِي يَأْخُذ الْأُمُور بِالظَّنِّ والتخمين والنجم والطرق وَأَسْبَاب أخر لَيست من جِهَة الْجِنّ كَأَنَّهُ يدعى معرفَة الْغَيْب وَقيل العراف الَّذِي يخبر بِمَا أخْفى مِمَّا هُوَ مَوْجُود والكاهن الَّذِي يخبر بِالْغَيْبِ الْمُسْتَقْبل وَذكر التَّعْرِيف وَهُوَ وقُوف النَّاس بِعَرَفَة ومبيتهم بهَا وَالْعرْف بِضَم الْعين وَالْمَعْرُوف متكرر فِي الْأَحَادِيث بِمَعْنى قَالَ نفطويه كل مَا عرف من طَاعَة الله وَالْمُنكر ضِدّه وَالْمَعْرُوف الْإِحْسَان إِلَى النَّاس وكل فعل مستحسن مَعْرُوف واعترف بِذَنبِهِ أقرّ وَالِاعْتِرَاف الْإِقْرَار والعرفط بِضَم الْعين وَالْفَاء وَآخره طاء مُهْملَة شجر الطلح وَله صمغ هُوَ المغافير كريه الرَّائِحَة فِي حَدِيث الْحَشْر هَل تعرفُون ربكُم فَيَقُولُونَ إِذا اعْترف لنا عَرفْنَاهُ قَالَ الهجري اعْترف الرجل إِلَيّ أعلمني باسمه وأطلعني على شَأْنه وَفِي هَذَا الحَدِيث غير هَذَا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه (ع ر ق) قَوْله أَتَى بعرق تمر بِفَتْح الْعين وَالرَّاء هُوَ الزنبيل يسع خَمْسَة عشر صَاعا إِلَى عشْرين وَقد فسره فِي الحَدِيث بالمكتل فَهُوَ نَحْو مِنْهُ والمكتل كالقفة والزنبيل وَضَبطه بَعضهم بِسُكُون الرَّاء وَالْأَشْهر الْفَتْح جمع عرقة وَهِي الضفيرة الَّتِي تخاط مِنْهَا القفة قَوْله تنَاول عرقا وَلَو وجد عرقا سمينا ودعى إِلَى الصَّلَاة وَبِيَدِهِ عرق كُله بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء وتعرق الْعَضُد مِنْهُ الْعرق الْعظم عَلَيْهِ بَقِيَّة اللَّحْم يُقَال مِنْهُ عرقته مخففا وتعرقته واعترقته إِذا أكلت مَا عَلَيْهِ بأسنانك قَالَ أَبُو عبيد الْعرق الفدرة من اللَّحْم سَاكِنة قَالَ الْخَلِيل وَالْعراق الْعظم بِلَا لحم فَإِذا كَانَ عَلَيْهِ لحم فَهُوَ عرق قَالَ بَعضهم والتعرق مَأْخُوذ من الْعُرُوق كَأَنَّهُ أكله بِمَا عَلَيْهِ من عروق وَغَيره وَقَوله للمستحاضة إِنَّمَا ذَلِك عرق يَعْنِي عرق انفجر دَمًا لَيست بِحَيْضَة وَقَالَ الْهَرَوِيّ الْعرَاق جمع عرق نَادِر قَوْله اعراقية يَا أنس يُرِيد افتيا عراقية أَي جِئْت بهَا من الْعرَاق لما خَالَفت مَا كَانَ عِنْدهم بِالْمَدِينَةِ فِيهَا قَوْله كَانَ يُصَلِّي إِلَى الْعرق الَّذِي عِنْد منصرف الروحاء قَالَ الْخَلِيل الْعرق الْجَبَل الصَّغِير من الرمل وَهُوَ مَا استطال من الرمل مَعَ الأَرْض وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ الْمَكَان الْمُرْتَفع وعرق الْمَعْدن طَرِيق النّيل مِنْهُ قَوْله وَلَيْسَ لعرق ظَالِم حق ذكرنَا فِي الظَّاء اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِي إِضَافَته إِلَى الظَّالِم أَو قطعه وتنوين عرق وَكَون ظَالِم نعتا تَقْدِيره لذِي عرق ظَالِم أَو نعت للعرق أَي عرق ذِي ظلم فِيهِ قيل هُوَ المحي فِي موَات غَيره وَقيل المُشْتَرِي فيعارض غَيره أَو مِمَّا أَحْيَاهُ غَيره فيغرس فِيهَا أَو يزرع أَو ينبط مَاء أَو يَبْنِي أَو يصرف مَا عمرها بِهِ عَنْهَا أَو يسْتَخْرج معدنا أَو يقطع شعراءها أَو شبه هَذَا من أَحيَاء وَعمل فِيهَا والعراقيب العصب الَّتِي فِي مُؤخر الرجل فَوق الْعقب وَأَعلاهُ (ع ر س) قَوْله كرهت أَن تظلوا بهَا معرسين تَحت الأرائك مخفف الْعين وَالرَّاء ومعرسا بِبَعْض أَزوَاجك وَكَذَلِكَ قَوْله أعرستم اللَّيْلَة فِي حَدِيث أبي طَلْحَة كِنَايَة عَن الْجِمَاع وَمِنْه الْعرس وعرس الرجل بأَهْله دخل بهَا وبشاشة الْعَرُوس والعروس الزَّوْجَة أول الابتناء بهَا وَمِنْه فِي حَدِيث جَابر أَنِّي عروس وَالرجل كَذَلِك أَيْضا وَلَا يُقَال فِي هَذَا عرس وَقَوله حَتَّى إِذا كَانَ من آخر اللَّيْل عرس ومعرسين فِي نحر الظهيرة مَفْتُوح الْعين مشدد كسرة الرَّاء وعرس من وَرَاء الْجَيْش وَإِيَّاكُم والتعريس على

(ع ر ش)

الطَّرِيق أَي النُّزُول آخر اللَّيْل ليناموا ويريحوا إبلهم سَاعَة قَالَه الْخَلِيل وَغَيره وَقَالَ أَبَوا زيد التَّعْرِيس النُّزُول أَي وَقت كَانَ من ليل أَو نَهَار وَله فِي قَوْله فِي نحر الظهيرة حجَّة قَوْله دَعَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لعرسه أَي لوليمته ضبطناه بِضَم الرَّاء وَقَالَ أَبُو عبيد الْعرس طَعَام الْوَلِيمَة وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ اسْم من أعرس الرجل بأَهْله وَقَوله فِي الْوَلِيمَة فَإِذا عبيد الله ينزله على الْعرس أَي يتَأَوَّل الْوَلِيمَة على اختصاصها بِطَعَام الْعرس (ع ر ش) قَوْله وَكَانَ الْمَسْجِد عَرِيشًا وعَلى عَرِيش قَالَ الْحَرْبِيّ أَي مظللا بجريد وَنَحْوه مِمَّا يستظل بِهِ يُرِيد أَنه لم يكن لَهُ سقف يكن من الْمَطَر وَقَوله فَانْطَلق إِلَيّ الْعَريش وَأَيْنَ عرشك يَا جَابر هُوَ مِنْهُ وَهُوَ كالبيت يصنع من سعف النّخل ينزل فِيهِ النَّاس أَيَّام الثِّمَار ليصيبوا مِنْهَا حِين تصرم حَتَّى سمي أَهلِي الْبَيْت بذلك عَرِيشًا وَالْعرش أَيْضا الْخيام والبيوت وَمِنْه عرش مَكَّة وعرش الْبَيْت سقفه وَكَذَلِكَ عريشه أَيْضا قَوْله فِي ابْتِدَاء الْوَحْي عَن الْملك على عرش بَين السَّمَاء وَالْأَرْض أَي كرْسِي كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَالْعرش السرير يكون للْملك وَالسُّلْطَان وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَلها عرش عَظِيم (وعرش الرَّحْمَن مَعْلُوم من أعظم مخلوقاته وأعلاها موضعا وَقَوله اهتز الْعَرْش لمَوْت سعد بن معَاذ قيل مَعْنَاهُ مَلَائِكَة عرش الرَّحْمَن وَحَمَلته سُرُورًا بِهِ وَبرا وتلقيا لروحه كَمَا يُقَال اهتز فلَان لفُلَان إِذا استبشر بِهِ وَقد يكون اهتزاز الْعَرْش لذَلِك عَلامَة جعلهَا الله لمَوْت مثله تَنْبِيها لمن حَضَره من مَلَائكَته وإشعارا لَهُم بفضله وَقَالَ الْحَرْبِيّ الْعَرَب إِذا عظمت أمرا نسبته إِلَى أعظم الْأَشْيَاء فَيَقُولُونَ قَامَت لمَوْت فلَان الْقِيَامَة وأظلمت لَهُ الأَرْض فَحَمله على مجَاز الْكَلَام وَقد قيل قَدِيما وروى عَن ابْن عمرَان المُرَاد بالعرش هُنَا الْجِنَازَة وَهِي سَرِير الْمَيِّت وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث الْبَراء اهتز السرير وتأوله أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ أَنه فَرح بجمله عَلَيْهِ وَهَذَا بعيد فِي المُرَاد بِالْحَدِيثِ لَا سِيمَا وَقد رَوَاهُ جَابر وَأنس فِي الصَّحِيحَيْنِ اهتز عرش الرَّحْمَن وَأنكر رِوَايَة السرير وَقد روى فِي حَدِيث آخر استبشر لمَوْته أهل السَّمَاء مُفَسرًا (ع ر و) قَوْله لنوائبه وحقوقه الَّتِي تعروه أَي لحقوقه الَّتِي تغشاه وَتعرض لَهُ يُقَال عراه فلَان يعروه واعتراه إِذا طلب إِلَيْهِ حَاجَة وَقَوله كنت أرى الرايا فأعرى مِنْهَا بِضَم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله أَي أحم والعرواء بِضَم الْعين وَفتح الرَّاء مَمْدُود نفض الحما وَتقدم تَفْسِير قَوْله يعتريهم أَي يقصدهم بِطَلَب معروفه وَقَوله وَفِي أَعْلَاهُ عُرْوَة أَي شَيْء يتَمَسَّك بِهِ ويتوثق وكل مَا كَانَ مثل هَذَا يُقَال لَهُ عُرْوَة قَالَ الله تَعَالَى) فقد استمسك بالعروة الوثقى (وَأَصله من عُرْوَة الكلا وكل مَا لَهُ أصل ثَابت فِي الأَرْض (ع رى) قَوْله نهى أَن تعرى الْمَدِينَة بِسُكُون الْعين وَرَوَاهُ الْمُسْتَمْلِي فِي كتاب الصَّلَاة تعري بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الرَّاء وَالصَّوَاب الأول وَمَعْنَاهُ تخلي فَتتْرك عراء والعراء الفضاء من الأَرْض الْخَالِي الَّذِي لَا يستره شَيْء قَالَ الله تَعَالَى) فنبذناه بالعراء (وَقَوله إِلَّا الْعرية مُشَدّدَة الْيَاء وَرخّص فِي الْعَرَايَا بِخرْصِهَا اخْتلف الْفُقَهَاء واللغويون فِي صفتهَا واشتقاقها فَقيل هِيَ النَّخْلَة والنخلات يمنح الرجل ثَمَرهَا عَاما لرجل وَرخّص لَهُ شراؤها مِنْهُ بِخرْصِهَا تَمرا للجداد وَهَذَا قَول مَالك فَكَأَنَّهَا هُنَا عرية من مَاله ومخرجة مِنْهُ أَو من تَحْرِيم الْمُزَابَنَة وَبيع الثَّمر بِالتَّمْرِ غير يَد بيد للضَّرُورَة فَعَلَيهِ بِمَعْنى مَفْعُوله

فصل الاختلاف والوهم

وَتَكون على هَذَا بِمَعْنى فاعلة لخروجها من مَاله أَولا أَو لخروجها من التَّحْرِيم ثَانِيًا وَقيل لِأَن تمرتها عرية من أَصْلهَا فاعلة أَيْضا ومفعولة على هَذَا وَقيل سميت بذلك لِأَنَّهَا أعريت من السّوم عِنْد البيع وَقيل الْعرية النَّخْلَة تكون للرجل فِي حَائِط الآخر فَيَتَأَذَّى بِدُخُولِهِ فِيهِ وَرخّص لَهُ شراؤها مِنْهُ بِخرْصِهَا لدفع أَذَاهُ فسميت على هَذَا عرية لانفرادها يُقَال اعتريت هَذِه النَّخْلَة إِذا أفردتها بِالْبيعِ أَو بِالْهبةِ وَقيل هُوَ اسْم النَّخْلَة إِذا اطبت لِأَن النَّاس يعرونها أَي يأتونها للالتقاط مِنْهَا وَقَالَ الشَّافِعِي وَغَيره هُوَ شِرَاء الْأَجْنَبِيّ لَهَا بِفضل تمره نَقْدا لِحَاجَتِهِ إِلَى أكل بسرها ورطبها وَطَلَبه ذَلِك من رَبهَا فَهِيَ على هَذَا تكون صفة للْفِعْل أَو للنخلة أَيْضا فاعلة بِالْمَعْنَى الأول ومفعولة بِمَعْنى مَطْلُوبَة من عراه يعروه إِذا طلب لَهُ وَسَأَلَهُ وَقَوله ركب فرسا لأبي طَلْحَة عريا بِضَم الْعين وَسُكُون الرَّاء وَفِي الحَدِيث الآخر معرورا بِضَم الْمِيم أَي لَيْسَ لَهُ سرج وَلَا أَدَاة وَلَا يُقَال مثل هَذَا فِي الْآدَمِيّين إِنَّمَا يُقَال عُرْيَان وَلَا يُقَال أفعوعل معدي إِلَّا فِي أعروريت الْفرس واحلوليت الشَّيْء وَفِي حَدِيث النَّاقة الملعونة أعروها مَعْنَاهُ مَا جَاءَ فِي الحَدِيث نَفسه خُذُوا مَا عَلَيْهَا أَي انزلوا عَنْهَا حملهَا وأداتها وَفِي الحَدِيث أَنا النذير الْعُرْيَان هُوَ مثل مُتَقَدم عِنْد الْعَرَب مُبَالغَة لِأَن النذير إِذا كَانَ عُريَانا كَانَ أبين وَقيل بل كَانُوا إِذا أنذروا كشف الْمُنْذر عَن ثَوْبه ولوح بِهِ ليجتمع إِلَيْهِ وَقيل هُوَ رجل من خثعم مَعْلُوم وَقيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ سلب ثِيَابه فجَاء قومه عُريَانا وَقيل بل قالته امْرَأَة جَاءَت منذرة قَومهَا وَقد تعرت وَقَوله لَا ينظر إِلَى عرية أَخِيه أَي إِلَى متجردة كِنَايَة عَن الْفرج وَقَوله نسَاء كاسيات عاريات مر فِي حرف الْكَاف مَعْنَاهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله التَّعَرُّب فِي الْفِتْنَة وارتددت على عقبك تعربت كَذَا لجَمِيع الروات بالراء أَي تبديت وَقد فسرناه وَوَجَدته فِي البُخَارِيّ بخطى تعزبت والتعزب بالزاي فيهمَا وأخشى أَن يكون وهما وَإِن صَحَّ فَمَعْنَاه بَعدت واعتزلت قَوْله وَلَيْسَ لعرق ظَالِم حق يرْوى بتنوين الْقَاف وظالم نعت لَهُ وبترك التَّنْوِين وَالْإِضَافَة والعرق بِالْكَسْرِ أَصله فِي الْغَرْس يغرسه غير رب الأَرْض ليستوجب بِهِ الأَرْض وَكَذَلِكَ مَا شابهه من الْبناء وشق الْأَنْهَار وحفر الْآبَار واستخراج الْمَعَادِن سميت عروقا لشبهها فِي الْإِحْيَاء بعرق الْغَرْس قَالَ هِشَام بن عُرْوَة الْعرق الظَّالِم الَّذِي يغْرس فِي أَرض غَيره وَقَالَ سُفْيَان الْعرق الظَّالِم المُشْتَرِي لَعَلَّه يُرِيد من غَاصِب وَمن نون عرقا وَجعل ظَالِما من صفته فراجع إِلَى ربه أَي ذُو ظلم كَمَا قَالَ مَال رابح وَفِي نِكَاح الْمحرم فَقَالَ أبان أَرَاك عراقيا جَافيا كَذَا للسمرقندي والعذري وكافة الروَاة وَعند السجْزِي أَعْرَابِيًا أَي بدويا وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا قَالَ الْكِنَانِي والجياني لأَنهم الَّذين ينسبون للجفاء وَالْجهل بِالسنةِ وَقَوله فِي التَّوَثُّق مِمَّن تخشى معرته كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ مفره وهما بِمَعْنى وَقَوله فتعرفنا اثْنَا عشر رجلا أَي صرنا عرفاء على غَيرنَا أَي مقدمين بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث وَذكر فِيهِ أَيْضا البُخَارِيّ عَن بَعضهم فتفرقنا من الِافْتِرَاق وَقد يخرج لَهُ وَجه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَكْثَرهم عَن البُخَارِيّ فِي كتاب الصَّلَاة ففرقنا اثنى عشر رجلا وللنسفي فَعرفنَا وَهُوَ أوجه وأصوب وَفِي مُسلم فَعرفنَا بِفَتْح الْفَاء وَعند ابْن ماهان فِيهِ تَخْلِيط وَوهم ذَكرْنَاهُ آخر الْكتاب فِي الأوهام وَقَوله فِي اللّقطَة فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن الْحَنَفِيّ وَإِلَّا فاعرف

عفاصها ووكاءها هَكَذَا لِابْنِ الْحذاء وَهُوَ الْمَعْرُوف وَعند غَيره والأعرف عفاصها وَلَيْسَ بِشَيْء وقيدناه عَن أبي بَحر والأعرف عفاصها فعل مَاض وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى أعرف وَفِي الْأَطْعِمَة فِي حَدِيث الْمَرْأَة فَصَارَت عرقة كَذَا رَوَاهُ الْقَابِسِيّ والنسفي وعبدوس بِالْعينِ الْمَفْتُوحَة الْمُهْملَة وَالْقَاف وَعند أبي ذَر مثله لَكِن مضموم الْعين وَكلهمْ سكنوا الرَّاء وَعند الْأصيلِيّ وَغَيره عَرَفَة وَضَبطه بَعضهم غرفَة بِالْمُعْجَمَةِ وَالْفَاء وَهِي المرقة الَّتِي تغرف قَالَ بَعضهم وَالْأول الصَّوَاب قَالَ ابْن دُرَيْد الغرفة والغرافة مَا اغترفته بِيَدِك قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيظْهر لي أَن رِوَايَة الآخر بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْقَاف أشبه لِأَنَّهُ أضَاف ذَلِك لأصول السَّاق فَكَأَنَّهُ شبهها فِي ذَلِك الطبيخ ببضع اللَّحْم أَو بالعرق وَهُوَ الْعظم الَّذِي يتعرق مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم وَهُوَ الْعرَاق أَيْضا وَهُوَ أَيْضا الْقطعَة من اللَّحْم وَقد فسرناه قبل وَالله أعلم وَقَوله فِي بَاب الْهِجْرَة بِمَا تعارفت بِهِ الْأَنْصَار كَذَا لبَعض رُوَاة البُخَارِيّ بالراء وَعند الْأصيلِيّ والقابسي وَأَكْثَرهم تعازفت بالزاي وَعند النَّسَفِيّ تقاذفت بِالْقَافِ والذال أَي رمى بَعضهم بَعْضًا وعير بَعضهم بَعْضًا وَالْقَذْف الرَّمْي والسب وَعند أبي الْوَلِيد تقارفت بِالْقَافِ وَالرَّاء وَهُوَ بِمَعْنى تقاولت جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع أَي تعاطوا القَوْل وفخر بَعضهم على بعض وسنزيده فِي حرف الْقَاف بَيَانا وَكَذَا رِوَايَة تعارفت بالراء مَعْنَاهُ أَي تفاخرت وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا (أَي تفاخروا وَأما رِوَايَة الزَّاي فَوَهم وبعيدة الْمَعْنى لِأَنَّهَا بِمَعْنى اللَّهْو واللعب والغناء وَلم تفعل ذَلِك الْأَنْصَار فِي أشعارها إِلَّا أَن يُرِيد نسَاء الْأَنْصَار تغنت بِمَا قالته رجالها فِي يَوْم بُعَاث فَتخرج على بعد على هَذَا التَّأْوِيل بالحذف والإضمار وَقَوله فِي حَدِيث لَا عدوى قَالَ فَأبى أَبُو هُرَيْرَة أَن يعرف ذَلِك كَذَا فِي نسخ مُسلم قَالَ بَعضهم لَعَلَّه أَن يقر بذلك وَقَوله فِي تَفْسِير خلصوا نجيا اعْتَرَفُوا كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَالْمُسْتَمْلِي واكثرهم وَعند الْقَابِسِيّ والاصيلي اعتزلوا وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله فِي كتاب أبي مُوسَى فِي كتاب الْإِيمَان ففرقنا أَنَّك نسيت يَمِينك كَذَا للقابسي وَلأبي ذَر والأصيلي فَعرفنَا بِالْعينِ وَالْفَاء وَالْأول أبين أَي خفنا ذَلِك وَللثَّانِي وَجه قَوْله فِي حَدِيث أبي طَلْحَة فِي كتاب الْعَقِيقَة أعرستم اللَّيْلَة بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الرَّاء كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَهُوَ خطأ وَصَوَابه أعرستم بِالتَّخْفِيفِ كَمَا ذَكرْنَاهُ قبل وكما جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع قَوْله فِي الْمُتْعَة بِالْحَجِّ فعلناها وَهَذَا يَوْمئِذٍ كَافِر بالعرش بِضَم الْعين وَالرَّاء كَذَا رِوَايَة الْأَشْيَاخ وَعند بَعضهم بالعرش بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء قَالَ بَعضهم وَهُوَ خطأ وتصحيف وَالْمرَاد بِالْحَدِيثِ أَن الْمشَار إِلَيْهِ وَهُوَ مُعَاوِيَة لم يكن اسْلَمْ بعد وَالْإِشَارَة إِلَى عمْرَة الْقَضَاء لِأَنَّهَا كَانَت فِي ذِي الْقعدَة من أشهر الْحَج وَقيل معنى كَافِر مُقيم والكفور بِالضَّمِّ الْقرى وَالْعرش الْبيُوت هُنَا جمع عَرِيش وَهُوَ كل مَا يستظل بِهِ والسقف تسمى عرشا وبيوت مَكَّة تسمى عرشا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا تبعد هَذِه الرِّوَايَة على هَذَا التَّأْوِيل فَمن أَسمَاء مَكَّة الْعَرْش بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء وَقَول البُخَارِيّ فِي كتاب الْحَج فِي بَاب ركُوب الْبدن المعتر الَّذِي يعتر بِالْبدنِ من غَنِي أَو فَقير هَذَا كَلَام لَا ينفهم وَفِيه تَغْيِير لاشك لِأَنَّهُ إِنَّمَا حكى تَفْسِير مُجَاهِد فِي المعتر وَهُوَ قَوْله المعتر الَّذِي يعتر من غَنِي أَو فَقير وَهُوَ المتعرض على هَذَا القَوْل والطالب على القَوْل الآخر أَو الزائر فَقَوله بِالْبدنِ هُنَا ادخل الأشكال وَهُوَ زَائِد على كَلَام مُجَاهِد فإدخاله لَا معنى لَهُ وَالصَّوَاب طَرحه إِلَّا أَن يُرِيد

فصل الاختلاف والوهم

بِالْبدنِ التَّعَرُّض لأكل لَحمهَا وَفِي اللّقطَة فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر عرفهَا سنة وَفِي رِوَايَة أبي بَحر أعرفهَا وَالصَّوَاب الأول كَمَا عِنْد غَيره وَفِي حَدِيث إِسْحَاق بعده فَإِن اعْترفت فأدها وَإِلَّا أعرف عفاصها كَذَا عِنْد ابْن الْحذاء وَعند الجلودي والأعرف وَفِي رِوَايَة فَعرف كَذَا عِنْد شُيُوخنَا عَنهُ وَضَبطه بَعضهم فَعرف وَهُوَ وهم مُفسد للمعنى الْعين مَعَ الزَّاي (ع ز ب) قَوْله كَمَا تتراءون الْكَوْكَب العازب كَذَا جَاءَ فِي الْبَاب مَعْنَاهُ الْبعيد وَمِنْه رجل عزب لبعده من النِّسَاء واشتدت علينا الْعزبَة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى الغارب فَمَعْنَاه الَّذِي يبعد للغروب وَقيل العازب الْغَائِب وَلَا يحسن مَعْنَاهُ فِي حَدِيث أهل غرف الْجنَّة وَإِنَّمَا يُرِيد بعْدهَا أَي بعْدهَا من ربض الْجنَّة وعلوها فِي رُؤْيا الْعين كبعد النَّجْم وارتفاعه من الأَرْض فِي رأى الْعين (ع زة) مَالِي أَرَاكُم عزين فسره البُخَارِيّ الْحلق وَالْجَمَاعَات فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى) عَن الْيَمين وَعَن الشمَال عزين (وَكَذَلِكَ قَالَ أهل اللُّغَة أَي حلقا حلقا وَهُوَ جمع عزة مُخَفّفَة مثل عدَّة واصله الْوَاو عزوة كَأَنَّهُ من الاعتزاء إِلَى جمَاعَة وَاحِدَة (ع ز ر) قَوْله أَصبَحت بَنو أَسد تعزوني على الْإِسْلَام أَي توقفني عَلَيْهِ قَالَ الْهَرَوِيّ التَّعْزِير فِي كَلَام الْعَرَب التَّوْقِيف على الْفَرَائِض وَالْأَحْكَام وَقَالَ الطَّبَرِيّ تعلمني وتقومني من تَعْزِير السُّلْطَان وَهُوَ تأديبه وتقويمه وَقَالَ الْحَرْبِيّ العزر اللوم وَقَالَ أَبُو بكر العزر الْمَنْع وعزرته منعته وتعزير النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الْحَرْبِيّ وَغَيره تنصروه وتردوا عَنهُ عداهُ قَالَ الزّجاج وَاصل العزر فِي اللُّغَة الرَّد ونصرة الْأَنْبِيَاء المدافعة والذب عَنْهُم وَقَالَ الطَّبَرِيّ وَغَيره مَعْنَاهُ تعظموه وتجلوه وتعزير المعاقبات مِنْهُ لِأَنَّهُ منع عَن المعاودة يُقَال عزرته وعزرته مثقل ومخفف (ع ز ز) قَوْله وَلَا أعز عَليّ فقدا بعدِي مِنْك مَعْنَاهُ أَشد عَليّ كَرَاهَة يُقَال مِنْهُ عز يعز بِفَتْح الْعين فيهمَا ويعز أَيْضا وَمِنْه فِي الحَدِيث واستعز بِهِ وَجَعه أَي اشْتَدَّ وَغلب وَمِنْه من عز بزاي من غلب سلب وَقيل فِي اسْمه تَعَالَى الْعَزِيز أَنه من هَذَا (ع ز ل) قَوْله نهى عَن الْعَزْل والعزل هُوَ عزل المَاء من مَوضِع الْوَلَد عِنْد الْجِمَاع حذار الْحمل وَقَوله الْعُزْلَة وَرجل معتزل بغنيمته الْعُزْلَة الِانْفِرَاد والانقباض عَن النَّاس وَقَوله مثل العزالي وَأطلق العزالي وَأرْسلت السَّمَاء عزاليها وعزلاء المزادة وعزلاء شجب كُله مَمْدُود وَمَج فِي العزلاوين عزلاء المزادة فمها الْأَسْفَل وَجَمعهَا عزال قَالَ الْخَلِيل هُوَ مصب المَاء من الراوية (ع ز م) قَوْله أَنَّهَا عَزمَة أَي حق وَاجِب بِفَتْح الْعين وَسُكُون الزَّاي وَقيل أَنَّهَا أَمر شدَّة لَا تراخي فِيهَا وَمثله قَوْله فِي الْجُمُعَة أَنَّهَا عَزمَة وَمثله قَوْله نهينَا عَن اتِّبَاع الْجَنَائِز وَلم يعزم علينا أَي لم يُؤَكد ذَلِك علينا وَمثله قَوْله رغب فِي قيام رَمَضَان من غير عَزِيمَة أَي من غير إِيجَاب وإلزام وليعزم الْمَسْأَلَة بِفَتْح الْيَاء وَمِنْه قَول مُسلم لَو عزم لي بِضَم الْعين وَفِي حَدِيث أم سَلمَة فعزم الله لي مَعْنَاهُ خلق لي عزما وَقُوَّة وتوطين نفس على ذَلِك قَالَ الله فاصبر كَمَا صَبر أولُوا الْعَزْم من الرُّسُل أَي الْقُوَّة وَقَوله غزائم سُجُود الْقُرْآن أَي مؤكداتها عِنْد أهل الْحجاز وواجباتها عِنْد أهل الْعرَاق وَقَالَ بَعضهم عزائم السُّجُود مَا أَمر فِي الْقُرْآن بِالسُّجُود فِيهِ (ع ز ف) ذكر المعازف هِيَ المزاهر واليرابط وَهِي عيدَان الْغناء والجاريتان تعزفان أَي تُغنيَانِ (ع ز و) قَوْله بعزى لشعر أَي ينْسب تقدم فِي حرف الْبَاء وَالْخلاف فِيهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله ورآني عزلا وَكَانَ خَالِي عزلا كَذَا

(ع ط ب)

ضبطناه فِيهَا بِفَتْح الْعين وَكسر الزَّاي وَالْمَعْرُوف أعزل وَهُوَ الَّذِي لَا سلَاح مَعَه وَقَيده الجياني عزلا بِضَم الْعين وَالزَّاي وَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ قَالَ وَجمعه إعزال مثل جمل فنق وناقة علط قَوْله فِي بَاب غَزْوَة بني المصطلق وأحببنا الْعَزْل فأردنا أَن نعزل كَذَا ذكره البُخَارِيّ وَهُوَ وهم وَصَوَابه وأحببنا الْفِدَاء كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْمَوَاضِع وَقَوله كنت شَابًّا أعزب كَذَا وَقع فِيهَا لكافة رُوَاة البُخَارِيّ وَمَا فِي الْجنَّة أعزب كَذَا للعذري وَصَوَابه عزبا وَكَذَا للأصيلي وَسَائِر الروَاة عَن مُسلم على الصَّوَاب وَقَوله مَا نعلم حَيا من أَحيَاء الْعَرَب أَكثر شَهِيدا أعز يَوْم الْقِيَامَة من الْأَنْصَار كَذَا للأصيلي وَالْمُسْتَمْلِي وعبدوس والنسفي بالزاي من الْعِزّ وَفِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم وَبَعْضهمْ عَن الْأصيلِيّ أغر بالغين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء الْمُهْملَة وَفَسرهُ أَضْوَأ كَأَنَّهُ من الْغرَّة وَعند الْقَابِسِيّ عَن يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ وهم فِي بَاب لَا يُورد ممرض على مصح وَلَا عدوى فأبي هُرَيْرَة أَن يعرف ذَلِك كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قيل لَعَلَّه أَن يقر بذلك لِأَنَّهُ يُطَابق أبي وَلَا يبعد صِحَة الرِّوَايَة كَمَا جَاءَت وَفِي شعر حسان يعز الله فِيهِ من يَشَاء ويروى يعين وَالْأول أعرف قَوْله فِي صفة أهل الْجنَّة كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب العازب كَذَا للأصيلي بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالزَّاي وَعند جمهورهم الغارب بالغين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَعند أبي الْهَيْثَم وَابْن سُفْيَان الغابر وَقد تقدم تَفْسِير العازب وَالْغَارِب مثله قَالَ الْخَلِيل العازب وَالْغَارِب الْبعيد وَمِنْه أعزب عني أَي أبعد وَمِنْه العزب لبعده عَن النِّسَاء وَقيل مَعْنَاهُ الذَّاهِب كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَهِي رِوَايَة أبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم وَعند ابْن الْحذاء الغائر بالغين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء أُخْت الْوَاو وَأَصَح مَا فِيهَا مَا يتفسر بالبعد لِأَنَّهَا صفة منَازِل أهل عليين الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث والغروب هُنَا لَا معنى لَهُ إِلَّا أَن يذهب بِهِ أَنه غَايَة الْبعد وَالله أعلم الْعين مَعَ الطَّاء (ع ط ب) عطب الْهدى هَلَاكه وَقد يعبر بِهِ عَن آفَة تعتريه يخَاف عَلَيْهِ مِنْهَا الْهَلَاك فينحر لِأَن ذَلِك مفض إِلَى الْهَلَاك (ع ط ر) قَوْله عِنْدِي أعطر الْعَرَب أَي أطيبها عطرا أَو أَكْثَرهَا عطرا والعطر الطّيب أَي شَيْء كَانَ والتعطر التَّطَيُّب وَرجل عطر وَامْرَأَة عطرة (ع ط ل) التعطل ترك المراة الحلى والخضاب وَامْرَأَة عاطل وعطل والتعطيل التّرْك قَالَ الله تَعَالَى واذا العشار عطلت (ع ط ن) قَوْله حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن أَي رووا وَرويت أبلهم حَتَّى بَركت وَتقدم تَفْسِيره فِي حرف الضَّاد وإعطان الْإِبِل جمع عطن بِفَتْح الطَّاء وَهِي مباركها وأصل ذَلِك حول المَاء لتعاد للشُّرْب والري قَالَ الْخَلِيل وَقد يكون العطن عِنْد غير المَاء وَفِي رِوَايَة الجلودي فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة حَتَّى ضرب النَّاس العطن وَهُوَ بِمَعْنَاهُ (ع ط ف) قَوْله متعطفا بملحفة الْعَطف هُوَ التوشح بِالثَّوْبِ كَذَا فِي الْعين وَفِي البارع شبه التوشح وَقَالَ ابْن شُمَيْل هُوَ ترديك بثوبك على منكبيك كَالَّذي يفعل النَّاس فِي الْحر قَالَ غَيره لِأَنَّهُ بقع على عطفي الرجل وهما جانبا عُنُقه والعطاف بِالْكَسْرِ الرِّدَاء والإزار وَيُقَال لَهُ معطف أَيْضا وَيجمع معاطف وعطفا والعطف أَيْضا جَانب الْإِنْسَان وإبطه وَفِي الحَدِيث فَجعلت تنظر إِلَى عطفها أَي جَانبهَا قَالَ أَبُو حَاتِم يُقَال نظر فِي إعطافه إِذا أَعْجَبته نَفسه قَالَ الله) ثَانِي عطفه (قيل مستكبرا وَمِنْه قَوْله وَنَظره فِي عطفيه فِي حَدِيث جَابر وَقد يكون التعطف شبه التوشح لِأَنَّهُ رد الْإِزَار من تَحت الْيَد والإبط من أحد الْجَانِبَيْنِ وَهُوَ الْيَمين قد جمع طَرفَيْهِ على الْمنْكب الْأَيْسَر وَأَصله

فصل الاختلاف والوهم

كُله من الْميل قَالَ الْحَرْبِيّ لِأَنَّهُ أماله ورده عَلَيْهِ وَمِنْه عطف على رَحمَه أَي مَال بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِم (ع ط ى) قَوْله وتعاطى الْعلم يشملهم أَي الانتساب إِلَيْهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي التَّفْسِير فتعاطى فعقر فعاطها بِيَدِهِ كَذَا فِي أَكثر الْأُمَّهَات من كتاب البُخَارِيّ قيل صَوَابه فتعاطاها بِيَدِهِ وَكَذَا للأصيلي والنسفي والتعاطي تنَاول مَا يحب وَقَوله فِيمَن وجد مَعَ امْرَأَته رجلا إِن لم يَأْتِ بأَرْبعَة فليعط برمتِهِ على مَا لم يسم فَاعله هُوَ الصَّوَاب قَالَ الجياني وَرِوَايَة عبيد الله بِكَسْر الطَّاء وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله أرسل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى عمر بعطائه كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ وَعند ابْن وضاج بعطاء غير مُضَاف إِلَى ضمير قَالُوا وَلم يكن فِي زَمَنه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَطاء مَعْرُوف لأحد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد تصح الرِّوَايَة بِأَنَّهُ إِضَافَة إِلَيْهِ لما أعطَاهُ إِيَّاه الْعين مَعَ الظَّاء (ع ظ ة) قَوْله لأجعلنك عظة أَي موعظة يتعظ بك غَيْرك وَهِي من الْأَسْمَاء المنقوصة وَأَصلهَا وعظة وَمعنى وعظ ذكر بِمَا يكف أَي لأجعلنك كافا لغيرك (ع ظ م) قَوْله فِي مجْلِس فِيهِ عظم من الْأَنْصَار بِضَم الْعين أَي عُظَمَاء وكبراء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي أَعْلَام النبوءة فيمشط بِأَمْشَاط الْحَدِيد مَا دون لَحْمه من عظم أَو عصب كَذَا فِي النّسخ قيل صَوَابه مَا دون عظمه من لحم أَو عصب الْعين مَعَ الْكَاف (ع ك ز) قَوْله فِي ستْرَة الْمصلى ومعنا عكازة أَو عَصا أَو عنزة بشد الْكَاف وَضم الْعين قَالَ الْخَلِيل هِيَ عَصا فِي أَسْفَلهَا زج (ع ك ك) قَوْله عكة لَهَا وعكة عسل بِضَم الْعين وَتَشْديد الْكَاف قَالَ صَاحب الْعين هِيَ أَصْغَر من الْقرْبَة (ع ك م) قَوْله عكومها رداح العكوم الْأَحْمَال والغرائر وأحدها عكم قيل المُرَاد بهَا أَنَّهَا كَثِيرَة الْخَيْر وَالْمَال وَالْمَتَاع والرداح الْعِظَام المملوة وَقيل الثَّقِيلَة وَقد يحْتَمل أَن يُرِيد بذلك كفلها ومؤخرها وكنى عَن ذَلِك بالعكوم وَقد قَالُوا امْرَأَة رداح إِذا كَانَت عَظِيمَة الإكفال ثَقيلَة الْأَوْرَاك وكما قَالَ حسان (نفج الحقيبة بوصها متنضد) أَي كفلها (ع ك ن) قَوْله تَكَسَّرَتْ عُكَن بَطْني أَي طياته سمنا أَي ينطوي بَعْضهَا على بعض (ع ك ف) اعْتكف رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعَن عمر انه كَانَ نذر اعتكافا فِي الْجَاهِلِيَّة الِاعْتِكَاف مَعْلُوم فِي الشَّرْع وَهُوَ مُلَازمَة الْمَسْجِد للصَّلَاة وَذكر الله وَأَصله فِي اللُّغَة اللُّزُوم للشَّيْء والإقبال عَلَيْهِ قَالَ الله تَعَالَى) سَوَاء العاكف فِيهِ والباد (أَي الْمُقِيم بِهِ يُقَال عكف يعكف ويعكف بِضَم الْكَاف وَكسرهَا وَاعْتَكف أَيْضا وَقَوله وهم عكوف. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم ذكر البُخَارِيّ من رِوَايَة التنيسِي فِي كتاب الْأَذَان أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ إِذا اعْتكف الْمُؤَذّن وَبَدَأَ الصُّبْح ركع رَكْعَتَيْنِ خفيفتين قبل أَن تُقَام الصَّلَاة كَذَا للأصيلي والقابسي والهروي قَالَ الْقَابِسِيّ وَمعنى اعْتكف هُنَا انتصب للأذان كَأَنَّهُ من مُلَازمَة مراقبة الْفجْر وَجَاء هَذَا الحَدِيث عِنْد الْهَمدَانِي كَانَ إِذا أذن الْمُؤَذّن وَعند النَّسَفِيّ كَانَ إِذا اعْتكف أذن الْمُؤَذّن للصبح وَفِي سَائِر الْأَحَادِيث كَانَ إِذا سكت الْمُؤَذّن وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَبِمَعْنَاهُ رِوَايَة الْهَمدَانِي وَتَكون رِوَايَة النَّسَفِيّ عَن حَاله إِذا اعْتكف وَكَانَ فِي الْمَسْجِد فَكَانَ يرْكَع رَكْعَتي الْفجْر فِيهِ إِذْ غَالب أَحْوَاله إِنَّمَا كَانَ يُصليهَا فِي بَيته الْعين مَعَ اللَّام (ع ل ب) قَوْله إِنَّمَا كَانَت حلية سيوفهم العلابى بِفَتْح الْعين وَتَخْفِيف

(ع ل ج)

اللَّام وَالْيَاء آخرا وباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة قبلهَا يُرِيد العصب تُؤْخَذ رطبَة فتشد بهَا أجفان السيوف فتجف عَلَيْهَا وتشد بهَا الرماح إِذا تصدعت وَاسم الْعصبَة العلباء مَمْدُود مكسور الْعين وَقَوله بَين ركوة أَو علبة العلبة بِضَم الْعين وَسُكُون اللَّام قَالَ يَعْقُوب هِيَ كالقدح الضخم من خشب أَو من جُلُود الْإِبِل يحلب فِيهِ وَقيل يكون أَسْفَلهَا جلد وأعلاها خشب مدور مثل إطار الغربال وَقيل هِيَ جفان أَو عساس يحلب فِيهَا (ع ل ج) قَوْله عَالَجت امْرَأَة فِي أقْصَى الْمَدِينَة وَإِنِّي أصبت مِنْهَا مَا دون أَن أَمسهَا أَي تناولت ذَلِك مِنْهَا بملاطفة والمعالجة المصارعة والملاطفة وَمِنْه علاج الْمَرِيض يُرِيد أَنه أصَاب مِنْهَا مَا دون الْفَاحِشَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر مُبينًا وَقَوله من كَسبه وعلاجه أَي محاولته وتجارته وملاطفته فِي اكْتِسَاب ذَلِك وَقَوله ولي حره وعلاجه أَي عمله وتعبه وَمِنْه وعالجوا أَي خدموا وَفِي الحَدِيث الآخر يعالج من التَّنْزِيل شدَّة (ع ل ل) قَوْله رجل لعِلَّة بِالْفَتْح وَقَوله الْأَنْبِيَاء أَوْلَاد علات أَصله البنون ليسو لأم وَاحِدَة وَالْعلَّة بِالْفَتْح الضرة يُرِيد أَنهم فِي أزمان متباينة بَعضهم عَن بعض وَقد فسر ذَلِك بقوله أمهاتهم شَتَّى وَدينهمْ وَاحِد وَقد قَالَ أَنا أولى النَّاس بِعِيسَى لَيْسَ بيني وَبَينه نَبِي فَأَشَارَ أَن قرب زَمَنه كَأَنَّهُ جمعه وإياه حَتَّى صَار كالبطن الْوَاحِد إِذْ لم يكن بَينه وَبَينه نَبِي وافتراق أزمان الآخرين كالبطون الشتى وَالدّين وَاحِد كَالْأَبِ الْوَاحِد وَقَوله فَلَمَّا تعلت من نفَاسهَا أَي انْقَطع دَمهَا وطهرت وَأَصله عِنْدهم الْوَاو كَأَنَّهُ من الْعُلُوّ أَي تتعالى عَن حَاله كَذَا ذكره صَاحب الْعين فِي الْوَاو وَقد يكون عِنْدِي من الْعِلَل الَّذِي هُوَ الْعود إِلَى الشّرْب لعودها لحالها الأول أَو من الْعلَّة الَّتِي هِيَ الْمَرَض أَي خرجت عَنهُ (ع ل م) قَوْله لَيْسَ فِيهَا علم لأحد أَي عَلامَة وَأثر وَقَوله وَالْأَيَّام المعلومات قَالَ أَكثر الْمُفَسّرين هِيَ الْعشْر وَآخِرهَا يَوْم النَّحْر والمعدودات ثَلَاث بعده وَقيل وَهُوَ الْأَكْثَر أَنَّهَا أَيَّام النَّحْر وَالذّبْح سميت بذلك لِاسْتِوَاء علم النَّاس بهَا وَهُوَ قَول مَالك وَقَوله نهى أَن تعلم الصُّورَة ويروى الصُّور أَي تجْعَل السمة فِي وُجُوه الْحَيَوَان كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر نهى عَن الوسم فِي الْوَجْه وَقَوله فِي السّفر بالمصاحف إِلَى أَرض الْعَدو وسافر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَصْحَابه فِي أَرض الْعَدو وهم يعلمُونَ الْقُرْآن كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِفَتْح الْيَاء وَهُوَ مُطَابق تَرْجَمَة الْبَاب وَضَبطه بَعضهم يعلمُونَ بضَمهَا وَالْأول أوجه وَقَوله فِي حَدِيث المتظاهرتين تعلمين وتعلمي وَحَتَّى تعلم سُورَة كَذَا كُله مَفْتُوح الْعين مشدد اللَّام وَكَذَلِكَ تعلمُوا أَنه لَيْسَ بأعور وتعلموا أَنه لَيْسَ يرى أحد مِنْكُم ربه حَتَّى يَمُوت كُله بِمَعْنى اعلموا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تَقول تعلم مني أَي أعلم وَقيل مِنْهُ قَوْله تَعَالَى) وَمَا يعلمَانِ من أحد (أَي يعلمَانِهِ مَا السحر ويأمرانه باجتنابه قَالَ الْهَرَوِيّ علمت وأعلمت فِي اللُّغَة بِمَعْنى وَقد رَوَاهُ بعض شُيُوخنَا تعلم وَكَذَا لِعبيد الله بن يحيى وَلغيره تعلم بِضَم التَّاء وَكَذَا لِابْنِ وضاح من رِوَايَة ابْن عتاب وَقَوله وَالسَّلَام على الْعَالم يُرِيد جَمِيع النَّاس عُمُوما غير مَخْصُوص والعالم ينْطَلق على كل مُحدث وَقيل العاقلون فَقَط وأعلام الْحرم ومعالمه كُله علاماته والمعلم وَالْعلم الْعَلامَة فِي الأَرْض وَمِنْه ذكر الْعلم فِي الحَدِيث وَقَوله ليتزلن قوم إِلَى جنب علم أَي جبل وَيَضَع الْعلم أَي يهدمه الله والمعلم أَيْضا الْأَثر وَمِنْه فِي الحَدِيث لَيْسَ فِيهَا معلم لأحد أَي أثر وَقَوله كزهان تعلم الصُّورَة وَبَاب الوسم وَالْعلم فِي الصُّورَة هما بِمَعْنى أَي الوسم والعلامة فِي الْوَجْه وَقَوله وَالسَّلَام كَمَا قد علمْتُم ويروى علمْتُم قيل مَعْنَاهُ فِي التَّحِيَّات

(ع ل ن)

السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي ورحمت الله إِلَى آخر الْكَلَام وَقيل قَوْله تَعَالَى) وسلموا تَسْلِيمًا (وَقَوله فَإِنَّهُ أعلم لأحدكم أَن يَقُول لما لَا يعلم لَا أعلم أَي أحسن فِي علمه وَأتم لَهُ قَوْله فِي أَرض الْحَشْر لَيْسَ فِيهَا علم لأحد أَي أثر لِأَنَّهَا أَرض أُخْرَى كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَهُوَ أظهر مَعَانِيه أَو لَيْسَ فِيهَا دَلِيل يهتدى بِهِ إِذْ لَيْسَ فِيهَا جبل وَلَا غَيره وَقَوله مَا نقص علمي وعلمك من علم الله قيل من مَعْلُوم الله والمصدر يجِئ بِمَعْنى الْمَفْعُول كَقَوْلِهِم دِرْهَم ضرب الْأَمِير وثوب نسج الْيمن وَقد تقدم الْكَلَام فِيهِ فِي الْهمزَة (ع ل ن) فِي حَدِيث الْهِجْرَة وَلَا يستعلن بِهِ أَي لَا يقرأه عَلَانيَة وجهرا وَكَذَلِكَ قَوْله فِيهِ لَا يستعلن بِصَلَاتِهِ ولسنا مقرين لَهُ الاستعلان أَي الْإِظْهَار لدينِهِ والجهر بِهِ يعنون أَبَا بكر (ع ل ق) قَوْله الْعلقَة من الطَّعَام بِضَم الْعين وَسُكُون اللَّام هُوَ الشَّيْء الْيَسِير الَّذِي فِيهِ بلغَة والعلوقة والعلاق والعلوق الْأكل والرعي وَقَوله علقت بِهِ الْأَعْرَاب يسألونه أَي لزموه بِمَعْنى طفق وظل وَيكون أَيْضا بِمَعْنى حبذوا بِثَوْبِهِ والعلق بِالْفَتْح فيهمَا الحبذة بِالثَّوْبِ وَقَوله هَل علق بهَا شَيْء من الدَّم أَي لصق وَلزِمَ والعلق بفتحهما الدَّم وَقَوله فِي النُّطْفَة أَرْبَعِينَ لَيْلَة علقَة هِيَ الْقطعَة من الدَّم وَمثله قَوْله تَعَالَى) ثمَّ خلقنَا النُّطْفَة علقَة (وَمثله فاستخرج مِنْهُ علقَة وَقَالَ بَعضهم هُوَ الدَّم الْأسود وَقَوْلها أَن أنطق أطلق وَإِن أسكت أعلق أَي يتركني كالمعلقة كَمَا قَالَ تَعَالَى) فتذروها كالمعلقة (أَي لَا أَيّمَا وَلَا ذَات زوج وَقَوله فِي نسمَة الْمُؤمن طير يعلق فِي ثمار الْجنَّة روينَاهُ بِضَم اللَّام وَفتحهَا قيل هما بِمَعْنى تَأْكُل وتصيب مِنْهَا وَقيل تشم وَقيل تتَنَاوَل وَقيل هَذَا فِي الضَّم وَحده وَمن رَوَاهُ تعلق بِالتَّاءِ عني النَّسمَة وَيحْتَمل أَن يرجع على الطير على من جعله جمعا وَيكون ذكر النَّسمَة للْجِنْس لَا للْوَاحِد وَقد يكون مَعًا للروح لِأَنَّهَا تذكر وتؤنث وَمن فتح فَمَعْنَاه تتَعَلَّق وَتلْزم ثمارها وَتَقَع عَلَيْهَا وَقيل تسرح وَقيل تأوى إِلَيْهَا وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَتشهد لَهُ الرِّوَايَة الْأُخْرَى تسرح وَقَوله وأعلق الأغاليق أَي علق المفاتح كَذَا للأصيلي وَلغيره علق وعلق وأعلق بِمَعْنى وَقَوله فِي التسليمتين فِي الصَّلَاة أَنِّي علقها بِكَسْر اللَّام أَي من أَيْن أَخذهَا وَقَوله وَلَا يحمل أحد الْمُصحف بعلاقته وَهُوَ غير طَاهِر أَي بِمَا يعلق بِهِ إِذا حمل أَو رفع بِكَسْر الْعين وَقَوله علقت بِعلم الْقُرْآن أَي كلفت بِهِ كَمَا روى فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَنِّي أحببته حبا شَدِيدا وَمِنْه وَرجل قلبه مُعَلّق بِالْمَسْجِدِ وَمِنْه علاقَة الْحبّ وَهِي شدته ولزومه وَقَوله لم يعلق الآخر شَيْء من النَّفَقَة أَي لم يلْزمه وَقَوله هاؤلاء الَّذين يسرقون أعلاقنا يحْتَمل أَنه مَا يعلق على الدَّوَابّ والأحمال من أَسبَاب الْمُسَافِر وَهُوَ أظهر فِي هَذَا الحَدِيث أَو جمع علق وَهُوَ خِيَار المَال وَبِه فسره بَعضهم (ع ل و) قَوْله فَإِن علا مَاء الرجل مَاء الْمَرْأَة قيل مَعْنَاهُ هُنَا الْغَلَبَة بِالْكَثْرَةِ وَقيل مَعْنَاهُ تقدم وَسبق وعَلى هذَيْن التَّأْويلَيْنِ تأولوا أَيْضا قَوْله سبق بالغلبة وَالْكَثْرَة وبالتقدم والبداية وَقيل الْغَلَبَة وَالْكَثْرَة للشبه والتقدم والسبق للإذكار وَالْإِنَاث وَقَوله تعلى النَّهَار أَي ارْتَفع وَعلا وَقَوله أعل هُبل أَي ليرتفع شَأْنك وتعز فقد غلبت وهبل صنم وَقَوله فَنزل فِي الْعُلُوّ وَفِي علالي لَهُ بِكَسْر اللَّام وَفِي علية لَهُ بِكَسْر الْعين هِيَ الغرفة وَمِنْه أَصْحَاب عليين فِي الْجنَّة جَاءَ مُفَسرًا أَصْحَاب الغرف وكما قَالَ تَعَالَى) وهم فِي الغرفات آمنون (وَقيل عليون السَّمَاء السَّابِعَة وَقيل هُوَ وَاحِد وَقيل هُوَ جمع كَذَا ضبطناه فِيهَا علو وسفل وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة لَا يُقَال إِلَّا بِالْكَسْرِ وَقَوله الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى

فصل الاختلاف والوهم

فسره فِي الحَدِيث بالمنفقة قَالَ الْخطابِيّ وروى فِي بعض الْأَحَادِيث المتعففة مَرْفُوعا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) والسفلى السائلة وروى عَن الْحسن أَنَّهَا الممسكة السائلة وَذهب المتصوفة إِلَى أَن الْيَد الْعليا هِيَ الآخذة وَاحْتَجُّوا بِمَا ورد فِي الحَدِيث أَن الصَّدَقَة تقع فِي يَد الرَّحْمَن قَالُوا فيد الْأَخْذ نائبة عَن يَد الله الْمَذْكُورَة وَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث من التَّفْسِير الْمُتَقَدّم مَعَ ظُهُور الْمَقْصد يرد قَوْلهم وَتقدم تَفْسِير العلاوة وَقَوله فَإِذا هُوَ يتعلى على أَي يتكبر ويرتفع كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى (ع ل ي) قَوْله وخفضت عاليته وَيرى عاليه يَعْنِي الرمْح هُوَ أَعْلَاهُ وصدره يُرِيد إماله لَيْلًا يظْهر لغيره وَقَوله فِي بعض الرِّوَايَات لَوْلَا أَن يأثروا عَليّ كذبا قيل مَعْنَاهُ عني أَي يتحدثوا عني بِهِ وَقَوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لزيد فِي زَيْنَب اذْكُرْهَا على أَي أخطبها واذكرها لنَفسهَا بِالْخطْبَةِ على أَي لي أَو عني وَعلي هُنَا بِمَعْنى إِحْدَى اللفظتين وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) إِذا اكتالوا على النَّاس (أَي عَنْهُم كَمَا قَالَ (إِذا رضيت على بنوا تَمِيم) وَكَقَوْلِه (إِذا مَا امرؤا ولى عَليّ بوده ) وَقَوله من حلف عَليّ يَمِين قيل مَعْنَاهُ بِيَمِين وَقَوله فليذبح على اسْم الله مثل قَوْله بِسم الله وَقَوله على م تفعلن كَذَا أَي لم تفعلن أَو لأي شَيْء هُوَ بِمَعْنى اللَّام كَمَا قَالَ (رعته أشهرا وخلا عَلَيْهَا ) أَي لَهَا وَقد جعلُوا حرف على الخافضة الْمَذْكُورَة هُنَا من بَاب الْوَاو من الْعُلُوّ وَقَوله فِي حَدِيث مخرمَة عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَخرج وَعَلِيهِ قبَاء مِنْهَا يَعْنِي جامله لَا أَنه لابسه وَقيل بِيَدِهِ وهما بِمَعْنى وَقَوله من حلف على منبري قيل عِنْد منبري وَمَعَ منبري كَمَا قَالَ (عَلَيْهِنَّ المآلي) أَي مَعَهُنَّ وعندهن وبأيديهن وَقَوله على عهد رَسُول الله أَي فِي مدَّته وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو ذَر فِي عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَلِكَ قَوْله يُبَارك على أوصال شلوممزع وَبَارك الله عَلَيْك وَبَارك الله فِيك بِمَعْنى وَاحِد وَعند غير الْجِرْجَانِيّ فِي أوصال وَقَوله فِي حَدِيث أبي كَامِل لَو اسْتَشْفَعْنَا على رَبنَا ويروى إِلَى رَبنَا كَمَا جَاءَ فِي غَيره وَمعنى على رَبنَا أَي استعنا عَلَيْهِ بشفيع وَقَوله عجز عَلَيْك الأحر وَجههَا أَي عجزت إِلَّا عَن جر وَجههَا كَأَنَّهُ من المقلوب وَقد يحْتَمل أَن يكون عجز هُنَا بِمَعْنى امْتنع. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَقد علقت عَلَيْهِ من الْعذرَة ويروى أعلقت وَعَلَيْكُم بِهَذَا العلاق ويروى الأعلاق ذكر البُخَارِيّ الْوَجْهَيْنِ فِي اللَّفْظَيْنِ من طرق وَلم يذكر مُسلم إِلَّا أعلقت وَذكر العلاق فِي حَدِيث يحيى بن يحيى والأعلاق فِي حَدِيث حَرْمَلَة وَعند الْهَوْزَنِي فيهمَا العلاق وَكَذَلِكَ اخْتلف فِي كتاب البُخَارِيّ فِي قَوْله أعلقت عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَات عَنهُ وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَاحِد تقال عَليّ بِمَعْنى عَن وَمِنْه فِي حَدِيث سعد حَائِط كَذَا وَكَذَا صَدَقَة عَلَيْهَا كَذَا عِنْد القعْنبِي وَعند غَيره صَدَقَة عَنْهَا وهما بِمَعْنى كَمَا تقدم وَكَذَلِكَ أعلقت وعلقت جَاءَت بهما الرِّوَايَات لَكِن أهل اللُّغَة إِنَّمَا يذكرُونَ أعلقت والأعلاق رباعي وَأَنه الصَّوَاب وَتَفْسِيره غمز الْعذرَة بِالْيَدِ وَهِي اللهات وَقد فسرناها وَهُوَ الدغر وَقد فسره فِي الحَدِيث من رِوَايَة يُونُس بن يزِيد فِي كتاب مُسلم قَالَ أعلقت غمرت وَقَوله عَن عمر وَكَانَ يضْرب النَّاس عَن تِلْكَ الصَّلَاة يَعْنِي بعد الْعَصْر كَذَا ليحيى وَمن وَافقه أَي على تِلْكَ الصَّلَاة وَمن أجلهَا وَكَذَا رَوَاهُ ابْن بكير عَليّ وَكَذَا سمعناه على ابْن حمدين فِي موطأ يحيى وَكَذَا ذكرهمَا الْبَاجِيّ وَقَوله فِي بَاب الرَّهْن محلوب ومركوب تركب الضَّالة بعلفها وتحلب بِقدر

عَلفهَا كَذَا لأبي ذَر وَأبي أَحْمد وعبدوس والنسفي والكافة وللقابسي وَابْن السكن بِقدر عَملهَا وَالصَّوَاب الأول وَقَوله فِي الرّقاب أغلاها ثمنا ويروى أَعْلَاهَا بِالْعينِ الْمُهْملَة والمعجمة ومعناهما مُتَقَارب صَحِيح وبالوجهين ضبطناه فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ وبالمهملة قيدها الْقَابِسِيّ وَقَوله وَينْقص الْعلم كَذَا لأكثرهم وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ فِي كتاب الْفِتَن وَكَذَا ذكره مُسلم عِنْد جَمِيع رُوَاته فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَعند العذري فِي حَدِيث حَرْمَلَة وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي الْعَمَل وَكَذَا ذكره ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَكَذَا رَوَاهُ الْقَابِسِيّ وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَالْمَعْرُوف الْعلم وَعند ابْن السكن وَيقبض الْعلم وَقَوله فِي بَاب الشَّهَادَة عِنْد الْحَاكِم قَالَ فَعلم النَّبِي فأداه إِلَيّ فِي حَدِيث أبي قَتَادَة كَذَا لأبي الْهَيْثَم والأصيلي والنسفي والقابسي ولبقية شُيُوخ أبي ذَر فَقَامَ مَكَان فَعلم وَقَوله وعال قلم زَكَرِيَّاء الجرية كَذَا للنسفي وَابْن السكن والهمداني وَعند الْأصيلِيّ وَغَيره وعالى بياء وَهُوَ أظهر من الْعُلُوّ أَي أَخذ إِلَى أعلا المَاء كَمَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات فِي غير هَذِه الْكتب وَصعد قلم زَكَرِيَّاء وعَلى ذَلِك كَانَ اقرعوا على أَن يطْرَحُوا أقلامهم مَعَ جرية المَاء فَمن صعد قلمه مَعَ جرية المَاء أَخذ مَرْيَم ولرواية الآخرين معنى أَي مَال عَنْهَا وَلم يجر مَعَ المَاء وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) أَلا تعولُوا (أَي تميلوا وَقَوله فِي حَدِيث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل وَإِنِّي لعلى أَن أدين دينكُمْ كَذَا للقابسي وعبدوس وَعند غَيرهمَا لعَلي بتَخْفِيف اللَّام وهما متقاربان وَقَوله من كَانَت لَهُ جَارِيَة فعلمها كَذَا لجمهور رُوَاة البُخَارِيّ وَمُسلم وَعند الْأصيلِيّ فعالها وَيكون معنى عالها أنْفق عَلَيْهَا من الْعَوْل وَهُوَ الْقُوت كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فغذاها وَفِي الْأُخْرَى فعلمها فَأحْسن تعليمها فقد جمع الرِّوَايَتَيْنِ يُقَال عَال عِيَالهمْ يعولهم إِذا مانهم وكفاهم معاشهم وعال الرجل يعيل افْتقر وأعال يعيل كثر عِيَاله وَمن الأول قَوْله وابدأ بِمن تعول وَفِي حَدِيث إِسْلَام أبي ذَر وَخَبره مَعَ عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا حَتَّى إِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث فعل على مثل ذَلِك فأقامه مَعَه كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره من رُوَاة البُخَارِيّ قعد على مثل ذَلِك وَله وَجه وَفِي مُسلم فعل مثل ذَلِك فأقامه على وَهَذَا أبين وَأظْهر مَعَ رِوَايَة ابْن السكن وَبعده عِنْد الْأصيلِيّ فأقامه مَعَه وَعند غَيره فَقَامَ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي الْمُوَطَّأ فِي الصَّلَاة على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن ابْن عمر فَيصَلي على النَّبِي وعَلى أبي بكر وَعمر كَذَا ليحيى وَلغيره يدعوا لأبي بكر وَعمر ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال وَقَوله وَلَا تضن عَليّ بهَا كَذَا لِابْنِ وضاح ولعبيد الله عني وهما بِمَعْنى صَحِيحَانِ أَي تبخل عَليّ وعني قَالَ الله وَمن يبخل فَإِنَّمَا يبخل عَن نَفسه وَقَوله فِي بَاب التَّوْبَة كتمت عَلَيْكُم حَدِيثا كَذَا للطبري وَلغيره عَنْكُم وهما بِمَعْنى كَمَا تقدم وَمثله قَوْله لَوْلَا أَن يأثروا عَليّ كذبا لكذبت عَلَيْهِ كَذَا للأصيلي وَلأبي ذَر وَغَيره عني وَفِي الحلاق وَقَالَ بِيَدِهِ على رَأسه كَذَا لبَعض الروات وَالَّذِي عِنْد شُيُوخنَا عَن مُسلم عَن رَأسه وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقَالَ هُنَا بِمَعْنى جعل أَو أَشَارَ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَأَشَارَ بِيَدِهِ فعلى هُنَا إِذا جعلناها على بَابهَا من الْعُلُوّ أَي جعله على ذَلِك الْجَانِب حَتَّى فرغ الحلاق من الْجَانِب الآخر ليقسمه بَين أَصْحَابه كَمَا جَاءَ فِي نفس الحَدِيث وَقد تكون عَن هُنَا بِمَعْنى إِلَى أَو بِمَعْنى اللَّام كَمَا تقدم وَأما رِوَايَة عَن فبمعنى على كَمَا ذَكرْنَاهُ وَقد تكون على بَابهَا أَي أَزَال يَده عَنهُ ليحلقه الحلاق بعد إِمْسَاكه عَلَيْهِ لما ذَكرْنَاهُ من قسْمَة شعر شقيه على أَصْحَابه كَمَا بَينه فِي نفس الحَدِيث وَقَول عَائِشَة فَلم أنشبها حَتَّى أنحيت عَلَيْهَا ويروى أتخنث قد ذكرنَا

(ع م د)

هَذَا اللَّفْظ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف التَّاء وَالْخَاء وَفِي حرف الْحَاء وَفِي حرف النُّون وَالَّذِي يظْهر فِي صَوَابه عِنْدِي أَن عَلَيْهَا تَصْحِيف من غَلَبَة وَإِن قوام الْكَلَام مَا جَاءَ فِي الحَدِيث بعده فَلم انشبها حَتَّى اتخنثها غَلَبَة وَالله أعلم وَيحْتَمل أَن تكون عَلَيْهَا بِمَعْنى الْبَاء أَي أوقعت بهَا كَمَا قَالَ يفِيض على القداح ويصدع أَي بِالْقداحِ الْعين مَعَ الْمِيم (ع م د) قَوْله اعمد من رجل قَتله قومه قيل مَعْنَاهُ أَي أعجب وَقيل هَل زَاد على عميد قوم قَتَلُوهُ أَي لَيْسَ هَذَا بِعَارٍ وعميد الْقَوْم سيدهم وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر هَل فَوق رجل قَتله قومه وَقد تقدم تَفْسِيره وَالْخلاف فِيهِ فِي الْعين وَالدَّال وَقَوله فِي الْبَيْت على سِتَّة أعمدة وعمده حشب وَجعل عمده من حِجَارَة وَجعل عمودا عَن يَمِينه وَصلى بَين العمودين هِيَ الْخشب الَّتِي ترفع بهَا الْبيُوت والسقف وأحدها عماد وعمود وَيجمع أَيْضا عمدا وعمدا وَقَوْلها رفيع الْعِمَاد قيل هُوَ من ذَلِك لِأَن بيُوت السَّادة عالية السّمك متسعة الأرجاء وَكَذَلِكَ بيُوت الكرماء وَقد يكنى بالعماد نَفسه عَن الْبَيْت أَي أَنه رفيعه على مَا تقدم أَو رفيع مَوْضِعه ليقصده الأضياف وَقيل هُوَ على وَجهه أَي أَنه طَوِيل وَالْعرب تتمادح بذلك وَقيل المُرَاد بحول عماده حَسبه وَشرف نسبه وَقَوله فِي الجالب على عَمُود كبده وَفِي حَدِيث آخر يَأْتِي بِهِ أحدهم على عَمُود بَطْنه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة على تَعب ومشقة وَقَالَ غَيره يُرِيد على ظَهره لِأَن الظّهْر يمسك الْبَطن ويقويه فَهُوَ كالعمود لَهُ وَعمد لكذا إِذا كَانَ بِمَعْنى قصد فبفتح الْعين يعمد بِكَسْرِهَا وهما متكرران فِي الحَدِيث وَمِنْه مَا كَانَ يعمد للصَّلَاة وَقَوله ونعتمد على العصى أَي نتكئ عَلَيْهَا (ع م ر) قَوْله من أعمر عمرى هِيَ إسكان الرجل الآخر دَاره عمْرَة أَو تَمْلِيكه مَنَافِع أرضه عمره أَو عمر الْمُعْطى اشْتقت من الْعُمر وَاخْتلف الْفُقَهَاء فِي حكمهَا بِحَسب اخْتِلَاف الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِيهَا وَقد بسطنا ذَلِك وَالْجمع بَين تِلْكَ الْأَحَادِيث فِي كتاب الشَّرْح وَقَول عَائِشَة مَا شَأْن النَّاس حلوا وَلم تحلل من عمرتك قيل مَعْنَاهُ من حجك وَالْحج يُسمى عمْرَة إِذْ مَعْنَاهُمَا مَعًا الْقَصْد وَقيل مَعْنَاهُ بعمرتك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْمِيم وَقَوله لعمر الله أَي بَقَاء الله (ع م ل) قَوْله فَأمر لي بعمالة بِضَم الْعين وَإِذ أَعْطَيْت العمالة وَكَذَلِكَ قَوْله تكون عمالتي صَدَقَة وبقدر عمالته هِيَ أُجْرَة الْعَامِل عملا وَقَوله فعملني وعملنا مشدد الْمِيم جعل لنا عمالة على عَملنَا وَقَوله مُؤنَة عَامِلِي قيل أُجْرَة حافر قَبْرِي وَقيل عَامل هَذِه الصَّدقَات وَقيل الْعَامِل والأجير فِيهَا وَقيل الْخَلِيفَة بعده وَقَول عمر فِي شَأْن الْحُدَيْبِيَة فَعمِلت لذَلِك أعمالا (ع م م) قَوْله حَتَّى اسْتَوَى على عممه كَذَا رِوَايَة ابْن المرابط بِضَم الْعين وَالْمِيم الأولى وَكسر الثَّانِيَة مُشَدّدَة وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد وَرَوَاهُ بَعضهم بتَخْفِيف الْمِيم الثَّانِيَة وَعند سَائِر روات الْمُوَطَّأ عممه بِفَتْح الْعين وَالْمِيم الأولى وَكله صَحِيح بِمَعْنى وَاحِد وَمَعْنَاهُ على استوائه وَطوله واعتدال شبابه وَقَوله رَوْضَة معتمة سَاكِنة الْعين مَفْتُوحَة التَّاء مُشَدّدَة الْمِيم أَي منورة تَامَّة النَّبَات مجتمعته وَقَوله وَلَا يُهْلِكهُمْ بِسنة عَامَّة أَي بِشدَّة تستأصلهم وتهلك جَمِيعهم وَقَوله أَلا يصيبهم بعامة أَي يهْلك جَمَاعَتهمْ وَالْبَاء هُنَا زَائِدَة وَقيل مَعْنَاهُ بمصيبة أَو شدَّة عَامَّة تعمهم أَو بهلكة للنَّاس عَامَّة أَي كَافَّة جَمِيعًا وَقَوله بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا وَذكر مِنْهَا وَأمر الْعَامَّة قَالَ قَتَادَة مَعْنَاهُ الْقِيَامَة (ع م ق) قَوْله فَحَفَرُوا لَهُ فأعمقوا أَي أبعدوا فِي الأَرْض وفج عميق بعيد الْمَذْهَب والتعمق والمتعمقون مثل التنطع

فصل الاختلاف والوهم

وَهُوَ الْبعيد الْغَوْر فِي كَلَامه الغالي فِي مقاصده (ع م ى) قَوْله فِي صَكَّة عمى بِضَم الْعين وَفتح الْمِيم وَشد الْيَاء شدَّة الهاجرة وَقد فسر فِي حرف الصَّاد وَقَوله من قَاتل تَحت راية عمية وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من قتل كَذَا ضبطناه عَن أشياخنا فِي صَحِيح مُسلم بِكَسْر الْعين وَالْمِيم وَتَشْديد الْيَاء وَفتحهَا وضبطته فِي كتب اللُّغَة على أبي الْحُسَيْن بن سراج بِالْوَجْهَيْنِ الضَّم وَالْكَسْر فِي الْعين وَيُقَال عميا أَيْضا مَقْصُور بِمَعْنَاهُ وَقَالَ أَبُو عَليّ القالي هُوَ قَتِيل عميا إِذا لم يعرف قَاتله فَسرهَا أَحْمد ابْن حَنْبَل أَنَّهَا كالأمر الْأَعْمَى لَا يستبين وَجهه وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه هَذَا فِي تجارح الْقَوْم وَقتل بَعضهم بَعْضًا كَأَنَّهُ من التعمية وَهُوَ التلبيس وَقيل العمية الضَّلَالَة وَقيل فِي مثله أَي فتْنَة وَجَهل وَقد فَسرهَا فِي تَمام الحَدِيث بقوله يغْضب لغضبه أَو ينصر عصبَة وَفِي الْهِجْرَة العمين على من ورائي بِفَتْح الْعين أَي أخْفى أَمر كَمَا وألبسة عَلَيْهِم حَتَّى لَا تتبعا من التعمية وَمِنْه فِي هِلَال رَمَضَان فِي رِوَايَة الصدفى والطبري فِي حَدِيث ابْن معَاذ فَإِن عمى عَلَيْكُم أَو من العماء وَهُوَ السَّحَاب الرَّقِيق أَي حَال دونه أَو من الْعَمى وَهُوَ عدم الرُّؤْيَة وسنذكره وَاخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ فِي حرف الْغَيْن. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث مُسلم عَن هَارُون بن سعيد فِي طواف الْقَارِن وَذكر حج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَحج أبي بكر وطوافهما بِالْبَيْتِ ثمَّ قَالَ ثمَّ لم يكن غَيره بالغين الْمُعْجَمَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا ثمَّ ذكر فِي حج عُثْمَان مثل ذَلِك وَفِي حج الزبير وَذكر البُخَارِيّ هَذَا وَقَالَ ثمَّ لم تكن عمْرَة بِعَين مُهْملَة بعْدهَا مِيم سَاكِنة وهوا لصواب وَفِي بَاب الدرق فَلَمَّا عمل غمزتهما فخرجتا كَذَا للمروزي بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْمِيم وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة وَمَا فِي غير هَذَا الْموضع غفل بالغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء وَقَوله فِي صَلَاة النَّبِي فِي الْكَعْبَة وَجعل عمودين عَن يَمِينه وعمودا عَن يسَاره وَثَلَاثَة أعمدة وَرَاءه كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَعند مُسلم عَكسه وَجعل عمودين عَن يسَاره وعمودا عَن يَمِينه وَجَاء فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة القعْنبِي عَن مَالك وَجعل عموا عَن يسَاره وعمودا عَن يَمِينه وَفِي رِوَايَة ابْن أبي أويس بِمثل مَا فِي الْمُوَطَّأ وَفِي بَاب الرَّغْبَة فِي النِّكَاح فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة قَول عبد الرَّحْمَن بن يزِيد دخلت أَنا وعماي عَلْقَمَة وَالْأسود على ابْن مَسْعُود كَذَا عِنْد بعض روات مُسلم قَالَ بَعضهم هُوَ خطأ وَصَوَابه دخلت أَنا وعمى عَلْقَمَة وَالْأسود مَعْطُوف على عمى لَيْسَ بِبَدَل أَي وَالْأسود أخي فَإِن الْأسود أَخُو عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَائِل هَذَا الْكَلَام وَكَذَا على الصَّوَاب رِوَايَة عَامَّة شُيُوخنَا وَفِي طَلَاق المختلعة أَن ربيع بنت معوذ بن عفراء جَاءَت وعمتها إِلَى عبد الله بن عمر كَذَا عِنْد يحيى وَبَعض روات الْمُوَطَّأ وَعند ابْن بكير جَاءَت هِيَ وعمها وَفِي تَفْسِير الْمُنَافِقين فِي حَدِيث عبد الله بن رَجَاء فَقَالَ لي عمر مَا أردْت إِلَى أَن كَذبك النَّبِي كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب رِوَايَة الْجَمَاعَة فَقَالَ لي عمى وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب بِغَيْر خلاف وَفِي المبعث فِي حَدِيث ورقة فَقَالَت خَدِيجَة أَي عَم كَذَا ذكره مُسلم فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر من رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَالصَّوَاب مَا ذكره بعد ذَلِك من رِوَايَة غَيره عَن الزُّهْرِيّ أَي ابْن عَم وَكَذَلِكَ ذكره البُخَارِيّ وَهُوَ ابْن عَمها لَا عَمها إِلَّا أَن تكون قَالَت لَهُ ذَلِك لسنه وَقَوله فِي إحْيَاء الْموَات من أعمر أَرضًا كَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب البُخَارِيّ وَصَوَابه من عمر ثلاثي قَالَ الله) وعمروها أَكثر مِمَّا عمروها (إِلَّا أَن يُرِيد جعل

(عن)

فِيهَا عمارا فَيخرج على هَذَا وَقَوله فِي حَدِيث وَفد هوَازن قَالَ أنس هَذَا حَدِيث عمية بِكَسْر الْعين وَالْمِيم مُشَدّدَة وَفتح الْيَاء مُشَدّدَة هَكَذَا ضبطناه على أبي بَحر وَالْقَاضِي أبي عَليّ وَفَسرهُ بَعضهم مَعْنَاهُ الشدَّة وَكَانَ فِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي عمية بِفَتْح الْعين وَكسر الْمِيم مُشَدّدَة وَفتح الْيَاء مُخَفّفَة قيل مَعْنَاهُ عمى وَالْهَاء للسكت وَكَذَا ذكر هَذَا الْحَرْف ابْن أبي نصر فِي مُخْتَصره وَفَسرهُ بعمومتي وَفِي أَخذ الصَّدقَات أَن عَاملا لعمر بن عبد الْعَزِيز كَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَعند الْأصيلِيّ غُلَاما وَفِي عشور أهل الذِّمَّة كنت عَاملا مَعَ عبد الله بن عتبَة كَذَا عِنْد جمَاعَة من شُيُوخنَا عَن يحيى فِي الْمُوَطَّأ وَهِي رِوَايَة أبي مُصعب وَعند الْأصيلِيّ وَابْن الفخار وَبَعض رُوَاة أبي عِيسَى غلا مَا قيل يَعْنِي شَابًّا وَقَوله بِقدر عمالته كَذَا وَقع للأصيلي فِي البُخَارِيّ بِضَم الْعين وَلغيره عمالته بِفَتْحِهَا وَهُوَ أصوب هُنَا وأوجه لِأَنَّهُ هُنَا الْعَمَل وبالضم إِنَّمَا هِيَ مَا يَأْخُذ الْعَامِل على عمله وَقد يتَوَجَّه لَهُ وَجه وَقَوله بَاب مَا يُعْطي الْعمَّال كَذَا عِنْد أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَعند ابْن فطيس الغسال وَقَوله وجوب النَّفَقَة على الْأَهْل والعيال كَذَا لَهُم وللقابسي والحموي الْعمَّال وَالْأول الْوَجْه هُنَا وَفِي مُسلم فِي حَدِيث القوار يرى إِذا خرجت روح الْمُؤمن قَوْله صلى الله عَلَيْك وعَلى جَسَد كنت تعمرينه كَذَا للسجزي والسمرقندي وَعند للعذري تعمر فِيهِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالْأول أوجه الْعين مَعَ النُّون (عَن) أعلم أَن عَن حرف جَار مثل من قَالُوا وَهِي بِمَعْنى من إِلَّا فِي خَصَائِص تخصها إِذْ فِيهَا من الْبَيَان والتبعيض نَحْو مَا فِي من قَالُوا إِلَّا أَن من تَقْتَضِي الِانْفِصَال فِي التَّبْعِيض وَعَن لَا تَقْتَضِيه تَقول أخذت من زيد مَالا فتقتضي انْفِصَاله وَأخذت عَنهُ علما فَلَا تَقْتَضِي انفصالا وَلِهَذَا اخْتصّت الْأَسَانِيد بالعنعنة وَهَذَا غير سديد وَإِن كَانَ قَالَه مقتدى بِهِ لِأَنَّهُ يَصح أَن يُقَال أَخذ من علم زيد وَأخذت مِنْهُ علما فَلَا تَقْتَضِي انفصالا وَأخذت عَن زيد ثوبا فتقتضي انفصالا وَقد حكى أهل اللِّسَان حَدثنِي فلَان من فلَان بِمَعْنى عَنهُ وَإِنَّمَا الْفرق بَين الِانْفِصَال والاتصال فيهمَا فِيمَا يَصح مِنْهُ ذَلِك أَولا يَصح لَا من مُقْتَضى اللفظتين وَقَوله اقتصروا عَن قَوَاعِد إِبْرَاهِيم أَي من قَوَاعِده ونقصوا مِنْهَا فَهِيَ هُنَا بِمَعْنى من وَقد تَأتي عَن اسْما يدْخل عَلَيْهَا حرف الْخَفْض قَالُوا وَمِنْه يُقَال أخذت الثَّوْب من عَنهُ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد يُقَال أَن من هُنَا زَائِدَة وَلِأَنَّهَا تدخل على جَمِيع الصِّفَات عِنْدهم إِلَّا على الْبَاء وَاللَّام وَفِي لقلتهَا فَلم تتوهم الْعَرَب فِيهَا الْأَسْمَاء توهمها فِي غَيرهَا من الصِّفَات وَقد جَاءَت عَن بِمَعْنى على كَمَا قَالَ (لاه ابْن عمك لَا أفضلت فِي حسب عني) أَي عَليّ وَجَاء مثله كثيرا فِي الْأَحَادِيث كَقَوْلِه فِي حَدِيث السَّقِيفَة وَخَالف عَنَّا عَليّ وَالزُّبَيْر أَي علينا وَقد فسرناه فِي الْخَاء وَقَوله فِي خبر أبي سُفْيَان لكذبت عَنهُ أَي عَلَيْهِ كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله كتمت عَنْكُم حَدِيثا أَي عَلَيْكُم كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَفِي الْجَنَائِز لما سقط عَنْهُم الْحَائِط كَذَا للكافة وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس عَلَيْهِم وهما بِمَعْنى وَقد تكون عَنْهُم أَي عَن الْقُبُور الْمشَار إِلَيْهَا فِي الحَدِيث وَعَلَيْهِم على بَابهَا وَقَوله اقتصروا عَن قَوَاعِد إِبْرَاهِيم وَعند أبي أَحْمد على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم وَقَوله أعلقت عَنهُ من الْعذرَة أَي عَلَيْهِ وَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَمثله قَوْله وَلَا تضنن عني أَي عَليّ كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى يُقَال بخلت عَنهُ وَعَلِيهِ قَالَ الله تَعَالَى) فَإِنَّمَا يبخل عَن نَفسه (وَقد ذكرنَا هَذَا كُله وبيناه فِي حرف الْعين وَاللَّام وَتَأْتِي بِمَعْنى من أجل كَقَوْلِه وَكَانَ يضْرب النَّاس عَن تِلْكَ

الصَّلَاة وَاضْرِبْ النَّاس عَنْهُمَا يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر أَي من أجلهما وَمِنْه قَول الشَّاعِر لورد تقلص الْحِيطَان عَنهُ أَي من أَجله فِي الحَدِيث الآخر لَا تهلكوا عَن آيَة الرَّجْم أَي من أجل ترك الْعَمَل بهَا وَقَوله ابردوا عَن الصَّلَاة كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات فِي حَدِيث أَيُّوب بن سُلَيْمَان وَكَذَا فِي حَدِيث ابْن بشار وَعند أبي ذَر فِي حَدِيث أَيُّوب أبردوا بِالصَّلَاةِ وَكَذَا فِي أَكثر الْأَحَادِيث الآخر بِغَيْر خلاف وهما بِمَعْنى فقد جَاءَت عَن بِمَعْنى الْبَاء كَقَوْلِهِم رميت عَن الْقوس أَي بِهِ وَقد تكون عَن هُنَا بِمَعْنى من أجل وَفِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة فِي حَدِيث الْقسَامَة هَذَانِ بعيران فأقبلهما عني كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند الْأصيلِيّ فأقبلها مني وهما بِمَعْنى وَفِي كتاب الْأَحْكَام قَول ابْن عَوْف لست بِالَّذِي أَنا فِيكُم عَن هَذَا الْأَمر كَذَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس على فصل من الِاخْتِلَاف بَين الْمُتُون والأسانيد وَالوهم فيهمَا من ذَلِك فِي كتاب الْمُنَافِقين فِي حَدِيث من يصعد من ثنية المرار آخر حَدِيث يحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ قَوْله بِمثل حَدِيث معَاذ عَن أَبِيه قَالَ وَإِذا هُوَ أَعْرَابِي ينشد ضَالَّة كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَفِي كتاب ابْن عِيسَى وَالَّذِي لِابْنِ سُفْيَان وَغير ابْن الْحذاء بِمثل حَدِيث معَاذ غير أَنه قَالَ وَهُوَ الصَّوَاب فَإِن الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ لِابْنِ معَاذ عَن أَبِيه معَاذ وَقَوله فِي حَدِيث أبي ذَر لَا أسألهم عَن دنيا كَذَا فِي مُسلم وَالْوَجْه لَا أسألهم دنيا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَقَوله فِي بَاب الدُّعَاء للصبيان وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مسح عَنهُ كَذَا لجميعهم هُنَا فِي البُخَارِيّ وَمَعْنَاهُ عَلَيْهِ ويبينه أَنه ذكره ابْن وهب وَمسح وَجهه عَام الْفَتْح وَفِي التَّفْسِير أول النِّسَاء فنهوا أَن ينكحوا عَن من رَغِبُوا فِي مَاله وجماله كَذَا لأبي ذَر وَلَا معنى لعن هُنَا وسقوطها الصَّوَاب كَمَا للْجَمِيع وَفِي بَاب حمرَة الْعقبَة قَول مُسلم وَاسم أبي عبد الرَّحِيم خَالِد بن يزِيد وَهُوَ خَال مُحَمَّد بن مسلمة رُوِيَ عَنهُ وَكِيع وحجاج الْأَعْوَر كَذَا لِابْنِ سُفْيَان وَعند ابْن ماهان رُوِيَ عَن وَكِيع وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة لما حصر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عِنْد الْبَيْت كَذَا الروَاة ابْن سُفْيَان وَعند ابْن الْحذاء عَن الْبَيْت وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا صَلَاة إِلَّا الْمَكْتُوبَة ذكر حَدِيث مَالك بن بُحَيْنَة ثمَّ قَالَ البُخَارِيّ تَابعه غنْدر ومعاذ بن شُعْبَة عَن مَالك بن بُحَيْنَة كَذَا فِي أصل الْمروزِي وَأبي الْهَيْثَم وَفِي كتاب عَبدُوس قَالَ الْمروزِي وَكَذَا سَمَاعنَا وَفِي أصل الْفربرِي فِي مَالك وَكَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَأبي ذَر وَهُوَ الصَّوَاب أَي فِي تَسْمِيَة ابْن بُحَيْنَة مَالِكًا كَمَا قَالَ من ذكره قبل فِي حَدِيثه وَيدل عَلَيْهِ قَول البُخَارِيّ بعد عَن ابْن إِسْحَاق فِي اسْمه عبد الله وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي حرف الْمِيم وَفِي حَدِيث لَا تباغضوا من رِوَايَة أبي كَامِل قَوْله وَأما رِوَايَة يزِيد عَنهُ يَعْنِي عَن معمر كَذَا رِوَايَة أَكثر شُيُوخنَا عَن مُسلم وَعند ابْن ماهان وَأما رِوَايَة يزِيد وَعبد وَالْأول الصَّوَاب وَفِي صَلَاة اللَّيْل مُسلم نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور أَنا عبيد الله عَن شَيبَان كَذَا لَهُم وَعند الصَّدَفِي عَن العذري أَنا عبيد الله وشيبان فصل آخر فِي ذَلِك قد ذكرنَا فِي حرف الْبَاء الْخلاف فِي فلَان عَن فلَان أَو فلَان بن فلَان وَبَيَان الْوَهم فِي تَصْحِيف أَحدهمَا من الآخر فأغنى عَن إِعَادَته فَأَما مَا جَاءَ من ذَلِك فلَان عَن فلَان أَو فلَان وَعَن فلَان وَفُلَان مِمَّا فِيهِ تَصْحِيف وَوهم وَاخْتِلَاف مُشكل فِيمَا بَين عَن أَو وَاو الْعَطف فنذكره هَا هُنَا ليطلب فِي حرفه فَمن ذَلِك حَدِيث الضَّب فِي الْمُوَطَّأ عَن عبد الله بن عَبَّاس عَن خَالِد بن الْوَلِيد أَنه دخل مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

عَلَيْهِ وَسلم كَذَا رِوَايَة أَحْمد بن مطرف عَن يحيى وَعند غَيره عَنهُ أَن خَالِد بن الْوَلِيد وتابع يحيى على قَوْله عَن خَالِد من رُوَاة الْمُوَطَّأ معن وَابْن الْقَاسِم فِي رِوَايَة سَحْنُون عَنهُ والقعنبي وَابْن وهب وجماهير رُوَاة الْمُوَطَّأ ابْن بكير وَابْن عفير وَابْن برد والصوري والتنيسي وَأَبُو مُصعب وَابْن الْقَاسِم فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَسَائِر الروَاة يَقُولُونَ عَن ابْن عَبَّاس وخَالِد ابْن الْوَلِيد أَنَّهُمَا دخلا على رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي بَاب كَرَاهَة الْإِمَارَة يزِيد بن أبي حبيب عَن بكر بن عمر عَن الْحَارِث كَذَا للجلودي وَلابْن ماهان وَبكر وَهُوَ خطأ قَالَ عبد الْغَنِيّ الصَّوَاب عَن بكر وَكَذَا عِنْد بَعضهم عَن بكر بن عمر بن الْحَارِث وَهُوَ خطأ أَيْضا وَفِي بَاب تَغْطِيَة الْإِنَاء فِي مُسلم فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد يزِيد بن عبد الله بن أُسَامَة بن الْهَادِي اللَّيْثِيّ عَن يحيى بن سعيد كَذَا لِابْنِ سُفْيَان عَن مُسلم وَعند ابْن ماهان وَيحيى بن سعيد وَالْمَحْفُوظ مَا للْجَمَاعَة وَكَذَا خرجه الدِّمَشْقِي وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت ترجل شعر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا اعْتكف وَهِي حَائِض مَالك عَن ابْن شهَاب عَن عمْرَة عَن عَائِشَة كَذَا قَالَه مَالك وَغَيره يَقُول وَعمرَة وَكَذَا جَاءَ فِي غير الْمُوَطَّأ من رِوَايَة غير مَالك قَالَ أَبُو دَاوُود لم يُتَابع مَالِكًا أحد على قَوْله عَن عمْرَة وَفِي بَاب رقية النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي مَرضه إِبْرَاهِيم وَمُسلم بن صبيح عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة كَذَا هُنَا لجميعهم وَهُوَ الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْموضع وَكَانَ فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي أبي عَليّ فِيهِ خطأ قَبِيح فَقَالَ عَن مَسْرُوق وَعَائِشَة بِالْوَاو وَفِي بَاب الوسم فِي حَدِيث مُسلم عَن ابْن أبي شيبَة وَابْن مثنى وَابْن بشار قَوْله مُجَردا عَن سَائِر الْقِصَّة فِي ذكر آيَة يَعْقُوب كَذَا لكافة الروَاة وَعند أبي بَحر عَن العذري مُجَردا غير سَائِر الْقِصَّة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب صَلَاة الْقَاعِد عَن عبد الله ابْن يزِيد عَن أبي النَّضر كَذَا ليحيى ولسائر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَأبي النَّضر وَكَذَا رده ابْن وضاح وَكَذَا كَانَ بِالْوَاو فِي كتاب لأبي عِيسَى من رِوَايَة ابْن سهل وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي زَكَاة الْمَعَادِن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن عَن غير وَاحِد كَذَا ليحيى ومطرف والقعنبي وَعند ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَغير وَاحِد وَكَذَا رده ابْن وضاح وَهُوَ الصَّوَاب فِي رِوَايَة أبي عَمْرو عَن غير وَاحِد وَفِي من أعتق رَقِيقا لَا يملك غَيرهم يحيى بن سعيد عَن غير وَاحِد كَذَا لطائفة من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَهِي رِوَايَة أبي عِيسَى عَن يحيى وَعند جمَاعَة مِنْهُم وَغير وَاحِد وَكَذَا ذكره أَبُو عمر من رِوَايَة يحيى وَفِي كتاب مُسلم مُوسَى بن خَالِد حتن الْفرْيَابِيّ كَذَا لرواة مُسلم وَعند بَعضهم عَن ختن وَهُوَ خطأ وَفِي الْعتْق الْحسن بن أبي الْحسن عَن مُحَمَّد بن سِيرِين كَذَا لبَعض رُوَاة يحيى وَلغيره وكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَمُحَمّد بن سِيرِين وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي بَاب بني الْإِسْلَام على خمس سَمِعت عِكْرِمَة عَن خَالِد يحدث عَن طَاوس كَذَا لِابْنِ ماهان وَالصَّوَاب مَا لغيره يحدث طاوسا بِإِسْقَاط عَن وَفِي الطَّاعُون مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَعَن سَالم أبي النَّضر مولى عمر بن عبيد الله كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ وَغَيرهم وَفِي الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا أَنه وَقع بِسُقُوط الْوَاو لبَعض رُوَاة يحيى وَسَقَطت على بعض رُوَاة البُخَارِيّ أَيْضا وَالصَّوَاب إِثْبَاتهَا وَكَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ وَأبي النَّضر ثمَّ كتب عَلَيْهِ عَن فَلَعَلَّهُ إِلْحَاق بعد الْوَاو فَيكون على الصَّوَاب وَأسْقط ذكر أبي النَّضر مِنْهُ القعْنبِي وَجَاء بِهِ عَن ابْن الْمُنْكَدر وَحده وَفِي آخر الحَدِيث أَيْضا خلاف نذكرهُ آخر الْكتاب فِي بَابه وَفِي

(ع ن ب)

أول بَاب الْقَضَاء فِي مُسلم نَا ابْن أبي شيبَة نَا مُحَمَّد بن بشر عَن نَافِع بن عمر كَذَا لَهُم وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا هُوَ نَافِع بن عمر بن عبيد وَفِي بَاب إِذا سلم الإِمَام عَن حُصَيْن عَن سَالم بن أبي الْجَعْد كَذَا للأصيلي وَلغيره وَسَالم الْعين مَعَ النُّون (ع ن ب) قَوْله كَانَ عينه عنبة طافية أَي حَبَّة من حب الْعِنَب وَتقدم تَفْسِير طافية فِي حرف الطَّاء (ع ن ت) قَوْله أَخَاف على نَفسِي الْعَنَت بِفَتْح النُّون يُرِيد الزِّنَا وَأَصله الْهَلَاك وَالضَّرَر وَدخُول الْمَشَقَّة وَفِي الحَدِيث الآخر أَن الله لم يَبْعَثنِي مُعنتًا وَلَا مُتَعَنتًا أَي أضيق على النَّاس وَأدْخل عَلَيْهِم الْمَشَقَّة وتكراره بَين اللَّفْظَيْنِ وَالله أعلم أَي لم يَأْمُرنِي بذلك وَلَا أتكلفه من قبل نَفسِي (ع ن ز) ذكر العنزة بِفَتْح الْعين وَالنُّون فِي غير حَدِيث قَالَ الْخَلِيل هِيَ عَصا فِي طرفها زج قَالَ أَبُو عبيد قدر نصف الرمْح أَو أَكثر شَيْئا فِيهَا سِنَان مثل سِنَان الرمْح قَالَ الْحَرْبِيّ عَن الْأَصْمَعِي العنزة مَا دور نصله والآلة والحربة العريضة النصل وَقيل فِي الحربة أَنَّهَا لَيست عريضة النصل وَقد ذَكرْنَاهُ (ع ن ط) قَوْله كَأَنَّهَا بكرَة عنطنطة بِفَتْح الْعين والنونين هِيَ الطَّوِيلَة الْعُنُق فِي اعْتِدَال (ع ن ن) قَوْله أَن الْمَلَائِكَة تنزل فِي الْعَنَان بِفَتْح الْعين هُوَ السَّحَاب فسره فِي الحَدِيث وَذكر الْعنين بِكَسْر الْعين وَهُوَ الَّذِي لَا يَأْتِي النِّسَاء رَأْسا وَقيل الَّذِي لَهُ ذكر لَا ينتشر كالشراك وَقيل الَّذِي لَهُ مثل الزر وَهُوَ الحصور وَقَوله لسراقة أخف عَنَّا أَي اسْتُرْ الْخَبَر عَنَّا وَقد تكون عَن هُنَا بِمَعْنى علينا (ع ن ف) قَوْله إياك والعنف بِضَم الْعين وَسُكُون النُّون ضد الرِّفْق قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَيُقَال بِفَتْح الْعين وَكسرهَا وَقَوله لم يعنف وَاحِدًا مِنْهُم يُقَال عنفته وأعنفته بِمَعْنى أَي وبخته وأغلظت لَهُ فِي القَوْل والعتب وَمثله فِي خبر عَمْرو بن الْعَاصِ فِي تَمِيم الْجنب فِي اللَّيْلَة الْبَارِدَة فَذكر ذَلِك للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم يعنف كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ أَي لم يعنفه (ع ن ق) قَوْله المؤذنون أطول النَّاس أعناقا الرِّوَايَة فِيهِ عندنَا بِفَتْح الْهمزَة جمع عنق قيل هُوَ على وَجهه وَأَن النَّاس فِي الكرب وهم فِي الرّوح وَقيل مَعْنَاهُ انتظارهم الْأذن لَهُم فِي دُخُول الْجنَّة وامتداد آمالهم وأعينهم وتطلعهم برؤوسهم وأعناقهم لذَلِك وَقيل مَعْنَاهُ الْإِشَارَة إِلَى الْقرب من كَرَامَة الله ومنزلته وَقيل مَعْنَاهُ أَكثر النَّاس أعمالا يُقَال لفُلَان عنق من الْخَيْر وَقيل مَعْنَاهُ أَنهم يكونُونَ رُؤَسَاء يَوْمئِذٍ والسادة تُوصَف بطول الْأَعْنَاق وَحكى الْخطابِيّ والهروي أَن بَعضهم رَوَاهُ بِكَسْر الْهمزَة والأعناق الْإِسْرَاع يُرِيد إِلَى الْجنَّة وَقَوله قضى فِي اليربوع بعناق وَعِنْدِي عنَاق وَلَو مَنَعُونِي عنَاقًا قَالَ الْخَلِيل هِيَ الْأُنْثَى من الْمعز قَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الْجَذعَة الَّتِي قاربت أَن تحمل وَلم تحمل وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى عِنْدِي عنَاق جَذَعَة وَقَوله كَانَ يسير الْعُنُق بِفَتْح النُّون سير سهل سريع لَيْسَ بالشديد وَقَوله لَا يزَال النَّاس مُخْتَلفَة أَعْنَاقهم فِي طلب الدُّنْيَا أَي رؤساؤهم وكبراؤهم وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين وَقد يكون المُرَاد هُنَا الْجَمَاعَات يُقَال جَاءَنِي عنق من النَّاس أَي جمَاعَة وَقد تكون الْأَعْنَاق أَنْفسهَا عبر بهَا عَن أَصْحَابهَا لَا سِيمَا وَهِي الَّتِي تتشوف وتتطلع للأمور وَقَوله فِي المادح قطعت عنق أَخِيك أَي قتلته وأهلكته فِي آخرته لمن قطع عُنُقه فِي الدُّنْيَا أَي لما أدخلت عَلَيْهِ من الْعجب بِنَفسِهِ بمدحك لَهُ فَيهْلك من ذَلِك وَتقدم قَوْله تقطع الْأَعْنَاق إِلَيْهِ وَقَوله وَلَو مَنَعُونِي عنَاقًا على مَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات قيل هُوَ على جِهَة التقليل إِذْ

فصل الاختلاف والوهم

العناق لَا توخذ فِي الصَّدَقَة (ع ن و) قَوْله فكوا العاني هُوَ الْأَسير واصله الخضوع وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وعنت الْوُجُوه للحي القيوم (يُقَال مِنْهُ عَنَّا يعنوا وعنى يعنا وَمِنْه اشتقاق العنوة (ع ن ى) قَوْله أرقيك من كل دَاء يَعْنِيك أَي ينزل بك وَمِنْه قَوْله من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه أَي مَا لَا يَخُصُّهُ وَيلْزمهُ وَقيل يَعْنِيك يشغلك يُقَال مِنْهُ عنيت بِالْأَمر بِضَم الْعين وعنيت بِفَتْحِهَا لُغَة وَقَوله أَنه عنانا العناء الْمَشَقَّة وعنانا الزمنا العناء وكلفنا مَا يشق علينا وألزمنا إِيَّاه يَصح أَن يكون من ذَوَات الْيَاء وَمن ذَوَات الْوَاو وَمِنْه (يَا لَيْلَة من طولهَا وعنائها) أَي مشقتها وَمِنْه لم تتْرك رَسُول الله من العناء وَمِنْه فِي فضل الرَّمْي لَوْلَا كَلَام سمعته من رَسُول الله لم أَعَانَهُ أَي لم أتكلف مشقته وَرَوَاهُ الْفَارِسِي أعانيه وَهُوَ خطأ وَعند بَعضهم أعاتبه وَهُوَ تَصْحِيف مِنْهُ لَا وَجه لَهُ وَقَوله فَإِذا هُوَ يتعلى عني أَي يتكبر عَليّ ويترفع كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله مَا تركت رَسُول الله من العناء كَذَا لَهُم عِنْد البُخَارِيّ وَبَعض روات مُسلم وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْلُوم أَي من الْمَشَقَّة والتعب بتردادك عَلَيْهِ وإغرائك إِيَّاه وَرَوَاهُ العذري من الْغنى بغين مُعْجمَة وَعند الطَّبَرِيّ من العي بِالْمُهْمَلَةِ مَفْتُوح الْعين ولبعضهم بِكَسْرِهَا وَكِلَاهُمَا وهم وَكَذَا كَانَ مخرجا فِي كتاب ابْن عِيسَى للجلودي وَقَول البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير لأعنتكم لأحرجكم بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي أَدخل عَلَيْكُم الْحَرج والضيق والعنت الْمَشَقَّة ثمَّ قَالَ البُخَارِيّ وعنت الْوُجُوه خضعت كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وعنت خضعت بِكَسْر النُّون وَشد التَّاء خَبرا عَن نَفسه وَلَيْسَ عِنْده لَفْظَة الْوُجُوه فجَاء من لفظ الْعَنَت الْمَذْكُور أَولا وعَلى رِوَايَة غَيره يكون من لفظ العناء وَلَيْسَ من الْبَاب التَّاء غير أَصْلِيَّة هِيَ عَلامَة التَّأْنِيث وَفِي الأول أَصْلِيَّة لَكِن عنت بِمَعْنى خضعت غير مَعْلُوم وَهَذَا كُله مِمَّا انتقد على البُخَارِيّ وَقَوله لكذبت عَنهُ كَذَا لرواة البُخَارِيّ وَعند الْأصيلِيّ عَلَيْهِ وهما بِمَعْنى كَمَا قيل (غَدَتْ من عَلَيْهِ أَي عَنهُ وَمن فَوْقه ) وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب وَكَانَت أم سَلمَة معنية فِي أَمْرِي أَي ذَات اعتناء بِهِ كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَلغيره مُعينَة من العون وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالْأول أظهر بمساق الحَدِيث وَقَوله قد قطع الله عنقًا من الْكفْر كَذَا للجرجاني وَعند أبي ذَر وَأبي زيد عينا وَكِلَاهُمَا صَحِيح والعنق هُنَا أوجه لذكر الْقطع مَعَه أَي أهلك الله جمَاعَة مِنْهُ والعنق بالنُّون الشَّيْء الْكثير كَمَا تقدم وللعين وَجه أَيْضا أَي كفى الله مِنْهُم من كَانَ يرصدنا أَو يتجسس أخبارنا وَالْعين الجاسوس والمنقر على الْأَخْبَار للسُّلْطَان وَفِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر أَنا أعلم بِالْخَيرِ مِنْهُ هُوَ أَو عِنْد من هُوَ كَذَا لَهُم بالنُّون وَهُوَ الصَّوَاب وَعند السَّمرقَنْدِي أَو عبد بِالْبَاء وَفِي شعر حسان (يبارين الأعنة) جمع عنان وَفِي رِوَايَة ابْن الْحذاء الأسنة جمع سِنَان فعلى الرِّوَايَة الأولى أَي يضاهين الأعنة أما فِي انعطافها ولينها أَو فِي قوتها وجهدها لقُوَّة نفوسها وشراسة خلقهَا أَو تباريها فِي علكها لَهَا فِي قُوَّة أضراسها ورؤوسها ويغالبن قُوَّة الْحَدِيد فِي ذَلِك وعَلى رِوَايَة الأسنة أَي الرماح فِي علو هُوَ أديها وقوام خلقتها وَقَول أبي بكر لِابْنِهِ يَا غنثر رُوَاة الْخطابِيّ من طَرِيق النَّسَفِيّ مرّة يَا عنتر بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي العنتر الذُّبَاب قَالَ غَيره الذُّبَاب الْأَزْرَق قَالَ غَيره شبهه بِهِ تحقيرا لَهُ وَأكْثر الرِّوَايَات فِيهِ عَن جَمِيع شُيُوخنَا يَا عنثر

(ع ص ب)

بِضَم الْعين وثاء مُثَلّثَة مَضْمُومَة أَيْضا وَفتحهَا بَعضهم وبالوجهين روينَا الْحَرْف على أبي الْحُسَيْن وَهُوَ الذُّبَاب قيل مَعْنَاهُ يَا لئيم يَا دني مَأْخُوذ من الغثر وَهُوَ السُّقُوط وَقيل مَعْنَاهُ يَا جَاهِل الأغثر الْجَاهِل والغثارة الْجَهَالَة وَالنُّون فِيهِ زَائِدَة وَقيل هُوَ الثقيل الوخيم وَقَول البُخَارِيّ فِي بَاب الْبَوْل عِنْد صَاحبه كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ عَن صَاحبه وَهُوَ وهم وَفِي التَّفْسِير فِي قَول الْمُنَافِق لَئِن رَجعْنَا من عِنْده كَذَا لروات البُخَارِيّ وَعند الْجِرْجَانِيّ من هَذِه وَهُوَ الصَّوَاب أَي من هَذِه الْغَزْوَة أَو الخرجة وَفِي بَاب الصَّلَاة إِلَى العنزة ومعنا عكازة أَو عصى أَو عنزة كَذَا لكافتهم وَلأبي الْهَيْثَم أَو غَيره وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْمَذْكُور فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَفِي بَاب اسْتِتَابَة الْمُرْتَدين والمعاندين كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ والنسفي المعاهدين وَالْأَشْبَه الأول الْعين مَعَ الصَّاد (ع ص ب) قَوْله يعصبوه بِالْعِصَابَةِ قيل مَعْنَاهُ يسودونه وَكَانُوا يسمون السَّيِّد معصبا لِأَنَّهُ يعصب بالتاج أَو تعصب بِهِ أُمُور النَّاس وَقيل مَعْنَاهُ يعصبوه بعصابة الرياسة وتاجها الَّتِي كَانَت تربطها مُلُوك الْعَرَب وتعمم بهَا وعمائم الْعَرَب تيحانها وَمِنْه الحَدِيث الآخر كَانُوا ينظمون لَهُ الخرز ليتوجوه وينظمون لَهُ الْعِصَابَة وَفِي مُسلم ويتوجوه وَقَوله عاصبا رَأسه وَقد عصب رَأسه مخففا أَي شده بعصابة وشدده بعض الروات وَالصَّوَاب تخفيفه هُنَا وَقَوله قد عصب رَأسه الْغُبَار مخففا لَا غير أَي علاهُ كَذَا جَاءَ فِي بَاب الْغسْل عِنْد الْحَرْبِيّ وَفِي غَيره عصب تنيتيه الْغُبَار وَهُوَ الْمَعْرُوف يُقَال عصب الْفَم إِذا اتسخت أَسْنَانه من غُبَار أَو شدَّة عَطش وَقيل إِذا لزق على أَسْنَانه غبارا وَغَيره وجف رِيقه وَقد روى فِي غير هَذِه الْكتب عصم بِالْمِيم وهما بِمَعْنى وَالْبَاء وَالْمِيم يتعاقبان وَأنكر ابْن قُتَيْبَة فِيهِ الْمِيم وَهُوَ صَحِيح وَقَوله أهل بَيته أَصله وعصبته أَي بنوا عَمه وَذكر الْعصبَة فِي الْمَوَارِيث وهم الْكَلَالَة من الْوَرَثَة من عدا الْأَوْلَاد والآباء دنيا وَيَكُونُونَ أَيْضا فِي الْمَوَارِيث كل من لَيْسَ لَهُ فرض مُسَمّى وَقَوله ثوب عصب بِسُكُون الصَّاد على الْإِضَافَة هُوَ ضرب من البرود يعصب غزله ثمَّ يصْبغ كَذَلِك ثمَّ ينسج بعد ذَلِك فَيَأْتِي موشى يبْقى مَا عصب أَبيض لم يَأْخُذهُ صبغ وَلَيْسَ من ثِيَاب الرقوم وَرُبمَا سموا الثَّوْب عصبا وَقَالُوا عصب الْيمن وَقَوله الرجل يُقَاتل للْعصبَةِ ويروى العصيبة ويغضب للْعصبَةِ وَفِي الحَدِيث الآخر ينصر عصيبة أَو يدعوا عصيبة يُرِيد الحمية لعصبته وَقَومه وَقَوله فاجتمعت عِصَابَة هِيَ الْجَمَاعَة وَهِي الْعصبَة أَيْضا والعصبة بِضَم الْعين لما بعد الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين وَقيل الْعشْرَة وَلَا يُقَال دونهَا وَقيل كل جمَاعَة عصبَة إِذا كَانُوا قطعا قطعا والعصابة جمَاعَة لَيْسَ لَهَا وَاحِد (ع ص ر) الْعَصْر الزَّمن والمدة من الدَّهْر بِفَتْح الْعين وَيُقَال بضَمهَا أَيْضا وَقَوله الْعَصْر من الدَّهْر أَي الْمدَّة والعصران الْغَدَاة والعشي وَصَلَاة العصرين الصُّبْح وَالْمغْرب قيل سميتا بذلك لمقاربة كل وَاحِد مِنْهُمَا مغيب الشَّمْس أَو طُلُوعهَا وَقيل بل لتغليب أحد الاسمين على الآخر كَمَا قَالُوا الْعمرَان وَقَوله فِي الصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر لَا خلاف بَين أَصْحَاب الْمُوَطَّأ والروات عَن مَالك فِي إِثْبَات الْوَاو فِيهَا وَقد روى فِي غَيره بِغَيْر وَاو وروى أَلا وَهِي صَلَاة الْعَصْر احْتج بِهِ من رأى أَنَّهَا الْعَصْر وَقد أَشَارَ الْخطابِيّ إِلَى أَن من الْعلمَاء من ذهب إِلَى أَنَّهَا الصُّبْح يحْتَمل أَنه تَأَول أَن المُرَاد بالعصر هُنَا الصُّبْح لقَوْله صَلَاة الْعَصْر والاعتصار فِي الصَّدَقَة وَلَيْسَ لَهُ أَن

فصل الاختلاف والوهم

يعتصر هُوَ الرُّجُوع فِيهَا وردهَا إِلَى نَفسه وَلها أَحْكَام وتفرقة فِي الْهِبَة وَالصَّدَََقَة مَذْكُورَة فِي غير هَذَا الْكتاب (ع ص م) قَوْله فقد عصم مني نَفسه وَمَاله أَي منع وَلَا عَاصِم من أَمر الله أَي لَا مَانع (ع ص ف) قَوْله فِي يَوْم عاصف أَي شَدِيد الرّيح عصفت الرّيح وأعصفت وَقَوله عُصْفُور من عصافير الْجنَّة وعصفور كَانَ يلْعَب بِهِ طَائِر صَغِير مَعْلُوم (ع ص و) قَوْله يُرِيد أَن يشق عصاهم أَو يفرق جَمَاعَتهمْ هما بِمَعْنى يُقَال شقّ الْعَصَا أَي فَارق الْجَمَاعَة كَأَنَّهُ من تفريقهم كتفريق شظايا العصى إِذا كسرت وَقَوله لَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه قيل هِيَ كِنَايَة عَن ضربه النِّسَاء وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث مُفَسرًا مَا يدل عَلَيْهِ قَوْله أخْشَى عَلَيْك قسقاسته أَي عَصَاهُ وَأَنه ضراب للنِّسَاء وَقيل هِيَ كِنَايَة عَن كَثْرَة أَسْفَاره أَي أَنه لَا يلقى عَصا السّفر من يَده (ع ص ى) قَوْله وَلم يكن اسْلَمْ من عصاة قُرَيْش أحد غير مُطِيع بن الْأسود كَانَ اسْمه العَاصِي فَسَماهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مُطيعًا عصاة هُنَا جمع العَاصِي اسْم لَا صفة أَي أَنه لم يسلم قبل الْفَتْح حِينَئِذٍ مِمَّن يُسمى بِهَذَا الِاسْم إِلَّا العَاصِي بن الْأسود فَسَماهُ النَّبِي مُطيعًا وَيدل عَلَيْهِ بَقِيَّة الحَدِيث قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا على علم الْمخبر بذلك وَإِلَّا فَأَبُو جندل بن عَمْرو بن سُهَيْل مِمَّن كَانَ أسلم قبل ذَلِك واسْمه العَاصِي وَقَوله عصية عَصَتْ الله اسْم قَبيلَة من سليم وَقَوله حَتَّى تعتمد على العصى أَي تتكئ عَلَيْهَا جمع عصى بِضَم الْعين وَكسرهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله من قَاتل تَحت راية عمية يعصب لعصبة أَو يَدْعُو الْعصبَة أَو ينصر عصبَة كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة الكافة عَن مُسلم فِي حَدِيث شَيبَان بن فروخ بِالْعينِ وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث بعد وَوَقع هُنَا عِنْد العذري فِي الحرفين الْأَوَّلين غضبة بالغين وَالضَّاد المعجمتين وَكسر الْبَاء وهاء الْإِضَافَة وَالْأول أوجه وأصوب وَقَوله فِي بَاب النّوم قبل الْعشَاء فَخرج علينا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقطر رَأسه مَاء وَاضِعا يَده على رَأسه ثمَّ قَالَ لَا يعصر وَلَا يبطش كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي لَا يقصر بِالْقَافِ وَكَذَا لرواة مُسلم أَي لم يضم أَصَابِعه وَيجمع شعره فِي كَفه بل كَانَ عصره للْمَاء بشد أَصَابِعه على راسه كَمَا ذكر فِي الحَدِيث لَا غير وَمعنى لَا يقصر لَا يتْرك فعله وَقيل معنى لَا يقصر أَي لَا يبطئ وَقَوله بَايعنَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على أَن لَا نشْرك بِاللَّه وَفِي آخِره وَلَا نعصي بِالْجنَّةِ كَذَا لأبي والنسفي رذ وَابْن السكن والأصيلي بِالْعينِ وَعند الْقَابِسِيّ وَلَا نقضي بِالْجنَّةِ بِالْقَافِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة أَي لَا نحكم لأحد من قبلنَا بهَا ونقطع لَهُ بذلك قَالَ الْقَابِسِيّ هُوَ مُشكل فِي كتاب أبي زيد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الصَّوَاب يَعْصِي على نَص التِّلَاوَة وَتَقْدِيره بَايَعْنَاهُ بِأَن الْجنَّة ثوابنا إِن التزمنا ذَلِك وَفِي بَاب من حلف أَلا يشرب نبيذا فَشرب طلاء أَو سكرا أَو عسلا لم يَحْنَث كَذَا لِابْنِ السكن وللباقين أَو عصيرا مَكَان عسلا الْعين مَعَ الضَّاد (ع ض ب) ذكر المعضوب الْجَسَد وَهُوَ الزَّمن الَّذِي لَا حراك لَهُ وَقَوله وَلَا عضباء أَي مَكْسُورَة الْقرن الْوَاحِد وَالذكر أعضب وَذكر العضباء مَمْدُود اسْم نَاقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أَبُو عبيد الاعضب المكسور الْقرن وَمِنْه نهى ان يضحى بالاعضب وَقد يكون فِي الاذن أَيْضا قَالَ وَأما نَاقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فاسم لَهَا سميت بِهِ وَلَيْسَ من هَذَا قَالَ الْخَلِيل العضب الْقطع وناقة عضباء مشقوقة الْأذن قَالَ الْحَرْبِيّ فِي الحَدِيث كَانَت نَاقَة للنَّبِي تسمى العضباء لَا تسبق

فصل الاختلاف والوهم

الحَدِيث وَكَذَا رَوَاهُ مَالك فِي أَكثر حَدِيثه وَمن رِوَايَة مُصعب عَن مَالك كَانَت الْقَصْوَاء وَذكر مثله وَفِي الحَدِيث خطب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على نَاقَته الجذعاء وَمثله فِي حَدِيث الْهِجْرَة وَفِي حَدِيث آخر على نَاقَة خرماء وَفِي الحَدِيث الآخر مخضرمة قَالَ الْحَرْبِيّ والعضب والجذع والخرم والقصو والخضرمة كُله فِي الْأذن فَقيل فِي الحَدِيث الأول أَنه اسْمهَا وَإِن كَانَت عضباء الْأذن فقد جعل اسْمهَا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله إِذْ كَانَت الْأَحَادِيث جَاءَت بذلك باخْتلَاف هَذِه الصِّفَات فِيهَا لَا سِيمَا فِي وُقُوفه عَلَيْهَا فِي موطن وَاحِد فِي حجَّة الْوَدَاع وَفِي حَدِيث الْمُسَابقَة فَدلَّ أَنَّهَا نَاقَة وَاحِدَة كَمَا قيل اسْمهَا العضباء وَكَانَت معضوبة الْأذن ومقصوته ومجدوعته فوصفت مرّة بعضباء وَمرَّة بقصواء وَمرَّة بجدعاء وَلَا تبقى حجَّة لمن زعم أَنَّهَا نُوق للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وكل مِنْهَا اسْم أَو صفة بِخِلَاف غَيرهَا على مَا ذهب إِلَيْهِ بَعضهم إِذْ لم يكن (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خطبَته فِي حجَّة الْوَدَاع الأ على وَاحِدَة وَقَالَ الدَّاودِيّ إِنَّمَا سميت بذلك لسبقها أَي أَن عِنْدهَا أقْصَى السَّبق وَغَايَة الجري (ع ض ة) الا أنبئكم مَا العضة النميمة الغالة بَين النَّاس كَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث وَكَذَا ضبطناه عَن أَكثر شُيُوخنَا مثل عدَّة وَعند الجياني مَا العضة مثل الْوَجْه وَقيل هُوَ السحر وَقيل الرَّمْي بالبهتان وَمرَاده بِهِ فِي هَذَا الحَدِيث مُفَسّر فأغنى عَن غَيره (ع ض د) قَوْله لَا يعضد شَجَرهَا أَي لَا تقطع أَغْصَانهَا وَأَصله من قطع الْعَضُد وَقَوله فَأخذ بعضدي هُوَ مَا بَين الْمرْفق إِلَى الْكَتف يُقَال فِيهِ عضد وعضد وعضد بضمهما وعضد وَقَوْلها مَلأ من شَحم عضدي قَالَ أَبُو عبيد لم ترد الْعَضُد وَحده وَإِنَّمَا أَرَادَت الْجَسَد كُله لِأَن الْعَضُد إِذا سمنت سمن سَائِر الْجَسَد والعضد أَيْضا الْقُوَّة وَمِنْه قَوْلهم فت فِي عضدي أَي كسر من قوتي وأوهنني وَقيل عضد الرجل قومه وعشيرته وَمن ثمَّ قيل هَذَا (ع ض ل) قَوْله فيعضلها العضل بِفَتْح الْعين وَسُكُون الضَّاد هُوَ منع الرجل وليته من التَّزْوِيج قَالَ الله تَعَالَى) فَلَا تعضلوهن (وَأَصله التَّضْيِيق وَالْمَنْع يُقَال مِنْهُ عضل يعضل ويعضل وعضل مشددا وَقَوله ذُو عضلات جمع عضلة وَهِي لحمات السَّاقَيْن والساعدين وَقَوله وَبهَا الدَّاء العضال بِضَم الْعين وَتَخْفِيف الضَّاد قَالَ مَالك هُوَ هَلَاك الدّين قَالَ القَاضِي رَحمَه الله يُقَال دَاء عضال شَدِيد وَقد جاءتك معضلة هِيَ صعاب الْمسَائِل الضيقة الْمخْرج (ع ض ض) قَوْله وَلَو أَن تعض بِأَصْل شَجَرَة ويعضون بِالْحِجَارَةِ قيل مَعْنَاهُ اللُّزُوم واللصوق يُقَال عض الرجل بِصَاحِبِهِ إِذا لزمَه ولصق بِهِ وَمِنْه عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ أَي ألزموها كَمَا يعَض الرجل على الشَّيْء وَقد يكون عِنْدِي على بَابه فِي قَوْله يعضون الْحِجَارَة لشدَّة الْأَلَم أَو لشدَّة الْعَطش إِذا كَانُوا لَا يسقون وَهَذَا مشَاهد لمن اشْتَدَّ بِهِ الْأَلَم والوجع يعَض بِأَسْنَانِهِ على مَا وجده والعض على الْحِجَارَة للعطشان لبردها يُقَال من هَذَا كُله عضض بِكَسْر الضَّاد إِلَّا تميما فَإِنَّهَا تفتحها وأعض بِالْفَتْح فِي مستقبلها لجميعهم (ع ض هـ) قَوْله عدد هَذِه العضاه وتفرق النَّاس فِي الْعضَاة يَسْتَظِلُّونَ وَأَن بعضد عضاهها هُوَ كل شجر ذِي شوك واحده عضة حذفت مِنْهَا الْهَاء كشفة ثمَّ ردَّتْ فِي الْجمع فَقَالُوا عضاه وشفاه وَيُقَال أَيْضا عضاهة قيلة وَهُوَ أقبحها وعضهة أَيْضا وَقيل هُوَ من شجر الشوك مَاله أرومة تبقى على الشتَاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَلَا يعضه بَعْضنَا بَعْضًا أَي لَا يسحر بِفَتْح الْيَاء وَالضَّاد والعضيهة والعضة مثل دِيَة السحر وَتَكون أَيْضا النميمة

(ع ف ر)

وَتَكون أَيْضا الرَّمْي بالبهتان والعضيهة الأفك والبهتان وَكله مِمَّا يَصح أَن يشْتَمل النَّهْي عَلَيْهِ وَالله أعلم بِمُرَاد نبيه من ذَلِك كَذَا جَاءَ هَذَا الْحَرْف عِنْد رُوَاة مُسلم إِلَّا العذري فَعنده وَلَا يعضى مثل يقْضِي وَهُوَ بعيد الْمَعْنى هُنَا وَالْمَعْرُوف مَا للكافة إِلَّا أَن يكون من قَوْله تَعَالَى) جعلُوا الْقُرْآن عضين (على من فسره بِالسحرِ وَهُوَ قَول الْفراء قَالَ وَيكون عضون جمع عضة وَأَصلهَا عضوة مثل عزين وعزون جمع عزة وَأَصلهَا عزوة فِي تَزْوِيج خَدِيجَة كَانَ يذبح الشَّاة ثمَّ يقطعهَا أَعْضَاء جَاءَ فِي كتاب الْأصيلِيّ والنسفي أعضى مَقْصُورا منونا وَلَا وَجه لَهُ وَهَذَا خطأ وَالصَّوَاب الأول الْعين مَعَ الْفَاء (ع ف ر) قَوْله أَرضًا عفراء هِيَ الَّتِي لَيست بخالصة الْبيَاض هِيَ إِلَى الْحمرَة قَلِيلا وَمِنْه قيل للظباء عفر وَهِي الَّتِي بذلك اللَّوْن وَقَوله حَتَّى رَأينَا عفر إبطَيْهِ بِفَتْح الْفَاء ويروى عفرى وعفرتي وَهَذِه رِوَايَة الْجُمْهُور وبضم الْعين للجياني وَفتحهَا لأبي بَحر وَغَيره قَالَ الوقشي الْوَجْه عفرتي بِضَم الْعين وَسُكُون الْفَاء أَو عفرتي بفتحهما أَي بياضهما مَأْخُوذ من عفراء الأَرْض وَقَوله هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه أَي يسْجد على الأَرْض وَلَا عفرن وَجهه بِالتُّرَابِ أَي لَا معكنه بِهِ وَقَوله فِي الْإِنَاء عفروه أَي أغسلوه بِالتُّرَابِ مَعَ المَاء وَقَوله ثوب معافري بِفَتْح الْمِيم مَنْسُوب إِلَى معافر قَالَ يَعْقُوب والهروي وثعلب بِفَتْح الْمِيم وَأنكر يَعْقُوب وثعلب ضمهَا وَقَالَ لنا شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن وَقَالَ بضَمهَا وَهُوَ اسْم رجل من أهل الْيمن اسْمه يعفر بن زرْعَة وَيُقَال يعفر وَسمي بِبَيْت قَالَه وَفِي الجمهرة معافر مَوضِع بِالْيمن تنْسب إِلَيْهِ الثِّيَاب المعافرية وَقَوله تفلت على عفريت هُوَ القوى النَّافِذ مَعَ خبث ودهاء (ع ف ص) قَوْله فِي اللّقطَة أعرف عفاصها ووكاءها العفاص بِكَسْر الْعين الْوِعَاء الَّذِي تكون فِيهِ وَمِنْه عفاص القارورة وَهُوَ الْجلد الَّذِي يلْبسهُ رَأسهَا والوكاء الْخَيط الَّذِي ترْبط بِهِ (ع ف ف) قَوْله فيطلبه فِي عفاف وعفيف متعفف وربطها تعففا وأسئلك العفاف والغنى وَمن يستعفف يعفه الله وَاعْفُوا إِذا عفكم الله الْعِفَّة الْكَفّ عمالا يحل وَرجل عف بَين العفاف والعفافة بِالْفَتْح والعفة بِالْكَسْرِ وَقيل ربطها تعففا عَن السُّؤَال وَهُوَ تأويلهم فِي قَوْله الْيَد الْعليا المتعففة على رِوَايَة من رَوَاهُ وَقيل عفيف متعفف ذُو عِيَال أَي عفيف عَمَّا لَا يحل لَهُ متعفف عَن السُّؤَال وَقَوله اعْفُوا إِذا عفكم الله أَي أتركوا الْكسْب الْخَبيث وعفوا عَنهُ إِذْ وسع الله عَلَيْكُم وأغناكم وَعَلِيهِ يدل الحَدِيث وَمَا قبل الْكَلَام وَمَا بعده أَنه فِي المطاعم وَالْمَال وَقد يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ إِذْ أخرجكم من فجور الْجَاهِلِيَّة إِلَى عفاف الْإِسْلَام فالتزموا الْعِفَّة فِي كل شَيْء وَقَوله وَيَأْمُر بالعفاف مَعْنَاهُ هُنَا ترك الزِّنَى والفجور وَقَوله وَمن يستعفف يعفه الله أَي من يعف وَجهه عَن السُّؤَال يعنه الله على ذَلِك وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب قَالَ أَبُو زيد الْعِفَّة ترك كل قَبِيح وَحرَام والعفيفة من النِّسَاء السيدة الْخيرَة الكافة عَن الْخَنَا والفجور (ع ف س) قَوْله عافسنا الْأزْوَاج وَالْأَوْلَاد والضيعات أَي عالجنا ذَلِك ولزمناه وَاشْتَغَلْنَا بِهِ وَقيل لاعبناهم وَرَوَاهُ الْخطابِيّ عانسنا بالنُّون وَفَسرهُ لاعبنا وَذكر القتبي عانشنا وَفَسرهُ عانقنا وَنَحْوه فِي البارع وَالْأول أولى لذكره الضيعات (ع ف و) قَوْله أَمر بإعفاء اللحي أَي بتوفيرها يُقَال عَفا الشَّيْء إِذا كثر وَيُقَال فِيهِ أعفيت الشَّيْء وعفوته إِذا كثرته وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث الآخر وفروا اللحي وَمِنْه فِي الحَدِيث

فصل الاختلاف والوهم

الآخر إِذا دخل صفر وَعَفا الْوَبر على مَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات يُرِيد وبر الْإِبِل الَّتِي حلقتها الرّحال أَي كثر وَيكون أَيْضا بِمَعْنى قل وَذهب من الأضداد وَمِنْه عفت الديار إِذا درست وَذَهَبت معالمها وَقيل مثله فِي عَفا الْأَثر فِي الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فِي هَذَا الحَدِيث وَقيل أَي درس أثر الْحَاج والمعتمرين بعد رجوعهم وَقَوله العوافي الطير وَالسِّبَاع فسره فِي الحَدِيث بِمَا ذكر وَهُوَ اسْم لَهَا جَامع لطلبها رزقها وَكَذَلِكَ سَائِر الدَّوَابّ وَفِي الحَدِيث الآخر فَمَا أكلت مِنْهُ العوافي لَهُ صَدَقَة بِمَعْنَاهُ وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر مُفَسرًا وكل من ألم بك وقصدك لرفدك فَهُوَ عاف ومعتف وجمعهم ومعافة يُقَال مِنْهُ عفوته واعتفيته وَقَوله حَتَّى تعفي أَثَره أَي تمحوه وتذهبه وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تعفوا بِمَعْنَاهُ وَمِنْه عَفا الله عَنْك أَي محا ذَنْبك وعفت الرّيح الْأَثر وَقَوله وَعَفا الْأَثر وَفِي الحَدِيث الآخر أعوذ بمعافاتك من عُقُوبَتك أَي بعفوك عني وَترك مؤاخذتك يُقَال عافاه الله معافاة وعافية وَفِي الحَدِيث الآخر أسئلك الْعَفو والعافية والمعافاة قيل الْعَفو محو الذَّنب والعافية من الإسقام والبلايا ودفاعه عَنهُ اسْم وضع مَوضِع الْمصدر مثل راغية الْبَعِير والمعافات أَن يعافيك الله من النَّاس ويعافيهم مِنْك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حفر الخَنْدَق وَحَتَّى اعفر بَطْنه أَو اغبر بَطْنه كَذَا لَهُم وَكَذَا ضَبطه بَعضهم بِفَتْح بَطْنه وَلأبي زيد وَأبي ذَر حَتَّى أغمر بَطْنه أَو أغبر كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَقَيده عَبدُوس وَبَعْضهمْ اغمر بتَشْديد الرَّاء وَرفع بَطْنه وَعند النَّسَفِيّ حَتَّى غبر بَطْنه أَو اغبر وَوجه الْمِيم هُنَا بِمَعْنى ستركما جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى وارى عني التُّرَاب بَطْنه وَأما بتَشْديد الرَّاء وَرفع بَطْنه فبعيد وللفاء وَجه من العفر وَهُوَ التُّرَاب وَالْأَوْجه أغبر أَي علاهُ الْغُبَار وَقَوله عفوا إِذا عفكم الله كَذَا لَهُم وَمَعْنَاهُ قد ذَكرْنَاهُ وَعند القنازعي فِي الْمُوَطَّأ إِذا أعفكم الله وَلَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ وهم وَقَوله وَمن يستعفف يعفه الله كَذَا يَقُوله المحدثون وَكَذَا قيدناه عَن أَكْثَرهم بِالْفَتْح وَكَانَ بعض شُيُوخنَا يَقُول مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا الضَّم وَهُوَ الصَّوَاب وَقد ذكرنَا عِلّة سِيبَوَيْهٍ فِيهِ فِي حرف الْحَاء الْعين مَعَ الْقَاف (ع ق ب) قَوْله مُعَقِّبَات لَا يخيب قائلهن ثَلَاث وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَة الحَدِيث قَالَ الْهَرَوِيّ وَغَيره هِيَ التسبيحات دبر كل صَلَاة كَذَا وَكَذَا مرّة سميت بذلك لإعادتهن مرّة بعد أُخْرَى يُرِيد وَمَا ذكر بعْدهَا من الذّكر مِنْهُ قَوْله تَعَالَى لَهُ مُعَقِّبَات من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه أَي مَلَائِكَة يعقب بَعضهم بَعْضًا وَمِنْه مَا شَاءَ أَن يعقب مَعَك فليعقب التعقيب الْغَزْوَة بأثر الْأُخْرَى فِي سنة وَاحِدَة وَمِنْه قَوْله يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة أَي يتداولون وَيَجِيء بَعضهم أثر بعض وَهَذَا مِمَّا جَاءَ الضَّمِير فِيهِ مقدما على اسْم الْجمع على بعض لُغَات الْعَرَب وَهِي لُغَة بني الْحَرْث يَقُولُونَ ضربوني أخوتك وأكلوني البراغيث وَهُوَ قَلِيل وَقَوله وَأَنا العاقب جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي يَعْنِي أَنه جَاءَ آخِرهم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي العاقب هوا لذِي يخلف من قبله فِي الْخَيْر وَقَوله ارْتَدُّوا على أَعْقَابهم أَي رجعُوا إِلَى كفرهم كالراجع إِلَى خَلفه وَإِلَى حَاله وَمثله قَوْله ادْع الله أَلا يردني على عَقبي والا يردك على عقبك وَلَا تردهم على أَعْقَابهم أَي على حَالهم الأول من ترك الْهِجْرَة وَقَوله فَإِنَّهَا لَهُ ولعقبه وأخلفه فِي عقبه عقب الرجل وَلَده الَّذِي يَأْتِي بعده وعقبه أَيْضا وَقَوله فِي عقب حَدِيثه بِضَم الْعين وَسُكُون الْقَاف أَي بأثر حَدِيثه وعقب الشَّهْر آخِره

(ع ق د)

يُقَال جَاءَ فِي عقبه وعَلى عقبه بِفَتْح الْعين وَكسر الْقَاف إِذا جَاءَ فِي آخِره وَلم يتم بعد فَإِن جَاءَ بعد تَمَامه قيل جَاءَ عقبه وَفِي عقبه وعَلى عقبه كلهَا بِضَم الْعين وَسُكُون الْقَاف وَقَالَ يَعْقُوب فِي هَذَا عقب وعقبان وَقَوله نهى عَن عقب الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ وضع آليتيه على عَقِبَيْهِ بَين السَّجْدَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه بَعضهم الإعقاء وَعند الطَّبَرِيّ عقب بِضَم الْعين وَالْقَاف وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى عقبَة الشَّيْطَان بِالضَّمِّ بمعناها وَأهل اللُّغَة يَقُولُونَ عقب وَقَوله ويل للإعقاب من النَّار ومنهوس الْعقب الأعقاب مواخر الْأَقْدَام قَالَ الْأَصْمَعِي الْعقب مَا أصَاب الأَرْض من مُؤخر الرجل إِلَى مَوضِع الشرَاك وَقَالَ ثَابت الْعقب مَا فضل من مُؤخر الْقدَم على السَّاق وَمعنى الحَدِيث أَي ويل لأصحابها إِذْ لم يهتبلوا بغسلها فِي الْوضُوء وَقيل بل يحْتَمل أَن يخص الْعقب نَفسه بالم من الْعَذَاب يعذب بِهِ صَاحبه وَيُقَال عقب وعقب بِكَسْر الْقَاف وسكونها وَمِنْه رَجَعَ على عَقِبَيْهِ فِي الصَّلَاة هُوَ مَا تفسر من معنى عقب الشَّيْطَان قيل وَإِنَّمَا رَجَعَ على عَقِبَيْهِ قبل فَهُوَ إِذا رَجَعَ إِلَى حلف منصرفا وَقَوله أَرْجُو عُقبى الله أَي ثَوَابه فِي الْآخِرَة والعقبى مَا يعقب بعد الشَّيْء وعَلى أَثَره والعقبى مَا يكون كالعوض من الشَّيْء وَالْبدل وَمِنْه الْعقَاب على الذَّنب لِأَنَّهُ بدل من الذَّنب ومكافأة عَلَيْهِ وَتَكون لَهُم الْعَاقِبَة وعاقبة أَمْرِي من هَذَا وعقب كل شَيْء وعاقبته وعاقبه وعقباه آخِره وَقَوله فِي الْهِجْرَة فَخرج مَعَهُمَا يعقبانه بتَخْفِيف الْعين وَكَانَ الناضح يعتقبه هُنَا الْخَمْسَة أَي يتداولون ركُوبه عقبَة عقبَة وَفِي رِوَايَة الْفَارِسِي يعقبه وَهُوَ صَحِيح فِي هَذَا وَفِي غَيره وكل اثْنَيْنِ يَجِيء أَحدهمَا وَيذْهب الآخر فهما يعتقيان ويتعاقبان وَقد عقب كل وَاحِد مِنْهُمَا الآخر يعقبه والعقبة قدر فرسخين وَقَوله ثمَّ عقب ذَلِك بِكِتَاب ويروى أعقب مَعْنَاهُ اتبع كِتَابه الأول هَذَا وَقَوله وأعقبها خَلفه أَي أردفها (ع ق د) قَوْله الْعَسَل يطْبخ حَتَّى يعْقد بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْقَاف يُقَال أعقدت الْعَسَل إِذا شددت طبخه فعقد وَهُوَ معقد وعقدت الْحَبل وَغَيره فَهُوَ مَعْقُود كَذَا ضبطناه عَن متقني شُيُوخنَا وَهُوَ وَجه الْعَرَبيَّة وَضَبطه بَعضهم حَتَّى يعْقد على مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ صَحِيح أَيْضا وَعند بَعضهم بالراء يعقر وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر يُرِيد أَنه ملازم لَهَا حَتَّى كَأَنَّهُ شَيْء عقد فِيهَا وَلم يرد النواصي خَاصَّة وَمِنْه قَوْله يعْقد الشَّيْطَان على قافية رَأس أحدكُم ثَلَاث عقد قَالَ الطَّحَاوِيّ هُوَ مثل واستعارة من عقد بني آدم وَلَيْسَ المُرَاد بذلك العقد نَفسهَا لَكِن لما كَانَ بنوا آدم يمْنَعُونَ بعقدهم ذَلِك تصرف من يجاول فِيمَا عقدوه كَانَ هَذَا مثله من الشَّيْطَان للنائم الَّذِي لَا يقوم من نَومه إِلَى مَا يجب من ذكر الله وَالصَّلَاة وَالله أعلم وَقيل بل لَا يبعد حمله على ظَاهره وَهُوَ أظهر فَإِن الشَّيْطَان يفعل من ذَلِك مَا تَفْعَلهُ السواحر من عقدهَا ونفثها وَقَوله لآمرن براحلتي ترحل ثمَّ لَا أحل لَهَا عقدَة حَتَّى أقدم الْمَدِينَة مَعْنَاهُ لَا أنزل عَنْهَا فأعقلها فَاحْتَاجَ إِلَى حلهَا وَيكون المُرَاد بِالْعقدِ هُنَا الْعَزِيمَة أَي لَا أحلهَا حَتَّى أبلغ الْمَدِينَة (ع ق ر) قَوْله فعقرت حَتَّى مَا تُقِلني رجلاي بِكَسْر الْقَاف قَالَ يَعْقُوب وَغَيره عقر الرجل فَهُوَ عقر إِذا فجأه أَمر فَلم يقدر على أَن يتَقَدَّم أَو أَن يتَأَخَّر وَقَالَ الْخَلِيل عقر الرجل إِذا دهش وَضَبطه الْقَابِسِيّ بِضَم الْقَاف وَهُوَ غلط وَتقدم فِي حَدِيث أم زرع عقر جارتها مِنْهُ وَمَا يحْتَمل من معنى وَالِاخْتِلَاف فِي رِوَايَته وَتقدم فِي حرف الْحَاء قَوْله عقرى حلقي وَالِاخْتِلَاف فِي ضَبطه وَمَعْنَاهُ وَقَوله يرفع عقيرته أَي صَوته بِفَتْح الْعين

فصل الاختلاف والوهم

ولأصل هَذِه اللَّفْظَة قصَّة وَقَوله عقر دَارهم بِضَم الْعين وَفتحهَا قَالَ الْأَصْمَعِي أَصْلهَا وَقَالَ ثَابت عقر الدَّار معظمها وبيضتها وَقَالَ يَعْقُوب الْعقر الْبناء الْمُرْتَفع وَقَالَ أَبُو زيد عقر دَار الْقَوْم وطنهم وَقَوله وعقر حوضى بِالضَّمِّ مثله أَصله وَقيل مَوضِع وقُوف الشاربة على الْحَوْض وَقيل عقر الْحَوْض مؤخره وَقَوله الْعقار مثله قيل الأَصْل من المَال وَقيل الْمنزل والضياع وَالْعَقار أَيْضا مَتَاع الْبَيْت وَقَوله وَلَئِن أَدْبَرت ليَعْقِرنك الله أَي يهلكك ويقتلك وَمِنْه الْكَلْب الْعَقُور أَي الَّذِي يقتل الصَّيْد وَيكون بِمَعْنى الْجَارِح أَيْضا والعقر الْجرْح وَقَوله وَالْكَلب الْعَقُور كل سبع وجارح يعقر ويفترس وَمِنْه قَوْله فِي النبل فليأخذ بنصالها لَا يعقر بهَا مُسلما أَي يجرح وَقَوله فَلم أزل أعقر بهم أَي أقتل دوابهم الَّتِي ركبُوا يُقَال عقر فلَان بفلان إِذا قتل دَابَّته تَحْتَهُ (ع ق ل) قَوْله كصاحب الْإِبِل المعقلة أَي المشدودة بالعقال وَهُوَ الْحَبل الَّذِي تشد بِهِ وَمِنْه قَوْله كَأَنَّمَا نشط من عقال أَي حل مِنْهُ وَمِنْه اعتقل شَاة أَي حَبسهَا برجلها بَين سَاقه وَفَخذه للحلب كَأَنَّهَا فِي عقال وَمِنْه لَو مَنَعُونِي عقَالًا فِي الصَّدَقَة قيل هُوَ الْحَبل الَّذِي تشد بِهِ وتعقل يدْفع مَعهَا فِي الصَّدَقَة وَقَالَهُ اللَّيْث وَقيل العقال مَا يُؤْخَذ فِي صَدَقَة عَام وَقَالَهُ مَالك وَقيل العقال إِذا أَخذ الْمُصدق الصَّدَقَة من عين الشَّيْء المزكى دون عوضه فَإِذا أَخذ الثّمن قيل أَخذ نَقْدا وَقيل العقال مَا وَجَبت فِيهِ بنت مَخَاض وَقيل العقال كل مَا أَخذ من الْأَصْنَاف من الْأَنْعَام وَالثِّمَار وَالْحب وَقَوله فِي الدِّيَة على الْعَاقِل أَي على الْقرَابَات من قبل الْأَب وهم عصبته وَقَومه وَقَوله الْمَرْأَة تعاقل الرجل إِلَى ثلث دِيَتهَا أَي توازيه وتماثله فِي الْعقل فِيمَا جنى عَلَيْهِ مِمَّا هُوَ دون ثلث الدِّيَة وَالْعقل الدِّيَة وأروش الْجِنَايَات وَبِه سميت الْعَاقِلَة لإلزامهم إِيَّاه عَن وليهم فِي الْخَطَأ وَجمعه عقول وَتسَمى أَيْضا معقلة ومعقلة بِضَم الْقَاف وَفتحهَا (ع ق م) قَوْله هُوَ عقيم فسره فِي الحَدِيث الَّذِي لَا يُولد لَهُ يُقَال مِنْهُ عقمت الْمَرْأَة وأعقمت وعقمت وعقمت وأفصحها عقمت على مَا لم يسم فَاعله (ع ق ص) قَوْله فَأَخْرَجته من عقاصها وَالْخَيْل معقوص فِي نَوَاصِيهَا وَمن عقص أَو لبد العقص لي خصلات الشّعْر بعضه على بعض وضفره ثمَّ ترسل وكل خصْلَة عقيصة وَزَاد بَعضهم وَتَكون رقاقا من كل جَانب أَمْثَال الْأَصَابِع وَقيل العقص لي الشّعْر على الرَّأْس قيل وَتدْخل أَطْرَافه فِي أُصُوله وَقَوله إِن انفرقت عقيصته فرق وَقَوله لَيْسَ فِيهَا عقصاء ممدودا هِيَ الملتوية القرنين قَوْله وَأَجَازَ الْخلْع دون عقَاص رَأسهَا مِنْهُ وَذَكَرْنَاهُ فِي حرف الدَّال (ع ق ق) ذكر الْعَقِيقَة وَهِي الذَّبِيحَة الَّتِي تذبح عَن الْمَوْلُود يَوْم سابعه وَهِي سنة وَقَوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عِنْد ذكرهَا لَا أحب العقوق وسماها نسكا على كَرَاهِيَة قبح الْأَسْمَاء المستقبحة واستحسانه غَيرهَا لما شابه اسْمهَا اسْم العقوق وأصل العق الشق وَسمي العقوق للآباء كَأَنَّهُ شقّ رَحِمهم وقطعها وَقَوله مَعَ الْغُلَام عقيقته يَعْنِي الشّعْر الَّذِي يُولد بِهِ وَبِه سمي الذّبْح عَنهُ لِأَنَّهُ يحلق حِينَئِذٍ وَهُوَ معنى قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالله أعلم وأميطوا عَنهُ الْأَذَى أَي أزيلوا عَنهُ ذَلِك الشّعْر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَإِذا قَامَ فَذكر الله انْحَلَّت عقدَة كَذَا على الْأَفْرَاد فِي جَمِيعهَا وَاخْتلف فِي الآخر مِنْهَا فَوَقع فِي الْمُوَطَّأ لِابْنِ وضاح عقده على الْجمع وَكَذَا ضبطناه فِي البُخَارِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالْجمع أوجه لَا سِيمَا وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة مُسلم فِي الأولى عقدَة

فصل الاختلاف والوهم

وَفِي الثَّانِيَة عقدتان وَفِي الثَّالِث انْحَلَّت العقد وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب بَدْء الْخلق انْحَلَّت عقده كلهَا وَفِي حَدِيث أبي ذَر بشر الكانزين ثمَّ هَؤُلَاءِ يجمعُونَ الدُّنْيَا لَا يعْقلُونَ شَيْئا كَذَا لَهُم وَعند العذري والهوزني لَا يَفْعَلُونَ وَهُوَ خطأ فِي بَاب العجماء جرحها جَبَّار قَول شُرَيْح لَا تضمن يَعْنِي الدَّابَّة مَا عَاقَبت أَن تضربها تضرب بِسَبَب ذَلِك برجلها وَهُوَ كَلَام صَحِيح وَمعنى عَاقَبت هُنَا أَي فعلت ذَلِك من أجل فعلك بهَا كَمَا فسرناه قبل فِي معنى الْعقَاب وَعند ابْن السكن إِلَّا أَن تضربها وَهَذَا صَحِيح على مَذْهَب مَالك وَجَمَاعَة غَيره وَلَيْسَ هُوَ مَذْهَب شُرَيْح وَمذهب شُرَيْح مَا تقدم أَنه لَا يضمن وَرَوَاهُ بَعضهم إِذا عَاقَبت أَن تضربها أَي إِذا لم تضربها نَحْو رِوَايَة ابْن السكن وَكله وهم لما ذَكرْنَاهُ من مَذْهَب شُرَيْح الْمَعْلُوم وَفِي تَسْوِيَة الصُّفُوف كَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُسَوِّي صُفُوفنَا حَتَّى رأى أَنا عقلنا عَنهُ كَذَا لَهُم أَي فهمنا وَعند ابْن الْحذاء غفلنا وَهُوَ وهم وَفِي دِيَة العبيد قَوْله الْقصاص بَين العبيد فِي قطع الْيَد وَالرجل وَأَشْبَاه ذَلِك بِمَنْزِلَتِهِ فِي الْعقل كَذَا لِابْنِ وضاح وَبَعض رُوَاة يحيى وَفِي كتب كثير من شُيُوخنَا وَرَوَاهُ الْمُهلب وَابْن فطيس وَابْن المشاط بِمَنْزِلَتِهِ فِي الْقَتْل وَهِي صَحِيح رِوَايَة عبيد الله وَهُوَ الصَّوَاب الْعين مَعَ السِّين (ع س ب) نهى عَن عسب الْفَحْل بِفَتْح الْعين وَسُكُون السِّين هُوَ كِرَاء ضرابه والعسب نَفسه الضراب وَهَذَا قَول أبي عبيد وَقَالَ غَيره لَا يكون العسب إِلَّا الضراب وَالْمرَاد الْكِرَاء عَلَيْهِ لكنه حذفه وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه كَمَا قَالَ وَسَأَلَ الْقرْيَة وَقيل العسب مَاء الْفَحْل وَقَوله مُتكئا على عسيب وَجعلت أتتبعه يَعْنِي الْقُرْآن فِي اللخاف والعسب جمع عسيب وَهُوَ سعف النّخل وَهُوَ الجريد وَهُوَ عود قضبان النّخل كَانُوا يكشطون خوصها ويتخذونها عصيا وَكَانُوا يَكْتُبُونَ فِي طرفه العريض مِنْهُ وَتقدم تَفْسِير اللخاف (ع س ر) قَوْله فِي بعض الرِّوَايَات كنت أقبل الميسور وأتجاوز عَن المعسور قَالَ أَبُو عبيد هما مصدران وَمثله مَاله مَعْقُول أَي عقل وَحلفت محلوفا وَمَعْنَاهُ عَن ذِي الْيُسْر وَذي الْعسر كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر الْمُعسر والموسر وغزوة الْعسرَة بِضَم الْعين وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة هِيَ غَزْوَة تَبُوك وَأما غَزْوَة الْعَشِيرَة فغزوة بني مُدْلِج وَقد ذَكرنَاهَا فِي حرف الدَّال وَالِاخْتِلَاف فِي ضَبطهَا وَسميت غَزْوَة الْعسرَة لمَشَقَّة السّفر فِيهَا حِينَئِذٍ وعسره على النَّاس لِأَنَّهَا كَانَت زمن الْحر وَوقت طيب الثِّمَار ومفارقة الظلال وَالسّفر فِي الْحر يشق ويعسر وَكَانَت كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث فِي مفاوز صعبة وسفر طَوِيل وَعدد كثير (ع س ل) قَوْله حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَته وَيَذُوق عُسَيْلَتك بِضَم الْعين تَصْغِير عسل هِيَ كِنَايَة عَن لَذَّة الْجِمَاع وأنث الْعَسَل فِي تصغيره وَهُوَ مُذَكّر كَأَنَّهُ أَرَادَ قِطْعَة مِنْهُ وَقيل بل أنث على مَعَ معنى النُّطْفَة وَقيل أَن الْعَسَل يؤنث أَيْضا وَيذكر (ع س ف) قَوْله كَانَ عسيفا فسره مَالك قَالَ العسيف الْأَجِير وَمِنْه النَّهْي عَن قتل العسفاء يَعْنِي الإجراء فِي الْحَرْب (ع س س) قَوْله فَأمر لي بعس بِضَم الْعين هُوَ الْقدح الْكَبِير (ع س ى) قَوْله هَل عَسَيْت إِن فعلت بك كَذَا بِمَعْنى رَجَوْت وَعَسَى بِمَعْنى لَعَلَّ للترجي يُقَال بِكَسْر السِّين وَبِفَتْحِهَا وَقُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي كتاب الله تَعَالَى هَل عسيتم إِن كتب عَلَيْكُم الْقِتَال بِمَعْنى لَعَلَّكُمْ ورجاءكم فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

(ع ش ر)

قَوْله فِي المنحة تغدوا بعس وَتَروح بعس كَذَا لشيوخنا بِعَين مُهْملَة مَضْمُومَة وسين مُهْملَة وَهُوَ الْقدح الْكَبِير وَعند السَّمرقَنْدِي وَبَعْضهمْ فيهمَا بعشاء بِفَتْح الْعين وشين مُعْجمَة ممدودا وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا جَاءَ من رِوَايَة الْحميدِي فِي غير الْأُم بعساء بسين مُهْملَة وَفَسرهُ الْحميدِي بالعس الْكَبِير وَهُوَ من أهل اللِّسَان وَلم يعرف أهل اللُّغَة ذَلِك إِلَّا من قبله وضبطناه على القَاضِي أبي عبد الله التَّمِيمِي عَن أبي مَرْوَان بن سراج فِي هَذَا الْحَرْف بِكَسْر الْعين وَفتحهَا مَعًا وَلم يُقَيِّدهُ الجياني عَنهُ إِلَّا بِالْكَسْرِ وَحده وَقَوله فِي عَسْكَر بني غنم موكب جِبْرِيل كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة سكَّة بني غنم وَفِي قِرَاءَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث جَابر بن سَمُرَة كَانَ يقْرَأ فِي الظّهْر بِاللَّيْلِ إِذا عسعس كَذَا للطبري وَلغيره بِاللَّيْلِ إِذا يغشى وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَالصَّوَاب فِيهِ وَفِي الْبيُوع من أنظر مُعسرا كَذَا للأصيلي وَلغيره مُوسِرًا وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل التَّرْجَمَة الْأُخْرَى بعده فِي الْمُعسر وَكَذَلِكَ لجمهورهم فِي الحَدِيث دَاخل الْبَاب أَن تتنظروا وتتجاوزوا عَن الْمُوسر وَعند الْجِرْجَانِيّ الْمُعسر وَالصَّوَاب مَا جَاءَ فِي رِوَايَة ابْن السكن أَن تنظروا الْمُوسر وتتجاوزوا عَن الْمُعسر وَكَذَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث بعده الْعين مَعَ الشين (ع ش ر) قَوْله كأصوات العشار بِكَسْر الْعين هِيَ النوق الْحَوَامِل وَمِنْه قَوْله نَاقَة عشراء بِضَم الْعين وَفتح الشين ممدودا وَهِي وَاحِد العشار قَالَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الَّذِي أَتَى لحملها عشرَة أشهر وَقيل العشار النوق الَّتِي وضع بَعْضهَا وَبَعضهَا بعد لم يضع وَقَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الَّتِي مَعهَا أَوْلَادهَا وَالْأول أصح وَأشهر وَقَوله ويكفرن العشير فسره فِي الحَدِيث الزَّوْج وكل معاشر عشير قَالَ الله تَعَالَى) لبئس الْمولى ولبئس العشير (وَقد ذكر فِي الحَدِيث الْعَشِيرَة وعشيرة الرجل بنوا أَبِيه وهم أَهله الأدنون وَذكر عشور أهل الذِّمَّة وتعشيرهم هُوَ مَا يُؤْخَذ مِنْهُم إِذا نزلُوا بِنَا تجارًا على ذمَّة وعهد وَذَلِكَ مَا صولحوا عَلَيْهِ عِنْد ملك وَإِذا سَافر أهل الذِّمَّة من أفق إِلَى أفق غير أفقهم من بِلَاد الْإِسْلَام أَخذ مِنْهُم الْعشْر مِمَّا بِأَيْدِيهِم وَيَوْم عَاشُورَاء ممدودا قَالَ ابْن دُرَيْد يَوْم سمي فِي الْإِسْلَام لم يعرف فِي الْجَاهِلِيَّة وَلَيْسَ فِي كَلَامهم فاعولاء وَحكى عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه سمع خابوراء وَلم يُثبتهُ ابْن دُرَيْد وَلَا عرفه وَحكى أَبُو عمر والشيباني فِي عَاشُورَاء الْقصر وَقَوله فِيمَا سقت الْأَنْهَار والغيم العشور كَذَا روينَاهُ فِي حَدِيث مُسلم عَن أبي الطَّاهِر وَفِي رِوَايَة الْعشْر وَهُوَ بِمَعْنى اسْم مَا يُؤْخَذ العشور كَالسحُورِ لما يتسحر بِهِ وَسَيَأْتِي تَفْسِير الْغَيْم فِي مَوْضِعه وَكَذَلِكَ روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة ابْن وضاح فِي بَاب الْجِزْيَة فِي قَوْله فَيُؤْخَذ مِنْهُم العشور وَإِن لم يَنْضَبِط عَنهُ بِفَتْح الْعين فَكَذَلِك صَوَابه فتحهَا وَأكْثر الشُّيُوخ يَقُول فِي هَذَا العشور بِالضَّمِّ وَفِي رِوَايَة غير ابْن وضاح فَيُؤْخَذ مِنْهُم الْعشْر وَفِي التَّرْجَمَة عشور أهل الذِّمَّة بِالضَّمِّ إِلَّا أَن الضَّم لَهُ وَجه كَأَنَّهُ جمع عشر (ع ش ن) قَوْله زَوجي العشنق هُوَ الطَّوِيل قَالَه أَبُو عبيد قَالَ تُرِيدُ أَنه لَيْسَ فِيهِ خصْلَة غير طوله وغلطه ابْن حبيب وَقَالَ هُوَ الْمِقْدَام الشرس فِي أُمُوره بِدَلِيل بَقِيَّة وصفهَا لَهُ وَقَالَ النَّيْسَابُورِي قولا يجمع التفسيرين هُوَ الطَّوِيل النحيف الَّذِي لَيْسَ أمره إِلَى امْرَأَته وأمرها إِلَيْهِ فَهُوَ يحكم فِيهَا بِمَا يَشَاء وَهِي تخافه وَقَالَ الثعالبي العشنق والعشنط المذموم الطَّوِيل وَقيل هُوَ الطَّوِيل الْعُنُق كَذَا فِي الْعين وَحكى ابْن الْأَنْبَارِي عَن ابْن أبي أويس أَنه الطَّوِيل والقصير كَأَنَّهُ جعله من الأضداد وَالْمَشْهُور أَنه الطَّوِيل قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الَّذِي قرأناه فِي حَدِيث ابْن أبي أويس أَنه الصَّقْر من الرِّجَال الْمِقْدَام

فصل الاختلاف والوهم

الجري وَيُقَال الطَّوِيل وَلم يرى أحدا من أهل اللُّغَة ذكر العشنق فِي الْقصار ونرى أَن الرَّاوِي لأبي بكر عَن ابْن أبي أويس صحف الصَّقْر بالقصير وَالله أعلم (ع ش ي) قَوْله إِحْدَى صَلَاتي الْعشي يُرِيد الظّهْر وَالْعصر وَكَانُوا يصلونَ الظّهْر بعشي والعشي مَا بعد زَوَال الشَّمْس إِلَى غُرُوبهَا قَالَ الْبَاجِيّ إِذا فَاء الفئ ذِرَاعا فَهُوَ أول العشى وَذكر صَلَاة الْعشَاء وَالْعشَاء الْآخِرَة وَهِي الْعَتَمَة وَلَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ الْمغرب يَقُولُونَ الْعشَاء وَفِي حَدِيث سلمَان أحيوا مَا بَين العشائين قَالَ أَبُو عبيد وَيُقَال لَهَا وللمغرب الْعشَاء آن وَالْأَصْل الْعشَاء فَغلبَتْ على الْمغرب كَمَا قَالُوا الأبوان وَنَحْو هَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَقَالَ الْخَلِيل الْعشَاء عِنْد الْعَامَّة من غرُوب الشَّمْس إِلَى أَن يولي صدر اللَّيْل وَبَعْضهمْ يَجعله إِلَى الْفجْر وَقَالَ يَعْقُوب الْعشَاء من صَلَاة الْمغرب إِلَى صَلَاة الْعشَاء وَالْعشَاء آخر النَّهَار وَالْعشَاء أول الظلام يُقَال أَتَيْتُك عشَاء وَقيل إِنَّمَا قيل صَلَاة الْعشَاء والعشي لأجل إقبال الظلام لِأَنَّهُ يعشي الْبَصَر عَن الرُّؤْيَة قَالَ الْأَصْمَعِي وَمن الْمحَال قَول الْعَامَّة الْعشَاء الْآخِرَة وَإِنَّمَا يُقَال صَلَاة الْعشَاء لَا غير وَصَلَاة الْمغرب وَلَا يُقَال لهَذِهِ الْعشَاء والْحَدِيث الْمُتَقَدّم يرد قَوْله وَقَوله إِذا حضرت الْعشَاء وَالْعشَاء فابدءوا بالعشاء هَذَا بِفَتْح الْعين مَمْدُود وَهِي آكِلَة آخر النَّهَار وَأول اللَّيْل وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي الْجمع بِعَرَفَة صلى الصَّلَاتَيْنِ كل صَلَاة وَحدهَا بِأَذَان وَإِقَامَة وَالْعشَاء بَينهمَا بِفَتْح الْعين مَمْدُود مَعْنَاهُ أَنه تعشى بَين الصَّلَاتَيْنِ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لما صلى الْمغرب دَعَا بعشائه فتعشى ثمَّ ذكر صلَاته الْعَتَمَة بعد ذَلِك وَقَوله عشيشة تَصْغِير عَشِيَّة قَالَ سِيبَوَيْهٍ صغرت على غير مكبرها. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث الْإِسْرَاء وسدرة الْمُنْتَهى وعشبها ألوان كَذَا وَقع للقابسي فِي أول كتاب الصَّلَاة من صَحِيح البُخَارِيّ بِعَين مُهْملَة مَضْمُومَة وَبعد الشين بَاء بِوَاحِدَة وَهُوَ وهم وَالصَّحِيح مَا للْجَمَاعَة هُنَا وَمَا وافقهم فِيهِ فِي غير هَذَا الْموضع وغشيها بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَهُوَ مثل قَوْله تَعَالَى) إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى (وَفِي تَفْسِيره جَاءَ هَذَا الحَدِيث وَقَوْلها وَلَا تملأ بيتنا تعشيشا كَذَا الرِّوَايَة عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا فِي مُسلم بِالْعينِ الْمُهْملَة وَوَقع لبَعض الروَاة بِالْمُعْجَمَةِ أَيْضا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس بِالْعينِ الْمُهْملَة وَكِلَاهُمَا صَوَاب ثمَّ قَالَ وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن هِشَام وَلَا تغشش بيتنا تغشيشا كُله بالغين الْمُعْجَمَة كَذَا عِنْد الْمُسْتَمْلِي وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا وَعند الْحَمَوِيّ وعشش هَكَذَا وَعند الْقَابِسِيّ وعشعش تعشيشا بِالْعينِ الْمُهْملَة فِي جَمِيع ذَلِك وكل هَذَا تَغْيِير وَغلط وَاخْتلف تَفْسِير من رَوَاهُ بِالْعينِ الْمُهْملَة فَقيل مَعْنَاهُ أَنَّهَا مصلحَة للبيت مهتبلة بتنظيفه وإلقاء كناسته وأبعادها مِنْهُ وَلَا تتركها هُنَا وَهنا كإعشاش الطُّيُور وَقيل إِنَّمَا أَرَادَت لَا تدع فِيهِ العشب والكناسة كَأَنَّهَا عش طَائِر لقذره وَمن قَالَه بالغين فَمن الْغِشّ وَقيل من النميمة وَفِي حَدِيث النِّسَاء ويكفرن العشير كَذَا هُوَ الْمَعْلُوم وَكَانَ فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر فِيمَا نابه عَن أبي حَفْص الْهَوْزَنِي الْعَشِيرَة وَهُوَ هُنَا وهم وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث بِالزَّوْجِ وَهُوَ الْمَعْرُوف وَفِي تحزيب الْقُرْآن لِأَن اقْرَأ فِي شهر أَو فِي عشر أحب إِلَيّ كَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ بَعضهم أَو عشْرين وَاخْتلف فِيهِ عَن عبيد الله وَابْن وضاح وَعِشْرُونَ الصَّوَاب لِأَن عشرا قريب من سبع وَقَوله فِي حَدِيث الْقُنُوت بَينا هُوَ يُصَلِّي الْعشَاء كَذَا لَهُم وَعند العذري الْعشي وَهُوَ وهم وَقَوله فِي بَاب الْقِرَاءَة فِي

فصل الاختلاف والوهم

الظّهْر أُصَلِّي بهم صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) صَلَاتي الْعشَاء كَذَا للرواة وللأصيلي صَلَاتي العشى وَهُوَ وفْق التَّرْجَمَة يُرِيد الظّهْر وَالْعصر وَجَاء فِي بَاب وجوب الْقِرَاءَة قبل هَذَا صَلَاة الْعشَاء لجميعهم وَعند الْجِرْجَانِيّ العشى وَفِي بَاب تشبيك الْأَصَابِع صلى بِنَا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِحْدَى صَلَاتي العشى وَعند النَّسَفِيّ وَأبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم وَهُوَ وهم وَفِي تَفْسِير الزخرف يَعش يعمى كَذَا فِي جَمِيعهَا فِي بَاب السمر مَعَ الضَّيْف قَوْله ثمَّ لبث حَتَّى تعشى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا ذكره البُخَارِيّ وَصَوَابه نعس كَمَا ذكره مُسلم وَقد بَيناهُ فِي النُّون الْعين مَعَ الْهَاء (ع هـ د) قَوْله أَشد تعاهدا على رَكْعَتي الْفجْر وَإِن عَاهَدَ عَلَيْهَا أمْسكهَا التعاهد والتعهد الاحتفاظ بالشَّيْء والملازمة لَهُ وَمِنْه أَن حسن الْعَهْد من الْإِيمَان وَأَصله من تَجْدِيد الْعَهْد بِهِ وَمِنْه قَوْله تعاهد وَلَدي وَهَذَا الحَدِيث يرد قَول من قَالَ من أهل اللُّغَة تعهدت ضيعتي وَلَا يُقَال تعاهدت وَكَانَ بَينهم وَبَين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عهد وَفضل الْوَفَاء بالعهد وَمن نكث عهدا الْعَهْد هُنَا الْمِيثَاق وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وأوفوا بالعهد وَقَوله فَأتمُّوا إِلَيْهِم عَهدهم إِلَى مدتهم وَمِنْه كَيفَ ينْبذ إِلَى أهل الْعَهْد هُوَ هُنَا الْأمان وَقيل ذَلِك فِي قَوْله لَا ينَال عهدي الظَّالِمين والعهد أَيْضا بِمَعْنى الْوَصِيَّة وَمِنْه عهد إِلَى أَخِيه سعد وَمِنْه ولَايَة الْعَهْد وَمِنْه وماذا عهد إِلَيْك رَبك وَاشْدُدْ عَهْدك وَوَعدك وَمِنْه قَوْله ألم أَعهد إِلَيْكُم يَا بني آدم وَقَوْلها وَلَا يسْأَل عَمَّا عهد أَي لَا يستقصى عَمَّا علمه فِي الْبَيْت من طَعَام وَغَيره لسخاوته وإعطائه وَقَوله على عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي على زَمَانه ومدته وَقَوله مُنْذُ يَوْم عهِدت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي عرفت وعهدة الرَّقِيق الْمدَّة الَّتِي تكون مصيبته فِيهَا من ضَمَان بَائِعه وَهِي ثَلَاثَة أَيَّام بعد عقد بَيْعه وَقد يُسمى كتاب الشِّرَاء عُهْدَة أَيْضا وَقَوله كَانُوا ينهوننا عَن الشَّهَادَة والعهد وَفِي الحَدِيث الآخر أَن نحلف بِالشَّهَادَةِ والعهد (ع هـ ر) قَوْله وللعاهر الْحجر هُوَ الزَّانِي يُقَال ذَلِك للرجل وَالْمَرْأَة بِغَيْر هَاء وَقَالَ أَبُو زيد وَأَبُو بكر امْرَأَة عاهرة وَالْمعْنَى لاحظ لَهُ فِي النّسَب وَإِنَّمَا لَهُ الخيبة كَمَا يُقَال تربت يَمِينه أَي افْتَقَرت وَقد روى وللعاهر الكتكت والأثلب وَقيل المُرَاد بِالْحجرِ هُنَا الرَّجْم وَقيل بل هُوَ بِمَعْنى السب كَمَا يُقَال لمن ذمّ بِفِيهِ الْحجر (ع هـ ن) قَوْله اللعبة من العهن هُوَ الصُّوف الملون قَالَ الله تَعَالَى) كالعهن المنفوش (واحدتها عهنة وَيُقَال كل صوف عهن. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله تظاهرتا على عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة عِنْد مُسلم قَالُوا زِيَادَة عهد هُنَا مُنكرَة وَالْمَعْرُوف مَا فِي غَيره تظاهرتا على رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَإِن تظاهرا عَلَيْهِ ( الْعين مَعَ الْوَاو (ع وَج) وَبهَا عوج جُمْهُور أهل اللُّغَة كلهم العوج فِي الْأَشْخَاص وكل مَا لَهُ ظلّ بِالْفَتْح والعوج بِالْكَسْرِ فِي غير ذَلِك من الرَّأْي وَالْكَلَام إِلَّا أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ فَإِنَّهُ يَقُول العوج بِالْكَسْرِ فيهمَا ومصدرهما بِالْفَتْح مَعًا حَكَاهُ عَنهُ ثَعْلَب وَقَوله حَتَّى يُقيم الْملَّة العوجاء مَمْدُود يَعْنِي مِلَّة إِبْرَاهِيم مِلَّة الْإِسْلَام الَّتِي غيرتها الْجَاهِلِيَّة عَن استقامتها وأمالتها بعد قوامها (ع ود) قَوْله عَادوا حمما أَي صَارُوا وَلَيْسَ بِمَعْنى رجعُوا وَالْعرب تسْتَعْمل عَاد بِمَعْنى صَار إِلَى حَالَة أُخْرَى وَإِن لم يكن متصفا بهَا قبل وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) أَو لتعودن فِي ملتنا (وَشُعَيْب لم يكن على الْكفْر قطّ وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أعدت فتانا يَا معَاذ أَي أصرت وَأما بِمَعْنى الرُّجُوع

(ع وذ)

فَفِي غير مَوضِع عَاد إِلَيْهِ وعدت إِلَى مَكَاني وَمِنْه الْمعَاد فِي الْآخِرَة وَهُوَ مرجع الْإِنْسَان إِلَى الْحَيَاة بعد الْمَوْت ومصيره إِلَى عُقبى أمره وحالته فِي الْآخِرَة وَقَوله وعيادة الْمَرِيض وَمن عَاد مَرِيضا هِيَ زيارته وافتقاده وَأَصله من الرُّجُوع وَالْعود الرُّجُوع وَيُقَال عدت الْمَرِيض عودا وعيادة وَالْيَاء منقلبة من وَاو وَقَوله هَذَا عيدنا وَكَانَ يَوْم عيد سمي الْعِيد عيدا لِأَنَّهُ يعود ويتكرر لأوقاته وَقيل يعود بِهِ الْفَرح على النَّاس وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب الْمَعْنى وَقيل تفاؤلا لِأَن يعود ثَانِيَة على الْإِنْسَان وَقَوله للَّذي دب رَاكِعا زادك الله حرصا وَلَا تعد أَي لَا تعد إِلَى التَّأْخِير وَقيل إِلَى التَّكْبِير دون الصَّفّ وَقيل إِلَى الدب وَأَنت رَاكِع وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ لَا تعد لإعادة الصَّلَاة فَإِنَّهَا تجزيك تصويبا لما فعل وَقَوله سمعته مِنْهُ عودا وبدءا أَي مرّة وثانية عاود الحَدِيث بعد ابْتِدَائه (ع وذ) قَوْله العوذ المطافيل بِضَم الْعين وَهِي النوق بفصلانها وَقيل المُرَاد بِهِ النِّسَاء مَعَ الْأَوْلَاد وَأَصله النَّاقة لأوّل مَا تضع حَتَّى يقوى وَلَدهَا وَهِي كالنفساء من النِّسَاء والمطافيل ذَوَات الْأَطْفَال وهم صغَار الْبَنِينَ قَالَ الْخَلِيل العوذ وأحدها عَائِذ وَهِي كل أُنْثَى لَهَا سبع لَيَال مُنْذُ وضعت وَقَوله عائذا بِاللَّه من ذَلِك وَأَعُوذ بِاللَّه مِنْك ومعاذ الله وعوذا وَمن وجد معَاذًا وعذت بمعاذ بِفَتْح الْمِيم ويعوذ عَائِذ بِالْبَيْتِ كُله بِمَعْنى اللجأ يُقَال عذت عياذا وعوذا وَمعَاذًا أَي لذت ولجات قَالَ الْخطابِيّ يحْتَمل قَوْله عائذا بِاللَّه أَنه بِهِ عائذا وَأَن يكون معوذ فَاعِلا مَوضِع مفعول كَمَا قَالُوا سركاتم وَمَاء دافق وَقَوله كَانَ يعوذ نَفسه بالمعوذتين بِكَسْر الْوَاو هما سُورَة الفلق وَالنَّاس أَي يرقى نَفسه بقراءتهما (ع ور) قَوْله وَلَا ذَات عوار وَيُوجد بِهِ الْعَيْب أَو العوار بِفَتْح الْعين وَالْوَاو هُوَ الْعَيْب وَيُقَال بضمهما أَيْضا وَأما فِي الْعين فَهُوَ العوار بِضَم الْعين وَتَشْديد الْوَاو وَهُوَ كَثْرَة القذا فِيهَا وَأما إِصَابَة إِحْدَاهمَا فَهُوَ العوار بِضَم الْعين وَتَخْفِيف الْوَاو والعور أَيْضا الْعَيْب وكل معيب أَعور وَالْأُنْثَى عوراء والكلمة العوراء القبيحة وَالْعَارِية بتَشْديد الْيَاء مَا يتداول بَين النَّاس من الْمَتَاع للِانْتِفَاع مُدَّة وَمِنْه اشْتقت من التعاور وَهُوَ التداول بِغَيْر عوض هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَقد ذكر فِيهِ تَخْفيف الْيَاء وَهُوَ من ذَوَات الْوَاو وَقَالَ بَعضهم أَنَّهَا مُشْتَقَّة من الْعَار وَهُوَ مَا يعاب بِهِ الْمَرْء من الْأَفْعَال القبيحة (ع وز) قَوْله فأعوز أهل الْمَدِينَة من التَّمْر أَي فقدوه واحتاجوا إِلَيْهِ يُقَال أعوز الرجل إِذا احْتَاجَ وَالِاسْم العوز وَرجل معوز فَقير (ع ول) قَوْله أَن الْمعول عَلَيْهِ بِسُكُون الْعين كَذَا الرِّوَايَة عندنَا وَهُوَ الصَّوَاب أَي المبكى عَلَيْهِ وكما قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أَن الْمَيِّت يعذب بِمَا نيح عَلَيْهِ وببكاء أَهله عَلَيْهِ يُقَال أعولت الْمَرْأَة إِذا بَكت بِصَوْت تعول إعوالا وَقد رَوَاهُ بَعضهم الْمعول عَلَيْهِ وَالْأول أوجه لَكِن حكى بعض أهل اللُّغَة أعول وعول وَمِنْه فعولت حَفْصَة وعول صُهَيْب كَذَا الرِّوَايَة هُنَا وَلابْن الْحذاء أعولت فيهمَا على مَا تقدم وَالِاسْم الْعَوْل وَأما الْعَوْل فِي الْفَرَائِض فَهُوَ ارْتِفَاع حِسَابهَا والعول الزِّيَادَة وَقيل ضِدّه وَقَوله فَأخذ الْمعول بِكَسْر الْمِيم آلَة الْحفر وَقَوله فِي الْخَبَر الآخر (وبالصياح عولوا علينا) قد يكون من الصياح والعويل وَالْأَشْبَه هُنَا أَن يكون من التعويل وَهُوَ الِاحْتِمَال يُقَال عول عَلَيْهِ فِي أمره أَي احْتمل عَلَيْهِ وَقَوله من عَال جاريتين وأدبهما وعالهما فَمَعْنَاه مانهن وَقَامَ بنفقتهن وَمَا يحتجن إِلَيْهِ وَأَصله من الْعَوْل وَهُوَ الْقُوت وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر وأبدأ بِمن

فصل الاختلاف والوهم

تعول وَفِي حَدِيث أم هاني ولى عِيَال أَي ولد أعولهم وَيدل عَلَيْهِ جَوَابه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بقوله لَهَا أحناه على ولد فِي صغره (ع وم) نهى عَن بيع المعاومة هُوَ بيع ثَمَر الشّجر سِنِين وَهُوَ من بَيْعه قبل طيبَة وَقَالَ بَعضهم هُوَ اكتراء الأَرْض سِنِين (ع وض) قَوْله إيعاض زَوجهَا مِنْهَا يُرِيد يُعْطي عوضا (ع وهـ) قَوْله حَتَّى تأمن العاهة وأصابها عاهة أَي آفَة وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي المَال قَالَ الْخَلِيل العاهة البلايا تصيب الزَّرْع وَالنَّاس. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب عرض الْحَصِير عودا عودا بِضَم الْعين وبالدال الْمُهْمَلَتَيْنِ فيهمَا كَذَا قيدنَا هَذَا الْحَرْف على أبي بَحر وَمَعْنَاهُ مَا فسرنا بِهِ عرض الْحَصِير فِي بَاب الْعين وَالرَّاء وَعَن القَاضِي الشَّهِيد عوذا عوذا بِفَتْح الْعين وبذال مُعْجمَة كَأَنَّهُ استعاذ من الْفِتَن وَعند الجياني عودا عودا بِفَتْح الْعين وَالدَّال الْمُهْملَة وَهُوَ اخْتِيَار شَيخنَا أبي الْحُسَيْن من هَذِه الْوُجُوه أَي تُعَاد عَلَيْهِ وتكرر وَالْعود بِالْفَتْح تكْرَار الشَّيْء وَمِنْه قَوْلهم الْعود أَحْمد وَقَوله بيسما عودتكم إقرانكم كَذَا رِوَايَة الْمروزِي وَالْمُسْتَمْلِي والحموي وَالصَّوَاب رِوَايَة أبي الْهَيْثَم والجرجاني عودتم أَقْرَانكُم يُرِيد الجرءة عَلَيْكُم والإقدام وَقَوله فِي وَفَاة أبي طَالب فَلم يزل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يعرضهَا عَلَيْهِ ويعيذ لَهُ تِلْكَ الْمقَالة كَذَا فِي جَمِيع نسخ شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ ويعيدان لَهُ وَهُوَ أوجه لما تقدم من كَلَام أبي جهل وَعبد الله بن أُميَّة فِي ذَلِك وَقَوله اعْفُوا اللحى وَأمر بإعفاء اللحى فسرناه أَي وفروها وكثروها وَفِي حَدِيث سهل بن عُثْمَان عِنْد مُسلم أَوْفوا اللحى أَي دَعُوهَا وافية وَعِنْده فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة ارخوا اللحى بِالْخَاءِ وَهُوَ أقرب من هَذَا وَفِي رِوَايَة ابْن ماهان أرجوا بِالْجِيم وَهُوَ بعيد وَقَوله فِي بَاب ادخار لُحُوم الْأَضَاحِي كَانَ النَّاس بِجهْد فَأَرَدْت أَن تعينُوا فِيهَا كَذَا فِي البُخَارِيّ وَذكره مُسلم من رِوَايَة إِسْحَاق بن مَنْصُور يفشوا فيهم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وكلا اللَّفْظَيْنِ صَحِيح وَكَانَ مَا فِي البُخَارِيّ أوجه فِي الْكَلَام وأشبه بسياق الحَدِيث وَقَوله وأعزهم نعنك كَذَا للسمرقندي وَلغيره نغزك وَالْأول أصوب وَفِي بَاب إِذا لم يشْتَرط فِي السنين الْمُزَارعَة قَول طَاوس أَنِّي أعطيهم وأغنيهم كَذَا للحموي وَالْمُسْتَمْلِي بالغين الْمُعْجَمَة من الْغنى ولغيرهما أَعينهم بِالْمُهْمَلَةِ من العون وَهُوَ الْوَجْه هُنَا الْعين مَعَ الْيَاء (ع ي ب) قَوْله كَانُوا عَيْبَة نصح رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله كرشي وعيبتي يُقَال عَيْبَة الرجل أَي مَوضِع سره وأمانته مَأْخُوذ من عَيْبَة الثِّيَاب الَّتِي يضع فِيهَا الرجل حر مَتَاعه وَقَوله مَا عَابَ طَعَاما قطّ أَي أذمه كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَلَا يُقَال أعاب (ع ي ث) قَوْله وعاثث فِي دمائها أَي اتسعت فِي الْفساد يُقَال عاث وعثى قَالَ الله تَعَالَى) وَلَا تعثوا فِي الأَرْض مفسدين (وَفِي حَدِيث الدَّجَّال فعاث يَمِينا وعاث شمالا هُوَ مِمَّا تقدم رُوِيَ بِفَتْح الثَّاء فعل مَاض وَرُوِيَ بِكَسْر الثَّاء وتنوينها على مثل قَاض اسْم فَاعل من عثى وبالوجهين قيدها الجياني (ع ي ر) أَصَابَهُ سهم عائر هُوَ الَّذِي لَا يدْرِي من رَمَاه وَقَوله عَار فرس وَإِن فرسا عَار فسره البُخَارِيّ فِي رِوَايَة أبي ذَر هرب قَالَ وَهُوَ مُشْتَقّ من العير وَهُوَ حمَار الْوَحْش وَفِي اشتقاقه نظر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قيل مَعْنَاهُ انفلت وَذهب وَقَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ إِذا ذهب فَجعل يتَرَدَّد قَالَ الطَّبَرِيّ يمنة ويسرة وَمِنْه فِي الْمُنَافِق كالشاة العائرة بَين غنمين أَي المترددة وَمِنْه قَوْله تعير

فصل الاختلاف والوهم

إِلَى هَذِه مرّة وَإِلَى هَذِه مرّة أَي تَتَرَدَّد فتذهب وتجيء لَا تَدْرِي لأيهما ترجع وَذكر العير بِكَسْر الْعين وَهِي الْقَافِلَة من الْإِبِل وَالدَّوَاب الَّتِي تحمل الْأَحْمَال وَالطَّعَام أَو التِّجَارَة وَلَا تسمى عيرًا إِلَّا إِذا كَانَت كَذَلِك (ع ي ط) قَوْله كَأَنَّهَا بكرَة عيطاء هِيَ الطَّوِيلَة الْعُنُق فِي اعْتِدَال وَقيل الْحَسَنَة القوية (ع ي ل) قَوْله تَشكوا الْعيلَة وَأَن يتركهم عَالَة أَي فُقَرَاء وَمِنْه وَأَن ترى الحفاة العالة أَي الْفُقَرَاء وَمِنْه ووجدك عائلا فأغنى والعيلة الْفقر (ع ي ن) قَوْله فَتلك عين غديقة بِفَتْح الْعين الأولى وَضم الثَّانِيَة قَالَ الْهَرَوِيّ الْعين من السَّحَاب مَا عَن يَمِين قبْلَة الْعرَاق فَهُوَ أخلق مَا بِكَوْن للمطر وَالْعرب تَقول مُطِرْنَا الْعين وَقيل الْعين الْمَطَر الَّذِي يتوالى أَيَّامًا وَقَوله فِي الْبيُوع الْعينَة بِكَسْر الْعين أَصله أَن يَشْتَرِي الرجل من الرجل سلْعَة بِثمن إِلَى أجل ثمَّ يَبِيعهَا بِهِ نَقْدا يتدرع بذلك إِلَى سلف قَلِيل فِي كثير من جنس وَاحِد أَو يَبِيعهَا مِنْهُ نَقْدا ثمَّ يَشْتَرِيهَا مِنْهُ إِلَى أجل وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ هَذَا البيع بَين ثَلَاثَة فِي مجْلِس وَلها أَمْثِلَة بَعْضهَا أَشد من بعض وَبَعضهَا اتّفق على تَحْرِيمه وَبَعضهَا كره وَبَعضهَا استخف وَقد بسطتها فِي كتاب التَّنْبِيهَات وَإِنَّمَا سميت عينة لحُصُول الْعين وَهُوَ النَّقْد الَّذِي أَخذه صَاحبهَا وَالْعين المسكوك من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَهِي تبر مَا لم تطبع وَقَوله فَأصَاب عين ركبته هُوَ رَأسهَا وَقَوله عين الرِّبَا أَي ذَاته وَنَفسه (ع ي ف) قَوْله فأجدني أعافه أَي أكرهه عفته عيافا وعيافة وَقَوله العيافة وَمن أَتَى عائفا العيافة بِكَسْر الْعين هُوَ زجر الطير والتخرص على الْغَيْب بالحدس وَالظَّن (ع ي هـ) قَوْله أَصَابَته عاهة هِيَ البلايا والآفات يُقَال أعاه الزَّرْع وعيه أَصَابَته آفَة وعاه الرجل وأعاه وعيه أَصَابَهُ ذَلِك (ع ي ي) قَوْلهَا زَوجي عياياء بتَخْفِيف اليائين ممدودا هُوَ الْعنين الَّذِي عجز وعيى عَن مباضعة النِّسَاء وَقَوله مَا لبعيرك قلت أعيا ويروى عيى. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْلهَا عَلَيْك يَابْنَ الْخطاب بعيبتك كَذَا عِنْد العذري والفارسي بباء بِوَاحِدَة بعد الْيَاء وَمَعْنَاهُ خاصتك تُرِيدُ ابْنَته وَقيل العيبة الِابْنَة وَعند ابْن الْحذاء بِنَفْسِك وَعند السجْزِي بعيشك وَهُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب الأول وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف النُّون وَفِي الْحَج فجَاء رجل فَدخل يَعْنِي بَيته من قبل بَابه فَكَأَنَّهُ عير فَنزلت لَيْسَ الْبر الْآيَة كَذَا لجميعهم عير بِعَين مَضْمُومَة على مَا لم يسم فَاعله وياء مُشَدّدَة من أَسْفَل وَآخره رَاء بِمَعْنى عيب عَلَيْهِ فعله وعد عارا وَعند بعض الروات غمز بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَآخره زَاي بِمَعْنى طعن فِيهِ وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب وَقَوله فِي الْبَدنَة فعيى لشأنها إِن هِيَ أبدعت بِكَسْر الْيَاء الأولى وَكَذَا عِنْد شُيُوخنَا من العي وَالْعجز عَن تبليغها محلهَا وَفِي رِوَايَة بَعضهم فعي بتَشْديد الْيَاء وإدغام الأولى فِيهَا على لُغَة وَفِي بعض الرِّوَايَات فعيى بالنُّون الْمَكْسُورَة من الاعتناء وَالصَّوَاب الأول وَبَقِيَّة الحَدِيث تدل عَلَيْهِ وَفِي حَدِيث بَرِيرَة من رِوَايَة أبي الطَّاهِر جَاءَت بَرِيرَة إِلَيّ فَقَالَت يَا عَائِشَة أَنِّي كاتبت أَهلِي كَذَا الْجَمِيع الروات وَعند الصَّدَفِي فَقَالَت عَائِشَة وَهُوَ وهم إِلَّا أَن يكون على حذف حرف النداء بِمَعْنى الأول فصل فِي مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع من هَذَا الْحَرْف عَرَفَة موقف الْحَاج وَهِي من الْحل قيل سميت بذلك لِأَن جِبْرِيل (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عرفه بهَا الْمَنَاسِك وَقيل عرفه بهَا فَقَالَ عرفت عمان بِضَم الْعين وَتَخْفِيف

(عكاظ)

الْمِيم وعمان بِفَتْحِهَا وَتَشْديد الْمِيم فَأَما الَّذِي فِي حَدِيث الْحَوْض مَا بَين عمان إِلَى أَيْلَة فَروينَاهُ عَن شُيُوخنَا بِفَتْح الْعين مسددة الْمِيم وَهِي قَرْيَة من عمل دمشق وَكَذَا قَالَه الْخطابِيّ بِفَتْح الْعين وَتَخْفِيف الْمِيم قَالَ وَبَعْضهمْ يشدد الْمِيم وَذكره فِيمَا يثقل وَالصَّوَاب تخفيفه ويعضده قَوْله فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ من عدن إِلَى عمان البلقاء والبلقاء بِالشَّام وَقَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ وَيُقَال فِيهِ أَيْضا عمان بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف وَزَعَمُوا أَنه المُرَاد بِالْحَدِيثِ بِمَعْنى الأول لذكر أَيْلَة مَعَه وجربا وأدرج وَكِلَاهُمَا من قرى الشَّام وَأما عمان الَّتِي هِيَ فرضة بِلَاد الْيمن فبالضم وَالتَّخْفِيف بِغَيْر خلاف وَقد وَقع فِي كتاب ابْن أبي شيبَة مَا يظْهر أَنَّهَا المُرَاد فِي حَدِيث الْحَوْض لقَوْله مَا بَين بصرى وَصَنْعَاء وَمَا بَين مَكَّة وأيلة أَو من مقَامي هَذَا إِلَى عمان وَفِي مُسلم أَيْضا مَا بَين الْمَدِينَة إِلَى عمان وَفِيه مَا بَين أَيْلَة وَصَنْعَاء الْيمن وَمثله فِي البُخَارِيّ وَفِي مُسلم وَعرضه من مقَامي إِلَى عمان وَفِي مُسلم أَيْضا فِي كتاب الْفَضَائِل لَو أَن أهل عمان أتيت مَا سبوك كَذَا ضبطناه أَيْضا عَن القَاضِي أبي عَليّ بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْمِيم وَعَن غَيره بِضَم الْعين وَتَخْفِيف الْمِيم وَهُوَ أشبه هُنَا وَالله أعلم عسفان بِضَم الْعين من عمل مَكَّة قَرْيَة جَامِعَة بهَا مِنْبَر على سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا من مَكَّة (عكاظ) بِضَم الْعين سوق مَعْرُوفَة بِقرب مَكَّة مَشْهُورَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم مَعَ مجنة (عينين) كتثنية عين الْجَارِحَة جبل قَالَ الدَّاودِيّ هُوَ عِنْد عَرَفَة بجبال أحد بَينهمَا وَاد وَيُسمى عَام أحد عَام عينين وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَمُسلم فِي حَدِيث وَحشِي (العرج) بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء قَرْيَة جَامِعَة من عمل الْفَرْع وَعمل الْمَدِينَة بَينه وَبَينهَا نَحْو من ثَمَانِيَة وَسبعين ميلًا وَهُوَ أول تهَامَة (العريض) بِضَم أَوله مصغر مَوضِع (الْعَرْش) بِضَم الْعين وَالرَّاء قيل اسْم مَكَّة وَقيل اسْمهَا بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء وَقيل هِيَ بيوتها وَهُوَ الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْمُتْعَة فِي الْحَج فِي قَوْله وَفُلَان يَوْمئِذٍ كَافِر بالعرش وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَالْخلاف فِيهِ والتصحيف (العقيق) بِفَتْح الْعين وَاد عَلَيْهِ أَمْوَال أهل الْمَدِينَة قيل على ميلين مِنْهَا وَقيل على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة وَقيل على سِتَّة أَو سَبْعَة قَالَه ابْن وضاح وهما عقيقان أدناهما عقيق الْمَدِينَة سمي بذلك لِأَنَّهُ عق عَن الْحرَّة أَي قطع وَهُوَ أَصْغَر وأكبر فالأصغر فِيهِ بير رومة والاكبر فِيهِ بير عُرْوَة الَّتِي ذكرهَا الشُّعَرَاء والعقيق الآخر على مقربة مِنْهُ وَهُوَ من بِلَاد مزينة وَهُوَ الَّذِي أقطعه النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِلَال بن الْحَارِث وأقطعه عمر النَّاس فعلى هَذَا تحمل المسافتان لَا على الْخلاف والعقيق الَّذِي جَاءَ فِيهِ أَنَّك بواد مبارك هُوَ الَّذِي بِبَطن وَادي ذِي الحليفة وَهُوَ الْأَقْرَب مِنْهُمَا والعقيق الَّذِي جَاءَ أَنه مهل أهل الْعرَاق فِي بعض الحَدِيث هُوَ من ذَات عرق (ذُو الْعَشِيرَة) وغزوة الْعَشِيرَة بِضَم الْعين وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَيُقَال ذَات العشير وَذَات الْعَشِيرَة ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال وَالْخلاف فِيهِ (عين زغر) ذَكرْنَاهُ فِي حرف الزَّاي (بطن عُرَنَة) ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء (عير وعائر) بِفَتْح الْعين الْمَذْكُورَان فِي حرم المذينة فِي أَكثر الرِّوَايَات عير وَفِي حَدِيث على عائر قَالَ الزبير هُوَ جبل بالدينة وَقَالَ عَمه مُصعب لَا يعرف بِالْمَدِينَةِ عير وَلَا ثَوْر وَقد ذكرنَا هَذَا فِي الثَّاء (الْعَالِيَة) وعوالي الْمَدِينَة كل مَا كَانَ من جِهَة نجد من الْمَدِينَة من قراها وعمائرها فَهِيَ الْعَالِيَة وَمَا كَانَ من دون ذَلِك من جِهَة تهَامَة فَهِيَ السافلة والعوالي من الْمَدِينَة على أَرْبَعَة أَمْيَال وَقيل ثَلَاثَة وَهَذَا حد أدناها وأبعدها

فصل الاختلاف والوهم

ثَمَانِيَة أَمْيَال (عدن) بِفَتْح الدَّال مَدِينَة مَشْهُورَة بِالْيمن بساحلها وَهِي فرضة الْيمن من الْحجاز. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم العشير وَذَات الْعَشِيرَة وَيُقَال الْعَشِيرَة بِالْهَاءِ كُله مصغر مضموم الْعين بشين مُعْجمَة وَقيل فِيهِ بِالسِّين الْمُهْملَة وبفتح الْعين أَيْضا وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْمَشْهُور وَهُوَ من أَرض بني مُدْلِج وأضيفت الْغَزْوَة إِلَيْهَا فَقيل ذَات العشير أَو الْعَشِيرَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الذَّال (الْعصبَة) بِضَم الْعين وَسُكُون الصَّاد وباء بِوَاحِدَة مَوضِع بقباء ويروى المعصب وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْمِيم (الْعُزَّى) قَالَ أَبُو عَليّ الْعُزَّى شَجَرَة لَهَا شعبتان قطها خَالِد بن الْوَلِيد مُشكل الْأَسْمَاء فِي هَذَا الْحَرْف أَيُّوب بن عَائِذ الطَّائِي بذال مُعْجمَة وياء قبلهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَهْمُوزَة وَمثله عَائِذ بن عمر والمزني من أَصْحَاب الشَّجَرَة وَمثله عَائِذ الله بن عبد الله بن إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَلَيْسَ فِيهَا بباء بِوَاحِدَة ودال مُهْملَة إِلَّا مَا وَقع فِي دِيَة السائبة فِي الْمُوَطَّأ فَقتل رجل من بني عَائِذ فَهَذَا عِنْد الطرابلسي والقليعي بباء بِوَاحِدَة ودال مُهْملَة وَعند ابْن عتاب وكافة روات الْمُوَطَّأ عَائِذ بِهَمْزَة وذال مُعْجمَة وَكَذَلِكَ اخْتلفُوا فِي بَقِيَّة الحَدِيث فِي قَوْله والعائذي والعابدي على مَا تقدم وَعبيدَة بن عَمْرو السَّلمَانِي بِفَتْح الْعين وَكسر الْبَاء وَسَنذكر ضبط نسبه فِي السِّين وَهُوَ عُبَيْدَة مَتى جَاءَ غير مَنْسُوب فِي كتاب البُخَارِيّ فِي قَوْله قلت لعبيدة عندنَا من شعر النَّبِي الحَدِيث وَمثله عُبَيْدَة بن حميد التَّيْمِيّ وَعبيدَة بن سُفْيَان الْحَضْرَمِيّ وعامر بن عُبَيْدَة وَمن عداهم فِي الكنى والاسماء عُبَيْدَة بِضَم الْعين وَفتح الْبَاء الا أَن الْمُهلب قد ضبط عَنهُ فِي عَامر بن عُبَيْدَة الْمُتَقَدّم عُبَيْدَة بِضَم الْعين مُصَغرًا وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْبَاهِلِيّ وَاخْتلف فِي عُبَيْدَة بن سعيد بن العَاصِي فَذكره البُخَارِيّ وَغَيره من أَصْحَاب المؤتلف بِالضَّمِّ وَحكى الْحميدِي أَنه قيل فِيهِ الْفَتْح أَيْضا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي بَاب قَول النَّبِي لأبي بردة ضح بالحذع وَتَابعه عُبَيْدَة عَن الشّعبِيّ وَإِبْرَاهِيم بِالضَّمِّ كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَغَيره وَهُوَ عُبَيْدَة بن معتب أَبُو عبد الْكَرِيم الضَّبِّيّ وَضَبطه بعض روات البُخَارِيّ بِالْوَجْهَيْنِ وبالضم ذكره أَصْحَاب المؤتلف لَا غير وَعبيد حَيْثُ وَقع فِيهَا بِضَم الْعين وَكَذَلِكَ العبيد اسْم فرس عَبَّاس بن مرداس وَلَيْسَ فِيهَا خِلَافه وَمُحَمّد بن عبَادَة بِفَتْح الْعين وَتَخْفِيف الْبَاء بِوَاحِدَة من شُيُوخ البُخَارِيّ وَمن عداهُ عبَادَة بِالضَّمِّ وعباية بن رِفَاعَة كَالْأولِ إِلَّا أَنه بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَكَان الدَّال وكل مَا كَانَ فِيهَا عَبدة بِسُكُون الْبَاء إِلَّا عَامر بن عَبدة فَهَذَا بِفَتْحِهَا وَإِثْبَات الْهَاء ذكره مُسلم فِي خطبَته وَكَذَا قرأته على الْفَقِيه أبي مُحَمَّد الخشنى وَكَذَا كَانَ فِي أصل القَاضِي التَّمِيمِي وَهِي رِوَايَة ابْن الحذاه وَهُوَ الصَّوَاب كَذَا قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَعبد الْغَنِيّ وَابْن مَاكُولَا والجياني إِلَّا أَن الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مَاكُولَا ذكرا فِيهِ سُكُون الْبَاء أَيْضا وبالفتح قَالَه ابْن الْمَدِينِيّ وَابْن معِين وبالسكون قَالَه ابْن حَنْبَل وَغَيره وَلم يذكر فِيهِ عبد الْغَنِيّ غير الْفَتْح وَرَوَاهُ لنا غَيرهمَا من شُيُوخنَا عَن شيوخهم عَن مُسلم عبد بِغَيْر هَاء وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا تقدم وَقد نبه عَلَيْهِ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الجياني وَنَبَّهنَا عَلَيْهِ شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد وَغَيره من متقني شُيُوخنَا وَفِي كتاب الْمُهلب عَن الْقَابِسِيّ فِي بَاب حمل الزَّاد على الرّقاب نَا صَدَقَة بن الْفضل نَا عَبدة بِالْفَتْح وَالصَّوَاب السّكُون كَمَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَغَيره وَهُوَ عَبدة بن

سُلَيْمَان واسْمه عبد الرَّحْمَن ويلقب بعبدة فغلب عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد الْكلابِي وبجالة بن عَبدة بِالْفَتْح كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَأَصْحَاب الضَّبْط وَقَالَ فِيهِ الْبَاجِيّ عَبدة وَقَالَ البُخَارِيّ فِيهِ أَيْضا عَبدة بالإسكان وَيُقَال أَيْضا بِغَيْر هَاء وَيشْتَبه بِهِ عنزة الْقَبِيل ذكره فِي حَدِيث أبي عبد الله الجسري من عنزة وجسر فَخذ مِنْهَا وَقيس بن عباد بِضَم الْعين وَتَخْفِيف الْبَاء وَمن عداهُ بِفَتْحِهَا وَشد الْبَاء وَاخْتلف فِي عباد بن نسي فقاله يحيى بن يحيى بِفَتْح الْعين على مَا تقدم وَقَالَهُ سَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ عبَادَة بِضَم الْعين وَتَخْفِيف الْبَاء وَزِيَادَة هَاء وَكَذَا رده ابْن وضاح وَهُوَ الصَّحِيح وَكَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَكَذَلِكَ عبَادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت هَذَا الْمَعْرُوف وَعند أبي عبد الله بن المرابط فِيهِ عباد وَهُوَ خطأ وعبدان بِالْبَاء بِوَاحِدَة سَاكِنة وَفتح الْعين لقب عبد الله بن عُثْمَان بن جبلة وَرَبِيعَة بن عيدَان مثله إِلَّا أَنه بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَقد ذكر مُسلم الْخلاف فَحكى هَذَا عَن إِسْحَاق وَكَذَا ذكره أَبُو سعيد الصَّدَفِي وَالدَّارَقُطْنِيّ وَحكى مُسلم فِيهِ عَن زُهَيْر عَبْدَانِ بِكَسْر الْعين وباء بِوَاحِدَة كَذَا عِنْد العذري وَغَيره وَكَذَا حَكَاهُ عبد الْغَنِيّ وَفِي رِوَايَة ابْن الْحذاء عكس هَذَا وَكَذَا فِي أصل الجلودي وَقد قَالَ فِيهِ بَعضهم عيذان بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وذال مُعْجمَة وَالصَّحِيح إهمال الدَّال وعَلى حَيْثُ وَقع فِيهَا بِفَتْح الْعين إِلَى عَليّ بن رَبَاح والدموسي بن عَليّ فَهَذَا بِضَم الْعين وَفتح اللَّام مُصَغرًا وَيُقَال مكبرا مثل الأول وبالتصغير ضبطناه فِي كتاب مُسلم وَالصَّحِيح فِيهِ الْفَتْح وَكَانَ ابْنه مُوسَى يكره تصغيره وَيَقُول لَا أجعَل فِي حل من صغر اسْم أبي وَعَمْرو بن عبسة بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وعسسة بن أبي سُفْيَان مثله لكنه بِزِيَادَة نون سَاكِنة وَمثله عَنْبَسَة بن سعيد بن العَاصِي وعنبسة بن خَالِد ابْن يزِيد وَأَبُو العميس بِضَم الْعين مُصَغرًا وَآخره سين مُهْملَة وَكَذَلِكَ أَسمَاء بنت عُمَيْس وَأَبُو عُمَيْس عَن قيس مثله وَيُقَال العميس وعبثر بن الْقَاسِم بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة وَفتح الثَّاء الْمُثَلَّثَة بعْدهَا وَفِي حَدِيث أبي بكر وَقَوله لِابْنِهِ يَا غنثر فَهَذَا بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَبعدهَا نون سَاكِنة وثاء مُثَلّثَة مَضْمُومَة وتفتح أَيْضا وَلَيْسَ باسم لكنه على طَرِيق السب والتحقير وَقيل فِيهِ عنتر بِعَين مُهْملَة وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَقد ذَكرْنَاهُ وسنذكره فِي حرف الْغَيْن وَابْن أبي عتاب هوريد مولى أم حَبِيبَة عَن أبي سَلمَة وَمُحَمّد بن أبي عتاب من شُيُوخ مُسلم هُوَ بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَشد التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَآخِرهَا بَاء بِوَاحِدَة وَكَذَلِكَ فِي أَسَانِيد نَا شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عتاب وَغَيره غياث وَأَبُو غياث وَابْن غياث وَمِنْهُم حَفْص بن غياث وَابْنه عمر بن حَفْص بن غياث وَعُثْمَان بن غياث كلهم بغين مُعْجمَة مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة وَآخره ثاء مُثَلّثَة وَعقيل بن خَالِد بِضَم الْعين وَفتح الْقَاف وَكَذَلِكَ يحيى بن عقيل وبنوا عقيل وَمن عداهم بِفَتْح الْعين وَكسر الْقَاف وعويمر حَيْثُ وَقع إِلَّا عويم بن سَاعِدَة وَآخره بِغَيْر رَاء وَكَذَا عِنْد جَمِيعهم على الصَّوَاب إِلَّا بعض شُيُوخ أبي ذَر فَعنده عُوَيْمِر وَهُوَ خطأ وكل من فِيهَا عتبَة إِلَّا عبد الْملك بن أبي غنية فَهَذَا بغين مُعْجمَة مَفْتُوحَة بعْدهَا نون مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مُشَدّدَة وَالزُّبَيْر بن عدي عَن أنس وَمصْعَب بن سعيد وَطَلْحَة بن مصرف يرْوى عَنهُ الثَّوْريّ وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَمَالك بن مغول وَابْن أبي زَائِد ذكره

البُخَارِيّ فِي الْفِتَن وَكَذَلِكَ ذكره مُسلم وَيشْتَبه بِهِ الزبير بن عَرَبِيّ بالراء عَن ابْن عمر يروي عَنهُ حَمَّاد بن سَلمَة خرج عَنهُ البُخَارِيّ فِي الْحَج وَكَذَلِكَ كل مَا فِيهَا غَيره فَهُوَ عدي وَابْن عدي بِفَتْح الْعين وَكسر الدَّال إِلَّا حبيب بن عَرَبِيّ وَابْنه يحيى بن حبيب بن عَرَبِيّ فَهَذَا برَاء مَفْتُوحَة بعْدهَا بَاء مَكْسُورَة بِوَاحِدَة وَكَذَلِكَ الزبير بن عَرَبِيّ الْمَذْكُور وَقَالَ الْجِرْجَانِيّ فِي هَذَا فِي رِوَايَته الزبير بن عدي كَالْأولِ وَهُوَ خطأ هَذَا بِالدَّال كُوفِي وَالْأول بالراء بَصرِي وعدي ابْن عميرَة هَذَا بِالدَّال وَاسم أَبِيه بِفَتْح الْعين وَكسر الْمِيم وعويم بن سَاعِدَة بِضَم الْعين بِغَيْر رَاء وَغَيره عُوَيْمِر بالراء وعابس بن ربيعَة وَابْنه عبد الرَّحْمَن بن عَابس بباء بِوَاحِدَة وسين مُهْملَة وَمثله امرؤا الْقَيْس بن عَابس الْكِنْدِيّ وَأما عائش بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وشين مُعْجمَة فعائشة أم الْمُؤمنِينَ جَاءَ فِي فَضَائِل خَدِيجَة عِنْد مُسلم قَول النَّبِي لَهَا يَا عائش رخم اسْمهَا وَلَك فِيهِ وَجْهَان نصب الشين ورفعها وَسَعِيد بن عفير بِضَم الْعين غير الْمُعْجَمَة بعْدهَا فَاء وَمثله اسْم حمَار النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأما غفير مثله إِلَّا أَنه بغين مُعْجمَة فَفِي نسب أبي ذَر الْهَرَوِيّ فِي سَنَد البُخَارِيّ وَزِيَاد بن علاقَة بِكَسْر الْعين وبالقاف وعلقمة بن علاثة بِضَم الْعين فِي اسْم أَبِيه وبثاء مُثَلّثَة ذكر مُسلم فِي الْغَنَائِم بَنو عبس بباء بِوَاحِدَة سَاكِنة وَفتح الْعين وَكَذَلِكَ أَبُو عبس بن جبر وَهُوَ فِي الحَدِيث الآخر فأدركني أَبُو عبس وَمن عداهُ عِيسَى وَمُحَمّد بن عرْعرة مَفْتُوح الْعَينَيْنِ وعكاشة بن مُحصن بتَشْديد الْكَاف وَضم الْعين وَتَخْفِيف الْكَاف أَيْضا وَالتَّشْدِيد أَكثر والوليد ابْن الْعيزَار بِفَتْح الْعين وياء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا زَاي وَآخره رَاء مُهْملَة والْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ بِفَتْح الْعين مَمْدُود وعتيك بن الحارت بن عتِيك وَجَابِر بن عتِيك وَعبد الله بن عتِيك وعبدا لله بن عبد الله بن جَابر وَيُقَال جبر بن عتِيك كلهَا بِفَتْح الْعين وَكسر التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وعزرة بن ثَابت وَكَذَلِكَ عزْرَة عَن حميد ابْن عبد الرَّحْمَن وَعَن سعيد بن جُبَير وَهُوَ عزْرَة بن عبد الرَّحْمَن وَقيل ابْن دِينَار بِفَتْح الْعين وَسُكُون الزَّاي بعْدهَا رَاء وَعزة بنت أبي سُفْيَان وَمولى عزة بِفَتْح الْعين وَشد الزَّاي وَعمارَة بن غرية بِضَم الْعين فِي الأول وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة فِي اسْم أَبِيه وَكسر الزَّاي بعْدهَا وَتَشْديد الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَمثله الْحجَّاج بن عَمْرو بن غزيَّة ويشبهه عرية بِضَم الْعين وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء بعْدهَا تَصْغِير عُرْوَة جَاءَ فِي حَدِيث عَائِشَة فِي البُخَارِيّ وَقَالَت لَهُ يَا عرية وعرينة الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة بِضَم الْعين وَفتح الرَّاء وَبعد يَاء التصغير نون وعراك وَابْن عرَاك بِكَسْر الْعين وَكَذَلِكَ عتْبَان بن مَالك وَقد ضبطناه من طَرِيق ابْن سهل بِالضَّمِّ أَيْضا وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة بِفَتْح الْعين وَضم الرَّاء وَبعد الْوَاو بَاء بِوَاحِدَة وحبان بن العرقة بِفَتْح الْعين وَكسر الرَّاء وَفتح الْقَاف قيل سميت بذلك لطيب رِيحهَا وَاسْمهَا قلَابَة وتكنى بِأم عَطِيَّة وَقيل أم عبد منَاف وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَابْن عفراء مَمْدُود وعثام بن عَليّ بِفَتْح الْعين وثاء مُثَلّثَة مُشَدّدَة وَابْنه عَليّ بن عثام وطلق بن غَنَّام بغين مُعْجمَة بعْدهَا نون وَكَعب بن عجْرَة بِضَم الْعين وَسُكُون الْجِيم بعْدهَا رَاء وَابْن عقبَة بِضَم الْعين والمعلي بن عرفان بِضَم الْعين وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا فَاء وَمُحَمّد بن أبي عَتيق وَسليمَان بن عَتيق وَيحيى بن عَتيق بِفَتْح الْعين مثل لقب الصّديق حَيْثُ جَاءَ اسْما أَو كنية وكل اسْم فِيهِ عمَارَة

فصل عباس وعياش

فبضم الْعين وعكل الْقَبِيلَة بِضَم الْعَينَيْنِ وَسُكُون الْكَاف وَكَذَلِكَ عرينة الْقَبِيلَة وعضل بِفَتْح الْعين وَالضَّاد الْمُعْجَمَة قَبيلَة مَعْرُوفَة وَابْن عجلَان حَيْثُ وَقع وبنوا العجلان بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْجِيم والعبلات بطن من بني أُميَّة الصُّغْرَى من قُرَيْش سموا بِأم لَهُم اسْمهَا عبلة وَإِبْرَاهِيم بن أبي عبلة وَبنت أبي الْعيص بِكَسْر الْعين بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وصاد مُهْملَة وعسعس بن سَلامَة بعينين مهملتين مفتوحتين وسينين مهملتين وَمُحَمّد بن الْفضل عَارِم لقب لَهُ برَاء مَكْسُورَة وَهُوَ أَبُو النُّعْمَان وَإِسْمَاعِيل بن علية اسْم أمه وَهُوَ ابْن إِبْرَاهِيم وربيع بن عميلة بِضَم الْعين فيهمَا وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وعيينة بن حصن وَيُقَال عُيَيْنَة بن بدر ينْسب إِلَى جده الْأَعْلَى وَقد جَاءَ مرّة ذكره فِي البُخَارِيّ وَهُوَ عُيَيْنَة بن حصن بن حُذَيْفَة بن بدر واسْمه فِيمَا ذكر سُفْيَان وعيينة لقب لَهُ لإضاءة إِحْدَى عَيْنِيَّة وَلَيْسَ فِيهَا عتيبة بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا إِلَّا مَا جَاءَ فِي حَدِيث خير دور الْأَنْصَار سَمِعت أَبَا أسيد خَطِيبًا عِنْد ابْن عتيبة كَذَا كَانَ فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي أبي عبد الله فَكتب عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عَليّ الجياني صَوَابه عتبَة وَعتبَة عندنَا عَن جَمِيع شُيُوخنَا وَجَاء فِي مُسلم على الصَّوَاب وَالْحكم بن عتيبة مَشْهُور وَعصيَّة بِضَم الْعين وَفتح الصَّاد وَتَشْديد الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا قَبيلَة مَعْرُوفَة وَابْن عبد يَا ليل بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَاللَّام الأولى مَكْسُورَة وَابْن الْعلمَاء بِفَتْح الْعين ممدودا صَاحب أَيْلَة والعوام بن حَوْشَب بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْوَاو وَعبد الله ابْن عكيم بِضَم الْعين مُصَغرًا وعارم بن الْفضل بالراء الْمُهْملَة والعداء بن خَالِد ممدودا مشدد الدَّال وَأَبُو إهَاب ابْن عَزِيز بِفَتْح الْعين وزايين معجمتين وَيشْتَبه بِهِ مُحَمَّد بن غرير الزُّهْرِيّ بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة ورائين مهملتين الأولى مَفْتُوحَة فصل عَبَّاس وَعَيَّاش وَقع فِيهَا عَبَّاس وَعَيَّاش كثيرا فبالسين الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة عَبَّاس بن سهل السَّاعِدِيّ وَعَمْرو بن عَبَّاس وَكثير بن عَبَّاس وعباس بن الْحُسَيْن وَأبي بن عَبَّاس ابْن سهل وعباس بن الْوَلِيد النَّرْسِي وعباس بن فروخ وعباس بن عبد الْعَظِيم وَالقَاسِم بن عَبَّاس وعباس الْجريرِي فِي آخَرين مشهورين وبالشين الْمُعْجَمَة عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي وَابْنه عبد الله وَعَيَّاش بن عَبَّاس الْقِتْبَانِي عَن أبي النَّضر وَأبي عبد الرَّحْمَن الحبلي الأول بِالْمُعْجَمَةِ وَالْأَب بِالْمُهْمَلَةِ وَابْنه عبد الله وَعَيَّاش بن الْوَلِيد الرقام عَن عبد الْأَعْلَى ووكيع والوليد بن مُسلم وَمُحَمّد بن فُضَيْل وَهُوَ عَيَّاش بن عبد الْأَعْلَى غير مَنْسُوب وَعَيَّاش ابْن عَمْرو عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَزِيَاد بن أبي زِيَاد مولى ابْن عَيَّاش وَأَبُو بكر بن عَيَّاش وَأَخُوهُ حسن بن عَيَّاش وَعلي بن عَيَّاش والنعمان بن أبي عَيَّاش وَمُعَاوِيَة بن أبي عَيَّاش وَأَبَان بن أبي عَيَّاش وَعبد الله بن عَيَّاش عَن يزِيد بن أبي حبيب وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش فِي آخَرين وَفِي الْمُوَطَّأ فِي طَلَاق الْبكر عَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش كَذَا ليحيى وَأَصْلحهُ ابْن وضاح ابْن أبي عَيَّاش وَهِي رِوَايَة ابْن الفخار عَن يحيى وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَمُسلم وَلم يذكر أحد مِنْهُم كنيته وَجَاء فِي البُخَارِيّ فِي بَاب مَا لَقِي للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا عَيَّاش بن الْوَلِيد كَذَا للكافة وَعند الْأصيلِيّ والقابسي مهملين قَالَ الكلاباذى وَهُوَ عَيَّاش الرقام وَفِي بَاب بعث أبي مُوسَى نَا عَبَّاس بن الْوَلِيد نَا عبد الرَّحْمَن عَن أَيُّوب كَذَا هُوَ بِالسِّين

فصل عمر وعمرو

الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَهُوَ النَّرْسِي الْمُقدم وَذكر بَعضهم فِيهِ عَن أبي أَحْمد أَنه كَانَ يَقُوله عَيَّاش بالشين وَلم يحك الْأصيلِيّ عَنهُ وَعَن الْمروزِي مَعًا إِلَّا عَبَّاس بِالْمُهْمَلَةِ قَالَ لَكِن أَبَا زيد قَرَأَهُ بالشين لاسترخاء كَانَ فِي لِسَانه لَا يقدر ينْطق بِالسِّين الْمُهْملَة وَكَانَ يعْتَذر من ذَلِك وَفِي بَاب الْحلق وَالتَّقْصِير نَا عَبَّاس بن الْوَلِيد نَا مُحَمَّد بن فُضَيْل كَذَا للقابسي وَابْن أَسد بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَعند الْأصيلِيّ عَيَّاش بِالْمُعْجَمَةِ وَالْيَاء وَهُوَ الصوب هُنَا وَفِي بَاب احْتِلَام الْمَرْأَة فِي كتاب مُسلم نَا عَبَّاس بن الْوَلِيد كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم بِالسِّين الْمُهْملَة وَعند السَّمرقَنْدِي نَا عَيَّاش بن الْوَلِيد بالشين الْمُعْجَمَة وَهُوَ هُنَا وهم وَصَوَابه هُنَا رِوَايَة الْجَمَاعَة هُوَ النَّرْسِي الْمُقدم ذكره وَإِن كَانَ مُسلم قد روى عَن عَبَّاس بن الْوَلِيد النَّرْسِي هَذَا وَعَن عَيَّاش بن الْوَلِيد الرقام وهما يشتبهان إِذا ترسل أسماؤهما وَلَا ينسبان وَفِي بَاب مالقي من الْمُشْركين نَا عَيَّاش ابْن الْوَلِيد كَذَا لأبي الْهَيْثَم بالشين الْمُعْجَمَة وَهُوَ مهمل عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي وَعند غَيرهم عَبَّاس بِالْمُهْمَلَةِ وَقَالَ الكلاباذي عَيَّاش بن الْوَلِيد الرقام روى عَنهُ البُخَارِيّ بَصرِي سمع الْوَلِيد وَقَالَ أَبُو ذَر نَحوه وَأما عَبَّاس بن الْوَلِيد بن مزِيد فبيروتي مُتَأَخّر لَا أعلم أَن البُخَارِيّ وَمُسلمًا رويا شَيْئا عَنهُ وَلَا نعلم لَهُ رِوَايَة عَن الْوَلِيد فصل عمر وَعَمْرو ذكر فِيهَا عمر وَعَمْرو كثيرا وَوَقع الْخلاف فيهمَا فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي غَزْوَة الطَّائِف سُفْيَان عَن عَمْرو عَن أبي الْعَبَّاس الشَّاعِر عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ حاصر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أهل الطَّائِف كَذَا لروات ابْن سُفْيَان والجرجاني والنسفي والحموي فِي حَدِيث الطَّائِف وَفِي بَاب التبسم والضحك وَكَانَت الْوَاو هُنَا عِنْد أبي أَحْمد مُلْحقَة وَعند ابْن ماهان والمروزي وَأبي الْهَيْثَم والبلخي عَن عبد الله بن عمر قَالَ لنا القَاضِي أَبُو عَليّ وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي مَوضِع آخر عَن عبد الله بن عمر بن الْخطاب وَحكى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِيهِ عَن سُفْيَان الْوَجْهَيْنِ قَالَ الْمروزِي ابْن عمر فِي أصل الْفربرِي وَقَالَ البرقاني وَالدَّارَقُطْنِيّ هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا خرجه الدِّمَشْقِي وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ فِي كتاب التَّوْحِيد آخر بَاب الْمَشِيئَة والإرادة على مَا تقدم وَعند الْجِرْجَانِيّ ابْن عَمْرو مصححا وَلغيره ابْن عمر وَفِي الصَّلَاة بعد الصُّبْح وَالْعصر قَول عَائِشَة وهم عمر كَذَا لجَماعَة شُيُوخنَا وَوَقع فِي بعض النّسخ من مُسلم وهم عَمْرو وَالصَّوَاب الأول لِأَن عَائِشَة إِنَّمَا وهمت حَدِيث عمر بن الْخطاب وَإِنَّمَا وهم من وهم فِي هَذَا الْحَرْف لِأَن حَدِيث عَائِشَة جَاءَ بعد حَدِيث عَمْرو بن عبسة وَفِي بَاب الرُّخْصَة فِي الانتباذ فِي الْجَرّ مُجَاهِد بن أبي عِيَاض بن عبد الله بن عَمْرو كَذَا للسجزي والسمرقندي وَابْن ماهان وَعند العذري وَالْكسَائِيّ والطبري ابْن عمر قَالَ الجياني الصَّوَاب ابْن عَمْرو بن العَاصِي كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الْجَامِع وَفِي بَاب النَّفَقَة على الرَّقِيق كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عبد الله بن عَمْرو إِذْ جَاءَهُ قهرمان لَهُ كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَأكْثر النّسخ وَفِي نُسْخَة عَن ابْن الْحذاء ابْن عمر وَالْأول أصح وَفِي بَاب قتل الْخَوَارِج والملحدين ابْن وهب حَدثنِي عمر أَن أَبَاهُ حَدثهُ كَذَا لكافتهم وَفِي أصل الْأصيلِيّ حَدثنِي عَمْرو ثمَّ بشر الْوَاو ورده عمر وَقَالَ فِي عرضة مَكَّة عمر وَفِي بَاب فضل الْجَمَاعَة فِي حَدِيث هَارُون الْأَيْلِي ابْن جريج أَخْبرنِي عمر ابْن عَطاء بن أبي الخوار كَذَا لَهُم وَعند بن أبي جَعْفَر عَمْرو وَالصَّوَاب الأول هُوَ عمر بن عَطاء بن أبي الخوار وَفِي بَاب

فَضَائِل أنس نَا أَبُو معن الرقاشِي نَا عمر بن يُونُس كَذَا لكافتهم وَعند الْهَوْزَنِي نَا عَمْرو وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب الصَّلَاة من الْإِيمَان نَا عَمْرو بن خَالِد كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ عمر قَالَ وَكَذَا لأبي زيد وَالصَّوَاب عَمْرو وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة حَدثنِي ابْن وهب حَدثنِي عمر عَن سَالم عَن أَبِيه كَذَا للأصيلي وَالْمُسْتَمْلِي وَأبي الْهَيْثَم وَعند الْحَمَوِيّ عَمْرو وَالصَّوَاب الأول هُوَ عمر بن مُحَمَّد الْعمريّ وَكَذَا وَقع مَنْسُوبا عِنْد النَّسَفِيّ وعبدوس وَكَذَا بَينه الْأصيلِيّ وَهُوَ عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب وَفِي السَّلَام وَقَالَ عبد الله بن عمر لَا تسلموا على شربة الْخمر كَذَا للأصيلي وَابْن السكن وَعند الْقَابِسِيّ والهروي والنسفي ابْن عَمْرو وَقَيده الطرابلسي عَن الْقَابِسِيّ وَقَالَ عبد الله بن عمر وَلَا تسلموا بِنصب الْوَاو وَضم الْعين فَوَافَقَ الْأصيلِيّ فِي الِاسْم وَنصب الْوَاو لابتداء الْكَلَام وَفِي الْوتر مَالك عَن أبي بكر ابْن عَمْرو عَن سعيد بن يسَار كَذَا عِنْد عبيد الله عَن يحيى وَعند ابْن وضاح وَبَعض رُوَاة يحيى وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ والصحيحين عَن مَالك عَن أبي بكر بن عمر وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ أَبُو بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب وَكَذَا جَاءَ مُبينًا مَنْسُوبا عِنْد ابْن بكير وَفِي الصَّلَاة الْوُسْطَى زيد بن أسلم عَن عَمْرو بن رَافع كَذَا لجملة الروَاة وَوَقع عندنَا عَن القَاضِي أبي عبدا لله بن حمدين عمر وَعَمْرو مَعًا وَفِي بَاب عَمْرو ذكره البُخَارِيّ وَذكر فِيهِ الْخلاف وَمن قَالَ عَمْرو قَالَ لَا يَصح وَقَول من قَالَ فِيهِ ابْن نَافِع أَيْضا وَالصَّحِيح رَافع وَفِي بَاب السَّلب عَمْرو بن كثير ابْن أَفْلح كَذَا قَالَ يحيى وَجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَقَالَ ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَأَكْثَرهم عمر بِضَم الْعين قَالَ الْحَافِظ أَبُو عمر وَهُوَ الصَّوَاب وَأسْقط الشَّافِعِي من رِوَايَته اسْمه فَقَالَ عَن ابْن أَفْلح لأجل الْوَهم فِيهِ وَفِي بَاب الْأَمر بالرقية مَالك عَن يزِيد بن خصيفَة أَن عَمْرو بن عبد الله بن كَعْب أخبرهُ كَذَا ليحيى والقعنبي وَعند مطرف وَابْن الْقَاسِم وَابْن بكير عمر وَالصَّحِيح عَمْرو بِفَتْح الْعين وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ فِي بَاب عَمْرو وَحده وَفِي قتل الْخَوَارِج نَا يحيى بن سُلَيْمَان قَالَ نَا ابْن وهب نَا عمر كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ عَمْرو وَفِي الوكالات وَكتب عبد الله بن عمر كَذَا للقابسي وعبدوس ولجماعة ابْن عمر وبفتح الْعين وَفِي إحْيَاء الْموَات ويروى عَن عَمْرو بن عَوْف كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ ويروى عَن عمر وَابْن عَوْف بِضَم الْعين وَفتح الْوَاو للْعَطْف وَالْأول الصَّوَاب وَهُوَ عمر بن عَوْف الْمُزنِيّ وَفِي بَاب يطوي الله الأَرْض نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو أُسَامَة عَن عمر بن حَمْزَة كَذَا لَهُم وَعند العذري عَمْرو بن حَمْزَة وَهُوَ خطأ وَهُوَ عمر بن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر كَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَفِي بَاب الْقَلِيل من الْغلُول سَالم بن أبي الْجَعْد عَن عبد الله بن عمر كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ ابْن عَمْرو بِفَتْح الْعين وَفِي إِثْم من قتل معاهدا مُجَاهِد عَن عبد الله بن عَمْرو كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ والأصيلي ابْن عمر بِضَم الْعين وَالصَّوَاب الأول وَكَذَا على الصَّوَاب جَاءَ بِغَيْر خلاف فِي كتاب الْحُدُود وَفِي بَاب قَوْله تَعَالَى وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة عَن بكر بن عَمْرو الْمعَافِرِي كَذَا لجميعهم وَعند الْقَابِسِيّ عَن بكر وَعمر بواو الْعَطف وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب وَهُوَ بكر بن عَمْرو الْمعَافِرِي بصرى أَمَام جَامعهَا وَفِي بَاب مِيرَاث أهل الْملَل وَقَالَ مَالك فِي عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان عمر بن عُثْمَان هَذَا هُوَ الْمَشْهُور عَن مَالك وَكَذَا رَوَاهُ القعْنبِي ومعن وَغَيرهمَا عَنهُ وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى وَابْن وهب وَابْن

فصل منه

الْقَاسِم عَمْرو وَكَذَا قَالَه سَائِر الْحفاظ غير مَالك وَأَصْحَاب التَّارِيخ وَالنّسب وَقد وقف عبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي مَالِكًا على ذَلِك فَأبى أَن يرجع وَقَالَ نَحن أعلم كَانَ ابْن لعُثْمَان يُقَال لَهُ عَمْرو وَقَالَ أَنا لَا أعرف عمرا من عمر هَذِه دَار عَمْرو وَهَذِه دَار عمر قَالَ ابْن أبي أويس وهم مَالك فِي ذَلِك وَلم يقلهُ غَيره وَلَا يعرف لعُثْمَان ابْن اسْمه عَمْرو وَقد رَوَاهُ ابْن بكير عَمْرو ابْن عُثْمَان أَو عمر على الشَّك وَوَافَقَ مَالِكًا مُحَمَّد ابْن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ فَذكر عَمْرو بن عُثْمَان وَولده وَذكر أَيْضا عمر بن عُثْمَان قَالَ وَمن وَلَده زيد وَعَاصِم روى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَله دَار وعقب بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ قَلِيل الحَدِيث وَفِي بَاب النَّهْي عَن أَخذ الشّعْر وَالظفر لمن يُضحي نَا عبيد الله بن معَاذ نَا أبي نَا مُحَمَّد بن عَمْرو اللَّيْثِيّ عَن عمر بن مُسلم كَذَا لِابْنِ ماهان بِضَم الْعين وَكَذَا تقيد فِي أصُول شُيُوخنَا فِي هَذَا الحَدِيث وَغير ابْن ماهان يَقُول عَمْرو بن مُسلم بِفَتْحِهَا وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الحَدِيث الآخر عَن مَالك وَغَيره وَذكر عَن شُعْبَة فِيهِ عَن مَالك عمر أَو عَمْرو على الشَّك وَقَالَهُ ابْن أبي خَيْثَمَة عمر بِالضَّمِّ وَقَالَ ابْن معِين عَمْرو وَهُوَ قَول مَالك وَحكى البُخَارِيّ فِيهِ الْوَجْهَيْنِ وَقيل فِيهِ عمار بن مُسلم قَالَ أَبُو دَاوُود اخْتلفُوا على مَالك وعَلى غَيره وَأَكْثَرهم يَقُول فِيهِ عَمْرو وَهُوَ عَمْرو بن مُسلم ابْن أكيمَة الجندعي وَفِي حَدِيث أَن ألله لَا يقبض الْعلم انتزاعا مُسلم ونا أَبُو بكر بن نَافِع نَا عمر بن عَليّ ونا عبد بن حميد ثمَّ قَالَ آخرا وَفِي حَدِيث عمر بن عَليّ كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا وَفِي بعض الرِّوَايَات عَمْرو بن عَليّ فيهمَا وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هُوَ عمر بن عَليّ وَهُوَ الْمقدمِي فصل مِنْهُ فِي الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ من رِوَايَة يحيى بن حبيب نَا عَمْرو بن وَاثِلَة وَهُوَ أَبُو الطُّفَيْل يعد فِي الصَّحَابَة كَذَا عِنْد ابْن ماهان والسمرقندي فِي اسْمه عَمْرو وَعند غَيرهمَا عَامر بن وَاثِلَة وَوهم بَعضهم الرِّوَايَة الأولى وَالْقَوْلَان معروفان حَكَاهُمَا البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَمُسلم فِي تَمْيِيزه قَالَ وَمَعْلُوم أَن اسْمه عَامر لَا عمر وَقَالَ أَبُو عَليّ الغساني الْحَافِظ الْوَهم فِيهِ من الرَّاوِي عَن أبي الزبير وَالْمَعْرُوف عَامر وَفِي بَاب تَحْرِيم الْمَدِينَة فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَابْن نمير عَن أَبِيه عَن عُثْمَان بن حَكِيم نَا عَامر بن سعد عَن أَبِيه كَذَا لَهُم وَعند العذري فِيمَا نَا بِهِ عَنهُ القَاضِي الشَّهِيد نَا عَمْرو بن سعد وَفِي سَائِر الْأَحَادِيث عَامر وَهُوَ الصَّوَاب وَلَيْسَ لسعد بن أبي وقاس ولد اسْمه عَمْرو وَعِنْده عمر لَكِن لم يخرج عَنهُ لكَونه أَمِير الْجَيْش الَّذِي قتل الْحُسَيْن بن عَليّ وَخَرجُوا عَن أَخِيه هَذَا وَفِي الْمُتْعَة فِي حَدِيث ابْن الزبير قَالَ ابْن أبي عمْرَة أَنَّهَا كَانَت رخصَة كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي قَالَ ابْن أبي عمر وَهُوَ خطأ وَابْن أبي عمْرَة مَذْكُور فِي الحَدِيث قبل هَذَا وَفِي أنظار الْمُعسر فَقَالَ عقبَة بن عَامر كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَقيل صَوَابه عَمْرو وَقد ذكرنَا الْخلاف فِي نسبه وَالوهم فِيهِ فِي حرف الْجِيم وَفِي حرف الْوَاو وَفِي كِرَاء الأَرْض نَا يحيى بن حَمْزَة حَدثنِي أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ كَذَا عِنْدهم وَعند السَّمرقَنْدِي نَا ابْن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ أَبُو عَمْرو عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَفِي خبر الدَّجَّال عَن ربعي بن حِرَاش عَن عقبَة بن عمر وَأبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَذَا هُوَ وَكَذَا صَححهُ شُيُوخنَا فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة الجلودي وَكَانَ فِي بعض الْكتب عَن عقبَة بن عَامر وَأبي مَسْعُود وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هُوَ عقبَة بن عَمْرو وَهُوَ أَبُو مَسْعُود وَأما عقبَة بن عَامر فَأَبُو أَسد لَهُ صُحْبَة أَيْضا وَيدل أَن الحَدِيث

فصل منه

عَن أبي مَسْعُود عقبَة بن عمر وَقَوله فِي آخِره فِي فَانْطَلَقت مَعَه فصل مِنْهُ فِي كتاب الْمُزَارعَة فِي بَاب مواساة أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب أَن ابْن عمر كَانَ يكْرِي مزارعه كَذَا رِوَايَة الكافة وَرَوَاهُ بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ أَن عمر وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا تقدم وَكَذَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث بِغَيْر خلاف وَفِي بَاب الْجَهْر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم نَا الْأَوْزَاعِيّ عَن عَبدة عَن عمر كَذَا للجلودي وَعند ابْن الْحذاء أَن ابْن عمر وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الشّركَة فِي الطَّعَام أَن رجلا ساوم رجلا فغمزه آخر فَرَأى عمر أَن لَهُ شركَة كَذَا لأكثرهم الْقَابِسِيّ والنسفي وَأبي ذَر وَابْن السكن وَعند الْأصيلِيّ وَحده فَرَأى ابْن عمر قَالُوا وَالْأول الصَّوَاب وَأَنه من قَول عمر لَا من قَول ابْنه ذكر الْقِصَّة ابْن مزين وَابْن حبيب وَابْن شعْبَان وَفِي قصر الصَّلَاة رَأَيْت عمر صلى بِذِي الحليفة رَكْعَتَيْنِ كَذَا لرواة مُسلم وَعند ابْن الْحذاء رَأَيْت ابْن عمر وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَكَذَلِكَ ذكره الْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة وَغَيرهمَا عَن عمر وَوَقع فِي أصل مُسلم مَا يدل على أَن الرِّيبَة وَالوهم فِيهِ من شُيُوخه أَو مِمَّن تقدمهم بقوله لَعَلَّه قَالَ رَأَيْت عمر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف اللَّام وَفِي الدُّعَاء عِنْد النّوم أسمعت هَذَا من عمر قَالَ سمعته من خير من عمر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي أسمعت هَذَا من ابْن عمر وَهُوَ وهم لِأَن قَائِل هَذَا هُوَ ابْن عمر نَفسه وَفِي يَوْم بدر هِشَام عَن أَبِيه ذكر عِنْد عَائِشَة أَن ابْن عمر حدث الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ أَن عمر فصل مِنْهُ فِي بَاب الرَّغْبَة فِي الصَّدَقَة عَن عمر بن معَاذ الأشْهَلِي كَذَا لكافتهم وَعند ابْن وضاح عَن ابْن عَمْرو وَفِي بَاب جَامع الطَّعَام وَالشرَاب عَن عَمْرو بن سعد بن معَاذ عَن جدته كَذَا لَهُم وَعند ابْن وضاح عَن ابْن عَمْرو بن معَاذ قيل وَهُوَ الصَّحِيح واسْمه معَاذ فصل الِاخْتِلَاف فِي عبيد الله وَعبد الله وَالوهم فِي ذَلِك مِمَّا وَقع فِي هَذِه الْأُمَّهَات الْمُخْتَلف فِيهِ فِي هَذِه الْأُمَّهَات من ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب مَا يحل للرجل من امْرَأَته وَهِي حَائِض مَالك عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر أرسل إِلَى عَائِشَة كَذَا عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَوَقع عِنْد ابْن سهل لأبي عِيسَى أَن عبيد الله بن عبد الله وَلابْن وضاح كَمَا للْجَمَاعَة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب تَقْدِيم النِّسَاء وَالصبيان عَن نَافِع عَن سَالم وَعبد الله ابْني عبد الله بن عمر كَذَا عِنْد كَافَّة الروات وَعند أبي إِسْحَاق بن جَعْفَر من شُيُوخنَا عَن سَالم وَعبيد الله مُصَغرًا قَالَ الجياني عبد الله رِوَايَة يحيى وَعبيد الله لغيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي بَاب الْجُلُوس فِي الصَّلَاة عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن عبد الله بن عبد الله بن عمرانه أخبرهُ أَنه كَانَ يرى عبد الله بن عمر كَذَا ليحيى وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا ابْن بكير فَعنده عَن عبيد الله بن عبد الله وَالصَّوَاب الأول وَفِي مُسلم فِي التَّجَافِي فِي السُّجُود نَا إِسْحَاق نَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ نَا عبيد الله بن عبد الله بن الْأَصَم عَن يزِيد بن الْأَصَم كَذَا للرواة وَعند الْفَارِسِي نَا عبد الله وَكَذَلِكَ لبَعْضهِم فِي حَدِيث يحيى وَابْن أبي عمر عَن سُفْيَان ولجماعة الروات عبيد الله وذكرهما الْحَاكِم جَمِيعًا فِيمَن خرج عَنهُ مُسلم وَكِلَاهُمَا صَحِيح هما إخْوَان رويا عَن عَمهمَا ذكرهمَا البُخَارِيّ وَذكر رِوَايَة مَرْوَان عَنْهُمَا وروايتهما هَذَا الحَدِيث عَن عَمهمَا وَلم يذكرهُ من رِوَايَة مَرْوَان إِلَّا عَن عبد الله وَفِي فضل قَول هُوَ الله أحد مَالك عَن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن كَذَا ليحيى

وجميعهم إِلَّا بعض رُوَاة القعني فَقَالَ فِيهِ عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ خطأ وظنه أَبَا طوالة وَالصَّوَاب عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن وَفِي فضل الْمَدِينَة حَتَّى أغار علينا بَنو عبيد الله بن عطفان كَذَا لعامة الروات وَهُوَ خطأ وَصَوَابه بَنو عبدا لله وَكَذَا هُوَ للطبري فِيمَا قرأناه على الْخُشَنِي عَنهُ عَن الْفَارِسِي وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة يسمون بني عبد الْعزي فسماهم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بني عبد الله فسمتهم الْعَرَب لذَلِك بني محولة بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو مُشَدّدَة لتحويلهم اسْم أَبِيهِم وَفِي الْوُقُوف بِعَرَفَة مُسلم نَا مُحَمَّد بن الْمثنى وَزُهَيْر بن حَرْب وَعبيد الله بن سعيد عَن يحيى بن سعيد كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي وَعبد الله بن سعيد مكبرا وَالصَّوَاب تصغيره وَكَذَا فِي صدر مُسلم نَا عبد الله بن سعيد سَمِعت النَّضر يَقُول كَذَا لكافتهم وَفِي كتاب بن أبي جَعْفَر نَا عبيد الله بن سعيد وَكَذَا سمعناه مِنْهُ وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ أَبُو قدامَة الْيَشْكُرِي وَكَذَا فِي حَدِيث السَّائِل عَن الْوَقْت نَا زُهَيْر بن حَرْب وَعبيد الله بن سعيد كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي عبد الله على التَّكْبِير وَالصَّوَاب الأول وَكَذَا فِي بَاب يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين نَا زُهَيْر بن حَرْب وَمُحَمّد بن مثنى وَعبيد الله بن سعيد كَذَا لكافتهم وَعند الْبَاجِيّ عبد الله مكبرا وَالصَّوَاب مُصَغرًا كَمَا تقدم وَفِي الْحَج حَدثنِي سُلَيْمَان بن عبد الله أَبُو أَيُّوب الغيلاني كَذَا للسمرقندي وَحده وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب رِوَايَة الكافة سُلَيْمَان بن عبيد الله مُصَغرًا وَفِي الوقوت نَا أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْدِيّ نَا عمر بن عبيد الله بن رزين كَذَا لَهُم وَفِي أصل ابْن عِيسَى بِخَط ابْن الْعَسَّال عمر بن عبد الله مكبرا وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مُصَغرًا وَفِي الصَّلَاة بمنى نَا حَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِيّ وَهُوَ أَخُو عبيد الله بن عمر كَذَا لَهُم وَعند العذري من رِوَايَة الصَّدَفِي عَنهُ وَكَذَا أسمعناه عَلَيْهِ أَخُو عبد الله وَالْأول الصَّوَاب مُصَغرًا وَغَيره خطأ كَانَ عمر بن الْخطاب تزوج أمه فَولدت لَهُ عبيد الله لَا عبد الله وَفِي بَدْء الْخلق نَا عبد الله بن أبي شيبَة عَن أبي أَحْمد عَن سُفْيَان كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ نَا عبيد الله بن أبي شيبَة وَهُوَ خطأ وَهُوَ أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة وَفِي النَّهْي عَن الْإِشَارَة بِالْيَدِ عَن فرات الْقَزاز عَن عبيد الله عَن جَابر بن سَمُرَة كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ عَن عبد الله مكبرا وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ عبيد الله بن الْقبْطِيَّة الْمَذْكُور فِي الحَدِيث قبله وَفِي بَاب لَيْسَ الْكذَّاب الَّذِي يصلح بَين النَّاس فِي حَدِيث مُسلم عَن عَمْرو النَّاقِد بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهَاب كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا وَكَذَا سمعناه مِنْهُم وقرأناه عَلَيْهِم وَهُوَ الصوب وَالْمَعْرُوف وَالرِّوَايَة فِيهِ عَن بعض رُوَاة مُسلم عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن عبد الله بن عبيد الله وَهُوَ وهم وَفِي بَاب يدْخل الْجنَّة من أمتِي سَبْعُونَ ألفا نَا عبد الرَّحْمَن بن سَلام بن عبيد الله الجُمَحِي كَذَا لَهُم وَفِي رِوَايَة عبد الله بن سَلام بن عبد الله وَالصَّوَاب عبد الرَّحْمَن بن سَلام بن عبيد الله وَفِي صَلَاة الْوتر فِي حَدِيث أبي كريب وَهَارُون رَفَعَاهُ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن ابْن عمر وَقَالَ فِي آخِره قَالَ أَبُو كريب عبيد الله ابْن عبد الله وَلم يقل ابْن عمر كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَعَامة شُيُوخنَا وَعند العذري فِيمَا سمعناه على الْأَسدي عَنهُ عبد الله بن عبد الله غير مصغرين وَهُوَ وهم وَلم يُوَافقهُ أَصْحَاب العذري من شُيُوخنَا عَلَيْهِ ووافقوا الْجَمَاعَة وَالصَّوَاب لَهُم وَعبد الله بن عبد الله أَخُو عبيد الله وَذكر مُسلم عبد الله ابْن بُحَيْنَة كَذَا الرِّوَايَة إِلَّا الطَّبَرِيّ فَعنده عبيد الله ابْن بُحَيْنَة

فصل آخر في عبد وعبيد وعبيدة وعبد الله وعبيد الله والوهم في ذلك

وَهُوَ وهم وَصَوَابه عبد الله ابْن بُحَيْنَة مكبرا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ من بعض طرقه وَذكره من طَرِيق آخر سَمَّاهُ فِيهِ مَالك ابْن بُحَيْنَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح إِذا الْخلاف فِيهِ قَدِيما قَالَ الدِّمَشْقِي أهل الْحجاز يسمونه عبد الله وَأهل الْعرَاق يسمونه مَالِكًا فَذكر البُخَارِيّ الْوَجْهَيْنِ فِي صَحِيحه وتاريخه وبالوجهين ذكره الدِّمَشْقِي قَالَ وَالأَصَح عبد الله وبحينة اسْم أم أَبِيه مَالك قَالَ هَذَا وَهُوَ عبد الله بن مَالك الْأَزْدِيّ وَقد ذكر مُسلم حَدِيثه وَسَماهُ فِيهِ عبد الله بن مَالك ابْن بُحَيْنَة من رِوَايَة القعْنبِي وَذكر أَن القعْنبِي قَالَ فِيهِ عَن أَبِيه عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَنه أَخطَأ وَلِهَذَا أسقط مُسلم من الحَدِيث ذكر أَبِيه قَالَ مُسلم وبحينة أم عبد الله قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ من لم يقل عَن أَبِيه هُوَ الصَّوَاب قَالَ ابْن معِين لَيْسَ يروي أَبوهُ عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأثبت أَبُو عمر بن عبد الْبر صُحْبَة عبد الله وَأَبِيهِ مَالك وَقَالَ مُسلم نَا إِسْحَاق بن مُوسَى ابْن عبيد الله بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ كَذَا لَهُم وَعند السجْزِي عبد الله وَكَذَا كَانَ فِي كتاب ابْن عِيسَى وَالصَّوَاب وَفِي بَاب الْخطْبَة على الْمِنْبَر قَالَ سُلَيْمَان عَن يحيى أَخْبرنِي حَفْص بن عبد الله بن أنس كَذَا للنسفي وَبَعْضهمْ وَعند الْأصيلِيّ وَأبي ذَر حَفْص بن عبيد الله مُصَغرًا وَهُوَ الصَّوَاب وَإِنَّمَا الْخلاف هَل هُوَ حَفْص بن عبيد الله أَو عبيد الله بن حَفْص حكى الْوَجْهَيْنِ البُخَارِيّ قَالَ الدِّمَشْقِي ابْن أبي كثير يَقُول فِيهِ عبيد الله بن حَفْص خلاف قَول الْجَمَاعَة قَالَ البُخَارِيّ وَلَا يَصح وَجَاء فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي رِوَايَة بن أبي كثير أَخْبرنِي ابْن أنس غير مُسَمّى لهَذِهِ الْعلَّة وَفِي بَاب الْمَمْلُوك وهبته أَن أمة كَانَت لعبد الله بن عمر كَذَا شَيخنَا أبي مُحَمَّد بن عتاب وَعند شَيخنَا أبي إِسْحَاق كَانَت لِعبيد الله مُصَغرًا وبالوجهين تقيد فِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي وبالتصغير رَوَاهُ ابْن الْقَاسِم ومطرف وَابْن بكير وَغَيرهم من الروَاة وَفِي فضل الْمَدِينَة وَمن أرادها بِسوء عَن ابْن جريج نَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يحنس كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ عبيد الله مُصَغرًا وَالصَّوَاب الأول وَذكر مُسلم عَن أبي النَّضر عَن عُمَيْر مولى عبيد الله بن عَبَّاس مُصَغرًا كَذَا للطبري والهوزني ولغيرهم مولى ابْن عَبَّاس غير مُسَمّى وَذكر مُسلم فِيهِ أَيْضا مولى أم الْفضل وَمولى ابْن عَبَّاس وَقَالَ ابْن إِسْحَاق مولى عبيد الله بن عَبَّاس قَالَ الْبَاجِيّ وَيُقَال مولى عبد الله بن عَبَّاس وَفِي بَاب الْجِزْيَة نَا سعيد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ كَذَا لجميعهم وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَعند الْقَابِسِيّ هُنَا ابْن عبد الله مكبرا وَالْأول الصَّوَاب قَالَه أَبُو ذَر وَمُحَمّد بن أبي صفرَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه دون خلاف وَفِي النَّهْي عَن الْأكل بالشمال ابْن شهَاب عَن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر عَن عبد الله بن عمر كَذَا لِابْنِ وَضاع عِنْد شَيخنَا أبي اسحاق وَلغيره عِنْده عَن أبي بكر بن عبيد الله وبعكس الرِّوَايَتَيْنِ عِنْد شَيخنَا أبي مُحَمَّد بن عتاب وَأبي عبد الله بن حمدين وَعند الجياني عَن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر وَالصَّحِيح عَن يحيى عَن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر وَهُوَ خطأ عِنْد جَمِيعهم وَإِنَّمَا قَالَه أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَغَيرهم من رُوَاة ابْن شهَاب عَن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن عبد الله بن عمر وَزَاد فِي رِوَايَة ابْن بكير عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عمر وَقَالَهُ بعض الروَاة عَن ابْن شهَاب وَالْمَعْرُوف إِسْقَاط أَبِيه كَمَا تقدم لجمهور الروَاة فصل آخر فِي عبد وَعبيد وَعبيدَة وَعبد الله وَعبيد الله وَالوهم فِي ذَلِك

فِي بَاب أَسْمَائِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث إِسْحَاق الْحَنْظَلِي عَمْرو بن مرّة عَن أبي عُبَيْدَة عَن أبي مُوسَى كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ عَن أبي عبيد بِغَيْر تَاء وَصَوَابه وَالْأَشْبَه فِيهِ أَبُو عُبَيْدَة وَهُوَ ابْن عبد الله بن مَسْعُود وحميدة بنت أبي عُبَيْدَة بن فَرْوَة كَذَا قَالَه يحيى بن يحيى فِي نَسَبهَا وَحده وَسَائِر الروات حميدة بنت عبيد بن رِفَاعَة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي فَضَائِل بِلَال نَا عبيد الله بن يعِيش كَذَا للعذري وَلغيره عبيد بن يعِيش وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ عبيد بن يعِيش الْكُوفِي أَبُو مُحَمَّد وَفِي خبر أَسمَاء وَخدمتهَا فرس الزبير نَا مُسلم نَا مُحَمَّد بن عبيد الْعَنْبَري كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء ابْن عبيد الله وَهُوَ وهم وَفِي غَزْوَة خَيْبَر نَا عبيد بن إِسْمَاعِيل عَن أبي أُسَامَة كَذَا للقابسي والنسفي وَأبي ذَر وَغَيرهم وَعند الْأصيلِيّ عبيد الله قَالَ بَعضهم الصَّحِيح عبيد وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَالْحَاكِم وَقيل هما صَحِيحَانِ وَكَانَ اسْمه عبيد الله أَولا فغلب عَلَيْهِ عبيد قَالَه الْبَاجِيّ وَهُوَ أَبُو مُحَمَّد الْهَبَّاري وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَقَالَ أَبُو عبيد كَلمته كن كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وكافتهم وَفِي بعض نسخ أبي ذَر قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وكرره فِي الْمُحَاربَة فَقَالَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة قيل وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ كثيرا مَا يَحْكِي فِي التَّفْسِير عَنهُ وَيَقُول أَيْضا وَقَالَ معمر وَهُوَ أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَفِي بِنَاء الْكَعْبَة سَمِعت عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر والوليد بن عَطاء كَذَا لَهُم وَفِي بعض النّسخ عَن ابْن الْحذاء سَمِعت عبد الله بن عبد الله بن عُمَيْر وَهُوَ وهم وَفِي خطْبَة مُسلم فِي حَدِيث أَن الشَّيْطَان ليتمثل فِي صُورَة الرجل قَالَ فِيهِ عَن عَامر بن عبد كَذَا لأكْثر رُوَاة مُسلم وَعند الطَّبَرِيّ عَامر بن عَبدة بتحريك الْبَاء وَزِيَادَة تَاء وَهُوَ الصَّحِيح وَقد ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِي ذَلِك قبل وَفِي فضل أبي بكر نَا زُهَيْر وَعبد بن حميد وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن قَالَ عبد أَنا كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره قَالَ عبد الله وَفِي بَاب مَا لَقِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَالَ عَبدة عَن هِشَام كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ وَقَالَ غَيره قَالَ وَإِنَّمَا هُوَ عَبدة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هُوَ عَبدة بن سُلَيْمَان واسْمه عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الْكلابِي وَفِي بَاب كفن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا حَفْص بن غياث وَابْن عُيَيْنَة وَابْن إِدْرِيس وَعَبدَة كَذَا لكافتهم وَعند بعض الروات وغندر مَكَان عَبدة وَفِي بَاب المعجزات فِي تَخْيِير دور الْأَنْصَار ثمَّ دَار بني عبد الْحَارِث بن الْخَزْرَج كَذَا للعذري والفارسي وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا للكافة وَمَا فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ ثمَّ دَار بني الْحَارِث وَفِي بَاب المحصب أَن قُريْشًا وَبني كنَانَة حالفت على بني هَاشم وَبني عبد الْمطلب كَذَا لِابْنِ ماهان من رُوَاة مُسلم وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا لغيره من رُوَاة الصَّحِيحَيْنِ وَبني الْمطلب وَهُوَ أَخُو هَاشم وَأما عبد الْمطلب فابنه وَفِي البُخَارِيّ فِيهِ فِي بَاب نزُول النَّبِي مَكَّة قَوْله أَن قُريْشًا وَبني كنَانَة تحالفت على بني هَاشم وَبني عبد الْمطلب أَو بني الْمطلب قَالَ البُخَارِيّ وَبَنُو الْمطلب أشبه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هُوَ الصَّحِيح الَّذِي لَا يَصح غَيره كَمَا ذكر فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَفِي أَسمَاء من شهد بَدْرًا مسطح بن أَثَاثَة بن عباد بن الْمطلب بن عبد منَاف كَذَا فِي جُمْهُور النّسخ والأمهات على الصَّوَاب وَجَاء فِي كتاب عَبدُوس وَبَعض النّسخ ابْن عبد الْمطلب وَهُوَ خطأ وَفِي خبر يَوْم بدر وَذكر حَمْزَة وعليا وَعبيدَة أَو أَبَا عُبَيْدَة بن الْحَارِث كَذَا جَاءَ على الشَّك وَالصَّحِيح عُبَيْدَة اسْم لَا كنية وَفِي الْمُسْتَحَاضَة جَاءَت فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش بن عبد الْمطلب بن أَسد كَذَا لكافة

فصل آخر من الاختلاف في أسماء العباد فيها والوهم في ذلك

رُوَاة مُسلم وَهُوَ وهم وَصَوَابه ابْن الْمطلب وَفِي التَّمَتُّع فِي الْمُوَطَّأ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل بن عبد الْمطلب كَذَا لكافة الروَاة وَصَوَابه ابْن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب وَكَذَا ذكره أَبُو عمر فِي كتبه على التَّمام فصل آخر من الِاخْتِلَاف فِي أَسمَاء الْعباد فِيهَا وَالوهم فِي ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي كفن الْمَيِّت حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن العَاصِي كَذَا عِنْد يحيى وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب عَن عبد الله بن عَمْرو وَكَذَا قَالَه ابْن وضاح وَكَذَا رَوَاهُ الْبَاجِيّ فِي رِوَايَة يحيى وَكَذَا قَالَه غير يحيى من الروَاة وَلَيْسَ لعَمْرو بن العَاصِي ولد اسْمه عبد الرَّحْمَن وَلَا غَيره إِلَّا عبد الله ومحمدا وَفِي الْبيُوع مَالك عَن عبد الحميد بن سُهَيْل عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف كَذَا يَقُوله يحيى وَبَعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَقَالَ القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وَآخَرُونَ فِيهِ عبد الْمجِيد بن سُهَيْل قَالَ أَبُو عمر وَهُوَ الْأَكْثَر وَقد اخْتلف فِيهِ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَعبد الْمجِيد ذكره البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح والتاريخ وَاخْتلف فِيهِ الروَاة عَن مُسلم فِي بَاب آخر مَا نزل من الْقُرْآن فالجلودي يَقُول عبد الْمجِيد وَابْن ماهان يَقُول عبد الحميد وَفِي حَدِيث بِنَاء ابْن الزبير الْكَعْبَة من رِوَايَة ابْن حَاتِم وَفد الْحَارِث بن عبد الله على عبد الْملك من مَرْوَان كَذَا عِنْد شُيُوخنَا من رُوَاة مُسلم إِلَّا من طَرِيق الْفَارِسِي فَعنده الْحَارِث بن عبد الْأَعْلَى وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْحَارِث بن عبد الله بن أبي ربيعَة الْمَذْكُور فِي سَنَد الحَدِيث نَفسه وَالْمَذْكُور فِي الحَدِيث الآخر بعده وَفِي بَاب دُعَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مُسلم حَدثنِي عبيد الله بن عبد الْكَرِيم أَبُو زرْعَة نَا يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند بعض شُيُوخنَا يَعْقُوب بن عبد الله وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الْجُلُوس على الصعدات نَا يحيى بن يحيى أَنا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْمدنِي كَذَا لِابْنِ ماهان وَعند الرَّازِيّ نَا يحيى بن يحيى نَا عبد الله بن يزِيد الْمقري وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب هَل يواجه الرجل امْرَأَته بِالطَّلَاق نَا إِبْرَاهِيم بن أبي الْوَزير نَا عبد الرَّحْمَن عَن حَمْزَة كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ نَا عبد الرَّحِيم وَالْأَشْبَه أَن الأول الصَّوَاب وَعبد الرَّحْمَن تكَرر فِي هَذَا الحَدِيث وَهُوَ ابْن الغسيل وَفِيه عَن حَمْزَة عَن أَبِيه وَعَن عَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه وَسَقَطت الْوَاو عِنْد الْقَابِسِيّ وَهُوَ وهم وَفِي الْقُنُوت نَا عبيد الله بن معَاذ وَأَبُو كريب وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن عبد الله كَذَا عِنْد العذري وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا عِنْد الْجَمَاعَة وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى وَهُوَ الصَّنْعَانِيّ وَفِي الْحلف بِغَيْر الله نَا بشر بن هِلَال نَا عبد الْوَارِث نَا أَيُّوب كَذَا لجميعهم وَعند ابْن أبي جَعْفَر نَا عبد الْوَهَّاب نَا أَيُّوب وَهُوَ وهم وَفِي بَاب أحثوا التُّرَاب فِي وُجُوه المداحين نَا عُثْمَان بن أبي شيبَة نَا الْأَشْجَعِيّ عبيد الله بن عبيد الرَّحْمَن كَذَا للسمرقندي والسجزي وَبَعض رُوَاة مُسلم مصغرين وَعند العذري وَابْن ماهان عبيدا لله بن عبد الرَّحْمَن وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب تاخير الْعَتَمَة نَا عبد الله بن الصَّباح الْعَطَّار نَا عبيد الله بن عبد الْمجِيد كَذَا لَهُم وَعند الخشنى عَن الْهَوْزَنِي عبد الحميد وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ عبيد الله بن عبد الْمجِيد أَبُو عَليّ الْحَنَفِيّ كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح والتاريخ وَذكر مُسلم فِي التَّيَمُّم أَقبلت أَنا وَعبد الرَّحْمَن بن يسَار مولى مَيْمُونَة كَذَا للعذري وَرَوَاهُ الجلودي وَكَذَا عِنْد الْكسَائي وَعند الخشنى قَالَ الجياني وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب عبد الله بن يسَار وَكَذَا ذكره

فصل آخر من الاختلاف والوهم في ذلك

البُخَارِيّ والنساءي وَأَبُو دَاوُود وَغَيرهم من الْحفاظ وَفِي بَاب سَكَرَات الْمَوْت نَا مُسَدّد نَا يحيى عَن عبد ربه بن سعيد كَذَا للمروزي والهوزني وَهُوَ وهم وعندا لجرجاني وَابْن السكن يحيى عَن عبد الله بن سعيد وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ عبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد وَكَذَا ذكره مُسلم فِي الْجَنَائِز وَغَيره وَفِي بَاب حسن خلق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا شَيبَان ابْن فروخ وَأَبُو الرّبيع قَالَا نَا عبد الْوَارِث عَن أبي التياح وَعند ابْن ماهان أَنا عبد الْوَاحِد عَن أبي التياح وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ عبد الْوَارِث بن سعيد التنوري وَفِي اسْم مولى أنس فِي بَاب الْحيَاء قَالَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ اسْمه عبد الله بن أبي غنية كَذَا للنسفي والقابسي وَأبي ذَر وَعند الْأصيلِيّ عبد الرَّحْمَن بن أبي غنية قيل عبد الله الصَّوَاب وَفِي بَاب الْوضُوء مِمَّا مست النَّار قَالَ ابْن شهَاب أَخْبرنِي عبد الْملك بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء أَخْبرنِي عبد الله بن أبي بكر وَالصَّحِيح الأول عبد الْملك وَابْن الْحذاء هُوَ أصلحه على مَا رَآهُ وظنه وَوهم فِي ذَلِك وَفِي الْبَاب نَفسه أَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ كَذَا ذكره مُسلم هُنَا عَن اللَّيْث بن سعد عَن الزُّهْرِيّ وَفِي أَبْوَاب كَثِيرَة بعد وَذكره أَبُو دَاوُود وَالنَّسَائِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن قارظ وَكَذَا ذكره مُسلم فِي بَاب الْجُمُعَة من رِوَايَة ابْن جريج وَذكره ابْن أبي خَيْثَمَة عبد الله بن إِبْرَاهِيم وَحكى عَن أَبِيه الْوَجْهَيْنِ وَفِي الْوَصَايَا فِي حَدِيث سعد حَدثنِي مُحَمَّد بن مثنى نَا عبد الْأَعْلَى نَا هِشَام كَذَا لكافة شُيُوخنَا عَن مُسلم وَعند بَعضهم نَا ابْن عبد الْأَعْلَى نَا هِشَام وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ صَوَاب هُوَ عبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى السَّامِي بِالْمُهْمَلَةِ أَبُو همام وَكَذَا ذكره بنسبه واسْمه وكنيته فِي تَحْرِيم بيع الْخمر مُسلم وَفِي بَاب تَعْلِيم النَّبِي لأمته نَا عبد الرَّحْمَن بن بشر الْعَبْدي كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي أصل التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال حَدثنِي عبد الله بن يُونُس الْعَبْدي وَفِي بَاب هَل يخرج الْمَيِّت من الْقَبْر قَالَ ابْن عبد الله يَعْنِي ابْن أبي يَا رَسُول الله ألبس أبي قَمِيصك كَذَا لجمهورهم وَفِي بعض النّسخ فِي البُخَارِيّ فَقَالَ عبد الله وَهُوَ صَحِيح هُوَ عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول وَفِي بَاب قتل ابْن الْأَشْرَف نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمسور كَذَا لجميعهم وَسقط مُحَمَّد من بعض الرِّوَايَات وَعند العذري من رِوَايَة عَنهُ وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمسور وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَكَذَا نسبه النَّسَائِيّ وَغَيره وَسقط فِي نسبه اسْم أَبِيه مُحَمَّد عِنْد ابْن الْحذاء وَفِي بَاب من حرم الرِّفْق نَا يحيى بن يحيى أَنا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن أبي إِسْمَاعِيل كَذَا فِي سَائِر النّسخ وَفِي أصل ابْن عِيسَى وبخط ابْن الْعَسَّال من رِوَايَة ابْن ماهان نَا عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد وَالْأول الصَّوَاب وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَالْحَاكِم وَهُوَ أَبُو بشر الْعَبْدي وَفِي بَاب نقص الْعُمر نَا يحيى بن حبيب وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى كَذَا للكافة وَهُوَ الصَّوَاب وَعند بعض الروَاة وَمُحَمّد بن عبد الْعَلَاء وَهُوَ وهم فصل آخر من الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي ذَلِك عَمْرو بن العَاصِي وَكَانَ اسْمه العَاصِي هَذَا الِاسْم روينَاهُ عَن أَكْثَرهم ومتقنيهم بِالْيَاءِ وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَغَيره يَقُول الْعَاصِ بِغَيْر يَاء وَكَذَا يرويهِ غير وَاحِد من الشُّيُوخ وَفِي كِرَاء الأَرْض نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا سُفْيَان ونا عَليّ بن حجر وَإِبْرَاهِيم بن دِينَار قَالَا نَا إِسْمَاعِيل وَهُوَ ابْن علية عَن أَيُّوب ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا وَكِيع نَا سُفْيَان كلهم عَن عَمْرو بن دِينَار بِهَذَا الْإِسْنَاد

وَزَاد فِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة فتركناه من أَجله كَذَا لجماعتهم وَعند السَّمرقَنْدِي ابْن علية بِاللَّامِ قَالَ بَعضهم وَهُوَ وهم وَقد جَاءَ فِيهِ سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَفِي بَاب الفضيخ تَحْرِيم الْخمر نَا يحيى بن أَيُّوب نَا ابْن علية نَا عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب كَذَا للعذري وَعند ابْن ماهان ابْن عُيَيْنَة وَالْأول الصَّوَاب قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد لَيْسَ عِنْد ابْن عُيَيْنَة لعبد الْعَزِيز ابْن صُهَيْب شَيْء وَفِي السّلف فِي الثِّمَار نَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْمَاعِيل جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة كَذَا للجلودي وَعند ابْن ماهان ابْن علية وَفِي الذّبْح قبل الصَّلَاة نَا يحيى بن أَيُّوب والناقد وَزُهَيْر جَمِيعًا عَن ابْن علية كَذَا لكافتهم وَعند ابْن الْحذاء ابْن عُيَيْنَة وَفِي منع لِبَاس الْحَرِير عَن عبد الله مولى أَسمَاء بنت أبي بكر وَكَانَ خَال ولد عَطاء كَذَا لِابْنِ ماهان وَعند الجلودي ولد عُطَارِد وَهُوَ وهم أوقعه فِيهِ ذكر حلَّة عُطَارِد فِي متن الحَدِيث وَفِي التنفس فِي الْإِنَاء فِي حَدِيث يحيى بن يحيى قَوْله عَن أبي عِصَام عَن أنس كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي عَن أبي عَاصِم وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ بعده فِي حَدِيث قُتَيْبَة بِغَيْر خلاف وَفِي بَاب لعب الْحَبَشَة قَالَ عَطاء فرس أَو حبش وَقَالَ ابْن عَتيق بل حبش كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا من مُسلم وَفِي نُسْخَة ابْن أبي عَتيق وَفِي أُخْرَى عَن الْبَاجِيّ وَقَالَ ابْن عُمَيْر وَهُوَ الصَّحِيح إِن شَاءَ الله هُوَ عبيد بن عُمَيْر شيخ عَطاء الَّذِي ذكره قبل فِي سَنَد الحَدِيث وَفِي تَفْسِير النُّور فِي اللّعان أَن عُمَيْرًا وَعند الْأصيلِيّ أَن عويمرا وَهُوَ الْمَعْرُوف الْمَذْكُور فِي سَائِر الْأَبْوَاب فِي هَذِه الْأُمَّهَات وَغَيرهَا وَفِي بَاب غَزْوَة الرجيع وَحَدِيث عضل والقارة كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ عكل وَالصَّوَاب عضل قبيل من خُزَيْمَة بن مدركة وَفِي زَكَاة مَا يسْتَخْرج من الْبَحْر وَقَالَ ابْن عمر لَيْسَ فِي العنبر زَكَاة كَذَا لبَعض الروَاة وَصَوَابه مَا لكافة الروَاة ابْن عَبَّاس وَفِي بَاب الرِّجَال عَن ربعي بن حِرَاش عَن عقبَة بن عَامر وَأبي مَسْعُود كَذَا لِابْنِ ماهان وَالصَّوَاب مَا لغيره عَن عقبَة بن عمر وَأبي مَسْعُود وَمثله فِي أنظار الْمُعسر فِي حَدِيث الْأَشَج فَقَالَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ هَكَذَا سمعناه من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي سَائِر النّسخ وَكَذَا سمعناه من شُيُوخنَا ونبهوا على الْوَهم فِيهِ وَصَوَابه فيهمَا مَا جَاءَ لكافة الروَاة فِي الحَدِيث الأول عقبَة بن عمر وَأبي مَسْعُود بِغَيْر وَاو الْعَطف وَاحِد لَا اثْنَان وَذكر الْجُهَنِيّ فِيهِ خطأ وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي سَائِر المصنفات قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الحَدِيث مَحْفُوظ لأبي مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ وَحده لَا لعقبة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَالوهم فِيهِ من أبي خَالِد الْأَحْمَر وَفِي طَلَاق ابْن عمر عَن عبد الرَّحْمَن بن أَيمن مولى عزة كَذَا عِنْدهم وَهُوَ الصَّحِيح وَرَوَاهُ العذري مولى عُرْوَة فِي حَدِيث هَارُون وَحَدِيث ابْن رَافع وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي فيهمَا مولى عزة وَالصَّحِيح من رِوَايَة مُسلم فِي حَدِيث هَارُون عزة وَفِي حَدِيث ابْن رَافع عُرْوَة فَإِن مُسلما خطأ رِوَايَة ابْن رَافع وَقَالَ قَالَ عُرْوَة وَإِنَّمَا هُوَ مولى عزة وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس أَنَّهَا كَانَت تَحت أبي حَفْص بن عَمْرو بن مُغيرَة اخْتلف فِيهِ الروَاة فبعضهم يَقُوله كَذَا وَبَعْضهمْ يَقُوله بِالْعَكْسِ أَبُو عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة وَهُوَ قَول الْأَكْثَر وَقَول مَالك وَقد ذكر مُسلم الْوَجْهَيْنِ وَصَوَابه عِنْدهم أَبُو عَمْرو بن حَفْص وَاخْتلف فِي اسْمه فَقيل أَحْمد وَقيل عبد الحميد وَقيل اسْمه كنيته وَفِي حَدِيثهَا أَيْضا فِي كتاب مُسلم فِي اسْم ابْن أم مَكْتُوم عمر وَسَماهُ فِي حَدِيثهمَا فِي آخر حَدِيث الْجَسَّاسَة

عبد الله وَكِلَاهُمَا قيل وَاخْتلف فِي ذَلِك قَالَ أَبُو عمر أَكثر أهل الحَدِيث يُسَمِّيه عمرا وَكَذَلِكَ اخْتلف فِي اسْم أَبِيه وجده فَقيل زَائِدَة بن الْأَصَم وَقيل قيس بن زَائِدَة بن الْأَصَم وَقيل قيس بن مَالك بن الْأَصَم وَفِي الْقِرَاءَة فِي الصُّبْح فِي حَدِيث مُسلم عَن هَارُون بن عبد الله أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن سُفْيَان وَعبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي وَعبد الله بن الْمسيب العابدي ذكر مُسلم الْخلاف فِي إِثْبَات قَوْله ابْن العَاصِي قَالَ الجياني وإسقاطه الصَّوَاب وَلَيْسَ عبد الله بن عَمْرو هَذَا ابْن العَاصِي وَإِنَّمَا هُوَ رجل آخر من أهل الْحجاز وَفِي تحريق نخل بني النَّضِير سهل بن عُثْمَان نَا عقبَة بن خَالِد كَذَا لَهُم وَفِي بعض النّسخ الماهانية عبيد بن خَالِد وَالصَّحِيح الأول وَفِي بَاب مَا لَقِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من الْمُشْركين الْهم عَلَيْك بِقُرَيْش وَذكر فِيمَن سمي الْوَلِيد بن عقبَة كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات عَن مُسلم فِي الْحَدِيثين مَعًا وَهُوَ وهم لِأَن الْوَلِيد بن عقبَة حِينَئِذٍ كَانَ صَبيا وبدليل قَوْله لقد رَأَيْتهمْ صرعى يَوْم بدر والوليد لم يحضرهُ وَلَا كَانَ فِي سنّ من حَضَره وَلَا مَاتَ إِلَّا بعد زمن طَوِيل وعشرات من السنين بعد هَذَا وَصَوَابه الْوَلِيد بن عتبَة بِالتَّاءِ وَكَذَا رَوَاهُ بَعضهم فيهمَا من طَرِيق ابْن ماهان والسجزي وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الصَّلَاة على الصَّوَاب وَقد نبه ابْن سُفْيَان فِي الْأُم على الْغَلَط فِي قَوْله ابْن عقبه فَدلَّ أَنه سَمَاعه كَذَلِك من مُسلم وَالله أعلم وَأَن من رَوَاهُ عَنهُ أَو عَن غَيره عَن مُسلم على الصَّوَاب فَهُوَ إصْلَاح وَفِي بَاب يَجْعَل لكل مُسلم فداؤه من النَّار قَوْله وَقَالَ عون ابْن عتبَة كَذَا لكافتهم بِالتَّاءِ وَعند العذري عون بن عقبَة بِالْقَافِ وَهُوَ خطأ هُوَ عون بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود أخوا عبيد الله الْفَقِيه وَفِي حَدِيث المتظاهرتين يحيى بن سعيد عَن عبيد بن حنين مولى الْعَبَّاس كَذَا فِي الْأُمَّهَات عَن مُسلم وَقَالَ البُخَارِيّ هُوَ مولى زيد بن الْخطاب وَقَالَهُ مَالك وَقَالَ ابْن أبي كثير هُوَ مولى بني زُرَيْق وَلَا يَصح وَإِنَّمَا قَالَ مولى الْعَبَّاس ابْن عُيَيْنَة وَمرَّة قَالَ مولى آل الْعَبَّاس وَقد وهموه وَقَالَ فِي الْمُوَطَّأ مولى آل زيد بن الْخطاب كَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَفِي كتاب ابْن المرابط مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب وَفِي عَلَامَات النبوءة نَا عِصَام بن خَالِد نَا جرير بن عُثْمَان كَذَا للكافة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بعض نسخ النَّسَفِيّ نَا عَاصِم وَهُوَ وهم وَفِي أَسمَاء أهل بدر عويم بن سَاعِدَة كَذَا لجميعهم بِضَم الْعين وَآخره مِيم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند بعض شُيُوخ أبي ذَر عُوَيْمِر زِيَادَة رَاء وَهُوَ خطأ وَفِي الرقي بتربة الأَرْض عبد ربه بن سعيد عَن عمْرَة عَن عَائِشَة كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَهُوَ الَّذِي عِنْد شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ عَن عمر وَعَن عَائِشَة وَهُوَ وهم والْحَدِيث مَحْفُوظ لعمرة عَنْهَا وَكَذَا ذكره أَبُو دَاوُود وَغَيره وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب وَاذْكُر فِي الْكتاب مَرْيَم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن كثير قَوْله عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ أَبُو ذَر كَذَا وجدته فِي سَائِر النّسخ فَلَا أَدْرِي أكذا حدث بِهِ البُخَارِيّ أَو غلط فِيهِ الْفربرِي لِأَنِّي رَأَيْته فِي سَائِر الرِّوَايَات عَن مُحَمَّد بن كثير وَغَيره مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي قصَّة إِبْرَاهِيم فِي الْحَج عَن ابْن عَبَّاس وَفِي حَدِيث عمار نَا مُحَمَّد بن معَاذ بن عباد الْعَنْبَري وهريم بن عبد الْأَعْلَى كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَعند بعض الروَاة نَا عبيد الله بن معَاذ الْعَنْبَري وَهُوَ هُنَا وهم وَإِن كَانَا جَمِيعًا من شُيُوخ مُسلم لَكِن عبيد الله إِنَّمَا هُوَ ابْن معَاذ بن معَاذ الْعَنْبَري وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْمِيم وَفِي بَاب أشعار الْبدن نَا عبد الله بن مسلمة نَا أَفْلح بن حميد

ابْن حميد كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن نَا أَبُو نعيم نَا أَفْلح وَفِي بَاب مَا يجوز من الشُّرُوط فكره الْمُسلمُونَ ذَلِك وامتعضوا قَالَ عبد الله يَعْنِي كرهو كَذَا فِي بعض الرِّوَايَات عَن البُخَارِيّ وَسقط هَذَا التَّفْسِير من أَكثر رِوَايَاتنَا قَالَ بَعضهم صَوَابه فِيمَا أَظن قَالَ أَبُو عبد الله يَعْنِي البُخَارِيّ وَقد فسرنا هَذِه اللَّفْظَة فِي حرف الْمِيم وَالْخلاف فِيهَا وَفِي حَدِيث السَّوْدَاء عَن عمر بن الحكم كَذَا عِنْد يحيى بن يحيى وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَهُوَ عِنْد أَكْثَرهم وهم وَمِمَّا نعى على مَالك قَالُوا وَصَوَابه عَن مُعَاوِيَة بن الحكم قَالَ ابْن وضاح لَيْسَ فِي الصَّحَابَة عمر بن الحكم وَأَصْلحهُ مُعَاوِيَة بن الحكم وَكَذَا يَقُوله أَكثر الروَاة وَأسْقط الِاسْم من كِتَابه بعض الروَاة عَن مَالك وَقَالَ عَن ابْن الحكم لأجل هَذَا قَالَ ابْن عبد الْبر وَالوهم فِيهِ من شيخ مَالك لَا من مَالك قَالَ القَاضِي رَحمَه الله ذكر الطَّبَرِيّ والواقدي أَن عمر بن الحكم أَخُو مُعَاوِيَة بن الحكم وَكَذَا نقل ابْن الْحذاء فِي كتاب التَّعْرِيف لَهُ وَهَذَا مِمَّا يصحح مَا قَالَه مَالك وَشَيْخه وَيرْفَع عَنْهُمَا دَعْوَى الْوَهم وَلَعَلَّ الحَدِيث مَحْفُوظ عَن مُعَاوِيَة وأخيه عمر وَالله أعلم وَفِي بَاب لبس الْقَمِيص نَا عبد الله بن مُحَمَّد كَذَا للمروزي وَالَّذِي للكافة عبد الله بن عُثْمَان وَقد ذَكرْنَاهُ وَفِي بَاب إِذا بعث الإِمَام رَسُولا نَا أَبُو عوَانَة نَا عُثْمَان عَن ابْن عمر كَذَا لجميعهم وَعند الْجِرْجَانِيّ أَبُو عوَانَة نَا عَمْرو عَن ابْن عمر قَالَ الْأصيلِيّ وَهُوَ خطأ وَفِي صَلَاة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف نَا يزِيد بن زُرَيْع عَن حميد بن بكر الْمُزنِيّ عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه كَذَا فِي الْأُمَّهَات قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي وَأَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ صَوَابه حَمْزَة بن الْمُغيرَة وَجعل الدِّمَشْقِي الْوَهم فِيهِ من مُسلم وَجعل ذَلِك الدَّارَقُطْنِيّ من ابْن زُرَيْع وَفِي بَاب فضل الْفقر تَابعه أَيُّوب وعَوْف كَذَا للمروزي وعندا لجرجاني عون مَكَان عَوْف وَفِي فضل الْأَنْصَار سَمِعت أَبَا أسيد خَطِيبًا عِنْد ابْن عتبَة كَذَا رِوَايَة الْجُمْهُور وَعند بَعضهم عَن ابْن عتيبة مُصَغرًا وَهُوَ وهم هُوَ الْوَلِيد بن عتبَة بن أبي سُفْيَان وَإِلَى الْمَدِينَة لِعَمِّهِ مُعَاوِيَة وَفِي كَفَّارَة الْوضُوء وَحَدِيث وَأَن الشَّمْس تطلع وَمَعَهَا قرن الشَّيْطَان مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء عَن عبد الله الصنَابحِي كَذَا قَالَ يحيى بن يحيى والقعنبي وقتيبة وَأكْثر الروَاة عَن مَالك عَن عبد الله الصنَابحِي قَالَ البُخَارِيّ وهم فِيهِ مَالك إِنَّمَا هُوَ أَبُو عبد الله الصنَابحِي واسْمه عبد الرَّحْمَن بن عسيلة تَابِعِيّ اسْلَمْ فِي حَيَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله قد رَوَاهُ غير مَالك عَن زيد بن أسلم كَمَا قَالَ مَالك وَهُوَ قَول أَكْثَرهم فمالك إِنَّمَا روى عَن زيد مَا روى غَيره فَدلَّ أَن الْوَهم لَيْسَ مِنْهُ وَقد رَوَاهُ معمر والدراوردي وَغَيرهمَا عَن زيد عَن أبي عبد الله الصنَابحِي كَمَا قَالَ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ بَعضهم عَنهُ عَن الصنَابحِي غير مُسَمّى وَلَا مكني وَقد رَوَاهُ الطباع وَبَعض رُوَاة مَالك فَقَالُوا عَن أبي عبد الله وَقَالَ ابْن معِين عبد الله الصنَابحِي يرْوى عَنهُ المدنيون يشبه أَن تكون لَهُ صُحْبَة وَرُوِيَ عَنهُ أَيْضا غير هَذَا أَو أَن أَحَادِيثه مُرْسلَة قَالَ أَبُو عمر لَيْسَ فِي الصَّحَابَة عبد الله الصنَابحِي وَفِي بَاب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ عَن سعيد بن جُبَير سَأَلَني عبد الرَّحْمَن ابْن ابزى أَن أسأَل ابْن عَبَّاس كَذَا فِي البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَغَيره وَعند مُسلم أَيْضا كَذَلِك وَقد ذكره البُخَارِيّ أَيْضا قَالَ ابْن أَبْزي غير مُسَمّى قَالَ بَعضهم صَوَابه قَالَ لي سعيد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أَبْزَى وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد وَلَعَلَّه سقط ابْن قبل عبد الرَّحْمَن من الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَو تصحف من ابْن نون كِنَايَة أَمرنِي وَيكون أَمر ابْن عبد الرَّحْمَن لِأَن سعيدا من صحابه

فصل في مشكل الأنساب

النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا يُنكر سُؤال عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي واستفادته من ابْن عَبَّاس فقد سَأَلَهُ من هُوَ أفقه مِنْهُ وأقدم صُحْبَة وَفِي بَاب اسْتِخْلَاف الإِمَام فَخرج يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَين عَبَّاس بن عبد الْمطلب وَبَين رجل آخر كَذَا ذكره مُسلم فِي حَدِيث عبد الْملك بن اللَّيْث لكافتهم من رِوَايَة عقيل عَن الزُّهْرِيّ وَمن طَرِيق ابْن أبي عَائِشَة وَعند ابْن ماهان بَين الْفضل بن عَبَّاس فِي حَدِيث عقيل وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ من هَذَا الطَّرِيق وَكَذَا ذكره مُسلم قبل هَذَا من رِوَايَة معمر عَن الزُّهْرِيّ وَفِي بَاب من نحر الْبدن قَائِمَة وَقَالَ ابْن عَبَّاس صَوَافِن قيَاما كَذَا لجميعهم وَعند الْجِرْجَانِيّ وَقَالَ ابْن عمر وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب إِذا قَامَ الرجل عَن يسَار الإِمَام نَا قُتَيْبَة نَا دَاوُود عَن عَمْرو بن دِينَار فِي كتاب ابْن السكن نَا دَاوُود بن عبد الرَّحْمَن الْعَطَّار بنسبه وَهُوَ صَحِيح وَهُوَ غير مَنْسُوب عِنْد سَائِر الروَاة وَلَيْسَ لَهُ ذكر فِي الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا هُنَا وَقد قَالَه بعض الروَاة الْقطَّان وَهُوَ خطأ وَأما أَبُو معشر الْعَطَّار فَكَذَا هُوَ بِالْعينِ صَحِيح خرج مُسلم عَن يحيى بن يحيى عَنهُ وَنسبه وَهُوَ الْبَراء أَيْضا وَخرج عَنهُ البُخَارِيّ واسْمه يُوسُف بن يزِيد وَأَبَان بن يزِيد الْعَطَّار بِالْعينِ أَيْضا وَأما يحيى بن سعيد الْقطَّان بِالْقَافِ فمشهور فصل فِي مُشكل الْأَنْسَاب فِيهَا (الْعَبْسِي) بباء بِوَاحِدَة وسين مُهْملَة منسوبون إِلَى عبس من غطفان مِنْهُم حُذَيْفَة بن الْيَمَان الْعَبْسِي وَعبد الرَّحْمَن بن هِلَال الْعَبْسِي وَشُرَيْح بن أوفى الْعَبْسِي وَيُقَال ابْن أبي أوفى وَعبيد الله بن مُوسَى الْعَبْسِي وَعبد الله بن أبي شيبَة الْعَبْسِي وَهُوَ أَبُو بكر وَأَخُوهُ عُثْمَان هاؤلاء جَاءَ نسبهم فِيهَا وَأما من ينْسب كَذَلِك مِمَّن سمي فِيهَا وَلم ينْسب فكثير وَمثله (الْعَنسِي) إِلَّا أَنه بالنُّون قبيل من مذْحج فجماعة أَيْضا نسب مِنْهُم الْأسود الْعَنسِي الْكذَّاب وَعُمَيْر بن الْأسود الْعَنسِي وَكَذَلِكَ عُمَيْر بن هاني الْعَنسِي وَأَبُو عِيَاض الْعَنسِي وَيشْتَبه بِهِ (العيشي) بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وشين مُعْجمَة منسوبون إِلَى بني عائش بن تيم الله بن بكر بن وَائِل كَذَا نسبهم ابْن مَأْكُولا وَعبد الْغَنِيّ وَغَيرهمَا وَكَذَا يَقُوله أَصْحَاب الحَدِيث وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا صَوَابه العائشي مِنْهُم أُميَّة بن بسطَام العيشي كَذَا روينَاهُ عَن شُيُوخنَا كَمَا تقدم وَيشْتَبه بِهِ (الْقَيْسِي) بِالْقَافِ وَآخره سين مُهْملَة مَنْسُوب إِلَى قيس عيلان وَغَيره مِنْهُم مِمَّن نسب فِيهَا مُحَمَّد بن معمر بن ربعي الْقَيْسِي وَزِيَاد بن ريَاح الْقَيْسِي وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى الْقَيْسِي كَذَا قَالَه مُسلم فِي غير مَوضِع وَقَالَ فِي النذور التَّيْمِيّ قيل لَعَلَّه من تيم بن قيس بن ثَعْلَبَة بن بكر بن وَائِل فيجتمع الْقَوْلَانِ وَمِنْهُم هداب وَهُوَ هدبة بن خَالِد الْقَيْسِي وَيُقَال الْأَزْدِيّ وَقد ذَكرْنَاهُ قبل فِي حرف الْهمزَة وَقَول البُخَارِيّ فِي نسب أَخِيه امية بن خَالِد الْأَزْدِيّ من قيس وَوجه الْجمع بَينهمَا أَنه من قيس بن ثَوْبَان من الأزد لَا من قيس عيلان فصل مِنْهُ وفيهَا (الْعَنزي) بِفَتْح الْعين وَالنُّون منسوبون إِلَى عنزة بن أَسد بن ربيعَة مِنْهُم مِمَّن نسب فِيهَا مُحَمَّد ابْن الْمثنى الْعَنزي أَبُو مُوسَى الزَّمن ومعبد بن هِلَال الْعَنزي وَعبد الله بن أبي الْهُذيْل الْعَنزي وضبة بن مُحصن الْعَنزي وَمثله (الْعَنزي) لكنه سَاكن النُّون وَهُوَ عَامر بن ربيعَة وَابْنه عبد الله بن عَامر بن ربيعَة كَذَا قَيده الْحفاظ مَنْسُوب إِلَى عنز بن وَائِل أخي بكر وتغلب ابْني وَائِل وَحكى عَن ابْن الْمَدِينِيّ أَنه كَانَ يَقُول فِي هَذَا بِفَتْح النُّون وَكَذَا نسبه البُخَارِيّ فِي أَسمَاء من شهد بَدْرًا عِنْد ابْن السكن وَأبي ذَر وبالفتح قيدوه عَن أبي ذَر وَعند غَيرهم نسبته الْعَدْوى وَكِلَاهُمَا

فصل منه

صَحِيح هُوَ عنزي النّسَب عدوى بِالْحلف وَيشْتَبه بِهِ (الغبري) بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره رَاء منسوبون إِلَى غبر بن غنم فَخذ من بكر بن وَائِل مِنْهُم مُحَمَّد بن عبيد الغبري وقطن بن نسير الغبري وَيزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أذينة الغبري وَهُوَ أَبُو كثير الغبري أَيْضا وَمن عدا هَؤُلَاءِ (فالعبدي) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة ودال مُهْملَة منسوبون إِلَى عبد الْقَيْس فِي ربيعَة وهم كَثِيرُونَ مِنْهُم عبد الله بن هَاشم بن حَيَّان الْعَبْدي وَأَبُو بكر بن نَافِع الْعَبْدي وَإِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي وشهاب بن عباد الْعَبْدي وَمُحَمّد بن بشار الْعَبْدي وَعبد الرَّحْمَن بن بشر الْعَبْدي وَمُحَمّد بن بشر الْعَبْدي وكنانة بن نعيم الْعَبْدي وَأَبُو نَضرة العبيدي وَهُوَ العوقي أَيْضا واسْمه الْمُنْذر بن مَالك وَمُحَمّد ابْن سِنَان العوقي أَيْضا وَلَيْسَ مِنْهُم لكنه نزل فيهم واصله بأهلي بِفَتْح الْعين وَالْوَاو وَآخره قَاف كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَكَذَا ذكره أهل الضَّبْط والحفاظ والعوقة بطن من عبد الْقَيْس وَبَعْضهمْ يسكن الْوَاو وَقيل هما صَحِيحَانِ هُوَ عوقة بن عوق وَيُقَال لأبي نَضرة (العصري) أَيْضا بِفَتْح الْعين وَالصَّاد الْمُهْملَة وبالراء بطن مِنْهُم أَيْضا وَمثله خُلَيْد العصري وَيشْتَبه بِهَذَا الْبَاب (الْعَقدي) بِفَتْح الْعين وَالْقَاف ودال مُهْملَة هُوَ أَبُو عَامر عبد الْملك بن عَمْرو الْعَقدي وَالْعقد بطن من بجيلة وَقَالَهُ صَاحب الْعين العقد بِكَسْر الْقَاف قَالَ وَهِي قَبيلَة بِالْيمن من عبد شمس بن سعد وَقَالَ الْحَرْبِيّ عقيد بطن من بجيلة وَيشْتَبه بِهِ (الْعمريّ) مَنْسُوب إِلَى عمر مِنْهُم فِيهَا عمر بن حَمْزَة الْعمريّ وَعَاصِم بن مُحَمَّد الْعمريّ وأخواه وَاقد وَعمر ابْنا مُحَمَّد الْعمريّ وَغَيرهم وَلَيْسَ فِيهِ عمري بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْمِيم سوى مرَارَة بن الرّبيع الْعمريّ أحد الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا كَذَا ذكره البُخَارِيّ قَالَ الْقَابِسِيّ وَلَا أعرفهُ إِلَّا العامري وَذكره مُسلم العامري كَذَا عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَفِي بَعْضهَا الْعمريّ وَكَذَا لِابْنِ السكن والأصيلي والهروي وَعَامة رُوَاته وَكَذَا نسبه ابْن إِسْحَاق وَغَيره قَالَ أَبُو عمر الْحَافِظ هُوَ من بني عَمْرو بن عَوْف أَنْصَارِي وَذكره أَبُو دَاوُود العامري فصل مِنْهُ وفيهَا (الْعَنْبَري) مَنْسُوب إِلَى بني العنبر من تَمِيم مِنْهُم عبد الله بن معَاذ الْعَنْبَري وتوبة الْعَنْبَري وعباس بن عبد الْعَظِيم الْعَنْبَري وَعند العذري فِي بَاب أصبح من النَّاس شَاكر وَكَافِر نَا عَبَّاس بن عبد الْعَظِيم الغبري بِضَم الْغَيْن والمعجمة وباء بِوَاحِدَة وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا لغيره الْعَنْبَري كَمَا تقدم وَيشْتَبه بِهِ (الْعَنْقَزِي) بِفَتْح الْعين وَسُكُون النُّون وَفتح الْقَاف وبالزاي ذكره البُخَارِيّ مَنْسُوبا غير مُسَمّى وَهُوَ عَمْرو بن مُحَمَّد أَبُو سعيد مولى قُرَيْش مَنْسُوب إِلَى العنقز وَهُوَ نوع من الريحان قيل أَنه المرزنجوس وَيشْتَبه بالعنبري أَيْضا (العرني) بِضَم الْعين وَفتح الرَّاء وَبعدهَا نون وعرينة قبيل من بجيلة فَمنهمْ العرنيون فِي حَدِيث الْمُحَاربين وَمثله (القرنيون) إِلَّا أَنه بِفَتْح الْقَاف مَكَان الْعين منسوبون إِلَى قرن قَبيلَة من مُرَاد وأحدهم قَرْني جَاءَ ذكرهم جمعا وفرادى فِي حَدِيث أويس القرنى وَيشْتَبه بِهِ (الْقرى) بِضَم الْقَاف وَكسر الرَّاء وقرة حَيّ من بني عبد الْقَيْس مِنْهُم مُسلم الْقرى وَقيل بل نزل فِي قنطرة قُرَّة فنسب إِلَيْهَا وَيشْتَبه بِهِ (الْعَدنِي) بِفَتْح الْعين وَالدَّال الْمُهْملَة بعْدهَا نون مَنْسُوب إِلَى عدن مَدِينَة الْيمن وَهُوَ مُحَمَّد بن أبي عمر الْعَدنِي الْمَكِّيّ كَذَا نسبه فِي بعض النّسخ بعض رُوَاة مُسلم وَهُوَ صَحِيح وَمثله يزِيد الْعَدنِي وهوا بن أبي حَكِيم عَن سُفْيَان يروي عَنهُ البُخَارِيّ عَن ابْن مُنِير

حرف الغين

فِي آخر كتاب الزَّكَاة فصل من الْمُشكل والمشتبه فِي هَذَا الْحَرْف بهز بن أَسد (الْعَمى) وَأَخُوهُ مُعلى بن أَسد وَعبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد الْعَمى وَعقبَة بن مكرم الْعمي كل هاؤلاء بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْمِيم منسوبون إِلَى عَم أَو بني الْعم قبيل من مرّة بن مَالك بن حَنْظَلَة بن تَمِيم وَقيل من الأزد وَيشْتَبه بِهِ (القمي) بقاف مَضْمُومَة هاكذا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الطِّبّ غير مُسَمّى وَهُوَ يَعْقُوب بن عبد الله وفيهَا (الْعَدْوى) والعدوية بِفَتْح الْعين وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ كثير وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا فِي سَنَد كتاب مُسلم أَحْمد بن أنس (العذري) وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاس الدلائي مَنْسُوب إِلَى بني عذرة حَدثنَا عَنهُ شُيُوخنَا بِهِ وَقد ذكرنَا سَنَده فِيهِ وَفِي سَنَد مُسلم أَيْضا عذرى آخر لكنه لم يشْتَهر بِهَذِهِ النِّسْبَة وَهُوَ القَاضِي أَبُو عبد الله بن الْحذاء وَقد ذَكرْنَاهُ وَفِي بَاب الأيمة من قُرَيْش فِي حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع أَنه أرسل إِلَى ابْن سَمُرَة الْعَدْوى كَذَا فِي أصل مُسلم عِنْد كثير من شُيُوخنَا عَن الجلودي وَلم يثبت النّسَب فِي كتاب التَّمِيمِي قَالُوا وَهُوَ وهم لَيْسَ بعدوى إِنَّمَا هُوَ عامري سوائي وَلَعَلَّ الْعَدْوى تَصْحِيف من العامري وَقد ذكرنَا عبد الله بن عَامر الْعَدْوى وَالْخلاف فِيهِ فِي الْفَصْل قبله وعويمر (الْعجْلَاني) بِفَتْح الْعين ضبطناه عَن شُيُوخنَا وضبطناه عَن أبي إِسْحَاق بن الفاسي بِكَسْر الْعين وَعبد الله بن الْمسيب (العابدي) بباء بِوَاحِدَة ودال مُهْملَة وَفِي التقريبات عبد الله بن عمرَان العابدي مثله وَتقدم أول الْأَسْمَاء الْخلاف الَّذِي فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره (العامري) بِالْمِيم وَالرَّاء وفيهَا (العطاردي) بِضَم الْعين وَأَبُو شُعْبَة (الْعِرَاقِيّ) بِكَسْرِهَا وَآخره قَاف وجندب بن عبد الله بن سُفْيَان (العلقي) بِفَتْح الْعين وَاللَّام وبقاف وعلقة بطن من بجيلة وَقد جَاءَ نسبه فِي مَوضِع آخر القسرى وَإِنَّمَا قسر وعلقة إخْوَان وسُفْيَان (الْعُصْفُرِي) بِضَم الْعين وَالْفَاء حرف الْغَيْن الْغَيْن مَعَ الْبَاء (غ ب ر) قَوْله مَا أذكر مَا غبر من الدُّنْيَا يُرِيد هُنَا مَا بَقِي وَيكون أَيْضا بِمَعْنى مضى وَقَوله وأخلفه فِي عقبه فِي الغابرين أَي فِي البَاقِينَ من الْأَعْدَاد وَقَوله فِي الْعشْر الغوابر من رَمَضَان أَي الْبَوَاقِي وَقَوله بَارك الله لَكمَا فِي غابر ليلتكما أَي ماضيها وَقَوله فغبرت مَا غبرت أَي بقيت مَا بقيت وَفِي حَدِيث الشَّفَاعَة وغبرات من أهل الْكتاب أَي بقايا وَفِي الْأَشْرِبَة ذكر الغبيراء بِضَم الْغَيْن وَفتح الْبَاء مُصَغرًا ممدودا فَسرهَا فِي الحَدِيث الأسكركة وَهُوَ خمر الذّرة وَيُقَال أَيْضا السكركة وَفِي حَدِيث أويس الْقَرنِي أكون فِي غبراء النَّاس بِفَتْح الْغَيْن وَسُكُون الْبَاء ممدودا كَذَا روايتنا وَمَعْنَاهُ فُقَرَاء النَّاس وَمن لَا يعرف عينه من أخلاطهم وَقَالَ أَبُو عَليّ هم الصعاليك وَيُقَال للْفُقَرَاء بنوا غبراء والغثراء بالثاء الْمُثَلَّثَة ممدودا أعامتهم وجهلتهم والغبرة والغثرة وَاحِد وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غبر النَّاس وَبَعْضهمْ غمر النَّاس بِالْمِيم وَالصَّوَاب الأول وَإِنَّمَا يُقَال بِالْمِيم غمار النَّاس أَي كافتهم وَقَوله كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الغابر كَذَا فِي مُسلم وَمَعْنَاهُ الْبعيد وَيُقَال الذَّاهِب الْمَاضِي كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي البُخَارِيّ الغارب بِالْمُعْجَمَةِ وَفِي كتاب ابْن الْحذاء الغاير بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا كَأَنَّهُ الدَّاخِل فِي الْغُرُوب وَقد فسرناه فِي حرف الْعين وَالِاخْتِلَاف فِيهِ وَمن رَوَاهُ بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالزَّاي وَمن رَوَاهُ بالغين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء أُخْت الْوَاو وَهَذِه الرِّوَايَة لَهَا وَجه لَا سِيمَا مَعَ قَوْله بعد ذَلِك فِي الْأُفق من الْمشرق أَو الْمغرب وَأحسن وجوهها الْبعيد كَمَا فسرناه قبل وَهُوَ أشبه بِصفة منَازِل عليين (غ ب ط) قَوْله حَتَّى يغبط أهل

فصل الاختلاف والوهم

الْقُبُور أَي يحسدوا فِي مَوْتهمْ ويحمد ذَلِك لَهُم ويتمنى الْمَوْت لفساد الزَّمَان وَمِنْه قَوْله يَغْبِطهُمْ بذلك أَي يحسن لَهُم فعلهم ويحضهم على مثله يُقَال غبطته اغبطه إِذا اشْتهيت أَن يكون لَك مثل مَا لَهُ ويدوم لَهُ مَا هُوَ فِيهِ وحسدته إِذا اشْتهيت ذَلِك وَأَن يَزُول عَنهُ مَا هُوَ فِيهِ وَذكر الغبيط وَهُوَ من مراكب النِّسَاء كالهودج (غ ب ن) ذكر فِيهَا الْغبن فِي الْبيُوع بِسُكُون الْبَاء اذا أَخذ شَيْئه مِنْهُ بِدُونِ عوضه وَأَصله النَّقْص (غ ب ق) لَا أغبق قبلهمَا أَهلا وَلَا مَالا الغبوق شراب الْعشي يُقَال غبقت الضَّيْف إِذا سقيته الغبوق وأغبقه ثلاثي وَضَبطه الْأصيلِيّ رباعيا بِضَم الْهمزَة وَكسر الْبَاء وَالصَّوَاب الْفَتْح فِي الْهمزَة ثلاثي (غ ب س) قَوْله وَصلى الصُّبْح بعبس بِالسِّين الْمُهْملَة اخْتلفت فِيهِ الرِّوَايَات فِيهَا فَروينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب بِالْمُهْمَلَةِ وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح وَعَن غَيره من شُيُوخنَا بِالْمُعْجَمَةِ وَكَذَا يَقُوله أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَضَبطه الْأصيلِيّ فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث يحيى بن مُوسَى بِالْمُهْمَلَةِ وَفَسرهُ مَالك قَالَ يَعْنِي الْغَلَس وَله أَيْضا فِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ غبس وغبش وغلس سَوَاء وَقَالَ الْأَزْهَرِي هما بِمَعْنى وَأنكر الْأَخْفَش شَارِح الْمُوَطَّأ السِّين الْمُهْملَة وَلم يقل شَيْئا وَقد جَاءَت حُرُوف كَثِيرَة بِالسِّين والشين مَعًا مثل سمته وشمته وسدفة من اللَّيْل وشدقة وسوذق وشوذق وَغير ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة غبس اللَّيْل وأغبس إِذا أظلم وَقَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ بَقِيَّة ظلمَة اللَّيْل يخالطها بَيَاض الْفجْر وَمِنْه قيل للادلم من الدَّوَابّ أغبس قَالَ والغبش بِالْمُعْجَمَةِ قبل الغبس والغلس بِاللَّامِ بعد الغبس وَهِي كلهَا فِي آخر اللَّيْل وَيجوز الغبش بِالْمُعْجَمَةِ فِي أول اللَّيْل وَفِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث سَلمَة مَا فارقنا مند غبس كَذَا للعذري وَلغيره غلس وَهُوَ مِمَّا تقدم غ ب ي قَوْله مِمَّن غبى عَلَيْهِ طَرِيق الحَدِيث بِفَتْح الْغَيْن وَتَخْفِيف الْبَاء الْمَكْسُورَة أَي خفى والغباوة الْجَهَالَة والغفلة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي بَاب إِذا رَأَيْتُمْ الْهلَال فصوموا فَإِن غبى عَلَيْكُم بباء خَفِيفَة وَفتح الْغَيْن كَذَا هُوَ لأبي ذَر وَعند الْقَابِسِيّ غبى بِضَم الْعين وَتَشْديد الْبَاء وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ وَالْأول أبين وَمَعْنَاهُ خفى عَلَيْكُم وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الغباء شبه الغبرة فِي السَّمَاء والغباوة الْغَفْلَة وَتقدم قَول مُسلم ويقذفونه إِلَى قُلُوب الأغبياء أَي الجهلة من الغباوة وَتقدم الْخلاف فِيهِ فِي حرف الْعين وَقَوله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة وغبر أهل الْكتاب كَذَا هُوَ بِضَم الْغَيْن وَتَشْديد الْبَاء للكافة أَي بقاياهم وَعند السَّمرقَنْدِي وَغير أهل الْكتاب بِفَتْح الْغَيْن حرف الِاسْتِثْنَاء وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا تقدم كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وغبرات من أهل الْكتاب وَفِي شدَّة عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَوْلهَا فِي الشّعير فكلته فغبر كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره فنى وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَفِي أَكثر النّسخ بَقِي الْغَيْن مَعَ التَّاء (غ ت ت) قَوْله يغت فِيهِ مِيزَابَانِ بِضَم الْغَيْن ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء للِاخْتِلَاف فِيهِ وَمَعْنَاهُ يدفقان المَاء بِقُوَّة ويتابع دفق المَاء فِيهِ وَهُوَ مثل يعب بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقد ذَكرْنَاهُ وَكَأَنَّهُ من ضغط المَاء لكثرته عِنْد خُرُوجه وألغت الضغط وَمِنْه فِي بعض الرِّوَايَات فِي المبعث فأخذني ففتنى أَي ضغطني وَسَيَأْتِي تَفْسِير فغطني الْغَيْن مَعَ الثَّاء (غ ث ث) قَوْله لحم جمل غث أَي هزيل

فصل الاختلاف والوهم

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة كَمَا تنْبت الغثاءة فِي جَانب السَّيْل كَذَا لأكْثر رُوَاة مُسلم بغين مَضْمُومَة ممدودا يُرِيد مَا احتمله من الزراريع كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كَمَا تنْبت الْحبَّة وَقد ذَكرْنَاهُ وأصل الغثاء كل مَا جَاءَ بِهِ السَّيْل وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي القثاءة بِالْقَافِ مَكْسُورَة ممدودا وَاحِد القثاء وَهُوَ وهم الْغَيْن مَعَ الدَّال (غ ده) قَوْله أغدة كَغُدَّة الْبَعِير الغدة هِيَ شبه الذبْحَة تخرج فِي الْحلق والغدة لحْمَة تنْبت بَين الْجلد وَاللَّحم للبعير وَغَيره وَهُوَ مَنْصُوب على الْمصدر وَكَذَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي المنصوبات أَي أغد غُدَّة وبالوجهين يرويهِ الروَاة وَالرَّفْع على الْمُبْتَدَأ أَو الْفَاعِل بِفعل مُضْمر أَي أصابتني أَو أخذتني غُدَّة (غ د ر) قَوْله أَي غدر مثل عمر وَمَعْنَاهُ يَا غادر وَلَا يُقَال غدر إِلَّا فِي النداء وللمرأة يَا غدار مثل يالكع ويالكاع والغادر نَاقض الْعَهْد وَمِنْه قَوْله هَل يغدر يُقَال مِنْهُ غدر يغدر بِكَسْر الدَّال فِي الْمُسْتَقْبل فَأَما أغدر وغادر فبمعنى ترك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى لَا يُغَادر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر شِفَاء لَا يُغَادر سقما (غ دق) قَوْله عين غديقة أَي مطر كثير وَقد تقدم تَفْسِير الْعين والغيث الغدق بِفَتْح الدَّال الْكثير وَصغر غديقة هُنَا على التَّكْبِير وَقد رَوَاهُ بَعضهم غديقة ضَبطنَا الضبطين على الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن اللّغَوِيّ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الغدق الْمَطَر الْكثير الْقطر (غ د و) قَوْله غدْوَة فِي سَبِيل الله أَو رَوْحَة الغدوة بِفَتْح الْعين من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال والروحة بعْدهَا وَهَذَا الحَدِيث يدل على فرق مَا بَينهمَا وَحجَّة لمَالِك فِي مذْهبه فِي رواح الْجُمُعَة أَنه بعد الزَّوَال وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء والغدوة هُنَا السّير فِي الْغَدَاة وَقيل الغدوة بِالضَّمِّ من الصُّبْح إِلَى طُلُوع الشَّمْس وَقد اسْتعْمل الغدو والرواح فِي جَمِيع النَّهَار وَفِي الْأَحَادِيث من هَذَا غَدا ويغدوا بِمَعْنى سَار بِالْغُدُوِّ وَقَوله ففرقت أَن يفوتني الْغَدَاء مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اسْم مَا يتغدى ممدودا وَقَالَ ابْن وضاح إِنَّمَا أَرَادَ صَلَاة الْغَدَاة وَهَذَا عِنْدهم خطأ من التَّفْسِير إِذْ لَا يعلم هَذَا فِي لِسَان الْعَرَب وَقد علم من عَادَة أبي هُرَيْرَة وَقَوله كنت ألزم رَسُول الله على شبع بَطْني مَا يدل على التَّفْسِير الأول وَقَوله فِي السَّلَام والغاديات والرائحات تفسر فِي حرف الرَّاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقَوله أغدوا بِسم الله كَذَا عِنْد أَكثر شُيُوخنَا بِالدَّال الْمُهْملَة أَي سِيرُوا وَرَوَاهُ أَبُو عمر بن عبد البراغز وبالزاي وَالْأول أشهر وَفِي حَدِيث يحيى بن يحيى لغدوة يغدوها العَبْد فِي سَبِيل الله وَعند الْهَوْزَنِي لغزوة يغزوها بالزاي فيهمَا وَالْأول الْمَعْرُوف وَفِي الِاسْتِخْلَاف فِي قصَّة عمر قَول عبد الله فَسكت حَتَّى غَدَوْت كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ بَعضهم غزوت بالزاي وَهُوَ خطأ وَفِي حَدِيث الثَّلَاثَة فَأصْبح رَسُول الله غاديا كَذَا لأكثرهم ولبعض رُوَاة مُسلم غازيا من الْغَزْو وَالْوَجْه الأول الْغَيْن مَعَ الذَّال (غ ذ و) قَوْله بَين غذَاء المَال وخياره وغذاء المَال بِكَسْر الْغَيْن ممدودا هُوَ رديئها وصغارها وأحدها غذى مثل دنى وَقَوله حَتَّى يغذي على بعض سواري الْمَسْجِد بِفَتْح الْعين وَكسر الذَّال مُشَدّدَة أَي يَبُول دفْعَة بعد دفْعَة والعرق يغذي مثله إِذا لم يَنْقَطِع سيلان دَمه وَيُقَال فِيهِ يغذ بِالْكَسْرِ ويغذوا وَأما الْغذَاء من الطَّعَام فممدود وغذوت الصَّبِي أغذوه غذوا وغذاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَإِذا

(غ ر ب)

سعد يغذ جرحه أَي يسيل لَا يرقأ كَذَا للقابسي وَلأبي بَحر من شُيُوخنَا عَن مُسلم مثل يَغْزُو وَعند أَكْثَرهم وَأكْثر رُوَاة البُخَارِيّ يغذوا مثل يغزوا وهما بِمَعْنى صَحِيحَانِ وَقَالَ ابْن دُرَيْد غذى الْعرق يغذي مشددا مثل ولى يولي إِذا لم يرقأ دَمه وَعند ابْن ماهان يصب مَكَان يغذ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال غذ الْجرْح ورم وَأَيْضًا ندى وَفِي كتاب التَّوْحِيد تصنع على عَيْني تغذي ثبتَتْ هَذِه اللَّفْظَة عِنْد الْأصيلِيّ وَالْمُسْتَمْلِي وَسَقَطت للحموي وَأبي الْهَيْثَم والنسفي الْغَيْن مَعَ الرَّاء (غ ر ب) قَوْله فاستحالت غربا أَي صَارَت وانتقلت دلوا كَبِيرَة والغرب بِفَتْح الْغَيْن وَسُكُون الرَّاء الدَّلْو الْعَظِيمَة فَإِذا فتحت الرَّاء فَهُوَ المَاء السَّائِل بَين البير والحوض وَمِنْه قَوْله مَا سقى بالغرب أَي بالدلو وَفِي الحَدِيث الآخر لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين وهم أهل الغرب وَلَا يزَال أهل الغرب قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ الغرب هُنَا الدَّلْو الْمَذْكُورَة وَأَرَادَ الْعَرَب لأَنهم أَصْحَابهَا والمستقون بهَا وَلَيْسَت لأحد إِلَّا لَهُم ولأتباعهم وَقَالَ معَاذ هم أهل الشَّام فَحَمله على أَنه غرب الأَرْض خلاف الشرق وَالشَّام غرب من الْحجاز وَقَالَ غَيره هم أهل الشَّام وَمَا وَرَاءه وَقيل المُرَاد هُنَا أهل الحدة والاستنصار فِي الْجِهَاد ونصرة دين الله والغرب الحدة وَقَوْلها وأحرز غربه مِنْهُ أَي دلوه الموصوفة وَقَوله هَل من مغربة خبر قَالَ أَبُو عبيد يُقَال بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا وَأَصله من الغرب وَهُوَ الْبعد وبالكسر رَوَاهُ شُيُوخ الْمُوَطَّأ وَقد روته الكافة بِفَتْح الْغَيْن ورويناه من طَرِيق الْمُهلب مغربة بِسُكُون الْغَيْن وَحَكَاهُ الْبونِي عَن بَعضهم وَمَعْنَاهُ هَل عنْدكُمْ خبر عَن حَادث يستغرب وَقيل هَل من خبر جَدِيد من بلد بعيد يُقَال غرب الرجل إِذا بعد وَقَالَهُ أَصْحَاب الْأَفْعَال بِالتَّخْفِيفِ قَالَ وَأغْرب الرجل أَتَى بغريب من قَول أَو فعل وعَلى الْإِضَافَة بِغَيْر تَنْوِين روينَاهُ عَن شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَأنكر بَعضهم نصب خبر وَأَجَازَهُ بَعضهم على الْمَفْعُول من معنى الْفِعْل فِي مغربة وَهُوَ الَّذِي كَانَ يمِيل إِلَيْهِ بعض شُيُوخنَا من أهل الْعَرَبيَّة وَقَوله وتغريب عَام أَي نَفْيه عَن بَلَده يُقَال غربت الرجل وأغربته إِذا نفيته وأبعدته وَقَوله كَمَا تذاذ الغريبة من الْإِبِل مَعْنَاهُ الرجل يُورد إبِله المَاء فَتدخل مَعهَا النَّاقة لَيست مِنْهَا فتصرف عَنْهَا حَتَّى يسْقِي إبِله وَقَوله كَالْكَوْكَبِ الغارب مَعْنَاهُ الْبعيد من مرأى الْعين الداني للغروب وَمثله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى العازب بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالزَّاي ويروى الغارب وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَقَوله فَأَصَابَهُ سهم غرب يُقَال على النَّعْت منونان بِفَتْح الرَّاء وسكونها قَالَ أَبُو زيد فبفتح الرَّاء إِذا رمى شَيْئا فَأصَاب غَيره وبسكونها إِذا أَتَى السهْم من حَيْثُ لَا يدْرِي وَقَالَ الْكسَائي والأصمعي إِنَّمَا هُوَ سهم غرب بِفَتْح الرَّاء مُضَافا الَّذِي لَا يعرف راميه فَإِذا عرف فَلَيْسَ بغرب قَالَ أَبُو عبيد والمحدثون يسكنون الرَّاء وَالْفَتْح أَجود وَأكْثر فِي كَلَام الْعَرَب وَقَالَ ابْن سراج وبالإضافة أَيْضا مَعَ فتح الرَّاء وَلَا يُضَاف مَعَ سكونها وَمِنْه سهم غَرَض بالضاد وَحجر غَرَض (غ ر ث) قَوْله وتصبح غرثى من لُحُوم الغوافل أصل الغرث بِفَتْح الرَّاء الْجُوع هَذَا اسْتِعَارَة أَي أَنَّهَا لَا تذكر أحدا بِسوء وَلَا تغتابه وَفِي مُحَاجَّة النَّار وَالْجنَّة وَقَول الْجنَّة مَالِي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وغرثهم وَسَقَطهمْ كَذَا فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عِنْد كَافَّة الروَاة هُوَ بِمَعْنى مَا تقدم من ضعفائهم ومجاويعهم (غ ر ر) قَوْله غرَّة عبد أَو وليدة الْغرَّة عِنْد أهل اللُّغَة النَّسمَة كَيفَ كَانَت وَأَصله

(غ ر ز)

وَالله أعلم من غرَّة الْوَجْه قَالَ أَبُو عبيد الْغرَّة عبد أَو أمة وَقَالَ غَيره الْغرَّة عِنْد الْعَرَب أنفس شَيْء يملك فَكَأَنَّهُ قد يكون هُنَا لِأَن الْإِنْسَان من أحسن الصُّور وَقَالَ أَبُو عَمْرو مَعْنَاهَا الْأَبْيَض وَلذَلِك سميت غرَّة فَلَا يُؤْخَذ فِيهَا أسود قَالَ وَلَوْلَا أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَادَ بالغرة معنى زَائِدا على شخص العَبْد وَالْأمة لما ذكرهَا ولقال عبد أَو أمة وَقيل أَرَادَ بالغرة الْخِيَار مِنْهُم وضبطناه عَن غير وَاحِد غرَّة بِالتَّنْوِينِ على بدل مَا بعْدهَا مِنْهَا وَأكْثر الْمُحدثين يَرْوُونَهُ على الْإِضَافَة وَالْأول الصَّوَاب لِأَنَّهُ تَبْيِين للغرة مَا هِيَ وَقَوله أَنْتُم الغر المحجلون من الْوضُوء وَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته وَفِي خيل غر محجلة الْغرَّة بَيَاض فِي وَجه الْفرس والحجلة فِي قوائمه يُرِيد أَن سيماء أمته فِي الْقِيَامَة فِي وجوهها ومواضع وضوئها أما نور يشرق أَو بَيَاض تتبين بِهِ جَمَاعَتهمْ من بَين سَائِر النَّاس أَو مَا الله أعلم بذلك وَقَوله تغرة أَن يقتلا بِفَتْح الأولى وَالْآخِرَة وَكسر الْغَيْن وَتَشْديد الرَّاء وَمَعْنَاهُ حذارا وتغريرا أَي مخاطرة لَيْلًا يقتلا وتغرة مصدر وَنصب تغرة بالمفعول لَهُ أَو من أَجله قَالَه الْأَزْهَرِي وَقَالَ الْخَلِيل غرر فلَان بِنَفسِهِ عرضهَا للمكروه وَهُوَ لَا يدْرِي تغرير أَو تغرة وَقَالَ بَعضهم معنى قَوْله تغرة أَن يقتلا أَي عقوبتهما وَهَذَا بعيد من جِهَة اللُّغَة وَالْمعْنَى وَقَوله أغار عَلَيْهِم وهم غَارونَ أَي غافلون والغر بِالْكَسْرِ والغرير الْغُلَام الَّذِي لَا علم عِنْده بالأمور بَين الغرارة وَالِاسْم الْغرَّة بِالْكَسْرِ والغرير أَيْضا الْكَفِيل وَأَنا غريرك من فلَان أَي كفيلك وغريرك مِنْهُ أَي أحذركه وَقَوله لِأَن اغْترَّ بِهَذِهِ الْآيَة وَلَا أقَاتل يَعْنِي قَوْله فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي أحب إِلَيّ من أَن اغْترَّ بِالْآيَةِ الْأُخْرَى يَعْنِي قَوْله وَمن يقتل مُؤمنا عِنْد ابْن السكن فِيهِ وهم وتغيير وَالصَّوَاب هَذَا أَي أخاطر بتركي مُقْتَضى الْأَمر بهَا أحب إِلَيّ من أَن أخاطر بِالدُّخُولِ تَحت وَعِيد الْآيَة الْأُخْرَى وَالْغرر المخاطرة وَمِنْه عش وَلَا تغتر وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) فَلَا تغرنكم الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلَا يَغُرنكُمْ بِاللَّه الْغرُور (أَي يُخَادع ويخاطر ويتعرض للهلاك وَمِنْه نهى عَن بيع الْغرَر وَهُوَ الْجَهْل بِالْمَبِيعِ أَو ثمنه أَو سَلَامَته أَو أَجله وَمِنْه لَا يغررك إِن كَانَت جارتك أوضأ مِنْك أَي لَا تغتري بهَا وبحالها وإدلالها على النَّبِي لحبه لَهَا وجمالها فتفعلي مثل فعلهَا فتقعي فِي الْغرَر والخطر وَالْمَكْرُوه وَلَا تعرعضي بِنَفْسِك للمكروه ويوقعك فِيهِ اقتداؤك بهَا وَمَا تَفْعَلهُ هِيَ لإدلالها بجمالها ومكانتها وَإِن كَانَت فِي مَوضِع الْفَاعِل وَقَوله فَأتى بابل غر الذرا أَي بيضها يُرِيد أعاليها وَقد فسرناه فِي حرف الذَّال وَأَرَادَ أَنَّهَا بيض فَعبر ببياض أعاليها عَن جُمْلَتهَا وَمثله قَوْله وَأَنت الْجَفْنَة الغراء أَي الْبَيْضَاء من الشَّحْم أَو بَيَاض الْبر كَمَا قَالُوا الثَّرِيد الأعفر أَي الْأَبْيَض وَقد تقدم فِي الْجِيم (غ ر ز) قَوْله غرز النقيع بِفَتْح الْغَيْن وَالرَّاء كَذَا ضبطناه على أبي الْحُسَيْن وَحكى فِيهِ صَاحب الْعين السّكُون قَالَ وواحدته غرزة مثل تَمْرَة وتمر وبالوجهين وجدته فِي أصل الجياني فِي كتاب الْخطابِيّ قَالَ أَبُو حنيفَة هُوَ نَبَات ذُو أَغْصَان رقاق حَدِيد الْأَطْرَاف يُسمى الأسل وَتسَمى بِهِ الرماح وتشبه بِهِ وَهُوَ الديس وَقَالَ صَاحب الْعين هُوَ نوع من الثمام وَتقدم تَفْسِير النقيع وَقَوله وَرجله فِي الغرز مثله بِسُكُون الرَّاء هُوَ للرِّجَال مثل الركاب للسروج وَقَوله استمسك بغرزه مِنْهُ وَهُوَ ضرب مثل واستعارة لملازمته واتباعه كمن يمسك بغرز رَحل الآخر وَقَوله والجرءة والجبن غرائز يضعهما الله حَيْثُ يَشَاء الغريزة الجبلة

فصل الاختلاف والوهم

والطبيعة الَّتِي يخلق الله عَلَيْهَا العَبْد دون أَن يكتسبها وَقَوله أَن يغرز خشبه فِي جِدَاره أَي يدْخل طرفها فِيهِ (غ ر ل) قَوْله يحْشر النَّاس غرلًا يُرِيد غير مختتنين وَالْوَاحد أغرل (غ رم) قَوْله أعوذ بك من المغرم هُوَ الدّين وَهُوَ الْغرم أَيْضا قَالَ الله تَعَالَى) فهم من مغرم مثقلون (والغريم الَّذِي عَلَيْهِ الدّين وَالَّذِي لَهُ الدّين وَأَصله اللُّزُوم وَالدّين الَّذِي استعاذ مِنْهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أما استدانته فِيمَا يكرههُ لله أَو فِيمَا يحب ثمَّ عجز عَن أَدَائِهِ أَو مغرم لرَبه عجز عَن الْقيام بِهِ وَأما من احْتَاجَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَادر على أَدَائِهِ فَلَا يكرههُ بل قد تداين (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ وَأَصْحَابه (غ رف) قَوْله فَتكون أصُول السلق غرفَة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَصَارَت غرفَة بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء وبالفاء أَي مرقا يعرف وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي الْعين وَقَوله من غرفَة وَاحِدَة قيل يُقَال غرفَة وغرفة بِمَعْنى وَاحِد وَقيل بِالْفَتْح الْفِعْل وبالضم اسْم مَا اغترف قَالَ يَعْقُوب مصدر غرفت المَاء والمرق وَقيل الغرفة بِالضَّمِّ مِقْدَار ملْء الْيَد وبالفتح الْمرة الْوَاحِدَة قَالَ ابْن دُرَيْد الغرفة والغرافة مَا اغترفته بِيَدِك (غ ر ق) قَوْله الْغَرق شَهِيد كَذَا فِي أَكثر الْأَحَادِيث وَوَقع فِي كتاب البُخَارِيّ فِي فضل التهجير الغريق بِالْيَاءِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح قَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال لمن غرق غرق فَإِذا مَاتَ غرقا فَهُوَ غريق وَقَالَ أَبُو عدنان يُقَال لمن غَلبه المَاء وَلما يغرق بعد غرق فَإِذا غرق فَهُوَ غريق وَمِنْه ادعوك دُعَاء الْغَرق أَي الَّذِي يخشاه ويتوقعه وَقَوله أغرورقت عَيناهُ قَالَ يَعْقُوب أَي امْتَلَأت بالدموع وَلم تفض وَقَوله إِلَّا الْغَرْقَد فَإِنَّهُ من شجرهم قَالَ الْهَرَوِيّ هِيَ من العضاه قَالَ غَيره هُوَ العوسج وَقَالَ أَبُو حنيفَة وَاحِد الْغَرْقَد غرقدة وَهِي شَجَرَة العوسج إِذا عظمت صَارَت غرقدة وَقيل هُوَ غير العوسج وَله ثَمَر أَحْمَر مدور حُلْو يُؤْكَل كَأَنَّهُ حب العقيق وَرَأَيْت فِي بعض التَّعَالِيق عَن بعض رُوَاة البُخَارِيّ فِي حَوَاشِيه بِخَط بعض من لقيناه من الْأَشْيَاخ أَنه الدفلي وَلَيْسَ بِشَيْء وبقيع الْغَرْقَد سمي بشجرات غرقد كَانَت فِيهِ قَدِيما (غ ر ض) قَوْله لَا تَتَّخِذُوا الرّوح غَرضا أَي لَا تنصبوه للرمي وَقَوله ورمية الْغَرَض الْغَرَض بِفَتْح الْغَيْن وَالرَّاء هُوَ الشَّيْء الَّذِي ينصب يرْمى إِلَيْهِ قيل أَنه يَجْعَل بَين الجزلتين وَمِنْه قَوْله فيضربه بِالسَّيْفِ فيقطعه جزلتين رمية الْغَرَض وَبَين القطعتين مِقْدَار رمية غَرَض وَالَّذِي عِنْدِي أَن مَعْنَاهُ عَائِد إِلَى وصف الضَّرْبَة بِالسَّيْفِ أَي فَيُصِيبهُ بِهِ إِصَابَة رمية الْغَرَض فيقطعه جزلتين وَقد ذَكرْنَاهُ وَكَذَلِكَ تقدم الْكَلَام على قَوْله لَا تَتَّخِذُوا الرّوح غَرضا فِي حرف الرَّاء (غ ر ى) قَوْله أغروا بِي أَي أولعوا مستضعفين لي وَلَا يُقَال أغرى بِهِ إِلَّا فِي مثل هَذَا وَإِن لم يغره بِهِ أحد وَهُوَ بِضَم الْهمزَة على صُورَة مَا لم يسم فَاعله وَيُقَال غرى بِهِ بِفَتْح الْغَيْن أَيْضا وأغريته بِهِ وَعَلِيهِ سلطته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي اشْتِرَاء جَنِين الْأمة وَلَا يحل للْبَائِع أَن يسْتَثْنى مَا فِي بَطنهَا لِأَن ذَلِك غرر كَذَا لروات الْمُوَطَّأ وَكَانَ عِنْد ابْن جَعْفَر من شُيُوخنَا ضَرَر بالضاد وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي حَدِيث أنس ومرقا فِيهِ دباء كَذَا لروات الْمُوَطَّأ وَعند ابْن بكير وغرفا فِيهِ دباء وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَقد فسرنا هَذِه اللَّفْظَة وَقَوله فِي حَدِيث الْمَرْأَة الَّتِي طبخت أصُول السلق بِالشَّعِيرِ فَصَارَت غرفَة مثله وَقد فسرناه وَعند الْقَابِسِيّ وَأبي ذَر عرقه بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْقَاف وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَمَا قيل أَنه الصَّوَاب من ذَلِك وَفِي حَدِيث عَمْرو بن سَلمَة فَكنت أحفظ ذَلِك الْكَلَام

فصل الاختلاف والوهم

كَأَنَّمَا يغري فِي صَدْرِي وَكَذَا أَحْسبهُ فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ أَي يلصق بالغراء كَذَا رَوَاهُ بَعضهم وَفَسرهُ وَعند الْقَابِسِيّ والأصيلي وكافتهم فِيهِ يقْرَأ بِالْقَافِ من الْقِرَاءَة وَعند أبي الْهَيْثَم يقرى كَأَنَّهُ من الْجمع من قَوْلهم قريت المَاء فِي الْحَوْض إِذا جمعته وَالْأول أوجه قَوْله فِي غسل الْمَرْأَة ثَلَاث إفْرَاغَات كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان اغرافات وَهُوَ وهم فِي كتاب البُخَارِيّ فِي بَاب صفة أهل الْجنَّة وَأهل النَّار أَصَابَهُ غرب سهم كَذَا لرواته إِلَّا ابْن السكن فَعنده سهم غرب وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف لَكِن قد يَصح أَن يُقَال فِي الأول أَصَابَهُ غرب سهم على الْبَدَل وَقد فسرناه قَوْله فِي مُحَاجَّة الْجنَّة وَالنَّار وَقَول الْجنَّة مَالِي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ وغرثهم بِفَتْح الْغَيْن وَالرَّاء وبثاء مُثَلّثَة كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق وَمَعْنَاهُ قريب من قَوْله ضُعَفَاؤُهُمْ أَي مجاويعهم والغرث الْجُوع كَمَا قدمْنَاهُ وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ وغرتهم بِكَسْر الْغَيْن وَشد الرَّاء وبتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَمَعْنَاهُ أهل الْغَفْلَة والبله مِنْهُم كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أَكثر أهل الْجنَّة البله سماهم باسم الْمصدر والغرة البله والغفلة الْغَيْن مَعَ الزَّاي (غ ز و) قَوْله كَانَ إِذا اسْتقْبل مغزى بِالْفَتْح مَقْصُور ومغزاة أَيْضا مَوضِع الْغَزْو وَجمعه مغازي وَمِنْه إِذا بلغ بِهِ رَأس مغزاته وَتَكون أَيْضا الْغَزَوَات أَنْفسهَا والغزاة والغزى والغزي وَاحِد جمع غاز. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك فِي رِوَايَة سَلمَة بن شبيب وَلم يتَخَلَّف عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي غَزْوَة غَزَاهَا قطّ غير غزوتين وَذكر الحَدِيث وَفِي رِوَايَة العذري غير غَزْوَة تَبُوك وَذكر الحَدِيث وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالْأَظْهَر رِوَايَة العذري لِأَن فِي الحَدِيث الآخر قبله إِلَّا غَزْوَة تَبُوك غير أَنِّي تخلفت فِي غَزْوَة بدر وَذكر الحَدِيث فَالْأَظْهر أَنه أحَال عَلَيْهِ وعَلى الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَهِيَ غزوتان وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب التَّفْسِير فِي البُخَارِيّ غير غزوتين غَزْوَة الْعسرَة وغزوة بدر فِي غَزْوَة خَيْبَر فِي حَدِيث التنيسِي وَكَانَ إِذا أَتَى قوما بلَيْل لم يغز بهم حَتَّى يصبح كَذَا بالزاي لأبي الْهَيْثَم لم يغز بهم وَالَّذِي لغيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ لم يغر حَتَّى يصبح من الْغَارة وَهُوَ الْوَجْه الْغَيْن مَعَ الطَّاء (غ ط ط) قَوْله فغطني أَي غمني وَنَحْوه غتني فِي بعض الرِّوَايَات وَهُوَ حبس النَّفس مُدَّة وإمساك الْيَد أَو الثَّوْب على الْفَم والخنق خنقا يُقَال فِي كُله غته يغته وَيُقَال بِالطَّاءِ فِي الخنق وتغييب الرَّأْس فِي المَاء وَقَوله لَهُ غطيط وَحَتَّى سَمِعت غَطِيطه قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ صَوت يُخرجهُ النَّائِم مَعَ نَفسه وَقَوله والبرمة تغط أَي تغلى ولغليانها صَوت الْغَيْن مَعَ اللَّام (غ ل ب) قَوْله أَن رَحْمَتي تغلب غَضَبي هَذَا اسْتِعَارَة لِكَثْرَة الرِّفْق وَالرَّحْمَة وشمولها على الْعَالمين فَكَأَنَّهَا الْغَالِب وَلذَلِك يُقَال غلب على فلَان حب المَال وَغلب عَلَيْهِ الْكَرم وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْعقل أَي أَكثر خصاله أَو أَفعاله وَإِلَّا فَغَضب الله تَعَالَى وَرَحمته صفتان من صِفَاته راجعتان إِلَى إِرَادَته ثَوَاب الْمُطِيع وعقاب العَاصِي وَصِفَاته لَا تُوصَف بِغَلَبَة إِحْدَاهَا على الْأُخْرَى وَلَا بسبقها لَهَا لَكِنَّهَا اسْتِعَارَة على مجَاز كَلَام الْعَرَب وبلاغتها فِي الْمُبَالغَة وَقَوله فِي بَاب سِقَايَة الْحَاج لَوْلَا أَن تغلبُوا لنزلت حَتَّى أَضَع الْحَبل على هَذِه يُرِيد يَقْتَدِي بِي النَّاس فِي استقاء المَاء للنَّاس فيغلبونكم على سِقَايَتكُمْ ومنقبتكم من ذَلِك وَقَوله لن يشاد هَذَا الدّين أحد إِلَّا غَلبه بتَشْديد الدَّال ويروى بِرَفْع الدّين ونصبه وَمَعْنَاهُ ذمّ التعمق والغلو فِي الدّين وَقَوله إِلَّا غَلبه أَي أعياه غلوه وأضعف قوته ومله وَتَركه ويفسره قَوْله أكلفوا من الْعَمَل مَا تطيقون فَإِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا وَقَوله

(غ ل ط)

وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ (غ ل ط) قَوْله بالأغاليط جمع أغلوطة بِضَم الْهمزَة وَهُوَ مَا يغلط فِيهِ ويخطأ أَي لَيْسَ فِيهِ كذب وَلَا وهم وَمِنْه النَّهْي عَن الأغلوطات جمع أغلوطة وَهِي صعاب الْمسَائِل ودقاق النَّوَازِل الَّتِي يغلط الْمُتَكَلّم فِيهَا وَقَالَ الدَّاودِيّ لَيْسَ بالأغاليط أَي لَيْسَ بالصغير الْأَمر واليسير الرزية (غ ل ظ) قَوْله أَنْت أغْلظ وأفظ الغلظة الشدَّة فِي القَوْل وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وليجدوا فِيكُم غلظة (وَيُقَال أَيْضا غلظة بِالضَّمِّ وغلظة بِالْفَتْح (غ ل ل) نهى عَن الْغلُول وَلَا تقبل صَدَقَة من غلُول وَأَنه قد غل وَلَا تغلوا كُله من الْخِيَانَة وكل خِيَانَة غلُول لكنه صَار فِي عرف الشَّرْع لخيانة الْمَغَانِم خاصته يُقَال مِنْهُ غل وأغل وَقَوله لَا يغل عَلَيْهِنَّ قلب مُسلم بِفَتْح أَوله وَتَشْديد اللَّام أَي لَا يحقد والغل بِالْكَسْرِ الحقد وَمن قَالَ فِيهِ يغل بِضَم الْيَاء جعله من الأغلال وَهِي الْخِيَانَة وَذكر عَن حَمَّاد بن أُسَامَة أَنه كَانَ يرويهِ بغل بتَخْفِيف اللَّام من وغل يغل وغولا وَقَوله واكزه الغل بِالضَّمِّ هِيَ جَامِعَة تجْعَل فِي الْعُنُق (غ ل م) قَوْله فصادفنا الْبَحْر حِين اغتلم مَعْنَاهُ هاج وَارْتَفَعت أمواجه وَمِنْه اغتلام الشَّبَاب والفحولة وَهُوَ هيجانهم للضراب وَقَوله نَام الغليم وَنحن غلْمَان شببة وأغيلمة من قُرَيْش وَيدخل عَلَيْك الْغُلَام اليفع يُقَال للصَّبِيّ من حِين يُولد إِلَى أَن يبلغ غُلَام وَجمعه غلْمَان وأغيلمة تَصْغِير وَتقول الْعَرَب أَيْضا للرجل المستجمع قُوَّة غُلَام واليفع الَّذِي قَارب الْبلُوغ وَيُقَال الَّذِي أدْرك الْبلُوغ وَفِي حرف النُّون قَوْله فِي كتاب الْحَج يسقى عَلَيْهِ غلامنا (غ ل ف) قَوْله غلفها بِالْحِنَّاءِ والكتم الرِّوَايَة بِالتَّشْدِيدِ قَالَ ابْن قُتَيْبَة غلف لحيته خَفِيف وَلَا يُقَال بِالتَّشْدِيدِ وَفِي الْعين غلف لحيته قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَقَول الْعَامَّة غلف لحيته بالغالية خطأ وَالصَّوَاب غليتها بالغالية وَقَالَ الْحَرْبِيّ فِي الحَدِيث كنت أغلل لحية رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بالغالية قَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال تغلي من الغالية وتغللها إِذا أدخلها فِي لحيته وشاربه وَقَالَ الْفراء لَا يُقَال تغلى وَقَوله وَقُلُوبًا غلفًا مثل قَوْله تَعَالَى) وَقَالُوا قُلُوبنَا غلف (مَعْنَاهُ كَأَنَّهُ من قلَّة فطنته وانشراحه لَا يصل إِلَيْهِ شَيْء مِمَّا يسمع فَكَأَنَّهُ فِي غلاف وَهُوَ صوان الشَّيْء وغطاؤه وَهُوَ مثل قَوْله تَعَالَى فِي الْآيَة الْأُخْرَى) قُلُوبنَا فِي أكنة مِمَّا تدعونا إِلَيْهِ وَفِي آذاننا وقر (وَفِي ذَبِيحَة الأغلف كَذَا رَوَاهُ ابْن السكن وَلغيره الأقلف وهما بِمَعْنى هُوَ الَّذِي لم يختتن (غ ل ق) قَوْله لَا طَلَاق فِي الإغلاق قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ الْإِكْرَاه عَلَيْهِ وَهُوَ من أغلقت الْبَاب وَإِلَى هَذَا ذهب مَالك وَقيل الإغلاق هُنَا الْغَضَب وَإِلَيْهِ ذهب أهل الْعرَاق وَقيل مَعْنَاهُ النَّهْي عَن إِيقَاع الطَّلَاق الثَّلَاث بِمرَّة فَهُوَ نهى عَن فعله لَا نفى لحكمه إِذا وَقع لَكِن ليطلق للسّنة كَمَا أَمر وَقَوله أَنِّي رجل غلق شَيْء الْخلق قَوْله علقت الأغاليق أَي المفاتيح وَقَوله غلق الرَّهْن وَلَا يغلق الرَّهْن بِفَتْح اللَّام فيهمَا هُوَ أَن يُؤْخَذ بِمَا عَلَيْهِ إِذا لم يوف مَا رهن فِيهِ إِلَى الْأَجَل بِشَرْط وَقد فسره كَذَلِك مَالك وَقيل مَعْنَاهُ لَا يذهب الدّين بضياعه وَأَنه إِن ضَاعَ الرَّهْن عِنْد الْمُرْتَهن رَجَعَ صَاحب الدّين بِدِينِهِ وَأنكر هَذَا أَبُو عبيد من جِهَة اللُّغَة (غ ل س) قَوْله غلسنا وَمَا يعرفن من الْغَلَس تقدم تَفْسِيره مَعَ الغبس قَالَ أَبُو زيد الْغَلَس آخر اللَّيْل حِين يشْتَد سوَاده وَمِنْه قَوْله غلسنا أَي فعلنَا ذَلِك أتيناه ذَلِك الْوَقْت (غ ل و) قَوْله قريب من غلوة بِفَتْح الْغَيْن أَي طلق فرس وَهُوَ أمد جريه وَهُوَ الغلاء أَيْضا مكسور مَمْدُود وَأَصله فِي السهْم وَهُوَ أَن يرْمى بِهِ

فصل الاختلاف والوهم

حَيْثُ بلغ واصله الِارْتفَاع ومجاوزة الْحَد وَمِنْه غلاء الطَّعَام وَغَيره وَالِاسْم من الرَّمْي والجري غلاء بِالْكَسْرِ وَذكر فِيهَا الغلو فِي الدّين وَهُوَ من هَذَا وَهُوَ الْخُرُوج عَن الْحَد ومجاوزته وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) لَا تغلوا فِي دينكُمْ (. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب عيب الرَّقِيق فيؤاجره بِالْإِجَارَة الْعَظِيمَة أَو الْغلَّة كَذَا لكافة الروَاة عَن يحيى وَعند ابْن عِيسَى أَو القليلة وَكَذَا رِوَايَة ابْن وضاح وَكَذَا لِابْنِ بكير ومطرف وَغَيرهمَا من الروَاة وَقَوله بَاب غلق الْأَبْوَاب بِاللَّيْلِ كَذَا لَهُم وللأصيلي إغلاق وَهُوَ الصَّوَاب الْغَيْن مَعَ الْمِيم (غ م د) قَوْله إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمته أَي يسترني بهَا ويلبسنيها وَمِنْه غمد السَّيْف الَّذِي يصونه ويستره (غ م ر) قَوْله قد غامر فسره الْمُسْتَمْلِي عَن البُخَارِيّ أَي سبق بالْخبر وَقَالَ أَبُو عمر والشيباني المغامرة المعاجلة وَمَعْنَاهُ هُنَا قريب من هَذَا أَي سارع وَقد غاضب وَهُوَ فَاعل من الْغمر والغمر الحقد والعداوة وَقَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ خَاصم فَدخل فِي غَمَرَات الْخُصُومَة وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر ولاذى غمر على أَخِيه أَي ولاذى ضغن وَلَا حقد وَقَوله بَطل مغامر أَي يَخُوض غَمَرَات الحروب أَي شدائده وَمِنْه غَمَرَات الْمَوْت أَي شدائده وَمِنْه فِي الحَدِيث لَكَانَ فِي غَمَرَات من النَّار أَي شَيْء كثير وَاسع يغمره ويغطيه وَقَوله كَمثل نهر غمر بِفَتْح الْغَيْن أَي كثير المَاء متسع الجري وَقَوله أطْلقُوا إِلَى غمري بِضَم الْغَيْن وَفتح الْمِيم هُوَ الْقدح الصَّغِير (غ م ز) قَوْله فَإِذا سجد غمزني أَي طعن بإصبعه فِي لَا قبض رجْلي من قبلته وَقيل أَشَارَ إِلَيْهَا بِعَيْنِه وَهُوَ خطأ لِأَنَّهَا قد أخْبرت أَن الْبيُوت يَوْمئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مصابيح وَمثله فغمز ذراعي وَقَالَ اقْرَأ بهَا فِي نَفسك ويغمزني فافتح عَلَيْهِ وَمثله فَالْتَفت فغمزني وَقَالَ بَعضهم مَعْنَاهُ أَشَارَ إِلَيّ وَالْأول أولى لِأَنَّهُ فِي رِوَايَة مطرف وَأبي مُصعب وَابْن بكير فَوضع يَده فِي قفاي فغمزني وَمِنْه يعْتَرض الْجَوَارِي يغمزهن أَي يقرصهن وَقَوله لَا تعذبن أَوْلَادكُنَّ بالغمز هُوَ رفع اللهاة بالإصبع وَقد فسرناه فِي الدَّال والغين وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فِي الشجب وَهِي الْقرْبَة ويغمزه بِيَدِهِ قيل مَعْنَاهُ يعصره ويحركه وَهُوَ كُله قريب الْمَعْنى (ع م ط) قَوْله من غمط النَّاس أَي استحقرهم كذ روايتنا فِي هَذَا الحَدِيث بِالطَّاءِ فِي الصَّحِيحَيْنِ من جَمِيع الطّرق وَقد رَوَاهُ بَعضهم غمص بالصَّاد وَكَذَا روينَاهُ فِي كتاب أبي سُلَيْمَان وَغَيره وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وسنذكره فِي الحَدِيث الآخر فِي بَابه (غ م م) قَوْله فِي الْهلَال فَإِن غم عَلَيْكُم فاقدروا لَهُ بِضَم الْغَيْن وَشد الْمِيم أَي ستره الْغَمَام كَذَا روينَاهُ فِي الوطأ بِغَيْر خلاف وَفِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى أغمى وَعند بَعضهم غمى بتَخْفِيف الْمِيم وَكسرهَا وَفتح الْيَاء وَكَذَلِكَ فِي البُخَارِيّ وَقيل معنى هَذِه الرِّوَايَة لبس عَلَيْهِ وَستر عَنهُ من إِغْمَاء الْمَرَض يُقَال غمى عَلَيْهِ وأغمى والرباعي أفْصح وَقد يكون من الْمَعْنى الأول قَالَ الْهَرَوِيّ يُقَال غامت السَّمَاء وأغامت وتغيمت وغيمت وغيمت وغينت وغمت وأغمت وَزَاد نَا شَيخنَا أَبُو الْحسن غمت وأغمت مخففان فعلى هَذَا يَصح غمى وأغمى من الْغَيْم والغمام وَأنكر أَبُو زيد غامت وصححها غَيره وَقد جَاءَ فِي كتاب أبي دَاوُود فَإِن حَالَتْ دونه غمامة فَهَذَا تَفْسِير لذَلِك فِي الحَدِيث نَفسه وَكَانَ فِي رِوَايَة الصَّدَفِي من شُيُوخنَا والخشنى عَن الطَّبَرِيّ فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث ابْن معَاذ عمى بِالْعينِ الْمُهْملَة أَي الْتبس وَقد فسرناه فِي بَابَيْنِ قبل وَذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة

(غ م ص)

فِي بَاب إِذا رَأَيْتُمْ الْهلَال فصوموا عبى بِضَم الْغَيْن كَذَا للأصيلي والقابسي وَلأبي ذَر غبى بِفَتْحِهَا أَي خفى وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابه وَقَوله يَسْتَسْقِي الْغَمَام بِوَجْهِهِ هُوَ السَّحَاب قَالَ نفطويه هُوَ الْغَيْم الْأَبْيَض سمي بذلك لِأَنَّهُ يغم السَّمَاء أَي يَسْتُرهَا وَقيل سمي بذلك من أجل لقاحه بِالْمَاءِ لِأَنَّهُ يغمه فِي جَوْفه قَالَ شمر وَيجوز أَن يُسمى غماما من أجل غمغمته وَهُوَ صَوته والغمام وَاحِد وَجَمَاعَة واحدتها غمامة فِي كتاب النِّكَاح فِي الْهَدِيَّة للعروس قَول أنس فِي خبر الَّذين أطالوا الْجُلُوس عِنْد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي وَلِيمَة زَيْنَب فَجعلت اغتم لذَلِك مشدد الْمِيم أَي أصابني الْغم لتأذي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بذلك وَرَأَيْت بعض الشَّارِحين قد اخْتَلَط عَلَيْهِ ضَبطه حَتَّى لم يعرف مَعْنَاهُ وَقَالَ أَظُنهُ أعتم بِعَين غير مُعْجمَة وتاء مَكْسُورَة مخفف الْمِيم وَفَسرهُ بِمَعْنى أبطى وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَإِنَّمَا أَرَادَ أنس أَنه أغتم لاغتمام رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وشغل سره بالذين قعدوا يتحدثون فِي بَيته وتأذيه من ذَلِك واستحيائه مِنْهُم كَمَا قَالَ تَعَالَى إِن ذَلِكُم كَانَ يُؤْذِي النَّبِي الْآيَة وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث آخر مغموما وَقَوله تَعَالَى من بعد الْغم وَسمي غما لاشْتِمَاله على الْقلب وَقَوله تَأتي الْبَقَرَة وَآل عمرَان كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو غيايتان بميمين فِي الأول وياءين بِاثْنَتَيْنِ تحتهما فِي الثَّانِي هم بِمَعْنى (غ م ص) قَوْله أغمصه بِكَسْر الْمِيم أَي انتقده وأعيبه والغمص عيب النَّاس واستحقارهم وَأَصله الطعْن بالْقَوْل السوء وَقَوله لَا أرى إِلَّا مغموصا عَلَيْهِ أَي مطعونا عَلَيْهِ بالنفاق وَقَوله فِي أم سليم وَهِي أم أنس الغميصاء هِيَ الَّتِي فِي عينهَا غمص وَهُوَ مثل الرمص وَهُوَ قذى تقذفه الْعين وَقيل انكسار فِي الْعين وَكَانَت أم أنس تعرف بالوصفين مَعًا الغميصاء والرميصاء وَجَاء اللفظان فِي الحَدِيث فِي مُسلم بالغين مُصَغرًا وَفِي البُخَارِيّ بالراء مُصَغرًا وَفِي هَذِه الْكتب بالراء مكبرا وَقَالَ بَعضهم أَن الْمَشْهُور أَن الغميصاء أَنما هِيَ أم حرَام بنت ملْحَان أُخْت أم سليم وَأما أم سليم فالرميصاء بالراء وَهَذَا الحَدِيث يرد قَوْله وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء (غ م ض) قَوْله فاغمضه أَي أطبق أجفان عَيْنَيْهِ بَعْضهَا على بعض يُقَال أغمض الرجل إِذا نَام وَمِنْه أغمضته عِنْد الْمَوْت (غ م س) قَوْله فِي حَدِيث الْهِجْرَة وَكَانَ غمس يَمِين حلف وغمس حلفا فِي آل العَاصِي أَي حالفهم وَمعنى غمس هُنَا على طَرِيق الِاسْتِعَارَة وَذَلِكَ إِن عَادَتهم أَن يحضروا عِنْد التَّحَالُف جَفْنَة مملوة طيبا أَو دَمًا أَو رَمَادا فَيدْخلُونَ فِيهَا أَيْديهم ليتموا عقد تحالفهم بذلك وَبِذَلِك سمي بَعضهم المطيبين وَبَعْضهمْ لعقة الدَّم وَجَاء هَذَا الْحَرْف فِي كتاب عَبدُوس بِعَين مُهْملَة وَلَا وَجه لَهُ وَقَوله وَالْيَمِين الْغمُوس بِفَتْح الْغَيْن قيل هِيَ الَّتِي يقطع بهَا الْحق وَقَالَ الْخَلِيل الَّتِي لَا اسْتثِْنَاء فِيهَا قيل سميت بذلك لغمس صَاحبهَا فِي المأثم وَقيل فِي النَّار (غ م ى) قَوْله فَلَمَّا أغمى عَلَيْهِ أَي غشى عَلَيْهِ قَالَ صَاحب الْأَفْعَال يُقَال غمى عَلَيْهِ غمي وأغمى عَلَيْهِ إِذا غشي عَلَيْهِ قَالَ غَيره والرباعي أفْصح الْغَيْن مَعَ النُّون (غ ن ث ر) قَوْله يَا غنثر بِضَم الْغَيْن والثاء الْمُثَلَّثَة وَبَعْضهمْ بِفَتْح الثَّاء وبالوجهين قيدنَا الْحَرْف عَن أبي الْحُسَيْن وَغَيره وَالنُّون سَاكِنة وَذكر الْخطابِيّ فِيهِ عَن النَّسَفِيّ فتح الْعين الْمُهْملَة وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَفَسرهُ بالذباب الْأَزْرَق وَالصَّحِيح الأول وَمَعْنَاهُ فيهمَا يَا لئيم يَا دني تحقيرا لَهُ وتشبيها بالذباب والغنثر ذُبَاب وَقيل هُوَ مَأْخُوذ من الغثر وَهُوَ السُّقُوط وَقيل هُوَ بِمَعْنى يَا جَاهِل وَمِنْه قَول

فصل الاختلاف والوهم

عُثْمَان هَؤُلَاءِ رعاع غترة أَي جهلة والأغتر الْجَاهِل وَمثله الغاثر وغثر معدول مِنْهُ ثمَّ زيدت فِيهِ النُّون وَالله أعلم قَالَ الْهَرَوِيّ وَأَحْسبهُ الثقيل الوخيم (غ ن ج) قَوْله فِي تَفْسِير العربة الغنجة هُوَ شكل فِي الْجَارِيَة وتكسر وتدلل (غ ن م) قَوْله رب الْغَنِيمَة صغرها كَأَنَّهُ أَرَادَ جمَاعَة الْغنم أَو قِطْعَة مِنْهَا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث أم زرع وجدني فِي غنيمَة وَقَوله السكينَة فِي أهل الْغنم قيل أَرَادَ بذلك أهل الْيمن لِأَن أَكْثَرهم أهل غنم بِخِلَاف مُضر وَرَبِيعَة الَّذين هم أَصْحَاب إبل (غ ن ى) قَوْله أعظم النَّاس غناء فتح الْغَيْن ممدودا أَي كِفَايَة وأجزاء والغنى بِالْكَسْرِ وَالْقصر ضد الْفقر وَمِنْه خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى ويروى مَا أبقت غَنِي قيل مَعْنَاهُ الصَّدَقَة بِالْفَضْلِ عَن قوت عِيَالهمْ وحاجتهم كَقَوْلِه وأبدأ بِمن تعول وَقَوله تَعَالَى) ويسألونك مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو (قيل الْفضل عَن أهلك وَقيل فِي قَوْله مَا أبقت غَنِي تَأْوِيل آخر أَي مَا أغْنى الْمِسْكِين عَن الْمَسْأَلَة وجبر حَاله وَمِنْه قَوْله وَرجل ربطها تغَنِّيا وَتَعَفُّفًا أَي ليكتسب بهَا ويستغنى عَن النَّاس وسؤالهم وَالْحَاجة إِلَيْهِم وَقَوله لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ هُوَ من هَذَا وَعَن أبي الدَّرْدَاء هِيَ صِحَة الْجَسَد وَأما الْغناء من الصَّوْت فَهُوَ مَمْدُود وَفِي الحَدِيث لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ قَالَ سُفْيَان مَعْنَاهُ يسْتَغْن بِهِ يُقَال تغانيت وتغنيت بِمَعْنى اسْتَغْنَيْت وَفِي الحَدِيث مَا أذن الله لشَيْء إِذْنه لبني يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يُرِيد يجْهر بِهِ فسره فِي الحَدِيث أَنه من الْجَهْر وتحسين الصَّوْت كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ وَقيل هَذَا الْمَعْنى فِي الحَدِيث الأول وكل رفع صَوت عِنْد الْعَرَب غناء وَقيل مَعْنَاهُ تحزين الْقِرَاءَة وترجيعها وَقيل معنى يتَغَنَّى بِهِ أَي يَجعله هجيراه وتسلية نَفسه وَذكر لِسَانه فِي كل حالاته كَمَا كَانَت الْعَرَب تفعل ذَلِك بالشعر والحداء وَالرجز فِي تصرفاتها وأسفارها واستقائها وحروبها وأنديتها وَقَول عُثْمَان لعمَّار حِين أَتَاهُ من عِنْد عَليّ رَضِي الله عَنْهُم بِكِتَاب صَدَقَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أغنها عَنَّا بِقطع الْألف أَي أصرفها وسر بهَا عَنَّا وَقيل كفها عني يُقَال أغن عني شرك أَي كَفه وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) لكل امْرِئ مِنْهُم يَوْمئِذٍ شَأْن يُغْنِيه (وَفِي قَوْله) لن تغني عَنْهُم أَمْوَالهم (وَمثله أَنهم لن يغنوا عَنْك من الله شَيْئا أَي يمْنَع ويكف قَوْله جاريتان تُغنيَانِ بِمَا تقاولت بِهِ الْأَنْصَار قَالَ وليستا بمغنيتين الْغناء الأول من الإنشاد وَالثَّانِي من الصّفة اللَّازِمَة أَي ليستا مِمَّن اتّصف بِهَذَا واتخذه صناعَة إِلَّا كَمَا ينشد الْجَوَارِي وغيرهن من الرِّجَال فِي خلواتهم ويترنمون بِهِ من الْأَشْعَار فِي شئونهم وَيحْتَمل أَن يكون ليستا بمغنيتين الْغناء الْمَصْنُوع العجمي الْخَارِج عَن إنشادات الْعَرَب. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود وَأَنا لَا أُغني شَيْئا لَو كَانَت لي مَنْعَة كَذَا للحموي والنسفي وَعند غَيرهمَا لَا أغير بِالْيَاءِ وَالرَّاء وَالْأول أوجه وَإِن كَانَ مَعْنَاهُمَا يَصح أَي لَو كَانَ معي من يَمْنعنِي لأغنيت وكففت شرهم أَو غيرت فعلهم الْغَيْن مَعَ الصَّاد (غ ص ص) قَوْله وَالْبَيْت غاص بأَهْله يُقَال غص الْموضع بِالنَّاسِ إِذا امْتَلَأَ بهم وَمِنْه الغصة وَهِي شَيْء يمْلَأ مجْرى النَّفس ويضيقه الْغَيْن مَعَ الضَّاد (غ ض ب) قَوْله إِن رَحْمَتي سبقت غَضَبي الْغَضَب فِي غير حق الله حِدة حفيظة وهيجان حمية وَهِي فِي حق الله تَعَالَى إِرَادَة عِقَاب العَاصِي وَإِظْهَار عِقَابه وَفعله ذَلِك بِهِ وَسَيَأْتِي بَيَانه فِي رسم سبق فِي حرف السِّين (غ ض ض)

فصل الاختلاف والوهم

قَوْله لَو أَن النَّاس غضوا من الثُّلُث إِلَى الرّبع بِفَتْح الْغَيْن وَتَشْديد الضَّاد أَي نَقَصُوا والغضاضة النُّقْصَان وَقَالَ الطَّبَرِيّ مَعْنَاهُ رجعُوا قَالَ وَاصل الغض الْكَفّ وَالرَّدّ وَقَوله فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ وغضوا أبصاركم هُوَ كفها عَن النّظر وحبسها عَنهُ الْغَيْن مَعَ الْفَاء (غ ف ر) تكَرر فِي الحَدِيث الغفران وَالْمَغْفِرَة وَأَصله السّتْر والتغطية أَي اسْتُرْ ذنوبنا بِرَحْمَتك وعفوك ونستغفرك نطلب مِنْك ذَلِك وَقَوله غفرانك مصدر مَنْصُوب على الْمَفْعُول أَي هبنا ذَلِك وأعطناه والمغفر بِكَسْر الْمِيم مَا يَجْعَل من الزرد على الرَّأْس مثل القلنسوة أَو الْخمار قَوْله أكلت مَغَافِير تقدم فِي حرف الْمِيم وَإِن كَانَت زَائِدَة (غ ف ل) قَوْله أَغْفَلنَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَمِينه أَي استغفلناه وطلبنا غفلته عَنْهَا ونسيانه إِيَّاهَا وصيرناه غافلا عَنْهَا بسببنا قَالَ الله تَعَالَى) أَغْفَلنَا قلبه عَن ذكرنَا (أَي صيرناه غافلا وَقَوله من لُحُوم الغوافل أَي الفوافل عَن الْفَاحِشَة المبرآت مِنْهَا (غ ف ى) قَوْله فأغفى إغْفَاءَة بِالْمدِّ أَي نَام نومَة خَفِيفَة يُقَال أغفى الرجل إِذا نَام وَقل مَا يُقَال غفى وَذكر الحَدِيث فغفونا غفوة وَقَالَ صَاحب الْعين أغفى الرجل يغفى وغفى يغفي غفية وَذكره فِي حرف الْيَاء وَأنكر صَاحب الجمهرة قَوْلهم غفوت فِي النّوم قَالَ وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا هُوَ أغفيت. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث عَمْرو بن العَاصِي من رِوَايَة مُحَمَّد بن رَافع فَلَا تغفل فَإِن لعينك عَلَيْك حَقًا كَذَا سمعناه من الصَّدَفِي عَن العذري بالغين الْمُعْجَمَة أَولا وَفَاء بعْدهَا وَرِوَايَة الكافة فَلَا تفعل بِتَقْدِيم الْفَاء وَالْعين الْمُهْملَة وَهُوَ الصَّوَاب لموافقته سَائِر الْأَحَادِيث ولصحة الْمَعْنى وَفِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ فَاغْفِر للْأَنْصَار والمهاجرة وَالْمَشْهُور فِي غَيرهَا فَاغْفِر لأنصار أَو فَارْحَمْ الْأَنْصَار وفأصلح الْأَنْصَار وَأكْثر مَا تسْتَعْمل الْمَغْفِرَة مَعَ حرف الْجَرّ وَالصّفة لَكِن وَجه هَذَا أَي اسْتُرْ الْأَنْصَار بِرَحْمَتك ومغفرتك وأصل الْمَغْفِرَة كَمَا ذكرنَا السّتْر وَفِي لبث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة وَإِن ابْن عَبَّاس قَالَ ثَلَاثَة عشرَة سنة فغفره كَذَا للسمرقندي والسجزي مَعْنَاهُ قَالَ غفر الله لَهُ وَلابْن ماهان فصغره أَي وَصفه بالصغر وَعدم الضَّبْط إِذْ ذَاك فِي شُرُوط السَّاعَة فِي كتاب مُسلم فجَاء رجل فَقَالَ اسْتغْفر لمضر فَإِنَّهُم قد هَلَكُوا فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لمضر إِنَّك لجرئ كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَفِي البُخَارِيّ استسق قَالَ بَعضهم هُوَ الصَّوَاب والأليق قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الْأَلْيَق عِنْدِي مَا فِي كتاب مُسلم لإنكار النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذَلِك على السَّائِل لكفرهم وَلَو كَانَ سَأَلَهُ الاسْتِسْقَاء لَهُم لما أنكرهُ لِأَنَّهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد فعله ودعا لَهُم الْغَيْن مَعَ السِّين (غ س ل) قَوْله غسلنا صاحبنا بتَشْديد السِّين أَي أعطيناه مَا يغْتَسل بِهِ وَذكر الْغسْل من الْجَنَابَة وَغَيرهَا قَالُوا هُوَ بِالْفَتْح اسْم الْفِعْل وبالضم اسْم المَاء وَهُوَ قَول أبي زيد وَقد قيل فيهمَا جَمِيعًا اسْم الْفِعْل وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي وَقَوله أغسلني بِالْمَاءِ والثلج أَي طهرني من الذُّنُوب كَمَا يطهر مَا غسل بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد وَكرر هَذَا على الْمُبَالغَة فِي التَّطْهِير بالغفران وَالرَّحْمَة وَقَوله وأنزلت عَلَيْك كتابا لَا يغسلهُ المَاء قيل مَعْنَاهُ لَا يفنى وَلَا يدرس وَقيل لَا ينسى حفظه من الصُّدُور وَلَو مُحي كِتَابه وَغسل بِالْمَاءِ (غ س ق) قَوْله غسق اللَّيْل اجْتِمَاع اللَّيْل وظلمته قَالَ الْفراء غسق وظلم وأظلم وغبس وأغبس وغبش وأغبش ودجى وأدجى بِمَعْنى ورى عَن مُجَاهِد غسق اللَّيْل

فصل الاختلاف والوهم

مغيب الشَّمْس وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير قَوْله حميما وغساقا غسقت عينه وغسق الْجرْح كَانَ الغساق والغسيق وَاحِد وَلم يرد وَمَعْنَاهُ إِن غسقت عينه إِذا سَالَتْ وَقيل إِذا دَمَعَتْ وغسق الْجرْح إِذا سَالَ مِنْهُ مَاء أصفر يُرِيد أَنهم يسقون ذَلِك قَالَ السّديّ هُوَ مَا يغسق من دموعهم يسقونه مَعَ الْحَمِيم وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ مَا سَالَ من جُلُود أهل النَّار قَالَ غَيره من الصديد وَقيل الغساق الْبَارِد الَّذِي يحرق بِبرْدِهِ وَقُرِئَ بِالتَّخْفِيفِ فِي السِّين وَالتَّشْدِيد قَالَ الْهَرَوِيّ فَمن خفف أَرَادَ الْبَارِد الَّذِي يحرق بِبرْدِهِ وَقيل غساقا متْنا وَقَوله يغسل رَأسه بالغسول بِفَتْح الْغَيْن كَذَا روينَاهُ اسْما لما يغسل كَالسحُورِ والفطور والوجور لما يفعل بِهِ ذَلِك وَهُوَ كالأشنان وَنَحْوه (غ ش ش) قَوْله فِي حَدِيث أم زرع وَلَا تملأ بيتنا تغشيشا تقدم ذكر الْخلاف فِي رِوَايَته وَمَعْنَاهُ فِي حرف الْعين وَذكر الْغِشّ وَهِي الخديعة وضد النصح وَمن غَشنَا أَي خدعنَا وَأظْهر خلاف بَاطِن أمره فِي البيع وَغَيره وَقَوله لَيْسَ منا أَي لَيْسَ الْغِشّ من اخلاقنا وَقيل لَيْسَ فَاعل ذَلِك مهتديا بهدينا وَلَا مستنا بسنتنا لَا أَنه أخرجه عَن اسْم الْإِيمَان (غ ش ى) قَوْله غشيان الرجل أَهله بِكَسْر الْغَيْن كِنَايَة عَن الْجِمَاع وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) فَلَمَّا تغشاها حملت (الْآيَة وَلَعَلَّه من التغطية قَالَ الله تَعَالَى) يغشي اللَّيْل النَّهَار (أَي يغطيه يُقَال مِنْهُ غشيت امْرَأَتي وتغشيتها قيل هُوَ من الْمُبَاشرَة وَقَوله فَلَمَّا غشيت الْمجْلس عجاجة الدَّابَّة أَي تجللته وَغَطَّتْهُ وَمِنْه غشيتهم الرَّحْمَة وَمِنْه فغشيها ألوان فِي سِدْرَة الْمُنْتَهى وَقد يكون هُنَا من الغشيان الَّذِي هُوَ الْقَصْد والمباشرة وَقَوله حَتَّى تغشى أنامله فِي بعض رِوَايَات حَدِيث مثل الْمُتَصَدّق والبخيل أَي تغطيها وتسترها وَقَوله وَهُوَ متغش بِثَوْبِهِ أَي مستتر بِهِ وكل مَا ستر بِهِ شَيْء فَهُوَ غشاء لَهُ وَقَوله بلَى فأغشنا بِهِ أَي أقصدنا وباشرنا وَمِنْه قَوْله فَلَا يغشنا فِي مَسْجِدنَا وَقَوله وَإِن غشينا من ذَلِك شَيْئا أَي ألممنا بِهِ وباشرناه وغاشية الرجل الَّذين يلوذون بِهِ ويتكررون عَلَيْهِ وَقَوله وَلم يغشهن اللَّحْم أَي يباشرهن وَيكثر بِهن وَمَا لم تغش الْكَبَائِر أَي توت وتباشر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الْكُسُوف وَقد تجلاني الغشي كَذَا ضبطناه عَن أَكْثَرهم فِي الْأُمَّهَات بِفَتْح الْغَيْن وَكسر الشين وَتَشْديد الْيَاء وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَرَوَاهُ بَعضهم الغشي بِسُكُون الشين وَتَخْفِيف الْيَاء وهما بِمَعْنى يُرِيد الغشاوة يُقَال بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَحكى بَعضهم على بَصَره وَقَلبه غشاوة بِالضَّمِّ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَيُقَال غشوة وغشوة وغشوة وَأَصله من الغطاء وكل شَيْء غطى شَيْئا فقد غشيه وَهُوَ غشاء لَهُ ورويناه عَن الْفَقِيه أبي مُحَمَّد عَن الطَّبَرِيّ الْعشي وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله فِي حَدِيث سعد فَوَجَدَهُ فِي غَشيته بِكَسْر الشين وَشد الْيَاء كَذَا لرواة مُسلم وَعند البُخَارِيّ فِي غاشية قيل مَعْنَاهُ من يَغْشَاهُ من أَهله وبطانته وَيدل على صِحَة هَذَا التَّأْوِيل قَوْله فِي الحَدِيث بعد هَذَا فَتفرق قومه عَنهُ وَقيل مَعْنَاهُ الغشاوة وَقد رَوَاهُ لنا الخشنى فِي غشية بِسُكُون الشين وتنوين التَّاء آخِره وَقَالَ لنا أَبُو الْحُسَيْن لَا فرق بَين غشية وغشية وَقَالَ الْخطابِيّ وَقَوله فِي غاشية يحْتَمل من يَغْشَاهُ من النَّاس أَو مَا يَغْشَاهُ من الكرب وَتقدم فِي حرف الْعين قَوْله فِي سِدْرَة الْمُنْتَهى وغشيها ألوان وَالْخلاف فِيهِ وَالوهم الْغَيْن مَعَ الْوَاو (غ وث) فِي حَدِيث هَاجر هَل عنْدك غواث بِالْفَتْح للأصيلي وَعند أبي

فصل الاختلاف والوهم

ذَر والقابسي غواث بِالضَّمِّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَعند بَعضهم غواث بِالْكَسْرِ وَهُوَ صَحِيح أَيْضا قَالَ ابْن قُتَيْبَة يفتح وَيضم قَالَ الْفراء يُقَال أجَاب الله غواثه وغواثه وَلم يَأْتِ فِي الْأَصْوَات إِلَّا الضَّم إِلَّا غواثا وَقد جَاءَ مكسورا نَحْو النداء والغناء وَقَوله فَادع الله يغيثنا بِضَم الثَّاء كَذَا لِابْنِ الْحذاء ولرواة البُخَارِيّ فِي كتاب الاسْتِسْقَاء أَي ادْعُه بِأَن يغيثنا وَجَوَاب الْأَمر مَحْذُوف يدل عَلَيْهِ الْكَلَام أَي يجبك أَو يحيى النَّاس وَنَحْوه كَقَوْلِه فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ادْع الله أَن يسقينا وَعند أَكْثَرهم يغثنا على الْجَواب وَمِنْهُم من ضم الْيَاء من الإغاثة وَمِنْهُم من فتحهَا من الْغَيْث والغوث مَعًا وَكَذَلِكَ يجوز فِي اللَّفْظ الأول وَقَوله اللَّهُمَّ أغثنا كَذَا الرِّوَايَة وَهِي من الإغاثة والغوث وَهِي الْإِجَابَة لَا من الْغَيْث أَي تداركنا من عنْدك بغوث يُقَال من ذَلِك غاثه الله وأغاثه والرباعي اللُّغَة الْعَالِيَة وَقَالَ ابْن دُرَيْد الأَصْل غاثه يغوثه غوثا فأميت وَاسْتعْمل أغاثه يغيثه وَمن فتح الْيَاء فَمن الْغَيْث يُقَال غيثت الأَرْض وغاثها الله بالمطر وَلَا يُقَال مِنْهُ أغاث وَيحْتَمل أَن يكون اللَّهُمَّ أغثنا أَي أعطنا غيثا كَمَا قيل فِي أسقينا أَي جعلنَا لَهُم سقيا وسقينا نَا وَلنَا هم ذَلِك وَقيل هما لُغَتَانِ وَفِي البارع قَالَ أَبُو زيد اللَّهُمَّ أغثنا أَي تداركنا من قبلك بغياث (غ ور) قَوْله غائر الْعَينَيْنِ أَي غير جاحظتين بل داخلتان فِي نقرتهما وَالْعرب تسمي العظمين اللَّذين فيهمَا المقلتان الغارين وَقَوله أغار على بني فلَان وأشرق ثبير كَيْمَا نغير أصل الإغارة الدّفع على الْقَوْم لاستلاب أَمْوَالهم ونفوسهم وَقَول عمر عَسى الغوير أبؤسا للَّذي أَتَاهُ بمنبوذ مثل ضربه لِأَنَّهُ اتهمه أَن يكون صَاحبه فَضرب لَهُ هَذَا الْمثل أَي عَسى أَن يكون بَاطِن أَمرك رديا وللمثل قصَّة مَعَ الزباء وقصير مَذْكُورَة والغوير مَاء لكَلْب سلكه قصير وَقيل بل هُوَ فِي غير هَذِه الْقِصَّة وَأَنه تَصْغِير غَار كَانَ فِيهِ نَاس فانهار عَلَيْهِم أَو أَتَاهُم فِيهِ عَدو قَتلهمْ فَصَارَ مثلا لكل مَا يخَاف أَن يأتى مِنْهُ شَرّ وَقيل الغوير طَرِيق قوم من الْعَرَب يغيرون مِنْهُ فَكَانَ غَيرهم يتواصون بحراسته لَيْلًا يَأْتِيهم مِنْهُ بَأْس وَقيل هُوَ نفق فِي حصن الزباء وَقَالَ الْحَرْبِيّ معنى الغوير هُنَا الْفرج وَهُوَ الْغَار مُصَغرًا أَرَادَ عساك قاربت بفرجك باسا وَأَنت صَاحبه فَهُوَ من سَبَب غويرك وَهُوَ فرجك وَقد تقدم فِي الْبَاء وَجه نصب أبؤسا فِي الْعَرَبيَّة (غ وط) قَوْله انا فِي غَائِط مضبة الْغَائِط المنخفض من الأَرْض وَبِه سمي الْحَدث لأَنهم كَانُوا يقصدونه بذلك يستترون بِهِ والمضبة ذَات الضباب الْكَثِيرَة وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْحَاء وَفِي حرف الضَّاد (غ ول) قَوْله وَلَا غول بِضَم الْغَيْن جَاءَ فِي الحَدِيث تَفْسِيرهَا الغول الَّتِي تغوك بِفَتْح التَّاء والغين يُرِيد تتلون فِي صور مثل الغيلان سحرة الْجِنّ وَكَانَت الْعَرَب تَقول إِن الغيلان تتراءى للنَّاس فتتغول تغولا أَي تتلون لَهُم وتضلهم عَن الطَّرِيق وتهلكهم فَأبْطل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَذَا الشَّأْن (غ وغ أ) قَوْله غوغاء الْجَرَاد ممدودا قيل هُوَ الْجَرَاد نَفسه وَقيل هُوَ صغارها وإضافته إِلَى الْجَرَاد يصحح هَذَا وَهُوَ إِذا ظَهرت أجنحته واستقل وماج بعضه فِي بعض يشبه بِهِ سفلَة النَّاس وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ شَيْء يشبه البعوض إِلَّا أَنه لَا يعَض (غ وى) قَوْله غوت أمتك وَمن يعصهما فقد غوى وأغويت النَّاس كُله من الغي وَهُوَ الانهماك فِي الشَّرّ يُقَال مِنْهُ غوى يغوي غيا وغواية وَأما قَوْله تَعَالَى فِي آدم فغوى فَمَعْنَاه جهل وَقيل أَخطَأ وَقد قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى فنسى. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله بَينا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

(غ ي ب)

فِي غَار فنكبت اصبعه فَقَالَ هَل أَنْت إِلَّا اصبع دميت قَالَ الْكِنَانِي لَعَلَّه فِي غَزْو بِدَلِيل الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي بعض الْمشَاهد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا ببعد أَن يتَّفق لَهُ نُزُوله فِي غَار فِي بعض مَنَازِله فِي مشاهده فَلَا يكون بَينهمَا تنافرا وَيكون الْغَار هُنَا الْجَيْش نَفسه وَمِنْه الحَدِيث الآخر مَا ظَنك بامرئ جمع مَا بَين هاذين الغارين أَي الجيشين والغار الْجمع الْكثير وَقَوله فِي الْجِهَاد اسْتقْبل سفرا بَعيدا ومغارا كَذَا لِابْنِ السكن بالغين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وللأصيلي والقابسي والنسفي وَأبي الْهَيْثَم مغاز بالزاي وللحموي وَالْمُسْتَمْلِي وَأبي نعيم مفازا وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وَكَذَلِكَ عِنْد مُسلم بِغَيْر خلاف وَعِنْده للسجزي مفاوز وَهُوَ مِمَّا يصحح مَا قُلْنَاهُ وَلَا وَجه للقولين الْأَوَّلين وَفِي تَفْسِير النميمة فَقَالَ الغالة بَين النَّاس كَذَا بالغين فِي بعض النسح ولكافة شُيُوخنَا القالة بِالْقَافِ أَي القَوْل وَهُوَ أشبه بالنميمة فِي تَفْسِيرهَا وَقد تكن الغالة من الغائلة وَهُوَ اعْتِقَاد السوء والضر وَمِنْه قيل الغيلة والغائلة فِي البيع وسنذكره بعد الْغَيْن مَعَ الْيَاء (غ ي ب) قَوْله وتستحد المغيبة وَالدُّخُول على المغيبة بِضَم الْمِيم وَهِي الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوجهَا يُقَال أغابت الْمَرْأَة إِذا غَابَ زَوجهَا فَهِيَ مغيبة وضده المشهد بِغَيْر هَاء للَّتِي حضر زَوجهَا وَقيل ذَلِك فِي مغيب وَليهَا عَنْهَا أَيْضا وَقَوله وَكَانَ مغيبا فِي بعض حاجاته كَذَا جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْمَعْرُوف غَائِبا ومتغيبا كَمَا جَاءَ فِي غَيره وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله وَأَن نفرنا غيب جمع غَائِب كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الْغَيْن وَضَبطه غَيره غيب بفتحهما وغيبوبة الشَّفق وغيوبه ومغيبه وغيبته سَوَاء ذَهَابه وَمثله غَابَ الرجل غيبَة ومغيبا وغيبوبة وَقَوله نهى عَن الْغَيْبَة بِالْكَسْرِ وَقد اغْتَبْته والاغتياب فسره فِي الحَدِيث ذكر أَخِيك بِمَا فِيهِ يُرِيد فِيمَا يكره ذكره وَذكر الغابة وَهِي مَوضِع وَأَصله إِلَّا جمة والملتف من الشّجر وَمِنْه قَوْله كليث غابات (غ ي ث) الْغَيْث الْمَطَر وَقد يُسمى الْكلأ غيثا كَمَا سمي سَمَاء وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِيمَا قيل كَمثل غيث أعجب الْكفَّار نَبَاته وغيثت الأَرْض فَهِيَ مغيثة وَقد تقدم من هَذَا (غ ي ر) قَوْله إِنِّي امْرَأَة غيور وَأَن سَعْدا لغيور وَأَنا أغير مِنْهُ وَالله أغير مني وَلَا شَيْء أغير من الله وَذكرت غيرتك وَعَلَيْك أغار وَأَن الْمُؤمن يغار وَالله يغار وغيرة الله أَن يَأْتِي الْمُؤمن مَا حرم عَلَيْهِ وَالله أَشد غيرا وَغَارَتْ امكم وَمَا غرت على امْرَأَة كُله بِمَعْنى وَاحِد فِي الْمَخْلُوق وَهُوَ تغير الْقلب وهيجان الحفيظة بِسَبَب الْمُشَاركَة فِي الِاخْتِصَاص من أحد الزَّوْجَيْنِ بِالْآخرِ أَو بحريمه وذبه عَنْهُم وَمنعه مِنْهُم يُقَال غَار الرجل فَهُوَ غيور من قوم غير وَغير مثل كتب وغائر أَيْضا وَرجل غير أَن من قوم غياري وغار هُوَ يغار غيرَة بِالْفَتْح وغارا وغيرا وَامْرَأَة غيراء وَجَاء فِي حَدِيث أم سَلمَة وَأَنا غيور للْأُنْثَى وَكَثِيرًا مَا جَاءَ فعول للْأُنْثَى بِغَيْر هَاء كعروب وضحوك وشموع وَعقبَة كؤد وَأَرْض صعُود وحدور وَكَذَا الْبَاب كُله مَتى كَانَ فعول بِمَعْنى فَاعل إِلَّا قَوْلهم وَأما فِي حق الله تَعَالَى فَهُوَ مَنعه ذَلِك وتحريمه وَيدل عَلَيْهِ قَوْله من غيرته حرم الْفَوَاحِش وَقَوله وغيرته أَن يَأْتِي الْمُؤمن مَا حرم عَلَيْهِ وَقد يكون فِي حَقه تَغْيِيره فَاعل ذَلِك بعقاب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقَوله أشرق ثبير كَيْمَا نغير أَي ندفع للنحر بِسُرْعَة والإغارة السرعة وَمِنْه أغارت الْخَيل وغور المَاء (غ ي ط) قَوْله أَنا فِي غَائِط مضبة الْغَائِط المطمئن من الأَرْض يُرِيد ذَا ضباب وسمى الْحَدث بِهِ لِأَن من أَرَادَ الْحَدث ذهب إِلَيْهِ يسْتَتر فِيهِ (غ ي ظ) قَوْله أَغيظ الْأَسْمَاء عِنْد الله هَذَا من مجَاز الْكَلَام ومعدول عَن ظَاهره والغيظ صفة تغير فِي الْمَخْلُوق عِنْد احتداد مزاجه

(غ ي ل)

وتحرك حفيظته وَالله متعال عَن التغيرات وسمات الْحُدُوث وَالْمرَاد عُقُوبَته للمتسمى بهَا أَي أَن أَصْحَاب هَذِه الْأَسْمَاء أَشد عُقُوبَة عِنْده وَقَوله وغيظ جارتها أَي أَن ضَرَّتهَا ترى من حسنها مَا يهيج حسدها ويغيظها (غ ي ل) قَوْله هَمَمْت أَن أنهِي عَن الغيلة ضبطناه بِكَسْر الْغَيْن وَفتحهَا وَقَالَ بَعضهم لَا يَصح فتح الْغَيْن إِلَّا مَعَ حذف الْهَاء فَيُقَال الغيل وَحكى أَبُو مَرْوَان بن سراج وَغَيره من أهل اللُّغَة الغيلة والغيلة مَعًا فِي الرَّضَاع وَفِي الْقَتْل بِالْكَسْرِ لَا غير وَقَالَ بَعضهم هُوَ بِالْفَتْح من الرَّضَاع الْمرة الْوَاحِدَة وَفِي بعض رِوَايَات مُسلم عَن الغيال بِالْكَسْرِ جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث عَن مَالك وَغَيره أَن يطَأ الرجل امْرَأَته وَهِي ترْضع يُقَال من ذَلِك أغال فلَان وَلَده وَالِاسْم الغيل والاغتيال وَعلة ذَلِك لما يخْشَى من حملهَا فترضعه كَذَلِك فَهُوَ الَّذِي يضر بِهِ فِي لَحْمه وقوته وَفِي الحَدِيث الآخر مَا سقى بالغيل فَفِيهِ الْعشْر الغيل بِفَتْح الْغَيْن المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض من الْأَنْهَار والعيون قَالَ أَبُو عبيد الغلل والغيل المَاء الْجَارِي الظَّاهِر وَقَوله قتل غيلَة وَلَا يغتالونه أَو اغتيل أَي يقتلونه فِي خُفْيَة والغيلة الْقَتْل بمخادعة وحيلة بِكَسْر الْغَيْن لَا غير وَقَوله لاداء وَلَا خبثة وَلَا غائلة أَي لَا خديعة وَلَا حِيلَة قَالَ الْخطابِيّ الغائلة فِي البيع كل مَا أدّى إِلَى تلف الْحق وَذكره بَعضهم فِي ذَوَات الْوَاو وَفَسرهُ قَتَادَة فِي كتاب البُخَارِيّ الغائلة الزِّنَى وَالسَّرِقَة والإباق وَالْأَشْبَه عِنْدِي أَن يكون تَفْسِير قَتَادَة رَاجعا إِلَى الخبثة والغائلة مَعًا (غ ي ن) قَوْله أَنه ليغان على قلبِي حَتَّى اسْتغْفر الله كَذَا وَكَذَا مرّة يَعْنِي أَنه يلبس عَلَيْهِ ويغطي قيل ذَلِك بِسَبَب أمته وَمَا اطلع عَلَيْهِ من أحوالها بعده حَتَّى يسْتَغْفر لَهُم وَقيل أَنه لما يشْغلهُ من النّظر فِي أُمُور أمته ومصالحهم ومحاربة عدوه ومدارات غَيره للاستيلاف حَتَّى يرى أَنه قد شغل بذلك وَإِن كَانَ فِي أعظم طَاعَة وأشرف عبَادَة عَن مُلَازمَة مقاماته ورفيع درجاته وفراغه لِتَفَرُّدِهِ بِهِ وخلوص قلبه وهمه عَن كل شَيْء سواهُ وَإِن ذَلِك غض من حَالَته هَذِه الغلية فيستغفر الله لذَلِك وَقيل هُوَ مَأْخُوذ من الْغَيْن وَهُوَ الْغَيْم والسحاب الرَّقِيق الَّذِي يغشى السَّمَاء فَكَانَ هَذَا الشّغل أَو الْهم يغشى قلبه ويغطيه عَن غَيره حَتَّى يسْتَغْفر مِنْهُ وَقيل قد يكون هَذَا الْغَيْن السكينَة الَّتِي تغشى قلبه لقَوْله تَعَالَى) فَأنْزل الله سكينته عَلَيْهِ (واستغفاره لَهَا إِظْهَار للعبودية والافتقار وَقيل يحْتَمل أَن يكون حَالَة خشيَة وإعظام يغشى الْقلب واستغفاره شكرا لله وملازمة للعبودية كَمَا قَالَ أَفلا أكون عبدا شكُورًا (غ ي م) قَوْله فِيمَا سقت الْأَنْهَار والغيم الْعشْر كَذَا فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر عِنْد مُسلم وَمَعْنَاهُ الْمَطَر مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فِيمَا سقت السَّمَاء الْعشْر والغيم السَّحَاب الرَّقِيق وَقَوله وَالسَّمَاء مغيمة بِكَسْر الْغَيْن ويروى بِفَتْحِهَا وَفتح الْيَاء وبكسر الْيَاء أَيْضا كَذَا ضَبطنَا هَذَا الْحَرْف عَن شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَكله صَحِيح وَقد قدمنَا أَنه يُقَال غيمت وأغامت كُله إِذا كَانَ بهَا غمام (غ ي ض) قَوْله لأتغيضها نَفَقَة أَي لَا تنقصها وَلَا تقل عطاءها يُقَال غاض الشَّيْء يغيض وغضته أَنا قَالَ الله وَمَا تغيض الْأَرْحَام وَمَا تزداد أَي مَا تنقص من مُدَّة حملهَا وَمَا تزيد عَلَيْهِ وَقيل مَا تسقطه نَاقِصا قبل تَمام خلقه (غ ي ي) قَوْله فيسيرون تَحت ثَمَانِينَ غَايَة تَحت كل غَايَة كَذَا وَكَذَا هِيَ بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ وَمَعْنَاهَا الرَّايَة سميت بذلك لِأَنَّهَا تنصب أغييتها إِذا نصبتها أَو لِأَنَّهَا تشبه السَّحَاب لمسيرها فِي الجو والغياية السحابة وَقد ذكر بَعضهم أَنه روى فِي غَيرهَا

فصل الاختلاف والوهم

غابة يَعْنِي الأجمة شبه اجْتِمَاع رماحهم وَكَثْرَتهَا بهَا وَفِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان كَأَنَّهُمَا غيايتان أَو غمامتان وهما بِمَعْنى الغياية بِالْيَاءِ فيهمَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا كل شَيْء أظل الْإِنْسَان كالسحابة والغبرة وَالْمرَاد هُنَا سحابتان وَالله أعلم وَقَوْلها غيا يَاء أَو عيا يَاء أنكر أَبُو عُبَيْدَة رِوَايَة الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَقد رَوَاهُ بَعضهم بالغين بِغَيْر شكّ فِي غير هَذِه الْأُمَّهَات وَله عِنْدِي وَجه لَا يُنكر أَن يكون بِمَعْنى طباقاء الَّذِي تنطبق عَلَيْهِ أُمُوره وَكَذَلِكَ هَذَا من الغياية وَهُوَ مَا يُعْطي الْإِنْسَان من غمرة وَغَيرهَا وتظله فَكَأَنَّهُ غطيت عَلَيْهِ أُمُوره فَلَا يَعْقِلهَا أَو يكون من الْغَيْن وَهُوَ الانهماك فِي الشَّرّ أَو من الغي أَيْضا وَهِي الخيبة قَالَ الله) فَسَوف يلقون غيا (قيل خيبة وَقيل غير هَذَا وَفِي حَدِيث السباق ذكر الْغَايَة بِالْيَاءِ وَهُوَ أمد السباق وَقَوله فِيهِ من الغابة بِالْبَاء بِوَاحِدَة هُوَ مَوضِع نذكرهُ وَقَوله وَكَانَ لغية يُقَال فلَان لغية إِذا كَانَ لغير رشدة بِفَتْح الْغَيْن من الغي كَمَا يُقَال لزنية بِكَسْر الزَّاي وَحكى ابْن دُرَيْد أَنه يُقَال فِيهِ لغية بِكَسْر الْغَيْن أَيْضا وَكَذَلِكَ لرشده بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا مَعًا وَقَالَ أَبُو عبيد لَا أعرف الْكسر وَمَوْضِع هَذَا أَن يكون فِي حرف الْغَيْن وَالْوَاو. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي كتاب مُسلم أَغيظ رجل على الله يَوْم الْقِيَامَة وأخبثه وأغيظه رجل تسمى بِملك الْأَمْلَاك كَذَا فِي النّسخ كلهَا وَالرِّوَايَات عَنهُ بِالْيَاءِ من الغيظ فيهمَا قَالَ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي لَعَلَّه فِي أَحدهمَا أغنط بالنُّون والطاء بِالْمُهْمَلَةِ وَلَا وَجه لتكرار الغيظ إِذْ لَا تكون اللَّفْظَة الْوَاحِدَة مَعَ قرب فِي كَلَام فصيح والغنط شدَّة الكرب فصل مشتبه أَسمَاء الْمَوَاضِع والأمكنة فِي هَذَا الْحَرْف (برك الغماد) بِضَم الْغَيْن وَكسرهَا وَتَخْفِيف الْمِيم وَآخره دَال كَذَا ذكره صَاحب الجمهرة ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء غيقة بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة بعْدهَا يَاء تحتهَا اثْنَتَانِ ثمَّ قَاف مَفْتُوحَة مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة من بلد بني غفار وَقيل هُوَ قليب مَاء لبني ثَعْلَبَة الغميم بِفَتْح الْغَيْن وَمِنْهُم من يضمها ويصغره مَاء بَين عسفان وضجنان وَقيل وَاد وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْكَاف الغابة بباء بِوَاحِدَة مَال من أَمْوَال عوالي الْمَدِينَة وَهُوَ الْمَذْكُور فِي حَدِيث السباق من الغابة إِلَى كَذَا وَمن أثل الغابة وَحَتَّى باتى خازني من الغابة وَفِي تَرِكَة الزبير مِنْهَا الغابة وَكَانَ بهَا مَاله كَانَ اشْتَرَاهَا بسبعين وَمِائَة ألف وبيعت فِي تركته بِأَلف ألف وسِتمِائَة ألف وَقد صحف قَدِيما كثير هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث السباق فَقَالَ فِيهِ الْغَايَة فَرده عَلَيْهِ مَالك وَكَذَلِكَ غلط فِي تَفْسِيره بعض الشَّارِحين فَقَالَ الْغَايَة مَوضِع الشّجر الَّتِي لَيست بمربوبة لاحتطاب النَّاس ومنافعهم فغلط فِيهِ من جِهَتَيْنِ اللُّغَة وَالْعرْف مَعًا وَإِنَّمَا هُوَ فِي اللُّغَة الشّجر الملتف والأجم من الشّجر وَشبههَا الغوير بِضَم الْغَيْن مُصَغرًا وَآخره رَاء جرى ذكره فِي حَدِيث عمر ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْغَيْن وَالْوَاو وَالِاخْتِلَاف فِي مَعْنَاهُ وَمن قَالَ أَنه مَوضِع وبيناه غَدِير الأشطاط بِفَتْح الْهمزَة والشين الْمُعْجَمَة وإهمال الطائين تقدم فِي حرف الْألف غَدِير خم ذكرنَا خما فِي حرف الْخَاء وَهُوَ غَدِير تصب فِيهِ عين وَبَين الغدير وَالْعين مَسْجِد للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فصل مُشكل الْأَسْمَاء فِيهِ غبندر بِضَم الْغَيْن وَفتح الدَّال وَآخره رَاء لقب مُحَمَّد بن جَعْفَر وغنيم بن قيس بِضَم الْغَيْن وَفتح النُّون مُصَغرًا وَعبد الرَّحْمَن بن الغسيل بِفَتْح الْغَيْن وَأَبُو غلاب يُونُس بن جُبَير بِفَتْح الْغَيْن وَتَخْفِيف اللَّام وَآخره بَاء

حرف الفاء مع سائر الحروف

بِوَاحِدَة كَذَا سمعناه مخففا من أبي بَحر وَكَذَا عَن الجياني وَكَذَا قَيده بعض أَصْحَابنَا عَن القَاضِي أبي عَليّ وقيدته أَنا عَنهُ عَن العذري بتَشْديد اللَّام وَبِه قَيده أَبُو نصر الْحَافِظ فِي إكماله وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم وسُويد بن غَفلَة بِفَتْح الْغَيْن وَالْفَاء وَذكر مُسلم تَصْحِيف عبد القدوس فِيهِ وَقَوله عقلة بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْقَاف كَذَا الرِّوَايَة الصَّحِيحَة فِي تصحيفه وَهُوَ الَّذِي عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَعند ابْن أبي جَعْفَر بِالْفَاءِ وَعتبَة بن غَزوَان وفضيل بن غزان غَزوَان حَيْثُ وَقع فِيهَا بالزاي مَفْتُوح الْغَيْن وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ وامراة من بني غامد بالغين الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة وشبيب بن غرقدة بِفَتْح الْغَيْن وَالْقَاف وَبَنُو غنم بِفَتْح الْغَيْن وَسُكُون النُّون وعياض بن غنم وَمُحَمّد بن غرير بِضَم الْغَيْن وراءين مهملتين وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا عَزِيز وَتقدم وَابْن أبي غنية تقدم ذكره أَيْضا وغوث بالغين الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وَآخره ثاء مُثَلّثَة كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَجَاء عِنْد الْمُسْتَمْلِي والحموي بِالْعينِ الْمُهْملَة وَبَعْضهمْ يَقُوله بِضَم الْغَيْن وَالْأول أعرف وَأشهر وغيلان وَبنت غيلَان حَيْثُ وَقع بغين مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَقيس عيلان وَحده بِالْمُهْمَلَةِ وَتقدم فِي حرف الْعين الْمُهْملَة غياث وَأَبُو غياث وغزية وغنام مَعَ مَا يشبه خطها وَكَذَلِكَ غنية وغفار وَفِي الْخطْبَة عَن أبي الْمُبَارك روح بن غطيف بِضَم الْغَيْن وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة وَقع عِنْد الْفَارِسِي والعذري بضاد مُعْجمَة وَهُوَ وهم عِنْد جَمِيعهم وَالصَّوَاب الأول وَكَذَلِكَ بَنو غطيف قبيل من مُرَاد ذكرهم فِي التَّفْسِير والغميصاء اسْم أم سليم كَذَا قَالَه مُسلم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَالْخلاف فِيهِ فصل مُشكل الْأَنْسَاب فِيهَا الْغِفَارِيّ بِكَسْر الْغَيْن وبالفاء حَيْثُ وَقع مَنْسُوب إِلَى بني غفار وَكَذَلِكَ الغيلاني بِفَتْح الْغَيْن وَآخره نون مِنْهُم سُلَيْمَان بن عبيد الله الغيلاني أَبُو أَيُّوب مَنْسُوب إِلَى غيلَان بطن فِي غنم وَفِي هَمدَان وَسليمَان بن أبي الْجَعْد الْغَطَفَانِي بِفَتْح الْغَيْن والطاء مَنْسُوب إِلَى غطفان حَيْثُ وَقع وَتقدم فِي حرف الْغَيْن الغنوي والغبري مَعَ مَا يُشبههُ والغداني بِضَم الْغَيْن وَتَخْفِيف الدَّال الْمُهْملَة وَآخره نون وغدانة بطن من تَمِيم وَأَبُو مَرْوَان يحيى ابْن زَكَرِيَّاء الغساني بِفَتْح الْغَيْن مَنْسُوب إِلَى غَسَّان قبيل الْيمن الْمَعْرُوف وَوَقع عندا لقابسي هُنَا العشاني بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الشين مخففا وَهُوَ وهم حرف الْفَاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف (الْفَاء مَعَ الْهمزَة) (ف اد) قَوْله يرجف فُؤَاده وَأهل الْيمن أَضْعَف ويروى أَلين قلوبا وارق أَفْئِدَة الْفُؤَاد الْقلب فهما لفظان بِمَعْنى كرر لَفْظهمَا لاختلافه تَأْكِيدًا وَقيل الْفُؤَاد عبارَة عَن بَاطِن الْقلب وَقيل الْفُؤَاد عين الْقلب وَقيل الْقلب أخص من الْفُؤَاد وَقيل الْفُؤَاد غشاء الْقلب وَالْقلب جثته وَمعنى الضعْف والرقة واللين هُنَا كِنَايَة عَن سرعَة الْإِجَابَة وضد الْقَسْوَة الَّتِي وصف بهَا غَيرهم وَقَوله أفئدتهم مثل أَفْئِدَة الطير من هَذَا يُرِيد فِي الرقة واللين يُقَال فئد الرجل إِذا مرض بفؤاده وفادته أصبت بِالرَّمْي فُؤَاده وَمِنْه فِي الحَدِيث أَنْت رجل مفؤد (ف ال) قَوْله يحب الفال وَيكرهُ الطَّيرَة مهمور وَكَانَ يتفأل مشدد الْهمزَة قَالَ أهل اللُّغَة والمعاني الفال فِيمَا يحسن ويسوء والطيرة لَا تكون إِلَّا فِيمَا يسوء وَجمع الفال فئول وَقَالَ بَعضهم هُوَ ضد الطَّيرَة (ف ام) قَوْله يغزوا فِئَام من النَّاس بِكَسْر الْفَاء مَعْنَاهُ الْجَمَاعَة وَقيل الطَّائِفَة قَالَ ثَابت هُوَ مَأْخُوذ من الفئام وَهِي كالقطعة من الشَّيْء وَقَالَهُ بَعضهم بِفَتْح الْفَاء حَكَاهُ الْخَلِيل وَهِي رِوَايَة

فصل الاختلاف والوهم

الْقَابِسِيّ وَأدْخلهُ صَاحب الْعين فِي حرف الْيَاء بِغَيْر همز وَغَيره بهمزه وَكَذَا قَالَه الْقَابِسِيّ وَحكى الْخطابِيّ أَن بَعضهم رَوَاهُ فيام بِالْفَتْح مشدذ الْيَاء وَهُوَ غلط وَفِي المهموز ذكره الْهَرَوِيّ وَكَذَا قيد عَن أبي ذَر بِالْهَمْز (ف أُفٍّ أ) قَوْله تمتمة أَو فأفأة الفأفأة الَّذِي تغلب على لِسَانه الْفَاء وترديدها وَتقدم تَفْسِير التمتمة وَهِي ثقل النُّطْق بِالتَّاءِ على الْمُتَكَلّم وَقَالَ ابْن دُرَيْد الفأفأة الحبسة فِي اللِّسَان وَالرجل فأفاء يمد وَيقصر (ف أس) قَوْله بفئوسهم جمع فاس وَهِي الْقدوم إِذا كَانَت برأسين (ف أَو) قَوْله الْفَيْئَة مَعْنَاهُ الْفرْقَة والطائفة هُوَ من قَوْلهم فأيت رَأسه وفأوته إِذا شققته قَالَ الله) فَمَا لكم فِي الْمُنَافِقين فئتين (أَي فرْقَتَيْن انقسمتم فِي ذَلِك واختلفتم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي إِسْلَام أبي ذَر فَإِن رَأَيْت شَيْئا أَخَاف عَلَيْك فَإِنِّي أريق المَاء كَذَا لبَعض رُوَاة البُخَارِيّ وَعند البُخَارِيّ وَغَيره وَمُسلم قُمْت كَأَنِّي أريق المَاء وَهُوَ الصَّحِيح الْفَاء مَعَ التَّاء (ف ت ح) قَوْله فِي عَلَامَات النبوءة فَجعل فِيهِ فتح بالميشار فسرناه فِي حرف الْمِيم وَالْيَاء وَذكرنَا وهمه وَالْخلاف فِيهِ وَذكر فِيهَا الْمِفْتَاح وَفِي بعض الرِّوَايَات المفتح وهما لُغَتَانِ وَقَوله فِي لَا إِلَه إِلَّا الله إِن جِئْت بمفتاح لَهُ أَسْنَان فتح لَك كَذَا للأصيلي بِفَتْح الْفَاء وَلغيره فتح على مَا لم يسم فَاعله هَذَا ضرب مثل للْحَال إِن شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله مُوجبَة للجنة ودخولها ثمَّ جعل الْأَعْمَال مَعهَا كأسنان الْمِفْتَاح الَّذِي لَا ينْتَفع بِهِ وَلَا يفتح غلقا إِلَّا أَن يكون مَعَه أَسْنَان يُرِيد أَن يدْخل الْجنَّة دون حِسَاب وَلَا عِقَاب على مَا فرط فِيهِ من فَرَائِضه أَو أَتَاهُ من مَحَارمه وإلافهي مُوجبَة لدُخُول الْجنَّة على كل حَال على مَذْهَب أهل السّنة وعَلى مَا تأولناه يُوَافق قَول وهب هَذَا لقَولهم وَلَا يَصح تَأْوِيله على غَيره من مَذَاهِب أهل الْبدع من الْخَوَارِج والمعتزلة لقَولهم بتخليد أهل الذُّنُوب فِي النَّار ومنعهم الْجنَّة رَأْسا وَقَوله أَو فتح هُوَ أَي نصر وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) إِن تستفتحوا (الْآيَة أَي تسألوا الله النَّصْر فقد أَتَاكُم وَمِنْه كَانَ يستفتح بصعاليك الْمُهَاجِرين وَقَوله ساعتان تفتح لَهما أَبْوَاب السَّمَاء يكون على ظَاهره وَقيل فِي هَذَا أَنه عبارَة عَن الْإِجَابَة للدُّعَاء (ف ت خَ) قَوْله يلقين الفتخ وفتخها وَهِي الخواتيم بِفَتْح الْفَاء وَالتَّاء قيل هِيَ خَوَاتِيم عِظَام يمْسِكهَا النِّسَاء كَذَا فسره فِي كتاب البُخَارِيّ عبد الرَّزَّاق وَقَالَ غَيره هِيَ خَوَاتِيم تلبس فِي الرجل وأحدها فتخة بِفَتْح الْفَاء وَالتَّاء وَقَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ خَوَاتِيم لَا فصوص لَهَا وَتجمع أَيْضا فتاخا وفتخات وَفِي الجهرة الفتخة حَلقَة من ذهب أَو فضَّة لَا فص لَهَا وَرُبمَا اتخذ لَهَا فص كالخاتم ف ت ر) قَوْله وفتر الْوَحْي وفترة الْوَحْي مَعْنَاهُ سكن وأغب نُزُوله وتتابعه والفترة مَا بَين كل نبيئين (ف ت ك) الفتك فِي الْحَرْب أصل الفتك مَجِيء الرجل إِلَى الآخر وَهُوَ غَار فيقتله وَقيل الفتك الْقَتْل مجاهرة وكل من جاهر بقبيحة فَهُوَ فاتك وَقيل الفتك هُوَ الْهم بالشَّيْء يفعل والفاتك الشجاع الَّذِي إِذا هم بِأَمْر فعله قَالَ الْفراء يُقَال فِيهِ الفتك والفتك والفتك ثَلَاث لُغَات (ف ت ل) قَوْله أَقبلت عير من الشَّام فَانْفَتَلَ النَّاس إِلَيْهَا أَي مالوا وذهبوا إِلَى جِهَتهَا كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَخرج النَّاس إِلَيْهَا وابتدروها وكما قَالَ تَعَالَى) انْفَضُّوا إِلَيْهَا ( (ف ت ن) قَوْله فتْنَة الرجل فِي أَهله وَمَاله وفتنة النَّار وفتنة المحيى وَالْمَمَات وأصابتني فِي مَالِي فتْنَة وفتنة كَذَا وَفتن كَقطع اللَّيْل وَفُلَان فتنته الدُّنْيَا وَفِي رِوَايَة افتنته وهما صَحِيحَانِ عِنْد أهل اللُّغَة إِلَّا الْأَصْمَعِي فأنكرا فتنته

فصل الاختلاف والوهم

وَاصل الْفِتْنَة الاختبار والامتحان يُقَال فتنت الْفضة على النَّار إِذا خلصتها ثمَّ اسْتعْمل فِيمَا أخرجه الاختبار للمكروه ثمَّ كثر اسْتِعْمَاله فِي أَبْوَاب الْمَكْرُوه فجَاء مرّة بِمَعْنى الْكفْر كَقَوْلِه والفتنة أكبر من الْقَتْل أَي ردكم النَّاس إِلَى الشّرك أكبر من الْقَتْل وتجيء للإثم كَقَوْلِه أَلا فِي الْفِتْنَة سقطوا وَمِنْه أصابتني فِي مَالِي فتْنَة وهموا أَن يفتتنوا فِي صلَاتهم أَي يسهوا ويخلطوا وَتَكون على أَصْلهَا للاختبار كَقَوْلِه إِنَّمَا أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة وَتَكون بِمَعْنى الإحراق بالنَّار كَقَوْلِه إِن الَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات أَي حرقوهم وَمِنْه أعوذ بك من فتْنَة النَّار وَقيل أَنَّهَا هُنَا على أَصْلهَا من التصفية لِأَن الْمُعَذَّبين بالنَّار من الْمُؤمنِينَ المذنبين إِنَّمَا عذبُوا من أجل ذنوبهم فكأنهم صفوا مِنْهَا وخلصوا فَسَأَلَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن لَا يكون من هَؤُلَاءِ وَكَذَلِكَ سُؤَاله لأمته ذَلِك لَكِن بِعَفْو الله وَرَحمته وتفريقه فِي الدُّعَاء بَين فتْنَة النَّار وَعَذَاب النَّار حجَّة لهَذَا الْقَائِل أَي مِمَّن يعذب بالنَّار عَذَاب الْكفَّار وَهُوَ حَقِيقَة التعذيب وَالْخُلُود وَقد بسطنا هَذَا وَالْفرق بَين عَذَاب المذنبين وَالْكفَّار فِي شرح مُسلم وَقَوله فِي خُرُوج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وهم يصلونَ فكدنا نفتتن أَي نخلط فِي صَلَاتنَا ونذهل عَنْهَا وَقيل عَن سعد بن وَقاص فتْنَة الدُّنْيَا الدَّجَّال وَتَكون بِمَعْنى الْإِزَالَة وَالصرْف عَن الشَّيْء كَقَوْلِه وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَك عَن الَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك (ف ت ش) قَوْله لم يطالنا فراشا وَلم يفتش لنا كنفا مذ أتيناه كِنَايَة عَن الْقرب مِنْهَا والكنف السّتْر وَهُوَ هُنَا الثَّوْب كنى بيفتش عَن الِاطِّلَاع على مَا تَحْتَهُ وَعَن إعراضه عَن الشّغل بهَا (ف ت ى) قَوْله وَليقل فَتَاي وَفَتَاتِي قيل هُوَ بِمَعْنى عَبدِي وَأمتِي وَإِنَّمَا نهى عَن ذكر لفظ الْعُبُودِيَّة الْمَحْضَة إِذْ الْعُبُودِيَّة حَقِيقَة لله وَلَفظ الفتوة مُشْتَرك للْملك ولفتاء السن والفتى الشَّاب مَقْصُور والفتاء مَمْدُود الشَّبَاب قَالَ الله تَعَالَى) وَقَالَ لفتيانه اجعلوا بضاعتهم فِي رحالهم (أَي لعبيده وَقَوله من كُنَّا افتيناه فتيا وَمَا هَذِه الْفتيا وتكرر هَذَا الْحَرْف فَإِذا كَانَ آخِره يَاء كَانَ بِضَم الْفَاء وَيُقَال فِيهَا الْفَتْوَى بِفَتْح الْفَاء وَالْوَاو وَأَصله السُّؤَال ثمَّ سمى الْجَواب بِهِ قَالَ الله) يستفتونك قل الله يفتيكم (وَقَالَ) فاستفتهم ألربك الْبَنَات (أَي سلهم وَقَوله أمثلي يفتات عَلَيْهِ مَذْكُور فِي الْفَاء وَالْيَاء لِأَنَّهُ معتل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله إِن شَيْطَانا جعل يفتك عَليّ البارحة كَذَا ذكره مُسلم يُقَال بِضَم التَّاء وَكسرهَا فسرنا الفتك لكنه هُنَا وهم وتصحيف وَالله أعلم وَصَوَابه رِوَايَة البُخَارِيّ تفلت عَليّ أَي توثب وتسرع لإِرَادَة ضرى وَقَوله (الْحَرْب أول مَا تكون فتية) تَصْغِير فتاة وَضَبطه الْأصيلِيّ فتية بِفَتْح الْفَاء وهما بِمَعْنى وَالْأول أشهر فِي الرِّوَايَة وأصوب لَا سِيمَا مَعَ قَوْله فِي الْبَيْت الثَّانِي (ولت عجوزا ) وَقَوله فِي كتاب الْجَنَائِز فِي حَدِيث رُؤْيَاهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خبر الزناة فَإِذا فترت ارتفعوا كَذَا للقابسي وَابْن السكن وعبدوس وَعند أبي ذَر والأصيلي اقْترب وَعند النَّسَفِيّ وَإِذا وقدت ارتفعوا وَهُوَ الصَّحِيح بِدَلِيل قَوْله بعد فَإِذا خمدت رجعُوا فِيهَا وَفِي بَاب وجوب النفير لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ بعد الْيَوْم وَكِلَاهُمَا صَحِيح لِأَن فِي الحَدِيث أَنه قَالَهَا يَوْم الْفَتْح وَفِي آخر كتاب الرقَاق أَو نفتن عَن ديننَا كَذَا لكافتهم وَفِي كتاب عَبدُوس نفتر بالراء وَالْأول أحسن وَأولى وأشبه بِالْحَدِيثِ وَقَوله مَا فتحنا مِنْهُ من خصم إِلَّا انفجر علينا مِنْهُ خصم كَذَا فِي كتاب مُسلم وَهُوَ تَغْيِير وتصحيف وَصَوَابه

(ف ج أ)

مَا سددنا وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ مَا نسد مِنْهُ من خصم أَي جِهَة وأصل الْخصم فَم الْقرْبَة شبه تشعب الْفِتْنَة بذلك الْفَاء مَعَ الْجِيم (ف ج أ) قَوْله موت الْفُجَاءَة بِضَم الْفَاء ممدودا هُوَ موت البغتة دون مرض وَلَا سَبَب وَكَذَلِكَ قَوْله نظرة الْفُجَاءَة هُوَ النّظر بَغْتَة على غير تعمد يُقَال فجأني الْأَمر وفجيئني بِالْفَتْح وَالْكَسْر إِذا أَتَى بَغْتَة وَكَذَلِكَ فلَان لَقِيَنِي وَلم أشعر والجيش كَذَلِك وَمِنْه فِي الحَدِيث فَلم يفجأهم إِلَّا رَسُول الله وففجأهم مِنْهُ وَفِي التَّعَوُّذ وفجأة نقمتك أَي حلولها بَغْتَة وَفِي كتاب بعض شُيُوخنَا فجئه نقمتك بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْجِيم (ف ج ج) قَوْله مَا لقيك الشَّيْطَان سالكا فجا إِلَّا سلك فجا غير فجك الْفَج الطَّرِيق الْوَاسِع وَيُقَال لكل منخرق وَمَا بَين كل جبلين فج وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) من كل فج عميق (أَي طَرِيق وَاسع غامض وَهَذَا هُنَا اسْتِعَارَة لِاسْتِقَامَةِ آرائه وَحسن هَدْيه وَأَنَّهَا بعيدَة عَن الْبَاطِل وزيغ الشَّيْطَان وَقد يكون بِمَعْنى الِاسْتِعَارَة للهيبة والرهبة وَهُوَ دَلِيل بِسَاط الحَدِيث أَو على وَجهه وَأَن الشَّيْطَان يهابه ويهرب مِنْهُ مَتى لقِيه (ف ج ر) قَوْله من أفجر الْفُجُور الْفُجُور الْعِصْيَان وَأَصله الانبعاث فِيهَا والانهماك كانفجار المَاء قَالَه صَاحب الجمهرة وَمِنْه سمي الْفجْر وَهُوَ انبعاث ضوء الشَّمْس وحمرتها فِي سَواد اللَّيْل وَإِن الْكَذِب يهدي إِلَى الْفُجُور هُوَ هُنَا الرِّيبَة والفجور الْكَذِب والريبة قَالَه صَاحب الْعين وَقَالَ ابْن دُرَيْد الْفُجُور الانبعاث فِي الْمعاصِي وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ الْميل عَن الْقَصْد (ف ج و) قَوْله فَإِذا وجد فجوة تنص بِفَتْح الْفَاء أَي سَعَة من الأَرْض أسْرع قَالَ ابْن دُرَيْد الفجوة والفجواء المتسع من الأَرْض يخرج إِلَيْهِ من ضيق وَهُوَ بِمَعْنى فُرْجَة بِضَم الْفَاء وَقد رويا مَعًا فِي حَدِيث مَالك فِي الْمُوَطَّأ فَعِنْدَ القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب فجوة وَعند ابْن بكير وَابْن عفير وَيحيى بن يحيى وَأبي مُصعب فُرْجَة وسنذكره بعد الْفَاء مَعَ الْحَاء (ف ح ج) قَوْله أسود أفحج الفحج تبَاعد مَا بَين الفخذين وَقيل تبَاعد مَا بَين وسط السَّاقَيْن وَقيل تبَاعد مَا بَين الرجلَيْن (ف ح ل) قَوْله عسب الْفَحْل وَأَن تطرق فَحلهَا وَذكر الْفَحْل فِي غير حَدِيث هُوَ ذكر الْإِبِل وَغَيرهَا الْمعد لضرابها وكل ذكر فَحل وَقَوله كَبْشًا فحيلا الفحيل الْعَظِيم الْخلق وَهُوَ المُرَاد فِي الْأُضْحِية وَأما فِي غَيرهَا فالمنجب فِي ضرابه وَبِه سمي الأول لشبهه بِهِ فِي خلقته وعظمه وَقَالَ ابْن دُرَيْد فَحل فحيل إِذا كَانَ نجيبا كَرِيمًا (ف ح م) قَوْله حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي سوَاده والمحدثون يَقُولُونَهُ فَحْمَة وَالصَّوَاب فَحْمَة بِالْفَتْح قَالَ القَاضِي رَحمَه الله يُقَال فَحْمَة وَفَحْمَة مَعًا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال للظلمة الَّتِي بَين الصَّلَاتَيْنِ الفحمة وللظلمة الَّتِي بَين الْعَتَمَة والغداة العسعسة وَقَوله حَتَّى إِذا كَانُوا فحما بِفَتْح الْحَاء قَالَ ابْن دُرَيْد وَلَا يُقَال بسكونها هُوَ الْجَمْر إِذا طفى ناره قَالَ القَاضِي وَقِيَاس هَذَا الْبَاب جَوَاز السّكُون (ف ح ص) قَوْله فِي وَلِيمَة صَفِيَّة وفحصت الأَرْض أفاحيص أَي كشفت وكنست لِاجْتِمَاع النَّاس للْأَكْل وَقَوله قد فحصوا عَن أوساط رؤوسهم من الشّعْر فَاضْرب مَا فحصوا عَنهُ بِالسَّيْفِ يُرِيد حَلقُوا أوساط رؤوسهم قَالَ ابْن حبيب هَؤُلَاءِ الشمامسة أمره بِقَتْلِهِم وَضرب أَعْنَاقهم (ف ح ش) قَوْله لم يكن (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَاحِشا وَلَا متفحشا وَمَتى عهدتني فحاشا وَمن

فصل الاختلاف والوهم

اتَّقى النَّاس فحشه قَالَ ابْن عَرَفَة الْفَاحِش ذُو الْفُحْش فِي كَلَامه والمتفحش الَّذِي يتَكَلَّف ذَلِك ويتعمده وَقَالَ الطَّبَرِيّ الْفَاحِش البذي قيل وَيكون الْمُتَفَحِّش الَّذِي يَأْتِي الْفَاحِشَة المنهى عَنْهَا وَقَوله لعَائِشَة حِين ردَّتْ على الْيَهُود عَلَيْكُم السام واللعنة لَا تَكُونِي فَاحِشَة وَإِن الله لَا يحب الْفُحْش وَلَا التَّفَحُّش هُوَ مِمَّا تقدم فِي القَوْل أَلا ترَاهُ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَن الله يحب الرِّفْق فِي الْأَمر كُله وَقيل هُوَ هُنَا عدوان الْجَواب لِأَنَّهُ لم يكن مِنْهَا إِلَيْهِم فحش قَالَه الْهَرَوِيّ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا أَدْرِي مَا قَالَ وَأي شَيْء أفحش من اللَّعْنَة وَمَا قالته لَهُم مِمَّا يستحقونه وَقَوله من أجل ذَلِك حرم الْفَوَاحِش قَالَ ابْن عَرَفَة كل مَا نهى الله عَنهُ فَهُوَ فَاحِشَة وَقيل الْفَاحِشَة مَا يشْتَد قبحه من الذُّنُوب وَالْفُحْش زِيَادَة الشَّيْء على مَا عهد من مِقْدَاره. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول مَالك لَا شُفْعَة فِي بير وَلَا فَحل نخل كَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ عِنْد جَمِيعهم وَأهل الْحجاز يُنكرُونَ هَذِه اللَّفْظَة قَالُوا وَإِنَّمَا يُقَال فحال النّخل بِضَم الْفَاء مشددا لحاء وَهُوَ الذّكر مِنْهَا قَالُوا وَلَا يُقَال فِيهَا فَحل قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَابْن دُرَيْد الْفَاء مَعَ الْخَاء (ف خَ ذ) قَوْله نَام على فَخذي وتكفى الْفَخْذ من النَّاس أَي الْجَمَاعَة مِنْهُم والقبيلة يُقَال فِي الْعُضْو فَخذ وفخذ وفخذ وَكَذَلِكَ فِي نفر الرجل فَخذه وَفَخذه وَحكي عَن ابْن فَارس أَنه بِالْكَسْرِ فِي الْعُضْو وبالسكون فِي النَّفر وَحكى صَاحب الجمهرة السّكُون وَالْكَسْر فِي الْعُضْو قَالَ والفخذ بِالسُّكُونِ مَا دون الْقَبِيلَة وَفَوق الْبَطن (ف خَ ر) قَوْله أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر أَي فِي الدُّنْيَا عِنْدِي وَلَا أتعظم بذلك وَلَا أتكبر وَإِلَّا فَلهُ بذلك الْفَخر الْأَكْبَر فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ حَتَّى خفت أَن ترض فحذي كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فَخذي على التَّثْنِيَة وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب وَفِي أول الحَدِيث وَفَخذه على فَخذي ثمَّ قَالَ فَثقلَتْ على حَتَّى خفت أَن ترض فَخذي الْفَاء مَعَ الدَّال (ف د د) قَوْله الْجفَاء وَالْقَسْوَة فِي الْفَدادِين أَصْحَاب الْإِبِل الرِّوَايَة فِي هَذَا الْحَرْف بتَشْديد الدَّال الأولى عِنْد أهل الحَدِيث وَجُمْهُور أهل اللُّغَة والمعرفة وَكَذَا قَالَه الْأَصْمَعِي مشددا قَالَ وهم الَّذين تعلوا أَصْوَاتهم فِي حروثهم وَأَمْوَالهمْ ومواشيهم يُقَال مِنْهُ فد الرجل يفد بِكَسْر الْفَاء فديدا إِذا اشْتَدَّ صَوته وَقَالَ أَبُو عبيد هم المكثرون من الْإِبِل وهم جُفَاة أهل خُيَلَاء وَقَالَ الْمبرد هم الرعيان والجمالون والبقارون وَقَالَ مَالك الفدادون أهل الْجفَاء وَقيل الْأَعْرَاب وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء هم الفدادون مُخَفّفَة جمع فدان مشددا وَهِي الْبَقَرَة الَّتِي يحرث بهَا وَأَهْلهَا أهل جفَاء لبعدهم عَن الْأَمْصَار قَالَ أَبُو بكر أَرَادَ أَصْحَاب الْفَدادِين فَحذف قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا يحْتَاج فِي هَذَا إِلَّا حذف على هَذَا التَّأْوِيل وَإِنَّمَا يكون على هَذَا الفدادون بالشد صَاحب الْفَدادِين بِالتَّخْفِيفِ كَمَا يُقَال بغال لصَاحب البغال وجمال لصَاحب الْجمال (ف د ر) قَوْله فِي حَدِيث الْحُوت فنقطع مِنْهُ الفدر كالثور أَو كفدر الثور بِكَسْر الْفَاء وَفتح الدَّال هِيَ الْقطع مِنْهُ وأحدها فدرة وَفِي رِوَايَة الْهَوْزَنِي أَو كَقدْر الثور بِالْقَافِ وَسُكُون الدَّال فِي الآخر وَالْأول أصوب بِغَيْر شكّ وَقَالَ بَعضهم الفدرة الْقطعَة من اللَّحْم إِذا كَانَ مطبوخا بَارِدًا والْحَدِيث يدل على خلاف قَوْله وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة إِلَّا أَن يكون اسْتعَار ذَلِك لكل قِطْعَة

فصل الاختلاف والوهم

أَنَّهَا فِي الْعظم كالثور وَقدره (ف د ع) قَوْله لما فدع يهود عبد الله بن عمر وَكَذَلِكَ قَوْله فدعَتْ يَدَاهُ أَي أزيلت من مفاصلها فاعوجت وفدع هُوَ مثل عرج إِذا أَصَابَهُ ذَلِك فَهُوَ افدع مثل أعرج هَذَا الَّذِي يعرفهُ أهل اللُّغَة قَالُوا الفدع زَوَال الْمفصل قَالَه أَبُو حَاتِم وَقَالَ الْخَلِيل عوج فِي المفاصل وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ زيغ فِي الْكَفّ بَينهَا وَبَين الساعد وَفِي الْقدَم زيغ بَينهَا وَبَين السَّاق وَفِي بعض تعاليق ابْن السكن على البُخَارِيّ فدع يَعْنِي كسر وَالْمَعْرُوف فِي قصَّة ابْن عمر وَمَا ناله مَا قَالَه أهل اللُّغَة (ف د ف د) قَوْله فَإِذا أوفى على ثنية أَو فدفد هِيَ الفلاة من الأَرْض لَا شَيْء فِيهَا وَقيل الغليظة من الأَرْض ذَات الْحَصَا وَقيل الْجلد من الأَرْض فِي ارْتِفَاع (ف د ى) قَوْله فدَاك مَقْصُور وَفِدَاء لَك وَفِدَاء لَهُ أبي وَأمي ممدودا بِكَسْر الْفَاء فيهمَا وَقَالَ يَعْقُوب الْعَرَب تَقول لَك الفدى والحمى فيقصرونه إِذا ذكرُوا الْحمى فَإِذا أفردوه مدوه وَتقول فدَاء لَك وَفِدَاء لَك وَفِدَاء لَك بِفَتْح الْهمزَة وَضمّهَا وَكسرهَا وَفْدًا لَك مَقْصُور وَحكى الْفراء فدى مَفْتُوح الْفَاء مَقْصُورا قَالَ الْفراء فَإِذا كسروا الْفَاء مدوا وَرُبمَا كسروا وَقصرُوا وَأنكر الْأَخْفَش قصره مَعَ الْكسر قَالَ وَإِنَّمَا يقصر إِذا فتحت الْفَاء فَإِذا كسرتها مددت إِلَّا للضَّرُورَة كَمَا قَالَ (فدى لَك وَالِدي وفدتك نَفسِي) وَقَوله (فدَاك أبي وَأمي ) بِفَتْح الْفَاء مَقْصُورا فعل مَاض وَيصِح أَن يكون اسْما على مَا تقدم والفدية وفدية الْأَذَى قَالَ الْأَصْمَعِي الْفِدَاء يمد وَيقصر لُغَتَانِ مشهورتان وَأما الْمصدر من فاديت فممدود لَا غير قَالَ وَالْفَاء فِي كل ذَلِك مَقْصُورَة وَحكى الْفراء فدا لَك مَفْتُوحًا مَقْصُورا وفداك أبي وَأمي فعل مَاض مَفْتُوح الْفَاء وَيكون اسْما على مَا حَكَاهُ الْفراء وَقَوله فأديت نَفسِي وعقيلا من ذَلِك أَي أعْطى فداءهما. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي رجز عَامر قَوْله (فَاغْفِر فدَاء لَك مَا اقتفينا ) كَذَا ذكره مُسلم فِي رِوَايَة جَمِيع شُيُوخنَا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي غَزْوَة خَيْبَر وَفِيه أشكال إِذْ لَا يَصح إِطْلَاق هَذَا اللَّفْظ على وَجهه فِي حق الله عز وَجل وَإِنَّمَا يفْدي من الْمَكْرُوه من يلْحقهُ وَالله تَعَالَى منزه عَن ذَلِك وَقيل فِيهِ تأويلات مِنْهَا أَنه قد يكون على معنى أَلْفَاظ الْعَرَب الَّتِي تدعم بهَا كَلَامهَا وَتصل بهَا خطابها وتوكد بِهِ مقاصدها وَلَا يلتفتون إِلَى مَعَانِيهَا كَقَوْلِهِم ويل أمه وتربت يَمِينه وَقيل يحْتَمل أَن يكون على الْقطع ومداخلة الْكَلَام وَأَنه الْتفت بقوله فدَاء لَك إِلَى بعض من يخاطبه ثمَّ رَجَعَ إِلَى تَمام دُعَائِهِ وَفِي هَذَا بعد وتعسف كثير فِي الْكَلَام وَقيل قد يكون على معنى الِاسْتِعَارَة فَإِن المُرَاد بالتفدية هُنَا التَّعْظِيم والإكبار لِأَن الْإِنْسَان لَا يفْدي إِلَّا من يعظمه وَكَانَ مُرَاده فِي هَذَا أبذل نَفسِي وَمن يعز عَليّ فِي رضاك وطاعتك وَقد ذكر الْمَازرِيّ أَن بَعضهم رَوَاهُ فَاغْفِر لنا بِذَاكَ مَا ابتغينا وَهَذَا لَا إِشْكَال فِيهِ لكنه لم يكن عِنْد أحد من شُيُوخنَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقد تقدم الْخلاف فِي حرف الْبَاء فِي قَوْله اقتفينا وَقد ضَبطنَا فِي هَذَا الْحَرْف فدَاء وَفِدَاء بِالرَّفْع على الِابْتِدَاء أَو خَبره أَي نَفسِي فدَاء لَك أَو فدَاء لَك نَفسِي وَالنّصب على الْمصدر وَذكرنَا فِي حرف الرَّاء قَوْله قطيفة فَدَكِيَّة وَالْخلاف فِيهِ وَالصَّوَاب قَوْله فِي حَدِيث خطْبَة الْفَتْح أما أَن يعقل وَأما أَن يُقَاد أهل الْقَتِيل وَفِي بعض الرِّوَايَات قَالَ البُخَارِيّ يُقَاد بِالْقَافِ وَكَذَا الرِّوَايَة عندنَا فِيهِ فِي جَمِيع النّسخ فِي بَاب كِتَابَة الْعلم وَحكى الدَّاودِيّ فِيهِ يفادي وَهُوَ اختلال بِمَعْنى يعقل وَقد

فصل الاختلاف والوهم

ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب من قتل لَهُ قَتِيل وَمُسلم أما أَن يُؤَدِّي وَأما أَن يُقَاد وَهَذَا مُوَافق للرواية الأولى وَذكره مُسلم أما أَن يفدى وَأما أَن يقتل وَذكره أَيْضا أما أَن يُعْطي يَعْنِي الدِّيَة وَأما أَن يُقَاد أهل الْقَتِيل وَكله بِمَعْنى الْفَاء مَعَ الذَّال (ف ذ ذ) قَوْله لَا يدع شَاذَّة وَلَا فاذة وَإِلَّا هَذِه الْآيَة الجامعة الفاذة ويروى الفذة وفاذة بِمَعْنى شَاذَّة سَوَاء وَكَذَلِكَ فذة وَكله بِمَعْنى مُنْفَرد أَي لَا يدع أحدا وَلَا من شذو انْفَرد وَلَا يسلم مِنْهُ من خرج عَن جمَاعَة الْعَسْكَر وَلَا من فِيهِ وَإِنَّمَا هِيَ عبارَة عَن الْمُبَالغَة أَي لم يدع نفسا إِلَّا قَتلهَا واستقصاها وَهُوَ مثل يُقَال ذَلِك لمن استقصى الْأَمر أَي لم يتْرك مَا وجد وَاجْتمعَ وَلَا مافذ وَانْفَرَدَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال مَا يدع فلَانا شاذا وَلَا فَإِذا إِذا كَانَ شجاعا لَا يلقاه أحد إِلَّا قَتله وَمعنى الْآيَة الجامعة الفاذة أَي الْعَامَّة لجَمِيع أَفعَال الْخَيْر بقوله فَمن يعْمل مِثْقَال ذرة خيرا يره إِلَى آخرهَا فَعم فِي الْحمر مَا فسره (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الْخَيل وَغير ذَلِك وَمعنى الفاذة المنفردة الْعلية الْمثل فِي بَابهَا وَقَوله صَلَاة الْجَمَاعَة تفضل صَلَاة الْفَذ مِنْهُ أَي الْمُنْفَرد الْمُصَلِّي وَحده ولغة عبد الْقَيْس فِيهِ فنذ بالنُّون وَهِي غنة وَكَذَا يَقُوله أهل الشَّام. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقع فِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ والأصيلي عَن الْمروزِي فِي حَدِيث قُتَيْبَة فِي غَزْوَة خَيْبَر لَا يدع شَاذَّة وَلَا قاذة بِالْقَافِ قَالَ الْأصيلِيّ وَكَذَا قرأته على أبي زيد وَضَبطه فِي كِتَابه وَلَا وَجه لَهُ وَهُوَ تَغْيِير وَإِن كَانَ قد قَالَ بَعضهم لَعَلَّه بدال مُهْملَة بِمَعْنى جمَاعَة وقادة من النَّاس جمَاعَة وَمِنْه طرائق قدد أَو الَّذِي عِنْد النَّسَفِيّ والجرجاني وَغَيرهمَا فاذة كَمَا لَهُم فِي غير هَذَا الْموضع من البُخَارِيّ وَفِي مُسلم وَغَيره م الْأُمَّهَات إِلَّا أَنه وَقع للقابسي فِي حَدِيث القعْنبِي بالنُّون وللكافة فاذة بِالْفَاءِ وَله وَجه يقرب أَي شاردة لَكِن الْمَعْرُوف الْفَاء وَمَا أرى هَذَا كُله إِلَّا وهما إِذْ الْمثل الْمَضْرُوب بِالْفَاءِ مَعْلُوم مَشْهُور وَقَوله فِي كتاب الْأَدَب فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث محيصة ففداهم رَسُول الله من عِنْده كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ وهم وَصَوَابه فوداه كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَمُسلم الْفَاء مَعَ الرَّاء (ف ر ث) قَوْله يعمد إِلَى فرثها الفرث مَا فِي الكرش وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) من بَين فرث وَدم ( (ف ر ج) قَوْله عَلَيْهِ فروج حَرِير بِفَتْح الْفَاء وَتَشْديد الرَّاء وَيُقَال بتخفيفها ايضا هُوَ القباء الَّذِي فِيهِ شقّ من خَلفه وَكَذَا فسره البُخَارِيّ وَقَوْلها مثلك يَا أَبَا سَلمَة مثل الْفروج بِضَم الْفَاء وَتَشْديد الرَّاء لَا غير وَهُوَ الْفَتى من ذُكُور الدَّجَاج مَعْرُوف وَقَوله فرج سقف بَيْتِي أَي فتح فِيهِ فتح بتَخْفِيف الرَّاء على مَا لم يسم فَاعله وَفرج صَدْرِي أَي شقَّه وَفتح فِيهِ كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى فشق وَفرج بَين أَصَابِعه أَي فتح بَينهَا وفرقها وبددها وَفرج بَين يَدَيْهِ أَي فرقهما وَلم يتضام وَإِذا وجد فُرْجَة نَص بِضَم الْفَاء أَي سَعَة من الأَرْض وَقد ذكرنَا اخْتِلَاف أصحاحب الْمُوَطَّأ فِيهِ الفرجة الْخلَل بَين الشَّيْئَيْنِ وَجَمعهَا فرج بِضَم الْفَاء فيهمَا وَيُقَال فرج فِي الْوَاحِد بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء أَيْضا وَلَعَلَّ الله يفرجها عَنْكُم أَي يوسعها وَكَذَلِكَ فَفرج لنا مِنْهُ فُرْجَة ثلاثي وَالْوَجْه هُنَا بِالضَّمِّ من السعَة وَمِنْه فَمَا فَرجوا عَنهُ حَتَّى قَتَلُوهُ أَي مَا أقلعوا وتنحوا والفروج الْخلَل بَين الْأَصَابِع وَأما من الرَّاحَة فالفرج بفتحهما وَيُقَال فِيهِ فُرْجَة بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء أَيْضا وَمِنْه من فرج عَن مُسلم كربَة أَي أراحه مِنْهَا وأزالها مشددا وَمِنْه قَول الشَّاعِر (لَهُ فُرْجَة كحل العقال) وَقَوله فِي فتح مَدِينَة الرّوم فتفرج لَهُم أَي تتسع وتنفتح وَفِي الاستصحاء إِلَّا تفرحت يَعْنِي السَّحَاب

(ف رح)

أَي انْقَطع بَعْضهَا من بعض وَبقيت بَينهمَا فُرْجَة (ف رح) قَوْله أحب إِلَيّ من مفروح بِهِ أَي مِمَّا يسر بِهِ الْمَرْء وَلَا يُقَال دون بِهِ وَيُقَال من مفرح بِضَم الْمِيم وَكسر الرَّاء من قَوْلك أفرحني الشَّيْء إِذا سرني فَهُوَ مفرح وَقَوله فَوَثَبَ إِلَيْهِ فَرحا بِفَتْح الرَّاء عِنْد ابْن عِيسَى على الْمصدر وَعند الْجُمْهُور بِكَسْرِهَا على الْحَال وَهُوَ أشهر فِي الرِّوَايَة وهما صَحِيحَانِ من جِهَة الْمَعْنى وَاللَّفْظ وَقَوله لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده وأفرح بتوبة عَبده فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَعْنَاهُ رِضَاهُ بذلك وَإِلَّا فالفرح الَّذِي هُوَ السرُور وانبساط النَّفس لَا يَلِيق بِهِ لَكِن فِي طي ذَلِك الرضى عَمَّا يسر بِهِ المسرور فَعبر عَنهُ بالفرح مُبَالغَة فِيهِ (ف رد) قَوْله سبق المفردون بِفَتْح الْفَاء وَكسر الرَّاء كَذَا ضبطناه قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال فَرد الرجل مشدد الرَّاء إِذا تفقه وَاعْتَزل النَّاس وخلا بمراعاته الْأَمر وَالنَّهْي قَالَ ابْن قُتَيْبَة هم الَّذين هلك لداتهم من النَّاس وبقواهم يذكرُونَ الله وَقَالَ الْأَزْهَرِي هم المتخلون عَن النَّاس بِذكر الله وَقيل الْمُنْفَرد بِذكر الله الَّذِي لم يخلط بِهِ غَيره وَبَعضهَا قريب من بعض رَاجِعَة إِلَى معنى الانعزال عَن النَّاس لعبادة الله وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث قيل من المفردون فَقَالَ هم الَّذين اهتروا فِي ذكر الله يضع الذّكر أثقالهم قيأتون خفافا وَقيل اهتروا أَصَابَهُم خبال وَقيل المفردون الموحدون الَّذين لَا يرَوْنَ إِلَّا الله تَعَالَى واعتقدوه وَاحِدًا فَردا وَأَخْلصُوا لَهُ بكليتهم وَهُوَ من معنى مَا قبله وَقيل مَعْنَاهُ مثل قَوْلهم هرم فلَان فِي طَاعَة الله أَي لم يزل ملازما لَهَا حَتَّى هرم وَقيل اهتروا واشتهروا وَقيل أولعوا وَقَوله فُرَادَى هُوَ وفراد بِمَعْنى جمع فَرد وفرد وفريد وَقَوله حَتَّى تنفرد سالفتي مَعْنَاهُ اقْتُل أَو أَمُوت أَي تبين عَن جَسَدِي بِسيف أَو تَنْقَطِع أوصاله فِي الْقَبْر والسالفة أَعلَى الْعُنُق وَقيل حبله وَقيل صفحته وَقيل الْعرق الَّذِي بَين الكتد والعنق وَالْأول أعرف وَقيل حَتَّى انْفَرد عَن النَّاس بموتي فِي الْقَبْر وَالْأول أولى وأشبه بِذكر السالفة وَقَوله فِي الفردوس الْأَعْلَى قيل هُوَ بالسُّرْيَانيَّة الكروم وَقيل ربوة فِي الْجنَّة هُوَ أوسطها وأعلاها وأفضلها (ف ر ط) قَوْله أَنا فَرَطكُمْ على الْحَوْض وَكَانَ لَهُ فرطا واجعله لنا فرطا وتقدمين على فرط صدق والفرط بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء الَّذِي يتَقَدَّم الْوَارِدَة فيهيؤ لَهُم مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث الْمُتَقَدّم للثَّواب والشفاعة وَالْجنَّة وَالنَّبِيّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تقدم أمته ليشفع لَهُم وَكَذَلِكَ الْوَلَد لِأَبَوَيْهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ الْمُصَلِّين عَلَيْهِ أجرا لَهُم وثوابا يُقَال مِنْهُ فرط مخففا وفارط وَالْجمع أفراط وَقَوله وتفارط الْغَزْو وَقيل مَعْنَاهُ تَأَخّر وقته وَفَاتَ من أَرَادَهُ وَهُوَ من السَّبق أَي سبق الْغُزَاة فَلم يلحقهم غَيرهم وفرط فِي كَذَا والتفريط وَغير مفرط كُله من التَّقْصِير وَترك الاهتبال بِهِ وَيُقَال أفرطت الشَّيْء نَسِيته وَتركته وأفرط الإفراط أَيْضا هُوَ التزيد فِي الشَّيْء وإخراجه عَن حَده من قَول أَو فعل (ف ر ك) قَوْله لَا يفرك مُؤمن مُؤمنَة بِفَتْح الْيَاء وَالرَّاء وَقد تضم الرَّاء أَصله فِي النِّسَاء يُقَال فركت الْمَرْأَة زَوجهَا تفركه بِكَسْر الرَّاء فِي الْمَاضِي وَفتحهَا وَضمّهَا فِي الْمُسْتَقْبل فركا وفركا وفروكا إِذا أبغضته واستعماله فِي الرِّجَال قَلِيل وَفِي رِوَايَة العذرى لَا يفرك مُؤمن من مُؤمنَة وَمن هُنَا زَائِدَة وهما وأراها تَكَرَّرت الْمِيم وَالنُّون من مُؤمن وَقد حكى الفرك عَاما فِي الرِّجَال وَالنِّسَاء قَالَ يَعْقُوب الفرك البغض وَمِنْه قَوْلهم أَنَّهَا حسناء فَلَا تفرك (ف رص) قَوْله فرْصَة ممسكة بِكَسْر الْفَاء هِيَ الْقطعَة من الْقطن أَو الصُّوف وفرصت الشَّيْء قطعته بالمفراص وَهِي حَدِيدَة يقطع بهَا وَيكون معنى ممسكة أَي

(فرض)

مطيبة بالمسك وَقيل ذَات مساك أَي بجلدها وَقد تقدم وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر فرْصَة من مسك بِفَتْح الْمِيم أَي من جلد فِيهِ شعره وَمن رَوَاهُ بِكَسْر الْمِيم أَرَادَ مسك الطّيب وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْمِيم وَجَاء فِي كتاب عبد الرَّزَّاق مُفَسرًا يَعْنِي بالفرصة السك وَقَالَ بَعضهم الذريرة كَذَا جَاءَ فِي حَدِيثه بِهَذَيْنِ التفسيرين وَذكر بَقِيَّة الحَدِيث وَذكره ابْن قُتَيْبَة قرضة بقاف مَفْتُوحَة وضاد مُعْجمَة يُرِيد قِطْعَة أَيْضا وَقد تصحف قَدِيما هَذَا الْحَرْف كَأَنَّهُ يَعْنِي بالفرصة الْقطعَة من ذَلِك وممسكة على هَذَا أَي مطيبة بالمسك وَقَالَ الدَّاودِيّ بقرضة ممسكة أَي فرْصَة فِيهَا مسك (فرض) قَوْله بَين فرضتي الْجَبَل وَبَين الفرضتين بِضَم الْفَاء وفرضة من فرض الخَنْدَق فرضة النَّهر من حَيْثُ يُورد للشُّرْب مِنْهُ وفرضة الْبَحْر حَيْثُ تنزله السفن وتركب مِنْهُ وفرضة الشَّيْء المتسع مِنْهُ وَقَالَ الدَّاودِيّ الفرضتان من الْجَبَل الثنيتان المرتفعتان كالشرافتين إِلَّا أَنَّهُمَا كبيران وَلم يقل شَيْئا وفريضة الله على الْعباد يُرِيد الْحَج وفرائض الله مَا ألزمهُ عباده وأوجبه عَلَيْهِم مَأْخُوذ من فرض الْقوس وَهُوَ الحز وَالْقطع الَّذِي فِي طرفه للوتر ليثبت فِيهِ وَيلْزمهُ وَلَا يحيد عَنهُ وَقَوله وَفرض رَسُول الله زَكَاة الْفطر قيل قدرهَا وَبَينهَا وَهُوَ مَذْهَب بعض أهل الْبَصْرَة وَبَعض أهل الْحجاز من الْفُقَهَاء وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) أَو تفرضوا لَهُنَّ فَرِيضَة (وَفرض الْحَاكِم النَّفَقَة للْمَرْأَة أَي قدرهَا وَقيل معنى فرض زَكَاة الْفطر ألزمها وأوجبها وَهُوَ مَذْهَب أَكثر الْمَالِكِيَّة وَأهل الْعرَاق وَفرق بَعضهم بَين فرض بِالتَّخْفِيفِ وَفرض بِالتَّشْدِيدِ فبالتشديد بِمَعْنى فصل وَبَين وبالتخفيف بِمَعْنى ألزم وَعَلِيهِ تأولوا الْقِرَاءَتَيْن فِي قَوْله تَعَالَى سُورَة أنزلناها وفرضناها قِرَاءَة التَّخْفِيف بِمَعْنى ألزمناهم الْعَمَل بِمَا فِيهَا وبالتشديد بِمَعْنى فصلناها وَبينا مَا فِيهَا وَقَوله هَذِه فَرِيضَة الصَّدَقَة الَّتِي فرض الله على الْمُسلمين وَالَّتِي أَمر الله بهَا رَسُوله بِمَعْنى قدرهَا لِأَنَّهُ قد بَين أَن الله هُوَ الَّذِي ألزمها وَأمر بهَا وَقَوله من منع فَرِيضَة من فَرَائض الله إِلَى قَوْله كَانَ حَقًا على الْمُسلمين جهاده ظَاهره مَا وَجب عَلَيْهِ إِخْرَاجه فِي الزَّكَاة وَهِي الْفَرِيضَة الَّتِي تلْزمهُ وَقيل أَنه على عُمُوم سَائِر الْفَرَائِض الْمَشْرُوعَة وَقَوله فِي الْفَرِيضَة تجب على الرجل فَلَا تُوجد عِنْده أَي مَا يجب إِخْرَاجه من سنّ فِي الزَّكَاة وَقَوله صَدَقَة الفرص من غَيرهَا يُرِيد الْعين وَقَوله فَلم يسْتَثْن صَدَقَة الْفَرْض بِسُكُون الرَّاء يحْتَمل أَنه يُرِيد الْعين يُقَال مَا لَهُ فرض وَلَا عرض وَيحْتَمل أَنه أَرَادَ بِالْفَرْضِ هُنَا الْوَاجِب وَقَوله فِي قيام رَمَضَان خشيت أَن يفْرض عَلَيْكُم قيل خشِي أَن يكون ذَلِك فرضا من الله فَرغب فِي التَّخْفِيف عَن أمته وَقيل يحْتَمل أَن يُرِيد يعتقدها من يَأْتِي فرضا إِذا أدْرك المداومة عَلَيْهَا فِي الْجَمَاعَة وَقَوله فِي كل أُنْمُلَة من الْإِبِل ثَلَاث فَرَائض وَثلث فَرِيضَة يُرِيد إعداد مَا يُؤْخَذ من الْإِبِل فِي الدِّيَة وَسميت فَرِيضَة لتقديرها بذلك أَو لِأَنَّهَا ألزمت عوض ذَلِك وَكَذَلِكَ يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ فِي قَوْله هَذِه فَرِيضَة الصَّدَقَة الَّتِي فَرضهَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله فركضتني فَرِيضَة من تِلْكَ الْفَرَائِض أَي نَاقَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر سميت بذلك لِأَنَّهَا كَانَت من إبل الصَّدَقَة كَمَا تقدم وَقيل الْفَرِيضَة هُنَا المسنة وَالْأول الصَّوَاب (ف ر ع) قَوْله لَا فرع بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء قَالَ أَبُو عبيد الْفَرْع بِفَتْح الرَّاء أول مَا تَلد النَّاقة وَكَانُوا يذبحونه لآلهتهم فَنهى الْمُسلمُونَ عَنهُ وَنَحْو هَذَا التَّفْسِير فِي الحَدِيث نَفسه وَقيل كَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا تتامت إبِله مائَة قدم بكرا فنحره لصنمه فَهُوَ الْفَرْع وَقد جَاءَ حَدِيث من شَاءَ فرع

(ف ر غ)

وَفِي حَدِيث آخر فِي كل سَائِمَة فرع وَفِي حَدِيث أَمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بالفرع فِي خمسين شَاة وَقَالَ بِهَذَا بعض السّلف وَأكْثر فُقَهَاء الْفَتْوَى يَقُولُونَ بِتَرْكِهِ وَالنَّهْي عَنهُ وَقد بسطنا الْكَلَام عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الْكتاب وَقَوله وَكَانَت تفرع النِّسَاء أَي تطولهن والفارعة والفرعاء وَالْفُرُوع مَا ارْتَفع من الأَرْض وتصاعد وَفرع الشَّجَرَة مَا علا مِنْهَا وَطَالَ عَن جذمها وَقَوله وفروع أُذُنَيْهِ أَي أعاليهما وَفرع كل شَيْء أَعْلَاهُ وَقَوله كُنَّا ننصرف فِي فروع الْفجْر أَي أَوَائِله وَأول مَا يبدوا ويرتفع مِنْهُ (ف ر غ) قَوْله أفرغ إِلَى أضيافك يكون بِمَعْنى اعمد واقصد يُقَال مِنْهُ فرغ يفرغ وَمِنْه سنفرغ لكم أيه الثَّقَلَان وَيكون بِمَعْنى الْفَرَاغ الْمَعْرُوف أَي تخل عَن كل شغل للشغل بهم وَقَوله اخْرُج بأختك من الْحرم فلتهل بِعُمْرَة ثمَّ افرغا ثمَّ ائتياها هُنَا أَي أكملا عمل الْعمرَة وَبعده حَتَّى إِذا فرغت وفرغت وَبعده قَالَ أفرغتم كُله بِمَعْنى لَكِن بَعضهم قَالَ صَوَابه حَتَّى إِذا فرغ وفرغت وسنذكره (ف ر ق) فرق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَانُوا يفرقون بِفَتْح الْمَاضِي وَضم الْمُسْتَقْبل وبتخفيف الرَّاء وَقد شدها بَعضهم وَالتَّخْفِيف أشهر يُقَال فرقت الشّعْر أفرقه فرقا بِالسُّكُونِ وَقد تفرق شعره وَهُوَ انقسامه فِي المفرق وسط الرَّأْس وَأَصله من الْفرق بَين الشَّيْئَيْنِ والمفرق مَكَان مفرق الشّعْر من الجبين إِلَى دَائِرَة وسط الرَّأْس يُقَال بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَكَذَلِكَ مفرق الطَّرِيق وسمى الْقُرْآن فرقانا لتفريقه بَين الْحق وَالْبَاطِل وَسمي عمر الْفَارُوق لذَلِك وَقَوله مُحَمَّد فرق بَين النَّاس أَي يفرق بَين الْمُؤمنِينَ باتباعه وَالْكفَّار بمعاداته والصدود عَنهُ وَقَوله كَأَنَّهُمَا فرقان من طير أَي جماعتان وَقد تقدم الْخلاف فِيهِ فِي حرف الْخَاء وَقَوله قد فرق لي رَأْي بِضَم الْفَاء على مَا لم يسم فَاعله مخفف الرَّاء أَي كشف وَأظْهر وَبَين قَالَ الله تَعَالَى) وقرآنا فرقناه (أَي أحكمناه وفصلناه وَقَوله فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة ففرقنا مِنْهَا وَمثله ففرقنا أَنَّك نسيت يَمِينك أَي ذعرنا وفزعنا بِكَسْر الرَّاء وَمِنْه فَكَأَنَّمَا أنظر إِلَى الله فرقا أَي فَزعًا وخوفا وَمِنْه ففرقت أَن يفوتني الْغَدَاء أَي خشيت وَخفت وَالْفرق بِفَتْح الرَّاء الْفَزع وَقد ذكرنَا الْخلاف فِي هَذَا الحَدِيث فِي الْعين وَقَوله إِنَّمَا هُوَ الْفرق هُوَ قدر ثَلَاثَة أصوع يُقَال بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الْأَشْهر وسنذكره وَالْخلاف فِيهِ بعد وَذكر الثَّوْب الفرقبي بِضَم الْفَاء وَالْقَاف وَبعد الْقَاف بَاء كَذَا ضبطناه فِي الْمُوَطَّأ وَكَذَا ذكره الْخطابِيّ وَقَالَ هِيَ ثِيَاب بيض من كتَّان منسوبة إِلَى فرقوب فحذفوا الْوَاو فِي النِّسْبَة وَفِي بعض رِوَايَات الْمُدَوَّنَة القرقبية بقافين وَفِي الْعين الثِّيَاب القرقبية ثِيَاب كتَّان بيض بقافين (ف ر س) قَوْله فيصبحون فرسى جمع فريس أَي قَتْلَى مثل صريع وصرعى من قَوْلهم فرس الذيب الشَّاة وافترسها إِذا أَخذهَا وَذكر الفرسخ وَهُوَ ثَلَاثَة أَمْيَال وَأَصله الشَّيْء الدَّائِم الْكثير وَذكر الفرسك بِكَسْر الْفَاء وَالسِّين وَهُوَ الخوخ وَقيل نوع مِنْهُ أملس وَقَوله وَلَو فرسن شَاة بكسرهما أَيْضا هُوَ كالقدم من الْإِنْسَان قَالَ غير وَاحِد وَهُوَ مَا دون الرسغ وَفَوق الْحَافِر (ف ر ش) قَوْله تهافت الْفراش على النَّار بِفَتْح الْفَاء هُوَ مَا يتطاير من الذُّبَاب والبعوض وَمَا يطير بِاللَّيْلِ ويتساقط فِي النَّار الْوَاحِد والجميع سَوَاء قَالَه ابْن دُرَيْد وَقَالَ غَيره يُقَال للخفيف من الرِّجَال وَغَيره فراشة وَقَوله المنقلة الَّتِي طَار فراشها من الْعظم بِفَتْح الْفَاء هِيَ الْعظم الرَّقِيق الَّذِي على الدِّمَاغ وَأَصله من الْعِظَام الرقَاق الَّتِي تتداخل قَالَ ابْن دُرَيْد فِي مقدمه تَحت الْجَبْهَة والجبين وَقَالَ صَاحب الْعين هِيَ الطرائق الرقَاق من القحف وَقَالَ أَبُو عبيد الْفراش مَا يتطاير من عِظَام الرَّأْس وَقَوله الْوَلَد للْفراش أَي لمَالِك الْفراش من زوج أَو سيد وَهِي كِنَايَة عَن

فصل الاختلاف والوهم

الْوَاطِئ المفترش لَهَا فَوجه الْحق لذَلِك وَهُوَ من اخْتِصَار الْكَلَام وإيجازه وجامعه وَيُقَال افترش فلَان فُلَانَة إِذا تزَوجهَا وَقَوله لَا يوطئن فرشكم غَيْركُمْ كنى بالفرش هُنَا عَن النِّسَاء أَو من أجل النِّسَاء اللَّاتِي يجامعن عَلَيْهَا وَمِنْه قَوْله زَوجتك وفرشتك أَي جعلت حرمتي لَك فراشا كِنَايَة عَمَّا تقدم وَقَوله ويفرش رجله الْيُسْرَى ثلاثي بِكَسْر الرَّاء أَي يبسطها (ف رو) قَوْله فِي حَدِيث الْهِجْرَة ففرشت لَهُ فَرْوَة ويروى فبسطت عَلَيْهِ فَرْوَة قيل هِيَ حشيشة يابسة أَو قِطْعَة من حشيش يَابِس وَقد يحْتَمل أَن يكون على وَجهه وَفِي بعض طرقه فِي البُخَارِيّ فِي بَاب الْهِجْرَة ففرشت لَهُ فَرْوَة معي وَهَذَا يشْعر ظَاهره أَن الفروة هُنَا من اللبَاس الْمَعْلُوم لَا الْحَشِيش وَفِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر إِنَّمَا سمي خضرًا لِأَنَّهُ جلس على فَرْوَة أَرض بَيْضَاء فَإِذا هِيَ تهتز خضراء قَالَ الْحَرْبِيّ هِيَ قِطْعَة يابسة من حشيش وَقَالَ الْمُطَرز عَن ابْن الْأَعرَابِي الفروة أَرض بَيْضَاء لَيْسَ فِيهَا نَبَات وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم الْكشميهني الفروة جلدَة أَرض وَقَالَ عبد الرَّزَّاق هِيَ الأَرْض الْيَابِسَة قيل يُرِيد الهشيم الْيَابِس وَهُوَ نَحْو مَا تقدم (ف رى) قَوْله يفري فِرْيَة بِكَسْر الرَّاء وَشد الْيَاء وَيُقَال بِسُكُون الرَّاء أَيْضا وبالوجهين ضبطناه على شُيُوخنَا أبي الْحُسَيْن وَغَيره وَأنكر الْخَلِيل التثقيل وَغلط قَائِله وَمَعْنَاهُ يعْمل عمله وَيُقَوِّي قوته يُقَال فلَان يفري الفرى أَي يعْمل الْعَمَل الْبَالِغ وَمِنْه لقد جِئْت شَيْئا فريا أَي عَظِيما عجبا يُقَال فريت إِذْ قطعت وشققت على جِهَة الْإِصْلَاح وأفريت إِذا فعلته على جِهَة الْإِفْسَاد وَمِنْه قَول حسان لأفرينهم فرى الْأَدِيم يُرِيد لأقطعهن إعراضهم تقطيع الْأَدِيم وتشقيقه وَقَوله مَا فرى الْأَوْدَاج أَي شقها وقطعها كَذَا روايتنا فِيهِ وَقيل بل كَلَام الْعَرَب فِي هَذَا أفرى وَمَا أفرى الْأَوْدَاج أَي شقها وَأخرج مَا فِيهَا وَقتل صَاحبهَا فَكَأَنَّهُ من الْإِفْسَاد عِنْده قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالرِّوَايَة صَحِيحَة لِأَن الذَّكَاة إصْلَاح لَا إِفْسَاد وَقيل فرى المزادة خرزها كَأَنَّهُ يُرِيد قطعهَا للخرز وأفرى الْجرْح بطه وَقَوله من افرى الْفراء مَمْدُود أَن يدعى الرجل غير أَبِيه أَي من اشد الْكَذِب والفرية بِكَسْر الْفَاء الكذبة الْعَظِيمَة يُقَال مِنْهُ فرى بِالْكَسْرِ يفرى وافترى افتراء وفرية إِذا كذب واختلق كلَاما زورا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله لم أرك فرغت لأبي بكر وَعمر كَمَا فرغت لعُثْمَان كَذَا قيدناه على القَاضِي أبي عَليّ بالراء والغين الْمُعْجَمَة من الْفَرَاغ والتهمم كَمَا قدمْنَاهُ فِي بَابه وقيدناه على أبي بَحر وَغَيره فزعت بالزاي وَالْعين الْمُهْملَة من الذعر والهيبة أَو من الهبوب والمبادرة كَمَا سَنذكرُهُ بعد هَذَا فِي بَابه وَهَذَا هُوَ الْأَظْهر وَقَوله فِي رِوَايَة أبي النَّضر فِي حَدِيث الوباء فَلَا يخرجكم الإفرار مِنْهُ بِالضَّمِّ عِنْد أَكثر الروَاة للموطأ عَن يحيى وَلابْن بكير وَغَيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَهُوَ الْبَين الْوَجْه أَي لَا تخْرجُوا بِسَبَب الْفِرَار وَمُجَرَّد قَصده لَا لغير ذَلِك وَإِن الْخُرُوج للسَّفر وَالْحَاجة مُبَاح كَمَا قَالَ فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ وَرَوَاهُ القعْنبِي إِلَّا الْفِرَار مِنْهُ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن أبي مَرْيَم وَأَبُو مُصعب من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَهَكَذَا رَوَاهُ الْجَوْهَرِي عَن يحيى بن يحيى وَرَوَاهُ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي الْمُوَطَّأ وَعَلِيهِ اخْتَصَرَهُ فِي التَّقَصِّي إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ بِالنّصب قَالَ وَوَقع فِي نسخ بعض شُيُوخنَا إِلَّا فِرَارًا وَإِلَّا فرار بِالرَّفْع وَالنّصب قَالَ وَكَذَلِكَ فِي كتاب يحيى قَالَ وَلَعَلَّ ذَلِك كَانَ من مَالك وَأهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ يأبون هَذِه الرِّوَايَة لِأَن دُخُول إِلَّا هُنَا بعد النَّفْي لإِيجَاب بعض مَا بَقِي قبل من الْخُرُوج فَكَأَنَّهُ نهى عَن الْخُرُوج إِلَّا للفرار خَاصَّة وَهَذَا ضد الْمَقْصد والمنهي عَنهُ إِنَّمَا هُوَ الْخُرُوج للفرار خَاصَّة لَا لغيره وَبَعْضهمْ جوز ذَلِك وَجعل

قَوْله إِلَّا فِرَارًا حَالا لَا اسْتثِْنَاء أَي لَا تخْرجُوا إِذا لم يكن خروجكم إِلَّا للفرار فتطابق الرِّوَايَة وَالرِّوَايَة الْأُخْرَى فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ وَلَا يخرجنكم الْفِرَار مِنْهُ لأجل ذَلِك وَوَقع للقنازعي ووهب ابْن مَسَرَّة فِي الْمُوَطَّأ فَلَا يخرجكم إِلَّا فرار وَهَذَا وهم وتغيير لَا يُقَال افروا إِنَّمَا يُقَال فِي هَذَا فر لَا غير وَقَوله البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا كَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَمُسلم وَالْبُخَارِيّ وَعند أبي بَحر والهوزني فِي حَدِيث يحيى بن يحيى عَن مَالك مَا لم يفترقا وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى لَكِن اخْتلف الْفُقَهَاء فِي معنى هَذَا التَّفَرُّق فَذهب ملك وَأَصْحَابه إِلَى أَنه بالْقَوْل وَذهب جمهورهم إِلَى أَنه بالأبدان وَذهب بعض اللغويين وَحَكَاهُ الْخطابِيّ عَن الْمفضل ابْن سَلمَة إِلَى التَّفْرِيق بَين اللَّفْظَيْنِ فَقَالَ يفترقا بِاللَّفْظِ ويتفرقا بالأجسام وَقَول ملك من قرن الْحَج وَالْعمْرَة ثمَّ فَاتَهُ الْحَج فَعَلَيهِ أَن يحجّ قَابلا وَيفرق بَين الْحَج وَالْعمْرَة كَذَا عِنْد أَحْمد بن سعيد من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَلغيره ويقرن وَهُوَ الصَّوَاب وَمذهب ملك الْمَعْلُوم قَوْله فرق المصعب بَين المتلاعنين كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره لم يفرق المصعب وَضَبطه بَعضهم لم فرق المصعب وَالْأَشْبَه أَن الصَّحِيح رِوَايَة من روى لم يفرق بِدَلِيل آخر الحَدِيث قَوْله فِي فضل الْعشَاء فرجعنا فرحنا بِمَا سمعنَا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْد جمَاعَة وَعند الْأصيلِيّ أَيْضا فرحنا وَعند أبي ذَر فرحى وَهُوَ وَجه الْكَلَام جمع فارح وَفِي عمْرَة عَائِشَة من رِوَايَة ابْن يسَار حَتَّى إِذا فرغت وفرغت كَذَا فِي النّسخ من كتاب البُخَارِيّ قَالَ بَعضهم وَلَعَلَّه حَتَّى إِذا فرغ وفرغت تَعْنِي أخاها وَبعده أفرغتم وَفِي أول الحَدِيث ثمَّ أفرغا ثمَّ ائتياني وَقَوله أَن للْإيمَان فَرَائض هَذَا الْمَعْرُوف وَالصَّحِيح وَوَقع للجرجاني أَن للْإيمَان فرائع وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله فِي حَدِيث النَّفس وَلَا أَنَام على فرَاش وَوَقع فِي بعض النّسخ وَوَجَدته فِي كتابي على فِرَاشِي وَالْأول أوجه لِأَنَّهُ لم يرد تَخْصِيص فرَاشه من غَيره وَفِي بَاب اللّعان بعثت أَنا والساعة كهاتين وَفرق بَين السبابَة وَالْوُسْطَى كَذَا للجرجاني وَابْن السكن والنسفي ولغيرهم وَقرن وَهُوَ الْمَعْرُوف وَالصَّوَاب وَالْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله كنت شاكيا بِفَارِس فَكنت أُصَلِّي قَاعِدا فَسَأَلت عَن ذَلِك عَائِشَة كَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيع نسخ مُسلم بِالْبَاء وَالْفَاء وَكَانَ القَاضِي الْكِنَانِي يَقُول صَوَابه نقارس جمع نقرس وَهُوَ وجع يَأْخُذ فِي ارجل وَعَائِشَة لم تدخل قطّ بِلَاد فَارس قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَيْسَ يَقْتَضِي ضَرُورَة الْكَلَام أَنه سَأَلَهَا بِفَارِس وَلَعَلَّه إِنَّمَا سَأَلَهَا بعد وُصُوله إِلَى الْمَدِينَة أَو حَيْثُ لقيها عَن صلَاته جَالِسا هَل تُجزئه وَهُوَ ظَاهر الحَدِيث لِأَنَّهُ إِنَّمَا سَأَلَهَا عَن شَيْء كَانَ قد فعله قَوْله فِي إِنَاء هُوَ الْفرق فِي الْغسْل من الْجَنَابَة روينَاهُ بِإِسْكَان الرَّاء وَفتحهَا عَن شُيُوخنَا فِيهَا وَالْفَتْح للْأَكْثَر قَالَ الْبَاجِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَكَانَ قيدناه عَن أهل اللُّغَة قَالَ وَلَا يُقَال فِيهِ فرق بالإسكان وَلَكِن فرق بِالْفَتْح وَكَذَا حكى النّحاس وَحكى ابْن دُرَيْد أَنه قد قيل بالإسكان وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فرق أرز وَهُوَ نَحْو ثَلَاثَة آصَع وَقيل يسع خَمْسَة عشر رطلا وَهُوَ إِنَاء مَعْرُوف عِنْدهم وَفِي كتاب الْحَج فِي الْفِدْيَة تصدق بفرق بَين سِتَّة مَسَاكِين وَفِي الحَدِيث الآخر أطْعم ثَلَاثَة آصَع وَهَذَا نَحْو مَا تقدم لَكِن فِي كل صَاع أَرْبَعَة إمداد وَالْمدّ على مَذْهَب الْحجاز بَين رَطْل وَثلث فَيَأْتِي الْفرق على هَذَا سِتَّة عشر رطلا وَتقدم الْخلاف وَالْكَلَام على قَوْله فِي حَدِيث الْخَوَارِج يخرجُون على خير فرقة فِي حرف الْخَاء وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي الْبيعَة وَلَا نأتي بِبُهْتَان نفترينه كَذَا عِنْد يحيى بني يحيى بنونين وَإِثْبَات العلامتين للْجمع وَهُوَ غلط وَلَا تَجْتَمِع العلامتان بِوَجْه وَالصَّوَاب مَا لجَماعَة الروَاة نفتريه وَقَوله فِي بَاب زَكَاة الْعرُوض

فصل الاختلاف والوهم

فَلم يسْتَثْن صَدَقَة الْفَرْض من غَيرهَا كَذَا لجمهور الروَاة بِمَعْنى الْعين وَعند بَعضهم الْعرض بالراء وبالعين وَبعده أَيْضا فَلم يخص الذَّهَب وَالْفِضَّة من الْعرُوض بِالْعينِ لكافتهم وَعند عَبدُوس من الْفُرُوض بِالْفَاءِ وضبب عَلَيْهِ الْفَاء مَعَ الزَّاي (ف ز ر) قَوْله فِي حَدِيث سعد ففزر أَنفه فَكَانَ مفزورا مَعْنَاهُ شقَّه يُقَال فزرت الثَّوْب مخفف الزَّاي (ف ز ع) قَوْله فَفَزعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من نَومه أَي هَب وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث الْوَادي ففزعوا أَي هبوا وَقَامُوا من نومهم وَمِنْه فافزعوا إِلَى الصَّلَاة أَي بَادرُوا إِلَيْهَا وَقيل اقصدوا إِلَيْهَا وَيكون أَيْضا بِمَعْنى استغيثوا من فزعكم بِاللَّه فِيهَا وَقيل فزعوا ذعر وأخوف عدوهم أَن يعلم بغفلتهم وَقيل فزعوا خوف المواخذة بتراخيهم فِي الصَّلَاة ونومهم عَنْهَا وَيكون فزع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَيْضا على هَذِه الْوُجُوه أَو لإغاثة النَّاس من فزعهم فزع اسْتَغَاثَ وفزع أغاث وَقَوله فزع أهل الْمَدِينَة أَي ذعروا وَقيل اسْتَغَاثُوا وَقد يكون قَوْله فِي فزع أهل الْوَادي من الذعر وَالْخَوْف من الْإِثْم لتأخير الصَّلَاة أَو من الْخَوْف من الْعَدو لَو أَصَابَهُم فِي تِلْكَ النومة يُقَال فزع فلَان من نَومه إِذا انتبه وهب مِنْهُ وفزع إِذا خَافَ وفزع إِذا اسْتَغَاثَ وَمِنْه فِي حَدِيث السارقة ففزعوا إِلَى أُسَامَة أَي اسْتَغَاثُوا بِهِ ليشفع لَهُم وفزع إِذا أغاث كُله بِكَسْر الزَّاي وَقيل فِي أغاث وَنصر أفزع بِالْفَتْح قَالُوا وَهِي أعلا وَفِي حَدِيث الاستيذان أَتَاكُم أخوكم قد أفزع ويروى افتزع كُله من الذعر وَقد يَصح أَن يكون هَذَا افتزع أَي اسْتَغَاثَ بكم وانتصر وَقَوله فَإِن الْمَوْت فزع أَي ذعر الْفَاء مَعَ الطَّاء (ف ط ر) قَوْله كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة وأصبت الْفطْرَة وعَلى غير الْفطْرَة كلهَا بِكَسْر الْفَاء قيل الْفطْرَة الدّين الَّذِي فطر الله عَلَيْهِ الْخلق قَالَ الله فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا وَقد روى يُولد على الْملَّة وَهُوَ المُرَاد فِي هَذَا كُله وَقيل المُرَاد فِي الحَدِيث الأول ابْتِدَاء الْخلقَة وَمَا فطر عَلَيْهِ فِي الرَّحِم من سَعَادَة أَو شقاوة وَأَبَوَاهُ يحكمان لَهُ فِي الدُّنْيَا بحكمهما وَقيل الْفطْرَة هُنَا اصل الْخلقَة من السَّلامَة والفطرة ابْتِدَاء الْخلقَة وَالله فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَي الْمُبْتَدِي بخلقهما أَي يخلق سالما من الْكفْر وَغَيره متهيئا لقبُول الصّلاح وَالْهدى ثمَّ أَبَوَاهُ يحملانه بعد على مَا سبق لَهُ فِي الْكتاب كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث كَمَا تنْتج الْبَهِيمَة بَهِيمَة جَمْعَاء هَل تحس فِيهَا من جَدْعَاء وَقيل على فطْرَة أَبِيه يَعْنِي حكم دينه وَقَوله تفطر رِجْلَاهُ أَي تتشقق وترم من طول الْقيام كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى ترم وَحَتَّى تنتفخ (ف ط م) قَوْله غُلَام فطيم وفطم ويفطم وفطمته أمه كُله هُوَ قطع الصَّبِي عَن الرَّضَاع وَأمه فَاطِمَة لَهُ وَمِنْه اشتقاق اسْم فَاطِمَة وَفِي حَدِيث الْإِمَارَة وبيست الفاطمة اسْتعَار للعزل لَفْظَة الْفِطَام لقطعه مرفق الْإِمَارَة وَفِي الحَدِيث أقسمه حمرا بَين الفواطم جمع فَاطِمَة وَهن أَربع كَذَا جَاءَ فِي بعض رِوَايَات الحَدِيث بَين الفواطم الْأَرْبَع وَقد جَاءَ فِي بعض تفاسير الحَدِيث اسْم اثْنَتَيْنِ مِنْهُنَّ وَفِي بَعْضهَا اسْم ثَلَاث وَفِي بَعْضهَا إنَّهُنَّ أَربع فَأَما الاثنتان فَقَالَ القتبي إِحْدَاهمَا فَاطِمَة بنت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) زوج عَليّ وَالْأُخْرَى فَاطِمَة بنت أَسد بن هَاشم أمه وَلَا أعرف الثَّالِثَة قَالَ أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي هِيَ فَاطِمَة بنت حَمْزَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالرَّابِعَة فَاطِمَة بنت عتبَة زوج عقيل ابْن أبي طَالب وَهِي الَّتِي سَار مُعَاوِيَة وَابْن عَبَّاس حكمين بَينهمَا أَيَّام عُثْمَان. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَعَلَيْهَا درع فطر كَذَا للقابسي وَابْن السكن فِي بَاب الِاسْتِعَارَة للعروس بِالْفَاءِ ولغيرهم قطر بِالْقَافِ الْمَكْسُورَة على الْإِضَافَة وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ ضرب من ثِيَاب بِالْيمن تعرف

(ف ظ)

بالقطرية فِيهَا حمرَة قَالَ الْخطابِيّ وَفَسرهُ بَعضهم أَنه من غليظ الْقطن قَوْله فِي حَدِيث عَائِشَة وَسَلام الْيَهُود ففطنت بهم كَذَا فِي النّسخ من مُسلم وَفِي رِوَايَة جَمِيع شُيُوخنَا بِالْفَاءِ وَالنُّون وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة ابْن الْحذاء فقطبت لَهُم بِالْقَافِ وَالْبَاء بِوَاحِدَة من القطوب وعبوس الْوَجْه وَالْأول الصَّوَاب وأشبه بمساق الْكَلَام وَإِن كَانَ لهَذَا وَجه الْفَاء مَعَ الظَّاء (ف ظ) قَوْله أَنْت أفظ وَأَغْلظ هما بِمَعْنى من شدَّة الْخلق وخشونة الْجَانِب وَلم يَأْتِ هُنَا أفعل للمفاضلة مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَكِن بِمَعْنى فظ وغليظ وَتَكون للمفاضلة وَتَكون الغلظة فِي جِهَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِيمَا يجب من الخشونة على أهل الْبَاطِل كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَاغْلُظْ عَلَيْهِم (وَتَكون عِنْد عمر زِيَادَة فِي غير هَذَا من الْأُمُور فَيكون أغْلظ لهَذَا على الْجُمْلَة لَا على المفاضلة فِيمَا يحمد من ذَلِك (ف ظ ع) قَوْله لم أر كَالْيَوْمِ منْظرًا أفظع أَي أعظم وَأَشد وأهيب وأفظع هُنَا بِمَعْنى أَشد فظاعة وَأعظم أَي أفظع مِمَّا سواهُ من المناظر الفظيعة فَحذف اختصارا لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ قَوْله إِلَى أَمر يفظعنا أَي يفزعنا ويعظم أمره ويشتد علينا وَهُوَ مِمَّا تقدم (ف ك ك) قَوْله هَذَا فكاكك من النَّار بِفَتْح الْفَاء أَي خلاصك مِنْهَا ومعافاتك وَمِنْه فكاك الرَّقَبَة تَخْلِيصهَا من الرّقّ وفكاك الرَّهْن تخليصه من عُهْدَة الارتهان وإطلاقه لرَبه وفكوا العاني أَي افدوا الْأَسير وخلصوه من الْأسر الْفَاء مَعَ اللَّام (ف ل ت) قَوْله كَانَت بيعَة أبي بكر فلتة بِسُكُون اللَّام وَفتح الْفَاء وَوَجَدته بِخَط الجياني فِيمَا قَيده عَن ابْن سراج فلتة بِالضَّمِّ وبالفتح مَعًا والفلتة كل شَيْء عمل على غير روية وبودر بِهِ انتشار خَبره هَذَا تَأْوِيل أبي عبيد وَغَيره هُنَا وَقد أنكرهُ بَعضهم وَقَالَ هَذَا لَا يَصح وَهل كَانَ تَقْدِيمه إِلَّا بعد مُشَاورَة من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ مَا رُوِيَ عَن سَالم بن عبد الله بن عمر وَقد سُئِلَ عَن تَفْسِير قَول عمر هَذَا فَقَالَ كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يتحاجزون فِي الْأَشْهر الْحرم فَإِذا كَانَت اللَّيْلَة الَّتِي يشك فِيهَا يَعْنِي آخر لَيْلَة من الشَّهْر الْحَرَام وَهِي لَيْلَة ثَلَاثِينَ وَهِي تسمى عِنْدهم الفلتة ادغلوا فِيهَا وأغاروا يُرِيد ويحتجون بِأَنَّهَا من الشَّهْر الْحَلَال الَّذِي بعده وَأَن الشَّهْر الْحَرَام كَانَ نَاقِصا قَالَ سَالم فَكَذَلِك كَانَ يَوْم مَاتَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ادغل النَّاس من بَين مُدع إِمَارَة أَو جَاحد زَكَاة فلولا اعْتِرَاض أبي بكر دونهَا كَانَت الفضيحة وَإِلَى هَذَا الْمَعْنى ذهب الْخطابِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي تَفْسِيرهَا إِذْ كَانَ مَوته بعد الْأَمْن فِي حَيَاته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شبه الفلتة آخر شهور الْحرم وَفِي الحَدِيث الآخر أَن أُمِّي افتتلت نَفسهَا أَي مَاتَت فجاءة وَقيل اختلست نَفسهَا وَهُوَ من نَحْو اما تقدم ونفسها مَنْصُوب على مفعول ثَان وَهُوَ أَكثر الرِّوَايَات وَرَوَاهُ بَعضهم نَفسهَا بِالضَّمِّ على مَا لم يسم فَاعله وَكَذَا قَيده الْخطابِيّ قَالَ أخذت نَفسهَا فجاءة وبالوجهين قَيده أَبُو عَليّ الجياني وَغَيره من شُيُوخنَا وَذكره ابْن قُتَيْبَة اقْتتلَتْ بقاف بعْدهَا تاءان بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَقَالَ هِيَ كلمة تقال لمن مَاتَ فجاءة وَلمن قتلته الْجِنّ من الْعِشْق وَالْأول الْمَعْرُوف الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة وَالْمعْنَى لَا مَا قَالَه قَوْله أَن شَيْطَانا تفلت على البارحة مَعْنَاهُ توثب إِلَيّ وتسرع لضرى وَقد ذَكرْنَاهُ وَقَوله حَتَّى إِذا أَخذه لم يفلته أَي لم يتفلت مِنْهُ وَيكون مَعْنَاهُ لم يخلصه غَيره مِنْهُ يُقَال أفلت الرجل فَأَفلَت وانفلت (ف ل ج) قَوْله المتفلجات الْمُغيرَات خلق الله وَهُوَ نَحْو تَفْسِير الواشرات والمؤتشرات وَقَرِيب من ذَلِك وَهن اللَّاتِي يأشرن أسنانهن بحديدة حَتَّى يفلجنها والفلج بِفَتْح الْفَاء وَاللَّام فُرْجَة وتفسح بَين الثنايا قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ غَيره بَين الْأَسْنَان وَقَالَ بَعضهم بَين الثنايا والرباعيات وَالْفرق بِفَتْح الرَّاء بَين

فصل الاختلاف والوهم

الثنيتين فَقَط وَمِنْه فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أفلج الْأَسْنَان وَلَكِن لَا يُقَال فِيهِ أفلج كَذَا إِلَّا إِذا أضيف إِلَى الْأَسْنَان فَيُقَال أفلج الْأَسْنَان أَو مفلج الْأَسْنَان وَإِنَّمَا يُقَال أفلج مُطلقًا فِي الرجل وَالدَّوَاب للمتباعد مَا بَين الرجلَيْن كَذَا قَالَ ابْن دُرَيْد وَغَيره يَقُول أفلج وفلجاء فِي الْأَسْنَان دون إِضَافَة وَقيل الفلج تفرق أصُول الْأَسْنَان وَالْفرق تفرق رُءُوس مَا بَين الثنايا وَالرجل أفلج وافرق (ف ل ح) قَوْله أَفْلح الرجل أَن صدق أَي أصَاب خيرا وفاز بذلك والفلح بِفَتْح اللَّام والفلاح الْبَقَاء وَقيل الْفَوْز وَمِنْه حَيّ على الْفَلاح أَي هَلُمَّ إِلَى عمل يُوجب لَك الْبَقَاء الدَّائِم فِي الْجنَّة وَمِنْه أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ قيل الفائزون وَقيل الْبَاقُونَ فِي الْجنَّة وَقَوله لَو قلتهَا وَأَنت تملك أَمرك أفلحت كل الْفَلاح أَي فزت وخلصت من الأسار وَفِي حَدِيث هِرقل هَل لكم فِي الْفَلاح أَي الْفَوْز والبقاء فِي الْجنَّة (ف ل ذ) قَوْله وتقيء الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا يَعْنِي كنوزها ومعادنها والأفلاذ الْقطع وأحدها فلذة شبه مَا يخرج من بَاطِنهَا من ذَلِك بالأكباد الَّتِي تكون فِي الْبُطُون مستورة ورفعة ذَلِك ونفاسته بفلذة الكبد وَهُوَ أفضل مَا يشوى من الْبَعِير عِنْد الْعَرَب وأمراه (ف ل ك) ذكر الْفلك بِفَتْح الْفَاء وَاللَّام وَهُوَ فلك النُّجُوم قَالَ الله تَعَالَى) كل فِي فلك يسبحون (وَجمعه أفلاك وَذكر الْفلك بِضَم الْفَاء وَسُكُون اللَّام وَهِي السَّفِينَة وَقيل هُوَ جمع وَاحِدهَا فلك وَقيل لَفظه فِي الْوَاحِد وَالْجمع فلك كَقَوْلِهِم امْرَأَة هجان ونسوة هجان (ف ل ل) قَوْله فِي حَدِيث أم زرع شجك أَو فلك قيل معنى فلك أَي كسرك وَيُقَال ذهب بِمَالك وَيُقَال كسر حجتك وكلامك بِكَثْرَة خصومته وعذله وَقَوله بِهن فلول يَعْنِي السيوف بهَا ثلم وَهُوَ الْكسر الْقَلِيل فِي حَده من الضَّرْب بهَا لشَيْء آخر وَقَوله وَفِيه فلة فلهَا يَوْم بدر هُوَ مَا يكون من التكسر والتأثير فِي حد السَّيْف وَمُجَرَّد الْحَدِيد وقر لَهُ أَي فل هُوَ ترخيم يَا فلَان وَلَا يُقَال إِلَّا فِي النداء وَقيل هُوَ لُغَة أُخْرَى فِي ذَلِك وَهُوَ الْأَشْهر (ف ل غ) قَوْله إِذا يفلغوا رَأْسِي يُقَال بِالْعينِ والغين بِمَعْنى يشقوا أَو يشدخوا وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الثَّاء (ف ل ق) قَوْله فِي الرُّؤْيَا مثل فلق الصُّبْح بِفَتْح اللَّام يَعْنِي انشقاقه وَبَيَانه وَخُرُوجه من الظلام شبهها بِهِ لبيانها فِي إنارته وضوئِهِ وَصِحَّته وَيُقَال فرق الصُّبْح أَيْضا بالراء وَقَالَ الْخَلِيل وَغَيره الفلق الْفجْر وَقَوله مثل فلقَة حَبَّة بِكَسْر الْفَاء أَي نصفهَا قَالَه ثَابت قَالَ وَيُقَال سَمِعت ذَاك من فلق فِيهِ بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون اللَّام وَقَوله فَاخْرُج فلق خبز أَي كَسره جمع فلقَة ككسرة وَكسر (ف ل س) قَوْله إفلاس الْغَرِيم وَمن أدْرك مَاله عِنْد رجل قد افلس وَمثله فِي غير الحَدِيث كَذَا يُقَال بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام أَي قل مَا لَهُ وَأَصله من الْفلس أَي صَار ذَا فلوس بعد أَن كَانَ ذَا دَنَانِير ودراهم فَهُوَ مُفلس بِكَسْر اللَّام وَجَاء فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والهوزني فِي حَدِيث ابْن رمح أَيّمَا امْرِئ فلس وَلَيْسَ بِشَيْء وَكَذَا يَقُوله الْفُقَهَاء وَلغيره أفلس وَهُوَ الصَّوَاب (ف ل و) قَوْله كَمَا يُربي أحدكُم فلوه بِفَتْح الْفَاء وَضم اللَّام وَهُوَ الْمهْر لِأَنَّهُ يفلى عَن أمه أَي يعْزل ويتحد وَحكى فِيهِ فَلَو بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون اللَّام وَحَكَاهُ الدَّاودِيّ وَأنكر ابْن دُرَيْد وَغَيره غير الْوَجْه الأول فِيهِ وَقَوله بفلاة من الأَرْض وبأرض فلاة وَفضل مَاء بالفلاة هِيَ الْمَفَازَة والقفر مِنْهَا الَّتِي لَا أنيس بهَا وَلَا عمَارَة ذكره بَعضهم فِي حرف الْوَاو وَبَعْضهمْ فِي الْيَاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي انصراف الْمصلى عَن ابْن عمر أَن فلَانا يَقُول كَذَا لِابْنِ بكير

فصل الاختلاف والوهم

وَغَيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَيحيى بن يحيى يَقُول أَن قَائِلا يَقُول وَفِي الْعتْق أعتق فلَانا وَالْوَلَاء لي كَذَا لِلْجُمْهُورِ عَن مُسلم وَعند الْهَوْزَنِي أعتق فلَان وَهُوَ الصَّوَاب على النداء أَي أعتق يَا فلَان وَقَول البُخَارِيّ الْفلك والفلك وَاحِد كَذَا لبَعض رُوَاته ولآخرين الْفلك والفلك وَاحِد وَهُوَ الصَّوَاب يُقَال للْوَاحِد والجميع كَذَلِك بِلَفْظ وَاحِد وَهُوَ مُرَاد البُخَارِيّ وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ وَمن قَالَ أَن واحده فلك وَقد تخرج على هَذِه الرِّوَايَة وَفِي حَدِيث بَرِيرَة يَقُول أحدهم أعتق فلَانا وَالْوَلَاء لي كَذَا روينَاهُ فِي كتاب مُسلم قَالَ بعض المتعقبين صَوَابه أعتق فلَان على النداء وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ أعتق يَا فلَان قَوْله فِي صفة الصِّرَاط وحسكه مفلحطة كَذَا فِي الْأُصُول وَالْمَعْرُوف مفلطحة بِتَقْدِيم الطَّاء على الْحَاء أَي وَاسِعَة قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْوَاسِع الْأَعْلَى الرَّقِيق الْأَسْفَل وَقَوله فِي كتاب الرَّجْم فِي حَدِيث عمر بَلغنِي أَن فلَانا يَقُول كَذَا للجرجاني وللباقين قَائِلا وَهُوَ الْمَعْرُوف وَقَوله فِي حَدِيث مثل الْمُؤمن مثل خامة الزَّرْع لَا يفلها شَيْء كَذَا للسجزي والطبري ولغيرهما يفيئها أَي يميلها كَمَا جَاءَ فِي الْأَلْفَاظ الآخر فِي سَائِر الْأَحَادِيث وكما قَالَ يميلها مُبينًا فِي بَعْضهَا ويصرعها فِي بَعْضهَا وَمِمَّا يلْحق بِهِ مِمَّا لَيست فِيهِ الْفَاء أَصْلِيَّة قَوْله حج أنس على رَحل فَلم يكن شحيحا كَذَا لغير الْأصيلِيّ من الروَاة وَعند الْأصيلِيّ وَلم يكن بِالْوَاو وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ أَبُو ذَر لَو شَاءَ حج على محمل وَلكنه تواضع الْفَاء مَعَ الْمِيم قَوْله وَقد سقط فَمه أَي أَسْنَانه وَقَوله إِلَّا أَن ترى فِي فمها نَجَاسَة ويروى فِي فِيهَا وَكَذَلِكَ قَوْله حَتَّى مَا تضع فِي فِي امْرَأَتك كُله بِمَعْنى يُقَال فَم وفم وفم ثَلَاث لُغَات بتَخْفِيف الْمِيم وَيُقَال بتشديدها أَيْضا بِالثلَاثِ لُغَات فتأتي سِتَّة وَيُقَال فوه أَيْضا وَلكنه إِنَّمَا يسْتَعْمل مُضَافا قَوْله فِي حَدِيث الْمَرْأَة فَمسح فَم العزلاوين أَي فمهما كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَعند كافتهم فِي العزلاوين حرف خفض وَبِمَعْنى الْبَاء هُنَا وَالْأول أصوب كَذَا جَاءَ فِي عَلَامَات النبوءة وَفِي مَنَاقِب عبد الله أقرانيها (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَاه إِلَى فِي كَذَا للأصيلي ولكافة الروَاة فَاه إِلَى فاي وَقَوله كَأَنَّهَا فِي فَم فَحل كَذَا للأصيلي وَكتب على فَم يَعْنِي وَلغيره كَأَنَّهَا فِي فِي فَحل وَهُوَ بِمَعْنَاهُ الْفَاء مَعَ النُّون قَوْله أفناء الْأَمْصَار وَفِي افناء النَّاس ممدودا أَي جماعاتهم جمع فنو بِكَسْر الْفَاء وَقيل فِي أفناء النَّاس أَي أخلاطهم يُقَال للرجل إِذا لم يعرف من أَي قَبيلَة هُوَ قَالَ صَاحب الْعين يُقَال رجل من أفناء الْقَبَائِل إِذا لم تعرف قبيلته وَقيل الأفناء النزاع من الْقَبَائِل من هَا هُنَا وَحكى أَبُو حَاتِم أَنه لَا يُقَال فِي الْوَاحِد وَإِنَّمَا يُقَال فِي الْجَمَاعَة هَؤُلَاءِ من أفناء النَّاس وَلَا يُقَال هَذَا من أفناء النَّاس وَقد ذكرنَا مَا ذكر الْخَلِيل من خلاف هَذَا وَقَوله فِي الْبيُوت والأفنية يَعْنِي أفنية الدّور والمنازل وأحدها فنَاء مَمْدُود وَهُوَ مَا بَين يَديهَا وحولها من البراح. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى فِي حَدِيث إِسْحَاق بن نصر فَلَمَّا خرج ركع رَكْعَتَيْنِ فِي فنَاء الْكَعْبَة كَذَا الْبَعْض الروَاة وَكَذَا وجدته فِي كتاب عَبدُوس مصلحا وللقابسي فِي قبل الْقبْلَة ولكافة الروَاة فِي قبل الْكَعْبَة وَكله صَحِيح وأوجهه الأول وَوجه الثَّانِي قيل وَجههَا وبابها وَفِي حَدِيث مَا من نَبِي إِلَّا كَانَ لَهُ حواريون فَقدم ابْن مَسْعُود فَنزل بفنائه ممدودا كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي فَنزل بقنات بقاف مَفْتُوحَة وَآخره تَاء وَهُوَ وَاد من أَوديَة الْمَدِينَة وَمَال من أموالها وسنذكره إِن شَاءَ الله فِي الْقَاف وَأما الَّذِي فِي حَدِيث أَسمَاء فَإِنَّمَا

(ف ص د)

هُوَ فَنزلت بقباء فَولدت بقباء بِالْقَافِ وَالْبَاء بِوَاحِدَة وسنذكره أَيْضا بحول الله تَعَالَى الْفَاء مَعَ الصَّاد (ف ص د) قَوْله وَإِن جَبينه ليتفصد عرقا أَي يسيل ويتصبب عرقا (ف ص ل) قَوْله بِأَمْر فصل أَي قَاطع يفصل وَيبين التَّنَازُع والأشكال وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) إِنَّه لقَوْل فصل (قيل يفصل بَين الْحق وَالْبَاطِل وَقَوله إِلَّا كَانَت الفيصل بيني وَبَينه بِمَعْنى الْفَصْل يُرِيد القطيعة مَا بيني وَبَينه يُقَال قَضَاء فصل وفيصل وفاصل أَي يفصل الْحق من الْبَاطِل ويبينه وَقَوله وفصيلته فصيلة الرجل فَخذه من قومه وَهِي أقرب من الْفَخْذ وَقَوله حَتَّى ترمض الفصال جمع فصيل وَهِي صغَار الْإِبِل وفسرنا الحَدِيث فِي الرَّاء وَقَوله قَرَأت الْمفصل وَمن قصار الْمفصل الْمفصل من الْقُرْآن قصير سوره سميت بذلك لفصل بَعْضهَا عَن بعض اخْتلف فِي حَدهَا فَقيل من سُورَة مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقيل من سُورَة ق إِلَى آخر الْقُرْآن وَقَوله بعد أَن فصلوا أَي رحلوا وبانوا عَن المقيمين (ف ص م) قَوْله فِي الْوَحْي فَيفْصم عني يرْوى بِفَتْح الْيَاء وَبِضَمِّهَا على مَا لم يسم فَاعله وَمَعْنَاهُ ينْفَصل عني ويقلع قَالَ الْوَزير أَبُو الْحُسَيْن فِيهِ سر لطيف وَإِشَارَة خُفْيَة من الْكَلَام إِلَى أَنَّهَا بينونة من غير انْقِطَاع وَأَن الْملك فَارقه ليعود إِلَيْهِ والفصم الْقطع من غير بينونة بِخِلَاف القصم بِالْقَافِ الَّذِي هُوَ انْفِصَال تَامّ وَفِي تَفْسِير السرد لَا يعظم يَعْنِي المسامير فتفصم أَي تشق كَذَا للقابسي وَعند عَبدُوس وَأبي ذَر بِالْقَافِ فيقصم بِالْقَافِ وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ فينقصم بِالْقَافِ أَيْضا وَكِلَاهُمَا هُنَا يَصح مَعْنَاهُ (ف ص ص) قَوْله وَجعل فصه مِمَّا يَلِي كَفه وَكَانَ فصه حَبَشِيًّا بِفَتْح الْفَاء وَقد جَاءَ فِي فص الْخَاتم الْكسر (ف ص ي) قَوْله أَشد تفصيا من صُدُور الرِّجَال أَي زوالا وبينونة وتفلتا الْفَاء مَعَ الضَّاد (ف ض خَ) قَوْله فضيخ تمر وَكَانَ شرابنا الفضيخ هُوَ الْبُسْر يشذخ ويفضخ ويلقى عَلَيْهِ المَاء لتسرع شدته وَفِي الْأَثر أَنه يلقى عَلَيْهِ المَاء وَالتَّمْر وَقيل يفضخ التَّمْر وينبذ فِي المَاء وَعَلِيهِ يدل الحَدِيث وكل بِمَعْنى مُتَقَارب (ف ض ل) قَوْله يدْخل عَليّ وَأَنا فضل قَالَ ابْن وهب مكشوفة الرَّأْس والصدر وَقَالَ غَيره الْفضل الَّذِي عَلَيْهِ ثوب وَاحِد بِغَيْر إِزَار وَقَالَ ثَعْلَب رجل فضل وَامْرَأَة فضل بِثَوْب وَاحِد غير متحزم وَفِي حَدِيث أبي قَتَادَة فِي الْخمار وَمَعِي مِنْهُ فاضلة كَذَا روينَاهُ بِفَتْح اللَّام بعْدهَا تَاء أَي فضلَة مِنْهُ وَرَوَاهُ بَعضهم فاضله بِضَم اللَّام وهاء الضَّمِير وَهُوَ بِمَعْنى الأول وَقَوله فضل الْإِزَار فِي النَّار يُرِيد جَرّه خُيَلَاء وَأَن يفضل مِنْهُ عَن قدرَة حَتَّى يجره كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر من جر ازاره بطرا وَقَوله لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع بِهِ الْكلأ أَي مَا فضل عَن حَاجَة النَّازِل بِهِ مثل قَوْله لَا يمْنَع نقع بير وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون وَقَوله فِي الْبَيْضَاء والسلت أَيهمَا أفضل رُوِيَ عَن مَالك أَن مَعْنَاهُ أَكثر وَقَوله إِن لله مَلَائِكَة سيارة فضلا يَبْتَغُونَ الذّكر كَذَا روايتنا فِيهِ عَن أَكْثَرهم بِسُكُون الضَّاد وَهُوَ الصَّوَاب وَقد رَوَاهُ العذري والهوزني فضل بِالضَّمِّ وَبَعْضهمْ بِضَم الضَّاد وَمَعْنَاهُ زِيَادَة على كتاب النَّاس وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي البُخَارِيّ وَكَانَ هَذَا الْحَرْف فِي كتاب ابْن عِيسَى فضلاء بِضَم الْفَاء وَفتح الضَّاد وَهُوَ وهم هُنَا وَإِن كَانَت صفتهمْ صلوَات الله عَلَيْهِم وَفِي بَاب من ترك كلا أَو ضيَاعًا هَل ترك لدينِهِ فضلا كَذَا للأصيلي وَلغيره قَضَاء وَهُوَ أبين (ف ض ض) قَوْله لَا تفض الْخَاتم إِلَّا بِحقِّهِ أَي لَا تكسره وَهِي عبارَة عَن افتراع الْبكر وافتضاض عذرتها وَكسر خَاتم الله الَّذِي خلقهَا عَلَيْهِ يُقَال افتض الْجَارِيَة واقتض بِالْفَاءِ وَالْقَاف (ف ض ع)

فصل الاختلاف والوهم

قَوْله وَلم أر منْظرًا كَالْيَوْمِ أفضع أَي مِنْهَا فَحذف لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَمعنى أفضع أَي أَشد كَرَاهَة والفضيع الشَّديد فِي كَرَاهِيَة وَقَوله فِي حَدِيث الْأسود وضع فِي يَدي أسواران من ذهب ففضعتهما أَي كرهتهما بِضَم الْفَاء الثَّانِيَة وَكسر الضَّاد بِمَعْنَاهُ وكما قَالَ فَأَهَمَّنِي شَأْنهمَا فكرهتهما وَنَحْوه وَمثله إِلَى أَمر يفضعنا أَي تشتد كَرَاهَته علينا (ف ض و) قَوْله أَن يُفْضِي إِلَى نسائنا كِنَايَة عَن الْجِمَاع وَأَصله الْوُصُول للشَّيْء أفْضى إِلَى كَذَا وصل إِلَيْهِ وَمِنْه افضوا إِلَى مَا قدمُوا أَي وصلوا إِلَيْهِ من خير أَو شَرّ وَقَوله أَن يُفْضِي الرجل إِلَى الرجل دون ثوب أَي يباشره ويصل جِسْمه إِلَى جِسْمه وَقَوله يُفْضِي بفرجه إِلَى السَّمَاء أَي يكشفه ويصله بجهتها دون سَاتِر لَهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْمُعْتَدَّة ثمَّ تؤتي بِدَابَّة شَاة أَو طير فتفتض بِهِ بِالْفَاءِ فقلما تفتض بِشَيْء إِلَّا مَاتَ كَذَا الرِّوَايَة فِي هَذِه الْأُمَّهَات فِيهَا بِالْفَاءِ إِلَّا عَن الْمروزِي فَقَالَ تقتض بِالْقَافِ فِي كتاب الطَّلَاق وَنَقله بَعضهم عَنهُ فتقبض بِالْبَاء وَمعنى الْفَاء تمسح بِهِ قبلهَا فَيَمُوت لقبح رِيحهَا وقذارتها وَسمي فعلهَا ذَلِك افتضاضا كَأَنَّهَا تكسر عدتهَا وَمَا كَانَت فِيهِ بِفِعْلِهَا ذَلِك والفض الْكسر وَقيل تفتض تتفرج بذلك مِمَّا كَانَت فِيهِ وتزيله عَنْهَا أَو تَزُول بذلك من مَكَانهَا وحفشها الَّذِي اعْتدت فِيهِ والفض التَّفَرُّق وَمِنْه لانفضوا من حولك وَقيل هُوَ شَيْء كَانُوا يَفْعَلُونَهُ كالنشرة قَالَ مَالك تفتض تمسح بِهِ جلدهَا كالنشرة وَقَالَ البرقي تفتض تمسح بِيَدِهَا على ظَهره وَقيل هُوَ مُشْتَقّ من الْفضة كَأَنَّهَا تتنظف بِمَا تَفْعَلهُ من ذَلِك مِمَّا كَانَت فِيهِ وتغتسل بعده وتتنقى من درنها حَتَّى تصير كالفضة وتقتض قريب من التَّفْسِير الأول لِأَن القض الْكسر أَيْضا وَقدر رَوَاهُ الشَّافِعِي فتقبص بِالْقَافِ وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَفَسرهُ أَنَّهَا تأخذها بأطراف أصابعها قَالَ الله تَعَالَى) فقبضت قَبْضَة من أثر الرَّسُول (وَالْمَعْرُوف الأول فِي إِسْلَام عمر وَفِي الْإِكْرَاه قَوْله لَو أَن أحدا انفض لما صَنَعْتُم بعثمان لَكَانَ محقوقا أَن ينفض بِالْفَاءِ وَالنُّون كَذَا للأصيلي والحموي وَابْن السكن والنسفي وَأبي الْهَيْثَم وعبدوس وَاخْتلفت الرِّوَايَة فِيهِ عَن الْقَابِسِيّ فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالْفَاءِ وَالْقَاف وبالفاء لَهُ فِي الْإِكْرَاه وهما متقاربان وَقد تقدم فِي حرف الرَّاء رِوَايَة من رَوَاهُ ارْفض بالراء وَكله بِمَعْنى انفض أَي تصدع وتبدد وتفرق وانقض بِالْقَافِ مثله وأرفض كُله بِمَعْنى مُتَقَارب وَفِي أكل الثوم فِي حَدِيث أبي أَيُّوب وَبعث إِلَيّ يَوْمًا بفضلة لم يَأْكُل مِنْهَا كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَعند السجْزِي بقصعة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب مَا يذكر من الشيب وَقبض إِسْرَائِيل ثَلَاثَة أَصَابِع من فضَّة فِيهِ من شعر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم بِالْفَاءِ مَضْمُومَة وصاد مُهْملَة وَعند الْأصيلِيّ من فضَّة بِالْفَاءِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَمن قصَّة كَالْأولِ الضبطان على الْحَرْف قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالْأَشْبَه عِنْدِي رِوَايَة من قَالَ من فضَّة بِالْفَاءِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة لقَوْله بعد فاطلعت فِي الجلجل ولمفهوم الحَدِيث وَفِي بِنَاء الْمَسْجِد وَبني جِدَاره بِالْحِجَارَةِ المنقوشة وَالْفِضَّة كَذَا للقابسي وَلغيره الْقِصَّة بِالْقَافِ يُرِيد الجير وَهُوَ أشبه وَأَصَح وَفِي كتاب التَّوْحِيد لَا تزَال الْجنَّة تفضل حَتَّى ينشئ الله لَهَا خلقا يسكنهم فضل الْجنَّة كَذَا لَهُم وللجرجاني فيسكنهم أفضل الْجنَّة وَهُوَ خطأ وَصَوَابه الأول وَفِي بَاب خَاتم الْفضة حَتَّى وَقع من عُثْمَان فِي بيراريس كَذَا للجرجاني وَأبي ذَر وَغَيرهمَا وَنَحْوه فِي مُسلم وَعند الْمروزِي والنسفي هُنَا حَتَّى وَقع من عُثْمَان الْفضة فِي بيراريس وَهُوَ وهم قَالَ الْقَابِسِيّ إِنَّمَا هُوَ الفص وَقَالَ بعض شُيُوخنَا صَوَابه حَتَّى وَقع من عُثْمَان فصه بصاد

فصل الاختلاف والوهم

مُهْملَة مُشَدّدَة الْفَاء مَعَ الْعين (ف ع ل) قَوْله فِي صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَاعِدا إِن كدتم تَفْعَلُونَ فعل فَارس وَالروم كَذَا لجَمِيع رُوَاة مُسلم قيل صَوَابه لتفعلون قَوْله فِي إِسْلَام أبي ذَر فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث فعل على مثل ذَلِك فأقامه مَعَه ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَاللَّام وَالْخلاف فِيهِ وَرِوَايَة من روى قعد على الصَّوَاب فِي ذَلِك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي صَلَاة (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَاعِدا فِي رِوَايَة قُتَيْبَة إِن كدتم تَفْعَلُونَ فعل فَارس وَالروم كَذَا عِنْدهم قَالَ بَعضهم صَوَابه لتفعلون لِأَنَّهَا إِيجَاب وَمَتى سَقَطت عَادَتْ نفيا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح هُنَا فِيهِ النَّفْي لأَنهم وَإِن كَانُوا قَامُوا على رَأسه فَلم يقصدوا فعل فَارس وَالروم وَإِنَّمَا قَامُوا لصلاتهم فَلم يَفْعَلُوا فعلهم وَالله أعلم وَفِي شعر سعد بن معَاذ وَحكمه فِي قُرَيْظَة (أَلا يَا سعد سعد بني معَاذ فَمَا فعلت قُرَيْظَة وَالنضير ) كَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيع نسخ مُسلم وصواب الْكَلَام لما لقِيت وَكَذَا رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق الْفَاء مَعَ الْقَاف (ف ق د) قَوْلهَا افتقدت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَيْلَة أَي لم أَجِدهُ كَمَا قَالَت فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فقدته من الْفراش (ف ق ر) قَوْله وَطرح فِي فَقير بيرأ وَعين كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى على غير إِضَافَة منونان ويروى فِي فَقير أَو عين وَهُوَ الَّذِي فِي الْأُمَّهَات وَلابْن وضاح فِي الْمُوَطَّأ وهما جَمِيعًا صَحِيحَانِ الْفَقِير البير وَبِه فسره مَالك وَالْفَقِير أَيْضا فَم الْقَنَاة وَقَوله على فَقير من خشب فسره فِي الحَدِيث هُوَ جذع يرقى عَلَيْهِ أَي جعل كالفقار وَهِي الدرج يصعد عَلَيْهَا وَقَوله حَتَّى يعود كل فقار إِلَى مَكَانَهُ الفقار بِفَتْح الْفَاء خَرَزَات الصلب وَهِي مفاصله وأحدها فقارة وَيُقَال لَهَا فقرة وفقرة أَيْضا بِسُكُون الْقَاف وَفتحهَا وَجَمعهَا فقر وَجَاء عِنْد الْأصيلِيّ هُنَا فقار ظَهره بِفَتْح الْفَاء وَكسرهَا وَلَا أعلم للكسر وَجها وَذكر البُخَارِيّ آخر الْبَاب وَقَالَ أَبُو صَالح عَن اللَّيْث كل قفار بِتَقْدِيم الْقَاف كَذَا للأصيلي هُنَا وَعند ابْن السكن فقار بِتَقْدِيم الْفَاء مَكْسُورَة ولغيرهما قفار بِتَقْدِيم الْقَاف مَفْتُوحَة وَكَذَا لَهُم بعد عَن مُحَمَّد بن عَمْرو آخر الْبَاب وَالصَّوَاب فقار كَمَا تقدم وَقَوله على أَن لَهُ فقار ظَهره إِلَى الْمَدِينَة أَي ركُوبه فكنى بهَا عَن الظّهْر وَقَوله فِي حَدِيث جَابر أَيْضا أقفرناك ظَهره واقفرني ظَهره وعَلى أَن لي قفار ظَهره أَي أعارني ظَهره أركبه وسوغني ذَلِك وَهُوَ من فقار الظّهْر وَمِنْه سمي يزِيد الْفَقِير الْمَذْكُور فِي الحَدِيث لِأَنَّهُ شكى فقار ظَهره لَا من فقر المَال وَقد قيل إِنَّمَا سمي الْفَقِير فَقِيرا لِأَنَّهُ يفقد المَال كمن انْقَطع ظَهره وَكسر فقاره فَبَقيَ لَا حراك لَهُ أَو هَالكا (ف ق ع) قَوْله عَن الفقاع لَا بَأْس بِهِ إِذا لم يسكر قَالَ صَاحب الْعين هُوَ شراب يتَّخذ من الشّعير (ف ق هـ) قَوْله اللَّهُمَّ فقهه فِي الدّين وَإِذا فقهوا بِضَم الْقَاف وَمن يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين الْفِقْه الْفَهم فِي كل شَيْء يُقَال مِنْهُ فقه بِالْكَسْرِ يفقه فقها بِفَتْح الْقَاف وَقَالُوا فقها أَيْضا بسكونها وأفقهته أَنا فهمته وَأما الْفِقْه فِي الشَّرْع فَقَالَ صَاحب الْعين والهروي وَغَيرهمَا فِيهِ فقه بِالضَّمِّ وَقَالَ ابْن دُرَيْد فِيهِ بِالْكَسْرِ كَالْأولِ قَالَ وَقَالُوا فقه بِالضَّمِّ فِيهِ أَيْضا وَقَوله فِي الْكلاب إِذا كَانَ يفقه أَي يفهم التَّعْلِيم وَالْأَمر والزجر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَقع فِي بَاب الْعلم قبل الْعَمَل من يرد الله بِهِ خيرا يفهمهُ فِي الدّين كَذَا للرواة وَعند الْجِرْجَانِيّ يفقهه كَمَا جَاءَ لجميعهم فِي غير هَذَا الْموضع وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَقد تقدم شرح ذَلِك قَوْله فِي حَدِيث الْقدر قبلنَا قوم يتفقرون الْعلم كَذَا رَوَاهُ ابْن ماهان بِتَقْدِيم

(ف س ح)

الْفَاء وَلغيره يتقفرون بِتَقْدِيم الْقَاف وَهَذَا اللَّفْظ أشهر وَهُوَ الَّذِي شرح الشارحون وَمَعْنَاهُ الطّلب يُقَال تقفرت الْعلم إِذا قفوته واقتفرت الْأَثر أتبعته وَقَالَ ابْن دُرَيْد قفرت بتَشْديد الْفَاء جمعت وَرَوَاهُ بَعضهم يقتفرون بقاف سَاكِنة مُقَدّمَة على التَّاء وَهُوَ بِمَعْنى الأول وَفِي كتاب أبي دَاوُود يتقفون بِفَتْح الْقَاف وَشد الْفَاء بِغَيْر رَاء بِمَعْنى الأول يُقَال قفوته إِذا أتبعته وَمِنْه سمى الْقَافة وَأما بِتَقْدِيم الْفَاء فِي الرِّوَايَة الأولى فَلم أر من تكلم عَلَيْهِ وَهُوَ عِنْدِي أصح الرِّوَايَات وأليقها بِالْمَعْنَى وَالْمرَاد أَي أَنهم يطْلبُونَ غامضه ويستخرجون خبيئه ويبحثون عَن أسراره ويفتحون مغلقه كَمَا قَالَ عمر فِي امْرِئ الْقَيْس افْتقر عَن معَان عور أصح بصر وَمِنْه سميت البير الْفَقِير لاستخراج مَائِهَا فَلَمَّا كَانَ الْقَوْم بِهَذِهِ الصّفة من الْفَهم وَالْعلم ثمَّ جَاءَ وبتلك الْمقَالة الْمُنكرَة وَقَالُوا ببدعة الْقدر استعظمها مِنْهُم وارتاب فِي قَوْلهم أَلا ترَاهُ كَيفَ وَصفهم بِقِرَاءَة الْقُرْآن وَقَالَ وَذكر من شَأْنهمْ بِخِلَاف لَو سمع هَذَا القَوْل من غَيرهم مِمَّن لَا يُوصف بِعلم وَلَا يعرف بِهِ لما بالاه ولعدها من جملَة مَا عهد من جهالاته وَرَأَيْت بَعضهم ذكره فِي تَعْلِيق لَهُ على مُسلم يتقعرون بِالْقَافِ بعْدهَا عين أَي يطْلبُونَ قَعْره وغامضه وَمِنْه التقعير فِي الْكَلَام قَوْله فِي بَاب وَإِذ واعدنا مُوسَى سقط فِي أَيْديهم كل من نَدم فقد سقط فِي يَده كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ قيل سقط فِي يَده وَهُوَ الصَّوَاب قَوْله فِي فضل عَائِشَة وخبرها مَعَ حَفْصَة فافتقدته عَائِشَة فغارت كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب أَي طلبت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم تَجدهُ مَعهَا على الْعَادة وَعند بَعضهم فاقتعدته كَأَنَّهُ تَأَول ركبت الْجمل الْمَذْكُور وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه لِأَن الرّكُوب قد ذكر قبل هَذَا الْفَاء مَعَ السِّين (ف س ح) قَوْلهَا بَيتهَا فساح بِفَتْح الْفَاء أَي وَاسع مثل فسيح والفساحة السعَة وَيحْتَمل أَن يكون على ظَاهره أَو تكون أَرَادَت خير بَيتهَا وَنعمته وسعة ذَات يَدهَا وَمَالهَا (ف س ط) قَوْله عتبته أَو فسطاطه وَله فسطاط أَو سرادق (الْفسْطَاط الخباء وَنَحْوه يُقَال بِضَم الْفَاء وَكسرهَا وَهُوَ أَيْضا مُجْتَمع أهل الكورة حول جَامعهَا وَمِنْه سمى فسطاط مصر وَأَصله عَمُود الخباء الَّذِي يقوم عَلَيْهِ وَيُقَال أَيْضا فستاط بِالتَّاءِ وَضم الْفَاء وَكسرهَا أَيْضا وفساط بشد السِّين وبضم الْفَاء وَكسرهَا أَيْضا وَالْجمع فساسيط بسينين (ف س ق) قَوْله خمس فواسق يقتلن فِي الْحل وَالْحرم أصل الْفسق الْخُرُوج عَن الشَّيْء وَمِنْه سمى هَؤُلَاءِ فواسق لخروجهم عَن الِانْتِفَاع بهم أَو السَّلامَة مِنْهُم إِلَى الْإِضْرَار والأذى وَقيل بل سمي الْغُرَاب فَاسِقًا لتخلفه عَن نوح وعصيانه لَهُ والفارة فويسقة لخروجها عَن النَّاس من جحرها وَقيل بل ذَلِك لخروجهم عَن الْحُرْمَة وَالْأَمر بِقَتْلِهِم وَأَنه لَا فديَة فيهم وَقيل بل لتَحْرِيم أكلهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى) ذَلِكُم فسق (عِنْد ذكر الْمُحرمَات وَاسْتدلَّ بقول عَائِشَة من يَأْكُل الْغُرَاب وَقد سَمَّاهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَاسِقًا وتحريمها كلهَا غير مَعْرُوف وَاخْتلف فِي الْغُرَاب وَقَوله فَلم يفسق وَلم يجهل أَي يَعْصِي الله وَيخرج عَن الطَّاعَة بذلك وَقيل يفسق يذبح لغير الله على الْخلاف فِي قَوْله فَلَا رفث وَلَا فسوق وَقيل مَا أصَاب من محارم الله وَالصَّيْد وَقيل قَول الزُّور الْفَاء مَعَ الشين (ف ش ج) قَوْله فِي حَدِيث جَابر آخر مُسلم ففشجت فبالت انفاجت وفرجت مَا بَين رِجْلَيْهَا لتبول كَمَا تفعل الدَّوَابّ وَالْإِبِل وَقد ذكرنَا هَذَا الْحَرْف وَالْخلاف فِي رِوَايَته وَتَفْسِيره فِي حرف التَّاء (ف ش ع)

(ف ش و)

قَوْله فِي بَاب من طَاف بِالْبَيْتِ فقد حل أَن هَذَا الْأَمر قد تفشع لَهُ النَّاس بِالْفَاءِ وَالْعين الْمُهْملَة كَذَا روينَاهُ فِي حَدِيث أَحْمد ابْن سعيد الدَّارمِيّ فِي كتاب مُسلم عَن شُيُوخنَا بِغَيْر خلاف وَمَعْنَاهُ انْتَشَر وفشى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُود فِي مُصَنفه وَابْن أبي شيبَة فِي كِتَابه من رِوَايَة هِشَام فِي الحَدِيث الآخر مَا هَذِه الْفتيا الَّتِي تشغفت فِي النَّاس وَهُوَ فِي كتاب مُسلم بِتَقْدِيم الشين والغين على الْفَاء قد تشغفت أَو تشعبت بالغين أَولا وَالْعين الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة ثَانِيًا على الشَّك وروى الآخر بِالْمُعْجَمَةِ أَيْضا وبالغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي كِتَابه عَن شُعْبَة وَأكْثر روايتنا فِي الحرفين بِالْعينِ الْمُهْملَة وبالمعجمة ذكر الْحَرْف أَبُو عبيد من رِوَايَة حجاج وبالمهملتين رِوَايَة غَيره فَأَما بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْبَاء فَمن الِافْتِرَاق فرقت النَّاس وخالفت بَين آرائهم وفتواهم وَأما بِالْمُعْجَمَةِ وَالْبَاء فَمن التشغيب وَهُوَ التَّخْلِيط وَأما على رِوَايَة تشغفت بِتَقْدِيم الْغَيْن على الْفَاء فَإِن لم يكن من المقلوب مِمَّا قدمْنَاهُ فَمَعْنَاه علقت النَّاس وشغفوا بهَا قَالَ قَتَادَة فِي قَوْله شغفها حبا أَي علقها مَأْخُوذ من شغَاف الْقلب وسنذكره فِي حرف الشين وَوَقع فِي حَدِيث الدَّارمِيّ فِي بعض النّسخ لبَعْضهِم تقشع بِالْقَافِ وَهُوَ وهم وَتَقْدِيم الْفَاء على الشين عِنْد بَعضهم أصوب (ف ش و) قَوْله ضمُّوا فَوَاشِيكُمْ هُوَ كل شَيْء ينتشر من المَال وَالصبيان وَغَيرهم وَقَوله فَشَتْ فِي ذَلِك القالة وَأَن يفشو فِيكُم ويفشو الْإِسْلَام ويفشو الزِّنَى كُله بِمَعْنى يذيع وينتشر وَمِنْه قَول عمر بن عبد الْعَزِيز وليفشو الْعلم فَإِن الْعلم لن يهْلك حَتَّى يكون سرا أَي ينشروه ويذيعوه وَلَا يكتموه ويخضوا بِهِ قوما دون قوم وَمِنْه يفشى سرها أَي يكشفه ويذيعه الْفَاء مَعَ الْهَاء (ف هـ د) قَوْله وَإِذا دخل فَهد أَي هُوَ كالفهد وَهُوَ حَيَوَان مَعْرُوف من السبَاع شبهته بِهِ تغافلا وإغضاء وسكونا والفهد كثير النّوم متغافل بطبعه وَقيل وثب عَليّ وثوب الفهد وَهُوَ سريع الْوُثُوب وَقَوله لَهَا ولدان كالفهدين يُرِيد تارين ممتلئين حسنى الْجِسْم وَالضَّرْب (ف هـ ر) قَوْله فَأخذت فهرا هُوَ حجر مستدير يدق بِهِ الشَّيْء وَهُوَ مؤنث (ف هـ ق) قَوْله فانفقهت لَهُ الْجنَّة أَي انفتحت لَهُ واتسعت وَقَوله فنزعنا فِي الْحَوْض حَتَّى أفهقناه أَي ملأناه وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الصَّاد وَالْخلاف فِيهِ الْفَاء مَعَ الْوَاو (ف وت) قَوْله أمثلي يفتات عَلَيْهِ أَي أفات بِهن وَتفعل دوني قَالَ أَبُو عبيد كل من أحدث دُونك شَيْئا فقد فاتك بِهِ (ف وح) قَوْله الْحمى من فوح جَهَنَّم ويروى فيح وسنذكرهما بعد (ف ور) قَوْله فِي فَور حَيْضهَا أَي ابتدائها وأولها ومعظمها وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) من فورهم (أَي ابْتِدَاء أَمرهم وَقيل من قُوَّة ثورانهم وَمِنْه فارة الْمسك وَهِي نافجته سميت بذلك عِنْد بَعضهم لفوران رِيحهَا وَلَا تهمز عِنْد قَائِل هَذَا وَأما الزبيدِيّ فَذكرهَا فِي المهموز كالفارة الْمَعْلُومَة والحمى من فَور جَهَنَّم على مَا ذكره فِي بعض الحَدِيث مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَجعل المَاء يفور حَتَّى تَفُور كُله من الانتشار وَالْقُوَّة وَقَوله فِي الْمَغَازِي فِي مُسلم (تركتكم قدركم لَا شَيْء فِيهَا وَقدر الْقَوْم حامية تَفُور ) أَي تغلى يُرِيد قَتلهمْ حلفاءهم يَعْنِي الْأَوْس وَلم يَفْعَلُوا فعل الْخَزْرَج فِي طَلَبهمْ للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى استحياهم وتركهم (ف وز) قَوْله مفازا ومفاوز أَي فلاة سميت بذلك قيل على طَرِيق التفاؤل وَقيل لِأَن من قطعهَا فَازَ وَنَجَا وَقيل لِأَنَّهَا تهْلك سالكها كَمَا سميت مهلكة من قَوْلهم فوز الرجل إِذا هلك (ف وض) قَوْله فوض إِلَى عَبدِي أَي صرفت أمره إِلَيّ وتبرأ من نَفسه لي وَشركَة الْمُفَاوضَة الِاخْتِلَاط

فصل الاختلاف والوهم

كَانَ كل وَاحِد يبرأ إِلَى الآخر من مَاله (ف وق) قَوْله كَيفَ ننصره ظَالِما قَالَ تَأْخُذ فَوق يَده مَعْنَاهُ تنهاه وتكفه عَن ذَلِك حَتَّى كَأَنَّك تحبس يَده عَن الظُّلم وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي مُسلم قَالَ فلتنهه وَقَوله أما أَنا فأتفوقه تفوقا يَعْنِي الْقُرْآن أَي أقرأه شَيْئا بعد شَيْء وَلَا أقرأه بِمرَّة مَأْخُوذ من فوَاق النَّاقة وَهُوَ حلبها سَاعَة بعد سَاعَة لتدر أثْنَاء ذَلِك وَمن الشّرْب أَيْضا إِذا شرب شَيْئا بعد شَيْء وَقَوله وتتمادى فِي الفوق بِضَم الْفَاء مَوضِع الْوتر من السهْم وَقد يعبر بِهِ عَن السهْم نَفسه يُقَال فَوق وفوقة وَقَوله فاستفاق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ أَيْن الصَّبِي أَي تنبه من غفلته عَنهُ وَقَوله فَلَا أَدْرِي أَفَاق قبلي أَي قَامَ من غَشيته وتنبه مِنْهَا أفاقة وفواقا وَلَا يُقَال أَفَاق إِلَّا مِنْهَا وَمن النّوم وَالْمَرَض وَشبهه وَقَوله لَا تخشى الْفَاقَة وإصابتنا الْفَاقَة الْفَاقَة الْحَاجة جَاءَت فِي غير حَدِيث وَقَوله عَطاء من لَا يخْشَى فاقة أَي حَاجَة وفقرا وَقَوله فَلم أستفق أَي لم أفق من همي لقَوْله فَانْطَلَقت على وَجْهي وَأَنا مهموم وَلم أنتبه من غمرة همي وَعلمت حَيْثُ أَنا إِلَّا بِهَذَا الْموضع وَقرن الثعالب هُوَ الْمِيقَات وسنذكره بعد هَذَا وَقَوله رفع الْقَلَم عَن كَذَا وَعَن الْمَعْتُوه حَتَّى يفِيق وَحَتَّى يستفيق بِمَعْنَاهُ أَي ينتبه مِنْهَا وَقَوله يَفُوقَانِ مرداس فِي مجمع أَي يسودان عَلَيْهِ ويكونان فَوْقه فِي الْمنزلَة (ف وهـ) قَوْله على أَفْوَاه الْجنَّة يُقَال فوهة النَّهر وَالطَّرِيق مضموم الْفَاء مشدد الْوَاو أَي فَمه وأوله كَأَنَّهُ يُرِيد مفتتحات مسالك قُصُور الْجنَّة ومنازلها. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث ابْن فليح وفوقه عرش الرَّحْمَن بِضَم الْفَاء ضَبطه الْأصيلِيّ وَبِالنَّصبِ لغيره وَهُوَ الْمَعْرُوف وَلَا أعرف للضم وَجها وَقَوله فِي مُبَاشرَة الْحَائِض تتزرفي فَور حَيْضَتهَا أَي فِي أَولهَا ومعظمها وانتشارها كَذَا لَهُم هُنَا وَعند ابْن السكن ثوب حَيْضَتهَا وَهِي إِحْدَى روايتي الْأصيلِيّ وَهُوَ وهم وَفِي صَلَاة الطَّالِب وَالْمَطْلُوب رَاكِبًا وإيماء إِذا تخوفت الْفَوْت وَعند الْجِرْجَانِيّ الْوَقْت وَكِلَاهُمَا صَحِيحا الْمَعْنى وَفِي رِوَايَة الْفَوْت حجَّة لجَوَاز ذَلِك للطَّالِب وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِيهِ وَلم يَخْتَلِفُوا فِي الْمَطْلُوب وَفِي آخر الضَّحَايَا من كتاب مُسلم فِي إدخار لُحُوم الضَّحَايَا أَن ذَلِك عَام كَانَ النَّاس بِجهْد فَأَرَدْت أَن يفشو فيهم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَعند البُخَارِيّ فَأَرَدْت أَن يعينوا فِيهَا يَعْنِي ذَا المخمصة وَله وَجه حسن وَلَعَلَّ مَا فِي مُسلم مغير مِنْهُ الْفَاء مَعَ الْيَاء (ف يء) قَوْله حَتَّى يفييئا أَي يرجعا إِلَى حَالهمَا الأول من الصُّحْبَة والأخوة وَقَوله حَتَّى فَاء الْفَيْء ورأينا فَيْء التلول وتفيء الظلال وَلَيْسَ للحيطان ظلّ نستفئ بِهِ أَي نستظل وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر والفيء مهموزا مَا كَانَ شمسا فنسخه الظل والظل مَا لم تغشه الشَّمْس وأصل الْفَيْء الرُّجُوع أَي مَا رَجَعَ من الظل من جِهَة الْمغرب إِلَى الْمشرق قَالُوا والظل مَا قبل الزَّوَال ممتدا من الْمشرق إِلَى الْمغرب على مَا لم تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس قبل والفيء مَا بعد الزَّوَال لِأَنَّهُ يرجع من جِهَة الْمغرب إِلَى الْمشرق إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ الشَّمْس قبل وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي بَاب عَلَامَات النبوءة فِي البُخَارِيّ إِلَى ظلّ لم تأت عَلَيْهِ الشَّمْس وَفِي البُخَارِيّ من بعض الرِّوَايَات قَالَ ابْن عَبَّاس تتفيأ تتميل وَقيل تسرع مِنْهَا الْفَيْئَة أَي الرُّجُوع وفيء الْمُسلمين مَا أَفَاء الله عَلَيْهِم أَي رده عَلَيْهِم من مَال عدوهم وَمِنْه مَا يفِيء الله علينا أَي نغنمه قَوْله تفيئها الرّيح أَي تميلها مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر تميلها وتصرعها وَفِي رِوَايَة أبي ذَر تفيؤها بِفَتْح التَّاء وَالْفَاء (ف ي ح) من فيح جهم بِفَتْح الْفَاء أَي من انتشار حرهَا وقوتها وَمِنْه قَوْله صَعِيد أفيح فِي الحَدِيث الآخر أَي متسع وَقَوله وَاد أفيح أَي متسع وَقد روى أَبُو دَاوُود الحَدِيث وَفِيه

فصل الاختلاف والوهم

فوح وهما بِمَعْنى وَمِنْه فوح الطّيب وَهُوَ سطوع رِيحه وانتشاره وَقَوله بَيتهَا فياح بِفَتْح الْفَاء بِمَعْنى فساح الْمُتَقَدّم وَبِمَعْنى مَا ذَكرْنَاهُ هُنَا (ف ي ظ) قَوْله حَتَّى تفيظ نَفسه أَي تخرج وَأَصله مَا يخرج من فِيهِ من رغوة عِنْد الْمَوْت وَاخْتلف فِي هَذَا أهل اللُّغَة وَالْعرب فَمن أهل اللُّغَة من يَقُوله بالظاء وَمِنْهُم من يأباه إِلَّا بالضاد وَمِنْهُم من يَقُول مَتى ذكرت النَّفس فبالضاد كفيض غَيرهَا وَمَتى قيل فاظ فلَان وَلم تذكر النَّفس فبالظاء وَهَذَا قَول أبي عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ الْفراء طَيء تَقول فاظت نَفسه وَقيس تَقول فاضت نَفسه وَقَوله وَيفِيض المَال واستفاضة المَال أَي كثرته كفيض المَاء وَغَيره (ف ي ل) قَوْله وَكَانَ وَرقهَا آذان الفيلة وَعند الْمروزِي الفيول جمع فيل يُقَال فيل وفيلة وفيول (ف ي م) قَوْله فيمَ يشبه الْوَلَد كَذَا فِي بَاب التبسم بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي فِي أَي شَيْء يشبه لوَالِديهِ وَعند الْأصيلِيّ فَبِمَ يشبه بِالْبَاء بِوَاحِدَة وهما متقاربا الْمَعْنى لَكِن هَذَا الْكَلَام أوجه (ف ي ض) قَوْله وَبِيَدِهِ الْفَيْض يحْتَمل أَن المُرَاد بِهِ الْإِحْسَان وَالعطَاء الْوَاسِع وَقد يكون الْمَوْت وَقبض الْأَرْوَاح حَكَاهُ بعض أهل اللُّغَة بالضاد وَقَوله حَتَّى فضت عرقا أَي تصببت عرقا وَكثر عرقي كَمَا يفِيض الْإِنَاء من كَثْرَة ملئه وَمِنْه قَوْله وَيكثر فِيكُم المَال وَيفِيض أَي يكثر جدا مثل فيض المَاء وَالرِّوَايَة هُنَا فضت عرقا بالضاد الْمُعْجَمَة كَمَا ذَكرْنَاهُ قَالَ أَبُو مَرْوَان ابْن سراج وَيُقَال أَيْضا فصت عرقا بِالْمُهْمَلَةِ بِمَعْنى وَقَوله يفيضون فِي قَول أهل الْإِفْك أَي يَأْخُذُونَ فِيهِ ويندفعون فِي التحدث بِهِ وَمِنْه حَدِيث مفاض ومستفلض وَمِنْه قَوْله أفضت وأفاض أَي من منى إِلَى مَكَّة وَيُقَال أَيْضا من عَرَفَة إِلَى الْمزْدَلِفَة أَفَاضَ الْحَاج كُله بِمَعْنى انْدَفَعُوا وأسرعوا وَطواف الْإِفَاضَة هُوَ طواف الْحَاج بعد إفاضتهم من منى إِلَى مَكَّة يَوْم النَّحْر أَي إسراعهم وَشدَّة دفعهم وَفِي حَدِيث ابْن بشار فِي بَاب الْحَج أشهر مَعْلُومَات قَول عَائِشَة فأفضت بِالْبَيْتِ كَذَا الرِّوَايَة وَهُوَ صَحِيح وَمَعْنَاهُ طفت طواف الْإِفَاضَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَحبس عَن مَكَّة الْفِيل كَذَا لِابْنِ السكن فِي بَاب لقطَة مَكَّة بِالْفَاءِ وَلغيره الْقَتْل بِالْقَافِ وَالتَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وبالقاف ذكره فِي الْحُدُود وَفِي كتاب الْعلم الْفِيل مَعًا قَالَ البُخَارِيّ كَذَا قَالَ أَبُو نعيم على الشَّك أَي فِي ضبط الْحَرْف بِالْوَجْهَيْنِ الْفَاء وَالْيَاء وَالْقَاف وَالتَّاء وَكَذَا وَقع عِنْد الروَاة كَمَا كتبناه ثمَّ قَالَ الْفِيل وَالْقَتْل فَبين مَا أجمل وَمثله لأبي ذَر ثمَّ قَالَ وَغَيره يَقُول الْفِيل يُرِيد بِالْفَاءِ من غير شكّ وبالفاء رَوَاهُ مُسلم بِغَيْر خلاف عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا إِلَّا أَنه كَانَ فِي كتاب التَّمِيمِي فِيهِ الْوَجْهَانِ مَعًا فِي حَدِيث إِسْحَاق قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا هُوَ الْوَجْه إِن شَاءَ الله وَخبر حبس الْفِيل عَنْهَا مَشْهُور وَقد قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي نَاقَته حَبسهَا حَابِس الْفِيل قَوْله ثمَّ أَصْبَحْنَا نستفيء فَيْئهَا بِالْفَاءِ عِنْد جَمِيعهم أَي نستسيغه ونأخذ مَا أَفَاء علينا من مَال الْكفَّار وَعند الْقَابِسِيّ هُنَا نستقيء بِالْقَافِ وَهُوَ وهم قَوْله بِيَدِهِ الْقَبْض والبسط كَذَا للْجَمَاعَة بِالْقَافِ وباء مُوَحدَة ضد الْبسط وسنذكره فِي الْقَاف وَعند الْفَارِسِي الْفَيْض بِالْفَاءِ وَالْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَالصَّوَاب الْمَعْرُوف الأول وَقد ذكره البُخَارِيّ مرّة على الشَّك الْقَبْض أَو الْفَيْض وَمن أَسْمَائِهِ تَعَالَى الْقَابِض الباسط وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وَفِي إِسْلَام أبي ذَر مَا شفيتني فِيمَا أردْت كَذَا الرِّوَايَة قيل صَوَابه مِمَّا أردْت وَفِي بَاب البيع وَالشِّرَاء على الْمِنْبَر فِي الْمَسْجِد كَذَا لكافة الروَاة وَعند أبي ذَر وَالْمَسْجِد وَالْأول أصوب وَلَعَلَّه وَفِي الْمَسْجِد وَهَذَا أوجه من الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين ويجمعهما وَفِي حَدِيث سَوْدَة فاستأذنت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن تفيض من جمع بلَيْل وَعند العذري أَن تقدم قَوْله قَالَ لي سَالم بن عبد الله فِي الاستبرق مَا غلظ من الديباج

فصل

كَذَا فِي نسخ مُسلم قيل صَوَابه مَا الاستبرق وَكَذَا فِي البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي حَدِيث ابْن عمر وَالْحجاج انظرني أفيض على رَأْسِي مَاء كَذَا للأصيلي وَلغيره أفض على الْجَواب وَهُوَ وهم لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه إِذْ لَيْسَ بِجَوَاب وَفِي الحَدِيث الآخر حَتَّى أفيض وَتقدم الْخلاف فِي انظرني فِي النُّون قَوْله فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث عمر فِي بَاب الغرفة فَأتيت الْمشْربَة الَّتِي فِيهِ فَقلت لغلام كَذَا لَهُم وَفِي بعض النّسخ الَّتِي هُوَ فِيهَا وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَفِي بَاب صفة إِبْلِيس قَالَ يَعْنِي أَبُو الدَّرْدَاء فِيكُم الَّذِي أجاره الله من الشَّيْطَان كَذَا للأصيلي على الْخَبَر وَعند بعض الروَاة أفيكم بِالْألف للاستفهام وَهُوَ خطأ والْحَدِيث طَوِيل وَإِنَّمَا ذكر البُخَارِيّ مِنْهُ طرفا لذكر الشَّيْطَان قَوْله فِي بَاب الْكفَالَة قد أدّى الله الَّذِي بعثت بِهِ فِي الْحَبَشَة كَذَا للأصيلي ولسائرهم والخشبة وَالْأول أوجه وَفِي إِذا خَاصم فجر أَربع من كن فِيهِ عِنْد الْأصيلِيّ هُنَا فِيهِنَّ وَهُوَ غلط وَصَوَابه مَا لغيره وَمَا فِي غير هَذَا الْبَاب فِيهِ وَفِي حَدِيث الشَّفَاعَة فيانيهم الله فِي صُورَة غير صورته وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي أدنى صُورَة من الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا قبل فِي هُنَا بِمَعْنى الْبَاء أَي بِصُورَة من الصُّور مخلوقة ليمتحنهم بهَا وَهِي آخر محن الْمُؤمنِينَ فصل الِاخْتِلَاف فِي الْفَاء وَالْوَاو وَالوهم فِيهِ قَوْله حج أنس على رَحل فَلم يكن شحيحا كَذَا لجمهورهم وَهُوَ وهم وَصَوَابه وَلم يكن بِالْوَاو وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَالْمُسْتَمْلِي أَي أَنه لم يحجّ على الرحل وَترك الْمحمل من شح وتوفير نَفَقَة لَكِن استنانا وتواضعا فصل جَاءَت فِي الحَدِيث لمعان وَأَصلهَا الْوِعَاء وَتَأْتِي بِمَعْنى فَوق وَبِمَعْنى الْبَاء وَبِمَعْنى من وَبِمَعْنى عَن وَبِمَعْنى إِلَى فمما جَاءَ فِي الحَدِيث فِي هَذِه الْأُمَّهَات من ذَلِك قَوْله صلى على امْرَأَة مَاتَت فِي بطن أَي من بطن وَقد فسرناه فِي الْبَاء وَقَوله كَانَ يتنفس فِي الْإِنَاء ثَلَاثًا يَعْنِي إِذا شرب مَعْنَاهُ عَن الْإِنَاء أَي يُبينهُ عَن فِيهِ ويتنفس وَأما قَوْله فِي الحَدِيث الآخر نهى أَن يتنفس فِي الْإِنَاء يَعْنِي إِذا لم يبنه عَن فِيهِ فَفِي هُنَا على وَجههَا من الْوِعَاء وَأما قَوْلنَا فتنفس فِي الشَّرَاب ثَلَاثًا أَي فِي حَال شربه ومدته وَقَوله فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن فِي بعض الرِّوَايَات كم سقت فِيهَا أَي إِلَيْهَا كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الرِّوَايَات وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَقَوله كُنَّا نتحدث فِي حجَّة الْوَدَاع وَلَا نَدْرِي مَا حجَّة الْوَدَاع أَي نتحدث باسمها ونذكره وَعند غير الْأصيلِيّ بِحجَّة بِالْبَاء مُبينًا وَقَوله وَأخْبر سعيد فِي رجال من أهل الْعلم كَمَا قَالَ فِي رِوَايَة ابْن السكن وَرِجَال وَفِي حَدِيث بَرِيرَة ونفست فِيهَا أَي رغبت فِيهَا وأعجبت بهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر ونفست بهَا فصل مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف (الْفَرْع) بِضَم الْفَاء وَالرَّاء عمل من أَعمال الْمَدِينَة وَاسع على طَرِيق مَكَّة بَينه وَبَين الْمَدِينَة وفيهَا مَسَاجِد للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ومنابر وقرى كَثِيرَة (فدك) بِفَتْح الْفَاء وَالدَّال مَدِينَة بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة يَوْمَانِ وَقيل على ثَلَاث مراحل مِنْهَا (فج الروحاء) تقدم ذكر الروحاء فِي حرف الرَّاء (فربر) مَدِينَة من مدن خُرَاسَان سمعناها من شُيُوخنَا بِكَسْر الْفَاء وَفتح الرَّاء بعْدهَا بَاء سَاكِنة بِوَاحِدَة وَآخره رَاء وَكَذَا قيدناه من كتاب الدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف عَن شَيخنَا أبي على الشَّهِيد وَكَذَا كَانَ بِخَطِّهِ فِي نسخته وَقَيده الْأَمِير ابْن مَأْكُولا بِفَتْح الْفَاء وَكَذَا وجدته فِي نُسْخَة قديمَة من كتاب الدَّارَقُطْنِيّ (فلسطين) بِكَسْر الْفَاء من كور الشَّام وأجنادها وقاعدتها إيلياء فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى الفرافصة ابْن عُمَيْر الْحَنَفِيّ كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِضَم الْفَاء وَقَالَ

فصل الاختلاف والوهم

ابْن خبيب الْبَصْرِيّ كل اسْم فِي الْعَرَب فرافصة مضموم الْفَاء إِلَّا الفرافصة بن الْأَحْوَص وَالِد نائلة زوج عُثْمَان وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ فِي الرجل بِالْفَتْح وَفِي الْأسد بِالضَّمِّ وَأنكر يَعْقُوب الْفَتْح فِي اسْم الرجل وَحكى الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مَأْكُولا فِيمَن اسْمه الفرافصة بِالْفَتْح الفرافصة ابْن عُمَيْر هَذَا وفروخ حَيْثُ وَقع بِفَتْح الْفَاء وَتَشْديد الرَّاء وَآخره خاء مُعْجمَة مِنْهُم السَّائِب ابْن فروخ وَسنَان بن فروخ وَعبد الله بن فروخ وَأَنْتُم هُنَا يَا بني فروخ قيل هُوَ أَبُو الْعَجم ابْن لإِبْرَاهِيم وَأَخ لإسماعيل وَأَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي بِفَتْح الْفَاء وَكَذَلِكَ فَرْوَة بن أبي المغراء ممدودا وَكَذَلِكَ فضَالة بن عبيد وفليح وَابْن فليح بِضَم الْفَاء مصغر وَآخره حاء مُهْملَة وفراس بِكَسْر الْفَاء وسين مُهْملَة حَيْثُ وَقع فِي نسب أَو كنية أَو اسْم وَابْن أبي فديك بِضَم الْفَاء وَفتح الدَّال وفرات الْقَزاز وَابْن أبي الْفُرَات وَالْحسن بن فرات بِضَم الْفَاء وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ وَيزِيد الْفَقِير سمي بذلك لشَيْء أَصَابَهُ فِي فقار ظَهره والفريعة بنت مَالك بِضَم الْفَاء مصغرة وعامر بن فهَيْرَة بِضَم الْفَاء وَالْمُخْتَار بن فلفل بِضَم الفاءين مَعًا وفقيم اللَّخْمِيّ بِضَم الْفَاء وَفتح الْقَاف وَفطر بن خَليفَة بِكَسْر الْفَاء وَآخره رَاء وَمن عداهُ قطن بِالْقَافِ والطاء سَاكِنة وَالنُّون وَمُحَمّد بن عبد الْوَهَّاب الْفراء ذكره ابْن سُفْيَان فِي تقريباته أول الْجِهَاد. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْعَزْل فَجَاءَهُ ابْن فَهد بِفَتْح الْفَاء وَآخره دَال مُهْملَة كَذَا روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ وَكَذَا يَقُوله أهل الحَدِيث والحفاظ ورواة الْمُوَطَّأ وَقد اخْتلف فِيهِ يحيى فَحكى الدَّارَقُطْنِيّ أَن ابْن مهْدي يَقُول فِيهِ عَن مَالك بن قهد بِالْقَافِ قَالَ وَأَخْطَأ فِيهِ ابْن مهْدي إِنَّمَا هُوَ بِالْفَاءِ كَذَا قَالَ ابْن وهب وَفِي بَاب الانتباذ فِي مُسلم نَا شَيبَان بن فروخ نَا الْقَاسِم يَعْنِي ابْن الْفضل كَذَا عِنْد القَاضِي أبي عَليّ والفقيه أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَغَيرهمَا من شُيُوخنَا وَعند الشَّيْخ أبي بَحر يحيى بن الْمفضل وَالصَّوَاب الأول وَكَذَلِكَ ذكره الْحَاكِم على الصَّوَاب وَفِي صفة الْجنَّة وَالنَّار نَا معَاذ بن أَسد نَا الْفضل بن مُوسَى نَا فُضَيْل عَن أبي حَازِم كَذَا فِي أصل البُخَارِيّ من رِوَايَة جماعات وَعند ابْن السكن نَا فُضَيْل بن عَمْرو قَالَ الْقَابِسِيّ أَظُنهُ فُضَيْل بن عِيَاض وَفِي قِرَاءَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الْمغرب أَن أم الْفضل بنت الْحَارِث كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ أم الفضيل وَالْأول الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَفِي الْمُوَطَّأ مَالك عَن عَن الفضيل بن أبي عبد الله كَذَا ليحيى ومطرف والقعنبي وَابْن بكير مصغر وَعند ابْن الْقَاسِم الْفضل مكبر قَالَ بن وضاح وَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة يحيى الفضيل بن عبد الله وَلابْن بكير وَغَيره ابْن أبي عبد الله وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الفضيل ابْن أبي عبد الله وَفِي الصَّلَاة على الْقَبْر نَا مُحَمَّد بن الْفضل نَا حَمَّاد بن زيد كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ ابْن الفضيل مصغر وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ عَارِم وَفِي سُورَة والنازعات نَا الفضيل بن سُلَيْمَان كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن الْفضل فصل الْأَنْسَاب الْفَزارِيّ والفزارية حَيْثُ وَقع بِفَتْح الْفَاء مَنْسُوب إِلَى بني فَزَارَة وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ وَإِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي بِسُكُون الرَّاء وَفتح الْفَاء وَكَذَلِكَ أَبُو عَلْقَمَة الْفَروِي منسوبان إِلَى أبي فَرْوَة جدهما مولى عُثْمَان بن عَفَّان وَعَمْرو ابْن على الفلاس بفاء مَفْتُوحَة وَآخره سين مُهْملَة وَهِنْد بنت الْحَارِث الفراسية منسوبة إِلَى أبي فراس وَيُقَال فِيهَا القرشية منسوبة إِلَى قُرَيْش وَكَذَا نَسَبهَا الْجِرْجَانِيّ فِي رِوَايَته وَقد ذكر البُخَارِيّ فِيهَا الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَأَنَّهَا كَانَت

حرف القاف مع سائر الحروف

تَحت معبد بن الْمِقْدَاد وَذكر الدَّاودِيّ صِحَة الْوَجْهَيْنِ أَن تكون قرشية ثمَّ من بني فراس وَهُوَ لَا يَصح إِذْ لَيْسَ فِي قُرَيْش من يعرف ببني فراس وَقَول أبي بكر لأم رُومَان يَا أُخْت بني فراس فراس هَذَا هُوَ ابْن غنم بن مَالك بن كنَانَة وَلَا خلاف فِي رفع نسب أم رُومَان إِلَى غنم بن مَالك وَاخْتلف فِي رفع نسب أَبِيهَا إِلَى غنم اخْتِلَافا كثيرا وَهل هُوَ من بني فراس بن غنم أَو من بني الْحَارِث بن غنم وَهَذَا الحَدِيث يشْهد لِلْقَوْلِ الأول والفيريابي مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة فيرياب كَذَا ضبطناه عَنْهُم بِكَسْر الْفَاء بعْدهَا يَاء وَهُوَ صَحِيح وضبطناه أَيْضا فِي مَكَان آخر الْفرْيَابِيّ بِغَيْر يَاء وَهُوَ صَحِيح أَيْضا حَكَاهُ ابْن مأكولاء وَغَيره وَيُقَال أَيْضا الفاريابي وَكله صَحِيح وَمُحَمّد بن يُوسُف الْفربرِي بِكَسْر الْفَاء مَنْسُوب إِلَى فربر مَدِينَة من مدن خُرَاسَان راوية البُخَارِيّ وَقد جَاءَ ذكر بَلَده فِي صدر كتاب البُخَارِيّ فِي نُسْخَة الْأصيلِيّ والقابسي وَقد ذكرنَا الْخلاف فِيهِ قبل وَذكره ابْن مَا كولاء بِالْفَتْح فِي النّسَب والبلد وَكَذَا هُوَ فِي بعض اصول المؤتلف للدارقطني وضبطناه هُنَاكَ عَن شَيخنَا الشَّهِيد فِي النّسَب والبلد بِالْكَسْرِ وَكَذَا قَيده بِخَطِّهِ حرف الْقَاف مَعَ سَائِر الْحُرُوف الْقَاف مَعَ الْبَاء (ق ب ح) قَوْلهَا فَعنده أَقُول فَلَا أقبح أَي لَا يرد قولي عَليّ تُرِيدُ لعزتها عِنْده يُقَال قبحت فلَانا مشددا إِذا قلت لَهُ قبحك الله مخففا وَمَعْنَاهُ أبعدك والقبح الأبعاد وَيُقَال قبحه الله أَيْضا مشددا حَكَاهُ ابْن دُرَيْد تقبيحا وقبحا فِي الأول بِالْفَتْح وَالِاسْم بِالضَّمِّ (ق ب ر) قَوْله لَا تجْعَلُوا بُيُوتكُمْ مَقَابِر أَي صلوا فِيهَا من صَلَاتكُمْ ويفسره الحَدِيث الآخر اجعلوا من صَلَاتكُمْ فِي بُيُوتكُمْ وَلَا تتخذوها قبورا لِأَن الْقُبُور لَا صَلَاة فِيهَا وَلَا عمل وَقد تَأَوَّلَه البُخَارِيّ لَا تجعلوها كالمقابر الَّتِي لَا تجوز الصَّلَاة فِيهَا وَترْجم عَلَيْهِ كَرَاهَة الصَّلَاة فِي الْمَقَابِر وَالْأول هُوَ الْمَعْنى لَا هَذَا (ق ب ل) قَوْله ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض بِفَتْح الْقَاف أَي الْمحبَّة والمكانة من الْقُلُوب والرضى قَالَ الله تَعَالَى) فتقبلها رَبهَا بِقبُول حسن (أَي رضى قَالَ أَبُو عمر هُوَ مصدر وَلم أسمع غَيره بِالْفَتْح فِي الْمصدر وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي رِوَايَة القعْنبِي فَيَضَع لَهُ الْمحبَّة مَكَان الْقبُول وَذكر الْقَبِيل وَهُوَ الْكَفِيل وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى (وَالْمَلَائِكَة قبيلا) وَقيل جَمِيعًا وَقَوله وَفِي كل قبيل الْقَبِيل بِغَيْر هَاء الْجَمَاعَة لَيْسُوا من أَب وَاحِد فَإِذا كَانُوا من أَب وَاحِد فهم قَبيلَة قَالَه الْأَزْهَرِي وَقَالَ غَيره الْقَبِيل والقبيلة سَوَاء الْجَمَاعَة وَقَالَ القتبي الْقَبِيل الْجَمَاعَة من الثَّلَاثَة فَصَاعِدا من قوم شَتَّى والقبيلة بنواب وَاحِد وَفِي حَدِيث النَّعْل لَهَا قبالان هُوَ الشرَاك كالزمامين يكون بَين الْأصْبع الْوُسْطَى من الرجل وَالَّتِي تَلِيهَا وَقَوله وَأَقْبل الجداول بِفَتْح الْهمزَة أَي أوائلها وقبال كل شَيْء وَقَبله وَقَبله مَا يستقبلك مِنْهُ وَمِنْه فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة أهدب القبال أَي كثير شعر الناصية وَالْعرْف لِأَنَّهُ الَّذِي يستقبلك مِنْهَا وَفِيه لَا يعرف قبله من دبره هُوَ أَيْضا مَا يستقبلك من الشَّيْء بِضَم الْبَاء وَمَا يستدبرك فَأَما الْقبل بِإِسْكَان الْبَاء فالفرج وَفِي الحَدِيث حَتَّى فتشوا قبلهَا أَي فرجهَا والشيوخ يضبطونه بِضَم الْبَاء وَقَوله فَلَا يبصق قبل وَجهه أَي أَمَامه وَقَوله فَإِن الله قبل وَجهه أَي قبْلَة الله المعظمة وَقَوله فِي مسح الرَّأْس فَأقبل بهما وَأدبر أَي أقبل إِلَى جِهَة قَفاهُ وَقَوله فطلقوهن لقبل عدتهن أَي استقبالها فسره مَالك فِي رِوَايَة يحيى قَالَ يَعْنِي أَن يُطلق فِي كل طهر مرّة وَلم يكن هَذَا

(ق ب ط)

التَّفْسِير عِنْد مطرف وَلَا عَليّ بن زِيَاد وَطَرحه ابْن وضاح وَقَالَ لَيْسَ يَقُوله مَالك وَكَانَ عِنْد ابْن الْقَاسِم لقبل عدتهن قَالَ فَتلك الْعدة أَن يُطلق الرجل الْمَرْأَة فِي طهر لم يَمَسهَا فِيهِ وصل الْكَلَام وَلم يَجعله من قَول مَالك وَقَوله أقبل ربه يذكرهُ أَي ألْقى ذَلِك فِي نَفسه وألهمه لَهُ أقبل الرجل على الشَّيْء إِذا تهمم بِهِ وَجعله من باله وَقَوله فَإِذا أقبل الْفَيْء فصل مَعْنَاهُ أقبل من الْمغرب إِلَى الْمشرق (ق ب ط) ذكر الثَّوْب القبطي بِضَم الْقَاف هِيَ ثِيَاب من كتَّان بيض تعْمل بِمصْر وَتجمع قَبَاطِي وَأما قبط مصر وهم عجمها فبالكسر نسبت إِلَيْهِم وأصل نِسْبَة هَذِه الثِّيَاب إِلَيْهِم فَلَمَّا ألزمت الثِّيَاب هَذَا الِاسْم غيروا ذَلِك للتفرقة (ق ب ض) قَوْله اجْعَلْهُ فِي الْقَبْض بِفَتْح الْبَاء هُوَ مَا يجمع من الْمَغَانِم وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر كَانَ سلمَان على قبض من قبض الْمُهَاجِرين وكل مَا قبض من مَال فَهُوَ قبض بِالْفَتْح وَاسم الْفِعْل بِالسُّكُونِ وَقَوله الْقَابِض الباسط وَبِيَدِهِ الْقَبْض والبسط ويقبضني مَا يقبضهَا فسرناه فِي حرف الْبَاء وَالسِّين وَقَوله يقبض الله الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة وَيقبض السَّمَاء أَي يجمعهما وَذَلِكَ وَالله أعلم عِنْد انفطار السَّمَاء وانتساف الْجبَال وتبديل الأَرْض غير الأَرْض وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر وَيقبض أَصَابِعه ويبسطها وَيَقُول أَنا الْملك تقدم فِي حرف الْهمزَة معنى الْأصْبع فِي حق الله تَعَالَى وتنزيهه عَن الْجَارِحَة وَإِذا كَانَ ذَلِك وَجعلت الْأَصَابِع بعض مخلوقاته أَو نعمه صَحَّ فِيهَا الْقَبْض والبسط وَيرجع الْقَبْض والبسط يتَصَرَّف فِي كل مَا يَلِيق بِهِ فقد يرجع الْقَبْض فِي حق الأَرْض إِلَى جمعهَا أَو إذهابها وَتَكون هِيَ بعض الْأَصَابِع إِذْ هِيَ إِحْدَى مقدوراته ونعمه للعباد وَأَنه جعلهَا لَهُم كفاتا أَحيَاء وأمواتا وَجعل فِيهَا تصرفاتهم وأرزاقهم وَيكون بسطها مدها كَمَا قَالَ وَإِذا الأَرْض مدت أَو خلق أُخْرَى مَكَانهَا كَمَا جَاءَت بِهِ الْأَحَادِيث والآيات فِي ذَلِك وَالله أعلم بمراده وَقَوْلها فَأرْسلت إِلَيْهِ أَن ابْنا لي قبض أَي توفى وَفِي الحَدِيث فجَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَنَفسه تقَعْقع يبين أَن معنى قبض أَنه فِي حَال الْمَوْت وَفِي سَبيله (ق ب س) جَاءَ ذكر القبس وَهُوَ الْعود فِي طرفه النَّار وَهِي الجذوة وقبست مِنْهُ نَارا أَو خَبرا أَو علما فأقبسني أَي أَعْطَانِي ذَلِك واقتبست مِنْهُ علما وَغَيره أَيْضا (ق ب ي) قَوْله قدمت أقبية وقباء من ديباج هُوَ وَاحِد الأقبية واصله من ذَوَات الْوَاو لِأَنَّهُ من قبوت إِذا ضممت والأقبية ثِيَاب ضيقَة من ثِيَاب الْعَجم مَعْلُومَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث جَابر فَلَمَّا أَقبلنَا تعجلت على بعير لي قطوف كَذَا هُوَ لِابْنِ الْحذاء فِي حَدِيث مُسلم عَن يحيى بن يحيى وَلغيره أقفلنا وَصَوَابه قَفَلْنَا وَقَوله فِي مثل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لما بعث بِهِ من الْحِكْمَة وَكَانَت مِنْهَا طَائِفَة قبلت المَاء كَذَا فِي كتاب البُخَارِيّ أول الحَدِيث بباء بِوَاحِدَة ثمَّ قَالَ آخر الحَدِيث وَقَالَ إِسْحَاق قيلت المَاء بياء مُشَدّدَة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا كَذَا قيدها الْأصيلِيّ هُنَا ولسائر الروَاة هُنَا مثل الأول بباء بِوَاحِدَة وَكَذَا للنسفي وَزعم الْأصيلِيّ أَن مَا لإسحاق فِي رِوَايَته تَصْحِيف قَالَ غَيره وَهِي صَحِيحَة مَعْنَاهَا جمعت وحبست المَاء وروت وَقَالَ غَيره قيلت بِمَعْنى شربت والقيل شرب نصف النَّهَار وقرأت بِخَط أبي عبيد الْبكْرِيّ قَالَ أَبُو بكر تقيل المَاء فِي الْمَكَان المنخفض اجْتمع فِيهِ وَلَيْسَ المُرَاد بِهَذَا عِنْدِي فِي الحَدِيث جمع المَاء فِيهَا فَقَط لانتفاع النَّاس فَإِنَّهُ قد ذكر هَذَا فِي الطَّائِفَة الثَّانِيَة وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ هُنَا جمعته وروت مِنْهُ كم قَالَ بأثر كَلَامه هَذَا فأنبتت العشب والكلأ وَقَالَ بَعضهم

فصل الاختلاف والوهم

مَعْنَاهُ شربت من قيلنا الْإِبِل إِذا شربت قائلة وَالْأول أصح معنى إِن شَاءَ الله وَقَوله فِي حَدِيث أبي قَتَادَة فِي الْحمار المصيد فَلَمَّا انصرفوا قبل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَحْرمُوا كَذَا روينَاهُ بِالْبَاء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي رِوَايَة بَعضهم قيل يَا رَسُول الله من القَوْل وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله ثمَّ يذهب الذَّاهِب إِلَى قبَاء فيأتيهم وَالشَّمْس مُرْتَفعَة كَذَا رِوَايَة مَالك فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره قَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لم يُتَابع مَالِكًا أحد على قَوْله إِلَى قبَاء وَإِنَّمَا قَالُوا إِلَى العوالي وَقَوله فِي خطْبَة الْعِيدَيْنِ وبلال قَابل بِثَوْبِهِ بباء بِوَاحِدَة كَذَا لبَعْضهِم وللكافة قايل بِثَوْبِهِ بياء الْعلَّة أَي مشير وناصب لَهُ وَهُوَ الصَّوَاب كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ناشر ثَوْبه وللأول وَجه أَي يقبل مَا ألْقى فِيهِ إِلَيْهِ من الصَّدَقَة وَقَوله فِي حَدِيث سعد مَالك عَن فلَان إِلَى قَوْله أقبل أَي سعد من الْقبُول كَذَا فِي نسخ البُخَارِيّ وَعند مُسلم اقتال اي سعد وَكَذَا لِابْنِ السكن وَهُوَ الْوَجْه وَمعنى الحَدِيث وَقَوله كنت أقبل الميسور كَذَا لَهُم وَعند ابْن أبي جَعْفَر أقيل الميسور من الْإِقَالَة وَلِهَذَا وَجه وَالْأول أظهر وَقَوله قد أَمر أَن يسْتَقْبل الْقبْلَة فاستقبلوها رِوَايَة عبيد الله عَن يحيى بِكَسْر الْبَاء على الْأَمر وَكَذَا رَوَاهُ الْأصيلِيّ فِي البُخَارِيّ وَرِوَايَة ابْن وضاح بِفَتْحِهَا على الْخَبَر وَكَذَا الْبَقِيَّة رُوَاة البُخَارِيّ وضبطناه فِي مُسلم بِالْفَتْح على أبي بَحر وبالكسر على غَيره الْقَاف مَعَ التَّاء (ق ت ب) قَوْله فتندلق اقتاب بَطْنه جمع قتب بِكَسْر الْقَاف وَهِي حوايا الْبَطن ومصارينه وأمعاؤه وَقَوله وَحملهَا على قتب بِفَتْح الْقَاف وَالتَّاء وَهُوَ أكاف الْجمل يؤنث وَيذكر والقتب بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون التَّاء أكاف صَغِير يَجْعَل لبعير السانية وَيجمع أَيْضا اقتابا وَمِنْه فِي خبر إجلاء الْيَهُود وحبال وأقتاب (ق ت ت) قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات فسره نمام يُقَال نميت الحَدِيث مخففا إِذا رفعته على جِهَة الْإِصْلَاح فَإِذا كَانَ على الْإِفْسَاد قلت نميته بِالتَّشْدِيدِ وَمِنْه النمام وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي القَتَّات الَّذِي يستمع الحَدِيث ويخبر بِهِ وَقَوله حمل قت هِيَ الفصفصة الْيَابِسَة الَّتِي تأكلها الدَّوَابّ (ق ت ر) قَوْله وَإِذا بقترة الْجَيْش هِيَ الغبرة وَهِي القتر أَيْضا (ق ت ل) قَوْله يقتتلان فِي مَوضِع لبنة بِمَعْنى يختصمان وَكَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَقد يكون من الْقِتَال على ظَاهره وَقَوله قَاتل الله الْيَهُود أَي لعنهم كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لعن الله الْيَهُود وَقيل قَتلهمْ وأهلكهم وَقيل عاداهم وَقد جَاءَ فَاعل من وَاحِد كَقَوْلِهِم سَافَرت وطارقت النَّعْل ومعروفه كَونه من اثْنَيْنِ وَقَوله فليقاتله فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان أَي فليدافعه ويمانعه وَقَوله فَإِن امْرُؤ قَاتله أَو شاتمه فَلْيقل إِنِّي صَائِم يحْتَمل أَن يكون على وَجهه وَيحْتَمل أَن يُرِيد الْمُخَاصمَة وَقَوله فَهُوَ بِخَير النظرين أما ان يقتل وَأما أَن يفْدي كَذَا ضَبطه بِفَتْح الْيَاء فِي كتب بعض شُيُوخنَا وَهُوَ أبين وَأَكْثَرهم يقتل على مَا لم يسم فَاعله على الِاخْتِصَار أَي يقتل قَاتله وَقَوله فَقتلته جَاهِلِيَّة بِكَسْر الْقَاف مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فميتته أَي صفة مَوته وَقَتله صفة ذَلِك فِي حَال الْجَاهِلِيَّة الَّذين لَا يدينون لإِمَام قَوْله إِذا بُويِعَ لخليفتين فَاقْتُلُوا الآخر مِنْهُمَا وَمن أَرَادَ أَن يفرق أَمر الْأمة فَاقْتُلُوهُ قيل اخلعوه وأميتوا ذكره وَقيل هُوَ على وَجهه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فاضربوا عُنُقه واضربوه بِالسَّيْفِ وَلَعَلَّ هَذَا إِذا ناصب الْجَمَاعَة وَلم يجب لِلْخلعِ وَقَوله حَتَّى كَادُوا يقتتلون على وضوءه يحْتَمل أَن يكون على ظَاهره وَهُوَ أظهر لقَوْله كَادُوا على الْمُبَالغَة فِي الْحِرْص على ذَلِك وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ يتدافعون وَالْأول أظهر. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي غَزْوَة حنين فَاقْتَتلُوا وَالْكفَّار أَي مَعَ الْكفَّار بِنصب الرَّاء

(ق ح ط)

على الْمَفْعُول مَعَه كَذَا للسجزي ورواة البُخَارِيّ وَسَقَطت الْوَاو لغَيرهم وَلَا وَجه لَهُ وَلغيره اقْتُلُوا وَهُوَ وهم الْقَاف مَعَ الْحَاء (ق ح ط) قَوْله فِي المجامع إِذا أقحطت أَو أعجلت أَي فترت وَلم تنزل وَهُوَ مثل الإكسال وَقَوله قحطت السَّمَاء وأصابهم قحط يُقَال قحط الْقَوْم وَالْأَرْض وأقحطوا بِالضَّمِّ واقحطوا بِالْفَتْح إِذا لم ينزل مطر وقحطت السَّمَاء وقحطت بِفَتْح الْقَاف وَفتح الْحَاء وَكسرهَا وقحطت بِضَم الْقَاف أَيْضا وَقَالَ أَبُو على قحط الْمَطَر بِالْفَتْح وقحط النَّاس بِالْكَسْرِ واقحط الرجل إِذا جَامع فَلم ينزل وَقد رَوَاهُ بَعضهم أقحطت بِالضَّمِّ وقحطت بِفَتْح الْقَاف وَضمّهَا وَالَّذِي حكى أَصْحَاب الْأَفْعَال وَغَيرهم مَا ذَكرْنَاهُ لاكنه على قِيَاس الْمَطَر صَحِيح (ق ح م) قَوْله وَأَنْتُم تتقحمون على النَّار أَي تلقونَ أَنفسكُم فِيهَا والتقحم الرَّمْي فِي المهالك وإلقاء الْإِنْسَان نَفسه فِيهَا ويقتحم فِيهِ كل يَوْم أَي ينغمس وَقَوله فِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس أَخَاف أَن يقتحم بِضَم الْيَاء على مَا لم يسم فَاعله كَذَا ضبطناه وَهُوَ الصَّوَاب أَي يدْخل على منزلي بِغَلَبَة وَلَا يَصح بِفَتْح الْيَاء لِأَن زَوجهَا كَانَ غَائِبا قَوْله غفر الله لَهُ الْمُقْحمَات أَي الذُّنُوب الْعِظَام الَّتِي تدخل أَصْحَابهَا النَّار وتلقيهم فِيهَا وَقَوله فاقتحم عَن بعيره أَي ترامى عَنهُ وَألقى نَفسه إِلَى الأَرْض الْقَاف مَعَ الدَّال (ق د ح) قَوْله فِي حَدِيث جَابر اقدحي بِفَتْح الدَّال أَي اغرفي والمقدحة المغرفة وَذكر الْقدح بِكَسْر الْقَاف الْقدح والقداح السِّهَام إِذا قومت قبل أَن ترأش وتنصل فَإِذا جعل فِيهَا نصالها وريشت فَهِيَ السِّهَام وَقيل الْقدح عود السهْم نَفسه وَمِنْه قَوْله واستوى بَطْني فَصَارَ كالقدح أَي اعتدل بالامتلاء والشبع وَمثله قَوْله فِي صُفُوف الصَّلَاة فَأتى بقدح بِفَتْح الْقَاف وَالدَّال هَذَا من الْآنِية مَا يروي الرجلَيْن وَالثَّلَاثَة وَفِي الحَدِيث لَا تجعلوني كقدح الرَّاكِب أَي تجْعَلُوا الصَّلَاة على آخر الدُّعَاء لِأَن قدح الرَّاكِب يعلق آخر الرحل وَآخر مَا يعلق (ق د د) قَوْله لموْضِع قدة فِي الْجنَّة كَذَا جَاءَ فِي كتاب الرَّقَائِق من البُخَارِيّ وَهُوَ بِكَسْر الْقَاف السَّوْط أَي مِقْدَار سَوْطه وَالْقد السَّوْط لِأَنَّهُ يقد أَن يقطع طولا وَقيل مَوضِع قده أَي شراكه وَقَوله فقد جَوْفه أَي شقَّه طولا وَالْقد الشق بالطول وَقَوله ومرق فِيهِ دباء وقديد بتَخْفِيف الدَّال وَهُوَ مِمَّا تقدم لحم يقطع طولا وييبس ويدخر وَقَوله فَتَقول قد قد أَي كفى كفى مثل قطّ قطّ فِي الحَدِيث الآخر يُقَال بِسُكُون الدالين وكسرهما (ق د ر) قَوْله لَئِن قدر الله على ليعذبني روايتنا فِيهِ عَن الْجُمْهُور بِالتَّخْفِيفِ وَهُوَ الْمَشْهُور وَرَوَاهُ بَعضهم قدر بِالتَّشْدِيدِ اخْتلف فِي تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث فَقيل هَذَا رجل مُؤمن لكنه جهل صفة من صِفَات ربه وَقد اخْتلف المتكلمون فِي جَاهِل صفة هَل هُوَ كَافِر أم لَا وَقيل قدر هُنَا بِمَعْنى قدر يُقَال قدر وَقدر بِمَعْنى وَقيل هُوَ بِمَعْنى ضيق من قَوْله فَمن قدر عَلَيْهِ رزقه وَهَذَانِ التأويلان قيلا فِي قَوْله عَن يُونُس فَظن أَن لن نقدر عَلَيْهِ وَلَا يَلِيق فِي حق يُونُس التَّأْوِيل الأول وَلَا يَصح أَن يجهل نَبِي من أَنْبيَاء الله صفة من صِفَات الله وَقيل قَالَ لَئِن قدر الله عَليّ فِي حَالَة لم يظبط قَوْله لما لحقه من الْخَوْف وغمرة من دهش الخشية وَقيل هَذَا من مجَاز كَلَام الْعَرَب الْمُسَمّى بتجاهل الْعَارِف وبمزج الشَّك بِالْيَقِينِ كَقَوْلِه وَإِنَّا أَو إيَّاكُمْ لعلى هدى وآنت أم أم سَالم وَقَوله فِي الْهلَال فَإِن غم عَلَيْكُم فاقدروا لَهُ مَوْصُولَة الْألف روينَاهُ بِضَم الدَّال وَكسرهَا مَعْنَاهُ قدرُوا لَهُ عدد ثَلَاثِينَ يَوْمًا حَتَّى تكملوها كَمَا فسره فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فاكملوا الْعدة ثَلَاثِينَ هَذَا قَول

(ق د م)

جُمْهُور أهل الْعلم وَذهب ابْن سُرَيج من الشَّافِعِيَّة أَن هَذَا خطاب لمن خص بِهَذَا الْعلم من حِسَاب الْقَمَر والنجوم أَي يحمل على حِسَابهَا وإكمال الْعدة خطاب لعامة النَّاس الَّذين لَا يعرفونه وَلم يُوَافقهُ النَّاس على هَذَا وَقَول عَائِشَة فاقدروا قدر الْجَارِيَة الحديثة السن أَي قدرُوا طول مقَامهَا للنَّظَر لذَلِك يُقَال قدرت الْأَمر أقدره وأقدره إِذا نظرت فِيهِ وَقدرته وتدبرته وَمثله وأقدر لي الْخَيْر حَيْثُ كَانَ بِالْوَجْهَيْنِ وبالكسر ضَبطه الْأصيلِيّ وَقَوله وكلأ بِلَال مَا قدر لَهُ يرْوى بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل أَي مَا قدره الله من الْمِقْدَار والمدة وَقَوله إِذا كَانَت لَيْلَة الْقدر قيل سميت بذلك لعظم شَأْنهَا وفضلها أَي ذَات الْقدر الْعَظِيم كَمَا قَالَ خير من ألف شهر وَسَلام هِيَ حَتَّى مطلع الْفجْر وَقيل لِأَن الْأَشْيَاء تقدر فِيهَا كَمَا قَالَ فِيهَا يفرق كل أَمر حَكِيم وتنزل الْمَلَائِكَة وَالروح فِيهَا بِإِذن رَبهم وَقَوله استقدرك بقدرتك أَي اطلب مِنْك أَن تجْعَل لي قدرَة بقدرتك وَفِي قصَّة أسر الْعَبَّاس فَوجدَ قَمِيص عبد الله بن أبي يقدر عَلَيْهِ بِفَتْح الْيَاء وَضم الدَّال وَسُكُون الْقَاف وبضم الْيَاء وَفتح الْقَاف وَالدَّال أَيْضا وبأوجهين ضَبطهَا الْأصيلِيّ أَي على قدره وَقَوله فِي مرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم نقدر عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ كَذَا بالنُّون مَفْتُوحَة ضمير الْجَمَاعَة للأصيلي وَلغيره يقدر عَلَيْهِ بِالْيَاءِ على مَا لم يسم فَاعله وَمَعْنَاهُ يقدر على رَأَيْته وَلم يخرج حى مَاتَ وَقَوله وَكَانَ مَعَهم الْهدى فَلم يقدروا على الْعمرَة أَي لم تبح لَهُم وَلم يُمكنهُم فعلهَا وَقَوله كَانَ يتَقَدَّر فِي مَرضه أَي أَنا الْيَوْم أَي يقدر أَيَّام أَزوَاجه بِدَلِيل قَوْله بعد استبطاء ليَوْم عَائِشَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْعين وَالْخلاف فِيهِ (ق د م) تقدم تَفْسِير قَوْله حَتَّى يضع الْجَبَّار فِيهَا قدمه فِي حرف الْجِيم وَقَوله بِغَيْر عمل عملوه وَلَا قدم قدموه أَي خير مُتَقَدم لَهُم وَعمل صَالح وَقَوله وَلَك الْقدَم فِي الْإِسْلَام أَي السَّبق وَالْفضل الْمُتَقَدّم وَقَوله أَن ابْن أبي العَاصِي مَشى القدمية كَذَا الرِّوَايَة عندنَا فِي الصَّحِيح وَفِي كتاب أبي عبيد وَقد رَوَاهُ بعض النَّاس اليقدمية بِضَم الدَّال وَفتحهَا والكلمتان صحيحتان وَالضَّم فِي الْآخِرَة صَححهُ لنا شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن وَكَذَا قيدناها عَلَيْهِ يُقَال فلَان يمشي القدمية واليقدمية إِذا تقدم فِي الشّرف وَالْفضل على أَصْحَابه وَأَصله التَّبَخْتُر قَالَ أَبُو عمر وَمَشى القدمية يَعْنِي التَّبَخْتُر قَالَ أَبُو عبيد وَإِنَّمَا هُوَ مثل ضربه يُرِيد انه ركب معالي الْأُمُور وَعمل بهَا وَقَوله مقدمه من الْمَدِينَة أَي وَقت قدومه بِفَتْح الْمِيم وَالدَّال بَدَأَ بِمقدم رَأسه بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد الدَّال قَالَ ثَابت هُوَ الْمَشْهُور العالي فِي كَلَام الْعَرَب وَكَذَلِكَ مؤخره ولغة أُخْرَى مقدمه ومؤخره مخففا مكسور الْخَاء وَالدَّال وَقَوله فِي صَلَاة الْكُسُوف حِين رَأَيْتُمُونِي أقدم أَي أتقدم كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله أَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي ويروى للأصيلي قدمي مثنى قيل حَولي وَقيل أَمَامِي وَقيل بعدِي وَقيل على عهدي وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء (ق د ع) قَوْله فقدعني صَاحبه أَي كفني يُقَال قدعته وأقدعته أَي كففته (ق د س) قَوْله أيده بِروح الْقُدس بِضَم الْقَاف وَالدَّال هُوَ جِبْرِيل لِأَنَّهُ روح مطهرة مُقَدَّسَة وسبوح قدوس بِضَم الْقَاف وَفتحهَا والقدوس من أَسمَاء الله وَقيل مَعْنَاهُ مبارك وَقيل المنزه عَن النقائص وَقيل المطهر وَهُوَ بِمَعْنى الأول وَقيل المنزه عَن الأنداد وَالْأَوْلَاد وَقَوله الأَرْض المقدسة أَي المطهرة وَقيل الْمُبَارَكَة وَهِي دمشق وفلسطين وَكَذَلِكَ

فصل الاختلاف والوهم

الْوَادي الْمُقَدّس طوى وَبَيت الْمُقَدّس سمي بذلك لِأَنَّهُ الْمَكَان الَّذِي يتَطَهَّر بِهِ من الذُّنُوب وَمِنْه قَوْله أَن الأَرْض لَا تقدس أحدا إِنَّمَا يقدس الْإِنْسَان عمله أَي يُزَكِّيه ويطهره (ق د ي) قَوْله مَا اقتديت بِهِ من صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي اتبعت وَفعلت مثل فعله يُقَال هَذَا لي قدوة وقدوة بِضَم الْقَاف وَكسرهَا وقدة مخففا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله اختتن إِبْرَاهِيم بالقدوم بِالْفَتْح وَتَخْفِيف الدَّال قيل هِيَ قَرْيَة بِالشَّام وَقيل هِيَ آلَة النجار الْمَعْرُوفَة وَهِي مُخَفّفَة لَا غير وَحكى الْبَاجِيّ فِي هَذَا الحَدِيث التَّشْدِيد وَقَالَ هُوَ مَوضِع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة قدوم ثنية بالسراة وَضَبطه الْأصيلِيّ والقابسي فِي حَدِيث قُتَيْبَة هُنَا بِالتَّشْدِيدِ قَالَ الْأصيلِيّ وَكَذَا قَرَأَهَا علينا أَبُو زيد الْمروزِي وَأنكر يَعْقُوب بن شيبَة فِيهِ التَّشْدِيد وَحكى البُخَارِيّ عَن شُعَيْب فِيهِ التَّخْفِيف وَأما الحَدِيث الآخر فِي الذَّكَاة فذكه بقدوم فمخففة لَا غير آلَة النجار وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث الْخضر فَنزع لوحا بالقدوم كَذَلِك وَأما الحَدِيث الآخرحتى إِذا كَانُوا بِطرف الْقدوم فَاخْتلف فِيهِ وَهُوَ مَوضِع وروى بِفَتْح الْقَاف وَضمّهَا وبالتخفيف وَالتَّشْدِيد وَالْفَتْح وَالتَّشْدِيد أَكثر وسنذكره مُبينًا فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع آخر الْحَرْف وَكَذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة تدلي علينا من قدوم ضان هُوَ مخفف اسْم مَوضِع صَوَابه الْفَتْح وَهُوَ أَكثر الرِّوَايَات وَقد ضمه بَعضهم وسنزيده بَيَانا فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع بعد هَذَا وَتَأَول بَعضهم ضان أَي الْمُتَقَدّم مِنْهَا وَهِي رؤوسها وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الضَّاد وَهُوَ وهم وخطا بَين وَقَوله فِي فَضَائِل أبي طَلْحَة وَكَانَ رجلا راميا شَدِيد الْقد تكسر يَوْمئِذٍ قوسين أَو ثَلَاثَة كَذَا لكافتهم وَعند بَعضهم شَدِيد الْقد بِكَسْر الْقَاف يكسر بِفَتْح الْيَاء كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى شدَّة وتر الْقوس إِن صحت هَذِه الرِّوَايَة وَقد فسرناها وَالِاخْتِلَاف فِيهَا وَالصَّوَاب من ذَلِك فِي حرف الْكَاف وَفِي حَدِيث معَاذ أَنَّك تقدم على قوم كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند ابْن ماهان تقوم وَهِي تَغْيِير وَوهم وَإِن صَحَّ فَمَعْنَاه تليهم وَتقوم على أُمُورهم وَهُوَ كَانَ الْوَالِي وَلَكِن اللَّفْظ الأول هُوَ الْمَعْرُوف وَفِي حَدِيث جَابر فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى فَجعل بعد ذَلِك يتَقَدَّم النَّاس وَعند العذري يقدم وَقَوله إِن كَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يتَقَدَّر فِي مَرضه أَيْن انا كَذَا رِوَايَة الْجَمِيع بِالْقَافِ أَي يقدر ايام نِسَائِهِ وَعند بَعضهم يتَعَذَّر قيل مَعْنَاهُ يتمنع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَكَذَلِكَ تقدم هُنَاكَ الْخلاف فِي قَوْله وَمَا الله أعلم بِقدر ذَلِك وبعذر ذَلِك وَقَوله أقدم حيزوم كَذَا ضبطناه عَن أبي بَحر فِي كتاب مُسلم وَفِي السّير بِضَم الدَّال من التَّقَدُّم يُقَال قدم الْقَوْم بِالْفَتْح فِي الْمَاضِي إِذا تقدمهم وضبطناه عَن القَاضِي التَّمِيمِي فيهمَا أقدم وَكَذَا قَيده عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَكَذَا قيدته أَنا عَن ابْنه أبي الْحُسَيْن شَيخنَا أقدم وَكَذَا حَكَاهُ ابْن دُرَيْد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الدَّال أَمر من الْأَقْدَام قَالَ ابْن دُرَيْد وَجَاء فِي الْخَبَر أقدم حيزوم بِكَسْر الْهمزَة يُرِيد وَفتح الدَّال وَالْوَجْه مَا أَنْبَأتك بِهِ وَقَالَ ثَابت أقدم بِكَسْر الدَّال تقدم فِي الْحَرْب وَأنْشد (واقدم إِذا مَا أعين الْقَوْم تزرق) نَحْو قَول ابْن دُرَيْد وَفِي حَدِيث الْكُسُوف حِين رَأَيْتُمُونِي جعلت اقدم كَذَا ضبطناه فِي كتاب مُسلم بِضَم الْهمزَة وَفتح الْقَاف قَالَ مُسلم وَقَالَ الْمرَادِي أتقدم وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَهَذَا الْوَجْه وَلَعَلَّ الأول أقدم رجْلي فحذفها وَقيل مَعْنَاهُ جعلت أقدم أَي شرعت أتقدم وَضَبطه بَعضهم أقدم بِضَم الدَّال بِمَعْنى أتقدم أَيْضا وَفِي فضل عُثْمَان والقدم فِي الْإِسْلَام كَذَا ضَبطه الْقَابِسِيّ بِفَتْح الْقَاف

فصل الاختلاف والوهم

وَضَبطه بَعضهم بِكَسْرِهَا ولكليهما وَجه صَحِيح وَالْأول أوجه وَإِن كَانَا بِمَعْنى وَكَذَا فِي فَضَائِل سعد بن عبَادَة وَكَانَ ذَا قدم فِي الْإِسْلَام بِالْفَتْح أَيْضا ويروى بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح أوجه فيهمَا أَي سَابِقَة ومتقدم فضل قَالَ الله تَعَالَى) لَهُم قدم صدق عِنْد رَبهم (وَقَوله فِي بَاب وَسْوَسَة الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة ? إِن الشَّيْطَان حَال بيني وَبَين صَلَاتي ? وَقد أَتَى يلبسهَا عَليّ كَذَا للرواة وَعند السجْزِي وَابْن أبي جَعْفَر وقراءتي يلبسهَا عَليّ وَالْأول أوجه وَفِي بَاب وَإِذ واعدنا مُوسَى قَوْله سقط فِي أَيْديهم كل من نَدم فقد سقط فِي يَده وَعند الْقَابِسِيّ قيل سقط فِي يَده وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب الْإِجَارَات قَالَ ابْن جريج أَخْبرنِي يعلي وَعمر وَعَن سعيد ابْن جُبَير يزِيد أَحدهمَا على صَاحبه وَغَيرهمَا قد سمعته يحدثه عَن سعيد كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ قَالَ سمعته مَكَان قد وَالْأول الصَّوَاب وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي كتاب الْوَقْف ووقف أنس دَارا فَكَانَ إِذا قدمهَا نزلها كَذَا لكافتهم وَصَوَابه مَا للأصيلي وَابْن السكن إِذا قدم نزلها الْقَاف مَعَ الذَّال (ق ذ ذ) قَوْله تنظر إِلَى قذذه هِيَ ريش السِّهَام واحدتها قُذَّة بِالضَّمِّ سميت بذلك لِأَنَّهَا تقذ أَي تسوي (ق ذ ر) قَوْله من أصَاب من هَذِه القاذورة قَالَ ابْن وضاح يُرِيد الزِّنَى قَالَ القَاضِي رَحمَه الله أَصله كل مَا يتقذر ويجتنب وَالْمرَاد وَالله أعلم عُمُوم الْمعاصِي وَالْحُدُود (ق ذ ف) قَوْله خشيت أَن يقذف فِي قُلُوبكُمَا أَي يلقى وَالْقَذْف الرَّمْي بالشَّيْء وَقذف السب رمي الْإِنْسَان بالفاحشة وَيكون من التقول بِالظَّنِّ والترجيم كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) ويقذفون بِالْغَيْبِ (أَي يرجمون ويتقولون وَفِي حَدِيث الدَّجَّال فيقذف بِهِ أَي يرْمى وَقَوله أرى القذاة فِيهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث الْكُهَّان فيقذفون فِيهَا وَيزِيدُونَ كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة أَي يتقولون ويكذبون كَمَا قدمْنَاهُ وَعند الْهَوْزَنِي يقترفون بالراء والاقتراف الِاكْتِسَاب وَالْأول أظهر وَفِي حَدِيث أبي بكر فينقذف عَلَيْهِ نسَاء الْمُشْركين كَذَا للمروزي والنسفي وَالْمُسْتَمْلِي ولغيرهم من شُيُوخ أبي ذَر فيتقذف وَعند الْجِرْجَانِيّ فينقصف أَي يزدحم وَهُوَ الْمَعْرُوف الْقَاف مَعَ الرَّاء (ق ر أ) قَوْله أَيَّام إقرائك جمع قرء وقرء بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَهِي الإطهار عِنْد أهل الْحجاز وَالْحيض عِنْد أهل الْعرَاق من الأضداد للوجهين عِنْد أهل اللُّغَة وَحَقِيقَته الْوَقْت عِنْد بَعضهم وَالْجمع عِنْد آخَرين والانتقال من حَال إِلَى آخر عِنْد آخَرين وَهُوَ أظهر عِنْد أهل التَّحْقِيق وَفِي قَوْله فِي هَذَا الحَدِيث دعى الصَّلَاة أَيَّام إقرائك رد على الْعِرَاقِيّين وَسمي الْقُرْآن قُرْآنًا لجمعه الْقَصَص وَالْأَمر وَالنَّهْي والوعد والوعيد وَقَوله فِي الْقُرْآن أَن تَقْرَأهُ نَائِما ويقظان قيل مَعْنَاهُ تجمعه حفظا على حالتيك من قَوْلهم مَا قَرَأت النَّاقة جَنِينا أَي لم تشْتَمل عَلَيْهِ وَقَوله فِي حَدِيث إِسْلَام أبي ذَر لقد وضعت قَوْله على إقراء الشّعْر أَي طرقه وأنواعه وأحدها قرء وَقيل قرئَ يُقَال هَذَا الشّعْر على قرء هَذَا وَقد روى بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وسنذكره وَقَوله وَهُوَ يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام وَقد روى فِي غير حَدِيث يقرئي السَّلَام بِضَم الْيَاء قَالَ أَبُو حَاتِم يَقُول اقْرَأ عَلَيْهِ السَّلَام واقرئه الْكتاب وَلَا تقل أقرئه السَّلَام إِلَّا فِي لُغَة سوء إِلَّا إِذا كَانَ مَكْتُوبًا فَتَقول ذَلِك أَي أجعله يَقْرَؤُهُ كَمَا تَقول فِي الْكتاب وَقَوله إِلَّا يدعني استقرئي لَك الحَدِيث أَي أتتبعه وَآتِي بِهِ شَيْئا بعد شَيْء وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَقَوله استقرءوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة أَي اسئلوهم أَن يقرءوكم

(ق رب)

استفعلت من ذَلِك (ق رب) قَوْله القراب وَمَا فِيهِ قرَاب السَّيْف وَهُوَ وعَاء كالجراب مستطيل يَجْعَل فِيهِ السَّيْف بغمده والسكين وَمَا أشبهه من سَوط وَنَحْوه وَمَا خف من زَاد الرَّاكِب بِكَسْر الْقَاف وَأما بضَمهَا فبمعنى قرب وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث من لَقِيَنِي بقراب الأَرْض خَطِيئَة بِضَم الْقَاف أَي يُقَارب ملئها قَالَ لي أَبُو الْحُسَيْن وَيُقَال بقراب أَيْضا بِكَسْرِهَا وَقَوله سددوا وقاربوا أَي اقتصدوا وَلَا تغلوا وَلَا تقصرُوا واقربوا من الصَّوَاب والسداد وَقَوله إِذا اقْترب الزَّمَان لم تكد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب قيل هُوَ اقترابه من السَّاعَة كَقَوْلِه ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب وَجَاء فِي حَدِيث آخر مَا يُبينهُ إِذا كَانَ آخر الزَّمَان لَا تكَاد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب وَقيل تقَارب اللَّيْل من النَّهَار وَهُوَ اعْتِدَال الزَّمَان وَأما فِي حَدِيث أَشْرَاط السَّاعَة يتقارب الزَّمَان حَتَّى تكون السّنة كالشهر فقد أَشَارَ الْخطابِيّ أَنه على ظَاهره وَأَنه قصر مددها وَقيل مَعْنَاهُ لطيب تِلْكَ الْأَيَّام حَتَّى تقصر وَلَا تستطال وَأما فِي الحَدِيث الآخر يتقارب الزَّمَان وتكثر الْفِتَن وَينْقص الْعلم فَقيل هُوَ دنوه من السَّاعَة كَمَا تقدم وَهُوَ أظهر وَقيل هُوَ قصر الْأَعْمَار وَقيل تقاصر اللَّيْل وَالنَّهَار بِمَعْنى الحَدِيث الأول وَقيل تقَارب النَّاس فِي الْأَحْوَال وَقلة الدّين وَالْجهل وَعدم التَّفَاضُل فِي الْخَيْر وَالْعلم وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَيكون أَيْضا يتقارب هُنَا بِمَعْنى يردي ويسوء لما ذكر من كَثْرَة الْفِتَن وَمَا دلّ عَلَيْهِ وَمِنْه شَيْء مقارب بِكَسْر الرَّاء عِنْد ابْن الْأَعرَابِي قَالَ ثَابت وَجَمِيع أهل اللُّغَة يخالفونه يَقُولُونَهُ بِالْفَتْح وَقَوله فَجَلَسْنَا فِي أقرب السَّفِينَة قَالُوا هُوَ جمع قَارب على غير قِيَاس وَهِي صغارها المتصرفة بِالنَّاسِ وأسبابهم للسفن الْكِبَار وَفِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة فِي قوارب السَّفِينَة مُبينًا وَحكى لنا شَيخنَا أَبُو بَحر عَن شَيْخه القَاضِي الْكِنَانِي أَن معنى أقرب السَّفِينَة أدانيها كَأَنَّهُ يَعْنِي مَا قرب إِلَى الأَرْض مِنْهَا وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي مُسلم فَجَلَسْنَا فِي أخريات السَّفِينَة وَهُوَ مِمَّا يحْتَج بِهِ وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَخرج بَعضهم على لوح من أَلْوَاح السَّفِينَة فقد يجمع بَين هَذِه الرِّوَايَات وَيكون مُرَاده بالأقرب هَذِه الألواح الَّتِي خَرجُوا عَلَيْهَا جمع قرب وَهِي الخاصرة فَتكون هَذِه الألواح من جَوَانِب السَّفِينَة وأواخرها الَّتِي هِيَ كالخواصر لَهَا وَقَوله إِذا تقرب عَبدِي مني شبْرًا تقربت إِلَيْهِ باعا تقرب العَبْد إِلَى ربه بِالطَّاعَةِ لَهُ وَالْعَمَل الصَّالح وتقرب الله إِلَى عبيده بهدايته إيَّاهُم وَشَرحه صُدُورهمْ وتنبيهه على مَا تقرب بِهِ إِلَيْهِ وَكَانَ الْمَعْنى إِذا قصد ذَلِك وَعَمله أعنته عَلَيْهِ وسهلته لَهُ وأتيته مِمَّا طلب مَا لم يحْتَسب وَيكون أَيْضا إِذا تقرب إِلَيّ بِالطَّاعَةِ فِي الدُّنْيَا جازيته فِي الْآخِرَة بأضعافها وسمى الثَّوَاب تقربا لمقابلة الْكَلَام وتجنيسه وَالشَّيْء يُسمى بِمَا كَانَ من سَببه وأجله وَقَوله لأقربن بكم صَلَاة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قيل آتيكم بِمَا يشبهها وَيقرب مِنْهَا وَكَقَوْلِه فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِنِّي لاقربكم شبها بِصَلَاة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَزعم بَعضهم أَن صَوَابه لاقترين بِمَعْنى اتتبعن وَهَذَا فِيهِ من التَّكَلُّف مَا ترَاهُ وَقَوله كَانَت صلَاته مُتَقَارِبَة أَي فِي التَّخْفِيف غير متباينة بالطول وَالْقصر جدا مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وجدت قِيَامه وركوعه فاعتداله فسجدته إِلَى قَوْله قَرِيبا من السوَاء وَقَوله فرفعتها يَعْنِي فرسه تقرب بِي بتَشْديد الرَّاء وتفتح وتكسر وَهُوَ ضرب من الْإِسْرَاع فِي السّير قَالَ الْأَصْمَعِي التَّقْرِيب أَن تدفع الْفرس يَديهَا مَعًا وتضعهما مَعًا وَقَوله وَكَانَ الْمُسلمُونَ إِلَى عَليّ قَرِيبا حِين رَاجع الْأَمر

(ق ر ح)

وَالْمَعْرُوف أَي رجعُوا إِلَى موالاته بعد مباعدتهم مِنْهُ لما كَانَ مِنْهُ وَقَوله أرى شَيْطَانك تَركك لم أره قربك كَذَا ضبطناه فِي صَحِيح مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَكَذَا يجب أَن يضْبط بِكَسْر الرَّاء إِذا كَانَ معدى بِفِعْلِهِ أقربه بِالْفَتْح فِي الْمُسْتَقْبل فَإِذا لم يعد قلت قرب الرجل بِالضَّمِّ وَكَذَلِكَ قربت من فلَان إِذا عديته بِحرف الصّفة وَمن المَاء تَقول قرب الرجل المَاء بِالْفَتْح إِذا طلبه لَيْلًا فَهُوَ قَارب وَلَا يُقَال فِي النَّهَار وَقَوله وَنحن شببة متقاربون فسره فِي الحَدِيث الآخر خَالِد الْحذاء متقاربون فِي الْقِرَاءَة وَيحْتَمل أَنهم متقاربون فِي السن وَقَوله أقرب مَا يكون العَبْد من ربه وَهُوَ ساجد مَعْنَاهُ من رَحمته وإجابته (ق ر ح) قَوْله أَصَابَهُم الْقرح الْقرح والقرحة بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء هِيَ ألم الْجرْح ثمَّ اسْتعْملت فِي الْجراح والقروح الْخَارِجَة فِي الْجَسَد وَفِي كل ألم من شَيْء قَالَ الله تَعَالَى أَن يمسسكم قرح فقد مس الْقَوْم قرح مثله وَقَوله حَتَّى قرحت أشداقنا بِكَسْر الرَّاء أَي أصابتها قُرُوح وَقَوله المَاء القراح هُوَ الَّذِي لم يشب بِغَيْرِهِ من نَبِيذ وَلَا عسل وَلَا شَيْء وَقَالَ بَعضهم فِيهِ هُنَا الْبَارِد وَهُوَ خطأ (ق ر د) قَوْله يقرد بعيره أَي يزِيل عَنهُ القراد وَهِي دويبة تتَعَلَّق بِالْحَيَوَانِ مَعْرُوفَة كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم يقرد مُثقلًا ويروى يقرد مخففا وبالوجهين ضبطناه وَمِنْه قَوْله كَانَ يكره أَن ينْزع الْمحرم حلمة أَو قرادا عَن بعيره والحلم صغَار القردان أَو نوع مِنْهُ (ق ر ر) قَوْله فيقرها فِي أذن وليه قر الدَّجَاجَة ويروى الزجاجة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فيقرقرها فِي أُذُنه كقرقرة الدَّجَاجَة وَفِي الآخر كَمَا تقر القارورة وَهِي بِمَعْنى الزجاجة كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ يقرها بِضَم الْقَاف وَعند غَيره يقرها بِكَسْر الْقَاف وَضم الْيَاء وَصوب بَعضهم الأول وَكِلَاهُمَا صَوَاب على اخْتِلَاف التَّفْسِير فِي مَعْنَاهُ فَقيل يُرَدِّدهَا فِي أذن وليه كَمَا تردد الدَّجَاجَة صَوتهَا وَهَذَا على ضم الْقَاف وَكَذَلِكَ على من فسره أَنه يصوت بهَا كَمَا تصوت الدَّجَاجَة يُقَال قرت الدَّجَاجَة تقرقرا إِذا قطعت صَوتهَا وقرقرت قرقرة إِذا رَددته أَو كَمَا تصوت الزجاجة إِذا حركتها على شَيْء أَو كَمَا يتَرَدَّد مَا يصب فِي الْآنِية والقارورة فِي جوانبها وَيصِح هَذَا على الرِّوَايَتَيْنِ الضَّم وَالْكَسْر يُقَال قررت المَاء فِي الْآنِية وأقررته إِذا صببته قَالَه صَاحب الْأَفْعَال وَقيل يقرها مَعْنَاهُ يسَاره بهَا وَيصِح هَذَا على رِوَايَة ضم الْقَاف يُقَال قر الْخَبَر فِي أُذُنه يقره قَرَأَ إِذا أودعهُ وَقيل يقره يودعه فِيهِ وَهَذَا على رِوَايَة الْكسر من أقرّ الشَّيْء يقره وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي حرف الدَّال وَاخْتِلَاف الرِّوَايَات فِي هَذَا الحَدِيث وَبَيَان صَوَابه والقارورة هُنَا وَاحِدَة الْقَوَارِير وَهِي أواني الزّجاج وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر رفقا بِالْقَوَارِيرِ لَا تكسر الْقَوَارِير يَعْنِي النِّسَاء شبههن لضعف قلوبهن بقوارير الزّجاج وَقيل خشى عَلَيْهِنَّ الْفِتْنَة عِنْد سَماع الحداء الْحسن وَيحْتَمل أَنه أَشَارَ إِلَى الرِّفْق فِي السّير لَيْلًا تسرع الْإِبِل بنشاطها بالحداء فيسقطن عَنْهَا وَقد اسْتدلَّ بَعضهم على هَذَا بقوله لَا تكسر الْقَوَارِير وَهَذَا اللَّفْظ معرض للتأويل الأول مستعار لَهُ وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك وَكَانَ يتحدث بِهِ فيقره وَلَا يُنكره بِضَم الْيَاء وَتَشْديد الرَّاء أَي يسكت عَلَيْهِ وَيتْرك الحَدِيث بِهِ فَإِذا لم يُنكره فَكَأَنَّهُ أثْبته وَأقرهُ من الْقَرار والثبات وَمِنْه الْإِقْرَار بالشَّيْء الِاعْتِرَاف بِهِ كَأَنَّهُ أثْبته وَمِنْه إِقْرَار الْمُحدث لما عنعن عَلَيْهِ إِذا لم يُنكره وَفِي رِوَايَة بَعضهم فيقره بِفَتْح الْيَاء وَتَخْفِيف الرَّاء كَأَنَّهُ بِمَعْنى يُصَحِّحهُ ويمكنه وَفِي الحَدِيث نَفسه وقر فِي أَنفسكُم أَي تمكن وَثَبت وَمِنْه الْوَقار وَهُوَ التثبت والسكنية وَقَوله قرت على

(ق ر ط)

كتابها أَي بقيت وَثبتت وَفِي بيع الدِّينَار بالدينار نسَاء أَن ابْن عَبَّاس لَا يَقُوله زَاد فِي رِوَايَة الْمروزِي أَولا يقر لَهُ على الشَّك مَعْنَاهُ إِن صحت لَا يقر بِصِحَّة هَذِه الْفَتْوَى وَالصَّوَاب يَقُوله بِدَلِيل قَوْله آخر الحَدِيث كل ذَلِك لَا أَقُول وَقَوله لَا وقرة عَيْني وَأقر بك عينا وَأقر الله عين نبيها مَعْنَاهُ رُؤْيَة الْإِنْسَان مَا يسر بِهِ وبلوغه مَا يُوَافقهُ وَإِذا كَانَ ذَلِك بقيت عينه بَارِدَة قارة والقر الْبرد وَإِذا كَانَ ضد ذَلِك أبكت الْحَال عينه فسخنت من الدُّمُوع وَمِنْه قَوْلهم أسخن الله عينه كَذَا سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا الْحسن ابْن الْأَخْضَر يفسره وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي وَقَالَ غَيره إِنَّمَا هُوَ من الْقَرار والثبات يُقَال للْإنْسَان ذَلِك أَي أبلغك الله ملك فقرت عَيْنك وَلم تطمح إِلَى امل إِذْ قد بلغته وقرت من تطلعها إِلَيْهِ وَقيل لِأَن دمعة السرُور بَارِدَة ودمعة الْحزن حارة قَالَ الدَّاودِيّ يَعْنِي بقرة عَيْني النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله وَلَا حارها من تولى قارها أَي باردها يُرِيد نعيمها وهنيئها وَمِنْه الْغَنِيمَة الْبَارِدَة أَي الهنيئة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا قتال وَقد تقدم بَيَانه فِي الْحَاء وَقَوله كليل تهَامَة لَا حر وَلَا قر بِضَم الْقَاف يَعْنِي الْبرد أَي معتدلة قيل مَعْنَاهُ لَا ذُو حر وَلَا ذُو قر وصفهَا كَمَا قيل رجل عدل وَيحْتَمل أَن يُرِيد لَا حر فِيهَا وَلَا قر فَحذف اسْتِخْفَافًا وَمِنْه فأخذتنا لَيْلَة ذَات ريح وقر وَفِيه فقررت أَي أصابني الْبرد بِضَم الْقَاف وَقَوله فَلم اتقار أَن قُمْت أَي لم يمكني قَرَار وَلَا ثبات حَتَّى قُمْت وَقَوله أقرَّت الصَّلَاة بِالْبرِّ وَالزَّكَاة قيل مَعْنَاهُ قرنت أَي أَنَّهَا توجب لصَاحِبهَا الْبر وَهُوَ الصدْق وجماع الْخَيْر وَالزَّكَاة التَّطْهِير والمكانة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيحْتَمل أَن يكون من الْقَرار بِمَعْنى أَثْبَتَت مَعهَا وَالْبَاء هُنَا بِمَعْنى مَعَ واليه كَانَ يذهب شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن رَحمَه الله أَي ألزمت حكمهَا وسويت مَعهَا (ق ر ط) قَوْله كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيس جمع قرطاس وَهُوَ الصَّحِيفَة قَالَ ابْن عَرَفَة الْعَرَب تسمى الصَّحِيفَة قرطاسا من أَي شَيْء كَانَت قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تشبيهه هُنَا المخرجين من جَهَنَّم بعد اغتسالهم وَأَنَّهُمْ صَارُوا كالقراطيس دَلِيل على أَنه أَرَادَ بهَا بياضها وَهَذَا يدل على أَنه لَا يُقَال إِلَّا للأبيض فِيهَا وَمِنْه سمي بعض خيل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) القرطاس لبياضه وَأما هَذِه الْقَرَاطِيس الكاغد المستعملة الْيَوْم فَلم تكن مَوْجُودَة وَإِنَّمَا صنعت بعد هَذَا بِمدَّة على مَا ذكره أَصْحَاب الْأَخْبَار وَقَوله ستفتحون أَرضًا يذكر فِيهَا القيراط يُرِيد مصر والقيراط جُزْء من الْوَزْن وَهُوَ عِنْد أهل الْحساب وَسَائِر الْفُقَهَاء والموثقين وَعند أهل الْفَرَائِض فِي عرفهم جُزْء من أَرْبَعَة وَعشْرين وضعوه لتقريب الْقِسْمَة لِأَن أَرْبَعَة وَعشْرين أَكثر الْأَجْزَاء فلهَا نصف وَثلث وَربع وَسدس وَثمن والقيراط نصف دِرْهَم على صرف الدِّيات وَغَيرهَا فَيَأْتِي فِي الدِّينَار أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطا فَوَضَعُوهَا للتقريب لمن لم يحسن عمل الْفَرَائِض على وَجههَا وَالْقِسْمَة على أَصْلهَا وَقَوله كتب لَهُ قِيرَاط وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قيراطان وَفسّر فِي الحَدِيث أَن القيراط مثل جبل أحد وَكَذَلِكَ قَوْله فِيمَن اقتنى كَلْبا نقص من أجره أَو من عمله كل يَوْم قِيرَاط وروى قيراطان إِشَارَة إِلَى جُزْء مَعْلُوم عِنْد الله وَقد تكلمنا على اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِي الْحَدِيثين وَالْجمع بَين قِيرَاط وقيراطين فيهمَا فِي شرح مُسلم وَكَذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث مثلكُمْ وَمثل الْأُمَم فَعَلمُوا على قِيرَاط هِيَ إِشَارَة إِلَى جُزْء مَا وتمثيل نقد مَا غير مَعْلُوم وَقَوله فَجعلت الْمَرْأَة تلقى قُرْطهَا قَالَ ابْن دُرَيْد مَا علق من شحمة الْأذن فَهُوَ قرط كَانَ من ذهب أَو خرز (ق ر ظ) قَوْله وقرظ فِي نَاحيَة

(ق ر م)

الْبَيْت وقرظ مصبور بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء وَهُوَ صمغ السمر وَبِه سمي سعد الْقرظ لِأَنَّهُ كَانَ يتجر بِهِ وأديم مقروظ دبغ بالقرظ وَقيل الْقرظ القشر الَّذِي يدبغ بِهِ (ق ر م) قَوْله قرمنا إِلَى اللَّحْم أَي اشتهيناه وَالْقَرْمُ شدَّة شَهْوَة اللَّحْم خَاصَّة وَمر فِي حرف الْكَاف قَوْله هَذَا يَوْم اللَّحْم فِيهِ مقروم وَالْخلاف فِي رِوَايَته وَمَعْنَاهُ قَالَ بَعضهم وَجهه مقروم إِلَيْهِ يُقَال قرمت بِكَسْر الرَّاء إِلَى اللَّحْم أَي اشتهيته وَقَالَ أَبُو مَرْوَان وَيُقَال قرمت اللَّحْم أَيْضا اشتهيته فعلى هَذَا يَأْتِي الحَدِيث صَوَابا أَخْبرنِي بِهِ التَّمِيمِي عَن الجياني عَن أبي مَرْوَان وَقَوله سترته بقرام بِكَسْر الْقَاف وبقرام ستر قَالَ الْخَلِيل هُوَ ثوب من صوف فِيهِ ألوان وَهُوَ شفيف يتَّخذ سترا فَإِذا خيط وَصَارَ كالبيت فَهُوَ كلة وَقَالَ الْهَرَوِيّ القرام السّتْر الرَّقِيق وَقَالَ ابْن دُرَيْد القرام السّتْر الرَّقِيق وَرَاء السّتْر الغليظ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا يعضد قَوْله فِي الحَدِيث قرام ستر أَنه ستر لستر وَالله أعلم (ق ر ن) قَوْله خَيركُمْ قَرْني يُرِيد أَصْحَابِي وَقيل قرنه مَا بقيت نفس رَأَتْهُ وَاخْتلف فِي الْقرن فِي اللُّغَة وَالْمرَاد فِي مِقْدَاره من الْمدَّة اخْتِلَافا كثيرا حكى الْحَرْبِيّ فِيهِ الِاخْتِلَاف من عشرَة إِلَى عشْرين إِلَى الْمِائَة وَعشْرين وَقَالَ بعد ذكره المقالات فِي ذَلِك كُله لَيْسَ مِنْهُ شَيْء وَاضح وَأرى الْقرن كل أمة هَلَكت فَلم يبْق مِنْهَا أحد قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْقرن الْوَقْت من الزَّمَان وَقَوله تطلع وَمَعَهَا قرن الشَّيْطَان وَبَين قَرْني الشَّيْطَان وَمِنْه يطلع قرن الشَّيْطَان قيل أمته والمتبعين لرأيه من أهل الْكفْر والضلال وَقيل قوته وانتشاره وتسلطه وَقبل أَرَادَ قَرْني رَأسه وهما جانباه وإراد انه حِينَئِذٍ يتسلط وَمن هُنَاكَ يَتَحَرَّك وَيدل على صِحَة هَذَا التَّأْوِيل وَكَونه على ظَاهره قَوْله فَإِذا ارْتَفَعت فَارقهَا وَإِذا اسْتَوَت قارنها وَقَوله فِي على أَن لَك كنزا فِي الْجنَّة وَإنَّك ذُو قرنيها قيل يَعْنِي ذُو طرفِي الْجنَّة وَالْهَاء عَائِدَة عَلَيْهَا وَقيل ملكهَا الْأَعْظَم أَي لَك ملك جَمِيع الْجنَّة كَمَا ملك ذُو القرنين جَمِيع الأَرْض وَقيل عَائِدَة على الْأمة وَهِي إِشَارَة إِلَى أَنَّك فِيهَا مثل ذِي القرنين فِي أمته لِأَنَّهُ قيل أَنه دَعَا قومه فضربوه على قرنيه مرّة بعد أُخْرَى فَمَاتَ فأحياه الله تَعَالَى وعَلى ضربه ابْن ملجم على قرنه وَالْأُخْرَى على قرنه الآخر يَوْم الخَنْدَق وَقيل ذُو قرنيها كبشها وفارسها يَعْنِي الْأمة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال وَقَوله مَا لم تصفر الشَّمْس وَيسْقط قرنها الأول أَي يغيب جَانبهَا وَقَوله وضربته على قرن رَأسه أَي جَانِبه الْأَعْلَى وَقَوله فضربته بالفاس على قرنه أَي جَانب رَأسه وَقَوله ضحى بكبشين أقرنين أَي ليسَا باجمين والأقرن من الكباش الَّذِي لَهُ قُرُون وَمن النَّاس الَّذِي ألتقت حاجباه واتصل شعرهما إِلَّا أَنه لَا يُقَال فِي النَّاس إِلَّا بِالْإِضَافَة إِلَى الحاجبين يُقَال أقرن الْحَاجِب وَلَا يُقَال أقرن فَقَط وَقَوله فَوَجَدَهُ يغْتَسل بَين القرنين وَإِذا لَهَا قرنان كقرني البير هما الدعامتان من الْبناء أَو خشبتان تمتد عَلَيْهِمَا الْخَشَبَة الَّتِي تعلق فِيهَا البكرة وَقَوله احفظ القرناء الَّتِي كَانَ يقْرَأ بِهن يُرِيد الَّتِي كَانَ يقرن بَينهُنَّ فِي كل رَكْعَة ويقرا بهَا سورتين مَعًا كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى النَّظَائِر وَقَوله حَتَّى يقتل أقرانها وبيس مَا عددتم أَقْرَانكُم الْقرن بِكَسْر الْقَاف وَجمعه أَقْرَان الَّذِي يقارنك فِي بَطش أَو شدَّة أَو قتال أَو علم فَأَما مقارنه فِي السن فقرنه بِالْفَتْح وقرينه وَجمعه قرناء وَمِنْه فِي الحَدِيث دَعَا عَليّ لَا يكبر سني أَو قَرْني وَمِنْه فَإِن مَعَه القرين وَهُوَ شَيْطَانه الَّذِي قرن بِهِ ووكل بِهِ وَقَوله فليطلع لنا قرنه يَعْنِي فليظهر لنا رَأسه ويكشفه وَلَا يختفي ويستتر والقرن جَانب الرَّأْس وَقَوله

(ق ر ص)

ومشطناها ثَلَاثَة قُرُون أَي ثَلَاث ظفائر وَمثله من يسحبك بقرونك والقرون خصائل الشّعْر الملتفة وَهِي الذوائب والغدائر وَقيل إِنَّمَا يُقَال ذَلِك فِيمَا طَال مِنْهَا وَقرن الْمنَازل وَقرن الثعالب ويهل أهل نجد من قرن كلهَا بِسُكُون الرَّاء مَوَاضِع نذكرها آخر الْحَرْف وَاصل الْقرن جبيل صَغِير مستطيل مُنْفَرد عَن الْجَبَل الْكَبِير وَمِنْه فِي حَدِيث سَلمَة وَقَعَدت على قرن فَوْقهم وَالْقُرْآن فِي الْحَج جمعه مَعَ الْعمرَة فِي الْإِحْرَام يُقَال مِنْهُ قرن وَلَا يُقَال أقرن وَذَلِكَ فِي قرَان التَّمْر وَهُوَ جمع التمرتين فِي لقْمَة وَهَذَا فِيمَا بَين الشُّرَكَاء وَجَاء فِي الحَدِيث نهى عَن الأقران فِي التَّمْر كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات وَصَوَابه الْقُرْآن وَقَوله خُذ هذَيْن القرينين هما المقرونان من الْإِبِل بعقال وَاحِد وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى القرينتين يُرِيد الناقتين أَو الراحلتين (ق ر ص) قَوْله فلتقرصه بِالْمَاءِ يَعْنِي دم الْحَيْضَة فِي الثَّوْب روينَاهُ بالتثقيل فلتقرصه وبالتخفيف وَمَعْنَاهُ تقطعه بظفرها وَجَاء فِي مَوضِع آخر ثمَّ تقترص الدَّم تفتعل مِنْهُ (ق ر ض) قَوْله الْقَرْض وَالسَّلَف وَالدّين بِمَعْنى إِلَّا أَن الْقَرْض مَا لَا أجل فِيهِ وَالدّين مَا فِيهِ أجل سمي قرضا لاقتطاع صَاحبه لَهُ من مَاله للْآخر وَالْقَرْض الْفِعْل الْحسن وَمِنْه قَوْله من يقْرض غير عديم وَمن ذَا الَّذِي يقْرض الله قرضا حسنا قيل يعْمل عملا حسنا وَقيل سمي بذلك لما قدمه الْإِنْسَان وَرَجا ذخر الثَّوَاب لَهُ شبهها بالقرض فِي المداينة وَالسَّلَف وَقَوله فيقرضه بِالْمَقَارِيضِ أَي يقطعهُ بهَا والمقراض المقص (ق ر ع) قَوْله خرجت قرعَة الْمُهَاجِرين واقتسم الْمُهَاجِرُونَ قرعَة وأقرع بَين نِسَائِهِ والقرعة فِي السِّهَام هُوَ من رمي السِّهَام على الحظوظ وَمِنْه فساهم فَكَانَ من المدحضين أَي من خرج سَهْمه رمي فِي الْبَحْر وَأَصله من الضَّرْب وَفِي الحَدِيث أقسم لتقر عَن بهَا أَبَا هُرَيْرَة ضَبطه بعض شُيُوخنَا بِفَتْح التَّاء وَالرَّاء وَسُكُون الْقَاف أَي لِترد عَنهُ يُقَال قرع الرجل بِالْكَسْرِ إِذا ارتدع وَقد يكون مَعْنَاهُ لتفجآنه بذكرها وَهُوَ كالصك وَالضَّرْب وَلَا وَجه عِنْدِي أَن يكون بِضَم التَّاء وَكسر الرَّاء رباعي وَمَعْنَاهُ تغلبه وَتظهر عَلَيْهِ بالْكلَام يُقَال مِنْهُ أقرعته إِذا قهرته بكلامك قَالَه صَاحب الْأَفْعَال وَيحْتَمل أَن يكون تقرعنه مُثقلًا أَي توبخنه وَقَالَهُ بَعضهم بِالْفَاءِ وَالزَّاي وَهُوَ وهم قَبِيح وَمِنْه ثمَّ قرع رَاحِلَته أَي ضربهَا وَسميت الْقِيَامَة القارعة والأمور الْعِظَام قوارع لِأَنَّهَا تقرع أَهلهَا أَي تفجأهم وَمِنْه من قراع الْكَتَائِب أَي من ضراب بَعضهم بَعْضًا وَذكر فِي تَفْسِير الرِّبَا أَنَّهَا الْقرعَة هَذَا بِسُكُون الرَّاء وَجمعه قرع كَذَلِك قَالَه غير وَاحِد وَحكى عَن ثَعْلَب قرعه بتحريك الرَّاء أَيْضا وَقَوله شجاعا أَقرع قَالَ فِي البارع هُوَ ضرب من الْحَيَاة وَقيل هُوَ الَّذِي تمعط من السم رَأسه فَزَالَ عَنهُ مَا عَلَيْهِ كَمَا زَالَ شعر رَأس الْأَقْرَع وَقَوله حَتَّى أَنه ليسمع قرع نعَالهمْ أَي خفقها وضربها بِالْأَرْضِ وَقَوله حَتَّى قرع الْعظم أَي ضرب فِيهِ (ق ر ف) قَوْله مِنْكُم من لم يقارف اللَّيْلَة قيل يَعْنِي يكْتَسب الذَّنب وَجَاء فِي نُسْخَة الْأصيلِيّ نَحوه عَن فليح وَيُقَال القرف الذَّنب والجرم والقرف أَيْضا رميك غَيْرك بذلك وَقيل مَعْنَاهُ جَامع وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لم يقارف أَهله وَأنكر هَذَا الطَّحَاوِيّ هُنَا وَقَالَ مَعْنَاهُ قاول قَالَ غَيره لأَنهم كَانُوا يكْرهُونَ الحَدِيث بعد الْعشَاء وَيُحِبُّونَ النّوم بعْدهَا على كفارتها لما تقدم وَجَاء النَّهْي فِيهِ عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله أَن تكون أمك قارفث بعض مَا قارف نسَاء الْجَاهِلِيَّة يُرِيد اكْتسبت وعملت وَأَرَادَ بِهِ الزِّنَى وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك إِن كنت قارفت سوءا

فصل الاختلاف والوهم

فتوبي مِنْهُ وَقَوله جلس القرفصاء بِضَم الْفَاء وَالْقَاف ويمد وَيقصر وَيُقَال أَيْضا بكسرهما وبالوجهين قيدنَا الْحَرْف على شَيخنَا أبي الْحُسَيْن قيل هِيَ جلْسَة المحتبي بيدَيْهِ وَقَالَ البُخَارِيّ الاحتباء بِالْيَدِ وَهِي القرفصا وَقيل هِيَ جلْسَة المستوفز قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ جُلُوس الرجل على آليتيه وَحَدِيث قيلة يدل عَلَيْهِ لِأَن فِيهِ وَبِيَدِهِ عسيب نَخْلَة فقد أخْبرت أَنه لم يحتب بيدَيْهِ قَالَ الْفراء إِذا ضممت مددت وَإِذا كسرت يَعْنِي الْقَاف وَالْفَاء قصرت (ق ر ق ر) قَوْله بقاع قرقر هِيَ الأَرْض المستوية والقاع نَحْو من القرقر وسنذكره وَقَوله احملوه فِي قُرْقُور فَرَكبُوا القراقير هِيَ سفن صغَار وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الحَدِيث وَكَذَا قيدناه على أبي الْحُسَيْن وَفِي روايتنا عَن القَاضِي الشَّهِيد القرقور أعظم السفن وَكَذَا قَالَه الْحَرْبِيّ وَالْأول أصوب وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ مساق الْأَحَادِيث لِأَنَّهَا الَّتِي تصرف فِي أَمْثَال مَا جَاءَ فِي الحَدِيث لَا الْكِبَار وَقَالَ ابْن دُرَيْد القرقور ضرب من السفن عَرَبِيّ مَعْرُوف وَقَوله مَعْرُوف يدل على تصويب اسْتِعْمَال النَّاس لَهُ وهم أَنما يستعملونه فِيمَا صغر (ق ر و) قَوْله فتقرى حجر نِسَائِهِ تفعل من ذَلِك أَي تتبع ذَلِك وَاحِدَة بعد أُخْرَى يُقَال قروت الأَرْض أَي تتبعت أَرضًا بعد أَرض وناسا بعد نَاس (ق رى) قَوْله أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى يَعْنِي الْمَدِينَة أَي يفتح الله على أَهلهَا ذَلِك ويأكلون فيئهم والقرية الْمَدِينَة وكل مَدِينَة قَرْيَة سميت بذلك لِاجْتِمَاع النَّاس فِيهَا من قريت المَاء فِي الْحَوْض أَي جمعته وَقَوله تقرى الضَّيْف واقبلوا عَنَّا قراكم وَمَا يقريه بِهِ ويقرون فِي أَرض غطفان قريت الضَّيْف أقريه أطعمته والقرى بِالْكَسْرِ مَقْصُور مَا يهيأ للضيف من طَعَام وَنزل قَالَ أَبُو عَليّ القالي فَإِذا فتحت أَوله مددته وَقَوله وَالِاعْتِكَاف للقروي والبدوي سَوَاء الْقَرَوِي مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة وَهِي الْمَدِينَة يُرِيد الحضري والبدوي وَقد قصرت الْعَامَّة وَأكْثر الْخَاصَّة نِسْبَة الْقَرَوِي إِلَى سَاكن القيروان خَاصَّة وَهُوَ خطأ إِنَّمَا ينْسب إِلَيْهَا قيرواني. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَكَانَ لَا يسْجد لسجود الْقَارِي كَذَا للجرجاني وَعند غَيره الْقَاص وَهُوَ أبين ومحمل الْقَارِي على الَّذِي يقص وَيقْرَأ للنَّاس وَقَوله فِي الْعمريّ قاربوا بَين أَبْنَائِكُم كَذَا ضبطناه على الصَّدَفِي والخشني بِالْبَاء من المقاربة أَي لَا تفضلوا بَعضهم على بعض وضبطناه على الْأَسدي قارنوا بالنُّون أَي سووهم وَكله بِمَعْنى كَمَا قَالَ فِي حَدِيث النُّعْمَان أكل ولدك أَعْطيته مثل هَذَا قَالَ لَا قَالَ فأردده وَرجح بَعضهم رِوَايَة النُّون قَوْله فَاخْرُج تمرات من قرنه كَذَا رَوَاهُ الْفَارِسِي وَقَيده الجياني وَغَيره وَهِي جعبة السِّهَام تصنع من جلد وَفِي رِوَايَة العذري من قربه وَرَوَاهُ بَعضهم من قربَة وَبَعْضهمْ من قرقرة وَهِي رِوَايَة ابْن الْحذاء وَالصَّوَاب الأول والقرب أَيْضا الخاصرة فقد يُرِيد أخرجهَا من حجزته وَأما قرقرة هُنَا فَلَا أعلم وَجهه وَقَوله وَلَقَد وَضعته على إقراء الشّعْر بالراء وبفتح الْهمزَة كَذَا للسجزي والسمرقندي وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات اقوا بِالْوَاو وَكَذَا للعذري والهوزني وَلَا وَجه لَهُ وَقد فسرناه وَالْأول هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ الْبَزَّار بِكَسْر الْهمزَة وَقَوله بعده فَمَا يلتئم على لِسَان أحد بعدِي ويروى يقري ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وَقَوله فِي حَدِيث على انا أَبُو حسن القرم كَذَا روينَاهُ بالراء وَكَذَا رِوَايَة السجْزِي على النَّعْت وَالْقَرْمُ السَّيِّد وَأَصله فَحل الْإِبِل وَكَذَا ذكر الحَدِيث غير وَاحِد وَكَذَا رَوَاهُ الْخطابِيّ وَرَوَاهُ عَامَّة الروَاة

(ق ز ع)

عَن مُسلم أَنا أَبُو حسن الْقَوْم بِالْوَاو وخفض الْمِيم على الْإِضَافَة أَي رجل الْجَمَاعَة وَذُو رأيها وَكَانَ أَبُو بَحر يرفع الْمِيم وَيجْعَل الْقَوْم مُبْتَدأ لما بعده وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا عَليّ لأَنهم خالفوه فِي سُؤال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَا سَأَلُوهُ مِمَّا أعلمهم أَنه لَا يجبيهم إِلَيْهِ فَكَانَ كَمَا قَالَه وَفِي حَدِيث الْعِيدَيْنِ فِي مُسلم فَجعل النِّسَاء يلقين من أقرطتهن كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة قَالَ بَعضهم وَالصَّوَاب قرطتهن جمع قرط قَالُوا وَيجمع القرط قرطة وأقراطا وقراطا وقروطا وَلم يذكرُوا اقرطة إِلَّا أَنه حِين جَاءَ مرويا فِي الحَدِيث فَلَا يبعد صَوَابه أَن يكون جمع قراط جمع جمع وَقَوله نهى عَن الْقُرْآن فِي التَّمْر جَاءَ فِي كثير من الْأَحَادِيث فِي الصَّحِيح الإقران وَلَا يُقَال أقرنت إِنَّمَا يُقَال قرنت جَاءَ فِي البُخَارِيّ حِين أقرعت الْأَنْصَار على سكني الْمُهَاجِرين وَكَذَا للنسفي فِي بَاب مقدم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمَدِينَة قيل صَوَابه اقترعت لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال اقترع الْقَوْم وتقارعوا وَكَذَا للجرجاني فِي هَذَا الْبَاب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَكِن هَذِه الرِّوَايَة تخرج لِأَنَّهُ يُقَال أقرعت بَين الْقَوْم وقارعت إِذا أَمرتهم بالإقراع أَو توليت لَهُم ذَلِك فَيكون هَذَا على فعل رُؤَسَائِهِمْ بجماعتهم وَفِي رِوَايَة الْمروزِي هُنَا قرعت الْأَنْصَار وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَقَوله فِي حَدِيث أبي مُوسَى خُذ هاذين القرينين وهاذين القرينتين كَذَا للْجَمِيع وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن ماهان وَهَاتين الْغِرَارَتَيْنِ فِي الثَّانِي وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح بِدَلِيل قَوْله سِتَّة أَبْعِرَة ابتاعهن وَقَوله فِي حَدِيث عمر فِي بَاب من لم ير بَأْسا أَن يَقُول سُورَة الْبَقَرَة فَقَالَ يَا هِشَام اقرأها فقرأها الْقِرَاءَة الَّتِي سمعته كَذَا لَهُم وَقَالَ فِيهِ بَعضهم عَن بعض شُيُوخ أبي ذَر فقراءتها وَهُوَ خطأ وَقَوله فِي بَاب الضِّيَافَة حَتَّى لَا يجد مَا يقريه بِهِ كَذَا هُوَ الْمَعْرُوف من الْقرى وَعند رُوَاة ابْن ماهان يقوته بِهِ من الْقُوت وَفِي حَدِيث سَلمَة أَنهم ليقرون بِأَرْض غطفان كَذَا لرواة مُسلم وَالْبُخَارِيّ عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا من الْقرى على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن الْحذاء وَكَذَا للمستملي والحموي ليفرون من الْفِرَار وَهُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب الأول وَبَقِيَّة الحَدِيث تدل عَلَيْهِ وَفِي حَدِيث الْفَتْح فَكَأَنَّمَا يقْرَأ فِي صَدْرِي ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْغَيْن وَالرَّاء وَفِي بَاب رجم الحبلى أَن الْمَوْسِم يجمع رعاع النَّاس وهم الَّذين يغلبُونَ على قربك كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي قرنك بالنُّون وَالْأول الصَّحِيح الْقَاف مَعَ الزَّاي (ق ز ع) قَوْله نهى عَن القزع بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي هُوَ أَن يحلق من رَأس الصَّبِي مَوَاضِع وتترك مَوَاضِع مَأْخُوذ من قزع السَّحَاب وَهِي قطعه الرقَاق المتفرقة وَفِي الاسْتِسْقَاء وَمَا فِي السَّمَاء قزعة بِفَتْح الزَّاي أَي سَحَابَة صَغِيرَة وَمثله فَجَاءَت قزعة الْقَاف مَعَ الطَّاء (ق ط ب) قَوْله فقطبت عَائِشَة فِي السَّلَام على الْيَهُود أَي أظهرت فِي وَجههَا الْكَرَاهَة لما قَالُوهُ يُقَال قطب وقطب مخففا ومثقلا إِذا جمع بَين حاجبيه ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ وَأكْثر الرِّوَايَة ففطنت أَي لقَولهم (ق ط ر) قَوْله فِي النَّاقة العمياء يقطرونها بِالْإِبِلِ يرْوى بِفَتْح الْقَاف وَكسر الطَّاء وبتخفيفهما وَضم الطَّاء أَي يشدونها مَعَ الْإِبِل والقطار الْإِبِل يشد بَعْضهَا إِلَى بعض على نسق وأقطار السَّمَاء نَوَاحِيهَا وَكَذَلِكَ أقطار الأَرْض وَقَوله وَعَلَيْهَا درع قطر هُوَ ضرب من ثِيَاب الْيمن فِيهِ حمرَة تقدم ذكره فِي الْفَاء وَالْخلاف فِيهِ وَقَوله فِي الْحَج ننطلق إِلَى منى وَذكر أَحَدنَا يقطر فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَعْنَاهُ مَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات يقطر منيا يَعْنِي لقرب عَهدهم بِالنسَاء وَكَانَ الْحَرْف فِي كتاب

(ق ط ط)

الْأصيلِيّ ثمَّ ضرب عَلَيْهِ وألحقه فِي كتاب عَبدُوس (ق ط ط) قَوْله لَيْسَ بالجعد القطط وجعد قطط بِفَتْح الطَّاء وَكسرهَا هُوَ الشَّديد جعودة الشّعْر كالسودان وَقَوله فَلم أر منْظرًا قطّ بتَشْديد الطَّاء إِذا كَانَت ظرفا زمانية بِمَعْنى الدَّهْر وبفتح قافها هَذَا الْأَشْهر وَقيل بتَخْفِيف الطَّاء وَفِي صفه جَهَنَّم فَتَقول قطّ قطّ بِسُكُون الطَّاء وَكسرهَا وَفتح الْقَاف وَفِي رِوَايَة قطي قطي وَفِي أُخْرَى قطني قطني كُله بِمَعْنى حسبي وكفاني إِذا خففت الطَّاء فتحت الْقَاف وَهُوَ بِمَعْنى التثقيل أَيْضا وَقد قيل فِي الأولي الزمنية تَخْفيف الطَّاء أَيْضا وَحكى فِيهَا تَخْفيف الطَّاء وَضم الْقَاف ثَلَاث لُغَات وحكاها يَعْقُوب وَأَجَازَ الْكسَائي مَعَ فتح الْقَاف فتح الطَّاء وَكسرهَا وَحكى أَيْضا قطّ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد وَرويت عَن أبي ذَر قطّ قطّ بِكَسْر الْقَاف والسكون (ق ط ن) القطنية جرى ذكرهَا فِي الزَّكَاة (ق ط ع) قَوْله وَعَلِيهِ مقطعات قَالَ أَبُو عبيد هِيَ قصار الثِّيَاب قَالَ الْأَنْبَارِي وَلَيْسَ لَهَا وَاحِد وَقَالَ غَيره هُوَ مَا يقطع من الثِّيَاب من قمص وَغَيرهَا بِخِلَاف الإزر والأردية وَقَوله فَإِذا هِيَ تقطع من دونهَا السراب أَي تسرع إسراعا جدا وَأَنَّهَا تقدّمت وفاتت حَتَّى أَن السراب يظْهر دونهَا أَي من وَرَائِهَا لدخولها فِي الْبَريَّة وَمثله قَوْله وَلَيْسَ فِيكُم من تقطع الْأَعْنَاق إِلَيْهِ مثل أبي بكر قيل لَيْسَ فِيكُم سَابق إِلَى الْخيرَات مثله حَتَّى لَا يلْحق يُقَال للْفرس الْجواد تقطعت أَعْنَاق الْخَيل عَلَيْهِ فَلم تلْحقهُ وَيُقَال الْجواد يقطع الْخَيل إِذا خلفهَا وَمضى وطير قطع إِذا أسرعت فِي طيرانها وَقَالَ بَعضهم فِي خبر أبي بكر هُوَ من قَوْلهم فلَان مُنْقَطع القرين أَي لَيْسَ لَهُ من يقارنه وَقَوله إِذا أَرَادَ أَن يقطع بعثا أَي يُخرجهُ من النَّاس والقطعة والقطعة بِالضَّمِّ وَالْكَسْر الطَّائِفَة وَكَذَلِكَ القطيع وَهُوَ طَائِفَة من النعم وَالْغنم والمواشي وَقَوله لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع فسره فِي الحَدِيث ابْن عُيَيْنَة أَي قَاطع رحم وَفِي الحَدِيث الآخر وخشينا أَن نقطع دُونك أَي يحوزنا الْعَدو عَنْك من جملتك وَكَذَلِكَ قَوْله تقتطع دُوننَا أَي تسلب ويحال بَيْننَا وَبَيْنك وَقَوله القطيعاء ممدودا مُصَغرًا جنس من التَّمْر يُقَال أَنه الشهريز وَقَوله اراد أَن يقطع من الْبَحْرين للْأَنْصَار فَقَالُوا حَتَّى تقطع لأخواننا الْمُهَاجِرين وَذكر القطائع الإقطاع تسويغ الإِمَام من مَال الله شَيْئا لمن يرَاهُ أَهلا لذَلِك يُقَال مِنْهُ أقطع بِالْألف وَأَصله من الْقطع كَأَنَّهُ قطعه لَهُ من جملَة المَال وَقد جَاءَ فِي حَدِيث بِلَال بن الْحَارِث قطع لَهُ معادن الْقبلية وسنذكره آخر الْحَرْف إِن شَاءَ الله وَقَوله كَانَ وَجهه قِطْعَة قمر أَي كَأَنَّهُ من الْقَمَر فِي ضيائه وَشبهه بِهِ فِي حسنه ونوره وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي إقطاع الأَرْض وَهُوَ أَن يخرج مِنْهَا شَيْئا لَهُ يحوزه أما أَن يملكهُ إِيَّاه فيعمره أَو يَجْعَل لَهُ غَلَّته مُدَّة وَالَّذِي فِي هَذَا الحَدِيث لَيْسَ من هَذَا لِأَن الْبَحْرين كَانَت صلحا فَلم يكن لَهُ فِي أرْضهَا شَيْء وَإِنَّمَا هم أهل جِزْيَة فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ عِنْد الْعلمَاء من أيمتنا إقطاع مَال من جزيتهم يأخذونه وَقَوله كَانُوا أهل ديوَان أَو مقطعين بِفَتْح الطَّاء ويروى مقتطعين يَعْنِي كَانَ لَهُم رزق يأخذونه مُرَتبا لَهُم فِي ديوَان أَوَّلهمْ أقطاع يستغلونه إِذا لأجناد المرتزقة على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ وَقَوله قطعت ظهر الرجل عبارَة عَن الْمُبَالغَة فِي أَذَاهُ كمن قتل وَقطع فقار ظَهره الَّذِي هُوَ من الْمقَاتل وَمثله قطعت عنق أَخِيك وَقَوله تقطع الصَّلَاة الْمَرْأَة وَكَذَا مَعْنَاهُ عِنْد الكافة يشغل عَنْهَا عبارَة عَن الْمُبَالغَة فِي الْخَوْف على فَسَادهَا عِنْد بعض الْعلمَاء على ظَاهره أَي تفسدها وتقطع اتصالها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء (ق ط ف) قَوْله فرس يقطف وقطوف وَبِه قطاف وبعير لي قطوف وَبِه قطاف وَهُوَ المتقارب

فصل الاختلاف والوهم

الخطو بِسُرْعَة هُوَ من عُيُوب الدَّوَابّ وَقيل هُوَ البطئ المتقارب الخطو السيء الْمَشْي وَهُوَ يرجع إِلَى معنى لِأَن سرعَة تقَارب خطوه لَيست بموجبة لسرعة مَشْيه وَقَوله وأتيت بقطاف من قطافها يَعْنِي الْجنَّة وَفِي الحَدِيث الآخر قطفا كُله بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ العنقود من الْعِنَب ويفسره الحَدِيث الآخر فتناولت مِنْهَا عنقودا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى يجْتَمع النَّفر على القطف فيشبعهم وَمثله وَبِيَدِهِ قطف من عِنَب وَقَوله على قطيفة هُوَ كسَاء ذُو خمل وَجمعه قطائف وَهِي الخميلة أَيْضا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الْمُوَطَّأ أَنه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قطع لِبلَال ابْن الْحَارِث معادن الْقبلية كَذَا روينَاهُ عَن جَمِيع شُيُوخنَا وَكَذَا وَقع فِي جَمِيع الْأُصُول والمعلوم فِي هَذَا الْحَرْف اقْطَعْ رباعي وَالِاسْم الإقطاع وَهُوَ تسويغه إِيَّاهَا أما تأبيدا أَو للِانْتِفَاع بهَا مُدَّة وللفقهاء فِي الإقطاع وَمَا يجوز مِنْهُ وَمَا لَا يجوز اخْتِلَاف فسرناه فِي شرح مُسلم وَغَيره لكنه يخرج من بَاب الْقطع كَأَنَّهُ قطع لَهُ هَذَا من الأَرْض وَقَوله فِي حَدِيث المشعان وَجعل قطعتين كَذَا للعذري وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا لغيره قصعتين أَي جفنتين وَقَوله فِي عيب الرَّقِيق مثل الْقطع والعور كَذَا ضبطناه عَن عَامَّة شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ بالإسكان اسْم الْفِعْل من قطع بِالْفَتْح وقيدناه عَن التَّمِيمِي عَن الجياني الْقطع بِفَتْح الطَّاء يُرِيد صفة الْعُضْو الْمَقْطُوع أَو اسْم الْفِعْل من قطع بِالْكَسْرِ يُقَال لبَقيَّة يَد إِلَّا قطع قِطْعَة وَقطعَة وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال قطعت الْيَد بِالْكَسْرِ قِطْعَة وقطعا إِذا سَقَطت من دَاء عرض لَهَا الْقَاف مَعَ اللَّام (ق ل ب) وَقَوله فَجعلت الْمَرْأَة تلقي قَلبهَا الْقلب بِضَم الْقَاف السوار وَقيل هُوَ مَا كَانَ إدارة وَاحِدَة وَقيل إِنَّمَا الْقلب سوار من عظم والقليب مَذْكُور فِي حَدِيث بدر وَغَيره هِيَ البير غير مطوية وَقَوله فَقَامَ يقلبها بِفَتْح الْيَاء أَي يصرفهَا إِلَى بَيتهَا ويرجعها إِلَيْهِ يُقَال مِنْهُ قلبت ثلاثي وانقلب هُوَ إِذا رَجَعَ بِنَفسِهِ وَلَا يُقَال انقلبت أَنا وَقَوله فِي صفة أهل الْجنَّة قُلُوبهم قلب وَاحِد يفسره مَا قبله لَا اخْتِلَاف بَينهم وَلَا تباغض وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر على خلق رجل وَاحِد وَقَوله وَمَا بِي قلبة وَمَا بِهِ قلبة بِفَتْح الْقَاف وَاللَّام أَي دَاء وَأَصله دَاء يكون بِالْإِبِلِ فَاسْتعْمل فِي كل دَاء (ق ل ت) قَوْله وقلات السَّيْل بِكَسْر الْقَاف جمع قلت بِفَتْحِهَا وَهِي حُفْرَة فِي حجر يجْتَمع فِيهَا المَاء إِذا نضب السَّيْل (ق ل د) ذكر الأقاليد هِيَ المفاتيح وَاحِدهَا إقليد وَهُوَ لُغَة يَمَانِية وَقيل ذَلِك فِي قَوْله مقاليد السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَقيل خزائنها وتقليد الْهدى وقلائد الْهَدْي هُوَ أَن يعلق فِي عُنُقه نعل أَو جلدَة أَو شبه ذَلِك عَلامَة لَهُ وَقَوله لَا يبْقين فِي رَقَبَة بعير قلادة من وتر أَو قلادة إِلَّا قطعت قَالَ مَالك أرى ذَلِك من الْعين وَقيل ذَلِك فِي الْوتر وَشبهه لَيْلًا يختنق بِهِ وَقيل ذَلِك لأَنهم كَانُوا يجْعَلُونَ فِيهَا الْأَجْرَاس وَمِنْه قَوْله قلدوا الْخَيل وَلَا تقلدوها الأوتار قيل هُوَ من هَذَا أَي لَا تجْعَلُوا فِي عُنُقهَا وتر قَوس وَشبهه لَيْلًا سيختنق بِهِ وَقيل مَعْنَاهُ لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الدُّخُول وأوتار الْقَتْلَى (ق ل ل) قَوْله حَتَّى يسْتَقلّ الظل بِالرُّمْحِ كَذَا ذكره مُسلم وَمَعْنَاهُ يكون مثله وَهُوَ الْقَامَة وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب أبي دَاوُود مُفَسرًا حَتَّى يعدل الرمْح ظله وَهَذَا هُوَ آخر وَقت الظّهْر حَيْثُ لَا ظلّ للقائم فِي بعض الْأَزْمَان فِي بِلَاد الْحجاز وَفَسرهُ الْخطابِيّ قَالَ مَعْنَاهُ وقُوف الشَّمْس وتناهى نُقْصَان الظل وَهَذَا عِنْدِي معنى الحَدِيث وَدَلِيله فِي وَقت صَلَاة الظّهْر وَكَانَ عِنْد الطَّبَرِيّ هُنَا حَتَّى يستقيل وَلَا وَجه لَهُ وَقَوله مثل قلال هجر جمع قلَّة وَهِي حب المَاء سميت بذلك لِأَنَّهَا تقل بِالْأَيْدِي أَي ترفع وَقَوله كَانَ الرجل يتقالها بتَشْديد اللَّام كَذَا

فصل الاختلاف والوهم

ليحيى والقعنبي أَي يَرَاهَا قَليلَة وَجَاء هُنَا بِهَذِهِ اللَّفْظَة بِصِيغَة فَاعل من الْوَاحِد وَقد رَوَاهُ ابْن بكير يتقللها بلامين بِمَعْنَاهُ وَهُوَ أوجه (ق ل م) قَوْله تقليم الإظفار هُوَ قصها وألقوا الأقلام وعالى قلم زَكَرِيَّاء الأقلام هُنَا القداح الَّتِي يقترع بهَا سمي بذلك لِأَنَّهُ يبري كبرى الْقَلَم عِنْد تسديده وتقويمه (ق ل ص) قَوْله فقلص دمعي أَي انقبض وارتفع وَقَوله وتقلصت عَلَيْهِ الْجنَّة وتقلصت عني أَي انضمت وانقبضت وَقَوله وقلضت شفته من هَذَا أَيْضا كُله بِفَتْح اللَّام أَي انقبضت وَارْتَفَعت وظل قالص إِذا انقبض وانضم وَنقص وَقَوله لتدعن القلاص ولحوقها بالقلاص وتعدوا بك قلوصك وَثَلَاثَة عشر قلوصا بِفَتْح الْقَاف فِي الْوَاحِد وبكسرها فِي الْجمع وَهِي فتيات النوق وَجَمعهَا قَلَائِص وَمِنْه قَوْله فِي خبر عِيسَى ولتتركن القلاص فَلَا يسْعَى عَلَيْهَا أَي لَا يخرج ساع لجمع الزكوات من الْإِبِل وَغَيرهَا لقلَّة حَاجَة النَّاس لِلْمَالِ واستغنائهم عَن ذَلِك كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث ولتدعون إِلَى المَال فَلَا يقبله أحد (ق ل ع) قَوْله وَكَانَ بِلَال إِذا أقلع عَنهُ يَقُول على مَا لم يسم فَاعله وَقد ضَبطه بعض شُيُوخنَا بِالْفَتْح يُقَال أقلعت عَنهُ الْحمى إِذا ذهبت عَنهُ وَقَوله فِي خبر المزادتين لقد أقلع عَنْهَا أَي كف وأقلع الْمَطَر كف قَالَ الله تَعَالَى) وَيَا سَمَاء أقلعي (وَقَوله المنشئات مَا رفع قلعه من السفن بِكَسْر الْقَاف هُوَ شراع السَّفِينَة (ق ل ف) قَوْله فِي ذَبِيحَة الأقلف وَرَوَاهُ بَعضهم الأغلف وهما بِمَعْنى لم يختتن وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْغَيْن (ق ل ق) وَقَوله وَنَفسه تقلقل فِي صَدره أَي تتحرك بِصَوْت شَدِيد والقلقلة التحرك والقلقلة أَيْضا الصَّوْت الشَّديد والقلقلة القلق أَيْضا قَالَ الْخَلِيل القلقلة شدَّة الِاضْطِرَاب وَالْحَرَكَة (ق ل س) قَوْله يقلس مرَارًا فِي الْمَسْجِد وَمن قلس طَعَاما القلس بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون اللَّام مَا يخرج من الْحلق من المَاء ورقيق الْقَيْء وَقَوله لَيْسَ مَعنا إخفاف وَلَا قلانس القلنسوة مَعْلُومَة إِذا فتحت الْقَاف ضممت السِّين وقلته بِالْوَاو وَإِذا ضممت الْقَاف كسرت السِّين وقلته بِالْيَاءِ قلنسية وَأنكر يَعْقُوب ضم اللَّام وَقَالُوا فِي الْجَمِيع أَيْضا قلاس مثل جوَار وقلنس وَقَالُوا فِي الْوَاحِد قلنساة أَيْضا قَالَ ابْن دُرَيْد وأراها مُشْتَقَّة من قلنس الرجل الشَّيْء إِذا غطاه وستره النُّون زَائِدَة وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِيهَا سبع لُغَات الثَّلَاثَة الْمُتَقَدّمَة وقليسية بِالْيَاءِ وقلينسة وقليسة وقلساة فَأَما الثَّلَاث الَّتِي بِالْيَاءِ فمصغرة وَمَا عَداهَا فمكبر (ق ل ي) قَوْله وَأَن قُلُوبنَا لَتَقْلِيهِمْ أَي تبغضهم وَمثله وَمَا قلى أَي أبْغض. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي سَاعَة الْجُمُعَة وَأَشَارَ بِيَدِهِ يقللها كَذَا هِيَ فِي جَمِيع الرِّوَايَات والأمهات وَعند السَّمرقَنْدِي يقلبها وَهُوَ وهم وَقد فَسرهَا فِي الحَدِيث الآخر يزهدها بِمَعْنى يقللها وَفِي حَدِيث الْمُنْذر بن أبي أسيد حِين ولد فاقلبوه وَفِيه أقلبناه يَا رَسُول الله كَذَا جَاءَت فِيهِ الرِّوَايَات فِي كتاب مُسلم صَوَابه فِي كل هَذَا قلبناه أَي رددناه وصرفناه وَلَا يُقَال فِيهِ اقلب وَفِي بَاب دُعَاء الإِمَام على من نكث عهد أَن فلَانا يزْعم أَنَّك قلت بعد الرُّكُوع كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس أَنَّك قنت الْقَاف مَعَ الْمِيم (ق م ح) قَوْله أشْرب فاتقمح فِي رِوَايَة من رَوَاهُ بِالْمِيم قَالَ البُخَارِيّ وَهُوَ أصح يُرِيد من رِوَايَة النُّون وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَمَعْنَاهُ لَا يقطع على شربي أَي أَنَّهَا تشرب حَتَّى تروى وَقد يكون من الشّرْب فَوق الْحَاجة كَمَا يَجِيء فِي تَفْسِيرا تقنح بالنُّون (ق م ط) قَوْله القمطريز الشَّديد وَيَوْم قماطر بِضَم الْقَاف شَدِيد (ق م م) قَوْله يقم الْمَسْجِد أَي يكنسه ويزل قمامته وَهِي الزبل وَمَا يجْتَمع فِيهِ والمقمة المكنسة (ق م ن) قَوْله فَإِنَّهُ قمن أَن يُسْتَجَاب لكم أَي جدير يُقَال قمن وقمن وقمين بِكَذَا أَي أهل لَهُ وخليق بِهِ قَالَ ثَعْلَب فَمن قَالَ قمن

فصل الاختلاف والوهم

بِفَتْح الْمِيم لم يثن وَلم يجمع وَمن قَالَ قمن وقمين ثنى وَجمع (ق م ع) قَوْله فينقمعن من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي يتغيبن ويدخلن الْبَيْت هَيْبَة لَهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَرَوَاهُ بَعضهم يتقنعن بالنُّون وَالْمَعْرُوف الأول وَهُوَ أشبه بِالْمَعْنَى وَالْحَال. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله كَمَا يغلى الْمرجل بالقمقم كَذَا وَقع عندنَا من جَمِيع الرِّوَايَات وَذهب بَعضهم إِلَى أَن فِيهِ تغييرا وتكلف من ذَلِك مَا يبعد وَرَأَيْت ابْن الصَّابُونِي قد ذكره فِي شَرحه كَمَا يغلى الْمرجل والقمقم وَإِذا كَانَ هَذَا فَلَا أشكال فِيهِ إِن كَانَ ساعدته رِوَايَة والقمقم فارسى مُعرب صَحِيح مَعْرُوف وَقَوله فِي حَدِيث أبي ذَر فِي لَيْلَة قَمْرَاء أضحيان أَي ذَات قمر وَإِنَّمَا يمسى الْقَمَر قمرا من اللَّيْلَة الثَّانِيَة إِلَى أَن يبدر فَإِذا أَخذ فِي النَّقْص قيل لَهُ قمير مُصَغرًا قَالَه ابْن دُرَيْد وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات لَيْلَة قمر على الْإِضَافَة وهما بِمَعْنى وَتقدم تَفْسِير أضحيان فِي الضَّاد وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي كسوف الْقَمَر حَدِيث أبي بكرَة انكسف الْقَمَر على عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للجرجاني قَالَ الْأصيلِيّ وَهُوَ مُوَافق للتَّرْجَمَة ولجميعهم انكسفت الشَّمْس قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد تكون رِوَايَة الْجَمَاعَة أصح إِذْ هُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث ويوافق التَّرْجَمَة لِأَن فِي بَاقِي الحَدِيث وَإِن لم يذكرهُ من هَذَا السَّنَد فَقَالَ أَن الشَّمْس وَالْقَمَر الحَدِيث وَقد كرر الحَدِيث بِكَمَالِهِ هَكَذَا بعد هَذَا الأول الْمُخْتَصر فِي أَكثر النّسخ فَدلَّ أَن تِلْكَ الزِّيَادَة مُرَادة وَهُوَ مُطَابق للتَّرْجَمَة لَكِن فصلت فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ بَين الْحَدِيثين تَرْجَمَة بَاب صب الْمَرْأَة المَاء على رَأسهَا فِي الْكُسُوف وَلَيْسَ فِي الحَدِيث الَّذِي أدخلهُ مَا يدل عَلَيْهِ وَجَاءَت التَّرْجَمَة فِي رِوَايَة غَيره بعد الْحَدِيثين فارغة دون حَدِيث وَإِنَّمَا يصلح أَن يدْخل تحتهَا حَدِيث أَسمَاء وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير القمطرير الشَّديد وَيَوْم قماطر كَذَا لَهُم بِالضَّمِّ وَعند أبي ذَر قماطر بِالْفَتْح وبالضم حَكَاهُ أهل اللُّغَة وقاموس الْبَحْر ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف التَّاء الْقَاف مَعَ النُّون (ق ن أ) قَوْله فِي خضاب اللِّحْيَة حَتَّى قنألونها أَي اشتدت حمرتها يُقَال احمر قانئيي للشديد الْحمرَة (ق ن ت) قَوْله قنت شهرا ويقنت والقنوت وَأفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت هِيَ كلمة تتصرف تقع على الدُّعَاء وَالْقِيَام والخشوع وَالصَّلَاة والخضوع وَالسُّكُوت وَإِقَامَة الطَّاعَة فَقَوله قنت شهرا يدعوا من الدُّعَاء وَمثله الْقُنُوت فِي الصَّلَاة وَقَوله طول الْقُنُوت أَي الْقيام أَو الصَّلَاة (ق ن ح) قَوْله اشرب فاتقنح هُوَ بِمَعْنى الأول وَكَذَا رِوَايَة مُسلم وَالْبُخَارِيّ فِيهِ بالنُّون إِلَّا مَا زَاده البُخَارِيّ فِي قَول بَعضهم فِيهِ بِالْمِيم وَالْمِيم وَالنُّون تتواردان كثيرا كَقَوْلِهِم امتقع لَونه وانتقع وَهُوَ تكاره الشّرْب وتقطيعه لريها وَأخذ حَاجَتهَا مِنْهُ وَلذَلِك قيل فِيهِ هُوَ الَّذِي بعد الرّيّ وَالشرب فَوق الرّيّ وَقيل الشّرْب على مهل (ق ن ط) قَوْله مَا قنط من جنته أحد أَي يئس والقنوط إلْيَاس من الْخَيْر يُقَال مِنْهُ قنط يقنط وَقَنطَ يقنط ويقنط جَمِيعًا وَقد قيل قنط يقنط بِالْفَتْح فيهمَا وَذكر القنطار وَاخْتلف فِي قدره وَتَفْسِيره وَأَصله عِنْد الْعَرَب الْجُمْلَة الْكَثِيرَة من المَال قيل وَلِهَذَا سميت القنطرة لتكاثف بنائها بعضه على بعض قيل هُوَ ثَمَانُون ألفا وَقيل ملْء مسك ثَوْر ذَهَبا وَقيل أَرْبَعُونَ أُوقِيَّة من ذهب وَقيل ألفا وَمِائَتَا دِينَار وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي السطوح ذكر الصَّلَاة على القناطير تحتهَا النَّجس جمع قنطرة وَفِي رِوَايَة بعض شُيُوخ أبي ذَر فِيهِ القناطير وَلَيْسَ مَوْضِعه هُوَ وهم وَبَنُو قنطورا هم التّرْك والصين وَقد ذَكَرْنَاهُمْ فِي الْأَسْمَاء وقنطورا اسْم أمّهم مَقْصُورا قيل كَانَت جَارِيَة لإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام (ق ن ع) قَوْله

(ق ن و)

متقنعا والتقنع هُوَ تَغْطِيَة الرَّأْس بالرداء وَنَحْوه ومقنع بالحديد كَذَلِك أَي مغطى الرَّأْس بدرعه أَو مغفر أَو بَيْضَة وَقَوله الثِّقَات وَأهل القناعة وَمن لَيْسَ بِثِقَة وَلَا مقنع يُرِيد الثِّقَات الَّذين يقنع بروايتهم ويكتفي بهَا ويحتج وَمِنْه القناعة وَهُوَ الرضي بِمَا أعْطى الله يُقَال مِنْهُ قنع بِالْكَسْرِ قناعة وَأما بِمَعْنى السُّؤَال فقنع بِالْفَتْح قنوعا وَمِنْه القانع والمعتر أَي السَّائِل (ق ن و) فِيهَا ذكر القنو وتعليقه فِي الْمَسْجِد بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ عذق النَّخْلَة وَهُوَ العرجون وَالْجمع إقناء وقنوان وَقد فسره البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير (ق ن ى) قَوْله من أقتنى كَلْبا أَي اكْتَسبهُ وقنيته وقنيته بِالضَّمِّ وَالْكَسْر مَا اتخذ أصلا ثَابتا يُقَال مِنْهُ قنيت وقنوت أَيْضا وَقَوله وَأعْطى وأقنى أَي أرْضى وَأعْطى من المَال مَا يقتني كَذَا فِي رِوَايَة الْهَوْزَنِي وَفِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ وَأعْطى فأقنى وَأنْكرهُ بَعضهم وَله وَجه أَي ادخر أجره للآخرة الْقَاف مَعَ الصَّاد (ق ص ب) قَوْله بِبَيْت من قصب قد ذكر ابْن وهب فِي رِوَايَته تَفْسِيره فِي الحَدِيث نَفسه قَالَت يَا رَسُول مَا بَيت من قصب قَالَ هُوَ بَيت من لؤلؤة مجبأة قَالَ ابْن وهب أَي مجوفة ويروى مجوبة بِمَعْنَاهُ قَالُوا الْقصب هوا للؤلؤ المجوف الْوَاسِع كالقصر المنيف قَالَ الْخَلِيل الْقصب مَا كَانَ من الْجَوْهَر مستطيلا أجوف وَيُؤَيّد تفسيرهم قَوْله فِي الحَدِيث الآخر ذقباب اللُّؤْلُؤ وَفِي الآخر قصر من درة مجوفة وَقَوله يجر قصبه فِي النَّار بِضَم الْقَاف وَسُكُون الصَّاد هِيَ الأمعاء وَقَوله غُلَام قصاب أَي جزار وَأَصله مِمَّا تقدم أَو من التقصيب وَهُوَ التقطيع قصبت الشَّاة قطعتها أَعْضَاء وَقَوله الثَّوْب القصبي بِفَتْح الْقَاف وَالصَّاد هِيَ نوع من الثِّيَاب من كتَّان ناعمة (ق ص د) قَوْله كَانَ أَبيض مقصدا هُوَ الْقصر من الرِّجَال قيل فِي الْقد نَحْو الربعة وَقيل الَّذِي لَيْسَ بجسيم وَلَا قصير قَالَه الْحَرْبِيّ وثابت وَقيل المتناسب الْأَعْضَاء فِي الْحسن وَرَوَاهُ ابْن معِين معضدا أَي موثق الْخلق وَالْمَعْرُوف الأول وَقَوله الْمُخَالف للقصد أَي للاعتدال والاستقامة وَقَوله كَانَت خطبَته قصدا وَصلَاته قصدا أَي لَيست طَوِيلَة وَلَا قَصِيرَة (ق ص ر) قَوْله أقصرت الصَّلَاة أم نسيت يرْوى بِضَم الْقَاف وَبِفَتْحِهَا على مَا لم يسم فَاعله مَعْنَاهُ نقصت وَمِنْه التَّقْصِير فِي السّفر وَهُوَ ضد الْإِتْمَام وَقَوله اقتصروا على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم واستقصرت فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي نَقَصُوا مِنْهَا وحبسوه عَن الْبناء وقنعوا بِمَا بنوه يُقَال قصر من الشَّيْء نقص مِنْهُ وَقصر وَاقْتصر كف وَقيل اقصر عَنهُ إِذا تَركه عَن قدرَة وَقصر عَنهُ ضعف وكل شَيْء حَبسته فقد قصرته وَيُقَال اقْتصر على هَذَا أَي لَا تطلب سواهُ واقنع بِهِ وَمِنْه قَوْله ثمَّ قصرت الدعْوَة على بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج أَي خصت بهم وَلم يدع سواهُم وَقَوله فِي تَفْسِير المرسلات نرفع الْخشب بقصر ثَلَاثَة أَذْرع ونرفعه للشتاء فنسميه الْقصر كَذَا لَهُم وَمَعْنَاهُ وَعند أبي ذَر بقصر ثَلَاثَة أَذْرع وَلَا وَجه لَهُ وقصرك وقصاراك وقصارك من كَذَا مَا اقتصرت عَلَيْهِ أَي غايتك وَفِيه قصرت بهم النَّفَقَة أَي نقصتهم وَقَوله التَّقْصِير فِي الْحَج وَيرْحَم الله المحلقين قَالُوا والمقصرين هم الَّذين قصروا من شُعُورهمْ وَقَطعُوا أطرافها وَلم يستأصلوا حلقها وَهُوَ من الْقصر الَّذِي هُوَ ضد الطول وَمِنْه فأقصر الْخطْبَة أَي قصرهَا وَقَوله إِذا هلك قَيْصر فَلَا قَيْصر بعده قيل بِالشَّام وَقيل تَجْتَمِع كلمتهم عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ كسْرَى حَتَّى يضمحل أَمر قَيْصر بِالْكُلِّيَّةِ كَمَا اضمحل أَمر كسْرَى والقصرى نذكرهُ بعد هَذَا آخر الْحَرْف وَقَوله نزلت سُورَة النِّسَاء الْقصرى بعد الطولي بِضَم الْقَاف أَي القصيرة يُرِيد سُورَة الطَّلَاق (ق ص م) قَوْله فَمَا لبث أَن قَصم الله عُنُقه أَي أهلكه قَالَ الله تَعَالَى) وَكم قصمنا من (

فصل الاختلاف والوهم

قَرْيَة أَي أهلكناها وَقَوله فِي الأوزة حَتَّى يقصمها الله أَي يكسرها وَقَوله فِي بَاب من تسوك بسواك غَيره فقصمته ثمَّ مضغته أَي شبققته ثمَّ لينته بأسناني وَفِي كتاب التَّمِيمِي فقضمته بالضاد الْمَكْسُورَة أَي قطعت رَأسه بأسناني والقضم العض وَفِي البُخَارِيّ فِي الْوَفَاة مثله للقابسي وَابْن السكن وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ عَن أبي ذَر (ق ص ص) قَوْله حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء بِفَتْح الْقَاف كِنَايَة عَن النَّقَاء الْقِصَّة مَاء أَبيض يخرج آخر الْحيض وَعند انْقِطَاعه كالخيط الْأَبْيَض وَقَالَ الْحَرْبِيّ الْقِصَّة الْقطعَة من الْقطن لِأَنَّهَا بَيْضَاء تَقول تخرج بَيْضَاء غير متغيرة وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى تَرين الْقِصَّة بَيْضَاء وَقيل هُوَ من خُرُوج مَا تحتثى بِهِ أَبيض كالقصة وَهُوَ الجير لَا تَغْيِير فِيهِ وَمِنْه النَّهْي عَن تقصيص الْقُبُور أَي بنائها بالقصة وَهُوَ الجير وَمثله تجصيص الْقُبُور وَقد ذَكرْنَاهُ وَمثله وبنائها بِالْحِجَارَةِ المنفوشة والقصة وَقد ذَكرْنَاهُ وَمِنْه وَإِن كَانَت الْحَصْبَاء والقصة وَقَوله وَتَنَاول قصَّة من شعر بِضَم الْقَاف هُوَ مَا أقبل على الْجَبْهَة من شعر الرَّأْس سمي بذلك لِأَنَّهُ يقص وَقَالَ ابْن دُرَيْد كل خصْلَة من الشّعْر قصَّة وَقَوله فشق من قصه إِلَى كَذَا بِفَتْح الْقَاف القص وسط الصَّدْر وَهُوَ الْقَصَص أَيْضا وَقيل هُوَ المشاش المغروزة فِيهِ أَطْرَاف الأضلاع فِي وسط الصَّدْر وَقَوله قصّ الله بهَا خطاياه أَي أَخذ وَنقص وحوسب بِقَدرِهَا وَمِنْه الْقصاص وَهُوَ من الْأَخْذ لِأَنَّهُ يَأْخُذ مِنْهُ حَقه وَقيل من الْقطع لِأَن أَصله فِي الْجرْح يقطع كَمَا قطع جارحه وَقَوله وَبَعْضهمْ أوعى لحديثها اقتصاصا أَي تحديثا وإيرادا لَهُ وَفِي الحَدِيث يقتصه وفقصها عَلَيْهِ وقصصت كُله من إِيرَاد الحَدِيث وَالْخَبَر وتتبعه شَيْئا بعد شَيْء وَمِنْه قصصت أَثَره ويقتص أَثَرهم وَمِنْه وَقَالَت لأخته قصيه أَي أتبعي أَثَره والقصص الْخَبَر نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص وَقَوله إِنَّمَا أَنْت قاص مشددا أَي صَاحب خبر يُرِيد لست بفقيه وَلَا تسْجد لسجود الْقَاص يَعْنِي الْقَارئ الَّذِي يقص وَكَانَ مَرْوَان بَعثه يقص فِي الْمَسْجِد وَقد ذَكرْنَاهُ (ق ص ف) قَوْله فتنقصف عَلَيْهِ النِّسَاء وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ تنقصف أَي يزدحمن وَمِنْه لما يهمني من انقصافهم على بَاب الْجنَّة أَي ازدحامهم ودفعتهم وَمِنْه فَإِذا أَنا بِالنَّاسِ منقصفين على رجل (ق ص ع) قَوْله فِي الْحيض فقصعته بظفرها أَي فركته وقطعته وَمِنْه قَوْلهم قصعت القملة إِذا قتلتها والقصع فضخ الشَّيْء بَين الظفرين وَذكر الْقَصعَة فِي غير حَدِيث بِفَتْح الْقَاف هِيَ الصحفة (ق س ي) قَوْله أقْصَى بَيت بِالْمَدِينَةِ أَي بعده وَمِنْه الْمَسْجِد الْأَقْصَى لبعده من مَكَّة والقصواء نَاقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد ذَكرنَاهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْلهَا فِي السِّوَاك فقصمته ثمَّ مضغته كَذَا هُوَ بالصَّاد الْمُهْملَة عِنْد أَكْثَرهم وَضَبطه ابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي والحموي بِالْمُعْجَمَةِ وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه صَحِيح قصمته بِالْمُهْمَلَةِ كَسرته وبالمعجمة قطعت طرفه بأسنانها وسوته ثمَّ مضغته بعد هَذَا لتلينه كَمَا فسرته فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله بأشد مناشدة فِي استقصاء الْحق بالصَّاد الْمُهْملَة لكافة رُوَاة مُسلم وَعند بَعضهم هِيَ بالضاد الْمُعْجَمَة وَعند السَّمرقَنْدِي فِي استيضاء وَلَا وَجه لَهُ وَعند العذري والسجزي اسْتِيفَاء وَالرِّوَايَة الأولى أوجه وأليق بِالْمَعْنَى وَفِي بَاب ذهَاب مُوسَى إِلَى الْخضر فِي الْبَحْر فِي كتاب الْعلم فَكَانَ من شَأْنهمَا الَّذِي قصّ الله تَعَالَى فِي كِتَابه كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ قضى وَالْأول الْمَعْرُوف وَالَّذِي جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله فِي نَاقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

(ق ض أ)

الْقَصْوَاء بِالْفَتْح وَالْمدّ هِيَ المقطوعة الْأذن وَقَالَ الدَّاودِيّ سميت بذلك من السَّبق لِأَنَّهَا كَانَت لَا تكَاد تسبق كَانَ عِنْدهَا أقصا الجري وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَضَبطه العذري فِي حَدِيث جَابر فِي كتاب مُسلم القصوى بِالضَّمِّ وَالْقصر وَهُوَ خطأ وَقَوله فِي الْمُزَارعَة فنصيب من الْقصرى بِكَسْر الْقَاف وَالرَّاء وَسُكُون الصَّاد هُوَ مَا يصاب من بقايا السنبل وَتسَمى القصارة بِالضَّمِّ أَيْضا وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث آخر قَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا بَقِي فِي السنبل من الْحبّ قَالَ وَأهل الشَّام يسمونه الْقصرى وَقَالَ نَحوه ابْن دُرَيْد قَالَ وَيُقَال لَهُ الْقصرى بِكَسْر الْقَاف وَفتح الصَّاد وَشد الرَّاء وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ عندنَا فِيهِ الْقصرى بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء مَقْصُورا وَفِي بعض نسخ ابْن الْحذاء بِالضَّمِّ وَلَا وَجه لَهما وَقَوله فِي الْمحرم فاقعصته أَو قَالَ فأقصعته كَذَا ذكره فِي بَاب الحنوط على الشَّك وَذكره فِي بَاب الْكَفَن فأوقصته أَو قَالَ فوقصته وَفِي الْبَاب بعده فوقصه بعيره وَفِي الحَدِيث الآخر بعده قَالَ أَيُّوب فوقصته وَقَالَ عَمْرو فأقصعته كَذَا للمروزي والجرجاني والهروي وَعند النَّسَفِيّ فأقعصته وَكَذَا للجرجاني فِي بَاب الْمحرم يَمُوت وَذكره مُسلم من حَدِيث الزهْرَانِي فأوقصته أَو فاقعصته والرقص كسر الْعُنُق وَذكر مُسلم فِي رِوَايَة ابْن نَافِع وَابْن بشار فأقصعته بِدُونِ شكّ وَذكروا فِي سَائِر الرِّوَايَات فأوقصته وقصته أَو بِالشَّكِّ وفوقص وسنذكره فِي مَوْضِعه وَقد ذكرنَا الْخلاف فِي قَوْله فِي الْحيض فقصعته فِي حرف الْمِيم وَالْوَجْه فِي هَذَا فقعصته ثلاثي بِتَقْدِيم الْعين والقعص الْمَوْت الْوَحْي وَإِن كَانَ بِتَقْدِيم الصَّاد فَكَذَلِك ثلاثي أَيْضا بِمَعْنى شدخته من قَوْلهم قصعت القملة والقصع فضخ الشَّيْء بَين الظرفين الْقَاف مَعَ الضَّاد (ق ض أ) قَوْله قضئ الْعين ممدودا مهموزا أَي فأسدها يُقَال تقضأ الثَّوْب إِذا تشقق وقضوء الشَّيْء دخله عيب وقضيء الشَّيْء فسد (ق ض ب) قَوْله لَا زَكَاة فِي القضب بِسُكُون الضَّاد هِيَ الفصفصة الَّتِي تأكلها الدَّوَابّ وَقيل كل نبت اقتضب وَأكل رطبا فَهُوَ قضب وَقد روينَا هَذَا الْحَرْف فِي الْمُوَطَّأ فِي التَّرْجَمَة وداخل الْبَاب الْقصب أَيْضا بالصَّاد الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ مَعًا (ق ض م) قَوْله يقضمهاكما يقضم الْفَحْل أَي يعضها بِفَتْح الضَّاد فِي الْمُسْتَقْبل وَتقدم تَفْسِير قَوْلهَا فِي السِّوَاك فقضمته وَالْخلاف فِيهِ (ق ض ض) قَوْله لَو أَن أحدا انقض لما فعل بعثمان أَي انهار وتصدع وتفرق وتفتت ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْفَاء وَالْخلاف فِيهِ قَالَ أَبُو عبيد انقض الْجِدَار انقضاضا وانقاض انقياضا إِذا تصدع من غير أَن يسْقط فَإِن سقط قيل تقيض وتقوض الْبَيْت مثله وَكَذَلِكَ فِي الْمُعْتَدَّة على من رَوَاهُ كَذَلِك بِالْقَافِ كَأَنَّهَا تكسر عَنْهَا الْعدة ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْفَاء واقتضاض الْجَارِيَة كسر طَابع الله عَلَيْهَا ق ض ي) قَوْله هَل يقْضى أَن أحج عَنهُ أَي يَجْزِي وَعمرَة فِي رَمَضَان تقضي حجَّة أَي تجزي عَنْهَا فِي الْأجر وَقَوله من أفطر رَمَضَان من غير عذر لم يقْض عَنهُ صِيَام الدَّهْر أَي لم يجز عَنهُ وَقَوله فَلَمَّا قضى صلَاته أَي أتمهَا وَفرغ مِنْهَا وَكَذَلِكَ فَلَمَّا قضينا مناسكنا وَقضى الله حجنا وَقَوله تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك كلهَا إِلَّا الطّواف أَي تفعلها وتحكم عَملهَا وَقَوله الْحَائِض تقضي الصَّوْم وَلَا تقضي الصَّلَاة وتقضي إحدانا الصَّلَاة وتقضي الصَّلَوَات الأولى فَالْأولى هُوَ غرم مَا ترَتّب عَلَيْهَا مِنْهَا وَالْخُرُوج عَنهُ وَمِنْه قضى دينه أَي خرج عَنهُ واستقصى طلب ذَلِك مِنْهُ قَالَ وَقضي فِي اللُّغَة على وُجُوه مرجعها إِلَى انْقِطَاع الشَّيْء وَتَمَامه والانفصال مِنْهُ قضي بِمَعْنى ختم وَمِنْه ثمَّ قضى أَََجَلًا أَي أتمه وختمه وَمِنْه قَوْله فَإِن الله قضى على لِسَان نبيه سمع الله لمن حَمده أَي

(ق ع ب)

خَتمه وَحكم بسابق قَضَائِهِ بإجابة قَائِله وَمِنْهَا الْأَمر كَقَوْلِه) وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه (أَي أَمر وَمِنْه فِي حَدِيث النُّطْفَة فَيَقْضِي رَبك مَا شَاءَ وَيكْتب الْملك وَتَكون هُنَا بِمَعْنى الْإِعْلَام بِقَضَاء الله وَقدره لما يكون من أمره سَابق وَبِمَعْنى أعلم كَقَوْلِه وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل أَي أعلمناهم وَكَقَوْلِه وقضينا إِلَيْهِ ذَلِك الْأَمر أَي أَوْحَينَا إِلَيْهِ وأعلمناه وَبِمَعْنى فصل فِي الحكم وَمِنْه يقْضِي بَينهم وَمِنْه قضى الْحَاكِم وَقضى دينه وكل مَا أحكم عمله فقد قضى وَمِنْه إِذا قضى أمرا أَي أحكمه وقصاهن سبع سماوات وَقضى عَلَيْهِ أَي قَتله وَقضى نحبه أَي مَاتَ وَبِمَعْنى الْفَرَاغ مِنْهُ قَوْله عِنْد بَعضهم ثمَّ اقضوا إِلَيّ وَلَا تنْظرُون أَي أفرغوا وَلَا توخروا من أَمركُم وَقيل مِنْهُ فَلَمَّا قضى أَي فرغ من تِلَاوَته وَمِنْه انْقَضى الشَّيْء إِذا أتم وَمِنْه فَلَمَّا قضى صلَاته وَبِمَعْنى أنفذ وأمضى كَقَوْلِه فَاقْض مَا أَنْت قَاض وَبِمَعْنى الْخُرُوج من الشَّيْء والانفصال مِنْهُ وَمِنْه قضى الدّين أَي خرج وانفصل مِنْهُ وَمِنْه فَإِذا قضيت الصَّلَاة وَمِنْه فَلَمَّا قضى مُوسَى الْأَجَل وَقَوله من بَاب نَحْو دَار الْقَضَاء فَسرهَا بَعضهم أَنَّهَا دَار الْإِمَارَة وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا هِيَ دَار عمر بن الْخطاب سميت دَار الْقَضَاء لِأَنَّهَا بِيعَتْ فِي قَضَاء دين عمر بن الْخطاب فِيمَا أنفقهُ من بَيت المَال فسميت بذلك وَهِي دَار مَرْوَان وَمن هُنَا دخل الْوَهم فِيهَا وَقَوله وَلَا تعدل فِي الْقَضِيَّة أَي فِي الحكم أَو النَّازِلَة المقضى فِيهَا وَقَوله فقاضاهم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعام الْقَضِيَّة وَعمرَة الْقَضِيَّة وَقَضِيَّة الْمدَّة كُله من الْقَضَاء وَهُوَ الْفَصْل يُرِيد فأصلهم بِهِ من الْمُصَالحَة والقضية اسْم ذَلِك الْفِعْل وَفِي كتاب الْعين قاضاهم عاوضهم فقد سميت بذلك لمعاوضته هَذِه الْعمرَة بِالَّتِي فِي السّنة الْمُقبلَة وَقَالَ الدَّاودِيّ أقاضيك أعاهدك واعاقدك وَالْأول أصح وَأعرف وَأما عمْرَة الْقَضَاء فَهِيَ اعتمار النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْعمرَة الَّتِي اتَّفقُوا عَلَيْهَا يحْتَمل أَن تكون من ذَلِك لِأَنَّهَا الْعمرَة الَّتِي تفاصلوا عَلَيْهَا وَيحْتَمل أَنَّهَا قَضَاء عَن الْعمرَة الَّتِي فَاتَتْهُ وَإِن لم تلْزم شرعا لمن صد لَكِن لما كَانَت بعْدهَا فَكَأَنَّهَا عوض عَنْهَا وَقَوله يتقاضاها مِنْهُ متقاض أَي يَطْلُبهُ بهَا وَقَوله كَانَ ابْن لبَعض بَنَات النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقْضى أَن يُنَازع الْمَوْت وينقضي أَجله قَالَ الله تَعَالَى) فَمنهمْ من قضى نحبه (وَضَبطه الْأصيلِيّ رَحمَه الله يقْضِي. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الضَّحَايَا فِي بَاب اسْتِقْبَال النَّاس الإِمَام وَلَا تقضى عَن أحد بعْدك أَي لَا تجزي وَعند الْقَابِسِيّ والأصيلي هُنَا تفي وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَي تجزي وَيتم بهَا نسكك وأصل الْوَفَاء التَّمام وسنذكره فِي بَابه وَذكره لجميعهم فِي بَاب الْخطْبَة بعدا لعيدين وَتُوفِّي بِمَعْنى مَا تقدم يُقَال وَفِي ووفى الشَّيْء إِذا تمّ وَفِي الْعَهْد كَذَلِك وأوفى وَكله من التَّمام أَي أتمة وَلم ينقصهُ وَقَوله فِي بَاب من اشْترى هَدِيَّة فِي الطَّرِيق وَرَأى أَن قد قضى طَوَافه الْحَج وَالْعمْرَة كَذَا للقابسي أَي أجزت عَنْهَا وَعند الْأصيلِيّ فقد قضى طَوَافه لِلْحَجِّ وَالْعمْرَة وَهُوَ صَحِيح أَيْضا وَمَعْنَاهُ أتمه وَفرغ مِنْهُ أَن نصب قَضَاهُ وَإِن رَفعه كَانَ بِمَعْنَاهُ وَبِمَعْنى أَجْزَأَ أَيْضا وَعند ابْن السكن فقد قضى طواف الْحَج وَالْعمْرَة بِمَعْنى ذَلِك أَيْضا على الْوَجْهَيْنِ من الْأَعْرَاب والمعنيين مَعًا وَقَوله فِي اجْتِهَاد الْقَضَاء بِمَا أنزل الله كَذَا لجميعهم وَعند النَّسَفِيّ الْقُضَاة وَهُوَ أوجه الْقَاف مَعَ الْعين (ق ع ب) ذكر الْقَعْب فِيهَا وَهُوَ بِفَتْح الْقَاف وَهُوَ إِنَاء من خشب ضخم مدور مقعر تشبه بِهِ حوافر الْخَيل وَغير ذَلِك لتدويره (ق ع د) قَوْله على قعُود بِفَتْح الْقَاف هُوَ من الْإِبِل مَا اقتعد للرُّكُوب وَأمكن

فصل الاختلاف والوهم

ركُوبه يُقَال ذَلِك للذّكر وَالْأُنْثَى وَلَا يُقَال القلوص إِلَّا فِي الْأُنْثَى وَيُقَال قعودة أَيْضا وقعدة وَقَوله قعد لَهَا بقاع قرقر على مَا لم يسم فَاعله أَي حبس ويروى قعد بِالْفَتْح وَقَوله إِنَّمَا نهى عَن الْقعُود على الْقُبُور فِيمَا نرى وَالله أعلم للمذاهب بِهَذَا فسره مَالك يُرِيد الْحَدث وَقيل إِنَّمَا هَذَا الْإِحْدَاد للنِّسَاء وَهُوَ ملازمته وَالْمَبِيت والمقيل عَلَيْهِ وَقيل بل على ظَاهره لِأَن الْجُلُوس عَلَيْهِ تهاون بِالْمَيتِ وَالْمَوْت ذُو الْقعدَة الشَّهْر الْمَعْلُوم بِفَتْح الْقَاف وَحكى فِيهِ الْكسر وَقَوله فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْقعدَة هِيَ هُنَا بِالْفَتْح أَي الْجُلُوس وَيُرِيد بهَا الْقعدَة الْوَاحِدَة فَإِذا أَرَادَ الْهَيْئَة كسر الْقَاف وَقَوله فِي حَدِيث قيام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي رَمَضَان فَلَمَّا علم بهم جعل يقْعد قيل مَعْنَاهُ يُصَلِّي قَاعِدا لَيْلًا يرَوا قِيَامه من وَرَاء الحاجز للحجرة فيصلوا بِصَلَاتِهِ كَمَا فعلوا قبل وَالْأَظْهَر أَنه ترك الْقيام فِي حجرَة الْمَسْجِد وَقعد فِي بَيته على عَادَته فِي غير رَمَضَان كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر جلس فَلم يخرج وَقَوله هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله قيل مستقرك وَمَا تصير إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة (ق ع ر) قَوْله نَار تخرج من قَعْر عدن وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قعرة عدن أَي أقْصَى أرْضهَا وَفِي الْأَوْقَات وَالشَّمْس لم تخرج من قَعْر حُجْرَتهَا أَي من داخلها وأرضها (ق ع ص) قَوْله كقعاص الْغنم قَالَ أَبُو عبيد هُوَ دَاء يَأْخُذ الْغنم لَا يلبثها وَيُقَال بِالسِّين أَيْضا وَقيل هُوَ دَاء يَأْخُذ فِي الصَّدْر كَأَنَّهُ يكسر الْعُنُق وَقَوله وَقع عَن رَاحِلَته فاقعصته أَي أجهزت عَلَيْهِ يُقَال ضربه فاقعصه أَي مَاتَ مَكَانَهُ ويروى على الشَّك أوقال فاقصعته ذكره البُخَارِيّ بِتَقْدِيم الصَّاد وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ أَيْضا مِنْهُ أَي قتلته وَمِنْه قصعت القملة وَقد يكون على هَذَا بِمَعْنى شدخته وكسرته والقصع فضخ الشَّيْء بَين الظفرين وَقد ذَكرْنَاهُ قبل هَذَا والقعص الْمَوْت الْمُعَجل وَمِنْه مَاتَ فلَان قعصا إِذا أَصَابَته رمية فَمَاتَ مَكَانَهُ وَفِي غسل دم الْحيض فقعصته بظفرها هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة الْحميدِي وَكَذَا ذكره البرقاني هُوَ من هَذَا كَأَنَّهَا فركته وقطعته بَين أظفارها كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر تقرصه أَي تقطعه ويروى قصعته وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم (ق ع ق) قَوْله فَرفع إِلَيْهِ الصَّبِي وَنَفسه تقَعْقع أَي تضطرب وتتحرك بِصَوْت قَالَ أَبُو عَليّ كل مَا سَمِعت لَهُ عِنْد حركته صَوتا فَهُوَ قعقعة كالسلاح والجلود (ق ع س) قَوْله فَتَقَاعَسَتْ أَي امْتنعت وكرهت الدُّخُول فِي النَّار (ق ع ي) وَقَوله الإقعاء فِي الصَّلَاة وَقَول ابْن عَبَّاس هِيَ السّنة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يلصق آليتيه فِي الأَرْض وَينصب سَاقيه وَيَضَع يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ كَمَا يقعى الْكَلْب قَالَ وَتَفْسِير الْفُقَهَاء أَن يضع آليتيه على صُدُور عَقِبَيْهِ وَالْقَوْل هُوَ الأول وَقَالَ ابْن شُمَيْل الإقعاء أَن يجلس على وركيه وَهُوَ الاحتفاز والاستيفاز. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم وَفِي الْجُلُوس على الطرقات قَوْله إِنَّمَا قعدن لغير بَأْس قعدن نتحدث ونتذاكر كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا عَن مُسلم وَفِي بعض النّسخ بعدن نتذاكر بِالْبَاء وَضم الْعين وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح وَفِي مَانع الزَّكَاة قعد لَهَا بقاع قرقر كَذَا لَهُم وَعند التَّمِيمِي قعد على مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا يُقَال مِنْهُ أقعد الْقَاف مَعَ الْفَاء (ق ف د) قَوْله قفدني قفدة مَعْنَاهُ الضَّرْب بالكف على الرَّأْس وَقيل فِي القفاء وَهُوَ الصفع (ق ف ر) قَوْله كَأَنَّك مقفر بِتَقْدِيم الْقَاف الساكنة وَكسر الْفَاء بعْدهَا وَهُوَ الَّذِي لَا ادام مَعَه أَو لم يَأْكُل إدَامًا الْخبز القفار بِفَتْح الْقَاف الْمَأْكُول وَحده بِغَيْر أدام وَقَوله فِي أَرض قفر هِيَ الَّتِي لَا أنيس بهَا يَصح بِالتَّنْوِينِ على الْوَصْف وَبِغَيْرِهِ على الْإِضَافَة (ق ف ز) ذكر القفازين للمحرمة بِضَم الْقَاف هُوَ شَيْء يلبس للأيدي

فصل الاختلاف والوهم

يغشى بهَا وتستر هَذَا الْمَعْرُوف وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ ضرب من الحلى لِلْيَدَيْنِ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي لِلْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَالْأول معنى الحَدِيث لَا غَيره (ق ف ل) قَوْله انا قافلون وأردنا الإقفال وَحين قفل الْجَيْش وَفِي بعض الحَدِيث حِين أقفل الْجَيْش وفلما أقفلنا ويروى أَقبلنَا بِالْبَاء يُقَال قفل الْجَيْش والرفقة قفولا وأغفلهم الْأَمِير وَقيل فِي هَذَا قفل أَيْضا إِذا رجعُوا إِلَى مَنَازِلهمْ وَاسم الْجَمَاعَة الْقَافِلَة وَلَا تسمى قافلة وَلَا قافلين إِلَّا فِي رجوعهم وَقيل سميت بذلك أَولا تفاولا لرجوعها وَيكون معنى أقفلنا أردنَا الإقفال وَالْإِذْن بالقفول أَو جعلناهم يقفلون أَو تكون الْألف فِي أقفل الْجَيْش وأقفلنا فِي الْحَدِيثين الآخرين مَضْمُومَة على مَا لم يسم فَاعله أَي أمرنَا بالقفول وَأمر بِهِ الْجَيْش أَو يكون الْجَيْش مَنْصُوبًا بأقفل مَفْعُولا أَو أقفلنا بِفَتْح اللَّام وَالْفَاعِل مُضْمر وَهُوَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَو يكون على وَجهه بِأَمْر بَعضهم بَعْضًا بذلك لأمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِهِ وَلَا يحْسب فِي الرِّوَايَة وهم على مَا قَالَ بَعضهم صَوَابه قَفَلْنَا وقفل الْجَيْش ومقفله من حنين بِفَتْح الْمِيم وَالْفَاء أَي مرجعه وَوقت قفوله (ق ف ف) قَوْله لقد قف شعري مِمَّا قلت ثلاثي لَا غير أَي أَقَامَ وانقبض من إنكاري لما قلته واستعظامي لَهُ والقفوف القشعريرة من الْبرد وَشبهه وَقَوله فَجَلَسَ على القف وَحَتَّى توَسط قفها ألقف وَحَتَّى توَسط قفها القف الْبناء حول البير وَقيل حَاشِيَة البير والقف أَيْضا حجر فِي وسط البير وَهُوَ أَيْضا شفتها وَهُوَ أَيْضا مصب المَاء من الدَّلْو وَمِنْه يمْضِي إِلَى الضفيرة وَأما قَوْله فِي حَائِط بالقف فموضع نذكرهُ (ق ف ع) قَوْله لَيْت عندنَا مِنْهُ قفعة هِيَ مثل الزبيل والقفة تعْمل من الخوص لَيْسَ لَهُ عرى وَقيل تكون وَاسِعَة الْأَسْفَل ضيقَة الْأَعْلَى (ق ف ى) قَوْله على قافية أحدكُم أَي قَفاهُ وَمِنْه قافية الشّعْر لِأَنَّهَا آخر الْبَيْت وَخَلفه وَقَوله وَأَنا المقفى قيل الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي وَقيل المتبع آثَار من قبلي مِنْهُم وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث مُفَسرًا الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي وَذكر الْقَائِف هُوَ الَّذِي يعرف الْأَشْيَاء والْآثَار ويقفوها أَي يتبعهَا فَكَأَنَّهُ مقلوب من القافي وَهُوَ المتبع للشَّيْء وَقَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال فِيهِ هُوَ يقوف الْأَثر ويقتافه وَقَوله فَلَمَّا قفى الرجل وَلما قفى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَي ولى قَفاهُ منصرفا وَمِنْه فِي حَدِيث الْخوَيْصِرَة أَيْضا فَنظر إِلَيْهِ وَهُوَ مقف وَمِنْه قَوْله ذَيْنك الراكبين المقفيين وَقَوله فَانْطَلق يقفوه أَي يتبعهُ يُقَال قفوته اقفوه وقفيته مخففا وقفته أقوفه إِذا تبِعت أَثَره وَمِنْه قَوْله فِي الصَّيْد نقتفي أَثَره. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله نرمي الصَّيْد فنقتفر أَثَره كَذَا عِنْد أبي ذَر والأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ فنقتفي وهما بِمَعْنى وَتقدم فِي حرف الْفَاء قَوْله يقتفرون الْعلم وَاخْتِلَاف الرِّوَايَة وَالتَّفْسِير فِيهِ وَفِي حرف الْبَاء قَوْله اقتفينا وَالْخلاف فِيهِ الْقَاف مَعَ السِّين (ق س ر) فِي تَفْسِير المدثر قَوْله تَعَالَى قسورة ركز النَّاس وأصواتهم وكل شَدِيد قسورة وقسور (ق س ط) قَوْله يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ قيل الْقسْط هُنَا الرزق أَي يضيقه ويوسعه والقسط الْحصَّة والمقدار وَقيل الْقسْط هُنَا الْمِيزَان وَقد جَاءَ كَذَلِك فِي حَدِيث آخر بِيَدِهِ الْمِيزَان وَهُوَ تَمْثِيل لما يقدره لما يرفع إِلَيْهِ من أَعمال الْعباد وَينزل من أَرْزَاقهم والقسط الْعدْل أَيْضا وَبِه سمي الْمِيزَان لِأَن بِهِ يَقع الْعدْل والقسطاس بِضَم الْقَاف وَكسرهَا أقوم الموازين وَذكر البُخَارِيّ عَن مُجَاهِد أَنه الْعدْل بالرومية قَالَ وَيُقَال الْقسْط مصدر المقسط وَهُوَ الْعَادِل وَقَوله فِي عِيسَى حكما مقسطا أَي عدلا وَقَوله المقسطون على مَنَابِر من نور هم الْأَئِمَّة الْعَادِلُونَ يُقَال أقسط إِذا عدل فَهُوَ

فصل الاختلاف والوهم

مقسط وقسط إِذا جَار وظلم فَهُوَ قاسط قَالَ الله تَعَالَى) وَأما القاسطون فَكَانُوا لِجَهَنَّم حطبا (وَقَول البُخَارِيّ الْقسْط الْهِنْدِيّ البحري والكست يُرِيد أَنَّهُمَا لُغَتَانِ فِي هَذَا البخور الْمَعْلُوم (ق س م) قَوْله فِي قسم يقسم بِهِ وَالْقسم بِفَتْح السِّين الْحلف يُقَال من فعله أقسم والقسامة مِنْهُ بِفَتْح الْقَاف لتردد الْإِيمَان بَين المتحالفين فِيهَا فَكَانَت مفاعلة لذَلِك لِأَنَّهَا لَا تكون إِلَّا من اثْنَيْنِ فَصَاعِدا وَمِنْه وقاسمهما إِنِّي لَكمَا لمن الناصحين وَأما الْقسم بِسُكُون السِّين فتميز النَّصِيب يُقَال من فعله قسم وَاسم مَا يُؤْخَذ على ذَلِك من أجر الْقسَامَة بِالضَّمِّ وَقَوله واستقسمت بالأزلام وَمِنْه وَإِن تستقسموا بالأزلام وَهُوَ الضَّرْب بهَا لإِخْرَاج مَا قسم الله لَهُم من أَمر وتمييزه بزعمهم وَقَوله لَو أقسم على الله لَأَبَره قيل لَو دعى لأجابه وَقيل على ظَاهره وَقد تقدم فِي حرف الْبَاء وَالرَّاء (ق س ي) قَوْله الثِّيَاب القسية بتَشْديد السِّين وَفتح الْقَاف وَنهى عَن لبس القسي فسره فِي كتاب البُخَارِيّ بِأَنَّهَا ثِيَاب يُؤْتى بهَا من الشَّام أَو من مصر مضلعة فِيهَا حَرِير فِيهَا أَمْثَال الأترج قَالَ صَاحب الْعين القس مَوضِع تنْسب إِلَيْهِ الثِّيَاب القسية وَقَالَ ابْن وهب وَابْن بكير هِيَ ثِيَاب مضلعة بالحرير تعْمل بالقس من بِلَاد مصر مِمَّا يَلِي الفرما قَالَ أَبُو عبيد وَأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بِكَسْر الْقَاف وَأهل مصر يَقُولُونَهُ بِالْفَتْح قَالَ وَهِي ثِيَاب يُؤْتى بهَا من مصر فِيهَا حَرِير وَأما الدِّرْهَم القسي بتَخْفِيف السِّين فالردئة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الْمُوَطَّأ فِي السّلف فِي الثِّيَاب مثل القسي كَذَا رِوَايَة الْمُهلب ابْن أبي صفرَة وَعند كَافَّة الروَاة هُنَا الْقَيْسِي بِزِيَادَة يَاء قَول البُخَارِيّ والقسوم الْمصدر كَذَا لأبي زيد وَلغيره الْقسم وَهُوَ الصَّوَاب وَإِنَّمَا القسوم الْجمع وَقَوله فِي حَدِيث بدر عَن الزبير قسمت سِهَامهمْ فَكَانُوا مائَة كَذَا للنسفي وَبَعْضهمْ وَعند الْأصيلِيّ وَأبي ذَر قسمت على مَا لم يسم فَاعله وَالْأول أصوب بِدَلِيل قَوْله بعد ضربت يَوْم بدر للمهاجرين بِمِائَة سهم الْقَاف مَعَ الشين (ق ش ب) قَوْله فِي الَّذِي ينجوا من جَهَنَّم قشبني رِيحهَا مَعْنَاهُ سمني وَآذَانِي والقشب السم والقشب خلطه وَقيل أَخذ بكظمي يُقَال قشبه الدُّخان إِذا مَلأ خياشيمه وَيُقَال قشبني الشَّيْء أهلكني مَأْخُوذ من السم (ق ش م) قَوْله فِي بيع الثَّمر أَصَابَهُ قشام بِضَم الْقَاف مخفف الشين هُوَ نفضه وَهُوَ بسر قبل البلح هَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَقَالَ غَيره القشام أكال يَقع فِي التَّمْر (ق ش ع) قَوْله فنفلني جَارِيَة عَلَيْهَا قشع أَي جلد ألبسته يُقَال بِفَتْح الْقَاف وبكسرها الْقَاف مَعَ الْهَاء (ق هـ ر) قَوْله كتب إِلَى قهرمانه هُوَ كالخازن والقائم بأموره والقهرمان بِفَتْح الْقَاف المتعاهد الحفيظ على مَا تَحت يَده قَالُوا وَهُوَ الْوَكِيل بلغَة الْفرس (ق هـ ق ر) قَوْله رجعُوا بعْدك القهقرا وَرجع يقهقر قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الرُّجُوع إِلَى خلف وَفِي الْعين الرُّجُوع على الدبر وَحكى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الْقَهْقَرِي الْإِحْضَار كَذَا رَوَاهُ ابْن دُرَيْد فِي المُصَنّف وَكَذَا روايتنا فِيهِ من طَرِيق ابْن دُرَيْد وَفِي رِوَايَة غَيره القهمزي الْإِحْضَار قَالَ أَبُو عَليّ رَحمَه الله وَهُوَ الصَّوَاب الْقَاف مَعَ الْوَاو (ق وب) قَوْله قاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة أَي قدر طولهَا وَيحْتَمل قدر رميتها يُقَال هُوَ قاب رمح وقاد رمح وَقيد رمح وقدى رمح وقدة رمح كُله بِمَعْنى وَقيل فِي قَوْله قاب قوسين الْقوس هُنَا الذِّرَاع بلغَة ازدشنوءة وَقيل قدر قوسين وَقيل القاب ظفر الْقوس وَهُوَ مَا وَرَاء معقد الْوتر إِلَى طرفها (ق وت) قَوْله اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل

(ق ود)

مُحَمَّد قوتا الْقُوت بِالضَّمِّ مَا يمسك رَمق الْإِنْسَان وَهِي الغنية أَيْضا قَالَ صَاحب الْعين هُوَ المسكة من الرزق قَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال قات أَهله قوتا بِالْفَتْح وأقاتهم أَيْضا وَهِي الْبلْغَة من الْعَيْش (ق ود) قَوْله وَأما أَن يقيدوا وَذكر الْقود هُوَ قتل الْقَاتِل بِمن قَتله يُقَال أقاده الْحَاكِم واستقاد من قَاتل وليه وَقَوله اقتادوا أَي قادوا رواحلهم افتعلوا من ذَلِك (ق ول) قَوْله الْبر تَقولُونَ بِهن أَي تظنون وترون وَقَوله فَشَتْ القالة أَي القَوْل وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر النميمة القالة بَين النَّاس أَي نقل القَوْل وَالْكَلَام بَينهم وَمِنْه قَوْله وتلا قَول إِبْرَاهِيم رب إنَّهُنَّ أضللن كثيرا من النَّاس وَقَالَ عِيسَى أَن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ هُنَا اسْم لَا فعل مَعْنَاهُ وتلا قَول عِيسَى يُقَال كثر القَوْل والقال والقيل والقيل والقالة وَقيل يكون القالة مَكَان القائلة أَي الْجَمَاعَة القائلة والقال مَكَان الْقَائِل يُقَال أَنا قَالَهَا أَي قَائِلهَا وَمِنْه نهى عَن قيل وَقَالَ يحْتَمل أَن يحْكى الْفِعْلَيْنِ وَأَن يَقُول قَالَ فلَان كَذَا وَقيل كَذَا فيكونان على هَذَا منصوبين وَقد يكونَانِ اسْمَيْنِ كَمَا تقدم فتكسرهما وتنونهما وَمعنى ذَلِك الحَدِيث فِيمَا يَخُوض النَّاس فِيهِ من قَالَ فلَان كَذَا وَقَالَ فلَان أَن فلَانا صنع كَذَا وَقَوله النميمة القالة بَين النَّاس مِمَّا ذكرنَا أَي نقل الْكَلَام بَينهم وَمثله ففشت فِي ذَلِك القالة أَي الحَدِيث وَالْقَوْل وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر فَقَالَ بيدَيْهِ فأقامه يَعْنِي الْحَائِط أَي أَشَارَ بِيَدِهِ أَو تنَاول وَقَوله فِي الْوضُوء فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَجعل يَقُول بِيَدِهِ فسره فِي الحَدِيث بِمَعْنى ينفضه قَوْله فَقَالَ بإصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى أَي أَشَارَ وَحكى وَقَوله فِي بَاب التَّشَهُّد فِي كتاب مُسلم قَالَت أَبُو إِسْحَاق قَالَ أَبُو بكر بن أُخْت أبي النَّضر فِي هَذَا الحَدِيث معنى قَالَ فِيهِ طعن فِيهِ وَقَوله فَلْيقل إِنِّي صَائِم قيل يَقُول ذَلِك لنَفسِهِ ليمتنع من قَول الرَّفَث لَا أَنه يَقُوله بِلِسَانِهِ وَقَوله فِي قِيَامه فَيُقَال لَهُ فَيَقُول أَفلا أكون عبدا شكُورًا معنى يُقَال أَي يلام فِي ذَلِك لما أجهده وَقَوله فِي حَدِيث بعض أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فتقاولتا أَي تشارتا وَقَالَت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا قولا أغلظت فِيهِ وَقَوله تقولوه التقول الْكَذِب وَقَوله مَا تقاولت بِهِ الْأَنْصَار أَي قَالَه بَعضهم فِي بعض من الشّعْر (ق وم) قَوْله كَمثل الصَّائِم الْقَائِم الدَّائِم يُرِيد قيام اللَّيْل أَو قيام الصَّلَاة ومداومة ذَلِك وَسقط من رِوَايَة ابْن وضاح لَفْظَة الْقَائِم وَقَوله لأبي أَيُّوب قوما على بركَة الله على طَرِيق التَّأْكِيد أَي قُم قُم وَفِي رِوَايَة أبي ذَر قَالَ قوما على بركَة الله فَظَاهره أَنه قَول أبي أَيُّوب للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأبي بكر وَقَوله حَتَّى يجد قواما من عَيْش أَي مَا يُغني مِنْهُ وَفِي الدُّعَاء أَنْت قيام السَّمَاوَات وَالْأَرْض بتَشْديد الْيَاء كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند ابْن عتاب بِكَسْر الْقَاف وَتَخْفِيف الْيَاء وَالْقِيَام والقيوم والقوام والقيم الْقَائِم بِالْأَمر وَكَذَلِكَ الْقيم وَأما الْقيام والقوام فَجمع وَقَوله أريته فِي مقَامي هَذَا وَعَن مقامك وَذَلِكَ الْمقَام الْمَحْمُود هُوَ حَيْثُ يقوم الْمَرْء وَيكون مصدر قِيَامه أَيْضا يُقَال فِيهِ مقَاما ومقاما وَقَالَ صَاحب الْعين الْفَتْح الْموضع وَالضَّم اسْم الْفِعْل وَقَوله حَتَّى قَامَ قَائِم الظهيرة هُوَ كِنَايَة عَن وقُوف الشَّمْس فِي الهاجرة حَتَّى كَأَنَّهَا لَا تَبْرَح فَيكون قِيَامهَا كِنَايَة عَنْهَا أَو عَن الظل لوقوفه ح حَتَّى يَأْخُذ فِي الزِّيَادَة عِنْد ميلها وَقَوله يؤم الْقَوْم اقرأهم الْقَوْم الْجَمَاعَة وَهِي مُخْتَصَّة عِنْد الْأَكْثَر بِالرِّجَالِ دون النِّسَاء كَمَا قَالَ أقوم آل حصن أم نسَاء وكما قَالَ

فصل الاختلاف والوهم

تَعَالَى) لَا يسخر قوم من قوم (ثمَّ قَالَ وَلَا نسَاء من نسَاء ففصل بَين الْقَوْم وَالنِّسَاء وَذكر يَوْم الْقِيَامَة قيل سميت بذلك لقِيَام النَّاس فِيهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى) يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين (وَقَوله تَسْوِيَة الصُّفُوف من إِقَامَة الصَّلَاة أَي من تَمامهَا وتحسينها وَالْقِيَام بِحَقِّهَا كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من حسن الصَّلَاة وَمن تَمام الصَّلَاة وَمعنى الْإِقَامَة فِي الصَّلَاة وَقد قَامَت الصَّلَاة أَي قَامَ أَهلهَا للصَّلَاة أَو حَان قيامهم وَقَوله فَمَا زَالَ يُقيم لَهَا ادمها أَي يهيئها وَيقوم بهَا وَمِنْه قوام الْعَيْش وَقَوله مازال قَائِما أَي دَائِما أَو كَافِيا قَوْله لَو تركتهَا مازال قَائِما أَي دَائِما ثَابتا وَقَوله لَو لم تكله لقام لكم أَي لدام ويروى بكم أَي استعنتم بِهِ مَا بَقِيتُمْ وَقَوله فِي خبر مُوسَى فَقَامَ لحجر حَتَّى نظر إِلَيْهِ أَي ثَبت وَقد تقدم أَن صَوَابه حِين لَا حَتَّى عِنْد بَعضهم مَا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وحرف الْحَاء وَفِي حَدِيث التَّيَمُّم فِي بَاب فضل أبي بكر أَقَامَت برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وبالناس وَلَيْسَ مَعَهم مَاء كَذَا رَوَاهُ أَبُو ذَر وَهُوَ الْمَعْرُوف وَعند الْمروزِي والجرجاني وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر فِي بعض الرِّوَايَات قَامَت وَهُوَ يخرج على مَا تقدم أَي ثبتَتْ وَفِي حَدِيث أُمَامَة أبي بكر قُم مَكَانك ويروى أقِم مَكَانك هُوَ مِمَّا تقدم وَقَوله إِقَامَة الصَّفّ من حسن الصَّلَاة وَكَذَلِكَ قَوْله تَسْوِيَة الصُّفُوف من إِقَامَة الصَّلَاة وَإِلَّا تقيمون الصُّفُوف إِقَامَة الصَّفّ تسويته وَإِقَامَة الصَّلَاة تحسينها وإتمامها (ق وض) قَوْله أَمر بِالْبِنَاءِ فقوض وبخبائه فقوض أَي أزيل وَنقض قوضت الخباء أزلت عمده وَأَصله الْهدم (ق وس) قَوْله قاب قَوس أحدكُم ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِي مَعْنَاهُ هَل هُوَ من قَوس الرَّمية أَو الذِّرَاع. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي خطْبَة الْفَتْح أما أَن يعقل وَأما أَن يفادي ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي الْفَاء قَالَ بَعضهم وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَأما أَن يُقَاد أَي يعقل الْمَقْتُول وَقَوله فَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَين خَيْبَر وَالْمَدينَة عِنْد الْأصيلِيّ وَالصَّوَاب فَأَقَامَ وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث التَّيَمُّم على الصَّوَاب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى قد جَاءَ قَامَ بِمَعْنى ثَبت وَأقَام كَمَا تقدم وَفِي بَاب صَلَاة الْمَرْأَة فِي ثوب حَاضَت فِيهِ فَإِذا أَصَابَهُ شَيْء من دم قَالَت بريقها فمصعته كَذَا فِي رِوَايَة جَمِيع شُيُوخنَا وَرَوَاهُ البرقاني بلته بريقها وَهُوَ أبين وَيحْتَمل إِن قَالَت تَغْيِير مِنْهُ وَفِي سَلام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على أهل الْقُبُور قَالَ وَلم يقم قُتَيْبَة قَوْله وأتاكم كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَغَيره وَعند العذري وَلم يقل بِاللَّامِ وَعند ابْن الْحذاء يقص وَالْأول الصَّوَاب وَالْآخر وهم وَالصَّاد مُغيرَة من الْمِيم وَنقل لَهُ وَجه لَكِن الأولى مَا ذَكرْنَاهُ وَقَوله فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل آخر مُسلم أَي رجل مَعَ جَابر فَقَامَ جَبَّار بن صَخْر كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَفِي رِوَايَة فَقَالَ بِاللَّامِ وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَفِي حَدِيث الحلاق فَقَالَ بِيَدِهِ عَن يسَاره ويروي رَأسه أَي أَشَارَ وَجعل وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الرَّاء وَقَوله فِي الصّرْف فِي حَدِيث أبي قلَابَة كنت بِالشَّام فِي حَلقَة فجَاء أَبُو الْأَشْعَث فَقَالُوا لَهُ حدث أخانا كَذَا لجميعهم وَعند السَّمرقَنْدِي فَقلت لَهُ وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَأَبُو قلَابَة هُوَ الْمخبر عَن نَفسه بِهَذَا الْخَبَر عَن أبي الْأَشْعَث وَله سَأَلَ الْقَوْم أَبَا الْأَشْعَث أَن يُحَدِّثهُمْ وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي بَاب لَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل مِنْكُم فِي التَّفْسِير قَالَت لما ذكر من شأني الَّذِي ذكر وَمَا علمت بِهِ قَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خَطِيبًا كَذَا لكافتهم وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَمَا علمت بمقام رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ كتب عَلَيْهِ قَامَ وَمَا فِي أَصله تَصْحِيف وَالله أعلم وَقَوله فِي حَدِيث سبيعة فَقَالَت

وَالله مَا يصلح أَن تنكحه كَذَا لَهُم عِنْد البُخَارِيّ إِلَّا ابْن السكن فَعنده فَقَالَ وَالله وَهُوَ الصَّوَاب قَائِله أَبُو السنابل والْحَدِيث مبتور وَقد ذكرنَا صَوَابه وَتَمَامه آخر الْكتاب فِي بَاب مَا بتر وَنقص مِنْهَا وَقَوله فِي بَاب من أهل فِي زمن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كإهلال النَّبِي بَعَثَنِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى قومِي بِالْيمن حَدِيث معَاذ كَذَا لَهُم وَرَوَاهُ بَعضهم قوم وَفِي حَدِيث مَتى تحل الْمَسْأَلَة حَتَّى يقوم ثَلَاثَة من ذوى الحجا لقد اصابته فاقة يَعْنِي يشْهدُونَ لَهُ كَذَا لكثير من الروَاة وَلمُسلم وَعند ابْن الْحذاء حَتَّى يَقُول وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقَوله فِي حَدِيث ابْن الدخشم فِي البُخَارِيّ فِي بَاب المتأولين أَلا تقولوه يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله كَذَا الرِّوَايَة وَمَعْنَاهُ أَلا تظنونه يَقُولهَا كَمَا قَالَ فَمَتَى تَقول الدَّار تجمعنا أَي تظن فِي الظَّاهِر أَنه خطاب للْجَمِيع فَإِن كَانَ على هَذَا فَهُوَ وهم وَصَوَابه أَفلا تقولونه قَالَ بَعضهم وَيحْتَمل أَن يكون خطابا للْوَاحِد فأشبع الضمة وَهِي لُغَة كَمَا قَالَ أدنوا فانظور يُرِيد انْظُر وَمثله مَا رُوِيَ فِي أَذَان بِلَال الله إكبار فاشبع الفتحة وَقَوله فِي حَدِيث لتسئلن عَن نعيم هَذَا الْيَوْم لأبي بكر وَعمر قومُوا فقاما مَعَه كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَوَجهه قوما وَقَوله فِي قتل ابْن الْأَشْرَف أَنِّي قَائِل بِشعرِهِ أَي آخذ بِهِ وَيحْتَمل أَن يُرِيد غَالب لَهُ بِهِ وَعَلِيهِ وَمِنْه الحَدِيث الآخر سُبْحَانَ من تعطف بالعز وَقَالَ بِهِ قَالَ الْأَزْهَرِي أَي غلب بِهِ وَرَأَيْت ابْن الصَّابُونِي فِي شَرحه ذكر هَذِه الْكَلِمَة قَابل بِهِ بِالْبَاء لَا غير وَمَا رَأَيْت أحدا من شُيُوخنَا ضَبطهَا علينا كَذَلِك لكني وَجدتهَا كَذَلِك عِنْد بعض الروَاة فَإِن صحت فَمَعْنَاه يرجع إِلَى هَذَا أَي أَخَذته من قبلت الْقَابِلَة الصَّبِي إِذا تَلَقَّتْهُ وأخذته وَقبلت الدَّلْو من المستقي فَأَنا قَابل إِذا أَخَذته مِنْهُ وصببته فِي القف وَبِنَحْوِ من هَذَا فسره لَكِن لَا يتَعَدَّى قبل هُنَا بِحرف جر وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث بِهِ وَمثله فِي حَدِيث الصَّدَقَة وبلال قايل بِثَوْبِهِ بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي باسطه كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر باسط ثَوْبه ليلقين فِيهِ الصَّدَقَة وَرَوَاهُ بَعضهم بِالْبَاء من الْقبُول على نَحْو مَا تقدم وَفِي حَدِيث إِذا فتحت عَلَيْكُم فَارس وَالروم قَالَ ابْن عَوْف نقُول كَمَا أمرنَا الله كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالَ الوقشي أرَاهُ نَكُون وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام أَلا ترى جَوَابه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَو غير ذَلِك تنافسون الحَدِيث وَفِي الدُّعَاء وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ وَضَبطه بَعضهم وقوني وَالْأول أصوب بِدَلِيل مَا قبله وَفِي حَدِيث عَائِشَة فانتهرتها فَقَالَت لَاها الله ذَا كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه فَقلت لِأَن عَائِشَة أخْبرت عَن هَذَا وَهِي قائلة هَذَا الْكَلَام وَفِي حَدِيث الْأُخْدُود احموه فِيهَا أَو قيل لَهُ اقتحم قيل صَوَابه قُولُوا لَهُ اقتحم وَتقدم الْكَلَام على احموه وَقَول من قَالَ لَعَلَّه أقحموه بِدَلِيل مَا بعده وَفِي بَاب السّلم إِلَى أجل مَعْلُوم أَرْسلنِي أَبُو بردة وَعبد الله بن شَدَّاد إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى وَعبد الرَّحْمَن بن أوفى فَسَأَلتهمَا عَن السّلف فَقَالَ كُنَّا نصيب الْمَغَانِم مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْدهم وَعند الْأصيلِيّ فَقَالَا على التَّثْنِيَة وَهُوَ وهم لَا يَصح إِنَّمَا هُوَ فَقَالَ مُفْرد من قَول ابْن أبي أوفى وَحده فَإِن ابْن أَبْزَى لم يدْرك النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَلِكَ الْخلاف بعد فِي قَوْله فَقَالَ مَا كُنَّا نسألهم عَن ذَلِك فَإِنَّمَا سَأَلَ ابْن أَبْزَى عَن الْمَسْأَلَة فَوَافَقَ جَوَاب مَا قَالَه ابْن أبي أوفى كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَفِي الْأَدَب قَالَ أَبُو كريب وَابْن أبي عمر قَالَ أَبُو كريب أَنا وَقَالَ ابْن أبي عمر نَا وَاللَّفْظ لَهُ قَالَا نَا مَرْوَان كَذَا فِي الْأُصُول صَوَابه

فصل الاختلاف والوهم

قَالَا عَن مرون أَو قَالَا مَرْوَان أَو قَالَ يَا مَرْوَان وَرجع إِلَى قَول ابْن أبي عمر وَكَذَا كَانَ أَيْضا فِي حَاشِيَة كتاب القَاضِي التَّمِيمِي وَلَا يَصح أَن يَقُول لَهما لِأَن أَبَا كريب قد قَالَ أَنا وَلم يقل نَا لِأَنَّهُ قد تقدم لفظ كل وَاحِد فِي رِوَايَته وَقَوله فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر ثَمُود ذُو عزة ومنعة فِي قومه كَذَا للجرجاني وللباقين فِي قُوَّة وَالْأول أظهر وأوجه وَفِي أول الْبَاب تركته بِمن مَعَه لأَنهم قومه كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وللباقين قوته وَهَذَا هُنَا أوجه من الأول وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر مَرْيَم وَعِيسَى فِي حَدِيث ابْن مقَاتل أَن رجلا من أهل خُرَاسَان قَالَ لِلشَّعْبِيِّ فَقَالَ الشّعبِيّ كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ سَأَلَ الشّعبِيّ فَقَالَ الشّعبِيّ وَهُوَ الْوَجْه وَقَوله إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة سميت بذلك لقِيَام النَّاس فِيهَا قَالَ الله) يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين ( الْقَاف مَعَ الْيَاء (ق ي أ) قَوْله استقاء واستقاءه ممدودا أَي تعمد الْقَيْء واستدعاه استفعل مِنْهُ فَأَما استقى مَقْصُورا فَمن استقى المَاء استقاء السِّين أَصْلِيَّة وقاء إِذا خرج مِنْهُ الْقَيْء وتقيأ مثله مَهْمُوز كُله وَكَذَلِكَ كَالْكَلْبِ يعود فِي قيئه وَالِاسْم الْقَيْء والقياء مَمْدُود مضموم الأول وَمِنْه فِي النَّهْي عَن الشّرْب قَائِما فَمن نسي فليستقيء مَهْمُوز الآخر وَأما قَوْله فِي الْبَاب شرب من مَاء زَمْزَم قَائِما واستقى مَقْصُورا وَصَوَابه واستسقى على مَا عِنْد أَكثر الروَاة وَسَيَأْتِي فِي حرف السِّين (ق ي د) قَوْله قيد شبر وَمَوْضِع قيد سَوْطه من الْجنَّة كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد أَي قدره وكما تقدم فِي قاب قوسه (ق ي ر) ذكر فِي الظروف المقير وَهُوَ بِمَعْنى المزفت فِي الحَدِيث الآخر والمقير المطلي بالقار وَهُوَ الزفت وَهُوَ القير أَيْضا وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث ذكر القار وَفَسرهُ الزفت (ق ي ل) قَوْله وَهُوَ قَائِل السقيا أَي ينزل للقائلة بالسقيا قَرْيَة نذكرها فِي السِّين وَمِنْه فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَنه قَائِل أَي نَائِم بالقائلة وَمِنْه لم يقل عِنْدِي وَقَالَ فِي بَيتهَا وَمِنْه يقيلون قائلة الضحاء أَي ينامون حِينَئِذٍ وَمِنْه وأتانا فَقَالَ عندنَا ثلاثي يُقَال مِنْهُ قَالَ يقيل قيلا وقائلة وقيلولة فَأَما من البيع فأقال يقيل اقالة رباعي وَقيل فِي البيع قَالَ وَهُوَ قَلِيل (ق ي ن) قَوْله الأذخر فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِم أَي لصائغهم كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لصاغتهم وَقَوله وَكَانَ ظئره قينا هُوَ الْحداد وَكَذَلِكَ قَول خباب كنت قينا أَي حدادا وَهُوَ اصله ثمَّ اسْتعْمل فِي الصَّائِغ وَقَوله وَعِنْدهَا قينتان تُغنيَانِ وَمَعَهُ قينة تغنيه الْقَيْنَة الْمُغنيَة والقينة الْأمة أَيْضا والقينة الماشطة وَمِنْه فَمَا كَانَت امْرَأَة تقين بِالْمَدِينَةِ أَي تمشط وتزين وَقيل تجلى على زَوجهَا وهما متقاربان وَفِي رِوَايَة أبي ذَر للمستملي تقين تزفن لزَوجهَا كَذَا عِنْده وَلَعَلَّه تزين وَفِي الفاخر التقين إصْلَاح الشّعْر (ق ي ع) قَوْله فأجلسني فِي قاع وَقَوله إِنَّمَا هِيَ قيعان وبقاع قرقر القاع المستوى الصلب الْوَاسِع من الأَرْض وَقد يجْتَمع فِيهَا المَاء وَجمعه قيعان قيل هِيَ أَرض فِيهَا رمل وَتقدم تَفْسِير القرقر (ق ي ف) ذكر الْقَائِف فِي حَدِيث عمر هُوَ الَّذِي يعرف بالأشباه والقرابات وَفِي حَدِيث الْعرنِين هُوَ الَّذِي يُمَيّز الْآثَار (ق ي ي) قَوْله وَألقى القفر بِكَسْر الْقَاف مشدد الآخر وَأَصله من الْوَاو وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) ومتاعا للمقوين (والقواء مَمْدُود. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي غَزْوَة الْفَتْح قَوْله فِي الأذخر لَا بُد مِنْهُ للقين والبيوت كَذَا لكافتهم وَشك أَبُو زيد هَل هُوَ للقين أَو للقبر والبيوت وَقد جَاءَ الْوَجْهَانِ جَمِيعًا فِي الحَدِيث وَقد نبه عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَذكر اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ فِي كتاب الْجَنَائِز فَذكر عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس لصاغتنا وَقُبُورنَا ثمَّ قَالَ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا قَالَ وَقَالَ طَاوُوس عَن ابْن عَبَّاس

فصل تقييد أسماء المواضع

لِقَيْنِهِم وَبُيُوتهمْ وَقد اخْتلف فِي تَأْوِيل الْبيُوت هُنَا فَقيل المُرَاد بهَا الْقُبُور وَالْأولَى أَنَّهَا الْبيُوت الْمَعْلُومَة لقَوْله لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا وَقَوله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لظهر الْبَيْت والقبر فصل تَقْيِيد أَسمَاء الْمَوَاضِع فِيهِ (قبا) بِضَم أَوله مَعْرُوفَة بِالْمَدِينَةِ على ثَلَاثَة أَمْيَال مِنْهَا ويضاف إِلَيْهِ مَسْجِد قبا يقصر ويمد وَالْمدّ أشهر وَيصرف وَلَا يصرف وَأنكر الْبكْرِيّ الْقصر فِيهِ وَلم يحك أَبُو عَليّ فِيهِ وَلَا فِي الَّذِي فِي طَرِيق مَكَّة إِلَّا الْمَدّ وَقَالَ الْخَلِيل قبا مَقْصُور قَرْيَة بِالْمَدِينَةِ وَحكى ثَابت فِي قبا الْوَجْهَيْنِ (القاحة) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة مُخَفّفَة وَاد بالعبادير على ثَلَاث مراحل من الْمَدِينَة قبل السقيا بِنَحْوِ ميل كَذَا قيدها ابْن السكن وَأَبُو ذَر والأصيلي بِالْقَافِ وَهِي للهمداني والقابسي بِالْفَاءِ وَفِي كتاب الْقَابِسِيّ فِيهَا أشكال وَالصَّوَاب الْقَاف (الأَرْض المقدسة) قيل هِيَ فلسطين ودمشق (قناة) بِفَتْح الْقَاف وَتَخْفِيف النُّون مَقْصُورَة وأدمن أَوديَة الْمَدِينَة عَلَيْهِ حرث وَمَال وَهُوَ مُفَسّر فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَجَاء فِي بعض حَدِيث وَادي قناة على الْإِضَافَة (قصر بني خلف) مَوضِع بِالْبَصْرَةِ مَنْسُوب إِلَى بني خلف الْخُزَاعِيّ جد طَلْحَة الطلحات تقدم فِي حرف الْخَاء (قديد) بِضَم الْقَاف وَفتح الدَّال قَرْيَة جَامِعَة وَبَين قديد والكديد سِتَّة عشر ميلًا الكديد أقرب إِلَى مَكَّة وَسميت قديدا لتقدد السُّيُول بهَا وَهِي لخزاعة (سوق قينقاع) بِكَسْر النُّون ويروى بضَمهَا وَفتحهَا وَبَنُو قينقاع شعب من يهود الْمَدِينَة أضيفت السُّوق إِلَيْهِم (الْقبلية) الَّتِي تُضَاف إِلَيْهَا الْمَعَادِن بِفَتْح الْقَاف وَالْبَاء وَتَشْديد الْيَاء جَاءَ فِي الحَدِيث وَهِي من نَاحيَة الْفَرْع (الْقدوم) جَاءَ فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام اختتن بالقدوم وَفِي حَدِيث الفريعة حَتَّى إِذا كَانُوا بِطرف الْقدوم وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة تدلى علينا من قدوم ضان وَقد اخْتلف فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم هَل هِيَ الْآلَة أَو الْموضع وَقد ذكرنَا ضبط هَذِه الْحُرُوف فِي مُسلم بِفَتْح الْقَاف فِي جَمِيعهَا وَتَخْفِيف الدَّال إِلَّا الْأصيلِيّ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَإِنَّهُ ضَبطه بِخَطِّهِ قدوم ضان بِضَم الْقَاف وَحكى الْبَاجِيّ فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بتَشْديد الدَّال أَيْضا وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ والقابسي فِي حَدِيث قُتَيْبَة قَالَ الْأصيلِيّ وَكَذَا قرآها علينا أَبُو زيد وَأنكر يَعْقُوب بن شيبَة التَّشْدِيد فِيهِ وَذكر البُخَارِيّ عَن شُعَيْب التَّخْفِيف فِيهِ قَالَ الْبكْرِيّ وهوقول أَكثر اللغويين قَالَ الْهَرَوِيّ هِيَ قَرْيَة بِالشَّام وَأما الَّذِي فِي حَدِيث الفريعة فَلم يخْتَلف فِي فتح الْقَاف فِيهِ أَيْضا وقالوه بتَخْفِيف الدَّال وتشديها وبالتشديد قَالَه أَكْثَرهم إِلَّا أَحْمد بن سعيد الصَّدَفِي من رِوَايَة الْمُوَطَّأ فضبطه بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الدَّال وَلَا يَصح قَالَ ابْن وضاح هُوَ جبل بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ ابْن دُرَيْد قدوم مخففا ثنية بالسرات وَكَذَا قَالَ الْبكْرِيّ قَالَ والمحدثون يشددونه وَأما الَّذِي فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة قدوم ضان مَفْتُوح مخفف فثنية بجبل بِلَاد دوس وضان اسْم الْجَبَل قَالَه الْحَرْبِيّ قَالَ وَهُوَ غير مَهْمُوز وَقد ذكرنَا أَن الْأصيلِيّ ضَبطه بِالضَّمِّ وبالفتح حَكَاهُ الْحَرْبِيّ وَهِي رِوَايَة الكافة وَحكى الْحَرْبِيّ عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر اللّغَوِيّ أَن الْمَكَان مشدد معرفَة لَا تدخله الْألف وَاللَّام وَمن رَوَاهُ فِي خبر إِبْرَاهِيم بِالتَّخْفِيفِ فَإِنَّمَا عَنى الْآلَة وَاخْتلف على أبي الزِّنَاد فِي ضَبطه فِي كتاب البُخَارِيّ فروى قُتَيْبَة عَنهُ التَّشْدِيد وروى غَيره التَّخْفِيف وَقد ذكرنَا فِي حرف الضَّاد من رَوَاهُ قدوم ضال بِاللَّامِ وَمَا قيل فِيهِ فأغنى عَن إِعَادَته (قرن) الْمنَازل (وَقرن) غير مُضَاف (وَقرن) الثعالب كُله وَاحِد

فصل مشتبه الأسماء وتقييد مهملها

فِي الْمَوَاقِيت بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَقرن الثعالب هُوَ قرن الْمنَازل وَهُوَ قرن غير مُضَاف وَهُوَ مِيقَات أهل نجد تِلْقَاء مَكَّة وعَلى يَوْم وَلَيْلَة مِنْهَا وَأَصله الْجَبَل الصَّغِير المستطيل المقنطع عَن الْجَبَل الْكَبِير وَرَوَاهُ بَعضهم بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ غلط وَفِي تَعْلِيق عَن الْقَابِسِيّ من قَالَ قرن بالإسكان أَرَادَ الْجَبَل المشرف على الْموضع وَمن قَالَ قرن بِالْفَتْح أَرَادَ الطَّرِيق الَّتِي تفترق مِنْهُ فَإِنَّهُ مَوضِع فِيهِ طرق مفترقة (القف) بِضَم الْقَاف وَاد من أَوديَة الْمَدِينَة عَلَيْهِ مَال (الْقَادِسِيَّة) قَالَ الْبكْرِيّ قادس من أَرض خُرَاسَان ثمَّ قَالَ وَسميت الْقَادِسِيَّة بالعراق لِأَن قوما من أهل قادس نزلوها وَقيل إِنَّمَا سميت بقادس رجل من أهل هراة قدم على كسْرَى فأنزله مَوضِع الْقَادِسِيَّة بالعراق (أَبُو قبيس وقعيقعان) جبلان مشهوران بِمَكَّة بِضَم الْقَاف من أبي قبيس وصم الأول وَكسر الثَّانِي فِي قعيقعان (قسطنطينة) بِضَم أَوله وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَضم الطَّاء الأولى وَسُكُون النُّون وَكسر الطَّاء الثَّانِيَة كَذَا قيدناها وَكَذَا قيدها أهل هَذَا الشَّأْن قَالَ ابْن مكي وَلَا يُقَال بِفَتْح الطَّاء الأولى وَلَا بطاء وَاحِدَة وَفِي رِوَايَة السجْزِي قسطنطينة بِزِيَادَة يَاء مُشَدّدَة فِي آخِره (قزَح) بِضَم الْقَاف وَفتح الزَّاي من الْمزْدَلِفَة وَهُوَ كَانَ موقف قُرَيْش وَكَانَت لَا تقف إِلَّا فِي الْحرم (قصر بني خلف) مَوضِع بِالْبَصْرَةِ مَنْسُوب إِلَى بني خلف الْخُزَاعِيّ جد طَلْحَة الطلحات فصل مشتبه الْأَسْمَاء وَتَقْيِيد مهملها فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن قهزاذ بِضَم الْقَاف وَسُكُون الْهَاء وزاي وَآخره ذال مُعْجمَة كَذَا قيدناه عَن حفاظ شُيُوخنَا ومتقنيهم وَوَجَدته فِي كتب بَعضهم بِضَم الْهَاء وَتَشْديد الزَّاي وقزعة ابْن يحيى مولى زِيَاد وَهُوَ قزعة عَن أبي سعيد وَيحيى بن قزعة وَحَيْثُ وَقع بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي وَبَعْضهمْ يَقُوله بِسُكُون الزَّاي وَهُوَ الَّذِي صوب ابْن مكي قَالَ بعض شُيُوخنَا وَكَذَا وجدته بِخَط الْأَنْبَارِي وَعبيد الله بن الْقبْطِيَّة بِكَسْر الْقَاف وَكَذَلِكَ قبط مصر وَأَبُو القعيس بِضَم الْقَاف وَفتح الْعين مصغر وقربة بنت أبي أُميَّة بِفَتْح الْقَاف وبالباء الْمُوَحدَة وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر ضمهَا وَالْفَتْح الصَّوَاب وقرة حَيْثُ وَقع بِضَم الْقَاف وبالراء مُشَدّدَة والنعمان ابْن قوقل بِفَتْح القافين وَكَذَلِكَ قَاتل بن قوقل الْمَذْكُور فِي الحَدِيث وَابْنَته قرظة بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء والظاء الْمُعْجَمَة وَكَذَلِكَ مُسلم بن قرظة وقرظة بن كَعْب وَكَذَلِكَ سعد الْقرظ على الْإِضَافَة وَمِنْهُم من يَجعله لَهُ وَصفا وَأَصله أَنه كَانَ تجربة وَعبد الْملك بن قرير بِضَم الْقَاف وَفتح الرَّاء الأولى مصغر شيخ مَالك كَذَا فِي جَمِيع نسخ الْمُوَطَّأ وَهُوَ صَحِيح مدنِي مَشْهُور وَزعم ابْن معِين أَن مَالِكًا وهم فِيهِ وَإِنَّمَا هُوَ ابْن قريب يَعْنِي الْأَصْمَعِي وَغلط الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره ابْن معِين فِي قَوْله هَذَا وَنصر وَأَقُول مَالك وَأما ابْن وضاح فوهمه فِي الِاسْم وحرفه وَقَالَ أَنهم يَقُولُونَ أَنه عبد الْعَزِيز بن قرير وَلم يقل شَيْئا وَعبد الْملك هُوَ أَخُو عبد الْعَزِيز وَأما الشَّافِعِي فَذكر عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم أَنه قَالَ صحف مَالك فِي عبد الْعَزِيز بن قرير وَإِنَّمَا هُوَ عبد الْملك بن قريب وَالْخَطَأ فِي كل هَذَا من جَمِيعهم لَا من مَالك على مَا قَالَه الْحفاظ وَمُحَمّد بن زيد بن قنفذ بِضَم الْقَاف وَالْفَاء وذال مُعْجمَة وَأما اسْم الْبَهِيمَة الْمُسَمّى بهَا فَيُقَال فِيهَا بِفَتْح الْفَاء وبالضاد مَكَان الذَّال أَيْضا وبالوجهين وَسليمَان بن قرم بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَقثم بن الْعَبَّاس بِضَم الْقَاف وَفتح الثَّاء وَقد ذَكرْنَاهُ وَابْن قمعة بِكَسْر الْقَاف وَتَشْديد الْمِيم مَفْتُوحَة كَذَا ضبطناه فِي الصَّحِيح عَن بَعضهم وَقيل فِيهِ قمعة مثل حفدة بِفَتْح الْجَمِيع وَتَخْفِيف

فصل الأنساب

الْمِيم وَكَذَا ضبطناه عَن آخَرين وَهُوَ قَول أَكثر النقاد وَفِي رِوَايَة الْبَاجِيّ عَن ابْن ماهان قمعة بِكَسْر الْقَاف وَالْمِيم وتشديدها وَابْن قعنب وقعنب عَن عَلْقَمَة بِفَتْح الْقَاف وقطن وَابْن قطن بِفَتْح الْقَاف والطاء وَقُطْبَة عَن الْأَعْمَش مكبرا بقاف مَضْمُومَة وباء مُوَحدَة وَعند الْهَوْزَنِي قطيبة مصغر وَالْمَعْرُوف الأول وَهُوَ قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز كُوفِي وَإِبْرَاهِيم ابْن قارظ وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن قارظ وَأم حَكِيم ابنت قارظ وَأَبُو نوح قراد بِضَم الْقَاف وَتَخْفِيف الرَّاء وَهُوَ لقب واسْمه عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان وَقُدَامَة بن مَظْعُون بِضَم الْقَاف وَأَبُو حرزة الْقَاص وبالمدينة قاص يُقَال لَهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة وَسَعِيد بن حسان قاص أهل مَكَّة كلهم بصاد مُهْملَة مُشَدّدَة وَكَانَ فِي نُسْخَة ابْن عِيسَى من مُسلم بِخَطِّهِ قَاضِي وَاخْتلف فِيهِ عَن البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ بِالْوَجْهَيْنِ وَذكر عَن حَمَّاد قاص أَو قَاضِي بِالشَّكِّ وَذكر عَن ابْن إِسْحَاق وَكَانَ قَاصا قَالَ قصصت على عمر بن عبد الْعَزِيز فِي إمارته بِالْمَدِينَةِ وَهَذَا يصحح إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَسيد القارة بتَخْفِيف الرَّاء قَبيلَة مَعْرُوفَة وَبَنُو الْقَيْن بِفَتْح الْقَاف قَبيلَة أَيْضا من الْيمن وَهُوَ الْقَيْن بن فهم بن أراش بن الْحَارِث بن قحطان وَفِي قيس أَيْضا الْقَيْن بن فهم بن عَمْرو بن سعيد بن قيس غيلَان بَنو قنطورا كَذَا بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون النُّون وَضم الطَّاء الْمُهْملَة مَقْصُور قيل هم التّرْك وَبَنُو قينقاع بِفَتْح الْقَاف وَالنُّون كَذَا ضبطناه عَن أبي بَحر وَغَيره فِي مُسلم وضبطناه عَلَيْهِ أَيْضا فِي السّير بِكَسْر النُّون وَضَبطه بَعضهم بضَمهَا وَالَّذِي قيدناه فِي الْعين الْكسر على كل حَال فِي قَوْله أقِيمُوا قينقاع ورويناه عَن بَعضهم بِالضَّمِّ هُنَا فصل الْأَنْسَاب عبد الرَّحْمَن الْقَارئ بتَشْديد الْيَاء وَكَذَلِكَ يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارئ وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْقَارئ مَنْسُوب إِلَى القارة وهم بَنو الهوز بن خُزَيْمَة وَأَبُو جَعْفَر الْقَارئ مَهْمُوز من الْقِرَاءَة وَكَذَلِكَ مُوسَى الْقَارئ وثعلبة بن أبي مَالك الْقرظِيّ بِفَتْح الْقَاف وَفتح الرَّاء وظاء مُعْجمَة وَمثله مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَرِفَاعَة الْقرظِيّ وخَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي بِفَتْح الْقَاف والطاء الْمُهْملَة بعْدهَا وَاو بعد الْألف نون قَالَ البُخَارِيّ والكلابادي مَعْنَاهُ الْبَقَّال كَأَنَّهُ نسبوه إِلَى بيع القطنية وَقَالَ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَأَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ ينْسب إِلَى قَرْيَة بِبَاب الْكُوفَة وَفِي تَارِيخ البُخَارِيّ أَيْضا قطوان مَوضِع وَكَانَ يغْضب مِمَّن يَقُوله قطواني وَهِشَام القردوسي بِضَم الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَضم الدَّال وبالسين الْمُهْملَة وقردوس قيل من دوس وَقيل من الأزد وَالْأول أصح وَهِشَام ابْن العتيك من الأزد وَمُسلم الْقرى بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الرَّاء ذَكرْنَاهُ فِي الْعين وَمَا يشْتَبه بِهِ وَالْحكم بن مُوسَى الْقَنْطَرِي بِفَتْح الْقَاف وبالنون مَنْسُوب إِلَى قنطرة بردَان بشرقي بَغْدَاد وَعبد الله بن عمر القواريري مَنْسُوب إِلَى قَوَارِير الزّجاج وَأَبُو عبد الله الْقَرَّاظ بتَشْديد الرَّاء وظاء مُعْجمَة ودينار الْقَرَّاظ كَذَلِك وَأَبُو حَمْزَة القصاب بِالْقَافِ وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَعَمْرو بن حَمَّاد بن طَلْحَة القناد بالنُّون وَهُوَ الَّذِي يَبِيع القند وَهُوَ يصنعه وَهُوَ عصارة السكر وَهُوَ صفة لطلْحَة جد عَمْرو لَا لعمر والأعلى تجوز وفرات الْقَزاز من عمل القز وتجارته وَأَبُو الْمُنْذر الْقَزاز وَهُوَ إِسْمَاعِيل بن عمر الوَاسِطِيّ وَرَوَاهُ الجلودي الْبَزَّاز وَقد تقدم ذكره فِي الْبَاء وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَكَذَلِكَ غَالب الْقطَّان وَهُوَ ابْن خطَّاف وَهُوَ ابْن غيلَان الرابسي وَعَيَّاش بن عَبَّاس الْقِتْبَانِي بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَفتح الْبَاء وَبعد الْألف نون وقتبان قبيل

حرف السين

من رعين والقشيري بِضَم الْقَاف من قيس مِنْهُم مُسلم بن الْحجَّاج وَأَبُو يُونُس الْقشيرِي روى عَنهُ الْقطَّان وَيشْتَبه بِهِ القسيري بِفَتْح الْقَاف وسين سَاكِنة مُهْملَة وسنذكره بعد والقيسيون ذَكَرْنَاهُمْ مَعَ أشباههم فِي حرف الْعين والقمي بِضَم الْقَاف ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الطِّبّ وَلم يسمه واسْمه يَعْقُوب بن عبد الله بن سعد وقم الَّذِي ينْسب إِلَيْهَا بلد بِجِهَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين مَعَ أشباهه وَذكرنَا هُنَاكَ الْقَرنِي والفرني والعرنيون وَمُحَمّد بن يحيى بن مهْرَان الْقطعِي وَعَمه حزم بن أبي حزم الْقطعِي بِضَم الْقَاف وَفتح الطَّاء وَكَذَلِكَ أَبُو قطن عمر بن الْهَيْثَم الْقطعِي وجده قطن بن كَعْب الْقطعِي وَقَطِيعَة فَخذ من ذبيان. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم ذكر أم قتال كَذَا بِكَسْر الْقَاف وَتَخْفِيف التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا للمروزي وبفتح وَتَشْديد التَّاء لِابْنِ السكن وللباقين وقبال بِكَسْر الْقَاف وباء خَفِيفَة وجندب الْقَسرِي بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون السِّين كَذَا للجلودي وَقد جَاءَ نسبه فِي بَاب من صلى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذمَّة الله من كتاب مُسلم وَسقط النّسَب لغيره قَالُوا هُوَ وهم وَلَيْسَ بقسرى وَإِنَّمَا هُوَ علقى بطن من بجيلة وقسر وعلقة إخْوَان وَقد جَاءَ نسبه علقى فِي كتاب مُسلم أَيْضا فِي كتاب الزّهْد وَقَوله فِي حَدِيث هِنْد ابْنة الْحَارِث القرشية كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ وَلم ينسبها غَيره ونسبها أَيْضا البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الفراسية والوجهان فِيهَا وَقد ذَكرنَاهَا فِي الْفَاء وَفِي بَاب جوائز الْوَفْد وَفِي بَاب مرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا قبيصَة نَا سُفْيَان بن عيينه كَذَا لجميعهم الْأصيلِيّ والقابسي والنسفي والهروي فِي الْبَابَيْنِ وَفِي بعض نسخ البُخَارِيّ فيهمَا نَا قُتَيْبَة وَكَذَا لِابْنِ السكن وخرجه الْأصيلِيّ فِي حَاشِيَة كِتَابه وَقَالَ من نُسْخَة وَفِي غَزْوَة حنين سمع الْبَراء وَسَأَلَهُ رجل من قيس كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن وَحده من قُرَيْش وَفِي بَاب الْخطْبَة على الْمِنْبَر نَا يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن عبد الله بن عبد الْقَارِي الْقرشِي كَذَا لبَعض رُوَاة البُخَارِيّ وَسقط الْقرشِي للأصيلي وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ قاري النّسَب حَلِيف بني زهرَة من قُرَيْش حرف السِّين (السِّين مَعَ الْهمزَة) (س أ) قَوْله فَقَالَ سألعنك الله كَذَا فِي كتاب التَّمِيمِي بِالْمُهْمَلَةِ مَهْمُوز وَخرج عَلَيْهِ سر وَكَذَا عِنْد العذري بالراء وَعند بَعضهم بالشين الْمُعْجَمَة هِيَ كلمة تزجر بهَا الْإِبِل وَفِي الْعين سأسأ وشأشأ زجر للحمار بِالسِّين ليحتبس وبالشين الْمُعْجَمَة ليسير قَالَ الْحَرْبِيّ سأسأ وشأشأ زجر للحمار فَإِذا دَعوته ليشْرب قلت تشؤ وَقَالَ أَبُو زيد تشاتشا وَحكى الْهَرَوِيّ جَاءَ فِي زجر الْجمل أَيْضا (س أت) قَوْله بسبئة قوسه يهمز وَلَا يهمز قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج رُؤْيَة يهمزها وَغَيره لَا يهمزها وَهِي طرف الْقوس المنعطف قَالَ ابْن السّكيت السبئة والتندوة همزهما رُؤْيَة وَالْعرب لَا تهمز وَاحِدًا مِنْهُمَا (س أر) قَوْله أَن جَابِرا صنع لكم سؤرا قَالَ الطَّبَرِيّ أَي اتخذ طَعَاما لدَعْوَة النَّاس وَهِي كلمة فارسية وَكَذَا وَقع نَحْو هَذَا التَّفْسِير فِي بعض نسخ البُخَارِيّ وَقيل السؤر الصَّنِيع بلغَة الْحَبَشَة وَأما قَوْله فِي حَدِيث أبي طَلْحَة فَأَكَلُوا وَتركُوا سؤرا فَهَذِهِ الْكَلِمَة الْعَرَبيَّة الْمَعْرُوفَة وَهِي بَقِيَّة المَاء فِي الْحَوْض وَبَقِيَّة المَاء وَالطَّعَام وكل شَيْء (س ال) قَوْله وَكَثْرَة السُّؤَال قيل هِيَ مَسْأَلَة النَّاس أَمْوَالهم وَقيل كَثْرَة الْبَحْث عَن أَخْبَار النَّاس وَمَا لَا يَعْنِي وَقيل يحْتَمل كَثْرَة سُؤال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَمَّا لَهُم يَأْذَن فِيهِ قَالَ الله تَعَالَى) لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبد لكم تَسُؤْكُمْ (وَقيل يحْتَمل النَّهْي عَن التنطع وَالسُّؤَال عَمَّا لم

فصل الاختلاف والوهم

ينزل من الْمسَائِل وَيحْتَمل كَثْرَة السُّؤَال للنَّاس عَن أَحْوَالهم حَتَّى يدْخل الْحَرج عَلَيْهِم فِيمَا يُرِيدُونَ ستره مِنْهَا وَقَوله فَلَا تسْأَل عَن حسنهنَّ وطولهن يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ أَي أَنَّهُنَّ فِي ذَلِك على غَايَة الْكَمَال حَتَّى لَا يحْتَاج إِلَى السُّؤَال عَنْهُن وَهَذَا النَّوْع من الْكِنَايَات مُسْتَعْمل فِي كَلَام الْعَرَب للإبلاغ قَالَ الله تَعَالَى) وَلَا تسْأَل عَن أَصْحَاب الْجَحِيم (على قِرَاءَة من فتح (س أم) قَوْله فِي سَلام الْيَهُود إِنَّمَا يَقُولُونَ السام عَلَيْكُم فِيهِ تأويلات أَحدهَا السئامة وَهِي الْملَل وَهُوَ مصدر سئم يسأم يُقَال سئامة وسئاما قَالَه الْخطابِيّ وَبِه فسره قَتَادَة فَهَذَا مَهْمُوز وَفِيه تَأْوِيل آخر وَهُوَ أَنه الْمَوْت وَعَلِيهِ يدل قَوْله فَقَالُوا وَعَلَيْكُم وَمثله جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر إِلَّا السام والسام الْمَوْت وَقَوله مَخَافَة السئامة علينا مَمْدُود أَي الْملَل وَمِنْه حَتَّى أكون أَنا الَّذِي أسأم أَي أمل وَمثله أَن الله لَا يسأم حَتَّى تسأموا بِمَعْنى قَوْله لَا يمل حَتَّى تملوا وَقد تقدم فِي الْمِيم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب التَّعَوُّذ من الْفِتَن عَن أنس سَأَلَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى أجفوه كَذَا للمروزي وَلغيره سُئِلَ وَهُوَ الصَّوَاب وَكتبه بِأَلف فَوَهم فِيهِ وَفتح الْهمزَة وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي مُوسَى سَأَلَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على مَا لم يسم فَاعله أَو يكون أسقط اسْم السَّائِل أَي سَأَلَ نَاس أَو سائلون كَمَا قَالَ فِي حَدِيث يُوسُف بن حَمَّاد عَن أسرار النَّاس سَأَلُوا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى أجفوه وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي البُخَارِيّ فِي قصَّة يُوسُف عَن مَسْرُوق سَأَلت أُمِّي أم رُومَان وَفِي الْمَغَازِي وَفِي تَفْسِير يُوسُف حَدَّثتنِي أم رُومَان وَذكر الحَدِيث هَذَا عِنْدهم وهم وَلِهَذَا لم يخرج هَذَا اللَّفْظ مُسلم قَالُوا لِأَن مسروقا لم يدْرك أم رُومَان والْحَدِيث مُرْسل قَالُوا وَلَعَلَّه مغير من سَأَلت على مَا لم يسم فَاعله وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو سعيد الْأَشَج وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَمَا قيل فِيهِ فَانْظُرْهُ هُنَالك فِي حَدِيث بدر قَوْله لقتلاها أيسؤكم أَنكُمْ أطعتم الله وَرَسُوله كَذَا للحموي وللباقين أيسركم وَهُوَ الْوَجْه لَكِن قد يخرج لرِوَايَة الْحَمَوِيّ وَجه حسن أَي أَن ذَلِك لم يسؤكم عَمَّا كُنْتُم تعتقدون وَإِنَّمَا ساءكم طَاعَة غَيره توبخا لَهُم وتقريعا وحسرة كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث وَفِي بَاب كَلَام الرب مَعَ الْأَنْبِيَاء ذَهَبْنَا إِلَى أنس وذهبنا مَعنا بِثَابِت الْبنانِيّ يسْأَله عَن حَدِيث الشَّفَاعَة كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر ولغيرهما فَسَأَلَهُ وَهُوَ وهم لِأَن بعده فَإِذا هُوَ فِي قصره وَبعده فَقُلْنَا لَهُ أَنْت سَله وَفِي حَدِيث فتح مَكَّة وَأَن أصيبوا أعطينا الَّذِي سَأَلنَا كَذَا لكافتهم وَعند السَّمرقَنْدِي سلبنا وَلَيْسَ بِشَيْء وَلَا هُوَ مَوْضِعه السِّين مَعَ الْبَاء (س ب أ) سبأ مَهْمُوز مَصْرُوف الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَهُوَ اسْم رجل كَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا أجمع عَلَيْهِ أهل الْخَبَر وَالنّسب وَهُوَ أَبُو الْيمن قيل سمي بذلك لِأَنَّهُ أول من سبأ السبايا فَسمى بنوه باسمه قَالَ الله تَعَالَى) لقد كَانَ لسبإ فِي مسكنهم (الْآيَة (س ب ب) قَوْله سَبَب وأصل أَي حَبل قَالَه الخشنى وَمثله قيل فِي قَوْله فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء وَقَالَ الْهَرَوِيّ يُقَال للطريق الْموصل إِلَى الشَّيْء سَبَب وللحبل سَبَب وللباب وَلكُل شَيْء يتَوَصَّل بِهِ إِلَى شَيْء سَبَب وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كل سَبَب يَنْقَطِع إِلَّا سببي أَي وصلتي وَمِنْه قَوْله وتقطعت بهم الْأَسْبَاب أَي المواصل والمودات وَقَوله أسلم فِي سبائب قَالَ مَالك هِيَ غلائل رقائق يَمَانِية وَقَالَت غَيره عمائم وَقَالَ صَاحب الْعين السب بِكَسْر السِّين الثَّوْب الرَّقِيق وَقيل هِيَ مقانع وَقيل السب الْخمار وَقَوله ساببت رجلا

(س ب ت)

والمستبان مَا قَالَا فعلى البادي وسباب الْمُؤمن فسوق وَهُوَ من السباب وَهِي المشاتمة وَذكر السبابَة وَأَشَارَ بالسبابة وَهِي المسبحة من الْأَصَابِع (س ب ت) قَوْله أروني سبتى ورأيتك تلبس النِّعَال السبتية بِكَسْر السِّين وَكَذَلِكَ يَا صَاحب السبيتين أَخْلَع سبتيتيك وَرَوَاهُ صَاحب الْفرس أَيْضا الستيين السبت جلد الْبَقر المدبوغة بالقرظ تتَّخذ مِنْهَا النِّعَال وَقَالَ أَبُو عمر وكل جلد مدبوغ فَهُوَ سبت وَقَالَ أَبُو زيد السبت جُلُود الْبَقر خَاصَّة دبغت أَو لم تدبغ وَقَالَ ابْن وهب هِيَ السود الَّتِي لَا شعر لَهَا وَقيل هِيَ الَّتِي لَا شعر عَلَيْهَا وَاحْتج هَذَا بقول ابْن عمر حجَّة لذَلِك بَان رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يلبس النِّعَال الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا شعر وَقَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهَا تسبتت بالدباغ أَي لانت وَقيل أَنه من السبت وَهُوَ الْحلق لحاق الشّعْر عَنْهَا يُقَال سبت رَأسه إِذا حلقه وَقد قَالَ بَعضهم كَانَ يجب أَن يُقَال على هَذَا فِيهَا سبتية بِالْفَتْح وَلم نروها إِلَّا بِالْكَسْرِ وَقَالَ الدَّاودِيّ نسبت إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ سوق السبت وَقَوله فَمَا رَأينَا الشَّمْس سبتا أَي مُدَّة قَالَ ثَابت وَالنَّاس يحملونه أَنه من سبت إِلَى سبت وَإِنَّمَا السبت قِطْعَة من الدَّهْر بِفَتْح السِّين وَرَوَاهُ الْقَابِسِيّ وعبدوس وَأَبُو ذَر لغير أبي الْهَيْثَم سبتنا وَالْمَعْرُوف الأول وَكَانَ هَذِه الرِّوَايَة مَحْمُولَة على مَا أنكرهُ ثَابت أَي جمعتنَا وَذكره الدَّاودِيّ سِتا وَفَسرهُ بِسِتَّة أَيَّام من الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة وَهُوَ وهم وتصحيف وَقَوله فِي مَسْجِد قبا عَن ابْن عَمْرو كَانَ يَأْتِيهِ كل سبت ظَاهره الْيَوْم الْمَعْلُوم وَقيل المُرَاد حِين من الدَّهْر كَمَا يُقَال كل جُمُعَة وكل شهر وَلم يرد يَوْمًا مِنْهُ معينا كَأَنَّهُ ذهب إِلَى مَا تقدم أَي يَجعله وقتا من الدَّهْر وَخَصه بأيام الْجُمُعَة كَمَا يُقَال لَهَا الْجُمُعَة وَفِيه نظر (س ب ح) قَوْله لَا حرقت سبحات وَجهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره قيل نور وَجهه وَقيل جمال وَجهه وَمَعْنَاهُ جَلَاله وعظمته وَقَالَ الْحَرْبِيّ سبحات وَجهه نوره وجلاله وعظمته وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل سبحات وَجهه كَأَنَّهُ ينزهه يَقُول سُبْحَانَ وَجهه نور وَجهه وَالْهَاء على هَذَا عَائِدَة على الله تَعَالَى وَقيل هِيَ عَائِدَة على الْمَخْلُوق أَي لَا حرقت النَّاس سبحات وَجه من كشف الْحجب عَنهُ وَقَوله سبوح قدوس بِفَتْح السِّين وَالْقَاف وضمهما وَلم يَأْتِ فعول بِالضَّمِّ مشدد الْعين فِي كَلَام الْعَرَب إِلَّا فِي هذَيْن الحرفين وهما بِمَعْنى التَّنْزِيه والتطهير من جَمِيع النقائص والعيوب وَقد فسرنا القدوس وَقَوله سُبْحَانَ الله أَي تَنْزِيها لَهُ عَن الأنداد وَالْأَوْلَاد والنقائص وَهُوَ مَنْصُوب عِنْد النُّحَاة على الْمصدر الكفران والعدوان أَي أسبحك تسبيحا وسبحانا أَو سبح الله سبحانا وتسبيحا وَمَعْنَاهُ التَّنْزِيه أَي أنزهك يَا رب وأعظمك عَن كل سوء سوء وأبريك من كل نقص وعيب وَقيل أَنه من قَوْلهم سبح الرجل فِي الأَرْض إِذا دخل فِيهَا وَمِنْه فرس سابح وَقيل هُوَ الِاسْتِثْنَاء من قَوْلهم ألم أقل لكم لَوْلَا تسبحون قيل تستثنون كَأَنَّهُ نزه وَاسْتثنى من جملَة الأنداد وَقَوله سبْحَة الضُّحَى بِضَم السِّين وَسُكُون الْبَاء وَهِي صلاحتها ونافلتها وَمِنْه وَكنت أسبح وأقضى سبحتي وَصلى فِي سبحته قَاعِدا ويتحرى مَكَان الْمُصحف يسبح فِيهِ وَمِنْه قَوْله وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَ سبْحَة أَي نَافِلَة وَقَوله فِي البُخَارِيّ فِي صَلَاة الْعِيد وَذَلِكَ حِين التَّسْبِيح أَي صَلَاة سبْحَة الضُّحَى ونافلتها وَسميت الصَّلَاة سبْحَة وتسبيحا لما فِيهَا من تَعْظِيم الله وتنزيهه قَالَ الله تَعَالَى) فلولا أَنه كَانَ من المسبحين (أَي الْمُصَلِّين وَذكر المسبحة هِيَ السبابَة من الْأَصَابِع سميت بذلك لِأَنَّهُ يشار بهَا فِي الصَّلَاة للوحدانية والتنزيه وَفِي حَدِيث آخر

(س ب خ)

ذكرهَا فَقَالَ السباحة بِمَعْنَاهُ وسبحا طَويلا قيل تَصرفا فِي حوائجك وَقيل فراغا لنومك بِاللَّيْلِ والسبح أَيْضا السَّعْي كسبح السابح فِي المَاء قَالَ الله تَعَالَى) وكل فِي فلك يسبحون (وَقَوله وَإِذا ذَاك السابح يسبح أَي العائم (س ب خَ) قَوْله أَرض سبخَة بِكَسْر الْبَاء وسبخت الجرف وَهل يتَيَمَّم بالسباخ السبخة بِالْفَتْح الأَرْض المالحة وَجَمعهَا سباخ وَإِذا وصفت بهَا الأَرْض قلت أَرض سبخَة وَاخْتلف الْفُقَهَاء فِي التَّيَمُّم عَلَيْهَا فَمن يشْتَرط التُّرَاب المنبت ويتأول أَنه معنى قَوْله تَعَالَى) صَعِيدا طيبا (لَا يرى التَّيَمُّم عَلَيْهَا وَمن يتأوله طَاهِرا يُجِيزهُ (س ب د) قَوْله فِي صفة الْخَوَارِج وعلامتهم التسبيد هُوَ الحلاق للرؤوس كَمَا جَاءَ فِي اللَّفْظ الآخر أيتهم التحليق قيل التسبيد الْحلق واستيصال الشّعْر وَهَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَقيل ترك التدهن وَغسل الرَّأْس وَهَذَا قَول أبي عبيد وَالْأول أظهر لموافقة الرِّوَايَة الْأُخْرَى بالتحليق (س ب ر) قَوْله كَذَا وَكَذَا ريطة سابرية هُوَ جنس مِنْهَا قَالَ ابْن دُرَيْد ثوب سابري رَقِيق وكل رَقِيق سابري والسابري من الدروع الرقيقة السهلة وَأَصله سابوري مَنْسُوب إِلَى سَابُور فثقل عَلَيْهِم فَقَالُوا سابري قَالَ ابْن مكي السابري من الثِّيَاب الرَّقِيق الَّذِي لابسه بَين العاري والمكتسي (س ب ط) قَوْله سبط جسيم وَأَن جَاءَت بِهِ سبطا بِسُكُون الْبَاء وَكسرهَا وَيُقَال بِفَتْحِهَا أَيْضا أَي فريد الْقَامَة سبط الْعِظَام وَحكى الْحَرْبِيّ سبط وَهُوَ فِي حَدِيث اللّعان يحْتَمل هَذَا وَيحْتَمل سبوطة الشّعْر فَإِنَّهُ قَالَ فَإِن جَاءَت بِهِ جَعدًا والجعودة أَيْضا مُحْتَملَة للوجهين وَقد ذكرناهما وَقَوله كَانَ سبط الْكَفَّيْنِ ويروى بسيط من هَذَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاء وَقَوله لَيْسَ بالسبط وَلَا بالجعد القطط الشّعْر السبط الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تكسر كشعر الْعَجم وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال سبط الْجِسْم سباطة وَالشعر سبوطة فالجسم سبط وَالشعر سبط وَقَوله حَتَّى أَتَى سباطة قوم بِضَم السِّين وَتَخْفِيف الْبَاء هِيَ المزبلة وَأَصلهَا الكناسة الَّتِي يلقى فِيهَا وَقَوله سبط من بني إِسْرَائِيل والسبط وَاحِد الأسباط وهم أَوْلَاد إِسْرَائِيل قيل هم فِي بني إِسْحَاق كالقبائل فِي بني إِسْمَاعِيل والسبط جمَاعَة لَا يُقَال للْوَاحِد وَلَا يَصح على هَذَا قَول من يَقُول فِي الْحسن وَالْحُسَيْن سبطا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا يُقَال فيهمَا سبط رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي وَلَده حكى هَذَا ابْن دُرَيْد وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث سبطا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقيل السبط خَاصَّة الْأَوْلَاد وَقيل معنى سبطا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي طَائِفَتَانِ مِنْهُ وقطعتان قَالَه ثَعْلَب كَأَنَّهُ يشر إِلَى نسلهما وعقبهما (س ب ل) قَوْله السَّبِيل والسبل هِيَ الطّرق واستعيرت لكل مَا يُوصل إِلَى أَمر وَابْن السَّبِيل قيل الْحَاج الْمُنْقَطع بِهِ وَقيل كل غَرِيب مُنْقَطع بِهِ من خرج عَن بِلَاده سمى بِالطَّرِيقِ الَّتِي يسْلك عَلَيْهَا قَوْله وَاجْعَلْهَا فِي سَبِيل الله أَي الْجِهَاد وَأكْثر مَا يَأْتِي فِيهِ وكل مَا هُوَ لله فَهُوَ فِي سَبيله وَقطع السَّبِيل أَي الطَّرِيق وَقَوله فِي الْمَشْي إِلَى الْجُمُعَة من أغبرت قدماه فِي سَبِيل الله حرمه الله على النَّار فَدلَّ أَنه هُنَا عِنْدهم على عُمُوم سَبِيل الله وطاعته وَقَوله ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله فَذكر المسبل إزَاره هُوَ الَّذِي يجره خُيَلَاء يُقَال أسبل ثَوْبه وشعره أَي أرخاه (س ب ع) قَوْله طَاف سبوعا وَصلى لكل سبوع وَحَتَّى يتم سبوعه بِضَم السِّين وَطَاف سبعا أَي سبع مرار وَيُقَال طَاف بِالْبَيْتِ سبعا بِالْفَتْح وَسُكُون الْبَاء وسبوعا بضمهما وبالضبطين وَقع فِي الحَدِيث لَكِن ابْن وضاح وَكثير من رُوَاة الْمُوَطَّأ روى قَالُوا حَتَّى يتم سبعه بِضَم الْبَاء وَفِي رِوَايَة الْمُهلب عَن أبي عِيسَى

(س ب غ)

سبوعه وَكَذَلِكَ ضبط بَعضهم طَاف سبعا والسبع إِنَّمَا هُوَ جُزْء من سَبْعَة وَالْمَعْرُوف عِنْد أهل اللُّغَة إِذا ضممت أدخلت الْوَاو وَهُوَ جمع سبع مثل ضرب وضروب عِنْد بَعضهم وَقَالَ الْأَصْمَعِي جمع السَّبع أَسَبْعٌ قَوْله سَابِع سَبْعَة أَي أَنا سابعهم وهم سَبْعَة بِي وَمِنْه سبعت سليم يَوْم الْفَتْح أَي كَانَت سَبْعمِائة وَقَوله كل حَسَنَة بِسبع أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعفا وَسَبْعُونَ حِجَابا وَمثل هَذَا مِمَّا جَاءَ فِي الحَدِيث من ذكر السَّبْعَة وَالسبْعين والسبعمائة وَنَحْوهَا قيل هُوَ على ظَاهره وَحصر عدده فِيمَا وَقع فِيهِ وَقيل هُوَ بِمَعْنى التكثير والتضعيف لَا حصر عدده قَالَ الْهَرَوِيّ وَالْعرب تضع التسبيع مَوضِع التكثير والتضعيف وَإِن جَاوز عدده قَوْله أمرنَا أَن نسجد على سَبْعَة أعظم قَالَ ابْن مزين يُرِيد الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ والركبتين وَالرّجلَيْنِ وَسمي كل وَاحِد مِنْهَا عظما وَإِن كَانَت عظاما لاجتماعها فِي ذَلِك الْعُضْو وَقَوله للبكر سبع وللثيب ثَلَاث أَي سبع لَيَال لَا يحسبها عَلَيْهَا ضرائرها وَذَلِكَ لتتانس بِالرجلِ وَيَزُول عَنْهَا خفر الْبكارَة وفحدتها أَيْضا للزَّوْج وَقُوَّة شَهْوَته إِلَيْهَا على من عَهده قبل وَالثَّيِّب دون ذَلِك بِزَوَال الْحيَاء عَنْهَا بالثيوبة فاحتاجت إِلَى تأنيس دن ذَلِك وَقَوله فِي خبر الذيب من لَهَا يَوْم السَّبع كَذَا روينَاهُ بِضَم الْبَاء قَالَ الْحَرْبِيّ ويروى بسكونها يُرِيد السَّبع قَرَأَ الْحسن وَمَا أكل السَّبع بِالسُّكُونِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي السَّبع الْموضع الَّذِي عِنْد الْمَحْشَر يَوْم الْقِيَامَة أَرَادَ من لَهَا يَوْم الْقِيَامَة وَبَعْضهمْ يَقُول السَّبع فِي هَذَا بِالسُّكُونِ وَأَنه يَوْم الْقِيَامَة وَأنكر بَعضهم هَذَا وَقيل يحْتَمل أَنه أَرَادَ يَوْم السَّبع يَوْم أكلى لَهَا يُقَال سبع الذيب الْغنم أكلهَا وَقيل يَوْم السَّبع يَوْم الإهمال قَالَ الْأَصْمَعِي المسبع المهمل وأسبع الرجل غُلَامه إِذا تَركه يفعل مَا يَشَاء وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ إِذا طردك عَنْهَا السَّبع فَبَقيت أَنا فِيهَا أتحكم دُونك لفرارك مِنْهُ وَقيل يَوْم السَّبع بِالسُّكُونِ عيد كَانَ لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة يَجْتَمعُونَ فِيهِ للهوهم ويهملون مَوَاشِيهمْ فيأكلها السَّبع قَالَ بَعضهم إِنَّمَا هُوَ السيع بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي يَوْم الضّيَاع يُقَال أسبعت وأضعت بِمَعْنى وَقَوله صلى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سبعا جَمِيعًا وثمانيا جَمِيعًا يُرِيد جمع الْمغرب وَالْعشَاء وَجمع الظّهْر مَعَ الْعَصْر (س ب غ) قَوْله سابغ الآليتين قَالَ صَاحب الْعين أَي قبيحهما يُقَال عجيزة سابغة وآلية سابغة أَي قبيحة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وَقد يكون سبوغ الآليتين هُنَا كبرهما أَو سعتهما وَمِنْه ثوب سابغ أَي كَامِل وعدة سابغة أَي متسعة وَقَوله أَسْبغ الله عَلَيْك نعمه أَي كثرها ووسعها وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي بعض الرِّوَايَات عَظِيم الآليتين وَفِي أُخْرَى أَن جَاءَت بِهِ مستها الاستة والمستة الْعَظِيم الآليتينوقد يكون سابغ الآليتين أَي شَدِيد سوادهما لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِي صفته فِي بعض الرِّوَايَات أسود يُقَال فِي الصّباغ بالصَّاد وَالسِّين وَقد يكون سابغ الآليتين أَي عَلَيْهِمَا شعر كَمَا يُوجد فِي بعض الْأَطْفَال يُقَال سبغت النَّاقة إِذا ولدت وَلَدهَا حِين يشْعر وَقَوله أسبغه ضروعا أَي أتمه وأعظمه لِكَثْرَة لَبنهَا وَقد وَقع عِنْد بعض رُوَاة مُسلم أشبعه بالشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة وَهَذَا خطأ وَقَوله فِي الْمُنفق الأسبغت عَلَيْهِ أَي امتدت وطالت بِفَتْح الْبَاء وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالضَّمِّ وَلَا يعرف وَقَوله أَسْبغ الْوضُوء وأسباغ الْوضُوء أَي إكماله وإتمامه وَالْمُبَالغَة فِيهِ وَقَالَ ابْن عمر إسباغ الْوضُوء الإنقاء ذكره البُخَارِيّ وَأما قَوْله فِي حَدِيث الشّعب فَتَوَضَّأ وَلم يشْبع الْوضُوء قيل مَعْنَاهُ استنجي وَلم يتَوَضَّأ للصَّلَاة وَالْأولَى أَن مَعْنَاهُ تَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا كَمَا جَاءَ هَكَذَا مُفَسرًا فِي حَدِيث قُتَيْبَة وبدليل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَلَا يُصَلِّي حَتَّى يَجِيء جمعا وَبِقَوْلِهِ الصَّلَاة أمامك وَيكون بِمَعْنى

فصل الاختلاف والوهم

قَوْله بعد فجَاء الْمزْدَلِفَة فَتَوَضَّأ فأسبغ الْوضُوء فصلى أَي كَرَّرَه لحَدث عراه أَو أكمل فضيلته بتكراره تَمام الثَّلَاث لاقتصاره أَولا على وَاحِدَة وَالله أعلم وَقَوله فِي حَدِيث الزَّكَاة إِلَّا سبغت عَلَيْهِ أَي كملت واتسعت كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَّا انبسطت عَلَيْهِ (س ب ق) قَوْله فَانْطَلَقت فِي سباق قُرَيْش جمع سَابق وسابق بَين الْخَيل أَي أجراها ليرى أَيهمْ يسْبق وَالسَّابِق والسبق الِاسْم وَقَوله أَخذ السَّبق بِفَتْح السِّين وَالْبَاء اسْم الرَّهْن الَّذِي يَجْعَل للسابق وَقَوله سبقت رَحْمَتي غَضَبي اسْتِعَارَة لشمولها وعمومها كَمَا قَالَ غلبت فِي الحَدِيث الآخر وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي حرف الْغَيْن وَقَوله فِي مَاء الرجل وَالْمَرْأَة فَأَيّهمَا سبق قيل غلب كَمَا قَالَ فَإِن علا مَاء الرجل وَقيل هُوَ على ظَاهره أَي أَيهمَا كَانَ أَولا وَقيل الْغَلَبَة للشبه والسبق والتقدم للأذكار وَالْإِنَاث (س ب ي) قَوْله كَانَت فيهم سبية فأصبنا سَبَايَا جمع سبية غير مَهْمُوز مَا غلب عَلَيْهِ من بني آدم واسترق. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي صَلَاة الضُّحَى وَأَنِّي لأسبحها أَي أصليها كَذَا رَوَاهُ أَكثر رُوَاة البُخَارِيّ وَمُسلم وَعبيد الله عَن أَبِيه يحيى فِي رِوَايَة أبي عمر الْحَافِظ وَأكْثر شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ يَرْوُونَهُ استحبها من الْمحبَّة وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن والنسفي وَابْن ماهان وَرَوَاهُ بَعضهم فِي الْمُوَطَّأ استحسنها وَقَوله فِي لبس الْمحرم المنطقة إِذا جعل فِي طرفها سبورة كَذَا عِنْد أَكْثَرهم بِضَم السِّين وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَرَوَاهُ بَعضهم سيورا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بِغَيْر هَاء وَهَذَا أشبه أَي شركا وَاحِدهَا سير وَقَوله فِي الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ قَالَ البُخَارِيّ إِذا كَانَ النوح بِسَبَبِهِ كَذَا هُوَ لبَعض رُوَاته بباءين بِوَاحِدَة أَي من أَجله وَأمره وَعند أَكثر الروَاة من سنته بالنُّون وَالتَّاء أَي مِمَّا سنه واعتاده وَكِلَاهُمَا يرجع إِلَى معنى وَتَأْويل البُخَارِيّ هَذَا هُوَ أحد التأويلات فِيهِ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين لِأَن عَادَة الْعَرَب أَنَّهَا كَانَت تَأمر بذلك يدل عَلَيْهِ أشعارها وأخبارها فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي كتاب الْإِيمَان الْإِيمَان بضعَة وَسَبْعُونَ كَذَا هُنَا لأبي أَحْمد الْجِرْجَانِيّ وَابْن السكن وَهُوَ الَّذِي لَهما ولغيرهما فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَهُوَ الْمَعْرُوف الصَّحِيح وَعند الكافة فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة بضعَة وَسِتُّونَ وَعند مُسلم فِي حَدِيث زُهَيْر بضع وَسَبْعُونَ أَو بضع وَسِتُّونَ وَقَوله يَا معشر الْقُرَّاء اسْتَقِيمُوا فقد سبقتم سبقا بَعيدا كَذَا عِنْد ابْن السكن بِفَتْح السِّين وَلغيره سبقتم بِضَم السِّين على مَا لم يسم فَاعله وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل سِيَاق الحَدِيث وَقَوله بعد وَإِن أَخَذْتُم يَمِينا وَشمَالًا فقد ضللتم وَفِي التَّوْحِيد فِي بَاب وَلَا تَنْفَع الشَّفَاعَة عِنْده اذا تكلم الله بِالْوَحْي سبح أهل السَّمَاوَات كَذَا هُنَا لِابْنِ السكن وَكَذَا للكافة بِغَيْر خلاف فِي غير هَذَا الْبَاب وَهُوَ الصَّوَاب الْمَحْفُوظ وَعند بَقِيَّة الروَاة فِي هَذَا الْبَاب سمع أهل السَّمَاوَات وَضَبطه عَبدُوس سمع وَقَوله فِي حَدِيث قسطنطينة فَتَقول الرّوم خلوا بَيْننَا وَبَين الَّذين سبوا منا كَذَا للسجزي وَأَكْثَرهم على مَا لم يسم فَاعله وَعند بَعضهم سبوا بِفَتْح السِّين وَالْبَاء وَالصَّوَاب الأول وَقَوله تَحَيَّنُوا لَيْلَة الْقدر فِي الْعشْر الْأَوَاخِر والسبع الْأَوَاخِر كَذَا هُوَ الْمَعْرُوف السَّبع فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر وَجَاء فِي مُسلم فِي زَاوِيَة الطَّبَرِيّ فِي التسع الْأَوَاخِر وَقَوله فِي حَدِيث الْمَرْأَة سَائِلَة رِجْلَيْهَا كَذَا للعذري وَهُوَ غلط إِنَّمَا يُقَال مسبلة يُقَال أسبل الرجل إزَاره إِذا أرخاه وجره وَرِوَايَة الْجَمَاعَة سادلة بِمَعْنَاهُ أَي مُرْسلَة السِّين مَعَ التَّاء (س ت ت) قَوْله من صَامَ رَمَضَان ثمَّ أتبعه سِتا من شَوَّال أَي صَوْم سِتَّة أَيَّام هَذَا الْمَعْرُوف وَرِوَايَة الْجُمْهُور وَرَوَاهُ بعض الْمَشَايِخ وَأتبعهُ شيا بشين مُعْجمَة وياء وَهُوَ وهم (س ت ر)

فصل الاختلاف والوهم

قَوْله إِذا أرخيت الستور عَلَيْهَا هِيَ عبارَة عَن الدُّخُول وَالْخلْوَة وَإِن لم يكن ثمَّ ستر قَوْله لَا يسْتَتر من بَوْله تقدم فِي حرف الْبَاء وَالْخلاف فِيهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب من كره الْقعُود على الصُّور أَن عَائِشَة اشترت نمرقة فِيهَا تصاوير كَذَا للجرجاني وَلغيره استترت وَالْمَعْرُوف سترت إِلَّا أَنه قد جَاءَ والستارة استارة قَالَ شمر وَلم نَسْمَعهُ إِلَّا فِي الحَدِيث وَلَعَلَّ استتر افتعل من هَذَا السِّين مَعَ الْجِيم (س ج ح) قَوْله ملكت فاسجح أَي أحسن وأرفق وأعف وَقيل سهل والاسجاح حسن الْعَفو (س ج د) قَوْله فِي صَلَاة الْكُسُوف من رِوَايَة أبي نعيم فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة أَي فِي رَكْعَة وَكَذَلِكَ قَوْله فصلى أَربع رَكْعَات فِي سَجْدَتَيْنِ يَعْنِي رَكْعَتَيْنِ وَله فِي الحَدِيث الآخر مُفَسرًا صلى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبع سَجدَات وَمثله قَوْله فِي الْوتر فَإِذا خشِي أَن يصبح سجد سَجْدَة فأوترت لَهُ مَا صلى وَكَذَلِكَ قَوْله صليت مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سَجْدَتَيْنِ قبل الظّهْر وسجدتين بعد الظّهْر الحَدِيث وَكَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خفيفتين بعد الْفجْر وَكم صلى يَعْنِي فِي الْكَعْبَة من سَجْدَة وَكَذَلِكَ قَوْله إِذا أدْرك أحدكُم سَجْدَة من صَلَاة الْعَصْر كُله بِمَعْنى وَأهل الْحجاز يسمون الرَّكْعَة سَجْدَة وأصل السُّجُود الْميل والانحناء سجدت النَّخْلَة مَالَتْ وَمثله قَوْله فِي بَاب تَعْجِيل السّحُور فِي البُخَارِيّ إِن أدْرك السُّجُود مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي الصَّلَاة كَذَا لجميعهم وَعند النَّسَفِيّ وَالْمُسْتَمْلِي أدْرك السّحُور بالراء وَهُوَ وهم قَوْله فِي حَدِيث مَيْمُونَة فِي الْحيض هَذَا مَسْجِد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تُرِيدُ مَوضِع سُجُوده وَصلَاته وَتَفْسِيره قَوْله فِي الْبَاب الْآخرَانِ أدْرك الْفجْر مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله حَتَّى تكون السَّجْدَة الْوَاحِدَة لأَحَدهم خيرا من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ السَّجْدَة نَفسهَا وَيحْتَمل أَن يُرِيد بهَا الصَّلَاة وَذَلِكَ أَن المَال حِينَئِذٍ لَا قدر لَهُ عِنْد النَّاس وَلَا طَاعَة فِي بذله وَالصَّدَََقَة بِهِ وَقَوله أَنَّهَا تكون حَائِضًا لَا تصلي وَهِي مفترشة بحذاء مَسْجِد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ يُصَلِّي على حبرَة فَإِذا سجد أصابني بعض ثَوْبه يُرِيد بِالْمَسْجِدِ مَوضِع صلَاته وَسُجُوده (س ج ر) قَوْله وتيممت بِهِ التَّنور فسجرته أَي أوقدته فِيهِ وأحرقته وَقَوله حِين تسجر جَهَنَّم أَي توقد يُقَال فِيهِ أسجرت رباعي أَيْضا (س ج ل) قَوْله صبوا عَلَيْهِ سجلا أَو سَجْلَيْنِ بِالْفَتْح وَنَزَعْنَا سجلا أَو سَجْلَيْنِ أَي دلوا أَو دلوين من مَاء وَلَا تسمى الدلوا سجلا إِلَّا إِذا كَانَت ملئى وَقَوله الْحَرْب سِجَال بِالْكَسْرِ أَي مرّة على هَؤُلَاءِ وَمرَّة على هَؤُلَاءِ من مساجلة المستقين على البير بالدلاء (س ج ن) قَوْله فَيذْهب بِهِ إِلَى سِجِّين قيل هُوَ فعيل من السجْن وَقيل هُوَ حجر تَحت الأَرْض السَّابِعَة وَقيل السجين الأَرْض السَّابِعَة وَقيل السجين محبس كِتَابهمْ حَتَّى يجازي بِعَمَلِهِ فعيل من سجنت أَي حبست (س ج ف) قَوْله كشف سجف حجرته يُقَال بِفَتْح السِّين وَكسرهَا هُوَ السّتْر قَالَ الطَّبَرِيّ هُوَ الرَّقِيق مِنْهُ يكون فِي مقدم الْبَيْت وَلَا يُسمى سجفا إِلَّا إِذا كَانَ مشقوق الْوسط كالمصراعين وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ الْبَاب وَلَعَلَّه أَرَادَ أَنه بَابه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ من مسح وَإِلَّا فَلَا يُسمى الْبَاب سجفا (س ج ى) قَوْله سجى بِبرد حبرَة ومسجى بِثَوْبِهِ هُوَ المغطى كُله رَأسه وَرجلَاهُ كتسجية الْمَيِّت وَهُوَ ستره بِثَوْب وَمِنْه وَاللَّيْل إِذا سجى قيل سكن وَقيل غطى النَّهَار بظلمته. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله آئبون تائبون عَابِدُونَ ساجدون كَذَا لَهُم وَعند القعْنبِي وَحده سائحون

(س ح ب)

مَعْنَاهُ هُنَا صائمون إِذْ لَا سياحة فِي شرعنا قَوْله فَقَالَ إِلَى سجف مَاء كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس بِالسِّين والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالصَّوَاب المعجمتين وسنذكره فِي الشين وَهُوَ الشن الْبَالِي فِي الْمُوَطَّأ فِي سُجُود الْقُرْآن عَن عُرْوَة إِن عمر سجد وسجدنا مَعَه كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى وَهُوَ وهم لِأَن عُرْوَة إِنَّمَا ولد بعد موت عمر فِي خلَافَة عُثْمَان وَرَوَاهُ ابْن وضاح وَسجد النَّاس مَعَه وَعند ابْن بكير وسجدوا مَعَه إِلَّا أَنه يخرج قَول عُرْوَة سجدنا مَعَه يَعْنِي الْمُسلمين لَا نَفسه وَقَوله فِي تَفْسِير الَّذين يصلونَ على أوراكهم يَعْنِي الَّذين يَسْجُدُونَ وَلَا يرتفعون عَن الأَرْض يسْجد وَهُوَ لاصق بِالْأَرْضِ كَذَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي رِوَايَة عَن ابْن أبي عِيسَى ليسجد بلام الْأَمر وَهُوَ وهم إِنَّمَا جَاءَ بالْكلَام الآخر تَفْسِير الأول السِّين مَعَ الْحَاء (س ح ب) قَوْله ثمَّ سحبوا إِلَى القليب أَي جروا وَمن يسحبك بقرونك أَي يجرك بشعرك وكل مجرور مسحوب وَمِنْه سمي السَّحَاب لانجراره (س ح ت) قَوْله فَإِنَّهَا سحت السُّحت والسحت الْحَرَام سمي بذلك لِأَنَّهُ يسحت المَال أَي يذهب ببركته قَالَ الله تَعَالَى) فيسحتكم بِعَذَاب (يُقَال مِنْهُ سحته الله وأسحته (س ح ح) قَوْله سَحا اللَّيْل وَالنَّهَار أَي صبا والسح الصب وسنذكره وَالْخلاف فِيهِ (س ح ر) قَوْله بَين سحرِي وَنَحْرِي السحر الرية تُرِيدُ وَهُوَ مُسْتَند لصدري مَا بَين جوفي وَنَحْرِي يُقَال للرية سحر وسحر بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَالَ الدَّاودِيّ سحرِي مَا بَين ثديي وَهُوَ تَفْسِير على الْمَعْنى والتقريب وَإِلَّا فَهُوَ مَا قدمْنَاهُ وَقَالَ بَعضهم شجري بالشين وَالْجِيم وَقَالَ مَعْنَاهُ هَكَذَا وَشَبك أَصَابِعه يَعْنِي بَين ذراعي وَضمّهَا لَهُ إِيَّاه إِلَى صدرها وَقَوله أَن من الْبَيَان لسحرا فِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا أَنه أوردهُ مورد الذَّم فشبهه بِعَمَل السحر لغلبته الْقُلُوب وجلبة الأفئدة وتزيينه الْقَبِيح وتقبيحه الْحسن وأصل السحر فِي كَلَام الْعَرَب الصّرْف وَمِنْه سحرك فلَان أَي صرفك وصيرك كمن سحر وَيشْهد لَهُ قَوْله وَلَعَلَّ بَعْضكُم أَن يكون الحن لحجته من بعض فَمن قضيت لَهُ بِشَيْء من حق أَخِيه فَإِنَّمَا أقطع لَهُ قِطْعَة من النَّار أَو يكْتَسب بِهِ من الْإِثْم صَاحبه مَا يكتسبه السَّاحر بِعَمَلِهِ الْوَجْه الثَّانِي أَنه أورد مورد الْمَدْح أَي تمال بِهِ الْقُلُوب ويرضى بِهِ الساخط وَيُسْتَنْزَلُ بِهِ الصعب وَلذَلِك قَالُوا فِيهِ السحر الْحَلَال وَيشْهد لَهُ قَوْله فِي نفس الحَدِيث أَن من الشّعْر لحكمة وَذكر السّحُور هُوَ بِفَتْح السِّين اسْم مَا يُوكل ح وَكَذَلِكَ الفطور اسْم مَا يفْطر عَلَيْهِ ح وبالضم الْفِعْل وَأَجَازَ بَعضهم أَن يكون اسْم الْفِعْل بِالْوَجْهَيْنِ وَالْأول أشهر وَأكْثر وَالسحر الْوَقْت الْمَعْرُوف من آخر اللَّيْل مَتى جَاءَ سحر غير معِين صرف كَمَا قَالَ تَعَالَى) نجيناهم بِسحر (وَقَالَ ثَابت وَيُقَال بِسحر أَيْضا غير مَصْرُوف فَإِذا أردْت سحر يَوْمك لم تصرفه جملَة وَقَوله كَانَ فِي سفر فأسحر أَي قَامَ فِي السحر وَسَار فِيهِ (س ح ك) قَوْله فِي حَدِيث المحرق اسحكوني أَو قَالَ اسحقوني كَذَا فِي بعض الرِّوَايَات وَفِي رِوَايَة عَن أبي ذَر أَو قَالَ اسهكوني وَفِي بَاب آخر اسكهوني بِتَقْدِيم الْكَاف (س ح ل) قَوْله كفن فِي ثَلَاثَة أَثوَاب بيض سحُولِيَّة بِفَتْح السِّين وَضم الْحَاء قيل هِيَ منسوبة إِلَى قَرْيَة بِالْيمن يُقَال لَهَا سحول وَقَالَ ابْن حبيب وَابْن وهب السحول الْقطن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ بيض نقية من الْقطن خَاصَّة قَالَ والسحل الثَّوْب النقي من الْقطن وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي بَاب الْكَفَن بِغَيْر قَمِيص مُفَسرًا بِهَذَا فَقَالَ ثَلَاثَة أَثوَاب سحول كُرْسُف وَهُوَ الْقطن وَقَالَ القتبى

فصل الاختلاف والوهم

سحول بِالضَّمِّ جمع سحل وَهُوَ ثوب أَبيض وَوَقع فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة السَّمرقَنْدِي أَثوَاب سحول فَمن فتح السِّين أضَاف الأثواب وَأَرَادَ الْموضع وَمن ضمهَا نون وَأَرَادَ صفة الأثواب أَنَّهَا قطن أَو بيض وَقَوله سَاحل الْبَحْر هُوَ شطه وشاطئه وساحله وسيفه (س ح م) قَوْله إِن جَاءَت بِهِ أسحم أَي أسود شَدِيد السوَاد قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ الَّذِي لَونه كلون الْغُرَاب وَقَوله احملني وسحيما عرض بِأَنَّهُ اسْم رجل وَأَرَادَ الزق فَقَالَ لَهُ عمر نشدتك الله اسحيم زق قَالَ نعم سمي الزق بِهَذَا لسواده والسحمة والسحام السوَاد وَقَوله ابْن السحماء وَقَالَ بَعضهم أَي ابْن سَوْدَاء وَإِنَّمَا هُوَ اسْم أمه (س ح ن) فِي تَفْسِير سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم السحنة بِكَسْر السِّين وَسُكُون الْحَاء كَذَا قَيده أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَقَيده الْأصيلِيّ وَابْن السكن بِفَتْح السِّين والحاء مَعًا وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب عِنْد أهل اللُّغَة وَكَذَا حَكَاهُ صَاحب الْعين وَغَيره قَالَ ابْن دُرَيْد وَغَيره السحنة مَفْتُوحَة الْحَاء لَا يُقَال بإسكانها قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ مِمَّا جَاءَ متحركا والعامة تسكنه وَهِي لينَة الْبشرَة وَالنعْمَة فِي المنظر وَقيل الْهَيْئَة وَقيل الْحَال وَيُقَال لَهَا السحناء سَاكِنة الْحَاء ممدودة أَيْضا وَعَن اللحياني يُقَال السحنة والسحنة والسحنا بِالْفَتْح فِي الْجَمِيع وَحكى الكساءي السحنة بِالْكَسْرِ والسكون وَحكى أَبُو عَليّ عَن غَيره السحناء بِفَتْحِهَا ممدودا وَحَكَاهُ أَبُو عبيد عَن الْفراء وَرَوَاهُ هُنَا الْقَابِسِيّ وعبدوس السَّجْدَة يُرِيد أَثَرهَا فِي الْوَجْه هُوَ السيما وَعند النَّسَفِيّ السبحة (س ح ق) قَوْله فَأَقُول سحقا سحقا بِضَم السِّين منونان أَي بعدا قَالَ الله تَعَالَى) فسحقا لأَصْحَاب السعير (أَي بعدا وَفِي حَدِيث المحرق فاسحقوني أَي دقوني إِذا أحرقتموني بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث ليذري رماده فِي الرّيح كَمَا قَالَ فَإِذا كَانَ يَوْم ريح عاصف فأذروني فِيهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله يَمِين الله ملئاسحا كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا فِي الصَّحِيح منونا على الْمصدر أَي تسح سَحا إِلَّا عِنْد القَاضِي الشَّهِيد أبي عَليّ فِي مُسلم وَابْن عِيسَى فعندهما سحاء مَمْدُود على النَّعْت أَي دائمة الْعَطاء والسح الصب وَلَا يُقَال إِلَّا فِي الْمُؤَنَّث لم يَأْتِ لَهُ مُذَكّر مثل هطلا لم يَأْتِ فِيهِ أهطل وَبعده لَا يغيضها شَيْء اللَّيْل وَالنَّهَار منصوبين على الظّرْف أَي لَا ينقصها وَقد فسرناه وَفِي الحَدِيث الآخر عِنْد مُسلم لَا يقبضهَا سَحا اللَّيْل وَالنَّهَار وَالْخلاف فِيهِ كَمَا تقدم لَكِن عِنْد الطَّبَرِيّ هُنَا سح اللَّيْل وَالنَّهَار بِرَفْعِهِ على الْفَاعِل بيغيض وَكسر اللَّيْل وَالنَّهَار للإضافة والسح الصب سحت السَّمَاء تسح بِالضَّمِّ وَكَذَلِكَ الشَّاة بِاللَّبنِ لَكِنَّهَا تسح بِالْكَسْرِ السِّين مَعَ الْخَاء (س خَ ب) قَوْله فِي الصَّائِم وَلَا يسخب وَحَتَّى استخبنا وَفِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلَا سخاب فِي الْأَسْوَاق والسخب الصياح واختلاط الْأَصْوَات يُقَال بالصَّاد وَالسِّين وَالصَّاد أشهر وَقد تقدم مِنْهُ فِي غير حَدِيث ولغة ربيعَة فِيهِ السِّين وَجَاء هُنَا بِالسِّين وَفِي مَوَاضِع فِي بَعْضهَا بالصَّاد وَقَوله تلقى سخابها وألبسته سخابها بِكَسْر السِّين قَالَ البُخَارِيّ هِيَ القلادة من طيب أوسك قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هُوَ خيط ينظم فِيهِ خرز ويلبسه الصّبيان والجواري وَقَالَ غَيره هُوَ من المعاذات قَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ قلادة من قرنفل أَو غَيره والجميع سخب وَقَالَ غَيره هِيَ قلادة تتَّخذ من ترنفل وسك ومحلب لَيْسَ فِيهِ من الْجَوْهَر شَيْء (س خَ ر) قَوْله تسخر مني وَأَنت الْملك السخرية بِكَسْر السِّين من الِاسْتِهْزَاء والاستجهال وَبِضَمِّهَا من السخرة والتسخير وَقُرِئَ ليتَّخذ بَعْضكُم بَعْضًا سخريا بِالْوَجْهَيْنِ على الْمَعْنيين والسخرية فِي حق الله تَعَالَى لَا تجوز على وَجههَا لِأَنَّهُ متعال عَن الْخلق

فصل الاختلاف والوهم

فِي أَقْوَاله ومواعده وَمعنى قَوْله تسخر بِي وَأَنت الْملك أَي تطمعني فِيمَا لَا أرَاهُ من حَقي فَكَأَنَّهَا صُورَة السخرية وَقد يحْتَمل أَن قَائِل هَذَا أَصَابَهُ من الدهش والحيرة لما رآ من سَعَة رَحْمَة الله تَعَالَى بعد إشرافه على الْهَلَاك وَمَا خايله من السُّقُوط والزحف على الصِّرَاط وَمَا لقِيه من حر النَّار وريحها وانفهاق الْجنَّة بعد بعده عَنْهَا مَا لم يحتسبه وَلم يطْمع فِيهِ فَلم يضْبط من فرحه ودهشته لَفظه وأجرى كَلَامه على عَادَته مَعَ الْمَخْلُوق مثله كَمَا قَالَ الآخر من الدهش والفرح أَنْت عَبدِي وَأَنا رَبك وَقيل معنى أَتسخر بِي أَي أَنْت لَا تسخر بِي وَأَنت الْملك وَأَن الْهمزَة هُنَا لَيست للاستفهام وَلَا تَقْرِير للسخرية بل لنفيها كَمَا قَالَ تَعَالَى) أتهلكنا بِمَا فعل السُّفَهَاء منا (أَي أَنَّك لَا تفعل ذَلِك وَقيل قد يكون هَذَا الْكَلَام على طَرِيق الْمُقَابلَة من جِهَة الْمَعْنى والمجانسة كَمَا قَالَ تَعَالَى) فيسخرون مِنْهُم سخر الله مِنْهُم (ويستهزءون الله يستهزئ بهم وَذَلِكَ لما أخلف هُوَ مواعيد الله غير مرّة أَلا يسْأَله شَيْئا غير مَا سَأَلَهُ أَولا فَلَمَّا رآ ذَلِك خشِي أَن يكون ذَلِك إطماعا لَهُ بِمَا رَآهُ ثمَّ يمْنَع مِنْهُ معاقبة لإخلافه وغدره ومكافأة لَهُ على ذَلِك سَمَّاهُ سخرية مُقَابلَة لِمَعْنى مَا فعل وَفِي هَذَا عِنْدِي بعد على أَنِّي قد بسطت فِيهِ من الْبَيَان مَا لم يبسطه قَائِله فَإِن الْآيَة سمي فِيهَا الْعقُوبَة سخرية واستهزاء مُقَابلَة لِمَعْنى مَا فعل وَفِي هَذَا عِنْدِي مُقَابلَة لأفعالهم وَلَا عُقُوبَة هُنَا إِلَّا بتصوير الأطماع وَهُوَ حَقِيقَة السخرية الَّتِي لَا تلِيق بِاللَّه وَخلف الْوَعْد وَالْقَوْل الَّذِي هُوَ منزه عَنهُ فَإِن قبله أَدخل الْجنَّة (س خَ ط) قَوْله فَهَل يرجع أحد سخطه لدينِهِ وَلَا يسخطه أحد السخط والسخط لُغَتَانِ مثل السقم والسقم وَهُوَ الْكَرَاهَة للشَّيْء وَعدم الرضى بِهِ وَقَوله إِن الله يسْخط مِنْكُم كَذَا وَسخط الله عَلَيْهِ هُوَ فِي حق الله تَعَالَى مَنعه من إِبَاحَة فعله وَنَهْيه عَن ذَلِك ومعاقبة فَاعله عَلَيْهَا وإرادته عُقُوبَته (س خَ ل) قَوْله فِي الزَّكَاة يعد علينا السخل ويعد عَلَيْهِم السخلة يحملهَا الرَّاعِي هِيَ الصَّغِيرَة من ولد الضَّأْن حِين يُولد ذكرا أَو أُنْثَى والجميع سخل (س خَ م) قَوْله نسخم وجوهها أَي نسودها والسخام سَواد الْقدر والسخام أَيْضا الفحم (س خَ ف) قَوْله وَمَا على كَبِدِي سخْفَة جوع بِفَتْح السِّين هُوَ رقته وهزاله قَالَ الْهَرَوِيّ عَن أبي عَمْرو السخف رقة الْعَيْش بِالْفَتْح وبالضم رقة الْعقل وَقد ضبطناه هَذَا الْحَرْف فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم بِالْوَجْهَيْنِ (س ح و) قَوْله فَمن أَخذه بسخاوة نفس أَي بطيبها وتنزهها عَن التشوف والحرص عَلَيْهِ وَهُوَ من السخاء يمد وَيقصر يُقَال سخا الرجل يسخوا سخاء وسخاوة إِذا جاد وتكرم حكى الْقصر عَن الْخَلِيل وَلم يذكرهُ أَبُو عَليّ فِي الْمَقْصُور وَقد تكون سخاوة النَّفس بِمَعْنى تَركهَا الْحِرْص عَلَيْهِ من قَوْلهم سخيت نَفسِي وبنفسي عَن الْأَمر أَي تركته فَكَأَنَّهُ مِمَّا تقدم أَي نزهتها عَنهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي الصَّائِم فَلَا يرْفث وَلَا يسخب وَعند الطَّبَرِيّ يسخر وَقد فسرناهما وَالْبَاء هُنَا أوجه وَأظْهر وأوفق ليرفث ويجهل السِّين مَعَ الدَّال (س د د) قَوْله سددوا وقاربوا أَي اقصدوا السداد واطلبوه وَاعْمَلُوا بِهِ فِي الْأُمُور وَهُوَ الْقَصْد فِيهَا فَوق التَّفْرِيط وَدون الغلو والسداد بِالْفَتْح الْقَصْد وَقَوله فِي الدُّعَاء سددني أَي وفقني للقصد واستعملني بِهِ وَقَوله وَاذْكُر بالسداد سدادك السهْم تقويمك الرَّمْي بِهِ وَقصد الرَّمية وَمِنْه قَوْله فسدد لَهُ مشقصا أَي قوم رميه وقصده بِهِ وَمِنْه قَوْله فقد سددناها بَعْضهَا فِي وُجُوه بعض يَعْنِي السِّهَام فِي الْفِتَن أَي قصدنا الرَّمْي بهَا بَعْضنَا لبَعض وَفِي بعض الرِّوَايَات شددناها بالشين الْمُعْجَمَة وَفِي أُخْرَى بَعْضهَا بِالْهَاءِ وَكله خطأ وَقَوله حَتَّى يُصِيب سدادا من عَيْش هَذَا بِكَسْر السِّين أَي بلغَة يسد بهَا خلته وكل شَيْء سددت بِهِ خللا فَهُوَ سداد بِالْكَسْرِ

فصل الاختلاف والوهم

وَمِنْه سداد الثغر وسداد القارورة وَمِنْه قَوْلهم سداد من عوز أَي مَا تسد بِهِ الْحَاجة وسد الروحاء وسد الصَّهْبَاء ممدودان قَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال لكل جبل سد وسد لُغَتَانِ والسد الرَّدْم أَيْضا وَقيل السد بِالضَّمِّ خلقَة المسدود والسد بِالْفَتْح فعل الْإِنْسَان وَقَالَ الْكسَائي هما وَاحِد وَقَوله قبَّة على سدتها حَصِير بِضَم السِّين أَي على بَابهَا وَمِنْه قَوْله الَّذين لَا تفتح لَهُم السدد أَي الْأَبْوَاب مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر رب أَشْعَث مَدْفُوع بالأبواب وَقَوله فلقينا رجل عِنْد سدة الْمَسْجِد وَقَوله فَكنت أَقرَأ على أبي فِي السدة هِيَ الظلال والسقائف الَّتِي حوله وَمِنْه سمي إِسْمَاعِيل السدى لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع فِي سدة الْجَامِع الْحمر (س د ر) قَوْله غسله بالسدر واغسلنها بِمَاء وَسدر يُرِيد ورق تمر السدر وَهُوَ النبق والواحدة سِدْرَة وَقَوله حَتَّى انْتَهوا بِي إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى قَالَ الْمُفَسِّرُونَ هِيَ شَجَرَة فِي السَّمَاء السَّابِعَة أَسْفَل الْعَرْش لَا يجاوزها ملك وَلَا نَبِي قد أظلت السَّمَاوَات وَالْجنَّة وَفِي الْأَثر إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يخرج بِهِ من الأَرْض وَمَا يهْبط من السَّمَاء فَيقبض مِنْهَا (س د ل) قَوْله يسدل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ناصيته وَكَانَ يسدل شعره وَكَانُوا يسدلون بِفَتْح الْيَاء سدلت الْمَرْأَة ثوبها وشعرها إِذا أَرْسلتهُ وَمِنْه السدل فِي الصَّلَاة وَهُوَ إرخاء الثَّوْب من الْمَنْكِبَيْنِ إِلَى الأَرْض وَلَا يضم جوانبه وَهُوَ جَائِز عِنْد مَالك وَأَصْحَابه إِذا كَانَ عَلَيْهِ مئزر وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة سادلة رِجْلَيْهَا أَي مرسلتهما على جملها ويروي سَائِلَة وهما بِمَعْنى إِلَّا أَنه إِنَّمَا صَوَابه مسبلة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَالْبَاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي المساقات وسد الحظار أَي إصْلَاح زربها أَو حائطها الَّذِي يمْنَعهَا وحظر عَلَيْهَا بِهِ وسده لخلله وَكَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى والقعنبي وَمن وافقهم وَابْن بكير بِالسِّين الْمُهْملَة وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم بالشين الْمُعْجَمَة قَالَ ابْن باز وَهُوَ أَجود يُرِيد مَعَ الحظار وَهُوَ الزرب فاستعمال الشد فِيهِ أَجود من السد قلت قد يكون الحظار زر بقضبان وخشب كَمَا قَالَ وكما فسرناه فِي مَوْضِعه وَقد يكون بحائط وتل تُرَاب وَيكون السد بِالْمُهْمَلَةِ فِيهِ لثلمه وردم خلله أَيْضا والسد الرَّدْم وَكِلَاهُمَا صَوَاب وبالوجهين قيدناهما فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة يحيى عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَفِي الرِّوَايَات فَشدد إِلَيْهِ شِقْصا كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَعند الْحَمَوِيّ وبقيتهم شدد بالشين الْمُعْجَمَة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَفِي تَفْسِير سباسيل العرم مَاء أَحْمَر أرْسلهُ الله من السد ثمَّ قَالَ وَلم يكن المَاء الْأَحْمَر من السد كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ من السَّيْل مَكَان السد فيهمَا وَالصَّوَاب السد فِي الأول والسيل فِي الثَّانِي وَفِي حَدِيث الْخضر فِي السَّفِينَة مِنْهُم من يَقُول سدوها بقارورة وَمِنْهُم من يَقُول بالقار وَهُوَ الصَّوَاب وَضَبطه الْأصيلِيّ سدوها بِضَم السِّين وَهُوَ وهم وَصَوَابه الْفَتْح على الْخَبَر السِّين مَعَ الرَّاء (س ر ب) قَوْله فَكَانَ يسر بِهن إِلَى أَي يوجههن ويسرحهن يُرِيد صواحبها وَقَوله سربا أَي طَرِيقا لوجهه ومذهبا والسرب أَيْضا بِالسُّكُونِ الطَّرِيق وَالْمذهب وبكسر السِّين النَّفس والبال وَمِنْه فِي الحَدِيث من أصبح آمنا فِي سربه أَي فِي نَفسه رخى البال وَمن قَالَه هُنَا فِي سربه بِفَتْح السِّين يُرِيد فِي مذْهبه ومسلكه قَالَ الْخطابِيّ أجمع أهل الحَدِيث واللغة على كسر سين سربه بِمَعْنى نَفسه إِلَّا الْأَخْفَش فَإِنَّهُ فتحهَا قَوْله فِي النَّاقة تقطع دونهَا السراب وَيَزُول بهم السراب هُوَ مَا يظْهر نصف النَّهَار فِي الفيافي كَأَنَّهُ مَاء والآل مَا يكون فِي طرفِي النَّهَار يُشِير إِلَى بعد سير الناقية حَتَّى ظهر مَا بَينه وَبَينهَا السراب ويقطعه أَي ذهبت وأبعدت حَتَّى صَار بَين طالبها وَبَينهَا السراب وَتقدم فِي الْقَاف (س رج)

(س ر ح)

قَوْله أَمْثَال السرج أَي أَمْثَال المصابيح والسراج الْمِصْبَاح (س ر ح) قَوْله نزل تَحت سرحة وَهُنَاكَ سرحة بِفَتْح السِّين وَسُكُون الرَّاء هُوَ شجر طوال لَهَا منظر من الطّعْم لَا يَأْكُلهُ المَال وَجمعه سرح وسرحات بِفَتْح الرَّاء قيل أَنه الآلاء وَقيل الدفلى وَقَوله قليلات المسارح أَي المراعي وتعود عَلَيْهِم سارحتهم أَي ماشيتهم السارحة للمرعى بِالْغَدَاةِ وَقَوله ثمَّ تسرح يَعْنِي غنمه سرحت الْإِبِل مخففا فسرحت هِيَ اللَّازِم وَالْوَاقِع سَوَاء قَالَ الله تَعَالَى) وَحين تسرحون (قيل يُرِيد أَن إبِله لَا تغيب وَلَا تسرح إِلَى المرعى كثيرا وَلَا بَعيدا ليجدها قريبَة للضيفان فيحلبها وينحرها وَقيل بل المُرَاد أَنَّهَا لكثر مَا ينْحَر مِنْهَا لَا يبْقى مَا يسرح مِنْهَا إِلَّا قَلِيلا وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي حرف الْبَاء وبسطنا مَعَانِيه فِي كتاب البغية فِي شرح هَذَا الحَدِيث والسرح الْإِبِل والمواشي الَّتِي تسرح للرعي بِالْغَدَاةِ وَهِي السارحة وَمِنْه أغار على سرح رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله تسرح من الْجنَّة حَيْثُ تشَاء وَنحن نَسْرَح فِي الْجنَّة أَي ننعم ونردد فِي ثمارها كسرح الْإِبِل فِي المرعى قَوْله عَلَيْهِم بسارحة لَهُم أَي بماشية سرحت فِي مرعاها (س ر د) قَوْله أسرد الصّيام أَي أواليه وأتابعه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَقدر فِي السرد (أَي فِي مُتَابعَة الْخلق شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى تتناسخ وَمِنْه فلَان يسْرد الحَدِيث وَمِنْه قَول عَائِشَة لم يكن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يسْرد الحَدِيث كَسَرْدِكُمْ وَمِنْه سميت حلق الدرْع سردا لتناسقها بَعْضهَا بِبَعْض وَقيل السرد سمر طرفِي الْحلقَة وَمِنْه قَوْله وَقدر فِي السرد أَي لَا تجْعَل المسامير رقاقا وَلَا غلاظا وَذكر السرادق وَهُوَ الخباء وَشبهه وَأَصله كل مَا أحَاط بالشَّيْء وَقيل هُوَ مَا يدار حول الخباء كالظلة وَنَحْوهَا (س ر ر) قَوْله هَل صمت من سرر هَذَا الشَّهْر بِفَتْح السِّين وَالرَّاء الأولى كَذَا للكافة وَعند العذري وَبَعْضهمْ بِضَم السِّين قَالَ أَبُو عبيد سرار الشَّهْر آخِره حَيْثُ يسْتَتر الْهلَال وسرر الشَّهْر مثله وَأنْكرهُ غَيره قَالَ وَلم يَأْتِ فِي صَوْم آخر الشَّهْر حض وسرار كل شَيْء وَسطه وأفضله فَكَأَنَّهُ يُرِيد الْأَيَّام الغر من وسط الشَّهْر وَقَالَ ابْن السّكيت سرار الشَّهْر وسراره بِالْفَتْح وَالْكَسْر قَالَ الْفراء وَالْفَتْح أَجود وَقَالَ الْأَزْهَرِي سرر الشَّهْر وسراره وسراره ثَلَاث لُغَات وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد ابْن عبد الْعَزِيز سره أَوله وَقد جَاءَ هَكَذَا فِي مُصَنف أبي دَاوُود وَغَيره وَأثبت بَعضهم سره وَلم يعرفهُ الْأَزْهَرِي قَالَ أَبُو دَاوُود وَقيل سره وَسطه وَقيل آخِره وسر كل شَيْء جَوْفه وَأنكر هُنَا الْخطابِيّ أَن سره أَوله وَذكر قَول الْأَوْزَاعِيّ سره آخِره وَقَالَ سمي آخِره سر الاستسرار الْقَمَر فِيهِ وَذكر مُسلم فِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن أصمت من سرة هَذَا الشَّهْر وَهَذَا يدل أَنه وَسطه وَقَوله تبرق أسارير وَجهه هِيَ خطوط الْجَبْهَة وتكسرها وأحدها سرا وسرر وَالْجمع أسرار والأسار ير جمع الْجمع قَالَ الْأَخْفَش أسرار الْوَجْه محاسنه وخطوطه وَقَوله حَدثنِي عَنْبَسَة بِحَدِيث يتسار إِلَى فِيهِ بتَشْديد الرَّاء وَفتح أَوله يتفاعل من السرُور أَي يسر بِهِ وَقَوله وَإِذ يُقَال لَهُ السرر بِضَم السِّين لأكثرهم وَضَبطه الجياني بِالضَّمِّ وَالْكَسْر مَعًا وَقَوله سر تحتهَا سَبْعُونَ نَبيا قيل هُوَ من السرُور أَي بشروا بالنبوءة وَقيل ولدُوا تحتهَا وَقطعت سررهم والسر بِكَسْر السِّين وَضمّهَا مَا تقطعه الْقَابِلَة من الْمَوْلُود عِنْد الْولادَة من المشيمة قيبين وأحدها سر بِالْكَسْرِ وَمَا بَقِي من أَصْلهَا فِي الْجوف فَهُوَ السُّرَّة وَتَسْمِيَة الْوَادي بِمَا تقدم يعضد هَذَا التَّأْوِيل وَقَالَ الْكسَائي قطع سره وسرره بِالضَّمِّ فيهمَا وَلَا يُقَال قطعت سرته وَذكره ثَعْلَب فِي نوادره سر بِالْكَسْرِ لَا غير وَقَوله فَمَا كَانَ يكلمهُ إِلَّا كَأَخِي السرَار هِيَ النَّجْوَى

(س رع)

وَالْكَلَام الْمُسْتَتر بِهِ وَمِنْه قِرَاءَة السِّرّ فِي الصَّلَاة والتسري فِي النِّكَاح لِأَنَّهُ من التسرر وَأَصله من السِّرّ وَهُوَ الْجِمَاع وَيُقَال لَهُ الاستسرار أَيْضا وَمِنْه السّريَّة من التَّسَرِّي والسراري جمع سَرِيَّة بتَشْديد الرَّاء وَالْيَاء وَضم السِّين وَفِي حَدِيث مَانع الزَّكَاة فِي الْإِبِل تَأتي كاسر مَا كَانَت أَي أسمنه كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قَالَ الْفراء السِّرّ من كل شَيْء الْخَالِص وَقَالَ ثَعْلَب السِّرّ بِالضَّمِّ السرُور (س رع) قَوْله فَخرج سرعَان النَّاس وَولى سرعَان النَّاس بِفَتْح السِّين وَالرَّاء أَي إخفائهم والمسرعون المستعجلون مِنْهُم كَذَا المتقني شُيُوخنَا وَهُوَ قَول الْكسَائي وَهُوَ الْوَجْه وَضَبطه بَعضهم بِسُكُون الرَّاء وَله وَجه وَحَكَاهُ الْخطابِيّ عَن غير الْكسَائي وَالْأول أَجود وَضَبطه الْأصيلِيّ وعبدوس وَبَعْضهمْ سرعَان بِضَم السِّين وَسُكُون الرَّاء وَالْأول أوجه لَكِن يكون جمع سريع أَيْضا مثل قفيز وقفزان وَحكى الْخطابِيّ أَن عوام الروَاة تَقوله سرعَان بِالْكَسْرِ قَالَ وَهُوَ خطأ قَالَ الْخطابِيّ فَأَما قَوْلهم سرعَان مَا فعلت فَفِيهِ ثَلَاث لُغَات كسر السِّين وَضمّهَا وَفتحهَا وَالرَّاء فِيهَا سَاكِنة وَالنُّون مَنْصُوب أبدا قَوْله فِي بَاب تَأَخّر السّحُور فَكَانَت سرعتي أَن أدْرك الصَّلَاة مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُرِيد إسراعي أَي غَايَة مَا يفِيدهُ إسراعه إِدْرَاك الصَّلَاة يُرِيد لقرب سحوره من طُلُوع الْفجْر قدر مَا يصل من منزله إِلَى الْمَسْجِد وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ثمَّ تكون سرعَة فِي قبله وَرفع سرعَة على اسْم كَانَ وَقَوله وَالنَّاس إِلَيْهِ سراع أَي مبادرون وَقَول عَائِشَة مَا اسرع النَّاس قيل إِلَى إِنْكَار مَا لَا يعلمونه وَقد جَاءَ كَذَا فِي مُسلم مُفَسرًا وَقيل مَا أسْرع نسيانهم وَكَذَا جَاءَ فِي مُسلم تَعْنِي مَا نسي النَّاس فِي رِوَايَة العذرى (س ر ف) قَوْله أَن رجلا أسرف على نَفسه أَي أَخطَأ وَزَاد وغلا فِي ذَلِك والسرف مُجَاوزَة الْقَصْد والسرف أَيْضا الْخَطَأ قَوْله كره الْإِسْرَاف فِي الْوضُوء هُوَ مُجَاوزَة الْحَد الشَّرْعِيّ فِيهِ من إكثار المَاء أَو فَوق ثَلَاث أَو زِيَادَة الْحَد فِي المغسول وَقَوله فِي اللبَاس مَا لم يكن سَرفًا وَفِي غير إِسْرَاف وَلَا مخيلة الْإِسْرَاف الغلو فِي الشَّيْء وَالْخُرُوج عَن الْقَصْد وَهُوَ من السَّفه وإضاعة المَال وَتقدم تَفْسِير المخيلة والسرف أَيْضا مَا قصر بِهِ أَيْضا عَن حق الله وَقيل السَّرف وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه (س ر ق) قَوْله فِي سَرقَة حَرِير بِفَتْح السِّين وَالرَّاء قيل هُوَ الْأَبْيَض مِنْهُ وَجمعه سرق وَقيل هِيَ شققه الْبيض وَقيل الْجيد مِنْهُ قَالَ أَبُو عبيد واحسب الْكَلِمَة فارسية قَالَ ابْن دُرَيْد وَأَصله سره أَي جيد وَقَوله وفيهَا السرقين فسره البُخَارِيّ بزبل الدَّوَابّ وَهُوَ بِكَسْر السِّين وَسُكُون الرَّاء وَهِي فارسية السرجين بِالْجِيم وَكَذَا قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَهَذِه الْكَلِمَات العجمية فِيهَا حُرُوف لَيست بمحضة خَالِصَة لألفاظ الْعَرَبيَّة فينطق بهَا وتكتب بالحروف الَّتِي تقرب مِنْهَا وَقَوله وأسوأ السّرقَة الَّذِي يسرق صلَاته كَذَا الرِّوَايَة عِنْد الكافة بِكَسْر الرَّاء وَخبر الْمُبْتَدَأ مُضْمر تَقْدِيره سَرقَة الَّذِي يسرق صلَاته وَعند ابْن حمدين وَبَعْضهمْ السّرقَة بِفَتْح الرَّاء جمع سَارِق مثل كَاتب وكتبة وَعِنْدهم أَيْضا الْوَجْه الأول مَعًا وَالَّذِي هُنَا على هَذِه الرِّوَايَة الْأُخْرَى خبر أَسْوَأ (س ر و) قَوْله فِي التلبين يسروا فؤاد الحزين وفؤاد السقيم قَالَ أَبُو عبيد أَي يكْشف عَن فُؤَاده وَقَوله سر وَالشرب أَي كنسه وتنقيته مثله وَالشرب كالحوض فِي أصل النَّخْلَة وَيَأْتِي بَابَيْنِ من هَذَا فِي مَوْضِعه وَالْخلاف فِي ضَبطه يُقَال سروت الثَّوْب وسريته إِذا نحيته وَمِنْه قَوْلهم ثمَّ سرى عَنهُ يَعْنِي الْوَحْي أَي يكْشف عَنهُ مَا أَصَابَهُ من غشية أَو خوف أَو غَيره بِالتَّخْفِيفِ وبالتشديد رَوَاهُ الشُّيُوخ وَهُوَ صَحِيح كُله

فصل الاختلاف والوهم

وَقَوله سراة النَّاس وسرواتهم وسروات بني لؤَي وسر وات الْجِنّ ونكحت بعده رجلا سريا كلهَا بِفَتْح السِّين أَي ساداتهم وأشرافهم من السرو وَهِي المرؤة والسخاء مَعًا يُقَال مِنْهُ سرى الرجل سريا وسر وسرو أَو سراوة والواحدة سرى وَجمعه سريون وأسرياء وسرات والسروات جمع سرات (س رى) قَوْله أسرينا وسرينا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويسري وَلَيْلَة الْإِسْرَاء أَي سرينا لَيْلًا يُقَال مِنْهُ سرى وَأسرى وَقد قرئَ بهما جَمِيعًا فاسر بأهلك رباعي وثلاثي وَالِاسْم السّري وَمِنْه مَا السرى يَا جَابر أَي مَا أوجب سراك ومجيئك لَيْلًا قَوْله بعث سَرِيَّة قَالَ يَعْقُوب هِيَ مَا بَين خَمْسَة أنفس إِلَى ثَلَاثمِائَة وَقَالَ الْخَلِيل هِيَ نَحْو الأربعمائة والسرية الْجَارِيَة تتَّخذ للوطئ ذَكرنَاهَا قبل لِأَن أَصْلهَا من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله بالسُّرْيَانيَّة بِسُكُون الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء الْآخِرَة هِيَ اللُّغَة الأولى الَّتِي تكلم بهَا آدم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام والأنبياء صلوَات الله عَلَيْهِم أَكثر الشُّيُوخ يَقُولُونَهُ بتَشْديد الرَّاء ومتقنوهم يَقُولُونَهُ بسكونها وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَقَوله مَا السرى يَا جَابر فسرناه وَهُوَ الْمَعْرُوف وَفِي بعض النّسخ مَا السِّرّ وَالْأول الْمَعْرُوف وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي ذكر زَكَرِيَّاء حَدثهمْ عَن لَيْلَة أسرى بِهِ ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء كَذَا فِي رِوَايَة أبي نعيم وَفِي بعض رِوَايَة أبي ذَر وَفِي بَعْضهَا بِي وَسَقَطت الْكَلِمَة جملَة عِنْد الْأصيلِيّ وَبَعْضهمْ فَيجب على سُقُوطهَا أَن يَقُول لَيْلَة أسرى ثمَّ صعد بِفَتْح الْهمزَة فيستقيم الْكَلَام وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة فأحيينا وسرينا ليلتنا ويومنا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أسرينا ليلتنا وَمن الْغَد مثله والسرى لَا يسْتَعْمل إِلَّا بِاللَّيْلِ وَلكنه لما ذكره مَعَ اللَّيْل ضم النَّهَار مَعَه وَغلب أَحدهمَا على الآخر كَمَا قَالَ شراب البان وتمر واقط وَقد تكون هَذِه اللَّفْظَة أسأدنا ليلتنا ويومنا يُقَال أسادت سرت اللَّيْل وَالنَّهَار وَفِي غَزْوَة الخَنْدَق فساررته كَذَا لكفاتهم وَهُوَ الْوَجْه وَفِي نسخ النَّسَفِيّ فشاورته من الشورة وَالْمَعْرُوف وَدَلِيل الحَدِيث تصويب الأول من السرَار وَقَوله وَلَا تنتهب نهبة ذَات شرف أما روايتنا فِيهَا فِي الصَّحِيح فبالشين الْمُعْجَمَة وَفِي غَيرهَا بِالْمُهْمَلَةِ وَبهَا ذكرهَا الْحَرْبِيّ وفسرها بِذَات قدر كَبِير وَقد قَيده بَعضهم فِي مُسلم بِالْمُهْمَلَةِ وَبهَا يُفَسر أَيْضا رِوَايَة الْمُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَقيل ذَات شرف أَي يستشرف النَّاس إِلَيْهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث يرفع النَّاس إِلَيْهَا أَبْصَارهم وَهَذَا يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمين السِّين مَعَ الطَّاء (س ط ت) قَوْله فَقَامَتْ امْرَأَة من سطة النَّاس كَذَا هُوَ فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَكَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا بِكَسْر السِّين وَتَخْفِيف الطَّاء وَأَصله من الْوسط من ذَوَات الْوَاو وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ من وَاسِطَة فسره بَعضهم أَن مَعْنَاهُ من علية النِّسَاء وخيارهم وَكَانَ القَاضِي الْكِنَانِي يَقُول أرى اللَّفْظ مغيرا وَأَحْسبهُ من سفلَة النِّسَاء فَكَأَنَّهُ اخْتَلَط رَأس الْفَاء مَعَ اللَّام فجَاء طاء قَالَ ويعضده أَن ابْن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ روياه كَذَا من سفلَة ويروى أَيْضا فَقَامَتْ امْرَأَة من غير علية النِّسَاء وَحقّ هَذِه الْكَلِمَة أَن تكْتب فِي حرف الْوَاو وَلكنه ذَكرنَاهَا هُنَا لاشتباه صورتهَا بِالصَّحِيحِ وَلِأَنَّهَا مُغيرَة (س ط ح) قَوْله بَين سطيحتين هُوَ إِنَاء من جلدين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ المزادة إِذا كَانَت من جلدين سطح أَحدهمَا على الآخر قَوْله فَضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بمسطح هُوَ عود من عيدَان الخباء وَهُوَ نَحْو قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بعمود وَقيل هُوَ حَصِير نسف من خوص الدوم وَالْأول الصَّوَاب هُنَا (س ط ر) قَوْله وَكَانَ الْبَيْت على سِتَّة أعمدة سطرين كَذَا هُوَ بِالسِّين الْمُهْملَة

(س ط ع)

لجماعتهم وَعند الْأصيلِيّ شطرين بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ تَصْحِيف وَالْأول الصَّوَاب أَي صفّين يُقَال سطر وسطر وَمِنْه أساطير الْأَوَّلين أَي مَا كتبوه وزخرفوه وَقَوله وَإِلَّا فاسطكتا يَعْنِي أُذُنَيْهِ كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره فاستكتا وهما بِمَعْنى وسنذكره فِي السِّين وَالْكَاف (س ط ع) قَوْله غُبَار موكبه ساطعا أَي مرتفعا عَالِيا وَمِنْه فِي حَدِيث وَقت الصُّبْح لَا يصدنكم الساطع المصعد أَي الْمُرْتَفع وَمِنْه إِذا انْشَقَّ مَعْرُوف من الْفجْر سَاطِع وكل منتشر منبسط كالبرق وَالرِّيح الطّيبَة فَهُوَ سَاطِع السِّين مَعَ الْكَاف (س ك ب) قَوْله فَقَامَ إِلَى الْقرْبَة فسكب مِنْهَا أَي صب وَجعلت أسكب عَلَيْهِ ويسكب رَأسه أَي يقطر كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر والسكب الصب (س ك ت) قَوْله وَسكت الْقَوْم قيل هُوَ بِمَعْنى سكتوا يُقَال سكت وأسكت بِمَعْنى وَقيل اطرقوا قَوْله فأسكت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قيل فِيهِ مَا تقدم وَقيل اعْرِض عَنهُ وَقَوله فِي الصَّلَاة كَانَ يسكت اسكاتة بِكَسْر الْهمزَة وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ أسكاتة بِالضَّمِّ فَقُلْنَا يَا رَسُول الله اسكاتتك هَذِه وَفِي الْبكر سكاتها أذنها بِضَم السِّين قَالَ أَبُو زيد سكت سكتا وسكوتا وسكاتا وأسكت إسكاتا وَاخْتلف الْفُقَهَاء فِي السكتة بعد التَّكْبِيرَة الأولى وَبعد أم الْقُرْآن للْإِمَام هَل هِيَ مَشْرُوعَة أَو مَكْرُوهَة وَجَاء اسْكُتْ بِمَعْنى اعْرِض وَبِمَعْنى اطرق وَجَاء سكت بِمَعْنى سكن وَمِنْه فَلَمَّا سكت عَن مُوسَى الْغَضَب وَقَوله فِي حَدِيث سلوني فَلَمَّا قَالَ عمر ذَلِك سكت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يكون مِنْهُ هَذَا كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَسكن غَضَبه وَيحْتَمل ن يكون صمت عَمَّا كَانَ يَقُوله قبل وَيكون سكت بِمَعْنى مَاتَ وَمِنْه قَوْله فِي المرجوم فرجمناه بجلاميد الْحرَّة حَتَّى سكت أَي مَاتَ وَقَوله كَانَ يُصَلِّي يُرِيد من اللَّيْل إِحْدَى عشرَة رَكْعَة فَإِذا سكت الْمُؤَذّن من صَلَاة الْفجْر قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ هُوَ على وَجهه وَكَذَا روينَاهُ بِالتَّاءِ من السُّكُوت فِي هَذَا الحَدِيث على اخْتِلَاف أَلْفَاظه فِي جَمِيع الْأُمَّهَات أَي إِذا أكمل أَذَانه ورويناه عَن الْخطابِيّ سكب بِالْبَاء قَالَ وَمَعْنَاهُ اذن والسكب الصب اسْتِعَارَة للْكَلَام وحدثونا عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَوَجَدته بِخَط الجياني عَنهُ إِن سكت وسكب بِمَعْنى وَاحِد (س ك ر) قَوْله سكر الْأَنْهَار بِسُكُون الْكَاف وَفتح السِّين هُوَ سدها وَحبس مَائِهَا لتأْخذ مجْرى آخر وَالسكر بِكَسْر السِّين اسْم ذَلِك السداد الَّذِي يَجْعَل هُنَاكَ وَقَوله أَو شرب سكرا وَمن شرب السكر وَذكر السكر والمسكر فالسكر بِالْفَتْح هُوَ اسْم مَا يسكر من الْأَشْرِبَة وَكَذَا فِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ الْمُسكر مَكَان السكر قَالَ الله تَعَالَى) تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا (قَالُوا كَانَ هَذَا قبل تَحْرِيمه وَقيل فِي الْآيَة السكر للطعام وَقَالَهُ أَبُو عبيد وَأهل اللُّغَة ينكرونه وَمِنْه قَول ابْن مَسْعُود فِي السكر أَي الْمُسكر وَقَوله إِن للْمَوْت لسكرات جمع سكرة قَالَ الله تَعَالَى وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ وَهِي غَلَبَة الكرب على الْعقل واختلاطه لِشِدَّتِهِ وَقَول أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَجَاءَت سكرة الْحق بِالْمَوْتِ أَي سكرة الْموعد الْحق بِانْقِضَاء الْأَجَل وَقَوله وَلَا آكل فِي سكرجة بِضَم السِّين وَالْكَاف وَتَشْديد الرَّاء وَفتح الْجِيم كَذَا قيدناه وَقَالَ أَبُو مكي صَوَابه فتح الرَّاء هِيَ قصاع يُوكل فِيهَا صغَار وَلَيْسَت بعربية وَهِي كبرى وصغرى الْكُبْرَى تحمل سِتَّة أواقي وَالصُّغْرَى ثَلَاثَة أواقي وَقيل أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَقيل مَا بَين ثَلَاثِينَ أُوقِيَّة وَمعنى ذَلِك أَن الْعَجم كَانَت تستعملها فِي الكواميخ وأشباهها من الجوارشنات على الموائد وحول الْأَطْعِمَة للمشتهي والهضم فَأخْبر أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لم يَأْكُل على هَذِه الصّفة قطّ وَقَالَ الدَّاودِيّ وَهِي الْقَصعَة الصَّغِيرَة المدهونة وَذكر فِي تَفْسِير الغبيراء السكركة وَهِي

فصل الاختلاف والوهم

خمر الذّرة بِضَم السِّين وَضم الْكَاف وَسُكُون الرَّاء وَيُقَال أَيْضا الأسكركة بِضَم الْهمزَة وَسُكُون السِّين ويروى جَمِيعًا وَالْأول أشهر (س ك ك) قَوْله فجرت فِي سِكَك الْمَدِينَة ويسعون فِي السكَك ويتبعها فِي سِكَك الْمَدِينَة ولقيه فِي بعض سِكَك الْمَدِينَة ويسعون فِي السِّكَّة وسكة بني غنم السكَك هِيَ الطّرق والأزقة أَصْلهَا الطَّرِيقَة المصطفة من النّخل فسميت الطّرق فِي المدن بذلك لاصطفاف الْمنَازل بجنبيها وَقَوله جدي اسك قيل هُوَ الصَّغِير الْأُذُنَيْنِ الملتصقهما وَهُوَ أَيْضا الَّذِي لَا أذنان لَهُ وَالَّذِي قطعت أذنَاهُ سككته اصطلمت أُذُنَيْهِ وَهُوَ أَيْضا الْأَصَم الَّذِي لَا يسمع وَمِنْه قَوْله سمعته مِنْهُ وَإِلَّا فاستكتا أَي صمتا والإسكاك الصمم والسكك ضيق الصماخ وَمن رَوَاهُ فاصطكتا بِمَعْنَاهُ أبدل التَّاء طاء من افتعل كَمَا قَالُوا اصطاد لقرب مخرجها من السِّين وَالصَّاد وَقَوله ثمَّ جمعته فِي سك وقلادة من سك هُوَ طيب مَصْنُوع مَجْمُوع مَعْلُوم (س ك ن) قَوْله وَنزلت عَلَيْهِم السكينَة وَتلك السكينَة نزلت لقِرَاءَة الْقُرْآن قيل هِيَ الرَّحْمَة وَقيل هِيَ الطُّمَأْنِينَة وَقيل الْوَقار وَمَا يسكن بِهِ الْإِنْسَان مُخَفّفَة الْكَاف هَذَا الْمَعْرُوف وَحكى الْحَرْبِيّ عَن بعض اللغويين فِيهَا التَّشْدِيد وَذكر عَن الْفراء وَالْكسَائِيّ وَيحْتَمل أَن الَّتِي نزلت لقِرَاءَة الْقُرْآن السكينَة الَّتِي ذكر الله بقوله فِيهِ سكينَة من ربكُم فقد قيل أَنَّهَا شَيْء كَالرِّيحِ وَقيل خلق كالهر وَقيل خلق لَهُ وَجه كوجه الْإِنْسَان وَقيل روح من الله تكلمهم وَتبين لَهُم إِذا اخْتلفُوا فِي شَيْء وَقيل فِيهِ غير هَذَا وَفِيمَا ذَكرْنَاهُ مَا يحْتَمل أَن ينزل مثل هَذَا على من يقْرَأ الْقُرْآن أَو يجْتَمع للذّكر لِأَنَّهَا من جملَة الرّوح وَالْمَلَائِكَة وَالله أعلم وَأما قَوْله فِي الصَّلَاة فأتوها وَعَلَيْكُم الْوَقار والسكينة فَهُوَ هُنَا بِمَعْنى الْوَقار والسكون وَكرر للتَّأْكِيد وَقَوله السكن بِفَتْح الْكَاف مَا يسكن إِلَيْهِ من منزل أَو أهل وَذكر فِي الحَدِيث السكين وَهِي المدية وَذكر صَاحب الْعين أَنَّهَا تذكر وتؤنث وَقد جَاءَ فِي بعض الْأَحَادِيث فِي الْإِسْرَاء فِي غير هَذِه الْأُمَّهَات سكينَة بهَا وَقَالَ الْهَرَوِيّ أَكثر الْعَرَب لَا يعْرفُونَ إِدْخَال الْهَاء فِيهَا وَقَوله فَكَانَ الرجل استكان أَي خضع هُوَ افتعل من السّكُون يُقَال استكان واستكن وأسكن وتمسكن وَمِنْه وَأما صَاحِبَايَ فاستكانا أَي خضعا لي وَقيل استكان استفعل من الكنية بِالْكَسْرِ وَهِي الْحَال السَّيئَة وَقَالَ الْأَزْهَرِي إِنَّمَا هُوَ من السّكُون ومدت الْألف كَمَا قَالُوا ينباع فِي يَنْبع والمسكين مَأْخُوذ من هَذَا لضَعْفه وذلته وَأما قَوْله فِي حَدِيث الْغَار الآخر فيستكنا لشربتها ضَبطه الْأصيلِيّ بتَخْفِيف النُّون وَغَيره بتشديدها وهما بِمَعْنى الأول من استكان وَالثَّانِي من استكن أَي يُضعفَانِ لعدم شربتهما وَقَوله فيسكن جأشه أَي يطمئن قلبه وَمثله قَوْله تَعَالَى) إِن صَلَاتك سكن لَهُم (أَي طمأنينة يسكنون إِلَيْهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَمَا زَالَ يحفضهم حَتَّى سكتوا وَكَذَا للمستملي بِالتَّاءِ وَلغيره سكنوا بالنُّون وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث مَاعِز فرميناه بجلاميد الْحرَّة حَتَّى سكت كَذَا لكافتهم عَن مُسلم وَلابْن ماهان سكن بالنُّون وهما بِمَعْنى وَقد فسرناه فِي حَدِيث قتل أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ فَلَمَّا رَآنِي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سَاكِنا كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا بالنُّون وَرَوَاهُ بَعضهم ساكتا بِالتَّاءِ وَعند ابْن الْحذاء شاحبا وَقد يتَوَجَّه هُنَا الشحوب وَهُوَ تَغْيِير اللَّوْن من مرض أَو جزع فِي كَفَّارَة الْأَذَى فِي حَدِيث معقل من رِوَايَة ابْن أبي شيبَة أَو تطعم سِتَّة مَسَاكِين لكل مِسْكين صَاع كَذَا للعذري وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة لكل مسكينين كَمَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة وَقَوله فِي تَفْسِير وَقومُوا لله قَانِتِينَ قَالَ فَأمرنَا بِالسُّكُونِ كَذَا للجرجاني بالنُّون وللباقين بِالسُّكُوتِ بِالتَّاءِ وَقد تقدم فِي

(س ل ب)

تَفْسِير الْقُنُوت المعنيان فِي التَّوْحِيد فِي بَاب وَلَا تَنْفَع الشَّفَاعَة عِنْده حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم وَسكن الصَّوْت كَذَا لأبي ذَر وَلغيره وَسكت الصَّوْت وهما بِمَعْنى أَي صَوت الْمَلَائِكَة لقَوْله قيل سبح أهل السَّمَاوَات وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون وَالصَّاد وَفِي الْجَنَائِز أَن مسكينة مَرضت كَذَا هُوَ منون صفة بِدَلِيل قَوْله آخر الحَدِيث وَكَانَ يعود الْمَسَاكِين وَقد حكى عَن بَعضهم أَنه اسْم غير منون علم وَهُوَ خطأ السِّين مَعَ اللَّام (س ل ب) قَوْله من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه السَّلب مَا أَخذ عَن الْقَتِيل مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ من لِبَاس أَو آلَة وسلب الشَّاة جلدهَا إِذا سلخ كُله بِفَتْح اللَّام (س ل ت) قَوْله فِي الزَّكَاة ذكر السلت وَفِي الْبيُوع سُئِلَ عَن بيع الْبَيْضَاء بالسلت فكرهه وسقنا سويق سلت هُوَ حب بَين الْبر وَالشعِير لَا قشر لَهُ وَقَوله وأمرنا أَن نسلت الْقَصعَة أَي نمسحها بالإصبع مثل اللعق وَمِنْه سلت الدَّم عَن وَجهه إِذا مَسحه بِيَدِهِ وَمثله فِي الْبدن وسلت الدَّم عَنْهَا أَي أزاله وَمثله تسلت الْعرق فِيهَا أَي تَأْخُذهُ بإصبعها من النطع وتجعله فِيهَا (س ل ح) قَوْله فَتَلقاهُ المسالح مسالح الدَّجَّال جمع مسلحة بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام وهم الْقَوْم يعدون بِالسِّلَاحِ فِي طرف الثغر والمواضع لذَلِك لثغور وَتسَمى أَيْضا مسالح لذَلِك وَمِنْه فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَكَانَ مسلحة لَهُ وَذكر السلحفات بِضَم السِّين وَاللَّام كَذَا جَاءَ عِنْدِي عَن الْأصيلِيّ وَعند عَبدُوس السلحفا وَقَالَ أَبُو عَليّ القالي هِيَ السلحفا بِغَيْر هَاء مَقْصُور مَفْتُوحَة اللَّام وَغير الْأَصْمَعِي يَقُول سلحفات فيسكن اللَّام ويحرك الْحَاء وَيزِيد هَاء وَذَلِكَ غير مَعْرُوف قَالَ وَيُقَال سلحفية مثل بلهنية (س ل خَ) قَوْله سلخ حَيَّة بِفَتْح السِّين هُوَ جلدهَا الَّذِي تسلخه عَنْهَا قَوْله فِي شِرَاء حب اللبان بالسليخة قيل هُوَ زَيْت اللبان قبل أَن يطيب (س ل ك) قَوْله سلك يَده فِي فِيهِ أَي أدخلها قَالَ الله تَعَالَى) مَا سلككم فِي سقر ( (س ل ل) قَوْله فانسل بعيره أَي خرج وَلم يحس بِهِ وَمثله فِي الْجنب فانسل مِنْهُ وَمِنْه السلَّة السّرقَة لأخذها فِي خُفْيَة ورفق وَمثله لأسلنك مِنْهُم كَمَا تسل الشعرة من الْعَجِين وَمِنْه سل السَّيْف لإخراجه بِرِفْق وَمِنْه قَول عَائِشَة فِي الْحيض فانسللت من الخميلة فَأخذت ثِيَاب حيضتي أَي خرجت مِنْهَا بِرِفْق كَمَا قَالَت فِي الحَدِيث الآخر فأكره أَن أستقبله فانسل انسلالا وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث الْجنب فانسللت فَأتيت الرجل فاغتسلت أَي انقبضت عَنهُ وانصرفت يُرِيد من حَيْثُ لم يشْعر وَقَالَ بعض الشَّارِحين مَعْنَاهُ أسرعت من النسلان وَهُوَ تقَارب الخطو مَعَ الْإِسْرَاع وَلم يقل شَيْئا لِأَن النُّون هُنَا أَصْلِيَّة وَاللَّام غير مضاعفة (س ل م) قَوْله فَأَخذهُم سلما بِفَتْح السِّين وَاللَّام كَذَا ضَبطه بَعضهم وضبطناه عَن الْأَكْثَر بِسُكُون اللَّام وَالْأول أشبه وَمَعْنَاهُ أسرى وَالسّلم بِالْفَتْح الْأَسير لِأَنَّهُ أسلم وَترك وَأما السّلم بِسُكُون اللَّام وَفتح السِّين وَكسرهَا فَالصُّلْح وَكَذَا السَّلَام وَقَوله أقدمهم سلما أَي إسلاما وَالسّلم فِي البيع السّلف بِالْمِيم وَالْفَاء مَفْتُوح اللَّام بِمَعْنى وَهُوَ مَذْكُور فِي الحَدِيث وَهُوَ تَقْدِيم رَأس المَال فِي مَضْمُون مَوْصُوف إِلَى أجل مُشْتَقّ من الدّفع وَالتَّسْلِيم يُقَال فِيهِ أسلم وَسلم وأسلف وَسلف وأرهن كُله بِمَعْنى وَالسَّلَام اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى قيل مَعْنَاهُ ذُو السَّلامَة أَي من كل عيب وَنقص وَهُوَ اخْتِيَار ابْن فورك وَغَيره وَقيل الَّذِي سلم عباده من ظلمه حَكَاهُ الْخطابِيّ وَقَالَ الْحَرْبِيّ مَعْنَاهُ مُسلم عباده من هَلَاكه وَقَالَ الْقشيرِي مُسلم الْمُؤمنِينَ من عَذَابه قَالَ وَقيل الْمُسلم على عباده بقوله وَسَلام على عباده الَّذين اصْطفى أَي ذُو السَّلَام وَقيل الْمُسلم على الْمُؤمنِينَ فِي الْجنان بقوله سَلام قولا من رب رَحِيم وَأما السَّلَام من الصَّلَاة وَالسَّلَام من التَّحِيَّة فَقيل معنى ذَلِك السَّلامَة لَك وَلكم وَالسَّلَام والسلامة سَوَاء كالرضاع وَالرضَاعَة فَكَانَ الْمُسلم

إِذْ اسْلَمْ على الآخر أعلمهُ أَنه مسالم لَهُ لَا يخَاف مِنْهُ وَقيل مَعْنَاهُ الدُّعَاء أَي السَّلامَة لكم وَقيل معنى السَّلَام عَلَيْكُم أَي الله مَعكُمْ كَمَا يُقَال الله حافظك وحائطك أَو حفظ الله عَلَيْكُم وَفِي خبر السَّلَام اسْم من أَسمَاء الله فأفشوه بَيْنكُم وَقَوله مَا مِنْكُم أحد الا وَقد وكل بِهِ قرينه قيل وَأَنت قَالَ وَأَنا إِلَّا أَن الله أعانني عَلَيْهِ فَأسلم روينَاهُ بِالضَّمِّ وَالْفَتْح فَمن ضم رد ذَلِك إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي فَأسلم أَنا مِنْهُ وَمن فتح رده إِلَى القرين أَي أسلم من الْإِسْلَام وَقد روى فِي غير هَذِه الْأُمَّهَات فاستسلم وَقَوله مَا كَانَ من أَرض سلم فَفِيهَا الزَّكَاة كَذَا لجمهورهم بِفَتْح السِّين وَمَعْنَاهُ أَرض إِسْلَام وَعند أبي ذَر السَّلَام معرفَة وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ أَرض الْإِسْلَام وَعند الْجِرْجَانِيّ أَرض مُسلم وَقَوله أسلم سَالَمَهَا الله من مجانسة الْكَلَام لِأَن من سالمته لم يرمنك مَا يكره فَإِنَّهُ دَعَا لَهَا بِأَن يصنع الله بهَا مَا يُوَافِقهَا وَيكون سَالَمَهَا بِمَعْنى سلمهَا وَجَاء بفاعل كَمَا قَالَ قَاتله الله بِمَعْنى قَتله وَقَوله أَن سيد الْحَيّ سليم أَي لديغ يُقَال لمن لدغه ذَوَات السمُوم سليم على معنى التفاؤل بسلامته من ذَلِك وَقيل سمي بذلك لاستسلامه لما بِهِ وَقَوله أسلم تسلم الأول بِكَسْر اللَّام من الْإِسْلَام وَالثَّانِي بِفَتْحِهَا من السَّلامَة وأصل الْإِسْلَام الانقياد وَفرق فِي حَدِيث جِبْرِيل بَينه وَبَين الْإِيمَان فَجعل الْإِيمَان بَاطِنا بِمَا تعلق بِعَمَل الْقلب وَالْإِسْلَام ظَاهرا بِمَا تعلق بِعَمَل الْجَوَارِح وَهَذَا نَحْو قَوْله تَعَالَى) قل لم تؤمنوا وَلَكِن قُولُوا أسلمنَا (فَفرق بَينهمَا وَقد جَاءَ أَيْضا بِمَعْنى وَاحِد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فأخرجنا من كَانَ فِيهَا من الْمُؤمنِينَ فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت من الْمُسلمين وأصل الْإِسْلَام الطَّاعَة والانقياد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى واجعلنا مُسلمين لَك وأصل الْإِيمَان التَّصْدِيق وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وَمَا أَنْت بِمُؤْمِن لنا وَلَو كُنَّا صَادِقين فَإِذا جاآ مفترقين فعلى أصل الْوَضع فِي اللُّغَة وَإِذا جاآ مُجْتَمعين فعلى مشاركتهما فِي مَعْنَاهُمَا لِأَن الْعَمَل فِي الْجَوَارِح طَاعَة لله وتصديق لأوامره ووعده ووعيده وإيمان بذلك وَلِأَن الْإِيمَان بِالْقَلْبِ طَاعَة لله وانقياد لأوامره وَقَوله أَن الرجل ليسلم وَمَا يُرِيد إِلَّا الدُّنْيَا فَمَا يسلم حَتَّى يكون الْإِسْلَام أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا مَعْنَاهُ ينقاد ظَاهرا طلبا للدنيا أَو يحب الدُّخُول فِي الْإِسْلَام طلبا للدنيا فَمَا يلتزمه وينقاد لشرائعه ويتمكن فِي قلبه حَتَّى يصرفهُ عَن الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَة وَقَوله فِي الْإِمَامَة فأقدمهم سلما بِكَسْر السِّين كَذَا رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة أَي إسلاما وَفِي رِوَايَة غَيره أقدمهم سنا وَفِي الحَدِيث الآخر أكبرهم سنا وَهَذِه تعضد الرِّوَايَة الثَّانِيَة وَقَوله فاستلم الْحجر قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ افتعل من السَّلَام بِالْفَتْح كَأَنَّهُ حَيَّاهُ بذلك وَقَالَ القتبي هُوَ افتعل من السَّلَام بِالْكَسْرِ وَهِي الْحِجَارَة وَمَعْنَاهُ لمسه كَمَا يُقَال اكتحل من الْكحل وَقَوله عَن سلمات الطَّرِيق بِكَسْر اللَّام وَأُولَئِكَ السلمات مثله كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ فيهمَا قيل حجارها جمع سَلمَة بِالْكَسْرِ وَضَبطه غير الْأصيلِيّ فيهمَا بِفَتْح اللَّام جمع سَلمَة وَهِي شجر من العضاه وَهِي شجر الْقرظ وَقَالَ الدَّاودِيّ سلمات الطَّرِيق الَّتِي تتفرع من جوانبه وَهَذَا غير مَعْرُوف لُغَة وَقَوله على كل سلامي من النَّاس صَدَقَة أَي فِي كل عظم ومفصل وَأَصله عِظَام الْكَفّ وَإِلَّا كارع وَقد جَاءَ هَذَا فِي الحَدِيث مُفَسرًا فَذكر ثَابت فِي دلائله عَنهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لِابْنِ آدم ثَلَاثمِائَة مفصلا وَسِتُّونَ مفصلا على كل مفصل صَدَقَة قَالُوا وَمن يَسْتَطِيع ذَلِك قَالَ ينحى أحدكُم الْأَذَى عَن الطَّرِيق ويبزق فِي الْمَسْجِد فيدفنه فَإِن لم يسْتَطع فَإِن رَكْعَتي الضُّحَى تجزآنه وَفِي مُسلم فِي كل تَسْبِيحَة صَدَقَة وكل تَحْمِيدَة صَدَقَة وكل تَكْبِيرَة صَدَقَة وكل تَهْلِيلَة صَدَقَة وَأمر بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَة وَنهى عَن الْمُنكر صَدَقَة وتجزئ عَن ذَلِك رَكْعَتَانِ

فصل الاختلاف والوهم

من الضُّحَى وَقَوله فِي كتاب التَّفْسِير فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث كَعْب فَلَا يكلمني أحد مِنْهُم وَلَا يسلمني كَذَا رِوَايَة الْقَابِسِيّ فِيهِ وَسَقَطت اللَّفْظَة عِنْد الْأصيلِيّ وَالْمَعْرُوف أَن السَّلَام إِنَّمَا يتَعَدَّى بِحرف جر إِلَّا أَن يكون اتبَاعا ليكلمني فَلهُ وَجه أَو يرجع إِلَى معنى من فسر السَّلَام بِأَنَّهُ سلم منى فَلهُ وَجه أَيْضا (س ل ف) قَوْله من سلف فليسلف فِي كيل مَعْلُوم بِمَعْنى سلم وَقد ذَكرْنَاهُ وَمِنْه السلفة فِي الطَّعَام وَأَصله من التَّقَدُّم سمي بذلك لتقدم رَأس المَال فِيهِ وَمِنْه سلف الرجل مُتَقَدم آبَائِهِ يُقَال فِيهِ سلفت وأسلفت وَالِاسْم السّلف بِفَتْح اللَّام وَكَذَلِكَ من الْقَرْض وَمِنْه نهي عَن سلف جر مَنْفَعَة أَو عَن سلف وَبيع وَقَوله أسلمت على مَا سلف لَك من خير أَي تقدم وَمضى وأسلفت قدمت وَالسَّلَف كل عمل صَالح تقدم للْعَبد وَمِنْه قَوْله فِي الدُّعَاء للطفل اجْعَلْهُ لنا فرطا وسلفا أَي مُتَقَدما نجده فِي الْآخِرَة وَالسَّلَف أَيْضا من تقدمك من آبَائِك وقرابتك وَقَوله حَتَّى تنفرد سالفتي أَي تَنْقَطِع عنقِي وتنفرد عَن رَأْسِي والسالفة أَعلَى الْعُنُق وَقيل السالفتان جانبا الْعُنُق وَقيل السالف حَبل الْعُنُق وَهُوَ الْعرق الَّذِي بَينه وَبَين الْكَتف (س ل ق) قَوْله أَنا بَرِيء من السالقة والحالقة وَلَيْسَ منا من حلق وسلق مخفف اللَّام أَي رفع صَوته عِنْد الْمُصِيبَة وَحلق شعره عِنْدهَا وَقَالَ ابْن جريج هِيَ خَمش الْوَجْه وصكه والسلق القشر وَمِنْه فِي حَدِيث آخر لعن الله السالقة فِيهِ المعنيان وَيُقَال فِي هَذَا كُله أَيْضا بالصَّاد من أجل الْقَاف وَمن هَذَا قَوْله تَعَالَى) سلقوكم بألسنة حداد (أَي جهروا فِيكُم بالسوء من القَوْل وَقَوله فِي حَدِيث الْعَجُوز وأصل سلق بِكَسْر السِّين بقلة مَعْرُوفَة (س ل ى) قَوْله أَيّكُم يَجِيء بسلا جزور بني فلَان بِفَتْح السِّين وَتَخْفِيف اللَّام مَقْصُور هُوَ الْجلْدَة الَّتِي يكون فِيهَا الْوَلَد وَهِي فِي الْمَاشِيَة كالمشيمة لبني آدم وَمِنْه قَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير الإقراء مَا قَرَأت يَعْنِي النَّاقة سلاقط أَي مَا جمعت. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم (ف س ر) وَذكر عَن أهل الْكتاب أَنهم كَانُوا يفسرونها يَعْنِي الثوراة بِالْعَرَبِيَّةِ لأهل الْإِسْلَام كَذَا لأكثرهم وَعند الْجِرْجَانِيّ لأهل الشَّام أَو أهل الْإِسْلَام على الشَّك وَلَا وَجه لأهل الشَّام هُنَا وَفِي الْمَلَاحِم ويجتمعون لأهل الْإِسْلَام وَيجمع لَهُم أهل الْإِسْلَام كَذَا للسجزي والسمرقندي وَعند ابْن ماهان الشَّام فِي الأول وَالْإِسْلَام فِي الآخر وَعند العذري فيهمَا أهل الشَّام وَالْإِسْلَام فيهمَا وَهُوَ أشبه وَقَوله فضل الْمَدِينَة فَيَقُول الدَّجَّال اقتله فَلَا يُسَلط عَلَيْهِ كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ وَبَعْضهمْ وَلَا أسلط وَهُوَ وهم وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي قَوْله وَقدر فِي السرد وَلَا تدق المسامير فتسلسل كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ بالراء وَمَعْنَاهُ تخرج من الثقب بِرِفْق ولين أَو تتحرك لرقتها حَتَّى يلين خُرُوجهَا وَعند غَيره فتسلسل بِمَعْنَاهُ السلسال والسلسلة من اللين وَقد قَالُوا فِي تَفْسِير السلسبيل هِيَ اللينة السهلة فِي الْحلق الَّذِي تسلسل فِيهِ وأصل السلسلة الِاتِّصَال وَمِنْه سميت السلسلة وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال اقتله وَلَا أسلط كَذَا لبَعض الروَاة للْبُخَارِيّ وَعند الْقَابِسِيّ والأصيلي وَلَا يُسَلط وَهُوَ الصَّحِيح الْمُفَسّر فِي غَيره من الْأَحَادِيث وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب الدّين والحول وَإِنَّمَا فرق بَين أَن لَا يَبِيع إِلَّا مَا عِنْده وَأَن يسلف الرجل فِي شَيْء لَيْسَ عِنْده اصله كَذَا لِعبيد الله بِكَسْر اللَّام وَفِي بعض نسخ ابْن بكير يسلف بِفَتْحِهَا وَفِي رِوَايَة الْمُهلب يتسلف لِعبيد الله ولبعض رُوَاة الْمُوَطَّأ بالراء وَالصَّوَاب رِوَايَة غير عبيد الله قَالَ القَاضِي رَحمَه الله بل هِيَ الْخَطَأ إِلَّا من قَالَ بِفَتْح اللَّام أَو كَمَا قَالَ عِنْد عبيد الله وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك وَكَانَ على مُسلما فِي شَأْنهَا يَعْنِي عَائِشَة كَذَا رَوَاهُ الْقَابِسِيّ وعبدوس والأصيلي وَكَذَا قيد فِي أصولهم

(س م ت)

ولاكثر رُوَاة الفربرى بِكَسْر اللَّام من التَّسْلِيم وَترك الْكَلَام فِي إِنْكَاره وَفتحهَا الْحَمَوِيّ وَبَعْضهمْ من السَّلامَة من الْخَوْض فِيهِ وَرَأَيْت مُعَلّقا عَن الْأصيلِيّ أَنا كَذَا قرأناه قَالَ وَلَا أعرف غَيره وَرَوَاهُ النَّسَفِيّ وَابْن السكن مسيئا من الْإِسَاءَة فِي الْحمل عَلَيْهَا وَترك التحزب لَهَا وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة وَعَلِيهِ تدل فُصُول الحَدِيث فِي غير مَوضِع لكنه منزه أَن يَقُول مقَال أهل الْإِفْك كَمَا نَص عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَلكنه أَشَارَ بفراقها وشدد على بَرِيرَة فِي أمرهَا السِّين مَعَ الْمِيم (س م ت) قَوْله تسميت الْعَاطِس فسمتوه وسمت عاطسا يُقَال بِالسِّين والشين مَعًا وَأَصله السِّين فِيمَا قَالَه ثَعْلَب قَالَ وَأَصله من السمت وَهُوَ الْهَدْي وَالْقَصْد وَأكْثر رِوَايَات الْمُحدثين فِيهِ وَقَول النَّاس بالشين الْمُعْجَمَة قَالَ أَبُو عبيد وَهِي أعلا اللغتين وَأَصله الدُّعَاء بِالْخَيرِ وَقَالَ بعض المتكلفين إِنَّمَا أَصله الشين من شماتته بالشيطان وقمعه بِذكر الله وحمده وَقَوله أقرب سمتا بِفَتْح السِّين هُوَ حسن الْهَيْئَة والمنظر فِي الدّين وَالْخَيْر لَا فِي الْجمال والملبس والسمت أَيْضا الْقَصْد وَالطَّرِيق والجهة وَمِنْه سمت الْقبْلَة قَالَ الْخطابِيّ وأصل السمت الطّرق المنقاد (س م ح) قَوْله كَانَ أسمح لِخُرُوجِهِ أَي أسهل وَمِنْه السماحة فِي البيع أَي التسهيل وَمثله السماح والسموحة والسمح بِفَتْح الْمِيم قَالَ ابْن قُتَيْبَة يُقَال مِنْهُ سمح واسمح وَرجل سمح بِسُكُون الْمِيم وَمِنْه قَوْله رحم الله عبدا سَمحا إِذا بَاعَ الحَدِيث (س م ر) قَوْله فِي الْمُحَاربين وَسمر أَعينهم بتَخْفِيف الْمِيم قيل مَعْنَاهُ كحلها بالمسامير المحماة وضبطناه عَنْهُم فِي البُخَارِيّ بتَشْديد الْمِيم وَالْأول أوجه ويروى سمك بِاللَّامِ وسنذكره وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب وَقَوله فِي الطَّعَام السمراء هُوَ الْبر الشَّامي وينطلق على الْبر جملَة وأنثها على معنى الْحِنْطَة أَو الْحبَّة وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث الْمُصراة ورد مَعهَا صَاعا من طَعَام لَا سمراء يفسره قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى صَاعا من تمر قَوْله السمر بعد الْعشَاء كَذَا الرِّوَايَة وَقَالَ أَبُو مَرْوَان الْأَحْسَن بِسُكُون الْمِيم هُوَ اسْم الْفِعْل وَكَذَا ضَبطه بَعضهم وبالفتح هُوَ الحَدِيث بعْدهَا وَأَصله لون ضوء الْقَمَر لأَنهم كَانُوا يتحدثون إِلَيْهِ وَمِنْه سمي الأسمر اسمر لشبهه لذَلِك اللَّوْن وَقَوله لأسمر السمراء الْبر وأنثها على معنى الْحِنْطَة أَو الْحبَّة (س م ط) قَوْله مَا أكل شَاة سميطا وَفِي الحَدِيث الآخر شَاة مسموطة هُوَ مَا شوى بجلده بعد أَن نزع عَنهُ صوفه أَو شعره (س م ل) قَوْله سمل أَعينهم قيل فقاها بالشوك وَقيل هُوَ أَن يُؤْتى بحديدة محماة وتقرب من الْعين حَتَّى يذهب نظرها وعَلى هَذَا تتفق مَعَ رِوَايَة من قَالَ سمر بالراء إِذْ قد تكون هَذِه الحديدة مسمارا وَكَذَلِكَ أَيْضا على الْوَجْه الأول وَقد يكون فقؤها بالمسمار وسملها بِهِ كَمَا فعل ذَلِك بالشوك (س م م) قَوْله وَمن قتل نَفسه بِسم يُقَال بِفَتْح السِّين وَضمّهَا وَالْفَتْح أفْصح وَقَوله السمُوم بِالْفَتْح هُوَ شدَّة الْحر وَقَوله سم الْخياط أَي ثقب الإبرة بِالْفَتْح وَالضَّم أَيْضا وكل ثقب ضيق فَهُوَ سم (س م ن) قَوْله كُنَّا نسمن الْأُضْحِية وَكَانَ الْمُسلمُونَ يسمنون ظَاهره يعلفونها وَقد يحْتَمل أَن يختاروا سمنها وَقَوله ويفشوا فيهم السّمن وَيُحِبُّونَ السمانة يُرِيد كَثْرَة اللَّحْم وَأَنه الْغَالِب عَلَيْهِم وَإِن كَانَ فِيمَن تقدم قَلِيلا الأتراه قَالَ فِي رِوَايَة يكثر فيهم وَأَيْضًا فَهُوَ لَا يستحسنونه ويستجلبونه خلاف من هُوَ فِيهِ خلقه كَمَا قَالَ وَيُحِبُّونَ السّمن وَلِأَنَّهُ من كَثْرَة الْأكل وَلَيْسَت من صِفَات الكرماء وَالرِّجَال (س م ع) قَوْله وَمن سمع سمع الله بِهِ قيل مَعْنَاهُ من رَأيا بِعَمَلِهِ وَسمع بِهِ النَّاس ليعظموه شهره الله يَوْم الْقِيَامَة وَقيل من أذاع على مُسلم عَيْبا وشنعه عَلَيْهِ أظهر الله عيوبه وَقيل سمع بِهِ أسمعهُ الْمَكْرُوه

فصل الاختلاف والوهم

وَقَوله كَانَ إِذا كَانَ فِي سفر وأسحر يَقُول سمع سامع بِحَمْد الله وَحسن بلائه أَي بلغ سامع قولي وَقَالَ مثله ودعى بِهِ تَنْبِيها على الذّكر فِي السحر وَالدُّعَاء ح وَضبط الْخطابِيّ سمع سامع قَالَ وَمَعْنَاهُ شهد شَاهد أَي ليسمع سامع وَيشْهد شَاهد بِحَمْد رَبنَا على نعْمَته وَقَوله سمع الله لمن حَمده قيل مَعْنَاهُ أجَاب الله دُعَاء من حَمده قيل ذَلِك على الْخَبَر وَقيل على الحض وَالتَّرْغِيب وَمِنْه فِي الحَدِيث وَأَعُوذ بك من قَول لَا يسمع تَفْسِيره الحَدِيث الآخر من دَعْوَة لَا تستجاب وَمِنْه أَي السَّاعَات اسْمَع قَالَ جَوف اللَّيْل الآخر يَعْنِي أرجي للإجابة وَقيل أولى بِالدُّعَاءِ وأوقع للسمع وَقَالَ الْجَوْهَرِي سمع الله لمن حَمده مَعْنَاهُ تقبل الله وَقَوله فِي خبر عُثْمَان وَأُسَامَة أَتَدْرُونَ أَنِّي لَا ُأكَلِّمهُ إِلَّا سمعكم كَذَا للأصيلي بِفَتْح السِّين وضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ بِالْفَتْح وَالْكَسْر على أبي الْحُسَيْن شَيخنَا أَي حَتَّى تَسْمَعُونَ وَوَقع لغير الْأصيلِيّ أَلا أسمعكم ولبعضهم أَلا سَمِعْتُمْ والسمع بِالْفَتْح سمع الْإِنْسَان هُوَ الْمَكَان الَّذِي يسمع مِنْهُ وَهُوَ المسمع بِفَتْح الميمين أَيْضا من قَوْلهم هُوَ منى بمرأى ومسمع والمسمع بِكَسْر الْمِيم الأولى الصماخ وَقيل الْأذن والسمع بِالْفَتْح وَالْكَسْر اسْم السماع للشَّيْء ورياء وَسُمْعَة أَي أرى فعله وَسمع بِهِ (س م س ر) قَوْله يكون لَهُ سمسار أَي دلال وَذكر السمسرة وَأجر السمسار والسماسرة أَصله الْقيم بِالْأَمر الْحَافِظ لَهُ وَلذَلِك قَالَ لَهُم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَا معشر التُّجَّار ثمَّ اسْتعْمل فِي متولى البيع وَالشِّرَاء لغيره (س م ي) قَوْله وَهِي الَّتِي كَانَت تساميني أَي تضاهيني وتعاندني وتطاولني وَأَصله من السمو والارتفاع يُقَال فلَان يسموا إِلَى الْمَعَالِي أَي يَتَطَاوَل إِلَيْهَا وَرَأَيْت بَعضهم فسره من سوم الْخَسْف وَهُوَ تجسم الْإِنْسَان مَا يشق عَلَيْهِ ويكرهه وملازمة ذَلِك عَلَيْهِ كَأَنَّهُ ذهب إِلَى أَن مَعْنَاهُ تؤذيني وتغيظني وَلَا يَصح على هَذَا من جِهَة الْعَرَبيَّة أَن يُقَال فِي المفاعلة مِنْهُ سامني إِنَّمَا يَصح فِيهِ ساوم وَالْوَجْه مَا قُلْنَاهُ وَقَوله بِاسْمِك أَحْيَا وباسمك أَمُوت أَي بِذكر اسْمك حَياتِي وَعند مماتي وَقد يكون مَعْنَاهُ بك أَحْيَا وَبِك أَمُوت أَي أَنْت تحييني وتميتني وَقَوله سِيمَاهُمْ التحليق أَي علامتهم بِكَسْر السِّين وَفِي حَدِيث الْحَوْض لكم سِيمَا أَي عَلامَة يُقَال سِيمَا مَقْصُور وسيماء مَمْدُود وسيمياء وَوجدت بِخَط شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد أبي عبد الله بن الْحَاج عَن أبي مَرْوَان بن سراج سومى أَيْضا وَهُوَ من السمة أَي الْعَلامَة وَأَصلهَا سومة والسومة الْعَلامَة وَقَوله فِيمَا سقت السَّمَاء الْعشْر المُرَاد بِهِ الْمَطَر وَإِضَافَة إِلَى السَّمَاء لِأَنَّهُ مِنْهَا وَمن جِهَتهَا ينزل قَالَ الله تَعَالَى) وأنزلنا من السَّمَاء مَاء طهُورا (وكل مَا علاك فأظلك فَهُوَ سَمَاء والمطر يُسمى سَمَاء وَمِنْه قَوْله على أثر سَمَاء كَانَت من اللَّيْل قَالَ الشَّاعِر (إِذا نزل السَّمَاء بِأَرْض قوم) وَقَوله طوله فِي السَّمَاء أَي فِي الِارْتفَاع. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الجهنميين كَأَنَّهُمْ عيدَان السماسم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ من مُسلم وَلَا معنى لهَذَا اللَّفْظ ينفهم هُنَا قَالَ بَعضهم السماسم كل نَبَات ضَعِيف كالسمسم والكزبرة وَقَالَ بَعضهم وَالْأَشْبَه أَنه عيدَان السماسم وَهُوَ الأبنوس مَهْمُوز يَعْنِي من سوادهم كَمَا قَالَ فصاروا حمما وَقَالَ فِي الحَدِيث نَفسه فَيدْخلُونَ أَنهَار الْجنَّة فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيس وَقَوله فِي بَاب هَدِيَّة الْعَرُوس فعمدت إِلَى تمر وَسمن وأقط كَذَا لَهُم وَلابْن السكن سويق مَكَان سمن وَقَوله يحبونَ السمانة كَذَا لأكْثر الروَاة وَمَعْنَاهُ كَثْرَة حرصهم على الدُّنْيَا والتمتع من طيباتها والسرف فِي عرضهَا وَعند بَعضهم الشَّهَادَة وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ صحيحتان فقد جَاءَ فِي الحَدِيث نَفسه من الرِّوَايَة الْأُخْرَى ويفشوا فيهم السّمن وَفِيه يشْهدُونَ وَلَا يستشهدون وَتقدم فِي حرف الْبَاء وَقَوله سمع أُذُنِي

(س ن و)

وَفِي تَفْسِير سُورَة الحجرات فَمَا كَانَ عمر يسمع من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعد هَذِه الْآيَة حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ كَذَا لَهُم بِضَم الْيَاء وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْأصيلِيّ بِفَتْحِهَا وَهُوَ وهم وقلب للمعنى وضده وَفِي قتل الْحَيَّات وَذكر الأبتر وَذَا الطفيتين فَإِنَّهُمَا يلتمسان الْبَصَر ويسقطان الْحَبل وَذَلِكَ من سميهما كَذَا للكافة وَعند ابْن الْحذاء من شيمتهما وَالْأول أوجه وَكِلَاهُمَا مُحْتَمل فقد يكون ذَلِك من خواصهما وشيمتهما وَقد يكون من قُوَّة سمهما يعدوا فيفعل هَذَا بِمَشِيئَة الله تَعَالَى كَمَا يفعل عين العائن وَالله أعلم وَقَوله فِي حَدِيث الْخَوَارِج من رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى سماتهم كَذَا للْقَاضِي الصَّدَفِي فِي مُسلم بِزِيَادَة تَاء وَلغيره سِيمَاهُمْ كَمَا تقدم وَلم نر من ذكره بِالتَّاءِ وَقد ذكرنَا الْوُجُوه الْمَعْلُومَة الْمَذْكُورَة فِيهِ وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب فَلَمَّا اسْتمرّ بِالنَّاسِ الْجد أَي الْإِسْرَاع فِي السّير كَذَا لمُسلم وَعند البُخَارِيّ اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجد كَذَا لِابْنِ السكن وَعند الْأصيلِيّ أَشد النَّاس الْجد بِرَفْع النَّاس وَنصب الْجد وَهُوَ أَضْعَف الْوُجُوه السِّين مَعَ النُّون (س ن و) قَوْله اصابنا عَام سنة أَي عَام شدَّة ومجاعة كَذَا ضبطناه على الْإِضَافَة وَهُوَ الصَّوَاب وَضَبطه بَعضهم سنة بِالرَّفْع وَالْأول الصَّوَاب وَإِذا سافرتم فِي السّنة وأخذتم سنة وَلَيْسَت السّنة إِلَّا تمطر كُله بِمَعْنى الجدب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَلَقَد أَخذنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ (أَي بالقحوط وَأَصلهَا سنوة وَلذَلِك تجمع السّنة سنوات وَقيل سنهة وَالتَّاء فِيهِ زَائِدَة لكنه كثر اسْتِعْمَالهَا كَذَلِك فقر بِنَا ذكرهَا فِي هَذِه التَّرْجَمَة وَمِنْه وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كسنى يُوسُف وَأَن لَا يُهْلِكهُمْ بِسنة عَامَّة وعام سنة وَقَوله نهى عَن بيع السنين وَهِي المعاومة وَهُوَ بيع الثَّمر سِنِين وَهُوَ من الْغرَر وَمن بيع مَا لَيْسَ عنْدك وَمن بيع الثَّمر قبل وجوده وطيبه وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة نهى عَن بيع الثَّمر سِنِين (س ن ح) قَوْله فَكرِهت أَن أسنحه أَي أَسِير أَمَامه وأقوم فِي وَجهه فأقطع صلَاته بِدَلِيل قَوْلهَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وأكره أَن أستقبله وَفِي الْأُخْرَى ان أَجْلِس فأوذيه فانسل انسلالا وَقد اخْتلف إِعْرَاب أهل الْحجاز وَأهل نجد فِي السانح والبارح والتيمن والتشاؤم بِأَحَدِهِمَا وَقد يكون اسنحه هُنَا أتعرض لَهُ فِي صلَاته يُقَال سنح لي أَمر أَي عرض لي (س ن خَ) قَوْله وإهانة سنخة أَي سم متغير الرَّائِحَة يُقَال سنخ الطَّعَام ورنخ بِكَسْر النُّون (س ن د) قَوْله فأسند فِي الْجَبَل ويسندون فِي الْجَبَل وأسندوا إِلَيْهِ فِي مشربَة لَهُ كُله أَي صعدوا والسند مَا ارْتَفع من الأَرْض وَقَوله مُسْتَند ويروى مُسْتَند إِلَى صدرها ومسند ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور وَقَوله وَأسْندَ ظَهره إِلَى قبَّة وَأسْندَ إِلَى رَاحِلَته كُله أَي أسْند ظَهره إِلَيْهَا وأضاف ظَهره إِلَيْهَا وَمِنْه يُقَال لعميد الْقَوْم والداب عَنْهُم والقائم بأمرهم سندهم أَي الَّذِي يضافون إِلَيْهِ ويعتمدون عَلَيْهِ فِي مهماتهم ويسند الحَدِيث رِجَاله الَّذين رَوَوْهُ وَإِسْنَاده أَيْضا أَصله وَرَفعه وجبة السندس هُوَ رَقِيق الديباج قَوْله كيل السندرة بِفَتْح السِّين هُوَ مكيال وَاسع وَقد فسرناه فِي الْكَاف وَقيل السندرة العجلة وَالْجد وَقيل السندرة شجر يعْمل مِنْهُ النبل فَلَعَلَّ هَذَا الْكَيْل سمي بِهِ لِأَنَّهُ عمل مِنْهَا وَقَوله بالسندوق كَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ بِالسِّين وَالْمَشْهُور بالصَّاد وَهُوَ مثل التابوت (س ن ن) قَوْله فاستنت شرفا أَو شرفين أَي جرت طلقا أَو طلقين وَقيل لجت فِي عودهَا وإتبالها وإدبارها وَقيل الاستنان يخْتَص بالجري إِلَى فَوق وَقيل مَعْنَاهُ مرحت ونشطت والاستنان كالرقص من البارع وَقَالَ ابْن وهب أفلتت وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ رعت على مَا يتفسر بعد هَذَا فِي الحَدِيث الآخر وَقيل الاستنان جريها بِغَيْر فَارس

(س ن م)

وسنفسر الشّرف بأشبع من هَذَا فِي مَوْضِعه وَقَوله وَأَن يستن وَهِي تستن وَسَمعنَا استنانها والاستنان وَالطّيب بِمَعْنَاهُ يستاك والاستنان ذَلِك الْأَسْنَان وحكها بسواك وَنَحْوه وَقَوله أعْطوا الركب أسنتها قيل جَمِيع الْأَسْنَان وَالسّن الرَّعْي أَي أتركوها ترعى بهَا هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة وَقد انتقد عَلَيْهِ وَقيل لَا تعرف الأسنة إِلَّا جمع سِنَان إِلَّا أَن تكون الأسنة جمع أسنانها فَيكون جمع جمع قَالَه الْخطابِيّ وَأنكر أَبُو مَرْوَان هَذَا وخطاه وَقَالَ أسنة من الْجمع الْقَلِيل وَلَا يكون جمع جمع وَقيل جمع سِنَان وَهُوَ الْقُوَّة أَي اتركوها ترعى لتقوى وَقيل السّنَن الْأكل الشَّديد بِالْكَسْرِ وَيُقَال أصَاب الْإِبِل الْيَوْم سنا من الرَّاعِي إِذا مشقت فِيهِ مشقا صَالحا وَيجمع على هَذَا أسنانا ثمَّ أسنة مثل أكنان وأكنة وَهَذَا مِمَّا يحْتَملهُ الحديثان مَعًا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ أَحْسنُوا رعيها حَتَّى تسمى وتحسن فِي عين النَّاظر فتمنعه من نحرها فَكَأَنَّهَا استترت مِنْهُ بسنان وَأنْشد لَهُ إبل فرش ذَوَات أسنة وَفِي هَذَا التَّأْوِيل تكلّف شَدِيد وَقَوله فسنها فِي الْبَطْحَاء أَي صبها وَمِنْه فسن عَلَيْهِ المَاء وَسن المَاء على وَجهه أَي صبه والشن بالشين الْمُعْجَمَة والمهملة الصب وَهُوَ المُرَاد هُنَا وَمِنْه فسنوا على التُّرَاب سنا أَي أسيلوه وصبوه صبا سهلا ويروى بالشين الْمُعْجَمَة وَقيل هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ فِي المَاء تفريقه ورشه وَمِنْه فِي حَدِيث ابْن عمر كَانَ يسن المَاء على وَجهه وَلَا يشنه وَقَوله لتتبعن سنَن من كَانَ قبلكُمْ بِفَتْح السِّين وَالنُّون روينَاهُ هُنَا أَي طريقهم وَسنَن الطَّرِيق نهجه وَيُقَال سنَنه بضمهما وسننه بِفَتْح السِّين وَضم النُّون وَكَانَ هَذَا جمع سنة وَهِي الطَّرِيقَة أَيْضا وَقَوله فَهِيَ السّنة أَي الطَّرِيقَة الَّتِي سنّهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأمر بهَا وَمِنْه من س نسنة حَسَنَة أَو سَيِّئَة أَي من فعل فعلا سلك فِيهِ سَبيله وامتثل فِيهِ طَرِيقه وَقَوله أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) علمنَا سنَن الْهدى وَأَنه شرع سنَن وَإِن من سنَن الْهدى روينَاهُ عَنْهُم بِالْفَتْح وَالضَّم وَعَن العذري فِي الأول بِالضَّمِّ وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم قَوْله فِي الْيَتِيمَة سنة مثلهَا أَي صدَاق مثلهَا يُرِيد عَادَة مثلهَا وَقَوله جَذَعَة خير من مُسِنَّة وَفِي أَرْبَعِينَ مُسِنَّة قَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الَّتِي بدلت أسنانها وَقد اخْتلف فِي الْجَذعَة وَهِي الثَّنية فَقيل هِيَ ابْنة ثَلَاث سِنِين وَدخلت فِي الرَّابِعَة وَقيل هِيَ ابْنة اثْنَيْنِ وَدخلت فِي الثَّالِثَة وَقَوله فِي الزَّكَاة لَيْسَ السن وَالظفر يُرِيد وَاحِد الْأَسْنَان وَذكر أَسْنَان الرمْح وأسنة الرماح جمعه وَهُوَ حديدته ونصله وَفِي حَدِيث أم خَالِد سنه سنة وَفِي رِوَايَة أُخْرَى سناه سناه وَفِي أُخْرَى سنا سنا كلهابفتح السِّين وَتَشْديد النُّون إِلَّا عِنْد أبي ذَر فَإِنَّهُ يُخَفف النُّون من سنه والقابسي بِكَسْر السِّين من سناه والمسنة من الْبَقر الثَّنية فَمَا زَاد وَفَسرهُ فِي الحَدِيث فِي البُخَارِيّ أَن مَعْنَاهُ حَسَنَة بالحبشية قَالَ وَقَالَ عِكْرِمَة سنا الْحسن وَقَوله لَا كبر سنك سنّ الْإِنْسَان بِالْكَسْرِ وَقَوله بِالْفَتْح وَلدته مثله فِي السن والمولود وَقَوله فَإِذا أَسْنَان الْقَوْم أَي مشايخهم وذووا أسنانهم وَقَوله فِي تَفْسِير العرم المسناة بلحن أهل الْيمن أَي بلغتهم (س ن م) قَوْله وَاجِب اسنمتهما وذروة سنامه وكأسنمة البخت وشويت لَهُ من سنامها هِيَ حدبة الْجمل وأحدها سَنَام بِفَتْح السِّين وَيجمع أسنمة وَقَوله وَرَأَيْت قبر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مسنما وَهُوَ الَّذِي رفع على وَجه الأَرْض وَأظْهر مأخوذا من السنام الْمُتَقَدّم (س ن و) قَوْله وَمَا سقِِي بالسانية فَفِيهِ نصف الْعشْر وَفِي بقر السواني الزَّكَاة السانية الدَّلْو الْكَبِير وأداتها الَّتِي يَسْتَقِي بهَا وَبِه سميت الدَّوَابّ سانية لاستقائها بهَا وَكَذَلِكَ المستقى بهَا سانية أَيْضا يُقَال مِنْهُ سنوت اسنوا سناية وسناوة وسنوا (س ن ي) قَوْله

فصل الاختلاف والوهم

العرم المسناة بلحن حمير هِيَ كالضفائر تبنى للسيل ترده. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي مَانع الزَّكَاة فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الْملك وحَدثني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم تسبتن عَلَيْهِ يَعْنِي الْإِبِل كَذَا عِنْد السمر قندي والتميمي فيهمَا وللطبري فِي حَدِيث إِسْحَاق وَحده وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم أَي ترد عَلَيْهِ مقبلة ومدبرة على مَا فسرناه قبل هَذَا وَرَوَاهُ الْبَاقُونَ تسير عَلَيْهِ وَهُوَ الْأَشْهر كَقَوْلِه كلما مرت عَلَيْهِ فِي الحَدِيث نفس وَقَوله فِي الْعَزْل هِيَ خادمنا وسانيتنا كَذَا روايتنا وَرِوَايَة الْجَمَاعَة أَي الَّتِي تستقي لنا وَعند ابْن الْحذاء سائسنا أَي خَادِم فرسنا وَفِي طَلَاق الثَّلَاث وسنتين من خلَافَة عمر كَذَا هُوَ على التَّثْنِيَة عِنْدهم وَعند الطَّبَرِيّ سِنِين على الْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَثَلَاثًا من إِمَارَة عمر وَقَوله فِي الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ إِذا كَانَ النوح عَلَيْهِ من سنته ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَالْبَاء وَقَوله فَرَأَيْت النِّسَاء يسندن فِي الْجَبَل أَي يصعدن بالنُّون وَالسِّين الْمُهْملَة كَذَا للقابسي فِي الْجِهَاد وَلابْن السكن فِي كتاب الْفَضَائِل وَفِي الْجِهَاد وَعند الْأصيلِيّ والنسفي يَشْتَدُّونَ بالشين الْمُعْجَمَة وَالتَّاء أَي يجرونَ والشد الجري وَعند أبي الْهَيْثَم فِي الْجِهَاد يشتددن ولبقية شُيُوخ أبي ذَر والمروزي هُنَا بالشين وَالتَّاء وَكَذَا اخْتلفُوا فِيهِ فِي بَاب مَا يكره من التَّنَازُع فَكَانَ عِنْد الْأصيلِيّ يشتدن وَعند غَيره يسندن بالنُّون وَعند أبي ذَر يشتددن وَفِي بَاب الْوَفَاء بالأمان إِذا اسندن فِي الْجَبَل كَذَا رَوَاهُ أَكثر شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ بِالسِّين الْمُهْملَة وَالنُّون وَعند ابْن فطيس اشْتَدَّ بالشين وَالتَّاء وَشد الدَّال كُله بالمعنيين الْمُتَقَدِّمين وَفِي الْوكَالَة فِي قَضَاء الدُّيُون قَالُوا إِلَّا أمثل من سنه كَذَا لَهُم وللجرجاني من مُسِنَّة وَالْأول الصَّوَاب وَهَذَا وهم قَوْله فِي الضَّحَايَا يبْقى من الضَّحَايَا وَالْبدن الَّتِي لم تسن كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَعند أَحْمد بن سعيد الصَّدَفِي بِكَسْر السِّين وَكَذَا سمعناه من شَيخنَا أبي إِسْحَاق وَعند الجياني عَن أبي عمر النمري تسنن بِفَتْح النُّون وَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ وَذكر القتبي تسنن بِكَسْر النُّون وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ الَّتِي لم تنْبت أسنانها كَأَنَّهَا لم تعط أسنانا وَيُقَال سنت إِذا أنبتت أسنانها وَهَذَا مثل نَهْيه عَن الهتماء قَالَ الْأَزْهَرِي وَقد وهم وَالْمَحْفُوظ تسنن بِكَسْر النُّون أَي لم تسن يُقَال لم تسنن وَلم تسن يُرِيد لم تثن وَقَوله فِي حَدِيث بَوْل الْأَعرَابِي فسنه عَلَيْهِ يَعْنِي المَاء كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ بِالْمُهْمَلَةِ وَلغيره فشنه بِالْمُعْجَمَةِ وهما بِمَعْنى وَقد فرق بَينهمَا وَالْأول هَا هُنَا أَنه بِمَعْنى الصب السِّين مَعَ الْعين (س وع) قَوْله على سَاعَتِي هَذِه من الْكبر أصل الْكَلِمَة الْوَاو وَيحْتَمل أَن يُرِيد على حالتي فِي وقتي وزمني وَقد يحْتَمل أَن يُرِيد مُنْتَهى حَالي وسني واتساع الْكبر بِي وَأَخذه مني وَقَوله فِي حَدِيث الْجُمُعَة من رَاح فِي السَّاعَة الأولى الحَدِيث وَذكر فِيهِ الثَّانِيَة إِلَى الْخَامِسَة ذهب مَالك إِلَى أَن السَّاعَة هُنَا جُزْء من الزَّمَان وَأَن المُرَاد بِهَذِهِ السَّاعَات كلهَا أَجزَاء سَاعَة وَاحِدَة وَهِي السَّادِسَة الَّتِي تَزُول فِيهَا الشَّمْس وَأَنه لَيْسَ المُرَاد بذلك سَاعَات النَّهَار الْمَعْلُومَة المنقسمة على اثنى عشرَة سَاعَة وَذهب غَيره إِلَى أَن المُرَاد بذلك سَاعَات النَّهَار الْمَعْلُومَة وَالِاخْتِلَاف فِي ذَلِك مبْنى على الِاخْتِلَاف فِي معنى قَوْله رَاح وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَقَوله من أَشْرَاط السَّاعَة سميت يَوْم الْقِيَامَة السَّاعَة لِأَنَّهَا كلمح الْبَصَر وَلم يكن فِي كَلَام الْعَرَب فِي المدد أقصر من السَّاعَة فسميت بذلك وَقَوله أَن يَعش هَذَا الْغُلَام لَا يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم عَلَيْكُم سَاعَتكُمْ وَفِي الْأُخْرَى السَّاعَة فسره فِي حَدِيث هِشَام يَعْنِي موتكم يُرِيد إعدام أم الْقرن كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يبْقى مِمَّن هُوَ الْيَوْم على وَجه الأَرْض أحد (س ع د) قَوْله لبيْك وَسَعْديك

فصل الاختلاف والوهم

أَي ساعدت طَاعَتك يارب مساعدة بعد مساعدة وَقيل وَسَعْديك أَي وسعادتك أَي قد سعدت والسعد الْحَظ الْمُوَافق قَالَ وثنى لمتابعة لبيْك وَقد تقدم تَفْسِير لبيْك وَقَوله أسعدتني فُلَانَة أَي أعانتني فِي النِّيَاحَة على الْمَيِّت وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي تَمام هَذَا الحَدِيث فِي غير هَذِه الْأُمَّهَات لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام وَهَذَا يدل أَن الحَدِيث على النَّهْي لَا الْإِبَاحَة وعَلى التوبيخ لَا التسويغ قَالَ ابْن سُلَيْمَان فالإسعاد فِي هَذَا خَاصَّة وَأما المساعدة فَفِي كل مَعُونَة يُقَال أَنَّهَا مَأْخُوذَة من وضع الرجل يَده على ساعد الآخر إِذا ماشاه فِي حَاجَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الإسعاد المعونة فِي كل شَيْء والمساعدة الْمُوَافقَة وَقَالَ الْخَلِيل لَا يُقَال أسعد إِلَّا فِي النوح والبكاء وَقَوله وَوضع رَأسه على ساعده وَوَضعه على ساعديه أَي ذِرَاعَيْهِ والساعد مَا دون الْمرْفق إِلَى الْكَفّ وَقَوله مثل شوك السعدان وَهُوَ نبت ذُو شوك من أحسن مرَاعِي الْإِبِل وَهُوَ الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل مرعى وَلَا كالسعدان (س ع ر) وَقَوله سعروا الْبِلَاد بشد الْعين قَالَ الْخَلِيل لَا يُقَال فِيهِ سعرت وَلَا أسعرت وَحكى أَبُو حَاتِم التَّخْفِيف وَحكى أَبُو زيد وَغَيره أَسعر فِي ذَلِك أَي الهبوها شرا وضرا كثيرا كالتهاب النَّار والسعير النَّار وسعارها بِالضَّمِّ حرهَا والسعر بِالْفَتْح وَسُكُون الْعين اتقادها وويل أمه مسعر حَرْب بِكَسْر الْمِيم أَي يوقدها والمسعار والمسعر الْعود الَّذِي تحرّك بِهِ النَّار وَذكر السّعر بِالْكَسْرِ فِي الطَّعَام وَهُوَ الثّمن الَّذِي تقف فِيهِ الْأَسْوَاق والتسعير إيقافها على ثمن مَعْلُوم لَا يُزَاد عَلَيْهِ (س ع ط) قَوْله ويستسعط بِهِ من الْعذرَة أَي يَجْعَل مِنْهُ سعوط بِفَتْح السِّين وَهُوَ مَا يَجْعَل فِي الْأنف من الأودية يُقَال فِيهِ سعطته وأسعطته حَكَاهُمَا أَبُو زيد وَصَاحب الْأَفْعَال وَغَيرهمَا (س ع ل) قَوْله وَأخذت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سعلة بِفَتْح السِّين (س ع ي) قَوْله الأرده على ساعيه قيل رئيسه وَقيل واليه وَيبْعَث سعاته السعاة وُلَاة الصَّدَقَة قَالَ أَبُو عبيد وكل من ولي شَيْئا على قوم فَهُوَ ساع عَلَيْهِم وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي وُلَاة الصَّدَقَة وَبِهَذَا يتَأَوَّل قَوْله فِي بَاب الْحَج فَلَمَّا قدم على من سعايته أَي ولَايَته لَا سِعَايَة الصَّدَقَة إِذْ كَانَ مِمَّن لَا يصلح أَن يكون من العاملين عَلَيْهَا الَّذين تحل لَهُم وَقَوله وَلَا تأتوها وَأَنْتُم تسعون من السَّعْي الَّذِي هُوَ الجري والاشتداد أَو دونه شَيْئا وَالسَّعْي بَين الصَّفَا والمروة مِنْهُ وَقد سمي فِي بعض الحَدِيث الطّواف بِالْبَيْتِ سعيا لِأَنَّهُ قد سمي الْمَشْي والمضي سعيا قَالَ الله تَعَالَى) ثمَّ ادعهن يأتينك سعيا (قَالَ بَعضهم وَالسَّعْي إِذا كَانَ بِمَعْنى الجري وَبِمَعْنى الْمُضِيّ تعدى بالي وَذَا كَانَ بِمَعْنى الْعَمَل تعدى بِاللَّامِ كَقَوْلِه تَعَالَى) وسعى لَهَا سعيها (وَقد فسر مَالك قَوْله تَعَالَى فاسعو إِلَى ذكر الله إِنَّه السَّعْي على الْأَقْدَام وَلَيْسَ بالاشتداد وَإِلَى تَأتي بِمَعْنى اللَّام فِي الْمُعْتق بعضه وَفِي الْمكَاتب يستسعى على مَا لم يسم فَاعله واستسعى فِيمَا عَلَيْهِ أَي أتبع بِهِ وَطلب بالسعي فِي فكاك مَا بَقِي من رقبته أَو مِمَّا ادّعى عَنهُ أَي يُكَلف الطّلب وَالْكَسْب وَالْعَمَل فِي ذَلِك على من يَقُول بذلك من الْعِرَاقِيّين وَخَالفهُم الحجازيون وَلم يرَوا عَلَيْهِ استسعاء وَمِنْه السَّاعِي على عِيَاله وعَلى الأرملة واليتيم أَي الْعَامِل ليقوتهم وَقَوله فسعوا لَهُ بِكُل شَيْء طلبُوا وجدوا وَالسَّعْي الْعَمَل وَقَوله فسعوا عَلَيْهَا حَتَّى لغبوا أَي جدوا حَتَّى أعيوا وَقَوله ولتتركن القلاص فَلَا يسْعَى عَلَيْهَا أَي لَا تَأْخُذ زَكَاتهَا ذَكرْنَاهُ فِي الْقَاف وَقَوله يسعون فِي السكَك أَي يجرونَ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي كَلَام الرب مَعَ أهل الْجنَّة يَا ابْن آدم لَا يسعك شَيْء كَذَا للأصيلي من السعَة

(س ف ح)

وَلغيره لَا يشبعك وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب رَحْمَة الْوَلَد فَإِذا امْرَأَة من السَّبي قد تحلب ثديها تسْعَى إِذا وجدت صَبيا أَخَذته كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ تسقى وَهُوَ وهم وَعند مُسلم تبتغي وَالْوَجْه تسْعَى وَقَوله فِي الملدوغ فسعوا لَهُ بِكُل شَيْء ويسعوا لَهُ بِكُل شَيْء وفسعينا لَهُ بِكُل شَيْء كَذَا فِي نسخ البُخَارِيّ وَقَوله طلبُوا وجدوا فِيمَا ينْتَفع بِهِ أَو بَادرُوا وجدوا فِي ذَلِك وَأتوا بِهِ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه شفوا بالشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء فشفينا لَهُ بِكُل شَيْء وَكَذَا ذكر هاذين اللَّفْظَيْنِ فِي هَذَا الحَدِيث أَبُو دَاوُود أَي طلبُوا لَهُ الشِّفَاء وَمَا يشتفى بِهِ وَقَوله يتبع بهَا شعف الْجبَال هَذَا هُوَ الْمَشْهُور بالشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء مفتوحتين وَهِي رؤوسها وأطرافها وَكَذَا لِابْنِ الْقَاسِم ومطرف والقعنبي وَابْن بكير وكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ غير يحيى بن يحيى فَإِنَّهُم رَوَوْهُ بِالْبَاء وَاخْتلف الروَاة عَنهُ فأكثرهم يَقُول شعب بِضَم الشين الْجبَال أَي أطرافها ونواحيها وَمَا انفرج مِنْهَا والشعبة مَا انفرج بَين الجبلين وَهُوَ الْفَج وَعند ابْن المرابط بِفَتْح السِّين وَهُوَ وهم وَعند الطرابلسي سعف بِالسِّين الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَالْفَاء وَهُوَ أَيْضا بعيد هُنَا وَإِنَّمَا هُوَ جرائد النّخل السِّين مَعَ الْفَاء (س ف ح) قَوْله فِي سفح الْجَبَل بِفَتْح السِّين عرضه وصفحه بالصَّاد جَانِبه (س ف ر) قَوْله بَعْدَمَا أَسْفر أَي أَضَاء الْوَقْت وابتدأ الْأَسْفَار وَالْأَصْل فِيهِ الْبَيَان يُقَال مِنْهُ أَسْفر وسفر وَمِنْه أسفروا فِي الْفجْر أَي صلوها أَي بعد تبين وَقتهَا وسطوع ضوء الْفجْر وَلَا تبَادرُوا بهَا أول مبادئ الْفجْر قبل تبينه هَذَا مَذْهَب الْحِجَازِيِّينَ فِي تَقْدِيم وَقتهَا وَأَنَّهَا أفضل والعراقيون يذهبون إِلَى صلَاتهَا عِنْد الْأَسْفَار الْبَين من آخر وَقتهَا وَأَنه أفضل وَقَوله أَنا قوم سفر بِفَتْح السِّين أَي مسافرون وسفر جمع سَافر كراكب وَركب لكنه لم يتكلموا بسافر وَالْفِعْل من سَافر أَيْضا شَاذ اللَّفْظ مِمَّا وَقع فِي بَاب فَاعل من فعل وَاحِد والمطرد مِنْهُ من اثْنَيْنِ وَقَوله وعملت لَهُ سفرة السفرة طَعَام الْمُسَافِر وَمِنْه سميت الْآلَة الَّتِي يعْمل فِيهَا سفرة إِذا كَانَت من جلد وَمِنْه قَوْله أَنهم يَأْكُلُون على السّفر (س ف ل) قَوْله الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى فَسرهَا فِي الحَدِيث أَنَّهَا السافلة وَرُوِيَ عَن الْحسن أَنَّهَا الْمَانِعَة وَمذهب المتصوفة أَنَّهَا المعطية وَقد فسرناه فِي العلى وَكَذَلِكَ ذكرنَا تَقْيِيد قَوْله وَنزل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي السّفل وَقَول من أنكر فِيهِ بِالضَّمِّ (س ف ن) قَوْله فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتنَا إِلَى النَّجَاشِيّ كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ ولسائرهم سفينتها (س ف ع) قَوْله سفعاء الْخَدين هُوَ شحوب وَسَوَاد فِي الْوَجْه وَفِي البارع هُوَ سَواد الْخَدين من الْمَرْأَة الشاحبة قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ حمرَة يعلوها سَواد يُقَال فِيهِ بِفَتْح السِّين وَبِضَمِّهَا وَفِي الحَدِيث الآخر أرى بِوَجْهِك سفعة غضب يُقَال بِفَتْح السِّين وَضمّهَا وَفِي الحَدِيث الآخر وَعِنْدهَا جَارِيَة بوجهها سفعة روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ وفسرها فِي الحَدِيث صفرَة وَهَذَا غير مَعْرُوف فِي اللُّغَة وَقيل مَعْنَاهُ عَلامَة من الشَّيْطَان وَقيل ضَرْبَة وآخذة من الشَّيْطَان من قَوْله لنسفعا بالناصية سفعت بالناصية قبضت عَلَيْهَا وسفعة لطمة وسفعته بالعصا ضَربته وَقَوله لنسفعا من هَذَا لنأخذن بهَا ونجرنه بهَا وأصل السفع الْأَخْذ بالناصية ثمَّ اسْتعْمل فِي غَيرهَا وَقيل لنعلمه بعلامة أهل النَّار وَمن اسوداد وَجهه وزرقة عينه فَاكْتفى بالناصية عَن ذكر الْوَجْه وَقيل لنذلنه وَقيل غير ذَلِك وَقَوله بَعْدَمَا مسهم مِنْهَا سفع يَعْنِي النَّار أَي سَواد من لفحها وَقيل عَلامَة من النَّار (س ف ف) قَول البُخَارِيّ أكلا لَهَا السف هُوَ الْإِكْثَار وَالْأكل الشَّديد فَقَوله السف إِشَارَة إِلَى هَذَا وَإِنَّمَا يسْتَعْمل السف فِي الشّرْب وَقَوله إِذا شرب استف كَذَا عِنْد مُسلم والأصيلي بِالسِّين

فصل الاختلاف والوهم

الْمُهْملَة وَهُوَ الْإِكْثَار من الشّرْب قَالَ أَبُو زيد سففت المَاء إِذا أكثرت من شربه وَلم ترو وَرَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ اشتف بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ قريب من الأول وَهُوَ الِاسْتِقْصَاء فِي الشّرْب مَأْخُوذ من الشفافة وَهِي الْبَقِيَّة تبقى فِي الْإِنَاء فَإِذا شربهَا صَاحبهَا قيل اشتف (س ف ق) قَوْله السفق بالأسواق فِي الْحَدِيثين جَاءَ فِي بعض الْمَوَاضِع بِالسِّين وَفِي بَعْضهَا بالصَّاد وَالصَّاد أَكثر وَعرف فِي الحَدِيث وَكتب اللُّغَة وَهِي الْمُبَايعَة فِيهَا وَأَصله عِنْد البيع ضرب يَد الْمُتَبَايعين بَعْضهَا بِبَعْض وَهِي صَفْقَة البيع وَلَكنهُمْ قَالُوا ثوب صفيق وسفيق وَهَذَا لَا يُنكر من أجل الْقَاف (س ف هـ) قَوْله سفه الْحق بِكَسْر الْفَاء أَي جهل نَفسه وَلم يفكر فِيهَا وَقيل مَعْنَاهُ سفه الْحق مشدد الْفَاء أَي رَوَاهُ سفها وجهلا وَالسَّفِيه الْخَفِيف الْعقل وَقيل الْجَاهِل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الَّذِي كَانَ يصل رَحمَه وهم يقطعونه كَأَنَّمَا تسفهم المل بِضَم التَّاء وَكسر السِّين أَي تسقيهم التُّرَاب أَو الرماد الْحَار وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم كَذَا روايتنا فِيهِ عَن شُيُوخنَا فِي صَحِيح مُسلم وَرَوَاهُ بَعضهم كَأَنَّمَا تسفيهم المل بِفَتْح التَّاء وَسُكُون السِّين أَي ترمي التُّرَاب والرماد المحمي فِي وجههم وَعند بعض الروَاة تسقيهم المَاء وَهُوَ تَصْحِيف وَخطأ قَبِيح قَوْله فِي بَاب الصّيام فِي السّفر عَن أنس بن مَالك سافرنا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم يعب الصَّائِم على الْمُفطر كَذَا رِوَايَة يحيى بن يحيى وَجَمَاعَة رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن مَالك وَكَذَا قَالَه الْحفاظ من أَصْحَاب حميد أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ والثقفي والأنصاري وَغَيرهم وَعند ابْن وضاح سَافر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي رِوَايَة أُخْرَى سَافر أَصْحَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالُوا وَرِوَايَة الْجَمَاعَة الصَّوَاب وَلم يقل مَا قَالَ ابْن وضاح إِلَّا يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن حميد السِّين مَعَ الْقَاف (س ق ط) قَوْله عَن النَّار لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ بِفَتْح السِّين وَالْقَاف السقط من كل شَيْء مَا لَا يعْتد بِهِ وَسقط الْمَتَاع رديه وَكَذَلِكَ كل شَيْء وسقاطته مثله والساقط والساقطة الرجل السفلة من النَّاس واللئيم وَقَوله فِي حَدِيث التَّوْبَة سقط على بعيره قد أضلّهُ مَعْنَاهُ صادفه ووجده من غير قصد وَفِي الْمثل سقط الْعشَاء بِهِ على سرحان وَقَوله فَسقط فِي نَفسِي من التَّكْذِيب وَلَا إِذْ كنت فِي الْجَاهِلِيَّة كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا سقط على مَا لم يسم فَاعله وَمَعْنَاهُ تحيرت يُقَال سقط فِي يَده إِذا تحير فِي أمره وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) سقط فِي أَيْديهم (وَقيل ندموا وَقَوله وَلَا يُصَلِّي على من لَا يستهل أَنه سقط هُوَ مَا ولد مَيتا يُقَال مِنْهُ أسقطت الْمَرْأَة وَسقط جَنِينهَا وَلَا يُقَال فِي هَذَا وَقع وَقَالَ أَبُو حَاتِم إِذا ولد الْمَوْلُود قبل تَمام شهوره فَهُوَ سقط وَفِيه ثَلَاث لُغَات ضم السِّين وَفتحهَا وَكسرهَا وَكَذَلِكَ سقط الرمل وَهُوَ منقطعه وَكَذَلِكَ سقط النَّار وَهُوَ شعلة الزند قبل اتقاده وَقَوله يسقطان الْحَبل أَي يطرحانه من أَجْوَاف النِّسَاء فِي حَدِيث الْإِفْك حَتَّى أسقطوا لَهَا بِهِ ذَكرْنَاهُ فِي حرف اللَّام وَالْخلاف فِي تَفْسِيره وَرِوَايَته (س ق ف) قَوْله وَكَانَ ابْن الناطور سقف على نَصَارَى الشَّام كَذَا هُوَ بِضَم السِّين وَكسر الْقَاف مُشَدّدَة وَفتح الْفَاء على مَا لم يسم فَاعله فِي رِوَايَة أبي ذَر والمروزي من رِوَايَة الْأصيلِيّ وَعند الْجِرْجَانِيّ سقفا بِضَم السِّين وَالْقَاف وتنوين الْفَاء وَعند الْقَابِسِيّ أسقفا بِضَم الْهمزَة وَسُكُون السِّين وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي هَذَا الْحَرْف بِالْهَمْزَةِ مشدد الْفَاء وَحكى بَعضهم أَسْقُف وسقف مَعًا وَهُوَ لِلنَّصَارَى الرءيس فِي مَا قَالَه صَاحب الْعين وسقف قوم لذَلِك وَقَالَ غَيره

فصل الاختلاف والوهم

يحْتَمل أَنه إِنَّمَا سمي بذلك لانحنائه وخضوعه لتدنيه عِنْدهم وَأَنه قيم شريعتهم وهوذون القَاضِي والأسقف الطَّوِيل فِي انحناء فِي الْعَرَبيَّة وَالِاسْم مِنْهُ السّقف والسقيفي وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ الْعَالم (س ق ي) قَوْله ادْع الله أَن يسقينا وأسقاني سويقا وَمَا سقِِي بالنضح يُقَال سقِِي وأسقى بِمَعْنى وَاحِد عِنْد بَعضهم قَالَ الله تَعَالَى) وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا (و) نسقيكم مِمَّا فِي بطونها (وَقُرِئَ بِالضَّمِّ وَكَذَا ذكره الْخَلِيل وَصَاحب الْأَفْعَال فِي بَاب فعل وأفعل بِمَعْنى وَكَذَلِكَ سقى الله الأَرْض وأسقى وَقَالَ غَيرهمَا سقيته ناولته مَا يشربه وأسقيته جعلت لَهُ سقيا يشرب مِنْهُ وَيُقَال فِيهِ سقيا وَقَوله بَاعَ سِقَايَة من ذهب بِكَسْر السِّين هِيَ الْآنِية يسقى فِيهَا المَاء وَيشْرب قَالَه ملك قَالَ يبرد فِيهَا المَاء قَالَ ابْن وهب بَلغنِي أَنَّهَا كَانَت قلادة خرز وَذهب وورق وَوهم فِي هَذَا وَقيل فِي الساقيات الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن أَنَّهَا مكيال وَقَوله استسقى على الْمِنْبَر وَصَلَاة الاسْتِسْقَاء هُوَ الدُّعَاء لطلب السقيا وَالصَّلَاة لذَلِك وَالِاسْتِسْقَاء طلب ذَلِك واستسقى فجلبنا لَهُ شَاة أَي طلب منا نسقيه وَقَوله وَهُوَ قَائِل بالسقيا وَدخل على عَليّ بالسقيا اسْم مَوضِع أَخذ القائلة فِيهِ وسنذكره وَقَوله أعجلتهم أَن يشْربُوا سقيهم كَذَا هُوَ بِالْكَسْرِ لأكْثر الروَاة وَهُوَ اسْم الشَّيْء المسقى وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالْفَتْح وَالْأول الصَّوَاب. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب الشّرْب قَائِما شرب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من زَمْزَم فَشرب قَائِما واستسقى كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء واستقى وَالْأول الصَّوَاب لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِي الحَدِيث أَنه لم يستق وَاعْتذر عَن ذَلِك بقوله لَوْلَا أَن يغلبكم عَلَيْهَا النَّاس لفَعَلت أَي استنوا بِفِعْلِهِ فَتخرج السِّقَايَة من أَهلهَا وَفِي خبر المزادتين فسقى من سقِِي كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَعند الْقَابِسِيّ وَابْن السكن فسقى من شَاءَ وَكِلَاهُمَا صَوَاب أَي سقى من سقى دَابَّته وَهُوَ الَّذِي شَاءَ أَن يسْقِي وَفِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة فِي الْفَضَائِل فِي مُسلم حَتَّى استسقى النَّاس وَفِي رِوَايَة حَتَّى أشفى النَّاس أَي أبلغهم من الرّيّ آمالهم وَيكون النَّاس هُنَا نصبا وَالصَّحِيح الأول وَفِي الْأَشْرِبَة فِي ذكر الأوعية فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث عبد الله بن عمر وَمن رِوَايَة سُفْيَان عَن سُلَيْمَان الْأَحول لما نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الأسقية قيل لَيْسَ كل النَّاس يجد سقاء ذكر الأسقية هُنَا وهم وَصَوَابه نهى عَن الأوعية والظروف كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا وَقد قيل قَوْله لَيْسَ كل النَّاس يجد سقاء يدل على إِبَاحَة الأسقية وكما قَالَ فِي حَدِيث عبد الْقَيْس قَالَ فَفِيمَ تشرب قَالَ فِي أسقية الآدم وَأرى أَن هَذَا الْفَصْل نقص على رَاوِي هَذَا الحَدِيث وَقيل لَعَلَّه نهى إِلَّا عَن الأسقية بِدَلِيل قَوْله نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء وَقَوْلهمْ بعده أَو كل النَّاس يجد سقاء وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر فِي مُسلم نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء وَاشْرَبُوا فِي الأسقية قيل لَعَلَّه فِي الأوعية أَو الظروف لِأَنَّهُ نسخ بقوله إِلَّا فِي سقاء وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر الْمَذْكُور نَهَيْتُكُمْ عَن الظروف لِأَن السقاء لرقته يسْرع التَّغْيِير لما فِيهِ بإسعافه وانتفاخه وَيبين هَذَا كُله قَوْله فِي الحَدِيث الآخر الْمَذْكُور ونسخه بقوله انتبذو كل مُسكر حرَام وَهَذَا بِمَعْنَاهُ وَقَوله فِي حَدِيث أنس فِي التَّوْبَة من رِوَايَة هداب لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده من أحدكُم إِذا اسْتَيْقَظَ على بعيره قد أضلّهُ كَمَا جَاءَ فِي جَمِيع النّسخ لمُسلم هُنَا قَالَ بَعضهم لَعَلَّه سقط وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَقد فسرناه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى قد روى الحَدِيث البُخَارِيّ أَيْضا من رِوَايَة ابْن مَسْعُود فَنَامَ نومَة ثمَّ رفع رَأسه فَإِذا رَاحِلَته عِنْده فَهَذَا نَحْو قَوْله اسْتَيْقَظَ لَكِن مساق حَدِيث أنس وَوَجهه سقط

(س وا)

السِّين مَعَ الْهَاء (س هـ ك) قَول المحروق أسحقوني أَو أسهكوني بِفَتْح الْهَاء هما بِمَعْنى وَاحِد وَفِي كتاب التَّوْحِيد قَالَ فاسحكوني وَلأبي ذَر فاسكهوني وَقد تقدم (س هـ ل) قَوْله إِلَّا أسهلن بِنَا أَي أفضين بِنَا إِلَى سهل من الأَرْض وَهُوَ ضرب مثل واستعارة أَي فرجن عَنَّا مَا نَحن فِيهِ كَالَّذي يخرج من الْحزن إِلَى السهل وَقَوله ويسهل مِنْهُ يُقَال أسهل الْقَوْم إِذا صَارُوا إِلَى السهل وَقَوله فِي الْجَمْرَتَيْن تقدم مُسْتَقْبل الْقبْلَة ويهل (س هـ م) قَوْله فِي الْأَذَان ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا أَي يقترعوا بِالسِّهَامِ قَالَ الله تَعَالَى) فساهم فَكَانَ من المدحضين (وَخرج بسهمي والسهم النَّصِيب وَمثله قَوْله إذهبا فَتَوَخَّيَا ثمَّ اسْتهمَا أَي تحريا الصَّوَاب واقتسما بِالْقُرْعَةِ (س هـ و) قَوْله فِي الحَدِيث على سهوة سترا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ كالصفة بَين يَدي الْبَيْت وَقيل بَيت صَغِير شبه المخدع وَقَالَ الْخَلِيل عيدَان يُعَارض بَعْضهَا على بعض يوضع عَلَيْهَا الْمَتَاع فِي الْبَيْت وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي السهوة الكوة بَين الدَّاريْنِ وَقَالَ غَيره هُوَ أَن يبْنى بَين حائطي الْبَيْت حَائِط صَغِير وَيجْعَل السّقف على الْجَمِيع فَمَا كَانَ وسط الْبَيْت فَهُوَ سهوة وَمَا كَانَ دَاخله فَهُوَ مخدع وَقيل هِيَ شَبيه بالرف والطاق يوضع فِيهِ الشَّيْء وَقيل هِيَ شبه دخلة دَاخِلَة الْبَيْت وَقيل بَيت صَغِير منحدر فِي الأَرْض سمكه مُرْتَفع شَبيه بالخزانة وَقيل صفة بَين بَيْتَيْنِ قَوْله سَهَا والسهو فِي الصَّلَاة قيل هُوَ بِمَعْنى النسْيَان وَقيل بِمَعْنى الْغَفْلَة السِّين مَعَ الْوَاو (س وَا) قَوْله وأسوءتاه السوءة الفعلة القبيحة أَو الْكَلِمَة القبيحة وَمِنْه سمي الْفرج بذلك من الرجل وَالْمَرْأَة قَالَ الله تَعَالَى) فبدت لَهما سوآتهما (وسوءة أَخِيه وَقَوله وَمن أَسَاءَ فِي الْإِسْلَام أَخذ بِالْأولِ وَالْآخر قيل مَعْنَاهُ ارْتَدَّ وَقيل أَسَاءَ إِسْلَامه فَلم يخلصه وَلم يكن مِنْهُ على يَقِين وَقَوله إِحْدَى سوءاتك يَا مقداد أَي أفعالك القبيحة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَفِي كتاب الْفِتَن عائذا بِاللَّه من سوء الْفِتَن وَعند أبي زيد سَوَاء وَالسوء الْبلَاء والهلاك وكل مَا يسوء وَيكرهُ وعَلى رِوَايَة سَوَاء أَي قبائح وَمِنْه السَّيئَة وَهُوَ كل مَا قبحه الشَّرْع وَنهى عَنهُ قَالَ الله تَعَالَى) كل ذَلِك كَانَ سيئه عِنْد رَبك مَكْرُوها (وَهِي ضد الْحَسَنَة (س وَج) قَوْله وسقفه بالساج وَهُوَ ضرب من الْخشب يُؤْتى بِهِ من الْهِنْد الْوَاحِدَة ساجة وَفِي حَدِيث جَابر نصلي فِي ساجة الساجة ضرب من الثِّيَاب وَهِي الطيالسة الْخضر وَقيل المقورة وَقد ذَكرْنَاهُ وصحفه فِي رِوَايَة الْفَارِسِي فَقَالَ نساجة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون (س وح) قَوْله إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم أَي بفنائهم ودارهم والساحة الفضاء وَجَمعهَا سوح وَهِي الساحة والسحسحة والباحة كلهَا عَرصَة الدَّار (س ود) قَوْله وَإِن تسع سوادى بِكَسْر السِّين أَي سراري وَمِنْه ومنكم صَاحب السوَاد أَي السِّرّ يَعْنِي عبد الله بن مَسْعُود وَقد جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر صَاحب النَّعْلَيْنِ وَالطهُور والوساد وسنذكره فِي حرف الْوَاو وَقَوله لَا يُفَارق سوَادِي سوَاده وَأَنت السوَاد الَّذِي رَأَيْت أَمَامِي وَعَن يَمِينه أَسْوِدَة وَعَن يسَاره أَسْوِدَة وَرَأَيْت سوادا كثيرا واسودة بالسَّاحل كُله بِمَعْنى الشَّخْص والشخوص وَالْجَمَاعَات وَمِنْه عَلَيْكُم بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم أَي الْجَمَاعَة الْعُظْمَى المجتمعة على طَاعَة الإِمَام وسبيل الْمُؤمنِينَ دون من شدّ وَخَالف وَسَوَاد كل شَيْء شخصه والأسودة جمع سَواد من النَّاس وَهِي الْجَمَاعَة أَو جمع سَواد وَهُوَ الشَّخْص وَقَوله أهل السوَاد هُوَ مَا حول كل مَدِينَة من الْقرى أَي كَأَنَّهَا الْأَشْخَاص والمواضع العامرة بِالنَّاسِ والنبات بِخِلَاف مَا لَا عمَارَة فِيهِ وَقَوله فِي الأزودة وَاجْعَلُوا سوادا

(س ور)

حَيْسًا أَي شَيْئا مجتمعا وَقد تقدم تَفْسِير الحيس فِي بَابه وَقَوله فَأتى بسواد بَطنهَا فشوى قيل هُوَ الكبد خَاصَّة وَقيل حشْوَة الْبَطن كلهَا وَقَوله لتعوذن أساود صبا أَي حيات قَالَ أَبُو عبيد الْأسود حَيَّة فِيهَا سَواد وَهِي أَخبث الْحَيَّات وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ جماعات جمع سَواد من النَّاس يَعْنِي فرقا مُخْتَلفين وَتقدم تَفْسِير صبا فِي الصَّاد وَهِي الَّتِي تنهش ثمَّ تعود وتنصب للنهش ثَانِيَة وَقَوله أَنا سيد ولد آدم السَّيِّد الَّذِي يفوق قومه وَهِي السيدة والسؤدد وَهِي الرياسة والزعامة ورفعة الْقدر لِأَنَّهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سيد ولد آدم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قومُوا إِلَى سيدكم أَي زعيمكم وأفضلكم وَمِنْه قَوْله أَن ابْني هَذَا سيد وَقيل هُوَ الْحَلِيم الَّذِي لَا يغلبه غَضَبه وَسيد الْمَرْأَة بَعْلهَا وَالسَّيِّد أَيْضا العابد وَالسَّيِّد الْكَرِيم وَقَوله الْحبَّة السَّوْدَاء جَاءَ فِي الحَدِيث تَفْسِيرهَا بالشونيز وَحكى الْحَرْبِيّ عَن الْحسن أَنه الْخَرْدَل وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي عَن بَعضهم أَنَّهَا الْحبَّة الخضراء قَالَ وَالْعرب تسمي الْأَخْضَر الْأسود وَالْأسود الْأَخْضَر والحبة الخضراء ثَمَرَة البطم والبطم شجر الضّر وَفِي الحَدِيث مَا لنا طَعَام إِلَّا الأسودان هما المَاء وَالتَّمْر وَقَوله يطَأ فِي سَواد وَينظر فِي سَواد الحَدِيث أَرَادَ ان الْأَعْضَاء الَّتِي يفعل بهَا هَذَا سود وَفِي فضل ابْن مَسْعُود فِي حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب فِي البُخَارِيّ ومنكم صَاحب السوَاد أَو السوَاد بِكَسْر السِّين سمي عبد الله بذلك وبصاحب النَّعْلَيْنِ والمطهرة لِأَنَّهُ كَانَ يحمل ذَلِك مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي تَصَرُّفَاته فَمَتَى احْتَاجَ إِلَيْهِ وجده وَأما السوَاد بِالْكَسْرِ فَهُوَ السرَار قيل لَهُ ذَلِك لقَوْله لَهُ أُذُنك على أَن ترفع الْحجاب وَتسمع سوَادِي (س ور) قَوْله فكدت أساوره قَالَ الْحَرْبِيّ أَي آخذ بِرَأْسِهِ وَقَالَ غَيره أَو أثبه وَهُوَ أشبه بمساق الحَدِيث قَالَ النَّابِغَة (فَبت كَأَنِّي ساورتني ضئيلة من الرقش فِي أنيابها السم ناقع ) أَي وأثبتني وَرَوَاهُ بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ أثاوره بالثاء وَالْمَعْرُوف الأول وَقَوْلها فِي زَيْنَب مَا خلى سُورَة حِدة أَي ثورة وعجلة من حِدة خلق وَقيل شدَّة غضب قَالَ الْحَرْبِيّ كَأَنَّهُ يُصِيبهَا عِنْد الْجرْح مَا يُصِيب شَارِب الْخمر والسوار بِالضَّمِّ دَبِيب الشَّرَاب فِي الرَّأْس وَقَوله وَرَأَيْت فِي يَدي أسوارين من ذهب وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى سواري وهما بِمَعْنى يُقَال سوار وسوار وأسوار بِالْكَسْرِ لَا غير وَهِي حلى الذراعين مَعْرُوف وَأما أسوار من أساورة فَارس هم رماتها وَقيل قوادها فبالضم وَالْكَسْر مَعًا وَقَوله فتساورت لَهَا وَجَاء أَن ادّعى لَهَا أَي تطاولت وَقَوله تسورت جِدَار حَائِط أبي طَلْحَة أَي علوته وَدخلت الْحَائِط مِنْهُ وَمثله قَوْله من تسور ثنية المرار أَي علاها كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من صعد وَمثله فِي النُّطْفَة ثمَّ يتسور عَلَيْهَا الْملك كَانَ نُزُوله عَلَيْهَا ودخوله لَهَا تسور وَلَا يكون التسور إِلَّا من فَوق (س وط) قَوْله فِي التَّفْسِير وسياط بالحميم أَي يخلط قَالُوا وَمِنْه سمي السَّوْط لخلطه اللَّحْم بِالدَّمِ وَالسَّوْط اسْم الْعَذَاب قَالَ الله تَعَالَى) فصب عَلَيْهِم رَبك سَوط عَذَاب (قَالَه الْفراء (س ول) قَوْله تسول إِلَيّ نَفسِي أَي تزين قَالَ الله تَعَالَى) بل سَوَّلت لكم أَنفسكُم أمرا (والشيطان سَوَّلَ لَهُم (س وم) قَوْله فِي سَائِمَة الْغنم الزَّكَاة هِيَ الراعية سامت إِذا رعت وسومتها واسمتها انا قَالَ الله تَعَالَى) فِيهِ تسيمون (وَقَوله وَلَا يسم على سوم أَخِيه هُوَ أَن يزِيد عَلَيْهِ أَو يخبب عَلَيْهِ وَذَلِكَ بعد التراكن إِلَى تَمام مَا بَينهمَا لَا فِي الِابْتِدَاء وَأَصله من الطّلب وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) يسومونكم سوء الْعَذَاب (أَي يحملونكم عَلَيْهِ ويطلبونه مِنْكُم وَقد يكون من الْعرض أَيْضا وَمِنْه آكل وَمَا سامني أَي مَا عرض على

(س وغ)

كَأَنَّهُ يعرض على المُشْتَرِي سلْعَة أُخْرَى أَو يطْلب مِنْهُ شِرَاء غير الَّتِي سَام فِيهَا عِنْد غَيره وَتقدم فِي السِّين والهمزة ذكر السام (س وغ) قَوْله فَلم يجد مساغا أَي مسلكا سَاغَ شرابه وَطَعَامه لَهُ سوغا وسيغا إِذْ تهناه واستمراه وأساغه هُوَ وشراب سَائِغ عذب طيب قَالَ الله تَعَالَى) سائغا للشاربين (وَلَا يكَاد يسيغه واسغت لَهُ كَذَا وسوغته لَهُ إِذا تركته لَهُ وهناته إِيَّاه (س وق) قَوْله كم سقت إِلَيْهَا أَي كم أمهرتها وَقيل للمهر سوق لِأَن الْعَرَب كَانَت أَمْوَالهم الْمَوَاشِي فَكَانَت تسوقها للزَّوْجَة وَقَوله وسواق يَسُوق بِهن أَي حاد يحدوا بِهن ويسوقهن بحدائه أَمَامه وسواق الْإِبِل الَّذِي يقدمهَا ويسوقها أَمَامه للمرعى وَالْمَاء وَمِنْه رويدا سوقك بالهوادي وريدك سوقك بِالْقَوَارِيرِ أَي ارْفُقْ فِي سوقك وَتقدم فِي الْقَاف مِنْهُ وسائق الدَّابَّة مثله الَّذِي يقدمهَا أَمَامه فِي السّير وَقَوله يرى مخ سوقها جمع سَاق وَقَوله ذُو السويقين تَصْغِير ساقين صغرهما لرقتهما وحموشتهما وَهِي صفة سوق السودَان غَالِبا وَقَوله فِي الْحَشْر هَل بَيْنكُم وَبَينه عَلامَة قَالُوا السَّاق وَهُوَ قَوْله فَيكْشف عَن سَاق وَعَن سَاقه قَالَ ابْن عَبَّاس وَغَيره فِي قَوْله يَوْم يكْشف عَن سَاق وَهُوَ الْأَمر الشَّديد وَقَالَهُ أهل اللُّغَة وَقَوله بسويق هُوَ الْقَمْح المقلي يطحن وَرُبمَا ثرى بالسمن قَالَ أَبُو زيد وَقيل بالصَّاد لُغَة لبني العنبر من بني تَمِيم وَقَوله فِي حَدِيث الْجُمُعَة إِذا جَاءَت سويقة هُوَ بِمَعْنى قَوْله عير فِي الحَدِيث الآخر وَهُوَ تَصْغِير سوق وَإِنَّمَا سميت السُّوق لما يساق إِلَيْهَا من بضائع ومبيعات (س وس) قَوْله وَكَانَت بَنو إِسْرَائِيل تسوسهم الْأَنْبِيَاء كلما هلك نَبِي خَلفه نَبِي يدبر أُمُورهم والسياسة الْقيام على الشَّيْء وَالتَّدْبِير لَهُ وَمثله فَكنت أسوس فرسه وكفتني سياسة الْفرس هُوَ الْقيام عَلَيْهِ وَالنَّظَر فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من خدمته وسقيه وعلفه (س وى) سَوَاء وَسوى وَسوى غير منون جَاءَ فِي غير حَدِيث فالسواء مَمْدُود بِمَعْنى مثل وَمِنْه سَوَاء عَلَيْهِم آنذرتهم أم لم تنذرهم وَبِمَعْنى وسط قَالَ الله تَعَالَى) فِي سَوَاء الْجَحِيم (وَبِمَعْنى حذاء وَبِمَعْنى قصد وَبِمَعْنى مستو وَبِمَعْنى عدل وَمِنْه سَوَاء السَّبِيل وَيُقَال فيهمَا أَيْضا سوى مكسور منون وَسَوَاء بِمَعْنى مستوى وَسوى مَقْصُور بِمَعْنى غير وَسَوَاء أَيْضا مَفْتُوح مَمْدُود بِمَعْنى غير وانشد أَبُو عَليّ (وَمَا قصدت من أَهلهَا لسوائكا) وَقَوله حَتَّى سَاوَى الظل الثلول يحْتَمل أَن مَعْنَاهُ سَاوَى امتداده ارتفاعها وَهُوَ قدر الْقَامَة وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ أَن الظل غطى الْمَكَان كُله وارتفع من الْجَانِب الآخر وَهَذَا وهم مَعَ هَذَا إِنَّمَا يكون بعد الْعَصْر وَقَوله فَلَمَّا اسْتَوَت على الْبَيْدَاء أَي اسْتَقَلت قَائِمَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أَي انبعثت بِهِ قَائِمَة وَقَوله ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش قَالَ ابْن عَرَفَة الاسْتوَاء من الله الْقَصْد للشَّيْء والإقبال عَلَيْهِ وَمعنى قَوْله هَذَا فعل يَفْعَله بِهِ أَو فِيهِ وَهُوَ نَحْو قَول الْأَشْعَرِيّ فعل فِيهِ فعلا سمى نَفسه بذلك وَقَالَ بَعضهم هُوَ إِظْهَار لآياته لَا مَكَان لذاته وَقَول آخَرين فِي تَأْوِيله يفعل الله مَا يَشَاء وَقد نقل مثل هَذَا عَن سُفْيَان وَقَالَ هُوَ اسْتِوَاء عَلَاء وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة اسْتَوَى ارْتَفع وَقيل اسْتَوَى بِمَعْنى الْعُلُوّ بالعظمة وَقيل اسْتَوَى على الْعَرْش أَي هُوَ أعظم مِنْهُ شانا وَقيل اسْتَوَى قهر وَقيل اسْتَوَى على الْعَرْش أَي علا بِذَاتِهِ وَقيل قدر وَقيل استولى وَأنكر هاذين الْقَوْلَيْنِ غير وَاحِد لِأَن الْقُدْرَة من صِفَات الذَّات وَلَا يَصح فِيهَا دُخُول ثمَّ إِذْ هِيَ لما لم يكن بِخِلَاف صِفَات الْأَفْعَال وَقَالَ ابْن عَبَّاس اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء صعد أمره وَكَذَلِكَ قَوْله ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء أَي قصد كَمَا قَالَ ابْن عَرَفَة وَقيل الْعَرْش هُنَا الْملك أَي احتوى عَلَيْهِ وحازه وَقيل اسْتَوَى رَاجع إِلَى الْعَرْش أَي بِاللَّه وسلطانه اسْتَوَى وَقيل اسْتَوَى من الْمُشكل الَّذِي

فصل الاختلاف والوهم

لَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله وعلينا الْإِيمَان بِهِ والتصديق وَالتَّسْلِيم وتفويض علمه إِلَى الله تَعَالَى وَهُوَ صَحِيح مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَعَامة الْفُقَهَاء والمحدثين وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله وَقَوله سوي أَو غير سوي السوي المعتدل الْخلق المستوي التَّام وَهُوَ ضد المعوج والناقص. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب سبع رضين من أَخذ سَوْطًا من أَرض كَذَا للجرجاني وَلغيره شبْرًا وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي تَفْسِير الرّوم السوأى قَالَ مُجَاهِد السوأى الإساء جَزَاء المسيئين كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ الْإِسَاءَة وَقَوله يسْتَحبّ للَّذي يطوف إِذا وصل الرُّكْن الْيَمَانِيّ أَن يمسهُ بِيَدِهِ ويضعها على فِيهِ كَذَا رِوَايَة يحيى وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَابْن بكير وَأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ القعْنبِي ومطرف الْأسود مَكَان الْيَمَانِيّ وَكَذَا رده ابْن وضاح السِّين مَعَ الْيَاء (س ي ب) قَوْله أول من سيب السوائب وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى السُّيُوب وَإِن أهل الْإِسْلَام لَا يسيبون السوائب من قَوْله تَعَالَى) مَا جعل الله من بحيرة وَلَا سائبة وَلَا وصيلة (كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا نذر وأنذرا قَالَ نَاقَتي سائبة تسرح وَلَا تمنع من مرعى وَلَا مَاء وَقيل لَا ينْتَفع بهَا وَقيل كَانَت النَّاقة إِذا تابعت اثْنَتَيْ عشرَة أُنْثَى لَيْسَ فِيهَا ذكر سيبت وَلم تركب وَلم يجزو برهَا وَمَا نتجت بعد ذَلِك فَهِيَ الْبحيرَة وَقَوله مِيرَاث السائبة هُوَ الَّذِي يعْتق سائبة يَقُول أَنْت سائبة وَيُرِيد بذلك عتقه أَو أعتقت سائبة فأجمع الْفُقَهَاء على أَنه عَتيق لكِنهمْ اخْتلفُوا فِي كَرَاهَته أَو إِبَاحَته وَفِي ولائه هَل هُوَ لمعتقه أَو لجَماعَة الْمُسلمين وكافتهم على أَن ولاءه لجَماعَة الْمُسلمين كَأَنَّهُ قصد عتقه عَنْهُم (س اج) قَوْله ملتحفا فِي ساجة قيل هُوَ الطيلسان وَيُقَال لَهُ سَاج وَيجمع سيجان وَقيل هِيَ الْخضر مِنْهَا وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ طيلسان مقور ينسج كَذَلِك وَقيل الطيلسان الخش وَقد اخْتلف فِي ضَبطه وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف النُّون وَقَوله وسقفه الساج ضرب من الْخشب يُؤْتِي بِهِ من الْهِنْد الْوَاحِدَة ساجة وَيجمع أَيْضا سيجان وَبَعْضهمْ يَجْعَل هَذِه التَّرْجَمَة فِي حرف الْوَاو (س ي ح) قَوْله آئبون عَابِدُونَ سائحون على رِوَايَة من رَوَاهُ فسرناه قبل وَالْأولَى هُنَا صائمون كَمَا تقدم والسياحة فِي غير هَذَا الذّهاب فِي الأَرْض الْعِبَادَة وَمَا سقى بالسيح أَي بالأنهار والسواني وَالْمَاء الْجَارِي وَهُوَ من الذّهاب على وَجه الأَرْض والانبساط إِلَى غير حد (س ي خَ) قَوْله فانساخت عَلَيْهِم الصَّخْرَة أَي انحطت عَن موضعهَا وانخسفت فِي الأَرْض وَكَذَلِكَ قَوْله ساخت يدا فرسى أَي دخلت فِيهَا وَسَاخَتْ وانخسفت بِمَعْنى (س ي ر) قَول بسيرا وخيط السّير الشرَاك وَكَذَلِكَ قَوْله وشاج من سيور احمر وَفِي طرفيها سيور وَقَوله حلَّة سيراء بِكَسْر السِّين وَفتح الْيَاء مَمْدُود ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَقَوله من رآ سيرا أَو شَيْئا يكرههُ فِي الطّواف وَمن ربط يَده بسير كُله بِفَتْح السِّين هُوَ الشرَاك وَقَوله والأسيرتني شَهْرَيْن وَلَك تسيير أَرْبَعَة أشهر أَي أمانها تسير فِيهَا آمنا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فسيحوا فِي الأَرْض أَرْبَعَة أشهر قيل اذْهَبُوا آمِنين وَقَوله أَن لله مَلَائِكَة سيارة أَي يَسِيرُونَ فِي الأَرْض كَقَوْلِه سياحون فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله لَا تسير بالسرية وَلَا تعدل فِي الْقَضِيَّة ظَاهره أَنه زعم لَا يخرج مَعَ سراياه قَالَ بَعضهم وَيحْتَمل أَنه أَرَادَ إِنَّك لَا تسير بسيرة حَسَنَة فَقَالَ السّريَّة لازدواج الْكَلَام مَعَ الْقَضِيَّة كَمَا قَالُوا الغدايا والعشايا والسيرة الطَّرِيقَة وَهَذَا عِنْدِي بعيد وَالْأول أظهر وَقد كذب على سعد فِي الْوَجْهَيْنِ قَائِل هَذَا الْكَلَام وَذكر السّير قيل مَعْنَاهَا مَذْهَب الإِمَام فِي رَعيته وَالرجل فِي أَهله فِيمَا يَأْخُذهُمْ بِهِ ويعاملهم عَلَيْهِ والسيرة الطَّرِيقَة والهيئة (س ي ل) قَوْله عِنْد مسيل بِفَتْح الْمِيم هُوَ مسيل مياه

فصل الاختلاف والوهم

الأمطار من الْجبَال وَقَوله سَالَ بهم الْوَادي أَي ملئوه كالسيل من كثرتهم وَسُرْعَة مشيهم (س ي ف) قَوْله غَزْوَة سيف الْبَحْر بِكَسْر السِّين هُوَ ساحله. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث سعد من رِوَايَة قُتَيْبَة أَنه أَخذ من الْخمس سَيْفا كَذَا للعذري والهوزني ولغيرهما شَيْئا وَالْأول الصَّحِيح وَكَذَا جَاءَ فِي غير رِوَايَة قُتَيْبَة بعير خلاف وَفِي ذكر المنطقة للْمحرمِ إِذا جعل فِي طرفها سيورا ويروى سيورة وَهَذِه رِوَايَة أَحْمد بن سعيد وَكَذَا عِنْد جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكَذَا لِابْنِ وَصَاح وَابْن الْقَاسِم ولغيرهم سيورا قَالُوا وَهِي رِوَايَة يحيى وَعند ابْن بكير سِيرِين استقاء ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْقَاف فصل تَقْيِيد أَسمَاء البقع والمواضع الْوَاقِعَة فِيهِ (س ر ف) بِفَتْح السِّين وَكسر الرَّاء قَرْيَة على سِتَّة اميال من مَكَّة وَقيل سَبْعَة وَقيل تِسْعَة وَقيل اثنى عشر وَهُوَ الْموضع الَّذِي ذكر فِي الْحَج وَفِي بِنَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بزوجه مَيْمُونَة وَفِي وفاتها وَأما الَّذِي فِي حمى عمر فَهِيَ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَجَاء فِيهَا أَنه حمى السَّرف والربدة كَذَا عِنْد البُخَارِيّ بسين مُهْملَة كالأولى وَفِي موطأ ابْن وهب الشّرف بالشين الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ أَو أصلحه وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ الْحَرْبِيّ فِي تَفْسِير الحَدِيث مَا أحب أَن أنفخ فِي الصَّلَاة وَإِن لي حمر الشّرف كَذَا ضَبطه وَقَالَ خصّه لجودة نعمه قَالَ والمشارف من قرى الْعَرَب مَا دنا من الرِّيف وأحدها شرف مثل خَيْبَر ودومة الجندل وَذي الْمَرْوَة وَقَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ الشّرف مَاء لبني كلاب وَقيل لباهلة قَالَ وَأما سرف فَلَا تدخله الْألف وَاللَّام (السقيا) بِضَم السِّين مَقْصُور قَرْيَة جَامِعَة من عمل الْفَرْع بَينهَا وَبَين الْفَرْع مِمَّا يَلِي الْجحْفَة سَبْعَة عشر ميلًا ذكر فِي حَدِيث عَليّ فِي الْحَج وَفِي الْجِهَاد (س رغ) مَوضِع بِالشَّام مَفْتُوحَة السِّين سَاكِنة الرَّاء آخِره غين مُعْجمَة وضبطناه عَن ابْن عتاب وَغَيره بتحريك الرَّاء أَيْضا قَالَ ابْن وضاح بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة ثَلَاث عشرَة مرحلة قَالَ ابْن مكي الصَّوَاب السّكُون قَالَ الْجَوْهَرِي عَن مَالك قَرْيَة بوادي تَبُوك من طَرِيق الشَّام وَقيل هِيَ آخر عمل الْحجاز الأول (السرر) وَاد على أَرْبَعَة أَمْيَال من مَكَّة عَن يَمِين الْجَبَل بِضَم السِّين وَفتح الرَّاء الأولى كَذَا روينَاهُ عَن جمَاعَة المتقنين والشيوخ بِغَيْر خلاف فِي ضَبطه إِلَّا عَن الجياني فضبطه بِضَم السِّين وَكسر الرَّاء وَقَالَ الرياشي المحدثون يضمونه وَإِنَّمَا هُوَ السرر بِالْفَتْح هُوَ الَّذِي ذكره فِي الحَدِيث أَن بِهِ سرحة سر تحتهَا سَبْعُونَ نبيئا وَقد فسرنا مَعْنَاهُ فعلى قَول من فسره أَنَّهَا قطعت سررهم يتَرَجَّح الْكسر (السمرَة) الَّذِي جَاءَ ذكرهَا فِي قَوْله نَادَى أَصْحَاب السمرَة هِيَ الشَّجَرَة الَّتِي كَانَت عِنْدهَا بيعَة الرضْوَان الْمَذْكُورَة فِي سُورَة الْفَتْح (سلع) بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَآخره عين مُهْملَة جبل مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ وَقد فسره البُخَارِيّ فَقَالَ الجبيل الَّذِي بِالسوقِ وَهُوَ سلع وَكَذَا قيدناه وَهُوَ الْمَعْرُوف وَوَقع عِنْد القَاضِي ابْن سهل فِي الْمُوَطَّأ سلع بِفَتْح اللَّام وسكونها مَعًا وَذكر انه رَوَاهُ بَعضهم بالغين الْمُعْجَمَة وَكله خطأ (السنح) بِضَم السِّين وَالنُّون مَعًا وَآخره حاء مُهْملَة وَكَانَ أَبُو ذَر يَقُولهَا بِإِسْكَان النُّون منَازِل بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج بعوالي الْمَدِينَة وَفِيه نزل أَبُو بكر الصّديق وَبَينه وَبَين منزل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ميل (سبخَة الجرف) الجرف مَوضِع بِالْمَدِينَةِ تقدم ذكر الجرف فِي بَابه والسبخة الأَرْض المالحة (سرخس) بِفَتْح السِّين وَالرَّاء مَعًا وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة آخِره سين مُهْملَة ذكره مُسلم فِي ذكر وَفَاة أبي حَمْزَة وَكَذَا قيدناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَكَذَا قَيده الجياني وَغَيره وَكَذَا قَيده القَاضِي أَبُو عبد الله

فصل مشتبه الأسماء والكنى في حرف السين

التَّمِيمِي بِخَطِّهِ عَن الجياني وَقَالَهُ لنا بَعضهم بِكَسْر السِّين وَكَذَا قيدناه عَن أبي بَحر وَكَذَا سمعناه من القَاضِي أبي بكر الْمعَافِرِي عَن البغداديين مَدِينَة من مدن خُرَاسَان إِلَيْهَا ينْسب أَبُو مُحَمَّد بن حموية السَّرخسِيّ شيخ أبي ذَر فِي البُخَارِيّ (سد الروحاء) جبلها يُقَال بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وسد الصَّهْبَاء مثله وَقيل مَا كَانَ خلقَة فبالضم وَقد ذَكرْنَاهُ (سيحان) بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وحاء مُهْملَة كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَكَذَا يُقَال أَيْضا سيحون بِالْوَاو وَاحِد الْأَنْهَار الْأَرْبَعَة الَّتِي جَاءَ فِي الحَدِيث أَنَّهَا من الْجنَّة هُوَ نهر مَدِينَة بَلخ من بِلَاد خُرَاسَان (سجستان) بِفَتْح السِّين الأولى وَفتح الْجِيم من بِلَاد سرخسان (السَّنَد) بِكَسْر السِّين فصل مشتبه الْأَسْمَاء والكنى فِي حرف السِّين فِيهَا عبد الله بن سَلام الصَّحَابِيّ مخفف اللَّام وَحده وَمن عداهُ فسلام بتشديدها وفيهَا سليم بن حَيَّان بِفَتْح السِّين وَكسر اللَّام وَحده وَمن عداهُ سليم بِضَم السِّين وَفتح اللَّام وفيهَا سلم ابْن زرير بِفَتْح السِّين وَسُكُون اللَّام وضبطنا اسْم أَبِيه فِي بَابه وَسلم بن قُتَيْبَة أَبُو قُتَيْبَة وَسلم بن أبي الديال وَسلم بن عبد الرَّحْمَن وَمن عداهم سَالم بِكَسْر اللَّام قبلهَا ألف وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن أبي الْحذاء سلم بن نوح الْعَطَّار وَهُوَ غلط وَصَوَابه سَالم كَمَا لغيره وَلَعَلَّه كتب بِغَيْر ألف وتصحف وَفِيه سُرَيج بن يُونُس بِضَم السِّين الْمُهْملَة وبالجيم وَكَذَا سُرَيج بن النُّعْمَان وَأحمد بن أبي سُرَيج وَمن عداهم شُرَيْح بالشين الْمُعْجَمَة والحاء فِي الْأَسْمَاء والكنى وَأما أَبُو سريحَة بِالتَّاءِ فَيفتح السِّين والحاء الْمُهْملَة وَأَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن السَّرْح وَيُقَال ابْن سرح مثله وَكَذَلِكَ ابْن أبي سرح وَعمر بن سَواد بتَشْديد الْوَاو وَآخره دَال وَبكر بن سوَادَة مخفف الْوَاو وَكَذَلِكَ عبد الله بن سوَادَة وَهَذَا الِاسْم حَيْثُ وَقع وَأَبُو السَّوَارِي عَن عمرَان بن حُصَيْن مشدد الْوَاو وَآخره رَاء وشبابة بن سوار مثله وَأَشْعَث بن سوار وَمن عداهم شَدَّاد بالشين الْمُعْجَمَة ودالين وسلمان الْفَارِسِي بِفَتْح السِّين وَسُكُون اللَّام وَكَذَلِكَ عبد الرَّحْمَن بن سلمَان الحجري وَكَذَلِكَ سلمَان الْأَغَر وسلمان بن عَامر الضَّبِّيّ وسلمان بن ربيعَة وسلمان أَبُو حَازِم الْأَشْجَعِيّ وسلمان أَبُو رَجَاء مولى أبي قلَابَة وَمن عداهم سُلَيْمَان بِضَم السِّين وَفتح اللَّام مُصَغرًا وَاخْتلف فِي سيف ابْن أبي سُلَيْمَان فَذكر البُخَارِيّ من رِوَايَة أبي نعيم كَذَلِك مُصَغرًا وَكَذَا يَقُوله ابْن الْمُبَارك وَكِيع إِلَّا أَن وكيعا قَالَ ابْن سُلَيْمَان وَقَالَ يحيى بن سعيد الْقطَّان وَغَيره ابْن سلمَان اسْما مكبرا وَذكر ذَلِك كُله البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَاخْتلف فِيهِ فِي بَاب الْإِنَاء المفضض فَقَالَ فِيهِ الْأصيلِيّ ابْن سُلَيْمَان وَقَالَ غَيره ابْن أبي سُلَيْمَان وَسيف حَيْثُ وَقع بِفَتْح السِّين مِنْهُم الْمَذْكُور وَهُوَ أَبُو سيف الْقَيْن وَأم سيف ضئر إِبْرَاهِيم بن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وخَالِد بن الْوَلِيد سيف الله وخَالِد بن المُهَاجر سيف الله كَذَا ذكره مُسلم وَهُوَ خَالِد بن المُهَاجر بن خَالِد بن الْوَلِيد الْمَذْكُور وَبَنُو سَلمَة قبيل من الْأَنْصَار حَيْثُ وَقع بِكَسْر اللَّام وَمِنْه يَا بني سَلمَة أَلا تحتسبون آثَاركُم وَأَن بني سَلمَة ارادوا أَن يَتَحَوَّلُوا عَن مَنَازِلهمْ وَعَمْرو بن سَلمَة الْجرْمِي أَمَام قومه وَسَائِر الْأَسْمَاء فِيهَا والآباء والكنى سَلمَة بِالْفَتْح وَاخْتلف فِي عُمَيْر بن سَلمَة الضمرِي فَهُوَ عِنْد الكافة بِفَتْح اللَّام وَفِيه عَن يحيى بِكَسْر اللَّام وَهُوَ وهم عِنْد الْحفاظ وَكَانَ فِي كتاب شَيخنَا التَّمِيمِي وَحده فِي الْمُوَطَّأ بِالْوَجْهَيْنِ وَعبد الْخَالِق بن سَلمَة وَهُوَ ابْن روح الشَّيْبَانِيّ خرج عَنهُ مُسلم ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِالْوَجْهَيْنِ فتح اللَّام وَكسرهَا وبالوجهين

ذكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَغَيره من أَصْحَاب المؤتلف والمختلف وَأم سليط وَإِسْحَاق بن عَمْرو بن سليط بِفَتْح السِّين وسليك الْغَطَفَانِي بِضَم السِّين وَآخره كَاف وَابْن سوقة بِضَم السِّين وشرحبيل بن السمط بِفَتْح السِّين وَكسر الْمِيم كَذَا قَيده الجياني وقيدناه عَن أَكثر شُيُوخنَا السمط بِكَسْر السِّين وَسُكُون الْمِيم والسميط عَن أنس بِضَم السِّين مُصَغرًا وَسَهْم بن منْجَاب بِفَتْح السِّين وَكَذَا بَنو سهم وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن سهم وَمُحَمّد بن سَوَاء كَذَلِك مَمْدُود مخفف الْوَاو وسراقة بن مَالك بِضَم السِّين وَعبد الله بن سَخْبَرَة بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْخَاء وَفتح الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا رَاء وَعبد الله بن أبي بن سلول بِفَتْح السِّين غير مَصْرُوف وسلول اسْم امرة قيل هِيَ جدته وَقيل أمه وَإِذا كَانَت أمه فَيجب كتبهَا ابْن سلول بِأَلف لِأَنَّهُ بدل وَلَيْسَ بِصفة وَكَذَلِكَ إِن كَانَت جدته وأجرى إعرابها على اسْم عبد الله لَا على اسْم أبي وَأَبُو السكين مصغر هُوَ زَكَرِيَّاء ابْن يحيى الطاءي وَمَيْمُون بن سياه بِكَسْر السِّين وياء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة وَكَذَلِكَ عبد الْعَزِيز بن سياه وآخرهما هَاء وَشريك بن سَحْمَاء مَمْدُود مَفْتُوح السِّين سَاكن الْحَاء الْمُهْملَة وسعير بن الْخمس بِضَم السِّين وَفتح الْعين الْمُهْملَة مصغر آخِره رَاء وَابْنه ملك بن سعير وَقد ذكرنَا أَبَاهُ وسبرة بن معبد الْجُهَنِيّ وَابْنه الرّبيع بن سُبْرَة وابناه عبد الْملك وَعبد الْعَزِيز وَابْن أبي سُبْرَة الْجعْفِيّ واسْمه خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن والنزال بن سُبْرَة وحصين بن سُبْرَة وَمُعَاوِيَة بن سُبْرَة كلهم بِفَتْح السِّين وباء بعْدهَا وَسمرَة بن جُنْدُب بِضَم الْمِيم وَكَذَلِكَ جَابر بن سَمُرَة كَمَا يَقُوله الْأَكْثَر وَهِي لُغَة بني تَمِيم وَقيل بِسُكُون الْمِيم وَهِي لُغَة الْحِجَازِيِّينَ وبالوجهين قيدناه عَن التَّمِيمِي عَن أبي مَرْوَان وَأم سِنَان بِكَسْر السِّين وَنون بعْدهَا وَأحمد بن سِنَان وَسنَان ابْن أبي سِنَان الدؤَلِي مثله وَكَذَلِكَ سِنَان أَبُو ربيعَة وَسنَان بن سَلمَة وَمُحَمّد بن سِنَان وَأَبُو سِنَان الشَّيْبَانِيّ وَمن عداهم شَيبَان وَابْن شَيبَان وسيار بياء مشدودة وَآخره رَاء روى عَن الشّعبِيّ وَيزِيد الْفَقِير وَهُوَ سيار بن أبي سيار وَهُوَ أَبُو الحكم رُوِيَ عَنهُ هشيم وَشعْبَة وسيار بن وردان وسيار بن سَلامَة وسيار عَن أبي حَازِم أرَاهُ الأول وَأَبُو سيارة مثله بِزِيَادَة تَاء وَسماك حَيْثُ وَقع بِكَسْر السِّين وَالْمِيم المخففة وَفِي لعن آكل الربى عَن مُغيرَة سَالَ شباك إِبْرَاهِيم بالشين الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَهُوَ شباك الضَّبِّيّ كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَهُوَ الصَّوَاب عِنْدهم وَعند ابْن ماهان عَن مُغيرَة سَأَلت إِبْرَاهِيم وَأَبُو السنابل جمع سنبلة وسبيعة الأسْلَمِيَّة بِضَم السِّين مصغرة وَإِسْمَاعِيل بن سبيع بِضَم السِّين أَيْضا كَذَلِك والنواس بن سمْعَان بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْمِيم كَذَا ضبطناه عَن أَكْثَرهم وضبطناه عَن القَاضِي التَّمِيمِي عَن أبي مَرْوَان بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا وَكَذَلِكَ عبد الله ابْن سمْعَان فَأكْثر النَّاس كَذَلِك يَقُولُونَهُ مَفْتُوحًا وَكَذَا ضَبطه الشُّيُوخ وسمعناه من كافتهم وَحكى ابْن مكي أَنه غلط وَالصَّوَاب بِالْكَسْرِ وَأخْبرنَا القَاضِي أَبُو عَليّ الْحَافِظ أَن شَيْخه أَبَا بكر بن عبد الْبَاقِي والحافظ الْبَغْدَادِيّ كَانَ يَقُوله بِكَسْر السِّين فَمن كسر ذهب إِلَى أَنه جمع سمع اسْم السَّبع الْمُتَوَلد بَين الذيب والكلبة وَمن فتح جعله فعلان من السَّبع وَبَنُو سدوس بِفَتْح السِّين وَعبيد بن السباق وَآخره قَاف وَأَبُو صَالح السمان آخِره نون وَسمي مولى أبي بكر بِضَم السِّين مُصَغرًا والسائب وَأَبُو السَّائِب حَيْثُ وَقع فِيهَا بسين مُهْملَة وَآخره بَاء وَكَذَلِكَ سائبة مولاة عَائِشَة بِزِيَادَة هَاء وَعبد الله بن سرجس بسينين مهملتين مفتوحتين وَرَاء سَاكِنة وجيم مَكْسُورَة وسلموية بِفَتْح السِّين وَاللَّام وَضم الْمِيم وَفتح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بعد الْوَاو وَكَذَا

فصل الاختلاف والوهم

ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَضَبطه أَبُو نصر الْحَافِظ بِسُكُون اللَّام وَمِنْهُم من يفتح الْمِيم وَالْوَاو ويسكن الْيَاء واسْمه سَلمَة وَقيل سُلَيْمَان أَبُو صَالح وَسليمَان بن سحيم وجبلة ابْن سحيم بِضَم السِّين وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة مُصَغرًا وَأَبُو السَّلِيل بِفَتْح السِّين ظريف ابْن نفير وسفينة مولى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقيل اسْمه مهْرَان وَقيل رَبَاح وَابْن سفينة وَمعمر بن يحيى بن سَام بِالْمُهْمَلَةِ وَتقدم الْخلاف فِي معمر فِي بَابه وسيدان بن مضَارب بِكَسْر السِّين بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا ودال مُهْملَة أَبُو صَالح مولى السفاح بتَشْديد الْفَاء وَآخره حاء مُهْملَة وسباع بن أَنْمَار وَعَطَاء مولى السبَاع بِكَسْر السِّين جمع سبع وَقيس بن سكن بِفَتْح السِّين وَالْكَاف وَمُحَمّد بن سوقة بِضَم السِّين وَسعد بن الْخمس وَملك بن سعين بِضَم السِّين وَعين مُهْملَة وَمثله عبد الله بن ثَعْلَبَة ابْن صَغِير إِلَّا أَن هَذَا بالصَّاد الْمُهْملَة والوليد بن سريع بِفَتْح السِّين وَإِبْرَاهِيم بن زِيَاد سبلان بِفَتْح السِّين وَالْبَاء بِوَاحِدَة مُخَفّفَة وشقيق بِالْقَافِ والشين فيهمَا أَبُو وَائِل مَعْرُوف عَن ابْن مَسْعُود وَكَذَلِكَ عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة وَكَذَلِكَ قَول مُسلم إيَّاكُمْ وشقيقا وَكَانَ شَقِيق يرى رَأْي الْخَوَارِج وَلَيْسَ بِأبي وَائِل قَالَه مُسلم وَمن عداهم سُفْيَان بسين مُهْملَة وَفَاء وَنون. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم سِنِين أَبُو جميلَة بِضَم السِّين وَفتح النُّون وَشد الْيَاء من تحتهَا وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ فِي صَحِيح البُخَارِيّ قَالَ البُخَارِيّ هَكَذَا يَقُول سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَضَبطه غير الْأصيلِيّ بِالسُّكُونِ سِنِين وَقَول البُخَارِيّ يدل على الْخلاف وَقد بَينه فِي التَّارِيخ فَقَالَ وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة سِنِين وَقَالَ ابْن أويس سِنِين كَذَا وجدته مُقَيّدا فِي التَّارِيخ بِخَط القَاضِي أبي عَليّ وَهَذَا يدل على أَن ضبط غير الْأصيلِيّ عَن ابْن عَيْنِيَّة إِنَّمَا هُوَ بِالسُّكُونِ وَأَنه أصوب من ضبط الْأصيلِيّ وَلم يذكر فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَلَا عبد الْغَنِيّ وَلَا الْأَمِير أَبُو نصر غير سُكُون الْيَاء وَيشْتَبه شُتَيْر بن شكل بِضَم الشين الْمُعْجَمَة بعْدهَا تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَآخره رَاء وَأَبُو السّفر وَعبد الله بن أبي السّفر وَاسم أَبِيه أبي السّفر سعيد بن يحمد قَيده عبد الْغَنِيّ وَابْن مَاكُولَا بِفَتْح الْفَاء وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيهِ بِفَتْح الْفَاء على مَا يَقُوله أَصْحَاب الحَدِيث قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وقيدناه عَن شُيُوخنَا بِفَتْح الْفَاء وسكونها وَلم يذكر أهل المؤتلف فِي الكنى أَبُو السّفر بِالسُّكُونِ وَإِنَّمَا ذَكرُوهُ فِي الْأَسْمَاء وَقَول الدَّارَقُطْنِيّ يشْعر أَن غير أَصْحَاب الحَدِيث يخالفون فِيهِ وَأَبُو سروعة بِفَتْح السِّين وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْعين الْمُهْملَة كَذَا قيدناه عَن أَكثر شُيُوخنَا والمحدثون يَقُولُونَهُ بِكَسْر السِّين قَالَ الْحميدِي وَكَذَا وجدته بِخَط الدَّارَقُطْنِيّ وَيُقَال أَيْضا بِفَتْح السِّين وَضم الرَّاء بِالْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين ضَبطنَا على الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن وَرِفَاعَة بن سموال روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ عَن شُيُوخنَا بِفَتْح السِّين وَكسرهَا وَالْمِيم سَاكِنة وَكَانَ بعض شُيُوخنَا من النُّحَاة يُنكر الْفَتْح فِيهِ ويحتج بقول سِيبَوَيْهٍ لَيْسَ فِي الْكَلَام فعوال وَأكْثر الرِّوَايَة فِيهِ الْفَتْح وَعِنْدِي أَنه لَا حجَّة لَهُ فِي هَذَا وَلَا يلْزم لِأَنَّهُ لَيْسَ باسم عَرَبِيّ وَإِنَّمَا هُوَ اسْم عبراني من أَسمَاء الْيَهُود وَفِي الصّرْف أَمر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) السعدين كَذَا لجميعهم على التَّثْنِيَة بِفَتْح الدَّال وَعند ابْن وضاح السعديين بِكَسْر الدَّال وَتَشْديد الْيَاء على النِّسْبَة وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هما سعد بن عبَادَة وَسعد بن أبي وَقاص وَأما الَّذِي فِي الدِّيات أَن عمر قضى بِالدِّيَةِ على السعديين فَهَذَا على النِّسْبَة لَا غير بِكَسْر الدَّال وَالْيَاء نِسْبَة الْجمع وَغَيره هُنَا خطأ وَكَذَلِكَ من قَالَ فِيهِ السعديين نِسْبَة اثْنَتَيْنِ وَالصَّوَاب نِسْبَة جمع فصل مِنْهُ من الِاخْتِلَاف فِي سعد وَسَعِيد وَالوهم فِي ذَلِك فِي بَاب الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله قَالَ أَبُو بكر

ابْن أبي شيبَة نَا وَكِيع عَن سعد بن عبيد الطاءي كَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء وَهُوَ وهم وَصَوَابه سعيد كَمَا روته الكافة وَهُوَ أَبُو الْهُذيْل وَمثله فِي الْقسَامَة نَا ابْن نمير نَا أبي نَا سعيد بن عبيد كَذَا للكافة وَعند ابْن الْحذاء سعد قَالَ الجياني الْمَحْفُوظ سعيد وَفِي بَاب يعذب الَّذين يُعَذبُونَ النَّاس وأميرهم يَوْمئِذٍ عُمَيْر بن سعد كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم من شُيُوخنَا وَكَانَ فِي كتاب القَاضِي أبي عَليّ عُمَيْر بن سعيد قَالَ لنا وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الضَّرْب بِالْجَرِيدِ نَا أَبُو حُصَيْن نَا عُمَيْر بن سعيد كَذَا لِابْنِ السكن وَأبي ذَر والجرجاني والنسفي وَعند الْمروزِي ابْن سعد قَالَ الْأصيلِيّ فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ وَالصَّوَاب سعيد قَالَ وَهُوَ أَبُو يحيى النَّخعِيّ وَفِي حَدِيث الْمَسْجِد وَكَانَ اليتيمين فِي حجر سعد بن زُرَارَة كَذَا لجميعهم وَصَوَابه أسعد وَهُوَ أَبُو أُمَامَة وَإِنَّمَا سعد أَخُوهُ وَقد جَاءَ ذكره فِي الْمُوَطَّأ فِي الْجَامِع أَيْضا باخْتلَاف وهم فَقَالَ أَن سعد بن زُرَارَة اكتوى وَكَذَا عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَكَانَ عِنْد الْبَاجِيّ وَأبي عمر أسعد وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ ابْن بكير وَجَاء ذكر أَخِيه سعد فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب الْخلْع فِي نسب عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة ثَبت نَسَبهَا هَكَذَا لِابْنِ بكير وَمن وَافقه من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَلابْن وضاح من رِوَايَة يحيى وَلم يرفع نَسَبهَا عبيد الله عَن أَبِيه وَفِي الْمُوَطَّأ أَيْضا فِي بَاب الغيلة وَالسحر مثله فِي نسب أخي عمْرَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة وَفِي حَدِيث يحيى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة فِي كتاب مُسلم فِي بَاب مَا يَقُول فِي الْخطْبَة وَهُوَ الصَّوَاب لَكِن الوقشي قَالَ صَوَابه أسعد وَاعْتمد فِي ذَلِك على قَول الْحَاكِم فِي الْمدْخل فِيمَا نَقله عَن البُخَارِيّ أَنه سعد قَالَ وَمن قَالَ أسعد فقد وهم قَالَ القَاضِي وَقد وهم الْحَاكِم فِيمَا قَالَ سعد وَإِنَّمَا ذكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ ضِدّه فَقَالَ يحيى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن ابْن سعد بن زُرَارَة وَقَالَ بَعضهم أسعد وَهُوَ هم وَكَذَا هُوَ فِي أصل شَيخنَا القَاضِي أبي ع لي وَفِي مقَام المتوفي عَنْهَا زَوجهَا ملك عَن سعد بن إِسْحَاق بن عجْرَة كَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى وَمن وَافقه وَكَذَا قَالَه معمر وَالثَّوْري وَأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ القعْنبِي وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم وَغَيرهم يَقُولُونَ سعد بن إِسْحَاق وَكَذَا قَالَه شُعْبَة وَغَيره وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح قَالَ أَبُو عمر وَهُوَ الصَّوَاب وَلم يذكر البُخَارِيّ فِيهِ غير سعد وَفِي بَاب الضواري عَن حرَام بن سعيد بن محيصة كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى وَعند جمَاعَة من شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَأَصْلحهُ ابْن وضاح سعد وَكَذَا كَانَ عِنْد أبي جَعْفَر من شُيُوخنَا فِيهِ وَعند ابْن عِيسَى عَن ابْن المرابط وَهُوَ الصَّوَاب وَسَعِيد عِنْدهم وهم وَكَذَا قَالَه البُخَارِيّ سعد قَالَ وَيُقَال حرَام بن سَاعِدَة وَفِي بَاب من لم ير الْوضُوء إِلَّا من المخرجين وَفِي الْجِهَاد فِي بَاب النَّفَقَة فِي سَبِيل الله نَا سعد بن حَفْص نَا شَيبَان كَذَا عِنْدهم وَعند الْقَابِسِيّ سعيد بن حَفْص فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَهُوَ وهم وَسعد بن حَفْص هَذَا هُوَ أَبُو مُحَمَّد الطلحي قَالَه البُخَارِيّ وَقَالَ سمع شَيبَان وَفِي صَدَقَة الْحَيّ على الْمَيِّت ملك عَن سعيد بن عَمْرو بن شُرَحْبِيل كَذَا قَالَه يحيى وَأكْثر الروَاة ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَابْن بكير وَأَبُو مُصعب وَكَذَا سَمَّاهُ البُخَارِيّ وَقَالَ القعْنبِي فِيهِ سعد وَكَذَا قَالَ ابْن البرقي وَالصَّوَاب سعيد وَكَذَا قَالَ الْجَوْهَرِي فِيهِ عَن القعْنبِي كَقَوْل الْجَمَاعَة وَفِي الطَّلَاق ملك عَن سعد بن سليم الزرقي كَذَا رِوَايَة يحيى وَعند ابْن وضاح سعيد بن عَمْرو وَكَذَا قَالَه غير وَاحِد من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَكَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَقَالَ كَذَا قَالَه ملك وَهَذَا يشْعر بِالْخِلَافِ فِيهِ وَقَالَ الْأصيلِيّ وَيُقَال فِيهِ سعد وَفِي مَنَاقِب عمر نَا عَبْدَانِ أَنا عبد الله أَنا عمر بن سعيد كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ عمر بن سعد وَعند الْأصيلِيّ عمر بن سعيد

فصل منه

ابْن أبي حسن الْمَكِّيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَإِنَّمَا نبه البُخَارِيّ وَرفع فِي نسبه ليفرق بَينه وَبَين عمر بن سعيد أخي سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ رَضِي الله عَنهُ فصل مِنْهُ فِي بَاب الْمُفلس نَا زُهَيْر بن حَرْب نَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم نَا سعيد كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان نَا شُعْبَة قَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الغساني وَهَذَا وهم وَالصَّوَاب سعيد وَهُوَ ابْن أبي عرُوبَة وَفِي بَاب الْعَائِد فِي هِبته نَا مُحَمَّد بن مثنى قَالَ نَا ابْن أبي عدي عَن سعيد عَن قَتَادَة كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ عَن شُعْبَة وَكَانَا مَعًا فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي وَفِي بَاب نِكَاح الْمحرم فِي مُسلم نَا مُحَمَّد بن سَوَاء نَا سعيد عَن مطر كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْهَوْزَنِي نَا شُعْبَة مَكَان سعيد وَسَعِيد هَذَا هُوَ ابْن أبي عرُوبَة وَفِي فَضَائِل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر نَا سعيد كَذَا للسجزي والسمرقندي وَعند العذري نَا شُعْبَة قَالَ القَاضِي أَبُو عَليّ هُوَ وهم وَالصَّوَاب سعيد وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ بِغَيْر خلاف عَنهُ وَفِي حَدِيث قُرَيْش وَالْأَنْصَار وَمُزَيْنَة موَالِي دون النَّاس نَا عبيد الله بن معَاذ نَا أبي نَا سعيد عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بِهَذَا الْإِسْنَاد ثمَّ قَالَ قَالَ سعد فِي بعض هَذَا فِيمَا أعلم كَذَا لَهُم وَعند العذري قَالَ شُعْبَة وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا ابْن أبي عدي عَن سعيد كَذَا لأكثرهم وَعند الخشنى وَبَعض الروَاة عَن شُعْبَة وَهِي رِوَايَة ابْن ماهان وَتقدم فِي اللَّام الحَدِيث لشعبة عَن قَتَادَة وَذكره أَيْضا بعد لسَعِيد عَن الْحَاكِم بِغَيْر خلاف وَفِي بَاب الْجنب يخرج وَيَمْشي فِي السُّوق نَا يزِيد بن زُرَيْع نَا سعيد عَن قَتَادَة كَذَا للجرجاني وَابْن السكن والنسفي وَأبي ذَر وَقد اخْتلف فِيهِ عَن الْمروزِي فَوَقع لَهُ فِي عَرصَة مَكَّة شُعْبَة وَفِي البغدادية سعيد قَالَ الْأصيلِيّ وَسَعِيد الصَّوَاب وَفِي صفة أَصْحَاب النَّار قَول مُسلم قَالَ شُعْبَة قَالَ قَتَادَة سَمِعت مطرفا كَذَا رِوَايَة الجلودي وَعند ابْن ماهان قَالَ سعد مَكَان شُعْبَة قَالَ الجياني هُوَ ابْن أبي عرُوبَة وَفِي بَاب هَل لَك من مَالك إِلَّا مَا أكلت نَا ابْن مثنى وَابْن بشار نَا مُحَمَّد ابْن جَعْفَر نَا شُعْبَة وَقَالا جَمِيعًا نَا ابْن أبي عدي عَن سعيد كَذَا لَهُم وَلابْن الْحذاء عَن شُعْبَة وَالْأول الصَّوَاب وَهُوَ ابْن أبي عرُوبَة فصل آخر فِي بَاب مثلي ومثلكم كَمثل رجل استوقد نَارا نَا مُحَمَّد بن حَاتِم نَا ابْن مهْدي نَا سليم بِفَتْح السِّين وَعند الصَّدَفِي سُلَيْمَان وَهُوَ وهم وَهُوَ سليم بن حَيَّان وَكَذَا فِيهِ فِي الْحَج فِي بَاب إهلال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا سُلَيْمَان بن حَيَّان كَذَا لِابْنِ ماهان وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للكافة سليم وَقد وَقع لمُسلم فِيهِ الْخلاف فِي مَوَاضِع غَيرهَا وسليم بن حَيَّان آخر هُوَ أَبُو خَالِد الْأَحْمَر تكَرر ذكره فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب الصَّلَاة فِي مَوَاضِع الْإِبِل سُلَيْمَان بن حَيَّان قَالَ الْقَابِسِيّ صَوَابه سليم وَفِي بَاب كَرَاهِيَة الشكال سُفْيَان عَن سلم بن عبد الرَّحْمَن وَحكى بَعضهم أَن أَبَا عبد الله الْحَاكِم قَالَ فِيهِ سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن وَلم ير ذَلِك فِي كتاب الْحَاكِم وَلَا ذكره إِلَّا فِي بَاب سلم وَفِيه ذكره البُخَارِيّ وَسليمَان بن عبد الرَّحْمَن آخر ذكره الْحَاكِم مِمَّن انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ وَهُوَ أَبُو أَيُّوب الدِّمَشْقِي وَذكر هَذَا فِيمَن انْفَرد بِهِ مُسلم وَفِي حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ فَقَالَ رجل من بني سليم وَعند العذري فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور من بني سلم وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة اولا وَفِي بَاب من نَام عِنْد السحر نَا مُحَمَّد كَذَا هُوَ مهمل لأكثرهم وَعند ابْن السكن مُحَمَّد بن سَلام وَعند الْحَمَوِيّ مُحَمَّد بن سَالم قَالَ أَبُو ذَر أرَاهُ ابْن سَلام وَوهم الْحَمَوِيّ فِي قَوْله فِي الاسْتِسْقَاء فِي حَدِيث هَارُون بن سعيد عَن ابْن وهب حَدثنِي

فصل آخر

أُسَامَة بن حَفْص أَن حَفْص بن عبيد الله بن أنس حَدثهمْ كَذَا لَهُم وَعند العذري حَدثنِي سَلمَة فَكَانَ أُسَامَة وَفِي حَدِيث انجشة كَانَت أم سليم مَعَ نسَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعند السَّمرقَنْدِي أم سَلمَة وَهُوَ وهم وَفِي حَدِيث إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة مَا يرى الرجل فِي حَدِيث عَيَّاش بن الْوَلِيد فَقَالَت أم سليم فَاسْتَحْيَيْت من ذَلِك كَذَا لرواة مُسلم وَصَوَابه أم سَلمَة وَكَذَا فِي أصل الجلودي مصلحا لِأَن أم سليم هِيَ السائلة أَولا عَن الْغسْل وَأما المستحيية والمنكرة عَلَيْهَا والسائلة بعد هَل يكون ذَلِك فَهِيَ أم سَلمَة وَكَذَا جَاءَ بعد فِي حَدِيث يحيى بن يحيى فَقَالَت أم سَلمَة أَو تحتلم الْمَرْأَة وَفِي الْأَحَادِيث الآخر أَن القائلة هَذَا عَائِشَة وكلا الطَّرِيقَيْنِ صَحِيح عَن عُرْوَة عَنْهُمَا وَعَن أنس ابْن مَالك أَيْضا وَيحْتَمل أَنَّهُمَا جَمِيعًا قَالَتَا ذَلِك وأنكرتاه ثمَّ حدثت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا بِالْحَدِيثِ وَحدث بِهِ أنس مرّة عَن قَول هَذِه وَمرَّة عَن قَول هَذِه وَفِي تَفْسِير إِنَّمَا جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله وَرَسُوله ابْن عون حَدثنِي سلمَان أَبُو رَجَاء مولى أبي قلَابَة كَذَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ سُلَيْمَان وَهُوَ وهم قَالَ وَالصَّوَاب سلمَان فصل آخر فِي آخر الصّيام نَا أَبُو بكر بن نَافِع الْعَبْدي نَا عبد الرَّحْمَن نَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش كَذَا عِنْد أَكثر رُوَاة مُسلم وَعند الْقَابِسِيّ عَن شُعْبَة مَكَان سُفْيَان وَالْأول أصح وَفِي قدر الطَّرِيق نَا خَالِد الْحذاء عَن سُفْيَان بن عبد الله عَن أَبِيه كَذَا لِابْنِ ماهان وَصَوَابه مَا لغيره وَعَن يُوسُف بن عبد الله مَكَان سُفْيَان قَالَ البُخَارِيّ يُوسُف بن عبد الله بن الْحَارِث هُوَ ابْن أُخْت ابْن سِيرِين سمع أَبَاهُ روى عَنهُ خَالِد الْحذاء وَعَاصِم الْأَحول وَفِي الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ دخل الْحَارِث بن أبي ربيعَة وَعبد الله بن صَفْوَان على أم سَلمَة كَذَا فِي رِوَايَة مُسلم عَن قُتَيْبَة وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق ثمَّ ذكر مُسلم الحَدِيث بعد هَذَا عَن حَفْصَة مَكَان أم سَلمَة وَذكر أَيْضا عَن أم الْمُؤمنِينَ غير مُسَمَّاة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يُرِيد عَائِشَة قَالَ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي لَا يَصح أم سَلمَة لِأَنَّهَا مَاتَت أَيَّام مُعَاوِيَة قبل هَذَا قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله قد قيل أَنَّهَا مَاتَت أَيَّام يزِيد ابْنه فعلى هَذَا يَسْتَقِيم الْخَبَر وَيصِح إِدْرَاكهَا زمن ابْن الزبير قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الحَدِيث مَحْفُوظ عَن أم سَلمَة وَقَالَ أَيْضا هُوَ مَحْفُوظ عَن حَفْصَة وَقد رَوَاهُ سَالم بن أبي الْجَعْد عَن عبد الله بن صَفْوَان عَنْهُمَا مَعًا وَفِي بَاب الْقِرَاءَة فِي صَلَاة الصُّبْح سَمِعت مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر يَقُول أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن سُفْيَان كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَوجدت شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي كتب عَلَيْهِ شَقِيق بشين مُعْجمَة وقاف وَفِي التَّفْسِير فِي بَاب وَلَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل فِي حَدِيث الْإِفْك فَقَامَ سعد ابْن عبَادَة فَقَالَ إيذن لي يَا رَسُول الله أَن نضرب أَعْنَاقهم فَقَامَ رجل من الْخَزْرَج كَذَا وَقع هُنَا وَهُوَ غلط بَين من وُجُوه أَحدهَا أَن الْمَحْفُوظ فِي غير هَذَا الحَدِيث حَيْثُ تكَرر فِي الصَّحِيحَيْنِ أَن الْقَائِل لهَذَا سعد بن معَاذ والراد عَلَيْهِ وَسعد بن عبَادَة وَيدل عَلَيْهِ قَوْله لَو كَانَ من الْأَوْس مَا أَحْبَبْت أَن نضرب أَعْنَاقهم قَالَه سعد بن عبَادَة لسعد بن معَاذ لِأَنَّهُ من الْأَوْس وَلَا يتسقيم أَن يُقَال لسعد بن عبَادَة لِأَنَّهُ لَيْسَ من الْأَوْس إِنَّمَا هُوَ من الْخَزْرَج وَقد كَانَ بعض شُيُوخنَا مِمَّن يَعْنِي بِهَذَا يَقُول إِن ذكر سعد بن معَاذ أَيْضا وهم لِأَن سعد بن معَاذ مَاتَ عَام الخَنْدَق من رميته فِيهِ وَهِي سنة أَربع وغزوة الْمُريْسِيع الَّتِي فِيهَا حَدِيث الْإِفْك سنة سِتّ فِيمَا قَالَ ابْن إِسْحَاق ونبهني على ذَلِك فذاكرت بذلك غَيره فنبهني على الْخلاف فِي غَزْوَة الْمُريْسِيع وَابْن أبي عقبَة يَقُول أَنَّهَا سنة أَربع وَقد ذكر البُخَارِيّ ذَلِك عَنهُ فَإِذا كَانَ هَذَا سلمت رِوَايَة سعد بن معَاذ

فصل في مشتبه الأنساب

من الطعْن واحتملت أَن تكون قبل الخَنْدَق وَقد ذكر الطَّبَرِيّ عَن الْوَاقِدِيّ أَنَّهَا سنة خمس قَالَ وَالْخَنْدَق بعْدهَا وَذكر القَاضِي إِسْمَاعِيل أَنه اخْتلف فِي ذَلِك قَالَ وَالْأولَى أَن يكون الْمُريْسِيع قبل الخَنْدَق قَالَ فعلى هَذَا يَسْتَقِيم ذكر سعد بن معَاذ فِيهِ وَأما قَول من قَالَ أَن الْمُتَكَلّم أَولا سعد بن معَاذ فخطا بِلَا مرية وَقد ذكر الْخَبَر ابْن إِسْحَاق وَلم يسم فِيهِ سعد بن معَاذ وَقَالَ مَكَان سعد بن معَاذ أسيد بن حضير وَأَنه الْمُتَكَلّم أَولا والمراجع سعد بن عبَادَة آخرا وَقَوله فِي الحَدِيث الصَّحِيح فَقَامَ أسيد بن حضير وَهُوَ ابْن عَم سعد يصحح أَن الْمُتَكَلّم أَولا سعد بن معَاذ وَأَنه لَا وهم فِيهِ وَالله أعلم وَفِي بَاب كنية النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا حَفْص بن عمر نَا شُعْبَة عَن حميد كَذَا لجميعهم وَفِي كتاب ابْن أَسد نَا سُفْيَان مَكَان شُعْبَة وَفِي صَلَاة الْكُسُوف نَا سُوَيْد بن سعيد نَا حَفْص بن ميسرَة كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي نَا هَارُون بن سعيد قَالَ بعض شُيُوخنَا هُوَ وهم وَفِي الْأَدَب فِي حَدِيث رِفَاعَة وَسَعِيد جَالس بِبَاب الْحُجْرَة كَذَا للأصيلي وَلغيره وَابْن سعيد بن العَاصِي جَالس وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع خَالِد بن سعيد بن العَاصِي وَفِي حَدِيث الْعدة فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى توفّي حميم لأم سَلمَة فدعَتْ بصفرة كَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء وَرِوَايَة غَيره لأم حَبِيبَة قَالَ الجياني وَهُوَ الصَّوَاب وَرِوَايَة ابْن الْحذاء وهم وَفِي بَاب من وَإِلَى غير موَالِيه نَا إِبْرَاهِيم بن دِينَار نَا عبيد الله بن مُوسَى نَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش كَذَا لِابْنِ ماهان وَعند ابْن سُفْيَان نَا شَيبَان قَالَ الجياني وَالصَّوَاب وَاحِد شَيبَان وَكَذَا جَاءَ فِي المناقب على الصَّوَاب وَفِي بَاب أَتَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بحمارنا مُسلم نَا ابْن نمير نَا أبي نَا سُفْيَان كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ وَهُوَ وهم وَصَوَابه سيف وَهُوَ يُوسُف بن أبي سُلَيْمَان وَقيل ابْن سُلَيْمَان وَفِي التَّفْسِير فِي بَاب وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته نَا مُحَمَّد بن كثير نَا سُلَيْمَان عَن حُصَيْن كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ سُفْيَان وَكتب عَلَيْهِ الْأصيلِيّ سُلَيْمَان لأبي زيد وَصَوَابه سُلَيْمَان وَهُوَ ابْن كثير أَخُو مُحَمَّد بن كثير وَفِي بَاب قَتْلَى بدر نَا إِسْحَاق بن عمر ابْن سليط الْهُذلِيّ نَا سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ ونا شَيبَان بن فروخ أَنا سُلَيْمَان نَا ثَابت كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء نَا شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن نَا سُلَيْمَان وَهُوَ خطأ فَاحش وشيبان بن عبد الرَّحْمَن هُوَ النَّحْوِيّ لَيْسَ من طَائِفَة شُيُوخ مُسلم هُوَ أكبر وَفِي صِيَام الْعشْر حَدثنَا عبد الرَّحْمَن نَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش كَذَا عِنْد العذري وَعند السَّمرقَنْدِي شُعْبَة مَكَان سُفْيَان وَكَذَا كَانَ فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر وَفِي تَحْرِيم الْمُتْعَة فِي حَدِيث سَلمَة بن شبيب حَدثنِي الرّبيع بن سُبْرَة الْجُهَنِيّ كَذَا لرواة مُسلم وَعند العذري ابْن أبي سُبْرَة وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب ابْن سُبْرَة كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث حَرْمَلَة قبله وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ فِي بَاب ربيع وَفِي بَاب سُبْرَة وَإِنَّمَا سُبْرَة بن أبي سُبْرَة آخر جعفى ذكره أَيْضا فصل فِي مشتبه الْأَنْسَاب ذكر فِيهِ السلميون منسوبون إِلَى بني سليم بِضَم السِّين وَفتح اللَّام من قيس عيلان مِنْهُم أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وعباس بن مرداس السّلمِيّ وَصَفوَان بن الْفضل بن الْمُعَطل السّلمِيّ وَأحمد بن إِسْحَاق السّلمِيّ وَصَالح بن مِسْمَار السّلمِيّ ومجاشع بن مَسْعُود السّلمِيّ وَعَمْرو بن مَسْعُود السّلمِيّ وَعَمْرو بن عبسة السّلمِيّ وَعمر بن عبد الله بن كَعْب السّلمِيّ وَيُقَال فِيهِ عَمْرو وَسعد بن عُبَيْدَة السّلمِيّ وَيحيى بن عبد الله السّلمِيّ وَمُعَاوِيَة بن حكم السّلمِيّ وَخَوْلَة بنت حَكِيم السلمِيَّة هَؤُلَاءِ كلهم ذكرت أنسابهم فِي الصَّحِيحَيْنِ فَأَما من ينتسب بِهِ مِمَّن ذكر فِيهَا وَلم يذكر نسبه فَلم يذكرهُ على شرطنا وَذكر إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان فِي

فصل منه

تقريباته فِي كتاب مُسلم فِي الْجِهَاد أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْدِيّ السّلمِيّ كَذَا جَاءَ وَلَا أَدْرِي كَيفَ يجْتَمع سلميا وإزديا وَالْأَشْبَه هُنَا لَو كَانَ سلميا بِفَتْح السِّين من بني سَلمَة من الْأَنْصَار وهم من الأزد إِلَّا أَن يكون لَهُ حلف فِي بني سليم أَو جوَار وَاخْتلف فِي أبي النَّضر وَيُقَال ابْن النَّضر السّلمِيّ فضبطناه من طَرِيق يحيى بن يحيى بِالْفَتْح وَكَذَا ذكره أَبُو عمر وقيدناه من طَرِيق القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم بِالضَّمِّ وَكَذَا قَيده الْجَوْهَرِي وَهُوَ مَجْهُول لَا تتَحَقَّق صِحَة اسْمه وَلَا نسبه وَأما من فِي هَذِه الْكتب من النِّسْبَة سلمي بِفَتْح السِّين وَفتح اللَّام وَكسرهَا أَيْضا مِمَّن ينْسب إِلَى بني سَلمَة من الْأَنْصَار فجماعة مِنْهُم جَابر بن عبد الله السّلمِيّ كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِالْفَتْح فِيهَا وَرَوَاهُ رُوَاة الْمُوَطَّأ بِكَسْر اللَّام وَعمر بن عبد الله بن كَعْب السّلمِيّ وَعَمْرو بن الجموح وَعبد الله بن عمر والأنصاريين ثمَّ السلميين كَذَا ضَبطه أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ بِالْكَسْرِ فِي اللَّام وَقَيده الجياني بِالْفَتْح وَمِنْهُم معبد بن كَعْب السّلمِيّ بِالْكَسْرِ وَأَبُو قَتَادَة السّلمِيّ وَابْنه عبد الله وَهَكَذَا يَقُول فِي النِّسْبَة إِلَى بني سَلمَة أَصْحَاب الحَدِيث بِكَسْر اللَّام وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَهُ بِفَتْحِهَا لكراهية توالي الكسرات كَمَا قَالُوا فِي النِّسْبَة إِلَى نمر وصدف نمري وصدفي وَقد ذَكرْنَاهُ قبل السعديين والسعدين والسعديين فصل مِنْهُ مُحَمَّد بن عرْعرة السَّامِي بِالسِّين الْمُهْملَة مَنْسُوب إِلَى سامة بن لؤَي هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف وَالصَّوَاب الَّذِي لكافة الروَاة وَعند بَعضهم بِالْمُعْجَمَةِ وَعند السَّمرقَنْدِي بِالْمُعْجَمَةِ والمهملة مَعًا وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السَّامِي بِالْمُهْمَلَةِ وَعبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى السَّامِي وَذكر مُسلم فِي صدر كِتَابه عبد القدوس الشَّامي هَذَا بِالْمُعْجَمَةِ وَرَوَاهُ العذري بِالْمُهْمَلَةِ وَهُوَ تَصْحِيف وَعبد الله بن هُبَيْرَة السبإي بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَالْبَاء الْوَاحِدَة مَهْمُوز مَقْصُور مَنْسُوب إِلَى سبأ وَمثله عبد الله ابْن وَعلة السبإي وَعلي بن وَعلة السبإي وحنش بن عبد الله السبإي وَيشْتَبه بِهِ سُفْيَان بن أبي رهير الشنإي بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون مَهْمُوز مَقْصُور أَيْضا مَنْسُوب إِلَى أَزْد شنُوءَة مَمْدُود وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وعبدوس فِيهِ شنوى مثله إِلَّا أَنه بِالْوَاو وَكِلَاهُمَا صَحِيح قَالَه ابْن دُرَيْد وَعند الْأصيلِيّ شنون بِضَم النُّون وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون ممدودا على الأَصْل وَكلما فِيهَا بعد هَذَا الشَّيْبَانِيّ بالشين الْمُثَلَّثَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه من غَيرهم فصل وَعبيدَة السَّلمَانِي بِفَتْح السِّين وَاللَّام كَذَا يَقُوله أَصْحَاب الحَدِيث وَأهل النّسَب والعربية يَقُولُونَهُ بِسُكُون اللَّام مَنْسُوب إِلَى سلمَان حَيّ من قضاعة وَقيل من مُرَاد وَأحمد بن إِسْحَاق السرماري بِسُكُون الرَّاء الأولى وَفتح السِّين وَيُقَال بِكَسْر السِّين من شُيُوخ البُخَارِيّ مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة ببخارى وفيهَا السدى وَهُوَ إِسْمَاعِيل مَشْهُور بِضَم السِّين وبالدال الْمُهْملَة مَنْسُوب إِلَى سدة الْجَامِع وَهِي السَّقِيفَة الَّتِي بَين يَدَيْهِ كَانَ يجلس فِيهَا يَبِيع الْخمر وَأما السرى فاسم بِفَتْح السِّين وَآخره رَاء وَهُوَ هناد بن السرى وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَبعدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره نون وياء النِّسْبَة قَالَ الْجَوْهَرِي سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع الْجُلُود وَأَبُو حَمْزَة السكرِي وَبشر بن مُحَمَّد السكرِي وَعقبَة بن خَالِد السكونِي والوليد بن شُجَاع السكونِي أَبُو همام وَأَبوهُ شُجَاع بن الْوَلِيد وجده الْوَلِيد بن قيس هَؤُلَاءِ بِفَتْح السِّين وَضم الْكَاف وَآخره نون وَأَبُو إِسْحَاق السبعي بِفَتْح السِّين وَكسر الْبَاء بِوَاحِدَة وَعين مُهْملَة نسب لحي من هَمدَان وَمُحَمّد ابْن إِسْحَاق الْمسَيبِي بِضَم الْمِيم وَفتح السِّين وَتَشْديد الْيَاء بعْدهَا والسهمي حَيْثُ وَقع بِفَتْح السِّين وَعلي بن حجر السَّعْدِيّ

حرف الشين مع سائر الحروف

بِالْفَتْح وَآخره دَال وَمثله هَاشم بن هَاشم السَّعْدِيّ وَعبد الله بن السَّعْدِيّ وَهُوَ ابْن السَّاعِدِيّ أَيْضا كَذَا قَالَه مرّة مُسلم ابْن السَّاعِدِيّ الْمَالِكِي وَإِسْحَاق بن سعيد السعيدي عَن أَبِيه بِكَسْر الْعين وَآخره دَال وَهُوَ السعيدي الَّذِي حدث عَنهُ سُفْيَان فِي هِجْرَة الْحَبَشَة وَحدث سُفْيَان أَيْضا فِي الْجِهَاد فِي خبر ابْن نَوْفَل عَن السعيدي عَن جده عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ البُخَارِيّ عَنهُ فِي الأَصْل السعيدي هُوَ عَمْرو بن يحيى بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن العَاصِي وَيشْتَبه بِهِ مخلد ابْن خَالِد الشعيري بالشين الْمُعْجَمَة وَآخره رَاء ذكره مُسلم فِي بَاب الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم كَذَا قَيده أَكثر شُيُوخنَا وَكَذَا جَاءَ فِي أَكثر النّسخ وَفِي نُسْخَة ابْن الْحذاء بِخَط ابْن الْعَسَّال السعتري بسين مُهْملَة بعْدهَا تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَسُكُون الْعين وَوَقع فِي النُّسْخَة عَن ابْن الْحذاء فِيهِ خَالِد بن مخلد وَقد ذكر الْحَاكِم خَالِد بن مخلد فِي رجال مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَلَعَلَّه الْقَطوَانِي وَمَا ذكر أحد مِنْهُم مخلد بن خَالِد الشعيري وَلَا السعتري وَلَا مخلد بن خَالِد غير مَنْسُوب فِي شُيُوخ مُسلم وَلَا البُخَارِيّ وَلَا ذكر أحد من أَصْحَاب المؤتلف هاذين الاسمين وَقد روى أَبُو دَاوُود عَن مخلد بن خَالِد الشعيري وَفِي شُيُوخ البُخَارِيّ أَبُو قُتَيْبَة سلم بن قُتَيْبَة الْخُرَاسَانِي الشعيري لم ينْسبهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وَنسبه فِي التَّارِيخ قيل نسب إِلَى الشعيرة إقليم بِالشَّام بحمص وَأَبُو نعْمَان السدُوسِي بِفَتْح السِّين وَهُوَ مُحَمَّد بن الْفضل بن عَارِم قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وسدوس بِالْفَتْح فِي ذهل وبالضم فِي طَيء وَكَذَلِكَ السَّلُولي بِفَتْحِهَا أَيْضا وَكَذَلِكَ السكْسكِي وَأَبُو جُحَيْفَة السوَائِي بِضَم السِّين مَمْدُود مَهْمُوز الآخر وَكَذَلِكَ أَبُو الْحسن السوَائِي ينْسب إِلَى سواة بن عَامر بن صعصعة وَعبد الرَّحْمَن السراج بتَشْديد الرَّاء وَأَبُو قدامَة السَّرخسِيّ وَأَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ بِفَتْح السِّين وَالرَّاء وفرقد السبخي بِفَتْح السِّين وَالْبَاء بِوَاحِدَة وخاء مُعْجمَة وَيشْتَبه بالسنجي حرف الشين مَعَ سَائِر الْحُرُوف الشين مَعَ الْهمزَة (ش أ) قَوْله شألعنك الله زجر لِلْإِبِلِ وَيُقَال بِالسِّين الْمُهْملَة وبالجيم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي السِّين (ش أم) قَوْله الشؤم فِي ثَلَاث وَمَا يَتَّقِي من الشؤم مَهْمُوز وَمَعْنَاهُ مَا كَانَت عَادَة الْجَاهِلِيَّة تتطير بِهِ وَقيل معنى الحَدِيث إِن كَانَ فِي شَيْء فَفِي هَذِه الثَّلَاثَة وَقيل مَعْنَاهُ أَن النَّاس يَعْتَقِدُونَ ذَلِك فِيهَا وَتَفْسِير مَالك لَهُ فِي غير الْمُوَطَّأ على ظَاهره وَذَلِكَ بجري الْعَادة من قدر الله فِي ذَلِك وَهُوَ ظَاهر تَرْجَمته لَهُ فِيهِ وَقد سمي كل مَكْرُوه ومحذور شُؤْم ومشاءمة والمشأمة أَيْضا والشؤمى بِالضَّمِّ الْجِهَة الْيُسْرَى وَالْيَد الْيُسْرَى قَالَ الله تَعَالَى) وَأَصْحَاب المشأمة (قيل الَّذين سلك بهم طَرِيق النَّار لِأَنَّهَا على الشمَال وَقيل لأَنهم مشائم على أنفسهم وَقيل لأَنهم أخذُوا كتبهمْ بشمائلهم وَقَوله إِذا نشأت بحريّة ثمَّ تشاءمت أَي أخذت نَحْو الشأم تشاءم الرجل أَخذ نَحْو الشأم وأشام أَتَاهُ والشأم يهمز وَلَا يهمز (ش أَن) قَوْله فِي الْغسْل فتدلكه حَتَّى يبلغ شئون رَأسهَا أَي بالدلك وَالْمَاء وَأَصلهَا الخطوط الَّتِي فِي عظم الجمجمة وَهُوَ مجمع شعب عظامها وأحدها شَأْن وَقَوله مَا شَأْنك وَمَا شَأْنكُمْ ولشأني كَانَ أَحْقَر عِنْدِي وَقَوْلها أَنِّي لفي شَأْن وَأَنت فِي شَأْن أَي خطب وَأمر وَمَا أَمرك وقصتك وَالْجمع أَيْضا شئون وَقَول الله تَعَالَى) كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن (مِنْهُ وَبِمَعْنَاهُ وَتَقْدِير مَا يرجع إِلَى كَلَام الْمُفَسّرين وَأهل الْعلم فِيهِ أَنه رَاجع إِلَى تَنْفِيذ مَا قدره وَخلق مَا سبق فِي علمه وإعطائه وَمنعه لَا إِحْدَاث حَال أَو أَمر لَهُ أَو علم لم يتَقَدَّم بل كل

فصل الاختلاف والوهم

ذَلِك سَابق فِي علمه وَقدره وإرادته مظهر بعد ذَلِك مِنْهُ شَيْئا شَيْئا على مَا سبق فِي علمه وَقَوله ثمَّ شَأْنك بِأَعْلَاهَا أَي أَمرك فِيهِ غير محرم عَلَيْك يُرِيد فِي الِاسْتِمْتَاع بِأَعْلَاهَا وشأنك هُنَا مَنْصُوب على إِضْمَار فعل أَو على الإغراء أَي استبح أَعْلَاهَا أَو اقْضِ أَمرك بِأَعْلَاهَا وَيصِح رَفعه على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر مَحْذُوف أَي مُبَاح أَو جَائِز وَنَحْوه وَمثله فِي اللّقطَة وشأنك بهَا قيل فِي الِاسْتِمْتَاع وَقيل فِي الْحِفْظ وَالرِّعَايَة وَالْأول أظهر لمجيئه بعد التَّعْرِيف سنة (ش اه) قَوْله شاه شاه فسره فِي الحَدِيث مَالك الْمُلُوك وَهُوَ كَلَام فَارسي وَجَاء فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى شاهان شاه قَالَ بَعضهم صَوَابه شاه شاهان أَي مَالك الْمُلُوك وَهَذَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِنَّمَا قاسه على كَلَام الْعَرَب وَكَلَام الْعَرَب بِخِلَافِهِ وعَلى عَكسه من تَقْدِيم الْجمع وَالنِّسْبَة وَغير ذَلِك كَأَنَّهُ يَقُول الْمُلُوك هَذَا ملكهم وَقد تقدم الْكَلَام على معنى الحَدِيث فِي حرف الْخَاء (ش أَو) قَوْله ارْفَعْ فرسي شأوا وأسير شأوا بِفَتْح الشين أَي طلقا من الجري وَالسير وشأوت الْقَوْم سبقتهم الشين مَعَ الْبَاء (ش ب ب) قَوْله يشبب بِأَبْيَات لَهُ أَي يتغزل وَقَوله وَنحن شببة مثل كتبة جمع شَاب وَقَوله وشب الْغُلَام أَي كبر وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك كنت أشب الْقَوْم أَي أَصْغَرهم سنا وَقَوله فِي صفة أهل الْجنَّة أَن تشبوا فَلَا تهرموا أَي تدوموا فِي حَالَة الشَّبَاب والفتوة وَقَوله وشب ضرامها أَي عظم شؤمها وَهُوَ اسْتِعَارَة من وقود النَّار إِذا اشْتَدَّ اشتعالها وَقَوله فَجعل سوادها يشب بياضه بِضَم الشين أَي يُحسنهُ ويتممه وَمثله فِي الْكحل للحادة أَنه يشب الْوَجْه (ش ب ح) فِي حَدِيث الدَّجَّال خذوه وأشبحوه فيأمر بِهِ فيشبح أَي يمد للضرب قَالَ الْهَرَوِيّ والشبح مدك شَيْئا بَين أوتاد وَكَذَلِكَ الْمَضْرُوب إِذا مد للجلد وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والماهاني فشجوه ويشج بِمَعْنى يجرح وَهُوَ وهم هُنَا (ش ب ع) قَوْله المتشبع بِمَا لم يُعْط كلابس ثوبي زور أَي المتكثر بِأَكْثَرَ مِمَّا عِنْده وَقد فسرناه فِي الثَّاء وَفِي الزَّاي وَمثله قَوْله هَل لي أَن أتشبع من مَال زَوجي بِمَا لم يُعْطِنِي وَأَصله كُله من إِظْهَار الشِّبَع وَهُوَ جيعان فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَكَانَ يلْزمه لشبع بَطْنه يرْوى بِاللَّامِ وبالياء أَي ليشبعه وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَكنت ألزمهُ لملء بَطْني وَمثله فِي حَدِيث مُوسَى فِي أجر نَفسه بشبع بَطْنه يُقَال بِالسُّكُونِ فِي بَابه اسْم مَا يشبعك من طَعَام وبالفتح مصدر فعلك مِنْهُ أَو فعله وَفِي دُعَائِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَنَفس لَا تشبع أَي من أُمُور الدُّنْيَا استعاذة من الْحِرْص والاستكثار مِنْهَا وَتعلق النَّفس بالآمال (ش ب هـ) قَوْله من أَيْن يكون الشّبَه بِفَتْح الشين وَالْبَاء وبكسر الشين وَسُكُون الْبَاء يُقَال شبه وَشبه وشبيه كَمثل وَمثل ومثيل وَبدل وَبدل وَبُدَيْل وَمثله رجل نكل وَنكل قَالَ أَبُو عبيد وَلم يَأْتِ على فعل وَفعل غير هَذِه الْحُرُوف الْأَرْبَعَة وَقَالَ غَيره قد جَاءَ مِنْهَا غير هَذَا مثل صغر وَصغر وحرج وحرج وعشق وعشق وغمر وغمر للحقد وَقَوله اتَّقوا المشتبهات وَبَينهمَا أُمُور مُشْتَبهَات وَعند السَّمرقَنْدِي فِيهَا مشبهات وَعند الطَّبَرِيّ متشبهات وَكله بِمَعْنى أَي مشكلات قَالَ صَاحب الْعين المشبهات من الْأُمُور المشكلات وَذَلِكَ لما فِيهِ من شَبيه طرفين متخالفين فَيُشبه مرّة هَذَا وَمرَّة هَذَا وَيشْتَبه يفتعل مِنْهُ وَيُشبه غَيرهَا بذلك وَمِنْه أَن الْبَقر تشابه علينا أَي اشْتبهَ وَقَوله كتابا متشابها من هَذَا لَكِن مَعْنَاهُ يشبه بعضه بَعْضًا فِي الْحِكْمَة والصدق وَلَا يتناقض وَمِنْه فِي طَعَام أهل الْجنَّة وَأتوا بِهِ متشابها أَي فِي الْجَوْدَة وَقيل فِي المنظر وَيخْتَلف فِي الطّعْم فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

فصل الاختلاف والوهم

فِي بَاب كَيفَ كَانَ عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَول أبي هُرَيْرَة مَا أسأله إِلَّا ليشبعني كَذَا لِابْنِ السكن والنسفي والحموي ولبقيتهم يستتبعني أَي يَقُول اتبعني أَي فيطعمني وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَة وَإِن كَانَا يرجعان إِلَى معنى مُتَقَارب وَفِي بَاب كَلَام الرب مَعَ أهل الْجنَّة يَا ابْن آدم أَنه لَا يشبعك شَيْء كَذَا لأبي الْهَيْثَم هُنَا وَغَيره وَعند بَقِيَّة شُيُوخ أبي ذَر والأصيلي لَا يسعك وَالْأول الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَة وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع الشين مَعَ التَّاء (ش ت ت) قَوْله وَيَصْدُرُونَ أشتاتا أَي مُتَفَرّقين ومختلفين الْوَاحِدَة شت وَمثله قَوْله وأمهاتهم شَتَّى وَمِنْه قَول الشَّاعِر (تخذته من نعجات شت) أَي مُخْتَلفَة كَذَا أنْشدهُ أَبُو إِسْحَاق الْحَرْبِيّ وَهُوَ الصَّحِيح لَا كَمَا صحفه بَعضهم سِتّ من الْعدَد وَمعنى قَوْله فِي الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام أمهاتهم شَتَّى كِنَايَة عَن أزمانهم وَاخْتِلَافهمْ كالأخوة إِذا كَانَت أمهاتهم مُتَفَرِّقَة وَقد فسرناه فِي حرف الْعين (ش ت ر) قَوْله فِي شتر الْعين الِاجْتِهَاد هُوَ انقلاب جفنها وانشقاقها (ش ت و) قَوْله فِي يَوْم شَاة أَي فِي زمن الشتَاء وَيكون أَيْضا يَوْم نُزُوله. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث ابْن أبي فِي الْإِفْك فَغَضب لعبد الله رجل من قومه فشتما كَذَا لَهُم وَلابْن السكن فشتمه وَهُوَ الْوَجْه الشين مَعَ الثَّاء (ش ث ن) فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين أَي غليظهما وَزعم أَبُو عبيد أَنه مَعَ قصرهما وَقد رد هَذَا عَلَيْهِ غَيره وَإِنَّمَا هُوَ غلظهما دون قصر وَقد جَاءَ فِي صفة بقيتهما ضد مَا قَالَ أَبُو عبيد وَقَوله سَائل الْأَطْرَاف وَلَيْسَ الشثن فِي الرِّجَال بِعَيْب خلاف النِّسَاء الشين مَعَ الْجِيم (ش ج ب) قَوْله فِي عزلاء شجب وَقَامَ إِلَى شجب مَاء بِسُكُون الْجِيم وَفتح الشين هُوَ مَا قدم من الْقرب مثل الشن كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَى شن وَقد ذكرنَا فِي حرف السِّين من وهم فِيهِ وَقَوله تبرد لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) المَاء فِي أشجاب لَهُ مثله جمع شجب وَفَسرهُ بَعضهم بِأَنَّهَا الأعواد الَّتِي يعلق مِنْهَا المَاء وَهَذَا صَحِيح فِي الْعَرَبيَّة لكنه لَا يصلح فِي هَذَا الحَدِيث لقَوْله بعد على حمارة لَهُ وَهَذِه هِيَ الأعواد الَّتِي تسمى أَيْضا بالأشجاب وَاحِدهَا شجب وَتسَمى الحمارة أَيْضا فَإِنَّمَا أَرَادَ فِي هَذَا الحَدِيث قربا بالية لَهُ معلقَة على هَذِه الحمارة وَقَوله وَإِن ثِيَابهمْ لعلى المشجب وَرِدَاؤُهُ على المشجب هِيَ أَعْوَاد تُوضَع عَلَيْهَا الثِّيَاب وَيُقَال لَهَا الشجاب أَيْضا (ش ج ج) قَوْله شجك أَو فلك أَي جرحك والشجة مُخْتَصَّة بجراح الرَّأْس وَجَمعهَا شجاج ولادية مُؤَقَّتَة إِلَّا فِيهَا وَفِي الْجَائِفَة وَأَصله من الِارْتفَاع شج الْبِلَاد علاها وَمِنْه شجوا نَبِيّهم (ش ج ر) قَوْله وَمَا الَّذِي شجر بَين وَبَيْنكُم وَإِن اشتجروا فالسلطان ولي من لَا ولي لَهُ تشاجر الْقَوْم واشتجروا وَشَجر وأشجروا أَي اخْتلفُوا قَالَ الله تَعَالَى) حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم (وَالشَّجر بِالْفَتْح فيهمَا الْأَمر الْمُخْتَلف وَقَوله فشجروهم بِالرِّمَاحِ أَي شبكوهم بهَا وَقيل مدوها إِلَيْهِم وَقيل طعنوهم وَالرمْح شَاجر أَي مَمْدُود وَقَوله شجروا فاها بعصى أَي فتحوه بهَا وَالشَّجر بِالْفَتْح وَسُكُون الْجِيم الْفَتْح وَلَا تعضد شجراؤها مَمْدُود كَذَا فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور وَعند الطَّبَرِيّ شَجَرهَا كَمَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث وهما متقاربان الشجراء جمع شَجَرَة قَالَ امْرُؤ الْقَيْس (وَترى الشجراء فِي رِيقهَا ) والشجراء الأَرْض الْكَثِيرَة الشّجر وَالشَّجر كل مَا طلع على سَاق وأغصان وَيبقى إِلَى المصيف فيورق قَوْله ونئابي الشّجر أَي بعد فِي المرعى فِي الشّجر (ش ج ن) قَوْله الرَّحِم شجنة بِضَم الشين وَكسرهَا وَحكى فِيهِ

فصل الاختلاف والوهم

الْفَتْح أَيْضا وَمَعْنَاهُ قرَابَة مشتبكة كاشتباك الْعُرُوق والأغصان وأصل ذَلِك الشّجر الملتف عروقه وأغصانه وَمِنْه قَوْلهم الحَدِيث شجون أَي يتداخل ويمسك بعضه بَعْضًا ويجر بعضه إِلَى بعض (ش ج ع) قَوْله شُجَاع أَقرع هُوَ الْحَيَّة الذّكر وَقيل كل حَيَّة شُجَاع بِضَم الشين وَقيل بِكَسْرِهَا وَالْجمع شجعان وشجعان وأشجعة وَيُقَال لواحدها أَيْضا أَشْجَع كَذَا ضَبطه غير وَاحِد بِالضَّمِّ وَهِي رِوَايَة الطرابلسي فِي الْمُوَطَّأ على مَا لم يسم فَاعله وَلغيره شجاعا وَكَذَا جَاءَ فِي غير حَدِيث على أَنه مفعول ثَانِي وَالْأول الْكَنْز الْمَذْكُور قيل وَهُوَ أظهر وَيكون معنى مثل هُنَا صير وَجعل كنزه بِهَذِهِ الصّفة كَمَا قَالَ فِي رِوَايَة أُخْرَى يَجِيء كنز أحدهم شُجَاع أَقرع. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي أم سعد شجروا فاها بعصى كَذَا روينَاهُ عَن شُيُوخنَا وَقد فسرناه وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات شحوا بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَي وسعوه وَمِنْه دَابَّة شحواء أَي وَاسِعَة الخطو قَالَ ثَعْلَب شحا الرجل فَاه فَتحه وشحا فوه انْفَتح وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال شحا فَاه يشحوه ويشحاه وَرَوَاهُ بَعضهم شحنوا فاها وَالْوَجْه مَا تقدم وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فشحت فبالت ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي التَّاء وَقَوله وَالرجل يُقَاتل شجاعة وحمية كَذَا جَاءَ فِي غير مَوضِع وَفِي كتاب التَّوْحِيد للقابسي وعبدوس والحموي شجاعا وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لغَيرهم شجاعة كَمَا فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَقَوله وَلَقَد سبقت كلمتنا وَالرجل يُقَاتل شجاعة كَذَا للأصيلي وَلغيره شجاعا وَالْأول وَجه الْكَلَام وَالْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب الشين مَعَ الْحَاء (ش ح ب) قَوْله شاحبا هُوَ تَغْيِير اللَّوْن من هزال أَو مرض أَو جوع وَلَا يُقَال ذَلِك من الشَّمْس يُقَال شحب لَونه يشحب بِالْفَتْح فيهمَا قَالَ أَبُو زيد وَلَا يُقَال بِالضَّمِّ شحب (ش ح ح) قَوْله ويلقى الشُّح وَخير الصَّدَقَة وَأَنت صَحِيح شحيح وَهُوَ الْبُخْل وَكَثْرَة الْحِرْص على إمْسَاك مَا فِي الْيَد وَغَيره وَرجل شحيح وشحاح بِفَتْح الشين وَتَخْفِيف الْحَاء وَيُقَال مِنْهُ شححت أشح وأشح شحا بِالْفَتْح وَالِاسْم مِنْهُ بِالضَّمِّ وَقيل الشُّح عَام كالجنس وَالْبخل خَاص فِي إِفْرَاد الْأُمُور كالنوع لَهُ (ش ح ذ) قَوْله اشحذيها بِحجر أَي حديها شحذت السكين بِالْفَتْح شحذا حددته (ش ح ط) قَوْله يَتَشَحَّط فِي دَمه أَي يضطرب فِيهِ (ش ح م) قَوْله يبلغ شحمة أُذُنَيْهِ وَهُوَ طرفها الْأَسْفَل اللين (ش ح ن) قَوْله إِلَّا من كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء مَمْدُود هِيَ الْعَدَاوَة (ش ح و) فِي حَدِيث سعد شحوا فاها فسرناه أَي فتحوه وَتقدم الْخلاف فِيهِ وَمِنْه الحَدِيث أربى الربى تشحى الرجل فِي عرض أَخِيه قَالَ ثَابت أَي إسهابه فِيهِ كَأَنَّهُ شحا فَاه وفغره بذلك أَي فَتحه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون عِنْدِي من توسعه فِيهِ وإمعانه من قَوْلهم دَابَّة شحواء أَي وَاسِعَة الخطو الشين مَعَ الْخَاء (ش خَ ب) قَوْله يشخب فِيهِ مِيزَابَانِ يصبَّانِ بِصَوْت وَقُوَّة دفع شخب اللَّبن من الضَّرع إِذا صَوت وَهُوَ صَوت وقعه بعضه فِي بعض عِنْد الْحَلب والشخب مِنْهُ الصبة الْوَاحِدَة وَمِنْه فِي الْمثل شخب فِي الأَرْض وشخب فِي الْإِنَاء وَفِي الحَدِيث الآخر الَّذِي قتل نَفسه فشخبت يَدَاهُ مِنْهُ أَي سَالَ دَمهَا بِقُوَّة (ش خَ ص) قَوْله شخص بَصَره وأشخص بَصَره يُقَال شخص الْبَصَر بِالْفَتْح إِذا ارْتَفع وَقيل امْتَدَّ وَلم يطْرق وأشخص هُوَ بَصَره مده كَذَلِك وَكَذَلِكَ شخص فِي الْحَاجة إِذا خرج إِلَيْهَا بِالْفَتْح قَالَ أَبُو زيد شخص الْبَصَر يشخص بِالْفَتْح فيهمَا شخوصا وَلم يعرفهُ بِالْكَسْرِ وَإِنَّمَا شخص بِالْكَسْرِ إِذا عظم جِسْمه وَقَوله لم يشخص رَأسه أَي لم يرفعهُ وأصل الشخوص الرّفْع وَقَوله لَا شخص أغير من الله قيل مَعْنَاهُ

فصل الاختلاف والوهم

لَا يَنْبَغِي لشخص أَن يكون أغير من الله إِذا الشَّخْص إِنَّمَا هُوَ الْجِسْم وَمَا لَهُ ارْتِفَاع وتجسم فِي علو وَالله تَعَالَى منزه عَن الجسمية وصفات الْمَخْلُوقَات وَهُوَ كالاستثناء من غير الْجِنْس وَقد تقدم معنى غيرَة الله فِي الْغَيْن وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا فِي بَاب الْغيرَة لَا شَيْء أغير من الله وَلَعَلَّ شخص مصحف من شَيْء الشين مَعَ الدَّال (ش د خَ) قَوْله يشدخ بِهِ رَأسه أَي يكسرهُ ويفضخه وَمثله شدخ الرَّأْس أَي كسر وفضخ (ش د د) قَوْله لن يشاد هَذَا الدّين أحد إِلَّا عَلَيْهِ بتَشْديد الدَّال أَي يغالبه يُقَال شاد فلَان فلَانا إِذا غالبه وَالْمعْنَى بذلك النَّهْي عَن التعمق والغلو فِيهِ ويروى بِرَفْع الدّين ونصبه وَقد فسر فِي حرف الْغَيْن وَقَوله قلت لأنس عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَعْنِي الحَدِيث الَّذِي ذكره قَالَ شَدِيدا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَعْنِي حَقًا صَحِيحا وَقَوله بعد مَا اشْتَدَّ النَّهَار أَي ارْتَفع ويروى امْتَدَّ وَقد ذَكرْنَاهُ قَوْله اللَّهُمَّ أشدد وطاتك على مُضر أَي خذهم أخذا شَدِيدا وَبَالغ فِي النقمَة مِنْهُم وَقَوله لَيْسَ بالسعي على الْأَقْدَام والاشتداد وَلَا يجوزها الأشد أَو رَأَيْت النِّسَاء يشتددن وَاشْتَدَّ رجال إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَيخرج يشْتَد وَاشْتَدَّ وَرَاءه كُله بِمَعْنى الجري والإحضار وَقَوله بلغ أشده قَالَ البُخَارِيّ قَالَ بَعضهم وأحدها شدّ بِالضَّمِّ كَذَا لَهُم وَفِي رِوَايَة ابْن أبي صفرَة شدّ بِالضَّمِّ وبالفتح حَكَاهَا أَبُو عُبَيْدَة وَلَا يُنكر الْفَتْح وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ جمع شدَّة أَي قوته وغايته قَالَ ابْن عَبَّاس الأشد ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة والاستواء أَرْبَعُونَ وَقيل الأشد بُلُوغ الْحلم وَقيل أَوله من خَمْسَة عشر عَاما وَقيل ثَمَان عشرَة وَقَوله فِي التَّوْبَة كَيفَ ترَوْنَ يفرح الرجل الحَدِيث إِلَى قَوْله قُلْنَا شَدِيدا يَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَذَا رَاجع إِلَى مَا تقدم مِمَّا سَأَلَهُمْ عَنهُ أَي نرَاهُ يفرح فَرحا شَدِيدا أَو نرَاهُ فَرحا شَدِيدا وَتقدم فِي حرف الْهمزَة الِاخْتِلَاف فِي معنى قَوْله شدّ مِئْزَره وَقَوله فَمَا ريء يَوْمئِذٍ أَشد مِنْهُ أَي أَشْجَع وَأقوى قلبا وَقَوله أَلا تشد فنشد مَعَك أَي تحمل على الْعَدو كَذَا روينَاهُ بِضَم الشين فِي الْمُسْتَقْبل وَقَالَ ثَعْلَب فِي نوادره شدّ فِي الْحَرْب يشد بِالْكَسْرِ وَشد الشَّيْء يشده بِالضَّمِّ وَمِنْه ثمَّ شدّ عَلَيْهِ فَكَانَ كامس الذَّاهِب وَقَوله رَأَيْت كَأَن رَأْسِي قطع فاشتددت على أَثَره أَي أسرعت جَريا أَثَره وَعند الطَّبَرِيّ وبعضم فاستدرت بِالسِّين الْمُهْملَة وَالرَّاء وَهُوَ وهم وَقَوله فِي الْحَشَفَة فشدت فِي مضاغي أَي اشتدت مُدَّة مضغه لَهَا يسبها وَقَوله فَشد أمثل الصقرين أَي حملا ونهضا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث الْفِتْنَة فِي كتاب مُسلم قلت مَا مربد قَالَ شدَّة الْبيَاض فِي سَواد كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وكتبنا فِيهِ عَن بعض شُيُوخنَا المتقنين لَعَلَّه شبه الْبيَاض فِي سَواد وَالَّذِي فِي الْكتاب مغير مِنْهُ وَمَا قَالَه صَحِيح لِأَن شدَّة الْبيَاض فِي السوَاد إِنَّمَا هُوَ البلق لِأَن الاربداد والربدة إِنَّمَا هُوَ بَيَاض يعلوه سَواد وغبرة كلون الرماد وَمِنْه قَوْله اربد وَجهه إِذا أظلم وَتغَير بغضب وَقيل للنعامة ربداء لِأَنَّهُ لَوْنهَا وَتقدم فِي حرف الْمِيم قَوْله اشْتَدَّ النَّهَار وَالْخلاف فِيهِ وَقَوله فِي بَاب قسْمَة الإِمَام مَا يقدم عَلَيْهِ وَكَانَت فِي خلقه شدَّة كَذَا لكافتهم وللمروزي شَيْء الشين مَعَ الذَّال (ش ذ ذ) قَوْله لَا يدع شَاذَّة وَلَا فاذة هما بِمَعْنى والشذوذ الِانْفِرَاد أَي لَا يسلم مِنْهُ أحد إِلَّا قَتله وَهِي كلمة تقال للشجاع لَا يدع شَاذَّة وَلَا فاذة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْفَاء وَقَوله يشرشر شذقه أَي يشق شذقه والشذق جَانب الْفَم بِكَسْر الشين والذال الْمُعْجَمَة (ش ذ ك) قَوْله أَو الشاذ كَونه فرَاش النّوم مَعْلُوم بِكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة الشين مَعَ الرَّاء (ش ر ءب) قَوْله فَيَشْرَئِبُّونَ إِلَيْهِ مشدد الْبَاء وَهُوَ مد الْعُنُق للنَّظَر مثل التطاول لذَلِك وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ

(ش ر ب)

رفع الرَّأْس (ش ر ب) قَوْله مشربَة لَهُ وتؤتي مشْربَته يُقَال بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا هِيَ كالغرفة وَقَالَ الطَّبَرِيّ كالخزانة يكون فِيهَا الطَّعَام وَالشرَاب وَلِهَذَا سميت مشربَة وَقَالَ الْخَلِيل هِيَ الغرفة وَقَالَ يحيى بن يحيى هِيَ الْمسكن وَكله قريب بعضه من بعض وَقَوله وسرو الشّرْب بِفَتْح الشين وَالرَّاء هُوَ كنس الحفير الَّذِي حول النَّخْلَة وتنقيته وَهُوَ كالحوض تشرب مِنْهُ وَاحِدهَا شربة بفتحهما أَيْضا وَفِي حَدِيث الْقَتِيل فَوجدَ فِي شربة وَفِي حَدِيث الْمحرم اذْهَبْ إِلَى شربة فادلك رَأسك كُله من هَذَا وَقد فسره مَالك بِهِ وَضَبطه ابْن قُتَيْبَة فِي غَرِيبه سرو الشّرْب كَذَا ضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ عَنهُ على القَاضِي أبي عبد الله التجِيبِي قَالَ يُرِيد تنقية أَنهَار الشّرْب قَالَ وسالت الْحِجَازِيِّينَ عَنهُ فَقَالُوا تنقية الشربات وَقَوله أَيَّام أكل وَشرب وَفِي رِوَايَة ابْن الْأَنْبَارِي شرب بِالْفَتْح قَالَ وَهُوَ بِمَعْنى الشّرْب يُقَال فِيهِ شرب بِالضَّمِّ وَشرب بِالْكَسْرِ وَشرب بِالْفَتْح وَهُوَ أقلهَا وَقد قرئَ شرب الهيم بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَوله فِي خبر حَمْزَة وَهُوَ فِي شرب من الْأَنْصَار بِالْفَتْح وَسُكُون الرَّاء جمع شَارِب وَالشرب بِالْكَسْرِ الْحَظ والنصيب من المَاء وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك وأشربته قُلُوبكُمْ أَي حل فِيهَا مَحل الشَّرَاب وقبلوه وَقَوله فِي الْمُزَارعَة مَا اجاء فِي الشّرْب بِكَسْر الشين أَي الحكم فِي قسْمَة المَاء والسقي مِنْهُ وَضَبطه الْأصيلِيّ الشّرْب بِالضَّمِّ وَضبط غَيره أولى ش ر ج) قَوْله اخْتَصَمُوا فِي شراج الْحرَّة وَإِذا شرجة من تِلْكَ الشراج هِيَ مسَائِل المَاء مِنْهَا إِلَى السهل وأحدها شرج بِسُكُون الرَّاء وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فَتنحّى السَّحَاب فأفرغ مَاؤُهُ فِي شرجة من تِلْكَ الشراج (ش ر ح) قَوْله فِي حَدِيث الْإِسْرَاء فشرح صَدْرِي أَي شقَّه وَأما قَوْله فِي جمع الْقُرْآن حَتَّى شرح الله صَدْرِي فَمَعْنَاه وَسعه لي بِالْبَيَانِ والوضوح لذَلِك وَاصل الشَّرْح التَّوسعَة وَمن هَذَا قَوْله تَعَالَى) أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ (و) ألم نشرح لَك صدرك (و) اشرح لي صَدْرِي (وشرحت الْأَمر بَينته وأوضحته وَقَوله كَانَ قُرَيْش يشرحون النِّسَاء شرحا هُوَ مِمَّا تقدم من التَّوسعَة والبسط وَهُوَ وَطْء الْمَرْأَة وَهِي مستلقية على قفاها (ش ر د) قَوْله فَلَا يبْقى إِلَّا الشريد أَي الطريد الذَّاهِب على وَجهه (ش ر ر) قَوْله فِي التَّلْبِيَة وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك قيل لَا يَبْتَغِي بِهِ وَجهك وَلَا يتَقرَّب بِهِ إِلَيْك وَقيل لَا يصعد إِلَيْك وَإِنَّمَا يصعد إِلَيْك الْكَلم الطّيب أَي إِلَى مُسْتَقر الْأَعْمَال الطّيبَة من عليين وسدرة الْمُنْتَهى وَحَيْثُ جعلت مُسْتَقر كتبهَا وَقَوله فِي ابْن الزبير أَن أمة أَتَت شَرها وَعند السَّمرقَنْدِي أشرها وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة لَا يُقَال أشر وَلَا أخير وَإِنَّمَا يُقَال شَرّ وَخير قَالَ الله تَعَالَى) أَنْتُم شَرّ مَكَانا (وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث خلاف مَا قَالَ وَقد ذكرنَا مِنْهُ فِي حرف الْخَاء (ش ر ط) قَوْله فيتشرط الْمُسلمُونَ شرطة للْمَوْت وتفنى الشرطة بِضَم الشين وَسُكُون الرَّاء والشرطة أول طَائِفَة من الْجَيْش تشهد الْوَقْعَة وتتقدمه وَمِنْه سمي الشرطان لتقدمهما أول الرّبيع وأشراط الْأَشْيَاء أوائلها وَمِنْه أَشْرَاط السَّاعَة أَي مقدماتها وَقيل علامتها وأشرط نَفسه للشَّيْء أَي أعلمها وَمِنْه سمي الشَّرْط لِأَن لَهُم عَلَامَات يعْرفُونَ بهَا هَذَا قَول أبي عبيد وَأنكر غَيره هَذَا وَقَالَ إِنَّمَا جمع الشَّرْط شُرُوط وَإِنَّمَا الأشراط جمع شَرط بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الردئ من كل شَيْء قَالَ فأشراط السَّاعَة مَا يُنكره النَّاس من صغَار أمورها قبل قِيَامهَا وَقد يحْتَمل عِنْدِي هَذَا الْمَعْنى الحَدِيث الأول فِي شرطة الْمُسلمين أَي يتعالمون بَينهم بعلامة يختصون بهَا وَقيل سمي الشَّرْط شرطا من الشَّرْط وَهُوَ ردال المَال لاستهانتهم بِأَنْفسِهِم وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة سموا شرطا لأَنهم أعدُّوا وَقَالَ الْأَصْمَعِي الشرطة هُوَ الشَّرْط أَي مَا شارطوا عَلَيْهِ فسموا بِهِ وَالشّرط فِي البيع

(ش ر ك)

وَغَيره قَالُوا هُوَ من هَذَا لِأَنَّهُ عَلَامَات جعلهَا النَّاس بَينهم وَعِنْدِي أَنه تَأْكِيد من العقد والشد من الشريطة وَهُوَ شبه الْحَبل يفتل وَقَوله اشترطي لَهُم الْوَلَاء من هَذَا قيل أعلميهم بِهِ وبحكمه وأظهريه لَهُم كالعلامة ويعضد هَذَا التَّأْوِيل رِوَايَة الشَّافِعِي عَن مَالك فِي الْمُوَطَّأ وأشرطي لَهُم الْوَلَاء قَالَ الطَّحَاوِيّ أَي اظهري لَهُم حكمه وَقيل أشرطيه عَلَيْهِم كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) فَلهم عَذَاب جَهَنَّم (أَي عَلَيْهِم وَقيل على وَجهه فِي اللَّفْظ على وَجه الزّجر كَمَا قَالَ واستفزز من اسْتَطَعْت مِنْهُم بصوتك الْآيَة وَالله لَا يَأْمر بِهَذَا وَقيل بل على طَرِيق التوبيخ والتقريع وَإِن ذَلِك لَا يَنْفَعهُمْ إِذْ قد بَين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حكمه لَهُم قبل فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهَا اشْترِي لَهُم أَولا فَذَلِك لَا يَنْفَعهُمْ وَهُوَ اخْتِيَار أبي بكر بن دَاوُود الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ وَلَيْسَ المُرَاد أَنه أمرهَا بذلك ثمَّ يبطل الشَّرْط وَلكنه كَقَوْلِه تَعَالَى) قل ادعوا شركاءكم ثمَّ كيدون (اسْتِخْفَافًا وتعجيزا إِن دعوتموهم أَولا لم ينفعوكم ويعضد هَذَا رِوَايَة البُخَارِيّ من حَدِيث أَيمن عَن عَائِشَة وَفِيه ودعيهم يشترطون مَا شَاءُوا واشترتها وأعتقتها وَاشْترط أَهلهَا الْوَلَاء فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق وَقَوله فِيهِ شَرط الله أَحَق قَالَ الدَّاودِيّ يحْتَمل قَوْله فأخوانكم فِي الدّين ومواليكم قَالَ القَاضِي عِيَاض رَحمَه الله وَيحْتَمل عِنْدِي وَهُوَ الْأَظْهر مَا أعلم بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من حكم الله أَن الْوَلَاء لمن اعْتِقْ وَقيل بل فعل ذَلِك عُقُوبَة فِي الْأَمْوَال لمخالفتهم أمره وَهُوَ ضَعِيف (ش ر ك) ذكر الشّركَة بِفَتْح الشين وَكسر الرَّاء والشرك فِي البيع وَغَيره مَعْلُوم وَقَوله فِيهِ شرك بِكَسْر الشين من الِاشْتِرَاك والشرك وَالشَّرِكَة والاشتراك وَاحِد والشرك أَيْضا النَّصِيب والشرك أَيْضا الشَّرِيك قَالَه الْأَزْهَرِي فِي تَفْسِير يستفتونك فِي النِّسَاء فأشركته فِي مَا لَهُ كَذَا لَهُم يُقَال شركته وأشركه وأشركته أشركه (ش ر ع) قَوْله فأوردها حوضا فشرعت فِيهِ وفانتهينا إِلَى مشرعة بِفَتْح الْمِيم وَفِيه فَقَالَ أَفلا تشرع بِضَم التَّاء رباعي وروى بِفَتْحِهَا ثلاثي وَفِيه فأشرعت وأشرع نَاقَته كُله بالشين الْمُعْجَمَة جَاءَ هُنَا فعله رباعيا فِي رِوَايَة وَالْمَعْرُوف شرعت ثلاثي وَهُوَ وُرُود المَاء وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فشرعت فِيهِ إِلَّا إِذا عداهُ فِي غَيره كَقَوْلِه فأشرع نَاقَته فَهَذَا رباعي وعَلى هَذَا يحمل مَا جَاءَ فِي الحَدِيث أَي تسقى نَاقَتك وَقيل مَعْنَاهُ الشّرْب بالفم من المَاء من غير آلَة والمعنيان جَمِيعًا صَحِيحَانِ والمشرعة والشريعة حَيْثُ يتَوَصَّل من حافة النَّهر إِلَى مَائه ويورد فِيهِ وَالْجمع شرائع ومشارع وَمِنْه شَرِيعَة الدّين لِأَنَّهَا مدخلة إِلَيْهِ وَقيل من الْبَيَان والظهور وَهُوَ أَيْضا الشَّرْع والشرعة بِالْكَسْرِ وَشرع لكم من الدّين أَي بَينه وأظهره قَالُوا وَمِنْه سميت المشرعة والشريعة للْمَاء لِأَنَّهَا ظَاهِرَة ومكانها مَعْلُوم وعَلى هَذَا يَأْتِي تَفْسِير من قَالَ فِي قَوْله شرعا أَي رَافِعَة رؤوسها لِأَنَّهَا ظَاهِرَة وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِيرهَا شرعا شوارع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي شوارع فِي المَاء جمع شَارِع كَأَنَّهُ يُرِيد شَاربه وَهُوَ قَول بَعضهم خافظة رؤوسها للشُّرْب قَالَ الْخَلِيل يُقَال شرع شروعا وَشرعا إِذا ورد المَاء قَالَ صَاحب الْأَفْعَال شرعت فِي المَاء شربت مِنْهُ بفيك وَأَيْضًا دخلت فِيهِ وَقَوله فِي المركن فيشرع فِيهِ جَمِيعًا أَي يتَنَاوَل مَاؤُهُ للْغسْل وَقَوله فِي الْوضُوء حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد وَحَتَّى أشرع فِي السَّاق أَي أحل الْغسْل فيهمَا وَأدْخل بعضهما فِي مغسوله وَقَوله فِي الْوَلَاء شرع سَوَاء بتحريك الرَّاء مَفْتُوحَة أَي مثلان كَمَا قَالَ سَوَاء (ش ر ف) قَوْله فِي حَدِيث عَليّ وَحَمْزَة أصبت شارفي وَعمد إِلَى شارفي وأصابني شَارف وَإِلَّا يَا حَمْزَة للشرف الشّرف بِضَم الشين وَالرَّاء جمع شَارف وَهُوَ المسن من النوق وَفَسرهُ مُسلم الشارف المسن الْكَبِير وَالْمَعْرُوف فِي ذَلِك أَنه من النوق لَا من الذُّكُور وَلم يَأْتِ فعل جمعا لفاعل إِلَّا نَادرا

(ش ر ق)

وَقَالَ الْحَرْبِيّ يُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى وَحَكَاهُ عَن الْأَصْمَعِي وَقَوله وَلَا ينتهب نهبة ذَات شرف بِفَتْح الشين وَالرَّاء قيل ذَات قدر كَبِير وَقيل يستشرفها النَّاس كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى يرفع النَّاس إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارهم وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَقد روى بِالسِّين وَفسّر بِذَات الْقدر أَيْضا وَقد تقدم فِي حرف السِّين وَقَوله فَمن استشرف لَهَا استشرفته قيل هُوَ من الْأَشْرَاف استشرفت الشَّيْء علوته وشرفت عَلَيْهِ وأشرفت يُرِيد من انتصب لَهَا انتصبت لَهُ وتلته وصرعته وقتلته وَقيل هُوَ من المخاطرة والتغرير والإشفاء على الْهَلَاك أَي من خاطر بِنَفسِهِ فِيهَا أهلكته يُقَال أشرف الْمَرِيض إِذا أشفى على الْمَوْت وهم على شرف من كَذَا أَي خطر ورويناه فِي مُسلم من تشرف لَهَا تستشرفه وَهُوَ من معنى مَا تقدم كَمَا ضبطناه على القَاضِي أبي عَليّ وضبطناه على أبي بَحر من يشرف بِضَم الْيَاء وَهُوَ أَيْضا يرجع إِلَى مَا تقدم وَقَوله أشرف على أَطَم أَي علا وَمِنْه قَوْله لَا تشرف يصبك سهم بِفَتْح التَّاء والشين وَتَشْديد الرَّاء كَذَا قَيده بَعضهم أَي لَا ترفع رَأسك لتنظر وَقَيده غَيره تشرف أَي يتعلا ينظر كَمَا جَاءَ فِي أول الحَدِيث ويشرف إِلَى ينظر وَقَوله فِي الْخَيل فاستنت شرفا أَو شرفين قيل طلقا أَو طلقين وَقيل الشّرف هُنَا مَا علا من الأَرْض وَتقدم تَفْسِير استنت وَقَوله فِي الَّذِي ضلت نَاقَته فسعى شرفا فَلم ير شَيْئا يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ وَالْأَظْهَر هُنَا شرف الأَرْض وَقَوله فَمن أَخذه بإشراف نفس قَالَ الْحَرْبِيّ بِطَلَب لذَلِك وارتفاع لَهُ وَتعرض إِلَيْهِ وَقَوله مشرف الجبين ومشرف الوجنتين وَالرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي ناتئها ومرتفعها كَمَا قَالَ ناتئ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله وتخلص بِأَهْل الْفِقْه وأشراف النَّاس أَي كبرائهم وَأهل الإحساب مِنْهُم وَشرف الرجل حَسبه بِالْآبَاءِ قَالَ يَعْقُوب لَا يكون الشّرف وَالْمجد إِلَّا بِالْآبَاءِ وَيكون الْحسب وَالْكَرم بِنَفس الْإِنْسَان وَإِن لم يكن ذَلِك بئابائه (ش ر ق) قَوْله شَرق بذلك بِكَسْر الرَّاء ضَاقَ صَدره حسدا كمن غص بِشَيْء والشرق بالمشرب والغصص بالمطعوم وَقَوله يؤخرون الصَّلَاة إِلَى شَرق الْمَوْتَى شَرق الْمَيِّت غصصه بريقه عِنْد الْمَوْت يُرِيد أَنهم يصلونَ وَلم يبْق من الشَّمْس إِلَّا بِقدر مَا بَقِي من حَيَاة الْمَيِّت إِذا بلغ هَذَا لمبلغ وَقيل شَرق الْمَوْتَى اصفرار الشَّمْس عِنْد غُرُوبهَا وَقيل هُوَ ارْتِفَاع الشَّمْس على الْحِيطَان وَكَونهَا بَين الْقُبُور آخر النَّهَار كَأَنَّهَا لجة يُرِيد أَنهم يؤخرون الْجُمُعَة إِلَى ذَلِك الْوَقْت وَيُقَال شَرق الْمَوْتَى إِذا ارْتَفَعت الشَّمْس على الطُّلُوع يُقَال تِلْكَ السَّاعَة سَاعَة الْمَوْتَى وَقَوله أشرق تبير كَيْمَا نغير أَي أَدخل يَا جبل فِي الشروق وَيُقَال شَرقَتْ الشَّمْس وأشرقت وشروقها طُلُوعهَا وإشراقها إضاءتها وامتداد ضوءها وَمِنْه النَّهْي عَن الصَّلَاة حَتَّى تشرق الشَّمْس وَضَبطه بَعضهم تشرق من شَرقَتْ أَي طلعت وَيُؤَيِّدهُ مَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى تطلع الشَّمْس وكيما نغير أَي ندفع للنحر وَمَعْنَاهُ الْإِسْرَاع وَأَيَّام التَّشْرِيق قَالَ ملك الْأَيَّام المعدودات هِيَ أَيَّام التَّشْرِيق وَقَالَ فِي مَوضِع آخر هِيَ الْأَيَّام الَّتِي نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن صيامها وَقَالَ غَيره سميت بذلك لأَنهم كَانُوا يشرقون فِيهَا لُحُوم الْأَضَاحِي أَي يقطعونها ويقددونها وَقيل من أجل صَلَاة الْعِيد صلَاتهَا وَقت شروق الشَّمْس قَالَ أَبُو عبيد فَصَارَت هَذِه الْأَيَّام تبعا ليَوْم النَّحْر وَقَالَ أَبُو حنيفَة التَّشْرِيق التَّكْبِير دبر الصَّلَوَات قَالَ أَبُو عبيد وَلم أجد أحدا يعرف أَن التَّكْبِير يُقَال لَهُ التَّشْرِيق وَقيل أَيَّام التَّشْرِيق أَيَّام منى وَهِي أَيَّام مَعْلُومَات وَقَوله فِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان كَأَنَّهُمَا ظلتان سُودًا وَأَن بَينهمَا شَرق بِفَتْح الشين وَسُكُون الرَّاء قيل نور وضوء كَذَا ضبطناه عَن بعض

فصل الاختلاف والوهم

شُيُوخنَا وَكَذَا كَانَ فِي كتاب التَّمِيمِي وَكَذَا قيدناه عَن أبي الْحُسَيْن ابْن سراج فِي كتاب اللُّغَة وقيدناه عَن أبي بَحر بِفَتْح الرَّاء وَفِي مُسلم بِالسُّكُونِ ذكره الْهَرَوِيّ قَالَ والشرق الضَّوْء والشرق الشَّمْس والشرق الشق وَقَالَ ثَعْلَب الشرق الضَّوْء الَّذِي يدْخل من شقّ الْبَاب وَضَبطه بَعضهم شَرق وَقَوله فِي الْفِتْنَة من قبل الْمشرق وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر الْكفْر وَفِي الآخر غلظ الْقلب وَفِي الآخر من حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان إِلَّا ظهر هُنَا قَول من قَالَ أَنه مشرق الأَرْض وبلاد فَارس وكسرى وَمَا وَرَاءَهَا بِدَلِيل قَوْله من حَيْثُ تطلع الشَّمْس وبدليل مَعَاني الحَدِيث من طُلُوع الْفِتَن والبدع مِنْهَا الَّذِي يدل عَلَيْهِ قَوْله قرن الشَّيْطَان وَقد فسرناه وَقيل أَرَادَ بِلَاد نجد وَرَبِيعَة وَمُضر بِدَلِيل أَنه قد جَاءَ ذَلِك مُبينًا فِي حَدِيث آخر فالوجهان صَحِيحَانِ ونجد وبلاد مُضر وَرَبِيعَة وَفَارِس وَمَا وَرَاءَهَا كُله مشرق من الْمَدِينَة والشرق والمشرق سَوَاء وَقَوله أريت مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا الْمَشَارِق مطالع الشَّمْس كل يَوْم ومشرقاها مطْلعهَا فِي الشتَاء ومطلعها فِي الصَّيف وَكَذَلِكَ مغاربها والمغربان قَالَ الله تَعَالَى رب المشرقين وَرب المغربين وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى بعد المشرقين أَنه أَرَادَ الْمشرق وَالْمغْرب (ش ر ش) قَوْله يشرشر شدقه أَي يقطع ويشق والشرشرة أَخذ السَّبع أَو الْحَيَّة الشَّاة أَو غَيرهَا بِفِيهِ ويعضها حَتَّى تطاير قطعا (ش ر هـ) قَوْله وشره بِفَتْح الشين وَالرَّاء هُوَ شدَّة الْحِرْص (ش ر ى) قَوْله ركب شريا أَي فرسا يستشري فِي جريه ويلج ويتمادى وَقَالَ يَعْقُوب يَعْنِي فرسا شريا خيارا فائقا وشراة المَال وسراته بالشين وَالسِّين خِيَاره. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث جَابر قَطْرَة فِي عزلاء شجب لَو أَنِّي أفرغه لشربه يابسه كَذَا ضبطناه وأتقناه على شُيُوخنَا وَمَعْنَاهُ لشرب قَطْرَة ذَلِك المَاء يَابِس الشجب لقلته وَبَعض الشُّيُوخ يرويهِ لشربة يابسة وَهُوَ خطأ وَفِي مُسلم فِي حَدِيث محيصة فَوجدَ فِي شربة روى عِنْد ابْن الْحذاء مشربَة وَالصَّحِيح شربة وَكَذَلِكَ فِي خبر مُوسَى أَنه اغْتسل عِنْد مشربَة على رِوَايَة أَكْثَرهم وَالْمَعْرُوف فِي كل هَذَا شربة إِلَّا أَن يكون مفعلة من الشّرْب مِنْهَا والسقى مثل قَوْلهم مشرعة من ذَلِك وَجَاء فِي كتاب التَّفْسِير فِي البُخَارِيّ فِي خبر الزبير شريج من الْحرَّة وَهُوَ تَغْيِير وَالصَّوَاب مَا فِي غير هَذَا الْبَاب شراج وَقد ذَكرْنَاهُ وَإِنَّمَا الشريج الْمثل إِلَّا أَن يكون سمع فَيكون جمع شرج كَمَا قَالُوا فِي كُلَيْب جمع كلب وَفِي الْمُزَارعَة عَامل أهل خَيْبَر بِشَرْط مَا يخرج مِنْهَا كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ فِي هَذَا الْبَاب وَهُوَ خطا وَصَوَابه مَا لغيره وَجَاء فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَالْأَحَادِيث بِشَطْر أَي نصف وَفِي شرب المَاء بِاللَّبنِ بالراء وَكَذَا للقابسي وَعند الْأصيلِيّ يشوب بِالْوَاو أَي خلطه وَكِلَاهُمَا يرجع إِلَى معنى وَاحِد صَحِيح إِن شَاءَ الله وَفِي بَاب اسْتِعْمَال فضل وضوء النَّاس ثمَّ تَوَضَّأ فَشَرِبت من وضوئِهِ وَعند الْأصيلِيّ فَشرب وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث العرنيين فِي بَاب من لم يسق الْمُحَاربين فأتوها يَعْنِي الْإِبِل فَشَرِبُوا من أبوالها وَأَلْبَانهَا حَتَّى صحوا كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ يشْربُوا على الْمُسْتَقْبل وَالْوَجْه الأول الشين مَعَ الطَّاء (ش ط ب) قَوْله مضجعه كمسل شطبة قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره هُوَ مَا شطب من جريد النّخل وَهُوَ سعفه يُرِيد أَنه ضرب اللَّحْم دَقِيق الخصر شبهته بالشطبة وَهُوَ مَا شقق من جريد النّخل وعملت مِنْهُ قضبان رقاق تنسج مِنْهُ الْحصْر وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَرَادَ سَيْفا سل من غمده شبهته بِهِ والشطب من السيوف مَا فِيهِ طرق وسيوف الْيمن كَذَلِك وَقَالَ ابْن حبيب الشطبة العويد المجدد

فصل الاختلاف والوهم

كالمسلة (ش ط ر) قَوْله شطر وسق من شعير وَشطر شعير وساقاهم بِشَطْر مَا يخرج مِنْهَا وأرجوا أَن تَكُونُوا شطر أهل الْجنَّة الشّطْر والشطير النّصْف مثل نصف ونصيف وَمثله فِي الحَدِيث الآخر وَلَو بِشَطْر كلمة أَي بِنِصْفِهَا وَمعنى شطر شعير أَي شطر وسق مِنْهُ وَمِنْه سميت ضروع النَّاقة لِأَن الحالب يحلب أَولا الْجِهَة الْوَاحِدَة ثمَّ يعود إِلَى النّصْف الآخر وأشطر الدَّهْر أُمُوره استعيرت من أشطار النَّاقة وَهِي أَطْرَاف ضرْعهَا والشطر أَيْضا النَّاحِيَة وَمِنْه فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام (ش ط ط) قَوْله شط النَّهر أَي ناحيته وشطاه ناحيتاه وشط الْبَحْر ساحله وَقَوله لَا وكس وَلَا شطط أَي لَا بخس وَلَا نقص وَلَا زِيَادَة وَلَا مُجَاوزَة للقدر والشطط مُجَاوزَة الْقدر وَمِنْه شط إِذا بعد وشط إِذا جَار قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تشطط قيل هُوَ من هَذَا أَي لَا تجر وَلَا تبعد عَن الْحق يُقَال شط وأشط إِذا جَار (ش ط ن) قَوْله مربوطة بشطنين أَي بحبلين والشطن الْحَبل الطَّوِيل المضطرب والشطن العَبْد وَقيل مِنْهُ سمي الشَّيْطَان لبعده عَن الْخَيْر وَطول شَره واضطرابه وَقَوله فليقاتله فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان أَي يفعل فعل الشَّيْطَان فِي الإحالة لما بَيْنكُم وَبَين الْقبْلَة وَقيل مَعْنَاهُ فَإِنَّمَا يحملهُ على ذَلِك الشَّيْطَان وَقيل هُوَ على وَجهه وَالْمرَاد بالشيطان هُنَا الشَّيْطَان نَفسه وَهُوَ قرين الْمَار كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر فَإِن مَعَه القرين وَقَوله وَكَانَ نخلها رُءُوس الشَّيَاطِين قيل نبت مَعْرُوف عِنْدهم وَقيل مثل لما يستقبح وكل مستقبح فِي صُورَة أَو عمل يشبه بالشيطان وَقَوله الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم قيل هُوَ على ظَاهره وَقيل هُوَ مثل لتسلطه عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يدْخل جَوْفه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الصَدَاق والحباء إِن فَارقهَا قبل أَن يدْخل بهَا فلهَا شطر الحباء كَذَا الجمهورهم وَعند ابْن المرابط وَابْن حمدين وَأبي عمر شَرط بِتَقْدِيم الرَّاء وَالْأول الصَّوَاب وَهُوَ الَّذِي عِنْد ابْن بكير وَغير يحيى من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَفِي بَاب أكل الربى فِي البُخَارِيّ وعَلى وسط النَّهر رجل بِيَدِهِ حِجَارَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن على شط وَهُوَ الصَّوَاب الَّذِي يسيح فِي النَّهر هُوَ آكل الربى وَالرجل الَّذِي يرميه على شطه وَفِي بَاب إِذا لم يشْتَرط السنين فِي الْمُزَارعَة عَامل أهل خَيْبَر بِشَطْر مَا يخرج مِنْهَا كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ بِشَرْط وَالْأول الصَّوَاب وَالْمَعْرُوف الشين مَعَ الظَّاء (ش ظ ظ) قَوْله فنحرها بشظاظ وَفِي الحَدِيث الآخر فِي الشَّاة فذكاها بشظاظ قَالَ القتبي هُوَ الْعود الَّذِي يدْخل فِي عُرْوَة الجواليق وَقَالَ غَيره الشظاظ فلقَة الْعود وَهَذَا كُله صَحِيح فِي النَّحْر يتهيأ بِعُود الجواليق إِذا كَانَ محدد الطّرف وَفِي الشَّاة لَا يتهيأ بِهِ إِلَّا أَن يكون فلقَة عود محددة الْجَانِب يُمكن الذّبْح بهَا الشين مَعَ الْكَاف (ش ك ر) قَوْله فَشكر الله ذَلِك لَهُ يحْتَمل ثناءه عَلَيْهِ بذلك وَذكره بِهِ لملائكته وَقيل إثابة عَلَيْهِ وزكى ثَوَابه وضاعف جزاءه وَقيل قبل عمله والأولان أصح والشكور من أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَصِفَاته قيل مَعْنَاهُ الَّذِي يزكوا عِنْده الْقَلِيل من أَعمال عباده فيضاعف لَهُم الثَّوَاب وَقيل الراضي بِيَسِير الطَّاعَة من العَبْد وَقيل مَعْنَاهُ الْمجَازِي عباده من قبل شكرهم إِيَّاه فَيكون الِاسْم على معنى الازدواج والتجنيس وَقيل الشكُور معطى الجزيل على الْعَمَل الْقَلِيل وَقيل الْمثنى على عبَادَة المطيعين وَقيل الراضي باليسير من الشُّكْر المثيب عَلَيْهِ الجزيل وَقَوله أَفلا أكون عبدا شكُورًا أَي مثنيا على الله تَعَالَى بنعمته عَليّ ومتلقيا لَهَا بالازدياد من طَاعَته وَالشُّكْر الثَّنَاء على صَنِيعَة يؤتاها الْمَرْء وَالْحَمْد الثَّنَاء وَإِن لم تكن عَارِية وَلَا مُوجب للمكافأة على ذَلِك قَالَ الْأَخْفَش الشُّكْر الثَّنَاء بِاللِّسَانِ للعارية يؤتاها وَقَالَ غَيره الشُّكْر معرفَة الْإِحْسَان والتحدث بِهِ وَقيل

(ش ك ك)

الشُّكْر وَالْحَمْد بِمَعْنى لَكِن الْحَمد أَعم فَكل شَاكر حَامِد وَلَيْسَ كل حَامِد شاكرا قَالَ بَعضهم الشُّكْر بِالْقَلْبِ وَهُوَ التَّسْلِيم قَالَ الله تَعَالَى) وَمَا بكم من نعْمَة فَمن الله (وباللسان وَهُوَ الِاعْتِرَاف قَالَ الله تَعَالَى) وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث (وشكر الْعَمَل هُوَ الدَّوَام على طَاعَة الله قَالَ الله تَعَالَى) اعْمَلُوا آل دَاوُد شكرا (وَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد عوتب فِي كَثْرَة الْعَمَل وأتعاب نَفسه أَفلا أكون عبدا شكُورًا والشكور بِالضَّمِّ الْمصدر وَيكون جمع شكور (ش ك ك) قَوْله فشكت عَلَيْهَا ثِيَابهَا أَي جمعت أطرافها لتستر وخللت عَلَيْهَا بعيدان وَشَوْك وَنَحْوهمَا يُقَال شككته بِالرُّمْحِ إِذا نظمته بِهِ وَقَوله شاكي السِّلَاح أَي جَامع لَهَا يُقَال شائك وشاك إِذا جمع عَلَيْهِ سلاحه والشكة السِّلَاح التَّام بِكَسْر الشين وَسلَاح شَاك بالصم وَفِي المُصَنّف الشاك اللابس السِّلَاح التَّام والشاكي والشائك ذُو الشَّوْكَة وَالْحَد فِي سلاحه وَقَوله نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم لَيْسَ على ظَاهره وَإِثْبَات الشَّك لَهما بل هُوَ نفي الشَّك عَنْهُمَا أَي أَنه لم يشك وَنحن كَذَلِك وَقيل ذَلِك على سَبِيل التَّوَاضُع أَنه لم يشك وَلَو شكّ لَكُنْت أولى بِالشَّكِّ إعظاما لإِبْرَاهِيم وتنزيها لَهُ عَن الشَّك وتواضعا مِنْهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَأَنَّهُ قَالَ أَنا لَا أَشك فَكيف إِبْرَاهِيم وَقيل قَالَ ذَلِك جَوَابا لقوم قَالُوا شكّ إِبْرَاهِيم وَلم يشك نَبينَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ هَذَا على سَبِيل التَّنْزِيه لَهُ والتعظيم على مَا تقدم (ش ك ل) قَوْله فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أشكل الْعَينَيْنِ هِيَ حمرَة فِي بياضهما وَتسَمى الشكلة والسحرة أَيْضا بِالضَّمِّ وَقد جَاءَ تَفْسِيره فِي كتاب مُسلم بوهم نذكرهُ بعد وَكره الشكال فِي الْخَيل جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَن يكون فِي رجله الْيُمْنَى وَيَده الْيُسْرَى بَيَاض أَو فِي يَده الْيُمْنَى وَرجله الْيُسْرَى وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ مُطلقَة وَوَاحِدَة محجلة أَو ثَلَاث قَوَائِم محجلة وَوَاحِد مُطلق قَالَ وَلَا يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل تكون هِيَ الْمُطلقَة أَو المحجلة أخذا من الشكال لِأَنَّهُ كَذَلِك يكون وَقَالَ ابْن دُرَيْد الشكال أَن يكون تحجيله فِي يَد وَرجل من شقّ وَاحِد فَإِن تخالفا قيل شكال مُخَالف وَذكر المطرزي فِيهِ سِتَّة أَقْوَال غير هَذِه قيل هُوَ بَيَاض الْيَد الْيُمْنَى وَالرجل الْيُمْنَى وَقيل هُوَ بَيَاض الْيَد الْيُسْرَى وَالرجل الْيُسْرَى وَقيل بَيَاض الْيَدَيْنِ وَقيل بَيَاض الرجلَيْن وَيَد وَاحِدَة وَقيل بَيَاض الْيَدَيْنِ وَرجل وَاحِدَة وَقَول البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير الشكلة بِكَسْر الْكَاف فِي وصف النِّسَاء هِيَ الغزلة والشكل بِالْكَسْرِ الدل يُقَال أَنَّهَا لحسنة الشكل وَذَات دلّ وَذَات شكل والشكل بِالْفَتْح الْمثل والشكل أَيْضا الْمَذْهَب والنحو وَكَذَلِكَ الشاكلة (ش ك و) قَوْله فِي شكواه الَّذِي قبض فِيهِ وَعند الْأصيلِيّ فِي شكوه وَلغيره شكوته وَمَا لِابْنِ أَخِيك يشكوك وَقَوله وَهُوَ شَاك أَي مَرِيض واشتكى سعد شكوا مَقْصُور وَنظر فِي المرآت لشكوى أَصَابَته ويروى لشكو يُقَال شكوى منون أَيْضا وتشتكي عينهَا الشكاة والشكوى مَقْصُور والشكوى الْمَرَض يُقَال شكى يشكوا واشتكى شكاية وشكاوة وَشَكوا وشكوى قَالَ أَبُو عَليّ التَّنْوِين ردي جدا وَقل ابْن دُرَيْد الشكو مصدر شكوته وَقَوله يكثرون الشكاة وَشَكتْ مَا تلقى من الرَّحَى هُوَ من التشكي بالْقَوْل وَهُوَ من الشكوى أَيْضا يُقَال مِنْهُ شكى واشتكى قَالَ الله تَعَالَى) وتشتكي إِلَى الله (وَمِنْه شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حر الرمضاء فَلم يشكنا أَي حرهَا فِي إقدامهم لبعدهم عَن الْمَسْجِد ليعذرهم بذلك عَن التَّخَلُّف عَن صَلَاة الظّهْر جمَاعَة أَو يؤخروها إِلَى آخر النَّهَار فَلم يشكهم أَي فَلم يُحِبهُمْ إِلَى ذَلِك وَقيل لم يحوجنا إِلَى الشكوى بعد رَفعه الْحَرج عَنَّا يُقَال أشكيت فلَانا الجاته إِلَى الشكاية واشتكيته أَيْضا نزعت عَن أشكائه

فصل الاختلاف والوهم

وَفِي خبر ابْن الزبير وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها قَالَ القتبي الشكاة الدَّم وَالْعَيْب وَحكى ابْن دُرَيْد أَنه من التشكي وَأول الْبَيْت يدل عَلَيْهِ وَظَاهر أبي زائل وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابه وَعند الْأصيلِيّ فِي بَاب لبس الْحَرِير فِي الْحَرْب شكينا إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْيَاءِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب الشكوى عَن عباد بن تَمِيم عَن عَمه أَنه شكى إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر والنسفي وَعند الْقَابِسِيّ شكى بِضَم الشين قَالَ الْقَابِسِيّ الْمَعْرُوف شكا يُقَال مِنْهُ يشكوا وَمِنْه فِي حَدِيث مَرْوَان مَا لِابْنِ أَخِيك يشكوك وَفِي رِوَايَة بَعضهم يشتكيك وَكِلَاهُمَا صَحِيح مِمَّا تقدم وَعند الطَّبَرِيّ يشكيك ذكر مُسلم عَن سماك فِي تَفْسِير أشكل الْعَينَيْنِ أَي طَوِيل شقّ الْعَينَيْنِ وَكَذَا ذكره عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَفِي بعض نسخ مُسلم طَوِيل شفر الْعين وَالْمَعْرُوف عَن سماك مَا تقدم وَلم يقل سماك فِي هَذَا التَّفْسِير كُله شَيْئا وَالْوَجْه فِيهِ مَا اتّفق عَلَيْهِ أَئِمَّة اللُّغَة أَنَّهَا حمرَة فِي بَيَاض الْعين تخالطها كَمَا قدمْنَاهُ والشهلة حمرَة تخالط سوادها هَذَا قَول أبي عبيد وَغَيره الشين مَعَ اللَّام (ش ل ل) قَوْله شلت يَده وَقد شلت تشل وشل الْمَجْرُوح كُله بِفَتْح الشين وَهُوَ يبس الْيَد وَلَا يُقَال شلت بِالضَّمِّ وَالِاسْم الشلل وَيُقَال فِيمَا لم يسم فَاعله من ذَلِك أشلت يَده وأشلها الله (ش ل و) قَوْله شلو ممزع قَالَ أَبُو عبيد الشلو بِكَسْر الشين الْعُضْو من اللَّحْم والممزع المقطع وَقَالَ الْخَلِيل الشلو الْجَسَد من كل شَيْء وَقيل الشلو الْقطعَة وَمِنْه قيل للعضو شلو قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالَّذِي هُنَا يجب أَن يكون الْجَسَد لقَوْله أوصال شلو يَعْنِي أَعْضَاء جَسَد وَلَا يُقَال أَعْضَاء عُضْو الشين مَعَ الْمِيم (ش م ت) قَوْله وَمن شماتة الْأَعْدَاء قيل هُوَ فَرح الْعَدو ببلية عدوه وَقَالَ الْمبرد هُوَ تقلب قلب الْحَاسِد فِي حالاته بَين الْحزن والفرح وَقَوله تشميت الْعَاطِس وشمته وفليشمته هُوَ الدُّعَاء لَهُ وأصل التشميت الدُّعَاء وَيُقَال بِالسِّين الْمُهْملَة وَقد ذَكرْنَاهُ ش م ر) قَوْله وأنهما لمشمرتان أَي رافعتا إزرهما بِدَلِيل قَوْله أرى خدم سوقهما (ش م ط) قَوْله شمط رَأسه بِفَتْح الشين وَكسر الْمِيم وَلَيْسَ فِي أَصْحَابه أشمط هُوَ اخْتِلَاط الشيب بالشعر قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ أَن يَعْلُو الْبيَاض فِي الشّعْر السوَاد وَقَالَ ابْن الانباري هُوَ عِنْد الْعَرَب اخْتِلَاط الْبيَاض بِالسَّوَادِ وَقَالَ الاصمعي اذا رآ الرجل الْبيَاض فِي رَأسه فَهُوَ أشمط وَقَوله لَو شِئْت أعد شمطاته بِفَتْح الْمِيم أَي شيباته وَهَذَا تَصْحِيح قَول الْأَصْمَعِي الْمُتَقَدّم وَقَالَ ثَابت كل لونين اختلطا فَهُوَ شمط (ش م ل) قَوْله عَلَيْهِ شملة هُوَ كسَاء يشْتَمل بِهِ وَقيل إِنَّمَا الشملة إِذا كَانَ لَهَا هدب وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ كسَاء يؤتزر بِهِ وَقَالَ الْخَلِيل المشملة بِالْكَسْرِ كسَاء لَهُ خمل متفرق يلتحف بِهِ دون القطيفة وَفِي البُخَارِيّ فِي الحَدِيث الْبردَة الشملة وَقيل الشملة كل مَا اشْتَمَل بِهِ الْإِنْسَان من الملاحف وَالْبرد وَقَوله نهى عَن اشْتِمَال الصماء هُوَ إدارة الثَّوْب على جسده لَا يخرج مِنْهُ يَدَيْهِ وَالِاسْم مِنْهُ الشملة وَيُقَال لَهَا الشملة الصماء وَهُوَ التلفع أَيْضا وَأما الاشتمال على الْمَنْكِبَيْنِ الَّذِي ذكره فِي البُخَارِيّ الزُّهْرِيّ فَهُوَ التوشيح وَلَيْسَ من هَذَا وَيَأْتِي مُفَسرًا فِي حرف الْوَاو وَنهى الشَّرْع عَنهُ لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَنه إِن أَتَاهُ مَا يكرههُ ويؤذيه لم يُمكنهُ إِخْرَاجه يَدَيْهِ بِسُرْعَة وَقيل إِنَّمَا نهى عَنْهَا فِي الصَّلَاة لِأَنَّهُ إِذا أخرج يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة انكشفت عَوْرَته فَإِذا كَانَ مؤتزرا لم ينْه عَنْهَا وَقيل أَيْضا أَنَّهَا الاشتمال بِهِ وَرَفعه من أحد جانبيه على أحد مَنْكِبَيْه وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيره فتنكشف عَوْرَته وَقَوله يُصَلِّي فِي ثوب

فصل الاختلاف والوهم

وَاحِد مُشْتَمِلًا بِهِ وَاضِعا أحد طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ هَذَا لَيْسَ باشتمال الصماء وَهُوَ الاضطباع أَو التوشح كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ملتحفا بِهِ وَقَوله فَهبت ريح الشمَال بِفَتْح الشين وَالْمِيم هِيَ الرّيح الجوفية الَّتِي تَأتي من دبر الْقبْلَة مُقَابلَة الْجنُوب وَيُقَال فِيهِ شَمل أَيْضا بِغَيْر ألف وشمأل بِسُكُون الْمِيم وهمز الْألف وشأمل بِتَقْدِيم الْهمزَة وشمول بِضَم الْمِيم (ش م س) قَوْله كَأَنَّهَا أَذْنَاب خيل شمس بِضَم الْمِيم وإسكانها مَعًا هِيَ الَّتِي لَا تَسْتَقِر إِذا نخست وَهُوَ فِي النَّاس الْعسر يُقَال فِي جمعه شموس وَفِي الدَّوَابّ شمس أَيْضا وَقد شمس والشماس فِي الدَّوَابّ كالقماص وَقَوله شمس نَاسا فِي أَدَاء الْجِزْيَة مَعْنَاهُ مَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر يقيمهم فِي الشَّمْس وَقد صب على رؤوسهم الزَّيْت يعد بهم بذلك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب وأخفى الصَّدَقَة حَتَّى لَا تعلم يَمِينه مَا تنْفق شِمَاله كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَهُوَ مقلوب وَصَوَابه بِتَقْدِيم الشمَال وَكَذَا جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ وَسَائِر الْمَوَاضِع وَهُوَ من وهم الروَاة عَن مُسلم بِدَلِيل تسويته إِيَّاه بِحَدِيث مَالك وَقَوله فِيهِ بِمثل حَدِيث عبيد الله وَلَو خَالفه فِي هَذَا لبينه كَمَا بَين الْفَصْل الآخر فِيهِ الشين مَعَ النُّون (ش ن أ) قَوْله شنئان هُوَ البغض وَيُقَال فِيهِ شنئان أَيْضا وَهُوَ مصدر وَيكون بالإسكان اسْما (ش ن ج) قَوْله وتشنجت الْأَصَابِع أَي تقبضت (ش ن ر) قَوْله فِي الْغلُول نَار وشنار هُوَ الْعَيْب والعار (ش ن ظ) وَقَوله الشنظير وَصله فِي الحَدِيث بقوله الفحاش وَكَذَا فسره صَاحب الْعين وَقد يحْتَمل أَنه فِي الحَدِيث وصف آخر قَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ السيء الْخلق وَقَالَ صَاحب الْعين الشنظير الْفَاحِش من الرِّجَال القلق وشنظر الْقَوْم شتم إعراضهم (ش ن ن) قَوْله تَوَضَّأ من شن مُعَلّق وشنة مَاء وَحَتَّى صَار شنا وَكَأَنَّهُ فِي شنة وَذكر الشن والشنان والشنة فِي غير حَدِيث الشن والشنة بِالْفَتْح الْقرْبَة البالية وَجَمعهَا شنان بِالْكَسْرِ وكل سقاء خلق شن وشجب وضبطها بعض الروَاة بِكَسْر الشين وَلَيْسَ بِشَيْء وش القارة أَي فرقها وصبها كصب المَاء وتفريقه (ش ن ف) قَوْله وَقد شنفوا لَهُ بِكَسْر النُّون أَي تجهموا لَهُ وأبغضوه والشنف البغض بِفَتْح الشين وَالنُّون والمشنف الْمُبْغض بِكَسْرِهَا وَقد شنف لَهُ وشنف مَعًا (ش ن ق) قَوْله فَحل شناقها يَعْنِي الْقرْبَة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْخَيط الَّذِي تعلق بِهِ يُقَال اشنقها إِذا علقها وَقَالَ ابْن دُرَيْد كل شَيْء علقته فقد شنقته وشنقت الْقرْبَة ربطت طرف وكائها بِيَدَيْهَا بوتد إِلَى جِدَار وَقَالَ غَيره حل شناقها أَي ربطها والشناق الْخَيط الَّذِي يشد بِهِ قَالَ أَبُو عبيد وَهَذَا أشبه وَقَوله فشنق للقصواء وشنق لَهَا يُقَال شنقت النَّاقة وأشنقتها إِذا كففتها وعطفت رَأسهَا بالزمام حَتَّى يُقَارب قفاها قادمة الرحل. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث بَوْل الْأَعرَابِي فشنه عَلَيْهِ يَعْنِي المَاء كَذَا لكافتهم وَعند الطَّبَرِيّ فسنه بِالْمُهْمَلَةِ وهما بِمَعْنى مُتَقَارب وَقيل بِمَعْنى الصب مَعًا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف السِّين الشين مَعَ الْعين (ش ع ب) قَوْله إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع يَعْنِي الْمَرْأَة قيل مَا بَين يَديهَا ورجليها وَقيل مَا بَين رِجْلَيْهَا وشفريها والشعب النواحي وَجَاء فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث زُهَيْر وَأبي غَسَّان بَين أشعبها الْأَرْبَع وَقَوله حَتَّى إِذا كَانَ فِي الشّعب بِالْكَسْرِ هُوَ مَا انفرج بَين الجبلين وَمِنْه يتبع بهَا شعب الْجبَال على رِوَايَة من رَوَاهُ كَذَلِك وَهِي فجوجها وَمَا انفرج مِنْهَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف السِّين وَالِاخْتِلَاف فِيهِ وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فِي شعب من الشعاب يعبد ربه وَقَوله وَلَو سلكت الْأَنْصَار

فصل الاختلاف والوهم

وَاديا أَو شعبًا مِنْهُ وَقَالَ يَعْقُوب الشّعب الطَّرِيق فِي الْجَبَل وَقَوله الْإِيمَان كَذَا وَكَذَا شُعْبَة أَي فرقة وخصلة بِضَم الشين وَأما الشّعب بِالْفَتْح وَحكى فِيهِ الْكسر فواحد الشعوب قَالَ الله تَعَالَى) وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا (قَالَ صَاحب الْعين وَيَعْقُوب الشّعب الْقَبِيلَة الْعَظِيمَة وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ الْحَيّ الْعَظِيم نَحْو حمير وقضاعة وجرهم وَقَالَ صَاحب الْعين والقبيلة دونهَا وَهَذَا قَول ابْن الْكَلْبِيّ وَقَالَ الزبير الْقَبَائِل ثمَّ الشعوب وَقَالَ غَيره هُوَ الْحَيّ الْعَظِيم يتشعب من الْقَبِيلَة وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي حرف الْبَاء والطاء بأوسع من هَذَا شَيْئا وَقَوله اتخذ مَكَانا الشّعب سلسلة هَذَا بِالْفَتْح هُوَ الصدع فِي الشَّيْء يُقَال شعبت الشَّيْء شعبًا لأمته وشعبته أَيْضا إِذا فرقته مخففا وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ من الأضداد وَقَالَ ابْن دُرَيْد لَيْسَ من الأضداد وَلكنهَا لُغَة لقوم (ش ع ث) قَوْله أَشْعَث وَحَتَّى تمتشط الشعثة وشعث رَأسه وَلنْ يزِيدهُ المَاء إِلَّا شعثا ويأتون شعثا يُقَال رجل شعث وَشعر شعث وَأَشْعَث فيهمَا وَامْرَأَة شعثاء وشعثة وَهُوَ المتلبد الشّعْر المغير وَقَوله أَسأَلك رَحْمَة تلم بهَا شعثي أَي تجمع بهَا مفترق أَمْرِي (ش ع ر) قَوْله أشعرنها إِيَّاه أَي اجعلنه مِمَّا يَلِي جَسدهَا والشعار من الثِّيَاب مَا يَلِي الْجَسَد لِأَنَّهُ يَلِي شعره والدثار مَا على الشعار وَفِي البُخَارِيّ فَسرهَا فِي الحَدِيث الفقها فِيهِ وَقَالَ ابْن وهب اجعلن لَهَا مِنْهُ شبه المئزر وَذكر الْمشعر الْحَرَام ومشاعر الْحَج وشعائر الله وشعائر الْحَج المشاعر وأحدها مشْعر والشعائر وأحدها شعيرَة وَيُقَال شعارة وَهِي أُمُوره ومناسكه وَمَعْنَاهُ علاماته وَقيل الشعائر الذَّبَائِح وَقَالَ الْفراء والأخفش هِيَ أُمُور الْحَج وَقَالَ الزّجاج الشعائر كلهَا مَا كَانَ من موقف ومسعى وَذبح من قَوْلهم شَعرت بِهِ أَي علمت وَقَالَ الْأَزْهَرِي الشعائر المعالم وَقَالَ غَيره فِي المشاعر مثله وَذكر أشعار الْبدن وَهُوَ من هَذَا وَهُوَ تعليمها بعلامة وَذَلِكَ شقّ جلد سنامها عرضا من الْجَانِب الْأَيْمن فيدمي جنبها فَيعلم أَنَّهَا هدى عِنْد الْحِجَازِيِّينَ وَأَشْعَارهَا عِنْد الْعِرَاقِيّين تقليدها بقلادة وَقَوله لم أشعر فنحرت قبل أَن أرمي وَمَا شَعرت أَي أعلمت قَالَ الله تَعَالَى) وَمَا يشعركم أَنَّهَا إِذا جَاءَت لَا يُؤمنُونَ (وَقَوله أَلا لَيْت شعري من هَذَا أَي لَيْتَني أعلم وليت علمي هَل يكون كَذَا قَالَ ثَابت وأصل الْكَلِمَة بِالْهَاءِ يُقَال شَعرت شَعْرَة فحذفوا الْهَاء من لَيْت شعري قَالَ من يوثق بمعرفته وَأنكر أَبُو زيد شَعْرَة وَقَالَ فِيهِ شعرًا وشعرا وَقَوله فشق من قصه إِلَى شعرته بِكَسْر الشين هُوَ شعر الْعَانَة والجميع شعر بِالْكَسْرِ وأحدها شَعْرَة وَيُقَال شعرًا أَيْضا (ش ع ل) قَوْله واشثد اشتعال الْقِتَال وَقَوله حَتَّى إِذا اشتعلت وشب ضرامها يَعْنِي الْحَرْب أَي عظم أمرهَا واحتد شبهها باشتعال النَّار وَهُوَ التهابها وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي الْحَرْب وَقَوله يَتبعني بشعلة من نَار وانطفت شعلة كِلَاهُمَا بِضَم الشين الشعلة مَا اتَّخذت فِيهِ النَّار والتهبت فِيهِ من شَيْء وأشعلتها ألهبتها (ش ع ن) قَوْله فجَاء رجل مشعان الرَّأْس بِضَم النُّون وَسُكُون الشين وَتَشْديد النُّون أَي متفشة قَالَ الْأَصْمَعِي رجل مشعان وَشعر مشعان ثَائِر مفترق وَهُوَ المنتفش هَذَا الْمَعْرُوف وَقَالَ الْمُسْتَمْلِي هُوَ الطَّوِيل جدا الْبعيد الْعَهْد بالدهن الشعث (ش غ ف) قَول البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَأما شغفها من الشغوف لم تزل الْعَرَب تَقول فلَان مشغوف بفلانة أَي برح بِهِ حبها وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) قد شغفها حبا (وَتَأْتِي بعد فِي الشين وَالْعين بِتَمَامِهِ وَقَوله يتبع بهَا شعف الْجبَال أَي رؤوسها وأطرافها وَقد مر فِي السِّين. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْحَج فِيمَن طَاف حل مَا فِي هَذِه الْفتيا الَّتِي تشغفت أَو تشغبت بِالْفَاءِ وَالْبَاء وروى بِالْعينِ الْمُهْملَة فِي الآخر أَيْضا أَي تَفَرَّقت وَاخْتلفت واختلطت وَقد

(ش غ ر)

ذَكرنَاهَا وَجُمْلَة الِاخْتِلَاف فِي لَفظهَا وَمَعْنَاهَا فِي حرف الْفَاء وَكَذَلِكَ الْخلاف فِي قَوْله يتبع شعف الْجبَال وَقد فسرناها وَقَوله لَو سلكت الْأَنْصَار وَاديا أَو شعبًا لَسَلَكْت وَادي الْأَنْصَار أَو شِعْبهمْ وَفِي رِوَايَة مَنْصُور وَاديا وشعبا كَذَا للعذري وَلغيره وشعبه وَالصَّوَاب رِوَايَة العذري وَالْأول رب أَو بِدَلِيل آخر الحَدِيث وَقَوله كلف بِأَن يعْقد بَين شعيرتين من نَار كَذَا لَهُم وللنسفي وَابْن السكن شعرتين وَهُوَ وهم وَالْمَعْرُوف وَالْمَحْفُوظ الْمَذْكُور فِي الْأَحَادِيث شعيرتين وَقَوله فَقَالُوا حَبَّة فِي شَعْرَة كَذَا فِي كتاب الْأَنْبِيَاء الشين مَعَ الْغَيْن (ش غ ر) قَوْله نهى عَن نِكَاح الشّغَار بِكَسْر الشين فسره فِي الحَدِيث قيل أَصله من النِّكَاح سمي بِهِ وَقيل من رفع الرجل لِأَنَّهُ من هَيئته وَقيل من رفع الصَدَاق قيه وَبعده مِنْهُ (ش غ ف) قَوْله شغفني رَأْي من رَأْي الْخَوَارِج ضبطناه بِالْعينِ والغين مَعًا أَي لصق بقلبي وداخله والشعاف حجاب الْقلب وَقيل سويداؤه وَهُوَ أَيْضا الشغف وَيكون شغفي أَيْضا أَي علق بِي وَقيل ذَلِك مَعًا فِي قَوْله تَعَالَى قد شغفها حبا وعَلى رِوَايَة الْعين الْمُهْملَة يكون بِمَعْنى مَا تقدم أَي لصق بأعلا قلبِي شعفته أَعْلَاهُ وَهُوَ مُعَلّق النياط قَالَ أَبُو عبيد المشغوف بِالْمُعْجَمَةِ الَّذِي بلغ حبه شغَاف قلبه وبالمهملة الَّذِي خلص الْحبّ إِلَى قلبه فأحرقه وَيكون أَيْضا بِمَعْنى أفزعني وراعني قَالَ الْهَرَوِيّ الشغف الْفَزع حَتَّى يذهب بِالْقَلْبِ وَقد مر تَفْسِير الشعف بِالْعينِ الْمُهْملَة الشين مَعَ الْفَاء (ش ف ر) قَوْله فَأخذت الشَّفْرَة هِيَ بِفَتْح الشين السكين نَفسهَا وشفرة السَّيْف حَده وشفير جَهَنَّم حرفها وَكَذَلِكَ شَفير الْوَادي وشفير الْعين منبت الشّعْر فِي الجفن وَهُوَ حرفه بِضَم الشين وَفتحهَا (ش ف ع) قَوْله قَامَ فِي الشفع وَإِن كَانَ صلى خمْسا شفعن لَهُ صلَاته وشفعها بِهَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ وَذكر الشفع وَالْوتر قَالَ القتبي الشفع الزَّوْج وَأما فِي الْآيَة فَقيل الْوتر الله وَالشَّفْع جَمِيع الْخلق وَقيل الشفع يَوْم النَّحْر وَالْوتر يَوْم عَرَفَة وَقيل الشفع وَالْوتر الإعداد كلهَا وَقيل الْوتر آدم شفع بزوجه حَوَّاء وَقَوله الشُّفْعَة فِي كل شرك وَفِي كل مَا لم يقسم من أَرض بِسُكُون الْفَاء قَالَ ثَعْلَب الشُّفْعَة اشتقاقها من الزِّيَادَة لِأَنَّهُ يضم مَا شفع فِيهِ إِلَى نصِيبه وَذكر الشَّفَاعَة فِي الآخر وادخرت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة مَعْنَاهَا الرَّغْبَة وَهِي من الزِّيَادَة فِي الرَّغْبَة وَالْكَلَام وشفع أول كَلَامه بِآخِرهِ وَأما قَوْله فِي أبي طَالب لَعَلَّه تَنْفَعهُ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة على سَبِيل التَّجَوُّز لِأَن الله قد نهى عَن الاسْتِغْفَار لمثله وأعلمه أَنه لَا تنفعهم شَفَاعَة الشافعين لَا يشفع فيهم وَلَا لَهُم شُفَعَاء وَأَنَّهَا شَفَاعَة بِالْحَال أَي بركتي وَكَونه من سببى فيخفف عَنهُ وَيكون فِي ضحضاح من نَار كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَهُوَ الشَّيْء الْقَلِيل مِنْهُ وضحضاح المَاء الَّذِي على وَجه الأَرْض وَهُوَ كَمَا قَالَ الشَّاعِر (فِي وَجهه شَافِع يمحوا أساءته) أَي بِحَالهِ وجماله لَا بمقاله وَقَوله اشفعوا توجروا يحْتَمل أَنه فِي حوائج الدُّنْيَا وَهُوَ ظَاهره بِدَلِيل آخر الحَدِيث وَيحْتَمل أَنه فِي المذنبين مَا عدا الْحُدُود المحدودة فقد جَاءَ النَّهْي عَن الشَّفَاعَة فِيهَا (ش ف ف) قَوْله أَلا يشف فَإِنَّهُ يصف بِفَتْح الْيَاء مشدد الآخر أَي يُبْدِي مَا وَرَاءه من الْجِسْم ويظهره لرقته والشف الثَّوْب الرَّقِيق بِفَتْح الشين وَكسرهَا مَعًا وَقَوله وَلَا تشفوا بَعْضهَا على بعض بِضَم التَّاء أَي لَا تفضلوا وَلَا تَزِيدُوا والشف بِالْكَسْرِ الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان أَيْضا وَهُوَ من الأضداد والشف بِالْفَتْح اسْم الْفِعْل من ذَلِك شف هَذَا على هَذَا أَي زَاد وَقَوله وَإِذا شرب اشتف على رِوَايَة من رَوَاهُ استقصى وَلم يبْق شَيْئا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي السِّين (ش ف ق) قَوْله حِين غَابَ الشَّفق والشفق الْحمرَة الَّتِي تبقى فِي السَّمَاء بعد مغيب الشَّمْس وَهِي بَقِيَّة شعاعها هَذَا قَول أهل اللُّغَة وفقهاء

فصل الاختلاف والوهم

أهل الْحجاز وَقَالَ بَعضهم هُوَ الْبيَاض الَّذِي يبْقى بعد الْحمرَة وَهُوَ قَول الْفُقَهَاء من أهل الْعرَاق وَحكى عَن مَالك الْقَوْلَانِ وَالْأول مَشْهُور قَوْله وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة الشَّفق ينْطَلق على الْبيَاض والحمرة لَكِن تعلق الْعِبَادَة بِأَيِّهِمَا هَل هُوَ بمغيب أول مَا ينْطَلق عَلَيْهِ الِاسْم أَو آخِره وَهُوَ مَوضِع اخْتِلَاف الْفُقَهَاء فِي هَذَا الأَصْل وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة الشَّفق من الألوان الْأَحْمَر غير القاني والأبيض غير الناصع (ش ف هـ) قَوْله فَإِن كَانَ الطَّعَام مشفوها فليضع فِي يَده مِنْهُ أَكلَة أَو أكلتين المشفوه الْكثير الأكلين وَكَذَلِكَ مَاء مشفوه إِذا أَكثر عَلَيْهِ النَّاس كَأَنَّهُ من كَثْرَة الشفاه عَلَيْهِ وَمِنْه بير شفة أَي بير شرب وَقيل مشفوه مَحْبُوب وَقَوله حَتَّى تشافهني أَي تُخبرنِي بِهِ من فِيهَا وشفتيها وَمِنْه فَأَحْبَبْت أَن أشافه بِهِ سَعْدا أَي اسْمَعْهُ مِنْهُ والمشافهة الْكَلَام بِغَيْر وَاسِطَة وَقَوله حَتَّى قَامَ على شفة الركي أَي حاشيتها وجانب فمها والركي البير اسْتعَار لَهُ الشّفة وَبَعْضهمْ ضبط شقة البير بِكَسْر الشين وَالْقَاف الْمُشَدّدَة يُرِيد أحد ناحيتها وَالْأول الصَّوَاب (ش ف ي) قَوْله فِي حَدِيث أبي ذَر مَا شفتيني أَي مَا بلغت مرادي من شرح الْأَمر وَإِزَالَة مَا بِي من شغل سرى بِهِ وأرحتني مِنْهُ والشفاء الرَّاحَة والشفاء الدَّوَاء وَقَوله الله يشفيك اللَّهُمَّ اشف أَنْت الشافي لَا شِفَاء إِلَّا شفاؤك مَمْدُود مِنْهُ أَي اكشف الْمَرَض وارح مِنْهُ يُقَال شفى الله الْمَرِيض وأشفيته طلبت لَهُ شِفَاء وَقَوله عَن حسان حِين هجا الْمُشْركين فشفى واستشفى أَي شفى قُلُوب الْمُؤمنِينَ بِمَا أَتَى بِهِ من هجومهم واشتفى هُوَ مِمَّا فِي نَفسه من ذَلِك وَقَوله أشفيت مِنْهُ على الْمَوْت يُرِيد اشرفت وَقربت قَالَ القتبي وَلَا يُقَال أشفى إِلَّا فِي الشَّرّ وَقَوله إِذا أشفى ورع وَقع هَذَا الحَدِيث عَن عمر فِي موطأ ابْن بكير وَلَيْسَ عِنْد يحيى وَمَعْنَاهُ إِذا أشرف على مَا يَأْخُذهُ كف أَو على مَعْصِيّة ورع أَي تورع عَنْهَا وكف وَقَوله بأشفى تقدم فِي الْهمزَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب الْحَلْوَاء وَالْعَسَل وَكَانَ يخرج إِلَيْنَا العكة مَا فِيهَا شَيْء فنشتفها كَذَا لَهُم أَي نتقضى مَا فِيهَا من بَقِيَّة كَمَا قَالَ فنلعق مَا فِيهَا وَقد فسرنا هَذَا الْمَعْنى وَرَوَاهُ الْمروزِي والبلخي بِالسِّين وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَعند ابْن السكن والنسفي فيشتقها بِالْقَافِ وَالْيَاء وَهُوَ أوجه الرِّوَايَات مَعَ قَوْله فنلعق مَا فِيهَا الشين مَعَ الْقَاف (ش ق ح) قَوْله فِي النَّهْي عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تشقح بِضَم التَّاء وَفتح الشين وَآخره حاء مُهْملَة فَسرهَا فِي الحَدِيث حَتَّى تحمار وتصفار يُقَال شقحت النَّخْلَة مشددا وأشقحت إِذا تغير بسرها الْأَخْضَر إِلَى الْأَصْفَر وَقيل إِلَى الاحمرار وَضَبطه أَبُو ذَر بِفَتْح الْقَاف فَإِذا كَانَ هَذَا فَيجب أَن تكون مُشَدّدَة وَالتَّاء مَفْتُوحَة تفعل مِنْهُ وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر بِالْهَاءِ مَكَان الْحَاء وَهُوَ صَحِيح بِمَعْنَاهُ مُفَسّر فِي الحَدِيث أَيْضا (ش ق ص) قَوْله من أعتق شِقْصا لَهُ من عبد كَذَا رِوَايَة ابْن ماهان فِي حَدِيث ابْن معَاذ وَلغيره شقيصا فِي كتاب مُسلم وَرِوَايَة الكافة فِي البُخَارِيّ فِي كتاب الشّركَة فِي حَدِيث أبي النُّعْمَان وللجرجاني هُنَا شركا وَرِوَايَة جَمَاعَتهمْ فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث بشر بن مُحَمَّد فِي كتاب الشّركَة وَفِي كتاب الْعتْق لجمهورهم شقيصا وَكَذَلِكَ لرواة مُسلم فِي غير حَدِيث ابْن معَاذ وَكِلَاهُمَا صَحِيح والشقص بِالْكَسْرِ والشقيص النَّصِيب مثل النّصْف والنصيف وَفِي الجمهرة الشقيص الْقَلِيل من كل شَيْء وَقَوله كواه بمشقص بِكَسْر الْمِيم وبمشاقص هُوَ نصل السهْم الطَّوِيل غير العريض وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ الطَّوِيل العريض وَجمعه مشاقص وَقَالَ الدَّاودِيّ المشقص السكين واراه فسره على الْمَعْنى وَلَا يَصح وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ فِي حَدِيث حميد فَشدد إِلَيْهِ بمشقاص (ش ق ق) قَوْله فشق

فصل الاختلاف والوهم

فِي الْوَفَاة فشق بَصَره بِفَتْح الشين بِمَعْنى شخص فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقد فسرناه وَقَوله وَمن يشاق يشقق الله عَلَيْهِ قيل يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ الْخلاف وشق الْعَصَا وَيحْتَمل أَن يُرِيد أَنه يحمل النَّاس على مَا يشق عَلَيْهِم وَقَوله لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ أَي أثقل عَلَيْهِم وَمِنْه لقد شقّ عَلَيْهِ اخْتِلَاف أَصْحَاب مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي ثقل وَعظم على يُقَال مِنْهُ شققت عَلَيْهِ شقا بفتحهما إِذا دخلت عَلَيْهِ مشقة وَثقل وَمِنْه وَمَا أُرِيد أَن أشق عَلَيْك وبالكسر الْجهد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى إِلَّا بشق الْأَنْفس وَقَوله فِي العَبْد غير مشقوق عَلَيْهِ من هَذَا أَي غير مجهود وملتزم مَا يثقل عَلَيْهِ وَقَوله جئْنَاك من شقة بعيدَة أَي من مسير بعيد فِيهِ مشقة وَقَوله فِي الْقَمَر كَأَنَّهُ شقّ جفْنه بِالْكَسْرِ أَي نصفهَا وشق كل شَيْء نصفه وَقَوله يشق عصاهم أَي يفرق جَمَاعَتهمْ وَقد تقدم فِي الْعين وَقَوله فَتنحّى لشق وَجهه الَّذِي أعرض عَنهُ بِالْكَسْرِ أَي بجانبه والشق بِالْكَسْرِ الْجَانِب (ش ق هـ) قَوْله نهى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تشقه بِمَعْنى تشقح فِي الحَدِيث الآخر وَقد ذَكرْنَاهُ وَقيل هُوَ على الْبَدَل كَمَا قَالُوا مدحه ومدهه وَقيل الْمَعْرُوف بِالْحَاء وضبطناه على أبي بَحر تشقه بِسُكُون الشين وَقدمنَا أَنه يُقَال شقحت وأشقحت وَهَذَا مثله (ش ق ي) قَوْله أعوذ بك من دَرك الشَّقَاء وشقى وَلَا يشقى بهم جليسهم وَقيل فِي التَّعَوُّذ من دَرك الشَّقَاء أَنه قد يكون فِي أُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيكون فِي سوء الخاتمة عِنْد الْمَوْت أَو فِي الْآخِرَة من الْعقُوبَة أَو يكون من الْجهد وَقلة الْمَعيشَة فِي الدُّنْيَا والشقاء مَمْدُود والشقوة بِالْفَتْح وَالْكَسْر والشقاوة بِالْفَتْح لَا غير ضد السَّعَادَة وَأَصله بِمَعْنى الخيبة يُقَال لمن سعى فِي أَمر يبطل سَعْيه شقى بِهِ وضده سعد بِهِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وجدني فِي أهل غنيمَة بشق بِالْكَسْرِ قَالَ أَبُو عبيد كَذَا يَقُول المحدثون قَالَ الْهَرَوِيّ وَالصَّوَاب بشق قَالَ أَبُو عبيد هُوَ بِالْفَتْح مَوضِع بِعَيْنِه وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هُوَ بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَوضِع وَقَالَ ابْن حبيب وَابْن أبي أويس يَعْنِي بشق جبل لقلتهم وَقلة غَنمهمْ وَهَذَا يَصح على رِوَايَة الْفَتْح أَي شقّ فِيهِ كالغار وَنَحْوه على رِوَايَة الْكسر أَي فِي ناحيته وَبَعضه وَالْفَتْح على هَذَا التَّفْسِير أظهر وَقَالَ القتبي ونفطويه أَن الشق بِالْكَسْرِ هُنَا الشظب من الْعَيْش والجهد وَهُوَ صَحِيح وَهُوَ أولى الْوُجُوه عِنْدِي قَالَ الله تَعَالَى) إِلَّا بشق الْأَنْفس (أَي بجهدها قَوْله فِي خبر مُوسَى هوى شقي كَذَا لكافتهم وَرَوَاهُ بَعضهم شقي وَالْمَعْرُوف الأول إِلَّا على لُغَة طَيء وَقَوله ينظر من صائر الْبَاب شقّ الْبَاب بِالْفَتْح للْجَمَاعَة وَضَبطه الْأصيلِيّ شقّ بِكَسْر الشين وَصحح عَلَيْهِ وَقَالَ صَحَّ لَهُم وَهُوَ وهم الشين مَعَ السِّين (ش س ع) قَوْله شاسع الدَّار أَي بعيدها قَوْله إِذا انْقَطع شسع نعل أحدكُم أَي الشّرك الَّذِي يدْخل بَين أَصَابِع الرجل وَهُوَ القبال الشين مَعَ الْهَاء (ش هـ ب) قَوْله وَأرْسلت عَلَيْهِم الشهب وبشهاب من نَار الشهَاب الْكَوْكَب الَّذِي يَرْمِي بِهِ وَجمعه شهب وشهاب النَّار كل عود شعلت فِي طرفه النَّار وَهُوَ القبس والجذوة وَقَوله تَعَالَى بشهاب قبس من بَاب إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه فِي قِرَاءَة من لم ينون (ش هـ د) قَوْله كنت لَهُ شَهِيدا أَو شَفِيعًا يَوْم الْقِيَامَة كَذَا جَاءَ فِي هَذَا الْكتاب قيل هُوَ على الشَّك وَيبعد عِنْدِي لِأَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ نَحْو الْعشْرَة من أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِهَذَا اللَّفْظ وَيبعد تطابقهم فِيهِ على الشَّك وَالْأَشْبَه أَنه صَحِيح وَأَن أَو للتقسيم فَيكون

شَهِيدا لبَعْضهِم شَفِيعًا للآخرين أما شَهِيدا لمن مَاتَ فِي حَيَاته كَمَا قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أما أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ شَفِيعًا لمن مَاتَ بعده أَو شَهِيدا على المطيعين شَفِيعًا للعاصين وشهادته لَهُم بِأَنَّهُم مَاتُوا على الْإِسْلَام ووفوا بِمَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ أَو تكون أَو بِمَعْنى الْوَاو فَيخْتَص أهل الْمَدِينَة بِمَجْمُوع الشَّهَادَة والشفاعة وَغَيرهم بِمُجَرَّد الشَّفَاعَة وَالله أعلم وَقد روى حَدِيث فِيهِ لَهُ شَهِيدا وشفيعا قَوْله اللاعنون لَا يكونُونَ شُفَعَاء وَلَا شُهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة يحْتَمل أَن يُرِيد لَا يشْهدُونَ فِيمَن يشْهد مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَوْم الْقِيَامَة على الْأُمَم الخالية وَلَا يشفعون معاقبة لَهُم بلعنهم وَقد قيل هَذَا فِي معنى الشَّهِيد الْمَقْتُول أَو تكون شَهَادَتهم هُنَا أَن يرَوا ويشاهدوا مَا لَهُم من الْخَيْر والمنازل حِين مَوْتهمْ وَقيل هَذَا أَيْضا فِي معنى تَسْمِيَة الشَّهِيد وَقيل سمي الشَّهِيد شَهِيدا لِأَن الله وَمَلَائِكَته شهدُوا لَهُ بِالْجنَّةِ وَقيل لِأَنَّهُ شَاهد مَا لَهُ وأحيى كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ (وَقَوله الشُّهَدَاء سَبْعَة المبطون شَهِيد قيل سمي الشَّهِيد وَهَؤُلَاء شُهَدَاء وَغَيرهم مِمَّن سمي بذلك لأَنهم أَحيَاء قَالَ ابْن شُمَيْل الشَّهِيد الْحَيّ كَأَنَّهُ تَأْوِيل قَوْله أَحيَاء عِنْد رَبهم أَي أحضرت أَرْوَاحهم دَار السَّلَام من حِين مَوْتهمْ وَغَيرهم لَا يحضرها إِلَّا يَوْم دُخُولهَا كَمَا جَاءَ فِي أَرْوَاح الشُّهَدَاء أَنَّهَا فِي حواصل طيور خضر تسرح فِي الْجنَّة وتأوى إِلَى قناديل تَحت الْعَرْش وَقيل فِي مَعْنَاهُ مَا تقدم فَيكون شَهِيد هُنَا بِمَعْنى شَاهد وَقيل سمي بذلك لِأَنَّهُ شهد لَهُ بِالْإِيمَان وَحسن الخاتمة لظَاهِر حَالَته فَيكون هُنَا بِمَعْنى مشهود لَهُ وَقيل سمي بذلك لجرى دَمه على الأَرْض وَالشَّهَادَة وَجه الأَرْض وَقيل بل لِأَن الْمَلَائِكَة تشهد لَهُ وَقيل لِأَنَّهُ شهد لَهُ بِوُجُوب الْجنَّة وَقيل سمي بذلك من أجل شَاهده على قَتله فِي سَبِيل الله وَهُوَ دَمه كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث فِيمَن يكلم فِي سَبِيل الله والشهيد من أَسمَاء الله تَعَالَى قَالَ الْقشيرِي مَعْنَاهُ الْمَشْهُود أَي كَانَ الْعباد يشهدونه ويعرفونه ويحققون وجوده وَقيل هُوَ بِمَعْنى الْمُبين الدَّلَائِل والحجج وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى) شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ (أَي يبين قَالَه ثَعْلَب وَمِنْه سمي الشَّاهِد لِأَنَّهُ يبين الحكم وَقيل مثله فِي قَوْله تَعَالَى) إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا (أَي مُبينًا وَقيل شَاهدا على أمتك بتبليغك إِلَيْهَا وَقيل الشَّهِيد مَعْنَاهُ الَّذِي لَا يغيب عَنهُ شَيْء شَاهد وشهيد كعالم وَعَلِيم وَقيل الشَّاهِد للمظلوم الَّذِي لَا شَاهد لَهُ والناصر لمن لَا نَاصِر وَقَوله يشْهد إِذا غبنا أَي يحضر وَقَوله حَتَّى يطلع الشَّاهِد فسره فِي الحَدِيث النَّجْم وَبِه سميت الْمغرب صَلَاة الشَّاهِد وَقيل لِأَنَّهَا لَا تقصر فِي السّفر كَمَا تصلي فِي الْحَضَر وَهِي كَصَلَاة الْحَاضِر أبدا بِخِلَاف غَيرهَا وَقَوله يشْهدُونَ وَلَا يستشهدون بِالْبَاطِلِ وَبِمَا لم يشْهدُوا بِهِ وَلَا كَانَ وَقيل مَعْنَاهُ هُنَا يحلفُونَ كذبا وَلَا يستحلفون كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه وَيَمِينه شَهَادَته وَالْحلف يُسمى شَهَادَة قَالَ الله تَعَالَى) فشهادة أحدهم (الْآيَة وَقَوله كَانُوا ينهوننا عَن الشَّهَادَة والعهد وَنحن صغَار قيل هُوَ أَن يحلف بِعَهْد الله أَو يشْهد بِاللَّه كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَن يحلف بِالشَّهَادَةِ والعهد وَقيل مَعْنَاهُ أَن يحلف إِذا شَاهد وَإِذا عهد فَإِذا كَانَ هَذَا فَتكون الْوَاو بِمَعْنى مَعَ وَيكون الْفَاء بِمَعْنى فِي أَي فِي الشَّهَادَة والعهد قَول أبي هُرَيْرَة فِي قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وددت أَنِّي أقَاتل فِي سَبِيل الله فأقتل ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُول ثَلَاثًا أشهد بِاللَّه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَهَا ثَلَاثًا أَي الْحلف وَقَوله شَاهِدَاك أَو يَمِينه كَذَا الرِّوَايَة وَهُوَ كَلَام الْعَرَب قَالَ سِيبَوَيْهٍ مَعْنَاهُ مَا قَالَ شَاهِدَاك ارتفعا بِفعل مُضْمر (ش هـ ر) قَوْله إِنَّمَا الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ قيل المُرَاد بالشهر هُنَا الْهلَال وَبِه سمي الشَّهْر لاشتهاره أَي إِنَّمَا فَائِدَة ارتقاب الْهلَال لتسْع

فصل الاختلاف والوهم

وَعشْرين ليعرف نقص الشَّهْر قبله لَا فِي إكماله وَلذَلِك جَاءَ بإنما وَقَالَ الشَّاعِر والشهر مثل قلامة الظفر (ش هـ ق) قَوْله شَوَاهِق الْجبَال أَي طوالها وجبل شَاهِق طَوِيل مُمْتَنع. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد وقنت بعد الرُّكُوع شهرا يدعوا على رعل الحَدِيث كَذَا ذكره ابْن الْحذاء عَن غَيره فِي كتاب مُسلم وَعند كَافَّة الروَاة يَسِيرا وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقد جَاءَ فِي بَعْضهَا ثَلَاثِينَ صباحا وَقد يخرج وَجه ليسير فِي هَذِه الْمدَّة لِأَنَّهُ يسير فِي مُدَّة صلَاته وحياته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الشين مَعَ الْوَاو (ش وب) قَوْله شوب المَاء بِاللَّبنِ وَلبن قد شيب بِمَاء ومحض لم يشب وشبته بِمَاء أَي خلط بِمَاء ومزج وَقَوله إِنِّي لأرى أشوابا أَي أخلاطا وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْهمزَة (ش ار) قَوْله وَعَلِيهِ شارة حَسَنَة وحليتهم وشارتهم وَذُو شارة الشارة الْهَيْئَة واللباس يُقَال لَهُ حسن الشارة إِذا كَانَ حسن البزة والهيئة وَمَا أحسن شوار الرجل بِالْفَتْح وشارته أَي لِبَاسه وهيئته وَرجل شير مشدد الْيَاء مثل قيم والشورة أَيْضا الْجمال بِضَم الشين الخجل وشوار الْبَيْت مَتَاعه وشوار الرجل مذاكيره وَقَوله فِي الصَّلَاة وَأَشَارَ إِلَيْهِم إِن أمكثوا أَي أَوْمَأ بِيَدِهِ ذَكرُوهُ فِي بَاب الْوَاو وَكَذَلِكَ فَجعل النِّسَاء يشرن إِلَى آذانهن وحلوقهن أَي يذْهبن بأيديهن لأخذ مَا فِيهَا وَكَذَلِكَ أَشَارَ من الشورى (ش وط) وَذكر الأشواط فِي الطّواف قَالَ الْخَلِيل الشوط جرى مرّة إِلَى الْغَايَة وَجمعه أَشْوَاط وَهُوَ الطلق والغلوة وَهُوَ فِي الْحَج إِكْمَال طواف وَاحِد حول الْبَيْت (ش وظ) الشواظ اللهب من النَّار الَّذِي لَا دُخان مَعَه قَالَ الله تَعَالَى) يُرْسل عَلَيْكُمَا شواظ من نَار ونحاس (والنحاس هُنَا الدُّخان (ش وك) قَوْله شاكي السِّلَاح أَي جَامع لَهَا يُقَال رجل شائك وشاك بِالْكَسْرِ إِذا جمع عَلَيْهِ سلاحه والشكة السِّلَاح التَّام بِكَسْر الشين وَقَالَ ابْن دُرَيْد رجل ذُو شَوْكَة أَي حَدِيد السِّلَاح وشاكي السِّلَاح وشائك وَسلَاح شَاك بِالضَّمِّ والشوكة أَيْضا السِّلَاح وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى غير ذَات الشَّوْكَة أَي الشكة وَقَوله لَا يشاك الْمُؤمن من شَوْكَة وَلَا توشكه وَإِذا شيك مَعْنَاهُ أَصَابَته فِي رجله أَو غَيره شَوْكَة وَكَذَلِكَ قَوْله حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها أَي يصاب بهَا وَقَوله كواه من الشَّوْكَة بِالْفَتْح هُوَ دَاء كالطاعون (ش ول) قَوْله أَتَى بشائل هِيَ جمع شَائِلَة من النوق وَهِي هُنَا الَّتِي شال لَبنهَا أَي ارْتَفع فَلم يبْق لَهَا لبن وكل مَا ارْتَفع فَهُوَ شائل وَجَمعهَا شول وَيكون أَيْضا الَّتِي شالت بذنبها بعد اللقَاح وَجَمعهَا شول وَيكون أَيْضا الَّتِي الصق بَطنهَا بظهرها (ش ون) ذكر فِي تَفْسِير الْحبَّة السَّوْدَاء فِي الحَدِيث أَنَّهَا الشونيز بِفَتْح الشين كَذَا قيدناه عَن جَمِيعهم فِيهَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي إِنَّمَا هُوَ الشئنيز كَذَا تَقوله الْعَرَب يُرِيد بِكَسْر الشين مهموزا وَقَالَ غَيره شونيز بِضَم الشين وَقد تقدم الْخلاف فِي معنى الْحبَّة السَّوْدَاء فِي السِّين (ش وص) قَوْله كَانَ يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ قَالَ الْحَرْبِيّ يستاك بِهِ عرضا وَقَالَ غَيره يشوص يغسل قَالَ أَبُو عبيد شصت الشَّيْء نقيته قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَأَصله التَّنْظِيف والشوص الْغسْل شصت أَي غسلت وَكَذَلِكَ مصت وَمَا قَالَه الْحَرْبِيّ عرضا هُوَ قَول أَكثر أهل اللُّغَة وَالْفُقَهَاء وَحكى عَن وَكِيع أَن الشوص بالطول والسواك بِالْعرضِ وَعرض الْفَم من الأضراس إِلَى الأضراس وَقَالَ ابْن حبيب يشوص فَاه أَي يحكه قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشوص الدَّلْك والموص الْغسْل (ش وف)

فصل الاختلاف والوهم

قَوْله متشوفين لشَيْء أَي متطلعين لَهُ متطاولين للنَّظَر فِيهِ (ش وق) قَوْله فَإِنَّهُ إِلَى خبركم بالأشواق أَي بِحَال شدَّة شوق (ش وه) قَوْله شَاهَت مَعْنَاهُ قبحت وَرجل أشوه وَامْرَأَة شوهاء من الْقبْح وَهُوَ أَيْضا من الأضداد والشوهاء أَيْضا الْحَسَنَة والشوهاء أَيْضا الواسعة الْفَم والشوهاء أَيْضا الصَّغِيرَة الْفَم والشوهاء أَيْضا الَّتِي تصيب بِعَينهَا كُله مَمْدُود. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي مُسلم فِي حَدِيث كَعْب بن عجْرَة فِي الْفِدْيَة من رِوَايَة عبد الله بن مُغفل عَنهُ اتخذ شَاة كَذَا لعامة الروَاة وَعند ابْن ماهان شَيْئا وَهُوَ وهم وَبَاقِي الحَدِيث يدل على صِحَة الرِّوَايَة الأولى مَعَ اتِّفَاق الروَاة على ذَلِك فِي غَيره وَغير هَذَا الطَّرِيق وَقَوله فِي مُسلم فِي رِوَايَة أبي الطَّاهِر فِي حَدِيث مَا يُصِيب الْمُسلم مُصِيبَة حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها كَذَا لَهُم وَعند أبي بَحر يشاكه وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب يشاكها أَي يصاب بهَا أَو تشوكه أَي تصيبه وَفِي البُخَارِيّ قَوْله وَإِذا شيك فَلَا انتقش أَي أَصَابَته شَوْكَة وَقد فسرناه فِي حرف النُّون وَعند الْمروزِي فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ هناشيت بِالتَّاءِ وَهُوَ خطا قَبِيح الشين مَعَ الْيَاء ش ي ت) قَوْله لَيْسَ فِيهَا شيت أَي لون يُخَالف سَائِر الألوان وَقَالَ الله تَعَالَى) لَا شية فِيهَا (وَأَصله أَن يكون فِي حرف الْوَاو لِأَن أَصله وشية من وشى الثَّوْب وَشبهه إِذا كَانَ مُخْتَلف اللَّوْن وَقَالَ نفطويه الشية اللَّوْن وَقَوله خير من شاتي لحم أَي المتخذة للْأَكْل والمعلوفة لتوكل (ش ي ح) قَوْله ثمَّ أعرض وأشاح لَهُ أَرْبَعَة معَان إِحْدَاهَا جد وانكمش على الْوَصِيَّة باتقاء النَّار وَالثَّانِي حذر من ذَلِك كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا والمشيح بِضَم الْمِيم الحذر وَقيل الهارب وَقيل أشاح أَي أقبل وَقيل قيض وَجهه قَالَ الْحَرْبِيّ أشبه الْوُجُوه هُنَا التنحية وَهَذَا أوفق للأغراض الْمَذْكُور مَعَه (ش ي خَ) قَوْله مشيخة قُرَيْش كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا بِكَسْر الشين فِي الْمُوَطَّأ وَالْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب مشيخة بِسُكُون الشين (ش ي ق) قَوْله تدهن الْمُعْتَدَّة بالشيرق بِكَسْر الشين بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره قَاف وَيكْتب بِالْجِيم أَيْضا وَهُوَ زَيْت الجلجلان (ش ي ز) قَوْله من الشيز بِكَسْر الشين مَقْصُورَة هِيَ الجفان بِعَينهَا مِمَّا كَانَت وَقيل خشب مَخْصُوص تصنع مِنْهُ الجفان وَمعنى قَوْله وماذا بالقليب قليب بدر من الشيزا أَي من المطعمين فِيهَا وَقيل بل المُرَاد لما قتل أَصْحَابهَا وَعدم الْقيم بهَا فَكَأَنَّهُ كفيت مَعَه فِي القليب وَنَحْو هَذَا (ش ي م) قَوْله فَشَام سَيْفه فِي حَدِيث الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ أغمده هُنَا وَهُوَ من الأضداد يُقَال شامه يشميه إِذا أغمده وشامه أَيْضا إِذا سَله وَقَوله شيمته الْوَفَاء أَي خلقه وطبيعته (ش ي ن) قَوْله مَا شَأْنه الله ببيضاء وَمَا كَانَ الْخرق فِي شَيْء إِلَّا شَأْنه أَي عابه والشين ضد الزين (ش ي ص) قَوْله فَخرجت ثمرتهم شيصا بِكَسْر الشين هُوَ فَاسد التَّمْر الردي الَّذِي لم يتم وييبس قبل تَمام نضجه وَلم يعْقد نواره وَهُوَ نَحْو الحشف (ش ي ع) قَوْله شيعًا أَي فرقا مُخْتَلفين. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله وَإِنَّمَا بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد كَذَا روينَاهُ فِيهَا بِغَيْر خلاف وَهِي رِوَايَة الكافة وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي غير الصَّحِيح سيء وَاحِد بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء أَي مثل سَوَاء يُقَال هم سيان أَي مثلان وَهُوَ الَّذِي صَوبه أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ وَقَالَ كَذَا رَوَاهُ لنا أَبُو صَالح عَن ابْن الْمُنْذر أَي مثل سَوَاء قَالَ وَهُوَ أَجود قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالصَّوَاب عِنْدِي رِوَايَة الكافة بِدَلِيل قَوْله وَشَبك بَين أَصَابِعه وَهَذَا دَلِيل على الِاخْتِلَاط والامتزاج كالشيء الْوَاحِد لَا على التَّمْثِيل والتنظير وَفِي أول الْوَصَايَا مَا ترك رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عِنْد مَوته درهما

فصل أسماء المواضع في هذا الحرف

إِلَى قَوْله وَلَا شَيْئا كَذَا لكافتهم وللمروزي شَاة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَحقّ هَذَا أَن يكون فِي الشين وَالْوَاو لَكِن اثبتناه هُنَا على لَفظه فصل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف (شامة وطفيل) ذكرنَا طفيل فِي حرف الطَّاء (الشَّام) مَعْرُوف يُقَال بِالْهَمْز وبالتسهيل وَأَجَازَ فِيهِ بَعضهم شئام وَذكر لنا شَيخنَا أَبُو الْحسن عَن وَأَكْثَرهم يأباه إِلَّا فِي النّسَب (الشَّجَرَة) الَّتِي ذكر ولادَة أَسمَاء عِنْدهَا هِيَ الشَّجَرَة الْمَذْكُورَة فِي الْحَج فِي الإهلال وَهِي الَّتِي بَقِي مَكَانهَا بِمَسْجِد ذِي الحليفة الَّتِي كَانَ ينزل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مخرجه من الْمَدِينَة وَيحرم مِنْهَا وَمِنْهَا يحرم النَّاس الْيَوْم على سِتَّة أَمْيَال من الْمَدِينَة وَقيل سَبْعَة (الشَّجَرَة) الَّتِي بوادي السرر الَّتِي سر تحتهَا سَبْعُونَ نَبيا تقدم ذكرهَا وَمعنى هَذَا وَالْخلاف فِيهِ وَهِي على أَرْبَعَة أَمْيَال من مَكَّة (الشّعب) بِكَسْر الشين هُوَ الشّعب الَّذِي فِي خبر بني هَاشم فِي الصَّحِيفَة وَغَيرهَا هُوَ بِمَكَّة وَهُوَ كَانَ مسكن بني هَاشم وَبِه كَانَت مَنَازِلهمْ وَهُوَ الَّذِي يعرف بشعب أبي يُوسُف وَكَانَ لهاشم بن عبد منَاف قسْمَة عبد الْمطلب بَين بنيه حِين ضعف بَصَره وصير للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِيهِ حق أَبِيه عبد الله (الشوط) بِفَتْح الشين اسْم حَائِط بِالْمَدِينَةِ جَاءَ فِي حَدِيث الْجَوْنِية (الشّرف) ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَالْخلاف فِيهِ وَهُوَ من الْحمى الَّذِي حماه عمر وَشرف الْبَيْدَاء الْمَذْكُور فِي الْحَج هُوَ مَا اشرف من بيداء الْمَدِينَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاء فصل مُشكل الْأَسْمَاء فِيهِ شريك حَيْثُ وَقع بِفَتْح الشين وَآخره كَاف وَمثله عَمْرو بن الشريد وَعَن الشريد غير أَن آخر هَذَا دَال مُهْملَة وَكَذَلِكَ الْأَخْنَس بن شريق وَأَبُو الشموس وَشَيْبَة حَيْثُ وَقع كَذَلِك وثابت بن قيس بن شماس مشدد الْمِيم وَسَالم بن شَوَّال مشدد الْوَاو كاسم الشَّهْر وَأَبُو الشعْثَاء مَمْدُود وَكَذَلِكَ شهر بن حَوْشَب كل هَؤُلَاءِ بِفَتْح الشين والشفاء أم سليم بِكَسْر الشين مَمْدُود مخفف الْفَاء كَذَلِك ضبطناه بِغَيْر خلاف وَهُوَ الْمَشْهُور وَحكى الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب الْعِلَل أَن ابْن عفير قَالَ إِنَّمَا هُوَ الشِّفَاء بِفَتْح الشين مشدد الْفَاء وَقَالَ هِيَ جدتي وَرَافِع بن إِسْحَاق مولى لآل الشِّفَاء مثل ذَلِك مكسور مَمْدُود وَأَبُو شبْل بِكَسْر الشين وَكَذَلِكَ شبْل بن معد وَكَذَلِكَ شباك سَالَ إِبْرَاهِيم فِي الصّرْف بِكَسْر الشين وَتَخْفِيف الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا وَكثير بن شنظير بِكَسْر الشين وَسُكُون النُّون بعْدهَا وظاء مُعْجمَة وَآخره رَاء وَأَبُو شمر الضبعِي بِسُكُون الْمِيم وَقيل بِفَتْح الشين وَكسر الْمِيم وَابْن الشخير بتَشْديد الْخَاء الْمُعْجَمَة جَمِيع هَؤُلَاءِ أَيْضا بِكَسْر الشين وشتير بِضَم الشين وَفتح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَآخره رَاء وَابْن شكل بِفَتْح الشين حَيْثُ وَقع وَكَذَلِكَ أَسمَاء بنت شكل وشبيب حَيْثُ وَقع بِالْفَتْح مكبرا وشبابة بِفَتْح الشين وبائين بِوَاحِدَة مَعًا بَينهمَا ألف حَيْثُ وَقع وَعبد الرَّحْمَن بن شماسَة بشين مَضْمُومَة ومفتوحة أَيْضا وبميم مُخَفّفَة وَآخره سين مُهْملَة وشاذان بذال مُعْجمَة واسْمه أسود بن عَامر وَابْن شَاة بِالْمُعْجَمَةِ وشنوءة بِفَتْح الشين وَضم النُّون مَهْمُوز مَمْدُود قيل من الْعَرَب من الأزد مَعْلُوم وهم إزدشنوءة وَالنضْر بن شُمَيْل بِضَم الشين وَفتح الْمِيم والْحَارث بن شبيل مثله إِلَّا أَنه بِالْبَاء مَكَان الْمِيم وشبل بن عباد وَكَذَا أَبُو شبْل الْمَذْكُور فِي حَدِيث السَّهْو فِي الصَّلَاة وَهُوَ عَلْقَمَة ابْن قيس صَاحب ابْن مَسْعُود وثمامة بن شفى بِضَم الشين وَفتح الْفَاء وَبعدهَا يَاء مُشَدّدَة وَشُرَيْح وشريج وشيبان وسيار وَسنَان ذكرُوا فِي حرف السِّين وَعُثْمَان الشحام مَنْسُوب إِلَى

حرف الهاء مع سائر الحروف

الشَّحْم أَو مَوْصُوف بِهِ وَذَكَرْنَاهُ فِي حرف النُّون فصل الْوَهم وَالِاخْتِلَاف فِي ذَلِك فِي الصَّيْد وَقَالَ شريج صَاحب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافة الروَاة قَالَ الْفربرِي وَكَذَا فِي أصل البُخَارِيّ وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَقَالَ أَبُو شُرَيْح وَالصَّوَاب مَا عِنْدهم وَقَالَ شُرَيْح وَهُوَ من أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَبُو شُرَيْح أَيْضا وَهُوَ من أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الْخُزَاعِيّ خرج عَنهُ مُسلم وَقد ذكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ شريحا وَذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث فِي نِكَاح الْمحرم حَدِيث ابْنة شيبَة بن جُبَير كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث مَالك وَغَيره يَقُول ابْنة شيبَة بن عُثْمَان وصوبوا قَول مَالك وَفِي بَاب الْمَشِيئَة والإرادة نَا إِسْحَاق بن أبي عِيسَى نَا يزِيد بن هَارُون أَنا شُعْبَة عَن قَتَادَة كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَوَجَدته فِي كتاب شُعَيْب وَهُوَ وهم وَفِي كتاب مُسلم فِي قَتْلَى بدر نَا شَيبَان بن فروخ وَاللَّفْظ لَهُ قَالَ أَنا سُلَيْمَان كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان ناشيبان بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ وهم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي أمثلته فِيمَا تصحف من اسْم شَيبَان أَو بِهِ وَكَذَلِكَ بشعبة أَو مَا اخْتلف فِيهِ من ذَلِك فِي حرف السِّين الْمُهْملَة فصل مُشكل الْأَنْسَاب الشَّيْبَانِيّ فِيهَا حَيْثُ وَقع بِالْمُعْجَمَةِ وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ مِمَّا نَص فِيهِ شيبَة وَإِن كَانَ فِي بعض أَنْسَاب من سمي وَلم ينْسب وَلَيْسَ ذكر ذَلِك من شرطنا والشنإي والسبإي والشعيري والسعيدي ذَكَرْنَاهُمْ فِي حرف السِّين مَعَ مَا يشْتَبه بهم وَالشعْبِيّ بِالْفَتْح فَخذ من هَمدَان وَذكرنَا السَّامِي والشامي وَلَك فِي النّسَب إِلَى الشَّام شئامي مَهْمُوز وشامي غير مَهْمُوز وشئامي مَمْدُود بِغَيْر يَاء النِّسْبَة وَاخْتلف فِي إِدْخَال يَاء النِّسْبَة مَعَ الْمَدّ فالأكثر عِنْد أهل الْعَرَبيَّة أَنه لَا يجوز لِأَن الْهمزَة عوض من يَاء النِّسْبَة وَكَذَلِكَ يمَان فَأجَاز ذَلِك بَعضهم وَحكى عَن سِيبَوَيْهٍ جَوَازه تَقول يماني وشئامي حرف الْهَاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف الْهَاء مَعَ الْهمزَة (هـ اهـ ا) قَوْله فِي الصّرْف هَاء وهاء كَذَا قيدناه عَن متقني شُيُوخنَا وَكَذَا يَقُوله أَكثر أهل الْعَرَبيَّة وَأكْثر شُيُوخ أهل الحَدِيث يَرْوُونَهُ هَا وَهَا مقصورين غير مهموزين وَكثير من أهل الْعَرَبيَّة ينكرونه ويأبون إِلَّا الْمَدّ وَقد حكى بَعضهم الْقصر وَأَجَازَهُ وَاخْتلف فِي معنى الْكَلِمَة فَقيل مَعْنَاهَا هاك فابتدلت الْكَاف همزَة وألقيت حركتها عَلَيْهَا عِنْد من مداوها عِنْد من قصر أَي خُذ كَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا يَقُول ذَلِك لصَاحبه أَي خُذ وَقيل مَعْنَاهُ هاك وهات أَي خُذ واعط قَالَ صَاحب الْعين هِيَ كلمة تسْتَعْمل عِنْد المناولة وَيُقَال للمؤنث على هَذَا هَاء بِالْكَسْرِ كَمَا تَقول هاك وَفِيه لُغَة ثَالِثَة هَا مَقْصُور غير مَهْمُوز مثل خف وللأنثى هاءي كَأَنَّهَا صرفت تصريف فعل معتل الْعين مثل خَافَ ولغة رَابِعَة هَاء بِالْكَسْرِ للذّكر وَالْأُنْثَى إِلَّا أَنَّك تزيد للْأُنْثَى يَاء فَتَقول هائي مثل هَات وهاتي للمؤنث كَأَنَّهَا صرفت تصريف فعل معتل اللَّام مئل راعي ولغة خَامِسَة تَقول هاك مَمْدُود بعده كَاف وتكسرها للمؤنث ولغة سادسة أَن تصرفها تصريف فعل مَحْذُوف مثل وهب فَتَقول هايا رجل مَهْمُوز سَاكن وللمرأة هائي وتثنى وَتجمع ولغة سابعة مثلهَا لَكِنَّهَا للذّكر وَالْأُنْثَى وَالْوَاحد وَغَيره سَوَاء قَالَ السيرافي كَأَنَّهُمْ جعلوها صَوتا مثل صه وَقَوله تَعَالَى) هاؤم اقرؤوا كِتَابيه (من هَذَا أَي خُذُوا على لُغَة الْمَدّ وَالْفَتْح وَفِي الاستيذان قَول عمر لأبي مُوسَى هَا وَإِلَّا جعلتك عظة كَذَا ضبطناه غير مَمْدُود وَهُوَ عِنْدِي من هَذَا أَي هَات من يشْهد لَك كَمَا جَاءَ مَعْنَاهُ مُفَسرًا فِي غَيره يُقَال هَات يَا رجل وهاتي يَا امْرَأَة وَقَوله لَا هَا الله إِذا كَذَا روينَاهُ فِيهَا بقصرها وَإِذا بِهَمْزَة قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن الْمَازِني أَن الرِّوَايَة خطأ وَصَوَابه لَاها الله إِذا أَي يَمِيني قَالَ أَبُو زيد

فصل الاختلاف والوهم

لَيْسَ فِي كَلَامهم لَاها الله إِذا وَإِنَّمَا هُوَ لَاها الله ذَا وَلَا هَاء الله ذَا وَذَا صلَة فِي الْكَلَام قَالَ أَبُو حَاتِم يُقَال فِي الْقسم لَاها الله ذَا وَالْعرب تَقول لَا هَاء الله إِذا بِالْهَمْز وَالْقِيَاس ترك الْهَمْز وَالْمعْنَى لَا وَالله هَذَا مَا أقسم بِهِ وَأدْخل اسْم الله بَين هَا وَذَا وَقَالَ الْخَلِيل هَا بتفخيم الْألف تَنْبِيه وبإمالتها حرف هجاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حَدِيث زُهَيْر ابْن حَرْب فِي كتاب مُسلم فِي خبر عَمْرو بن لحى أَبُو بني كَعْب هاؤلاء يجر قصبه فِي النَّار كَذَا لجميعهم وَعند السَّمرقَنْدِي هُوَ يجر وَهُوَ وهم الْهَاء مَعَ الْبَاء (هـ ب ب) قَوْله فِي الصَّلَاة إِلَى الرَّاحِلَة إِذا هبت الركاب مَعْنَاهُ هُنَا ثارت وَتَأْتِي بِمَعْنى أسرعت وَضَبطه الْأصيلِيّ هبت على مَا لم يسم فَاعله وَالصَّوَاب الأول على مَا ضَبطه غَيره وَقَوله حَتَّى يهب من نَومه وهب من نَومه أَي انتبه مِنْهُ وَقَوله فَلم يقربنِي إِلَّا هبة وَاحِدَة كَذَا لِابْنِ السكن يُرِيد مرّة وَاحِدَة وَقيل الْهِبَة الْوَقْعَة يُقَال احذر هبة السَّيْف أَي وقعته فَهُوَ من هَذَا وَقيل هُوَ كِنَايَة عَن الْجِمَاع من هباب الْجمل أَو التيس إِذا اهتاج للجماع وهما بِمَعْنى مُتَقَارب وهب التيس يهب هبيبا إِذا صَاح عِنْد الضراب وَعند الكافة هنة بالنُّون قَالَ ابْن عبد الحكم مرّة (هـ ب ل) قَوْله وَالنِّسَاء لم يهبلن أَي لم يغشهن اللَّحْم بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة أَي لم يرهلهن اللَّحْم وتكثر شحومهن وَمثله فِي غير هَذِه الرِّوَايَة يهيجهن اللَّحْم بِمَعْنَاهُ وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم يهبلهن اللَّحْم وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَهُوَ كالتورم من السّمن يُقَال مِنْهُ رجل مهبل ومهبج قَالَ الْخَلِيل التهبل كَثْرَة اللَّحْم وَقد هُبل الرجل بِضَم الْبَاء وضبطناه أَيْضا من طَرِيق الطَّبَرِيّ بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ بعيد وضبطناه من طَرِيق العذري يهبلن بِضَم الْيَاء أَولا وَفتح الْهَاء وَتَشْديد الْبَاء على مَا لم يسم فَاعله وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بعض رواياته يثقلن وَهُوَ كُله بِمَعْنى وَاحِد يَعْنِي من كَثْرَة اللَّحْم وَقَوله أَو هبلت أجنة وَاحِدَة هِيَ بِفَتْح الْوَاو وَالْهَاء وَكسر الْبَاء أَي ثكلت ابْنك وفقدته هَذَا أصل الْكَلِمَة فِي اللُّغَة وَضَبطه بعض الروَاة بِفَتْح الْبَاء وَلَا يَصح والهابل الَّتِي مَاتَ وَلَدهَا قَالَ أَبُو زيد وَلَا يُقَال ذَلِك إِلَّا للنِّسَاء وَقيل يُقَال أَيْضا للرِّجَال وَمَعْنَاهُ عِنْدِي هُنَا لَيْسَ على أصل الْكَلِمَة وَإِنَّمَا مَفْهُومه أفقدت ميزك وعقلك مِمَّا أَصَابَك من الثكل بابنك حَتَّى جهلت صفة الْجنَّة وثكلت ذَلِك مَعَ من ثكلته وَهُوَ نَحْو مَا تقدم من اخْتِلَاف التَّأْوِيل فِي تربت يداك والاهتبال تحين الشَّيْء والاعتناء بِهِ وَمِنْه قَوْله فاهتبلت غفلته أَي تحينتها واغتنمتها وَقَوله أعل هُبل اسْم صنم كَانَ فِي الْكَعْبَة الْهَاء مَعَ التَّاء (هـ ت ك) وَقَوله فِي الغرام فهتكه النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي جذبه وقطعه قَالَ الْخَلِيل الهتك جذب الشَّيْء فتنقطع طَائِفَة مِنْهُ أَو تشتق (هـ ت ف) قَوْله فَهَتَفَ بِي البواب أَي ناداني وَدَعَانِي البواب مُعْلنا وَمثله قَوْله يَهْتِف بِهِ أَي يَصِيح الْهَاء مَعَ الْجِيم (هـ ج د) قَوْله التَّهَجُّد هُوَ قيام اللَّيْل وَهُوَ من الأضداد وتهجد إِذا نَام وتهجد إِذا اسْتَيْقَظَ لصَلَاة أَو لسَبَب قَالَ الله تَعَالَى) وَمن اللَّيْل فتهجد بِهِ نَافِلَة لَك ( (هـ ج ر) قَوْله وَلَا تَقولُوا هجرا بِضَم الْهَاء أَي فحشا والهجر الْفُحْش وَمِنْه رِوَايَة بَعضهم فِي حَدِيث امْرَأَة رِفَاعَة قَول خَالِد أَلا تزجر هَذِه عَمَّا تهبر بِهِ عِنْد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْمَشْهُور تجْهر وَقد تقدم فِي حرف الْجِيم يُقَال اهجر الرجل إِذا قَالَ الْفُحْش وَقَوله اهجر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا هُوَ الصَّحِيح بِفَتْح الْهَاء أَي هذي والهجر الهذيان وككلام المبرسم والنائم وَكَذَلِكَ يُقَال فِيمَن كثر كَلَامه وَجَاوَزَ حَده يُقَال مِنْهُ هجر

فصل الاختلاف والوهم

وَقَول هَذَا فِي حَقه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على طَرِيق الِاسْتِفْهَام التقريري وَالْإِنْكَار لمن ظن ذَلِك بِهِ إِذْ لَا يَلِيق بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الهذيان وَلَا قَول غير مضبوط فِي حَال من حالاته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِنَّمَا جَمِيع مَا يتَكَلَّم بِهِ حق وصحيح لَا سَهْو فِيهِ وَلَا خلف وَلَا غَفلَة وَلَا غلط فِي حَال صِحَّته ومرضه ونومه ويقظته وَرضَاهُ وغضبه إِلَّا أَن يتَأَوَّل هجر أَيْضا على الْمَعْنى الأول وَحذف ألف الِاسْتِفْهَام وَسَنذكر اخْتِلَاف الروَاة فِيهِ بعد هَذَا وَقَوله لَو يعلمُونَ مَا فِي التهجير وَذكر الصَّلَاة بالهاجرة والمهجر كالمهدي بَدَنَة قَالَ الْخَلِيل وَغَيره الهجر والهجير والهاجرة نصف النَّهَار واهجر الْقَوْم وهجروا ارتحلوا بالهاجرة وَقَالَ غَيره هُوَ شدَّة الْحر وَاخْتلف فِي معنى قَوْله التهجير وَالْمرَاد بِهِ عِنْد جَمِيعهم إِلَى الْجُمُعَة على ظَاهره ثمَّ اخْتلفُوا فَحَمله شُيُوخنَا المالكيون على أَنه السَّعْي إِلَيْهَا فِي الهاجرة على مَا تقدم من ظَاهر اللُّغَة وَحمله غَيرهم على أَنه التبكير إِلَيْهَا وَإِن ذَلِك لَا يخْتَص بالهاجرة قَالُوا وَهِي لُغَة حجازية وَكَذَلِكَ تأويلهم فِي قَوْله المهجر إِلَيْهَا وَعَلِيهِ الِاخْتِلَاف فِي أَيهمَا الْفضل الْمَذْكُور هَل للمبكر أَو للآتي فِي سَاعَة السَّاعَات السَّادِسَة والتبكير أَولهَا وَقد يحْتَمل عِنْدِي محمل الحَدِيث فِي الْجُمُعَة وَغَيرهَا من الْأَيَّام لصَلَاة الظّهْر وَقد سَمَّاهَا فِي الحَدِيث الهجير لصلاتها فِيهِ وبدليل قَوْله شَكَوْنَا إِلَيْهِ حر الرمضاء فَلم يشكنا فرغبهم فِي فضل التهجير وَقَوله هجرت إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مشددا أَي جِئْته فِي الهاجرة قَوْله مهاجرة إِلَى الْمَدِينَة بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم أَي وَقت هجرته وَقَوله لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَحَدِيث الْهِجْرَة وامض لِأَصْحَابِي هجرتهم والمهاجرون وَلَوْلَا الْهِجْرَة كُله من هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى الْمَدِينَة وَأَصْحَابه من مَكَّة وَأَصله من هجر الوطن وَتَركه وَقَوله هَاجر إِبْرَاهِيم أَي خرج عَن وَطنه إِلَى غَيره وَقَوْلها مَا كنت أَهجر إِلَّا اسْمك وَفِي رِوَايَة أُهَاجِر كَذَا فِي كتاب الْأَدَب إِلَّا لِابْنِ السكن فَعنده اهجر كَمَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي اترك ذكره لَا على معنى البغض والعداوة إِذْ لَو كَانَ ذَلِك لَكَانَ كفرا وَلَكِن على معنى مُوجب الْغيرَة الَّتِي جبل عَلَيْهَا النِّسَاء والدل الَّذِي طبع عَلَيْهِ المحبوبات مِنْهُنَّ وَقَوله لَا يحل لمُسلم أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاث وَلَا تهاجروا من الهجران وَهُوَ إِظْهَار الْعَدَاوَة وَقطع الْكَلَام وَالسَّلَام عَنهُ كَذَا لأكثرهم بِفَتْح التَّاء وَكَذَا لِابْنِ ماهان فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث الدَّرَاورْدِي وَكَانَ عِنْد أَكثر الروَاة فِيهِ تهتجروا من المهاجرة أَيْضا وَمن الهجر وَكَذَا فِي رِوَايَة قُتَيْبَة عِنْده إِلَّا المهتجرين كَذَا لكافتهم وَعند ابْن ماهان المتهجرين وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَفَسرهُ المتصارمين وَهُوَ بِمَعْنى مَا ذَكرْنَاهُ وَفِي غير حَدِيث قُتَيْبَة إِلَّا المتهاجرين على مَا تقدم وَقَوله لَيْسَ لَهُ هجيري بِكَسْر الْهَاء وَالْجِيم مُشَدّدَة مَعْنَاهُ عَادَته ودابه وَيُقَال اهجراه أَيْضا بِكَسْر الْهمزَة (هـ ج م) قَوْله وهجمت عَيْنك بِفَتْح الْجِيم مُخَفّفَة أَي غارت وانهجمت دَمَعَتْ وَقَوله فانهجم الْغَار عَلَيْهِم أَي سقط وانهار وَقَول مُسلم كَذَلِك يهجم على الْفَائِدَة ويروى يتهجم عَلَيْهَا أَي يَقع (هـ ج ن) وَذكر الهجن من الْخَيل وأحدها هجين وَهُوَ الَّذِي أَبوهُ عَرَبِيّ وَأمه غير عَرَبِيَّة وَقد يسْتَعْمل ذَلِك فِي غير الْخَيل أَيْضا (هـ ج ع) قَوْله ويهجع هجعة أَي ينَام نومَة وَقَوله بعد هجع من اللَّيْل أَي بعد سَاعَة وَقدر نومَة مِنْهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله مَا شَأْنه هجر وَإِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يهجر كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَكَذَا عِنْد أبي ذَر وَفِي بَاب جوائز الْوَفْد هجر على مَا لم يسم فَاعله وَعند غَيرهَا هجر بِفَتْحِهَا وَعند مُسلم فِي حَدِيث إِسْحَاق يهجر وَفِي رِوَايَة قبيصَة هجر وَأكْثر الرِّوَايَات فِيهِ اهجر

(هـ در)

بِأَلف الِاسْتِفْهَام على مَا قَرَّرْنَاهُ قبل وَهُوَ الْأَظْهر وَالْأولَى وَكَذَا جَاءَ فِي بعض رِوَايَات سعيد بن مَنْصُور وقتيبة وَابْن أبي شيبَة والناقد فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث سُفْيَان وَغَيره وَكَذَا وَقع عِنْد البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْن عَيْنِيَّة وَجل الروَاة فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن سَلام عَن ابْن عُيَيْنَة وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ فِي كِتَابه من هَذِه الطّرق وَهَذَا أرفع للأشكال وَأقرب لفظا للصَّوَاب وَقد يتَأَوَّل هجر على مَا قدمْنَاهُ وَقد يكون ذَلِك من قَائِله دهشا لعَظيم مَا شَاهد من حَال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) واشتداد الوجع بِهِ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وعظيم الْأَمر الَّذِي كَانَت فِيهِ الْمُخَالفَة حَتَّى لم يضْبط كَلَامه وَلَا ثقفه كَمَا اتّفق لعمر من قَوْله أَنه لم يمت الحَدِيث وَقَوله لَيْسَ لَهُ هجيري إِلَّا يَا عبد الله قَامَت السَّاعَة كَذَا روينَاهُ من طَرِيق الشَّاشِي وَكَذَا عِنْد التَّمِيمِي مثل خليفي ورويناه من طَرِيق العذري هجير وَالصَّوَاب الأول وَقَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال مازال ذَلِك هجيراه واهجيراه أَي دَابَّة وشأنه وَقَالَ أَبُو عَليّ القالي الهجير أَي الْعَادة والهجير أَيْضا كَثْرَة القَوْل وَالْكَلَام بالشَّيْء قَالَ وَهُوَ رَاجع إِلَى الأول الْهَاء مَعَ الدَّال (هـ د ا) قَوْله بعد هدء من اللَّيْل أَي بعد نَومه وهدوء النَّاس وسكوتهم وَالْأَصْل فِيهِ السّكُون يُقَال فِيهِ هدأ يهدأ إِذا سكن وَقَوله فِي بِلَال فَلم يزل يهدئه كَمَا يهدأ الصَّبِي أَي يسكنهُ وينومه من هدأت الصَّبِي إِذا وضعت يدك عَلَيْهِ لينام وَفِي رِوَايَة الْمُهلب يهديه غير مَهْمُوز على التسهيل وَيُقَال فِي ذَلِك أَيْضا يهدئه ويهدهده وَقد روى هدهده فِي حَدِيث بِلَال وَقيل هُوَ الأصوب من هدهدت الْأُم وَلَدهَا لينام أَي حركته وَقَوله فِي حَدِيث أبي طَلْحَة أَن الصَّبِي هدأت نَفسه من هَذَا أَي سكنت تعرض لَهُ بِالنَّوْمِ ومرادها الْمَوْت وَمِنْه فِي خبر حراء اهدأ فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيد أَي أسكن (هـ د ب) قَوْله ثِيَاب مهدبة والإزار المهدب بتَشْديد الدَّال الَّذِي لَهُ هدب وَهِي أَطْرَاف من سداه لم تلحم تتْرك فِي طَرفَيْهِ وَرُبمَا فتلت يقْصد بهَا بَقَاءَهُ قَالَه الْحَرْبِيّ وَقد يقْصد بِهِ جماله أَيْضا وَفَسرهُ بَعضهم بِمَا لَهُ خمل وَلم يقل شَيْئا وَهِي الْأَهْدَاب والهدب واحدتها هدبة وَمِنْه إِنَّمَا مَعَه مثل هَذِه الهدبة يُرِيد الْخصْلَة الْوَاحِدَة من الهدب ومثلت ذكره هدبة الْإِزَار وهدبة الثَّوْب وَقَوله أينعت لَهُ ثَمَرَته فَهُوَ يهد بهَا بِكَسْر الدَّال وَضمّهَا أَي يجنيها يُقَال مِنْهُ هدب يهدب ويهدب وَهُوَ نوع من الاحتلاب حِين جمعهَا وهدب النَّاقة حلبها (هـ د ج) قَوْله احْمِلْ فِي هودج ويحملون هُوَ دجى بِفَتْح الدَّال هُوَ مثل المحفة عَلَيْهِ قبَّة وَهُوَ من مراكب النِّسَاء وَأَصله من الهدج بِسُكُون الدَّال وَهُوَ الْمَشْي الرويد (هـ در) قَوْله فاهدر ثنيته أَي أبطلها وَلم يَجْعَل فِيهَا قصاصا وَلَا دِيَة يُقَال مِنْهُ هدر يهدر بِالضَّمِّ هدرا بِالْفَتْح (هـ د ل) قَوْله هدل (هـ د م) عِنْد هدم لَهُ بِفَتْح الدَّال أَي بِنَاء مهدم وَمثله وَصَاحب الْهدم شَهِيد وَالْهدم شَهِيد كَذَا ضبطناه بِكَسْر الدَّال أَي الَّذِي مَاتَ تَحت مَا انْهَدم مثل الحرق وَمن رَوَاهُ صَاحب الْهدم بِالسُّكُونِ فاسم الْفِعْل (هـ دن) قَوْله سَتَكُون بَيْنكُم هدنة وَبَين بني الْأَصْفَر هدنة وهدنة على دخن أَي صلح وَسُكُون وهدنت الْمَرْأَة وَلَدهَا لينام مثل هدات كُله بِمَعْنى سكنت وَأَرَادَ أَن ظَاهرهَا بِخِلَاف بَاطِنهَا وَإِن قُلُوب أَهلهَا لَيست مؤتلفة فِي الْبَاطِن وَلَا خَالِصَة والدخن كدورة فِي اللَّوْن وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال (هـ د ف) قَوْله إِلَى هدف أَو حايش تحل بِفَتْح الدَّال الهدف مَا علا من الأَرْض وَسمي قرطاس الرَّمْي هدفا لانتصابه وارتفاعه (هـ دى) قَوْله أشبه هَديا مِنْهُ بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أَن أحسن الْهَدْي هدي مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْهَدِيَّة بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الدَّال الطَّرِيقَة

فصل الاختلاف والوهم

وَالْمذهب والسمت وَرَوَاهُ بَعضهم الْهدى هدى مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِضَم الْهَاء وَفتح الدَّال وَهُوَ ضد الضَّلَالَة وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر يَهْتَدُونَ بِغَيْر هدى وَضَبطه الْأصيلِيّ مرّة والقابسي مرّة بِغَيْر هدى بِضَم الْهَاء وَفتح الدَّال بِالْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمين وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يَهْتَدُونَ بهدى كَذَا لِابْنِ الْحذاء ولسائرهم بهدى وَقَوله فِي الدُّعَاء اهدني أَي بَين لي ودلني عَلَيْهِ وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم (أَي ثبتنا وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة هُوَ يهديني السَّبِيل أَي يدلني على غرضي بطرِيق الأَرْض وَالْمرَاد طَرِيق الْآخِرَة وهداية الْجنَّة وَجَاء فِي الْقُرْآن والْحَدِيث بِمَعْنى هَذَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) إِن علينا للهدى (وَأما ثَمُود فهديناهم أَي دللناهم وَبينا لَهُم وَجَاء بِمَعْنى التَّوْفِيق والتأييد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء (وَمِنْه فِي الحَدِيث أَن الله هُوَ الْهَادِي والفاتن وَقَوله يهادي بَين اثْنَتَيْنِ أَي يمشي بَينهمَا مُتكئا عَلَيْهِمَا والتهدي الْمَشْي الثقيل مَعَ التمايل يَمِينا وَشمَالًا وَقد رَوَاهُ بَعضهم يتهادى وَقَوله كَالَّذي يهدي هَديا لهدى وَالْهدى بالتثقيل وَالتَّخْفِيف مَا يهدي إِلَى بَيت الله من بَدَنَة وَأهل الْحجاز يخففونه وَهِي لُغَة الْقُرْآن وَتَمِيم وسفلى قيس يثقلونه وواحدها هَدِيَّة وهدية مثقلة ومخففة وَمِنْه فِي الحَدِيث فَقَالَت امْرَأَة مَا هَدْيه ويروى هَدْيه بِالْوَجْهَيْنِ وَالتَّخْفِيف لِابْنِ وضاح وَكَذَلِكَ بَاب من اشْترى هَدْيه كَذَا للأصيلي وَلغيره هَدِيَّة منونة التَّاء مثقله على مَا قدمْنَاهُ وَاخْتلف الْفُقَهَاء على مَا ينْطَلق هَذَا الِاسْم فمذهبنا أَنه لَا يَقع إِلَّا على مَا سيق من الْحل قَالَ ابْن الْمعدل وَمَا لم يسق من الْحل فَلَيْسَ بهدى وَقَالَ الطَّبَرِيّ سمي الْهدى لِأَن صَاحبه يتَقرَّب بِهِ ويهديه إِلَى الله كالهدية يهديها الرجل لغيره فتأول بَعضهم أَن ظَاهره ترك اشْتِرَاط الْحل يُقَال مِنْهُ هديت الْهدى وَكَذَلِكَ هَدِيَّة الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا وَقيل أهديت وَأما من الْهَدِيَّة وَالْهدى فأهديت من الْبَيَان وَالْهدى هَدِيَّة وَقَوله هادية الشَّاة أَي أَولهَا يَعْنِي عُنُقهَا لِأَنَّهَا تتقدمها الْهَاء مَعَ الذَّال (هـ ذ د) قَوْله هَذَا كَهَذا الشّعْر أَي سرعَة بِالْقِرَاءَةِ وعجلة وَلِهَذَا السرعة وَفِي الحَدِيث الآخر تقرءون خلف أمامكم قُلْنَا هَذَا قيل هُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وَقيل جَهرا حَكَاهُ الْخطابِيّ وَقَوله فِي حَدِيث أبي لَهب وشقيت فِي مثل هَذَا الْإِشَارَة بذلك إِلَى نقرة مَا بَين إبهامه وسبابته وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث من رِوَايَة الثِّقَات. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب الْوضُوء قبل الْغسْل هَذَا غسله من الْجَنَابَة كَذَا للقابسي وَابْن السكن وَعند الْأصيلِيّ وَأبي ذَر والنسفي هَذِه غسله وَمَعْنَاهُ هَذِه الْهَيْئَة أَو الصّفة غسله وَقَول الْمُنَافِق فِي كتاب التَّفْسِير لَئِن رَجعْنَا من هَذِه ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل كَذَا للجرجاني وَلغيره لَئِن رَجعْنَا من عِنْده وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله عِنْده تَصْحِيف الْهَاء مَعَ الرَّاء (هـ ر ج) قَوْله وَيكثر الْهَرج بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الرَّاء فسره فِي الحَدِيث الْقَتْل وَفِي بعض الرِّوَايَات الْهَرج الْقَتْل بلغَة الْحَبَشَة وهم من قَول بعض الروَاة وَإِلَّا فَهِيَ عَرَبِيَّة صَحِيحَة والهرج أَيْضا الِاخْتِلَاط وَمِنْه قَوْله فَلَا يزَال الْهَرج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَمِنْه الْعِبَادَة فِي الْهَرج كهجرة وَمِنْه قَوْله تتهارجون تهارج الْحمر أَي تختلطون رجَالًا وَنسَاء فِي الزِّنَى وَالْفساد وتتناكحون والهرج كَثْرَة النِّكَاح هرجها إِذا نَكَحَهَا يهرجها وَقَالَ ابْن دُرَيْد الْهَرج الْفِتْنَة آخر الزَّمَان (هـ ر د) قَوْله فِي خبر عِيسَى فَينزل فِي ثَوْبَيْنِ مهرودتين قيل فِي شقتين أَو حلتين قَالَ ابْن قُتَيْبَة مَأْخُوذ من الهرد وَهُوَ الشق أَي فِي شقتين والشقة نصف الملاءة وَقَالَ أَبُو بكر إِنَّمَا يُسمى الشق هردا إِذا كَانَ للإفساد لَا للإصلاح وَقَالَ ابْن السّكيت هرد الْقصار الثَّوْب

فصل الاختلاف والوهم

وهردته إِذا خرقته وَقيل أصفرين كلون الحوذانة وَهُوَ مَا صبغ بالورس والزعفران فَيُقَال لَهُ مهرود وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يُقَال مهرودتين بِالدَّال والذال مَعًا أَي مُمَصَّرَتَيْنِ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَالَ غَيره الثَّوْب المهرود الَّذِي يصْبغ بالعروق الَّتِي يُقَال لَهَا الهرد بِضَم الْهَاء وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء المعري هرد ثَوْبه صبغه بالهرد وَهُوَ صبغ يُقَال لَهُ الْعُرُوق وَقَالَ الجياني يُقَال هُوَ الكركم وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة مَا ذكر عِنْدِي خطأ من النقلَة وَأرَاهُ مهرودتين أَي صفراوين وَخطأ ابْن الْأَنْبَارِي قَوْله هَذَا وَقَالَ إِنَّمَا يَقُوله الْعَرَب هريت لَا هروت وَلَا يَقُولُونَ ذَلِك إِلَّا فِي الْعِمَامَة خَاصَّة (هـ ر م) قَوْله أعوذ بك من الْهَرم وكبيرا هرما وهرمة هُوَ غَايَة الْكبر وَضعف الشَّيْخ وَإِنَّمَا استعاذ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من هَذَا كَمَا قَالَ وَإِن أرد إِلَى أرذل الْعُمر يُقَال هرم الرجل يهرم هرما وَرِجَال هرمى وَامْرَأَة هرمة وَنسَاء هرمى وهرمات (هـ ر س) قَوْله فَقُمْت إِلَى مهراس فكسرتها بِهِ هُوَ الْحجر الَّذِي يهرس بِهِ الشَّيْء أَي يدق (هـ رول) قَوْله أَتَيْته هرولة وأهرول ويهرولون قَالَ وَكِيع مَعْنَاهُ فِي سرعَة وَإجَابَة قَالَ الْخَلِيل الهرولة بَين الْمَشْي والعدو قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمَعْنَاهُ فِي حق الله تَعَالَى الَّذِي لَا تجوز عَلَيْهِ الْحَرَكَة والانتقال سرعَة إجَابَته لعَبْدِهِ وَقرب تقريبه من هدايته وَرَحمته الْهَاء مَعَ الزَّاي (هـ ز ا) قَوْله أتهزأ بِي وَأَنت رب الْعَالمين الْكَلَام فِيهِ مثل مَا قدمْنَاهُ فِي قَوْله أَتسخر مني فِي حرف السِّين فأنظره هُنَاكَ (هـ ز ز) قَوْله فَإِذا هِيَ تهتز من تَحْتَهُ خضراء وَإِلَى أَرض تهتز زرعا هُوَ مثل قَوْله تَعَالَى) فَإِذا أنزلنَا عَلَيْهَا المَاء اهتزت وربت (قَالَ الْخَلِيل اهتز النَّبَات طَال وهزته الرّيح واهتزت الأَرْض إِذا أنبتت وَقَالَ غَيره تحركت بالنبات عِنْد وُقُوع الْمَطَر عَلَيْهَا وَأما قَوْله فِي قَول مثل الْمُنَافِق لَا يَهْتَز حَتَّى يستحصد فَمَعْنَاه هُنَا على اصله أَي لَا يَتَحَرَّك وَقَوله اهتز الْعَرْش لمَوْت سعد قيل مَعْنَاهُ ارْتَاحَ بِرُوحِهِ واستبشر بصعوده لكرامته وكل من خف لأمر واستبشر بِهِ فقد اهتز لَهُ وَقيل المُرَاد مَلَائِكَة الْعَرْش وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين قَول من قَالَ أَنه على وَجهه وَأَن المُرَاد سَرِير الْجِنَازَة وَمن رد هَذَا القَوْل ورده هُوَ الصَّحِيح وَقد ذكر البُخَارِيّ ذَلِك (هـ ز ل) إِنَّمَا كَانَت هزيلة من أبي الْقَاسِم تَصْغِير الْكَلِمَة من الْهزْل الَّذِي هُوَ ضد الْجد. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب كَلَام الرب مَعَ الْأَنْبِيَاء ثمَّ يَهُزهُنَّ آخِره نون مثل يضمهن مُسْتَقْبل من الهز كَذَا للجرجاني عَن الْمروزِي والكافة وللأصيلي ثمَّ يهزهز مثل يجمجم وهما بِمَعْنى قَالَ الْخَلِيل يُقَال هززت وهزهزت الشَّيْء بِمَعْنى وَفِي حَدِيث الرُّؤْيَا رَأَيْت أَنِّي هززت سَيْفا ثمَّ قَالَ هززته أُخْرَى كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي هزت سَيْفا وهزته أُخْرَى بزاي وَاحِدَة مُشَدّدَة وهما بِمَعْنى هَذَا على الْإِدْغَام على لُغَة بكر ابْن أَوَائِل يُقَال مدت بِمَعْنى مددت وَهُوَ على قَوْلهم مص وَأَصله مصص وَفِي الْحَج لَا يَسْتَطِيعُونَ يطوفون من الْهزْل رَوَاهُ بعض الروَاة من طَرِيق أبي بَحر من الْهزْل وَهُوَ وهم وَلَعَلَّ الْألف سَقَطت وَإِنَّمَا هُوَ الهزال الَّذِي هُوَ ضد السّمن والهزل ضد الْجد الْهَاء مَعَ اللَّام (هـ ل ب) قَوْله فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة فَإِذا بدبة أهلب أَي كَثِيرَة الشّعْر قد فسره فِي الحَدِيث يُقَال أهلب كثير الشّعْر لَا يدْرِي مَا قبله من دبره (هـ ل ك) قَوْله إِذا قَالَ الرجل هلك النَّاس فَهُوَ أهلكهم روينَاهُ بِضَم الْكَاف وَقد قيل فتحهَا أهلكهم وَنبهَ على الْخلاف فِيهِ ابْن سُفْيَان قَالَ لَا أَدْرِي هُوَ بِالْفَتْح أَو بِالضَّمِّ قيل مَعْنَاهُ

إِذا قَالَ ذَلِك استحقارا لَهُم واستصغارا لَا تحزنا وإشفاقا فَمَا اكْتسب من الذَّنب بذكرهم وعجبه بِنَفسِهِ أَشد وَقيل هُوَ أنساهم لله وَقَالَ مَالك مَعْنَاهُ أفلسهم وأدناهم وَقيل مَعْنَاهُ فِي أهل الْبدع والغالين الَّذين يؤيسون النَّاس من رَحْمَة الله ويوجبون لَهُم الخلود بِذُنُوبِهِمْ إِذا قَالَ ذَلِك فِي أهل الْجَمَاعَة وَمن لم يقل ببدعته وعَلى رِوَايَة النصب مَعْنَاهُ أَنهم لَيْسُوا كَذَلِك وَلَا هَلَكُوا إِلَّا من قَوْله لَا حَقِيقَة من قبل الله وَقَول بِأَرْض دوية مهلكة بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام كَذَا ضبطناه أَي هلك فِيهَا سلاكها بِغَيْر زَاد وَلَا مَاء وَلَا رَاحِلَة قَالَ ثَعْلَب يُقَال مهلكة ومهلكة وَالْكَلَام مهلكة بِالْكَسْرِ (هـ ل ل) قَوْله فَلَمَّا أهل الْهلَال وَفِي الحَدِيث الآخر اسْتهلّ علينا الْهلَال بِضَم الْهمزَة إِذا طلع وَأهل أَيْضا بِفَتْحِهَا واستهل بِفَتْح التَّاء وَيُقَال اسْتهلّ وَأهل إِذا رئ بِكَسْر الْهَاء وأهللنا الْهلَال واستهللناه رَأَيْنَاهُ وَلَا يُقَال هَل الْهلَال عِنْد الْأَصْمَعِي وَقَالَهُ غَيره وَحَكَاهُ ابْن دُرَيْد وَصَححهُ وَقَالَ هَل هلا وَأهل إهلالا وَحَكَاهُ عَن أبي زيد وأهللنا الشَّهْر أَيْضا صرنا فِي أَوله وَلَا يُسمى الْقَمَر هلالا إِلَّا فِي الثَّلَاث لَيَال الأول وَجمعه أهلة وَقَوله وَجهه يَتَهَلَّل أَي يظْهر فِيهِ السرُور ونوره حَتَّى كَأَنَّهُ الْهلَال وَقَوله وأهللنا بِالْحَجِّ والإهلال بِالْحَجِّ وَبِمَا أَهلَلْت وإهلال كإهلال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ عندا لدُخُول فِيهِ أَو فِي الْعمرَة وَقَوله فِي الْمَوْلُود إِذا اسْتهلّ صَارِخًا إِذا رفع صَوته وصرخ وكل شَيْء ارْتَفع صَوته فقد اسْتهلّ وَمِنْه الْهلَال فِي الْحَج وَمِنْه سمي الْهلَال لِأَن النَّاس يرفعون أَصْوَاتهم بالأخبار عَنهُ وَمَا أهل بِهِ لغير الله أَي مَا رفع الصَّوْت بِذكر غير الله عَلَيْهِ ثمَّ اسْتعْمل فِي كل مَا ذبح لغير الله وَإِن لم يرفع بِهِ صَوت وَمِنْه فِي الذّكر بعد الصَّلَاة وَكَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يهلل بِهن دبر كل صَلَاة أَي يعلن بذلك وَيرْفَع بِهِ صَوته وَقَوله فمنا المكبر وَمنا الْمهل كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَفِي مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى بلام وَاحِدَة أَي منا الرافع صَوته بِذكر الله أهل الرجل إِذا رفع صَوته بِذكر الله وَجَاء فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم وسريج بن النُّعْمَان وَمنا المهلل بلامين وَهُوَ عِنْدِي أولى هُنَا لقَوْله فمنا المكبر وَمَعْنَاهُ هُنَا أَي الْقَائِل لَا إِلَه إِلَّا الله لِأَن المكبر أَيْضا رَافع صَوته بِذكر الله فَلَا وَجه لذكر رفع الصَّوْت فِي غَيره بِالذكر دونه وَقَوله فِي الاسْتِسْقَاء فألف الله بَين السَّحَاب وهلتنا السحابة أَي أمطرتنا بِقُوَّة يُقَال هَل الْمَطَر هلا وهللا أنصب بِشدَّة وانهل إنهلالا وكل شَيْء انصب فقد أنهل وَلَا يُقَال أهلت وَقد ذكرنَا الْخلاف فِيهِ فِي حرف الْمِيم وَمن قَالَ فِيهِ ملتنا بِالْمِيم وَتقدم تَفْسِير حَيّ هلا فِي الْحَاء (هـ ل م) قَوْله أناديهم أَلا هَلُمَّ يَا باغي الْخَيْر هَلُمَّ وهلم أحَدثك وهلمي يَا أم سليم أَي تعالي مِنْهُم من لَا يثنيه وَلَا يجمعه وَلَا يؤنثه وَهِي لُغَة الْحِجَازِيِّينَ وَمِنْهُم من يفعل ذَلِك ويصرفه وَهِي لُغَة تَمِيم قَالَ صَاحب الجمهرة وهما كلمتان جعلتا وَاحِدَة كَأَنَّهُمْ أَرَادوا هَل أَي أقبل وَأم أَي أقصد وَقيل بل أَصْلهَا هَل أم ثمَّ ترك الْهَمْز وَكَانَت كلمة تستفهم بهَا من تُرِيدُ أَن يَأْتِي طَعَام قوم ثمَّ كثر حَتَّى تكلم بِهِ الدَّاعِي وَقَوله هَلُمَّ جرا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم (هـ ل ل) قَوْله فَهَلا بكرا تلاعبها وتلاعبك هِيَ هُنَا بِمَعْنى التحضيض واللوم وَنصب بكرا على إِضْمَار فعل أَي هلا تزوجت بكرا وَذكرنَا فِي حرف الْحَاء حَيّ هلا (هـ ل ع) قَوْله لما فِي قُلُوبهم من الْجزع والهلع هما بِمَعْنى قيل الْهَلَع قلَّة الْبَصَر وَقيل الْحِرْص يُقَال رجل هلع وهلوع وهلواع

فصل الاختلاف والوهم

وهلواعة جزوع حَرِيص وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) إِن الْإِنْسَان خلق هلوعا (والهلع أَيْضا والهلاع الْجُبْن عِنْد ملاقات الأقران والهلائع اللَّئِيم وَفِي الحَدِيث الآخر أَخَاف هلعهم كَذَا لِابْنِ السكن أَي قلَّة صبرهم وَلغيره ظلعهم وَهُوَ قريب مِنْهُ وَقد فسرناه فِي حرفه. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْكُسُوف فِي حَدِيث القواريري وَنَحْمَد ونهلل وَعند العذري ونهل وَالرِّوَايَة الأولى أشبه بالْكلَام مَعَ تَخْصِيص ذكر الْحَمد أَولا كَمَا ذكرنَا فِي التَّكْبِير قبل الْهَاء مَعَ الْمِيم (هـ م ز) قَوْله وَمن همزات الشَّيَاطِين أَن يحْضرُون (هـ م ل) قَوْله همل النعم (الهمل بِفَتْح الْمِيم الْإِبِل بِغَيْر رَاع وَهِي الهاملة أَيْضا والهوامل وَذَلِكَ يكون فِي ليل أَو نَهَار وَالْوَاحد هامل وَلَا يُقَال ذَلِك فِي الْغنم والهامل أَيْضا من الْإِبِل الضال وَجمعه همل (هـ م م) قَوْله إِذا هم أحدكُم بِأَمْر أَي قَصده وَاعْتَمدهُ بهمته وَهُوَ بِمَعْنى عزم وَمِنْه لقد هَمَمْت أَلا أتهب إِلَّا من قرشي الحَدِيث أَي عزمت على ذَلِك وَقَوله ويهمون بذلك على رِوَايَة بَعضهم وَحَتَّى يهموا بذلك من الْهم يُقَال أهمني الْأَمر هما أحزنني وغمني وهمني إِذا بَالغ فِي ذَلِك بِمَعْنى أذاني وَمِنْه قَوْلهم مهموم وَقَوله حَتَّى يهم رب المَال من يَأْخُذ صدقته أَي يغمه ذَلِك لعدمه ويحزنه ويهمه بِضَم الْيَاء وَكسر الْهَاء من أهم وَقَوله فِي التَّعَوُّذ وَمن كل شَيْطَان وَهَامة بتَشْديد الْمِيم ويقيك من هوَام الأَرْض قيل الهامة هِيَ الْحَيَّة وكل ذِي سم يقتل وَجمعه هوَام فَأَما مَا لَا يقتل ويسم فَهِيَ السوام بتَشْديد الْمِيم أَيْضا كالزنبور وَغَيره وَيُقَال الْهَوَام دَوَاب الأَرْض الَّتِي تهم بالإنسان وَمِنْه قَوْله طرق الدَّوَابّ ومأوى الْهَوَام وَقَوله أَيُؤْذِيك هوامك وهوام رَأسك فِي الحَدِيث الآخر جمع هَامة وَهُوَ ينْطَلق على مَا يدب من الْحَيَوَان كالقمل والخشاش وَشبهه وَخص هُنَا الْقمل من أجل الرَّأْس وَقد جَاءَ مُفَسرًا وَالْقمل يَتَنَاثَر على وَجْهي وَقيل بل لَا يوائها فِي الرَّأْس يُقَال هُوَ يتهمم بِرَأْسِهِ أَي يفليه وَقَوله أعوذ بك من الْهم والحزن تقدم فِي حرف الْحَاء وتفريق من فرق بَينهمَا (هـ م س) قَوْله يهمس أَي يسر كَلَامه والهمس الْكَلَام الْخَفي. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث أنس فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب كَلَام الله لقد حَدثنِي وهم جَمِيع كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَصَوَابه وَهُوَ جَمِيع كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَسَائِر الرِّوَايَات وَقد فسرناه فِي الْجِيم وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب حضرني همي وعندا لحموي همتي وَالْأول الصَّوَاب فِي كم بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة قَامَ نَاس يبتدرون السَّوَارِي حَتَّى يخرج (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وهم كَذَلِك كَذَا للكافة وَعند أبي الْهَيْثَم هِيَ وَالْأول الْوَجْه وَقد يخرج لرِوَايَة أبي الْهَيْثَم وَجه أَي والسراري بِتِلْكَ الْحَالة بصلاتهم إِلَيْهَا وَقَوله فِي حَدِيث سَلمَة وبيننا وَبَين بني لحيان جبل وهم الْمُشْركُونَ كَذَا عِنْد بَعضهم وضبطناه عَن آخَرين وهم الْمُشْركُونَ أَي غم أَمرهم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْمُسْلِمين لَيْلًا يبيتوهم لقربهم مِنْهُم الْهَاء مَعَ النُّون (هـ ن ا) قَوْله يهنأ بَعِيرًا لَهُ وَإِن كنت تهنأ جَرْبَاهَا يُقَال هنأت الْبَعِير أهنأه وأهنئه إِذا طليته بالقطران والهناء القطران وَقَوله جَاءَهُ الشَّيْطَان فهناه ومناه أَي أعطَاهُ الْأَمَانِي وَسَهل هَناه لمتابعة مناه وَأَصله الْهَمْز يُقَال هنأني إِذا أَعْطَانِي مَهْمُوز وَمثله قَوْلهم هنأني الطَّعَام ومرأني مخففين مهموزين هَنأ وَلَا يُقَال مرأني أَي طَابَ لي واستمريته فَإِذا قلته بِغَيْر هناني قلت امراني رباعي وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) هَنِيئًا مريئا (أَي طيبا سائغا وَحكى ثَعْلَب

فصل الاختلاف والوهم

عَن ابْن الْأَعرَابِي هناني وأهناني وأمراني وأمراني كُله بِفَتْح النُّون وَالرَّاء وَقد هنئ بِالْكَسْرِ وهنؤ بِالضَّمِّ هناءة وهناء وَقَوله فهناني وَجَاءَنِي النَّاس يهنئونني ولتهنك تَوْبَة الله يهمز ويسهل (هـ ن) قَوْله لَهُنَّ مثل الْخَشَبَة خَفِيفَة النُّون اسْم لِلْفَرجِ والهن والهنة وَذكر هنة من جِيرَانه قَالَ الْخَلِيل هِيَ كلمة يكنى بهَا عَن اسْم الشَّيْء وَالْأُنْثَى هنة بِفَتْح النُّون وَحكى الْهَرَوِيّ عَن بَعضهم أَن هن وهنة مُشَدّدَة النُّون وَأنْكرهُ الْأَزْهَرِي وَقَالَ الْخَلِيل من الْعَرَب من يسكنهُ فَجعله مثل من وَمِنْهُم من ينونه فِي الْوَصْل والتنوين أحسن وَمعنى هنة من جِيرَانه أَي حَاجَة وفاقة وَقَوله يَا هنتاه وَأي هنتاه بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون النُّون مِمَّا تقدم بِمَعْنى يَا هَذِه أَو يَا شَيْء كِنَايَة عَن كل مَا يكنى عَنهُ قَالَ الْخَلِيل إِذا أدخلُوا التَّاء فِي هن فتحُوا النُّون فَقَالُوا هنة فَذا أدخلت التَّاء وأدرجتها فِي الْكَلَام سكنت النُّون فَقلت هَذِه هنت جَاءَت فَإِذا دَعَوْت امْرَأَة فكنيت عَن اسْمهَا قلت يَا هنة فَإِذا وصلتها بِالْألف وَالْهَاء وقفت عِنْدهَا فِي النداء فَقلت يَا هنتاه وَلَا يُقَال هَذَا إِلَّا فِي النداء وَفِي اللُّغَة الْأُخْرَى يَا هنتوه قَالَ أَبُو حَاتِم وَيُقَال للْمَرْأَة يَا هنت أقبلي اسْتِخْفَافًا فَإِذا ألحقت الزَّوَائِد قلت يَا هَناه للرجل وَيَا هنتاه للْمَرْأَة قَالَ أَبُو زيد وتلقى الْهَاء فِي الأدراج فَتَقول يَا هُنَا هَلُمَّ وَقَوله أسمعنا من هناتك على جمع هنة وَفِي رِوَايَة من هنياتك على التصغير أَي من أخبارك وأمورك وأراجيزك وأشعارك كِنَايَة عَن ذَلِك وَفِي الطَّلَاق الثَّلَاث هَنَات من هناتك أَي من أخبارك الْمَكْرُوهَة وفتاويك الْمُنكرَة وَيُقَال فِي فلَان هَنَات أَي أَشْيَاء مَكْرُوهَة وَلَا يُقَال ذَلِك فِي الْخَيْر إِنَّمَا يُقَال فِيمَا يكنى عَنهُ وَفِي بَاب من فرق بَين الْأمة أَنَّهَا سَتَكُون هَنَات وهنات أَي أُمُور تنكر وَقَوله إِذا كبر سكت هنيَّة أَي شَيْئا يَسِيرا وَغير هنيَّة فِي أُذُنه مثله كُله بِضَم الْهَاء وَفتح النُّون تَصْغِير هنة أَي شَيْء وضعوه لِأَنَّهُ قَلِيل وَأثر يسير كنى عَنهُ بذلك وَقَوْلها لم يقربنِي إِلَّا هنة وَاحِدَة على رِوَايَة من رَوَاهُ بالنُّون أَي مرّة وَاحِدَة يُقَال ذهبت فهنت كِنَايَة من هن وَقَوْلها هَا هُنَا هَا تَنْبِيه وَهنا اسْم للمكان وَكَذَلِكَ هُنَاكَ لَكِن هُنَا أقرب وَهُنَاكَ أبعد وَقَوله فِي حَدِيث تَقْرِير الله عباده على نعمه فِي الَّذِي يَقُول آمَنت وتصدقت فَيَقُول هَا هُنَا قيل مَعْنَاهُ أثبت مَكَانك حَتَّى تعرف بفضائحك (هـ ن ي) قَوْله فمشي هنيهة وَسكت هنيهة فِي رِوَايَة من رَوَاهُ هُوَ مِمَّا تقدم تَصْغِير هنة ثمَّ زيدت فِيهَا هَاء وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي حَدِيث جُبَير أسمعنا من هنيها تَكُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي خبر ولد جَابر فَإِذا هُوَ كَيَوْم وَضعته يَعْنِي فِي الْقَبْر غير هنيَّة فِي أُذُنه يُرِيد غير أثر وَشَيْء يسير غيرته الأَرْض من أُذُنه كَذَا رِوَايَة ابْن السكن والنسفي وَعند الْمروزِي والجرجاني وَأبي ذَر كَيَوْم وَضعته هنيَّة غير أُذُنه وَهُوَ تَغْيِير وَصَوَابه مَا تقدم بِتَقْدِيم غير وَقَوله إِذا كبر سكت هنيَّة كَذَا لرواة مُسلم وَكَذَا للْبُخَارِيّ فِي بَاب مَا يقْرَأ بعد التَّكْبِير وَعند الْأصيلِيّ وَابْن الْحذاء وَابْن السكن هنيهة وَعند الطَّبَرِيّ هنيئة مَهْمُوز وَلَا وَجه لَهُ وَفِي مُسلم فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود هنيَّة ويروى هنيهة وَقَوله فِي الضَّحَايَا وَذكر هنة من جِيرَانه كَذَا لِابْنِ السكن وَأكْثر رُوَاة مُسلم وَهُوَ مِمَّا تقدم وَعند الْأصيلِيّ وابي الْهَيْثَم بِالْمِيم وَلم يضبطه الْأصيلِيّ وَعند الْفَارِسِي هَيْئَة بِالْيَاءِ وَبعدهَا همزَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم وَكَذَلِكَ ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهَاء وَالْيَاء وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي قَوْله لم يقربنِي إِلَّا هنة بالنُّون وَإِلَّا هبة بِالْبَاء الْهَاء مَعَ الصَّاد (هـ ص ر) قَوْله وهصر ظَهره بتَخْفِيف الصَّاد أَي ثناه للرُّكُوع

فصل الاختلاف والوهم

وَعطفه والهصر عطف الشَّيْء الرطب وَمِنْه فِي حَدِيث الإعجاز فتهصرت أَغْصَان الشَّجَرَة أَي مَالَتْ وانعطفت الْهَاء مَعَ الضَّاد (هـ ض ب) قَوْله هضبة بِسُكُون الضَّاد قَالَ صَاحب الْعين الهضبة الصَّخْرَة الراسية الْعَظِيمَة وَجَمعهَا هضاب وَقيل هُوَ كل جبل خلق من صَخْرَة وَاحِدَة وَقَالَ الْأَصْمَعِي الهضبة الْجَبَل ينبسط على الأَرْض الْهَاء مَعَ الْفَاء (هـ ف ت) قَوْله تتهافت الْقمل على وَجهه ويتهافتون على النَّار تهافت الْفراش التهافت التساقط الْهَاء مَعَ الشين (هـ ش م) قَوْله هشمت الْبَيْضَة على رَأسه أَي كسرت والهاشمة من الشجاج الَّتِي هشمت الْعظم (هـ ش ش) فِي خبر عُثْمَان قَول عَائِشَة دخل أَبُو بكر فَلم يهش لَهُ فَدخل عمر فَلم يهش لَهُ كَذَا للعذري وَلغيره يهتش وهما بِمَعْنى وَمَعْنَاهَا استبشر وهش للمعروف نشط وخف وَرجل هش ضحاك وَالِاسْم مِنْهُ الهشاشة والبشاشة المبرة والملاطفة وَإِظْهَار المسرة والنشاط لذَلِك. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَلَمَّا رَأينَا جدر الْمَدِينَة هششنا لذَلِك بِكَسْر الشين أَي نشطنا وخففنا فِي السّير يُقَال مِنْهُ هش يهش بِفَتْح الْهَاء فِي الْمُسْتَقْبل وَأما من قَوْله تَعَالَى) وأهش بهَا على غنمي (وَهُوَ من خبط ورق الشَّجَرَة ليتناثر لَهَا فهششت بِالْفَتْح أهش بِالضَّمِّ فِي الْمُسْتَقْبل وَكَذَا الرِّوَايَة فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم عِنْد السجْزِي وَكَانَ عِنْد أبي بَحر هشنا بِفَتْح الْهَاء وَتَشْديد الشين على إدغام المثلين ولغة بعض الْعَرَب فِي نقل الْحَرَكَة ثمَّ إدغامها وَهِي لُغَة بكر بن وَائِل كَمَا قدمْنَاهُ فِي الْهَاء وَالزَّاي وعَلى نَحْو قَوْلهم عض ومص وَأَصله مصص وعضض وَلغيره هشنا بِسُكُون الشين وهاء مَفْتُوحَة على التَّخْفِيف ولغة من قَالَ ظلت أَيْضا كَذَلِك وكما قَالَ لم يلده أَبَوَانِ وَكله صَوَاب وَكَانَ عِنْد العذري هشنا بِكَسْر الْهَاء وَسُكُون الشين وَوَجهه من هاش بِمَعْنى هش قَالَ الْهَرَوِيّ يجوز هاش بِمَعْنى هش قَالَ شمر هاش بِمَعْنى طرب وَمِنْه قَول الرَّاعِي (فَكبر للرؤيا وهاش فُؤَاده وَبشر نفسا كَانَ قبل يلومها ) وَقد تكون من هش أَيْضا على لُغَة من قَالَ ظلت أفعل كَذَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي الشاذ الْهَاء مَعَ الْهَاء (هه هه) قَوْله فَقلت هه هه حَتَّى ذهب نَفسِي بِفَتْح الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة هِيَ حِكَايَة صَوت المبهور من تَعب أَو حمل ثقل أَو جري الْهَاء مَعَ الْوَاو (هـ ود) قَوْله فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ قيل يعلمَانِهِ ذَلِك ويحملانه عَلَيْهِ وَقيل يكونَانِ سَبَب الحكم لَهُ فِي الدُّنْيَا بحكمهما مادام صَغِيرا والهوادة الْمُحَابَاة وَأَصله من التهويد وَهُوَ السّكُون أَي لَا يسكن وَيَقْضِي على ترك حق الله وَتقدم تَفْسِير الهودج (هـ ور) قَوْله حَتَّى تهور اللَّيْل أَي ذهب أَكْثَره وانهدم كَمَا ينهدم الْبناء وَمِنْه شفا جرف هار فانهار بِهِ أَي سقط وَيُقَال جرف هار بِالرَّفْع كَأَنَّهُ من هائر بترك الْهمزَة وَيُقَال توهر اللَّيْل أَيْضا بِتَقْدِيم الْوَاو مثل تهور وتهور الْبناء سقط (هـ ول) قَوْله خَنْدَقًا من النَّار وَهُوَ لَا أَي أمرا يهول وَيخَاف مِنْهُ وأصل التهول الْخَوْف (هـ وم) قَوْله لَا هام وَلَا صفر وَكَيف حَيَاة أصداء وهام الْهَام طَائِر يألف الْمَوْتَى والقبور وَهُوَ الصدأ أَيْضا وَهُوَ مِمَّا يطير بِاللَّيْلِ وَهُوَ غير البوم يُشبههُ وَكَانَت الْعَرَب تزْعم أَن الرجل إِذا قتل فَلم يدْرك بثاره خرج من هامته وَهُوَ أعلا رَأسه طَائِر يَصِيح على قَبره اسقوني فَأَنا عطشان حَتَّى يقتل قَاتله وأشعارهم فِي هَذَا كَثِيرَة وَقَالَ بَعضهم تخرج من رَأسه دودة فتنسلخ على طَائِر يفعل ذَلِك فَنهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

(هـ ون)

يحْتَمل أَنه عَن هَذَا وَإِلَيْهِ ذهب غير وَاحِد وَإِلَيْهِ نحا الْحَرْبِيّ وَأَبُو عبيد وَقَالَ مَالك فِي تَفْسِيره أَرَاهَا الطَّيرَة الَّتِي يُقَال لَهَا الهامة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يحْتَمل أَنه أَرَادَ التطير بهَا فَإِن الْعَرَب كَانَت تتطير بالطائر الْمُسَمّى الْهَام وَمِنْهُم من كَانَ يتيامن بِهِ وَإِلَى هَذَا ذهب شمر بن حمدوية وَحَكَاهُ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ أَبُو عبيد كَانَت الْعَرَب تزْعم أَن عِظَام الْمَوْتَى تصير هَامة تطير يسمون الطَّائِر الَّذِي يخرج من هَامة الْمَيِّت إِذا بلَى الصدأ (هـ ون) قَوْله فَمشى على هنيَّة بِكَسْر الْهَاء أَصله الْوَاو من الْهون بِالْفَتْح الرِّفْق والدعة يُقَال امْضِ على هنيتك وَهُوَ الرِّفْق والتثبت وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) الَّذين يَمْشُونَ على الأَرْض هونا (قيل بسكينة ووقار وَقَالَ شمر الهنية بِالْكَسْرِ والهون بِالْفَتْح الرِّفْق والدعة يُقَال امْضِ على هنيتك وَقَالَ بَعضهم الهوينا تَصْغِير الهونا بِالضَّمِّ وَهُوَ تَأْنِيث الْهون أَي الأرفق قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تمدح بالهين واللين مخففا لِأَنَّهُ عِنْده من الرِّفْق والتثبت وَقَالَ تذم بالهين واللين مثلا لِأَنَّهُ عِنْده من الْهون بِضَم الْهَاء وَهُوَ الهوان وَقد قيل أَيْضا بِالضَّمِّ من الرِّفْق قَالُوا وَمِنْه الهوينا وَقَالَ غَيره هما سَوَاء مُثقلًا ومخففا وَالْأَصْل فِيهِ التثقيل وَقَوله هوني عَلَيْك أَي حقري هَذَا الْأَمر وَلَا تعظميه (هـ وع) قَوْله يتهوع قَالَ فِي البارع تهوع الرجل وهاع يهوع بِمَعْنى وَهُوَ تكلّف الْقَيْء وهاع يهاع إِذا جَاءَهُ من غير تكلّف وَفِي الجمهرة هاع الرجل يهوع ويهاع إِذا قاء وَالِاسْم الهواع والهوع وَقَالَ أَبُو عبيد هاع يهاع إِذا تهوع (هـ وش) قَوْله إيَّاكُمْ وهيشاة الْأَسْوَاق بِفَتْح الْهَاء وَأَصله الْوَاو وَقد روى هُوَ شات بِالْوَاو وَقَالَ أَبُو عبيد الهوشة الْفِتْنَة والاختلاط هُوَ من الْقَوْم إِذا اختلطوا وقيدناه على أبي بَحر بِسُكُون الْيَاء وَقَيده التَّمِيمِي عَن الجياني بِفَتْحِهَا (هـ وى) قَوْله فهوى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أحبه بِكَسْر الْوَاو وَاسْتَحْسنهُ والهوى الْمحبَّة وَمِنْه قَوْله أَن رَبك يُسَارع فِي هَوَاك وَقَوله حَتَّى هويت إِلَى الأَرْض أَي سَقَطت يُقَال هويت إِذا سَقَطت بِفَتْح الْوَاو وَهوى أَيْضا بِمَعْنى هلك وَمَات وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فقد هوى وَزعم بَعضهم أَن صَوَاب هَذَا الْحَرْف أَهْوى إِلَى الأَرْض وكما جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي الوفات وَلم يقل شَيْئا إِنَّمَا يُقَال من السُّقُوط هوى وَمِنْه فَهُوَ يهوي فِي النَّار أَي ينزل سَاقِطا كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي الحَدِيث بِعَيْنِه فَهُوَ ينزل بهَا فِي النَّار لِأَن دركات النَّار إِلَى أَسْفَل فَهُوَ نزُول سُقُوط وَقيل أَهْوى من قريب وَهوى من بعيد وَقَوله فَجعل النِّسَاء يهوين بأيديهن إِلَى آذانهن أَي يتناولن ويأخذن ويملن بهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر يشرن وَكَذَلِكَ قَوْله أَهْوى ليَأْكُل وأهوت إِلَى حُجْرَتهَا وأهوى إِلَى الْحَصْبَاء وأهوى ليسجد وأهويت بيَدي إِلَى كِنَانَتِي يُقَال أَهْوى بِيَدِهِ وأهوى يَده للشَّيْء تنَاوله وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال هوى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ وأهوى أماله إِلَيْهِ وَمِنْه فَأَهْوَيْت نَحْو الصَّوْت أَي ملت وَمِنْه أَهْوى يَده إِلَى الضَّب وَمِنْه يهوى بالصخرة لرأسه وَمِنْه فِي حَدِيث الْإِفْك وَهوى حَتَّى أَنَاخَ أَي أسْرع وَعند الْأصيلِيّ أَهْوى أَي مَال وَيكون أَيْضا أسْرع وَمِنْه قَوْله حَتَّى أهويت لأناولهم أَي أملت يَدي أسقيهم وَقَوله حَتَّى يهوى بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْوَاو والهوى والهوى بِالْفَتْح وَالضَّم الْمُضِيّ والإسراع وأهوت النَّاقة والوحشية أسرعت وَمِنْه قَوْله تهوى بِهِ الرّيح أَي تمر بِهِ فِي سرعَة وَفِي حَدِيث الْبراق ثمَّ انْطلق يهوى بِهِ مِنْهُ أَي أسْرع وهوت الْعقَاب انْقَضتْ على الصَّيْد فَإِذا راوغته قيل أهوت لَهُ وَيُقَال فِي الصعُود والهبوط هوى يهوي هوى بِالْفَتْح إِذا هَبَط وَهُوَ يَا بِالضَّمِّ إِذا صعد وَلم

فصل الاختلاف والوهم

يفرق بَينهمَا صَاحب الْعين وجعلهما لغتين وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال هُوَ الطَّائِر ترفق فِي انقضاضه والنجم أسْرع فِي انكداره وَالدَّوَاب فِي سَيرهَا بِاللَّيْلِ والهوى والهوى قِطْعَة من اللَّيْل بِفَتْح الْهَاء وَضمّهَا وَكسر الْوَاو وَشد الْيَاء. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب من بنى بِامْرَأَة وَهِي بنت تسع سِنِين كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ وَهُوَ ابْن تسع سِنِين وَهُوَ خطأ وَقَوله فَمَكثْنَا على هينتنا بِكَسْر الْهَاء وَفتح النُّون وَقد فسرناه كَذَا لأبي ذَر ولكافة الروَاة هيئنا بِفَتْحِهَا مَهْمُوز مَكَان النُّون وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فَمَا زَالَ يسير على هينته بِكَسْر الْهَاء وَالنُّون مثل مَا تقدم وَرَوَاهُ بَعضهم هُنَا هَيْئَة بِفَتْحِهَا وهمزة وَالصَّوَاب هُنَا الْوَجْه الأول وَفِي بَاب مسح الْحَصْبَاء رَأَيْت عبد الله بن عمر إِذا أَهْوى ليسجد كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا وَفِي أصولهم وَفِي بعض الرِّوَايَات عِنْد غَيرهم إِذا هوى وَكَذَا رَأَيْته فِي غير رِوَايَة يحيى وَهُوَ الْوَجْه على مَا تقدم وَمَعْنَاهُ مَال وَفِي حَدِيث الْمُتْعَة فِي مُسلم فَقَالَ ابْن أبي عمْرَة مهلا قَالَ مَا هِيَ كَذَا الرِّوَايَة عِنْد الكافة قَالَ بَعضهم صَوَابه قَالَ مَا مهل وَهَذَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَالرِّوَايَة صَحِيحَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَي مَا هِيَ الْمُتْعَة أَو مَا يُنكر مِنْهَا وَقَوله فِي حَدِيث الحديات وَهُوَ ذَا هُوَ كَذَا الرِّوَايَة فِيهِ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هَذَا قَول الْحِجَازِيِّينَ وَهُوَ خطأ وَكَلَام الْعَرَب هَا هُوَ ذَا وَقَوله فِي الَّذِي يصبح حنبا كَذَلِك حَدثنِي الْفضل بن عَبَّاس وَهُوَ أعلم كَذَا للمروزي والجرجاني وَأبي ذَر وَعَامة الروَاة وَفِي رِوَايَة ابْن السكن وَهن أعلم وَهُوَ الصَّوَاب يَعْنِي أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَهُوَ بَين فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقَوله مَا لنا طَعَام إِلَّا الحبلة وَهَذَا السمر كَذَا عِنْد التَّمِيمِي والطبري وَعند عَامَّة رُوَاة مُسلم وَهُوَ السمر وَعند البُخَارِيّ وورق السمر وَالصَّوَاب قَول من قَالَ وَهُوَ لِأَن الحبلة ثَمَر السمر وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي بَابه وَقَوله اخسا أَن يكن هُوَ فَلَنْ تسلط عَلَيْهِ وَإِن لم يكن هُوَ كَذَا فِي الْأُصُول لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ أَن يكنه فيهمَا وَهُوَ الْوَجْه وَفِي بَاب إِلْقَاء النَّوَى قَالَ شُعْبَة هُوَ ظَنِّي وَهُوَ فِيهِ إِن شَاءَ الله كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي وهم فِيهِ وَهُوَ خطأ وتصحيف وَالصَّوَاب الأول الْهَاء مَعَ الْيَاء (هـ ي ب) قَوْله تهبنني وَلَا تهبن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي توقرنني عَن اللّعب بحضرتي والهيبة وَالْوَقار والمكانة من النُّفُوس فِي التَّعْظِيم (هـ ي ج) قَوْله فِي خامة الزَّرْع حَتَّى تهيج أَي تَجف وتيبس قَالَ الله تَعَالَى ثمَّ يهيج فتراه مصفرا وَقَوله وهاجت السَّمَاء فمطرنا وَقَوله وَمَا يهيجهم على ذَلِك شَيْء أَي مَا يُحَرك عَلَيْهِم شرا هاج الشَّرّ وهاجه النَّاس ثلاثي كُله (هـ ي ل) قَوْله فَصَارَ كثيبا أهيل أَي سيالا ككثيب الرمل يُقَال تهيل الرمل وانهال إِذا سَالَ وهلته أهيله إِذا نثرت الشَّيْء وصببته وهيلته أَرْسلتهُ إرْسَالًا فَجرى وَمِنْه كيلوا وَلَا تهيلوا وأهلته لُغَة أَيْضا (هـ ي م) قَوْله بَاعَ أبلا هيما وَشِرَاء الْإِبِل الهيم هِيَ الَّتِي أَصَابَهَا الهيام وَهُوَ دَاء الْعَطش لَا تروى من المَاء بِضَم الْهَاء وَاسم الْفِعْل مِنْهُ هياما بِكَسْرِهَا وَقد قيل أَنه معنى قَوْله تَعَالَى شرب الهيم وَقيل فِي الْآيَة غير هَذَا وَقيل هُوَ دَاء يكون مَعَه الجرب وَلِهَذَا ترْجم البُخَارِيّ عَلَيْهِ شِرَاء الْإِبِل الهيم والأجرب وَيدل عَلَيْهِ قَوْله ابْن عمر حِين تبرا إِلَيْهِ بَائِعهَا من عيبها قَالَ فرضيه بِقَضَاء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا عدوى وَفِي كتاب البُخَارِيّ فِي بَاب غَزْوَة الخَنْدَق فَعَاد كثيبا أهيل أَو أهيم بِالْمِيم وَاللَّام على الشَّك وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى هيال الرمل الَّذِي ينهال وَلَا يتماسك وَكَذَا هيامه قَالَه أَبُو زيد قَوْله

فصل مشكل المواضع وتقييدها

ففلق بِهِ هام الْمُشْركين أَي رُءُوسهم وَهَامة كل حَيَوَان رَأسه مخفف الْمِيم (هـ ي ع) قَوْله كلما سمع هيعة طَار إِلَيْهِ بِفَتْح الْهَاء قَالَ أَبُو عبيد هِيَ صَيْحَة الْفَزع وَالْخَوْف من الْعَدو قَالَ أَبُو عبيد الهايعة الصَّوْت الشَّديد (هـ ي ش) قَوْله هيشات الْأَسْوَاق أَي اختلاطها وَيُقَال هُوَ شَاة وَقد ذَكرْنَاهُ (هـ ي هـ) قَوْله هيه وَهِي يَابْنَ الْخطاب استطعام للْحَدِيث قَالَ ثَابت تَقول للرجل إِذا استزدته هيه وأيه وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي الْألف أول الْكتاب وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة وسألوها عَن المَاء فَقَالَت هَيْهَات هَيْهَات هِيَ كلمة بِمَعْنى الْبعد وَفِيه لُغَات وَقد ذَكرنَاهَا فِي حرف الْألف. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَمَكثْنَا على هيئتنا كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر وهينتنا وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَفِي الدّفع من الْمزْدَلِفَة فمازال يسير على هينته مثله كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَفِي رِوَايَة هَيْئَة والهيئة الرِّفْق والتثبت وَهُوَ أوجه فِي هاذين الْحَدِيثين من الهيئات فصل مُشكل الْمَوَاضِع وتقييدها (هرشي) بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الرَّاء مَقْصُور وشين مُعْجمَة جبل من جبال تهَامَة على طَرِيق الشَّام وَالْمَدينَة قرب الْجحْفَة (هجر) مَدِينَة مَشْهُورَة بِالْيمن وَهِي قَاعِدَة الْبَحْرين بِفَتْح الْهَاء وَالْجِيم وَقيل فِيهَا لهجر وَجَاء ذَلِك فِي الْهِجْرَة بِالْألف وَاللَّام وَبَينهَا وَبَين الْبَحْرين عشر مراحل (الهداة) بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الدَّال مَهْمُوز كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي قتل عَاصِم قَالَ وَهِي بَين عسفان وَمَكَّة وَكَذَا ضَبطه الْبكْرِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم يُقَال لموْضِع بَين مَكَّة والطائف الهداة وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ هدوى قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل عِيَاض رَحمَه الله وَهَذَا الْموضع غير الهداة ذَكرْنَاهُ لَيْلًا يتَوَهَّم فِيهِ مَا قَالَه أَبُو حَاتِم وَيُقَال فِي هَذَا أَيْضا الهدة بِضَم الْهَاء فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف هدبة بن خَالِد بِضَم الْهَاء وَهُوَ هداب بن خَالِد بِفَتْح الْهَاء وَتَشْديد الدَّال وَآخره بَاء بِوَاحِدَة اسْمه هدبة وهداب لقب وهزال بتَشْديد الزَّاي وَهَبَّار بن الْأسد بتَشْديد الْبَاء وَآخره رَاء وَهَمَّام وَأَبُو همام وَابْن همام بتَشْديد الْمِيم وكل هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْهَاء وهشيم بن بشير بِضَم الْهَاء وَكَذَلِكَ هريم بن سُفْيَان وبراء غير مُعْجمَة لَا غير وَكَذَلِكَ هريم بن عبد الله الْأَسدي وَابْن هُبَيْرَة بِفَتْح الْبَاء وَرَبِيعَة بن عبد الله ابْن الهدير بِضَم الْهَاء وَفتح الدَّال وَآخره رَاء وهنيا صَاحب حَدِيث الْحمى بِفَتْح النُّون بعْدهَا يَاء مُشَدّدَة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وهزيلة بنت الْحَارِث بِفَتْح الزَّاي كل هَؤُلَاءِ بِضَم الْهَاء وَكَذَلِكَ كسْرَى بن هُرْمُز بِضَم الْهَاء وَالْمِيم وَآخره زَاي والهرمزان اسْم بعض قواده مثنى مِنْهُ وهدد بن بدد بِضَم أول الاسمين وَفتح الثَّانِي ودالين غير معجمتين ذكره فِي حَدِيث الْخضر وهالة بنت خويلد بِفَتْح اللَّام وَابْن الْهَادِي وَوَقع عِنْد أَكثر شُيُوخ الموطا بِغَيْر يَاء وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَالْأول الصَّوَاب وهقل بن زِيَاد بِكَسْر الْهَاء وَسُكُون الْقَاف وَكَذَلِكَ هِرقل بِكَسْر الْهَاء وَفتح الرَّاء وَسُكُون الْقَاف وَمُسلم بن هَيْصَم بصاد مُهْملَة وهاء مَفْتُوحَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم هزيل بن شُرَحْبِيل كَذَا لَهُم بِضَم الْهَاء وَفتح الزَّاي بعْدهَا وَعند الطَّبَرِيّ والمهلب هُذَيْل وَهُوَ خطأ وَلَيْسَ فِيهَا بالزاي سواهُ وَفِي حَدِيث خُرُوج الْخَطَايَا مَعَ الْوضُوء نَا مُحَمَّد بن معمر بن ربعي الْقَيْسِي نَا أَبُو هَاشم المَخْزُومِي عَن عبد الْوَاحِد بن زِيَاد كَذَا لَهُم وَعند السجْزِي نَا أَبُو هِشَام وَكَذَا فِي كتاب ابْن عِيسَى وَقد قيل قَالَ البُخَارِيّ أَبُو هِشَام الْمُغيرَة ابْن سَلمَة المَخْزُومِي سمع عبد الْوَاحِد بن زِيَاد وَكَذَا ذكره الْحَاكِم فِي رجال مُسلم وكناه بِأبي هِشَام وَذكره الْبَاجِيّ فِي رجال

فصل مشكل الأنساب

البُخَارِيّ وكناه بِأبي هَاشم فِي بَاب فَضَائِل فَاطِمَة أَن بني هِشَام بن الْمُغيرَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء بني هَاشم وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب بيعَة الرضْوَان مُسلم نَا رِفَاعَة بن الْهَيْثَم قَالَ أَنا خَالِد يَعْنِي الطَّحَّان كَذَا لجميعهم وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ بَعضهم رِفَاعَة بن الْقَاسِم وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب تَسْمِيَة بزَّة نَا عَمْرو النَّاقِد نَا هَاشم بن الْقَاسِم حَدثنَا اللَّيْث كَذَا الصَّحِيح وَكَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَعند بعض شُيُوخنَا فِيهِ حَدثنَا هِشَام بن الْقَاسِم وَهُوَ وهم وَفِي بَاب صَلَاة الْقَاعِد نَا ابْن علية عَن الْوَلِيد بن هِشَام كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَرِوَايَة الْجَمَاعَة ابْن أبي هِشَام قَالَ الجياني وَهُوَ الصَّحِيح فِي بَاب يقل الرِّجَال نَا حَفْص بن عمر الحوضي نَا هِشَام عَن قتاة كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ والنسفي والهروي وَعند الْأصيلِيّ نَا همام بِالْمِيم قَالَ الْأصيلِيّ عِنْد بعض أَصْحَابنَا عَن أبي زيد هِشَام وَمَا أرَاهُ إِلَّا صَحِيحا وَفِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة عِنْد مُسلم نَا رِفَاعَة بن الْهَيْثَم كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم ابْن الْقَاسِم وَهُوَ وهم وَفِي التَّفْسِير قَوْله ويدرا عَنْهَا الْعَذَاب أَن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته قَالُوا وَهُوَ وهم من هِشَام بن حسان لم يقلهُ غَيره وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف عُوَيْمِر الْعجْلَاني وَفِي بَاب الْمُطلقَة ثَلَاثًا تتَزَوَّج نَا أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام بن سعد عَن أَبِيه كَذَا عِنْد أبي بَحر عَن العذري وَسقط ابْن سعد لغيره وسقوطه الصَّوَاب إِنَّمَا هُوَ هِشَام ابْن عُرْوَة وَفِي بَاب نَفَقَة الْمُطلقَة أَن مُعَاوِيَة وَأَبا جهم بن هِشَام كَذَا عِنْد يحيى وَابْن الْقَاسِم وَهُوَ وهم وَسَائِر الروَاة لَا ينسبونه وَيَقُولُونَ أَبُو جهم فَقَط وَلَا يعرف فِي الصَّحَابَة أَبُو جهم بن هِشَام وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو جهم بن حُذَيْفَة وَطرح ابْن وضاح ابْن هِشَام من رِوَايَة يحيى وَفِي بَاب الصَّلَاة قَاعِدا نَا إِسْمَاعِيل بن علية عَن الْوَلِيد ابْن أبي هَاشم عَن أبي بكر بن مُحَمَّد كَذَا للرواة وَفِي كتاب ابْن الْحذاء ابْن هِشَام قَالَ الجياني كَذَا رده وَوهم فِيهِ وَالصَّوَاب الأول وَهِي رِوَايَة الجلودي وَابْن ماهان وَهُوَ مولى عُثْمَان بن عَفَّان مكي والوليد بن هِشَام شَامي معيطي من رُوَاة مُسلم فصل مُشكل الْأَنْسَاب الْهَمدَانِي بِسُكُون الْمِيم ودال مُهْملَة فِيهَا جمَاعَة مِنْهُم من نصت على أنسابهم فَذَلِك منسوبون إِلَى قبيل من هَمدَان مِنْهُم مرّة الْهَمدَانِي والْحَارث الْأَعْوَر وَالضَّحَّاك المشرقي وَابْن نمير الْهَمدَانِي وَأَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء فِي آخَرين وعَلى الْجُمْلَة فَلَيْسَ فِيهَا بِغَيْر هَذَا الضَّبْط من نَص على نسبه وَإِن كَانَ فِيهَا أَسمَاء جمَاعَة مِمَّن ينْسب إِلَى همذان بِفَتْح الْمِيم والذال الْمُعْجَمَة مَدِينَة من بِلَاد الْجَبَل لَكِن لم تقع أنسابهم منصوصة فِيهَا فَلم نذْكر ذَلِك على شرطنا لَكِن جَاءَ فِي البُخَارِيّ نَا أَبُو فَرْوَة مُسلم بن سَالم الْهَمدَانِي كَذَا نسبه فِي جَمِيع النّسخ وَضَبطه الْأصيلِيّ بِسُكُون الْمِيم نِسْبَة إِلَى الْقَبِيل وَوَجَدته فِي بعض نسخ النَّسَفِيّ بِفَتْح الْمِيم وبذال مُعْجمَة نسبه إِلَى الْبَلَد وَإِنَّمَا نسبه نهدي وَيعرف بالجهني كَذَا قَالَه البُخَارِيّ وبالجهني يعرف لِأَنَّهُ كَانَ نازلا فيهم وَأما أَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي فَغَيره هُوَ أَبُو فَرْوَة الْأَكْبَر الْهَمدَانِي اسْمه عُرْوَة بن الْحَارِث وَفِي سَنَد شُيُوخنَا عَن البُخَارِيّ أَحْمد بن صَالح الْهَمدَانِي عَن الْفربرِي هَذَا مَنْسُوب إِلَى الْمَدِينَة وَيحيى بن يزِيد الهناءي بِضَم الْهَاء وَنون مَمْدُود وَآخره همزَة وَفِي بعض شُيُوخ مُسلم الْهَرَوِيّ مِنْهُم أَحْمد بن أبي رَجَاء الْهَرَوِيّ بِفَتْح الْهَاء وَالرَّاء الْمُهْملَة وَمثله أَبُو ذَر عبد ابْن أَحْمد الْهَرَوِيّ الْحَافِظ أحد رُوَاة كتاب البُخَارِيّ مَشْهُور وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ وَفِي سندنا عَن مُسلم أَيْضا الْهَوْزَنِي

حرف الواو مع سائر الحروف

وَرُبمَا اشْتبهَ بِهِ وَهُوَ أَبُو حَفْص عمر بن الْحسن الأشبيلي وهوزن قبيل نَا عَنهُ بِالْكتاب من شُيُوخنَا من ذَكرْنَاهُ أَوله حرف الْوَاو مَعَ سَائِر الْحُرُوف الْوَاو مَعَ الْهمزَة (وَاد) ذكر فِي الحَدِيث فِي الْعَزْل ذَاك الوأد الْخَفي بِسُكُون الْهمزَة وَفِيه نهى عَن وأد الْبَنَات وَهُوَ قتلهن كَمَا كَانَت الْعَرَب تفعل ذَلِك غيرَة وأنفة أَو تَخْفِيفًا للمؤنة وَمِنْه قَول الله تَعَالَى) وَإِذا الموؤودة سُئِلت بِأَيّ ذَنْب قتلت (وَقَالَ تَعَالَى) وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم خشيَة إملاق (وأصل الوأد دفنهن أَحيَاء وَشبه الْعَزْل بِهِ لِأَنَّهُ إبِْطَال للْوَلَد كَمَا قَالَ فِي الرِّيَاء الشّرك الْأَصْغَر (واه ا) وَقَوله واها لريح الْجنَّة كلمة تشوق واستطابة وَقَوله وإهاله قيل هُوَ بِمَعْنى الاستهانة للشَّيْء وَقيل بِمَعْنى التَّعَجُّب وويها بِمَعْنى الإغراء وَقد مر فِي الْهمزَة (واي) قَوْله من كَانَ لَهُ عِنْد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأي أَو عدَّة وَمَا لم يكن واي وَشرط الواي الْعدة الْمَضْمُونَة وَقيل الواي الْعدة من غير تَصْرِيح وَالْعدة التَّصْرِيح بِالْعَطِيَّةِ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير الْكَهْف وأل يئل نجا ينجوا انتقده بَعضهم وَقَالَ صَوَابه لَجأ يلجأ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كِلَاهُمَا صَوَاب وَمَا قَالَه البُخَارِيّ صَحِيح قَالَ فِي الجمهرة وأل الرجل يئل مثل وجد يجد إِذا نجى فَهُوَ وَائِل وَقَالَ مثله فِي الغربيين قَالَ وَبِه سمى الرجل وائلا وَكَذَا صححنا هَذَا التَّفْسِير على شَيخنَا أبي الْحُسَيْن رَحمَه الله قَالَ أَبُو بكر وَتقول لَا والت إِن والت أَي لَا نجوت أَن نجوت وَقَالَ فِي الغربيين فوألنا إِلَى حراء أَي لجانا وَبِهَذَا التَّفْسِير فسر الْكَلِمَة وَصَاحب الْعين وَبِه فسر الْآيَة مكي لَا غير وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال والت إِلَى الشَّيْء لجأت إِلَيْهِ والموئل الملجأ وَلَا وأل من كَذَا أَي نجا وَالله سُبْحَانَهُ أعلم الْوَاو مَعَ الْبَاء (وب ا) قَوْله أَن الوباء وَقع بِالشَّام مَهْمُوز مَقْصُور وَقَوله الْمَدِينَة وبئة مِنْهُ يُقَال وبئت الأَرْض توبأ على مَا لم يسم فَاعله فَهِيَ موبوءة وَهِي وبيئة مثل مَرِيضَة وَكَذَا إِذا كثر مَرضهَا والوبأ الْمَرَض وَيُقَال وبثت الأَرْض بِكَسْر الْبَاء تيبأ بِكَسْر التَّاء وأوبات أَيْضا فَهِيَ موبئة ووبئة مَقْصُور مثل غرقة (وب ر) قَوْله وَاعجَبا لَو برتد لي علينا بِفَتْح الْوَاو وَأكْثر الرِّوَايَات فِيهِ بِسُكُون الْبَاء وَهِي دويبة غبراء وَقيل بَيْضَاء على قدر السنور حَسَنَة الْعَينَيْنِ من دَوَاب الْجبَال قَالَه احتقار لَهُ وَضَبطه بَعضهم وبر بِفَتْح الْبَاء وتأوله من الْوَبر جمع وبرة وَهُوَ صوف الْإِبِل تحقيرا لَهُ كشان الْوَبرَة الَّتِي لَا خطر لَهَا وَتَأَول قدوم ضان على ضان قادمة وَهَذَا تكلّف وَالْأول أشهر وأوجه وَقَوله وَتَنَاول وبرة هَذَا بِفَتْح الْبَاء من وبر الْإِبِل وَكَذَا قَوْله الْفَخر وَالْخُيَلَاء فِي أهل الْوَبر يُرِيد أَصْحَاب الْإِبِل قيل يُرِيد ربيعَة وَمُضر (وب ل) قَوْله مطر وإبل هُوَ الْمَطَر الْعَظِيم الْقطر جمع وبل مثل سَافر وسفر وراكب وَركب يُقَال مِنْهُ وبلت السَّمَاء وأوبلت وَأما الوبال فالمكروه وَسُوء العقبى (وب ص) قَوْله وبيص خَاتمه ووبيص الطّيب فِي مفرقه ووبيص سَاقيه أَي بريقهما وبياضهما يُقَال وبص الشَّيْء وبيصا وبص بصيصا بِمَعْنى برق (وب ق) قَوْله الموبقات أَي المهلكات وموبقها مهلكها وَمِنْهُم من يوبق بِعَمَلِهِ والموبق بِعَمَلِهِ وبذنوبه أَي المعاقب الْمَحْبُوس بهَا قَالَ الله تَعَالَى أَو يوبقهن بِمَا كسبوا أَي يحبسهم وَيكون الموبق المعاقب المهلك يُقَال مِنْهُ وبق يبْق إِذا هلك وَقد ذكرنَا فِي حرف الْبَاء الِاخْتِلَاف فِي هَذَا الْحَرْف (وب ش) قَوْله أَن قُريْشًا وبشت لِحَرْب رَسُول الله

فصل الاختلاف والوهم

(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أوباشا بشد الْبَاء أَي جمعت جموعا من قبائل شَتَّى وهم الأوباش والأشواب أَيْضا وَمِنْه هَل ترَوْنَ أوباش قُرَيْش قَالَ ابْن دُرَيْد هم الأخلاط من النَّاس السفلة وَقد غلطوا ابْن مكي قي قَوْله أَنه يَقع على الْجُمُعَات من قبائل شَتَّى وان كَانَ فيهم رءوساء وأفاضل وَقَالُوا إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي مَوضِع الذَّم والاحتقار. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي بَاب التَّوْبَة نزل منزلا وَبِه مهلكة كَذَا لجميعهم فِي البُخَارِيّ هُنَا وَصَوَابه مَا فِي مُسلم منزلا دوية مهلكة وَالْأول تَصْحِيف وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال الْوَاو مَعَ التَّاء (وت ر) قَوْله إِن الله وتر يحب الْوتر الْوتر الْفَرد وَالله تعلى وَاحِد لَا ثَانِي لَهُ فِي ملكه وَلَا سُلْطَانه وَهُوَ وَاحِد فِي أَنه لَا شريك لَهُ وَوَاحِد فِي أَنه لَا مشبه لَهُ وَوَاحِد فِي أَنه لَا يقبل الانقسام وَيُحب الْوتر أَي يثيب على مَا حد مِنْهُ وَيُرِيد فعل مَا حَده من الْعِبَادَات وَمِنْه قَوْله أوتروا ويفضل كَونه على ذَلِك وَقيل ذَلِك رَاجع إِلَى ذكر أَسْمَائِهِ الَّتِي ذكر أول الحَدِيث تِسْعَة وَتسْعُونَ وَله فضل الْوتر فِيهَا ليدل على الوحدانية وَقيل ذَلِك رَاجع إِلَى صفة من يعبد الله بالوحدانية وَالْإِخْلَاص وَلَا يُشْرك مَعَه أحدا وَالْعرب تَقول فِي الْوَاحِد وتر ووتر بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَقد قرئَ بهما جَمِيعًا قَالَ الْحَرْبِيّ أهل الْحجاز يَقُولُونَهُ بِالْفَتْح فِي الْعدَد وَفِي الرجل بِالْكَسْرِ وَتَمِيم وَبكر وَقيس يَقُولُونَ بِالْكَسْرِ وَحكى الْوَجْهَيْنِ فيهمَا قَوْله إِذا استجمرت فأوتر ي ليكن عَددهَا وترا وَصَلَاة الْوتر من هَذَا لكَونهَا رَكْعَة عِنْد الْحِجَازِيِّينَ أَو ثَلَاثًا عِنْد الْعِرَاقِيّين وَبَعض الْحِجَازِيِّينَ وَبِكُل حَال فعددها فَرد وَقَوله فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله أَي نقص يُقَال وترته أَي نقصته وَقيل مَعْنَاهُ أَصَابَهُ مَا يُصِيب الموتور وَقَالَ ملك مَعْنَاهُ ذهب بهم انتزعوا مِنْهُ وَقيل أُصِيب بهم إِصَابَة يطْلب فِيهَا وترا يجْتَمع عَلَيْهِ غمان غم الْمُصِيبَة وغم الطّلب ومقاساته وَأَهله وَمَاله مَنْصُوب على الْمَفْعُول الثَّانِي وعَلى من فسره بِذَهَب يَصح رفعهما على مَا لم يسم فَاعله وَقَوله فَإِن الله لن يتْرك من عَمَلك شَيْئا بِكَسْر التَّاء وَفتح الرَّاء مُسْتَقْبل وتر أَي لن ينْقصك قَالَ الله تَعَالَى وَلنْ يتركم أَعمالكُم وَيكون بِمَعْنى يظلمك يُقَال وتره إِذا ظلمه وَقَوله قلدوا الْخَيل وَلَا تقلدوها الأوتار قيل مَعْنَاهُ جمع وتر من الذحل أَي لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الأوتار وَهِي الذحول كَمَا كَانَت تَفْعَلهُ الْجَاهِلِيَّة وَقيل لَا تقلدوها أوتار القسي فتنخنق بهَا مهما رعت وعلقت بغص وَهُوَ تَأْوِيل مُحَمَّد بن الْحسن وَقيل مَعْنَاهُ الْعين وَهُوَ تَأْوِيل ملك وَمِنْه لَا تبقين فِي رَقَبَة بعير قلادة من وتر إِلَّا قطعت على أحد التَّأْويلَيْنِ وَقَوله فِي قَضَاء رَمَضَان أحب إِلَيّ أَن يواتر يَعْنِي يوالي ويتابع قَالَ الْأَصْمَعِي لَا تكون المواترة متواصلة حَتَّى يكون بَينهمَا شَيْء وَلِهَذَا ذهب بَعضهم إِلَى أَن معنى قَول ابْن مَسْعُود ويواتر قَضَاء رَمَضَان أَن يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ويومين وَاحْتج أَيْضا بقوله فِي حَدِيث آخر لَا بَأْس أَن يواتر قَضَاء رَمَضَان فَدلَّ أَنه أَرَادَ تفريقه إِذْ لَا يخْتَلف فِي جَوَاز مُتَابَعَته قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى مَا قَالَه الْأَصْمَعِي فِي المواترة إِنَّهَا لَا تكون مُوَاصلَة حَتَّى يكون بَينهَا شَيْء من تَفْرِيق فَصَحِيح لَكِن هَذَا مَوْجُود فِي مُتَابعَة الصَّوْم ومواترته على مَا قَالَه مَالك وَغَيره لِأَن فطر اللَّيْل فرق بَين صَوْم الْيَوْمَيْنِ وَلَا يُقَال لمن وَاصل وَلم يفْطر واتر وَمِنْه قَوْله جَاءَت الْخَيل تترا إِذا جَاءَت متقطعة كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) ثمَّ أرسلنَا رسلنَا تترا (أَي شَيْئا بعد شَيْء مُتَقَارِبَة الْأَوْقَات. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي الْمُوَطَّأ فِي المساقات بِعَين واتنة غزيرة ثمَّ قَالَ الواتنة الثَّابِت مَاؤُهَا

فصل الاختلاف والوهم

الَّذِي لَا يغور وَلَا يَنْقَطِع كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَابْن عتاب بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بعْدهَا نون وَكَذَا كَانَ عِنْد الطلمنكي ولسائر الروَاة واثنة بثاء مُثَلّثَة وهما صَحِيحَانِ وَالْأَشْهر الأول وبالوجهين قَرَأَهَا ابْن بكير وَالْمَاء الدَّائِم وتن يتن دَامَ ووتن الرجل بِالْمَكَانِ أَقَامَ قَالَ ابْن دُرَيْد وَقَالَ قوم فِيهِ وثن بالثاء مثل وتن وَلَيْسَ يثبت وَقَوله لَا تبقين فِي رَقَبَة بعير قلادة من وتر كَذَا عِنْد يحيى عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا وَعند القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَعند مطرف وبر بِالْبَاء وَحكى بَعضهم أَنَّهَا رِوَايَة يحيى وَعند ابْن بكير وَبرا ووتر على الشَّك من ابْن بكير وَفِي نُسْخَة عَنهُ إِسْقَاط اللَّفْظَة الْوَاو مَعَ الثَّاء (وثا) قَوْله وثيت رجْلي على مَا لم يسم فَاعله مثل كسرت والوثؤ بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الثَّاء وَآخره مَهْمُوز وصم يُصِيب الْعظم لَا يبلغ الْكسر (وث ب) قَوْله وثب قَائِما أَي نَهَضَ للْقِيَام بِسُرْعَة وَقَوله اتخشى أَن أثب عَلَيْك أَي القي نَفسِي عَلَيْك وانهض إِلَيْك وَقَوله وَثَبت إِلَيْهِ أَي نهضت بِسُرْعَة وَقَوله وهموا أَن يتواثبوا أَي ينْهض بَعضهم لقِتَال بعض وضرابه وَقَوله وَهُوَ يثب فِي الدرْع أَي يمشي فِيهَا بِقُوَّة وطاقة وينزوا فِي مَشْيه (وث ر) نهى عَن المياثر وَعَن ميثرة الأرجوان بِكَسْر الْمِيم غير مَهْمُوز قَالَ الْحَرْبِيّ عَن ابْن الْأَعرَابِي هِيَ كالمرفقة تتَّخذ كصفة السرج قَالَ الْحَرْبِيّ إِنَّمَا نهى عَنْهَا إِذا كَانَت حمرا وَذكر البُخَارِيّ عَن عَليّ أَنَّهَا كأمثال القطائف يضعونها على الرّحال وَذكر عَن بُرَيْدَة أَنَّهَا كجلود السبَاع وَهَذَا عِنْدِي وهم إِنَّمَا يجب أَن يرجع هَذَا على تَفْسِير النمور وَقَالَ غَيره هِيَ غشاء السُّرُوج من الْحَرِير وَقَالَ النَّضر هِيَ مرفقة محشوة ريشا أَو قطا تجْعَل فِي وَاسِطَة الرحل وَقيل روج تتَّخذ من الديباج والميثرة أَيْضا الحشية وَهِي الْفراش المحشو ويأوها منقلبة عَن وَاو وَأَصلهَا من الشَّيْء الوثير وَهُوَ الْوَطْء وَقد قَالُوا فِي مَعْنَاهَا مواثر أَيْضا على الأَصْل (وث ن) ذكر فِيهَا الْأَوْثَان والوثن قيل الْأَوْثَان الْأَصْنَام وَقَالَ نفطويه مَا كَانَ صُورَة من حِجَارَة أَو جص أَو غَيره فَهُوَ وثن قَالَ الْأَزْهَرِي مَا كَانَ لَهُ جثة ينحت وَينصب فَهُوَ وثن وَمَا كَانَ صُورَة بِغَيْر جثة فَهُوَ صنم (وث ق) ذكر الْمِيثَاق وتواثقنا على الْإِسْلَام وَأخذ مواثيقهم الْمِيثَاق الْعَهْد وَأَصله موثاقا وَهُوَ بِمَعْنى الِاسْتِحْلَاف والموثق من ذَلِك وَقَوله فَمر بِهِ وَهُوَ فِي وثاق أَي فِي ثقاف والوثاق بِالْفَتْح كل مَا أوثقت بِهِ شَيْئا قَالَ الله تَعَالَى) فشدوا الوثاق (. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي حَدِيث كَعْب حَتَّى تواثقنا على الْإِسْلَام كَذَا لرواة الصَّحِيحَيْنِ كلهم إِلَّا الْجِرْجَانِيّ فَعنده توافقنا من الْمُوَافقَة وَقد فسرناه الْوَاو مَعَ الْجِيم (وَج ا) قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاء بِكَسْر الْوَاو مَمْدُود هُوَ نوع من الخصاء قيل هورض الانثيين وَقيل غمز عروقهما والخصاء شقّ الخصيتين واستيصالهما والجب قطع ذَلِك بشفرة محماة من أَصله شبه مَا يقطع الصَّوْم من النِّكَاح وَيكسر من غلمته بذلك لِأَنَّهُ إِذا صنع بالفحل انْقَطع ذَلِك عَنهُ وَقَوله فَوَجَأْت فِي عُنُقهَا أَي دفعت فِيهِ وَهُوَ كالطعن فِيهِ بِالْيَدِ وَمِنْه وجأه بالخنجر وَغَيره وَقَالَ الْخَلِيل وجأه ضرب عُنُقه وَمِنْه قَوْله ويجابها وَمِنْه يتوجا بهَا فِي بَطنهَا أَي يطعن ويشق وَقَوله فِي الثَّمر فليجاهن بنواهن أَي يدقهن (وَج ب) قَوْله فَإِذا وَجب فَلَا تبكين باكية فسره فِي الحَدِيث إِذا مَاتَ وَقَوله فقد أوجب وأوجبوا أَي وَجَبت لَهُ الْجنَّة أَو النَّار وموجبات رحمتك أَي مَا أوجب الله عَلَيْهِ الْجنَّة وَكَذَلِكَ مُوجبَات نقمتك وَإِن صَاحب النَّار أوجب أَي كسب خَطِيئَة يسْتَوْجب بهَا عُقُوبَة

(وج د)

النَّار قَالَ أَبُو عبيد هَذَا من أعجب مَا يَجِيء من الْكَلَام يُقَال للرجل قد أوجب وللحسنة والسيئة قد أوجبت وَقَوله فِي الَّذِي قَرَأَ قل هُوَ الله أحد وَجَبت فسره فِي الحَدِيث وَجَبت لَهُ الْجنَّة وَفِي الْمَيِّت الَّذِي أثنى عَلَيْهِ وَجَبت قيل الْجنَّة وَقيل الشَّهَادَة الَّتِي شهِدت لَهُ وَمثله فِي الَّذِي أثنى عَلَيْهِ بشر وَقَوله إِذا سمع وجبة وسمعتم وجبتها بِسُكُون الْجِيم هِيَ صَوت الْوَقْعَة والهدة وَقيل مَعْنَاهُ سُقُوطهَا من قَوْله فَإِذا وَجَبت جنوبها وَقَوله إِذا وَجَبت الشَّمْس يُقَال مِنْهُ وجبا ووجوبا إِذا غَابَتْ وَسَقَطت فِي الْمغرب وَوَجَب الشَّيْء وجو بالزم وَالْوَاجِب من أوَامِر الله وَرَسُوله مَا توعد على تَركه بالعقاب وَغسل الْجُمُعَة وَاجِب على كل محتلم أَي متأكد ولازم وَقَوله كَغسْل الْجَنَابَة أَي كصفة غسل الْجَنَابَة لَا كوجوبه فِي الْإِلْزَام وَكَذَلِكَ قَوْله وَالْوتر لَازم أَي وَاجِب هُوَ عِنْد قوم من الْعلمَاء على وَجهه من اللُّزُوم وَعند مَالك وكافة فُقَهَاء الْأَمْصَار على التَّأْكِيد فِي السّنَن بِدَلِيل ذكر السِّوَاك وَالطّيب وعطفهما عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَوَجَب بَينهمَا البيع انْعَقَد وَلزِمَ قَالَ صَاحب الْأَفْعَال وَجب الْحق وَالْبيع جُبَّة وجوبا لزم وَالشَّيْء وجبا سقط وَأوجب الرجل عمل عملا مُوجبا للجنة أَو النَّار والحسنة والسيئة كَذَلِك (وَج د) قَوْله موجدة بِكَسْر الْجِيم وَفتح الْمِيم وَكنت أوجد عَلَيْهِ يُقَال وجدت عَلَيْهِ وجدا وموجدة فِي نَفسِي أَي غضِبت عَلَيْهِ وَوجدت عَلَيْهِ وجدا حزنت وَوجدت من الْحبّ وجدا أَيْضا كُله بِالْفَتْح وَوجد من الْغنى جدة ووجدا بِالضَّمِّ ووجدا بِالْكَسْرِ لُغَة وَقد قرئَ اسكنوهن من حَيْثُ سكنتم من وجدكم بِالْكَسْرِ وَمِنْه لي الْوَاجِد أَي الْغنى وَوجدت مَا طلبت وجدانا ووجودا وَمِنْه أَيهَا الناشد غَيْرك الْوَاجِد وَمعنى كنت أوجد عَلَيْهِ أَي أَكثر موجدة وَقَوله فِي الْأَنْصَار كَأَنَّهُمْ وجدوا إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس أَي غضبوا كَذَا عِنْد كافتهم وَكرر الْكَلَام مرَّتَيْنِ وَعند أبي ذَر فِي الأولى كَأَنَّهُمْ وجد أَي غضاب وَبِه تظهر فَائِدَة التّكْرَار وَفِي نُسْخَة فِي الثَّانِي إِن لم نصبهم بالنُّون فعلى هَذَا تكون للتكرار فَائِدَة أَيْضا وَتَكون أَن هُنَا مَفْتُوحَة يَعْنِي من أجل وَقَوله فَمن وجد مِنْكُم بِمَالِه شَيْئا فليبعه مَعْنَاهُ اغتبط بِهِ وأوجبه وَقَوله من موجدة أمه بِهِ أَي حبها إِيَّاه وحزنها لبكائه وشغل سرها لذَلِك (وَج ر) قَوْله فأوجروها هُوَ مَا يُصِيب من الدَّوَاء وَشبهه فِي فَم الْمَرِيض واللدود مَا يصب فِي أحد جَانِبي الْفَم يُقَال مِنْهُ وَجَرت وأوجرت مَعًا وَالِاسْم الوجور بِالْفَتْح (وَج م) قَوْله وجما أَي مُتَّهمًا وجم بِالْفَتْح يجم وجوما وَهُوَ ظُهُور الْحزن وتقطيب الْوَجْه مِنْهُ مَعَ ترك الْكَلَام (وَج ن) قَوْله مشرف الوجنة أَي عالي عِظَام الْخَدين يُقَال وجنة بِضَم الْوَاو وَفتحهَا وَكسرهَا وأجنة بِضَم الْهمزَة ووجنة بِفَتْح الْوَاو وَكسر الْجِيم وفتحهما مَعًا أَيْضا (وَج ع) قَوْله أَن ابْن أُخْتِي وجع ووجع أَبُو مُوسَى وجعا وَاشْتَدَّ بِهِ الوجع ويريني فِي وجعي وَمن وجع اشْتَدَّ بِي وَفِي حَدِيث آخر أَن ابْن أُخْتِي وَقع وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن فِي هَذَا الحَدِيث فِي بَاب اسْتِعْمَال فضل وضوء النَّاس وجع بِالْجِيم وسنفسر وَقع فِي مَوْضِعه وَالْخلاف فِيهِ وَهُوَ بِمَعْنى وجع (وَج ف) قَوْله مِمَّا لم يوجف عَلَيْهِ أَي مِمَّا يُؤْخَذ بِغَلَبَة جَيش وَلَا بِحَرب وأصل الإيجاف الْإِسْرَاع فِي السّير (وَج هـ) قَوْله والطائفة الْأُخْرَى وجاه الْعَدو بِضَم الْوَاو وَكسرهَا قَوْله وَعمر وجاهه أَي فِي مُقَابلَته وتلقائه وَفِي وَجهه والوجاه والتجاه اسْتِقْبَال الشَّيْء وَقد ذكرنَا قَوْله وَعمر تجاهه فِي التَّاء قَوْله وجهت لي الأَرْض أَي أريت وَجههَا وَأمرت باستقبالها وقصدها والجهة النَّحْو والمقصد ووجهت إِلَى الشَّيْء استقبلته وقصدته وَمِنْه

فصل الاختلاف والوهم

قَوْله وَجه نَحْو الْكَعْبَة والجهة والوجهة كل مَا استقبلته وَمِنْه قَوْله وَجه هَا هُنَا وَوجه نَحْو وَاد الْقرى أَي توجه وَقَيده بعض شُيُوخنَا وَجه بِالسُّكُونِ أَي هَذِه الْجِهَة وَرجحه بَعضهم وَقَوله أَيْن كنت توجه قَالَ حَيْثُ وجهني رَبِّي أَي تصلي وَتوجه وَجهك وَقَوله هَذَا وَجْهي إِلَيْك أَي قصدي وَقَوله ذُو الْوَجْهَيْنِ لَا يكون عِنْد الله وجيها هُوَ الَّذِي يعرض لكل طَائِفَة أَنه مَعهَا وَأَنه عَدو لِلْأُخْرَى ويبدي لَهُم مساويهم ووجيها ذَا قدر ومنزلة عِنْد الله يُقَال من هَذَا وَجه الرجل بِالضَّمِّ وجاهة بِالْفَتْح وَقَوله وَكَانَ لعلى حَيَاة فَاطِمَة وَجه فِي النَّاس أَي جاه زَائِد على قدره لأَجلهَا فَلَمَّا مَاتَت فقد ذَلِك لفقدها وَمِنْه قَوْله أرى لَك وَجها عِنْد هَذَا الْأَمِير وَقَوله فَمَا يَشَاء أحد منا أَن يقتل أحدا إِلَّا قَتله مَا أحد مِنْهُم يُوَجه إِلَيْنَا شَيْئا أَي يَأْتِي بِهِ ويقصدنا من مدافعة وقتال وَقَوله يُصَلِّي فِي السّفر على رَاحِلَته يَعْنِي النَّافِلَة حَيْثُ تَوَجَّهت أَي ولت وَجههَا أَو قصدت بسيرها وَافق الْقبْلَة أم لَا وَمثله قَوْله وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى خَيْبَر كَذَا روينَاهُ فِيهَا أَي قَاصِدا ومستقبلا بِوَجْهِهِ لَهَا وَمثله قَوْله موجه فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وموجه نَحْو الْمشرق ومتوجه إِلَى غير الْقبْلَة أَي مُسْتَقْبل بِوَجْهِهِ غَيرهَا وَيُقَال فِي هَذَا موجه أَي مُقَابل بِوَجْهِهِ خَيْبَر وَرجح بَعضهم هَذَا وَمِنْه فِي إِشْعَار الْهدى موجه إِلَى الْقبْلَة كَذَا لأبي عِيسَى وَلغيره من شُيُوخنَا من رُوَاة الْمُوَطَّأ موجه للْقبْلَة بِالْفَتْح وَقَوله وَأخْبرهمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيد أَي بمقصده ويروى بوجههم بِمَعْنَاهُ وَفِي بعض الرِّوَايَات بوجهتهم بِكَسْر الْوَاو بِمَعْنَاهُ أَي بنحوهم ومقصدهم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله مَا رَأَيْت أحدا أَشد عَلَيْهِ الوجع من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ فِي رِوَايَة عُثْمَان وجعا كَذَا جَاءَ وَفِيه اشكال وَبَيَانه ان وجعا مَكَان عَلَيْهِ الوجع وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وينفهم فَيكون مَا رَأَيْت أحدا اشد وجعا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله إِذا تواجه المسلمان بسيفهما أَي ضرب كل وَاحِد مِنْهُمَا وَجه صَاحبه كَذَا الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة وَعند العذري إِذا توجه وَله إِن صحت رِوَايَته وَجه أَي قصد وَجه صَاحبه واستقبله بِهِ وَقد فسرنا هَذَا الْمَعْنى وَقَوله فَقَالُوا خرج وَجه هَا هُنَا كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم أَي توجه وضبطناه عَن الْأَسدي وَجه بِالسُّكُونِ وَهُوَ الْوَجْه أَي جِهَة الْوَاو مَعَ الْحَاء (وح د) قَوْله وَحدك مَنْصُوب بِكُل حَال عِنْد الْكُوفِيّين على الظّرْف وَعند الْبَصرِيين على الْمصدر أَي يوحد وَحده وَالْعرب تنصب وَحده أبدا إِلَّا قَوْلهم نَسِيج وَحده وعيير وَحده وجحيش وَحده وَقَوله تِسْعَة وَتسْعُونَ اسْما مائَة إِلَّا وَاحِدَة كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَالْمَعْرُوف وَاحِدًا وَوجه وَاحِدَة أَنه رَاجع إِلَى الْكَلِمَة أَو التَّسْمِيَة (وح ر) قَوْله كَأَنَّهُ وحرة بِفَتْح الْحَاء قيل هُوَ الوزغة وَقيل نوع من الوزغ يكون فِي الصَّحَارِي (وح ش) قَوْله فوحشوا برمامهم بتَشْديد الْحَاء أَي رموابها بَعيدا بِدَلِيل قَوْله بعده واستلوا السيوف وَفِي الحَدِيث الآخر واعتنق بَعضهم بَعْضًا وَقَوله فِي الْمَدِينَة فيجدانها وحشا كَذَا لمُسلم أَي خلاء الْوَحْش من الأَرْض الْخَلَاء وَمَكَان وَحش بالإسكان وَيُقَال وَحش وَالْأول أَعلَى وأفصح وَمِنْه فِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس كَانَت فِي مَكَان وَحش وَقد روى وحوشا وَكَذَا روى فِي البُخَارِيّ وَله معنى يدل عَلَيْهِ أَيْضا غَيره من الْأَخْبَار وكلا الْمَعْنيين صَحِيح (وح ي) الْوَحْي أَصله الْإِعْلَام فِي خَفَاء وَسُرْعَة وَهُوَ فِي حق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَغَيره من الْأَنْبِيَاء على ضروب فَمِنْهُ أَعْلَام بِسَمَاع الْكَلَام الْعَزِيز كموسى (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا دلّ عَلَيْهِ

(وخ ذ)

الْكتاب وَنَبِينَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَا ذكر ودلت عَلَيْهِ الْأَخْبَار فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء ووحي رِسَالَة وواسطة بِالْملكِ كأكثر حالات نَبينَا وحالات سَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ووحي يلقى فِي الْقلب وَقد ذكر انه كَانَ حَال وَحي دَاوُود عَلَيْهِ السَّلَام وَجَاء فِي غير أثر عَن نَبينَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَلى آله نَحوه كَقَوْلِه ألْقى فِي روعي وَالْوَحي إِلَى غير الْأَنْبِيَاء بِمَعْنى الإلهام كَقَوْلِه تَعَالَى) وَأوحى رَبك إِلَى النَّحْل (وَإِن رَبك أوحى لَهَا وَبِمَعْنى الْإِشَارَة فَأوحى إِلَيْهِم أَن سبحوا بكرَة وعشيا وَبِمَعْنى الْكِتَابَة وَقيل فِي هَذَا مثله وَبِمَعْنى الْأَمر كَقَوْلِه وَإِذ أوحيت إِلَى الحواريين قيل أَمرتهم وَقيل ألهمتهم يُقَال مِنْهُ وَحي وَأوحى وَفِي صدر كتاب مُسلم عَن الْحَارِث الْأَعْوَر فِيمَا انتقد عَلَيْهِ تعلمت الْقُرْآن فِي ثَلَاث سِنِين وَالْوَحي فِي سنتَيْن وَقَوله الْقُرْآن هَين وَالْوَحي أَشد فَظَاهر تَأْوِيل منكريه عَلَيْهِ أَنه أَرَادَ بِهِ سوءا لما علمُوا من غلوه فِي التشييع وادعائهم علم سر الشَّرِيعَة لعلى وتحزبهم من ذَلِك بِمَا أنكرهُ عَليّ وكذبهم فِيهِ وَالظَّاهِر أَنه لم يرد هَذَا وَإِنَّمَا أَرَادَ الْكِتَابَة وَإِن الْقُرْآن كَانَ يحفظ عِنْدهم تلقينا فَكَانَ أَهْون من تعلم الْكِتَابَة والخط وَبِهَذَا فسره الْخطابِيّ وَالله تَعَالَى أعلم الْوَاو مَعَ الْخَاء (وخ ذ) قَوْله أيؤخذ الرجل عَن امْرَأَته أَي يحبس بِشَيْء يصنع لَهُ ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة (وخ م) قَوْله فِي العرنيين فاستوخموها بِعني الْمَدِينَة وَقَوله أَن الْمَدِينَة وخمة هِيَ الَّتِي يُوَافق نازلها هَواهَا وَلَا ينجع كلاها ومرعى وخيم لَا تنجع عَلَيْهِ الْمَاشِيَة وَطَعَام وخيم لَا يُوَافق آكله (وخ ي) قَوْله يتوخى مناخ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويتوخى الْمَكَان وليتوخ الَّذِي نسى من صلَاته ويتوخى الْأَحَادِيث كُله من التَّحَرِّي وَالْقَصْد وَيُقَال يتاخى أَيْضا مبدلة من الْوَاو وأذهبا فَتَوَخَّيَا أَي تحريا بِالْحَقِّ واقصداه دون غَيره يُقَال وأخيت وتوخيت إِذا قصدت الشَّيْء وَقيل سمي الْأَخ أَخا لمقصد كل وَاحِد مِنْهُمَا مقصد أَخِيه وتحريه وموافقته الْوَاو مَعَ الدَّال (ود د) قَوْله كَانَ ودا لعمر بِضَم الْوَاو وَكسرهَا كَذَا ضبطناه يُقَال هُوَ وده بِالْكَسْرِ وود يَده مثل حبه وحبيبه وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ بِالضَّمِّ أَي ذُو وده من الوداد كَقَوْلِه أهل ود أَبِيه وَلَا نراوده يُقَال وددت الرجل أوده ودا وودا وودادا ومودة وموددة وودادة وودادة وَقَوله وعلقها على ود بِفَتْح الْوَاو أَي وتدلغة تَمِيم وَقَوله مثل الْمُسلمين فِي توادهم أَي ود بَعضهم لبَعض وَأَصله تواددهم (ود ن) قَوْله مودون الْيَد أَي ناقصها ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْهمزَة وَفِي حرف الثَّاء (ود ع) قَوْله من ودعه النَّاس لشره ولينتهين أَقوام عَن ودعهم الْجُمُعَة يَعْنِي تَركه وتركهم وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ أَنهم أماتوا من يدع ماضيه ومصدره وَاسْتغْنى عَنهُ بترك وَقد جَاءَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة مُسْتَعْملا وَقد قَرَأَ بَعضهم مَا وَدعك رَبك بِالتَّخْفِيفِ وَطواف الْوَدَاع بِفَتْح الْوَاو لِأَنَّهُ مُفَارقَة الْبَيْت وأصل الْوَدَاع الْفِرَاق وَالتّرْك وَمِنْه قَوْله فِي آخر الطَّعَام غيرمودع رَبنَا وَلَا مكفور أَي غير مَتْرُوك ومفقود يُرِيد الطَّعَام هَذَا مَذْهَب الْحَرْبِيّ وَذهب الْخطابِيّ إِلَى أَن المُرَاد الدُّعَاء لله وَقَالَ غَيره مُودع بِكَسْر الدَّال وَقَالَ مَعْنَاهُ غير تَارِك طَاعَة رَبِّي قَالَ ويروى غير مُودع وَمعنى هَذَا على هَذِه الرِّوَايَة كَمَا قَالَ غير مستغني أَي غير مَتْرُوك الطّلب لله وَالرَّغْبَة وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي حرف الْكَاف وَالرَّاء وَهُنَاكَ تَمام الْكَلَام عَلَيْهِ وإعراب رَبنَا (ودى) قَوْله أما ان يدوا صَاحبكُم أَي يؤدوا دِيَته وَكَذَلِكَ ودي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أعْطى دِيَته وَفِي رِوَايَة القعْنبِي فعقله

(وذ ر)

رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من عِنْده وَقَوله سرق وديا هُوَ فسيل النّخل الَّذِي يخرج فِي أُصُوله فينقل ويغرس وأحدها ودية وَذكر الودي بِالدَّال الْمُهْملَة الساكنة وَهُوَ المَاء الْأَبْيَض الَّذِي يخرج بأثر الْبَوْل وَيُقَال فِيهِ الوذي بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة ايضا وَالدَّال أشهر عِنْد أهل اللُّغَة وَيُقَال فِيهِ الودي بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء وَيُقَال مِنْهُ ودي وأودي حَكَاهُمَا الْمبرد وَغَيره وودي أَكثر الْوَاو مَعَ الذَّال (وذ ر) قَوْله أَخَاف أَن لَا أذره أَي أَن لَا أذر صفته وَألا أقطعها من طولهَا قَالَ ابْن السّكيت وَقَالَ ابْن نَاصح أَخَاف أَن لَا أقدر على فِرَاقه لما أوجب ذَلِك بَينهمَا (وذ ف) قَوْله فَأقبل يتوذف أَي يتبختر قَالَه أَبُو عمر وَقَالَ أَبُو عبيد يسْرع وَالتَّفْسِير الأول أولى بِالْحَدِيثِ قَالَ يَعْقُوب عَن أبي عمر وذاف يذوف إِذا مَشى مشْيَة فِيهَا تقَارب وتحريك الْمَنْكِبَيْنِ وتفجج قَالَ بعض شُيُوخنَا وَهَذَا إِنَّمَا يَصح كَون يتوذف مِنْهُ على الْقلب وَحَقِيقَته على مَا قَالَ يتذوف الْوَاو مَعَ الرَّاء (ورد) فِي حَدِيث من بَايع تَحت الشَّجَرَة وَقَول حَفْصَة وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فقد قَالَ الله تَعَالَى ثمَّ) ننجي الَّذين اتَّقوا (اخْتلف النَّاس فِي معنى قَوْله تَعَالَى فِي هَذِه الْآيَة وَأظْهر التأويلات فِيهِ قَول من قَالَ أَنه الموافاة قبل الدُّخُول وَقد يكون مَعَه دُخُول وَقد لَا يكون وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث عَائِشَة أَنه لَيْسَ بِدُخُول وَالْمرَاد بِهِ الْجَوَاز على الصِّرَاط وَالله أعلم وَيدل على هَذَا قَوْله تَعَالَى) إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحسنى أُولَئِكَ عَنْهَا مبعدون (وَمثله وَلما ورد مَاء مَدين أَي بلغ وَلم يسق فِيهِ وَلَا لابسه بعد وَقَوله فِي حق الْإِبِل حلبها يَوْم وردهَا بِكَسْر الْوَاو وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي ترد فِيهِ المَاء كَمَاء جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر حلبها على المَاء وَذَلِكَ لأجل المحتاجين النازلين حول المَاء وَمن لَا لبن لَهُ وَقد تسمى الْإِبِل الَّتِي ترد المَاء أَيْضا وردا فِي غير هَذَا الحَدِيث وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ونسوق الْمُجْرمين إِلَى جَهَنَّم وردا يَعْنِي كهذه الْإِبِل العطاش وَهَذَا كَمَا قيل قوم صَوْم وزور أَي صوام وزوار وَذكر الثَّوْب المورد هُوَ الْأَحْمَر المشبع وَقَوله هَذَا أوردني الْمَوَارِد أَي أوقعني فِي الْأَشْيَاء الْمَكْرُوهَة وَبَلغنِي إِيَّاهَا بجناياته أما من أُمُور كرهها فِي الدُّنْيَا أَو خوف تباعات اللِّسَان فِي الْآخِرَة وَهُوَ أظهر وَحذف وصف الْمَوَارِد بِالْكَرَاهَةِ لدلَالَة الْحَال عَلَيْهِ (ورط) قَوْله ورطات الْأُمُور بِسُكُون الرَّاء أَي شدائدها وَمَا لَا يتَخَلَّص مِنْهُ وكل شَيْء غامض ورطة قَالَ الْخَلِيل الورطة البلية يَقع فِيهَا الْإِنْسَان (ورك) قَوْله لَعَلَّك من الَّذين يصلونَ على أوراكهم الورك مَعْرُوف وَيُقَال لَهُ الورك والورك بِكَسْر الْوَاو وَفتحهَا وَسُكُون الرَّاء أَيْضا فسره مَالك قَالَ هُوَ الَّذِي يسْجد وَلَا يرْتَفع عَن الأَرْض يسْجد وَهُوَ لاصق بِالْأَرْضِ يُرِيد وَلَا يُقيم وركه وَإِنَّمَا فرج رُكْبَتَيْهِ فَكَأَنَّهُ اعْتمد على وركيه وَقَوله حَتَّى أَن رَأسهَا ليصب مورك رجلَيْهِ بِفَتْح الْمِيم (ورم) قَوْله ثمَّ ورمت أَي صَارَت ورما وَانْتَفَخَتْ وَمثله قَوْله حَتَّى تورمت قدماه أَي تنتفخ وتتقرح (ورع) قَوْله إِذا أشفى ورع الْوَرع التحرج عَن الشُّبُهَات وَأَصله الْكَفّ يُقَال ورع الرجل يرع بِكَسْر الرَّاء ورعا فَهُوَ ورع بَين الْوَرع والرعة (ورق) قَوْله هَل فِيهَا من أَوْرَق وَأَن فِيهَا لورقا الورقة من الألوان فِي الْإِبِل الَّذِي يضْرب إِلَى الخضرة كلون الرماد وَقيل غبرة تضرب إِلَى السوَاد وَقَوله وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس أَوَاقٍ من الْوَرق صَدَقَة وَلَا تَبِيعُوا الْوَرق بالورق إِلَّا مثلا بِمثل قَالَ الْهَرَوِيّ الْوَرق وَالْوَرق والرقة الدَّرَاهِم خَاصَّة وَالْوَرق بِالْفَتْح المَال كُله وَقَالَ غَيره الْوَرق المسكوك خَاصَّة والرقة الْفضة مسكوكة أَو غير مسكوكة وَقيل

(ورس)

كِلَاهُمَا ينْطَلق على المسكوك وعَلى غير المسكوك والرقة هِيَ الْوَرق نَفسهَا لَكِنَّهَا منقوصة أَصْلهَا ورقة وَقَوله كَانَ وَجهه ورقة مصحف تُرِيدُ فِي حسنه ووضاءته كَمَا فِي الحَدِيث الآخر كَأَنَّهُ مذهبَة وَقيل هِيَ إِشَارَة إِلَى مَا فِيهِ من بَيَاض وصفرة كلون الدرة (ورس) وَقَوله مَا صبغ بالورس هُوَ صبغ أصفر مَعْلُوم (ورى) قَوْله إِذا أَرَادَ غَزْوَة ورى بغَيْرهَا أَي سترهَا وأوهم بغَيْرهَا وَأَصله من الوراء أَي ألْقى الْبَيَان من وَرَاء ظَهره وَقَوله إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء أَي من غير تقريب وَلَا إدلال بخواصها وَقَوله فِي الإِمَام وَيُقَاتل من وَرَائه قيل مَعْنَاهُ من أَمَامه وَهُوَ عِنْد بَعضهم من الأضداد قَالُوا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك يَأْخُذ كل سفنة غصبا وَإِنَّمَا كَانَ أمامهم وَكَذَلِكَ قيل فِي قَوْله وَمن وَرَائه عَذَاب غليظ وَالْأَظْهَر عِنْدِي فِي هَذَا الحَدِيث أَنه على وَجهه لِأَنَّهُ قَالَ الإِمَام جنَّة فَجعله للْمُسلمين كالترس الَّذِي يقيهم المكاره ويحتمي بِهِ وَيُقَاتل من وَرَائه وَفِي ظله وسلطانه كَمَا يُقَاتل من وَرَاء الترس الَّذِي شبهه فِي الحماية بِهِ التَّوْرَاة ذكرانها وورات أبدلت الْوَاو يَاء من وريت الزند إِذا استخرجت مِنْهُ النَّار وَقَوله فَمَا وارت يدك من شَعْرَة مَعْنَاهُ وأرت وسترت وَقَوله فِي الَّذِي لم يقْرَأ أم الْقُرْآن فِي صلَاته فَلم يصلها إِلَّا وَرَاء الإِمَام أَي أَنَّهَا لَا تُجزئه إِلَّا أَن يكون مَأْمُوما فِيهَا فَكَأَنَّهُ لم يصلها إِذا لم تُجزئه وَقَوله لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه قَالَ أَبُو عبيد هُوَ من الورى بِسُكُون الرَّاء وَهُوَ أَن يروي جَوْفه قَالَ الْخَلِيل هُوَ قيح يَأْكُل جَوف الْإِنْسَان وَقَوله إِنِّي لَا أَرَاكُم من وَرَاء ظَهْري أَي من خَلْفي اخْتلف فِي مَعْنَاهُ وَأَكْثَرهم أَنه على وَجهه وَإِن الله تَعَالَى يُقَوي بَصَره وإدراكه حَتَّى يرى ذَلِك كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر أَنِّي أبْصر من ورائي كَمَا أبْصر من خَلْفي وَمن بَين يَدي وَأَنه على ظَاهره وَقيل مَعْنَاهُ التفاته يَسِيرا لذَلِك وَقيل مَعْنَاهُ أعلم بذلك وَلَا يخفى عني بِعلم أعلمهُ الله بِهِ واطلعه الله عَلَيْهِ ويخبره عَنهُ وَقيل مَعْنَاهُ أَنِّي اسْتدلَّ بِمَا أرى أَمَامِي على مَا وراءي وَالْأول أصح وَأظْهر لفظا وَمعنى وَذَلِكَ غير بعيد فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَلى آله الْوَاو مَعَ الزَّاي (وز ر) قَوْله أنصرك نصرا مؤزرا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَالْخلاف فِي مَعْنَاهُ وَأَصله (وز ن) قواه لَو وزنت بِمَا قلت لَو زنتهن أَي عدلتهن فِي الْمِيزَان يُقَال وزن الشَّيْء وزنا ثقل وزنته عادلته بِغَيْرِهِ وَمِنْه قَوْله لَا يزن عِنْد الله جنَاح بعوضة أَي لَا يعدل ي لَا قدر لَهُ وَقَوله وزنة عَرْشه أَصله وزنة أَي عدله ومقداره وَثقله وَقَوله نهى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى توزن مَعْنَاهُ حَتَّى تخرص وتقدر فَجعل ذَلِك مَحل الْوَزْن (وزع) قَوْله وَإِذا النَّاس أَو زاع متفرقون أَي جماعات مفترقة وضروب وأقسام مجتمعة بَعْضهَا دون بعض للصَّلَاة وَأَصله من التَّوْزِيع وَهُوَ الانقسام وَمِنْه قَوْله إِلَى غنيمَة فتوزعوها أَي اقتسموها وَقَوله وَهُوَ يَزع الْمَلَائِكَة قَالَ مَالك يَكفهمْ وَقَالَ غَيره يكف يَأْمر وَيُنْهِي أَن يتَقَدَّم هَذَا أَو يتَأَخَّر هَذَا وَاسم الْفَاعِل مِنْهُ وازع (وزغ) قَوْله أَمر بقتل الوزغ وَفِي رِوَايَة الأوزاغ وَفِي الحَدِيث الآخر الوزغان هُوَ جمع وزغة وَهُوَ سَام أبرص والوزغ الذّكر وَيجمع ايضا أوزاغ (وز ى) قَوْله وازينا الْعَدو أَي قربنا مِنْهُ وقابلناه واصله الْهمزَة - (الْوَاو مَعَ الطَّاء - (وط أ) قَوْله اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر أَي عُقُوبَتك وأخذك قَالَ الْخطابِيّ الْوَطْأَة هن الْعقُوبَة وَالْمَشَقَّة وَأَرَادَ بهَا ضيق الْمَعيشَة وَهِي مَأْخُوذَة من وَطْء الدَّابَّة للشَّيْء وركضها إِيَّاه برجلها قَالَ الْخَلِيل يُقَال وطأنا الْعَدو وطئة شَدِيدَة يُرِيد إِذا أتخن فيهم وَمِنْه فِي الْخَبَر الآخر وطئناهم قَالَ الدَّاودِيّ وطأتك يُرِيد الأَرْض

فصل الاختلاف والوهم

فَأَصَابَتْهُمْ الجدوبة وَقَوله وَلَا يوطئن فرشكم غَيْركُمْ أَي لَا يبحن الِاضْطِجَاع فِيهَا ووطأها برجليه لذَلِك غَيْركُمْ وَهُوَ كِنَايَة عَن جماع النِّسَاء هُنَالك لكَون أَكثر ذَلِك فِي الْفرش وَلِأَن الْمَرْأَة تسمى بذلك على طَرِيق الِاسْتِعَارَة وَقد يكون على ترك الْهَمْز لَا تجْعَلُوا فرشكم لغيركم موطنا يُقَال أوطن فلَان مَوضِع كَذَا اتَّخذهُ موطنا وأوطنته إِيَّاه وَقَوله وآثار مَوْطُوءَة أَي مسلوك عَلَيْهَا بِمَا سبق بِهِ الْقدر من ذَلِك يُقَال وطئ بِرجلِهِ على كَذَا يطأه وطئا والموطء مَهْمُوز الآخر مخفف مَوضِع الْوَطْء وَقَوله هَزَمْنَا الْقَوْم وأوطاناهم أَي الْخَيل أَو يكون بِمَعْنى غلبناهم وقهرناهم وَقَوله فتواطيت أَنا وَحَفْصَة أَي توافقنا وَأَصله الْهَمْز وَقَوله أَنِّي أرى رؤياكم قد تواطأت على الْعشْر الْأَوَاخِر أَي توافقت وَجَاء فِي عَامَّة نسخ البُخَارِيّ والموطأ وَمُسلم تواطت وَكَذَا فِي المخلص وَعند ابْن الْحذاء تواطأت مَهْمُوز وَكَذَا للقابسي مرّة بِالْهَمْز وَكَذَا قيدنَا فِي الْمُوَطَّأ على شَيخنَا أبي إِسْحَاق ولعلهم لم يكتبوا الْهمزَة ألفا فَترك بَعضهم ذكرهَا جهلا وَقَوله لَيْسَ بالمجع عَلَيْهِ وَلَا الْمُوَطَّأ مَهْمُوز يَعْنِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ وَمِنْه سمي كتاب الْمُوَطَّأ أَي الْمُتَّفق على أَحَادِيثه وَصِحَّته وَقَوله وأوطأناهم ويواطئني كُله من الْمُوَافقَة (وط ب) قَوْله وإلاوطاب تمخض جمع وطب وَهُوَ سقاء اللَّبن خَاصَّة وَجمعه على أوطاب من الشاذلان فعلا لم يَأْتِ على أَفعَال إِلَّا نَادرا وبابه فعال وَقد جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات فِي مُصَنف النَّسَائِيّ الوطاب على الأَصْل وَكَذَا ذكره ابْن السّكيت فِي بعض نسخ الْأَلْفَاظ وَكَذَا كَانَ فِي كتاب شَيخنَا أبي عبد الله بن سُلَيْمَان أصل خَاله غَانِم بن الْوَلِيد اللّغَوِيّ (وط ر) قَوْله الطَّلَاق عَن وطر (وط ن) قَوْله فِي المواطن كلهَا وَفِي موطن من المواطن الوطن مَحل الْإِنْسَان ومسكنه والموطن كل مقَام أَقَامَ بِهِ الْإِنْسَان لأمر ووطنت بِالْمَكَانِ وأوطنت والرباعي أَعلَى (وط س) قَوْله حمى الْوَطِيس هُوَ التَّنور واستعاره لشدَّة الْحَرْب وَيُقَال أَنه من كَلَامه الَّذِي لم يسْبق إِلَيْهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَلى آله. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله قربنا لَهُ طَعَاما ووطئة بِكَسْر الطَّاء وهمزة بعْدهَا مَمْدُود هُوَ التَّمْر يخرج نَوَاه ويعجن بِاللَّبنِ قَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ عصيدة التَّمْر وَفَسرهُ ابْن قُتَيْبَة بالعزارة وَقد تقدم فِي حرف الرَّاء وَالِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ فِي بعض الروَاة وَالصَّحِيح هَذَا وَقَوله كن أمهاتي يواطئنني على خدمَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للقابسي من المواطأة والموافقة وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن يواظبنني من الْمُوَاظبَة والملازمة وَالْأول أوجه ورويناه فِي غير هَذَا الْكتاب يعاطينني أَي يناولنني والمعاطاة المناولة وَفِي الْعبارَة فِي بَاب التواطئ على الرُّؤْيَا كَذَا لَهُم وَصَوَابه التواطؤ بِضَم الطَّاء الْوَاو مَعَ الظَّاء (وظ ب) وَذكر الْمُوَاظبَة على الصَّلَاة أَي الْمُلَازمَة الْوَاو مَعَ الْكَاف (وك ب) قَوْله موكب جِبْرِيل (وك ت) قَوْله فيظل أَثَرهَا مثل الوكت بِسُكُون الْكَاف هُوَ الْأَثر الْيَسِير يُقَال وكتت البسرة إِذا ظَهرت فِيهَا نُكْتَة من الأرطاب (وك ز) قَوْله فوكزه من خَلفه أَي طعنه وَقد ذَكرْنَاهُ وك ل) قَوْله ووكل بِلَالًا أَن يوقظهم للصَّلَاة روينَاهُ بتَخْفِيف الْكَاف وتشديدها أَي استكفاه ذَلِك وكفله إِيَّاه وَكَذَا قَوْله قد وَكلهمْ بتسوية الصُّفُوف وَأكل قوما إِلَى كَذَا وَقَوله عَن فَاطِمَة ووكلها إِلَى الله بِالتَّخْفِيفِ أَي صرف أمرهَا إِلَيْهِ قَوْله من توكل لي مَا بَين رجلَيْهِ وَمَا بَين لحييْهِ توكلت لَهُ بِالْجنَّةِ كَذَا جَاءَ

(وك ف)

فِي كتاب البُخَارِيّ فِي كتاب الْحُدُود وَهُوَ بِمَعْنى تكفل فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى (وك ف) قَوْله وكف الْمَسْجِد أَي قطر سقفه بِالْمَاءِ وأوكف أَيْضا (وك س) قَوْله لَا وكس وَلَا شطط أَي لَا نقص وَلَا زِيَادَة على الْقيمَة وَلَا مُبَالغَة فِي الثّمن (وك ى) قَوْله احفظ وكاءها مَمْدُود وَلم تحلل أوكيتهن وَلَيْسَ عَلَيْهِ وكاء هُوَ خيط الْقرْبَة الَّذِي تشد بِهِ وَاسْتعْمل فِي كل مَا يرْبط بِهِ من صرة وَغَيرهَا وَقَوله فِي الْقرب أوكئوا أفواهها وأوكى أفوهها وأوكئوا السقاء وأوكيه وأغلقه واشرب فِي سقائك وأوكه وأوكيت بِهِ سقاء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي ربطته كُله بِمَعْنى الرَّبْط بالوكاء الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَقَوله لَا آكل مُتكئا تقدم فِي حرف التَّاء وَقَوله لَا توكي فيوكي الله عَلَيْك أَي لَا تشتد وتضيق على نَفسك فِي نَفَقَتك وَعبر عَنهُ بالربط على مَا فِي الوكاء وَقد روى لَا توعي فيوعى عَلَيْك بِمَعْنَاهُ وسنذكره كَمَا قَالَ اعط ممسكا تلفا وَقَوله عَلَيْكُم بالموكأ مضموم الْمِيم سَاكن الْوَاو مَقْصُورا أَي السقاء المربوط قَالَ الْخطابِيّ وَإِنَّمَا المُرَاد بِهِ السقاء الرَّقِيق الْجلد الَّذِي لم يريب فِيهِ فَإِذا انتبذ فِيهِ وأوكا لم يدْرك الشَّرَاب فِيهِ وَلم يشْتَد حَتَّى يشق السقاء فَلَا يخفى تغيره روى هَذَا عَن ابْن سِيرِين الْوَاو مَعَ اللَّام (ول ج) قَوْله فَلَنْ يلج النَّار أَي يدخلهَا وَقَوله فولجت عَلَيْهِ أَي دخلت وفليلج النَّار وولج النَّار أَي فَلْيدْخلْ وَقد دخل وَقَوله وَعرض على كل شَيْء تولجونه بِفَتْح اللَّام أَي تدخلونه وتصيرون إِلَيْهِ من جنَّة ونار كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الثَّانِي وولج عَلَيْهِ شَاب من الْأَنْصَار وَكنت أول من ولج إِذْ ولجت امْرَأَة من الْأَنْصَار أَي دخلت كُله من الدُّخُول وَقَوله وَلَا يولج الْكَفّ أَي لَا يدْخل يَده جسمها للاستمتاع بهَا على من رَآهُ ذماله وَقيل لَا يكْشف عَن عيب جسمها وداء فِيهِ وَلَا يدْخل يَده لَهُ على من رَآهُ مدحا لَهُ وَالْأول أبين وَقد فصلنا الْكَلَام وَالْخلاف فِيهِ فِي كتاب بغية الرائد لما تضمن حَدِيث أم زرع من الْفَوَائِد (ول د) قَوْله فولد هَذَا بِالتَّشْدِيدِ أَي ولد أَوْلَاد مَاشِيَة والمولد للمواشي والناتج لِلْإِبِلِ كالقابلة للْمَرْأَة وَقد جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث ولدت وولدتك بِمَعْنى ربيتك قَالَ صَاحب الْأَفْعَال ولدت كل أُنْثَى ولادَة وولادا بِالتَّخْفِيفِ ثلاثي وأولد الْقَوْم صَارُوا فِي زمن الْولادَة والماشية آن زمن وِلَادَتهَا وَقَوله شَاة وَالِدَايَ مَعهَا وَلَدهَا وَلَا تقتلن وليدا أَي صَغِيرا وَنهى عَن قتل الْولدَان مثله وَقَوله مَا بِهِ إِلَّا وليدتهم أَي أمتهم وَإِن ابْن وليدة زَمعَة وَإِن وليدة سَوْدَاء وَهِي كِنَايَة عَمَّا ولد من الْإِمَاء فِي ملك الرجل (ول م) قوقه أَو لم وَلَو بِشَاة والوليمة وَكَانَت وَلِيمَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ طَعَام الْعرس والابتناء والنقيعة طَعَام الإملاك قَالَ صَاحب الْأَفْعَال الْوَلِيمَة طَعَام النِّكَاح وَقَالَ صَاحب الْعين هُوَ طَعَام الْأَمْلَاك وَقَالَ غَيره هُوَ طَعَام الْأَمْلَاك والعرس خَاصَّة (ول غ) قَوْله إِذا ولغَ الْكَلْب إِذا شرب وَكَذَلِكَ السبَاع ولوغا بِالضَّمِّ قَالَ الْخطابِيّ فَإِذا كثر قيل ولوغاب الْفَتْح وولوغ الْكَلْب أَخذ المَاء بِلِسَانِهِ وَيُسمى شربا وَمِنْه حَدِيث ملك إِذا شرب الْكَلْب انْفَرد بِهِ مَالك بِلَفْظ الشّرْب وكل ولوغ شرب وَلَيْسَ كل شرب ولوغا فالشرب أَعم وَلَا يكون الولوغ إِلَّا للسباع وكل مَا يتَنَاوَل المَاء بِلِسَانِهِ دون شفته فَأذن الولوغ صفة من صِفَات الشّرْب تخْتَص بِاللِّسَانِ وَالشرب عبارَة عَن توصيل المشروب إِلَى مَحَله أَلا ترى أَنه يُقَال شربت الثِّمَار والشجرة وَالْأَرْض (ول ق) الولق بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون اللَّام الْكَذِب يُقَال ولق يلق ولقا فَهُوَ والق (ول ول) قَوْله فانصر فتا تُوَلْوِلَانِ قَالَ الْخَلِيل ولولت الْمَرْأَة دعت بِالْوَيْلِ (ول ى) قَوْله مزينة وجهينة

فصل الاختلاف والوهم

موَالِي دون النَّاس وَلَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله أَي أوليائي المختصون بِي وَهَذَا مثل الحَدِيث الآخر من كنت مَوْلَاهُ فعلى مَوْلَاهُ أَي وليه وَهَذَا مثل قَوْله تَعَالَى) ذَلِك بِأَن الله مولى الَّذين آمنُوا وَأَن الْكَافرين لَا مولى لَهُم (أَي لَا ولي وَيحْتَمل لَا نَاصِر لَهُم وَقيل الْوَلِيّ هُنَا الْقَائِم بأمورهم الكافل لَهُم وَقد قيل مَعْنَاهُ أَن الْخلق كلهم ملك لله تَعَالَى ثمَّ يوالي تَعَالَى ويعادي من يَشَاء واختصاص تِلْكَ الْقَبَائِل بِولَايَة الله وَرَسُوله دون الْمُسلمين أما لأَنهم لم تكن لَهُم حلفاء من الْعَرَب كَمَا كَانَ لغَيرهم أَو لأَنهم أَسْلمُوا أَولا وفارقوا أصُول قبائلهم وعادوهم فوالاهم الله وشرفهم بذلك وَقد يكون تَخْصِيصًا لَهُم وسمة كَمَا قيل للْأَنْصَار أنصار وَإِن كَانَ قد نصر غَيرهم وَفِي رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ موَالِي بِغَيْر يَاء النّسَب كَأَنَّهُ قَالَ أنصار الله وأولياء الله وَرَسُوله وَالْأول أظهر وَالله أعلم بِمُرَاد نبيه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله أَنا أولى النَّاس بِعِيسَى أَي أخصهم بِهِ وأقربهم إِلَيْهِ وَقَوله فِي الْمَوَارِيث فَلَا ولي عصبَة ذكر أَي لاقعدهم بِالْولَايَةِ وأقربهم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْألف وَالْخلاف فِيهِ والتغيير وَالْمولى يَقع على الْمولى بِالنّسَبِ وَالِاسْم مِنْهُ الْولَايَة بِالْفَتْح وعَلى الْقيم بِالْأَمر وَالِاسْم مِنْهُ الْولَايَة بِالْكَسْرِ وعَلى الْمُعْتق من فَوق الْمُنعم بِهِ وعَلى الْمُعْتق وَالِاسْم مِنْهُ الْوَلَاء وعَلى النَّاصِر وعَلى الحليف وعَلى بني الْعم والعصبة والأولياء والأقارب قَالَ الْفراء الْمولى وَالْوَلِيّ وَاحِد وَأَصله من الْوَلِيّ بِالسُّكُونِ الْقرب وَالْولَايَة بِالْفَتْح النّسَب والنصرة وبالكسر من الْإِمَارَة وَفِي مُسلم لَا يحل أَن يتوالى مولى لرجل هُوَ مفاعلة من الْوَلَاء وَقَوله من تولى قوما من غير إِذن موَالِيه أَي انتسب إِلَيْهِم وَفِي اشْتِرَاطه بِغَيْر إِذن موَالِيه حجَّة لمن أجَاز شِرَاء الْوَلَاء وهبته وَالْأَكْثَر على مَنعه وَقَوله فَلَمَّا ولى أَي انْصَرف وَمِنْه قَوْله يولونكم الأدبار وَقَوله من أبر الْبر صلَة الرجل أهل ود أَبِيه بعد أَن يولي أَي يَمُوت وَهُوَ مِمَّا تقدم وَقد يكون التولي بِمَعْنى الِاسْتِقْبَال وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) فأينما توَلّوا فثم وَجه الله (أَي تستقبلوا وَقَوله وَكَانَ الَّذِي تولي كبره أَي وليه وتقلد إشاعته ورضيه يُقَال ولي بِمَعْنى تولى وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) وَلكُل وجهة هُوَ موليها (أَي متوليها وَقَوله وَلَا بَأْس بالشرك وَإِلَّا قالة وَالتَّوْلِيَة فِي الطَّعَام وَغَيره وَالتَّوْلِيَة فِي البيع مَذْكُورَة فِي غير مَوضِع من الْمُوَطَّأ وَغَيره مَأْخُوذَة من التولي الَّذِي هُوَ الِانْصِرَاف والأعراض كَأَنَّهُ صرفه عَنهُ لغيره وَأعْرض عَنهُ وَقَوله أولى لَهُ وَأولى وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ قيل أَصْلهَا من الويل فَقلب وَقيل من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب أَي قَارب الهلكة وَقيل هِيَ كلمة تستعملها الْعَرَب لمن رام أمرا ففاته بعد أَن يُصِيبهُ وَقيل كلمة تقال عِنْد المعتبة بِمَعْنى كَيفَ لَا وَقيل مَعْنَاهَا التهديد والوعيد وَقيل تحذير أَي قاربت الهلكة فاحذر وَقد ذَكرنَاهَا فِي الْهمزَة. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي كتاب الْأَطْعِمَة تولى الله ذَلِك من كَانَ أَحَق بِهِ مِنْك كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ تولى وَالله وَعند ابْن السكن ولى الله ذَلِك وهما وَجه الْكَلَام وَمعنى ولي جعله يتَوَلَّى صنعه وإحسانه وَمثله أولاه خيرا وإحسانا أَي صنعه لَهُ وَجَاء فِي غير مَوضِع الْمولى عَلَيْهِ يُرِيد الْمَحْجُور بِضَم الْمِيم وَفتح اللَّام كَذَا يَقُوله الروَاة وَالْفُقَهَاء وَكَذَا ضبطناه فِي الْمُوَطَّأ وَكتب الْفِقْه عَن عامتهم وَكَذَا سمعناه مِنْهُم وَذكر صَاحب تَقْوِيم اللِّسَان أَن صَوَابه الْمولى بِفَتْح الْمِيم وَكسر اللَّام وَكَذَا ضبطناه فِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن عتاب وَهُوَ وَجه الْعَرَبيَّة لِأَنَّهُ مفعول لَا مفعل لِأَنَّهُ من ولى عَلَيْهِ أمره لكنه قد يُقَال أولى عَلَيْهِ السُّلْطَان أَي صير أمره إِلَى من يَلِيهِ فعلى هَذَا يَصح

(وم ا)

مَا قَالَه الكافة وَقَول ابْن عَبَّاس لِابْنِ أبي مليكَة ولد نَا صَحَّ كَذَا فِي الصَّحِيح وَرِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند العذري وَلَك مَا صَحَّ وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي تَفْسِير الْكَهْف وَالْولَايَة مصدر ولى كَذَا للأصيلي وَعند الْمُسْتَمْلِي مصدر الْوَلَاء وَعند غَيرهمَا مصدر الْوَلِيّ مَقْصُور وَالصَّوَاب مَا تقدم للأصيلي والنسفي وَقد فسر الْولَايَة قبل قَوْله فِي زَكَاة السخل فتوالد قبل أَن يَأْتِيهَا الْمُصدق بِيَوْم فتبلغ مَا فِيهِ الصَّدَقَة بولادتها كَذَا عِنْد أبي إِسْحَاق بن جَعْفَر وَعند غَيره فتولد بتَشْديد اللَّام وتبلغ بوالدتها والاول أوجه فِي الْكَلَام وَكَذَا بعده قَوْله وَذَلِكَ أَن ولادَة الْغنم مِنْهَا ولبعضهم وَالِدَة الْغنم أَي مولودة وَقد تقدم أَن الوالدة هِيَ الَّتِي مَعهَا وَلَدهَا فَسُمي الْوَلَد أَيْضا بذلك وَأما من قَالَ فتولد من معنى قَوْلهم ولدت الْمَاشِيَة إِذا حانت وِلَادَتهَا وَقَوله بَاب تَقْدِيم النِّسَاء وَالصبيان أَن مولاة لأسماء كَذَا ليحيى وَصَوَابه مولى لأسماء وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الحَدِيث وَسَماهُ عبد الله وَفِي بَاب مَا يجب فِيهِ الْقطع من الْمُوَطَّأ وَمَعَهَا مولاتان رَوَاهُمَا الْأصيلِيّ مولتان وَالصَّوَاب الأول وَكَذَا قَول البُخَارِيّ فِي بَاب المراضع من المواليات وهم الْوَاو مَعَ الْمِيم (وم ا) قَوْله فأومأت برأسها ويومئ فِي الصَّلَاة وَيُصلي إِيمَاء كُله بِمَعْنى وَالْإِشَارَة الْخَفِيفَة إِلَى الشَّيْء يُقَال مِنْهُ ومأواومأ (وم ق) قَوْله المقة من الله المقة الْمحبَّة يُقَال ومقت فلَانا بِكَسْر الْمِيم أمقه مقة مثل زنة من وزنت وعدة من وعدت (وم س) الميامس بتَخْفِيف الْيَاء الفواجر وَكَذَلِكَ الموسسات بِضَم الْمِيم وَهن المجاهرات بذلك وأحدها مومسة كَذَا روينَاهُ عَن جَمِيعهم وَكَذَا ذكر أَصْحَاب الْغَرِيب واللغة فِي الْوَاو وَالْمِيم وَالسِّين من ومست أَي جاهرت وَرَوَاهُ ابْن الْوَلِيد عَن ابْن السماك المآميس مَهْمُوز فَإِن صَحَّ فَهُوَ من قَوْلهم مَاس الرجل إِذا لم يلْتَفت إِلَى موعظة وَهَذَا بِمَعْنى المجاهرة والاستهتار وَيكون وَزنه على هَذَا فعاليل الْوَاو مَعَ النُّون الْوَاو مَعَ الصَّاد (وص ب) قَوْله وَلَا وصب فِيهِ وَلَا نصب بِفَتْح الصَّاد أَي لَا مرض وَيُقَال وصب بِالْكَسْرِ يوصب فَهُوَ وصب إِذا ألزمهُ الوجع (وص ل) قَوْله لعن الله الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة وَفِي الحَدِيث الآخر والموصولات ويروي الموصلات هِيَ الَّتِي تصل شعرهَا بِشعر غَيرهَا فالواصلة والموصلة الَّتِي تفعل ذَلِك والمتوصلة الَّتِي تستدعي من يفعل ذَلِك لَهَا وَهُوَ الموصولة وَذكر صلَة الرَّحِم وَمن وَصلهَا وَصله الله الصِّلَة أَيْضا من الْأَسْمَاء المنقوصة كالزنة وَالْعدة وصلَة الرَّحِم برهَا قَالَ صَاحب الْأَفْعَال وصلت الْإِنْسَان أَصله بررته وَأَيْضًا أَعْطيته وَكَأَنَّهُ فِي الرَّحِم مَعَ الْوَجْهَيْنِ من الِاتِّصَال بهَا بِمَا يَفْعَله من ذَلِك كَمَا سمي عَكسه قطعا وَقَوله نهى عَن الْوِصَال ورأيناك تواصل هُوَ مُتَابعَة الصَّوْم دون الْإِفْطَار بِاللَّيْلِ وَذكر فِي خبر عَمْرو بن لحى الوصيلة وَهِي الَّتِي ذكر الله فِي كِتَابه فِي قَوْله مَا جعل الله من بحيرة وَلَا سائبة وَلَا وصيلة هِيَ الشَّاة إِذا ولدت سِتَّة أبطن عناقين عناقين وَولدت فِي السَّابِعَة عنَاقًا وجديا قَالُوا وصلت أخاها فاحلوا لَبنهَا للرِّجَال وحرموه على النِّسَاء فَإِذا ولدت فِي السَّابِع ذكر أذبحوه فَأَكله الرِّجَال دون النِّسَاء قَالَ قَتَادَة فَإِن ولدت مَيتا أكله جَمِيعهم وَإِن كَانَت أُنْثَى تركت فِي الْغنم وَقَوله الْأَسْبَاب الوصلات أَي الْوُجُوه الَّتِي يتَوَصَّل للشَّيْء مِنْهَا وَقَوله إيَّاكُمْ والوصال وَإنَّك تواصل هُوَ صلَة صِيَام الْأَيَّام لَا يفْطر فِي اللَّيْل فِيهَا قَوْله ونكص أَبُو بكر ليصل الصَّفّ (وص م) قَوْله فِيهِ وصمة أَي عيب قَالَ الْخَلِيل الوصم صدع أَو كسر غير بَائِن

(وص ف)

وَقَالَ النَّضر الوصم الْعَيْب (وص ف) قَوْله وَالْمنصف الوصيف من الغلمان هُوَ الَّذِي قَارب الْبلُوغ وَلم يبلغ بعدو الْأُنْثَى وصيفة وَكَذَا جَاءَ عِنْد الْأصيلِيّ فِي فَضَائِل عبد الله بن سَلام قَالَ وَقَالَ وصيفة مَكَان منصف يُقَال أوصف الْغُلَام وَالْجَارِيَة إِذا بلغا ذَلِك وَقَوله أَلا يشف فَإِنَّهُ يصف أَي أَن الثَّوْب الرَّقِيق وَإِن لم يكن خَفِيفا يرى مَا وَرَاءه فَإِنَّهُ يصفه بانضمامه إِلَيْهِ ويبديه للناظرين كَمَا يصف الواصف ذَلِك بقوله الْوَاو مَعَ الضَّاد (وض ا) قَوْله فليغسل يَده قبل أَن يدخلهَا فِي وضوءه بِالْفَتْح ويأتون غرا محجلين من الْوضُوء وَمن آثَار الْوضُوء بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَالْتمس النَّاس وضُوءًا فَلم يجدوه وأتى بِوضُوء بِالْفَتْح فيهمَا وَلَا يحافظ على الْوضُوء بِالضَّمِّ إِلَّا مُؤمن وَمن قبْلَة الرجل امْرَأَته الْوضُوء وَمن مس الذّكر الْوضُوء أَو مَا يجْزِيك الْغسْل من الْوضُوء وأسبغوا الْوضُوء وَأحسن وضوءك وَمَا هَذَا الْوضُوء بِالضَّمِّ فِي هَذَا كُله هَذَا هُوَ الِاخْتِيَار إِذا كَانَ المُرَاد المَاء الْمُسْتَعْمل فِي ذَلِك فبالفتح وَإِذا أردْت الْفِعْل فبالضم وَقَالَ الْخَلِيل الْفَتْح فِي الْوَجْهَيْنِ وَلم يعرف الضَّم وَكَذَلِكَ عِنْدهم الطّهُور وَالطهُور وَالْغسْل وَالْغسْل وَحكى الْأَصْمَعِي غسلا وغسلا مَعًا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَالْوَجْه الأول يَعْنِي التَّفْرِيق هُوَ الْمَعْرُوف وَالَّذِي عَلَيْهِ أهل اللُّغَة قَالَ وَالضَّم مصدر التوضي يُقَال وضوء يوضأ وضُوءًا ووضاءة واشتقاق الْوضُوء من الْوَضَاءَة وَهِي النَّظَافَة وَالْحسن لِأَنَّهُ يحسن الْإِنْسَان وينظفه وَقَوله الْوضُوء مِمَّا مست النَّار بِالضَّمِّ من هَذَا لِأَنَّهُ تنظيف فَحَمله كثير من السّلف وَبَعض العماء على الْوضُوء الشَّرْعِيّ وَحمله آخَرُونَ على اللّغَوِيّ وَهُوَ غسل الْيَد وَمَا أَصَابَت من زهمه وَمِنْه الْوضُوء قبل الطَّعَام وَبعده وَكَذَلِكَ اخْتلفُوا فِي معنى أمره الْجنب بِالْوضُوءِ قبل أَن ينَام فَقيل المُرَاد بِهِ الْوضُوء الشَّرْعِيّ وَهُوَ مَذْهَب كَافَّة الْعلمَاء على اخْتلَافهمْ فِي وُجُوبه واستحبابه وَقيل المُرَاد الْوضُوء اللّغَوِيّ وَهُوَ غسل مَا بِهِ من أَذَى إِذا أَرَادَ أَن ينَام أَو يطعم وَقَوله خذي فرْصَة ممسكة فتوضئي بهَا ويروى فتطهري يفسره فِي الحَدِيث تتبعي بهَا أثر الدَّم أَي تطيبي بهَا وتنظفي وَمر فِي بَاب الْمِيم وَقَوله فَأتى بميضاة هِيَ المطهرة الَّتِي يتَطَهَّر مِنْهَا مفعلة من الْوضُوء وَالْمِيم زَائِدَة وَقَوله إِن كَانَت جارتك أوضأ مِنْك أَي أحسن وَكَذَا قَوْله وَكَانَ الْفضل رجلا وضيئا وَكَذَلِكَ قَوْله لقل مَا كَانَت امْرَأَة وضيئة أَي حَسَنَة وَقد يسهل وَيتْرك همزه وتشد ياؤه للإدغام فَيُقَال وضية وَقد ذكرنَا الْخلاف فِي هَذَا الْحَرْف فِي الْحَاء والوضاءة النَّظَافَة وَالْحسن وَقَوله فِي حَدِيث المطهرة فَتَوَضَّأ مِنْهَا وضُوءًا دون وضوء وَفِي حَدِيث الشّعب فَبَال فَتَوَضَّأ دون وضوء أَرَادَ تَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا وَكَذَلِكَ جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث قُتَيْبَة فَتَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا فِي حَدِيث الشّعب وَقيل استنجي وَلم يتَوَضَّأ للصَّلَاة وَقيل وضُوءًا دون استنجاء أَي اقْتصر على الِاسْتِجْمَار وَالْأولَى أَنه كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَتَوَضَّأ وَلم يسبغ الْوضُوء وَهُوَ عِنْدِي أظهر فيهمَا وَأولى بِمَا ذكرنَا وَقد تقدم فِي حرف السِّين فِي قيام اللَّيْل فَتَوَضَّأ وضُوءًا بَين الوضوءين فسره فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَتَوَضَّأ وَلم يكثر المَاء وَلم يقصر وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وضُوءًا حسنا بَين الوضوءين وَقَوله ثمَّ تَوَضَّأ وضُوءًا هُوَ الْوضُوء أَي أسبغه وَبَالغ فِيهِ وَفِي تكراره وَالله أعلم (وض ح) قَوْله قتل جَارِيَة على أوضاح لَهَا قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي حلى فضَّة وَوَاحِدَة وضح وَكَذَلِكَ قَوْله فَأخذُوا وضاحا وَقيل هِيَ حلى من حِجَارَة وَقَالَ الْحَرْبِيّ الأوضاح الخلاخل وَقَوله فِي السُّجُود حَتَّى نرى وضح إبطَيْهِ بِالْفَتْح أَي بياضهما كَمَا قَالَ بَيَاض

فصل الاختلاف والوهم

إبطَيْهِ فِي الحَدِيث الآخر وَمِنْه وضح الصُّبْح إِذا بَان بياضه والوضح بَيَاض الصُّبْح وَمِنْه قَوْله من وَجه النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين وضح لنا أَي ظهر واستبان ووضح لي الْأَمر مِنْهُ مَأْخُوذ من وضح الصُّبْح وَقَوله وتركتم على الْوَاضِحَة أَي على الطَّرِيق الْبَيِّنَة وَعند القعْنبِي الْوَاضِح أَي الطَّرِيق الْبَين لسالكه (وض ر) قَوْله رآبى وضرا من صفرَة بِفَتْح الضَّاد أَي لطخا من الطّيب وَقَوله فَجعل يتبع وضر الصحفة أَي لطخ الدسم فِيهَا وَالسمن وأصل الوضر الْوَسخ المتلطخ بِالْإِنَاءِ فَاسْتعْمل فِي كل مَا أشبهه من دسم وَطيب وَغَيره (وض ع) قَوْله البرليس بالإيضاح أَي الْإِسْرَاع فِي السّير وَمثله أوضع نَاقَته إِذا رآ دوحات الْمَدِينَة وَقَوله هُوَ وضع عِنْده على الْعَرْش أَن رَحْمَتي تغلب غَضَبي كَذَا ضَبطه الْقَابِسِيّ وَغَيره بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الضَّاد وَعند بَعضهم عَن أبي ذَر وضع بِفَتْح الضَّاد وَالْعين فعل قَالَ الْأَصْمَعِي الوضائع كتب تكْتب فِيهَا الْحِكْمَة وَقَوله فقد وَضعته تَحت قدمي أَي أبطلته وهدرته وَقَوله ليستوضع الآخر أَي يطْلب مِنْهُ أَن يضع لَهُ من دينه أَي ينقصهُ وَقَوله أَو دَخلته يَعْنِي المَال وضيعة أَي نقص وَقَوله وَيَضَع الْعلم أَي يهدمه وَقَوله للْغَرِيم أَي ضع الشّطْر أَي حط النّصْف والوضع من الدّين الْحَط مِنْهُ وَقَوله فِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَيَضَع الْجِزْيَة قيل مَعْنَاهُ يُسْقِطهَا وَلَا يقبل من أحد إِلَّا الْإِيمَان وَقيل يفرضها على من عَصَاهُ لظُهُوره على الْكَفَرَة وقهره لَهُم وَقيل يقتل من كَانَ يُؤَدِّيهَا لنبذهم الْعَهْد وخروجهم مَعَ الدَّجَّال وَقَوله إِن كنت وضعت الْحَرْب بَيْننَا وَبينهمْ أَي أسقطتها وَمِنْه وَيَضَع الْعلم أَي يهده ويهدمه ويلصقه بِالْأَرْضِ وَقَوله لَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه قيل هِيَ كِنَايَة عَن كَثْرَة ضربه نِسَاءَهُ ويفسره قَوْله فِي الحَدِيث الآخر ضراب للنِّسَاء وَقيل هِيَ كِنَايَة عَن كَثْرَة أَسْفَاره وَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث مُفَسرًا أولى وَقَوله ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض أَي يَجْعَل وَينزل وَمثله فِي الرَّحْمَة يوضع يَعْنِي جُزْءا وَاحِدًا بَين خلقه وَقَوله من أنظر مُعسرا أَو وضع عَنهُ أَي أسقط عَنهُ. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي بَاب فضل الْوضُوء رقيت مَعَ أبي هُرَيْرَة على ظهر الْمَسْجِد تَوَضَّأ قَالَ أَنِّي سَمِعت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كَذَا عِنْد رُوَاة الْفربرِي من غير خلاف وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب رِوَايَة النَّسَفِيّ يَوْمًا مَكَان تَوَضَّأ وَالله تَعَالَى أعلم الْوَاو مَعَ الْعين (وع ث) قَوْله من وعثاء السّفر أَي شدته ومشقته وَأَصله من الوعث بِسُكُون الْعين وَهُوَ الْمَكَان الدهس الَّذِي يشق الْمَشْي فِيهِ فَجعل مثلا لكل مَا يشق (وع د) قَوْله الْحَمد لله الَّذِي أنْجز وعده هُوَ وَالله أعلم مَا وعده بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ربه عز وَجل من إِظْهَار دينه وإتمام كَلمته كَمَا قَالَ تَعَالَى) وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات (الْآيَة وَقيل فِي حَيَاته وَقيل بعد مَوته وَقَالَ الله تَعَالَى هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى وَدين الْحق لِيظْهرهُ على الدّين كُله وَقَوله فِي الْمُنَافِق وَإِذا وعد أخلف قيل هُوَ على وَجهه وَإِنَّهَا من خِصَال النِّفَاق الَّذِي هُوَ كفر وَإِن كَانَ بِمَعْنى النِّفَاق من الخديعة وَقَول أبي هُرَيْرَة والموعد الله أَي عِنْد الله الْمُجْتَمع أَو اليه أَي الْموعد موعد الله أَي هُنَاكَ تفتضح السرائر أَي يجازي كل وَاحِد بقوله ينصف من صَاحبه وَيحْتَمل أَن يُرِيد بقوله وَالله الْموعد أَي جَزَاؤُهُ أَو لقاؤه وواعدت صواغا أَي وافقته على وعد وواعده غَار ثَوْر مثله أَي جعلاه ميعاد اجْتِمَاعهم مَعَه وَقَوله وَإِذا وعد أخلف يُقَال وعدت

فصل الاختلاف والوهم

فلَانا فِي الْخَيْر وَعدا وَالِاسْم مِنْهُ الْعدة والموعدة وأوعدته فِي الشَّرّ إيعادا وَالِاسْم مِنْهُ الْوَعيد إِذا لم يذكرَا فَإِذا ذكرا قلت فيهمَا وعدته خيرا ووعدته شرا ووعدته بِخَير ووعدته بشر واوعدته شرا وَبشر لَا غير وتوعدته تهددته قَالَ أَبُو عبيد الْوَعْد والميعاد والوعيد وَاحِد فالعدة اسْم مَنْقُوص من الْوَعْد (وع ز) ذكر مُسلم فِي حَدِيث الْإِفْك من رِوَايَة يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ابْن سعد وَقد نزلُوا موعزين فِي حر الظهيرة بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالزَّاي وَرَوَاهُ بَعضهم بالراء وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَصَوَابه مَا فِي الرِّوَايَات الْأُخْرَى موغرين بالغين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَقد فسره عبد الرَّزَّاق الوغرة شدَّة الْحر أَي نزلُوا فِي الهاجرة (وع ظ) قَوْله السعيد من وعظ بِغَيْرِهِ أَي من اعْتبر بِمَا يحل بسواه من سوء حَاله أَو معاقبه فَلم يفعل فعله لَيْلًا يحل بِهِ مثله وَقَوله وَهُوَ يعظ أَخَاهُ فِي الْحيَاء أَي يؤنبه ويزجره فِي كَثْرَة ذَلِك وَمثله وَوعظ الْقَوْم بِمَا وعظوا أَي عوتبوا ووبخوا (وع ك) قَوْله وعك سهل ووعك أَبُو بكر ووعكت وَجعل يعوك مضموم الأول على مَا لم يسم فَاعله وعكا شَدِيدا سَاكن الْعين وتفتح وَمن وعكها قَالَ أَبُو حَاتِم الوعك الْحمى وَقَالَ غَيره هُوَ ألم التَّعَب وَقَالَ يَعْقُوب وعكة الشَّيْء دَفعته وشددته وَقَالَ غَيره هُوَ إزعاج الْحمى الْمَرِيض وتحريكها إِيَّاه وَقَالَ الْأَصْمَعِي الوعك شدَّة الْحر فَكَأَنَّهُ حر الْحمى وشدتها (وع ى) قَوْله فِي الْأنف إِذا استوعى جدعا على هَذِه الرِّوَايَة أَي استوصل كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى استوعب بِالْبَاء وَفِي الْمُوَطَّأ إِذا أوعى جرعا وَعند بَعضهم وعى وَكِلَاهُمَا نَحْو مَا تقدم وَمثله قَوْله فِي حَدِيث الزبير فاستوعى للزبير حَقه أَي استوعبه وَقَوله فَلَعَلَّ بَعْضكُم أوعى لَهُ من بعض وأوعاهم للأحاديث أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ووعيت مَا قَالَ وأعي مَا تَقول أَي حفظت يُقَال وعيت الْعلم وأوعيته إِذا حفظته وَجمعته وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال وعيت الْعلم أَي حفظته والاذن سَمِعت وأوعى الْمَتَاع جمعه فِي الْوِعَاء وَقَوله لَا توعى فيوعى الله عَلَيْك مَعْنَاهُ مَا تقدم فِي توكي أَي لَا تشحى وتجمعيه فِي الأوعية جمع شح وتحفظيه وَلَا تنفقيه فيشح عَلَيْك أَي يقتر رزقك وَلَا يخلف لَك وَلَا يُبَارك يُقَال من هَذَا أوعيت الْمَتَاع أَي جمعته وأوعيته جعلته فِي وعَاء وَلَا يُقَال فِيهِ وعيت وَقَوله أعرف عفاصها أَو قَالَ وعاءها مَمْدُود فِي رِوَايَة من رَوَاهُ كَذَا هُوَ مثل قَوْله عياصها والوعاء والعفاص الشَّيْء الَّذِي يحفظ فِيهِ غَيره وَقَوله الْجوف وَمَا وعي أَي جمع قيل يَعْنِي الْبَطن والفرج وهما يسميان الأجوفين وَقيل أَرَادَ مَا حشوته فِيهِ وَجمعته من طَعَام وشراب حَتَّى يكون من وَجهه وعَلى وَجهه وَقيل أَرَادَ الْقلب والدماغ لِأَنَّهُمَا مجمعا الْعقل عِنْد قَائِل هَذَا وَقَول أبي هُرَيْرَة حفظت عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَاء يَعْنِي من الْعلم على طَرِيق الِاسْتِعَارَة من الْوِعَاء الَّذِي يحمل فِيهِ الْمَتَاع. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي قتل أبي رَافع حَتَّى اسْمَع الواعية أَي الصارخة وَرَوَاهُ بَعضهم الواعية وَلَيْسَ بِشَيْء الوعي مَقْصُور بِالْعينِ الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة الصَّوْت الشَّديد قَالَه أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ الهايعة وَكَذَلِكَ بِالْمُعْجَمَةِ أَيْضا قَالَ أَبُو عَليّ سَمِعت وعي الْحَرْب ووغاها أَي صَوتهَا وجلبتها قَالَ الْخَلِيل الوعا بِالْمُهْمَلَةِ الصَّوْت والواعية الصارخة قَالَ ابْن دُرَيْد الوغى اخْتِلَاط الْأَصْوَات فَكثر حَتَّى سميت بِهِ الْحَرْب وغى وَكَذَلِكَ روى بَعضهم فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم فَلَعَلَّ بَعْضكُم أرعى لَهُ من بعض بالراء وَهُوَ وهم وَالْمَشْهُور مَا ذَكرْنَاهُ أَولا ومساق الحَدِيث عَلَيْهِ يدل وَالله تَعَالَى أعلم

فصل الاختلاف والوهم

الْوَاو مَعَ الْغَيْن (وغ ر) قَوْله فِي حَدِيث الْإِفْك الْقَوْم موغرون فِي الظهيرة أَي نازلون فِي الهاجرة والوغرة شدَّة الْحر فسره عبد الرَّزَّاق فِي الحَدِيث وَمِنْه وغر الصَّدْر أَي شدَّة غيظه وحره وَضَبطه ابْن أبي صفرَة موغرين وَالْأول أوجه وَذكر مُسلم قَول يَعْقُوب بن سعد وَفِيه موعزين بِالْعينِ الْمُهْملَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْعين (وغ ل) قَوْله فِي حَدِيث الْمِقْدَاد فَلَمَّا وغلت فِي بَطْني يَعْنِي شربة اللَّبن أَي حصلت دَاخله والوغول الدُّخُول فِي الشَّيْء الْوَاو مَعَ الْفَاء (وف د) قَوْله جَاءَهُ وَفد بني فلَان ووفد عَلَيْهِ فلَان وتلبسها للوفد هُوَ جمع وَافد مثل زور وزائر ووفود أَيْضا وهم الْقَوْم يفدون على السُّلْطَان أَو من لَهُ الْأَمر إِذا أَتَوا ركبانا وَقد وفدوا وَفْدًا ووفادة كَذَا قَالَ صَاحب الْأَفْعَال (وف ر) قَوْله وفروا اللحى أَي لَا تنقصوها وتقصوها كَمَا سنّ لكم فِي الشَّوَارِب وكما قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى اعْفُوا اللحى وَقد ذَكرنَاهَا قَالَ الله تَعَالَى) جَزَاء موفورا (أَي غير مَنْقُوص والوفر المَال الْكثير وَقَوله رَأس المَال وافر عِنْدِي أَي لم ينقص وَقَوله فِي الْمُنفق إِلَّا سبغت عَلَيْهِ ووفرت أَي امتدت وطالت كَمَا قَالَ حَتَّى تخفى بنانه ضبط الْأصيلِيّ هاذين الحرفين بِضَم الْبَاء وَالْفَاء وَصَوَابه فيهمَا فتحهما (وف ق) قَوْله فِي حَدِيث طَلْحَة فوفق من أكله بتَشْديد الْفَاء مَعْنَاهُ قَالَ لَهُ قد وفقك الله أَو وفقت أَي صوب فعله وَقَوله فَمن وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر لَهُ قيل مَعْنَاهُ مُوَافقَة قَوْله قَول الْمَلَائِكَة فِي الزَّمَان وَكَانَت القولتان مَعًا كَمَا قَالَ قيل إِذا قَالَ آمين قَالَت الْمَلَائِكَة آمين وَقيل أَن تكون مُوَافَقَته تأمينهم فِي الصّفة من لخشوع وَالْإِخْلَاص وَقيل من وَافق دعاءه للمأمومين كدعاء الْمَلَائِكَة لَهُم وَقيل الْمُوَافقَة هُنَا الْإِجَابَة فَمن اسْتُجِيبَ لَهُ كَمَا يُسْتَجَاب للْمَلَائكَة وَهَذَا يبطل معنى الحَدِيث وَفَائِدَته وَقيل هِيَ إِشَارَة إِلَى الْحفظَة وشهودها الصَّلَاة مَعَ الْمُؤمنِينَ فيؤمنون إِذا أَمن الإِمَام فَمن فعل فعلهم وَحضر حضورهم للصَّلَاة وَقَالَ قَوْلهم غفر لَهُ وَالْأول أولى وَمَفْهُوم المُرَاد من الحَدِيث (وف ى) قَوْله قد أوفى الله ذِمَّتك أَي أتمهَا وَلم ينقضها نَاقض وأصل الْوَفَاء التَّمام يُقَال وَفِي بعهده وأوفى وَفَاء مَمْدُود ووفى الشَّيْء ووفى تمّ وَقَوله وفت ذِمَّتك تمت واستوفيت حَقي أَخَذته تَاما وأوفيته حَقه أتممته لَهُ وَمِنْه أوفيتني أوفاك الله ووفيته لَا غير وَكَذَلِكَ الْكَيْل وَلَا يُقَال فيهمَا وَفِي بِالتَّخْفِيفِ وَقَوله فوفى شعري جميمة أَي طَال وَبلغ ذَلِك وَقَوله فأوفى على ثنية أَي علاها وَكَذَلِكَ قَوْله أوفى على رَأس الْجَبَل وأوفى بِذرْوَةِ جبل وَقَوله خرجنَا موافين لهِلَال ذِي الْحجَّة أَي مقاربين لِأَن خُرُوجهمْ كَانَ لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة وَالله أعلم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فِي عمْرَة الْقَضَاء يقدم عَلَيْكُم وَفد وهنتهم حمى يثرب هَذَا الصَّوَاب بِالْفَاءِ وَقد فسرناه وَرَوَاهُ ابْن السكن وَقد بِفَتْح الْقَاف وَالْأول أوجه قَوْله فِي الضَّحَايَا وَلَا تفي عَن أحد بعْدك كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ والأصيلي فِي بَاب اسْتِقْبَال النَّاس للأمام مَعْنَاهُ تجزي عَنْك وَيتم بهَا نسكك كَمَا جَاءَ فِي غير حَدِيث وَلَا تجزي عَن أحد بعْدك وَعند البَاقِينَ هُنَا وَلَا تقضي وَهُوَ بِمَعْنى تجزي ولجميعهم فِي بَاب الْخطْبَة بعد الْعِيدَيْنِ لن توفى وَقد فسرنا هَذَا الْحَرْف قبل فِي حرف الْقَاف وَقَوله فِي نِكَاح الْمُتْعَة أَيّمَا رجل وَامْرَأَة توافقا بِتَقْدِيم الْفَاء من الِاتِّفَاق كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي تواقفا بِتَقْدِيم الْقَاف وَهُوَ وهم وَقد يخرج لَهُ وَجه بِمَعْنى الأول أَي وقف كِلَاهُمَا على مَا ذكرَاهُ واتفقا عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم الْوَاو مَعَ الْقَاف (وق ب)

(وق ت)

قَوْله فاغترفوا من وَقب عَيْنَيْهِ بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْقَاف هِيَ حُفْرَة الْعين فِي عظم الْوَجْه (وق ت) قَوْله وَقت لأهل الْمَدِينَة ذَا الحليفة أَي حد وَجعله لَهُم ميقاتا وحد الْحَد الَّذِي يحرمُونَ مِنْهُ وَمِنْه الْوَقْت والمواقيت كلهَا حُدُود الْعِبَادَات وَيكون وَقت بِمَعْنى أوجب أَي أوجب عَلَيْهِم الْإِحْرَام مِنْهُ قَالَ الله تَعَالَى) إِن الصَّلَاة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا (وَقَوله وَلَيْسَ فِي ذَلِك أَمر موقوت إِلَّا اجْتِهَاد السُّلْطَان أَي مُقَدّر مَحْدُود وَقَوله فِي زَكَاة الْحبّ وَبَين فِي ذَلِك وَوقت أَي قدر وحد (وق د) قَوْله كَمثل رجل استوقد نَارا فَجعلت الْفراش الحَدِيث استوقد بِمَعْنى أوقد وَقَوله وقود مجامرهم الألوة بِفَتْح الْوَاو مَعْنَاهُ مَا يُوقد بِهِ أَي حطبها قَالَ الله تَعَالَى) وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة (وبضم الْوَاو اسْم الْفِعْل من وقدت ومصدره (وق ذ) قَوْله فَإِنَّهُ وقيذ أَي ميتَة قَتِيل دون ذَكَاة من قَوْله تَعَالَى) والمنخنقة والموقوذة (وَهِي المقتولة بعصى أَو بِحجر وَمَا لأحد لَهُ يُقَال وقذته إِذا اتخنثه ضربا وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير أصل الوقذ الضَّرْب على فاس الْقَفَا فتصل هدتها إِلَى الدِّمَاغ فتذهب الْعقل (وق ر) قَوْله وقر الْإِيمَان فِي قلبِي أَي تمكن وَوقر فِي أَنفسكُم مثله وَقَوله رب زِدْنِي وقارا وَالْوَقار وَعَلَيْكُم السكينَة وَالْوَقار وهما بِمَعْنى أَي التشمت وَأَصله الثّقل والاستقرار وَمِنْه وقر يقر وَالْوَقار العظمة أَيْضا وَمِنْه لَا ترجون لله وقارا (وق ص) قَوْله فِي حَدِيث الْمحرم فوقص وقصا وَفِي الحَدِيث الآخر فوقصته أَو قَالَ فأوقصته وَمَعْنَاهُ أوقعته فَكسرت عُنُقه والوقص بِسُكُون الْقَاف الْكسر والأقاص والوقص كسر الْعُنُق وقصه وأوقصه مَعًا وَمِنْه الأوقص الْقصير الْعُنُق وَالِاسْم مِنْهُ الوقص كَأَنَّهُ وقص فَدخل عُنُقه فِي جِسْمه وَلم يذكر صَاحب الْأَفْعَال وَغَيره فِيهِ إِلَّا وقصه لَا غير وَقد روى بروايات أخر ذَكرنَاهَا فِي حرف الْقَاف وَمِنْه فِي حَدِيث الْغَزْو فِي الْبَحْر فوقصت بهَا دابتها فَسَقَطت عَنْهَا فَمَاتَتْ وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الرَّاء وَقَوله فتواقصت عَلَيْهَا أَي أَمْسَكتهَا بعنقي يَعْنِي الْبردَة لضيقها (وق ع) قَوْله إِن مَا قَالَ وَاقع أَي كَائِن حَقًا فِي حَدِيث زَيْنَب وَعَائِشَة ثمَّ وَقعت فِي واستطالت على وَفِيه فَلَمَّا وَقعت بهَا بِمَعْنَاهُ أَي ألحت عَليّ بالْكلَام ولزمتني بِهِ وَمِنْه وَقع الْحسن بالقوم إِذا أثر فيهم وَقَوله عِنْد الوقاع كِنَايَة عَن الْجِمَاع وَقَوله فِي حَدِيث السَّائِب أَن ابْن أُخْتِي وَقع بِكَسْر الْقَاف أَي مَرِيض وَقد مر فِي رِوَايَة وجع وهما بِمَعْنى وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن هُنَا والوقع المشتكي الْمَرِيض مثل الوجع وَأَصله وَهن الرجل ومرضها من حِجَارَة أَو حفاء يُصِيبهَا وروى بَعضهم عَن أبي ذَر هَذَا الْحَرْف فِي بَاب خَاتم النبوءة وَقع على الْفِعْل الْمَاضِي وَالْوَجْه مَا تقدم وَفِيه ذكر الوقيعة وَقَوله فَوَقع النَّاس فِي شجر الْبَوَادِي أَي ذهبت أفكارهم إِلَى ذَلِك وَصَارَت إِلَيْهِ ولزموا ذكرهَا كَمَا يَقع الطَّائِر على الْغُصْن وَقَوله فَوَقع فِي نَفسِي أَنَّهَا النَّخْلَة أَي ألْقى فِيهَا وَقَامَ بهَا وَقَوله عِنْد الوقاع فَوَقع وأيقع الرجل امْرَأَته فِي الْعمرَة مَعْنَاهُ فِي الْجِمَاع الوقاع بِالْكَسْرِ الْجِمَاع وَقَوله حِين وَقع الشَّفق وَحين وَقعت الشَّمْس مَعْنَاهُ غَابَ كَأَنَّهُ سقط فِي ذَلِك وَقَوله فَلَمَّا وَقعت بَين رِجْلَيْهَا أَي نزلت وتمكنت وَمِنْه وَقع الطَّائِر على الشَّجَرَة (وق ف) ذكر الْوَقْف وَهل ينْتَفع الْوَاقِف بوقفه هُوَ المَال يُوقف وَيحبس مؤبد الْوَجْه من وُجُوه الْخَيْر أَو على قوم مُعينين وَالْوَقْف وَالْحَبْس بِمَعْنى عِنْد الْمَالِكِيَّة وَجَاء فِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ إِذا أوقف الرجل كَذَا وَالصَّوَاب وقف ثلاثي لَكِن قيل أوقف فِي لُغَة قَليلَة ردية عِنْدهم وَحكى صَاحب الْأَفْعَال أوقفت الدَّار

فصل الوهم والتغيير

وَالدَّابَّة لُغَة بني تَمِيم وَعند الْأصيلِيّ فِي بَعْضهَا وقف على الصَّوَاب وَكَذَا عِنْده قَوْله وقف عمر وَلغيره أوقف قَول أبي قَتَادَة أَنِّي أستوقف لكم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأدركه فحدثه الحَدِيث (وق ى) قَوْله مِنْكُم وقاء بِكَسْر الْوَاو مَمْدُود قَالَ أَبُو عَليّ الوقاء مَا يوقي بِهِ الشَّيْء وَقد قَالُوا الوقايا بِالْفَتْح أَيْضا وَالْأول أفْصح قَالَ اللحياني وقيته مَا يكره وقيا ووقاية ووقاية ووقاية ووقاء مَمْدُود وَقَوله يَتَّقِي بجذوع النّخل أَي يسْتَتر عَنهُ بهَا ويجعلها وقاية بَينه وَبَينهَا فصل الْوَهم والتغيير قَوْله فِي التَّفْسِير وَقَالَ مُجَاهِد قوا أَنفسكُم وأوقفوا أهليكم بتقوى الله كَذَا لِابْنِ السكن وللقابسي وَعند الْأصيلِيّ أوقفوا أَنفسكُم وأهليكم قَالَ الْقَابِسِيّ وَصَوَابه قوا أَنفسكُم وقوا أهليكم قَوْله الْمَسْجُور الموقد كَذَا لجميعهم وَلأبي زيد عِنْد الْأصيلِيّ الموقر بالراء وَفسّر بَعضهم المملو وَالْقَوْلَان معروفان فِي تَفْسِير الْمَسْجُور مُجَاهِد يَقُول الموقر بالراء وَقيل المملو وَالله تَعَالَى أعلم الْوَاو مَعَ السِّين (وس د) قَوْله إِذا وسد الْأَمر إِلَى غير أَهله كَذَا لكافة الروَاة أَي أسْند وَجعل لَهُم وقلدوه يَعْنِي الْإِمَارَة وَعند الْقَابِسِيّ أوسدو قَالَ الَّذِي أحفظ وسد قَالَ وَفِيه عِنْدِي أشكال بَين وسد وَأسد قَالَ وهما بِمَعْنى قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هُوَ كَمَا قَالَ وَقد قَالُوا وسَادَة واسادة واشتقاقهما وَاحِد وَالْوَاو هُنَا بعد الْألف ولعلها صُورَة الْهمزَة وَالله أعلم وَقَوله جَعلتهَا تَحت وِسَادَتِي وَأُلْقِي لَهُ وسَادَة ونام فِي عرض الوسادة ويروى الوساد هُوَ مَا يتوسد عَلَيْهِ عِنْد النّوم وَيجْعَل عَلَيْهِ الرَّأْس أَو يتكأ عَلَيْهِ يُقَال فِيهِ وسَادَة ووسادة واسادة بِالْهَمْز لُغَة هذلية وَقيل فِي قَوْله فِي عرض الوسادة أَن المُرَاد هُنَا الْفراش وَقَوله أَن وِسَادك لَعَرِيض يُرِيد إِن كنت توسدت تَحت رَأسك الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود الَّذِي أَرَادَ الله تَعَالَى بقوله) حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود (فَإِن وسادا يكونَانِ تَحْتَهُ وهما اللَّيْل وَالنَّهَار الآخذان بأقطار الدُّنْيَا لَعَرِيض قَالَه لَهُ على طَرِيق التبكيت لما تأولهما عِقَالَيْنِ وجعلهما تَحت رَأسه وَكَانَ يَأْكُل حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ الْأَبْيَض مِنْهُمَا من الْأسود وَقيل مَعْنَاهُ تَعْرِيض بالبلادة وكنى بالوسادة عَن الْقَفَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أَنَّك لَعَرِيض الْقَفَا وَمثل هَذَا يعرض بِهِ للبليد الغبي يُرِيد لسوء تَأْوِيله فِي الْآيَة وَبعد فهمه لمعناها وَقيل بل يكون مَعْنَاهُ على وَجهه أَي غليظ الرَّقَبَة سمين لِكَثْرَة أكله إِلَى بَيَاض النَّهَار وَالْأول أولى وَهُوَ بَين من لفظ الحَدِيث وسياقه وَإِلَيْهِ يرجع قَوْله أَنَّك لَعَرِيض الْقَفَا لِأَن وساد الْمَرْء من قدره فَمن يتوسد اللَّيْل وَالنَّهَار وَيحْتَاج قفا من جنس ذَلِك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَقيل الوساد هُنَا النّوم أَي أَن نومك كثير وَقيل اللَّيْل كَأَنَّهُ يَقُول أَن من لَا يعد النَّهَار حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ العقالان نَام كثيرا وَطَالَ ليله وهما بعيدان فِي التَّأْوِيل وَقَوله صَاحب الوساد والمطهرة يَعْنِي عبد الله ابْن مَسْعُود كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ من غير خلاف فِي كتاب الطَّهَارَة وَفِي رِوَايَة مَالك ابْن إِسْمَاعِيل ويروى الوسادة وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب صَاحب السوَاد أَو السِّوَاك بِكَسْر السِّين فيهمَا وَكَانَ عبد الله بن مَسْعُود يمشي مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَيْثُ تصرف ويخدمه وَيحمل مطهرته وسواكه ونعليه وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَلَعَلَّهُ أَيْضا يحمل وسَادَة إِذا احْتَاجَ إِلَيْهَا وَأما أَبُو عمر فَقَالَ كَانَ يعرف بِصَاحِب السوَاد والسواك بِكَسْر السِّين وَمعنى السوَاد السرَار لقَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إذنك على أَن ترفع الْحجاب وَتسمع

(وس ط)

سوَادِي (وس ط) قَوْله فِي الْجِنَازَة فَقَامَ وَسطهَا وَفِي الحَدِيث الآخر فَوَجَدته فِي وسط النَّاس كَذَا ضَبطنَا هَذَا الْحَرْف بِسُكُون السِّين على أبي بَحر وَغَيره وَبَعْضهمْ بِالْفَتْح قَالَ الجياني وَكَذَا رده عَليّ ابْن صَاحب الأحباس وَقَالَ ابْن دُرَيْد وسط الدَّار وَسطهَا سَوَاء وَقَالَ ثَعْلَب جلس وسط الْقَوْم ووسط الدَّار بِالسُّكُونِ وَاحْتَجَمَ وسط رَأسه بِالْفَتْح وَقَوله من سطة النِّسَاء ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَأَصله الْوَاو وَذكرنَا مَا تعقب فِيهِ والتصحيف فِي حَدِيث آكل الرِّبَا وَمن قَالَ فِيهِ وسط النَّهر فِي حرف الشين وسطة كل شَيْء خِيَاره وأعدله وَمِنْه أمة وسطا وَمِنْه الفردوس أَوسط الْجنَّة وأعلاها قيل أفضلهَا وَيكون أَنه أوسطها مساحة ثمَّ هُوَ مَعَ دلك أرفعها منَازِل وأفضلها مَرَاتِب وَقَوله شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى سميت بذلك أما لِأَنَّهَا أفضل الصَّلَوَات وَأَعْظَمهَا أجرا وَلِهَذَا خصت بالمحافظة بعد إجمالها فِي عُمُوم الصَّلَوَات أَو لِأَنَّهَا وسط بَين صَلَاتي نَهَار وصلاتي ليل على من جعلهَا الْعَصْر أَو الصُّبْح أَو لِأَنَّهَا فِي وسط النَّهَار لمن قَالَ أَنَّهَا الظّهْر أَو لِأَنَّهَا وسط مَا بَين اللَّيْل وَالنَّهَار لمن جعلهَا الصُّبْح أَو لِأَنَّهَا خمس صلوَات فَكل صَلَاة مِنْهُنَّ وسطا لِأَنَّهَا بَين صَلَاتَيْنِ من كل طرف وَقد بَينا المقالات فِيهَا وَاخْتلف الْعلمَاء فِي تَعْيِينهَا وتعميتها فِي كتاب الْإِكْمَال وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات صلوَات الْوُسْطَى أَي عَن صَلَاة الصَّلَاة الْوُسْطَى أَو من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه وَقَوله كَانَ يعْتَكف الْعشْر الْوسط من رَمَضَان بِضَم الْوَاو وَالسِّين كَذَا رَوَاهُ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ فِي الْمُوَطَّأ جمع وَاسِط كنازل وَنزل وَرَوَاهُ غَيره من شُيُوخنَا وسط بِفَتْح السِّين جمع وسطى مثل كبرى وَكبر قَالَ الله تَعَالَى) إِنَّهَا لإحدى الْكبر (وَيصِح بِسُكُون السِّين جمع وسيط مثل كَبِير وَكبر وَيجوز بِفَتْحِهَا مَعًا فَيكون وَاحِدًا لِأَنَّهُ بَين الْعشْرين وَيكون جمعا أَيْضا لوسيط وَفِي أَكثر الْأَحَادِيث الْأَوْسَط (وس ل) قَوْله آتٍ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة والفضيلة قيل الْقرب مِنْهُ والمنزلة عِنْده وَجَاء فِي الحَدِيث هِيَ دَرَجَة فِي الْجنَّة لَا ينالها الأرحل وَاحِد وأرجوا أَن أكون أَنا هُوَ (وس م) قَوْله بِيَدِهِ ميسم وَهُوَ يسم إبل الصَّدَقَة وَنهى عَن الوسم فِي الْوَجْه وَلعن الَّذِي وسمه السمة بِكَسْر السِّين وَتَخْفِيف الْمِيم الْعَلامَة ووسم الْإِبِل أَن تكوى كَيَّة تكون لَهَا عَلامَة والميسم بِكَسْر الْمِيم وَفتح السِّين الحديدة الَّتِي يفعل بهَا ذَلِك كُله بِالسِّين الْمُهْملَة والوشم بالشين الْمُعْجَمَة نَحْو مِنْهُ وسنذكره بعد وَقد فرق بَعضهم بَينهمَا وموسم الْحَج سمي بذلك لِأَنَّهُ معلم يجْتَمع إِلَيْهِ والموسم مَوضِع اجْتِمَاع النَّاس فِيهِ وَيُقَال لِأَن لَهُ سمة وعلامة هِيَ رُؤْيَة الْهلَال الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ لَهُ وَقَوله يختضب بالوسمة بِسُكُون السِّين هِيَ شجر يختضب بهَا وَقَالَ أَبُو حنيفَة هُوَ العظلم والنيلج أَيْضا والتنومة وَقيل هُوَ الْخطر أَيْضا وَكله يختضب بِهِ للسواد وَزعم الْبكْرِيّ أَنَّهَا الَّتِي تسمى ببلادنا الْحِنَّاء وضبطها بَعضهم الوسمة بِكَسْر السِّين (وس ق) قَوْله خَمْسَة أوسق وَفِي رِوَايَة أوساق وَشطر وسق والأوسق الموسقة الوسق بِفَتْح الْوَاو سِتُّونَ صَاعا بِصَاع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَذَلِكَ ثَلَاثمِائَة رَطْل وَعِشْرُونَ رطلا هَذَا عِنْد الْحِجَازِيِّينَ وَهُوَ الصَّحِيح قَالَ شمر كل شَيْء حَملته فقد وسقته وَقَالَ غَيره الوسق الضَّم وَالْجمع وَمعنى الموسقة المضمومة الْمَجْمُوعَة أَو المحمولة وَقَالَ ابْن دُرَيْد وسقت الْبَعِير مخففا حملت عَلَيْهِ وسْقا وَقَالَ بَعضهم أوسقت وَالْأول أَعلَى وَفِي بَاب الْمُزَارعَة بالشطر فَمنهمْ من اخْتَار

فصل الاختلاف والوهم

الوسق يَعْنِي أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لأكثرهم وَضَبطه بَعضهم الوسق (وس ع) قَوْله وسعهَا أَي طاقتها وَمَا تسعه قدرتها وتحتمله وسعة رحمت الله فيضها وَكَثْرَتهَا وَمن أَسْمَائِهِ تَعَالَى الْوَاسِع وَمَعْنَاهُ الْجواد وَقيل الْعَالم وَقيل الْغَنِيّ (وس وس) قَوْله وَمَا وسوست بِهِ أَنْفسهَا وَذكر الوسواس والوسوسة هُوَ مَا يلقيه الشَّيْطَان فِي الْقلب وَهُوَ الوسواس أَيْضا والشيطان وسواس وَأَصله الْحَرَكَة الْخفية ووسواس الْحَيّ صَوت حركته وَمَا وسوست بِهِ أَنْفسهَا أَي حدثتها بِهِ وألقته خواطرها إِلَيْهَا بِالرَّفْع وَعند الْأصيلِيّ بِالنّصب وَله وَجه يكون وسوست بِمَعْنى حدثت وَرجل موسوس إِذا غلب ذَلِك عَلَيْهِ بِكَسْر الْوَاو وَلَا يُقَال بِفَتْحِهَا. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي السَّهْو فِي الصَّلَاة فتوسوس الْقَوْم كَذَا رَوَاهُ ابْن ماهان وَكَذَا الْكثير من شُيُوخنَا وَرَوَاهُ بَعضهم توشوش بِالْمُعْجَمَةِ وَكَذَا قيدناه على أبي بَحر وَغَيره وَكَذَا تقيد عِنْد الخشنى والهوزني وهما بِمَعْنى والشين هُنَا أشهر وأليق والوشوشة بِالْمُعْجَمَةِ هَمس الْقَوْم بَعضهم لبَعض بِكَلَام خَفِي مَعَ حَرَكَة واضطراب والوسوسة بِالْمُهْمَلَةِ الْكَلَام الْخَفي أَيْضا وَالْحَرَكَة الْخفية قَالَ الْخَلِيل الوشوشة كَلَام فِي اخْتِلَاط الْوَاو مَعَ الشين (وش ح) قَوْله وشاح أَحْمَر من سيور وَيَوْم الوشاح الوشاح كالنظام وَغَيره من خرز وَقَالَ الْخَلِيل هما خيطان من لُؤْلُؤ مُخَالف بَينهمَا تتوشح بِهِ الْمَرْأَة وَقَالَ ابْن دُرَيْد الوشاح خرز تتوشح بِهِ الْمَرْأَة وَالْجمع وشح وهذيل تَقول أشاح وَقَوله هُنَا من سيور أَي من شرك أَحْمَر وَيَوْم الوشاح الْيَوْم الَّذِي جرت فِيهِ قَضِيَّة بَينهَا فِي الحَدِيث وَقَوله متوشحا بِهِ وَشبه التوشح التوشح بِالثَّوْبِ فسره الزُّهْرِيّ فِي البُخَارِيّ قَالَ هُوَ الْمُخَالف بَين طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ وهوا لاشتمال على مَنْكِبَيْه وَبَيَانه هُوَ أَن يَأْخُذ طرف الثَّوْب الْأَيْسَر من تَحت الْيَد الْيُسْرَى فَيلقى على الْمنْكب الْأَيْمن وَيُؤْخَذ الطّرف الْأَيْمن من تَحت الْيَد الْيُمْنَى فَيلقى على الْمنْكب الْأَيْسَر (وش ر) قَوْله الواشرة والمؤتشرة ذكرناهما فِي حرف الْهمزَة (وش ك) قَوْله أوشك أَن يواقع ويوشك أَن يَقع فِيهِ وَأَن ترى كَذَا وأوشكت أَن ترى كَذَا يتكرران فِي الْأَحَادِيث هُوَ فِي الْمَاضِي بِفَتْح الْهمزَة والشين وَفِي الْمُسْتَقْبل بِكَسْر الشين وَمَعْنَاهُ عِنْد الْخَلِيل أسْرع أَن يكون كَذَا وَقرب وَقَالَ أَبُو عَليّ جعلُوا لَهُ الْفِعْل كَأَنَّهُمْ قَالُوا يُوشك الْفِعْل مثل عَسى أَن ينفعل أَي عَسى الْفِعْل قَالَ وَلَا يُقَال يُوشك بِفَتْح الشين فِي الْمُسْتَقْبل وَلَا أوشك فِي الْمَاضِي وَأنكر الْأَصْمَعِي أوشك أَيْضا وَإِنَّمَا يَأْتِي عِنْده مُسْتَقْبلا والوشك والوشك السرعة وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الْمَاضِي فِيهِ كثيرا (وش م) قَوْله نهى عَن الوشم وَلعن الواشمة والمستوشمة وَالْمُسْتَوْشِمَات وللجرجاني فِي مَوضِع آخر المؤتشمات وَفِي كتاب مُسلم المؤشومات فِي حَدِيث فضل ويروى الموشمات هُوَ كالخيلان تجْعَل فِي الْوَجْه أَو الرقوم فِي الْيَد والمعاصم وَغَيرهَا كَانَت الْعَرَب تفعل ذَلِك فتشق مَكَان ذَلِك بإبرة ثمَّ تملاه كحلا أَو دخانا فيلتئم الْجلد عَلَيْهَا فيخضر مَكَانهَا يُقَال مِنْهُ وشمت تشم وشما فَهِيَ واشمة والمتوشمة الَّتِي تسْأَل أَن يفعل بهَا ذَلِك وَهِي المؤتشمة أَيْضا وَقد روى كَذَلِك وَهِي المتوشمة أَيْضا وَهِي تفعل ذَلِك بِنَفسِهَا وَهِي الموشومة أَيْضا إِذا فعل ذَلِك بهَا وَقد جَاءَ فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة شَيخنَا أبي مُحَمَّد الخشنى عَن الْهَوْزَنِي عَن الْبَاجِيّ عَن ابْن ماهان الواشية والمستوشية وَهُوَ قريب مِنْهُ لِأَنَّهَا بِفِعْلِهَا ذَلِك توشي يَديهَا ومعصميها كَمَا يوشي

(وش ق)

الثَّوْب وَالْمَعْرُوف الرِّوَايَة الأولى وَفِي الحَدِيث من قَول نَافِع الوشم فِي اللثة (وش ق) قَوْله وشائق أَي شرائح ميبسة كالقديد وَقيل بل الَّذِي أغْلى إغلاءة ثمَّ رفع (وش وش) قَوْله توشوش الْقَوْم مَعْنَاهُ تحركوا وهمس بَعضهم إِلَى بعض بِكَلَام خَفِي وَقد ذَكرْنَاهُ (وش ى) قَوْله وَهُوَ الَّذِي كَانَ يستوشيه ويستوشى الحَدِيث أَي يَسْتَخْرِجهُ ويبحث عَنهُ يُقَال وشي واستوشى إِذا علمُوا بِهِ وَقَوله وشوا بِهِ إِلَى عمر أَي نموا بِهِ وَرفعُوا عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم الْوَاو مَعَ الْهَاء (وهـ ب) قَوْله هَمَمْت أَلا اتهب إِلَّا من قريشي أَو أَنْصَارِي أَو ثقفي أَي لَا أقبل هبة وهدية إِلَّا مِنْهُم إِذْ كَانُوا أهل حواضر وآداب حَسَنَة وَذَلِكَ بِخِلَاف أهل الْبَوَادِي والأعراب لجفائهم وَغلظ أَخْلَاقهم وجهلهم يُقَال اتهب الرجل إِذا قبض الْهِبَة ووهبت لَهُ الشَّيْء أَعْطيته وأوهبته لَهُ أعددته لَهُ وَلَا يُقَال وهبته كَذَا إِنَّمَا يُقَال وهبت لَهُ وهبا وَهبة وَقَوله فِي الهبات تسأله بعض الموهبة كَذَا عِنْد ابْن عِيسَى فِي كتاب مُسلم وَهِي رِوَايَة أبي الْحذاء وَعند غَيره الْمَوْهُوبَة وَالْمَعْرُوف الموهبة بِكَسْر الْهَاء وَكَذَا ذكر البُخَارِيّ وَتَصِح رِوَايَة الْمَوْهُوبَة أَي بعض الْأَشْيَاء الْمَوْهُوبَة (وهـ ل) قَوْله فوهل النَّاس فِي مقَالَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الْهَاء وَكسرهَا قيل فزعوا يُقَال وهلت بِالْكَسْرِ أوهل إِذا فزعت قيل وَيكون بِالْفَتْح هُنَا أَيْضا بِمَعْنى غلطوا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر لم يكذب وَلكنه وَهل بِالْفَتْح أَي ذهب وهمه إِلَى ذَلِك كَذَا ضبطناه وَكَذَا قيدناه على أبي الْحُسَيْن فِي الغريبين وَحَكَاهُ صَاحب المُصَنّف بِكَسْر الْهَاء وَكَذَا قيدناه على أبي الْحُسَيْن هُنَاكَ وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال وَهل إِلَى الشَّيْء وهلا ذهب وهمه إِلَيْهِ ووهل وهلا جبن وَأَيْضًا قلق وَأَيْضًا نسي وَفِي الحَدِيث فَذهب وهلى إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَة أَو هجر أَي ذهب وهمى إِلَى ذَلِك وَهَذَا يصحح كسر الْمَاضِي لِأَن مصدر فعل لَا يَأْتِي على فعل (وهـ م) قَوْله حَتَّى نقُول قد اوهم وَأَنِّي أوهم فِي صَلَاتي كَذَا لِلْجُمْهُورِ من الروَاة وَعند القليعي أوهم وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى يُقَال وهم بِالْكَسْرِ يُوهم إِذا غلط وَوهم بِالْفَتْح يهم إِلَى كَذَا ذهب وهمه إِلَيْهِ وأوهمت الشَّيْء تركته قَالَه ثَعْلَب وأوهم فِي صلَاته أسقط مِنْهَا شَيْئا (وهـ ن) فِي صدر مُسلم فِي ذكر المعنعن وَذكر أَسَانِيد واهنة كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ بالنُّون وَلغيره بِالْيَاءِ وَمَعْنَاهَا مُتَقَارب الوهن الضعْف وَفِي الْكتاب وَهن الْعظم مني أَي ضعف ورق وَمثله واهية أَيْضا قَالَ الله تَعَالَى) فَهِيَ يَوْمئِذٍ واهية (أَي ضَعِيفَة ووهى الشَّيْء يهي ووهن يهن بِمَعْنى وَمثله قَوْله توهين الحَدِيث أَي تَضْعِيفه (وهـ ص) قَوْله فرميناه حَتَّى وهصناه أَي رميناه حَتَّى أتخناه وَقيل دققناه وأصل الوهص السُّقُوط وَقد رُوِيَ عَن ابْن الْحذاء بالضاد الْمُعْجَمَة والهض الْكسر وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غير كتاب مُسلم رهصناه بالراء وَمَعْنَاهُ حبسناه وَأَصله من دَاء يَأْخُذ الدَّوَابّ فِي حوافرها لَا تمشي بِهِ إِلَّا مَعَ غمز وعتار والرهص نَفسه الغمز والعتار الْوَاو مَعَ الْيَاء (وي ح) قَوْله وَيحك وويلك وويل أمه ولأمه الويل وأركبها وَيحك أَو وَيلك وويح عمار وويس ابْن سميَّة وتكررت هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث قيل وَيْح كلمة تقال لمن وَقع فِي مهلكة لَا يَسْتَحِقهَا فيترحم عَلَيْهِ ويرثى لَهُ وويل تقال لمن يَسْتَحِقهَا وَلَا يترحم عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن كيسَان عَن الْمَازِني الويل قبوح والويح ترحم وويس تصغيرها أَي هِيَ دونهَا وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ وَيْح زجر لمن أشرف على

فصل منه

هلكة وويل لمن وَقع فِيهَا وَعَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الويح بَاب رَحْمَة وَالْوَيْل بَاب عَذَاب وَقيل الويل كلمة ردع وَقد تكون بِمَعْنى الإغراء بِمَا امْتنع من فعله وَقيل الويل الْحزن وَقيل الويل الْمَشَقَّة من الْعَذَاب والويلة مثله يَا ويلتنا وَيَا ويلتي لُغَتَانِ وَقَالَ الْفراء الأَصْل وي أَي حزن وي لفُلَان أَي حزن لَهُ فوصلته الْعَرَب بِاللَّامِ وقدروها مِنْهُ فاعربوها وَقَالَ الْخَلِيل وي كلمة تعجب وَقَالَ الخشنى ويل أمه كلمة تتعجب بهَا الْعَرَب وَلَا يُرِيدُونَ بهَا الذَّم (وك ا) وَأما قَوْلهم ويكان كَذَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) ويكأنه لَا يفلح الْكَافِرُونَ (فَقيل مَعْنَاهُ ألم تَرَ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ وي مفصولة من كَانَ وَذهب إِلَى أَنَّهَا تَشْبِيه وَمَعْنَاهُ عِنْدِي أما يشبه أَن يكون كَذَا وَقيل وي كلمة يَقُولهَا المتندم المستعظم للشَّيْء وَالْمُنكر لَهُ الْوَاو المفردة قَوْله سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك قَالَ الْمَازِني مَعْنَاهُ وَبِحَمْدِك سبحتك وَقَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ سبحتك بحَمْدك كَأَنَّهُ جعل الْوَاو صلَة وَقد فسرنا معنى سُبْحَانَكَ وَقَوله رَبنَا وَلَك الْحَمد وَفِي بعض الْأَحَادِيث لَك الْحَمد بِغَيْر وَاو وَكَذَا رَوَاهُ يحيى فِي الْمُوَطَّأ وَعند ابْن وضاح وَلَك الْحَمد وَاخْتلفت فِيهِ الْآثَار وَالرِّوَايَات فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح فعلى حذف الْوَاو يكون اعترافا بِالْحَمْد مُجَردا ويوافق قَول من جعل سمع الله لمن حَمده خَبرا وبإثبات الْوَاو تجمع مَعْنيين الدُّعَاء وَالِاعْتِرَاف أَي رَبنَا استجب لنا وَلَك الْحَمد على هدايتنا لهَذَا ويوافق من فسر سمع الله لمن حَمده بِمَعْنى الدُّعَاء فصل مِنْهُ قد قدمنَا فِي حرف الْهمزَة فصلا فِي أَو الساكنة وَاو الْمَفْتُوحَة أَو وَكَذَا العاطفة وَضبط مَا وَقع من ذَلِك مِمَّا أشكل أَو اخْتلف فِي الْأَحَادِيث وَقد جَاءَت الْوَاو أَيْضا فِي كثير من الْأَسَانِيد مُخْتَلفا فِيهَا بَين أَن تكون عاطفة مثل فلَان وَفُلَان أَو يكون بدلهَا عَن مثل فلَان عَن فلَان ذكرنَا مِنْهُ فصلا فِي حرف الْعين وَمضى من ذَلِك كُله مَا أزاح الأشكال فِي موَاضعه وَيبين الصَّوَاب من رِوَايَته وَقد جَاءَت أَيْضا وأوات فِي أَلْفَاظ من الحَدِيث أثبتها بَعضهم وسقطها آخَرُونَ وَحملهَا بَعضهم على الْوَهم فَمن ذَلِك قَوْله فِي حَدِيث العضباء فَلم ترغ قَالَ وناقة منوقة كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَصَوَابه سُقُوط الْوَاو وخفضها على النَّعْت أَو تكون وَهِي نَاقَة منوقة كَذَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله فِي النِّسَاء وأنهن أَكثر أهل النَّار فَقيل أيكفرن بِاللَّه قَالَ ويكفرن العشير كَذَا رِوَايَة يحيى بن يحيى الأندلسي عِنْد أَكثر الروَاة عَنهُ وَتَابعه على ذَلِك بعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَالْمَعْرُوف عِنْد عَامَّة رُوَاة الْمُوَطَّأ ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَابْن وهب وَغَيرهم قَالَ يكفرن العشير بِغَيْر وَاو وَكَذَا كَانَت فِي رِوَايَة ابْن عتاب من طَرِيق يحيى وَغلط أَكثر الْمُتَكَلِّمين على الحَدِيث والرواة رِوَايَة إِثْبَات الْوَاو لِأَنَّهُ زَعَمُوا أَن فِيهِ إِثْبَات الْكفْر لَهُنَّ وَلم يكفرن كُلهنَّ وَالصَّوَاب غير هَذَا وَإِثْبَات الْوَاو وَالْمعْنَى أَن فِيهِنَّ كافرات استوجبن النَّار بذلك فَلهَذَا أقرّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سُؤال السَّائِل بقوله أيكفرن بِاللَّه فساوين الرِّجَال فِي هَذِه الْخصْلَة ثمَّ زدن عَلَيْهِم بكفرهن العشير فَلهَذَا قَالَ ويكفرن العشير وَلِهَذَا كن أَكثر أهل النَّار وَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُ نعم مِنْهُنَّ من يكفر بِاللَّه ومنهن من يكفر العشير فَعِنْدَ الرجل كفر وَاحِد وعندهن كفران وَقد كَانَ بعض شُيُوخنَا يستحسنه ويستصوبه وَقَوله فِي حَدِيث قتل أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَول أبي مُوسَى فَدخلت عَلَيْهِ يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ فِي بَيت على سَرِير مرمل وَعَلِيهِ فرَاش

كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي مُوسَى قَالَ الْقَابِسِيّ الَّذِي أعرف مَا عَلَيْهِ فرَاش قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله وَهَذَا الَّذِي قَالَه صَوَاب وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بعد وَقد أثر رمال السرير بظهره وَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي حَدِيث طَلَاق أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من كَلَام عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَقَوله مَا بَينه وبيني شَيْء وَقَوله فِي بَاب الْمُعْتَمِر إِذا طَاف طواف الْعمرَة هَل يُجزئهُ من طواف الْوَدَاع قَوْله فارتحل النَّاس وَمن طَاف بِالْبَيْتِ قبل صَلَاة الصُّبْح ثمَّ خرجنَا متوجهين إِلَى الْمَدِينَة كَذَا لكافة الروَاة وَعَلِيهِ تدل التَّرْجَمَة وَعند أبي أَحْمد ثمَّ طَاف بِالْبَيْتِ وَقَوله فَلم نغنم ذَهَبا وَلَا وَرقا إِلَّا الْأَمْوَال الثِّيَاب وَالْمَتَاع كَذَا عِنْد يحيى وَمن وَافقه وَعند الشَّافِعِي وَابْن الْقَاسِم إِلَّا الْأَمْوَال وَالْمَتَاع بِزِيَادَة وَاو وَنَحْوه عِنْد القعْنبِي وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي حرف الْمِيم وَكَذَلِكَ الْخلاف فِي قَوْله أعلفه نضاحك ورقيقك وَمن أسقط الْوَاو فِي حرف النُّون قَوْله فِي حَدِيث مُحَمَّد بن منهال فِي سنى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) امسك أَرْبَعِينَ بعث لَهَا خَمْسَة عشر بِمَكَّة يَأْمَن وَيخَاف وَعشرا مهاجره إِلَى الْمَدِينَة كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ وَخمْس عشرَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَجْه الأول يخرج بِحَذْف الْوَاو على معنى الْقطع وَفِي بَاب فتح مَكَّة فِي حَدِيث عمر بن سَلمَة وبادر أبي قومِي بِإِسْلَامِهِمْ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَلَعَلَّه وقومي بِدَلِيل قَوْله قبل بَادر كل قوم بِإِسْلَامِهِمْ وَكَذَا ذكره أَبُو دَاوُود وَنَفر أبي مَعَ نفر من قومه وَفِي الشُّرُوط فِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة مَعَهم العوذ المطافيل عِنْد الْقَابِسِيّ والمطافيل بِالْوَاو وَالْوَجْه سُقُوطهَا وَفِي كتاب التَّوْحِيد فَمَا أَنْت بأشد مناشدة فِي الْحق قد تبين لكم من الْمُؤمن يَوْمئِذٍ للجبار وَإِذا راوا أَنهم قد نَجوا فِي أخوانهم يَقُولُونَ رَبنَا أخواننا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي البُخَارِيّ وَفِي رِوَايَة عَن الْهَرَوِيّ من الْمُؤمنِينَ يَوْمئِذٍ للجبار إِذا راوا بِغَيْر وَاو وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا فِي مُسلم فِي هَذَا الْحَرْف على الصَّوَاب وَفِي حَدِيث حنين فَاقْتَتلُوا وَالْكفَّار كَذَا للسجزي وَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَسَقَطت الْوَاو لغيره وَالصَّوَاب إِثْبَاتهَا وَالْكفَّار نصب على الْمَفْعُول مَعَه وبالرفع على الْعَطف على الضَّمِير وَقد ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْقَاف وَقَوله فَيَنْصَرِف النِّسَاء كَذَا للكافة وَعند ابْن السكن فِي رِوَايَة ابْن الْقَاسِم فَيَنْصَرِف وَالنِّسَاء بواو وَهُوَ غلط وَقَوله تولى الله ذَلِك وَرِوَايَة النَّسَفِيّ تولى وَالله وَهُوَ الصَّوَاب وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَمَا فِيهِ من اخْتِلَاف وَتَفْسِير وَفِي قتل كَعْب بن الْأَشْرَف إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد ورضيعه وَأَبُو نائلة كَذَا فِي نسخ مُسلم وَالْوَاو هُنَا خطأ قيل صَوَابه ورضيعه أَبُو نائلة وَفِي البُخَارِيّ ورضيعي أَبُو نائلة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَأخي أَبُو نائلة وَهُوَ أبين فِي الرَّد على أهل الْكتاب فِي الْأَحَادِيث فَقولُوا عَلَيْكُم وَفِي بَعْضهَا وَعَلَيْكُم وَإِثْبَات الْوَاو فِيهَا أَكثر فِي الرِّوَايَات قَالَ الْخطابِيّ هَكَذَا يرويهِ سُفْيَان بِحَذْف الْوَاو وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ إِذا حذفت كَانَ ردا عَلَيْهِم لما قَالُوهُ وَإِذا أَثْبَتَت دخل الِاشْتِرَاك قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله أما على تَفْسِير من فسر السام بالسآمة وَهُوَ الْملَل أَي تسئمون دينكُمْ فَكَمَا قَالَ وَأما على تَفْسِير السام بِالْمَوْتِ فَلَا تبعد الْوَاو وَلِأَن الْمَوْت على جَمِيع الْبشر فَهُوَ وَجه هَذِه الرِّوَايَة وَهِي صَحِيحَة مَشْهُورَة وَقَوله لَا تغرنك هَذِه الَّتِي أعجبها حسنها وَحب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِيَّاهَا كَذَا جَاءَ فِي غير مَوضِع وَكَذَا للأصيلي وَفِي بَاب حب الرجل بعض نِسَائِهِ وَلغيره حب

فصل منه في الإسناد

بِغَيْر وَاو وَوَجهه الْبَدَل من حسها بالاشتمال وَقَوله والحنتم والمزادة المجبولة كَذَا لِابْنِ ماهان ولرواة ابْن سُفْيَان والحنتم المزادة بِغَيْر وَاو وَهُوَ وهم وَقد بَيناهُ فِي الْجِيم وَقَوله فِي حَدِيث الصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر لَا خلاف بَين أَصْحَاب الْمُوَطَّأ والرواة عَن مَالك فِي إِثْبَات الْوَاو وروى عَن غَيره بإسقاطها وَذكر أَن الْوَاو كَانَت فِي كتاب عبد الْملك بن حبيب من الْمُوَطَّأ محكوكة وَهِي مِمَّا انتقد عَلَيْهِ وَقد رُوِيَ من بعض الطّرق هَذَا الحَدِيث أَلا وَهِي صَلَاة الْعَصْر وَهَذَا مِمَّا يحْتَج بِهِ من يَقُول أَنَّهَا صَلَاة الْعَصْر وَمن أسقط الْوَاو وَقد احْتج لجَمِيع الرِّوَايَات من يَقُول أَنَّهَا الصُّبْح وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي حرف الْعين وَالصَّاد وَكَانَ ابْن وضاح يَقُول لأَصْحَابه اضبطوا الْوَاو فَإِنَّهُ سيطرحها عَلَيْكُم أهل الزيغ وَقَوله دَعَا لأحمس وخيلها ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب وصل عَلَيْهِم فَدَعَا لأحمس خيلها بِغَيْر وَاو وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَبَعض رُوَاة الْقَابِسِيّ وَرَوَاهُ النَّسَفِيّ وَبَعض رُوَاة الْقَابِسِيّ بِإِثْبَات الْوَاو على الْمَعْرُوف وعَلى مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَالظَّاهِر أَن سُقُوط الْوَاو وهم وَفِي البُخَارِيّ فِي يَوْم حنين قَوْله شهِدت حنين قَالَ قبل ذَلِك كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ وَقبل بِزِيَادَة وَاو وَالْمعْنَى وَاحِد أَي شهدتها وَمَا قبل ذَلِك وَالْوَاو أبين وَقَوله وَهِي غَزْوَة محَارب خصفة بني ثَعْلَب كَذَا للقابسي وعبدوس وَعند الْأصيلِيّ من بني ثَعْلَبَة وَكله وهم وَصَوَابه مَا لبَعْضهِم وَبني ثَعْلَبَة وَكَذَا ذكره ابْن إِسْحَاق وَعند بعض رُوَاة أبي ذَر وَمن بني ثَعْلَبَة وَكَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق وسنذكره فِي الأوهام بعد فصل مِنْهُ فِي الْإِسْنَاد فِي ترجيل عَائِشَة شعر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهن حَائِض ذكر مُسلم حَدِيث مَالك عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عمْرَة عَن عَائِشَة ثمَّ ذكر حَدِيث اللَّيْث عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة قَالَ أَبُو دَاوُد لم يُتَابع ملكا على قَوْله عَن عمْرَة أحد وَفِي ثمن الْكَلْب ابْن شهَاب عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام وَعَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَذَا ليحيى وَحده من رِوَايَة ابْنه عبيد الله ورده ابْن وضاح فأسقط الْوَاو وَكَذَا لرواة الْمُوَطَّأ وإثباتها خطأ فَاحش وَفِي بَاب الطَّاعُون مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَعَن سَالم أبي النَّضر صحت لجَمِيع رُوَاة يحيى وَغَيرهم وَسَقَطت عِنْد بعض رُوَاة يحيى وثبوتها هُوَ الصَّوَاب وَفِي الْقسَامَة عَن سهل بن أبي حثْمَة أَنه أخبرهُ رجال من كبراء قومه اخْتلفت فِيهِ رُوَاة الْمُوَطَّأ فَرَوَاهُ هَكَذَا يحيى وَبَعْضهمْ وَرَوَاهُ آخَرُونَ وَرِجَال بِزِيَادَة وَاو وَرَوَاهُ آخَرُونَ عَن رجال وَقد ذكره فِي الْعين مُبينًا وَفِي بَاب هَل يواجه الرجل امْرَأَته بِالطَّلَاق عَن حَمْزَة عَن أَبِيه وَعَن عَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه كَذَا لَهُم وَسَقَطت الْوَاو عِنْد الْقَابِسِيّ وَهُوَ وهم وَفِي حَدِيث الْإِسْرَاء حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن عبد الله ابْن الْفضل عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي وَعَن أبي سَلمَة بِزِيَادَة وَاو وَفِيمَا سقت السَّمَاء الْعشْر عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَعَن بسر بن سعيد كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ ورده ابْن وضاح عَن بسر بِغَيْر وَاو وَفِي صَدَقَة الرَّقِيق وَالْخَيْل عبد الله بن دِينَار عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَعَن عَرك بن مَالك كَذَا عِنْد رُوَاة يحيى وَفِي كتاب ابْن فطيس عَن عرَاك بِسُقُوط الْوَاو وَكَذَا رَوَاهُ القعْنبِي وَأَبُو مُصعب وَابْن الْقَاسِم وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ مِمَّا لم يخْتَلف فِيهِ من غلط يحيى وَفِي رفع

الصَّوْت بالإهلال عبد الْمَالِك بن أبي بكر بن الْحَارِث بن هِشَام عَن خَلاد بن السَّائِب كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَوَقع فِي أصل ابْن سهل وَعَن خَلاد بِزِيَادَة وَاو وَعلم عَلَيْهِ بعلامة أبي عِيسَى وَلم يكن عِنْد أحد من شُيُوخنَا إِلَّا عِنْد ابْن جَعْفَر عَنهُ وَفِي جَامع الرضَاعَة عَن سُلَيْمَان ابْن يسَار عَن عُرْوَة كَذَا لَهُم وَكَذَا رده ابْن وضاح وَعند يحيى وَعَن عُرْوَة بِزِيَادَة وَاو قَالَ أَبُو عمر لم يُتَابِعه أحد من رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا مطرف وَهُوَ غلط وَفِي أَخْبَار بني إِسْرَائِيل مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أبي النَّضر كَذَا للقابسي وللأصيلي وَعَن أبي النَّضر بِزِيَادَة وَاو وَفِي بَاب الاستيذان مَالك عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن وَعَن غير وَاحِد من عُلَمَائهمْ كَذَا لِابْنِ وضاح وَلغيره من رُوَاة يحيى عَن غير وَاحِد بِغَيْر وَاو وَكَذَا رَوَاهُ ابْن بكير وَغَيره وَفِي حَدِيث استفتاح الصَّلَاة نَا زُهَيْر نَا ابْن مهْدي ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا أَبُو النَّضر قَالَا نَا عبد الْعَزِيز كَذَا لَهُم وَعند العذري ونا عبد الْعَزِيز وَهُوَ وهم وصواب الْكَلَام إِسْقَاط الْوَاو بِكُل وَجه وَفِي صيد المعراض نَا شُعْبَة نَا عبد الله بن أبي السّفر وَعَن نَاس ذكر شُعْبَة عَن الشّعبِيّ كَذَا لِلْجُمْهُورِ وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن نَاس بِإِسْقَاط الْوَاو وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الدَّجَّال عَن ربعي بن خرَاش عَن عقبَة بن عَامر وَأبي مَسْعُود كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره عَن عقبَة بن عَمْرو أبي مَسْعُود وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب أنظار الْمُعسر مثله وَفِي حَدِيث أبي سعيد الأسجعي فَقَالَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَذَا جَاءَ فِي أصُول مُسلم الْوَاصِلَة إِلَى المقرب وَصَوَابه فَقَالَ عقبَة بن عَمْرو أَبُو مَسْعُود بِغَيْر وَاو عطف وَاحِد لَا اثْنَان أَبُو مَسْعُود كنية لعقبة وَذكر الْجُهَنِيّ هُنَا خطأ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ والْحَدِيث مَحْفُوظ لأبي مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ وَحده لَا لعقبة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَالوهم فِيهِ من أبي خَالِد الْأَحْمَر وَفِي بَاب من أعتق رَقِيقا لَا يملك غَيرهم ملك عَن يحيى بن سعيد عَن غير وَاحِد عَن الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين كَذَا لِابْنِ فطيس وَابْن الشَّاط والمهلب وَابْن وضاح وَأكْثر الرِّوَايَات وَكَانَ عِنْد غَيرهم عَن مُحَمَّد بن سِيرِين بِغَيْر وَاو وَهُوَ خطأ وَكَذَلِكَ فِي أول السَّنَد قَوْله عَن غير وَاحِد كَذَا لِابْنِ عِيسَى قَالَ ابْن وضاح سَقَطت الْوَاو عِنْد يحيى وَهُوَ خطأ قَالَ أَبُو عمر فِي رِوَايَته عَن يحيى خلاف هَذَا وَغير وَاحِد بِالْوَاو قَالَ وتابع يحيى طَائِفَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن غير وَاحِد بِغَيْر وَاو وَرَوَاهُ ابْن بكير مَالك عَن غير وَاحِد لم يذكر يحيى بن سعيد وَفِي بَاب الْبَخِيل والمتصدق فِي حَدِيث مُسلم عَن عَمْرو النَّاقِد قَالَ عَمْرو نَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَابْن جريج كَذَا عِنْد العذري وَعند غَيره نَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة نَا ابْن جريج وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب التلقي نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا ابْن أبي زَائِدَة ونا ابْن مثنى كَذَا لكافة الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب الْبَين وَسَقَطت الْوَاو عِنْد بعض شُيُوخنَا عَن العذري وسقوطها يدْخل وهما وَلكنه على استيناف ابْتِدَاء الحَدِيث وَفِي بَاب زَكَاة مَا يخرص من الثِّمَار مَالك عَن الثِّقَة عِنْده عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَعَن بسر بن سعيد أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ فِيمَا سقت السَّمَاء الحَدِيث كَذَا ليحيى من جَمِيع الطّرق وَعند جَمِيع شُيُوخنَا من غير خلاف عَنهُ وَلَا عَن غَيره من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَكَانَ فِي كتاب شَيخنَا أبي إِسْحَاق رِوَايَته عَن ابْن سهل عَن بسر بن سعيد بِغَيْر وَاو لِابْنِ وضاح وَلم يكن عِنْد غَيره من شُيُوخنَا

فصل مشكل المواضع في هذا الحرف

وَلَا ذكره أَبُو عمر وَلَا الجياني وَلَا غَيرهمَا فصل مُشكل الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف (ودان) بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة قَرْيَة جَامِعَة من عمل الْفَرْع بَينهَا وَبَين هرشي نَحْو سِتَّة أَمْيَال وَبَينهَا وَبَين الْأَبْوَاء نَحْو ثَمَانِيَة أَمْيَال قريب من الْجحْفَة (ثنية الْوَدَاع) بِالْمَدِينَةِ ذَكرنَاهَا وَمعنى اسْمهَا وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف التَّاء وَمن قَالَ أَن الْوَدَاع اسْم وَاد بِمَكَّة فَانْظُرْهُ هُنَاكَ (وَاسِط) مَدِينَة بناها الْحجَّاج (وَادي الْقرى) من أَعمال الْمَدِينَة بَينه وَبَينهَا فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى وَاقد بن عبد الله بن عمر وَعبد الله بن وَاحِد وواقد ابْن عمر ابْن سعد بن معَاذ بِالْقَافِ وَقَالَ فِيهِ يحيى بن يحيى فِي الْمُوَطَّأ وَاقد بن سعد كَأَنَّهُ نسبه إِلَى جده وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ فِيهِ ابْن عَمْرو وَكَذَا لِابْنِ وضاح وَكَذَا سمعناه على القَاضِي أبي عبد الله الثغلبي وَكَذَا ترْجم عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَكَذَا قَالَه اللَّيْث وَحكى البُخَارِيّ عَن ابْن أبي أويس مثل رِوَايَة يحيى وواقد بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله ابْن عمر مثله وَأَبُو يَعْقُوب واسْمه وَاقد كَذَا ذكره ولقبه وقدان بِسُكُون الْقَاف هَذَا نَص مَا ذكر فِيهِ مُسلم فِي صَحِيحه وَكَذَلِكَ وَاقد حَيْثُ وَقع فِيهَا وَلَيْسَ فِيهَا وَافد بفاء وَجَاء فِي كتاب الدِّيات فِي البُخَارِيّ فِي جَمِيع النّسخ شُعْبَة قَالَ وَاقد بن عبد الله أَخْبرنِي عَن أَبِيه أَنه سمع عبد الله بن عمر وَصَوَابه وَاقد بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر الْمَذْكُور نسبه إِلَى جده وَكَذَا ذكره مُسلم وَغَيره مُبينًا فِي هَذَا الحَدِيث وَابْن وَعلة بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْعين ووبرة عَن ابْن عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير بِسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة وَفتح الرَّاء الْمُهْملَة كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا فِي مُسلم وَقَيده الجياني بِفَتْحِهَا وَكَذَلِكَ قيدناه فِي البُخَارِيّ وَهُوَ وبرة بن عبد الرَّحْمَن المسلى بِضَم الْمِيم وَسُكُون السِّين مَنْسُوب إِلَى بنى مسلية ووقرة بن نَوْفَل مثل وَاحِد ورق الشّجر وورقاء بن عبد الله بن أبي زيد مَمْدُود وَهُوَ أَيْضا وَرْقَاء بن عمر الْيَشْكُرِي سَمَّاهُ ابْن السكن فِي رِوَايَته وحاتم بن وردان بِفَتْح الْوَاو ووراد كَاتب الْمُغيرَة بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الرَّاء وَآخره دَال مُهْملَة وَابْن وَدِيعَة بِكَسْر الدَّال وَابْن أبي ودَاعَة بِفَتْحِهَا وتخفيفها وَوَائِل وَابْن وَائِل حَيْثُ وَقع بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَلَيْسَ فِيهَا خِلَافه وَعقبَة بن وساج بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد السِّين وَأَبُو الوداك بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الدَّال واسْمه جبر بن نوف وَوَحْشِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَأَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة وَيُقَال عَمْرو بثاء مُثَلّثَة وَكَذَلِكَ وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَلَيْسَ فِيهَا خِلَافه وَمولى والبة بباء وَاحِدَة قَبيلَة من بني أَسد إِلَيْهَا ينْسب الوالب وَأَبُو الوزاع بزاي وَعين مُهْملَة مشتبه الْأَنْسَاب أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن صَالح الوحاظي بِضَم الْوَاو وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وظاء مُعْجمَة ووحاظة بطن من حمير فِي ذِي رعين كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَكَذَا قَيده الجياني وَشَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد بِخَطِّهِ وَحكى فِيهِ عَن الْبَاجِيّ بِفَتْح الْوَاو وَكَذَا وجدته فِي بعض اصوله بِخَط وَلَده وَأَبُو سعيد الوحاظي وَعلي بن ربيعَة الْوَالِبِي وَهُوَ الْأَسدي آخِره بَاء بِوَاحِدَة نسبه الطَّبَرِيّ فِي رِوَايَته عَن مُسلم وَكَذَا نسبه فِي تَارِيخه البُخَارِيّ الْوَالِبِي الْأَسدي قَالَ ووالبة بن أَسد بن خُزَيْمَة ومساور الْوراق بِالْقَافِ ومطر الْوراق وَإِسْمَاعِيل بن أبان الْوراق وَمُحَمّد بن أبي حَاتِم الْوراق ومطرف بن طهْمَان الْوراق بِالْقَافِ نسبه أَبُو ذَر فِي رِوَايَته وَقد اخْتلف فِي اسْمه على مَا ذَكرْنَاهُ فِي الْمِيم وهلال الْوزان

حرف الياء مع سائر الحروف

بالزاي وَالنُّون وَأحمد بن عمر الوكيعي بِفَتْح الْوَاو وَعبد السَّلَام الوابصي بباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وصاد مُهْملَة وهلال بن أُميَّة الوَاقِفِي الْقَاف مُقَدّمَة وواقف بطن من الْأَوْس حرف الْيَاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف الْيَاء مَعَ التَّاء (ي ت م) قَوْله فِي خبر الْمَرْأَة وَذكرت أَنَّهَا مؤتمة أَي ذَات أَيْتَام أَي بنُون لَا أَب لَهُم يُقَال أَيْتَام ويتامى جمع يَتِيم وَهُوَ من لَا أَب لَهُ وَهَذَا فِي بني آدم وَأما فِي سَائِر الْحَيَوَان فَهُوَ من لَا أم لَهُ يُقَال يتم الصَّبِي بِفَتْح أَوله وَكسر ثَانِيه ييتم مثل سمع يسمع يتما ويتما جمع فعيل على أَفعَال قَلِيل مِنْهُ هَذَا ويتامى جمع يَتِيم ويتيمة أَيْضا وَهُوَ قَلِيل مثل مَسَاكِين جمع مِسْكين ومسكينة وَالِاسْم ينْطَلق عَلَيْهِ إِلَى الْبلُوغ فَإِذا بلغ زَالَ عَنهُ وَقَوله تَعَالَى (وَآتوا الْيَتَامَى) فسماهم يتامى بعد بلوغهم ورشدهم للُزُوم الِاسْم لَهُم قبل ذَلِك وَالله أعلم الْيَاء مَعَ الدَّال (ي د) قَوْله أَسْرَعكُنَّ لحَاقًا بِي أَطْوَلكُنَّ يدا يُرِيد اسمحكن وأفعلكن للمعروف وأكثركن صَدَقَة يُقَال فلَان طَوِيل الْيَد وطويل الباع إِذا كَانَ سَمحا جوادا وضده قصير الْيَد وجعد البنان وَقَوله يبسط يَده بِاللَّيْلِ ليتوب مسيء النَّهَار من هَذَا أَيْضا وَيكون إِشَارَة إِلَى الْقبُول والأنعام عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) بل يَدَاهُ مبسوطتان ينْفق كَيفَ يَشَاء (وَقَوله كتب التَّوْرَاة بِيَدِهِ وَخلق آدم بِيَدِهِ وَيقبض السَّمَوَات بِيَدِهِ وَمثل هَذَا مِمَّا جَاءَ فِي الحَدِيث وَالْقُرْآن من إِضَافَة الْيَد إِلَى الله تَعَالَى اتّفق الْمُسلمُونَ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة أَن الْيَد هُنَا لَيست بجارحة وَلَا جسم وَلَا صُورَة ونزهوا الله تَعَالَى عَن ذَلِك إِذْ هِيَ صِفَات الْمُحدثين واثبتوا مَا جَاءَ من ذَلِك إِلَى الله تَعَالَى وآمنوا بِهِ وَلم ينفوه وَذهب كثير من السّلف إِلَى الْوُقُوف هُنَا وَلَا يزِيدُونَ ويسلمون ويكلون علم ذَلِك إِلَى الله وَرَسُوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي كل مَا جَاءَ من مثله من الْمُتَشَابه وَذهب كثير من أَئِمَّة الْمُحَقِّقين من الْمُتَكَلِّمين مِنْهُم إِلَى أَنَّهَا صِفَات علمت من جِهَة الشَّرْع فأثبتوها صِفَات زَائِدَة على الصِّفَات الَّتِي يقتضيها الْعقل من الْعلم وَالْقُدْرَة والإرادة والحيوة وَلم يتأولوها ووقفوا هُنَا وَذهب آخَرُونَ مِنْهُم إِلَى تَأْوِيلهَا على مُقْتَضى اللُّغَة الَّتِي أرسل بِالْبَيَانِ بهَا صَاحب الشَّرْع (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا قَالَ تَعَالَى وَمَا أرسلنَا من رَسُول إِلَّا بِلِسَان قومه ليبين لَهُم فتأولوا الْيَد على الْقُدْرَة وعَلى الْمِنَّة وعَلى النِّعْمَة وَالْقُوَّة وَالْملك وَالسُّلْطَان وَالْحِفْظ والوقاية وَالطَّاعَة وَالْجَمَاعَة بِحَسب مَا يَلِيق تَأْوِيلهَا بالموضع الَّذِي أَتَت بِهِ وَكَذَلِكَ تأولوا غَيرهَا من الْأَلْفَاظ المشكلة وَلكُل قَول من ذَلِك سلف وقدوة وَوجه وَحجَّة وَلَا تخَالف بَينهم فِي ذَلِك إِلَّا من جِهَة الْوُقُوف أَو الْبَيَان وهم متفقون على الأَصْل الَّذِي قدمْنَاهُ من التَّنْزِيه وَالتَّسْبِيح لمن لَيْسَ كمثله شَيْء خلافًا للمجسمة المتبدعة الملحدة وَقَوله بِيَدِك الْخَيْر الْخَيْر بِيَدِك أَي ملكك وقدرتك وَقَوله وهم يَد على من سواهُم أَي جمَاعَة وَالْيَد الْجَمَاعَة أَيْضا يُرِيدُونَ أَنهم يتعاونون على أعدائهم من أهل الْملَل لَا يخذل بَعضهم بَعْضًا وَقيل قُوَّة على من سواهُم وَهُوَ يرجع إِلَى الْمَعْنى الأول وَقَوله تَعَالَى) حَتَّى يُعْطوا الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون (قيل عَن قهر وذل واعتراف وَقيل نَقْدا وَقيل على أنعام عَلَيْهِم بأخذها وَيكون عَن يَد أَي بِغَيْر وَاسِطَة وَقيل تَأَول مثله فِي قَوْله خلق آدم بِيَدِهِ وَكتب التَّوْرَاة بِيَدِهِ وغرس الْجنَّة بِيَدِهِ أَي ابْتِدَاء لم يحْتَج إِلَى مناقل أَحْوَال وتدريج مَرَاتِب وَاخْتِلَاف أطوار

(ي ط ب)

كَسَائِر الْمَخْلُوقَات والمغروسات والمكتوبات بل أنشأ ذَلِك إنْشَاء بِغَيْر وَاسِطَة كَمَا وجدت وَهُوَ أولى مَا يُقَال عِنْدِي فِي ذَلِك وَقَول أنس ودسته تَحت يَدي أَي غيبته تَحت إبطي وَقَوله لَا يدين لأحد بقتالهم أَي لَا طَاقَة وَلَا قدرَة وَقَوله وأرعاه على زوج فِي ذَات يَده أَي مَا فِي ملكه وَمَاله الْيَاء مَعَ الطَّاء (ي ط ب) قَوْله عَلَيْكُم بالأسود مِنْهُ فَإِنَّهُ أيطبه هِيَ لُغَة صَحِيحَة فِي أطيب يُقَال مَا أطيبه وَمَا أيطبه الْيَاء مَعَ الْمِيم (ي م م) قَوْله فَتَيَمَّمت بهَا التَّنور وتيممت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وتيممت منزلي كُله بِمَعْنى قصدت وَمِنْه التَّيَمُّم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا (أَي أقصدوه وَقد جَاءَ بِالْهَمْز وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَوله كَمَا يدْخل أحدكُم اصبعه فِي اليم هُوَ الْبَحْر قَالَ ابْن دُرَيْد وَزعم قوم أَنَّهَا لُغَة سريانية وَقَالَ السَّمرقَنْدِي أَلِيم النّيل وَقيل أَصله الْبَحْر الَّذِي غرق فِيهِ فِرْعَوْن وَهُوَ الْمُسَمّى اساف وَقَوله وأيم الله ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَوله فِي كفن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حلَّة يَمَانِية منسوبة إِلَى الْيمن وَكَذَا رَوَاهُ العذري عَن الْأَسدي وَعند الصَّدَفِي بيمانية وَلغيره حلَّة يمنة بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْمِيم مثل غرفَة وَهُوَ ضرب من ثِيَاب الْيمن قَالَ بَعضهم وَلَا يُقَال إِلَّا على الْإِضَافَة وَمن قَالَ يَمَانِية خفف الْيَاء وَلم يشدها لِأَن الْألف هُنَا عوض عَن يَاء النِّسْبَة فَلَا تجتمعان عِنْد أَكثر النُّحَاة وَحكى عَن سِيبَوَيْهٍ جَوَاز تَشْدِيد الْيَاء أَيْضا فِي يَمَانِية وشآمية وَمثله قَوْله الْإِيمَان يمَان بنُون مُطلقَة وَالْحكمَة يَمَانِية بتَخْفِيف الْيَاء قيل يُرِيد الْأَنْصَار لأَنهم من عرب الْيمن وَقيل قَالَهَا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ بتبوك وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ مِنْهُ يمن وَبَينه وَبَين بِلَاد الْيمن وَأَرَادَ مَكَّة وَالْمَدينَة لِأَن ابْتِدَاء الْإِيمَان من مَكَّة وظهوره من الْمَدِينَة وَقيل أَرَادَ أَيْضا مَكَّة وَالْمَدينَة لِأَن مَكَّة من أَرض تهَامَة وتهامة من الْيمن وَكَذَلِكَ قَوْله الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَمن آدم يمَان مَنْسُوب إِلَى الْيمن وَقد روى يماني بياء النِّسْبَة على مَا تقدم وَقَوله وَيَأْخُذ السَّمَاوَات بِيَمِينِهِ هُوَ من الْمُشكل والتنزيه وَالْكَلَام فِيهِ على مَا تقدم فِي الْيَد وَمن تَأَوَّلَه يَجعله بِمَعْنى الْقُدْرَة وَالْقُوَّة والبطش وَقَوله يَمِين الله مَلِيء من ذَلِك اسْتِعَارَة أَيْضا لما كَانَ مَا يتَقَبَّل وَمَا لَهُ قدر يَأْخُذهُ أَحَدنَا بِيَمِينِهِ استعير ذَلِك لما تقبله الله من عمل وأثاب عَلَيْهِ لحينه وَهَذَا كَقَوْلِه (إِذا مَا رأية رفعت لمجد تلقاها عرابة بِالْيَمِينِ ) اسْتعَار لخصال الْمجد راية والمبادرة لفعلها أخذا بِالْيَمِينِ وَكَذَلِكَ مَا كَانَ أَكثر الْعَطاء بِالْيَمِينِ استعير لِكَثْرَة الْعَطاء وسعته وَقيل معنى يتقبلها بِيَمِينِهِ أَي أفضل جِهَات الْقبُول وَقيل بفضله وَنعمته تسمى النِّعْمَة يدا وَقَوله المقسطون على مَنَابِر من نور على يَمِين الرَّحْمَن يخرج على مَا تقدم من أهل الْيَمين أَو الْجنَّة أَو الْمنَازل الرفيعة أَو كَثْرَة النِّعْمَة وَالرَّحْمَة وسعتها وَقَوله وكلتا يَدَيْهِ يَمِين تَنْبِيه للعقول القاصرة أَلا يتَوَهَّم أَن المُرَاد بِيَدِهِ وَيَمِينه مَا عقلوه فِي المخلوقين من الْجَوَارِح وَأَن مِنْهَا يَمِينا وَشمَالًا بل نبه أَن الْيَد وَالْيَمِين من صِفَاته الَّتِي لَا تتخيل وَلَا تشتبه وَلَيْسَ بجوارح وَقَوله فَيُؤْخَذ بهم ذَات الْيَمين وَفِي الْأُخْرَى ذَات الشمَال وأدخلهم من الْبَاب الْيَمين وَمن أَبْوَاب الْجنَّة مثل قَوْله تَعَالَى) وَأَصْحَاب الْيَمين مَا أَصْحَاب الْيَمين (وَأَصْحَاب الشمَال مَا أَصْحَاب الشمَال وَأَصْحَاب الميمنة وَأَصْحَاب المشئمة قيل فِي مَعَاني هَذَا كُله أَنَّهَا الْمنَازل الرفيعة كَأَنَّهَا من الْيمن وخلافها الْمنَازل الخسيسة كَأَنَّهَا من الشؤم وَالْعرب تسمى الشمَال الشؤمى

فصل الاختلاف والوهم

وهما بِمَعْنى وَقيل أهل الْيمن هُنَا والميمنة أهل التَّقَدُّم وبضده الآخر أهل التَّأَخُّر قَالَ أَبُو عبيد يُقَال هُوَ مجتبي بِالْيَمِينِ أَي بالمنزلة الْحَسَنَة وَقيل هِيَ طرق الْيَمين إِلَى الْجنَّة وَالشمَال إِلَى النَّار وَقيل أَصْحَاب الْيَمين والميمنة وَالشمَال والمشئمة الَّذِي أخذُوا كتبهمْ بأيمانهم أَو شمائلهم وَقيل الْيَمين هُنَا الْجنَّة لِأَنَّهَا عَن يَمِين النَّاس وَالشمَال بضدها وَقيل أهل الْيَمين والميمنة الَّذين خلقهمْ الله فِي الْجَانِب الْأَيْمن من آدم وَهُوَ الطّيب من ذُريَّته وَالْآخرُونَ الَّذين خلقهمْ الله فِي الْجَانِب الشمَال وَالله تَعَالَى أعلم الْيَاء مَعَ النُّون (ي ن ع) قَوْله وَمن امن أينعت لَهُ ثَمَرَته أَي أدْركْت وَطَابَتْ والينع بِضَم الْيَاء إِدْرَاك الثِّمَار الْيَاء مَعَ الْعين (ي ع ر) قَوْله وشَاة تَيْعر اليعار صَوت الْمعز وَفِي الحَدِيث الآخر شَاة لَهَا ثغراء ويعار مثله وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الثَّاء وَالْخلاف وَالوهم فِيهِ (ي ع س) قَوْله كيعاسيب النَّحْل أَي جماعتها وأصل اليعسوب أَمِير النَّحْل وَيُسمى كل سيد يعسوبا وَإِذا صَار أَمِير النَّحْل أتبعته جماعاتها الْيَاء مَعَ الْفَاء (ي ف ع) قَوْله غُلَام يفاع وَيدخل عَلَيْك الْغُلَام الأيفع وَنحن غلمة أَي إيفاع الْوَاحِد يفعة ويافع جمع على غير قِيَاس فَمن قَالَ يافع ثنى وَجمع وَمن قَالَ يفعة كالإثنان وَالْوَاحد وَالْجَمَاعَات سَوَاء وَهُوَ الَّذِي شَارف الِاحْتِلَام يُقَال مِنْهُ قد أَيفع وَهُوَ نَادِر واليفاع أَيْضا المشرف من الأَرْض وَيكون غُلَام يفع كَذَلِك أَي أشرف على الِاحْتِلَام الْيَاء مَعَ الْقَاف (ي ق ط) قَوْله الدُّبَّاء اليقطين هُوَ القرع الْمَأْكُول وَقيل اليقطين كل شَجَرَة مفرشة على الأَرْض لَيست بِذَات سَاق (ي ق ظ) قَوْله فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَة بِفَتْح الْقَاف أَي فِي حَال الانتباه الْوَاحِد يقظ ويقظ ويقظان وَالْجمع إيقاظ ويقاظى هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف وَغلط أهل الْعَرَبيَّة التهامي فِي إسكانها فِي قَوْله والمنية يقظة فَأَما فِي الِاسْم مجزوم ابْن يقظة فبالفتح ضبطناه عَن جَمِيع شُيُوخنَا وَكَذَا قَيده أهل الْعَرَبيَّة وَغَيرهم إِلَّا أَنِّي وجدت ابْن مكي فِي كتاب تَقْوِيم اللِّسَان خطأ ذَلِك وَقَالَ صَوَابه الإسكان وَغير مَا قَالَ أعرف وَأشهر وَالله أعلم الْيَاء مَعَ السِّين (ي س ر) قَوْله أتيسر على الْمُوسر أَي أسامحه وأعامله بالمياسرة والمساهلة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أتجاوز وَقَوله وتياسر فِيهِ الشَّرِيك يُرِيد مساهلته وموافقته وَترك مشاحته الْيَاء مَعَ الْوَاو (ي وم) قَوْله فَبَيْنَمَا مُوسَى يذكرهم بأيام الله فسره فِي الحَدِيث قَالَ وَأَيَّام الله نعماؤه وبلاؤه وَقَالَ الْأَزْهَرِي أَيَّام الله نقمه وَقَالَ مُجَاهِد نعمه وَمعنى ذَلِك كُله الْأَيَّام الَّتِي انتقم مِمَّن انتقم أَو أنعم فِيهَا على من أنعم. فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم قَوْله فَدَعَا بِمَاء فأفرغ على يَده كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَعند بَعضهم يَدَيْهِ وَكَذَلِكَ اخْتلف أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فِي اللفظتين وبالتثنية عِنْد ابْن الْقَاسِم وبالأفراد لِابْنِ بكير وَفَائِدَة الْخلاف بَين الْفُقَهَاء مبْنى على اخْتِلَاف الرِّوَايَتَيْنِ فِي اسْتِحْبَاب صب المَاء على الْيَدَيْنِ وغسلهما مَعًا أَو على الْوَاحِدَة ثمَّ يفرغ بهَا على الْأُخْرَى قَوْله فِي بَاب من أفطر فِي السّفر ثمَّ دَعَا بِمَاء فرفعه إِلَى يَده كَذَا للقابسي والأصيلي والهروي وَأكْثر الروَاة وَهُوَ خطأ وَصَوَابه إِلَى فِيهِ وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن وَفِي الْأَطْعِمَة فِي خبر الْأَعرَابِي وَخبر الْجَارِيَة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ أَن يَده يَعْنِي الشَّيْطَان لمع يَدهَا كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَصَوَابه مَعَ أَيْدِيهِمَا وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي الْقسَامَة إِذا كَانَ فِي الْإِيمَان كسور إِذا قسمت عَلَيْهِم نظر إِلَى الَّذِي عَلَيْهِ أَكثر الْإِيمَان فتجبر عَلَيْهِ تِلْكَ الْيَمين كَذَا للرواة

فصل تقييد مشكل أسماء المواضع والبقع

وَعند ابْن وضاح أَكثر تِلْكَ الْيَمين وَالْأول الصَّوَاب على مَذْهَب مَالك وَهُوَ قَوْله وَأما رِوَايَة ابْن وضاح فَإِنَّمَا هِيَ على مَذْهَب عبد الْملك وَفِي حَدِيث ابْن الزبير فِي صَلَاة جُلُوس النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وفرش يَده الْيُمْنَى كَذَا الرِّوَايَة للْجَمِيع قيل وَهُوَ وهم وَصَوَابه الْيُسْرَى وَقد يخرج صَوَاب الرِّوَايَة أَنه أخبر على افتراشه الْيُمْنَى أَيْضا وَأَنه لم يقمها لَكِن الْمَعْرُوف الأول وَفِي كتاب الْأَطْعِمَة قدمت أُخْتهَا حفيدة من نجد هَذَا الْمَعْرُوف وَعند الْمروزِي فِيهِ أشكال هَل هُوَ نجد أَو يحد بياء مَضْمُومَة وحاء مُهْملَة وقراه بِمَكَّة نجد كَمَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله فِي النهى عَن أَسمَاء العبيد وَنهى عَن أَن يُسمى بيعلى كَذَا رَوَاهُ بَعضهم عَن مُسلم وَالصَّوَاب بمقبل وَهِي رِوَايَة شُيُوخنَا وَالْمَعْرُوف ويعلى تَصْحِيف مِنْهُ وَقَوله فِي حَدِيث زُهَيْر ابْن حَرْب حَتَّى لَا تعلم يَمِينه مَا تنْفق شِمَاله كَذَا جَاءَ هُنَا فِي كتاب مُسلم والمعرف عكس هَذَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الشين وَالْأَمر فِي ذَلِك كُله على مجَاز كَلَام الْعَرَب وكنى بِهِ عَن السّتْر والكتمان إِذْ الْيَمين وَالشمَال لَا تنْسب إِلَيْهِمَا معرفَة وَإِنَّمَا أَرَادَ ستره حَتَّى لَو كَانَتَا مِمَّن يعرف وَيعْقل لكَتم مَا يفعل بِإِحْدَاهُمَا على الْأُخْرَى وَقَوله فِي الدَّجَّال أَعور الْعين الْيُمْنَى وَفِي حَدِيث آخر أَعور الْعين الْيُسْرَى وَقد ذكر مُسلم الرِّوَايَتَيْنِ وَوجه الْجمع بَينهمَا بِأَن كل وَاحِدَة عوراء من وَجه إِذا صل العور الْعَيْب لَا سِيمَا مَا اخْتصَّ بِالْعينِ فإحداهما عوراء حَقِيقَة ذَاهِبَة وَهِي الَّتِي قَالَ فِيهَا مَمْسُوح الْعين وَالْأُخْرَى مَعِيبَة وَهِي الَّتِي قَالَ فِيهَا عَلَيْهَا ظفرة وَكَأَنَّهَا كَوْكَب وعنبة طافية قَوْله فَكَانَ الْهدى مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأبي بكر وَعمر وذوى اليسارة كَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه الْيَسَار بِغَيْر هَاء وَهُوَ الْغنى وَأما بِالْهَاءِ فَهُوَ الْقلَّة والتفاهة فصل تَقْيِيد مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع والبقع (يثرب) اسْم مَدِينَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بثاء مُثَلّثَة وَرَاء مَكْسُورَة وَقد غير النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذَلِك فسماها طابة وطيبة كَرَاهَة لما فِي يثرب من التثريب وَقيل سميت يثرب بِأَرْض بهَا تسمى كَذَلِك الْمَدِينَة بِنَاحِيَة مِنْهَا فَأَما الَّتِي فِي الشّعْر (مواعد عرقوب أَخَاهُ بِيَثْرِب) فَقيل هِيَ مثلهَا وَقيل هِيَ قَرْيَة بِالْيَمَامَةِ وَقيل إِنَّمَا هِيَ يترب بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَرَاء مَفْتُوحَة اسْم تِلْكَ الْقرْيَة وَقيل يترب من بِلَاد بني سعد من تَمِيم كَمَا اخْتلف فِي عرقوب هَذَا فَقيل رجل من الْأَوْس من أهل الْمَدِينَة وَقيل من العماليق أهل الْيَمَامَة وَقيل من بني سعد الْمَذْكُورين (الْيمن) كل مَا كَانَ على يَمِين الْكَعْبَة من بِلَاد الْغَوْر (الْيَمَامَة) مَدِينَة بِالْيمن على يَوْمَيْنِ من الطَّائِف وَأَرْبَعَة من مَكَّة وَلها عمائر وقاعدتها حجر الْيَمَامَة وَهِي فِي عداد أَرض نجد وَتسَمى الْعرُوض بِفَتْح الْعين أَيْضا (يَلَمْلَم) بِفَتْح الْيَاء واللامين أحد الْمَوَاقِيت الْمَشْهُورَة وَهُوَ من كبار جبال تهَامَة على لَيْلَتَيْنِ من مَكَّة وَيُقَال الملم أَيْضا وَهُوَ الأَصْل وَالْيَاء بدل مِنْهَا (يهاب) أَو أهاب أَو نهاب مَوضِع قرب الْمَدِينَة ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَالِاخْتِلَاف فِيهِ (اليرموك) بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء ذكره فِي حَدِيث الزبير فِي أَخْبَار بدر فصل تَقْيِيد الْأَسْمَاء والكنى ذكرنَا فِي حرف الْبَاء أَبَا يسر وَيسر بن صَفْوَان مَعَ مَا يُشبههُ وَكَذَلِكَ يسَار ويسير هِلَال بن يسَاف كَذَا يَقُوله المحدثون بِكَسْر الْيَاء قَالَ أَبُو عبيد وَيُقَال أساف قَالَ غَيره وَهُوَ كَلَام الْعَرَب وَبَعْضهمْ يَقُول يسَاف بِالْفَتْح لِأَنَّهُ لم يَأْتِ فِي كَلَام الْعَرَب عِنْدهم كلمة أَو لَهَا يَاء مَكْسُورَة إِلَّا قَوْلهم يسَار

فصل تقييد مشكل الأنساب

ويحنس مولى آل الزبير بِضَم أَوله وحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَكسر النُّون كَذَا ضبطناه على القَاضِي أبي عَليّ وَذكره الْحَاكِم بِالْفَتْح وَكَذَا قيدناه على أبي بَحر كَذَلِك عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يحنس وَأَبُو ينفور بِفَتْح الْيَاء وَيحيى بن يعمر مثله وَفتح الْمِيم وَمَالك بن يخَامر بِضَم الْيَاء وخاء مُعْجمَة وَمُسلم بن يناق بِفَتْح الْيَاء وَتَشْديد النُّون ويسير بن عَمْرو وَيُقَال أيسر وَيُقَال ابْن جَابر ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة ويرفا بِفَتْح الْيَاء بعْدهَا رَاء وَآخره فَاء وَأَبُو الْيَمَان وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان الْعَبْسِي بِغَيْر يَاء النّسَب لقب وَالِد حُذَيْفَة بن الْيَمَان واسْمه حسيل مصغر وَقيل اسْم حُذَيْفَة بن حسيل بن الْيَمَان وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي رسم الْحَاء وَقيل لَهُ الْيَمَان باسم جده الْأَعْلَى الْيَمَان بن الْحَارِث بن قطيعة بن عبس وَهُوَ أَيْضا لَهُ لقب واسْمه جروة وَيشْتَبه بِهِ التمار للَّذي يَبِيع التَّمْر وَهُوَ أَبُو نصر التمار ويوشع صَاحب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام بشين مُعْجمَة مَفْتُوحَة فصل تَقْيِيد مُشكل الْأَنْسَاب النَّصْر بن مُحَمَّد اليمامي بميمين مَنْسُوب إِلَى الْيَمَامَة وَكَذَلِكَ عبد الله بن الرُّومِي اليمامي وَمُحَمّد بن مِسْكين بن تُمَيْلة اليمامي هَذَا الصَّحِيح فِيهِ وَهُوَ الَّذِي عِنْد شُيُوخنَا وَجَاء عِنْد ابْن الْحذاء الْيَمَانِيّ وَهُوَ غلط وَإِن كَانَت الْيَمَامَة من قَوَاعِد الْيمن لَكِن الْمَعْرُوف فِي نسبه اليمامي بِالْمِيم وزبيد ابْن الْحَارِث اليمامي وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن طَلْحَة اليمامي مَنْسُوب إِلَى يام بطن من هَمدَان وَقيل فِيهِ الْأَيَامَى وَالصَّوَاب الأول وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة ومرتد بن عبد الله الْيَزنِي بِفَتْح الْيَاء وَالزَّاي وَبعدهَا نون وَلَيْسَ فِي هَذِه الْأُمَّهَات مَا يشْتَبه بِهِ وأخوك اليثربي بالثاء الْمُثَلَّثَة وَكسر الرَّاء مَنْسُوب إِلَى يثرب ومعدان بن طَلْحَة الْيَعْمرِي بِفَتْح الْيَاء وَالْمِيم وَيُقَال بِضَم الْمِيم أَيْضا حَكَاهُمَا البُخَارِيّ وَمُحَمّد بن يحيى ابْن عبد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي بِضَم الْكَاف مَنْسُوب إِلَى بني يشْكر فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْبَاب فِي بَاب تَحْرِيم الْخمر نَا يحيى بن أَيُّوب نَا ابْن علية كَذَا للكافة وَعند العذري نَا يحيى بن يحيى نَا ابْن علية وَهُوَ وهم وَعند ابْن ماهان نَا ابْن عُيَيْنَة وَهُوَ وهم أَيْضا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين فِي بَاب الْبكاء عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن فِي حَدِيث يحيى عَن سُفْيَان وَفِي آخِره قَالَ يحيى بعض الحَدِيث عَن عَمْرو بن مرّة كَذَا لرواة البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْد الْمُسْتَمْلِي والحموي قَالَ يَجِيء بعض الحَدِيث فعل مُسْتَقْبل وَهُوَ مهمل فِي كتاب الْأصيلِيّ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث عَائِشَة فِي الإهلال الْحَج مُفردا نَا يحيى بن أَيُّوب نَا عباد بن عباد كَذَا للفارسي والسجري وَعند العذري نَا يحيى ابْن يحيى وَفِي بَاب من ظلم من الأَرْض شبْرًا أَنا ابان نَا يحيى بن آدم كَذَا عِنْد ابْن ماهان وَهُوَ خطأ فَاحش وَالصَّوَاب مَا لِابْنِ سُفْيَان يحيى غير مَنْسُوب وَهُوَ يحيى بن أبي كثير وَفِي نذر الْمَشْي إِلَى الْكَعْبَة نَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن حجر قَالُوا نَا إِسْمَاعِيل كَذَا لجميعهم وَفِي كتاب التَّمِيمِي رَوَاهُ بَعضهم نَا يحيى بن يحيى مَكَان ابْن أَيُّوب وَفِي بَاب إِذا أَخذ أهل الْجنَّة مَنَازِلهمْ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يحيى يَعْنِي ابْن أبي كثير كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا عَن مُسلم وَفِي أصل ابْن عِيسَى عَن بَعضهم عَن ابْن الْحذاء نَا يحيى بن أبي كثير وَفِي بَاب صفة الْقِيَامَة نَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق نَا يحيى بن بكير كَذَا لكافتهم وَعَامة شُيُوخنَا وَعند ابْن عِيسَى عَن الجياني أَيْضا رِوَايَة أُخْرَى نَا يحيى بن بكير وَهُوَ وهم وَالْمَعْرُوف الأول وَلَيْسَ فِي الصَّحِيح يحيى بن بكر وَفِي أكل

فصل منه

ورق الشّجر حَدِيث سعد مُسلم نَا يحيى نَا وَكِيع كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء نَا يحيى ابْن حبيب نَا وَكِيع وَلم يَخْتَلِفُوا فِي الحَدِيث الَّذِي قبله نَا يحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ نَا مُعْتَمر فصل مِنْهُ قَوْله فِي بَاب فَضَائِل عَليّ نَا يُوسُف أَبُو سَلمَة الْمَاجشون كَذَا لشيوخنا وَعند بعض الروَاة يُوسُف بن أبي سَلمَة وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو سَلمَة يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الله بن أبي سَلمَة واسْمه دِينَار والماجشون هُوَ يَعْقُوب وَالِد يُوسُف وَقد ذكرنَا مَعْنَاهُ وَفِي بَاب الصَّلَاة الْوُسْطَى دَاوُود بن الْحصين عَن ابْن اليربوع المَخْزُومِي كَذَا ليحيى والقعنبي وَعند ابْن بكير مَالك عَن يُونُس بن يُوسُف عَن عَطاء بن يسَار كَذَا ليحيى وَابْن بكير ورواة الموطا كلهم وَهُوَ ابْن حماس الْمَذْكُور فِي الْبَاب قبله وَقيل غَيره وَالصَّحِيح أَنه هُوَ وَكَذَا جَاءَ مُبينًا هُنَا فِي رِوَايَة القعْنبِي وَعَن غَيره فِي الحَدِيث الأول فِي الْبَاب قبله وَلم يسمه يحيى فِي الْبَاب قبله وَسَماهُ أَبُو مُصعب فِي ذَلِك الحَدِيث يُونُس بن يُوسُف ابْن حماس كَمَا قَالَ يحيى وَكَذَا قَالَ معن والتنيسي وَقَالَ ابْن الْقَاسِم يُوسُف بن يُونُس بن حماس وَكَذَا قَالَ ابْن بكير ومطرف وَابْن أبي مَرْيَم وَابْن نَافِع وَعبد الله بن وهب وَابْن عفير وَابْن الْمُبَارك وَابْن برد وَمصْعَب الزبيرِي قَالَ أَبُو عمر اضْطربَ فِي اسْمه رُوَاة الموطا اضطرابا كثيرا وأظن ذَلِك من مَالك وَالله أعلم وَفِي بَاب غسل المنى وَتَركه نَا قُتَيْبَة نَا يزِيد نَا عمر وَكَذَا لأكْثر رُوَاة البُخَارِيّ يزِيد غير مَنْسُوب وَعند ابْن السكن زِيَادَة يَعْنِي ابْن ربيع قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي هُوَ يزِيد بن هَارُون وَكَذَا قَالَ القَاضِي أَبُو صَخْر قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل عِيَاض رَحمَه الله تعلى وَإِذا نقضت رسوم الْحُرُوف على مَا رتبناه فلنعج على مَا قبل وعدناه من بَيَان أُمُور مشكلة بقيت فِي هَذَا الْكتاب فِي جملَة كَلَام وَجمع أَلْفَاظ لم يقْتَصر أشكالها على كلمة وَاحِدَة وَلَا لَفْظَة مُفْردَة فَيدْخل تَحت ضبط الْحُرُوف ورتبنا ذَلِك على ثَلَاثَة أَبْوَاب كَمَا نبهنا عَلَيْهِ أول الْكتاب الْبَاب الأول فِي الْجمل الَّتِي وَقع فِيهَا التَّصْحِيف أَو طمس مَعْنَاهُ التَّغْيِير والتلفيف وَمَا وَقع فِيهَا الْخلاف من ذَلِك مِمَّا لم يكن فِي تراجم الْحُرُوف فَمن ذَلِك مِمَّا وَقع فِي الْمُتُون فَفِي الْمُوَطَّأ من ذَلِك قَوْله فِي بَاب الْمُسْتَحَاضَة فِي حَدِيث زَيْنَب بنت حجر وَقَوله فِي بَاب صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْوتر فَقَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فصلى رَكْعَتَيْنِ طويلتين طويلتين كَذَا عِنْد يحيى بن يحيى الأندلسي وَخَالفهُ سَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ فَقَالُوا فِي الأولى فصلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ طويلتين طويلتين طويلتين وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا لَهُم ذكر طويلتين ثَلَاث مَرَّات فِي بَقِيَّة سَائِر الرَّكْعَات وَاخْتلف على يحيى فِي ذَلِك فَعِنْدَ عَامَّة شُيُوخنَا وشيوخهم كَمَا عِنْد غَيره وَرَوَاهُ ابْن عبد الْبر من طَرِيق عبيد الله مرَّتَيْنِ وَفِي الصَّلَاة فِي السّفر قَوْله رَأَيْت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُصَلِّي على حمَار وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى خَيْبَر كَذَا فِي الْمُوَطَّأ من طَرِيق عَمْرو بن يحيى الْمَازِني قَالَ النَّسَائِيّ لم يُتَابع عَمْرو بن يحيى على قَوْله يُصَلِّي على حمَار وَإِنَّمَا يَقُولُونَ على رَاحِلَته وَفِي كتاب الصَّيْد من حَدِيث أبي ثَعْلَبَة أكل كل ذِي نَاب من السبَاع حرَام كَذَا رَوَاهُ يحيى وَلم يُتَابِعه أحد على هَذَا اللَّفْظ فِي الحَدِيث من اصحاب الْمُوَطَّأ كلهم يَقُولُونَ فِيهِ نهى عَن

أكل كل ذِي نَاب من السبَاع وَكَذَا أصلحه ابْن وضاح وَإِنَّمَا اللَّفْظ الأول فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة الَّذِي بعده وَفِي الْعمرَة لَكِن الْفضل أَن يهل من الْمِيقَات الَّذِي وَقت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ أبعد من التَّنْعِيم كَذَا عِنْد يحيى وَأَصْلحهُ ابْن وضاح أَو مَا هُوَ أبعد من التَّنْعِيم وَكَذَا فِي رِوَايَة أَحْمد بن سعيد الصَّدَفِي عَن عبيد الله وَهُوَ الْوَجْه وَفِي نِكَاح الرجل أم امْرَأَة أَصَابَهَا على مَا يكره وَلَو أَن رجلا نكح امْرَأَة فِي عدتهَا نِكَاحا حَلَالا كَذَا عِنْد يحيى بن يحيى وَيحيى بن عمر عَن ابْن بكير وَهُوَ وهم خَالفه فِيهِ أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فَعِنْدَ ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير فِي رِوَايَة العلاف عَنهُ نِكَاحا حَرَامًا وَعند ابْن وهب وَابْن زِيَاد نِكَاحا لَا يصلح وَعند ابْن نَافِع فِي عدتهَا على وَجه النِّكَاح وَهَذِه كلهَا رِوَايَات صَحِيحَة وَقد تخرج رِوَايَة يحيى على أَنه جهل أَنَّهَا فِي عدَّة فَهُوَ عقد فِيمَا يَظُنّهُ حَلَالا وَفِي بَاب دُخُول الْحَائِض مَكَّة غير أَن لَا تطوفى بِالْبَيْتِ وَلَا فِي الصَّفَا والمروة وَانْفَرَدَ يحيى من بَين سَائِر الروَاة بِذكر الصَّفَا والمروة وَهُوَ وهم وَفِي كتاب الْجِهَاد مَا يكره من الشَّيْء يَجْعَل فِي سَبِيل الله كَذَا ليحيى وادخل فِيهِ حَدِيث اسحيم زق وَتَابعه على ذَلِك جمَاعَة من الروَاة وَتَأَول الْعلمَاء معنى التَّرْجَمَة ووفقها للْحَدِيث كَرَاهَة استحلال مَا يَجْعَل فِي السَّبِيل وتصريفه فِي غير مَا جعل لَهُ وَرَوَاهُ ابْن بكير والقعنبي بَاب مَا يكره من الرّجْعَة فِي الشَّيْء يَجْعَل فِي سَبِيل الله وَذكر أَنه حَدِيث عمر فِي الْفرس الَّذِي حمل عَلَيْهِ وَفِي بَاب الْمُتْعَة نهى عَن مُتْعَة النِّسَاء يَوْم خَيْبَر وَعَن لُحُوم الْحمر إِلَّا نسية كَذَا وَقع هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم من جَمِيع الطّرق قَالُوا فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير وَوهم فَإِن الْمُتْعَة إِنَّمَا حرمت بِمَكَّة صَحِيحَة تَأْخِير لفظ خَيْبَر وَهِي رِوَايَة جمَاعَة عَن سُفْيَان نهى عَن الْمُتْعَة وَعَن لُحُوم الْحمر يَوْم خَيْبَر فاختصت خَيْبَر بِتَحْرِيم الْحمر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد صححت هَذِه الرِّوَايَة أَيْضا وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله فَإِن تَحْرِيم الْمُتْعَة بِخَيْبَر كَمَا ورد فِي الحَدِيث ثمَّ أحلّت بعد ذَلِك للضَّرُورَة والرخصة بِمَكَّة بِدَلِيل قَوْله فَأذن لنا ثمَّ حرمت بعد فَيكون تحليلها مرَّتَيْنِ وتحريمها مرَّتَيْنِ وَفِي نِكَاح الْمحرم أَن عمر بن عبيد الله أَرَادَ أَن ينْكح طَلْحَة ابْن عمر ابْنة شيبَة ابْن جُبَير كَذَا فِي حَدِيث مَالك وَاللَّيْث بن سعيد وَغَيرهمَا يَقُول ابْنة شيبَة بن عُثْمَان وَقد ذكر ذَلِك مُسلم وَذكر عَن أَيُّوب عَن نَافِع ابْنة شيبَة بن عُثْمَان وَفِي رِوَايَة أُخْرَى ابْن جُبَير وَالصَّوَاب فِي هَذَا رِوَايَة مَالك وَهِي بنت شيبَة بن جُبَير بن عُثْمَان وَلَعَلَّ من قَالَ ابْن عُثْمَان نسب أَبَاهَا إِلَى جده وَاسْمهَا أمة الحميد وَفِي نَفَقَة الْمُطلقَة فِي حَدِيث فَاطِمَة أَن أَبَا عمر بن حَفْص طَلقهَا كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَفِي كتاب أبي دَاوُود من رِوَايَة يحيى ابْن أبي كثير عَن أبي سَلمَة أَن أَبَا حَفْص بن الْمُغيرَة وَهُوَ وهم وَصَوَابه فِي الْمُوَطَّأ هُوَ أَبُو عَمْرو عبيد الحميد بن حَفْص بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر ابْن مخزومي وَفِي حَدِيث أم هاني أَنه قَاتل رجلا آجرته فلَان بن هُبَيْرَة كَذَا جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ والصحيحين وَفِي أجل الَّذِي لَا يمس امْرَأَته قَالَ يحيى قَالَ مَالك سَأَلت ابْن شهَاب كَذَا عِنْد يحيى فِي أَكثر الرِّوَايَات وَعند بعض رُوَاته سُئِلَ ابْن شهَاب على مَا لم يسم فَاعله وَعند ابْن الْقَاسِم والقعنبي سُئِلَ مَالك لَيْسَ فِيهِ ابْن شهَاب وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي عدَّة الْأمة إِذا توفى عَنْهَا سَيِّدهَا

أَو زَوجهَا كَذَا عِنْد يحيى ابْن يحيى وَلَيْسَ فِي الْبَاب ذكر لما يلْزمهَا من سَيِّدهَا قَالَ أَبُو عمر لَا أعلم أحدا من رُوَاة الْمُوَطَّأ ذكر سَيِّدهَا إِلَّا يحيى إِذْ لَيْسَ عَلَيْهَا من سَيِّدهَا عدَّة وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِبْرَاء وَكَذَا قَوْله فِي الْبَاب قبله عدَّة أم الْوَلَد إِذا توفّي عَنْهَا سَيِّدهَا لكنه هُنَا كنى بالعدة عَمَّا يلْزمهَا من اسْتِبْرَاء وَقَوله فِي بَاب الْعَيْب فِي الرَّقِيق فِيمَن بَاعَ عبدا أَو وليدة أَو حَيَوَانا بِالْبَرَاءَةِ كَذَا عِنْد يحيى وَابْن بكير من رِوَايَة يحيى بن عمر وَابْن وهب وَغَيرهم من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَسَقَطت لِابْنِ الْقَاسِم فِي رِوَايَة أُخْرَى وطرحها ابْن وضاح وَسَحْنُون وَقد وقف عَلَيْهَا مَالك فَقَالَ إِنَّمَا أَعنِي بذلك الرَّقِيق وَرُوِيَ عَنهُ أَنه أَمر بمحوها من كِتَابه وَفِي المراطلة قَالَ مَالك وَلَو أَنه بَاعَ ذَلِك المثقال مُفردا إِلَى قَوْله فَذَلِك الذريعة إِلَى أكل الْحَرَام وَالْأَمر الْمنْهِي عَنهُ قَالَ مَالك فِي الرجل يراطل الرجل كَذَا هُوَ كُله كَلَام مُتَّصِل وبخفض الْأَمر الْمنْهِي عَنهُ وَعطفه على مَا قبله عِنْد جمَاعَة رُوَاة الموطا وَعند يحيى انْتهى الْبَاب إِلَى قَوْله إحلال الْحَرَام ثمَّ جَاءَ الْأَمر الْمنْهِي عَنهُ عِنْدهم مَرْفُوعا تَرْجَمَة بَاب بِغَيْر وَاو الْعَطف وَوَقع عِنْد أبي عِيسَى من رِوَايَة عبيد الله ابْن يحيى بَاب الْأَمر الْمنْهِي عَنهُ وَالصَّحِيح مَشْهُور رِوَايَة يحيى على الْعَطف والاتصال وَأَنه غير تَرْجَمَة وَفِي بَاب مِيرَاث الْقَاتِل أَن رجلا من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أحيحة بن الجلاح وَوهم بَعضهم هَذَا فَقَالَ أحيحة بن الجلاح جاهلي لم يدْرك الْإِسْلَام وَالْأَنْصَار أسلم إسلامي لِلْأَوْسِ والخزرج فَكيف يُقَال من الْأَنْصَار وَالْوَجْه صِحَّته على تساهل فِي اللَّفْظ وَتجوز لما كَانَ من الْقَبِيل الَّذين سموا بِهَذَا الِاسْم فِي الْإِسْلَام فَصَارَ لَهُم كالنسب ذكر فِي جُمْلَتهمْ لِأَنَّهُ من إِخْوَتهم وَفِي بَاب الصُّور عَن عبيد بن عتبَة بن مَسْعُود أَنه دخل على أبي طَلْحَة يعودهُ كَذَا لجَمِيع الروَاة بِالْفَتْح على الْفِعْل الْمَاضِي قَالُوا هُوَ وهم وَصَوَابه دخل على مَا لم يسم فَاعله وَكَذَلِكَ بَقِيَّة أَلْفَاظ الحَدِيث يُعَاد وفوجد لِأَن عبيد الله لم يدْرك أَبَا طَلْحَة وَكَذَا ابْن وضاح وَأَصْلحهُ فِي كِتَابه وَيُقَال أَن بَين عبيد الله وَأبي طَلْحَة ابْن عَبَّاس فَالْحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ مُرْسل وَفِي يَمِين الرجل بِطَلَاق مَا لم ينْكح فِي الرجل يَقُول لامْرَأَته أَنْت الطَّلَاق وكل امْرَأَة أنْكحهَا طَالِق وَمَاله صَدَقَة إِن لم يفعل كَذَا فَحنث قَالَ أما نساؤه فَطلق كَمَا قَالَ وَأما قَوْله كل امْرَأَة أنْكحهَا كَذَا فِي الْأُصُول نساؤه وَقَالَ بَعضهم صَوَابه امْرَأَته كَمَا جَاءَ فِي أول الْمَسْأَلَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيخرج مَا فِي الأَصْل أَي أَن الْيَمين إِنَّمَا تلْزمهُ فِي نِسَائِهِ الَّتِي يملك إِذا خصص ذَلِك بِخِلَاف إِذا عَم كَمَا قَالَ فِي الْمَسْأَلَة بعْدهَا وَفِي صفة عِيسَى آدم كأحسن مَا أَنْت رائي من آدم الرِّجَال كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَكَذَا جَاءَ من رِوَايَة ابْن عمر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَهَذِه إِنَّمَا هِيَ صفة مُوسَى بِدَلِيل الْأَحَادِيث الْأُخَر عَن أبي هُرَيْرَة فِي صفة عِيسَى أَحْمَر كَأَنَّمَا خرج من ديماس وَقد أقسم ابْن عمر فِي الحَدِيث أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لم يقل فِيهِ أَحْمَر وَفِي بَاب الْعمريّ قَوْله وعَلى ذَلِك الْأَمر عندنَا أَن الْعمريّ ترجع إِلَى الَّذِي أعمرها إِذا لم يقل هِيَ لَك ولعقبك كَذَا عِنْد يحيى بن يحيى وَلم يقلهُ غَيره ووقفوا كلهم بعد حَدِيث الْقَاسِم عِنْد قَوْله وَذَلِكَ الْأَمر عندنَا وَمَا فِي رِوَايَة يحيى لَيْسَ مَعْرُوف مَذْهَب مَالك وَقد تَأَوَّلَه بعض شُيُوخنَا أَن مَعْنَاهُ وَأما التِّرْمِذِيّ وَأَبُو عبيد فَجعلَا مَذْهَب مَالك ظَاهر هَذَا اللَّفْظ وَأَنَّهَا إِنَّمَا ترجع إِذا

لم يقل لَك ولعقبك على ظَاهر الحَدِيث وَهُوَ مَذْهَب وَعَلِيهِ تَأَوَّلَه بعض متأخري شُيُوخنَا وَفِي بَاب مِيرَاث الصلب قَوْله الْأَمر الْمُجْتَمع عَلَيْهِ عندنَا وَالَّذِي أدْركْت عَلَيْهِ أهل الْعلم ببلدنا أَن مِيرَاث الْوَلَد من والدهم أَو والدتهم إِذا توفّي الْأَب أَو الْأُم وتركا أَوْلَادًا رجَالًا وَنسَاء فللذكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِن كن نسَاء فَوق اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثلثا مَا ترك إِلَى آخر الْمَسْأَلَة كَذَا هِيَ عِنْد يحيى بن يحيى وَابْن بكير وَمن وافقهم وَقَالَ ابْن وضاح أطرح عندنَا فَلَيْسَ فِيهِ اخْتِلَاف بَين الْأمة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمَا فِي الْأُم صَحِيح لوجوه أَحدهَا أَنه لَيْسَ قَوْله عندنَا مِمَّا يُوجب الِاخْتِلَاف فِيهِ وَيكون قَوْله عندنَا وَأَنه أدْرك عَلَيْهِ أهل الْعلم تَأْكِيدًا لما قَالَه غَيرهم وَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ وَالثَّانِي أَن اتِّفَاق الْأمة فِيهِ غير مَوْجُود بل فِيهِ الْخلاف وَقَوله فِي الْبَاب فَإِن كَانَ مَعَ بَنَات الابْن ذكر هُوَ من الْمُتَوفَّى بمنزلتهن إِلَى قَوْله لَكِن أَن فضل بعد فَرَائض أهل الْفَرَائِض فضل كَانَ ذَلِك الْفضل لذَلِك الذّكر وَلمن هُوَ بِمَنْزِلَتِهِ وَمن هُوَ فَوْقه كَذَا فِي الموطئات وَكَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم وَأنكر سَحْنُون قَوْله وَلمن هُوَ فَوْقه وَطَرحه ابْن وضاح وَزِيَادَة هَذَا اللَّفْظ وهم لِأَن من فَوْقه هُنَا بَنَات وَقد استوعبن فرضهن الْمُسَمّى فَكيف يرد عَلَيْهِنَّ بِالتَّعْصِيبِ مَعَ من دونهن وَهن أهل تَسْمِيَة ولاحظ لَهُنَّ بعْدهَا إِذْ لسن بعصبة وَلَا يُشْرِكْنَ عصبَة وَكَذَلِكَ حكم بَنَات الابْن مَعَ من تحتهن إِذا لم يكن بَنَات لصلب وَفِي بَاب القطاعة فِي الْكِتَابَة وَإِن مَاتَ الْمكَاتب وَترك مَالا فَأحب الَّذِي قاطعه أَن يرد على صَاحبه نصف مَا أَخذ وَيكون الْمِيرَاث بَينهمَا فَذَلِك لَهُ وَإِن كَانَ الَّذِي تمسك بِالْكِتَابَةِ قد أَخذ مثل الَّذِي قَاطع عَلَيْهِ شَرِيكه أَو أفضل فالميراث بَينهمَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَخذ حَقه هَذِه رِوَايَة يحيى وَهُوَ وهم هَذَا جَوَاب مَالك ومذهبه فِي الْعَجز لَا فِي الْمَوْت وَهُوَ خلاف مَا قَالَه أول الْبَاب وَإِن كَانَ أَشهب قد روى عَن مَالك مثل رِوَايَة يحيى وَقَالَ هُوَ خطأ من قَوْله وَعند ابْن وضاح هُنَا وَإِن مَاتَ الْكَاتِب وَترك مَا لَا استوفى الَّذِي لم يقاطعه مَا بَقِي عَلَيْهِ وَكَانَ مَا يفضل بعد ذَلِك بَينهمَا بنصفين وَهُوَ من إصْلَاح ابْن وضاح من غير رِوَايَة يحيى وَكَذَا عِنْد مطرف وَابْن الْقَاسِم وَسَقَطت هَذِه الْمَسْأَلَة هُنَا وَالْكَلَام فِيهَا عِنْد ابْن بكير وَقَوله فِي التَّرْجَمَة وَلَاء الْمكَاتب إِذا أعتق كَذَا عِنْد شُيُوخنَا على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بعض الرِّوَايَات إِذا أعتق عَبده وَأدْخل فِي الْبَاب مسَائِل وَلَاء مَا أعْتقهُ الْمكَاتب قَالَ بَعضهم صَوَابه وَلَاء مُعتق الْمكَاتب وَمَا فِي الرِّوَايَات يخرج وَيرجع إِلَى هَذَا الْمَعْنى على تَأْوِيل وَتجوز وَمن ذَلِك فِي متون صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتاب الْعلم فِي بَاب الْغَضَب فِي الموعظة لَا أكاد أدْرك الصَّلَاة مِمَّا يطول بِنَا فلَان كَذَا وَقع فِي الْأُمَّهَات وَفِيه أشكال وَقد رَوَاهُ الْفِرْيَانِيُّ أَنِّي لأتأخر عَن الصَّلَاة فِي الْفجْر مِمَّا يطول بِنَا فلَان وَهَذَا أظهر وَلَعَلَّ الأول مغير مِنْهُ أَو من مَعْنَاهُ وَلَعَلَّه لَا كَاد أترك الصَّلَاة فزيدت بعده ألف وفصلت التَّاء من الرَّاء فَجعلت دَالا وَالله أعلم وَفِي بَاب الْحِرْص على الحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ قيل يَا رَسُول الله من أسعد النَّاس بشفاعتك كَذَا لأبي ذَر وَهُوَ وهم وَصَوَابه سُقُوط قيل لم يكن عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي لِأَن السَّائِل هُوَ أَبُو هُرَيْرَة نَفسه بِدَلِيل قَوْله آخر الحَدِيث لقد ظَنَنْت أَن لَا يسألني عَن هَذَا أحد أول مِنْك وَفِي بَاب الْمُرُور فِي الْمَسْجِد فليأخذ على نصالها بكفه لَا يعقر بكفه مُسلما كَذَا للأصيلي

وَسقط بكفة الأولى للقابسي وعبدوس وَغير هما وَثَبت الأول وَسقط الآخر لبَعْضهِم وَهُوَ الْوَجْه وَغَيره وهم وَفِي بَاب مَا يسْتَحبّ للْعَالم وَفِي كتاب التَّفْسِير حَدِيث الْخضر فَانْطَلقَا بَقِيَّة ليلهما ويومهما كَذَا وَقع هُنَا وَفِي رِوَايَة الْحميدِي فَانْطَلقَا بَقِيَّة يومهما وليلتهما على الْقلب وَهُوَ الصَّوَاب وَوجه الْكَلَام بِدَلِيل قَوْله بعد فَلَمَّا أصبح وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى إِذا كَانَ من الْغَد وَفِي بَاب الْمَسَاجِد الَّتِي على طَرِيق الْمَدِينَة وَقد كَانَ عبد الله تعلم الْمَكَان الَّذِي صلى فِيهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للأصيلي بتاء مَفْتُوحَة وَلَام مُشَدّدَة من الْعلم وَلغيره يعلم بِضَم الْيَاء سَاكِنة الْعين من الْعَلامَة ثمَّ قَالَ بعد هَذَا يَقُول ثمَّ عَن يَمِينك وعَلى هَذَا تَأتي رِوَايَة الْأصيلِيّ أوجه وَقَالَ لنا بعض شُيُوخنَا من المتقنين فِي هَذَا الْبَاب صَوَابه يعلم كَمَا قَالَ غير الْأصيلِيّ وَبعده بعواسج كن عَن يَمِينك وَقَالَ كَذَا جَاءَ مُبينًا عِنْد بعض رُوَاة الحَدِيث فِي غير هَذِه المصنفات فتصحف قَوْله بعواسج بقوله يَقُول ثمَّ فَإِن صحت هَذِه الرِّوَايَة فَهَذَا حق لَا غطاء عَلَيْهِ وَقد ذكر أَبُو عبد الله الْحميدِي فِي اختصاره الصَّحِيح هَذَا الْحَرْف فَقَالَ فِيهِ تنزل ثمَّ عَن يَمِينك فرآ أَن يَقُول مُصحفا من تنزل وَلَا بَيَان فِي هَذَا وَمَا ذَكرْنَاهُ بَين وَبعده أَيْضا قَوْله وَأَنت ذَاهِب إِلَى مَكَّة بَينه وَبَين الْمَسْجِد رمية بِحجر كَذَا لأبي ذَر والنسفي وَسَائِر الروَاة وَكَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ ثمَّ خطّ على بَينه فَدلَّ على سُقُوطهَا عِنْد بعض شُيُوخه ويختل بسقوطها الْكَلَام وَقَوله اللَّهُمَّ عَلَيْك بِقُرَيْش وسمى فيهم عمَارَة بن الْوَلِيد ثمَّ قَالَ فَلَقَد رَأَيْتهمْ صرعى يَوْم بدر ذكر عمَارَة بن الْوَلِيد هُنَا غلط وَوهم بَين وَالْمَعْرُوف عِنْد أهل الْأَمر وَالسير أَن عمَارَة لم يحضر بَدْرًا وَأَنه توفّي بِجَزِيرَة من أَرض الْحَبَشَة وَكَانَ النَّجَاشِيّ سحره وَنفخ فِي احليله سحرًا لتهمة لحقته عِنْده فهام على وَجهه مَعَ الْوَحْش وَفِي كتاب مُسلم فِيهِ وهم آخر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين فِي قَوْله عقبَة بن الْوَلِيد وَفِي بَاب السمر مَعَ الضَّيْف فِي كتاب الصَّلَاة فَهُوَ أَنا وَأبي وَأمي كَذَا للمروزي وَأبي الْهَيْثَم وَسقط أبي للبلخي وَسقط أُمِّي للحموي وَالصَّوَاب إثباتهما وَبِذَلِك يتم الْعدَد أَيْضا لمجيئه بِثَلَاثَة وَفِي بَاب وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى قلت صلى فِي الْكَعْبَة قَالَ نعم رَكْعَتَيْنِ كَذَا هُوَ فِي حَدِيث يحيى بن سعيد قَالُوا وَذكر رَكْعَتَيْنِ غلط من يحيى بن سعيد الْقطَّان وَقد قَالَ ابْن عمر فنسيت أَن أسئلة كم صلى وَإِنَّمَا دخل الْوَهم من ذكر الرَّكْعَتَيْنِ بعد هَذَا وَقَوله ثمَّ خرج فصلى فِي وَجه الْكَعْبَة رَكْعَتَيْنِ وَفِي بَاب جهر الإِمَام بالتأمين وسمعته مِنْهُ فِي ذَلِك خيرا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة كَذَا للكافة وَعند الْأصيلِيّ وَسمعت بِغَيْر هَاء وَعند أبي ذَر خَبرا بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وباجتماع هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ يَسْتَقِيم الْكَلَام وَيتَّجه الصَّوَاب فِيهِ وَأما بافتراقهما أَو على الرِّوَايَة الأولى فيختل مَعْنَاهُ وَفِي بَاب التَّكْبِير للعيد قَول عبد الله بن بسر إِن كُنَّا قد فَرغْنَا هَذِه السَّاعَة صَوَابه لقد فَرغْنَا أَو إِلَّا قد فَرغْنَا وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي كسوف الْقَمَر وَقَالَ أَبُو بكر انكسفت الشَّمْس كَذَا عِنْد أبي زيد وَعند أبي أَحْمد انكسف الْقَمَر وَهُوَ وفْق الْبَاب وَالصَّوَاب عِنْد ابْن السكن خسف الْقَمَر بِمَعْنَاهُ وَفِي حَدِيث القعْنبِي سُقُوط الْقيام الرَّابِع فِي كتاب الْأصيلِيّ وخرجه الْقَابِسِيّ وَصَحَّ لِابْنِ السكن كَمَا فِي الْمُوَطَّأ وسقوطه وهم وَفِي حَدِيث عمر فِي بَاب أَن الله لم يُوجب السُّجُود إِنَّمَا نمر بِالسُّجُود فَمن سجد فقد أصَاب كَذَا للجرجاني وَعند الْمروزِي وَابْن السكن والقابسي إِنَّمَا نمر وَعند بَعضهم عَن أبي ذَر أَنا لم نومر قَالَ

الْقَابِسِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ معنى الحَدِيث الآخر أَن الله لم يفْرض السُّجُود علينا وَفِي رفع الْأَيْدِي فِي الصَّلَاة لأمر ينزل من نابه فِي شَيْء من صلَاته فَلْيقل سُبْحَانَ الله كَذَا فِي أصل الْقَابِسِيّ وعبدوس وَهُوَ تَغْيِير وَالصَّوَاب مَا لغَيْرِهِمَا هُنَا وَمَا هُوَ الْمَعْرُوف والمتفق عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الْبَاب من نابه شَيْء فِي صلَاته فَلْيقل سُبْحَانَ الله وَفِي زَكَاة الْغنم فِي أَربع وَعشْرين فَمَا دونه من الْغنم كَذَا للقابسي والأصيلي وَعند ابْن السكن فَمَا دونهَا الْغنم وَحمل بَعضهم أَن رِوَايَة من وهم قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكِلَاهُمَا صَوَاب فَمن أثبتها فَمَعْنَاه زَكَاتهَا من الْغنم وَمن هُنَا للْبَيَان لَا للتَّبْعِيض وعَلى إِسْقَاطهَا العنم مُبْتَدأ وَالْخَبَر مُضْمر فِي قَوْله فِي أَربع وَعشْرين وَمَا بعده وَقَوله فِي بَاب ابْني الْعم أَحدهمَا أَخ لأم فِي حَدِيث أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم فَمن مَاتَ وَترك كلا الحَدِيث كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وَهُوَ وهم وَلَيْسَ من الحَدِيث وَلَا لَهُ فِي هَذَا الْبَاب معنى وَفِي بَاب من سَاق الْبدن فِي آخر الحَدِيث وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من أهْدى أوساق الْهدى من النَّاس كَذَا للمروزي وَسقط للجرجاني وَغَيره من قَوْله من أهْدى إِلَى آخر الْكَلَام وَهُوَ اختلال وَنقص لَا يتم معنى الحَدِيث إِلَّا بِهِ وَمن أهْدى هُوَ الْفَاعِل بِالْفِعْلِ الْمُتَقَدّم وَوَقع عِنْد بعض الروَاة هَذِه الزِّيَادَة تَرْجَمَة وَهُوَ اختلال وَالصَّوَاب رِوَايَة الْمروزِي وَكَون ذَلِك من تَفْسِير الحَدِيث كَمَا جَاءَ فِي غير حَدِيث بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ وَمَعْنَاهُ وَفِي بَاب كم اعْتَمر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا هدبة نَا همام وَفِيه قَالَ اعْتَمر أَربع عمر فِي ذِي الْقعدَة إِلَّا الَّتِي اعْتَمر مَعَ حجَّته عمْرَة من الْحُدَيْبِيَة ثمَّ عدهَا بعد قَالَ الْقَابِسِيّ قَوْله إِلَّا الَّتِي اعْتَمر مَعَ حجَّته كَلَام زَائِد وَصَوَابه أَربع عمر فِي ذِي الْقعدَة عمْرَة من الْحُدَيْبِيَة قَالَ القَاضِي وَالرِّوَايَة عِنْدِي هِيَ الصَّوَاب وَقد عدهَا بعد فِي الْأَرْبَع آخر الحَدِيث فَكَأَنَّهُ قَالَ فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا ثَلَاث وَالرَّابِعَة عمرته فِي حجَّته أَو يكون صَوَابه كلهَا فِي ذِي الْقعدَة إِلَّا الَّتِي اعْتَمر فِي حجَّته ثمَّ فَسرهَا بعد ذَلِك لِأَن عمرته الَّتِي مَعَ حجَّته إِنَّمَا أوقعهَا فِي ذِي الْحجَّة على مَا ذكر أَنه كَانَ قَارنا أَو مُتَمَتِّعا وَإِنَّمَا قدم مَكَّة لأَرْبَع أَو خمس خلون من ذِي الْحجَّة وَقد ذكر مُسلم الحَدِيث بِنَفسِهِ وَمَتنه عَن هدبة بن خَالِد وَهُوَ هداب وَأرى أَبَا الْحسن إِنَّمَا رآ أَن يعد الرَّابِعَة فِي ذِي الْقعدَة من أجل إِحْرَامه بهَا فِي ذِي الْقعدَة على من جعله قَارنا أَو مُتَمَتِّعا وَيدل على صِحَة الِاسْتِثْنَاء مَا جَاءَ فِي الْأُم قَوْله فِي الْعُمر الثَّلَاث قبل الَّتِي فِي ذِي الْحجَّة فِي ذِي الْقعدَة عِنْد ذكر كل وَاحِدَة مِنْهَا ثمَّ قَالَ وَعمرَة فِي حجَّته لم يزدْ بدل على صِحَة استثنائها مِمَّا اعْتَمر فِي ذِي الْقعدَة وَتَكون عمْرَة مَرْفُوعَة عَنْهَا حَيْثُ وَقعت على الْقطع والابتداء أَو مَنْصُوبَة على الْبَدَل من قَوْله أَربع عمر وَقد يَصح تَخْصِيص الْآخِرَة بِالرَّفْع على خبر الْمُبْتَدَأ الْمَحْذُوف فَكَأَنَّهُ قَالَ وَالرَّابِعَة عمْرَة فِي حجَّته وَفِي بَاب من رَأيا بِقِرَاءَة الْقُرْآن وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن بالحنظلة طعمها مر وخبيث وريحها مر كَذَا لجميعهم وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا وَقع فِي غير مَوضِع من الصَّحِيحَيْنِ فِي غير هَذَا الْبَاب وَلَا ريح لَهَا وَفِي بَاب إِذا رآ المحرمون صيدا فضحكوا قَوْله فَحملت عَلَيْهِ الْفرس فطعنته فَأَتَيْته فاستعنتهم فَأَبَوا صَوَابه تَقْدِيم الِاسْتِعَانَة على الْحمل عَلَيْهِ كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَفِي بَاب إِذا بَين البيعان هَذَا مَا اشْترى مُحَمَّد

رَسُول الله وَكَذَا ذكره التِّرْمِذِيّ وَابْن الْجَارُود والعداء هُوَ المُشْتَرِي قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد صَوَاب مَا فِي الْأُم واتفاقه مَعَ مَا فِي المصنفات الآخر إِذا جعلنَا شرى وَاشْترى وَبَاعَ وابتاع بِمَعْنى يستعملان فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَفِي بيع الثِّمَار قبل بَدو صَلَاحهَا فِي حَدِيث مَالك أَرَأَيْت إِن منع الله الثَّمَرَة كَذَا لسائرهم وَلأبي ذَر فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَأَيْت إِن منع الله الثَّمَرَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ خَالف جمَاعَة فِيهِ مَالِكًا فَقَالُوا قَالَ أنس أَرَأَيْت أَن منع الله الثَّمَرَة الحَدِيث وَفِي بَاب بيع الْحَيَوَان بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَة وَقَالَ ابْن سِيرِين لَا بَأْس بِبَعِير ببعيرين وَدِرْهَم بِدِرْهَمَيْنِ نَسِيئَة كَذَا للقابسي والحموي وَأبي الْهَيْثَم وَهُوَ وهم وتأوله الْقَابِسِيّ فِي الدِّرْهَم على الْقَرْض وَأَصْلحهُ الْأصيلِيّ فِي كِتَابه وَدِرْهَم أَو دِرْهَمَيْنِ نَسِيئَة وَقَالَ أَنا أصلحته وَهَذَا صَحِيح لِأَن ابْن سِيرِين قد رُوِيَ عَنهُ أَنه كَانَ يرى جَوَاز بيع الْحَيَوَان بِالْحَيَوَانِ يدا بيد وَدِرْهَم نَسِيئَة وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه كَانَ لَا بَأْس بِبَعِير ببعيرين وَدِرْهَم الدِّرْهَم نَسِيئَة فَسقط الْألف وتصحفت اللَّام بِالْبَاء وَفِي بَاب هِجْرَة الْحَبَشَة قَول عُثْمَان وَذكر أَبَا بكر وَعمر فَلَيْسَ لي عَلَيْكُم من الْحق مثل الَّذِي كَانَ لَهُم كَذَا للأصيلي وَلغيره مثل الَّذِي كَانَ عَلَيْهِم وَهُوَ وهم وَصَوَابه مثل الَّذِي كَانَ لَهُم عَلَيْكُم وَكَذَا نبه البُخَارِيّ على الْوَهم فِيهِ بقوله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مثل الَّذِي كَانَ لَهُم وَفِي بَاب طواف النِّسَاء مَعَ الرِّجَال وَقَوله قد طَاف نسَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَعَ الرِّجَال ثمَّ قَالَت يخْرجن متنكرات بِاللَّيْلِ فيطفن مَعَ الرِّجَال كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن لم يكن يخْرجن متنكرات وَهُوَ وهم وَمَا قبله وَمَا بعده يناقضه وَفِي بَاب من سَاق الْبدن مَعَه قَوْله وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من أهْدى أوساق الْهدى من النَّاس كَذَا لكافة الروَاة وَهُوَ الصَّحِيح وَتَمام الحَدِيث وَكَانَ عِنْد أبي الْهَيْثَم بعد قَوْله رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَاب من أهْدى أوساق الْهدى من النَّاس وَجعله تَرْجَمَة وَهُوَ وهم واختلال فِي الْكَلَام وَإِنَّمَا من هُنَا فَاعل بقوله وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِذَلِك يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب إِذا أعتق عبدا بَين اثْنَيْنِ فِي حَدِيث عبد الله بن إِسْمَاعِيل يقوم عَلَيْهِ قيمَة عدل على الْعتْق أعتق مِنْهُ مَا أعتق كَذَا عِنْد الْمروزِي وَهُوَ كَلَام مختل وَصَوَابه رِوَايَة ابْن السكن على الْمُعْتق وَإِلَّا أعتق مِنْهُ مَا أعتق وَعند النَّسَفِيّ وابي الْهَيْثَم مثله قَالَا وَعتق مِنْهُ مَا عتق وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث وَفِي بَاب الشَّهَادَة على الْأَنْسَاب عَن عَائِشَة أَنَّهَا سَمِعت صَوت رجل يسْتَأْذن فِي بَيت حَفْصَة قَالَت عَائِشَة فَقلت يَا رَسُول الله أرَاهُ فلَانا لعم حَفْصَة من الرضَاعَة فَقَالَت عَائِشَة يَا رَسُول الله هَذَا رجل يسْتَأْذن فِي بَيْتك فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أرَاهُ فلَانا لعم حَفْصَة من الرضَاعَة تَقْدِيم هَذَا القَوْل عَن عَائِشَة أول الحَدِيث أرَاهُ فلَانا زِيَادَة وَهُوَ وهم وَهُوَ ثَابت للمروزي والجرجاني والهروي وَأَكْثَرهم وَإِنَّمَا الْكَلَام للنَّبِي كَمَا جَاءَ آخرا جَوَابا القَوْل عَائِشَة آخر لَهُ كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث فِي سَائِر الْأَبْوَاب فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث وَالصَّوَاب سُقُوط تِلْكَ الزِّيَادَة من قَول عَائِشَة إِلَى قَوْلهَا الثَّانِي وَكَذَا جَاءَت سَاقِطَة لبَعض الروَاة على الصَّوَاب وَفِي بَاب شَهَادَة العبيد وَالْإِمَاء وَقَالَ شُرَيْح كلكُمْ بَنو عبيد وإماء كَذَا لأكثرهم وَعند ابْن السكن كلكُمْ عبيد وإماء وَهُوَ الْوَجْه وَالصَّوَاب وَفِي

بَاب إِذا زكى رجل رجلا كَفاهُ وَقَالَ أَبُو جميلَة وجدت منبوذ فَلَمَّا رآ عمر كَأَنَّهُ يتهمني قَالَ عمر يَعْنِي أَنه رجل صَالح قَالَ كَذَلِك اذْهَبْ وعلينا نَفَقَته كَذَا جَاءَ ملففا مُصحفا فِي رِوَايَة الْمروزِي وَفِيه اختلال وَنقص وَنَحْوه لأبي ذَر إِلَّا ان عِنْده مَوضِع فَلَمَّا رآ فَلَمَّا رَآنِي وَصَوَابه مَا عِنْد الْأصيلِيّ فَلَمَّا رآ عمر بِفَتْح الرَّاء كَأَنَّهُ يتهمني قَالَ عريفي أَنه رجل صَالح وَهَذَا كَلَام صَحِيح وَالْفَاعِل برآ مُضْمر وَهُوَ عريفي الْمَذْكُور بعد قَالَ كَذَاك يُرِيد أَن عمر قَالَ كَذَاك تَصْدِيقًا لَهُ وَعند الْهَمدَانِي فَلَمَّا رَآنِي عمر قَالَ عَسى الغوير ابئو سا كَأَنَّهُ يتهمني فَقَالَ عريفي وَهَذَا أبين وَأتم كَلَام وَفِي بَاب الصُّلْح بَين الْغُرَمَاء وَفضل ثَلَاثَة عشر وسْقا سَبْعَة عَجْوَة وَسِتَّة لون أَو سِتَّة عَجْوَة وَسَبْعَة لون كَذَا لَهُم وَهُوَ الْوَجْه وَعند الْجِرْجَانِيّ أَو سِتَّة لون وَسَبْعَة عَجْوَة وَهُوَ تكْرَار كَلَام لَيْسَ فِيهِ سوى التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فَإِن لم يكن تحريا من الرَّاوِي وَإِلَّا فَهُوَ وهم وَفِي كتاب الشُّرُوط فَجَاءَهُ أَبُو بَصِير رجل من قُرَيْش كَذَا جَاءَ هُنَا وَهُوَ وهم إِنَّمَا هُوَ ثقفي حَلِيف لقريش وَفِي آخر الحَدِيث صَوَابه ونسبته ثقيفا مُبينًا وَفِي كتاب الْجِهَاد فِي صفة حور الْعين شَدِيدَة سَواد الْعين شَدِيدَة بَيَاض الْعين كَذَا فِي النّسخ قَالَ بَعضهم صَوَابه شَدِيد سَواد سَواد الْعين شَدِيدَة بَيَاض بَيَاض الْعين وَفِي بَاب الْكَافِر يقتل الْمُسلم ثمَّ يسلم وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة قدمت على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِخَيْبَر فَقلت يَا رَسُول الله أسْهم لي فَقَالَ بعض بني سعيد بن العَاصِي لَا تسهم لَهُ يَا رَسُول الله فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة هَذَا قَاتل ابْن قوقل فَقَالَ لَهُ ابْن سعيد ابْن العَاصِي وَاعجَبا لَو يرْتَد لي علينا من قدوم ضان الحَدِيث وَنَحْوه فِي الْمَغَازِي وَفِي حَدِيث ابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان وَفِي هَذَا الْكَلَام قلب وتحريف قَبِيح من الروَاة وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي غَزْوَة خَيْبَر فِي حَدِيث الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ وَفِي كتاب أبي دَاوُود وَغَيره أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث أبان بن سعيد بن العَاصِي على سَرِيَّة من الْمَدِينَة قبل نجد فقدموا عَلَيْهِ بِخَيْبَر قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَقلت يَا رَسُول الله لَا تسهم لَهُ فَقَالَ أبان وَأَنت بِهَذَا يَا وبر تدلي وَذكر الحَدِيث وَعَلِيهِ يدل الْمَعْنى لِأَن هَذِه صفة أبي هُرَيْرَة وبلاده لَا صفة الْقرشِي وقدوم ضان مَوضِع بِبِلَاد دوس قوم أبي هُرَيْرَة وَقد تقدم الْخلاف فِي لَفظه وَمَعْنَاهُ وَمعنى وبر فِي تراجم حروفها قبل وَقَوله فِي بَاب أقركم مَا اقركم الله وَكَانَت الأَرْض لما ظهر عَلَيْهَا للْيَهُود وَللَّه وَلِرَسُولِهِ قَالَ الْقَابِسِيّ لَا أعرف مِمَّن وَقع الْغَلَط فِيهِ يَعْنِي أَنَّهَا صَارَت كلهَا لله وَلِرَسُولِهِ وللمسلمين كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث قَالَ أَبُو عبد الله بن أبي صفوة بل الصَّوَاب للْيَهُود لِأَنَّهُ لما ظهر أَولا على مَا ظهر مِنْهَا سَأَلُوهُ الصُّلْح على أَن يسلمُوا لَهُ الأَرْض الَّتِي بقيت بِأَيْدِيهِم فَكَانَت لَهُم فَلَمَّا تمّ الصُّلْح كَانَ ذَلِك كُله بعد لله وَرَسُوله وَالْمُسْلِمين وَفِي بَاب الْكَفَّارَة قبل الْحِنْث كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى وَكَانَ بَيْننَا وَبَينه هَذَا الْحَيّ من جرم اخاء ومعروف فَقدم طَعَامه وَقدم فِي طَعَامه لحم دَجَاج كَذَا للأصيلي ولكافتهم مثله إِلَّا أَن عِنْدهم وَكَانَ بَيْننَا وَبَين هَذَا الْحَيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَعند عَبدُوس والقابسي فَقدم طَعَام وَقدم فِي طَعَامه على مَا لم يسم فَاعله وللجماعة أبين وَفِي بَاب الْبشَارَة بالفتوح إِلَّا تريحني من ذِي الخلصة وَكَانَ بَيْننَا فِيهِ خثعم يُسمى الْكَعْبَة كَذَا للمروزي وَهُوَ وهم وللجرجاني فِيهِ صنم لخثعم ولبعضهم وَكَانَ فِي خثعم وَكَذَا جَاءَ فِي الْمَغَازِي

وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ صحيحتان لَكِن تدل أَن رِوَايَة الْمروزِي هِيَ صَحِيح رِوَايَة البُخَارِيّ على وهمها لقَوْله آخر الْبَاب قَالَ مُسَدّد بَيت فِي خثعم قَالَ يَعْنِي البُخَارِيّ وَهُوَ أصح قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يحْتَمل أَن تكون رِوَايَة الْمروزِي فِيهِ خثعم صَحِيحَة بنته خثعم فتصحف بِفِيهِ وَذكر البُخَارِيّ فِي تَرِكَة الزبير ووصيته فِي بَاب تَرِكَة الْغَازِي وَقَالَ آخرا وَكَانَ للزبير أَربع نسْوَة وَربع الثُّلُث فَأصَاب كل امْرَأَة ألف ألف ألف وَمِائَتَا ألف فَجَمِيع مَاله خَمْسُونَ ألف ألف ومئتا ألف كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ عِنْد تَحْقِيق الْحساب وهم وَصَوَابه سَبْعَة وَخَمْسُونَ ألف ألف وسِتمِائَة ألف وَهُوَ مَا يقوم من ضرب ألف ألف ومائتي ألف فِي اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ من حَيْثُ لَا يقوم ربع الثّمن لكل زَوْجَة وَيحمل على ذَلِك كُله مثل نصفه للْوَصِيَّة وَهُوَ ثلث التَّرِكَة وَهَذَا كُله إِذا لم يحْسب دينه الْمَذْكُور أول الحَدِيث أَنه كَانَ ألفي ألف ومائتي ألف فَجَمِيع مَاله على هَذَا الْمَقْسُوم للدّين وَالْوَصِيَّة والتركة تِسْعَة وَخَمْسُونَ ألف ألف وَثَمَانمِائَة ألف لَكِن مُحَمَّد بن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ ذكر فِي تَارِيخه الْكَبِير أَنه أصَاب كل امْرَأَة ألف ألف وَمِائَة ألف فَيصح على هَذَا قَوْله فِي الْأُم فَجَمِيع المَال خَمْسُونَ ألف ألف لَكِن يبْقى الْوَهم فِي قَوْله وَمِائَتَا ألف وَإِنَّمَا يكون صَوَابه مائَة ألف فَلَعَلَّ الْوَهم فِي الْأُم فِي مِائَتي ألف حَيْثُ وَقع فِي نصيب الزَّوْجَات وَجَمِيع المَال فَإِنَّهُ مائَة ألف وَاحِدَة حَيْثُ وَقع ويستقيم حِسَاب خمسين ألفا على مَا جَاءَ فِي الْأُم وَفِي بَاب صفة الْجنَّة والمنضود الموز والمخضود الموقر حملا فِي هَذَا تَخْلِيط وَنقص وَوهم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وصواب الْكَلَام والطلح المخضود الموز المنضود الموقر حملا الَّذِي نضد بعضه على بعض يُرِيد من كَثْرَة حمله وَفِي بَاب أوقاف أَصْحَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حبس عمر قَوْله تصدق بِأَصْلِهِ لَا يُبَاع ثَمَرَة وَلَكِن ينْفق وَيتَصَدَّق بِهِ كَذَا فِي هَذَا الْبَاب قيل لَعَلَّه وهم وَصَوَابه مَا فِي غير هَذَا الْبَاب أَي تحبيس أَصله وَيصدق بِهِ يُرِيد بثمره وَالْمرَاد بِالصَّدَقَةِ فِي الحَدِيث الأول الْحَبْس فبينه بقوله لَا يُبَاع ثمره وَفِي بَاب أقطاع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْبَحْرين للْأَنْصَار فقالو حَتَّى تكْتب لإِخْوَانِنَا من قُرَيْش بِمِثْلِهَا فَقَالَ ذَلِك لَهُم مَا شَاءَ الله على ذَلِك يَقُولُونَ لَهُ قَالَ فَإِنَّكُم سَتَرَوْنَ بعدِي أَثَرَة الحَدِيث كَذَا لكافة الروَاة وَفِيه تَصْحِيف وتلفيف وَصَوَابه رِوَايَة ابْن السكن فَقَالَ لَهُم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَا شَاءَ الله كل ذَلِك يَقُولُونَ وَيحْتَمل أَن قَوْله ذَلِك لَهُم تَصْحِيف من لَفْظَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من ذكل أَولا وكل مر على ذَلِك وَالله أعلم وَقَوله فِي التَّفْسِير والقطر الْحَدِيد الْمَعْرُوف أَنه النّحاس وَكَذَا ذكره فِي مَوضِع آخر على الْمَعْرُوف وَفِي الحَدِيث فِي صفة مُوسَى ضرب وَهُوَ ذُو الْجِسْم بَين الجسمين وَقيل الْقَلِيل اللَّحْم وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بعد إِذا جَعَلْنَاهُ بِمَعْنى كثير اللَّحْم كَانَ بِمَعْنى ضرب وَفِي الآخر مُضْطَرب وَهُوَ ضد الضَّرْب والجعد والمضطرب الطَّوِيل غير الشَّديد وَفِي رِوَايَة أُخْرَى عِنْد مُسلم جسيم سبط فَإِن رددناه إِلَى الطول كَانَ وفَاقا وَلَا يَصح صرف جسيم لِكَثْرَة اللَّحْم لِأَنَّهُ ضد مَا تقدم وَإِنَّمَا جسيم فِي صفة الدَّجَّال وَقد تقدم شرح هَذِه الْأَلْفَاظ فِي حروفها وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة لقد خوف عمر النَّاس كَذَا لجميعهم وَكَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ أَبُو بكر ثمَّ كتب عَلَيْهِ عمر وَلم يُغير أَبَا بكر والصوب

عمر لِأَن ذكر أبي بكر جَاءَ بعد هَذَا وَبعده وَإِن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك كَذَا جَاءَت هَذِه الْجُمْلَة فِي جَمِيع النّسخ الَّتِي وقفنا عَلَيْهَا من البُخَارِيّ وَذكرهَا أَبُو عبد الله بن نصر فِي اختصاره الصَّحِيح بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ وَإِن فيهم لتقي فأفردهم الله بذلك فَلَا أَدْرِي أهوَ إصْلَاح مِنْهُ أَو من غَيره أَو رِوَايَة أَو إِحَالَة من الروَاة لَهُ وَكَأَنَّهُ أنكر النِّفَاق عَلَيْهِم حِينَئِذٍ وَلَا يُنكر كَونه فِي زَمَنه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبعد مَوته ذَلِك وَقد ظهر فِي أهل الرِّدَّة وَغَيرهم وَلَا سِيمَا عِنْد الْحَادِث الْعَظِيم من مَوته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الَّذِي أذهل عقول جلّ الصَّحَابَة فَكيف ضعفاء الْإِيمَان والقلوب من سَواد النَّاس وَالْإِعْرَاب وَالصَّوَاب عِنْدِي مَا فِي النّسخ واتفقت عَلَيْهِ رِوَايَات شُيُوخنَا وَفِي مَنَاقِب سعد مَا أسلم أحد إِلَّا فِي الْيَوْم الَّذِي أسلمت فِيهِ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب إِسْقَاط إِلَّا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكَأَنَّهُ حمل الْكَلَام على ظَاهر عُمُومه وَهُوَ تَأْوِيل بعيد وَالصَّوَاب عِنْدِي مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَة بإثباتها ومقصده مَا أسلم أحد قبل إسلامي إِلَّا من أسلم معي يَوْم إسلامي وبدليل قَوْله وَلَكِن مكثت سَبْعَة وَإِنِّي لثلث الْإِسْلَام وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة فَرَجَعت اولاهم واجتلدت أخراهم كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ فَرَجَعت أولاهم على أخراهم قَالُوا وصواب الْكَلَام فَرَجَعت أولاهم مَعَ أخراهم وَفِي حَدِيث قتل حَمْزَة أَنه قتل طعيمة بن عدي ابْن الْخِيَار ببدر هَذَا وهم إِنَّمَا هُوَ طعيمة ابْن عدي بن نَوْفَل بن عبد منَاف وَإِنَّمَا طعيمة بن عدي ابْن الْخِيَار ابْن أَخِيه وَفِي غَزْوَة ذَات الرّقاع قَول البُخَارِيّ وَهِي غَزْوَة محَارب خصفة من بني ثَعْلَبَة من غطفان نخلا كَذَا للمروزي والنسفي وَأبي ذَر وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس محَارب خصفة بني ثَعْلَبَة وفيهَا تَخْلِيط وَصَوَابه مَا لبَعض الروَاة هِيَ غَزْوَة محَارب خصفة وَبني ثَعْلَبَة ولبعضهم عَن أبي ذَر وَمن بني ثَعْلَبَة وَمَا قبله أبين وَكَذَا ذكر ابْن إِسْحَاق وغزوة بني محَارب وَبني ثَعْلَبَة وَذَلِكَ أَن مُحَاربًا هُوَ ابْن خصفة وَبَنُو ثَعْلَبَة بن سعد وَكِلَاهُمَا من قيس يُصَحِّحهُ قَوْله بعد هَذَا يَوْم محَارب وثعلبة وَفِي غَزْوَة الطَّائِف فكأنهم وجدوا إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس أَو كَأَنَّهُمْ وجدوا إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس كَذَا هُوَ مُكَرر فِي النّسخ وَعند الْأصيلِيّ إِن لم وَكتب على النُّون دَالا فعلى هَذَا يكون التّكْرَار لفائدة اخْتِلَاف هَذِه الرِّوَايَات قَالَ الْقَابِسِيّ لَا يكون مكررا إِلَّا للِاخْتِلَاف فِي قَوْله إِن لم وَإِذ لم وَعند أبي ذَر فِي الأول فكأنهم وجد وَفِي الْأُخْرَى وجدوا فجَاء التّكْرَار للْخلاف وَالشَّكّ فِي هَذَا الْحَرْف وَجَاء وجد هُنَا بِضَم الْوَاو وَسُكُون الْجِيم مُخَفّفَة من الضَّم جمع وَأَجد مثل صابر وصبر وَفِي بَاب بعث على فَقَسمهَا بَين أَرْبَعَة نفر ذكرهم وَقَالَ فِي الرَّابِع أما عَلْقَمَة وَأما عَامر ابْن الطُّفَيْل كَذَا لَهُم فِي البُخَارِيّ وَمُسلم مَعًا وَذكر عَامر هُنَا وَالشَّكّ فِيهِ وهم لِأَنَّهُ لم يسلم وَلَا عد فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَلَا أدْرك هَذَا الزَّمَان بل مَاتَ قبل وَالصَّحِيح عَلْقَمَة وَهُوَ ابْن عَلامَة وَفِي غَزْوَة أبي عُبَيْدَة فَعمد إِلَى أطول رجل مَعَه وَأخذ رجلا وبعيرا فَمر تَحْتَهُ كَذَا للقابسي بِالْجِيم فيهمَا وَعند غَيره أطول رَحل بِالْحَاء فِي الأول وَعند الْأصيلِيّ مهمل الضَّبْط وَالْأَشْبَه أَنه عِنْده بِالْحَاء وَعِنْده وَاحِد الرجل بَعِيرًا فَمر تَحْتَهُ وَفِي هَذَا اختلال وتقويمه رجل بِالْجِيم فِي الأول كَمَا للقابسي وَالثَّانِي بِالْحَاء كَمَا للأصيلي أَو كَمَا لغَيرهم فَأخذ رحلا وبعيرا فَمر تَحْتَهُ وَكَذَا هُوَ مُبين فِي غير هَذَا الحَدِيث

وَفِي كتاب مُسلم بِمَعْنَاهُ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم وَفِي حَدِيث كَعْب بن مَالك حَتَّى اشْتَدَّ النَّاس الْجد كَذَا لجمهورهم وَعند ابْن السكن بِالنَّاسِ وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب تَعْلِيم الصّبيان الْقُرْآن قَول ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ توفّي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَنا ابْن عشر سِنِين وَقد قَرَأت الْمُحكم وَالْمَعْرُوف ابْن عَبَّاس كَانَ عِنْد وَفَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مختونا وَكَانُوا لَا يختنون إِلَّا من أدْرك وَقد قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فِي حَيَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد ناهزت الِاحْتِلَام وَكَانَ مولده قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين فِي الشّعب على الصَّحِيح أَو لَعَلَّ قَوْله وَأَنا ابْن عشر سِنِين رَاجع إِلَى حفظه الْمُحكم لَا إِلَى الْوَفَاة أَي مَاتَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد جمعت الْمُحكم قبل ذَلِك وَأَنا ابْن عشر وَقَوله فِي بَاب أَيَّام معدودات فيطعمان مَكَان كل يَوْم مِسْكينا كَذَا لجميعهم وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ مَكَان كل مِسْكين يَوْمًا على الْقلب وَهُوَ وهم وَقَوله فِي التَّفْسِير فصرهن قطعهن هَذَا غير مَعْلُوم وَالْمَعْرُوف قَوْله تَعَالَى فصرهن أملهن وَفِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث ابْن بكير أَزْهَر اللَّوْن لَيْسَ بأبيض أمهق وَلَا أَدَم كَذَا فِي أصل كتاب الْأصيلِيّ وَالْحق أمهق عِنْد قَوْله أَزْهَر اللَّوْن وَقَالَ كَذَا عِنْد أبي زيد أَزْهَر اللَّوْن أمهق لَيْسَ بأبيض وَلَا أَدَم قَالَ وَهُوَ خطأ وَكَذَا عِنْد أَكثر الروَاة كَمَا عِنْد أبي زيد وَكَذَا عِنْد أبي الْهَيْثَم والنسفي قَالَ الْأصيلِيّ لَيْسَ فِي عرضتنا بِمَكَّة أمهق لَا أَولا وَلَا آخرا وَكَذَا عِنْد أبي ذَر وعبدوس وَالصَّوَاب مَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غَيره وَإِثْبَات أمهق أَولا وحذفه آخرا خطأ يخْتل بِهِ الْكَلَام وَفِي تَفْسِير أَزْهَر فِي حرف الزَّاي وَفِي تَفْسِير أمهق فِي حرف الْمِيم وعَلى الصَّوَاب جَاءَ بعد فِي الحَدِيث الآخر وَفِي كتاب الْفِتَن إِنِّي لأرى كَتِيبَة لَا تولى حَتَّى تدبر آخرهَا كَذَا هُنَا فِي جَمِيع النّسخ وَلَا معنى لَهُ وَفِيه تَغْيِير وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي كتاب الصُّلْح أَنِّي لأرى كتائب لَا تولى حَتَّى تقتل أقرانها وَعَلِيهِ يدل قَول مُعَاوِيَة فَمن لي بذراري الْمُسلمين وَفِي خبر دَاوُود فِي كتاب الْأَنْبِيَاء صفّين الْفرس رفع أحد رجلَيْهِ حَتَّى تكون على طرف الْحَافِر كَذَا لجميعهم وَالْمَعْرُوف إِحْدَى وَفِي التَّفْسِير أَيْضا قَوْله عَن ابْن عَبَّاس تعضلوهن تنهروهن كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند الْمُسْتَمْلِي تقهروهن وَفِي تَفْسِير سُورَة يُوسُف حَتَّى جعل الرجل ينظر إِلَى السَّمَاء كَذَا صَوَاب الرِّوَايَة وَالْكَلَام وَفِيه فِي بعض الرِّوَايَات تكْرَار وتغيير وَفِي تَفْسِير ويدرأ عَنْهَا الْعَذَاب أَن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته بِشريك بن سَحْمَاء كَذَا جَاءَ هُنَا من رِوَايَة هِشَام بن حسان عَن عِكْرِمَة وَلم يقلهُ غَيره وَإِنَّمَا الْقِصَّة لعويمر بن عجلَان فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَلَيْسَ فِيهَا ذكر شريك بن سَحْمَاء لَكِن وَقع فِي الْمُدَوَّنَة فِي حَدِيث الْعجْلَاني ذكر شريك بن سَحْمَاء وَفِي تَفْسِير حم السَّجْدَة يُقَال فَلَا أَنْسَاب بَينهم فِي النفخة الأولى فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض ثمَّ ينْفخ فِي الصُّور فَلَا أَنْسَاب عِنْد ذَلِك كَذَا لجميعهم وَإِدْخَال ثمَّ هُنَا خطأ وَوهم وبسقوطها لَا يَسْتَقِيم الْكَلَام وَبعد هَذَا جَاءَت فِي موضعهَا ثمَّ فِي النفخة الْآخِرَة أقبل بَعضهم على بعض يتساءلون وَفِي تَفْسِير تبَارك ونفور الكفور كَذَا عِنْدهم وَعند الْأصيلِيّ وتفور تَفُور كَقدْر وَهُوَ الصَّحِيح الأولى وَغَيره تَصْحِيف وَإِن كَانَ نفور وتفور فِي السُّورَة فتفسير نفور بالنُّون وبكفور بعيد لَا سِيمَا فِي قَوْله وَإِلَيْهِ

النفور فَلَا يَصح تَفْسِيره بكفور بِوَجْه وَفِيه قَول مُجَاهِد روح جنَّة وروخا كَذَا فِي النّسخ وَفِي بَاب وكلم الله مُوسَى تكليما جَاءَهُ ثَلَاثَة نفر قبل أَن يوحي إِلَيْهِ وَذكر الْإِسْرَاء هُنَا فِيهِ وهم والإسراء إِنَّمَا كَانَ بعد الْبعْثَة بسنين قيل وَقد جَاءَت قصَّة شقّ قلبه فِي كتاب البُخَارِيّ وَمُسلم فِي رِوَايَة أنس من طرق فِي قصَّة الْإِسْرَاء وَحَدِيثه وَلَا يَصح وَإِنَّمَا هما قصتان هَذِه قبل الْإِسْرَاء والبعث والإسراء بعد ذَلِك وَقد بَينهمَا وفصلهما مَعًا وَفِي تَفْسِير سبأ وحفر الْوَادي فارتفعتا عَن الجنتين وَعند الْقَابِسِيّ عَن الجنبين وَفِي آخر حَدِيث أم زرع وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن هِشَام وعشغش بيتنا تغشيشا بالغين الْمُعْجَمَة فِي الْأَخير والمهملة فِي الأولى كَذَا للقابسي وَسقط كُله للأصيلي وَعند الْمُسْتَمْلِي عشعس وَلغيره من شُيُوخ أبي ذَر وَلَا تعشش وَهُوَ الصَّوَاب كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر وَفِي بَاب الْغيرَة قَول سعد لَو وجدت رجلا مَعَ امْرَأَتي لضربته بِالسَّيْفِ كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فِي أَصله لَو وجدت رجلا من الْأَنْصَار وَكتب عَلَيْهِ مَعَ امْرَأَتي وَزِيَادَة من الْأَنْصَار وهم وَفِي بَاب هَل يواجه الرجل امْرَأَته بِالطَّلَاق فِي حَدِيث أبي نعيم وأتى بالجوينية فأنزلت فِي بَيت فِي نخل فِي بَيت أُمَيْمَة بنت النُّعْمَان بن شرَاحِيل كَذَا للمروزي وَالْمُسْتَمْلِي وَعند الْجِرْجَانِيّ نخل وَهِي أُمَيْمَة بنت الْحَارِث وَكله وهم وَصَوَابه أُمَيْمَة بنت شرَاحِيل كَمَا جَاءَ بعد فِي الْبَاب من رِوَايَة غَيره حَيْثُ نبه البُخَارِيّ عَلَيْهِ وعَلى الْخلاف فِيهِ وَالوهم بقوله وَقَالَ الْحُسَيْن ابْن الْوَلِيد وَذكر الْخَبَر تزوج أُمَيْمَة بنت شرَاحِيل وَفِي بَاب قبالان فِي نعل أخرج لنا أنس نَعْلَيْنِ لَهما قبالان فَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ هَذَا نعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ فَقَالَ يَا ثَابت وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله وَلم يجد لِثَابِت قبل ذكر فِي الحَدِيث وَلَا يسْتَند الحَدِيث إِلَّا بقول أنس ذَلِك لَا ثَابت وَفِي حَدِيث فَرْوَة بن أبي المغراء أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شرب الْعَسَل فِي بَيت حَفْصَة وَإِن المتظاهرة مَعَ عَائِشَة سَوْدَة وَصفِيَّة وَالْمَعْرُوف مَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة أَن المتظاهرتين حَفْصَة وَعَائِشَة وَأَنه إِنَّمَا شرب الْعَسَل عِنْد زَيْنَب وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة كَيفَ تركْتُم عبَادي قَالُوا تركناهم يصلونَ وأتيناهم يصلونَ وَبعده بَاب إِذا قَالَ أحدكُم آمين وَالْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء آمين الحَدِيث كَذَا هُوَ تَرْجَمَة عِنْد الْمروزِي والنسفي وَعند أبي ذَر كَذَلِك وَلَيْسَ عِنْده لَفْظَة بَاب وَهُوَ من تَفْسِير الحَدِيث عِنْد الْجِرْجَانِيّ والنسفي وَإِذا قَالَ أحدكُم آمين وَكَذَا فِي كتاب عَبدُوس وَزَاد فِيهِ إِذا قَالَ أحدكُم آمين يَعْنِي فِي الحَدِيث وَفِي بَاب هَل تنبش الْقُبُور ذكر إِقَامَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي بني عَمْرو بن عَوْف عِنْد قدومه الْمَدِينَة أَربع عشر لَيْلَة كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي بضعا وَعشْرين وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب يبْدَأ الرِّجَال بالتلاعن أَن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته قَالَ الْمُهلب ذكر هِلَال بن أُميَّة هُنَا غلط من هِشَام بن حسان وَالْمَعْرُوف عُوَيْمِر الْعجْلَاني أَو اسْمه أَو نسبه مُجَردا وَقد تقدم وَفِيه فَأخْبر بِهِ بِالَّذِي وجد عَلَيْهِ امْرَأَته كَذَا لَهُم وَلابْن السكن بِالَّذِي وجد على امْرَأَته وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالْأول أصح لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر أَنه وجده مَعهَا فِي لِحَاف وَاحِد فَإِنَّمَا أخبر عَن الْحَال الَّتِي وجد عَلَيْهِ امْرَأَته فَالضَّمِير عَائِد على الْحَال والهيئة وَفِي الْإِيمَان أَتَرْضَوْنَ أَن تَكُونُوا ثلث أهل الْجنَّة كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره

الم ترْضونَ وَهُوَ وهم لَا معنى لزِيَادَة لم هُنَا وَالْأول الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَالصَّحِيح وَفِي الْقصاص بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء جرحت أُخْت الرّبيع إنْسَانا كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ جرحت الرّبيع وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله وَالله لَا تكسر سنّ الرّبيع والْحَدِيث مَشْهُور وَفِي كتاب الرُّؤْيَا فِي بَاب من رءا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَذكر حَدِيث مُعلى بن أَسد من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي ورؤيا الْمُؤمن جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النبوءة كَذَا فِي أصل النَّسَفِيّ والقابسي وَبعده حَدِيث يحيى بن بكير وَكَانَ عِنْد الْأصيلِيّ هَذَا الْكَلَام رُؤْيا الْمُؤمن الخ تَرْجَمَة فِي الأَصْل لَيْسَ من نفس الحَدِيث وَتمّ الحَدِيث عِنْده قبل عِنْد قَوْله لَا يتَمَثَّل بِي ثمَّ ألحق مَا عِنْد غَيره وَترك التَّرْجَمَة بِحَالِهَا وَلم يَأْتِ هَذَا اللَّفْظ بعد هَذِه التَّرْجَمَة عِنْده فَدلَّ أَن رِوَايَة غَيره أصح هُنَا وَفِي كتاب الطَّلَاق وَفِي بَاب وَأولَات الْأَحْمَال فِي حَدِيث سبيعة أَن زَوجهَا توفّي عَنْهَا وَهِي حُبْلَى وَإِن أَبَا السنابل ابْن بعلك خطبهَا فَأَبت فَقَالَت وَالله لَا يصلح أَن تنكحيه كَذَا لكافتهم وَفِيه تَغْيِير وَنقص وَعند ابْن السكن قَالَ وَالله وَهُوَ الصَّوَاب وَتَمَامه فِي غير هَذَا الْبَاب فنفست بعد لَيَال فَخَطَبَهَا أَبُو السنابل وَرجل شَاب فحطت إِلَى الشَّبَاب وأبت أَن تنْكح أَبَا السنابل فَقَالَ وَالله مَا يصلح أَن تنكحيه وَفِي بَاب الدَّوَاء بألبان الْإِبِل فِي حَدِيث العرنيين فَلَمَّا صحوا فَقَالُوا إِن الْمَدِينَة وخمة فأنزلهم الْحرَّة الحَدِيث إِلَى قَوْله فَلَمَّا صحوا قتلوا راعي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحَدِيث ذكر فَلَمَّا صحوا أَولا هُنَا وتقديمه وزيادته خطأ وَوهم وَلَيْسَ مَوْضِعه وَإِنَّمَا مَوْضِعه آخر الحَدِيث كَمَا جَاءَ فِي مَوْضِعه وكما جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ على الصَّوَاب وَفِيه فِي بَاب من لم يسق الْمُحَاربين أنس ابْن مَالك قدم رَهْط من عكل وَفِي كتاب الْأصيلِيّ أنس عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قدم رَهْط وَذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُنَا غلط وَقد مرض عَلَيْهِ الْأصيلِيّ فِي كِتَابه وَالصَّوَاب مَا لغيره إِسْقَاطه وكما جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي حَدِيث أم عَطِيَّة فِي النوح فَمَا وفت منا امْرَأَة غير خمس نسْوَة أم سليم وَأم الْعَلَاء وابنت أبي سُبْرَة وَامْرَأَة معَاذ وَامْرَأَتَانِ أَو ابْنة أبي سُبْرَة وَامْرَأَة معَاذ وَامْرَأَة أُخْرَى وَالصَّحِيح من هَذَا الشَّك وَذكر حَدِيث بني النَّضِير وَقَالَ وَجعله ابْن إِسْحَاق بعد بير مَعُونَة كَذَا للأصيلي وَابْن السكن وَغَيرهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْقَابِسِيّ وَجعله إِسْحَق وَهُوَ وهم وَفِي بَاب السمر مَعَ الضَّيْف والأهل ذكر حَدِيث معمر بن سُلَيْمَان فِي أضياف أبي بكر وَفِيه فَقَالَ كلوا هَنِيئًا فَقَالَ وَالله لَا أطْعمهُ أبدا وأيم الله مَا كُنَّا نَأْخُذ من لقْمَة إِلَّا رَبًّا من أَسْفَلهَا أَكثر مِنْهَا ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك فَأكل مِنْهَا أَبُو بكر وَقَالَ إِنَّمَا ذَلِك من الشَّيْطَان فَأكل مِنْهَا لقْمَة وَهَذَا المساق فِيهِ خطأ كَبِير وَتَقْدِيم وَتَأْخِير وَكَذَا جَاءَ أَيْضا فِي بَاب عَلَامَات النبوءة وَكَذَا ذكره مُسلم من حَدِيث مُعْتَمر أَيْضا وَصَوَابه تَقْدِيم أكل أبي بكر بعد حلف الأضياف بعد يَمِينه هُوَ أَلا يطعموها حَتَّى يطعم وَبعد هَذَا يَجِيء قَوْله وَالله مَا كُنَّا نَأْخُذ لقْمَة كَمَا جَاءَ فِي غير رِوَايَة مُعْتَمر من حَدِيث الْجريرِي فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي خبر أهل خَيْبَر وَكَانَت الأَرْض لما ظهر عَلَيْهَا للْيَهُود وَلِلرَّسُولِ وللمسلمين كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث مُوسَى ابْن عقبَة قَالَ أَبُو الْحسن الْقَابِسِيّ لَا أعرف للْيَهُود وَلَا مِمَّن وَقع الْغَلَط فِيهِ قَالَ أَبُو عبيد الله بن أبي صفرَة بل هُوَ صَوَاب

وَأَرَادَ لما ظهر عَلَيْهَا بِفَتْح أَكْثَرهَا فاكره قيل صلحه للْيَهُود على الْجلاء وَتَسْلِيم أَرضهم الْبَاقِيَة وَأَمْوَالهمْ فَلَمَّا صَالحه بَقِيَّتهمْ صَارَت كلهَا لله وَلِرَسُولِهِ وللمسلمين وَفِي خطْبَة الْفَتْح وَمن قتل فَهُوَ بِخَير النظرين أما أَن يعقل وَأما أَن يفادي أهل الْقَتِيل كَذَا جَاءَ فِي كتاب الْعلم وَقَالَ البُخَارِيّ يُقَاد بِهِ بِالْقَافِ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي مُسلم فَمن قتل لَهُ قَتِيل فَهُوَ بِخَير النظرين أما إِن يقتل وَأما إِن يفدى وَفِي مَوضِع آخر فِي البُخَارِيّ يفادي بِالْفَاءِ وَالصَّوَاب الْقَاف مَعَ قَوْله يعقل أَو الْفَاء مَعَ قَوْله يقتل وَأما يعقل مَعَ يفْدي أَو يفادي فَلَا وَجه لَهُ لِأَنَّهَا بِمَعْنى وَقَوله فَمن قتل فَهُوَ بِخَير النظرين أَي وليه بِدَلِيل بَيَانه فِي الحَدِيث الآخر فَمن قتل لَهُ قَتِيل وَقَوله أما أَن يقتل على مَا لم يسلم فَاعله على اخْتِصَار الْكَلَام أَي قَاتله وَفِي كتاب بعض شُيُوخنَا مضبوطا يقتل بِفَتْح الْيَاء وَهُوَ أبين فِي الْبَاب وَفِي بَاب الزَّكَاة فَكَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا فَعلمنَا بعد إِنَّمَا كَانَت طول يَدهَا بِالصَّدَقَةِ وَكَانَت أَسْرَعنَا لُحُوقا بِهِ وَكَانَت تحب الصَّدَقَة ظَاهر هَذَا الحَدِيث إِن المُرَاد بِجَمِيعِهِ سَوْدَة وَفِي الْكَلَام تلفيف وَإِنَّمَا كَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا بالجسم والخلقة وَالْمرَاد بقوله فعلما بعد إِنَّمَا كَانَت طول يَدهَا بِالصَّدَقَةِ إِلَى آخر الْكَلَام زَيْنَب بنت جحش لَا سَوْدَة كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث مُفَسرًا وَفِي آخر بَاب ذكر الْمَلَائِكَة إِلَى قَوْله وتركناهم وهم يصلونَ أهل الحَدِيث عِنْد الْمروزِي والنسفي هُنَا كَمَا انْتهى فِي كتاب الْمُوَطَّأ وَمُسلم بِغَيْر خلاف وَفِي كتاب الْجِرْجَانِيّ وَابْن السكن مُتَّصِلا بِهِ من الحَدِيث وَإِذا قَالَ أحدكُم آمين وَالْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء آمين فَوَافَقت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَهَذَا الْكَلَام عِنْد الآخر تَرْجَمَة وَهُوَ أشبه وَلَكِن لم يدْخل تَحْتَهُ حَدِيث يدل عَلَيْهِ ويطابق التَّرْجَمَة لَكِن لَا يستبعد هَذَا على البُخَارِيّ فَإِن كِتَابه لم يتمه كَمَا أَرَادَ حَتَّى اخترمته الْمنية وَفِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى فَمنهمْ من قضى نحبه قَوْله فِي خُزَيْمَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الَّذِي جعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شَهَادَته شَهَادَة رجلَيْنِ وَفِي الْمُغيرَة لَو رَأَيْت رجلا من الْأَنْصَار مَعَ امْرَأَتي كَذَا كَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ وَهُوَ وهم وَهُوَ سَاقِط لغيره وَفِي الْفَرَائِض قَوْله أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم فَمن مَاتَ وَترك كلا الحَدِيث كَذَا للأصيلي وَحده وَزِيَادَة قَوْله وأزواجه أمهاتهم هُنَا خطأ وَهُوَ سَاقِط للْجَمَاعَة وَفِي سَائِر الْأَحَادِيث وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَفِي حَدِيث أكْرم النَّاس وَقع فِيهَا فِي الْأُمَّهَات اخْتِلَاف رِوَايَات فَفِي بَعْضهَا نَبِي الله ابْن نَبِي الله مرَّتَيْنِ وَفِي بَعْضهَا يُوسُف ابْن نَبِي الله بن نَبِي الله مرَّتَيْنِ بن خَلِيل الله وَفِي بَعْضهَا يُوسُف نَبِي الله ابْن نَبِي الله ابْن نَبِي الله ابْن خَلِيل الله وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ يُوسُف ابْن يَعْقُوب ابْن إِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم أَرْبَعَة أَنْبيَاء رابعهم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَفِي بَاب أَن رَحْمَتي سبقت غَضَبي قَوْله وَقَالَت النَّار فَقَالَ للجنة أَنْت رَحْمَتي نقص مِنْهُ قَول النَّار مَالِي لَا يدخلني إِلَّا ثمَّ ذكر فِي الحَدِيث فَأَما الْجنَّة فَإِن الله لَا يظلم من خلقه أحدا وَأَنه ينشئ للنار من يَشَاء فيلقون فِيهَا فَتَقول هَل من مزِيد ثَلَاثًا حَتَّى يضع قدمه فِيهَا فتمتلئ قَالَ بعض المتعقبين هَذَا وهم وَالْمَعْرُوف فِي الْإِنْشَاء إِنَّمَا هُوَ للجنة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا يُنكر هَذَا وَأحد التأويلات الَّتِي قدمنَا فِي الْقدَم أَنهم هم قوم تقدم فِي علم الله أَنه يخلقهم لَهَا مُطَابق للإنشاء وموافق مَعْنَاهُ وَهُوَ أشهر التأويلات

الَّتِي قدمنَا فِي الْقدَم والمروى عَن الْحسن وَغَيره من السّلف وَالْأمة وَلَا فرق بَين الْإِنْشَاء للجنة أَو النَّار لَكِن ذكر الْقدَم بعد ذكر الْإِنْشَاء هُنَا يرجح أَنِّي يكون تَأْوِيل الْقدَم بِخِلَافِهِ بِمَعْنى الْقَهْر والسطوة أَو قدم جَبَّار وَكَافِر من أَهلهَا كَانَت النَّار تنظر إِدْخَاله إِيَّاهَا بأعلام الله لَهَا أَو الْمَلَائِكَة الموكلين بِمَا أَمرهم كَمَا تقدم فِي حرف الْجِيم وَفِي مَنَاقِب حُذَيْفَة أَي عباد الله أخراكم فَرَجَعت أولاهم فاحتلدت أخراهم كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند الْقَابِسِيّ فَرَجَعت أولاهم على آخِرهم وَفِي كتاب عَبدُوس فَرَجَعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت أخراهم وَفِي كل هَذَا تَغْيِير وتلفيف وَفِي حَدِيث آخر فَرَجَعت أولاهم فاختلدت هِيَ وأخراهم قيل وَصَوَابه فَرَجَعت أولاهم مَعَ أخراهم وَيخرج مَا فِي غَزْوَة أحد أَي اجتلدت هِيَ وأخراهم مَعَ الْكفَّار وَمن ذَلِك فِي كتاب صَحِيح مُسلم قَوْله فِي خطْبَة كِتَابه وَضعف يحيى بن مُوسَى بن دِينَار كَذَا جَاءَ فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه تَغْيِير اسْتمرّ من النقلَة عَن مُسلم وَصَوَابه وَضعف يحيى مُوسَى بن دِينَار وَيحيى هَذَا هُوَ ابْن سعيد الْقطَّان الْمَذْكُور قيل من قَول مُسلم حَدثنَا بشر بن الحكم قَالَ سَمِعت يحيى بن سعيد الْقطَّان ضعف حَكِيم بن جُبَير وَعبد الْأَعْلَى ثمَّ قَالَ وَضعف يحيى مُوسَى بن دِينَار ثمَّ قَالَ وَضعف مُوسَى بن الدهْقَان وَعِيسَى بن أبي عِيسَى كَذَا ذكرهم مُسلم كلهم من تَضْعِيف يحيى وَكَذَا نقل الْعقيلِيّ كَلَام يحيى فِي مُوسَى وَفِي حَدِيث السَّائِل عَن الْإِسْلَام فِي حَدِيث جرير عَن عمَارَة عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَول مُسلم وَأَبُو زرْعَة اسْمه عبيد الله هَذَا رَوَاهُ عَنهُ الْحسن بن عبيد الله وَأَبُو زرْعَة كُوفِي من أَشْجَع ثبتَتْ هَذِه الزِّيَادَة فِي نُسْخَة ابْن ماهان خَاصَّة وَكَذَا قَالَه مُسلم فِي طبقاته أَن اسْمه عبيد الله وَقَالَ فِي كتاب الكنى اسْمه هرم وَهُوَ قَول البُخَارِيّ أَنه هرم بن عمر بن جرير بن عبد الله البَجلِيّ كَذَا ذكره فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَقَالَ ابْن معِين اسْمه عَمْرو بن عَمْرو وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء والكنى وَقَوله روى عَنهُ الْحسن فقد وَافقه عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَخَالفهُ ابْن الْمدنِي وَابْن الْجَارُود فجعلاهما رجلَيْنِ وَكَذَلِكَ ترْجم النَّسَائِيّ عَلَيْهِمَا ترجمتين وَقَوله من أَشْجَع قد تقدم قَول البُخَارِيّ أَنه بجلى وَفِي لعن الْمُؤمن كقتله فِي حَدِيث أبي غَسَّان المسمعي لَيْسَ على رجل نذر فِيمَا لَا يملك وَلعن الْمُؤمن كقتله وَمن قتل نَفسه بحديدة الحَدِيث وَفِي آخِره وَمن حلف على يَمِين صَبر فاجرة كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَهُوَ كَلَام نَاقص لَا خبر للمبتدأ وَلَا تقدمه مَا يضمره على مَعْنَاهُ وَصَوَابه فَاجر وَكَذَا كَانَ فِي أصل كتاب التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال من رِوَايَة ابْن الْحذاء وَقَوله فِي أَخْبَار جَابر الْجعْفِيّ وَقَول الرافضة أَن عليا فِي السَّحَاب فَلَا نخرج مَعَ من خرج من وَلَده حَتَّى يُنَادي مُنَاد من السَّمَاء أخرجُوا مَعَ فلَان كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَمَفْهُوم سِيَاق الْكَلَام وَيخرج مضموم الأول على مَا لم يسم فَاعله وَعند ابْن الْحذاء فَلَا نخرجهُ يَعْنِي من خرج وَالْأول الصَّحِيح وَقَوله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة نجيء نَحن يَوْم الْقِيَامَة عَن كَذَا وَكَذَا انْظُر أَي ذَلِك فَوق النَّاس كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه تَغْيِير كثير وتصحيف وتلفيف وَصَوَابه نَحْو يَوْم الْقِيَامَة على كوم أوتل وَنحن نحْشر يَوْم الْقِيَامَة على كوم وَكَذَا جَاءَ فِي غير كتاب مُسلم فَذكر الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن ابْن عمر فيرقى يَعْنِي مُحَمَّدًا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ وَأمته وَأَصْحَابه على كوم فَوق

النَّاس وَذكر من حَدِيث كَعْب بن مَالك يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَأَكُون أَنا وَأمتِي على تل وَنَحْوه فِي كتاب ابْن أبي خَيْثَمَة وَحَدِيث الطَّبَرِيّ أتقن فَدخل فِي كتاب مُسلم فِيهِ من التَّغْيِير مَا ترَاهُ وَكَانَ مُسلما أَو من قبله وَأقرب رُوَاته شكّ فِي لَفْظَة كوم أَو تل فَعبر عَنهُ بِكَذَا وَكَذَا وحقق أَن مَعْنَاهُ الْعُلُوّ فَقَالَ أبي ذَلِك فَوق النَّاس على تَفْسِير الْمَعْنى ثمَّ كتب عَلَيْهِ انْظُر شَبِيها فَجمع النقلَة الْكَلَام كُله ولفوه على هَذَا التَّخْلِيط قَوْله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة أَيْضا من رِوَايَة زُهَيْر فيأتيهم الله فِي صُورَة غير صورته الَّتِي يعْرفُونَ كَذَا للمسرقندي والسجزي وَابْن ماهان والطبري وَعند العذري فِي صُورَة لَا يعرفونها وَهُوَ أصوب الْكَلَام وَأَصَح فِي الْمَعْنى وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتاب الْقِيَامَة والحشر من غير إِضَافَة الصُّورَة إِلَى الله تعلى وَتَكون فِي هُنَا بِمَعْنى الْبَاء أَي بِصُورَة يختبرهم ويفتنهم بهَا من صُورَة المخلوقين وَهِي آخر محن الْمُؤمنِينَ أَلا ترَاهُ قَالَ فِي الحَدِيث نَعُوذ بِاللَّه مِنْك هَذَا مَكَاننَا حَتَّى يأتينا رَبنَا فَإِذا أَتَانَا عَرفْنَاهُ وَفِي الحَدِيث الآخر كَيفَ تعرفونه قَالُوا إِنَّه لَا شَبيه لَهُ وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد فِي حَدِيث عَبدة بن عبد الله فِي صورته الَّتِي يعْرفُونَ وَفِي حَدِيث ابْن بكير فِي صُورَة غير صورته الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا وَقيل الصُّورَة هُنَا بِمَعْنى الصّفة كَمَا يُقَال صُورَة هَذَا الْأَمر كَذَا أَي صفته وَهُوَ يرجع إِلَى الْمَعْنى الأول من صفة بعض مخلوقاته أَو أهوال عَظِيمَة وَقد بسطنا هَذَا وأشبعنا الْكَلَام عَلَيْهِ فِي شرح مشكله فِي كتاب شرح مُسلم وَفِي هَذَا الحَدِيث أَيْضا قَوْله فَمَا من أحد مِنْكُم بأشد مناشدة لله فِي استقصاء الْحق من الْمُؤمنِينَ لله لإخوانهم كَذَا عِنْد جَمِيع رُوَاته وَصَوَابه بأشد مناشدة لي وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْن بكير وَفِيه أَيْضا قَوْله يَا رَبنَا فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا أفقر مَا كُنَّا إِلَيْهِم وَلم نصاحبهم وَنَحْوه فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة حَفْص بن ميسرَة قيل صَوَابه أَولا أننا فرقنا لِأَن بعده فَيَقُول إِنَّا ربكُم فَيَقُولُونَ نَعُوذ بِاللَّه مِنْك وَتَمام الْخَبَر وَفَائِدَته فِي كتاب التَّوْحِيد من كتاب البُخَارِيّ فارقناهم وَنحن أحْوج منا إِلَيْهِ الْيَوْم أَي فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا وَلم نصاحبهم بِتَقْدِيم لَفْظَة نصاحبهم أَي من لم يُؤمن بِاللَّه وَكفر بِهِ كَمَا فارقناهم فِي الْمَحْشَر وَنحن أحْوج إِلَيْهِ الْيَوْم أَي إِلَى الله وَهُوَ بِمَعْنى أفقر فِي حَدِيث مُسلم وَالْبُخَارِيّ الْمُتَقَدّم بهاء الضَّمِير المفردة العائدة إِلَى الله تَعَالَى أَي محتاجون إِلَى رَحمته وفضله وَفِي الزَّكَاة فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد وهم وقلب كثير وتغيير فَمِنْهُ قَوْله مثل الْمُنفق والمتصدق وَهُوَ وهم وَصَوَابه مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث وكما ذكره البُخَارِيّ وَفِيه كَمثل رجل عَلَيْهِ جبتان على الْأَفْرَاد وَهُوَ وهم وَصَوَابه كَمثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جبتان كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَات الْأُخَر وَقَوله جبتان أَو جنتان صَوَابه النُّون كَمَا بَينه فِي الحَدِيث الآخر بقوله من حَدِيد وَقَوله هُنَا وَأخذت كل حَلقَة مَكَانهَا وَقد ذكر البُخَارِيّ الِاخْتِلَاف فِيهِ عَن طَاوس وَغَيره وَمن رَوَاهُ بالنُّون وَمن رَوَاهُ بِالْبَاء وَالنُّون هُوَ الصَّوَاب كَمَا قُلْنَاهُ وَدلّ عَلَيْهِ سِيَاق الحَدِيث وَفِيه سبغت عَلَيْهِ أَو مرت بالراء ويروى مدت أَو مرت وَاخْتلفت الرِّوَايَة فِيهِ فِي البُخَارِيّ فروى مادت بِالدَّال وروى مارت بالراء وَلَعَلَّه أوجه الرِّوَايَات بِمَعْنى سبغت وامتدت وَكَذَا رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَفَسرهُ ترددت وَذَهَبت وَجَاءَت وللروايات الْأُخَر

وَجه بَين مدت وامتدت مرت بِالدَّال وَالرَّاء بِمَعْنى مُتَقَارب وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم وَفِيه الْبَخِيل وَأخذت كل حَلقَة موضعهَا حَتَّى تجن بنانه وَتَعْفُو أَثَره وَهُوَ وهم وَنقص من الحَدِيث وَتَقْدِيم وَتَأْخِير وَوضع الْكَلَام فِي غَيره مَوْضِعه وَوَجهه أَن الْكَلَام انْتهى فِي صفة الْبَخِيل إِلَى قَوْله موضعهَا وَأما قَوْله حَتَّى تجن بنانه وَتَعْفُو أَثَره فَإِنَّمَا هُوَ مُتَقَدم فِي صفة الْمُتَصَدّق وَبعد قَوْله سبغت عَلَيْهِ وَمَرَّتْ وَكَذَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ ضد قَوْله أخذت كل حَلقَة موضعهَا ومناقض لَهُ فَأَخَّرَهُ بعض النقلَة إِلَى غير مَوْضِعه وَوَقع فِي هَذَا الْموضع فِي كتاب القَاضِي أبي عَليّ حَتَّى تحز بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي مَكَان تجن وَهُوَ وهم وَرَوَاهُ بَعضهم ثِيَابه مَكَان بنانه وَهُوَ غلط أَيْضا وبنانه هُوَ الصَّوَاب وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أنامله وَفِي سَنَده وهم آخر قَالَ العذري رَوَاهُ عمر وَعَن سُفْيَان وَابْن جريج هُنَا وَفِي حَدِيث معَاذ وَالله لَا أسئلهم عَن دنيا وَلَا أستفتيهم عَن دين كَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه الْمَعْرُوف وَلَا أسئلهم دنيا وَفِي الصّيام فِي حَدِيث مُوسَى بن طَلْحَة عَن ابْن عمر الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا عشر أَو تسعا كَذَا عِنْد أَكثر الروَاة وَعند السَّمرقَنْدِي عشرا وَعشرا وتسعا وَفِي حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عمر والشهر هَكَذَا وَهَكَذَا وَقبض إبهامه فِي الثَّالِثَة كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَعند السجْزِي هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ثَلَاث مَرَّات وَذكر رِوَايَات جبلة وَنَافِع وَسعد بن عُبَيْدَة وفيهَا كلهَا قَبضه الْإِبْهَام فِي الثَّالِثَة وأبينها وأصحها لفظا وَمعنى مَا ذكره من رِوَايَة سعيد بن عَمْرو بن سعيد الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعقد الْإِبْهَام فِي الثَّالِثَة والشهر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمام الثَّلَاثِينَ وَنَحْوه فِي رِوَايَة عقبَة بن حَرْب فَإِنَّهُ بَين بِهَذَا أَن الشَّهْر يكون مرّة ثَلَاثِينَ وَمرَّة تسعا وَعشْرين بإشارته بِيَدِهِ فِي كل إِشَارَة بِعشر أَصَابِع وعقده الْإِبْهَام فِي وَاحِدَة مِنْهَا وَكَذَلِكَ وَقع مُبينًا أَيْضا فِي كتاب البُخَارِيّ الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي ثَلَاثِينَ وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تسعا وَعشْرين وَعَلِيهِ يحمل مَا تقدم من قَوْله عشرا وتسعا يَعْنِي فِي الْمرة الْآخِرَة من إشاراته وَقَوله فِي حَدِيث أبي بكر بن نَافِع ونصوم صبياننا الصغار مِنْهُم إِن شَاءَ الله وَنَذْهَب إِلَى الْمَسْجِد كَذَا فِي الْأُصُول كلهَا من مُسلم وَهُوَ كَلَام مختل لَا ينفهم المُرَاد بِهِ وَلَا شكّ أَن فِيهِ تغييرا وَفِي آخِره ونجعل لَهُم اللعبة من العهن فَإِذا بَكَى أحدهم على الطَّعَام أعطيناه إِيَّاه عِنْد الْإِفْطَار وَهَذَا أَيْضا فِيهِ اختلال وَصَوَابه حَتَّى يكون عِنْد الْإِفْطَار كَذَا ذكر البُخَارِيّ وَنَحْوه فِي كتاب مُسلم فِي الحَدِيث الآخر بعده فِي رِوَايَة يحيى بن يحيى وَحقّ هَذَا الْفَصْل أَن يذكر فِي الْبَاب الآخر فِيمَا بتر وَنقص لَكِن جلبناه هُنَا لذكر أول الحَدِيث وَفِي حَدِيث الْمُفطر فِي رَمَضَان ذكر رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ ثمَّ ذكر حَدِيث مَالك وَقَالَ بعد ذكر طرف مِنْهُ ثمَّ ذكر مثل حَدِيث ابْن عُيَيْنَة وَهَذَا فِيهِ نظر وَمِمَّا انتقد على مُسلم لِأَن فِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة هَل تَجِد مَا تعْتق وَفِيه قَالَ لَا قَالَ هَل تَسْتَطِيع أَن تَصُوم شَهْرَيْن مُتَتَابعين قَالَ لَا قَالَ فَهَل تَجِد مَا تطعم سِتِّينَ مِسْكينا وَجَاء بالكفارات على التَّرْتِيب وَفِي حَدِيث مَالك أَو أَو على التَّخْيِير فبينهما فرق كَبِير هُوَ سَبَب اخْتِلَاف الْفُقَهَاء فِي ذَلِك قَوْله فِي تَلْبِيَة الْمُشْركين كَانُوا يَقُولُونَ لبيْك لبيْك لَا شريك لَك فَيَقُول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

وَيْلكُمْ قد قد إِلَّا شَرِيكا هُوَ لَك تملكه وَمَا ملك فِيهِ تلفيف وخلط كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِكَلَام الْمُشْركين وَقَوله إِلَّا شَرِيكا هُوَ من كَلَام الْمُشْركين فِي تلبيتهم فَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا سمعهم يَقُولُونَ لَا شريك لَك يَقُول وَيْلكُمْ قد قد أَي كفى لَا تَزِيدُوا على هَذَا من قَوْلكُم الْكفْر واستثنائكم فيتمون هم تلبيتهم بالإشراك على مَا ذكر وَفِي الْمَوَاقِيت ومهل أهل الْعرَاق من ذَات عرق جَاءَ بِهِ من قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) انتقذه بَعضهم وَقَالَ لَا يَصح من قَول النَّبِي وَلم يكن عراق حِينَئِذٍ وَالصَّحِيح أَن توقيتها من عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالُوا وَلِهَذَا لم يخرج هَذِه الزِّيَادَة البُخَارِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيهَا نظر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد أَن يكون من قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِخْبَارًا عَمَّا يكون بعده فقد أعلمهم بِفَتْح الْعرَاق وسكناهم بِهِ وخروجهم إِلَيْهَا فَكَذَلِك بَين لَهُم مواقيتهم حِينَئِذٍ فَلَمَّا فتحت أَمرهم بذلك عمر فنسبت إِلَيْهِ وَفِي صفة أهل الْجنَّة وَالنَّار أهل الْجنَّة ثَلَاثَة ذُو سُلْطَان إِلَى قَوْله وَرجل رَحِيم رَقِيق الْقلب لكل ذِي قربى وَمُسلم وعفيف الحَدِيث كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَظَاهره فِي الْعدَد أَرْبَعَة وَكَذَا عِنْد شَيخنَا أبي بَحر إِلَّا أَنه كَانَ عِنْده وَمُسلم بالخفض عطف على ذِي قربى فَيصح الْعدَد ثَلَاثَة وَكَانَ عِنْد بَعضهم بِالرَّفْع وَإِسْقَاط الْوَاو بعده من وعفيف فَيصح الْعدَد وَهُوَ أوجه فِي الْكَلَام وَسَقَطت لَفْظَة مُسلم وَقَوله هَل رايت رَبك فَقَالَ نور أَنِّي أرَاهُ رفع نور هُنَا بالفاعل ي حجبني نورا وَظهر لي وَلَا يَصح رده على الله وَلَا إعرابه خبر الْمُبْتَدَأ الْمَحْذُوف إِذا لَا نوار مخلوقة من جنس الْأَجْسَام وَفِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج كأنني أنظر إِلَى قَوْله بِيَدِهِ يحركها قَالَ فَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَزَاد فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي بعد هَذَا قَالَ فَقَالَ يحركها وَهَذَا تكْرَار وتغيير لَا معنى لَهُ وَفِي أسر تمامة حَتَّى كَانَ بعد الْغَد فَقَالَ لَهُ مَا عنْدك كَذَا فِي الأول لأكْثر الروَاة وَفِي الثَّانِي للسجزي وَحده ولغيرهم سُقُوط بعد وَهُوَ الصَّوَاب عِنْدهم وَفِي قِرَاءَة أم الْقُرْآن فَإِذا قَالَ أهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم إِلَى آخر السُّورَة قَالَ هَذَا لعبدي ولعبدي مَا سَأَلَ وَهُوَ الْمُتَّفق عَلَيْهِ الصَّحِيح الْمَوْجُود فِي سَائِر الْأُمَّهَات وَعند السَّمرقَنْدِي هَذَا بيني وَبَين عَبدِي ولعبدي مَا سَأَلَ وَهُوَ وهم إِنَّمَا جَاءَ هَذَا فِي الْآيَة قبلهَا وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس انْتَقِلِي إِلَى ابْن عمك عمر بن أم كلتوم وَفِيه قَول عمر لَا نَتْرُك كتاب الله وَسنة نَبينَا لقَوْل امْرَأَة كَذَا جَاءَ فِي جَمِيع الْأُصُول قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيست هَذِه اللَّفْظَة مَحْفُوظَة قَوْله وَسنة نَبينَا وَجَمَاعَة من الثِّقَات لم يذكروها قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالصَّحِيح سُقُوطهَا بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث واستشهاده بِالْآيَةِ وَلِأَنَّهُ لَا يُوجد فِي الْبَاب سنة سوى حَدِيث فَاطِمَة هَذَا وَفِي الْعتْق عَن عَليّ بن حُسَيْن فَأعتق عبد اقد أعطَاهُ بِهِ ابْن جَعْفَر عشر آلَاف أَو ألف دِينَار كَذَا روايتنا بِرَفْع ابْن جَعْفَر وَبِزِيَادَة أَو بَين العددين وَعند شَيخنَا الْخُشَنِي قد أعْطى بِهِ ابْن جَعْفَر بِالنّصب وَعند بَعضهم عَن ابْن الْحذاء عشرَة آلَاف ألف دِينَار بِغَيْر أَو وَالرِّوَايَة الأولى اصح وأشبه وَكَذَا روينَاهُ فِي البُخَارِيّ بِغَيْر خلاف وَفِي ذبح الْمَوْت بعد قَول أهل الْجنَّة هَذَا الْمَوْت فَيُؤْمَر بِهِ فَيذْبَح ثمَّ يُقَال يَا أهل النَّار هَل تعرفُون هَذَا الحَدِيث كَذَا عِنْد العذري فِي رِوَايَة وَزِيَادَة فَيُؤْمَر فَيذْبَح هُنَا خطأ وَوهم وَلَيْسَ بموضعه بِدَلِيل مَا بعده وَذكر ذبحه بعد هَذَا

وَبعد عرضه على أهل النَّار وَهُنَاكَ مَوْضِعه الَّذِي لم يخْتَلف فِيهِ وعَلى الصَّوَاب وَإِسْقَاط هَذِه الزِّيَادَة رِوَايَة الْجَمَاعَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي خبر سعد بن معَاذ فِي الحكم فِي قُرَيْظَة فَأرْسل إِلَى سعد فَأتى على حمَار فَلَمَّا دنا قَرِيبا من الْمَسْجِد قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) للْأَنْصَار قومُوا إِلَى سيدكم كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالَ بَعضهم ذكر الْمَسْجِد هُنَا وهم لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا كَانَ محاصرا بني قُرَيْظَة وَلَا مَسْجِد هُنَاكَ وَسعد إِنَّمَا جَاءَ من الْمَسْجِد وَالْأَشْبَه أَن الْمَسْجِد تَصْحِيف من لفظ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِن صَوَابه فَلَمَّا دنا من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُود بِسَنَد مُسلم عَن شُعْبَة وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده الَّذِي خرجه مُسلم فَلَمَّا دنا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَنَحْوه فِي سير ابْن إِسْحَق قَالَ بَعضهم أَو لَعَلَّه مَسْجِد خطه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُنَاكَ لصلاته وَفِي الشّعْر فِي هَذِه الْقِصَّة إِلَّا يَا سعد سعد بني معَاذ كَذَا صَوَابه وَكَذَا روينَاهُ إِلَّا من طَرِيق العذري فَرَوَاهُ بِإِسْقَاط إِلَّا وَعَن السَّمرقَنْدِي أَن معَاذًا هُنَا وَفِي الْبَيْت بعده وَكله خطأ لَا يتزن بِهِ الشّعْر وَفِيه فَمَا فعلت قُرَيْظَة والنظير كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه لما لقِيت وَكَذَا رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَفِي النَّهْي عَن الصَّلَاة بعد الْعَصْر وَالصُّبْح ابْن عَبَّاس سَمِعت غير وَاحِد من أَصْحَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مِنْهُم عمر وَكَانَ أحبهم إِلَى عمر ان رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحَدِيث كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَعند الطَّبَرِيّ وَكَانَ أحبهم إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عمر وَهُوَ وهم وَفِي كتاب الْأَشْرِبَة فِي حَدِيث ابْن نمير نَهَيْتُكُمْ عَن النيذ إِلَّا فِي السقاء فَاشْرَبُوا أَي الأسقية كلهَا صَوَابه فِي الأوعية كلهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لِأَن السقاء أَولا مِمَّا أُبِيح فَلم ينْه عَنهُ وَقَوله وَكَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَاحِدًا سنتَيْن أَو سنة وَبَعض سنة كَذَا لشيوخنا وَعند أبي بَحر سنتَيْن أَو سنة أَو سنة وَبَعض سنة وَله وَجه وَكَانَ الأول أوجه وَفِي صَلَاة الْكُسُوف فِي أول حَدِيث عَن قُتَيْبَة عَن مَالك زِيَادَة لَيست مَحْفُوظَة وَهِي قَوْله بعد ذكر الرُّكُوع الرَّابِع ثمَّ رفع رَأسه فَأطَال الْقيام وَهُوَ دون الْقيام الأول وَهُوَ وهم وَلم يَأْتِ فِي شَيْء من حَدِيث مَالك وَلَا غَيره تَطْوِيل الْقيام قبل الرُّكُوع وَذكر مُسلم فِي حَدِيث جَابر وَوَقع عِنْده أَيْضا فِي الْبَاب فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِي حَدِيث الْخضر فِي قَول مُوسَى مَا أعلم فِي الأَرْض رجلا خيرا مني وَأعلم مني فَأوحى الله إِلَيْهِ أَنا أعلم بِالْخَيرِ من هُوَ أَو عِنْد من هُوَ كَذَا عِنْد بعض شُيُوخنَا وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَعند كافتهم أَنا أعلم بِالْخَيرِ مِنْهُ هُوَ وَعند من هُوَ وَعند السَّمرقَنْدِي عبد بِالْبَاء وَكله وهم إِلَّا الأول وَمن ذَلِك فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَول أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن فَذكرت ذَلِك لعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث لِأَبِيهِ فَأنْكر ذَلِك كَذَا فِي الأَصْل عِنْد الصَّدَفِي والخشني من شُيُوخنَا وَوَقع عِنْد التَّمِيمِي فَذكر ذَلِك عبد الرَّحْمَن ابْن الْحَارِث لِأَبِيهِ وَكَذَا عِنْد ابْن ماهان والسجزي وَفِي اصل العذري وَهُوَ وهم وَنبهَ عَلَيْهِ فِي كتاب التَّمِيمِي وَصَوَابه الرِّوَايَة الأولى وَقَائِل ذَلِك هُوَ أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث لعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث أَبِيه فَقَوله لِأَبِيهِ بدل من قَوْله لعبد الرَّحْمَن تَفْسِير من قَول غَيره كَأَنَّهُ قَالَ هُوَ أَبوهُ أَو يكون فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير فَيصح على الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي فَذكرت ذَلِك يَعْنِي لِأَبِيهِ عبد الرَّحْمَن وَفِي الْفَضَائِل فِي حَدِيث أبي كَامِل الجحدري أَن جِبْرِيل كَانَ يُعَارضهُ

الْقُرْآن فِي كل عَام مرّة أَو مرَّتَيْنِ كَذَا لرواة مُسلم وَالصَّوَاب سُقُوط أَو مرَّتَيْنِ كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقد يَسْتَقِيم بِمَا بعده من قَوْله وَأَنه عَارضه الْآن مرَّتَيْنِ وَأَنِّي أرى الْأَجَل قرب وَلَو كَانَت عَادَته لم يرتب بذلك وَلَا اسْتدلَّ بِهِ على وَفَاته وَفِي حَدِيث الَّذِي عض يَد رجل قَوْله ارْفَعْ يدك حَتَّى يعضها ثمَّ انتزعها كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم الَّذِي يَصح بِهِ الْمَعْنى ثمَّ لَا تنزعها على طَرِيق التبكيت لَهُ لِأَنَّهُ لابد لَك من نَزعهَا كَمَا فعل هُوَ وَكَقَوْلِه أتأمرني أَن آمره أَن يضع يَده فِي فِيك قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيصِح عِنْدِي مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة على نَحْو هَذَا الْمَعْنى أَي أفعل ذَلِك وانتزعها فَإِن أسقطت ثنيته فَلَا حرج عَلَيْك كَمَا قضى لَهُ وَفِي الْحَج فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة أما شَعرت أَنِّي أمرت النَّاس بِأَمْر فَإِذا هم يَتَرَدَّدُونَ قَالَ الحكم كَأَنَّهُمْ يَتَرَدَّدُونَ احسب وَلَو أَنِّي اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا ستدبرت الحَدِيث صَوَابه قَالَ الحكم كَأَنَّهُ يَتَرَدَّدُونَ أَي شكّ فِي هَذِه الْكَلِمَة بِدَلِيل قَوْله بعد إحسب وَبِهَذَا ايستقيم الْكَلَام وينفهم وَكَذَا فِي كتاب ابْن أبي شيبَة كَأَنَّهُ وَيدل لَهُ أَيْضا قَوْله آخر الحَدِيث الآخر بعده وَلم يذكر شكّ الحكم فِي قَوْله يَتَرَدَّدُونَ وَفِي أكل الضَّب وَكَانَ قل مَا يقدم إِلَيْهِ بِطَعَام حَتَّى يحدث بِهِ كَذَا للعذري بِسُكُون الْقَاف وَفتح الدَّال وَعند السجْزِي أقل بِزِيَادَة ألف وَفِي رِوَايَة أُخْرَى بَين يَدَيْهِ وَكله اختلال فِي الرِّوَايَة واضطراب لِأَنَّهُ قد ذكر قبل أَنَّهَا قَدمته لَهُ وَيَقْتَضِي هَذَا اللَّفْظ أَنَّهَا لم تقدمه بعد وَصَوَابه قل مَا يقدم بيدَيْهِ بِفَتْح الْيَاء وَكسر الدَّال لطعام بِاللَّامِ وَكَذَا كَانَ فِي كتاب شُيُوخنَا لغير العذري وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر لَا يَأْكُل شَيْئا حَتَّى يعلم بِمَا هُوَ وَفِي أَطْفَال الْمُشْركين سُئِلَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن أَوْلَاد أَطْفَال الْمُشْركين كَذَا للسجزي فِي حَدِيث يحيى بن يحيى وَهَذَا على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه وَعند غَيره عَن أَطْفَال الْمُشْركين فَقَط وَيحْتَمل أَن أَوْلَاد بدل مِنْهُم فِي رِوَايَة فَخرج إِلَيْهِ وَوصل بِهِ غَلطا وَفِي حَدِيث أضياف أبي بكر وَكَانَ بَيْننَا وَبَين قوم عقد فَمضى الْأَجَل فرفعنا مِنْهُ اثنى عشر رجلا مَعَ كل رجل مِنْهُم أنَاس أَي جعلنَا عرفاء كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَهِي رِوَايَة الجلودي وَعند الروَاة عَن ابْن ماهان فِيهِ تَغْيِير وتخليط وَنَصّ مَا عِنْدهم فَمضى الْأَجَل فَعرفنَا الْأَجَل فجَاء اثْنَا عشر رجلا وَكَذَا جَاءَ فِي غير مَوضِع من الصَّحِيحَيْنِ مَعَ اخْتِلَاف هَذَا اللَّفْظ بَين عرفنَا وفرقنا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْعين وَفِيه فَقَالَت وَلَا قُرَّة عَيْني لَهُنَّ الْآن أَكثر كَذَا للعذري وَهُوَ غلط وَصَوَابه وَلَا قُرَّة عَيْني وَكَذَا للباقين وَفِي النِّكَاح حَضَرنَا جَنَازَة مَيْمُونَة وَفِيه قَالَ عَطاء الَّتِي كَانَ لَا يقسم لَهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) صَفِيَّة بنت حييّ وَهَذَا وهم وَصَوَابه سَوْدَة قَالَه الطَّحَاوِيّ قَالَ وَغلط فِيهِ ابْن جريج وَقَول عَطاء آخر الحَدِيث وَكَانَت آخِرهنَّ موتا يُرِيد مَيْمُونَة الْمَذْكُورَة أول الحَدِيث لَا صَفِيَّة وَقَوله مَاتَت بِالْمَدِينَةِ وهم إِنَّمَا مَاتَت بسرف كَمَا قَالَ أول الحَدِيث وَكَانَت وفاتها سنة إِحْدَى وَخمسين وَقيل سنة سِتِّينَ وَتوفيت صَفِيَّة سنة خمسين وَتوفيت عَائِشَة سنة سبع وَقيل ثَمَان وَخمسين وَهَذَا يعضد من قَالَ أَن وَفَاتَ مَيْمُونَة سنة سِتِّينَ بعْدهَا لقَوْله آخِرهنَّ موتا وَفِي الطَّلَاق فِي حَدِيث عمر فَقلت إِن كنت طلقتهن فَإِن الله مَعَك وَمَلَائِكَته وَجِبْرِيل وميكاءيل وَأَنا وَأَبُو بكر والمؤمنون مَعَك وَقل مَا تَكَلَّمت بِكَلَام

وَالْحَمْد لله أَلا رَجَوْت أَن يكون الله يصدق قولي الَّذِي أَقُول وَنزلت هَذِه الْآيَة آيَة التَّخْيِير عَسى ربه أَن طَلَّقَكُن إِلَى قَوْله وَالْمَلَائِكَة بعد ذَلِك ظهير كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قيل ذكر آيَة التَّخْيِير هُنَا وهم إِذْ لَيْسَ فِي هَذِه الْآيَة ذكر للتَّخْيِير وبدليل قَوْله آخر الحَدِيث وَأنزل الله آيَة التَّخْيِير قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَعَلَّه سقط وَاو الْعَطف أَي وَآيَة التَّخْيِير ثمَّ كرر ذكرهَا آخر الحَدِيث وَذكر مُسلم حَدِيث مُحَمَّد بن عباد نَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد هُوَ الدَّرَاورْدِي عَن حميد عَن أنس أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ يَعْنِي الثَّمَرَة إِن لم يثمرها الله فَبِمَ يسْتَحل أحدكُم مَال أَخِيه كَذَا هُوَ عِنْد مُسلم وَغَيره من هَذَا الطَّرِيق قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ وهم من ابْن عباد أَو الدَّرَاورْدِي حِين سمع ابْن عباد مِنْهُ فَإِن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة رَوَاهُ عَن الدَّرَاورْدِي مَفْصُولًا من كَلَام أنس فَقَالَ قلت لأنس مَا زهوه قَالَ يصفر أَو يحمر قَالَ أَرَأَيْت أَن منع الله الثَّمَرَة فَبِمَ يسْتَحل أحدكُم مَال أَخِيه وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره مُسلم قبل هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن حميد عَن أنس وَهُوَ الصَّوَاب وَأما ابْن عباد فأسقط كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأتى بِكَلَام أنس وَرَفعه إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ خطأ قَبِيح وَفِي الْجِهَاد كَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا أَمر أَمِيرا إِلَى قَوْله فادعهم إِلَى ثَلَاث خِصَال أَو خلال فأيتهن مَا أجابوك فَأقبل مِنْهُم وكف عَنْهُم ثمَّ ادعهم إِلَى الْإِسْلَام وَذكر التَّحَوُّل إِلَى بِلَاد الْمُسلمين وَذكر الْجِزْيَة وَهَذِه الثَّلَاث خلال هِيَ الَّتِي ذكر أَولا دعوتهم إِلَيْهَا فثم فِي قَوْله ثمَّ ادعهم زايدة مقحمة وَالصَّوَاب ادعهم بإسقاطها تَفْسِيرا لقَوْله أَولا ادعهم إِلَى ثَلَاث خلال وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال وَأَبُو دَاوُود وَغَيرهمَا بِغَيْر ثمَّ وَفِي فتح مَكَّة زِيَادَة للفارسي قَالَ أَبُو سُفْيَان من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن إِلَى قَوْله قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب مَا لغيره من إِسْقَاط تِلْكَ الزِّيَادَة وَفِي الطّواف بَين الصَّفَا والمروة أَن الْأَنْصَار كَانُوا يهلون فِي الْجَاهِلِيَّة لصنمين على شط الْبَحْر يُقَال لَهما أساف ونائلة كَذَا وَقع عِنْد شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء يلهون فِي الْجَاهِلِيَّة لمناة وَكَانَت صنيمين على شط الْبَحْر وَهُوَ كُله وهم وَالصَّحِيح مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر وَمَا فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ أَنهم كَانُوا يهلون لمناة وَهِي الطاغية الَّتِي كَانَت بالمشلل حَذْو قديد من نَاحيَة الْبَحْر وَلم يكن صنمين وَأما أساف ونائلة فَلم يَكُونَا قطّ بِنَاحِيَة الْبَحْر وَإِنَّمَا كَانَا بِمَكَّة عِنْد زَمْزَم وَحَيْثُ الْحطيم الْيَوْم وَقيل أَنَّهُمَا جعلا قبل ذَلِك على الصَّفَا والمروة وَقد جَاءَ فِي بعض الحَدِيث أَنهم امْتَنعُوا من ذَلِك إِذا كَانَا على الصَّفَا والمروة وَلَعَلَّ مَعْنَاهُ لفعل الْجَاهِلِيَّة ذَلِك قَدِيما قبل أَن يصرفهَا قصي إِلَى زَمْزَم ولصق الْكَعْبَة وَجَاء الْإِسْلَام وهما عِنْد الْكَعْبَة وَقد ذكرنَا خبرهما وَسبب وضعهما فِي هَذِه الْأَمْكِنَة فِي حرف الْهمزَة وَأما فِي غير هاذين الْمَوْضِعَيْنِ فَلم ينصبا قطّ فِيمَا بلغنَا وَفِي مُسلم فِي فضل جرير بن عبد الله كَانَ يبت يُقَال لَهُ ذُو الخلصة وَكَانَ يُقَال لَهُ الْكَعْبَة اليمانية والكعبة الشامية فَقَالَ لَهُ رَسُول الله هَل أَنْت من يحيي من ذِي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية كَذَا فِي النّسخ وَفِيه وهم آخر أَو حذف أَولا وَقد اتّفق البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الحَدِيث على قَوْله أَولا وَكَانَ يُقَال لَهُ الْكَعْبَة اليمانية والكعبة الشامية وَهنا حذف وَتَمَامه

فصل فيما جاء من الوهم في هذه الأصول في حرف من القرآن

وللكعبة الْكَعْبَة الشامية أَو وللتي بِمَكَّة الْكَعْبَة الشامية أَو وللكعبة الشامية فالكعبة اليمانية رفع بِالِابْتِدَاءِ غير مَعْطُوف وَأما زِيَادَة مُسلم يعد قَوْله ذِي الخلصة من ذكر الْكَعْبَة اليمانية والشامية فَوَهم بَين لَا معنى لَهُ هُنَا وَلم يزدْ البُخَارِيّ على قَوْله من ذِي الخلصة وَلَكِن أَيْضا فِي بَاب غَزْوَة ذِي الخلصة عِنْد البُخَارِيّ يُقَال ذُو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية وَصَوَابه على مَا تقدم وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي هَذَا الْبَاب بَيْتا فِي حَدِيث ابْن الْمثنى قَالَ وَكَانَ يُسمى الْكَعْبَة اليمانية لم يزدْ وَفِي بَاب الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ دخل الْحَرْث بن أبي ربيعَة وَعبد الله بن صَفْوَان على أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ فَسَأَلَاهَا عَن الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ وَذَلِكَ أَيَّام ابْن الزبير قَالَ الوقشي قَوْله وَذَلِكَ فِي أَيَّام ابْن الزبير لَا يَصح لِأَن أم سَلمَة لم تدركها مَاتَت أَيَّام مُعَاوِيَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد ذكر أَبُو عمر بن عبد الْبر أَن أم سَلمَة أدْركْت أَيَّام يزِيد بن مُعَاوِيَة وَإِذا كَانَ هَذَا فَمَا فِي الْأُم صَحِيح فَإِن عبد الله بن الزبير نَازع يزِيد لأوّل مَا بلغته الْبيعَة لَهُ بعد موت مُعَاوِيَة وَوجه إِلَيْهِ يزِيد أَخَاهُ عَمْرو بن الزبير ليقاتله بِمَكَّة وَالْخَبَر بِهَذَا مَعْرُوف ذكره الطَّبَرِيّ وَغَيره وَقَوله فِي فضل فَاطِمَة من رِوَايَة بِي كَامِل كَانَ يُعَارضهُ الْقُرْآن فِي كل سنة مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَأَنه عَارضه الْآن مرَّتَيْنِ وَأَنِّي لأرى الْأَجَل اقْترب قَالَ بَعضهم قَوْله أَو مرَّتَيْنِ وهم وَلَو كَانَ صَحِيحا لما اسْتدلَّ بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على أَن أَجله اقْترب بِخِلَاف عَادَته وَالصَّوَاب مَا فِي حَدِيث غَيره بعده وَفِي غير مَوضِع فِي كل عَام مرّة وَأَنه عَارضه الْعَام مرَّتَيْنِ وَفِي خبر الْمُنَافِقين قَول مُسلم وَقَالَ عبد الله بن أبي لأَصْحَابه لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا قَالَ زُهَيْر وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله من خفض حوله فِيهِ تلفيف وَاخْتِلَاف بَيناهُ فِي حرف الْحَاء فصل فِيمَا جَاءَ من الْوَهم فِي هَذِه الْأُصُول فِي حرف من الْقُرْآن واستمرت الرِّوَايَة عِنْد بعض الروَاة على خلاف التِّلَاوَة بهَا وَبَعضهَا اسْتَقَرَّتْ كَذَلِك فِي الْأُصُول أما الْوَهم من الْمُؤلف أَو مِمَّن تقدم من الروَاة فَلم يرد من جَاءَ بعدهمْ تَغْيِير ذَلِك وإصلاحه وإبقاء الرِّوَايَة على مَا جَاءَت عَلَيْهِ على مَذْهَب من كف عَن الْإِصْلَاح فِي كل شَيْء وَهُوَ رَأْي وَإِن كَانَ غَيرهم قد ذهب إِلَى إصْلَاح اللّحن وَالْخَطَأ الْبَين وَقَالَ مَالك أَو إِن أَفْرَاد بَعْضهَا لم يقْصد بِهِ ذاكرة والمحتج بِهِ التِّلَاوَة وَإِنَّمَا أورد مَا أوردهُ على معنى التِّلَاوَة وَقد كَانَ بَعضهم يستعظم ذَلِك وَيَقُول هَذِه كتب قُرِئت كثيرا على مؤلفيها وتكررت عَلَيْهِم فَكيف يُمكن اسْتِمْرَار الْخَطَأ وَالوهم عَلَيْهِم فِي ذَلِك وَلم ينتبهوا لَهُ وَلَا تنبه لَهُ أحد من السامعين لذَلِك عَلَيْهِم وَقد كَانَ كثير مِنْهُم يحفظ كِتَابه وَكَذَلِكَ كثير مِمَّن سَمعه مِنْهُم فَكيف لَا يحفظ مَا احْتج بِهِ من الْقُرْآن وَلَعَلَّ تِلْكَ الْأَلْفَاظ الْمُخَالفَة للتلاوة قراآة شَاذَّة كَانَت قراءتهم وَإِلَى هَذَا كَانَ يذهب بعض مَشَايِخ شُيُوخنَا وَهُوَ تعسف بعيد فَإِن القرآة الشاذة قد جمعهَا أَصْحَاب عُلُوم الْقُرْآن وحصلوها وضبطوا طرقها ومواضعها وَلم يذكرُوا فِيهَا شَيْئا من هَذِه الْحُرُوف وَأَيْضًا فَإِن الْقِرَاءَة الشاذة غَايَة أمرهَا أَن تعلم وَلَا تجوز التِّلَاوَة بهَا وَلَا الصَّلَاة وَلَا الْحجَّة بهَا فمما جَاءَ من ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب مَا يكره أكله من الدَّوَابّ قَوْله تَعَالَى لِيذكرُوا اسْم الله على مَا رزقهم من بَهِيمَة الْأَنْعَام فَكُلُوا مِنْهَا وأطعموا القانع والمعتر كَذَا وَقع فِي الْمُوَطَّأ عِنْد يحيى وَابْن بكير وَابْن عفير وكافتهم وَإِنَّمَا تِلَاوَته وَصَوَابه البائس الْفَقِير وَأرَاهُ سقط على الرِّوَايَة تَمام الْآيَة وَابْتِدَاء الْآيَة الْأُخْرَى الَّتِي فِيهَا ذكر القانع والمعتر وَقَالَ بعد قَوْله

البائس الْفَقِير والقانع والمعتر على طَرِيق التَّنْبِيه على مَا فِي الْآيَة الْأُخْرَى لَا على طَرِيق التِّلَاوَة وبدليل أَن ملكا رَحمَه الله فسر بأثر ذَلِك فِي رِوَايَة يحيى وَابْن عفير البائس الْفَقِير والمعتر بالزائر وَلَوْلَا أَنه ذكر البائس قبل لما فسره وَفِي رِوَايَة ابْن بكير اقْتصر على تَفْسِير القانع والمعتر وَفِي كتاب الظِّهَار قَوْله الَّذين يظهرون مِنْكُم من نِسَائِهِم ثمَّ يعودون لما قَالُوا ذَلِك فِي الْأُمَّهَات بِزِيَادَة مِنْكُم وَكَذَا عِنْد عبيد الله بن يحيى عَن أَبِيه وَكَذَا عِنْد ابْن بكير وأسقطه غَيره وقرأه على الصَّوَاب وَفِي الانتعال أَخْلَع نعليك إِنَّك بالواد الْمُقَدّس كَذَا عِنْد يحيى وَابْن بكير والتلاوة فاخلع نعليك وَفِي بَاب مَا لَا يجوز من الْقَرَاض فَإِن تبتم فلكم رُؤُوس أَمْوَالكُم كَذَا فِي كثير من أصُول شُيُوخنَا وَغَيرهم عَن يحيى وَكَذَا لِابْنِ بكير والتلاوة وَإِن بِالْوَاو وَكَذَا فِي كتاب ابْن عتاب وَغَيره على الصَّوَاب وَهَذَا كُله مِمَّا لَا يشك أَن الْوَهم فِيهِ من الروَاة إِذْ لم يكن ملك مِمَّن يجوز عَلَيْهِ هَذَا لَا سِيمَا مَعَ كَثْرَة قِرَاءَة الْكتاب عَلَيْهِ وترداد عرضه من أهل الْآفَاق وسماعهم مِنْهُ وَقد كَانَ يَقُول لَهُم ألم أرد عَلَيْكُم سقطه وَقد كَانَ يحضر قِرَاءَته الْجمع الْعَظِيم من عُلَمَاء الْقُرْآن وحفاظه وَغَيرهم فَلَا يُمكن اسْتِمْرَار الْخَطَأ عَلَيْهِم وَلَا مداهنته فِي السُّكُوت على تَغْيِير حرف من كتاب الله وَقد حكى أَن ابْنَته فَاطِمَة كَانَت تحفظه فَكَانَ إِذا وهم الْقَارئ ضربت من خلف الْحجاب حَلقَة الْبَاب تنبهه فَإِذا كَانَ هَذَا فعل ابْنَته فَمَا ظَنك بغَيْرهَا وَمن ذَلِك فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب الْغسْل) يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى (إِلَى قَوْله غَفُورًا رحِيما كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والنسفي وَغَيرهمَا والتلاوة عفوا غَفُورًا وَكَذَا لأبي ذَر وَفِي بَاب الْيَتِيم فَإِن لم تَجدوا مَاء كَذَا عِنْد أبي ذَر للبلخي والحموي وَكَذَا للنسفي وعبدوس ولغيرهم فَلم تَجدوا على الصَّوَاب وَفِي بَاب فضل الْعَمَل فِي أَيَّام التَّشْرِيق وَقَالَ ابْن عَبَّاس واذْكُرُوا الله فِي أَيَّام مَعْلُومَات أَيَّام الْعشْر والتلاوة ويذكروا الله فِي أَيَّام مَعْلُومَات وَفِي بَاب ركُوب الْبدن كَذَلِك سخرناها لكم لتكبروا الله على مَا هدَاكُمْ كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والتلاوة كَذَلِك سخرها لكم لتكبروا الله وَعند غَيره كَذَلِك سخرناها لكم لَعَلَّكُمْ تشكرون وَهُوَ صَوَاب أَيْضا وَفِي بَاب من اشْترى هَدِيَّة بِالطَّرِيقِ) لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة (وَعند الْقَابِسِيّ لقد لكم وَهُوَ وهم وَالْحق كَانَ وَلَعَلَّه فِي رِوَايَته لم يرد التِّلَاوَة لِلْآيَةِ وَإِنَّمَا ذكره من كَلَامه محتجا بِهِ وَفِي كتاب الْحيض وَيَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا الْآيَة ثبتَتْ الْوَاو وَفِي نُسْخَة عَبدُوس والنسفي والقابسي وَسَقَطت للأصيلي وَأبي ذَر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب دور مَكَّة وَبَيْعهَا يتأولون قَول الله عز وَجل) إِن الَّذين آمنُوا وَهَاجرُوا وَجَاهدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم (الْآيَة وَسقط مِنْهَا فِي كتاب الْقَابِسِيّ) وَالَّذين آووا ونصروا (وَفِي بَاب ذَلِك لمن يكن أَهله حاضري الْمَسْجِد الْحَرَام كَذَا قَالَ الله تَعَالَى فَمَا اسْتَيْسَرَ من الْهَدْي فَإِن لم تَجدوا فَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام كَذَا للقابسي وَأبي ذَر وَعند أبي الْهَيْثَم فَإِن لم تَجِد وَعند الْأصيلِيّ فَمن لم يجد على التِّلَاوَة وَلَعَلَّه فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قصد بقوله فَإِن لم تَجدوا التَّفْسِير والفتيا لَا التِّلَاوَة وَفِي الْحِرَابَة لَيْسَ الْبر وَأُولَئِكَ هم المفلحون كَذَا عِنْد أبي أَحْمد وَإِنَّمَا هُوَ المتقون كَمَا عِنْد غَيره وَفِي الصَّدَقَة من كسب طيب لَهُم أجرهم عِنْد رَبهم وَلَا خوف عَلَيْهِم وَلَا يَحْزَنُونَ كَذَا للأصيلي والتلاوة وَلَا هم يَحْزَنُونَ وَكَذَا لبَقيَّة الروَاة وَفِي الْبيُوع فِي بَاب قَوْله تَعَالَى) أَنْفقُوا من طَيّبَات مَا كسبتم (

) عِنْد كافتهم كلوا من طَيّبَات وَعند الْمُسْتَمْلِي أَنْفقُوا على الصَّوَاب وعَلى الْوَهم جَاءَ لجميعهم أول الْأَطْعِمَة وَفِي بَاب مَا ينْهَى عَنهُ من إِضَاعَة المَال وَقَول الله أَن الله لَا يحب الْفساد وَلَا يحب المفسدين كَذَا للأصيلي وَبَعْضهمْ ولغيرهم الصَّوَاب من تِلَاوَة الْآيَة وَالله لَا يحب الْفساد وَلَا يصلح عمل المفسدين وَفِي بَاب شركَة الْيَتِيم سَأَلت عَائِشَة عَن قَول الله تَعَالَى) وَإِن خِفْتُمْ أَلا تقسطوا فِي الْيَتَامَى (كَذَا للقابسي وَالصَّوَاب مَا لغيره وَإِن بِالْوَاو وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء) قل يَا أهل الْكتاب لَا تغلوا فِي دينكُمْ (كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَلَيْسَ فِي التِّلَاوَة قل وَلغيره على الصَّوَاب وَفِي المعجزات قَوْله تَعَالَى) يعرفونه كَمَا يعْرفُونَ أَبْنَاءَهُم (كَذَا للجرجاني ولجميعهم على الصَّوَاب يعرفونه وَفِي آخر النَّجْم قَوْله) فاسجدوا لله واعبدوا (عِنْد الْأصيلِيّ هُنَا واسجدوا بِالْوَاو والتلاوة بِالْفَاءِ وَفِي تَفْسِير قَوْله أَيَّامًا مَعْلُومَات فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا كَذَا للأصيلي وَالصَّوَاب مَا لغيره معدودات وَفِي بَاب قَوْله) وكلوا وَاشْرَبُوا (الْآيَة عِنْد الْأصيلِيّ فَكُلُوا وَهُوَ وهم وَقَوله وَقَالَ ابْن عَبَّاس لمستم ولمسوهن كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَلغيره لمستم وتمسوهن قَالَ الْقَابِسِيّ لَا أعرف لمسوهن وَإِنَّمَا الْقِرَاءَة لمستم وَلَا مستم وَفِي بَرَاءَة حَتَّى أنزل الله الْوَحْي سيحلفون لكم إِذا انقلبتم إِلَيْهِم كَذَا للأصيلي والتلاوة سيحلفون بِاللَّه لكم وَفِي تَفْسِير سُورَة يُونُس للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَقع فِي أصل الْأصيلِيّ أحسن هاكذا عِنْده وَهُوَ وهم وَفِي تَفْسِير الْكَهْف فَلَمَّا بلغا مجمع بَينهمَا فِي أصل الْأصيلِيّ بلغ كَذَا عِنْدهم وَهُوَ وهم وَقَوله واصطفيتك لنَفْسي عِنْد الْجِرْجَانِيّ والكافة واصطنعتك لنَفْسي على الصَّوَاب وَفِي تَفْسِير حم السَّجْدَة وَالسَّمَاء إِلَى قَوْله دحاها التِّلَاوَة هُنَا فِي هَذِه الْآيَة فِي النازعات أم السَّمَاء بناها وَفِي الشَّمْس وَضُحَاهَا وَالسَّمَاء وَمَا بناها وَالْأَرْض وَمَا طحاها وَمرَاده هُنَا آيَة النازعات لقَوْله وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها وَلقَوْله فَذكر خلق السَّمَاء قبل خلق الأَرْض وَفِي قَوْله) برَسُول يَأْتِي من بعدِي اسْمه أَحْمد (سقط عِنْد أبي أَحْمد يَأْتِي وَفِي كتاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيل الله غير أولي الضَّرَر كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فَقيل هُوَ على التَّفْسِير لَا على التِّلَاوَة وَمعنى ذَلِك أَنَّهَا نزلت زِيَادَة أولي الضَّرَر فِي الْآيَة الْمَذْكُور فِيهَا المجاهدون والقاعدون وَفِي فضل قل هُوَ الله أحد قَالَ الله الْوَاحِد الصَّمد ثلث الْقُرْآن كَذَا عِنْدهم وَلَعَلَّه على التَّفْسِير وَالْمعْنَى لَا على التِّلَاوَة وَقَوله وَآتوا النِّسَاء صدقاتهن نحلة قَوْله أَو تفرضوا لَهُنَّ فَرِيضَة عِنْد الْأصيلِيّ وَلم تفرضوا لَهُنَّ فَرِيضَة وَفِي التَّوْحِيد) إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه (كَذَا لأبي ذَر والأصيلي والقابسي والنسفي وَجَمِيع النّسخ وَصَوَابه قَوْلنَا وَهِي التِّلَاوَة وَالَّذِي دلّ عَلَيْهِ منزع البُخَارِيّ أمرنَا لِأَن عَلَيْهِ ادخل أَحَادِيث الْبَاب وَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يترجم بقوله تَعَالَى) وَمَا أمرنَا إِلَّا وَاحِدَة (فَوَهم وَوهم عَلَيْهِ وَفِي التَّوْحِيد بَاب قَول الله تَعَالَى ? إِنِّي أَنا الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة المتين ? كَذَا فِي جَمِيع النّسخ والتلاوة) إِن الله هُوَ الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة المتين (وَكَذَا لبَعض شُيُوخ أبي ذَر وَابْن السكن لَكِن لَعَلَّ البُخَارِيّ أَشَارَ بالترجمة إِلَى حَدِيث وَقع فِيهِ هَذَا اللَّفْظ ذكره أَبَوا دَاوُود فِي كتاب الْحُرُوف وَمن ذَلِك فِي كتاب مُسلم فِي تَخْفيف الْقِرَاءَة فِي حَدِيث قُتَيْبَة اقْرَأ بالشمس

فصل فيما جاء من ذلك في الأسانيد

وَضُحَاهَا وَسبح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَسبح باسم رَبك الْأَعْلَى كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَهُوَ خطأ وَسقط إِلَّا على آخر لغيره وسقوطه الصَّوَاب وَفِي بَاب) وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين (فِي حَدِيث أبي كريب لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين ورهطك مِنْهُم المخلصين كَذَا فِي أَكثر النّسخ وَعند ابْن الْحذاء أَي رهطك مِنْهُم المخلصين على التَّفْسِير وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير ورهطك وَفِي الْجِهَاد فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى فَنزلت يسئلونك عَن الْأَنْفَال قل الْأَنْفَال لله وَرَسُوله كَذَا للسمرقندي وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للباقين وَالرَّسُول (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ التِّلَاوَة وَفِي آخر الْكتاب وَمن يكرههن فَإِن الله من بعد إكراههن لَهُنَّ غَفُور رَحِيم كَذَا للسمرقندي وَبَعْضهمْ وَعند العذري وَغَيره بِسُقُوط لَهُنَّ على التِّلَاوَة الْمَعْرُوفَة وَلَعَلَّه ورد فِي هَذِه الرِّوَايَة على معنى التَّفْسِير لَا على معنى التِّلَاوَة وقرآة شَاذَّة وَفِي فَضَائِل سعد فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ وَإِن جَاهَدَاك على أَن تشرك بِي فَلَا تطعهما وصاحبهما فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا كَذَا فِي الْأُصُول وَسقط حسنا من بَعْضهَا وَثَبت فِي بَعْضهَا فِيهَا وصاحبهما وَفِي بَعْضهَا على أَن تشرك بِي مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم وَكله تَخْلِيط من آيَات من الْقُرْآن لَيست فِي تِلَاوَة آيَة وَاحِدَة وَفِي بَاب وَلَا تجْهر بصلاتك فَإِذا قرآناه فَاتبع قرآنه كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ فَإِذا قرأته فَاتبع قرءانه وَكَأَنَّهُ لم يرد التِّلَاوَة وَلكنه خطأ بِكُل وَجه وَفِي سُؤال الْيَهُود عَن الرّوح فَلَمَّا نزل الْوَحْي يسئلونك عَن الرّوح إِلَى قَوْله وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا وَعند العذري والسجزي والطبري وَمَا أُوتُوا وَهُوَ خلاف التِّلَاوَة وَقد نبه مُسلم على الْخلاف فِيهِ بعد فَقَالَ وَفِي حَدِيث وَكِيع وَمَا أُوتُوا وَفِي كتاب الْمُنَافِقين فَنزلت وَلَا يَحسبن الَّذين يفرحون بِمَا أَتَوا فِي الْحَدِيثين كَذَا فِي بعض أصُول مُسلم وَالَّذِي قيدناه عَن شُيُوخنَا أَتَوا على نَص التِّلَاوَة وَكَذَا قَوْله فِي الحَدِيث لَئِن كَانَ كل وَاحِد فَرح بِمَا أُوتِيَ كَذَا جَاءَ فِي أَكثر النّسخ وَفِي بَعْضهَا أَتَوا وَأما قَوْله وفرحوا بِمَا أَتَوا من كِتَابهمْ فَهَذَا أَيْضا كَذَا بِغَيْر خلاف وَهُوَ الصَّوَاب فصل فِيمَا جَاءَ من ذَلِك فِي الْأَسَانِيد فَمن ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ سوى مَا دخل فِي تراجم الْحُرُوف فِي سَجْدَة النَّجْم عَن الْأَعْرَج أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ كَذَا عِنْد يحيى وَجَمَاعَة غَيره من رجال الْمُوَطَّأ وَفِي كتاب ابْن عتاب عَن أبي الْقَاسِم الْحَافِظ عَن ابْن المشاط الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن عمر وَكَذَا عِنْد مطرف وَابْن بكير وَفِي الرُّؤْيَا زفر ابْن صعصعة بن مَالك عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا ليحيى وَسقط عِنْد معن وَغَيره عَن أَبِيه وَهُوَ أَيْضا سَاقِط فِي رِوَايَة يحيى فِي كتاب ابْن المرابط وَفِي الْوضُوء من مَاء الْبَحْر الْمُغيرَة بن أبي بردة وَهُوَ من بني عبد الدَّار ثَبت قَوْله وَهُوَ من بني عبد الدَّار عِنْد يحيى والقعنبي وَسقط عِنْد التنيسِي وأسقطه ابْن وضاح وَفِي حَدِيث إِنَّمَا هِيَ من الطوافين حميدة بنت أبي عبيد بن فَرْوَة كَذَا قَالَ يحيى وَحده وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَالْخلاف أَيْضا فِي اسْمهَا وَأَنه وهم فِي نَسَبهَا وَإِن صَوَابه بنت عبيد بن رِفَاعَة وَهِي زواية جمَاعَة أَصْحَاب الموطئ وَفِي مسح الْخُفَّيْنِ عباد ابْن زِيَاد وَهُوَ من ولد الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن أَبِيه الْمُغيرَة بن شُعْبَة وهم الْعلمَاء هَذَا السَّنَد من وَجْهَيْن أَحدهمَا قَوْله من ولد الْمُغيرَة وَكَذَا قَالَه يحيى وَغَيره وَهُوَ خطأ عِنْد جمَاعَة أهل الحَدِيث وَإِنَّمَا هُوَ عباد بن زِيَاد ابْن أبي سُفْيَان بن

وهيب ذكر ذَلِك البُخَارِيّ وَغَيره وَقَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ بَعضهم عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عباد عَن ابْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ الصَّوَاب وَالثَّانِي قَوْله عَن أَبِيه لم يقلهُ أحد من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ إِلَّا يحيى وَهُوَ خطأ إِنَّمَا يرويهِ عباد عَن حَمْزَة وَعُرْوَة ابْني الْمُغيرَة عَن أَبِيهِمَا وَفِي مَسْجِد قبا مَالك عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد كَانَ يَأْتِي قبا رَاكِبًا وماشيا كَذَا للقعنبي وَعند غَيره مَالك عَن ابْن دِينَار مَكَان نَافِع وَفِي صَلَاة الضُّحَى عَن أبي مرّة مولى عقيل كَذَا ليحيى وَلغيره مولى أم هاني وَقد ذكر مُسلم الْوَجْهَيْنِ وَذكره فِي صِيَام أَيَّام منى فَقَالَ مولى أم هاني امْرَأَة عقيل وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هِيَ أُخْت عقيل وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح وَطرح امْرَأَة عقيل فِي رِوَايَة عَنهُ وَأثبت ابنت أبي طَالب وَأسْقط مَا بَينهمَا ليَصِح الْكَلَام وَهُوَ الَّذِي فِي كتاب ابْن عتاب لِابْنِ وضاح وَله فِي كتاب أَحْمد بن سعيد مولى عقيل بن أبي طَالب وَهَذِه الْوُجُوه كلهَا صَحِيحَة إِلَّا قَوْله امْرَأَة عقيل وَفِي السِّوَاك عَن أبي هُرَيْرَة لَوْلَا أَن أشق على أمتِي كَذَا للقعنبي لم يذكر فِيهِ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأسنده ابْن عفير وَسَحْنُون عَن ابْن الْقَاسِم وَغَيرهم أوقفوه على أبي هُرَيْرَة وَقَالَ ابْن وهب لَوْلَا أَن يشق على أمته وَكَذَا قَالَه يحيى وَغَيره عَن مَالك وَفِي الضَّحَايَا مَالك عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن عبيد بن فَيْرُوز عَن الْبَراء بن عَازِب كَذَا رَوَاهُ مَالك قَالَ عبد الْغَنِيّ عمر وَلم يسمع من عبيد شَيْئا إِنَّمَا رَوَاهُ عَمْرو عَن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن عَن عبيد وَفِي الْوضُوء من مَاء الْبَحْر عَن سعيد بن سَلمَة من آل بني الْأَزْرَق كَذَا ليحيى وَلابْن وضاح من بعض الطّرق من آل ابْن الْأَزْرَق كَذَا لِابْنِ الْقَاسِم وَابْن بكير وَعند القعْنبِي من آل الْأَزْرَق وَفِي بَاب إِعَادَة الْجنب هِشَام بن عُرْوَة عَن زبيد بن الصَّلْت كَذَا رَوَاهُ يحيى وَسَائِر الروَاة يَقُولُونَ فِيهِ هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن زبيد وَفِيه عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب أَنه اعْتَمر مَعَ عمر كَذَا يَقُوله مَالك وَسَائِر أَصْحَاب هِشَام يَقُولُونَ عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب عَن أَبِيه وَلم يدْرك عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه وَلم يدْرك عبد الرَّحْمَن عمرا وَفِي جَامع الْحَيْضَة هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن فَاطِمَة ابْنة الْمُنْذر كَذَا قَالَ يحيى وَوهم وَكَذَا فِي رِوَايَة الدّباغ فِي موطأ ابْن الْقَاسِم وَزِيَادَة أَبِيه هُنَا خطأ لم يقلهُ أحد من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَقد أسْقطه ابْن وضاح من رِوَايَته وَعُرْوَة لم يرو عَن فَاطِمَة وَإِنَّمَا روى عَنْهَا زَوجهَا هِشَام وطبقته وَفِي النّظر فِي الصَّلَاة أَن عَائِشَة كَذَا عِنْد يحيى وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ عَن أمه عَن عَائِشَة وَفِي الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ دَاوُود بن الْحصين عَن الْأَعْرَج أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافة الروَاة للموطأ عَن يحيى وَغَيره وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم فِيمَا حَدثنَا بِهِ ابْن عتاب عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة وَكَذَا عِنْد ابْن حمدين وَلم يكن عِنْد عيرهما من شُيُوخنَا قَالَ أَبُو عَليّ الجياني لَا يَصح عَن يحيى وَلَا غَيره وَقَالَ الْجَوْهَرِي لَا أعلم من قَالَه إِلَّا ابْن الْمُبَارك الصُّورِي وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أسْندهُ عَن أبي هُرَيْرَة مطرف وَغَيره وَفِي بَاب الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي زيد ابْن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد كَذَا لعامة رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا ابْن وهب وَحده فَقَالَ زيد بن أسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أبي سعيد قَالَ النساءي وَهُوَ الصَّوَاب وَعَطَاء بن يسَار

خطأ وَفِي صَلَاة النَّافِلَة قَالَ مَالك بَلغنِي عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر كَذَا رَوَاهُ عبيد الله عَن أَبِيه وَلَيْسَ عَن نَافِع عِنْد ابْن وضاح قَالُوا وَذكر نَافِع هُنَا خطأ وَالصَّوَاب سُقُوطه وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يرغب فِي قيام رَمَضَان هُوَ مُسْند عَن كَافَّة رُوَاة الْمُوَطَّأ وأرسله ابْن وهب ومعن والقعنبي وَاخْتلف فِيهِ عَن ابْن الْقَاسِم فأسنده الْحَارِث عَنهُ وأرسله غَيره وَفِي حَدِيث أَن بِلَالًا يُنَادي بلَيْل ابْن شهَاب عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْد القعْنبِي مُسْندًا وَغَيره لَا يَقُول عَن أَبِيه وَقد أسْندهُ جمَاعَة عَن مَالك فِي غير الْمُوَطَّأ كَمَا قَالَ القعْنبِي وَفِي قصر الصَّلَاة ابْن شهَاب عَن رجل من آل خَالِد بن أسيد كَذَا قَالَه مَالك وَسَائِر أَصْحَاب ابْن شهَاب يَقُولُونَ عَن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أُميَّة عَن عبد الله بن خَالِد بن أسيد قَالَ أَبُو عمر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي فضل قل هُوَ الله أحد عَن عبيد الله بن حنين مولى آل زيد بن الْخطاب كَذَا لجَمِيع الروَاة عَن يحيى وَعند ابْن المرابط مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب وَقَالَ فِيهِ مُسلم فِي صَحِيحه مولى الْعَبَّاس وَقَالَ البُخَارِيّ فِي بَاب مولى زيد بن الْحطاب وَفِي كتاب الطِّبّ مولى بني زُرَيْق وَقَالَ فِي التَّارِيخ مولى زيد بن الْخطاب وَعَن ابْن عُيَيْنَة مولى آل عَبَّاس وَقد وهموه وَقَالَ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير مولى بني زُرَيْق وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَفِي بَاب المتحابين فِي الله عَن أبي حَازِم عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ أَنه قَالَ دخلت مَسْجِد دمشق وَذكر حَدِيث معَاذ قَالَ بَعضهم ذكر أبي إِدْرِيس هُنَا وهم وَإِنَّمَا صَوَابه أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ وَأَبُو إِدْرِيس لم يدْرك معَاذًا وَالوهم فِيهِ من أبي حَازِم وَقَالَ بَعضهم بل من مَالك اسقط مِنْهُ أَبَا مُسلم الْخَولَانِيّ وَأَبُو ادريس إِنَّمَا رَوَاهُ عَن أبي مُسلم قَالَ أَبُو عمر وَهَذَا كُله تخرص وَقد رَوَاهُ جمَاعَة عَن أبي الزِّنَاد كَمَا رَوَاهُ مَالك وَرَوَاهُ من وُجُوه شَتَّى من غير طَرِيق أبي حَازِم وَإِن أَبَا إِدْرِيس لَقِي معَاذًا وَسمع مِنْهُ فَلَا دَرك فِيهِ على مَالك وَلَا شَيْخه عِنْد أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ وَفِي بَاب الدُّعَاء عَن عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك رَوَاهُ ابْن وضاح أَنه قَالَ جَاءَنَا عبد الله بن عمر كَذَا رَوَاهُ يحيى وَابْن بكير وَأَبُو مُصعب وَابْن وهب ومعن والقعنبي على اخْتِلَاف عَنهُ وَكَذَلِكَ عَن ابْن الْقَاسِم وَعند مطرف والقعنبي فِي رِوَايَة عَن عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك وَرَوَاهُ ابْن وضاح عَن سَحْنُون عَن ابْن الْقَاسِم عَن عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك عَن عتِيك ابْن الْحَارِث بن عتِيك وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح عَن يحيى وَأرَاهُ من إِصْلَاحه قَالَ أَبُو عمر وَقد أَخطَأ فِيهِ على يحيى وَالصَّحِيح مَا تقدم ليحيى وَمن وَافقه وَفِي النَّهْي عَن اسْتِقْبَال الْقبْلَة عِنْد الْحَاجة مَالك عَن نَافِع عَن رجل من الْأَنْصَار أَنه سمع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا ليحيى وَعند ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير زِيَادَة عَن أَبِيه أَنه سمع وَكَذَا فِي روايتنا عَنهُ بِإِسْقَاط سمع فَقَالَ عَن رجل من الْأَنْصَار أَن رَسُول الله وَكَذَا فِي روايتنا عَن ابْن المشاط وَفِي حَدِيث أَن الله يرضى لكم ثَلَاثًا عَن سُهَيْل عَن أَبِيه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مُرْسلا كَذَا ليحيى والصورى ومعن والقعنبي وَابْن وهب وأسنده الْبَاقُونَ فَقَالُوا عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَفِي غسل الْمَيِّت جَعْفَر بن مُحَمَّد

عَن أَبِيه أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) غسل فِي قَمِيص كَذَا ليحيى والقعنبي وَسَائِر أَصْحَاب الْمُوَطَّأ مُرْسلا قَالَ الْجَوْهَرِي إِلَّا ابْن عفير فأسنده فَقَالَ عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَقد رَوَاهُ الضباع عَن مَالك فَقَالَ عَن جَابر وَهُوَ عَن عَائِشَة أصح وَفِي النَّهْي عَن أَن تتبع الْجِنَازَة بِنَار هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَسمَاء كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَفِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي عَن أَبِيه عَن أَسمَاء وَفِي صِيَام الْجنب أَبُو يُونُس مولى عَائِشَة عَن عَائِشَة كَذَا قَالَه ابْن بكير وَابْن الْقَاسِم والقعنبي وَأَبُو مُصعب وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح عَن يحيى واسقط عبيد الله عَن أَبِيه يحيى مِنْهُ عَائِشَة فَأرْسلهُ وَكلهمْ على خِلَافه وَهُوَ مَحْفُوظ عَن عَائِشَة مُسْندًا وَفِي الْبَاب عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام وَسقط ابْن عبد الرَّحْمَن عِنْد ابْن عتاب وَعند ابْن وضاح من رِوَايَة ابْن سهل وإثباته الصَّوَاب لَكِن يخرج صِحَة سُقُوطه على نِسْبَة الرجل إِلَى جده وَفِي الصّيام فِي السّفر هِشَام عَن أَبِيه أَن حَمْزَة الْأَسْلَمِيّ كَذَا رَوَاهُ يحيى وَبَعْضهمْ وَأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن حَمْزَة وَكَذَا هُوَ عِنْد ابْن وضاح وَفِي حَدِيث من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله أسْندهُ جمَاعَة الروَاة وَلم يذكر فِيهِ ابْن بكير أَبَا هُرَيْرَة فجَاء بِهِ مُرْسلا وَفِي فضل الرّقاب هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَقَالَ البُخَارِيّ لَا يَصح عَن عَائِشَة وَطرح ابْن وضاح عَن عَائِشَة وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ عَن عُرْوَة عَن أبي مراوح عَن أبي ذَر وَفِي فضل الشَّهَادَة مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه أَن رجلا جَاءَ إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا ليحيى ورواة الْمُوَطَّأ كلهم غير معن والقعنبي فَلم يذكرَا فِيهِ يحيى ابْن سعيد وَفِي بَاب أَسمَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه كَذَا عِنْد مغن والصوري مُسْندًا وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح وَهُوَ عِنْد عبيد الله عَن يحيى وَأكْثر رُوَاة مَالك مُرْسلا لَيْسَ فِيهِ عَن أَبِيه وَفِي بَاب الْغلُول يحيى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان أَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ قَالَ أَبُو عمو كَذَا فِي كتاب يحيى وَرِوَايَته عَن مَالك وَهُوَ غلط مِنْهُ وَسقط من كِتَابه أَبُو عمْرَة أَو ابْن أبي عمْرَة مَا بَين مُحَمَّد بن يحيى وَزيد بن خَالِد وَكَذَا قَالَه القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم ومعن وَأَبُو مُصعب وَابْن عفير وَابْن بكير كلهم قَالُوا عَن أبي عمْرَة وَقَالَ ابْن وهب وَمصْعَب عَن ابْن أبي عمْرَة وَاخْتلف فِيهِ عَن ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير أَيْضا وَيحْتَمل أَن مَالِكًا سكت عَنهُ آخرا لما دخله الشَّك فِي اسْمه فَأرْسلهُ وَفِي النَّهْي عَن قتل النِّسَاء نَافِع عَن ابْن عمر ان رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) رآ فِي بعض مغازيه امْرَأَة مقتولة كَذَا لأبي مُصعب مُسْندًا وليحيى وَسَائِر الروَاة مُرْسلا وَلم يذكرُوا فِيهِ ابْن عمر وَفِي غسل الْمحرم رَأسه زيد بن أسلم عَن نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين كَذَا رَوَاهُ يحيى وَلم يُتَابِعه أحد على ذكر نَافِع فِيهِ وَهُوَ وهم مِنْهُ وَقد رده عَلَيْهِ ابْن وضاح وَغَيره وَفِي مَا يجوز من الْهدى مَالك عَن نَافِع عَن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أهْدى جملا لأبي جهل كَذَا قَالَ يحيى وَذكر نَافِع هُنَا خطأ لم يقلهُ حد غَيره وَقد طَرحه ابْن وضاح وَفِي حج الصَّبِي عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مر بِامْرَأَة كَذَا قَالَه ابْن وهب وَأَبُو مُصعب مُسْندًا وَاخْتلف فِيهِ عَن أبي الْقَاسِم

فَرَوَاهُ عَنهُ سَحْنُون مُرْسلا لم يذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس وَهُوَ قَول أَكثر الروات عَن مَالك وَفِي بَاب التَّرْغِيب فِي الصَّدَقَة يحيى بن سعيد عَن أبي الْحباب سعيد ابْن يسَار أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا ليحيى مُرْسلا وَتَابعه ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب ومطرف وَأَبُو مُصعب وَجَمَاعَة غَيرهم وأسنده معن وَابْن بكير فَقَالَا عَن أبي هُرَيْرَة وَفِي بَاب الرَّعْد عَن عَامر بن عبد الله ابْن الزبير أَنه كَانَ إِذا سمع الرَّعْد كَذَا رِوَايَة يحيى وَلغيره من الروَاة زِيَادَة عَن أَبِيه أَنه وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب الْبيعَة عَن أُمَيْمَة بنت رقيقَة أَنَّهَا قَالَت أتيت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا مَعنا فَقَالَ فِيهِ عَن أمهَا وَفِي الْقدر عَن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب أخبرهُ عَن مُسلم بن يسَار الْجُهَنِيّ أَن عمر بن الْخطاب كَذَا هُوَ فِي الموطئات قَالُوا وَلم يسمع مُسلم بن يسَار عَن عمر وَإِنَّمَا رَوَاهُ مُسلم عَن نعيم بن ربيعَة عَن عمر وَكَذَا ذكره النساءي وَقد ذكرنَا فِي حرف الْجِيم أَن قَوْله الْجُهَنِيّ هُنَا خطأ مِمَّا تعقبه ابْن وضاح وَوهم فِيهِ يحيى فَانْظُر هُنَاكَ وَفِي بَاب صَلَاة منى زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عمر بن الْخطاب كَذَا ليحيى وَمن وَافقه وَسقط عَن أَبِيه لِابْنِ الْقَاسِم وَابْن بكير وَفِي بَاب فديَة من حلق قبل أَن ينْحَر عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عبد الرحمان بن أبي ليلى كَذَا ليحيى وَابْن عفير والقعنبي ومعن والتنيسي وَأبي مُصعب والصوري وَمصْعَب وَخَالفهُم ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب فَقَالَا عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي ليلى وَاخْتلف فِي ذكر مُجَاهِد فِيهِ عَن ابْن بكير وَالصَّوَاب إثْبَاته وَفِي الْبَاب حميد عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي ليلى عَن كَعْب بن عجْرَة كَذَا ليحيى والقعنبي وَالشَّافِعِيّ وَابْن عبد الحكم وَأبي مُصعب وَابْن أبي بكير وَابْن أبي زنير وَأسْقط ابْن وهب وَابْن الْقَاسِم وَابْن عفير ابْن أبي ليلى وَهُوَ وهم وَفِي جَامع الْحَج مَالك عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عبلة قَالَ يحيى بن يحيى وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة وَاسم أبي عبلة شمر وَلَيْسَ ابْن عبد الله عِنْد غير يحيى وَطَرحه ابْن وضاح وَفِي نِكَاح الْمُتْعَة عَن عبد الله وَالْحسن ابْني مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب عَن أَبِيهِمَا على كَذَا رِوَايَة يحيى عِنْد جمَاعَة من شُيُوخنَا وَأَصْلحهُ ابْن وضاح عَن أَبِيهِمَا عَن عَليّ وَكَذَا للقعنبي وَابْن الْقَاسِم وَغَيرهمَا وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عمر بن عبد الْبر وَأكْثر شُيُوخنَا من رِوَايَة يحيى على الصَّوَاب وَإِصْلَاح ابْن وضاح وَفِي الْعَمَل فِي النَّحْر جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَليّ بن أبي طَالب أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نحر بعض بدنه الحَدِيث كَذَا قَالَ يحيى عندنَا من طَرِيق أبي عَمْرو بن حمدين وَابْن سهل وَكَذَا فِي كتاب ابْن حوبيل وَهِي صَحِيح رِوَايَة يحيى والقعنبي ورده ابْن وضاح عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله وَكَذَا فِي كتاب ابْن عتاب عَن يحيى وَكَذَا رَوَاهُ مطرف وَابْن نَافِع وَابْن بكير وَابْن عفير وَالشَّافِعِيّ وَابْن الْقَاسِم وَأَبُو مُصعب قَالَ الْجَوْهَرِي وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب من وجد مَعَ امْرَأَته رجلا سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن سعد بن عبَادَة كَذَا هُوَ فِي الْأَقْضِيَة لِابْنِ بكير وَابْن نَافِع ومطرف وَمن تَابعهمْ وَكَذَا لِابْنِ وضاح وَسقط عَن أَبِيه ليحيى عِنْد شُيُوخنَا فِي الْأَقْضِيَة لغير ابْن وضاح وَثَبت فِي كتاب الرَّجْم فِي الحَدِيث بِعَيْنِه لجميعهم وثباته الصَّوَاب وَفِي حَدِيث عمر نذرت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) زيد ابْن أسلم عَن

أَبِيه أَن عمر سُئِلَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الكلايح كَذَا لأبي مُصعب مُسْندًا وَهُوَ عِنْد سَائِر الروَاة مُرْسلا وَلم يَقُولُوا فِيهِ عَن أَبِيه وَفِي الْفَرَائِض زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه أَن عمر سَأَلَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الْكَلَالَة كَذَا أسْندهُ القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وأرسله يحيى وسائرهم لم يَقُولُوا عَن أَبِيه وَفِي سُكْنى الْمَدِينَة هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لَا يخرج أحد من الْمَدِينَة الحَدِيث كَذَا جَاءَ عِنْد جَمِيع الروَاة مُرْسلا إِلَّا معن بن عِيسَى فَقَالَ عَن عَائِشَة وأسنده وَفِي الطَّاعُون عَن عَامر بن سعد عَن أييه أَنه سَمعه يسئل أُسَامَة بن زيد كَذَا ليحيى وَأكْثر الروَاة وَسقط عَن أَبِيه فِي رِوَايَة القعْنبِي وَجَمَاعَة مِمَّن تَابعه من الروَاة وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ فِي غير الْمُوَطَّأ وَكِلَاهُمَا صَوَاب غير خلاف لِأَنَّهُ ذكر أَولا صُورَة الْحَال وَأَنه سمع أَبَاهُ يسئل أُسَامَة ثمَّ حذف الْقِصَّة فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَأسْقط كرّ أَبِيه وَرَوَاهُ عَن أُسَامَة إِذْ قد سَمعه مِنْهُ عِنْد سُؤال أَبِيه إِيَّاه لَهُ وَرَوَاهُ قوم عَن أَبِيه عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهَذَا خطأ وَقد تقدم فِي حرف الْعين الْخلاف أول هَذَا الحَدِيث فِي قَوْله مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَسَالم بن أبي النَّضر أَو عَن سَالم فَانْظُرْهُ هُنَاكَ وَبَيَان الصَّوَاب فِيهِ وَفِي بَاب الْغسْل للحمى هِشَام عَن أَبِيه عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْحمى من فيح جَهَنَّم كَذَا لجميعهم مُرْسلا إِلَّا مَعنا فَإِنَّهُ أسْندهُ فَزَاد فِيهِ عَن عَائِشَة وَفِي بَاب الشّرْب قَائِما عَامر بن عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه أَنه كَانَ يشرب قَائِما كَذَا لجميعهم عِنْد ابْن حمدين عَلامَة ابْن وضاح على قَوْله عَن أَبِيه وَفِي بَاب نزع المعاليق والجرس أَنه سمع الْجراح مولى أبي حَبِيبَة يحدث عبد الله بن عمر عَن أم حَبِيبَة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ العير الَّتِي فِيهَا الجرس لَا تصحبها الْمَلَائِكَة كَذَا جَاءَ هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ عِنْد ابْن عفير وَابْن الْقَاسِم ومعن وَلم يذكر فِيهِ ابْن وهب أم حَبِيبَة فجَاء بِهِ مُرْسلا وَلم يثبت هَذَا الحَدِيث عِنْد يحيى وَلَا جمَاعَة من الروَاة وَفِي بَاب الطَّعَام وَالشرَاب زيد بن أسلم عَن عمر بن سعد ابْن معَاذ كَذَا ليحيى والقعنبي وَعند ابْن وضاح عَن ابْن عَمْرو بن معَاذ واسْمه معَاذ وَفِي رِوَايَة ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب عَن معَاذ ابْن عَمْرو بن سعد بن معَاذ وَفِي بَاب عِيَادَة الْمَرِيض بكير بن عبد الله الْأَشَج عَن ابْن عَطِيَّة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لحيى وَعند ابْن وهب عَن ابْن عَطِيَّة عَن أبي هُرَيْرَة وَكَذَا رده ابْن وضاح فأسنده وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب الْحَيَّات عَن نَافِع عَن أبي لبَابَة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نهى عَن قتل الْجنان الَّتِي فِي الْبيُوت كَذَا لَهُم إِلَّا ابْن وهب فَإِنَّهُ قَالَ نَافِع عَن ابْن عمر عَن أبي لبَابَة وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب الفارة تقع فِي السّمن عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سَأَلَ كَذَا لِمَعْنٍ والقعنبي وَعند يحيى عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة وَرَوَاهُ غَيرهم مُرْسلا لم يذكرُوا فِيهِ ابْن عَبَّاس وَفِي حَدِيث الشَّاة عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس مر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِشَاة ميتَة كَانَ أَعْطَاهَا مولاة لميمونة كَذَا ليحيى وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَابْن عفير ومعن وَابْن برد مُسْندًا وَغَيرهم أرْسلهُ لم يذكرُوا فِيهِ ابْن عَبَّاس وَفِي بَاب التَّرْغِيب فِي الصَّدَقَة زيد بن سَالم عَن عَمْرو بن معَاذ الأسهلي كَذَا ليحيى وَسَائِر الروَاة من طَرِيق ابْن سهل عَن ابْن وضاح عَن ابْن عَمْرو بن معَاذ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب الرُّؤْيَا زفر بن صعصعة بن مَالك عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا ليحيى وَأَكْثَرهم وَسقط عَن أَبِيه فِي رِوَايَة يحيى عِنْد المرابط وَكَذَا سقط عِنْد معن والجنيني وَفِي بَاب

بيع العربان مَالك عَن الثِّقَة عَن عَمْرو بن شُعَيْب كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا عَن يحيى وَتَابعه ابْن عبد الحكم وَبَعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَقَالَ القعْنبِي والتنيسي وَابْن بكير فِي آخَرين مَالك أَنه بلغه عَن عَمْرو بن شُعَيْب وَقَالَ مطرف مَالك عَن عَمْرو بن شُعَيْب وَفِي جَامع بيع الطَّعَام مَالك عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي مَرْيَم أَنه سَأَلَ سعيد بن الْمسيب كَذَا لكافة الروَاة وَعند القعْنبِي مَالك أَنه بلغه أَن سعيد بن الْمسيب وَفِي بَاب إِذا سَمِعت الرَّعْد عَن عَامر بن عبد الله بن الزبير أَنه كَانَ إِذا سمع الرَّعْد كَذَا ليحيى وَصَوَابه عَن أَبِيه أَنه كَانَ إِذا سمع الرَّعْد وَكَذَا لسَائِر الروَاة وَفِي بَاب مَا يكره من الْكَلَام بِغَيْر ذكر الله مَالك عَن زيد بن أسلم أَنه قَالَ قدم رجلَانِ من الْمشرق كَذَا ليحيى مُرْسلا وَعند سَائِر الروَاة زِيَادَة عَن ابْن عمر فَذكره مُسْندًا أَو كَذَا أسْندهُ البُخَارِيّ عَن التنيسِي عَن مَالك وَفِي الْحجامَة ابْن شهَاب عَن ابْن محيصة الْأنْصَارِيّ أحد بني حَارِثَة أَنه اسْتَأْذن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْد يحيى وَابْن الْقَاسِم وَهُوَ غلط عِنْد الْحفاظ لَا شكّ فِيهِ وَالصَّوَاب مَا عِنْد القعْنبِي وَابْن وهب وَابْن بكير ومطرف وَابْن نَافِع عَن ابْن محيصة عَن أَبِيه وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله مُرْسل لَيْسَ لِابْنِ محيصة واسْمه سعد ابْن محيصة صُحْبَة فَكيف لِابْنِهِ واسْمه حرَام وَالَّذِي اسْتَأْذن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ محيصة جده وَلم يَخْتَلِفُوا أَن الَّذِي رُوِيَ عَنهُ ابْن شهَاب هَذَا الحَدِيث هُوَ حرَام بن سعد بن محيصة وَكَذَا أَيْضا فِي بَاب مَا أفسدت الْمَوَاشِي حَدِيث نَاقَة الْبَراء بن شهَاب عَن حرَام بن محيصة أَن نَاقَة الْبَراء كَذَا عِنْد جَمِيعهم مُرْسلا قَالَ الْجَوْهَرِي إِلَّا عِنْد معن فَزَاد عَن محيصة فأسنده قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الحَدِيث مُرْسل بِكُل وَجه وَلَا نعلم لحرام رِوَايَة عَن جده محيصة وَقد قَالَ فِيهِ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن حرَام بن سعد بن محيصة عَن أَبِيه عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلم يُتَابع عَلَيْهِ وَهُوَ فِي كل هَذَا مُرْسل وَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أَبِيه عَن جده وعَلى هَذَا يكون مُسْندًا وَفِي بَاب جَامع الْقَضَاء عَن عبد الرَّحْمَن بن دلاف الْمُزنِيّ أَن رجلا من جُهَيْنَة كَذَا عِنْد يحيى وَمن وَافقه وَغَيره يزِيد عَن أَبِيه وَذكر ابْن وضاح عَن سَحْنُون أَن الْخَبَر لم يكن فِي الْمُوَطَّأ وَإِنَّمَا أدخلهُ ابْن الْقَاسِم وَلَيْسَ عِنْد ابْن بكير وَرِوَايَة يحيى لَهُ تدل أَنه فِي الْمُوَطَّأ وَقَوله فِي أَسَانِيد صَحِيح البُخَارِيّ سوى مَا تقدم فِي الْحُرُوف فِي بَاب ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب حَدثنَا عبد الله بن عبد الْوَهَّاب نَا حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن ابْن أبي بكرَة عَن أبي بكرَة كَذَا لجَمِيع الروَاة وَسقط من رِوَايَة الْحَمَوِيّ عَن ابْن أبي بكرَة وَفِي بَاب من خص بِالْعلمِ قوما دون قوم البُخَارِيّ نَا مُسَدّد نَا مُعْتَمر كَذَا لَهُم وَسقط للقابسي مُسَدّد وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الْجنب يتَوَضَّأ ثمَّ ينَام أَنا عبد الله بن يُوسُف نَا مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن عبد الله بن عمر كَذَا لجميعهم وَلابْن السكن فَجعله عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ الجياني الْقَوْلَانِ صَوَاب هُوَ مَحْفُوظ عَن مَالك عَنْهُمَا عَن ابْن عمر وَالرِّوَايَة عَن ابْن دِينَار أشهر وَفِي بَاب الطّيب للْمَرْأَة عِنْد غسلهَا نَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة كَذَا لجميعهم وَعند الْبَلْخِي زِيَادَة بعد قَوْله عَن حَفْصَة قَوْله قَالَ أَبُو عبد الله أَو هِشَام بن حسان عَن حَفْصَة وَفِي بَاب الْغسْل بالصاع نَا عبد الله بن مُحَمَّد نَا يحيى بن آدم نَا زُهَيْر كَذَا لكافة الروَاة وَسقط يحيى بن آدم للحموي وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي الثِّيَاب نَا عبد الله بن رَجَاء نَا عمرَان كَذَا للمروزي وَلغيره وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء وَفِي بَاب الخوخة فِي الْمَسْجِد عَن عبيد الله بن حنين عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ خطب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْد أبي ذَر والمروزي وَعند ابْن

السكن عبيد بن حنين عَن بسر بن سعيد وَكتبه الْأصيلِيّ فِي كِتَابه ثمَّ ضرب عَلَيْهِ وَقَالَ لم يكن عِنْد أبي زيد وَقَالَ عَن الْفربرِي كَانَ فِي الأَصْل يَعْنِي أصل البُخَارِيّ مَضْرُوبا عَلَيْهِ وَكَانَ عِنْد النَّسَفِيّ عَن أبي سعيد عَن بسر بن سعيد قَالَ الجياني وَهُوَ الصَّوَاب وَقد وَقع فِي المناقب عَن أبي النَّضر عَن أبي سعيد فَرَوَاهُ عبيد عَنْهُمَا قَالَ الجياني وَهُوَ مَحْفُوظ لسالم عَنْهُمَا جَمِيعًا وَفِي بَاب إِذا ركع دون الصَّفّ وَفِيه حَدِيث الْحسن عَن أبي بكرَة زادك الله حرصا عمزه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ إِنَّمَا يرويهِ الْحسن عَن الْأَحْنَف عَن حُصَيْن عَن سَالم وَفِي بَاب التَّكْبِير أَيَّام منى نَا عمر بن حَفْص نَا أبي كَذَا عِنْدهم وَعند أبي ذَر نَا مُحَمَّد نَا عمر بن حَفْص قَالَ أَبُو ذَر يشبه أَن يكون الذهلي وَفِي بَاب خُرُوج الصّبيان للمصلى نَا عَمْرو ابْن عَبَّاس نَا سُفْيَان كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ نَا عَمْرو بن عَبَّاس نَا عبد الرَّحْمَن نَا سُفْيَان وَفِي الْوتر على الدَّابَّة نَا أَبُو بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عمر كَذَا لجميعهم وَسقط عِنْد الْجِرْجَانِيّ ابْن عبد الله وَهُوَ صَحِيح ثَابت فِي نسبه وَفِي بَاب إِذا لم يطق قَاعِدا صلى على جنبه نَا عَبْدَانِ نَا ابْن الْمُبَارك عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان قَالَ الجياني سقط ابْن الْمُبَارك عِنْد أبي زيد وإثباته الصَّوَاب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تعلى قَرَأت فِي أصل الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ نَا عَبْدَانِ نَا عبد الله عَن إِبْرَاهِيم دون خلاف فِيهِ عِنْده فَالله أعلم وَلَعَلَّه إِنَّمَا سقط عَن بعض رُوَاة أبي زيد أَو رُوَاة الْأصيلِيّ والأصيلي أقعد رُوَاة أبي زيد عندنَا لاكنه وجدته سَاقِطا فِي أصل عَبدُوس ثمَّ الْحق بِغَيْر خطّ عَبدُوس وَكَذَا كَانَ سَاقِطا فِي أصل الْقَابِسِيّ وَكتب عَلَيْهِ أرَاهُ عَن ابْن الْمُبَارك قَالَ وَكَذَا فِي كتاب بعض أَصْحَابنَا عَن أبي زيد وَفِي كَلَام الرب يَوْم الْقِيَامَة نَا مُحَمَّد بن خَالِد كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ قَالَ مُحَمَّد بن خَالِد وَفِيه عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة وَسقط عِنْد الْقَابِسِيّ عَن إِبْرَاهِيم وثباته الصَّحِيح وَفِي بَاب الصَّدَقَة من كسب طيب وروى مُسلم بن أبي مَرْيَم وَزيد بن أسلم وَسُهيْل عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا لجميعهم وَسقط من كتاب الْقَابِسِيّ وَزيد بن أسلم وَكَذَلِكَ من كتاب عَبدُوس وَأَصْحَاب الْمروزِي لكنه كَانَ ثَابتا فِي كتاب الْأصيلِيّ وَخرج قَالَ أَبُو زيد سقط عَليّ فِي السماع وَهُوَ صَحِيح فِي أصل الْفربرِي وَفِي الْحَج فِي بَاب يأتوك رجَالًا أَنا أَحْمد بن عِيسَى كَذَا لأبي ذَر وَهُوَ أَحْمد بن عِيسَى وَعند ابْن السكن نَا أَحْمد بن صَالح وَأحمد بن صَالح هَذَا هُوَ ابْن الطَّبَرِيّ وَعند الْمروزِي نَا أَحْمد غير مَنْسُوب قَالَ الجياني وَقد اخْتلفُوا فِيهِ فِي بَاب مهل أهل نجد فَقَالَ ابْن السكن أَحْمد بن صَالح وَلغيره أَحْمد بن عِيسَى وَفِي بَاب غَزْوَة بني النَّضِير نَا أَبُو عوَانَة عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ قلت لِابْنِ عَبَّاس كَذَا لَهُم وَسقط من كتاب الْجِرْجَانِيّ ذكر سعيد بن جُبَير وَقَالَ أَظُنهُ عَن سعيد بن جُبَير وإثباته الصَّوَاب وَفِي بَاب من صلى رَكْعَتي الطّواف خَارِجا نَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الغساني عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن زَيْنَب عَن أم سَلمَة كَذَا للأصيلي وَالْمَحْفُوظ سُقُوط زَيْنَب مِنْهُ وَكَذَا لكافتهم وَفِي بَاب السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة نَا مُحَمَّد ابْن عبيد نَا عِيسَى بن يُونُس زَاد فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي ذكر مُحَمَّد بن عبيد يَعْنِي ابْن حَاتِم وَانْفَرَدَ بهَا وغلطوه فِي هَذِه الزِّيَادَة وَقَالُوا الصَّوَاب أَنه مُحَمَّد بن عبيد بن مَيْمُون وَقد جَاءَ مُبينًا بعد هَذَا الْموضع وَفِي بَاب مبيت أهل

السِّقَايَة بِمَكَّة وَفِي بَاب من سَاق الْبدن مَعَه وَعَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة كَذَا لِابْنِ السكن وَسقط عِنْد غَيره ابْن شهَاب وَفِي بَاب إِشْعَار الْبدن نَا عبد الله بن مسلمة نَا أَفْلح بن حميد كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن نَا أَبُو نعيم نَا أَفْلح وَفِي كتاب الْفِتَن فِي بَاب ظُهُور الْفِتَن نَا مُسَدّد نَا عبيد الله بن مُوسَى عَن الْأَعْمَش حَدِيث أَن بَين يَدي السَّاعَة كَذَا للقابسي وَسقط لغيره ذكر مُسَدّد وسقوطه الصَّوَاب ومسدد هُنَا خطأ وَفِي آخر كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ نَا عَمْرو بن عَليّ نَا أَبُو عَاصِم نَا قُرَّة بن خَالِد نَا أَبُو حَمْزَة سقط نَا قُرَّة ابْن خَالِد من كتاب أبي زيد وَثَبت للكافة وثباته الصَّوَاب وَقَالَ أَبُو زيد أَظُنهُ قُرَّة بن خَالِد وألحقه عَبدُوس فِي أَصله وَقَبله وَفِي بَاب رِوَايَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن ربه أنس عَن أبي هُرَيْرَة عَن ربه كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي حَدِيث مُعْتَمر قَالَ الْأصيلِيّ لم يكن فِي كتاب الْفربرِي عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وألحقه عَبدُوس وَقد قَالَ قبله فِي حَدِيث مُسَدّد بِمَا ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَهَذَا يدل أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يسْقط ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مِنْهُ لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَأَنه مِمَّا لَا يعرف إِلَّا من طَرِيق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بَاب تَقْلِيد النَّعْل نَا مُحَمَّد كَذَا عِنْد ابْن سَلام نَا عبد الْأَعْلَى كَذَا لِابْنِ السكن وَهُوَ وهم وَصَوَابه مُحَمَّد بن الْمثنى وَقد جَاءَ بعد هَذَا مُبينًا وَفِي الْبَاب نَفسه عَن يحيى عَن عِكْرِمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا هُوَ متقن عَن أبي ذَر والأصيلي وَوَقع عِنْد الْقَابِسِيّ غلط فِي إِلْحَاق أبي هُرَيْرَة وَسُقُوط عَن وَفِي بَاب الْمحصر وَجَزَاء الصَّيْد نَا مُحَمَّد نَا يحيى بن صَالح قَالَ بَعضهم مُحَمَّد هُنَا هُوَ البُخَارِيّ وَقَالَ الْحَاكِم هُوَ الذهلي وَقَالَ الكلابادي هُوَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَفِي نُسْخَة عَليّ بن صَالح الْهَمدَانِي من رُوَاة الْفربرِي فَدلَّ أَن الثَّالِث غير البُخَارِيّ وَفِي كتاب الصَّوْم فِي بَاب وعَلى الَّذين يطيقُونَهُ الْآيَة وَقَالَ ابْن نمير كَذَا لجميعهم وَعند النَّسَفِيّ وَقَالَ عَليّ نَا ابْن نمير وَفِي بَاب الأخبية فِي الْمَسْجِد عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَادَ أَن يعْتَكف كَذَا هُنَا للأصيلي والقابسي وَكَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَهُوَ مُرْسل وَصَوَابه عَن عمْرَة عَن عَائِشَة مُسْندًا قَالَ الْقَابِسِيّ إِنَّمَا أدخلهُ كَذَا ليدل على الْخلاف فِيهِ وَفِي تَفْسِير وعَلى الَّذين هادوا حرمنا كل ذِي ظفر عَن يزِيد بن أبي حبيب قَالَ عَطاء سَمِعت جَابِرا كَذَا لجميعهم وَسقط عَطاء للأصيلي وَقَالَ سقط عَليّ وَالْحق يَعْنِي عَطاء وَفِي بَاب قَول الإِمَام اذْهَبْ بِنَا نصلح نَا مُحَمَّد بن عبد الله نَا عبد الْعَزِيز إِلَّا وَيسْعَى كَذَا لَهُم وَلَيْسَ عِنْد الْجِرْجَانِيّ والنسفي نَا مُحَمَّد بن عبد الله سقط لَهما وَفِي بَاب إِذا تصدق وأوقف بعض مَاله أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك أَن عبد الله ابْن كَعْب قَالَ سَمِعت كَعْب بن مَالك كَذَا لَهُم وَسقط ابْن عبد الله بن كَعْب عِنْد الْجِرْجَانِيّ قَالَ الْأصيلِيّ فِيهِ شكّ عِنْده ثمَّ ذكر البُخَارِيّ أَيْضا فِي بَاب من أَرَادَ غَزْوَة فوري بغَيْرهَا الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك قَالَ سَمِعت كَعْب بن مَالك وَسقط ابْن عبدا لله هُنَا عِنْد أبي زيد وبإثباته يكون الحَدِيث مُرْسلا فَإِن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله لم يسمع من جده قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ وَرَوَاهُ سُوَيْد بن نصر فَقَالَ فِيهِ عَن

عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن كَعْب وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ الْأصيلِيّ تصح رِوَايَة أبي زيد فَإِن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب يرْوى عَن أَبِيه وَجَابِر وَهُوَ مُوَافق لما قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ وَفِي بَاب لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح نَا عَليّ بن شَيبَان قَالَ عَمْرو وَابْن جريج كَذَا لَهُم وَوَقع فِي أصل الْأصيلِيّ عَمْرو ابْن جريج ثمَّ كتب عَلَيْهِ وَابْن وَأبقى مَا فِي الْأُم وَكَأَنَّهَا رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ وَالله أعلم وَفِي فرض الْخمس نَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي كَانَ فِي أصل الْقَابِسِيّ نَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثمَّ أصلحه بِمَا للْجَمَاعَة وَنبهَ عَلَيْهِ وعَلى الْوَهم فِيمَا عِنْده وَفِي بَاب قسْمَة الإِمَام مَا يقدم عَلَيْهِ حَدِيث حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن أنس بن أبي مليكَة أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أهديت لَهُ أقبية كَذَا لَهُم كلهم وَعند الْأصيلِيّ عَن ابْن أبي مليكَة عَن الْمسور ابْن مخرمَة ثمَّ حرف عَلَيْهِ وَلم يُصَحِّحهُ وَطَرحه أصح فِي هَذَا السَّنَد لِأَن البُخَارِيّ قد نبه على الْخلاف فِيهِ وَفِي إِسْنَاده عَن حَاتِم عَن أَيُّوب وَمن طَرِيق اللَّيْث وَفِي بَاب مَا كَانَ يُعْطي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم نَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن عمر كَذَا لأبي أَحْمد ولكافتهم عَن نَافِع أَن عَمْرو سقط للمروزي قَوْله عَن ابْن عمر وَانْظُر قَول البُخَارِيّ فِي آخِره وَزَاد جرير عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر ثمَّ قَوْله وَرَوَاهُ معن عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر يدل أَن رِوَايَة أبي زيد هِيَ الَّتِي قصد البُخَارِيّ وصواب رِوَايَته هُنَا لينبه على الْخلاف فِي ذَلِك وَفِي كتاب البدء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ الله يَشْتمنِي ابْن آدم الحَدِيث كَذَا للجرجاني وَعند الْمروزِي والحموي والبلخي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَشْتمنِي ابْن آدم وَعند النَّسَفِيّ وَأبي الْهَيْثَم فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الله تعلى وَهُوَ الصَّوَاب وَرِوَايَة الْجِرْجَانِيّ وهم مَوْقُوفَة وَرِوَايَة الآخر صَحِيحَة على الْمَعْنى أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا حَكَاهَا عَن ربه تَعَالَى وَكثير من مثله فِي الحَدِيث وَإِن لم يقل فِيهِ قَالَ الله لدلَالَة اللَّفْظ عَلَيْهِ وَفِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور أَنا عبد الصَّمد قَالَ حَدثنِي أبي نَا أَيُّوب كَذَا لجميعهم وَسقط من كتاب الْأصيلِيّ حَدثنِي أبي وَهُوَ وهم وَقد نبه هُوَ عَلَيْهِ وَقَالَ كَذَا وَقع عِنْدِي عبد الصَّمد عَن أَيُّوب وَعند غَيْرِي عَن أَبِيه عَن أَيُّوب وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة نَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل نَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَابْن السكن وحرف الْأصيلِيّ فِي كِتَابه على نَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل وَكِلَاهُمَا من شُيُوخ البُخَارِيّ قد رُوِيَ عَنْهُمَا وَقد رُوِيَ أَيْضا عَن رجل من الْأَنْصَار أَي فَلَا يُنكر مَا هُنَا وَفِي بَاب كم التَّعْزِير عَن عبد الرَّحْمَن بن جَابر بن عبد الله عَن جَابر عَن أبي بردة كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَسقط عَن جَابر للمروزي وكافتهم وَخط الْأصيلِيّ على مَا فِي أَصله وَالصَّحِيح سُقُوطه وَفِي بَاب وَبث فِيهَا من كل دَابَّة تَابعه يُونُس وَابْن عُيَيْنَة وَإِسْحَاق الْكَلْبِيّ وَكَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ تَابعه مُوسَى وَكتب عَلَيْهِ يُونُس وَقَالَ يُونُس فِي عَرصَة مَكَّة وَفِي موت النَّجَاشِيّ آخر الْبَاب وَعَن صَالح عَن ابْن شهَاب أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسَعِيد بن الْمسيب كَذَا لأبي أَحْمد وَسقط أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عِنْد غَيره وَفِي إتْيَان الْيَهُود إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا أَحْمد أَو مُحَمَّد بن عبيد الله العداني نَا حَمَّاد بن أُسَامَة كَذَا لَهُ هُنَا وَلم يشك فِيهِ فِي التَّارِيخ وَأدْخلهُ فِي بَاب أَحْمد وَكَذَلِكَ فعل مُسلم وَالْحَاكِم وَابْن أبي حَاتِم والكلاباذي

وَسَماهُ ابْن عدي مُحَمَّدًا وَسَماهُ أَبُو زرْعَة أَحْمد لكنه قَالَ أَحْمد بن عبد الله وَالصَّوَاب أَحْمد بن عبيد الله وَفِي بَاب فضل من شهد بَدْرًا انا يَعْقُوب نَا إِبْرَاهِيم بن سعد كَذَا للمروزي والنسفي وَعند الْأصيلِيّ والهروي نَا يَعْقُوب ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد كَذَا للمروزي والنسفي وَعند الْأصيلِيّ والهروي نَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد وَعند ابْن السكن نَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد وَفِي بَاب مرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا البُخَارِيّ نَا مُحَمَّد نَا عَفَّان عَن صَخْر كَذَا للمروزي وَفِي أصل الْأصيلِيّ للجرجاني نَا البُخَارِيّ نَا عَفَّان وَفِي حم السَّجْدَة قَالَ البُخَارِيّ حَدثنِي يُوسُف بن عدي كَذَا للْجَمَاعَة وَهُوَ الصَّوَاب وَوَقع عِنْد الْقَابِسِيّ حَدَّثَنِيهِ عَن يُوسُف بن عدي وَهُوَ وهم قَالَ الْقَابِسِيّ وَلَا أعرف عَن هُنَا وَفِي المرسلات وَقَالَ يحيى بن حَمَّاد نَا أَبُو عوَانَة عَن مُغيرَة كَذَا لَهُم وَفِي نُسْخَة نَا حَمَّاد نَا أَبُو عوَانَة وَهُوَ وهم وَيحيى بن حَمَّاد هَذَا هُوَ أَبُو بكر الشَّيْبَانِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ وَالِد حَمَّاد وَفِي تَفْسِير إِذا السَّمَاء انشقت عَن عُثْمَان بن الْأسود سَمِعت ابْن أبي مليكَة سَمِعت عَائِشَة كَذَا لَهُم وللقابسي وعبدوس عَن عُثْمَان بن الْأسود قَالَ سَمِعت عَائِشَة وَصَوَابه سَمِعت ابْن أبي مليكَة سَمِعت عَائِشَة وَفِي الحَدِيث الآخر بعده أَيُّوب عَن ابْن أبي مليكَة عَن عَائِشَة كَذَا لجميعهم وللمستملي أَيُّوب عَن ابْن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة وَكَذَا جَاءَ بعد هَذَا فِي حَدِيث حَاتِم ابْن أبي صَغِيرَة وَفِي بَاب لَيْسَ الْمحصر بدل فَقَالَ روح عَن شبْل عَن ابْن أبي نجيح كَذَا للحموي وَأبي الْهَيْثَم وَسقط عَن شبْل لبقيتهم وَقَالَ فِي نُسْخَة النَّسَفِيّ أَظُنهُ عَن شبْل وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ بعد فِي الْبَاب الثَّانِي فِي حَدِيث كَعْب بن عجْرَة روح عَن شبْل عَن ابْن أبي نجيح وَفِي بَاب وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ نَا عمر بن عَليّ نَا أَبُو عَاصِم ناقرة بن خَالِد نَا أَبُو حَمْزَة كَذَا لَهُم وَسقط قُرَّة بن خَالِد من كتاب أبي زيد وَقَالَ أَظُنهُ قُرَّة بن خَالِد وإثباته الصَّوَاب وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة نَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل نَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن ابْن عون نَا الْقَاسِم فِي رُؤْيَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ربه كَذَا للنسفي وعبدوس وَأبي ذَر وَكَذَا كَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ محوق عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل وَقد روى البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ هَذَا وروى أَيْضا عَن غير وَاحِد عَنهُ وَهُوَ ابْن أبي الثَّلج الْبَغْدَادِيّ وَفِي بَاب وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا فِي كتاب الْأَنْبِيَاء حَدِيث جرير عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة لم يكذب إِبْرَاهِيم إِلَّا ثَلَاث كَذَا للجرجاني مَوْقُوفا وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا جَاءَ فِي سَائِر الرِّوَايَات وَفِي حَدِيث حَمَّاد عَن أَيُّوب بعده الحَدِيث أَيْضا مَوْقُوف على أبي هُرَيْرَة عِنْد جَمِيعهم وَسقط الحَدِيث كُله للجرجاني وَفِي بَاب تَزْوِيج الصغار عَن عُرْوَة بن الزبير أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خطب عَائِشَة كَذَا جَاءَ فِي الْأُم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا مُرْسل وَفِي بَاب وضع الْيَد تَحت الخد أَبُو عوَانَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن ربعي عَن حُذَيْفَة كَذَا لجميعهم وَسقط للجرجاني عَن ربعي وَفِي بَاب من أَو لم بِأَقَلّ من شَاة حَدِيث مَنْصُور بن صَفِيَّة عَن أمه صَفِيَّة بنت شيبَة أَو لم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا مُرْسل وَلَا تصح رِوَايَة صَفِيَّة للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ القَاضِي رَحمَه الله رَوَاهُ النساءي عَن صَفِيَّة عَن عَائِشَة وَقد ذكر البُخَارِيّ حَدِيث صَفِيَّة وسماعها خطْبَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الْجَنَائِز فَالْحَدِيث على هَذَا مُسْند وَفِي بَاب

إِذا أصَاب قوم غنيمَة فذبح فَذكر بَعضهم فِي كتاب الذَّبَائِح حَدِيث مُسَدّد عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن أَبِيه عَن جده رَافع بن خديج كَذَا للأصيلي والنسفي وَأبي ذَر وَسقط عَن أَبِيه لِابْنِ السكن وَلم يذكر فِي الْبَاب عَن أَبِيه وَفِي بَاب مَا يكره من ضرب النِّسَاء سُفْيَان عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عبد الله بن زَمعَة كَذَا لكافتهم وَسقط للجرجاني عَن أَبِيه وَقَالَ أَظُنهُ عَن أَبِيه وثباته الصَّوَاب وَفِي بَاب دَرَجَات الْمُجَاهدين وَقَالَ مُحَمَّد بن فليح كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَقَالَ مُحَمَّد ابْن فليح قَالُوا هُوَ وهم لم يحدث البُخَارِيّ إِلَّا عَن رجل عَن ابْن فليح وَلم يُدْرِكهُ وَفِي حَدِيث أم زرع وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن هِشَام كَذَا لأبي ذَر والكافة وَعند الْقَابِسِيّ وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن أبي سَلمَة عَن هِشَام وَهُوَ خطأ وَسقط وَالْكَلَام كُله الْأصيلِيّ وَفِي بَاب الْأكل مِمَّا يَلِيهِ ذكر حَدِيث ملك عَن وهب بن كيسَان أبي نعيم أَتَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِطَعَام الحَدِيث قَالَ الْأصيلِيّ وَغَيره وَهَذَا مُرْسل وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله أدخلهُ البُخَارِيّ مُرْسلا من هَذَا الطَّرِيق بعد إِدْخَاله من غَيره مُسْند ليبين الْخلاف فِيهِ وَفِي بَاب لبس الْقَمِيص نَا عبد الله بن عُثْمَان ابْن مُحَمَّد كَذَا للقابسي وَعند أبي زيد عبد الله بن مُحَمَّد وَعند النَّسَفِيّ نَا عبد الله بن عُثْمَان نَا ابْن عُيَيْنَة وَفِي بَاب لبس الْحَرِير وافتراشه الحكم عَن ابْن أبي ليلى كَانَ عِنْد الْقَابِسِيّ عَن أبي ليلى وَكتب الصَّوَاب ابْن أبي ليلى وَمَا جَاءَ فِي كتابي خطأ وَفِي بَاب كم التَّعْزِير وَالْأَدب الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن عبد الله بن عمر أَنهم كَانُوا يضْربُونَ على عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا اشْتَروا طَعَاما جزَافا الحَدِيث كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه وَسقط عَن أَبِيه أَو عَن عبد الله بن عمر عِنْد الْجِرْجَانِيّ وَعند النَّسَفِيّ أَظُنهُ عَن عبد الله بن عمْرَة وَفِي الدِّيات نَا شُعْبَة قَالَ قَالَ وَاقد بن عبد الله أَخْبرنِي عَن أَبِيه قيل هَذَا وهم أَو نسبه إِلَى الْجد الْأَعْلَى وَهُوَ وَاقد بن مُحَمَّد بن زيد بن عبدا لله ابْن عمر جَاءَ مُبينًا فِي كتاب مُسلم وَغَيره وَفِي بَاب وضع الْيَد تَحت الخد نَا أَبُو عوَانَة نَا عبد الْملك نَا عُمَيْر عَن ربعي عَن حُذَيْفَة كَذَا لَهُم وَسقط عَن ربعي لأبي سُلَيْمَان عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَكَانَ سُلَيْمَان فِي أصل الْأصيلِيّ محوقا عَلَيْهِ وَكتب خَارِجا قَالَ أَبُو زيد لم يكن فِي أصل الشَّيْخ يَعْنِي الْفربرِي سُلَيْمَان وَمثله فِي كتاب ابْن السكن وَفِي غَزْوَة الخَنْدَق وَأَخْبرنِي ابْن طَاوُوس عَن عِكْرِمَة حَدِيث ابْن عمر كَذَا للمروزي وكافتهم وَفِي رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ وَأَخْبرنِي طَاوس أَو ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة وَعند النَّسَفِيّ وَأَخْبرنِي ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن عِكْرِمَة وَفِي بَاب وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا نَا إِسْحَاق بن نصر نَا أَبُو أُسَامَة حَدِيث يجمع الله الْأَوَّلين والآخرين كَذَا للجرجاني وَعند البَاقِينَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ أَبُو إِسْحَاق السَّعْدِيّ البُخَارِيّ هَذَا قَول الكلاباذي وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ ابْن البيع إِسْحَاق بن نصر البُخَارِيّ وَقَالَ ابْن عدي إِسْحَاق بن نصر مروزي وَمرَّة ينْسبهُ البُخَارِيّ إِلَى جده وَفِي بَاب فَكيف إِذا جِئْنَا من كل أمة بِشَهِيد عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ لي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اقْرَأ على قَالَ يحيى بعض الحَدِيث عَن عَمْرو بن مرّة كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر عَن عبد الله بن عمر وَهُوَ خطأ وَالصَّحِيح الأول عبد الله غير مَنْسُوب وَهُوَ عبد الله بن مَسْعُود وَكَذَا جَاءَ بعد فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن فِي بَاب من أحب أَن يسمع الْقُرْآن من غَيره عبد الله غير مَنْسُوب وَفِي بَاب قَول الْمقري للقاري حَسبك مَنْسُوبا

مُبينًا عُبَيْدَة عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ لي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اقْرَأ على قَوْله عَن مَسْرُوق فِي حَدِيث الْإِفْك حَدَّثتنِي أم رُومَان وَفِي الْبَاب الآخر سَأَلت أم رُومَان هُوَ عِنْد بَعضهم وهم ومسروق لم يُدْرِكهَا لِأَنَّهَا توفيت زمن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي هَذَا خلاف ذَكرْنَاهُ فِي حرف السِّين والهمزة وحرف الْحَاء وَالدَّال وَفِي كَلَام الرب تعلى مَعَ الْأَنْبِيَاء نَا مُحَمَّد بن خَالِد نَا عبيد الله بن مُوسَى عَن إسراءيل عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة كَذَا لَهُم وَسقط عِنْد الْقَابِسِيّ عَن إِبْرَاهِيم وَالصَّوَاب إثْبَاته وَفِي حَدِيث النَّهْي عَن عقوق الْأُمَّهَات ووأدا لبنات حَدِيث سعد بن حَفْص عَن شَيبَان عَن الْمسيب بن رَافع عَن وراد وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا غير مَحْفُوظ عَن الْمسيب وَالصَّوَاب مَا خرجه مُسلم عَن شَيبَان بن مَنْصُور عَن الشّعبِيّ عَن وراد وَفِي بَاب الرجل يأتم بِالْإِمَامِ ويأتم النَّاس بالمأموم نَا ابْن مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود سقط للقابسي عَن إِبْرَاهِيم وَهُوَ ثَابت للْجَمِيع وَهُوَ الصَّحِيح وسقوطه خطأ وَقَوله فِي كتاب مُسلم قَوْله فِي الْخطْبَة أول الْكتاب نَا الْحميدِي نَا سُفْيَان فِي خبر جَابر الْجعْفِيّ كَذَا لِابْنِ ماهان وَهُوَ غلط سقط بَين مُسلم والْحميدِي رجل وَهُوَ سَلمَة ابْن شبيب وَكَذَا رَوَاهُ الجلودي على الصَّوَاب وَفِيه حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ الْعَنْبَري نَا أبي وَذكر حَدِيث حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كفى بِالْمَرْءِ كذبا أَن يحدث بِكُل مَا سمع كَذَا ثَبت للرازي فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة وَلَا يَصح فِيهِ ذكر أبي هُرَيْرَة قَالَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ الصَّوَاب إرْسَاله قَالَ معَاذ وغندر وَعبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي وَغَيرهم عَن شُعْبَة ثمَّ ذكر مُسلم بعده الحَدِيث عَن أبي بكر ابْن أبي شيبَة وَذكر أبي هُرَيْرَة فِيهِ صَحِيح هُنَا وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء مَا من نَبِي إِلَّا كَانَ لَهُ حواريون وَقَوله رَوَاهُ صَالح ابْن كيسَان عَن الْحَارِث هُوَ ابْن فُضَيْل الخطمي هَذَا مِمَّا تتبع على مُسلم قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل الْحَارِث بن فُضَيْل لَيْسَ بِمَحْفُوظ الحَدِيث وَهَذَا كَلَام لَا يشبه كَلَام ابْن مَسْعُود يَقُول اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي وَفِي حَدِيث مُطِرْنَا بالإنواء نَا يحيى بن يحيى قرات على مَالك عَن صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الله كَذَا لِابْنِ هَارُون وَسقط لغيره عَن الزُّهْرِيّ قَالَ الجياني إِدْخَال الزُّهْرِيّ خطأ وَصَالح أحسن من الزُّهْرِيّ وَهُوَ يروي الحَدِيث عَن عبد الله دون وَاسِطَة وَفِي حَدِيث الْمِقْدَاد انا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد بن حميد نَا عبد الرَّزَّاق انا معمر ونا إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ انا الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْأَوْزَاعِيّ كَذَا للجلودي سقط سَنَد الْأَوْزَاعِيّ عِنْد ابْن ماهان وَهُوَ حَدِيث اخْتلف فِيهِ عَن الْأَوْزَاعِيّ فَلَعَلَّهُ أسقط فِي هَذِه الرِّوَايَة وَفِي بَاب بني الْإِسْلَام على خمس سَمِعت عِكْرِمَة بن خَالِد يحدث طاوسا أَن رجلا قَالَ لعبد الله بن عمر أَلا تغز والْحَدِيث كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن الْحذاء يحدث عَن طَاوس وَهُوَ وهم وَفِي بَاب من لَقِي الله بِشَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله حَدِيث ملك بن مغول عَن طَلْحَة بن مطرف عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة كُنَّا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَذَا مِمَّا استدرك على مُسلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ خَالفه أَبُو أُسَامَة وَغَيره فَأرْسلهُ من هَذَا الطَّرِيق عَن أبي صَالح وَاخْتلف فِيهِ عَن الْأَعْمَش فَقيل عَن أبي صَالح عَن جَابر وَكَانَ الْأَعْمَش يشك فِيهِ وَرَوَاهُ أَيْضا الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَفِي بَاب لَيْسَ منا من حلق أَنا الْحسن الْحلْوانِي نَا عبد الصَّمد انا

شُعْبَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن ربعي بن حِرَاش عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَصْحَاب شُعْبَة يخالفون عبد الصَّمد ويروونه عَنهُ مَوْقُوفا لم يرفعهُ عَنهُ غير عبد الصَّمد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وَعبد الصَّمد هَذَا هُوَ ابْن عبد الْوَارِث بن سعيد أَبُو سهل الْعَنْبَري مَوْلَاهُم التنوري رُوِيَ عَن أَبِيه وَشعْبَة وَهَمَّام وسليم بن حَيَّان وعبدا لله بن الْمثنى مَاتَ سنة سبع وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق صَالح الحَدِيث وَفِي حَدِيث أَنِّي لأعطي الرجل وَغَيره أحب إِلَيّ مِنْهُ نَا ابْن أبي عمر نَا سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ قَالَ الدِّمَشْقِي وَالدَّارَقُطْنِيّ إِنَّمَا يروي هَذَا الحَدِيث سُفْيَان عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ وَفِي حَدِيث جَابر فِي الشَّفَاعَة حَدِيث ابْن جريج أَنا أَبُو الزبير أَنه سمع جَابِرا يسئل عَن الْوُرُود وسَاق الحَدِيث تعقبه بَعضهم على مُسلم وَقَالَ هُوَ مَوْقُوف من كَلَام جَابر لَا يدْخل فِي الْمسند إِذْ لم يجْرِي فِيهِ ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمُسلم إِنَّمَا أدخلهُ فِي الْمسند لصِحَّة إِسْنَاده وَأَنه قد جَاءَ فِيهِ ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من غير رِوَايَته عَن جَابر وَجَاء مُسْندًا من طرق وَلَا تَتَعَدَّد من غير رِوَايَة جَابر وَقد ذكره ابْن أبي خَيْثَمَة عَن جَابر وَفِيه فَسمِعت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول فَينْطَلق بهم فَدخل بِهَذِهِ اللَّفْظَة فِي الْمسند فَأدْخلهُ مُسلم فِي الْمسند لشهرة رَفعه إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ولان جَابِرا قد اجرى فِيهِ ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي غير مَوضِع والصحابي مَتى ذكر حَدِيثا فِيهِ ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حمل على الْمسند قَالَ فِيهِ سَمِعت أَو رَأَيْت أَو قَالَ لي أَو عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلم يقلهُ فَلَا تعقب على مُسلم فِيهِ وَفِي حَدِيث الْمُؤمن لَا ينجس حميد الطَّوِيل عَن أبي رَافع كَذَا ذكره فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ مُنْقَطع لَا يَصح سَنَده وَإِنَّمَا هُوَ حميد عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أبي رَافع وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ على الصَّوَاب وَفِي كتاب الطَّهَارَة فِي حَدِيث عُثْمَان نَا قُتَيْبَة بن سعيد وَأَبُو بكر ابْن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب وَاللَّفْظ لأبي بكر وقتيبة قَالَ نَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن أبي النَّضر عَن أنس أَن عُثْمَان قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وهم وَكِيع فِي هَذَا السَّنَد عَن الثَّوْريّ وَخَالفهُ أَصْحَابه الْحفاظ كلهم يَقُولُونَ عَن سُفْيَان عَن أبي النَّضر عَن بسر ابْن سعيد عَن عُثْمَان وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب عشر من الْفطْرَة مُصعب بن شيبَة عَن طلق بن حبيب عَن عبد الله بن الزبير قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ خَالف مصعبا فِيهِ رجلَانِ حَافِظَانِ سُلَيْمَان التَّمِيمِي وَأَبُو يُونُس روياه عَن طلق قَوْله قَالَ النَّسَائِيّ وَمصْعَب مُنكر الحَدِيث وَفِي بَاب الصَّلَاة على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا مُحَمَّد بن بكار نَا إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّاء عَن الْأَعْمَش كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان نَا صَاحب لنا نَا إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّاء وَفِي حَدِيث عبد الله بن السَّائِب صلى لنا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الصُّبْح بِمَكَّة ذكر فِيهِ عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي وَعبد الله بن الْمسيب العابدي عَن عبد الله بن السَّائِب قَالُوا ذكر ابْن العَاصِي هُنَا وهم وَغلط وَقد نبه عَلَيْهِ مُسلم فِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق فِي الحَدِيث الآخر فَقَالَ وَلم يقل ابْن العَاصِي قَالُوا وَإِنَّمَا هُوَ عبد الله بن عمر وَهَذَا رجل آخر حجازي قَالَه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَفِي النَّهْي عَن اتِّخَاذ الْقُبُور مَسَاجِد حَدِيث عبيد الله بن عَمْرو عَن زيد بن أبي أنيسَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله بن الْحَارِث النجراني حَدثنِي جُنْدُب قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَا قَالَ عبيد الله وَخَالفهُ أَبُو عبد الرَّحِيم فَقَالَ عَن جميل النجراني عَن جُنْدُب وَجَمِيل مَجْهُول والْحَدِيث

مَحْفُوظ عَن أبي سعيد وَابْن مَسْعُود وَذكر النَّسَائِيّ الحَدِيث عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن جميل النجراني عَن جُنْدُب وَفِي بَاب إِذا حضر الطَّعَام وأقيمت الصَّلَاة حَدثنَا الصَّلْت بن مَسْعُود نَا سُفْيَان عَن أَيُّوب كَذَا وَقع فِي أَكثر الْأُمَّهَات سُفْيَان غير مَنْسُوب وَعند السجْزِي سُفْيَان بن مُوسَى قَالَ الجياني وَهُوَ رجل بَصرِي ثِقَة وَكَذَا نسبه الدِّمَشْقِي فِي كتاب الْأَطْرَاف وَالْحَاكِم فِي الْمدْخل وَوَقع فِي بعض نسخ مُسلم سُفْيَان عَن أَيُّوب بن مُوسَى وَهُوَ خطأ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله أرى أَن النَّاقِل عَن بعض الروَاة غلط فِي تَخْرِيج نسب سُفْيَان الْمَذْكُور بعد اسْمه فَخرج لَهُ بعد أَيُّوب فَوَقع الْوَهم وَفِي سَجْدَة إِذا السَّمَاء انشقت صَفْوَان بن سليم عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج مولى بني مَخْزُوم عَن أبي هُرَيْرَة جعله الدِّمَشْقِي عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج صَاحب أبي الزِّنَاد فَإِن كَانَ هَذَا فَقَوله مولى بني مَخْزُوم وهم فَإِن ذَاك مولى بني هَاشم وَأما الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ عبد الرَّحْمَن هَذَا ابْن سعد وهما أعرجان يرويان عَن أبي هُرَيْرَة وَقَالَ البُخَارِيّ عبد الرَّحْمَن بن سعد مولى بني مَخْزُوم فِيهِ نظر وَفِي بَاب إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا صَلَاة إِلَّا الْمَكْتُوبَة ذكر فِيهِ حَدِيث وَرْقَاء وزكرياء بن إِسْحَاق عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة عَنهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ ذكر حَدِيث حَمَّاد عَن عمر وَالِاخْتِلَاف عَلَيْهِ فِي رَفعه قَالَ التِّرْمِذِيّ وَكَذَا قَالَ سُفْيَان عَن عمر وَلم يرفعهُ وَالْأول أصح يَعْنِي رَفعه وَقد روى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَفِي قيام اللَّيْل فِي حَدِيث على وَفَاطِمَة الزُّهْرِيّ عَن عَليّ بن حُسَيْن أَن الْحُسَيْن بن عَليّ حَدثهُ عَن عَليّ كَذَا للجلودي عِنْد شُيُوخنَا وَعند ابْن ماهان عَن عَليّ بن حُسَيْن حَدثهُ أَن عليا وَسقط عِنْده أَن الْحُسَيْن بن عَليّ وَهُوَ وهم وَذكر بَعضهم عَن ابْن الْحذاء ان رِوَايَته أَن الْحسن على التَّكْبِير وَكَذَا كَانَ فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال رِوَايَته عَن ابْن الْحذاء وَكَذَا حكى الدَّارَقُطْنِيّ رِوَايَة مُسلم فِيهِ وَمن تَابعه وَحكي عَن غَيره الْحُسَيْن مُصَغرًا صَححهُ كَمَا فِي أصُول شُيُوخنَا للجلودي وَحكى الجياني عَن ابْن الْحذاء والأشعري عَن ابْن ماهان مثل مَا تقدم وَفِي أَحَادِيث التَّغَنِّي بِالْقُرْآنِ حَدثنِي حَرْمَلَة نَا ابْن وهب قَالَ أَخْبرنِي يُونُس وَأَخْبرنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَخْبرنِي ابْن وهب قَالَ أَخْبرنِي عَمْرو كِلَاهُمَا عَن ابْن شهَاب كَذَا للجلودي وَسَائِر الروَاة وَسقط من نُسْخَة ابْن الْحذاء أَخْبرنِي يُونُس أَولا وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة ابْن وهب يَقُول أَخْبرنِي يُونُس يَعْنِي ابْن يزِيد وَرَوَاهُ أَيْضا عَن عَمْرو وَهُوَ كِلَاهُمَا عَن ابْن شهَاب وَرَوَاهُ مُسلم عَن حَرْمَلَة وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى عَن ابْن وهب فَظن من ظن أَن ذكر يُونُس الَّذِي هُوَ شيخ ابْن وهب مَعَ ذكر يُونُس الَّذِي هُوَ الرَّاوِي عَن ابْن وهب وَعطف أحد الاسمين على الآخر وهم وَأسْقط الأول مِنْهَا وَفِي حَدِيث عمر والناقد ذكر عَن أم هِشَام بنت حَارِثَة بن النُّعْمَان كَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَاحِدًا الحَدِيث قَالَ الْحميدِي ذكر بَعضهم فِي سَنَده عمْرَة وَذَلِكَ وهم وَلم يذكر ذَلِك الدِّمَشْقِي وَلَا البرقاني وَفِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث عَليّ بن حجر عَن ابْن عمر لما طعن عمر كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي عَن ابْن عمر عَن عمر وَهُوَ وهم بَين وَفِي الْقيام على الْجِنَازَة ونا مُحَمَّد بن يحيى وَمُحَمّد بن رَافع نَا عبد الرَّزَّاق عَن يحيى بن سعيد كَذَا للسمرقندي والكساءي وَكَذَا كَانَ فِي كتاب أبي بَحر للعذري وَكَذَا كَانَ عِنْد الْخُشَنِي وَفِي كتاب الصَّدَفِي للعذري إِبْرَاهِيم نَا مُسلم ونا مُحَمَّد بن يحيى وَمُحَمّد بن رَافع نَا عبد الرَّزَّاق

عَن يحيى بن سعيد قَالَ أَنا القَاضِي أَبُو عَليّ صَوَابه نَا عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ عَن يحيى بن سعيد وَالصَّحِيح أَن ابْن سُفْيَان يَقُول هَذَا تقريب سَنَد لَا ذكر فِيهِ لمُسلم وَلَيْسَ من الأَصْل وَفِي بَاب فضل النَّفَقَة على الْأَهْل والعيال نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب وَأَبُو كريب وَاللَّفْظ لأبي كريب قَالَ نَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن مُزَاحم كَذَا لَهُم وَسقط عِنْد العذري قَوْله وَأَبُو كريب إِلَى قَوْله عَن سُفْيَان وَهُوَ وهم وَفِي النِّكَاح فِي الْمُتْعَة وَذكر حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس عَن عبد الله ثمَّ قَالَ ونا عُثْمَان نَا جرير عَن إِسْمَاعِيل بِهَذَا ثمَّ قَالَ ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل وَجَرِير بِهَذَا كَذَا للعذري والسجزي وَابْن أبي جَعْفَر وَقَوله وَجَرِير هُنَا خطأ وَجَرِير هُوَ الرَّاوِي عَن إِسْمَاعِيل أول السَّنَد وَأرَاهُ كَانَ مخرجا بعد وَكِيع فَالْحق فِي غير مَوْضِعه وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة الكساءي على الصَّوَاب نَا وَكِيع وَجَرِير عَن إِسْمَاعِيل أَو يكون مَعْنَاهُ ونا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل وَجَرِير عَنهُ فَيخرج على هَذَا وَيكون جرير مَرْفُوعا وَفِي صَوْم عَاشُورَاء نَا اللَّيْث عَن يزِيد بن أبي حبيب أَن عراكا أخبرهُ أَن عَائِشَة أخْبرته كَذَا فِي نسخ مُسلم وَالْحق فِيهِ فِي أصل الجياني وَغَيره من شُيُوخنَا أَن عُرْوَة أخبرهُ أَن عَائِشَة أخْبرته وعراك هَذَا هُوَ ابْن مَالك الْغِفَارِيّ يرْوى عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن عُرْوَة أَيْضا وَفِي الرَّضَاع فِي حَدِيث ابنت حَمْزَة قَول مُسلم فِي سَنَد حَدِيث ابْن أبي شيبَة كِلَاهُمَا عَن قَتَادَة بِإِسْنَاد همام سَوَاء كَذَا لجَمِيع شُيُوخنَا وَفِي نُسْخَة عَن ابْن الْحذاء بإسنادهما سَوَاء على التَّثْنِيَة وَالصَّوَاب الأول وَإِنَّمَا سقط الْمِيم من همام وَفِي بَاب الْعَزْل فِي حَدِيث حجاج الشَّاعِر أَخْبرنِي عُرْوَة بن عِيَاض بن عدي بن خِيَار النَّوْفَلِي كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَذكره البُخَارِيّ عَن أبي نعيم عَن سعيد بن حسان سَمِعت ابْن عِيَاض بن عدي ابْن الْخِيَار الحَدِيث قَالَ وَقَالَ لي قُتَيْبَة نَا سُفْيَان نَا سعيد عَن عُرْوَة بن عِيَاض عَن جَابر وَعُرْوَة أخْشَى أَن لَا يكون مَحْفُوظًا وَأَن عُرْوَة هُوَ ابْن عِيَاض ابْن عَمْرو الْقَارِي وَفِي الْمُتْعَة عَمْرو ابْن دِينَار عَن الْحسن بن مُحَمَّد عَن سَلمَة كَذَا لَهُم عَن ابْن ماهان وَعند الجلودي والكساءي عَن عمر وَعَن سَلمَة سقط عَن الْحسن قَالُوا وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب إثْبَاته قَالَ لنا القَاضِي أَبُو عَليّ عَمْرو وَلم يدْرك سَلمَة وَفِي الْجِهَاد فِي أَرْوَاح الشُّهَدَاء عَن مَسْرُوق سَأَلنَا عبد الله عَن هَذِه الْآيَة كَذَا لَهُم وَعند أبي بَحر سَأَلنَا عبد الله بن مَسْعُود وَكَذَا ذكره الدِّمَشْقِي وَقَالَ بَعضهم فِيهِ عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي وَفِي بَاب لتسئلن عَن نعيم هَذَا الْيَوْم حَدثنِي إِسْحَاق بن مَنْصُور انا أَبُو هِشَام يَعْنِي الْمُغيرَة بن سَلمَة نَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد قَالَ نَا يزِيد قَالَ نَا أَبُو حَاتِم كَذَا للسجزي وَسقط نَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد لغيره قَالَ الجياني وإثباته الصَّوَاب وَذكر ذَلِك الدِّمَشْقِي وَفِي قسم الْخمس نَا قُتَيْبَة وَمُحَمّد بن عباد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَاللَّفْظ لِابْنِ أبي شيبَة قَالَ إِسْحَاق أَنا وَقَالَ الْآخرُونَ نَا سُفْيَان عَن عمر وَعَن مَالك بن أَوْس عَن عمر كَذَا لِابْنِ ماهان والكساءي وَعند الجلودي عَن عمر وَعَن الزُّهْرِيّ عَن مَالك ابْن أَوْس عَن عمر وَهُوَ الصَّوَاب الْمَحْفُوظ وَفِي بيع الْمُلَامسَة نَا يحيى بن يحيى قَرَأت على مَالك نَا نَافِع عَن مُحَمَّد بن يحيى كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي والطبري وَالصَّوَاب سُقُوط نَافِع كَمَا عِنْد البَاقِينَ وَكَذَلِكَ الحَدِيث فِي الموطآت على الصَّوَاب وَفِي الْحَج فِي حَدِيث الصعب ابْن جثامة فِي الصَّيْد نَا شُعْبَة عَن الحكم ونا عبيد الله بن معَاذ قَالَ

حَدثنِي أبي نَا شُعْبَة جَمِيعًا عَن حبيب عَن سعيد بن جُبَير كَذَا عِنْد العذري والسمرقندي وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا عِنْد ابْن سعيد عَن السجْزِي نَا شُعْبَة عَن حبيب جَمِيعًا عَن سعيد بِتَقْدِيم حبيب على جَمِيعًا يُرِيد ان حبيبا وَالْحكم حَدثا بِهِ شُعْبَة عَن سعيد بن جُبَير على الْوَجْه الأول إِنَّمَا رَجَعَ جَمِيعًا على شُعْبَة وَحده وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الْوُقُوف بِعَرَفَة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو اسامة كَذَا عِنْد ابْن ماهان وَعند الجلودي نَا أَبُو كريب نَا أَبُو أُسَامَة وَفِي الْآيَتَيْنِ فِي آخر الْبَقَرَة فِي حَدِيث عَليّ بن خشرم قَالَ عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة سقط عَن إِبْرَاهِيم لِابْنِ ماهان وَالصَّوَاب إثْبَاته وَفِي حَدِيث منع الْعرَاق درهمها عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا لجمهور شُيُوخنَا عَن مُسلم وَسقط فِي كتاب القَاضِي أبي على قَوْله عَن أَبِيه وَفِي أول بَاب الْأَقْضِيَة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا مُحَمَّد بن بشر عَن نَافِع بن عمر عَن ابْن أبي مليكَة كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَهُوَ خطأ وَهُوَ نَافِع بن عمر بن عبد الله بن حميد الْمَكِّيّ وَفِي بَاب الْجُمُعَة نَا قُتَيْبَة وَمُحَمّد بن رمح بن المُهَاجر كِلَاهُمَا عَن اللَّيْث قَالَ ابْن رمح أَنا اللَّيْث عَن عقيل كَذَا لِابْنِ الْحذاء والتميمي والطبري وَسقط قَوْله كِلَاهُمَا عَن اللَّيْث من كتاب الصَّدَفِي وَسقط قَول ابْن رمح لغيره وَفِي بَاب الْهدى نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور نَا عبد الصَّمد قَالَ حَدثنِي أبي حَدثنِي مُحَمَّد بن حجادة كَذَا روينَاهُ وَأسْقط بَعضهم أبي قَالَ الجياني وإثباته الصَّوَاب وَفِي الْبَاب عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن أخْبرته أَن ابْن زِيَاد كتب إِلَى عَائِشَة كَذَا وَقع فِي جَمِيعهَا وَصَوَابه أَن زيادا وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ على الصَّوَاب وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي سفر الْمَرْأَة مَعَ غير ذِي محرم سعيد بن أبي سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا جَاءَ عِنْد مُسلم فِي حَدِيث اللَّيْث وَمَالك وَابْن جريج قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذكر أَبِيه فِي هَذَا الحَدِيث خطأ فَإِن جلّ أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَغَيرهم لم يقولوه قَالَ الجياني كَذَا وَقع هُنَا لرواة مُسلم وَالصَّحِيح عَنهُ إِسْقَاط أَبِيه كَذَا ذكره الدِّمَشْقِي عَن مُسلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَرَوَاهُ الزهْرَانِي والفروي عَن مَالك فأثبتوا عَن أَبِيه قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلم يذكر فِي نُسْخَة ابْن الْعَسَّال رِوَايَته عَن ابْن الْحذاء فِي حَدِيث مَالك عَن أَبِيه وَفِي فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث قُتَيْبَة نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن سعيد عَن ابْن عَبَّاس كَذَا فِي جَمِيع نسخ كتاب مُسلم عندنَا قَالُوا وَذكر ابْن عَبَّاس هُنَا خطأ وَالْأَكْثَر يَقُول فِيهِ إِبْرَاهِيم عَن مَيْمُونَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يثبت فِيهِ ذكر ابْن عَبَّاس وَقَالَ البُخَارِيّ فِي هَذِه الزِّيَادَة لَا تصح قَالَ بَعضهم وَصَوَابه إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس بِإِسْقَاط عَن ومعبد هَذَا هُوَ معبد ابْن عَبَّاس بن عبد الْمطلب أَخُو عبد الله وَالْفضل وفتم وَكَذَا نسب البُخَارِيّ وَغَيره إِبْرَاهِيم هَذَا وَفِي حَدِيث يحيى بن حبيب فِي سبى أَوْطَاس قَتَادَة عَن أبي الْخَلِيل عَن أبي عَلْقَمَة عَن أبي سعيد وَكَذَا لِابْنِ ماهان وَسقط لغيره وَالصَّوَاب إثْبَاته وَكَذَا جَاءَ قبله مثبتا فِي حَدِيث القوار يرى عَن أبي الْخَلِيل عَن أبي عَلْقَمَة الْهَاشِمِي وَأَبُو عَلْقَمَة هَذَا لَا يُوقف على اسْمه قيل هُوَ حَلِيف لَهُم وَقيل مولى لِابْنِ عَبَّاس صحّح حَدِيثه أَبُو حَاتِم قَالَ الجياني لَا أَدْرِي مَا صِحَّته وَفِي طَلَاق ابْن عمر نَا عبد الْوَارِث بن عبد الصَّمد حَدثنِي أبي عَن جدي عَن أَيُّوب كَذَا عِنْدهم وَسقط عَن جدي

من كتاب السَّمرقَنْدِي وَابْن أبي جَعْفَر وَفِي حَدِيث عمر أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يُعْطِيهِ الْعَطاء عَن السَّائِب بن يزِيد عَن عبد الله بن السَّعْدِيّ عَن عمر كَذَا عِنْدهم وَصَوَابه عَن حويطب بن عبد الْعُزَّى عَن عبد الله بن السَّعْدِيّ وَفِي الْجِهَاد فِي صَدَقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا ابْن نميرنا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره نَا زُهَيْر بن حَرْب وَحسن الْحلْوانِي قَالَا نَا يَعْقُوب وَقد خرجه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي عَن ثَلَاثَتهمْ عَن يَعْقُوب فَدلَّ على صِحَة الرِّوَايَتَيْنِ وَفِي حَدِيث إبطاء الْوَحْي نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم نَا سُفْيَان عَن الْأسود بن قيس كَذَا عِنْد الجلودي والكساءي وَعند ابْن ماهان نَا أَبُو بكر بن شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة قَالُوا وَرِوَايَة ابْن ماهان أصح وَكَذَا ذكره الدِّمَشْقِي عَن إِسْحَاق وَحده وَفِي بَاب النَّهْي عَن إدخار لُحُوم الْأَضَاحِي نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا عبد الْأَعْلَى عَن الْجريرِي عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا عبد الْأَعْلَى نَا سعيد عَن قَتَادَة عَن أبي نَضرة كَذَا لِابْنِ ماهان عَن قَتَادَة وَسقط لغيره وَالصَّوَاب سُقُوطه وَفِي فَضَائِل سعد نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا وَكِيع ونا أَبُو كريب وَإِسْحَق الْحَنْظَلِي عَن مُحَمَّد ابْن بشر عَن مسعر قَالَ الدِّمَشْقِي هَكَذَا رَوَاهُ مُسلم عَن أبي بكر عَن وَكِيع أسقط مِنْهُ سُفْيَان وتوهم أَنه وَكِيع عَن مسعر وَإِنَّمَا رَوَاهُ أَبُو بكر ابْن أبي شيبَة فِي الْمسند والمغازي وَغير مَوضِع عَن وَكِيع عَن سُفْيَان عَن مسعر وَفِي بَاب الْمَدِينَة طابة نَا قُتَيْبَة وهناد وَأَبُو كريب وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو الْأَحْوَص كَذَا للعذري وَسقط أَبُو كريب لغيره وَفِي بَاب تَطْوِيل الصَّلَاة فِي حَدِيث معَاذ مُسلم نَا قُتَيْبَة وَأَبُو الرّبيع الزهْرَانِي قَالَ أَبُو الرّبيع نَا حَمَّاد نَا أَيُّوب عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي قُتَيْبَة يَقُول فِي حَدِيثه نَا حَمَّاد عَن عمر وَلم يذكر أَيُّوب كَمَا قَالَ الزهْرَانِي وَلم يبين مُسلم هَذَا وَجَاء بقول الزهْرَانِي وَحده وَفِي بَاب اسْتِعْمَال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على الصَّدَقَة يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب عَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل كَذَا فِي النّسخ قَالُوا وَكَذَا قَالَ يُونُس عَن الزُّهْرِيّ قَالُوا وَصَوَابه مَا قَالَه عَن عبد الله بن عبد الله بن الْحَارِث إِلَّا أَن يكون يُونُس حذف أَبَاهُ وَنسبه إِلَى جده وَقَالَهُ هشيم عَن ابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحَارِث وَفِي فضل سُكْنى الْمَدِينَة نَا أَبُو صَفْوَان يَعْنِي عبد الله بن عبد الْمَالِك الْأمَوِي كَذَا فِي الْأُصُول وَقَالَ مُسلم آخر الحَدِيث أَبُو صَفْوَان عبد الله ابْن عبد الْمَالِك يَتِيم ابْن جريج وَصَوَابه عبد الله بن سعيد بن عبد الْمَالِك وَكَذَا نسبه مُسلم فِي كتاب الكنى وَكَذَا جَاءَ فِي بعض نسخ مُسلم اسْم أَبِيه سعيد مخرجا إِلَّا أَن يكون مُسلم هُنَا نسبه إِلَى جده اختصارا وَفِي الْمُفلس نَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي خلف وحجاج بن الشَّاعِر قَالَا حَدثنَا أَبُو سَلمَة الْخُزَاعِيّ قَالَ حجاج نَا مَنْصُور بن سَلمَة نَا سُلَيْمَان بن بِلَال كَذَا فِي سَائِر الْأُصُول وَعند شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء وَهُوَ وهم وَفِي بَعْضهَا عَن الولائي قَالَ حجاج وَمَنْصُور وَفِي بَعْضهَا عَن ابْن الْحذاء وَقَالَ نَا حجاج هُوَ مَنْصُور وَكله وهم وَصَوَابه قَالَ حجاج هُوَ مَنْصُور بن سَلمَة هُوَ اسْم أبي سَلمَة الْخُزَاعِيّ الْمَذْكُور أَولا وعَلى الصَّوَاب كَانَ فِي كتاب شَيخنَا التَّمِيمِي مصلحا وَفِي لعن آكل الربى جرير عَن مُغيرَة سَأَلَ شباك إِبْرَاهِيم كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَعَن ابْن ماهان مُغيرَة سَأَلت إِبْرَاهِيم

وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب هَدَايَا الْأُمَرَاء فِي حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن جرير عَن الشَّيْبَانِيّ عَن عبد الله بن ذكْوَان عَن عُرْوَة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي نُسْخَة ابْن ماهان والرازي وَأكْثر النّسخ وَعند السَّمرقَنْدِي والهوزني عَن عُرْوَة عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَبِه يسْتَند الحَدِيث وَكَذَا ذكره مُسلم قبل من غير طَرِيق إِسْحَق فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَمن حَدِيث إِسْحَق وَعبد عَن عبد الرَّزَّاق وَفِي بَاب صفة الْجنَّة وَمَا للْمُؤْمِنين فِيهَا من الأهلين نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يزِيد بن هَارُون أَنا همام كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَسقط يزِيد بن هَارُون لِابْنِ الْحذاء وَفِي بَاب صفة قُصُور الْجنَّة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يزِيد بن هَارُون نَا همام عَن أبي عمرَان الْجونِي كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَسقط يزِيد بن هَارُون عِنْد ابْن الْحذاء وَفِي بَاب لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى لَا يدْرِي الْقَاتِل فِيمَا قتل نَا ابْن أبي عمر نَا مَرْوَان عَن يزِيد وَهُوَ ابْن كيسَان عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ ونا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الْأَعْلَى قَالَ نَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن أبي إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ مُسلم فِي رِوَايَة ابْن أبان هُوَ يزِيد بن كيسَان عَن أبي إِسْمَاعِيل لم يذكر الْأَسْلَمِيّ كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَفِي كتاب ابْن عِيسَى يَعْنِي أَبَا إِسْمَاعِيل مَكَان عَن أبي إِسْمَاعِيل وَهُوَ الصَّحِيح لِأَن ظَاهر مَا للكافة يُوهم أَن يزِيد بن كيسَان غير أبي إِسْمَاعِيل وَأَنه يرْوى عَن أبي إِسْمَاعِيل وَلَيْسَ كَذَلِك وَقد أَرَادَ بَعضهم تقويمه على التَّقْدِيم والتأخيروأن صَوَابه فِي رِوَايَة ابْن أبان عَن أبي إِسْمَاعِيل هُوَ يزِيد بن كيسَان لم يذكر الْأَسْلَمِيّ وَإِنَّمَا أَرَادَ مُسلم أَن يبين أَن شيخيه ابْن أبان وَهُوَ يشكذانة وواصلا اخْتلفَا فَقَالَ وأصل عَن أبي إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ يَعْنِي بِهِ بشر بن سلمَان الْهِنْدِيّ الْكُوفِي وَقَالَ ابْن أبان عَن أبي إِسْمَاعِيل هُوَ يزِيد بن كيسَان وَلَيْسَ بالأسلمي وَكَذَا كنى يزِيد بَعضهم وَالْمَشْهُور فِي كنيته أَبُو منين وَذكر أَبُو مُحَمَّد بن الْجَارُود أَبَا إِسْمَاعِيل بشر بن سلمَان الْكُوفِي عَن أبي حَازِم وَأَنه اشْترك مَعَ أبي إِسْمَاعِيل يزِيد بن كيسَان الْيَشْكُرِي فِي غير حَدِيث وَذكر مِنْهَا أَحَادِيث قَالَ شَيخنَا أَبُو عَليّ الْحَافِظ فَكَذَلِك هَذَا الحَدِيث أخرجه مُسلم أَولا من حَدِيث يزِيد بن كيسَان ثمَّ أخرجه بعد من رِوَايَة أبي إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ إِلَّا فِي رِوَايَة ابْن أبان فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن يزِيد بن كيسَان أبي إِسْمَاعِيل وَلذَلِك لم يقل فِيهِ الْأَسْلَمِيّ وَقد ذكره مُسلم أَيْضا حَدِيثا آخر عَنْهُمَا جَمِيعًا مِمَّا اشْتَركَا فِيهِ عَن أبي حَازِم فِي فَضَائِل قل هُوَ الله أحد وَفِي خبر ابْن صياد نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا حُسَيْن يَعْنِي ابْن حسن بن يسَار نَا ابْن عون كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم زِيَادَة ابْن يسَار هُنَا غير مَشْهُورَة وَإِنَّمَا ذكر البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهمَا فِي صَاحب ابْن عون الْحُسَيْن بن الْحسن لم يزِيدُوا وَجعل أَبُو حَاتِم الْحُسَيْن بن الْحسن بن يسَار غير صَاحب عون وَقَالَ ابْن يسَار هَذَا بغدادي وكناه أَبَا عبد الله وَقَالَ أَنه مَجْهُول وَكَذَلِكَ جعله البُخَارِيّ ترجمتين واسمين وَفصل بَينهمَا ثمَّ شكّ وَقَالَ أَن ابْن يسَار بَصرِي وَفِي بَاب الْمَرْأَة تحيض قبل أَن تودع نَا الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى ابْن أبي كثير عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم كَذَا لِابْنِ ماهان وَسقط عَن يحيى بن أبي كثير عِنْد الطَّبَرِيّ وَفِي أصُول شُيُوخنَا لَعَلَّه قَالَ عَن

يحيى بن أبي كثير وَهَذَا يدل على سُقُوطه من بعض الرِّوَايَات وَالله أعلم وَفِي بَاب خبر مَاعِز مُحَمَّد بن الْعلي نَا يحيى بن يعلى وَهُوَ ابْن الْحَارِث الْمحَاربي عَن غيلَان وَهُوَ ابْن جَامع الْمحَاربي عَن عَلْقَمَة كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول عَن مُسلم وخرجه الدِّمَشْقِي عَنهُ فَقَالَ عَن يحيى بن يعلى عَن أَبِيه عَن غيلَان وَكَذَا خرجه النساءي وَأَبُو دَاوُود وَهُوَ الصَّوَاب وَقد ذكر عبد الْغَنِيّ الِاخْتِلَاف فِيهِ وَأَنه وجده فِي نُسْخَة ابْن الْفُرَات وَتَعْلِيق ابْن السكن وَغَيرهمَا من غير طَرِيق مُسلم وَقَالَ البُخَارِيّ يحيى بن يعلى سمع أَبَاهُ وزائدة بن قدامَة وَفِي بَاب يدْخل الْجنَّة أَقوام أفئدتهم مثل أَفْئِدَة الطير نَا إِبْرَاهِيم يَعْنِي ابْن سعيد قَالَ نَا أبي عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة كَذَا للعذري وَالْكسَائِيّ وَأَصْحَاب الرَّازِيّ وَذكر الزُّهْرِيّ هُنَا خطأ وَلم يكن عِنْد ابْن ماهان قَالَ أَبُو عَليّ الجياني لَا أعلم لسعد رِوَايَة عَن الزُّهْرِيّ وَفِي بَاب تقتل عمارا الفئة الباغية فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو بن بن جبلة شُعْبَة قَالَ سَمِعت خَالِد الْحذاء يحدث عَن سعيد بن أبي الْحسن كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَأكْثر النّسخ وَفِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال سَمِعت خَالِدا والْحَارث عَن شُعْبَة وَهُوَ تَصْحِيف من يحدث أَو من الْحذاء وَالله أعلم وَفِي الْبَاب نَا مُحَمَّد بن معَاذ الْعَنْبَري وهريم ابْن عبد الْأَعْلَى كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وي أَكثر النّسخ وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي بعض النّسخ حَدثنَا عبد الله بن معَاذ الْعَنْبَري وَالصَّوَاب الأول وَإِن كَانَا جَمِيعًا شَيْخي مُسلم لَكِن ابْن عباد هُوَ مُحَمَّد لَا عبيد الله وَفِي بَاب خبر ابْن صياد فِي حَدِيث حَرْمَلَة أَن سَالم بن عبد الله أخبرهُ أَن عبدا لله بن عمر أخبرهُ أَن عمر بن الْخطاب انْطلق مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافتهم وَسقط عِنْد ابْن ماهان ابْن عبد الله بن عمر وَالصَّوَاب ثُبُوته وَفِي بَاب ذكر عِيسَى فِي مُسلم سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وَمثله فِي بَاب بقرة تَتَكَلَّم فِي الْفَضَائِل وَسقط عِنْد بَعضهم عَن أبي سَلمَة فِي الحَدِيث الآخر وَكَذَا رَوَاهُ شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن أبي هُرَيْرَة فِي حَدِيث الْبَقَرَة وإثباته الصَّوَاب وَكَذَا ذكره ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الحَدِيث الأول وَمن حَدِيثه أدخلهُ مُسلم الْبَاب الثَّانِي فِي أَلْفَاظ وجمل فِي هَذِه الْأُصُول يحْتَاج إِلَى تَعْرِيف صوابها وتقويم إعرابها وتفهيم الْمُؤخر من الْمُقدم من ألفاظها وَبَيَان إضمارات مشكلة وعَلى مَا يعود المُرَاد بهَا وَقَوله فِي أَذَان بِلَال لينبه نائمكم وَيرجع قائمكم بِنصب مِيم مَفْعُولا يرجع كَمَا كَانَ نائمكم مَفْعُولا بينبه فَاعله أَذَان بِلَال أَو بِلَال لينبه نائمكم ليُصَلِّي وَيعلم الْقَائِم قبل للصَّلَاة قرب السحر فَيرجع إِلَى الاسْتِرَاحَة بنومة السحر وَفِي الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر كإنما وتر أَهله وَمَاله بفتحهما مفعول ثَان لوتر الأول مُضْمر عَائِد على الَّذِي تفوته أَي وتر هُوَ أَهله وَمَاله وسلب ذَلِك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْوَاو هَذَا على قَول أَكْثَرهم وَتَفْسِيره وَأما على مَا روى عَن مَالك فِي تَفْسِيره أَنه ذهب بهم فعلى ظَاهره يكونَانِ مرفوعين مفعولين لم يسم فاعلهما لَكِن الْمَعْنى عِنْدِي أَن تَفْسِير مَالك فِي ذَلِك على تقريب الْمَعْنى وَإِرَادَة سلب وَشبهه إِذْ لَا يُوجد وتر بِمَعْنى ذهب لُغَة وَقَوله فَسمى ذَلِك المَال الْخَمْسُونَ ويروى الْخمسين بِالْوَجْهَيْنِ ضبطناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا ابْن عتاب وَابْن حمدين وَابْن عِيسَى وَابْن جَعْفَر وَالرَّفْع لِابْنِ

وضاح عِنْد بَعضهم وَعند ابْن المرابط النصب لَا غير وَوَجهه الْمَفْعُول الثَّانِي لسمي وَالرَّفْع على الْحِكَايَة وَقَوله فِي خلَافَة أبي بكر وَصدر من خلَافَة عمر كَذَا ليحيى على الْعَطف وَعند ابْن بكير والقعنبي وصدرا بِالْفَتْح على الْمَفْعُول مَعَه وَقَوله فِي الَّذِي يشرب فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة كَأَنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم بِرَفْع نَار جَهَنَّم ونصبها على الِاخْتِلَاف فِي تَفْسِير يجرجر هَل هُوَ بِمَعْنى يصوت فيرتفع بالفاعل أَو يجْرِي وَينصب فينتصب بالمفعول وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَفِي غَزْوَة خَيْبَر مُحَمَّد وَالْخَمِيس بِالرَّفْع على الْعَطف أَي الْجَيْش والعسكر وَفِي الزَّكَاة فَابْن لبون ذكر بِرَفْع الرَّاء صفة للِابْن وَذكره مَعَ ابْن أما للتَّأْكِيد أَو لزِيَادَة الْبَيَان أَو للشبيه على الْحِكْمَة فِي تعادله بابنت مَخَاض فِي ذَلِك النّصاب مَعَ زِيَادَة السن لنَقص الذكورية وَالله أعلم وَفِي حَدِيث التنزل حِين يبْقى ثلث اللَّيْل الآخر بِضَم الرَّاء نعت للثلث وَفِي الْحَج قلت يَا رَسُول الله الصَّلَاة فَقَالَ الصَّلَاة أمامك فِي الأول بِالنّصب على الإغراء وَالرَّفْع على إِضْمَار فعل حانت الصَّلَاة أَو حضرت وَمثله وَالثَّانِي مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَقَوله أَنَّك فِي زمَان كثير فقهاؤه قَلِيل قرأوه كثير من يُعْطي قَلِيل من يسْأَل وَسَيَأْتِي زمَان فِي جَمِيعهَا الْوَجْهَانِ الرّفْع على الِابْتِدَاء والخفض على الْوَصْف الزَّمَان وَأما آخر الحَدِيث فالرفع لَا غير على الْوَجْهَيْنِ الِابْتِدَاء وَالْوَصْف لِأَن الزَّمَان فِيهِ مَرْفُوع وَقَوله عَلَيْك ليل طَوِيل فارقد كَذَا هُوَ بأرفع على الْفَاعِل فَبَقيَ الْمُضمر أَو مَا فِي مَعْنَاهُ وَوَقع فِي كتاب مُسلم لجَمِيع الروَاة لَيْلًا طَويلا بِالْفَتْح إِلَّا من طَرِيق الْهَوْزَنِي فَروينَاهُ بِالضَّمِّ وَوجه الْكَلَام الرّفْع إِلَّا أَن النصب يخرج على الإغراء للنوم فِيهِ وَلُزُوم ذَلِك وَقَوله يَا بني سَلمَة دِيَاركُمْ بِالنّصب على الإغراء تكْتب آتاركم بِسُكُون الْبَاء على جَوَاب الإغراء وآتاركم بِالرَّفْع على مَا لم يسم فَاعله وَقَوله فِي الْيَهُود غَدا وَالنَّصَارَى بعد غَدا كَذَا الرِّوَايَة وَهُوَ الصَّوَاب الْيَهُود رفع بِالِابْتِدَاءِ وَتَقْدِيره على مجَاز كَلَام الْعَرَب فِي الْيَهُود غَدا لِأَن ظروف الزَّمَان لَا تكون إِخْبَارًا عَن الجثث وانتصب غَدا على الظّرْف وَقَول عَائِشَة مَا أسْرع النَّاس النصب على التَّعَجُّب على تَأْوِيل من جعله مَا أسرعهم إِلَى الْإِنْكَار والطعن وَهُوَ قَول ابْن وهب وَرَفعه على من جعله من النسْيَان وَهُوَ قَول مَالك قَالَ يَعْنِي نسوا السّنة فَالنَّاس فَاعل بِفعل مُضْمر تَقْدِيره مَا أسْرع مَا نسي النَّاس وَكَذَا جَاءَ بِهَذَا اللَّفْظ مُفَسرًا فِي رِوَايَة القعْنبِي فِي الْمُوَطَّأ وَفِي كتاب مُسلم فِي رِوَايَة العذري قَوْله فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ كَذَا أَكثر الرِّوَايَات عَن كَافَّة شُيُوخنَا على التَّأْكِيد للضمير فِي فصلوا وَعند ابْن سهل أَجْمَعِينَ أَيْضا وَقَوله هاذان يَوْمَانِ نهى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن صيامهما يَوْم فطركم من صِيَامكُمْ بِالرَّفْع وَالْآخر يَوْم تَأْكُلُونَ فِيهِ من نسككم قَوْله أَن أُمِّي أفتلتت نَفسهَا يرْوى بِفَتْح السِّين وَضمّهَا وَأكْثر روايتنا الْفَتْح على الْمَفْعُول الثَّانِي وعلامة التَّأْنِيث الْمُضمر الَّذِي هُوَ الْمَفْعُول الأول وبالتفح قَيده الْأصيلِيّ وبالضم قَيده الطرابلسي وَأما الضَّم فعلى مَا لم يسم فَاعله والعلامة للنَّفس لَا للام وَقَوله مَا حدثت بِهِ أَنْفسهَا بِفَتْح السِّين وَهُوَ الْأَكْثَر فِي الرِّوَايَة وَالْأَظْهَر فِي الْمَعْنى وَيدل عَلَيْهِ قَوْله أَن أَحَدنَا يحدث نَفسه وَقَالَ الطَّحَاوِيّ أهل اللُّغَة يَقُولُونَهُ بِالضَّمِّ يُرِيدُونَ بِغَيْر اخْتِيَارهَا وبوسوستها وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا وسوست

بِهِ أَنْفسهَا الْأَظْهر هُنَا الرّفْع لِأَن الوسوسة عَائِدَة إِلَى الْأَنْفس قَالَ الله تَعَالَى) مَا توسوس بِهِ نَفسه (وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا وسوست بِهِ صدورها وَكَذَا الرِّوَايَة عِنْدهم فِي الحَدِيث الأول إِلَّا عِنْد الْأصيلِيّ فَعنده أَنْفسهَا بِالنّصب وَله وَجه وسوست بِمَعْنى حدثت وَالرجل موسوس بِكَسْر الْوَاو لَا غير وَقَوله يَا نسَاء الْمُؤْمِنَات وَيَا نسَاء المسلمات روينَاهُ بِفَتْح الْهمزَة وخفض الْمُؤْمِنَات على الْإِضَافَة قيل مَعْنَاهُ يَا فاضلات النِّسَاء الْمُؤْمِنَات وَقيل مَعْنَاهُ يَا نسَاء الْجَمَاعَات الْمُؤْمِنَات وَقيل يَا نسَاء النُّفُوس الْمُؤْمِنَات وَكله بِمَعْنى وَيصِح على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه على مَذْهَب الْكُوفِيّين ورويناه أَيْضا بِرَفْع يَا نسَاء وَرفع الْمُؤْمِنَات وَمَعْنَاهُ يَا أَيهَا النِّسَاء الْمُؤْمِنَات وَيجوز رفع نسَاء وَكسر الْمُؤْمِنَات وكسره عَلامَة النصب على النَّعْت على الْموضع كَمَا تَقول يَا زيد الْعَاقِل وَفِي الحَدِيث الآخر فِي وَقت الْفجْر كن نسَاء الْمُؤْمِنَات على الْإِضَافَة وَمعنى نسَاء أَي فاضلاتهن أَو على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه كَمَا تقدم وارتفعن بِالْبَدَلِ من الضَّمِير فِي كن وَفِي بَاب سرعَة انصراف النِّسَاء فَيَنْصَرِف نسَاء الْمُؤْمِنَات كَذَا على الْإِضَافَة وكما تقدم من معنى ذَلِك وَفِي حَدِيث الْمُفطر فِي رَمَضَان فَقَالَ تصدق بِهَذَا فَقَالَ أَعلَى أفقر منا كَذَا ضبطناه فِي كتاب مُسلم بِالنّصب أَي أَتصدق بِهِ على أفقر منا أَو نُعْطِيه أفقر منا وَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن الْحذاء وَرَوَاهُ بَعضهم بِالضَّمِّ وَله وَجه أَي أفقر منا يسْتَحقّهُ أَو يتَصَدَّق بِهِ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر أغيرنا ضبطناه بِالرَّفْع على مَا تقدم وروى بِالنّصب على مَا تقدم أَيْضا وَفِي فَضَائِل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي كتاب مُسلم جالسنا عبد الله بن قارظ عبد الله رفع فَاعل بجالسنا مَفْتُوحَة السِّين وَفِي تَزْوِيج زَيْنَب قلت عدد كم كَانُوا بِفَتْح الدَّال على تَقْدِيم خبر كَانَ وَفِي الصّيام أَكثر صياما مِنْهُ فِي شعْبَان بِالنّصب على التَّفْسِير كَذَا لَهُم وَعند أبي عِيسَى فِي الْمُوَطَّأ أَكثر صِيَام بالخفض وَفِي رضَاع الْكَبِير مَا هُوَ بداخل علينا أحد بِهَذِهِ الرضَاعَة أحد مَرْفُوع على الْبَدَل من هُوَ على مَذْهَب الْبَصرِيين كَقَوْلِه تَعَالَى) وَمَا هُوَ بمزحزحه من الْعَذَاب أَن يعمر (وعَلى الْفَاعِل على مَذْهَب الْكُوفِيّين وَيكون هُوَ عِنْدهم ضمير بِمَعْنى الشان وَقَوله لَا تصروا الْإِبِل بِضَم التَّاء وَفتح الصَّاد وَنصب اللَّام من الْإِبِل على الْمَفْعُول بِهِ كَقَوْلِه تَعَالَى لَا تزكوا أَنفسكُم ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِي ضَبطه وَمَعْنَاهُ فِي حرف الصَّاد وَفِيه وصاعا من تمر لإسراء نصب على النَّفْي والتبرية وَقَوله أَنِّي مُعسر قَالَ آللَّهُ قَالَ آللَّهُ بِكَسْر الْهَاء على الْقسم وَهُوَ الْوَجْه وَأكْثر الشُّيُوخ وَأهل الْعَرَبيَّة لَا يجيزون سواهُ وَكَذَلِكَ فوَاللَّه أَنِّي لَأحبك قلت الله بِكَسْر الْهَاء ورويناه فِي الْمُوَطَّأ فِي جَمِيعهَا بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا عَن ابْن عتاب وَابْن جَعْفَر وَعَن غَيرهمَا بِالْكَسْرِ لَا غير وَحكى أَبُو عبيد عَن الْكسَائي كل يَمِين لَيْسَ فِيهَا وَاو فَهِيَ نصب إِلَّا فِي قَوْلهم آللَّهُ ءلآتيك فَإِنَّهُ خفض يُرِيد وَلَا حرف قسم وَذَلِكَ أَن الْقسم عِنْدهم فِيهِ معنى الْفِعْل أَي أقسم وأحلف بِاللَّه أَو وَالله فَإِذا حذف حرف الْقسم عمل الْفِعْل عمله فنصب مَفْعُوله وَفِي حَدِيث ضمام آللَّهُ أَمرك بِهَذَا بِالضَّمِّ على الِابْتِدَاء وَفِي حَدِيث سعد الثُّلُث وَالثلث كثير فِي الأول وَجْهَان الرّفْع على الْفَاعِل ليكفيك أَو يجزئك أَو نَحوه أَو على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر يَكْفِيك وَنَحْوه وَالنّصب على الإغراء أَو بإضمار

فعل أَي أعْط أَو أقسم الثُّلُث وَيجوز فِيهِ الْكسر على الْبَدَل من قَوْله بِشَطْر مَالِي أول الحَدِيث وَأما الثَّانِي فَرفع على الِابْتِدَاء لَا غير وَفِي بعض رِوَايَات الحَدِيث قلت فالنصف بِالنّصب عطف على مَا تقدم من قَوْله أقسم مَالِي أول الحَدِيث وَالرَّفْع على الِابْتِدَاء وعَلى رِوَايَة أَتصدق بِثلث مَالِي يَصح خفضه فالنصف على الْعَطف وَقَوله حَتَّى يهم رب المَال من يقبل صدقته رب مَنْصُوب مفعول بيهم بِضَم الْهَاء أَي يهمه ذَلِك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهَاء وَقَوله فِي حَدِيث أبي رَيْحَانَة عَن سفينة قَالَه أَبُو بكر صَاحب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا هُوَ بِكَسْر الْبَاء نعت لسفينة وَأَبُو بكر قَائِل ذَلِك هُوَ ابْن أبي شيبَة وَقَوله ثمَّ شَأْنك بِأَعْلَاهَا الْوَجْه النصب وَيجوز الرّفْع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الشين وَفِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ فِي بَاب كَيفَ كَانَ بَدْء الْوَحْي إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَول الله تَعَالَى إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك الْآيَة فِي قَول الله الْوَجْهَانِ الْكسر وَالضَّم فالضم على الِابْتِدَاء وَالْكَسْر عطف على كَيفَ وَهِي فِي مَوضِع خفض كَأَنَّهُ قَالَ بَاب كَيفَ كَانَ وَبَاب معنى قَول الله أَو الْحجَّة بقول الله أَو ذكر قَول الله وَقد ثَبت فِيهَا بَاب فِي رِوَايَة غير الْأصيلِيّ وَأنكر أَبُو مَرْوَان بن سراج الْكسر فِي قَول الله وَقَالَ لَا يَصح أَو يحمل على الْكَيْفِيَّة لقَوْل الله تَعَالَى وَلَا يكيف كَلَام الله تَعَالَى وَمَا قَالَه صَحِيح مَعَ إِسْقَاط بَاب فَلَا يبْقى إِلَّا الرّفْع بِالِابْتِدَاءِ والعطف على الْمُبْتَدَأ الآخر قبله وَهُوَ كَيفَ كَانَ بَدْء الْوَحْي وَمَعْلُوم أَن هَذِه التَّرْجَمَة لم يقْصد فِيهَا الْخَبَر عَن صفة قَول الله وَإِنَّمَا قصد بِهِ الْحجَّة لإِثْبَات الْوَحْي وَقَوله وَكَانَ ابْن الناظور صَاحب إيلياء وهرقل بِفَتْح اللَّام مَعْطُوف على إيلياء وموضعها خفض بِالْإِضَافَة وَصَاحب مَفْتُوح الْبَاء كَذَا ضبطناه وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ لَكِن لَيْسَ على خبر كَانَ لَكِن على الِاخْتِصَاص وَالْخَبَر بعده فِي قَوْله سقفا على نَصَارَى الشَّام أَو يكون هَذَا أَيْضا وَيكون الْخَبَر فِي قَوْله يحدث أَن هِرقل وَهَذَا أوجه فِي الْعَرَبيَّة وَأَصَح فِي الْكَلَام وَقَوله إِذا نشأت بحريّة ثمَّ تشاءمت روينَاهُ بِضَم بحريّة على الْفَاعِل أَي سَحَابَة بحريّة وَبِالنَّصبِ على الْحَال أَي ابتداءت فِي هَذِه الْحَال وعَلى الْمَفْعُول تَقْدِيره إِذا أنشأت الرّيح سَحَابَة بحريّة كَذَا عِنْده وَهُوَ إصْلَاح مِنْهُ وَالْفَاعِل مُضْمر وَقَوله إِذا كَانَت شَدِيدَة فَنحْن ندعي لَهَا بِفَتْح التَّاء أَي إِذا كَانَ الْحَرْب شَدِيدَة أَو الْحَال وَقَوله أهلك وَمَا أعلم إِلَّا خيرا بِالنّصب على الإغراء بإمساكها أَو الْمَفْعُول أَي أمسك أهلك وَقَوله ويل أمه مسعر حَرْب ضَبطه الْأصيلِيّ بِالضَّمِّ وَقد قيدناه عَن شُيُوخنَا بِالْفَتْح وَقَوله فِي حَدِيث ضمام بن عبد الْمطلب بِالنّصب على نِدَاء الْمُضَاف لَا على الْخَبَر وَلَا على الِاسْتِفْهَام بِدَلِيل قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعد قد أَجَبْتُك وَقَوله لقد ظَنَنْت أَن لَا يسألني عَن هَذَا أحد أول مِنْك روينَاهُ بِنصب لَام أول وَضمّهَا فنصبها على الْمَفْعُول الثَّانِي لظَنَنْت ورفعها على الْبَدَل من أحد وَقَوله وَإِذا النِّسَاء قيام يصلونَ فَهَذَا وَجهه وَهِي رِوَايَة الكافة وَعند ابْن المشاط وَابْن فطيس قيَاما وَهُوَ تَغْيِير إِلَّا على تَقْدِير وَقَوله تفتنون فِي الْقُبُور مثل أَو قَرِيبا من فتْنَة الدَّجَّال كَذَا روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ عَن أَكثر شُيُوخنَا ورويناه من طَرِيق ابْن المرابط مثلا أَو قَرِيبا والوجهان جائزان وهما مَعًا عِنْد ابْن عتاب وَالْوَجْه تَنْوِين الثَّانِي وَالْأَحْسَن تَركه فِي الأول وَقَوله تمخر السفن الرّيح كَذَا فسره الْأصيلِيّ بِضَم السفن وَنصب الرّيح كَذَا صَوَابه وَقيل بل عكس ذَلِك

وَكَذَا قيد عَن أبي ذَر بِنصب السفن وَرفع الرّيح وَالصَّوَاب أَن الْفِعْل للسفن وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم واحتججنا لَهُ وَقَوله يسير الرَّاكِب الْجواد الْمُضمر صَوَابه نصب الْجواد والمضمر وَفتح الْمِيم الثَّانِيَة من الْمُضمر وَضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الْمُضمر والجواد صفة للراكب فَيكون على هَذَا بِكَسْر الْمِيم الثَّانِيَة وَقد يكون على الْبَدَل وَقَوله بعثت أَنا والساعة كهاتين يَصح فِي السَّاعَة الرّفْع على الْعَطف على ضمير مَا لم يسم فَاعله فِي بعثت وَالنّصب على الْمَفْعُول مَعَه أَي مَعَ السَّاعَة كَمَا قَالُوا جَاءَ الْبرد والطيالسة أَي مَعَ الطيالسة وَنصب الْمَفْعُول مَعَه بِفعل مُضْمر يدل عَلَيْهِ الْحَال أَي فاستبعدوا الطيالسة وَتَقْدِيره هُنَا وَانْتَظرُوا السَّاعَة وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر لَيْسَ مُوسَى بني إِسْرَائِيل إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخر الآخر هُنَا منون مَصْرُوف لِأَنَّهُ نكرَة وَفِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث غسل الْحَائِض رَأس زَوجهَا كل ذَلِك على هَين وكل ذَلِك يخدمني الأول مضموم على الِابْتِدَاء وَالثَّانِي يَصح فِيهِ ذَلِك وضبطناه بِالنّصب على الظّرْف أَو على الْمَفْعُول بيخدمني وَفِي الْحَج هَذِه لَيْلَة يَوْم عَرَفَة رَوَاهُ الْمروزِي وَضَبطه الْأصيلِيّ عَنهُ هَذِه اللَّيْلَة يَوْم عَرَفَة هُوَ على مَذْهَب الْعَرَب فِي قَوْلهم اللَّيْلَة الْهلَال أَي اللَّيْلَة لَيْلَة الْهلَال يُرِيد اللَّيْلَة لَيْلَة يَوْم عَرَفَة وَقَوله السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين بِنصب دَار على الِاخْتِصَاص لَا على النداء الْمُضَاف وَقَوله أَنا هَذَا الْحَيّ من ربيعَة بِالنّصب على الِاخْتِصَاص وَالْخَبَر فِيمَا بعده من الحَدِيث وَكَذَلِكَ قَوْله هَذَا عيدنا أهل الْإِسْلَام وَكُنَّا أَصْحَاب مُحَمَّد نتحدث بِالنّصب على الِاخْتِصَاص وَيصِح الْخَفْض فِي الأول وَالرَّفْع فِي الثَّانِي على الْبَدَل وَكَذَلِكَ قَوْله أَنا معشر الْأَنْبِيَاء بِالنّصب أَيْضا على الِاخْتِصَاص وَالْخَبَر فِي قَوْله لَا نورث وَقَوله مَا تركنَا صَدَقَة بِالضَّمِّ على خبر الْمُبْتَدَأ الَّذِي هُوَ بِمَعْنى الَّذِي وَذهب النّحاس إِلَى أَنه يَصح فِيهِ النصب على الْحَال وَفِي حَدِيث الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا وَنهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن كلامنا أَيهَا الثَّلَاثَة بِالرَّفْع وموضعه نصب على الِاخْتِصَاص حكى سِيبَوَيْهٍ اللَّهُمَّ اغْفِر لنا أيتها الْعصبَة وَفِي الحَدِيث الآخر وأميننا أيتها الْأمة أَبُو عُبَيْدَة مثله وَيصِح هُنَا النداء وَالْأول أعرف وأفصح وَفِي السّحُور ثمَّ تكون سرعَة فِي ان أدْرك الصَّلَاة بِضَم السِّين من سرعَة وَرفع آخر على اسْم كَانَ وَقَوله عائذا بِاللَّه من ذَلِك وَعند الْأصيلِيّ عَائِذ بِالضَّمِّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح الرّفْع على خبر الْمُبْتَدَأ أَي أَنا عَائِذ وَالنّصب أعرب على الْحَال وَالْعَامِل فِيهَا وَقَوله لَا وقرة عَيْني بِالْكَسْرِ على الْقسم وَقَوله أَن تكون شاتي أول تذبح فِي بَيْتِي روينَاهُ بِضَم اللَّام وَفتحهَا فالفتح على خبر كَانَ وَالضَّم على خبر الْمُبْتَدَأ وَقَوله رب كاسية فِي الدُّنْيَا عَارِية يَوْم الْقِيَامَة بِالْكَسْرِ فيهمَا وَالضَّم فِي عَارِية أعرب وأوجه وَهُوَ قَول سِيبَوَيْهٍ وَوَجهه وَأكْثر رِوَايَات الشُّيُوخ الْكسر على الْوَصْف وَالْعرب تَقول كم رجل أفضل من زيد تجْعَل أفضل خَبرا عَن كم وَقَوله وَلَا نقُول إِلَّا مَا يرضى رَبنَا بِنصب رَبنَا وَضم يَاء يرضى ورويناه أَيْضا بِفَتْحِهَا وَرفع رَبنَا على الْفَاعِل وَقَوله مر على قبر منبوذ روينَاهُ بتنوين الرَّاء ومنبوذ صفة لَهُ وَمَعْنَاهُ نَاحيَة من الْقُبُور وروى بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة أَي بِقَبْر لَقِيط وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون وَقَوله مثل التَّنور تتوقد تَحْتَهُ نَار كَذَا للقابسي بِرَفْع نَار على الْفَاعِل بيتوقد وَتَحْته مَنْصُوب على الظّرْف وَلغيره نَارا بِالنّصب على التَّمْيِيز وَتَصْحِيح ذَلِك بِأَن يضْبط تَحْتَهُ

بِالضَّمِّ على الْفَاعِل بتتوقد وَهَذَا أغرب الْوَجْهَيْنِ وَقَوله فِي حَدِيث الْخَوَارِج خبت وخسرت روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ فِي تَاء الضَّمِير الرّفْع وَالْفَتْح بِالضَّمِّ على معنى عدمت الْخَيْر وفاتني وبالفتح رِوَايَة الطَّبَرِيّ وَقَوله رَأَيْت بقرًا تنحر وَالله خيرا قاذاهم الْمُؤْمِنُونَ الرِّوَايَة عِنْد أَكْثَرهم بِرَفْع الْهَاء من اسْم الله قيل هُوَ الصَّوَاب أَي ثَوَاب الله لَهُم لَو مَا عِنْد الله لَهُم وَنَحْوه وَعند بَعضهم بِالْكَسْرِ وَهُوَ أصوب على الْقسم لتحسين الرُّؤْيَا وَمعنى خير بعد ذَلِك أَي وَذَلِكَ خير على التفاؤل فِي تَأْوِيل الرُّؤْيَا أَو على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فقد ذكر ابْن هِشَام هَذَا الْخَبَر فَقَالَ وَرَأَيْت وَالله خيرا رَأَيْت بقرًا تنحر وَقَوله وَالله يبين أَنه قسم وَقَوله خيرا يدل أَن الْخَيْر من جملَة الرُّؤْيَا وَمِمَّا رَآهُ على هَذَا ويعضده قَوْله آخر الحَدِيث وَإِذا الْخَيْر مَا جَاءَ الله بِهِ بعد يَوْم بدر على ضم الدَّال كَذَا رِوَايَة الكافة بِضَم الدَّال وَفتح الْمِيم قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَضَبطه بَعضهم بِفَتْح الدَّال وَكسر الْمِيم وَهُوَ عِنْدِي أظهر إِذْ جعلنَا ذكر خير على التفاؤل أَي وَإِذا الَّذِي رَأَيْته وكرهته وتفلولت بِهِ الْخَيْر أَو الثَّوَاب فِي الْآخِرَة مَا أصَاب الْمُسلمين بعد بدر بِأحد وَقَوله وَمن طوارق اللَّيْل وَالنَّهَار إِلَّا طَارق يطْرق بِخَير يَا رحمان كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وروى بَعضهم طَارِقًا على الِاسْتِثْنَاء وَقَوله أرأيتك جاريتك الثَّانِي فِي أرأيتك مَفْتُوحَة وأغنت كسرة الْكَاف بعْدهَا بخطاب الْمُؤَنَّث عَن كسرهَا وَالْكَاف هُنَا للخطاب لَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب وَقَوله لكم أَنْتُم أهل السَّفِينَة هجرتان بِفَتْح اللَّام على الِاخْتِصَاص وَيصِح الْكسر على الْبَدَل من الضَّمِير فِي لكم وَقَول جَابر ترك تسع بَنَات كن لي تسع أَخَوَات بِالنّصب لَا غير على خبر كَانَ وَالِاسْم فِي ضمير كن وَهُوَ رَاجع إِلَى الْبَنَات الْمُتَقَدّم ذكرهن وَقَوله لما فتح هاذان المصران كَذَا فِي رِوَايَة ابْن الْوَلِيد على الْوَجْه الْمَعْلُوم وَفِي كتاب مُسلم لغيره لما فتح هاذين المصرين وَوَجهه وتصحيحه وإضمار اسْم الْفَاعِل وَهُوَ الله تَعَالَى وَقَوله كَذَلِك مُنَاشَدَتك رَبك بنصبها وَرَوَاهُ العذري كَفاك وَمَعْنَاهُ حَسبك وَقيل كف كَمَا قَالُوا إِلَيْك عَن أَي تَنَح وانتصب منا شدتك بالمفعول لما فِيهَا من معنى كف وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ حَسبك مُنَاشَدَتك رَبك فعلى هَذَا وعَلى رِوَايَة العذري يكون مُنَاشَدَتك رفعا بالفاعل وَقَالَ بَعضهم وَالصَّوَاب فِي هَذَا كَذَلِك بِالدَّال وَقد مر فِي حرف الْكَاف وَقَوله فِي حَدِيث ابْن أبي عمر أَن من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة المصورون كَذَا فِي بعض رِوَايَات مُسلم وَالَّذِي قيدناه عَن شُيُوخنَا المصورين وَهُوَ الْوَجْه على اسْم أَن لَكِن السيرافي حكى أَن بعض النُّحَاة أجَاز أَن من أفضلهم قَالَ وَرُوِيَ فِي الحَدِيث أَن من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة المصورون كَأَنَّهُمْ لم وجعلوها زَائِدَة وَالتَّقْدِير أَن أَشد النَّاس عذَابا المصورون وَقَوله أتجري إحدانا صَلَاتنَا بِالنّصب على الْمَفْعُول أَن تقضيها وَهنا بِمَعْنى يَكْفِي الرباعي وَلَا يَصح أَن تكون الصَّلَاة فاعلة بِمَعْنى تقضي عَنْهَا لِأَنَّهَا لم تصل بعد وَإِنَّمَا سَأَلت عَن قَضَائهَا وإعادتها إِذا كَانَت حَائِضًا لم تصلها وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر تقضي إحدانا الصَّلَاة أَيَّام محيضها وَقَوله فَلَا أَرْبَعَة أشهر وَعشرا كَذَا هُوَ مَنْصُوب على إِضْمَار فعل أَي امكثي ذَلِك وَقَوله فَاقْتَتلُوا وَالْكفَّار بِفَتْح الرَّاء مفعول مَعَه أَي مَعَ الْكفَّار وبالرفع

عطف على الضَّمِير وَسَقَطت الْوَاو عِنْد أَكثر الروات وَلَا وَجه لَهُ وَقد ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْوَاو وحرف الْقَاف وَقَوله ورثته أمه حَقّهَا فِي كتاب الله كَذَا قَيده التَّمِيمِي عَن الجياني بِالرَّفْع على الْمُبْتَدَأ وَغَيره بفتحه على الْبَدَل من الضَّمِير فِي ورثته وَقَوله فِي الْحَج عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وانه حِين قدم مَكَّة طَاف ثمَّ لم تكن عمْرَة وَذكره عَن الْخُلَفَاء مثله وَصَوَابه فِي جَمِيعهَا لم يكن عمْرَة مَفْتُوحَة على خبر كَانَ أَي لم يكن طَوَافه وَفعله عمْرَة وَقَوله لَا الْفقر أخْشَى عَلَيْكُم وَقَوله فِي خبر هوَازن فَخرج شُبَّان النَّاس وهم حسرا هَذَا الْوَجْه وَفِي رِوَايَة حسر بِالرَّفْع وَوَجهه خبر الْمُبْتَدَأ لإخفائهم وَلَا يكون مَعْطُوفًا على مَا قبله وَالْوَجْه هُوَ الأول وَقد ذكرنَا هَذَا الْحَرْف وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي الْحَاء وَالْخَاء وَقَوله فِي الْمحصر فِي الْحَج حسبكم سنة نَبِيكُم أَن حصر أحدكُم عَن الْحَج طَاف بِالْبَيْتِ ضبطناه بِالْفَتْح على الِاخْتِصَاص أَو على فعل تمتثلوا أَو تَفعلُوا أَو شبهه وَخبر حسبكم فِي قَوْله طَاف بِالْبَيْتِ وَيصِح الرّفْع على خبر حسبكم أَو الْفَاعِل بِمَعْنى مِنْهُ وَيكون مَا بعده تَفْسِيرا للسّنة وَعند الْأصيلِيّ فَطَافَ بِالْفَاءِ وَوجه الْكَلَام سُقُوطهَا وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَإِذا ربيع يدْخل فِي جَوف الْحَائِط من بير خَارِجَة بتنوين الرَّاء من بير وخارجة وصف لَهَا لَا اسْم إِنْسَان وَفِي إِذا سبق مَاء الرجل نزع الْوَلَد بِالنّصب على الْمَفْعُول وبالرفع على الْفَاعِل قَالَ صَاحب الْأَفْعَال نزع الْإِنْسَان إِلَى أَهله ونزعوا إِلَيْهِ أَي أشبههم قَالَ غَيره ونزعوه جبذوه لشبههم وَقَوله فِي الِاعْتِكَاف مَا حَملهنَّ على هَذَا آلبر كَذَا هُوَ فِي الحَدِيث بِالرَّفْع على الِاسْتِفْهَام والتقرير لَا على الْفَاعِل وَمَا هَاهُنَا استفهامية لَا نَافِيَة وَمثله فِي الحَدِيث الآخر وَالْبر يَقُولُونَ بِهن على التَّقْرِير والاستفهام لَكِنَّهَا هُنَا مَنْصُوبَة بتقولون مفعول مقدم وَفِي غَزْوَة مَا أنصفنا أَصْحَابنَا كَذَا روينَاهُ عَن الْأَسدي بِسُكُون الْفَاء وَفتح الْبَاء وَرَوَاهُ بَعضهم أنصفنا أَصْحَابنَا بِفَتْح الْفَاء وَرفع الْبَاء وَالصَّوَاب الرِّوَايَة الأولى ومساق الْخَبَر يدل على تَرْجِيح هَذِه الرِّوَايَة وَقَوله فِي حَدِيث بير مَعُونَة فَدَعَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على أهل بير مَعُونَة هَذَا بِفَتْح الْقَاف وَفِي الحَدِيث الآخر فَأنْزل الله فِي الَّذين قتلوا أَصْحَاب بير مَعُونَة هَذَا بضَمهَا وَقَوله يَا لَيْتَني فِيهَا جدعا بِالنّصب لَا كثر الروَاة على الْحَال وَالْخَبَر مُضْمر أَي فأنصرك أَو يَا لَيْتَني فِيهَا مَوْجُودا يَعْنِي أَيَّام مبعثك فِي حَال نبوة كالجدع وَقيل مَعْنَاهُ أكون أول من يجيبك ويؤمن بك كالجدع الَّذِي هُوَ أول إِلَّا وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ وَابْن ماهان جدع بِالضَّمِّ على خبر لَيْت وَالْأول أوجه وَقَوله لَا يَأْتِي النّذر ابْن آدم بِشَيْء لم يكن قدرته وَلَكِن يلقيه الْقدر وَقد قدرته بِفَتْح الْقدر وَوَجهه فِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ ألْقى النّذر العَبْد بِنصب العَبْد هُوَ وَجه الْكَلَام فِيهَا ويبينه قَوْله فِي الْبَاب الآخر وَلَكِن يلقيه النّذر إِلَى الْقدر وَقَوله لَا أَجْلِس حَتَّى يقتل قَضَاء الله وَرَسُوله ضبطناه بِرَفْع قَضَاء على خبر الْمُبْتَدَأ أَي هَذَا قَضَاء الله وبالفتح على الِاخْتِصَاص أَو على الْمصدر أَو على الْمَفْعُول بِفعل مُضْمر أَي امْضِ قَضَاء الله وَقَوله لَيْسَ شَيْئا أرصده لديني كَذَا للأصيلي بِالْفِعْلِ وَلغيره شَيْء بِالضَّمِّ وَوجه الْفَتْح قَوْله مثل لَهُ يَوْم الْقِيَامَة شجاعا أَقرع كَذَا لأكْثر الروَاة وَهُوَ الْوَجْه نصب على الْمَفْعُول الثَّانِي

وَالْأول مَا لَهُ الْمَذْكُور أول الحَدِيث بِهَذِهِ الصّفة وَرَوَاهُ الطرابلسي وَبَعْضهمْ شُجَاع بِالضَّمِّ وَله وَجه أَي مثل لَهُ هَذَا الشَّخْص ليعذبه بِمَا ذكر فِي الحَدِيث الآخر لبَعض رُوَاة البُخَارِيّ فِي مثل لَهُ مَا لَهُ شُجَاع بِالضَّمِّ وَلَا وَجه لَهُ وَقَوله كل شَيْء بِقَضَاء وَقدر حَتَّى الْعَجز والكيس ضبطناه بِالضَّمِّ على الْعَطف على كل وَحَتَّى هُنَا عاطفة وفيهَا أَيْضا الْكسر عطفا على شَيْء وَلَيْسَ حَتَّى هُنَا غَايَة وَإِن كَانَ فِيهَا مَعَ عطفها معنى من ذَلِك بِمَعْنى الْمُبَالغَة فِي عُمُوم الْأَشْيَاء ومنبهاها وَمثله قَوْله قد شككوك فِي كل شَيْء حَتَّى الصَّلَاة كَذَا لكافتهم وَصَوَابه بِالْكَسْرِ على الْعَطف كَمَا تقدم وَعند الْأصيلِيّ حَتَّى فِي الصَّلَاة وَفِي بَاب قبْلَة أهل الْمَدِينَة وَالشَّام والمشرق لَيْسَ فِي الْمشرق وَلَا فِي الْمغرب قبْلَة كَذَا قَالَه البُخَارِيّ فِي تَرْجَمته وَضَبطه أَكْثَرهم بِضَم قَاف والمشرق وَضَبطه بَعضهم بِكَسْرِهَا وَأدْخل فِي الْبَاب قَوْله فِي الْغَائِط شرقوا أَو عربوا فتأوله بَعضهم أَن مَعْنَاهُ أَن أهل الْمشرق لَا يُمكنهُم التَّشْرِيق والتغريب لأَنهم إِذا فعلوا ذَلِك استقبلوا الْقبْلَة بالغائط وَضَبطه بِالرَّفْع أَي أَن معنى قَوْله والمشرق أَي التَّشْرِيق قيل لَعَلَّه يَعْنِي من كَانَ مشرقا من مَكَّة أَو مغربا وَأما من ضَبطه بِالْكَسْرِ فَيَجِيء ذَلِك أَيْضا أَن قبْلَة أهل الْمَدِينَة وَالشَّام يُرِيد وَمن ورائهم من أهل الْمغرب لِأَن الشَّام مغرب وَقد ذكره بِنَحْوِ ذَلِك فِي الحَدِيث الآخر فِي قَوْله وهم أهل الْمغرب على مَا فسره بِهِ معَاذ أَنهم أهل الشَّام ثمَّ عطف على ذَلِك الْمشرق وَأَن حَقِيقَة قبْلَة جَمِيعهم لَيست بمشرق وَلَا بمغرب لَكِن تَشْرِيق أَو تغريب وَقَوله فَهِيَ لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ كَذَا قيدناه عَن التَّمِيمِي عَن الجياني منونا على حذف الْعَائِد على اللَّيْلَة أَي لليلة رَأَيْتُمُوهُ فِيهَا لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ قَالَ تَعَالَى وَاتَّقوا يَوْمًا لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا أَي فِيهِ وَضَبطه بَعضهم بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة إِلَى الْفِعْل على تَقْدِير الْمصدر أَي لليلة رأيتكم وَضَبطه بَعضهم بِالْفَتْح على وَقَوله فَمَا أَسْتَطِيع أَن أقضيه إِلَّا فِي شعْبَان الشّغل من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وبرسول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لجميعهم مَعْنَاهُ أوجب ذَلِك الشّغل أَو مَنَعَنِي الشّغل وَقَوله من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن كَانَت الرِّوَايَة أَي من أَجله كل عمل ابْن آدم يُضَاعف الْحَسَنَة عشر أَمْثَالهَا يَصح هُنَا رفع الْحَسَنَة على الِابْتِدَاء وَعشر على الْخَبَر أَو رفع على مَا لم يسم فَاعله وَعشرا مَنْصُوب على وَفِي مُسلم فِي بَاب صِيَام الدَّهْر عَن أبي قَتَادَة رجل أَتَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي كتاب أبي بَحر وَرجل هُنَا رفع باتي وَبَيَانه مَا فِي رِوَايَة غَيره قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا نَص كتاب ابْن عِيسَى قَوْله أَهْلَلْنَا أَصْحَاب مُحَمَّد الْوَجْه هُنَا الْبَدَل وَهُوَ أحسن من الِاخْتِصَاص وَقَوله سنة نَبِيكُم فَإِن زعمتم بِالْفَتْح عَليّ وَالضَّم على خبر الْمُبْتَدَأ أَي هِيَ أَو تِلْكَ قَوْله على قبر منبوذ رُوِيَ بِالتَّنْوِينِ وبالإضافة وَقد فسرناه فِي حرف النُّون وَالصَّوَاب التَّنْوِين أَي مطروح نَاحيَة لِأَنَّهُ رُوِيَ فِي البُخَارِيّ فِي قبر الَّتِي كَانَت تقم الْمَسْجِد وَفِي لَا وَالله وَلَا خَاتمًا من حَدِيد كَذَا لكافتهم عطفا على قَوْله ألتمس وَلَو خَاتمًا من حَدِيد فَكَأَنَّهُ قَالَ مَا وجدت شَيْئا وَلَا خَاتمًا من حَدِيد وَعند ابْن أبي جَعْفَر خَاتم فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالرَّفْع اسْم يَكْتُبهَا أول كَذَا ضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا وَبَعْضهمْ ضَبطه أول بِالْفَتْح وَفِي بعض طرق حَدِيث جَابر قد أَخَذته مِنْك يَعْنِي الْجمل بِأَرْبَع الدَّنَانِير

إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِأَن أول الحَدِيث فِي رِوَايَة بعد بأَرْبعَة دَنَانِير فجَاء الْكَلَام آخرا على تِلْكَ الدَّنَانِير الْمَعْهُودَة الْمَذْكُورَة فَأدْخل الْألف وَاللَّام للْعهد وَحذف الْهَاء لِأَنَّهُ وَقَوله الَّتِي أعجبها حسنها حب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِيَّاهَا كَذَا ضبطناه عَن النحات على الْبَدَل والاشتمال وَضَبطه بَعضهم حسنها بِالنّصب كَأَنَّهُ يَجْعَل جَمِيعهم وأعربه الْفَاعِل حبها من أجل حسنها نصبها على عدم الْخَافِض وَتَقْدِيره وَقَوله بِكِتَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الَّذِي بعث بِهِ دحْيَة الْكَلْبِيّ بِالنّصب على الْمَفْعُول ببعث لِأَن دحْيَة هُوَ حَامِل الْكتاب وَالرَّسُول بِهِ لدلَالَة الرِّوَايَات الآخر الَّذِي بعث بِهِ مَعَ دحْيَة الْكَلْبِيّ بِالنّصب على الْمَفْعُول ببعث وَقَوله أتجزي إحدانا صَلَاتنَا مَنْصُوب مفعول بتجزي وَمَعْنَاهُ أتقضيها وَقَوله أتخدمني الْحَائِض وتدنوا مني الْمَرْأَة وَهِي جنب فَقَالَ عُرْوَة كل ذَلِك هَين وكل ذَلِك يخدمني كل الأول مضموم على الِابْتِدَاء وَالثَّانِي مَعْطُوف على الظّرْف أَي فِي كل هَذِه الأحيان والحالات يخدمني وَفِي السَّعْي إِلَى الصَّلَاة وأتوها وَعَلَيْكُم السكينَة بِالرَّفْع على الِابْتِدَاء الْمُؤخر وَالرِّوَايَة الْأُخْرَى وأتوها تمشون وَعَلَيْكُم السكينَة يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ الرّفْع كَمَا تقدم وَالنّصب على الإغراء وَأما رِوَايَة تمشون عَلَيْكُم السكينَة بِغَيْر وَاو فَالْأولى هُنَا الرّفْع كَمَا تقدم وَقَوله وأحببت أَن تكون شاتي أول تذبح بِفَتْح اللَّام على الْخَبَر لَكَانَ وَبِضَمِّهَا على وَفِي حَدِيث الْمُنَافِقين ثَمَانِيَة مِنْهُم تكفيهم الدُّبَيْلَة كَذَا رِوَايَة العذري وَقد بَيناهُ فِي حرف الْكَاف وَوَجهه هُنَا نصب ثَمَانِيَة على الْمَفْعُول الثَّانِي بتكفيهم وَأما رِوَايَة غَيره تكفيهم فعلى الِابْتِدَاء وَقَوله قل عَرَبِيّ ينشأ بهَا مثله كَذَا بِالضَّمِّ عِنْد أَكْثَرهم وَعند السجْزِي عَرَبيا بِالْفَتْح وَفِي البُخَارِيّ قَوْله فِي بَاب تَعْدِيل كم يجوز قلت لهَذَا وَجَبت قَالَ شَهَادَة الْقَوْم الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاء الله فِي الأَرْض وَضَبطه بَعضهم شَهَادَة الْقَوْم على الْإِضَافَة وَكَذَا للاصيلي فالمؤمنون هُنَا رفع بِالِابْتِدَاءِ وشهداء خبر وَالْقَوْم خفض بِالْإِضَافَة وَشَهَادَة على هَذَا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي سَبَب قولي شَهَادَة الْقَوْم وَرَوَاهُ بَعضهم الْمُؤمنِينَ نعت للْقَوْم وَيكون شُهَدَاء على هَذَا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي هم شُهَدَاء الله وَيصِح نصب شَهَادَة بِمَعْنى من أجل شَهَادَة الْقَوْم وَمن روى الْقَوْم مَرْفُوعا كَانَ مُبْتَدأ والمؤمنون وَصفهم وَقَوله فسقوا النَّاس بِالرَّفْع على الْبَدَل من الضَّمِير فِي سقوا وَهُوَ مَذْهَب الْبَصرِيين فِي هَذَا وَيكون على مَا لم يسم فَاعله على اللُّغَة الْأُخْرَى فِي تَقْدِيم ضمير الْجَمَاعَة وَقَوله من لَا يرحم لَا يرحم أَكثر ضبطهم فِيهِ بِالضَّمِّ على الْخَبَر وَفِي بَاب لَا تشهد على شَهَادَة جور خَيركُمْ قَرْني قَالَ عمر لَا أَدْرِي اذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعد قرنين أَو ثَلَاثَة قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن بعدكم قوما الحَدِيث قَالَ بَعضهم صَوَاب الْكَلَام بعد قرنين بِرَفْع الدَّال وبنصب قرنين بالمفعول بِذكر قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَعِنْدِي إِن مَا قَالَه هَذَا لَا يَصح بل يخْتل بِهِ الْكَلَام وَيَنْقَطِع مِمَّا بعده من قَوْله أَن بعدكم قوما وَكَأَنَّهُ عِنْده كَلَام آخر وَالصَّوَاب عِنْدِي نصب بعد وخفض قرنين بِهِ ومفعول ذكر الْجُمْلَة فِي قَوْله أَن بعدكم وَكرر قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَيَانا وبدلا من ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قبل وعَلى هَذَا يسْتَقلّ الْكَلَام وَأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذكر وَقَالَ مَا ذكر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة الَّتِي شكّ فِيهَا عمر أَن صفة الَّذين يأْتونَ بعدهمْ كَمَا جَاءَ فِي

الْأَحَادِيث الآخر ثمَّ يَأْتِي قوم يشْهدُونَ الحَدِيث إِلَّا أَن قَوْله هُنَا بعدكم قيل تَغْيِير وَوهم وَصَوَابه بعدهمْ بِالْهَاءِ أَي بعد الْقُرُون المختارة الَّتِي ذكر وَلم يرد من يَأْتِي بعد قرن الصَّحَابَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح أَي بعد الْخِيَار الَّذين الصَّحَابَة المخاطبون مِنْهُم وَقَوله ففارقها فجرت السّنة فِي المتلاعنين كَذَا جَاءَ فِي كتاب الِاعْتِصَام وتقويمه بِنصب السّنة وَقَوله وأمرنا أَمر الْعَرَب الأول يرْوى بِفَتْح الْهمزَة وَضم اللَّام نعت لِلْأَمْرِ وبضم الْهمزَة وَكسر اللَّام نعت للْعَرَب وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَوله مَا مَنعك حِين أُشير إِلَيْك لم تصل كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الرَّاء وَهُوَ وَجه كَذَا وَأولى من رَوَاهُ بِفَتْحِهَا وَتَكون الْإِشَارَة لغير النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْإِشَارَة إِنَّمَا كَانَت من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِدَلِيل الحَدِيث الآخر فَأَشَارَ إِلَيْهِ إِن أمكث مَكَانك وَفِي بَاب إِذا انفلتت الدَّابَّة فِي الصَّلَاة إِنِّي إِن كنت أَن أرجع مَعَ دَابَّتي أحب إِلَى بِفَتْح الْهمزَة فِي أَن فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَأَن هُنَا أولى مَعَ كنت بتقرير كَذَا كوني فِي مَوضِع الْبَدَل من الضَّمِير فِي أَنِّي وَقَوله وَلَو كرَاع شَاة محرق كَذَا هُوَ فِي جلّ الرِّوَايَات فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره من الروَاة مِنْهُم من يسكن الْقَاف وَمِنْهُم من يكسرها وَقد نصبها بَعضهم فَقيل الإسكان على الْوَقْف وَمن كسر فَقيل على خفض الْجوَار وَقيل من الْعَرَب من يذكر الشَّاة فجَاء على الْوَصْف لَهَا وَأما الْفَتْح فعلى وصف الكراع وَفِي صَدَقَة عمر فِي اجْتِمَاع نسب حسان وَأبي طَلْحَة قَالَ فَهُوَ يُجَامع حسان أَبَا طَلْحَة بِسُقُوط الْوَاو وأبيا إِلَى سِتَّة آبَاء كَذَا للمروزي والهروي وَعند الْقَابِسِيّ فِي رِوَايَة فَهُوَ يُجَامع حسان أَبَا طَلْحَة بِسُقُوط الْوَاو وَوَجهه إِن لم يكن وهما رفع نون حسان وَيكون فَاعِلا بيجامع وَأَبا طَلْحَة مَفْعُوله وَفِي أصل الْأصيلِيّ لغير الْمروزِي فَهُوَ يجْتَمع حسان وأبوا طَلْحَة وَأبي بِرَفْع الْجَمِيع وَهُوَ صَوَاب أَيْضا وَقَوله فِي الْبَيْت الْمَعْمُور إِذا خَرجُوا لم يعودوا آخرهَا عَلَيْهِم كَذَا روينَاهُ بِرَفْع رَاء آخر وَفتحهَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَالضَّم أوجه وَفِي حَدِيث أخرج بعث النَّار فَإِن مِنْكُم رجلا وَمن يَأْجُوج وَمَأْجُوج ألفا كَذَا لبَعْضهِم بِالْفَتْح فيهمَا وَوَجهه الْمَفْعُول بأخرج الْمَذْكُور أول الحَدِيث فَإِنَّهُ يخرج مِنْكُم كَذَا رَوَاهُ بَعضهم برفعها على خبر أَن وَاسم أَن مُضْمر فِي الْمَجْرُور فَإِن الْمخْرج مِنْكُم ألف أَو ألف مِنْكُم يخرج وَفِي النُّزُول فِي المحصب قَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَته قَالَ سَمِعت سُلَيْمَان بن يسَار كَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء وضبطناه بِالرَّفْع على الْمُبْتَدَأ أَي أَن صَالحا بَين سَمَاعه فِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة بن سُلَيْمَان فِي هَذَا الحَدِيث بِخِلَاف قَول غَيره عَن سُلَيْمَان وَيصِح كسر صَالح على الْحِكَايَة للفظه قبل فِي السَّنَد بقوله عَن صَالح وَكَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَقَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَته عَن صَالح قَالَ سَمِعت وَعند ابْن أبي جَعْفَر وَبَعْضهمْ وَقَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَة صَالح وهم لِأَنَّهُ لم يذكر فِي هَذَا السَّنَد لأبي بكر شَيخنَا غير عَاصِم وَقَوله جالسنا عبد الله بن قارط بِفَتْح السِّين وَرفع عبد الله على الْفَاعِل وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَكَذَا ضبطناه فِي فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله إِلَّا أَن بَعضهم على بعض أُمَرَاء تكرمة الله هَذِه الْأمة ذكر فِي هَذِه الْأُصُول عبد الله بن أبي ابْن سلول يجب أَن يكْتب ابْن سلول بِالْألف وَيجْرِي إعرابه على إِعْرَاب عبد الله كَيفَ جَاءَ

لِأَنَّهُ بدل من عبد الله لَا نعت لأبي ابْنه لِأَنَّهَا أم عبد الله على قَول أَكْثَرهم وعَلى من قَالَ أَنَّهَا أم أبي فَيصح كتبه بِغَيْر ألف وَيكون ابْن مخفوضا نعتا لَهُ وَكَذَا نَا مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عمر وَمثله إِعْرَاب ابْن هُنَا تبع لمُحَمد كَيفَ جَاءَ بدل مِنْهُ وَأَبُو عمر كنية أَبِيه لَا كنية جده وَكَذَا حَدثنَا مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن بن أبي شيبَة ابْن رفع تبع لمنصور وَبدل مِنْهُ لِأَن شيبَة جده لأمه وَلَيْسَ بِأبي أَبِيه فَيتبع إعرابه وَأمه صَفِيَّة بنت شيبَة الحَجبي قَالَه البُخَارِيّ والكلاباذي وَقَالَ ابْن أبي أويس هُوَ مَنْصُور ابْن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة الحَجبي وَمثل هَذَا مِمَّا يتفقد فِي هَذِه الْأُصُول وَغَيرهَا ويتجنب فِيهَا اللّحن وَنقص الهجاء وَفِي حَدِيث الدَّجَّال فِي حَدِيث مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَكِّيّ أَعور عينه الْيُمْنَى كَأَن عنبة طافية كَذَا ضبط هَذِه الْجُمْلَة الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ بِرَفْع عَيْنَيْهِ الْيُمْنَى وَنصب عنبة طافية وَهُوَ صَحِيح بَين العريبة كَأَنَّهُ وقف على وَصفه بأعور وابتدأ الْخَبَر عَن صفة عينه فَقَالَ عينه كَأَنَّهَا كَذَا وَنصب عنبة طافية باسم كَانَ وَالْخَبَر مُقَدّر فِيهَا مَحْذُوف وَضَبطه غير الْأصيلِيّ أَعور عينه الْيُمْنَى على الْإِضَافَة وَكَانَ عنبة طافية بِالرَّفْع بِخَبَر كَانَ وَالِاسْم مُقَدّر فِيهَا أَي كَأَنَّهَا وَقَوله أهل الْجنَّة ثَلَاثَة ذُو سُلْطَان إِلَى قَوْله وَرجل رَحِيم رَقِيق الْقلب لكل ذِي قربى وَمُسلم وعفيف متعفف الحَدِيث صَوَابه على هَذِه الرِّوَايَة وَمُسلم بالخفض عطف على ذِي قربى وَإِلَّا فسد التَّقْسِيم وَصَارَت الثَّلَاثَة أَرْبَعَة وَقد أسقط بَعضهم فِي رِوَايَته لَفْظَة وَمُسلم وَبَعْضهمْ أثْبته وَأسْقط الْوَاو العاطفة بعده فصح التَّقْسِيم وَقد بَينا ذَلِك فِي الْبَاب قبله وَقَوله هَذَا أبرر بِنَا وأطهر بِالْفَتْح على النداء أَي يَا رَبنَا وَقَوله عِنْد آخر الطَّعَام غير مكفي وَلَا مكفور وَلَا مُسْتَغْنى عَنهُ رَبنَا بِالنّصب على النداء والضراعة على من ذهب أَن المُرَاد بهَا تقدم الطَّعَام أَي يَا رَبنَا استجب لنا واسمع حمدنا وشكرنا نِعْمَتك أَو على الِاخْتِصَاص على من ذهب فِي تَفْسِير هَذَا وَالْمرَاد بِهِ الله تَعَالَى وَقد بَينا ذَلِك فِي حرف الْكَاف وَرَوَاهُ بَعضهم رَبنَا بِالرَّفْع على الْقطع والابتداء أَي ذَلِك رَبنَا وَأَنت رَبنَا وَيصِح فِيهِ الْكسر على الْبَدَل من اسْم الله فِي قَوْله أول الدُّعَاء الْحَمد لله وَفِي قتل أبي جهل أَنْت أَبَا جهل كَذَا الرِّوَايَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي رِوَايَة زُهَيْر عَن التَّمِيمِي فِي رِوَايَة أَكْثَرهم وَهُوَ صَحِيح فصيح على النداء أَي أَنْت هَذَا الْقَتِيل الذَّلِيل يَا أَبَا جهل على وَجه التقريع والتوبيخ والتشفي وَيدل على صِحَة هَذَا قَوْله فِي الْجَواب أعمد رجل قَتله قومه وَقد ذَكرْنَاهُ فِي رسمه وَرَوَاهُ الْحَمَوِيّ أَنْت أَبُو جهل وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ من رِوَايَة يُونُس وَكَذَا رَوَاهُ الْأصيلِيّ والنسفي فِي حَدِيث ابْن أبي عدي وَلغيره أَنْت أَبَا جهل وَقَوله بنفسين نفس فِي الشتَاء وَنَفس فِي الصَّيف أَشد مَا تَجِدُونَ من الْحر بِالْكَسْرِ على الْبَدَل من نفسين وَالضَّم على ابْتِدَاء الْخَبَر وَالْفَتْح مفعول بتجدون بعده وَفِي حَدِيث جَابر وَكَأَنَّهَا يَعْنِي البيدر لم ينقص تَمْرَة بِالنّصب على التَّفْسِير وَينْقص بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَأَنت البيدر هُنَا وَالْمرَاد الثَّمَرَة الَّتِي فِيهِ وَمن رَوَاهُ تنقص بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا رفع ثَمَرَة فاعلة بتنقص فَيصح نصبها على التَّفْسِير أَيْضا على مَا تقدم وَقَوله فِي صفته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لَيْسَ بجعد قطط وَلَا سبط رجل صَوَابه رجل على الْقطع مِمَّا قبله وَكَذَا ضَبطه بعض شُيُوخ أبي ذَر وَفِي كتاب الْأصيلِيّ فِيهِ وَجْهَان الضَّم وَالْكَسْر وَكَذَا عِنْد بعض رُوَاة أبي ذَر وَالصَّوَاب الرّفْع وَيحْتَمل الْمَعْنى

بِالْكَسْرِ لِأَن الرجل غير السبط فَلَا يَصح أَن يكون وَصفا مُوَافقا للسبط الْمَنْفِيّ من صفة شعره (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بل الرجل صفة لشعره إِلَّا على تَقْدِير خفض الْجوَار وَقَوله لَا تشرف يصيبك سهم كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْأصيلِيّ يصبك بالإسكان وَهُوَ خطأ وقلب للمعنى وَفَسَاد وَقَوله فَدَعْنِي فَلَا ضرب عُنُقه بِفَتْح الْبَاء بِاللَّامِ وإسكانها بالْعَطْف وَرَوَاهُ بَعضهم فَلَا ضرب بِفَتْح اللَّام للتَّأْكِيد وَضم الْبَاء وَقَوله غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير بِالنّصب وَرَوَاهُ بَعضهم بِالرَّفْع وَهُوَ جَائِز على الِابْتِدَاء أَي أصابتني غُدَّة أَو غُدَّة بِي وَالنّصب أعرب وَأعرف حكى سِيبَوَيْهٍ فِي المنصوبات أغدة كَغُدَّة الْبَعِير على الْمصدر أَي أغد غُدَّة وَفِي غَزْوَة الطَّائِف إِذا كَانَت شَدِيدَة فَنحْن ندعي بِالنّصب كَذَا ضبطناه وَهُوَ أفْصح أَي إِذا كَانَت الْحَالة أَو الْحَرْب والنازلة وَيصِح أَن يكون كَانَت وَاقعَة ويرتفع بهَا شَدِيدَة وَقَوله رَسُولك وَلَا أَقُول شَيْئا بِالرَّفْع أَي هُوَ رَسُولك وَقَوله كَرَاهِيَة الْمَرِيض الدَّوَاء كَذَا ضبطناه بِالرَّفْع أَي هَذَا مِنْهُ كَرَاهِيَة وَهُوَ أوجه من النصب على الْمصدر وَقَوله بينتك أَو يَمِينه وشاهداك أَو يَمِينه الْوَجْه فِيهِ الرّفْع فِي بيتنك وشاهداك وَهِي رِوَايَة الْجُمْهُور قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَي مَا شهد لَك بِهِ شَاهِدَاك وَمثله عِنْد الْأصيلِيّ فِي بَاب الْقسَامَة شاهديك بِالنّصب أَي أحضرهما وَقَوله فِي حَدِيث الْأَشْعَث شهودك وَقَالَ مَالِي شُهُود مثله وَقد ضبط بِالْفَتْح وَمثله قَوْله الْبَيِّنَة والأحد فِي ظهرك ضبطناه بِالْفَتْح أَي أحضر بينتك وشهودك وَيصِح فِيهِ الرّفْع على مَا تقدم أَي مَا شهِدت لَك بِهِ الْبَيِّنَة وَقَوله مَا كَانُوا يضعون أَقْدَامهم أول من الطّواف بِالنّصب وَقَوله عَن الله تَعَالَى يسب ابْن آدم الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر بيَدي الْأَمر أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار روايتنا فِيهِ عَن جَمِيعهم بِرَفْع رَاء الدَّهْر آخرا حَيْثُ وَقع أَنا الْفَاعِل لما يضيفون للدهر وَأَنا الْخَالِق الْمُقدر الَّذِي يسمونه الدَّهْر وَلَا يلْتَفت إِلَى قَول من قَالَ أَنه اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَكَانَ مُحَمَّد بن دَاوُود الْأَصْبَهَانِيّ يَقُول إِنَّمَا هُوَ الدَّهْر بِالْفَتْح على الظّرْف وَقيل على الِاخْتِصَاص أَي أَنا مُدَّة الدَّهْر أصرف اللَّيْل وَالنَّهَار أَي أقلبهما وَأجْرِي الْقَضَاء أثناءهما وَهَذَا أحسن من التَّأْوِيل وَوجه ظَاهر فِي الْإِعْرَاب استحسنه أَكْثَرهم وَصَوَّبَهُ وَهُوَ أولى مَا كَانَ يتَأَوَّل عَلَيْهِ لَو لم يَأْتِ الحَدِيث إِلَّا بِهَذَا الْفظ لكنه قد جَاءَ بِأَلْفَاظ أخر لَا يتفلق فِيهَا هَذَا التَّأْوِيل مثل قَوْله لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر فَالْوَجْه فِيهِ التَّأْوِيل الأول لَا سِيمَا مَعَ قَوْله أول الحَدِيث يُؤْذِينِي ابْن آدم يسب الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر وَقَوله منزلنا إِن شَاءَ الله إِذا فتح الله الْخيف حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر الْخيف بِالرَّفْع خبر منزلنا وَوَجَدته فِي بعض أصُول شُيُوخنَا الْخيف بِالنّصب وَكَأَنَّهُ تَأَول أَنه مفعول بِفَتْح وَيجْعَل الْخَبَر فِيمَا بعده وَهُوَ خطأ وَلَيْسَ لفتح هُنَا مفعول وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ حكم وكشف وَأظْهر والخيف بِنَفسِهِ هُوَ الْموضع الَّذِي تقاسموا فِيهِ على الْكفْر يُرِيد فِي صحيفَة قطيعة بني هَاشم وَسَقَطت لَفْظَة إِذا فتح الله عِنْد ابْن ماهان وَقَوله أبعثها يَعْنِي الْبدن قيَاما سنة نَبِيكُم نصب على الِاخْتِصَاص وَقَوله قطع فِي مجن ثمنه ثَلَاثَة الدَّرَاهِم كَذَا جَاءَ فِي كتاب السّرقَة للأصيلي وَلغيره دَرَاهِم وَهُوَ الْوَجْه لَكِن وَقَوله لَا أحدث بِهِ رهبته بِالْفَتْح على الْمصدر كَذَا قيدناه على أبي بَحر وَقد ذكرنَا الْخلاف فِيهِ

بِمَعْنى من أجل رهبته وَقَوله ساعتان تفتح لَهما أَبْوَاب السَّمَاء ثمَّ قَالَ حَضْرَة النداء والصف فِي سَبِيل الله كَذَا ضَبطه الجياني ومتقنوا شُيُوخنَا وَهُوَ الصَّوَاب عطفا على حَضْرَة وَخبر من عطفه على النداء وَهِي الرِّوَايَة عِنْد أَكْثَرهم وَقَوله ثمَّ تكلم أَبُو بكر فَتكلم أبلغ النَّاس كَذَا ضَبطه بِالْفَتْح وَيصِح الرّفْع على الْفَاعِل أَي تكلم مِنْهُ رجل بِهَذِهِ الصّفة وَقَول عمر لحفصة عَن عَائِشَة لَا يغرنك هَذِه الَّتِي أعجبها حسنها حب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِيَّاهَا كَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّفْسِير وَذكره فِي بَاب حب الرجل بعض نِسَائِهِ مثله من رِوَايَة الْقَابِسِيّ وَمن رِوَايَة غَيره وَحب بِالْوَاو وَكَذَلِكَ عِنْد مُسلم من رِوَايَة ابْن وهب وَهُوَ بِالْوَاو بَين لَا أشكال فِيهِ وَالْأول بِمَعْنَاهُ واعرابه مثله على الْعَطف بِغَيْر الْوَاو فقد حكى الْمَازِني أكلت لَحْمًا تَمرا سمكًا وَقيل بل حب بدل اشْتِمَال من حسنها وَقَوله مر كلب رمت بعره فَلَا أَرْبَعَة أشهر وَعشرا أَرْبَعَة نصب على الإغراء أَو إِضْمَار الْفِعْل أَي أكمل أَو أتمم أَرْبَعَة أشهر وَعشرا واصبر على التَّفْسِير حَتَّى أَي حَتَّى تكمل عدتك أَرْبَعَة أشهر وَعشرا وَقَوله فَلَا بعد لَهَا وَمَوْضِع سكت ووقف وَتَمام الْكَلَام أَولا وَنهى عَن الرُّخْصَة فِي ذَلِك ثمَّ أكد ذَلِك مستأنفا بقوله أَرْبَعَة أشهر وَعشرا وَقَوله فِي فضل السبحة عَن أنس وَكَانَت أمه أم أنس أم سليم كَانَت أم عبد الله بن أبي طَلْحَة كَانَت أَعْطَتْ أم أَيمن الْأُم فِي الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة قيل رفع الأول باسم كَانَت والاثنان وصف لَهَا إِلَّا أَن أمه الَّتِي ذكر بَين أَنه يُرِيد أم أنس وَأَن كنيتها أم سليم ثمَّ أخبر أَنَّهَا أَيْضا أم بني طَلْحَة كَانَ تزَوجهَا وَخبر كَانَ الأول فِي قَوْله كَانَت أَعْطَتْ وَهُوَ الَّذِي قصد بالْخبر وَقَوله فَشَام السَّيْف فها هُوَ ذَا جَالس كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَرَوَاهُ بَعضهم جَالِسا وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَن جعلت ذَا خبر الْمُبْتَدَأ كَانَ جَالِسا نصبا على الْحَال وَإِن جعلت ذَا من صلتها جعلت جَالس رفعا خبر الْمُبْتَدَأ وَكَذَلِكَ فِي هَذَا الحَدِيث وَالسيف صلت فِي يَده كَذَا لأكثرهم على الْخَبَر وَعند الْقَابِسِيّ صَلتا وَقَوله فِي حَدِيث سُقُوط صَفِيَّة الْمَرْأَة رَوَاهُ بَعضهم بِالضَّمِّ وَله وَجه على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر فِيمَا يفعل بهَا أَي اشتغلوا بهَا وأقيموها أَو هِيَ أولى بالمبادرة وَنَحْو هَذَا وَالْأَظْهَر فِيهَا النصب على الإغراء والتخصيص وَقَوله فِي الَّذِي وقصته نَاقَته وَلَا يمس طيبا خَارج رَأسه بضمهما على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر الْمُقدم لَا يَصح غَيره لِأَنَّهُ ميت لَا يَصح إِضَافَة الْفِعْل إِلَيْهِ وَقَول أَسمَاء أَتَتْنِي أُمِّي راغبة نصب على الْحَال وَيصِح فِيهِ الرّفْع على خبر الْمُبْتَدَأ الْمَحْذُوف وَفِي حَدِيث جِبْرِيل بِهَذَا أمرت روينَاهُ بِضَم التَّاء أَي أمرت أَنا أَن أُصَلِّي بك وأعلمك وَأمرت بِالنّصب وَهُوَ رِوَايَة الكافة أَي شرع لَك يَا مُحَمَّد وتعبدت بِهِ فِي صَلَاة اللَّيْل مثنى قَول ابْن عمر لأنس بن سِيرِين أَنَّك لضخم أَلا تدعني اسقرئ لَك الحَدِيث كَذَا قيدناه عَن الْأَسدي ومتقني شُيُوخنَا بشد إِلَّا وَضم تدعني واستقري بِالْفَتْح وَقَيده بَعضهم بتخفيفها وَضم استقرئ وَقَوله أرأيتك جاريتك كَذَا ضبطناه من طَرِيق الجياني وَابْن عتاب بِفَتْح التَّاء وَبَعْضهمْ يضبطه بِكَسْرِهَا وَفِي حَدِيث الشَّارِب للخمر فوَاللَّه مَا علمت أَنه يحب الله وَرَسُوله بِضَم التَّاء وَفتح الْهمزَة من أَنه وَمَا علمت هُنَا بِمَعْنى الَّذِي لَيست بِنَفْي أَي علمي فِيهِ أَو الَّذِي أعلم أَو لقد علمت أَنه كَذَا وَهَذِه رِوَايَة الْجَمَاعَة

وضبطها وَعند ابْن السكن علمت بِفَتْح التَّاء على جِهَة التَّقْرِير للمخاطب الَّذِي سبه أَي لقد عَلمته بِهَذِهِ الصّفة أَو الَّذِي علمت بِهِ هَذَا فَلم تسبه إِذا وَقَوله أَنا أَبُو حسن القرم وَالله لَا أريم مَكَاني كَذَا ضبطناه بِالتَّنْوِينِ فِي النُّون وَرفع الْمِيم بِمَعْنى أَنا أَبُو حسن الْمَشْهُور أَو الْمَعْلُوم صَوَاب رَأْيه وَشبه هَذَا أَيهَا الْقَوْم على النداء الْمُفْرد وَكَانَ عِنْد الصَّدَفِي والباجي بالراء على النَّعْت بِكَسْر الْمِيم وَحذف التَّنْوِين على الْإِضَافَة أَي زعيم الْجَمَاعَة ومقدمها وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْقَاف وَقَوله غرَّة عبدا ووليدة صَوَابه تَنْوِين غرَّة وَاتِّبَاع عبد ووليدة وإعرابها على الْبَدَل لَا على الْإِضَافَة وَقد رَوَاهُ أكثرا لمحدثين وَالْفُقَهَاء بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْغَيْن وَقَوله كُنَّا لَا نَأْكُل من لُحُوم بدننا فَوق ثَلَاث منى كَذَا فِي حَدِيث ابْن جريج عِنْد مُسلم وَمَعْنَاهُ فَوق ثَلَاث لَيَال أَيَّام منى وَقصد الْأَيَّام لتضمن اللَّيَالِي لَهَا قَالَ العرجي مَا نَلْتَقِي إِلَّا ثَلَاث منى حَتَّى يفرق بَيْننَا النَّفر وَفِي خبر أبي ذَر حَتَّى كَانَ يَوْم الثَّالِثَة كَذَا لغير العذري والطبري أَي يَوْم اللَّيْلَة الثَّالِثَة وَعِنْدَهُمَا يَوْم الثَّالِث وَقَوله فِي الْهلَال فَهُوَ لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ كَذَا ضَبطه بعض المتقنين من شُيُوخنَا منونا وَمَعْنَاهُ رَأَيْتُمُوهُ فِيهَا بِحَذْف الْعَائِد كَمَا قَالَ لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا أَي فِيهِ وَضَبطه بَعضهم بِنصب لَيْلَة غير منون وَقَوله لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا يرِيه كَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ فِي بَاب الشّعْر بِفَتْح الْيَاء الْآخِرَة وَالْوَجْه سكونها كَمَا لغيره أَو إِثْبَات الْفَاء فيريه لمن فتح أَو حَتَّى يرِيه كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ لَكِن قد يخرج لرِوَايَة الْأصيلِيّ وَجه على الْعَطف على حذف حرف الْعَطف كَمَا حَكَاهُ الْمَازِني عَن الْعَرَب على بدل الْفِعْل من الْفِعْل وإجراء إِعْرَاب يرِيه على يمتلي وَقَوله دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم الْوَجْه ضبط دِيَاركُمْ بِفَتْح الرَّاء على الإغراء أَي ألزموها وَرفع آثَاركُم على مَا لم يسم فَاعله وَجزم تكْتب على جَوَاب أَمر الإغراء وَسقط فِي كتاب ابْن الْحذاء تكْتب فعلى هَذَا ينْتَصب أَيْضا آثَاركُم على الْمَفْعُول بِفعل مُضْمر أَي احتسبوا آثَاركُم وَكَذَا ضَبطه فِي هَذِه الرِّوَايَة بعض شُيُوخنَا عَن الجياني وَقَوله لم فعلت قَالَ خشيتك يَا رب بِالنّصب على الْمصدر أَو نصب على عدم الْخَافِض وَقَوله لَا تشرف يصيبك سهم بِرَفْع الْبَاء من يصيبك وَقَوله فِي الكنازين حَتَّى يقْضِي بَين الْخلق فَيرى سَبيله أما إِلَى الْجنَّة وَأما إِلَى النَّار بِنصب سَبيله على الْمَفْعُول الثَّانِي وَالْمَفْعُول الأول مُضْمر أَي فَيرى هُوَ سَبيله ويسلك بِهِ ظريف متبوئه من الْجنَّة أَو النَّار وَقَوله إِنِّي قد أَحْبَبْت فلَانا فَأَحبهُ كَذَا الرِّوَايَة بِفَتْح الْبَاء وَكَذَا يَقُوله الروَاة الْأَكْثَرُونَ وَمذهب سِيبَوَيْهٍ فِي مثل هَذَا من المضاعف إِذا دخلت عَلَيْهِ الْهَاء أَن تضم مَا قبلهَا فِي الْأَمر مُرَاعَاة للواو الَّتِي بعد الْهَاء فِي الأَصْل لِأَن الْهَاء خفيت فَكَانَ مَا قبلهَا ولي الْوَاو بعْدهَا الَّتِي توجبها الضمة وَلَا يكون مَا قبل الْهَاء إِلَّا مضموما هَذَا فِي الْمُذكر وَأما فِي الْمُؤَنَّث مثل أحبها وَلم يردهَا فَلَا يكون مَا قبل الْهَاء إِلَّا مَفْتُوحًا مُرَاعَاة للألف وَمثل قَوْله لم يضرّهُ شَيْطَان وَقَوله إِنَّا لم نرده عَلَيْك إِلَّا أَنا حرم وَلم نرده عَلَيْهِم فِي خبر الْحُدَيْبِيَة ورده من حَيْثُ أَخَذته أَكثر ضبط الشُّيُوخ فِيهِ وَلَفظ الْمُحدثين يضرّهُ ونرده بِفَتْح الدَّال وَلَا وَجه لَهُ وَصَوَابه نرده بِالضَّمِّ وَكَذَلِكَ قَوْله لَا تسبه وَأَصله نردده وبالضم على الصَّوَاب وجدته فِي الْمُوَطَّأ مُقَيّدا بِخَط خَالِي

أبي عبد وَكَذَا رده الْأُسْتَاذ ابْن الْقَاسِم وَكَذَا قَوْله وَمن يستعفف يعفه الله بِالضَّمِّ على مَا تقدم وَكَذَلِكَ قَوْله فِي بيع الطَّعَام بِالطَّعَامِ اذْهَبْ فَرده وَفِي حَدِيث النُّعْمَان فِي الْعَطِيَّة لأفرده وَكَذَا قَوْله لم تمسه النَّار الْوَجْه ضمه والرواة يفتحون جَمِيع ذَلِك إِلَّا قَلِيلا من المتقنين وَقَوله أخف الْحُدُود ثَمَانِينَ كَذَا رَوَاهُ السجْزِي بِالْفَتْح فيهمَا على جَوَاب السُّؤَال أَي أجلدهم أخف الْحُدُود ثَمَانِينَ فأخف مفعول وَثَمَانِينَ بدل مِنْهُ وَعند العذري وَغَيره أخف الْحُدُود ثَمَانُون على الْمُبْتَدَأ وَخَبره وَالْأول أوجه وأفصح وَقَوله هَذِه مَكَان عمرتك ضبطناه بِالرَّفْع على الْخَبَر أَي عمرتك الْفَائِتَة وَبِالنَّصبِ على الظّرْف قَالَ بَعضهم وَالنّصب الْوَجْه وَلَا يجوز غَيره وَالْعَامِل فِيهِ مَحْذُوف تَقْدِيره هَذِه كائنة مَكَان عمرتك الْفَائِتَة أَو مجعولة مَكَانهَا وَنَحْوه وَالرَّفْع عِنْدِي هُنَا الصَّحِيح لِأَنَّهُ لم يرد بِهِ الظّرْف وَالْمَكَان وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ عوض عمرتك الْفَائِتَة وَقَضَاء عَنْهَا وَقَوله فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري فِيهِ الرّفْع على الْخَبَر للمبتدأ أَي هَذَا وَالنّصب على الظّرْف وَقَالَ بَعضهم لَا يجوز فِيهِ إِلَّا ذَلِك وبنيت على الْفَتْح لِإِضَافَتِهِ إِلَى مبْنى وَهُوَ الْفِعْل الْمَاضِي لِأَن الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ كالشيء الْوَاحِد وَفِي الذَّهَب بِالذَّهَب مثل بِمثل وَعند الْأصيلِيّ مثلا بِمثل وَقَوله فِي خبر عَائِشَة وَأم سَلمَة لقد رأيتهما ينقزان الْقرب على ظهورهما أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ فتح الْقرب وَقَالَ الشُّيُوخ صَوَابه ضمه على الِابْتِدَاء وَالْقطع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْقَاف وَبينا وَجه ذَلِك وَمَعْنَاهُ وَمن رَوَاهُ ينقزان بِضَم أَوله وَوجه صَوَاب الرِّوَايَات فِيهِ بِالنّصب عَلَيْهِ وأوضحنا مَعَاني الْوَجْهَيْنِ بِمَا يُغني عَن إِعَادَته وَقَوله ينزل اللَّيْلَة النّصْف الْوَجْه هُنَا الضَّم لِأَن النّصْف هُنَا صفة اللَّيْلَة وَمَوْضِع خبر لَهَا وَلَيْسَت بجثة فَيمْتَنع أَن يكون خَبرا عَن المصادر وَيكون خَبرا لَهُ كَقَوْلِهِم أَن اللَّيْلَة الْهلَال لِأَن الْهلَال جثة فَالْوَجْه هُنَا النصب فِي اللَّيْلَة أَي حُدُوث الْهلَال أَو ظُهُوره وَقَوله أَلَيْسَ هَذَا خير لَهُ كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن جَعْفَر خيرا بِالْفَتْح وَفِي حَدِيث خبيب لَوْلَا أَن تظنوا مَا بِي جزع كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي بِالضَّمِّ زَاد فِي رِوَايَة ابْن السكن لأطلتهما يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ وَدلّ عَلَيْهَا فِي رِوَايَة الْحَذف الْكَلَام وَالْوَجْه جزعا نصب بالمفعول الثَّانِي لتظن إِلَّا على مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب أَن مَا بِي جزع وَمَا هُنَا هِيَ الْمَفْعُول الأول بِمَعْنى الَّذِي أَي تظن الَّذِي أفعل من إطالتي لَهما جزعا مني من الْمَوْت لَيست مَا هُنَا نَافِيَة إِلَّا إِذا صححنا رِوَايَة الرّفْع فِي جزع وَخَرجْنَا لَهُ وَجها فَتكون نَافِيَة وَيكون مفعول تظنوا محذوفا أَي تظنوا بِي الْجزع وَمَا بِي جزع لَا سِيمَا على من لم يرو ولإطالتهما وَقَوله صل فِي بَيْتِي مَكَانا اتَّخذهُ مصلى بِالسُّكُونِ على جَوَاب الْأَمر ضَبطه بَعضهم وَكَذَا قَيده الْجَوْهَرِي وضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا اتَّخذهُ بِالضَّمِّ وَكَانَ الْجَواب على هَذَا مُضْمر أَي فاتبرك بِهِ وَشبهه وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس وَكَانَ أنْفق عَلَيْهَا نَفَقَة دون كَذَا هُوَ فِي أَكثر النّسخ فِي مُسلم على الْإِضَافَة وَكَذَا قيدناه على القَاضِي الْحَافِظ أبي عَليّ وقيدناه على أبي بَحر نَفَقَة دونا على النَّعْت وَهُوَ وَجه الْكَلَام إِلَّا على مَذْهَب الْكُوفِيّين من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه فَتَصِح الرِّوَايَة الأولى وَقَوله حَدثنَا معَاذ بن هِشَام صَاحب الدستواني بِكَسْر الْبَاء نعت لهشام هُوَ نَفسه صَاحب الدستواني لَا ابْنه وَهُوَ الدستواني وَقد بَيناهُ فِي حرف الدَّال فِي بَاب مِيرَاث الْأَب وَالأُم أَن مِيرَاث الْأَب من ابْنه أَو ابْنَته أَنه إِن ترك المتوفي ولدا أَو ولد ابْن ذكرا كَذَا عِنْد

فصل في بيان إضمارات مشكلة في أثناء الأحاديث من هذه الكتب

القليعي وكافة الروَاة عَن يحيى فِي هَذَا الْموضع وَاللَّفْظ الآخر بعده أَيْضا وَعند الطرابلسي فيهمَا ذكر بالخفض وَله وَجه بَين وَطرح اللَّفْظَة كلهَا ابْن وضاح فِي بَاب بيع العربان فَمَا أَعْطيته لَك بَاطِل خبر الْمُبْتَدَأ كَذَا لرواة يحيى وَعند ابْن وضاح بَاطِلا نصب على الْحَال وَخبر الْمُبْتَدَأ فِي لَك وَفِي خبر عَائِشَة ذُو بطن بنت خَارِجَة كَذَا هِيَ رِوَايَة جمَاعَة شُيُوخنَا على الْإِضَافَة وَرُوِيَ عَن ابْن عتاب ذُو بطن منون وَبنت مَرْفُوع وَهُوَ غلط وَلَيْسَ بِشَيْء لِأَن بنت خَارِجَة هِيَ الْأُم وَزَوْجَة أبي بكر فَلَا تكون بَدَلا من ذِي بطن وَهُوَ يفْسد الْمَعْنى قَوْله فِي الْمُوَطَّأ فَمن لم يجد فَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج وَسَبْعَة إِذا رجعتم كَذَا ضبطناه عَن أبي إِسْحَاق من طَرِيق أبي عِيسَى بتنوين صِيَام وَنصب ثَلَاثَة وَسَبْعَة على الْمَفْعُول بِهِ وَلغيره على الْإِضَافَة وَنَصّ التِّلَاوَة وَقَوله وَكَانَ بَيت فِي خثعم يُقَال لَهُ الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية الْكَعْبَة اليمانية هُنَا مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره الشامية أَي الْكَعْبَة الْمَعْرُوفَة بِمَكَّة هِيَ الشامية أَي وَيُقَال لَهَا الشامية والكعبة اليمانية مَعْطُوف على ذِي الخلصة وَمن أسمائها وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب حَتَّى اشْتَدَّ النَّاس الْجد كَذَا للأصيلي رفع النَّاس وَنصب الْجد وَكَذَا عِنْد غَيره وَعند ابْن السكن اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجد بِرَفْع الْجد وَقَوله فَقُلْنَا كَرَاهِيَة الْمَرِيض الدَّوَاء بِالرَّفْع أَي هَذِه أَو حَالَته وشأنه أَو كَرَاهَة كَرَاهِيَة الْمَرِيض وَقَوله وَمَا يمنعك أَن تأذنين عمك من الرضَاعَة يَصح نَصبه بِعَدَمِ الْخَافِض أَي لعمك وَقد يكون مَرْفُوعا على الْخَبَر للمبتدأ أَي هُوَ عمك من الرضَاعَة وبالرفع ضَبطه أَكْثَرهم وَهُوَ أوجه فصل فِي بَيَان إضمارات مشكلة فِي أثْنَاء الْأَحَادِيث من هَذِه الْكتب قَوْله فِي البُخَارِيّ فِي كتاب الِاعْتِصَام وَقَول مُعَاوِيَة فِي كَعْب الْأَحْبَار أَنه أصدق الَّذين يحدثُونَ عَن الْكتاب وَإِن كُنَّا لنبلوا عَلَيْهِ الْكَذِب قيل الْهَاء فِي عَلَيْهِ عَائِدَة على الْكتاب لَا على كَعْب لِأَن كتبهمْ قد غيرت وَكَانَ هَذَا أنزه لكعب عَن الْكَذِب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وَعِنْدِي أَنه يَصح أَن يعود على كَعْب أَو على حَدِيثه وَإِن لم يقْصد الْكَذِب أَو يتعمده كَعْب إِذْ لَيْسَ بِشَرْط فِي الْكَذِب عِنْد أهل السّنة التعد بل إِخْبَار الْخَبَر بِخِلَاف مَا هُوَ عَلَيْهِ وَلَيْسَ فِي هَذَا تجريح لكعب بِالْكَذِبِ وَفِي حَدِيث وَفَاة مَيْمُونَة فِي مُسلم وَذكر فِيهِ صَفِيَّة ثمَّ قَالَ عَطاء بعد كَانَت آخِرهنَّ موتا لَكِن قَوْله مَاتَت بِالْمَدِينَةِ وَهِي إِنَّمَا مَاتَت بِمَكَّة بسرف كَمَا جَاءَ فِي آخر الحَدِيث وَقد ذكرته فِي الأوهام بِمَا أغْنى عَن إِعَادَته وَقَوله فِي مصلى رَكْعَتي الْفجْر وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لاث بِهِ النَّاس الْهَاء عَائِدَة على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَالَ الدَّاودِيّ الْهَاء عَائِدَة على الرجل الْمُصَلِّي أَي لأتوا بِهِ منكرين عَلَيْهِ وَالْأول أظهر وَذكرنَا قَوْله فِي حَدِيث طَاوس فِي طَلَاق ابْن عمر لم أسمعهُ يزِيد على ذَلِك لِأَبِيهِ وَإِن قَائِل هَذَا الْكَلَام ابْن جريج وَالْهَاء فِي لم أسمعهُ وَفِي لِأَبِيهِ رَاجِعَة على ابْن طَاوس أَي لم يسمع أَبَاهُ طاوسا يزِيد على ذَلِك لِأَبِيهِ فِي الحَدِيث فَبين ابْن جريج ذَلِك وَإِن الْهَاء فِي لم يسمعهُ لِأَبِيهِ وَإنَّهُ الَّذِي عَنى وَفِي بَاب مَا يذكر من الْفَخر فِي كتاب الصَّلَاة فِي خبر دحْيَة وَصفِيَّة قَوْله لَا تصلح إِلَّا لَك أَدْعُوهُ بهَا كَذَا لبَعض رُوَاة أبي ذَر وَعند أبي الْهَيْثَم وَبَقِيَّة الروَاة قَالَ ادعوهُ بهَا قَائِله النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله فِي بَاب أم الْوَلَد فَنظر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى ابْن وليدة زَمعَة فَإِذا هُوَ أشبه النَّاس بِهِ فَقَالَ هُوَ لَك يَا عبد بن زَمعَة الْهَاء فِي بِهِ عَائِدَة

على عتبَة الْمَذْكُور أول الحَدِيث كَمَا جَاءَ مُبينًا آخر الحَدِيث لشبهه بِعتبَة وَفِي بَاب أول الْجَنَائِز حَدثنَا أَبُو كَامِل الجحدري وَعُثْمَان ابْن أبي شيبَة كِلَاهُمَا عَن بشير بن الْمفضل قَالَ نَا عمَارَة بن غزيَّة ثمَّ بعد الحَدِيث قَالَ وَأَنا قُتَيْبَة نَا الدَّرَاورْدِي ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا خَالِد بن مخلد نَا سُفْيَان بن بِلَال جَمِيعًا بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ لي الْحَافِظ أَبُو عَليّ يَعْنِي عمَارَة بن غزيَّة وَقَوله فِي حَدِيث الْعَائِد فِي صدقته نَا قُتَيْبَة وَابْن رمح عَن اللَّيْث ونا الْمقدمِي وَابْن مثنى نَا يحيى ونا ابْن نمير عَن أَبِيه ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو أُسَامَة عَن عبيد الله كِلَاهُمَا عَن نَافِع فَقَوله كِلَاهُمَا يَعْنِي اللَّيْث وَعبيد الله الْعمريّ وَقَوله نَا أَبُو أُسَامَة عَن عبيد الله يَعْنِي كل من ذكر من شُيُوخ شُيُوخه بعد سَنَد اللَّيْث يحيى القطاني ووالد ابْن نمير وَأَبُو أُسَامَة حدثوا كلهم عَن عبيد الله الْعمريّ بِالْحَدِيثِ وَفِي الْعمريّ حَدثنِي أَبُو الزبير عَن جَابر قَالَ أعمرت امْرَأَة بِالْمَدِينَةِ حَائِطا لَهَا الحَدِيث قَائِل هَذَا الْكَلَام وحاكى الْحِكَايَة أَبُو الزبير لَا جَابر وَإِنَّمَا ذكر أَولا جَابر الْإِسْنَاد السّنة الَّتِي ذكرهَا بعد عَنهُ بِدَلِيل قَوْله فَدَعَا جَابِرا فَشهد لَهَا وَقَوله فِي حَدِيث سعد لَكِن البائس سعد بن خَوْلَة يرثي لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن مَاتَ بِمَكَّة الْقَائِل يرثي لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سعد بن معَاذ رَاوِي الْقِصَّة وَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي كتاب الْأَدْعِيَة وَقيل بل قَائِله الزُّهْرِيّ وَالْأول أصح وَفِي خطْبَة مُسلم نَا حسن بن الرّبيع نَا حَمَّاد ابْن زيد عَن أَيُّوب وَهِشَام عَن مُحَمَّد ونا فُضَيْل عَن هِشَام ونا مخلد بن حسن عَن هِشَام عَن ابْن سِيرِين الْقَائِل ونا فُضَيْل ونا مخلد حسن بن الرّبيع وفضيل هَذَا هُوَ ابْن عِيَاض الزَّاهِد وَمُحَمّد أَولا هُوَ ابْن سِيرِين الْمَذْكُور آخرا وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب من الْإِيمَان أَن يحب لِأَخِيهِ مثل مَا يحب لنَفسِهِ نَا مُسَدّد أَنا يحيى عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس الحَدِيث ثمَّ قَالَ وَعَن حُسَيْن الْمعلم قَالَ نَا قَتَادَة الْقَائِل وَعَن حُسَيْن مُسَدّد يعْنى ان يحيى بن سعيد القطاني حَدثهُ بِهِ عَن شُعْبَة وَعَن حُسَيْن الْمعلم عَن قَتَادَة وَفِي بَاب الِاغْتِبَاط بِالْعلمِ نَا الْحميدِي نَا سُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة نَا إِسْمَاعِيل على غير مَا حدّثنَاهُ الزُّهْرِيّ قَالَ سَمِعت قيس ابْن أبي حَازِم وَذكر حَدِيث لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ الْقَائِل على غير مَا حدّثنَاهُ الزُّهْرِيّ سُفْيَان بن عُيَيْنَة يُرِيد أَنه بِخِلَاف حَدِيثه هُوَ عَن الزُّهْرِيّ الَّذِي جَاءَ بِهِ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد وَفِي بَاب الْقسم بَين النِّسَاء كَانَ فِي بَيت عَائِشَة فَجَاءَت زَيْنَب فَمد يَده إِلَيْهَا قيل الضَّمِير هُنَا عَائِد على عَائِشَة وَفِي بَاب تَزْوِيج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خَدِيجَة خير نسائها مَرْيَم وَخير نسائها خَدِيجَة الْهَاء عَائِدَة على الدُّنْيَا وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث أبي كريب وَأَشَارَ وَكِيع إِلَى السَّمَاء وَالْأَرْض وَفِي بَاب وَبث فِيهَا من كل دَابَّة وَفِي كتاب البدء فِي حَدِيث نصر بن عَليّ أَنا عبد الْأَعْلَى نَا عبيد الله بن عمر عَن نَافِع حَدِيث الْهِرَّة ثمَّ قَالَ وَحدثنَا عبيد عَن سعيد قَائِل ونا هُوَ عبد الْأَعْلَى الْمَذْكُور قبل فِي غَزْوَة الخَنْدَق قَالَ وَأَخْبرنِي ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة بن خَالِد قَائِل ذَلِك هُوَ هِشَام الرَّاوِي عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ هَذَا الحَدِيث وَفِي بعث عَليّ إِلَى الْيمن فأهدى لَهُ هَديا كَذَا للنسفي وَبَعْضهمْ وَالْهَاء عَائِدَة هُنَا على عَليّ وَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي سَائِر الرِّوَايَات وَفِي الْبكاء عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله ثمَّ ذكر كَلَام الْأَعْمَش ثمَّ قَالَ وَعَن أَبِيه عَن أبي الضُّحَى عَن عبد الله الضَّمِير فِي أَبِيه عَائِدَة على سُفْيَان وَهُوَ الثَّوْريّ روى الحَدِيث عَن سُلَيْمَان وَعَن أَبِيه بِسَنَدَيْهِمَا لعبد الله وَفِي قبُول الْهَدِيَّة عَن قَول عَائِشَة عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا

الْوَلَاء لمن أعتق وَأهْدى لَهَا لحم فَقيل هَذَا تصدق بِهِ على بَرِيرَة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَالْهَاء فِي لَهَا عَائِد على عَائِشَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ لبريرة صَدَقَة وَكَذَا جَاءَ فِي مُسْند ابْن أبي شيبَة وأهدت إِلَى عَائِشَة لَحْمًا وَفِي بَاب العظة باليل حَدِيث صَدَقَة عَن ابْن عُيَيْنَة عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن هِنْد عَن أم سَلمَة وَعَمْرو وَيحيى بن سعيد عَن الزُّهْرِيّ عَن امْرَأَة عَن أم سَلمَة عَمْرو هُنَا وَمَا بعده مخفوض مَعْطُوف على معمر الْقَائِل وَعَمْرو وَابْن عُيَيْنَة وَوَقع عِنْد الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي فِي هَذِه الطَّرِيق الثَّانِي عَن هِنْد عَن أم سَلمَة كَمَا ذكر فِي الحَدِيث قبله ولغيرهما عَن امْرَأَة عَن أم سَلمَة وَفِي مَنَاقِب عبد الله بن سَلام قَالَ فَنزلت هَذِه الْآيَة وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل الْآيَة قَالَ لَا أَدْرِي قَالَ ملك الْآيَة أَو فِي الحَدِيث فِي هَذَا الْكَلَام تلفيف وإشكال مَعْنَاهُ لَا أَدْرِي قَالَ مَالك هَذَا الْفَصْل من عِنْد نَفسه أَي فَنزلت هَذِه الْآيَة أَو هُوَ فِي رِوَايَته فِي الحَدِيث وَقَائِل هَذَا عَن ملك هُوَ القعْنبِي وَالله أعلم وَفِي الْمَغَازِي فَذكرت ذَلِك لِقَتَادَة فَقَالَ العشير الذاكر ذَلِك لِقَتَادَة شُعْبَة وَكَذَا هُوَ عِنْد ابْن السكن مُبينًا قَالَ شُعْبَة فَذكرت ذَلِك لِقَتَادَة وَفِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل عَن أبي عُثْمَان أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث عَمْرو بن العَاصِي على ذَات السلَاسِل قَالَ فَأَتَيْته فَقلت أَي أحب النَّاس إِلَيْك الْقَائِل فاتيته عَمْرو بن العَاصِي وَفِي تَفْسِير نِسَاؤُكُمْ حرث لكم نَا إِسْحَاق أَنا النَّضر بن شُمَيْل وَذكر حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر ثمَّ قَالَ وَعَن عبد الصَّمد حَدثنِي أبي حَدثنِي أَيُّوب الْقَائِل وَعَن عبد الصَّمد إِسْحَاق بن مَنْصُور الكوسجي وَفِي حَدِيث النغير يلْعَب بِهِ الصَّحِيح أَن الْهَاء رَاجِعَة إِلَى النغير وَأَن اللاعب بِهِ الصَّبِي وَقيل بل الْهَاء رَاجِعَة على الصَّبِي وَالْمرَاد يتلعب بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي يهازله وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف اللَّام وَفِي حرف النُّون وَفِي آخر الْكتاب تَمَامه وَقَوله وإسقطا لَهَا بِهِ الْهَاء فِي بِهِ عَائِدَة على الْكَلَام الَّذِي كلماها بِهِ وَقد فسرناه فِي اللَّام وَالسِّين وَفِي تَفْسِير وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إلاها آخر نَا مُسَدّد نَا يحيى عَن سُفْيَان حَدثنِي مَنْصُور وَسليمَان عَن أبي وَائِل عَن أبي ميسرَة عَن عبد الله وحَدثني وَاصل عَن أبي وَائِل الْقَائِل وحَدثني وأصل سُفْيَان وَفِي تَفْسِير النَّاس نَا عَليّ بن عبد الله نَا سُفْيَان نَا عَبدة بن أبي لبَابَة عَن زر بن جَيش ونا عَاصِم عَن زر قَائِل هَذَا سُفْيَان وَكَذَا عِنْد ابْن السكن مُفَسرًا وَمثله فِي بَاب لَا يُعْطي الجزار من الْهَدْي نَا مُحَمَّد بن كثير نَا سُفْيَان بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد ثمَّ قَالَ وحَدثني عبد الْكَرِيم قَائِله هُوَ سُفْيَان وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي كتاب ابْن السكن قَالَ سُفْيَان وحَدثني عبد الْكَرِيم قَالَ سُفْيَان وحَدثني عَاصِم وَفِي حَدِيث أبي لَهب إِلَّا أَنِّي سقيت فِي مثل هَذِه الْإِشَارَة بالضمير فِي هَذِه إِلَى النقرة الَّتِي بَين الْإِبْهَام والسبابة وَقد ذكر مُفَسرًا فِي غير هَذِه الْأُصُول وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ مُفَسرًا وَذكره الْحَرْبِيّ وَفِي بَاب وَلَا تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا وَذكر فِي الحَدِيث وخالتها فنرى خَالَة أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمنزلَة قَائِل فنرى ابْن شهَاب وَفِي بَاب مسح الراقي فِي حَدِيث سُفْيَان عَن الْأَعْمَش قَوْله فَذَكرته لمنصور فَحَدثني عَن إِبْرَاهِيم عَن مَسْرُوق قَائِله سُفْيَان رَاوِي الحَدِيث أَولا عَن الْأَعْمَش عَن مُسلم عَن مَسْرُوق وَكَذَلِكَ أَيْضا جَاءَ فِي مُسلم فِي الرّقية عِنْد وَفَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش وَقَالَ آخِره قَالَ فَحدثت بِهِ منصورا فَحَدثني عَن إِبْرَاهِيم وَقد جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ أَيْضا مُفَسرًا قَالَ يحيى قَالَ سُفْيَان فَحدثت بِهِ منصورا وَمثله فِي الزَّكَاة على الزَّوْج أَنا الْأَعْمَش

عَن شَقِيق عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله يَعْنِي ابْن مَسْعُود قَالَ فَذَكرته لإِبْرَاهِيم فَحَدثني إِبْرَاهِيم عَن أبي عُبَيْدَة عَن عَمْرو بن الْحَارِث قَائِل فَذَكرته لإِبْرَاهِيم هُوَ الْأَعْمَش وَفِي بَاب مَا يكره من الْمثلَة فِي كتاب الصَّيْد قَوْله تَابعه سُلَيْمَان عَن شُعْبَة حَدثنَا الْمنْهَال عَن سعيد الْقَائِل نَا الْمنْهَال هُوَ شُعْبَة وَفِي بَاب من اكتوى أَو كوى حَدِيث عمرَان ابْن ميسرَة لَا رقية إِلَّا من عين أَو حمة فَذَكرته لسَعِيد بن جُبَير قَائِل هَذَا حُصَيْن وَهُوَ مُبين فِي كتاب الرَّقَائِق وَفِي بَاب مسح الراقي الوجع بِيَدِهِ يحيى بن سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن مُسلم عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة الحَدِيث ثمَّ قَالَ فَذَكرته لمنصور فَحَدثني بِهِ عَن إِبْرَاهِيم عَن مَسْرُوق وَالْقَائِل فَذَكرته هُوَ سُفْيَان وَفِي بَاب وضع الصَّبِي على الْفَخْذ سُلَيْمَان يَعْنِي التَّمِيمِي عَن أبي عُثْمَان قَالَ التَّمِيمِي فَوَقع فِي قلبِي مِنْهُ شَيْء فَقلت فَحَدثني بِكَذَا وَكَذَا فَلم أسمعهُ من أبي عُثْمَان ثمَّ رجعت إِلَى كتابي فَوَجَدته عِنْدِي مَكْتُوبًا فِيمَا سَمِعت فِيهِ تلفيف كَمَا ترَاهُ وتقويمه وَمَعْنَاهُ أَن التَّمِيمِي وَقع فِي نَفسه شَيْء من سَمَاعه هَذَا الحَدِيث من أبي عُثْمَان حَتَّى رَجَعَ إِلَى كِتَابه وَقَوله قلت لنَفسِهِ يخاطبها فِي تشككها وتذكاره وَفِي حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ عِنْد مُسلم من رِوَايَة عمر والناقد آخر الحَدِيث قَالَ وأخبرت عَن عمرَان بن حُصَيْن أَنه قَالَ وَسلم قَائِل وأخبرت مُحَمَّد بن سِيرِين وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب الأبراد نَا الطَّاهِر نَا أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال نَا أَبُو بكر نَا سُلَيْمَان قَالَ صَالح نَا الْأَعْرَج فِي غَيره عَن أبي هُرَيْرَة وَنَافِع عَن عبد الله بن عمر نَافِع هُنَا مَعْطُوف على الْأَعْرَج وَفِي مُسلم فِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن عَبدة أَن عمر بن الْخطاب كَانَ لَا يجْهر بسبحانك اللَّهُمَّ الحَدِيث ثمَّ قَالَ وَعَن قَتَادَة أَنه كتب إِلَيْهِ هُوَ مَعْطُوف على عَبدة الْأَوْزَاعِيّ قَائِل وَعَن قَتَادَة حدث بِأول الحَدِيث عَن عَبدة وَبِمَا بعده عَن قَتَادَة وَفِي تَفْسِير هود نَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى أَنا هِشَام عَن جريج وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر الْقَائِل وَأَخْبرنِي هُوَ ابْن جريج وَقد جَاءَ مُبينًا قبله فِي الحَدِيث الآخر وَفِي مُسلم فِي بَاب من لَقِي الله بِشَهَادَة لَا إِلَه إِلَّا الله فِي حَدِيث أبي بكر بن النَّضر وَذُو الثَّمر بثمرة وَقَالَ مُجَاهِد وَذُو النَّوَى بنواه قَالَ عبد الْغَنِيّ طَلْحَة بن مطرف يَعْنِي الْمَذْكُور فِي السَّنَد وَهُوَ حاكي ذَلِك عَن مُجَاهِد وَفِي حَدِيث الْإِسْرَاء أَنه رآ أَرْبَعَة أَنهَار تخرج من أَصْلهَا كَذَا جَاءَ فِي مُسلم وَلم يتَقَدَّم على مَا يعود الضَّمِير وَالْمرَاد أصل سِدْرَة الْمُنْتَهى وَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي البُخَارِيّ وَفِي فَضَائِل أبي بكر فَإِن لم تجديني فائتي أَبَا بكر قَالَ أَي كَأَنَّهَا يَعْنِي الْمَوْت قَائِل هَذَا هُوَ جُبَير بن مطعم رَاوِي الحَدِيث وَعند الطَّبَرِيّ والسجزي قَالَ أبي بباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وَهُوَ ذَاك أَن صِحَة هَذِه الرِّوَايَة قَالَه عَنهُ ابْنه مُحَمَّد بن جُبَير الْمَذْكُور فِي سَنَد الحَدِيث وَالله أعلم وَفِي حَدِيث عبد الْقَيْس من رِوَايَة يحيى بن أَيُّوب قَول قَتَادَة نَا من لَقِي ذَلِك الْوَفْد ثمَّ قَالَ وَذكر قَتَادَة أَنا نَضرة عَن أبي سعيد يَعْنِي أَنه سَمَّاهُ فِيمَن حَدثهُ بِهِ عَن أبي سعيد وَقد وَقع مُبينًا فِي كتاب سعيد بن مَنْصُور قَالَ سعيد قَالَ قَتَادَة فَذكر أَبُو نَضرة عَن أبي سعيد وَفِي حَدِيث لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور حَدِيث مُحَمَّد بن الْمثنى وَفِيه قَالَ أَبُو بكر ووكيع نَا إِسْرَائِيل كَذَا للصدفي والسجزي وَأَكْثَرهم وَمَعْنَاهُ قَالَ أَبُو بكر ونا وَكِيع عطفه على من سمي قبله وَكَذَا وَقع مُبينًا فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وَابْن الْحذاء وَفِي حَدِيث بِلَال فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ والخمار قَالَ مُسلم وَفِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس حَدثنِي الحكم حَدثنِي بِلَال فَهَذَا إِشْكَال كثير وَالْحكم إِنَّمَا يرْوى عَن رجلَيْنِ

عَن بِلَال وَمعنى هَذَا أَنه أَدخل الْمسند أَولا مُعَنْعنًا عَن الحكم وَعَن بِلَال من غير رِوَايَة عِيسَى ثمَّ ذكر أَن عِيسَى صرح فِيهِ بِالسَّمَاعِ فَقَالَ أَنا الحكم وَلم يقل عَن الحكم وَقَالَ آخر الحَدِيث نَا بِلَال وَلم يقل عَن بِلَال وَإِلَّا فَأَيْنَ الحكم من بِلَال وَإِنَّمَا رُوِيَ فِي السَّنَد الأول عَن ابْن أبي ليلى عَن كَعْب بن عجْرَة عَن بِلَال وَفِي بَاب الدُّعَاء أثر الصَّلَاة نَا شُعْبَة عَن عَاصِم عَن عبد الله بن الْحَارِث وخَالِد عَن عبد الله بن الْحَارِث كِلَاهُمَا عَن عَائِشَة خَالِد هُنَا مخفوض مَعْطُوف على عَاصِم وهما روياه عَن عبد الله بن الْحَارِث وَقَالَ كِلَاهُمَا فِيهِ عَن عَائِشَة كَذَا تَقْوِيم هَذَا اللَّفْظ فِي الرُّؤْيَا فِي حَدِيث القعْنبِي وليتعوذ من شَرها فَإِنَّهَا لن تضره فَقَالَ إِن كنت لأرى الرُّؤْيَا الحَدِيث كَمَا جَاءَ فِي مُسلم مُبْهما قَائِل ذَلِك أَبُو سَلمَة وَكَذَا جَاءَ مفصلا فِي غير مَوضِع من هَذِه الْأُصُول وَوَقع هُنَا للسمرقندي قَالَ أَبُو بكر إِن كنت وَهُوَ وهم وَلَيْسَ فِي سَنَد القعْنبِي هَذَا من كنيته أَبُو بكر حَتَّى يصرف إِلَيْهِ مَعَ مَا ذَكرْنَاهُ وَقَوله خلق آدم على صورته أما فِي الحَدِيث الَّذِي لم يذكر فِيهِ فِي كتاب السَّلَام والاستيدان فِي البُخَارِيّ وَفِي بَاب كتاب مُسلم فالهاء عَائِدَة على آدم أَي على خلقته وَصورته الَّتِي خلقه عَلَيْهَا أَو على هَيئته الَّتِي وجد عَلَيْهَا وَلم ينشأ فِي الْأَرْحَام وَلَا انْتقل فِي الأطوار وَلَا كَانَ من أبوين وَلَا كَانَ نُطْفَة ثمَّ علقَة ثمَّ مُضْغَة كَغَيْرِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى خلقه من تُرَاب ثمَّ قَالَ لَهُ كن فَيكون بِدَلِيل قَوْله فِي نفس الحَدِيث طوله سِتُّونَ ذِرَاعا هَذَا أحسن مَا فِيهِ وَفِي الحَدِيث تأويلات آخر للأيمة قد ذَكرنَاهَا فِي موضعهَا من هَذَا الْكتاب وَمن شرح مُسلم وَأما فِي الحَدِيث الآخر الَّذِي ذكره مُسلم فِي الَّذِي رَآهُ يضْرب وَجه عَبده فأظهر مَا فِيهِ أَن الْهَاء عَائِدَة على الْمَضْرُوب وَوَجهه أَن هَذِه الصُّورَة الَّتِي شرفها الله خلق عَلَيْهَا آدم وَذريته وَقَوله لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلب وَلَا صُورَة يُرِيد بالصورة التماثيل الَّتِي فِيهَا الْأَرْوَاح قَالَ الْقَابِسِيّ الْقَائِل يُرِيد هُوَ ابْن عَبَّاس وَقَوله فِي مُسلم فِي دُعَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اجْعَل فِي قلبِي نورا إِلَى قَوْله قَالَ كريب وَسبعا فِي التابوت فَلَقِيت بعض ولد الْعَبَّاس فَأَخْبرنِي بِهن قَائِل هَذَا سَلمَة بن كهيل رَاوِي الحَدِيث عَن كريب وَقد فسرنا الحَدِيث فِي حرف التَّاء وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْفِتَن فِي حَدِيث بدل بن المحبر فِي خبر أبي مُوسَى وَأبي مَسْعُود وعمار وَقَول عمر لَهما مَا رَأَيْت مِنْكُمَا إِلَى قَوْله وكساهما حلَّة حلَّة ثمَّ راحوا إِلَى الْمَسْجِد ظَاهره أَن الكاسي عمار لكَونه الْمَذْكُور الْمُتَكَلّم آخرا وَإِنَّمَا الكاسي أَبُو مَسْعُود لأبي مُوسَى وعمار ورد مُفَسرًا فِي الْبَاب بعد فَقَالَ أَبُو مَسْعُود وَكَانَ مُوسِرًا يَا غُلَام هَات حلتين فاعط إِحْدَاهمَا أَبَا مُوسَى وَالْأُخْرَى عمارا وَقَالَ روحا فيهمَا إِلَى الْجُمُعَة وَفِي بَاب كَرَاهِيَة تمني الْمَوْت نَا عبد الْوَاحِد نَا عَاصِم عَن النَّضر بن أنس وَأنس يَوْمئِذٍ حَيّ قَالَ قَالَ أنس يُوهم لَفظه أَن عَاصِمًا حدث بِهِ عبد الْوَاحِد وَأنس حَيّ وَهَذَا لَا يَصح وَلَا يُمكن وَإِنَّمَا مُرَاده يَوْمئِذٍ حِين حدث بِهِ النَّضر عَاصِمًا وَفِي آخر الْعتْق قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) للْعَبد الْمَمْلُوك الصَّالح أَجْرَانِ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الْجِهَاد الحَدِيث قَائِل وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِلَخ الحَدِيث أَبُو هُرَيْرَة رَاوِيه قَوْله آخر كتاب النذور وَتَابعه سهل عَن ابْن عون وَتَابعه يُونُس وَسماك الْهَاء فِي تَابعه آخرا عَائِدَة على ابْن عون وَفِي بَاب الزَّكَاة على الزَّوْج نَا الْأَعْمَش حَدثنِي شَقِيق عَن عمر بن الْحَارِث عَن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله قَالَ فَذَكرته لإِبْرَاهِيم فَحَدثني إِبْرَاهِيم عَن أبي عُبَيْدَة الحَدِيث قَائِل فَذَكرته هُوَ الْأَعْمَش وَقد وَقع مُبينًا فِي رِوَايَة ابْن

السكن وَفِي بَاب خرص التَّمْر وَأهْدى ملك ايلة للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بغلة بَيْضَاء وكساه بردة الكاسي هُنَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْهَاء عَائِدَة على ملك أَيْلَة وَهُوَ المكسو وَقد جَاءَ مُبينًا فِي غير هَذَا الحَدِيث وَيدل عَلَيْهِ فِي هَذَا الحَدِيث قَوْله وَكتب لَهُ ببحرهم وَأَن هَذَا كُله فعل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بَاب تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك فَقلت الْحيض قَالَت أَو لَيْسَ يشهدن عَرَفَة القائلة فَقلت الْحيض حَفْصَة وَهُوَ مُبين فِي غير هَذِه الرِّوَايَة وَالْبَاب وَفِيه هُنَا أشكال وَفِي بَاب الْحيَاء فِي حَدِيث أنس فِي الَّتِي عرضت نَفسهَا على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَت ابْنَته مَا أقل حياءها فَقَالَ هِيَ خير مِنْك هِيَ ابنت أنس والراد عَلَيْهَا أَبوهَا وَفِي بَاب مسخ الفار فِي مُسلم قَول كَعْب لأبي هُرَيْرَة أسمعت هَذَا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أأنزلت على التَّوْرَاة قَائِل هَذَا أَبُو هُرَيْرَة يُرِيد أَنه لَا يحدث إِلَّا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِخِلَاف كَعْب وَمن هُوَ مثله مِمَّن يحدث عَن التورية والكتب الْمُتَقَدّمَة وَفِي أَسمَاء أهل بدر فِي رِوَايَة الْفربرِي معوذ بن عفراء وَأَخُوهُ ملك بن ربيعَة أَبُو أسيد الْأنْصَارِيّ كَذَا جَاءَ مُضْمر هَذِه الْأَسْمَاء فَدخل على من لَا يعرف فِيهِ أشكال حَتَّى ظن أَن ملكا ابْن ربيعَة هُوَ اسْم أخي معوذ بن عفراء وَأَن أَبَا أسيد غير ملك بن ربيعَة وَهَذَا خطأ مَحْض وَعدم معرفَة بِالرِّجَالِ وَفِي بعض نسخ الشُّيُوخ وَأَبُو أسيد بِالْوَاو وَهُوَ تَصْرِيح بالْخَطَأ أَيْضا وَإِنَّمَا تمّ الْكَلَام عِنْد قَوْله وَأَخُوهُ ثمَّ ابْتَدَأَ ملك ابْن ربيعَة وَقد ذكر كنية أبي أسيد وَلَيْسَ بِغَيْرِهِ وَأما أَخُو معوذ بن عفراء فَهُوَ معَاذ وَلَهُمَا أَخ ثَالِث شهد ثَلَاثَتهمْ بَدْرًا وَجَاء اسْم ملك بن ربيعَة وكنيته فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ فِي آخر الْبَاب بَينه وَبَين معَاذ بن عفراء وأخيه أَسمَاء كَثِيرَة وَفِي بَاب من خرج من اعْتِكَافه عِنْد الصُّبْح نَا عبد الرَّحْمَن نَا سُفْيَان عَن ابْن جريج عَن سُلَيْمَان الْأَحول عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد قَالَ ونا مُحَمَّد بن عمر عَن أبي سَلمَة قَالَ وأظن أَن ابْن أبي لبيد نَا عَن أبي سَلمَة الْقَائِل ونا مُحَمَّد بن عمر وأظن أَن ابْن أبي لبيد وَهَذَا الْكَلَام كُله هُوَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَهُوَ عِنْد النَّسَفِيّ قَالَ سُفْيَان مُبينًا وَفِي اللَّفْظَة فِي حَدِيث شُعْبَة عَن سَلمَة وَفِي آخِره لَقيته بعد بِمَكَّة اللاقي شُعْبَة لَقِي سَلمَة جَاءَ مُبينًا بعد هَذَا بِأَبْوَاب قَليلَة فِي البُخَارِيّ وَبَينه مُسلم وَالنَّسَائِيّ فَقَالَا قَالَ شُعْبَة وَفِي بَاب شدَّة عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا عَمْرو النَّاقِد نَا عَبدة ابْن سُلَيْمَان قَالَ يحيى بن يمَان نَا عَن هِشَام بن عُرْوَة كَذَا عِنْد الجياني وَعند متقني شُيُوخنَا بِمَعْنَاهُ وَيحيى بن يمَان قَالَ نَا هِشَام وَعند بعض رُوَاة ابْن ماهان نَا عَبدة بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنَا يحيى بن يمَان نَا هِشَام وَهَذَا مُشكل اللَّفْظ وَالْقَائِل نَا يحيى ابْن يمَان عمر وَلَا عَبدة وَفِي وَصِيَّة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أوصيكم بِثَلَاث فَذكر إِخْرَاج الْمُشْركين من جَزِيرَة الْعَرَب وإجازة الْوَفْد ثمَّ قَالَ وَسكت عَن الثَّالِثَة أَو قَالَ أنسيتها السَّاكِت عَنْهَا ابْن عَبَّاس وَالنَّاسِي سعيد بن جُبَير وَفِي آخر الْعتْق حَدِيث ابْن وهب نَا ملك بن أنس قَالَ وَأَخْبرنِي ابْن فلَان عَن سعيد المَقْبُري قَائِل هَذَا كُله ابْن وهب وَابْن فلَان الَّذِي أخبر عَنهُ هُوَ ابْن سمْعَان كنى عَنهُ لضَعْفه هَذَا قَول بَعضهم قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيظْهر لي أَن الَّذِي كني عَنهُ إِنَّمَا هُوَ البُخَارِيّ لَا ابْن وهب لِأَن ابْن وهب صرح باسمه فِي كتبه فَلَمَّا وجد البُخَارِيّ حَدِيثه عَن ملك ثمَّ استشهاده بِهِ بعده جَاءَ بِسَنَدِهِ كَمَا ذكره ابْن وهب لكنه كنى عَنهُ إِذْ حَدِيثه لَيْسَ من شَرط كِتَابه وَلم يعلقه وَلَا اسْتشْهد بِهِ فِي شَيْء من كِتَابه فخشي أَن تَركه مُصَرحًا باسمه فِي الْمسند مَعَ ملك مِمَّا ينْتَقد

عَلَيْهِ إِدْخَاله فكنى عَن اسْمه ليزيل الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ بذلك وَفِي بَاب سبْحَة الضُّحَى فِي هَذِه الْأُصُول إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس أَن جدته مليكَة الْهَاء فِي جدته عَائِدَة على أنس وَهِي أم أمه وَقَائِل ذَلِك أنس وَقَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر أَنَّهَا عَائِدَة على إِسْحَاق وَإِن قَائِل ذَلِك ملك وَهُوَ غلط عِنْدهم وَفِي البُخَارِيّ فِي آخر حَدِيث الْإِفْك ونا فليح عَن هِشَام قَائِله هُوَ أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن دَاوُود شيخ البُخَارِيّ الْمَذْكُور أَولا فِي سَنَد الحَدِيث وَفِي بَاب لَا حمى إِلَّا لله وَلِرَسُولِهِ قَالَ وَبَلغنِي أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حمى النقيع قَائِل ذَلِك وَالَّذِي بلغه هُوَ ابْن شهَاب كَذَا جَاءَ مُبينًا فِي موطأ ابْن وهب وَفِي آخر بَاب الدَّلِيل على أَن الْخمس النوائب الْمُسلمين ذكر حَدِيث على عَن سُفْيَان عَن ابْن الْمُنْكَدر سمع جَابِرا قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَو قد جَاءَ مَال من الْبَحْرين آخر الحَدِيث ونا عَمْرو عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر قَائِل هَذَا هُوَ سُفْيَان وَقد جَاءَ مُبينًا فِي رِوَايَة أبي ذَر وَابْن السكن وَفِي بَاب خير مَال الْمُسلم إِسْحَاق أَنا روح أَنا ابْن جريج حَدِيث إِذا كَانَ جنح اللَّيْل ثمَّ قَالَ آخِره وَأَخْبرنِي عَمْرو بن دِينَار سمع جَابر الْقَائِل وَأَخْبرنِي عمر وَهُوَ ابْن جريج وَفِي الْبَاب حَدثنَا نصر بن عَليّ أَنا عبد الْأَعْلَى حَدثنَا عبيد الله عَن نَافِع حَدِيث الْهِرَّة ثمَّ قَالَ آخِره ونا عبيد الله عَن سعيد المَقْبُري الْقَائِل ونا عبيد الله هُوَ عبد الْأَعْلَى الْمَذْكُور فِي بَاب الْحَوْض نَا هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي نَا ابْن وهب نَا أَبُو أُسَامَة عَن أبي حَازِم عَن سهل عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش عَن أبي سعيد الْقَائِل وَعَن النُّعْمَان أَبُو حَازِم وَفِيه فِي الْعود فِي الصَّدَقَة نَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الرَّازِيّ وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَا أَنا عِيسَى بن يُونُس نَا الْأَوْزَاعِيّ عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ ونا أَبُو كريب نَا ابْن الْمُبَارك عَن الْأَوْزَاعِيّ سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ نَحوه ثمَّ قَالَ ونا حجاج بن الشَّاعِر نَا عبد الصَّمد نَا حَرْب حَدثنِي يحيى بن أبي كثير حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو أَن مُحَمَّد بن فَاطِمَة بنت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَدثهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد نَحْو حَدِيثهمَا فِيهِ تلفيف وإشكال وَمرَاده نَحْو حَدِيث عِيسَى وَابْن الْمُبَارك الْمَذْكُورين فِي السَّنَد الْأَوَّلين عَن الْأَوْزَاعِيّ وَعَلَيْهِمَا يعود الضَّمِير وَعبد الرَّحْمَن بن عمر الْمَذْكُور فِي السَّنَد الآخر هُوَ الْأَوْزَاعِيّ وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ شَيْخه الْمَذْكُور أَولا هُوَ ابْن فَاطِمَة الْمَذْكُور آخرا فِي البُخَارِيّ فِي بَاب الطّيب للْإِحْرَام نَا مَنْصُور عَن سعيد بن جُبَير كَانَ ابْن عمر يدهن بالزيت فَذَكرته لإِبْرَاهِيم فَقَالَ مَا تصنع بقوله حَدثنِي الْأسود عَن عَائِشَة الْقَائِل فَذَكرته لإِبْرَاهِيم مَنْصُور وَإِبْرَاهِيم هُوَ الْقَائِل لَهُ مَا تصنع بقوله لما عَارضه غَيره وَقَوله حَدثنِي الْأسود قَالَ الْقَابِسِيّ وَيجوز مَا يصنع بِالْيَاءِ يُرِيد سعيد بن جُبَير الَّذِي حدث بِالْأولِ وَمَا تصنع أَنْت بذلك وَمَا أحَدثك بِهِ يُعَارضهُ وَمَا نصْنَع نَحن وَعِنْدنَا مَا عَارضه فِي مُسلم فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث عبد الْملك بن عبيد عَن أبي بردة وَأبي مُوسَى لما أُصِيب عمر الحَدِيث وَفِيه فَذكرت ذَلِك لمُوسَى بن طَلْحَة ذَاكر هَذَا وقائله عبد الْملك بن عُمَيْر راوية عَن أبي بردة وَفِي بَاب ركُوب الْبدن أَنا حميد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ وظني سمعته من أنس هَذَا الْقَائِل هُوَ حميد وَفِي فضل من قتل فِي سَبِيل الله نَا سعيد بن مَنْصُور نَا سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار عَن مُحَمَّد بن قيس ونا مُحَمَّد بن عجلَان عَن مُحَمَّد بن قيس الْقَائِل ونا مُحَمَّد بن عجلَان هُوَ سُفْيَان كَذَا وَقع فِي مُسْند مَنْصُور وَفِي حَدِيث تمني الشَّهَادَة أَبُو خَالِد الْأَحْمَر عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة وَحميد عَن أنس الرَّاوِي عَن حميد أَبُو خَالِد الْأَحْمَر رَوَاهُ عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة وَعَن حميد عَن أنس وَحميد مَعْطُوف على شُعْبَة لَا على قَتَادَة وَفِي حَدِيث

نقص الْعُمر مُسلم نَا يحيى بن حبيب وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى كِلَاهُمَا عَن الْمُعْتَمِر قَالَ ابْن حبيب نَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن التَّمِيمِي سَمِعت أبي نَا أَبُو نَضرة عَن جَابر الحَدِيث ثمَّ قَالَ وَعَن عبد الرَّحْمَن صَاحب السِّقَايَة عَن جَابر الْقَائِل عَن عبد الرَّحْمَن هُوَ سُلَيْمَان التَّمِيمِي روى ذَلِك عَنهُ وَفِي حَدِيث الْحَوْض نَا هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي نَا ابْن وهب انا أَبُو أُسَامَة عَن أبي حَازِم عَن سهل عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعَن النُّعْمَان بن أبي عَبَّاس عَن أبي سعيد عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَبُو حَازِم يَقُول عَن النُّعْمَان وَفِي قَوْله يَوْم يَقُول لِجَهَنَّم هَل امْتَلَأت نَا مُحَمَّد بن عبد الله الزرقي قَالَ نَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء فِي قَوْله يَوْم يَقُول لِجَهَنَّم الْآيَة فَأخْبرنَا عَن سعيد عَن قَتَادَة وَذكر الحَدِيث كَذَا لَهُم وَعند السجْزِي فَأخْبرنَا سعيد وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى لَكِن هَذَا أبين عبد الْوَهَّاب هُوَ الَّذِي حَدثهمْ بِهِ عَن سعيد وَالْقَائِل فَأخْبرنَا سعيد هُوَ الزرقي وَالَّذِي يَقُول فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَأخْبرنَا سعيد هُوَ عبد الْوَهَّاب بن عَطاء وَفِي كِرَاء الأَرْض بِالذَّهَب فِي كتاب البُخَارِيّ قَالَ فِي آخر حَدِيث رَافع وَكَانَ الَّذِي نهى عَن ذَلِك مَا لَو نظر فِيهِ ذُو الْفَهم إِلَى آخر القَوْل قَالَ الْقَابِسِيّ هَذَا الْكَلَام من قَول رَافع وَقَالَ أَبُو ذَر هُوَ قَول ربيعَة وَقيل من قَول ربيعَة وَقيل من قَول اللَّيْث وَهُوَ أصح وَكَذَا عِنْد عَليّ بن صَالح الْهَمدَانِي ذَلِك مُبينًا فِي أول الْكَلَام وَقَالَ اللَّيْث وَالْكَلَام مَعْرُوف لليث وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث فِي الْأُم عَن ربيعَة وَنَحْوه فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي عَنهُ قَالَ البُخَارِيّ من هُنَا قَول اللَّيْث أرَاهُ وَكَانَ الَّذِي ذكر وَفِي بَاب مَتى يسْجد من خلف الإِمَام حَدثنِي أَبُو إِسْحَق حَدثنِي عبد الله بن يزِيد حَدثنِي الْبَراء وَهُوَ غير كذوب قَالَ ابْن معِين قَوْله وَهُوَ غير كذوب من صفة عبد الله بن يزِيد لَا من صفة الْبَراء إِذْ لَا يُقَال فِي صَاحب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذَلِك وَجعل الْكَلَام لأبي إِسْحَاق وَهُوَ السبيعِي قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمَا يذكر من ذكر الصَّحَابَة بذلك لَا على طَرِيق الْحَاجة لتزكيتهم وتعديلهم لَكِن على طَرِيق التَّوَثُّق من الحَدِيث كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر نَا ابْن مَسْعُود وَهُوَ عِنْدِي من الموثقين وَقَول أبي مُسلم الْخَولَانِيّ حَدثنِي الحبيب الْأمين عَوْف ابْن ملك وَقَول ابْن مَسْعُود حَدثنِي الصَّادِق المصدوق فِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَعَ أَن البُخَارِيّ قد قَالَ فِي الصَّحِيح فِي هَذَا الحَدِيث قَالَ أَبُو إِسْحَق وروى عبد الله عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فقد صَارَت لعبد الله أَيْضا مزية الصُّحْبَة وَفِي بَاب الْيَمين فِي الْأكل حَدِيث عَبْدَانِ أَنا عبد الله أَنا شُعْبَة عَن أشعت الحَدِيث وَفِي آخِره وَكَانَ قَالَ بِوَاسِطَة قبل ذَلِك فِي شَأْنه كُله الْقَائِل بِوَاسِطَة الْمَذْكُور شُعْبَة وَفِي مُسلم فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث الْحسن بن عِيسَى مَا من ميت يصلى عَلَيْهِ أمة من الْمُسلمين الحَدِيث ثمَّ قَالَ فَحدثت بِهِ شُعَيْب بن الحبحاب قَائِل هَذَا سَلام بن مُطِيع كَذَا بَينه النَّسَائِيّ وَفِيه وَكَانَ زيد يكبر على جنائزنا أَرْبعا هُوَ زيد بن أَرقم كَذَا بَينه أَبُو دَاوُود وَفِي حَدِيث أَسمَاء فِي الْحَج عِنْد مُسلم وَمثله فِي البُخَارِيّ فاعتمرت أَنا وأختي عَائِشَة وَالزُّبَيْر وَفُلَان وَفُلَان فَلَمَّا مسحنا الْبَيْت أَحللنَا ثمَّ أَهْلَلْنَا من الْعشي بِالْحَجِّ وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي البُخَارِيّ حُلْو الضَّمِير فِي هَذَا لَيْسَ على عُمُوم من سمي قبل مِمَّن ذكر أَنه اعْتَمر لِأَن عَائِشَة لم تحل حِينَئِذٍ وَلَا تمسحت بِالْبَيْتِ من أجل حَيْضَتهَا وَإِنَّمَا قَالَ لَهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

وَسلم دعى عمرتك أَي ارفضيها وَفِي الدُّعَاء على الْمَيِّت ذكر حَدِيث هَارُون بن سعد الْأَيْلِي ثمَّ قَالَ بعده قَالَ وحَدثني عبد الرَّحْمَن بن جُبَير قَائِل هَذَا مُعَاوِيَة بن صَالح رَاوِي الحَدِيث أَولا عَن حبيب بن عبيد وَفِي حَدِيث ابْن خطل من رِوَايَة القعْنبِي وَيحيى بن يحيى التَّمِيمِي فَقَالَ اقْتُلُوهُ فَقَالَ نعم قَائِل نعم هُوَ ملك بن أنس وَالْقَائِل عَنهُ ذَلِك هُوَ يحيى بن يحيى التَّمِيمِي يُرِيد أَنهم أقرهم على مَا قرءوا عَلَيْهِ وَقَوْلهمْ لَهُ أول الحَدِيث حَدثَك ابْن شهَاب فَلَمَّا أكمل يحيى بن يحيى قِرَاءَة الحَدِيث عَلَيْهِ مستفهما عَن صِحَّته عِنْده قَالَ نعم وَهُوَ نَص الْإِقْرَار فِي الْعرض عِنْد من شَرطه من أَصْحَاب الحَدِيث وَملك مرّة يَقُوله وَمرَّة أنكرهُ على طَالبه مِنْهُ وَقَالَ تجتزون بقراءتكم وَأَنا أسمع فَلَا أنكر وَمثله ليحيى بن يحيى وَغَيره عَن ملك وسُفْيَان وَغَيرهمَا فِي الْكتب كثير وَقد يدْخل بِهِ الْإِشْكَال على من لم يعلم الْغَرَض فِيهِ وَقَوله أَنا وكافل الْيَتِيم كهاتين وَأَشَارَ بالوسطى وَالَّتِي تَلِيهَا قيل المشير هُوَ ملك بن أنس الَّتِي تَلِيهَا السبابَة كَذَا جَاءَ مبينين فِي صَحِيح مُسلم وَأَشَارَ ملك بالسبابة وَالْوُسْطَى وَجَاء فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة ابْن بكير أَنه من فعل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ وَأَشَارَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بإصبعيه الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا الْإِبْهَام وَفِي بَاب الصَّلَاة على الْجَنَائِز فِي مُسلم ذكر حَدِيث أبي كَامِل وَعُثْمَان ابْن أبي شيبَة عَن بشر عَن عمَارَة بن غزيَّة الحَدِيث ثمَّ ذكر حَدِيث قُتَيْبَة عَن الدَّرَاورْدِي وَحَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة عَن خَالِد بن مخلد عَن سُلَيْمَان بن بِلَال وَقَالَ بِهَذَا الْإِسْنَاد يَعْنِي عمَارَة بن غزيَّة حدث بِهِ الدَّرَاورْدِي وَسليمَان عَنهُ هُنَا كَمَا حدث بِهِ بشر بن الْمفضل قبل وَقَوله كُنَّا نمر على هِشَام بن عَامر قنأتي عمرَان بن حُصَيْن فَقَالَ لنا ذَات يَوْم أَنكُمْ لتجاوزونني الحَدِيث قَائِله هِشَام وَسِيَاق الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي فَأتى عمرَان فَقَالَ وَهُوَ وهم بَين وَفِي فَضَائِل ابْن الزبير قَالَ عبد الله بن جَعْفَر لِابْنِ الزبير أَتَذكر إِذْ تلقينا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنا وَأَنت وَابْن عَبَّاس فحملنا وتركك كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَالضَّمِير فِي حملنَا هُنَا عَائِد عَليّ عبد الله بن جَعْفَر والمتروك ابْن الزبير وَرُبمَا أوهم ظَاهره خلاف ذَلِك بِدَلِيل الحَدِيث الآخر بعده وَفِي مُسلم عَن عبد الله بن جَعْفَر أَنه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قدم من سفر فَسبق بِي إِلَيْهِ فَحَمَلَنِي بَين يَدَيْهِ ثمَّ جِيءَ بِأحد ابْني فَاطِمَة فأردفه خَلفه وَكَذَا وَقع فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة وَكتاب ابْن أبي خَيْثَمَة أَن الْقَائِل أَولا عبد الله بن جَعْفَر وَحمله عَلَيْهِ أَولا وَهُوَ الْأَشْبَه بِأَن يكون ابْن جَعْفَر الْمَحْمُول لقرباه وَذكر البُخَارِيّ الحَدِيث وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ فِي أَوله أَن ابْن الزبير قَالَ لِابْنِ جَعْفَر وَيَأْتِي الْجَواب عَلَيْهِ بقوله قَالَ نعم فحملنا أبين لما ذكر من كتاب الْمَحْمُول والمتروك وَالْأول يحْتَاج إِلَى إِضْمَار قَالَ وعود الْكَلَام إِلَى ابْن جَعْفَر وَتَقْدِيم نعم قبل ذكر تَمام كَلَام ابْن جَعْفَر بقوله فحملنا وتركك وَفِي حَدِيث عقبَة بن عَامر مَا من مُسلم يتَوَضَّأ قَول مُسلم نَا مُحَمَّد بن حَاتِم نَا ابْن مهْدي نَا مُعَاوِيَة بن صَالح عَن ربيعَة بن يزِيد عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن عقبَة ثمَّ قَالَ وحَدثني أَبُو عُثْمَان عَن جُبَير بن نفير عَن عقبَة قَالَ بَعضهم الْقَائِل وحَدثني أَبُو عُثْمَان ربيعَة بن يزِيد وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب ابْن الْحذاء مُبينًا قَالَ ربيعَة وحَدثني أَبُو عُثْمَان قَالَ أَبُو عَليّ الغساني الْحَافِظ هَذَا وهم وقائله مُعَاوِيَة بن صَالح وَقع

مُبينًا فِي حَدِيثه وَكَذَلِكَ بعد هَذَا فِي حَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة عَن زيد بن الْحباب عَن مُعَاوِيَة بن صَالح عَن ربيعَة بن يزِيد عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَأبي عُثْمَان بن جُبَير فَحَمله بَعضهم على ظَاهره وَأَن ربيعَة رَوَاهُ عَنْهُمَا وَالصَّوَاب أَن مُعَاوِيَة هُوَ الَّذِي يَقُول وَأبي عُثْمَان فَأتى بالسندين وَرَوَاهُ عَن الرجلَيْن بطريقهما وَكَذَا وَقع مُفَسرًا فِي غير مُسلم وَعَلِيهِ خرجه الدِّمَشْقِي وَفِي بَاب دُعَاء الإِمَام على من نكث عَهده فِي خبر أهل بير مَعُونَة فَقَتَلُوهُمْ وَكَانَ بَينهم وَبَين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عهد الضَّمِير رَاجع إِلَى القاتلين كَذَا جَاءَ مُبينًا فِي غير هَذَا الْموضع أَنهم كَانُوا فِي عهد مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فغدروا بهم وَفِي حَدِيث لَا تقدمُوا رَمَضَان قَالَ مُسلم نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَ نَا وَكِيع كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَبَعْضهمْ وَفِي رِوَايَة العذري وَلابْن ماهان قَالَ أَبُو بكر نَا وَكِيع فَبين الْقَائِل من هُوَ وَفِي حَدِيث الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى رَفعه إِلَى يُوسُف بن ماهان قَالَ أَخْبرنِي عبد الله بن صَفْوَان عَن أم الْمُؤمنِينَ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أم الْمُؤمنِينَ فِي هَذَا الطَّرِيق عَائِشَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَكَذَلِكَ جَاءَ بعده من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن الْحَارِث عَن أبي ربيعَة عَن أم الْمُؤمنِينَ غير مُسَمَّاة أَيْضا وَجَاء بِهِ من رِوَايَة عبد الله بن الزبير عَن عَائِشَة مُفَسرًا وَقد ذكره مُسلم من رِوَايَة الْحَارِث بن أبي ربيعَة وَعبد الله بن صَفْوَان مَعًا عَن أم الْمُؤمنِينَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ والْحَدِيث مَعْرُوف لأم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ وَقد ذكره مُسلم أَيْضا عَن عبد الله بن صَفْوَان عَن حَفْصَة وَفِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ فِي حَدِيث الرّبيع فَطلب الْأَرْش وطلبوا الْعَفو فَأتوا الطالبون هُنَا وُلَاة الرّبيع لَا الْآخرُونَ وَذكر فِي مُسلم فِي حَدِيث وَفد عبدا لقيس قَالَ سعيد وَهُوَ ابْن أبي عرُوبَة وَذكره قَتَادَة أَبَا نَضرة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي هَذَا الحَدِيث أَن نَاسا كَذَا لَهُم وَفِيه تلفيف وَبَيَانه مَا جَاءَ فِي كتاب سعيد ابْن مَنْصُور عَن سعد بن أبي عرُوبَة قَالَ قَتَادَة وَذكر أَبُو نَضرة عَن أبي سعيد وَفِي مُسلم فِي كَرَاهِيَة السَّعْي إِلَى الصَّلَاة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا مُعَاوِيَة بن هِشَام عَن شَيبَان بِهَذَا الْإِسْنَاد كَذَا ذكره وَإِنَّمَا أَرَادَ عَن شَيبَان عَن يحيى بن أبي كثير الْمَذْكُور فِي السَّنَد قبله من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن سَلام عَنهُ فَإِن مُعَاوِيَة بن سَلام من طبقَة شَيبَان وَهَذَا لَا ينفهم من لفظ مُسلم جملَة وَإِنَّمَا يعرف مِمَّا ذَكرْنَاهُ وَفِي نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو سعيد الْأَشَج قَالَا نَا وَكِيع عَن الْأَعْمَش حَدِيث من قتل نَفسه بحديدة ثمَّ قَالَ ونا زُهَيْر نَا جرير ونا سعيد عَن عَمْرو الأشعثي نَا عَبْثَر وحَدثني يحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ نَا خَالِد يَعْنِي ابْن الْحَارِث نَا شُعْبَة كلهم بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله كَذَا جَاءَ وَبَيَانه كلهم عَن الْأَعْمَش لكنه حذف اتكالا على معرفَة السَّامع أَنهم من رُوَاة الْأَعْمَش وَفِي ترك الْجِهَاد لبر الْوَالِدين مُسلم نَا أَبُو كريب نَا ابْن بشر عَن مسعر ونا مُحَمَّد بن حَاتِم نَا مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن إِسْحَاق ونا الْقَاسِم بن زَكَرِيَّاء نَا حُسَيْن بن على عَن زَائِدَة كِلَاهُمَا عَن الْأَعْمَش جَمِيعًا عَن حبيب فَقَوله كِلَاهُمَا يَعْنِي زَائِدَة وَأَبا إِسْحَاق وَقَوله جَمِيعًا يَعْنِي الْأَعْمَش ومسعرا وَفِي الطَّهَارَة فِي كتاب مُسلم فِي بَاب صفة الْوضُوء نَا عبيد الله بن معَاذ أَنا أبي ثمَّ قَالَ فِي آخر الحَدِيث هَذَا حَدِيث معَاذ بن معَاذ لَا ابْنه عبيد الله وَفِي بَاب تَسْوِيَة الصُّفُوف مُسلم نَا يحيى بن يحيى أَنا أَبُو

فصل في التقديم والتأخير الذي يستقيم الكلام بمعرفته في بعض ألفاظ هذه الأصول

خَيْثَمَة عَن سماك بن حَرْب وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ ونا حُسَيْن بن الرّبيع وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة قَالَا نَا أَبُو الْأَحْوَص ونا قُتَيْبَة نَا أَبُو عوَانَة بِهَذَا الْإِسْنَاد يُريدَان أَبَا الْأَحْوَص وَأَبا عوَانَة روياه عَن سماك بِسَنَدِهِ الأول فاختصر لمعْرِفَة الْحَافِظ بِصِحَّتِهَا وروايتهما عَن سماك وَمثله فِي أول الْجَنَائِز وَذكر مُسلم الحَدِيث عَن بشر عَن عمَارَة بن غزيَّة يرفعهُ لقنوا مَوْتَاكُم ثمَّ قَالَ ونا قُتَيْبَة أَنا الدَّرَاورْدِي ونا بو بكر بن أبي شيبَة نَا خَالِد بن مخلد نَا سُلَيْمَان بن بِلَال جَمِيعًا بِهَذَا الْإِسْنَاد يُرِيد عَن عمَارَة بن غزيَّة بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم كَمَا قَالَ بشر وَقَوله فِي بَاب اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام نَا شُعْبَة عَن عَاصِم ابْن عبد الله بن الْحَارِث وخَالِد بن عبد الله بن الْحَارِث خَالِد مخفوض مَعْطُوف على عَاصِم وَفِي شدَّة عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا عَمْرو النَّاقِد نَا عَبدة نَا عُبَيْدَة بن سُلَيْمَان وَيحيى ابْن يمَان قَالَا أَنا هِشَام كَذَا عِنْد العذري وَقَائِل وَيحيى بن يمَان هُوَ عَمْرو النَّاقِد لَا عَبدة وَوَقع عِنْد ابْن الْحذاء أَنا يحيى بن يمَان بِغَيْر وَاو فأشكل أَن عَبدة يَقُوله وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا تقدم عَبدة لم يحدث عَن يحيى بن يمَان وَفِي رِوَايَة الْبَاجِيّ وَيحيى بن يمَان نَا قَالَ نَا هِشَام وَهُوَ بَيَان لوجه الصَّوَاب الْمُتَقَدّم وَفِي نَص أصُول بعض شُيُوخنَا عَن الجياني وَيحيى بن يمَان عَن هِشَام بن عُرْوَة وَهُوَ مثل هَذَا وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة فِي الزَّكَاة بشر الكانزين قَوْله مَا أحب أَن لي مثل أحد ذَهَبا أَن انفقه كُله إِلَّا ثَلَاثَة دَنَانِير وَأَن هَؤُلَاءِ لَا يعْقلُونَ الْقَائِل وَأَن هَؤُلَاءِ لَا يعْقلُونَ أَبُو ذَر وَمَا قبله من كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فصل فِي التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير الَّذِي يَسْتَقِيم الْكَلَام بمعرفته فِي بعض أَلْفَاظ هَذِه الْأُصُول ويتفهم بذلك المُرَاد سوى مَا تقدم من ذَلِك فِي الأوهام فِي الْحُرُوف وَفِي الْبَاب قبله مثل قَوْله فِي حَدِيث زُهَيْر ابْن حَرْب فِي كتاب مُسلم حَتَّى لَا تعلم يَمِينه مَا تنْفق شِمَاله وَقَوله فِي حَدِيث صَالح بن أبي صَالح فِي الصَّحِيحَيْنِ كلما مرت عَلَيْهِ أولاها ردَّتْ عَلَيْهِ أخراها وَشبه ذَلِك مِمَّا تقدم بَيَانه فِي مَوْضِعه وَمثل قَوْله رَأَيْت بقرًا وَالله خيرا على رِوَايَة من رَوَاهُ بِكَسْر الْهَاء وَنصب خير على الْمَفْعُول مقدم لرأيت وَمثل مَا جَاءَ فِي الْأَسَانِيد مِمَّا بَينا صَوَابه وَالْوَجْه فِيهِ من التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير وَهَذَا كُله قد بَيناهُ قبل وَأَمْثَاله فِي مظانه فَلَا نعيده وَمِمَّا شدّ عَن ذَلِك مِمَّا لَا يدْخل فِي تِلْكَ الْفُصُول قَوْله فِي كتاب الْفَضَائِل ليَأْتِيَن على أحدكُم يَوْم لَا يراني ثمَّ لَا يراني ثمَّ لَا يراني أحب إِلَيْهِ من أَهله وَمَاله مَعَهم كَذَا لكافة شُيُوخنَا فِي صَحِيح مُسلم ولبعضهم مَعَه على الْأَفْرَاد وَعند الطَّبَرِيّ يَوْم ثمَّ لَا يراني قيل وَتَقْدِير هَذَا الْكَلَام وتوجيهه على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير ليَأْتِيَن على أحدكُم يَوْم لَا يراني أحب إِلَيْهِ من أَهله وَمَا لَهُ مَعَهم ثمَّ لَا يراني وَقد نبه على نَحْو هَذَا الْمَعْنى إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان رِوَايَة كتاب مُسلم عَنهُ فَقَالَ هُوَ عِنْدِي مقدم ومؤخر وَضرب على لِأَن وعَلى مَا قَرَّرْنَاهُ جَاءَ مُفَسرًا فِي رِوَايَة سعيد بن مَنْصُور لَان يراني أحب إِلَيْهِ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَاله ثمَّ لَا يراني وَفِي حَدِيث الْخضر فسارا بَقِيَّة ليلتهما ويومهما حَتَّى أصبح كَذَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي غير حَدِيث وَفِيه بِتَقْدِيم وَتَأْخِير بَين وَصَوَابه بَقِيَّة يومهما وليلتهما حَتَّى أصبح وبدليل سِيَاق الحَدِيث قبل وبدليل قَوْله حَتَّى أصبح وَقَوله قَالَ بَين كل إذانين صَلَاة ثَلَاثًا لمن شَاءَ ثَلَاثًا هُنَا مقدم بعد أَي قَالَ ثَلَاث مرار هَذَا

الْكَلَام على عَادَته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي التَّأْكِيد وإدخاله متوسطا يُوهم وَيشكل وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا يفسره قَوْله مرَّتَيْنِ ثمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَة لمن شَاءَ وَقَوله بَاب المتشبع بِمَا لم يُعْط فِي حَدِيث مُحَمَّد بن نمير عَن وَكِيع وَعَبدَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ثمَّ ذكر مُسلم بعده حَدِيث نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو أُسَامَة ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم نَا أَبُو مُعَاوِيَة كِلَاهُمَا عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد وَذكر بعده نَا مُحَمَّد بن نمير نَا عَبدة عَن هِشَام عَن فَاطِمَة عَن أَسمَاء كَذَا ترتيبه لِابْنِ ماهان قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد هُوَ خطأ وترتيبه أَن حق حَدِيث ابْن أبي شيبَة أَن يكون آخرا بعد حَدِيث فَاطِمَة عَن أَسمَاء وَكَذَا هُوَ للجلودي على الصَّوَاب وَفِي بَاب تمني الْخَيْر قَوْله لأحببت أَن لَا يَأْتِي ثَلَاث وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار لَيْسَ شَيْئا أرجوه لدين على أجد من يقبله كَذَا جَاءَ هَذَا الْكَلَام هُنَا وَبَيَانه وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار أجد من يقبله لَيْسَ شَيْئا أرصده وَفِي بَاب هَل يُعْطي أكبر من سنه قَالُوا لَا نجد إِلَّا سنا أكبر من سنه فَقَالَ الرجل أوفيتني أوفاك الله فَقَالَ أَعْطوهُ كَذَا لجميعهم هُنَا وَصَوَابه تَقْدِيم قَوْله فَقَالَ أَعْطوهُ كَمَا جَاءَ فِي الْبَاب الآخر بعد وَغير هَذَا الْموضع وَفِي البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث وَالِد جَابر فَإِذا هُوَ كَيَوْم وَضعته هنيَّة غير إِذْنه كَذَا للمروزي والهروي وَفِيه تَقْدِيم وَتَأْخِير وَنقص وصواب الْكَلَام غير هنيَّة فِي أُذُنه وَكَذَا رَوَاهُ النَّسَفِيّ والجرجاني على الصَّوَاب وَتقدم تَفْسِير هنيَّة فِي حرف الْهَاء وَمن ذَلِك قَوْلهَا قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ناولني الْخمْرَة من الْمَسْجِد تَقْدِيره قَالَ لي من الْمَسْجِد ناولني الْخمْرَة إِذْ كَانَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) معتكفا فِي الْمَسْجِد وَكَانَت هِيَ حَائِضًا لَا تدخل الْمَسْجِد والْحَدِيث يدل على مَا قُلْنَاهُ وَفِي بَاب الْإِفَاضَة قَول عمر من رمى جَمْرَة الْعقبَة ثمَّ حلق أَو قصر وَنحر هَديا إِن كَانَ مَعَه فقد حل كَذَا لكافة رُوَاة يحيى بن يحيى وَابْن بكير ورده ابْن وضاح من رمى جَمْرَة الْعقبَة وَنحر هَديا إِن كَانَ مَعَه ثمَّ حلق أَو قصر وَفِي وضوء الْجنب فِي حَدِيث يحيى بن يحيى تَوَضَّأ وأغسل ذكرك ثمَّ نم كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قيل صَوَابه اغسل ذكرك وَتَوَضَّأ ثمَّ نم قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا لَا يلْزم فَإِن مس الذّكر وَسَائِر الْأَحْدَاث الناقضة للْوُضُوء لَا تنقض وضوء الْجنب للنوم وَلَا ينْقضه إِلَّا معاودة الْوَطْء فَالْحَدِيث على ظَاهره إِلَّا أَن يكون من بَاب الأولى للتنظيف أَولا من النَّجَاسَة ثمَّ الْوضُوء فَنعم مَعَ أَن الْوَاو لَا تترتب وَفِي بَاب الدُّعَاء عِنْد الْخُرُوج للسَّفر فِي حَدِيث هَارُون الْأَيْلِي أعوذ بك من وعثاء السّفر وكئابة المنظر وَسُوء المنقلب فِي الْأَهْل وَالْمَال كَذَا لكافة الروَاة وَعند ابْن الْحذاء وكئابة المنقلب وَسُوء المنظر فِي الْأَهْل وَالْمَال وَهَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الطَّرِيق وَهَذَا أوجه وَفِي أَحَادِيث الْمُتْعَة عَن ملك وسُفْيَان بن عُيَيْنَة والعمري وَيُونُس فِي الْأُمَّهَات كلهَا من أَكثر الطّرق وفيهَا نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن نِكَاح الْمُتْعَة يَوْم خَيْبَر وَعَن أكل لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة قَالَ بَعضهم قد رَوَاهُ ابْن أبي عمر وَملك عَن إِسْمَاعِيل عَن سُفْيَان فَقَالَا نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الْمُتْعَة وَعَن أكل لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة يَوْم خَيْبَر قَالُوا وَالْأَشْبَه تَأْخِير خَيْبَر وَتَخْصِيص ذَلِك بِتَحْرِيم الْحمر فِيهَا خَاصَّة وَأَن تَحْرِيم الْحمر والمتعة إِنَّمَا كَانَ بِمَكَّة وَالْفَتْح بعْدهَا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد أشبعنا القَوْل فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَبينا مقَال هَؤُلَاءِ وَغَيرهم وَمن زعم أَن تَحْرِيم الْمُتْعَة كَانَ بِخَيْبَر أَيْضا ثمَّ الرُّخْصَة بعْدهَا ثمَّ التَّحْرِيم فِي الْفَتْح وَجمع بَين الْأَحَادِيث الْمُخْتَلفَة فِي ذَلِك فِي مُسلم وَفِي فَضَائِل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَدِيث

مَا خير رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَين أَمريْن نَا زُهَيْر بن حَرْب وَإِسْحَق جَمِيعًا عَن جرير ونا أَحْمد بن عَبدة نَا فُضَيْل بن عِيَاض كِلَاهُمَا عَن مَنْصُور عَن مُحَمَّد وَفِي رِوَايَة فُضَيْل بن شهَاب وَفِي رِوَايَة جرير عَن الزُّهْرِيّ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ من مُسلم عِنْد شُيُوخنَا وَوَقع فِي بعض النّسخ مَنْصُور عَن مُحَمَّد وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بِغَيْر وَاو وَهُوَ الصَّوَاب وَفِيه مَعَ ذَلِك تَقْدِيم وَتَأْخِير وتقديمه عَن مُحَمَّد بن شهَاب فِي رِوَايَة فُضَيْل فَقدم وَأخر وَفصل بَين الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ زِيَادَة الْوَاو بَين الْوَصْف والموصوف فَأدْخل فِي رِوَايَة فُضَيْل بَين مُحَمَّد وَابْن شهَاب وبإسقاط الْوَاو وَالْألف من ابْن شهَاب يَصح الْكَلَام على مَا قَرَّرْنَاهُ وَعند ابْن الْحذاء فِي رِوَايَة فُضَيْل عَن ابْن شهَاب فزاده إشْكَالًا وَالصَّوَاب مَا ذَكرْنَاهُ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن فضيلا زَاد فِي رِوَايَة ابْن شهَاب على قَول غَيره مُحَمَّد فَقَط وعَلى الصَّوَاب ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب التَّفْسِير وَفِي الْهِجْرَة قَوْله فَصَبَبْت من المَاء على اللَّبن حَتَّى برد أَسْفَله كَذَا هُوَ الصَّوَاب وَفِي رِوَايَة ابْن ماهان فَصَبَبْت من اللَّبن على المَاء فَقدم وَأخر وَهُوَ وهم وَقَوله حَتَّى برد أَسْفَله يُبينهُ قَوْله الْمَرْأَة ترى فِي الْمَنَام مَا يرى الرجل كَذَا عَن أبي مُصعب وَلَيْسَ عِنْد القعْنبِي ترى فِي الْمَنَام واثباته الصَّحِيح وَقَوله ثمَّ ان زنت فاجلدوها ثمَّ بيعوها وَلَو بضفير كَذَا لكافة الروَاة وَفِي رِوَايَة أبي الطَّاهِر الذهلي عَن القعْنبِي ثمَّ إِن زنت فبيعوها لم يقل فاجلدوها وَهُوَ وهم وَفِي أَفْرَاد الْحَج من رِوَايَة أبي الْأسود وَأهل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْحَجِّ فَأَما من أهل بِالْحَجِّ أَو جمع الْحَج وَالْعمْرَة فَلم يحلو حَتَّى كَانَ يَوْم النَّحْر كَذَا ليحيى وَأبي مُصعب وَابْن الْقَاسِم وَعند القعْنبِي وَأهل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْحَجِّ فَأَما من أهل بِالْحَجِّ أَو جمع وَسقط لَهُ مَا بَين ذَلِك وإثباته الصَّوَاب وَهُوَ بِمَعْنى مَا فِي حَدِيثه فِي الْبَاب الآخر أَيْضا عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَحَدِيث ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة بعده وَبِمَعْنى حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة بعده فِي الْبَاب الآخر فِي حَدِيث عَائِشَة وَأم سليم إِن كَانَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ليُصبح جنبا من جماع غير احْتِلَام فِي رَمَضَان ثمَّ يَصُوم كَذَا ليحيى وَغَيره وَزَاد أَبُو مُصعب ذَلِك الْيَوْم وَنقص قَوْله فِي رَمَضَان عَن القعْنبِي وثباته مُرَاد الحَدِيث وَمَفْهُومه وَفِي بَاب عدَّة المتوفي عَنْهَا زَوجهَا سَأَلَ ابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة عَن الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا فَقَالَ ابْن عَبَّاس آخر الْأَجَليْنِ كَذَا عِنْد يحيى والقعنبي وَعند ابْن الْقَاسِم وَأبي مُصعب وَهِي حَامِل وَهُوَ مَفْهُوم الحَدِيث وَمُقْتَضى تَمَامه وَفِي شَأْن الْكَعْبَة فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر تمّ الْكَلَام فِي الموطئات كلهَا جَوَابا لقَوْل عَائِشَة أَفلا تردها على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم إِلَّا عِنْد القعْنبِي فَإِن عِنْده زِيَادَة لفَعَلت وَبِه يتم الْكَلَام كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر بِهَذَا اللَّفْظ وَمَا فِي مَعْنَاهُ وعَلى الرِّوَايَة الْأُخْرَى حذف اخْتِصَار الْفَهم السَّائِل من كتاب الْإِيمَان وَالنّذر قَالَ أَرَأَيْتُم إِن كَانَ اسْلَمْ وغفار وَمُزَيْنَة وجهينة خيرا من تَمِيم وعامر بن صعصعة وغَطَفَان خابو وخسروا قَالُوا فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قيل فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير أَي قَالُوا خابوا وخسروا فأخرت قَالُوا وَقيل نقص مِنْهُ قَوْله نعم وَقَوله فِي حَدِيث الْمُوصي أَهله بحرقه فَأخذ مِنْهُم ميثاقا فَفَعَلُوا ذَلِك بِهِ وربي كَذَا فِي مُسلم قيل فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير وَصَوَابه فَأخذ مِنْهُم ميثاقا وربي فَفَعَلُوا ذَلِك وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَاخْتِلَاف الرِّوَايَات والتلاوات فِيهِ الْبَاب الثَّالِث فِي إِلْحَاق مَا بتر من الحَدِيث أَو بيض للشَّكّ

فِيهِ أَو لعِلَّة أَو نقص مِنْهُ وهما مِمَّا لَا يتم الْكَلَام إِلَّا بِهِ وَلَا يسْتَقلّ إِلَّا بإلحاقه وَمَا وَقع من الْخلاف فِي بعض ذَلِك من زِيَادَة أَو نقص مِمَّا اخْتصَّ بالمتون إِذْ قد ذكرنَا مَا جَاءَ من ذَلِك فِي الْأَسَانِيد فِي بَاب الأوهام قبل إِذْ هُوَ مَوْضِعه وَقد ذكرنَا من أَوْهَام الْمُتُون فِي ذَلِك مَا لم يَنْتَظِم فِي هَذَا الْبَاب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا الْفَنّ من عُلُوم الحَدِيث بَاب كَبِير وَضرب فِي هَذِه الْأُصُول كثير لَا سِيمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فَمِنْهُ مَا هُوَ وهم من بعض الروَاة عَنْهُم وَمِنْه مَا هُوَ مِمَّن فَوْقهم مِمَّن نبهنا عَلَيْهِ وتقدمنا غَيرنَا من الْحفاظ المتقنين إِلَى التَّنْبِيه عَلَيْهِ مِمَّن هُوَ وَمِنْه مَا قصر المُصَنّف مُقْتَصرا على التَّنْبِيه على بَقِيَّة الحَدِيث بِذكر حرف مِنْهُ وطرف من جملَته أما لتكراره فِي بَاب آخر بِكَمَالِهِ أَو لشهرة الحَدِيث أَو لم يكن مُرَاده مِنْهُ فِي الْبَاب إِلَّا اللَّفْظ الَّذِي ذكر فنبه على بَقِيَّة الحَدِيث أَو لغَرَض كَانَ لَهُ فِي ذَلِك وَأكْثر مَا جَاءَ ذَلِك فِي جَامع البُخَارِيّ وَهَذَا الْفَنّ من علم الحَدِيث يُسَمِّيه أَصْحَابه الإطراف وَقد صنفوا كتبا على ذَلِك اختصارا للمتون وعناية بِالْإِسْنَادِ الَّذِي عَلَيْهِ معول جَمَاهِير حفاظ الحَدِيث وَهُوَ أصل صناعتهم وَرَأس مَال بضاعتهم فَمن ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب تيَمّم الْجنب قَوْله عَن الرجل يتَيَمَّم ثمَّ يدْرك المَاء قَالَ سعيد عَلَيْهِ الْغسْل كَذَا عِنْد شُيُوخنَا فِي رِوَايَة يحيى وَعند غَيره فِي بعض الرِّوَايَات عَن عبد الله عَن يحيى عَن الرجل الْجنب وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْمَرْأَة ترى فِي الْمَنَام مَا يرى الرجل كَذَا عِنْد القعْنبِي وَعند أبي مُصعب وَغَيره يرى فِي الْمَنَام وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف وَعَلِيهِ تَرْجَمَة الْبَاب وَمعنى الْمَسْأَلَة وَفِي النَّهْي عَن دُخُول الْمَسْجِد برِيح الثوم وتغطية الْفَم فِي الصَّلَاة كَذَا التَّرْجَمَة فِي كتاب أبي الْوَلِيد الْبكْرِيّ وَأبي عَليّ الجياني عَن يحيى وَكَذَا عِنْد ابْن بكير وَمن وافقهما وَسقط قَوْله وتغطية الْفَم فِي الصَّلَاة لبَقيَّة رُوَاة يحيى وثباته الصَّوَاب لدُخُول حَدِيث سَالم وَفعله ذَلِك تَحت التَّرْجَمَة وَفِي بعض النّسخ وتغطية الْفَم وَالْأنف فِي الصَّلَاة وَفِي بَاب الْعَتَمَة وَالصُّبْح حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الَّذِي وجد غُصْن شوك بطرِيق كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَغَيرهمَا وَذكر حَدِيث الشُّهَدَاء وَتمّ الحَدِيث عِنْد يحيى بن يحيى فِي رِوَايَة ابْنه عبيد الله وَلَيْسَ دَاخل الْبَاب شَيْء يتَعَلَّق بالترجمة وَعند سَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ زِيَادَة بعد ذكر الشُّهَدَاء وَلَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا وَلَو يعلمُونَ مَا فِي التهجير لاستبقوا إِلَيْهِ وَلَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالصُّبْح لأتوهما وَلَو حبوا وَبِه تتنظم التَّرْجَمَة ويستقيم التَّأْلِيف وَقد رَوَاهُ ابْن وضاح عَن يحيى كَرِوَايَة الْجَمَاعَة وَهَذَا الْفَصْل جَاءَ مُفردا عِنْد يحيى فِي بَاب النداء وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي وَرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمَعْنى كَذَا عِنْد يحيى وَغَيره وَعند أبي مُصعب زِيَادَة إِلَى غير ستْرَة وَبِه كملت فَائِدَة الحَدِيث وفقهه وَفِي حَدِيث أبي عمر فِي الِالْتِفَات فَالْتَفت فغمزني كَذَا ليحيى وَغَيره وَعند ابْن بكير ومطرف وَأبي مُصعب فَالْتَفت فَوضع يَده فِي قفاي وَهُوَ تَفْسِير معنى الغمز وتبيين هَذِه اللَّفْظَة الْمُشْتَركَة وَيرْفَع الِاحْتِمَال وَأَنه بِالْيَدِ لَا مَا ذكره ابْن وضاح أَنه أَشَارَ إِلَيْهِ أَن توجه إِلَى الْقبْلَة وَفِي صَلَاة الْجَالِس خرج فِي مَرضه فَأتى الْمَسْجِد فَوجدَ أَبَا بكر وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي سقط لفظ الْمَسْجِد فِي رِوَايَة القَاضِي ابْن سهل وَالْقَاضِي التَّمِيمِي وَابْن عتاب من شُيُوخنَا وَلابْن

بكير وَهُوَ ثَابت لغَيرهم من الروَاة عَن يحيى وثباته الصَّحِيح وَفِي بَاب الْأَمر بالوتر كَانَ ابْن عمر يسلم بَين رَكْعَتَيْنِ والركعة فِي الْوتر كَذَا فِي الْأُصُول عَن يحيى وَثَبت فِي كتاب شَيخنَا ابْن عتاب والركعة لِابْنِ وضاح وَحده وَسقط لغيره عَن يحيى وَهِي ثَابِتَة لِابْنِ بكير وَالصَّوَاب إِثْبَاتهَا وَفِي صَلَاة الْمُسَافِر قَوْله صَلَاة الْأَسير مثل صَلَاة الْمُقِيم زَاد فِي رِوَايَة ابْن المشاط إِلَّا أَن يكون مُسَافِرًا وَعند ابْن وضاح يُرِيد إِلَّا أَن يكون مُسَافِرًا وَسَقَطت هَذِه الزِّيَادَة كلهَا لأكْثر الروَاة وبإلحاقها تتمّ الْمَسْأَلَة وَفِي بَاب قِرَاءَة قل هُوَ الله أحد عَن أبي سعيد أَنه سمع رجلا يقْرَأ قل هُوَ الله أحد كَذَا عِنْد يحيى والقعنبي وَمن وافقهما من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَعند ابْن بكير عِنْد أبي سعيد أَن رجلا سمع رجلا وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْله فَلَمَّا أصبح غَدا إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِقَوْلِهِ كَانَ الرجل يتقالها وَفِي حَدِيث حميد قل هُوَ الله أحد ثلث الْقُرْآن كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا عَن يحيى وَكَذَا لِابْنِ بكير وَرَوَاهُ بَعضهم عَن يحيى تعدل ثلث الْقُرْآن وَهُوَ أبين بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أَنَّهَا تعدل ثلث الْقُرْآن وَفِي سَاعَة الْجُمُعَة قَوْله وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي كَذَا عِنْد أبي مُصعب وقتيبة بن سعيد وَسقط قَائِم لغَيْرِهِمَا وَفِي لَيْلَة الْقدر أَن رجَالًا من أَصْحَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ارو لَيْلَة الْقدر فِي السَّبع الْأَوَاخِر كَذَا لَهُم وَعند ابْن عفير وَأبي مُصعب رَأَوْا لَيْلَة الْقدر فِي الْمَنَام وَهُوَ تَمام الحَدِيث وَفِي الزَّكَاة فِي الدّين الْأَمر الْمُجْتَمع عَلَيْهِ عندنَا أَن الدّين لَا يُزَكِّيه صَاحبه حَتَّى يَقْتَضِيهِ كَذَا رِوَايَة يحيى وَسقط عِنْد ابْن مطرف وَابْن بكير والقعنبي الْمُجْتَمع عَلَيْهِ وَكَذَا رده ابْن وضاح وَهُوَ الصَّوَاب للْخلاف الْمَعْلُوم عِنْدهم فِيهِ وَفِي الْجِهَاد لَا يقسم إِلَّا لمن شهد الْقِتَال انْتهى فِي أَكثر النّسخ وَفِي كتاب ابْن عبد الْبر زِيَادَة من الْأَحْرَار وَقَالَ سقط لِأَحْمَد بن سعيد وَفِيه قَوْله لَا يكلم أحد فِي سَبِيل الله وَالله أعلم بِمن يكلم فِي سَبيله إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة اللَّوْن لون دم وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي الصّيام لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك يذر طَعَامه وَشَرَابه من أَجلي كَذَا لَهُم وَلابْن بكير قَالَ الله يذر وَهُوَ اسْتِقْلَال الْكَلَام لَكِن كثيرا مَا جَاءَت الْأَحَادِيث كَذَا فِيمَا يذكرهُ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن ربه عز وَجل فَرُبمَا جَاءَ فِي بَعْضهَا قَالَ الله عز وَجل كَذَا وَبَعضهَا لم يَأْتِ فِيهِ اكْتِفَاء بفهم السَّامع وَفِي حَدِيث عَائِشَة وَأم سَلمَة رَضِي الله عَنْهُمَا إِن كَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ليُصبح جنبا من جماع غير احْتِلَام فِي رَمَضَان ثمَّ يَصُوم كَذَا ليحيى وَلغيره وَزَاد أَبُو مُصعب ذَلِك الْيَوْم وَنقص عِنْد قَوْله من رَمَضَان عَن القعْنبِي وثباتها مُرَاد الحَدِيث وَمَفْهُومه وَفِي جَامع الْحَج ابْن خطل قَالَ ملك وَلم يكن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَوْمئِذٍ محرما وَالله أعلم كَذَا لأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن يحيى وَعند ابْن قَالَ ملك قَالَ ابْن شهَاب وَكَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَهُوَ الصَّحِيح وَقَوله وَالله أعلم لم يقلهُ غير يحيى وَحده وَفِي أَفْرَاد الْحَج من رِوَايَة أبي الْأسود وَأهل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْحَجِّ فَأَما من أهل بِعُمْرَة فَحل وَأما من أهل بِالْحَجِّ أَو جمع الْحَج وَالْعمْرَة فَلم يحلوا حَتَّى كَانَ يَوْم النَّحْر كَذَا ليحيى وَأبي مُصعب وَابْن الْقَاسِم وَعند القعْنبِي وَأهل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْحَجِّ فَأَما من أهل بِالْحَجِّ أَو جمع لَهُ الْحَج وَالْعمْرَة وَسقط لَهُ مَا بَين ذَلِك وإثباته الصَّوَاب وَهُوَ بِمَعْنى مَا فِي حَدِيثه من الْبَاب بعده وَمَا فِي حَدِيث عُرْوَة

أَيْضا وَحَدِيث الْقَاسِم وَفِي النِّكَاح وَلَيْسَ للبكر جَوَاز فِي مَالهَا حَتَّى تدخل بَيتهَا وَيعرف من حَالهَا كَذَا هُوَ ثَابت فِي أصُول جَمِيع شُيُوخنَا فِي رِوَايَة يحيى وَكَذَا عِنْد ابْن كنَانَة وَابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وَغَيرهم وَكَانَ تدخل بَيتهَا سَاقِطا عِنْد يحيى فَأدْخلهُ فِي كتاب ابْن وضاح وَمن رِوَايَة غَيره إِذْ بِهِ تتمّ الْمَسْأَلَة وتستقيم وَفِيه وَسَأَلَ عَن المتوفي عَنْهَا زَوجهَا قَالَ ابْن عَبَّاس آخر الْأَجَليْنِ وَكَذَا عِنْد يحيى والقعنبي وَزَاد ابْن الْقَاسِم وَأَبُو مُصعب وَهِي حَامِل وَهُوَ مَفْهُوم السُّؤَال وَتَمام الْمَسْأَلَة وَفِي بَاب بيع الْمكَاتب قَوْله أحسن مَا سَمِعت فِي الْمكَاتب إِذا بيع كَانَ أَحَق باشتراء كِتَابَته وَكَذَا فِي أَكثر النّسخ وأصول شُيُوخنَا وَعند الجياني إِذا بِيعَتْ كِتَابَته وَهُوَ صَوَاب الْمَسْأَلَة وَعَلِيهِ تتأول الرِّوَايَة الْأُخْرَى ثمَّ قَالَ إِذا قوى أَن يُؤَدِّي إِلَى سَيّده الثّمن الَّذِي بَاعه بِهِ نَقْدا ثَبت نَقْدا لِابْنِ وضاح وَسقط لغيره من رِوَايَة يحيى وَهِي ثَابِتَة لِابْنِ بكير وَابْن الْقَاسِم وَعلي بن زِيَاد ومطرف وثباتها صَحِيح وَتَمام الْمَسْأَلَة وَكَانَت ثَابِتَة فِي كتاب ابْن عتاب وَفِي الْعتْق من أعتق شركا لَهُ فِي عبد فَكَانَ لَهُ مَا يبلغ ثمن العَبْد سَقَطت هَذِه الزِّيَادَة عندا لقعنبي وَبَعض الروَاة وَهُوَ وهم وإثباتها الصَّحِيح وَكَذَا ليحيى وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وعامتهم وَاخْتلف فِيهَا عَن ابْن بكير وَفِي بَاب الْعرية أَن يَبِيعهَا بِخرْصِهَا كَذَا فِي الْحَدِيثين من رِوَايَة يحيى وَسقط بِخرْصِهَا من رِوَايَة مطرف وَعلي وَابْن الْقَاسِم وخرجه ابْن وضاح وَقَالَ لَيْسَ من الحَدِيث وَلَا هُوَ من كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي المحاقلة والمزابنة فِي تَفْسِير ذَلِك والمحاقلة كِرَاء الأَرْض كَذَا عِنْد القعْنبِي وقتيبة وَتَمَامه مَا لغَيْرِهِمَا بِالطَّعَامِ وَفِي بَاب الْقصاص فِي الْقَتْل فِي الممسك يُعَاقب ويسجن سنة ثبتَتْ سنة عِنْد يحيى وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم وَسَقَطت للقعنبي ومطرف وَابْن وهب وطرحها ابْن وضاح وَفِي بَاب الْقسَامَة فِي حَدِيث يحيى بن سعيد تحلفون خمسين يَمِينا وتستحقون دم صَاحبكُم كَذَا ليحيى وَسقط دم عِنْد القعْنبِي وَابْن بكير وَطَرحه ابْن وضاح وَفِي بَاب دِيَة الْخَطَأ لَو أَن صَبيا وكبيرا قتلا رجلا خطئا كَانَ على عَاقِلَة كل وَاحِد مِنْهُمَا الدِّيَة كَذَا صحت عَاقِلَة لِابْنِ وضاح وَابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وَسَقَطت لغير ابْن وضاح وَالصَّوَاب ثُبُوتهَا وَفِي بَاب دِيَة العَبْد فِي العَبْد يجرح الْيَهُودِيّ أَو النَّصْرَانِي إِلَى آخر الْمَسْأَلَة كَذَا عِنْد شُيُوخنَا ليحيى وَعند ابْن بكير وَغَيره فِي العَبْد الْمُسلم وَهُوَ صَوَاب الْمَسْأَلَة وَعَلِيهِ جَاءَ الْجَواب وَفِي الْوضُوء من الْعين فَغسل عَامر وَجهه وَيَديه ومرفقيه سَقَطت لَفْظَة يَدَيْهِ من رِوَايَة ابْن المرابط وَبَعض رُوَاة الْمُوَطَّأ من مشيخة ابْن عتاب وَابْن عبد الْبر وَهِي ثَابِتَة لنا فِي الرِّوَايَة عَن غَيرهم عَن يحيى وَابْن بكير والقعنبي وَغَيرهم من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَفِي مِيرَاث الْجد جَاءَت الْجدّة إِلَى أبي بكر تسأله مِيرَاثهَا كَذَا فِي الموطئات وَعند ابْن وضاح الْجدّة للْأَب وَهُوَ أبين وأوجه وَفِي الْعَقِيقَة عَن هِشَام بن عُرْوَة أَن أَبَاهُ عُرْوَة كَانَ يعق عَن بنيه الحَدِيث كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ بَعضهم عَن هِشَام بن عُرْوَة أَنه كَانَ وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الَّذِي فِي جَمِيع الموطئات وَقد يحْتَمل مَعَ إِسْقَاط عَن أَبِيه أَن يرجع الضَّمِير فِي أَنه على عُرْوَة لذكره فِي نسب هِشَام قبل فتتفق الرِّوَايَات وَفِي شَأْن الْكَعْبَة لَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر وَتمّ الْكَلَام فِي الموطئات كلهَا جَوَابا لقَوْل عَائِشَة أَفلا تردها على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم إِلَّا عِنْد القعْنبِي فَعنده لفَعَلت وَبِه يتم الْكَلَام وكما جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر بِهَذَا اللَّفْظ وَمَعْنَاهُ وَيصِح

على الرِّوَايَة الْأُخْرَى على الْحَذف والاختصار لفهم السَّائِل وَفِي حَدِيث الْأمة قَوْله إِن زنت فاجلدوها ثمَّ بيعوها وَلَو بضفير كَذَا لكافة الروَاة فِي رِوَايَة الذهلي عَن القعْنبِي إِن زنت فبيعوها لم يقل فاجلدوها وَمن ذَلِك فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب كفر العشير وَكفر دون كفر قَوْله وَفِيه أَبُو سعيد عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كثيرا كَذَا كَانَ عِنْد الْأصيلِيّ وَعند بَعضهم (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كثيرا وَبِه يتم الْكَلَام وَيتَوَجَّهُ وَسقط كثيرا عِنْد أبي ذَر وَفِي الدّين يسر وَلنْ يشاد الدّين إِلَّا غَلبه كَذَا لعامة الروَاة بِالرَّفْع على مَا لم يسم فَاعله وَعند ابْن السكن أحد إِلَّا غَلبه بِفَتْح الدّين وَهُوَ أبين وَفِي بَاب الْحلق فِي الْمَسْجِد قَالَ فَأَما أَحدهمَا فرآ فُرْجَة فَجَلَسَ كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فرآ فُرْجَة فِي الْحلقَة وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وتتم فَائِدَته وَفِي كتاب الْعلم فَمن قتل فَهُوَ بِخَير النظرين أما أَن يعقل وَأما أَن يُقَاد كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَهُوَ الصَّوَاب وَالْمرَاد بِهَذَا الْوَلِيّ وَسقط قَوْله النظرين لغيره وَهُوَ وهم وَقد جَاءَ تَاما فِي كتاب الْحُدُود فَمن قتل لَهُ قَتِيل فَهُوَ بِخَير النظرين أما أَن يُؤَدِّي وَأما أَن يُقَاد واضطراب ضبط الشُّيُوخ فِي هَذِه الْجُمْلَة وأولاها مَا قيدناه عَن متقني شُيُوخنَا قتل وَيعْقل بِضَم أوائلهما على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بَاب من ترك بعض الِاخْتِيَار قَوْله لجعلت لَهَا بَابَيْنِ بَاب يدْخل النَّاس وَبَاب يخرجُون كَذَا لكافة الروَاة وَلابْن السكن زِيَادَة مِنْهُ فِي الأول وَعند الْحَمَوِيّ مِنْهُ فِي الآخر وبثباتها فِي الْمَوْضِعَيْنِ يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي غسل الْوَجْه وَالْيَدَيْنِ من غرفَة لم يذكر فِي رِوَايَة ابْن السكن مسح الرَّأْس فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَهُوَ وهم وَخَالفهُ سَائِر الروَاة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا فَقَالُوا وَمسح رَأسه وَفِي بَاب من لم يتَوَضَّأ من لحم الشَّاة والسويق وَأكل أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَلم يتوضئوا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَالرِّوَايَات وَفِي بَعْضهَا بَيَاض قبل قَوْله فَلم وَالْحق الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ لَحْمًا ثمَّ ضرب عَلَيْهِ ضَرْبَيْنِ وَترك بعده بَيَاضًا وبإلحاقه يَصح الْكَلَام وَفِي بَاب غسل الرجلَيْن إِلَى الْكَعْبَيْنِ قَوْله ثمَّ يدْخل يَده مرَّتَيْنِ إِلَى الْمرْفقين كَذَا لعامة الروَاة النَّسَفِيّ وَأبي ذَر والقابسي وَصَوَابه وَتَمَامه مَا عِنْد الْأصيلِيّ ثمَّ أَدخل فَغسل يَدَيْهِ مرَّتَيْنِ وَفِي بَاب من لم ير الْوضُوء إِلَّا من المخرجين وَقَالَ أَبُو عمر وَالْحسن فِيمَن احْتجم لَيْسَ عَلَيْهِ غسل محاجمه كَذَا لرواة الْفربرِي إِلَّا من طَرِيق الْمُسْتَمْلِي فَعنده إِلَّا غسل محاجمه وَبِه تصح الْمَسْأَلَة وَهُوَ الْمَرْوِيّ عَنْهُمَا وَالْمَعْرُوف من مَذْهَبهمَا وَبِهَذَا اللَّفْظ ذكره عَنْهُمَا ابْن الْمُنْذر فِي كِتَابه وَفِي بَاب إِذا خَافَ الْجنب على نَفسه يتمم قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لعمَّار كَانَ يَكْفِيك لم يزدْ تَمَامه مَا فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر كَانَ يَكْفِيك هَذَا وَضرب بِيَدِهِ الأَرْض وَوصف التَّيَمُّم وَفِي بَاب فرض الصَّلَاة فِي حَدِيث الْإِسْرَاء قَوْله غير أَنه ذكر أَنه وجد آدم فِي سَمَاء الدُّنْيَا كَذَا لجميعهم وَعند الْأصيلِيّ غير أَنه وجد وَالْأول الصَّوَاب وبإلحاقه يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب الْأَذَان قبل الْفجْر وَلَيْسَ أَن يَقُول الْفجْر والصباح وَقَالَ بإصبعه ورفعها إِلَى فَوق وَكَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن زِيَادَة بعد قَوْله الصُّبْح هَكَذَا وبإثباتها يَصح التَّمْثِيل وَفِي بَاب التعاون فِي بِنَاء الْمَسْجِد وَيْح عمار يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة ويدعونه إِلَى النَّار كَذَا جَاءَ فِي غَيره وَتَمَامه فِي رِوَايَة ابْن السكن وَيْح عمار تقتله الْفَيْئَة الباغية يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة الحَدِيث وَفِي بَاب خُرُوج النِّسَاء إِلَى الْمَسْجِد لَو أدْرك رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَا أحدث النِّسَاء بعده لمنعهن كَمَا منع نسَاء بني

إِسْرَائِيل كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ لمنعهن الْمَسْجِد وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَفِي بَاب احتساب الْآثَار قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَا بني سَلمَة أَلا تحتسبوا آثَاركُم والْحَدِيث عِنْد جَمِيعهم هُنَا مبتور وَتَمَامه فِي حَدِيث رِوَايَة أبي إِسْحَاق الْمُسْتَمْلِي أَن بني سَلمَة أَرَادوا أَن يَتَحَوَّلُوا عَن مَنَازِلهمْ فينزلوا قَرِيبا من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فكره رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن يعروا وَقَالَ أَلا تحتسبون آثَاركُم كَذَا هُنَا هَذِه الْحُرُوف للْجَمِيع وَهُوَ مبتور أَيْضا وَتَمَامه فِي كتاب الْحَج فكره رَسُول الله أَن تعري الْمَدِينَة وَعند النَّسَفِيّ يَعْنِي الْمَدِينَة زَاد فِي كتاب الْحَج فأقاموا وَفِي بَاب إِذا حضر الْعشَاء وأقيمت الصَّلَاة فابدءوا بالعشاء كَذَا ذكره بِهَذَا اللَّفْظ البُخَارِيّ وَمُسلم وَمَا فِي مَعْنَاهُ من الرِّوَايَات الَّتِي ذكرَاهَا عَن أنس وَابْن عمر وَقد زَاد فِيهِ مُوسَى بن أعين فِي حَدِيث أنس زِيَادَة حَسَنَة فَقَالَ إِذا وضع الْعشَاء وأحدكم صَائِم فابدءوا بِهِ قبل أَن تصلوا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَإِلَى الصَّائِم وَمن فِي مَعْنَاهُ من الْمُحْتَاج إِلَى الطَّعَام يرجع معنى الحَدِيث وَفِي بَاب الِاغْتِسَال إِذا أسلم فَجَاءَت بِرَجُل من بني حنيفَة يُقَال لَهُ ثُمَامَة بن آثال فربطوه بِسَارِيَة من سواري الْمَسْجِد فَخرج إِلَيْهِ رَسُول الله فَقَالَ أطْلقُوا ثُمَامَة فَانْطَلق إِلَى نخل فَذكر اغتساله كَذَا لجمهورهم وَهُوَ مبتور وَتَمَامه عِنْد ابْن السكن فَخرج إِلَيْهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ مَا عنْدك يَا تَمَامه فَذكر الحَدِيث فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أطْلقُوا ثُمَامَة وَبَقِيَّة الْكَلَام الَّذِي اخْتَصَرَهُ ابْن السكن مَذْكُور فِي غير مَوضِع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب النّوم قبل الْعشَاء قَالَ ابْن جريج قلت لعطاء فَقَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول الحَدِيث كَذَا عِنْده لَا غير وَفِيه نقص وَهُوَ تَامّ فِي كتاب مُسلم قلت لعطاء أَي حِين أحب إِلَيْك أَن أُصَلِّي الْعشَاء إِمَامًا أَو خلوا قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس وَذكر الحَدِيث وَفِي آخر بَاب وجوب الْقِرَاءَة وَافْعل فِي صَلَاتك كلهَا كَذَا لَهُم وَتَمَامه وَافْعل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا وَكَذَا لِابْنِ السكن كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب صَلَاة النِّسَاء خلف الرِّجَال قَوْله لكَي ينْصَرف النِّسَاء قبل أَن يدركهن من الرِّجَال كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَتَمَامه أَن يدركهن المتعجلون من الرِّجَال أَو من ينْصَرف من الرِّجَال كَمَا جَاءَ فِي الْبَاب قبله وَفِي بَاب الْمَشْي وَالرُّكُوب إِلَى الْعِيد وبلال باسط يلقى فِيهِ النِّسَاء تَمَامه باسط ثَوْبه كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي صَحِيح مُسلم وَفِي بَاب سُجُود الْمُسلمين مَعَ الْمُشْركين وَكَانَ ابْن عمر يسْجد على وضوء كَذَا للأصيلي والقابسي وَغَيرهمَا وَعند ابْن السكن وَأبي ذَر على غير وضوء وَهُوَ الصَّحِيح وعَلى هَذَا تدل تَرْجَمَة البُخَارِيّ وَقَوله والمشرك لَيْسَ لَهُ وضوء وَمذهب ابْن عمر أَن يسْجد للتلاوة على غير وضوء وَفِي قصر الْمُسَافِر إِذا خرج من مَوْضِعه صليت مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الظّهْر بِالْمَدِينَةِ أَرْبعا وبذي الحليفة رَكْعَتَيْنِ كَذَا لكافة رُوَاة البُخَارِيّ وَعند ابْن السكن والجرجاني وَالْعصر بِذِي الحليفة رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي الصَّلَاة فِي مَسْجِد السُّوق كَانَ فِي صَلَاة مَا كَانَت هِيَ تحبسه إِلَى قَوْله مَا لم يحدث كَذَا للمروزي وَعند النَّسَفِيّ والهروي مَا لم يود بِحَدَث فِيهِ وَهَذَا تَفْسِير الحَدِيث ويعضد أحد التَّأْويلَيْنِ فِيهِ وَقد مر فِي الْحَاء فِي بَاب الْأَذَان قبل الْفجْر وَلَيْسَ أَن يَقُول الْفجْر أَو الصُّبْح وَقَالَ باصبعه ورفعها إِلَى فَوق كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن زِيَادَة بعد قَوْله أَو الصُّبْح هَكَذَا وبإثباتها يَصح التَّمْثِيل وَفِي الحَدِيث بعد رَكْعَتي الْفجْر فَإِن كنت مستيقظة حَدثنِي وَبِه يتم الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب

فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَفِي بَاب موعظة النِّسَاء يَوْم الْعِيد قلت أَتَرَى حَقًا على الإِمَام ذَلِك ويذكرهن قَالَ أَنه لحق عَلَيْهِم وَمَا لَهُم لَا يَفْعَلُونَهُ كَذَا لِابْنِ السكن وَأبي ذَر وَهُوَ الصوب وَعند الْأصيلِيّ والنسفي وَمَا لَا يَفْعَلُونَهُ بِإِسْقَاط لَهُم وَظَاهره الْوَهم وَقد يخرج لهَذَا وَجه أَي تركُوا هَذَا وَتركُوا غير شَيْء من السّنَن لَا يَفْعَلُونَهُ وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس قَالَ أيفعلونه وَهُوَ خطأ لَا وَجه لَهُ وَفِي هَذَا الحَدِيث كَأَنِّي أنظر حِين يجلس بِيَدِهِ زَاد فِي كتاب مُسلم الرِّجَال وَبِه تتمّ الْفَائِدَة وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي الثِّيَاب وَأمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن لَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان وَفِي الاسْتِسْقَاء فَتَبَسَّمَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا وَتَمَامه وَقَالَ كَمَا فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي الزلازل فِي حَدِيث ابْن مثنى عَن ابْن عمر قَالَ اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي شامنا الحَدِيث كَذَا هُنَا لَيْسَ فِيهِ ذكر للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه إثْبَاته كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الطَّرِيق وَلِهَذَا قَالَ الكلابادي رَوَاهُ ابْن مثنى هُنَا مَوْقُوفا وَلم يقل شَيْئا فَإِن شهرة الحَدِيث تدل على إِسْنَاده مَعَ قَوْله آخِره قَالُوا وَفِي نجدنا الحَدِيث وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي الثَّوْب قَول أم هاني زعم ابْن أُمِّي قَاتل رجلا كَذَا للفربري وَعند النَّسَفِيّ أَنه قَاتل وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي كتاب الْعِيد هَذَا يَوْم يَشْتَهِي فِيهِ اللَّحْم وَذكر من جِيرَانه كَذَا جَاءَ فِي سَائِر النّسخ هُنَا عَن البُخَارِيّ وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع إِنَّمَا قَالَ خصَاصَة أَو فقر وَفِي آخر الحَدِيث أَيْضا وَمن نسك قبل الصَّلَاة فَإِنَّهُ قبل الصَّلَاة وَلَا نسك لَهُ وتحامه فَإِنَّهُ لحم عجله لأَهله لَيْسَ من النّسك فِي شَيْء كَمَا جَاءَ فِي غَيره وَفِي بَاب التَّكْبِير فِي الْعِيد قَوْله إِن كُنَّا قد فَرغْنَا فِي هَذِه السَّاعَة كَذَا لجميعهم قيل صَوَابه لقد فَرغْنَا أَو إِلَّا قد فَرغْنَا وبإلحاق ذَلِك يَصح الْكَلَام وَفِي حَدِيث الكنازين فِي الزَّكَاة قَول أبي ذَر وَقَالَ لي خليلي قلت من خَلِيلك يَا أَبَا ذَر قَالَ أتبصر أحدا كَذَا عِنْد أَكْثَرهم وَعند الْأصيلِيّ من خَلِيلك قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ خطا عَلَيْهِ وَخرج يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَعْنِي قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وبإثباته يتم الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ مُبينًا ثَابتا فِي كتاب وَمن المتوهم نَقصه من الْمُتُون وَفِيه نقص قَوْله فِي بَاب قَوْله تَعَالَى أَو صَدَقَة قَالَ فَاحْلِقْ رَأسك أَو فِي نزلت إِنَّمَا شكّ الرَّاوِي هَل ذكر رَأسه أم لَا وَفِي بَاب دُخُول الْحرم بِغَيْر إِحْرَام وَدخل ابْن عمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بالإهلال كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَدخل ابْن عمر غير محرم وَهُوَ الصَّوَاب وَتَمام الْكَلَام وَفِي بَاب فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد مَكَّة وَالْمَدينَة سَمِعت أَبَا سعيد قَالَ سَمِعت أَرْبعا من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَانَ غزا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثِنْتَيْ عشرَة غَزْوَة لم يزدْ فِي هَذَا الحَدِيث وَتَمَامه بعد هَذَا بِخَمْسَة أَبْوَاب فِي بَاب مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس وَفِي بَاب يَوْم النَّحْر وَإِنَّمَا ذكر هُنَا طرفا مِنْهُ لينبه عَلَيْهِ أَو ليكتبه بعد كَمَاله فَمَنعه مَانع وَفِي صَلَاة النَّوَافِل جمَاعَة فِي حَدِيث مَحْمُود ابْن الرّبيع عَن عتْبَان وَفِيه فَأَهْلَلْت بِحجَّة أَو عمْرَة فِي بعض الرِّوَايَات عَن الْأصيلِيّ فَأَهْلَلْت من إيلياء بِحجَّة أَو عمْرَة قَالَ الْمروزِي لَيْسَ فِي سَمَاعنَا من إيلياء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وثباتها الصَّوَاب لأَنهم كَانُوا قادمين من أَرض الرّوم والْحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَفِي بَاب التَّعَوُّذ فِي صَلَاة الْكُسُوف من عَذَاب الْقَبْر فِي حَدِيث القعْنبِي عَن ملك أسقط فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ الْقيام الرَّابِع وألحقه الْقَابِسِيّ فِي حَاشِيَة كِتَابه وَصَحَّ لِابْنِ السكن كَمَا فِي الْمُوَطَّأ وسقوطه وهم وَفِي بَاب إِذا أحرم

جَاهِلا وَعَلِيهِ قَمِيص أَتَاهُ رجل عَلَيْهِ أثر صفرَة كَذَا لَهُم وَلابْن السكن وَعَلِيهِ جُبَّة عَلَيْهِ أثر صفرَة وَبِه يُطَابق الْبَاب وَيتم الْكَلَام وَفِي بعض النّسخ بِهِ أثر صفرَة وَهُوَ صَوَاب لَكِن لَا يُطَابق الْبَاب وَفِي بَاب فضل من تعار من اللَّيْل كَانَ بيَدي قِطْعَة استبرق فَلَا أُرِيد مَكَانا من الْجنَّة إِلَّا طارت إِلَيْهِ كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن طارت بِي إِلَيْهِ وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب حج الصّبيان سَمِعت عمر ابْن عبد الْعَزِيز يَقُول للسائب بن يزِيد وَكَانَ حج بِهِ فِي ثقل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) انْتهى الحَدِيث عِنْد جَمِيعهم وَلم يذكر مَا قَالَ لَهُ عمر وَإِنَّمَا أَرَادَ البُخَارِيّ الْحجَّة على إِثْبَات السّنة بِالْحَجِّ بالصبيان فَلَمَّا وصل إِلَى ذكرهَا من الحَدِيث قطع بَقِيَّته وَتَمَامه مَا سَمِعت فِي سُكْنى مَكَّة الحَدِيث بِتَمَامِهِ وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب الْهِجْرَة وَفِي بَاب حج النِّسَاء قَالَ لأم سِنَان مَا مَنعك من الْحَج قَالَت أَبُو فلَان تَعْنِي زَوجهَا حج على أَحدهمَا وَالْآخر نسقي بِهِ أَرضًا لنا كَذَا لَهُم وَفِيه نقص وَتَمَامه قَالَت ناضحان كَانَا لأبي فلَان وَكَذَا ذكره فِي بَاب عمْرَة رَمَضَان وَكَذَا ذكره مُسلم بِمَعْنَاهُ وَقد ذكرنَا الْخلاف فِي رِوَايَة أَلْفَاظه فِي حرف النُّون والحاء وَفِي بَاب الْمَسَاجِد الَّتِي على طَرِيق الْمَدِينَة على أكمة غَلِيظَة لَيْسَ فِي الْمَسْجِد الَّذِي بني ثمَّ كَذَا لكافتهم وَسقط لَيْسَ لبَعض شُيُوخ أبي ذَر وسقوطها خطأ بِدَلِيل مَا بعده وَفِي بَاب لَا يدْخل الدَّجَّال الْمَدِينَة وَهُوَ محرم عَلَيْهِ أَن يدْخل نقاب الْمَدِينَة بعض السباخ الَّتِي فِي الْمَدِينَة فَيخرج إِلَيْهِ رجل كَذَا لَهُم هُنَا وَفِي كتاب الْفِتَن فِي خبر الدَّجَّال وَنقص مِنْهُ فَينزل بعض السباخ وَبِه يتم الْكَلَام كَذَا هُوَ هُنَا فِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم وَفِي كتاب مُسلم وَفِي الحَدِيث الآخر لَيْسَ من نقابها إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن لَيْسَ نقب من نقابها وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَتَصِح الرِّوَايَة الْأُخْرَى على إِضْمَار وَتَقْدِير وَفِي بَاب قَوْله وَلم تَرَ عَائِشَة بالتبان بَأْسا كمل عِنْد أَكْثَرهم وَعند أبي ذَر قَالَ البُخَارِيّ للَّذين يرحلون هودجها وَبِه تتمّ الْفَائِدَة وَفِي التَّمَتُّع بِالْحَجِّ تَمَتعنَا على عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَنزل الْقُرْآن قَالَ رجل بِرَأْيهِ مَا شَاءَ كَذَا وَقع هُنَا وَتَمَامه مَا فِي كتاب التَّفْسِير وَغَيره وَنزل الْقُرْآن يَعْنِي بِالْمُتْعَةِ وَفِي نزُول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من الْغَد يَوْم النَّحْر كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه من الْغَد من يَوْم النَّحْر وَفِي بَاب طواف النِّسَاء مَعَ الرِّجَال قَالَت انطلقي عَنْك وَأَنت تخرجين متنكرات باليل كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَلم يكن يخْرجن متنكرات باليل وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَصَوَابه وَفِي بَاب الإهلال من الْبَطْحَاء قدمنَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأهللنا يَوْم التَّرويَة وَجَعَلنَا مَكَّة بِظهْر لبينا بِالْحَجِّ كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للكافة فأهللنا حَتَّى يَوْم التَّرويَة وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وَيتم وَفِي بَاب فضل من قَامَ رَمَضَان ذكر اللَّيْلَة الثَّالِثَة فَخرج رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فصلى بِصَلَاتِهِ فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الرَّابِعَة كَذَا عِنْدهم وَصَوَابه وَفِي الْعَمَل فِي الْعشْر الْأَوَاخِر كَانَ إِذا دخل الْعشْر الْأَوَاخِر شدّ مِئْزَره كَذَا للقابسي وَعند غَيره شدّ ميزره وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث ابْن قُتَيْبَة أيقظ أَهله وَرفع المئزر قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَهَذَا من لطيف الْكِنَايَة فِي اعتزال النِّسَاء وَقد فسرنا مَعْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَفِي الْجَنَائِز فِي بَاب الْأَمر باتباعها أمرنَا بِسبع ونهانا عَن سبع ثمَّ قَالَ نَهَانَا عَن آنِية الْفضة وَخَاتم الذَّهَب وَالْحَرِير والديباج والقسي والاستبرق وَلم يذكر السَّابِع هُنَا وَهِي المياثر ذكرهَا فِي بَاب الْخَاتم فِي النِّكَاح وَلم يذكر هُنَاكَ الْحَرِير وَذكرهَا أَيْضا فِي كتاب المرضي وَنقص الشّرْب فِي آنِية الْفضة وبإلحاقها تتمّ الْعدة سَبْعَة وَذكرهَا أَيْضا فِي كتاب اللبَاس نَاقِصَة وَفِي بَاب تشميت الْعَاطِس وَفِي بَاب فضل من مَاتَ

لَهُ ولد قَوْله أَلا أدخلهُ بِفضل رَحمته إيَّاهُم كَذَا لكافة الروَاة منقوصا وَعند الْمُسْتَمْلِي أدخلهُ الله الْجنَّة وَكَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ عَلَيْهِ وبثباته يَصح الْكَلَام وَيتم وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْكتاب وَفِي بَاب التِّجَارَة فِي الْبَحْر ذكر رجلا من بني إِسْرَائِيل خرج فِي الْبَحْر فَقضى حَاجته وسَاق الحَدِيث لم يزدْ على هَذَا وَإِنَّمَا أَتَى بِطرف مِنْهُ مُوَافقَة للتَّرْجَمَة وَترك بَاقِيه للتكرار فِي الْكتاب فِي موَاضعه وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لأبي أَيُّوب انْطلق فهيء لنا مقيلا قوما على بركَة الله كَذَا لعامة الروَاة وَعند أبي ذَر فَقَالَ قوما بِهَذَا يسْتَقلّ الْكَلَام إِن كَانَ من قَول أبي أَيُّوب للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأبي بكر وَإِن كَانَ من كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فعلى تَأْكِيد الْأَمر لَهُ أَي قُم قُم كَمَا قَالَ قفانبك وَيَا حرسي اضربا عُنُقه وَفِي صفة جَهَنَّم فِي الْحمى فِي حَدِيث أبي حَمْزَة فَإِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ من فيح جَهَنَّم كَذَا للمستملي وَبَعْضهمْ وَفِيه نقص وَعند النَّسَفِيّ وعبدوس قَالَ الْحمى من فيح جَهَنَّم وَعند البَاقِينَ قَالَ هِيَ من فيح جَهَنَّم وَفِي بَاب بيع السِّلَاح فِي الْفِتْنَة خرجنَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَام حنين فَبِعْت الدرْع فاشتريت بِهِ مخرفا كَذَا لجميعهم وَفِي أصل الْأصيلِيّ تَمام الحَدِيث عَام حنين فقتلت رجلا فَأَعْطَانِي يَعْنِي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سلبه فَبِعْت الدرْع ثمَّ أوقف هَذِه الزِّيَادَة وَبهَا يتم الْكَلَام وَهِي المتكررة فِي أَحَادِيث هَذِه الْأُمَّهَات وَفِي بَاب النَّهْي أَن تحفل الْإِبِل فِي حَدِيث يحيى بن بكير فَإِنَّهُ بِخَير النظرين أَن يحلبها كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن بعد أَن يحلبها وَهُوَ الصَّوَاب كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي هَذِه الْأُمَّهَات وَفِي حَدِيث وَفد بزاخة أَن أَبَا بكر قَالَ لَهُم تتبعون أَذْنَاب الْإِبِل حَتَّى يرى الله خَليفَة نبيه والمهاجرين أمرا يعذرونكم بِهِ كَذَا جَاءَ فِي الْأُم وَهُوَ طرف من الحَدِيث وَتَمَامه جَاءَ وَفد بزاخة من أَسد وغَطَفَان إِلَى أبي بكر يسألونه الصُّلْح فَخَيرهمْ بَين الْحَرْب المجلية أَو السّلم المخزية قَالُوا هَذِه المجلية عرفناها فَمَا المخزية قَالَ ننزع مِنْكُم الْحلقَة والكراع ونغنم مَا أصبْنَا مِنْكُم وتردون علينا مَا أصبْتُم منا وتودون قَتْلَانَا وَيكون قَتْلَاكُمْ فِي النَّار وتتركون أَقْوَامًا يتبعُون أَذْنَاب الْإِبِل الحَدِيث وَفِي كتاب إِخْبَار الْأَحَادِيث فِي حَدِيث عَاشُورَاء من أكل فليتم بَقِيَّة يَوْمه كَذَا للقابسي وَلابْن السكن بَقِيَّته وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَعند الْأصيلِيّ فليتم بَقِيَّة لَيْسَ عِنْده غَيره وَكتب خَارِجا يَعْنِي يَوْمًا وَكتب عَلَيْهِ لم يكن عِنْدهمَا يَعْنِي شَيْخه الْمروزِي والجرجاني وَفِيه نقص وَصَوَابه فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ المذكورتين وَمَا الْحق وَفِي كتاب التَّمَنِّي من هَذَا سعد جِئْت لأحرسك نقص مِنْهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بَاب الِاعْتِصَام فِيمَا حض عَلَيْهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من اتِّفَاق أهل الْعلم سَمِعت عمر على مِنْبَر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَتمّ الحَدِيث عِنْده وَإِنَّمَا أَتَى بِطرف من الحَدِيث نبه بِهِ على بَقِيَّته وَهُوَ قَوْله فِي الْخمر نزل تَحْرِيمهَا وَهِي من خَمْسَة الحَدِيث ثمَّ جَاءَ بعده بِحَدِيث سَمِعت عُثْمَان خَطِيبًا على مِنْبَر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَتمّ عِنْده الحَدِيث أَيْضا واراد قَوْله هَذَا أشهر زَكَاتكُمْ الحَدِيث وَفِي التَّوْحِيد عَن عَائِشَة الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات فَأنْزل الله تَعَالَى على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)) قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا (هَذَا طرف من حَدِيث اخْتَصَرَهُ وَأدْخل مِنْهُ مَوضِع حَاجته وَتَمَامه فِي كتاب الْبَزَّار وَغَيره من المصنفين قَالَت عَائِشَة الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات جَاءَت خَوْلَة تَشْتَكِي زَوجهَا إِلَى النَّبِي

(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فخفى عَلَيْهِ أَحْيَانًا بعض مَا تَقوله فَأنْزل الله تَعَالَى وَذكر الْآيَة وَفِي بَاب كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه قَالَ أَو يلْبِسكُمْ شيعًا قَالَ هَذِه أيسر كَذَا عِنْد ابْن السكن والنسفي ولغيرهما هَذَا أيسر وَسَقَطت هَذِه اللَّفْظَة عِنْد الْأصيلِيّ وَعِنْده فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أيسر وَرِوَايَة غَيره الصَّحِيحَة وَبهَا يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَرِوَايَته عَن ربه حَدِيث إِذا تقرب العَبْد مني شبْرًا ذكره أَولا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلم يقل عَن ربه وَتَمَامه مَا جَاءَ بعده ثمَّ قَالَ وَقَالَ مُعْتَمر سَمِعت أبي سَمِعت إنسا عَن أبي هُرَيْرَة عَن ربه تبَارك وَتَعَالَى كَذَا فِي الْأُصُول قَالَ الْأصيلِيّ عَن الْمروزِي لَيْسَ عِنْد الْفربرِي عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يسْتَدرك على البُخَارِيّ لِأَن البُخَارِيّ إِنَّمَا ذكره أَولا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مُجَردا إِلَّا من ذكر عَن ربه ثمَّ ذكر السَّنَد الآخر وَوَصله إِلَى أبي هُرَيْرَة وَأَرَادَ أَن يبين أَن فِي هَذِه الطَّرِيقَة الزِّيَادَة الَّتِي نَقصهَا من تقدمه من ذكره عَن ربه مَعَ الْمُوَافقَة فِي سَائِر الْأَحَادِيث قبل وَبعد واستغني عَن ذكر رَفعه إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذكرِهِ أَولا مَرْفُوعا وَفِي بَاب وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ فَسَأَلَ عَنَّا فَقَالَ النَّفر الأشعريون وَفِي غير هَذَا الْبَاب أَيْن النَّفر الأشعريون وَهُوَ أبين وأشرح وَالْأول بِمَعْنَاهُ بِحَذْف حرف الِاسْتِفْهَام وَفِي الْبَاب آمركُم بِأَرْبَع وأنهاكم عَن أَربع سقط فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ بِأَرْبَع أَولا وحوق عَلَيْهِ وأراها سَقَطت لأبي زيد عِنْده وثباتها الصَّحِيح وسقوطها وهم وَفِي بَاب الشَّمْس وَالْقَمَر سَابق النَّهَار يتطالبان حثيثين يخرج أَحدهمَا من الآخر وَيجْرِي كل وَاحِد مِنْهُمَا كَذَا للأصيلي بِضَم يَاء يخرج وَعند البَاقِينَ حثيثين نسلخ نخرج أَحدهمَا من الْأُخَر وَيجْرِي كل وَاحِد مِنْهُمَا وَهَذِه الرِّوَايَة أشبه لِأَن نخرج تَفْسِير نسلخ لَا تَفْسِير قَوْله وَلَا الَّيْلِ سَابق النَّهَار وَيكون قَوْله وَيجْرِي جَاءَ مُؤَخرا وَحقه أَن يكون مقدما بعد قَوْله حثيثين وَفِي ذكر الْمَلَائِكَة رفعت لي سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا كَأَنَّهُ قلل هَاجر كَذَا للأصيلي والنسفي وَعند أبي ذَر وعبدوس فَإِذا نبقها وَبِه يتم الْكَلَام وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله فِي صفة إِبْلِيس فِي حَدِيث مُحَمَّد أَن الشَّيْطَان عرض لي إِلَى قَوْله فأمكنني الله مِنْهُ فَذكره كَذَا لأبي ذَر والنسفي وعبدوس وَفِيه أشكال وَبَيَانه رِوَايَة غَيرهم فَذكر الحَدِيث وَفِي الْبَاب إِذا مر بَين يَدي أحدكُم شَيْء وَهُوَ يُصَلِّي كَذَا لكافتهم وَسقط يَدي عِنْد الْقَابِسِيّ وَهُوَ وهم وَفِي الْبَاب أفيكم الَّذِي أجاره الله من الشَّيْطَان على نبيه كَذَا لبَعض مشيخة أبي ذَر وَصَوَابه مَا للكافة على لِسَان نبيه وَفِي خبر يُوسُف فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فَقَالَت عَائِشَة أَن أَبَا بكر رجل فَقَالَ مثله كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول فِي حَدِيث البُخَارِيّ عَن ربيع بن يحيى وَنقص مِنْهُ مَا جَاءَ فِي الحَدِيث قبله وَفِي غير بَاب رجل أسيف وَفِي فَضَائِل عَليّ فِي حَدِيث قُتَيْبَة لاعطين الرَّايَة غَدا يفتح الله على يَدَيْهِ كَذَا لأكْثر الروَاة وَتَمَامه رجلا وَكَذَا عِنْد أبي الْهَيْثَم والأصيلي وَبعده فِي حَدِيثه أَيْضا لَأُعْطيَن الرَّايَة أَو ليأخذن الرَّايَة غَدا يُحِبهُ الله وَرَسُوله كَذَا للأصيلي وَأَكْثَرهم وَعند النَّسَفِيّ وَأبي الْهَيْثَم رجلا وَبِه تَمَامه وَبعده فِي حَدِيث القعْنبِي هَذَا فلَان لأمير الْمَدِينَة يدعوا عليا عِنْد الْمِنْبَر كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ يَدْعُوك غَدا أَن تسب عليا وَكَذَا كَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَلم يكن عِنْده غَدا وثباته الْوَجْه وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب ثمن الْكَلْب رَأَيْت أبي اشْترى حجاما

فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نهى عَن ثمن الدَّم كَذَا لَهُم وَتَمَامه لأبي الْهَيْثَم وَحده فَأمر بمحاجمة فَكسرت فَسَأَلته عَن ذَلِك وبهذه الزِّيَادَة يَسْتَقِيم الحَدِيث وَفِي بَاب استيجار الْمُشْركين عَن عَائِشَة واستأجر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَبُو بكر كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن قَالَت اسْتَأْجر وَهُوَ أبين وَالْأول بِمَعْنَاهُ وَإِنَّمَا اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ من حَدِيث الْهِجْرَة بِلَفْظِهِ وَعطفه على مَا قَدمته من الحَدِيث فجَاء بالنكتة من الحَدِيث كَمَا نصت فِيهِ وعَلى رِوَايَة ابْن السكن جَاءَ بِهِ مبتدئا على الْمَعْنى ثمَّ قَالَ رجلا من بني الديل هاديا الماهر بالهداية كَذَا لَهُم وَفِيه وهم وَصَوَابه رِوَايَة ابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي هاديا خريثا وَهُوَ الماهر بالهداية فَهَذَا تَفْسِير لخريث لَا للهادي وَكَذَا جَاءَ لجميعهم على الصَّوَاب فِي الْبَاب بعده وَفِي غَيره من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الحَدِيث نَفسه فَأخذ بهم هُوَ طَرِيق السَّاحِل كَذَا لَهُم وَسقط لفظ هُوَ عِنْد ابْن السكن وسقوطها الصَّوَاب وَعِنْدِي أَن هُوَ كَانَ مخرجا فِي الْحَاشِيَة فِي قَوْله وَهُوَ الماهر بالهداية فَأدْخلهُ أُولَئِكَ هُنَا فِي غير مَوْضِعه كَمَا سقط لَهُم فِي مَوْضِعه وَفِي بَاب مقدم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمَدِينَة وَعِنْدهَا قينتان بِمَا تعازفت بِهِ الْأَنْصَار كَذَا للأصيلي وَرَوَاهُ الْمروزِي وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر وَتَمَامه مَا لغَيرهم تُغنيَانِ بِمَا كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي القطائع أَرَادَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن يقطع من الْبَحْرين فَقَالَت الْأَنْصَار حَتَّى تقطع لأخواننا الْمُهَاجِرين كَذَا هُنَا وَتَمَامه أَن يقطع للْأَنْصَار كَمَا جَاءَ مُبينًا فِي الحَدِيث الآخر بعده بِمَعْنَاهُ وَفِي غير هَذَا الْموضع وَفِي بَاب إِسْلَام سعيد بن زيد وَلَو أَن أحدا أرفض لما صَنَعْتُم بعثمان لَكَانَ كَذَا هُنَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات لَا غير وَعند ابْن السكن لَكَانَ محقوقا وَبِه يتم الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ بِهَذَا اللَّفْظ فِي بَاب إِسْلَام عمر لَكَانَ محقوقا أَن يرفض وَفِي آخر بَاب وجوب الْقِرَاءَة وَافْعل فِي صَلَاتك كلهَا كَذَا لأكْثر الروَاة عَن البُخَارِيّ هُنَا وَعند النَّسَفِيّ وَابْن السكن وَافْعل ذَلِك كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث الْأُخَر وَفِي بَاب من شهد بَدْرًا أَن مُحَمَّد بن أياس بن البكير وَكَانَ أَبوهُ شهد بَدْرًا أخبرهُ لم يزدْ هَذَا وَتَمام الحَدِيث فِي غير هَذَا الْبَاب وَإِنَّمَا احْتَاجَ مِنْهُ ذكر بدر وَمثله فِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح أَبُو ثَعْلَبَة بن صفير وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مسح وَجهه عَام الْفَتْح لم يزدْ وَتَمَامه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لقتلى أحد زملوهم بجراحهم وَمثله حَدِيث سِنِين بعده وَفِي بَاب مَا يكره من الشُّرُوط فَيَقُول هَذِه الْقطعَة لي وَهَذِه فَرُبمَا أخرجت ذه وَلم تخرج ذه كَذَا للأصيلي والقابسي وَرَوَاهُ غَيرهمَا وَهَذِه لَك وَبِه يتم الْكَلَام ويستقل وَقد يحْتَمل أَن يكون صَحِيحا أَي هَذِه الْقطعَة وَهَذِه لي وَبَاقِي الأَرْض لَك وَفِي بَاب حسن التقاضي مَاتَ رجل فَقيل لَهُ فَقَالَ كنت أبايع النَّاس الحَدِيث كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن فَقيل لَهُ مَا كنت فَقَالَ وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي بَاب الغرفة والعلية قَول عمر أجاءت غَسَّان قَالَ لَا بل أعظم مِنْهُ وأطول فَقلت قد خابت حَفْصَة كَذَا لَهُم وَفِي كتاب ابْن السكن بعده وأطول قَالَ طلق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نِسَاءَهُ فَقلت وَهُوَ تَمام الحَدِيث وَكَانَ فِي غير هَذَا الْبَاب من الصَّحِيحَيْنِ على التَّمام وَالصَّوَاب وَفِي بَاب من أهْدى إِلَى صَاحبه وتحرى بعض نِسَائِهِ أَن أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) دعون فَاطِمَة بنت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأرسلن إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تَقول أَن نِسَاءَك كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن

فأرسلنها وَهُوَ وَجه الْكَلَام كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَفِي شَهَادَة الْأَعْمَى وَكَانَ ابْن عَبَّاس يبْعَث رجلا إِذا غَابَتْ الشَّمْس أفطر كَذَا لَهُم وَلابْن السكن فَإِن قيل تَوَارَتْ الشَّمْس وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَبِه يتم وَفِي النّظر إِلَى شُعُور أهل الذِّمَّة قَوْله اطلع على أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم كَذَا هُنَا وَتَمَامه مَا فِي سَائِر الْأَبْوَاب فقد غفرت لكم وَفِي سُؤال الْحَاكِم الْمُدَّعِي أَلَك بَيِّنَة قَوْله أَلَك بَيِّنَة فَقلت لَا قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِذا يحلف وَيذْهب بِمَالي كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ وَابْن السكن زِيَادَة فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ احْلِف فَقلت إِذا يحلف وَبِه يتم الْكَلَام ويستقيم وَكَذَلِكَ جَاءَ مَعْنَاهُ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر وَقَوله فِيمَن أَقَامَ الْبَيِّنَة بعد الْيَمين الْبَيِّنَة العادلة أَحَق من الْيَمين كَذَا لَهُم وَتمّ الْكَلَام وَعند ابْن السكن وَأبي ذَر أَحَق من الْيَمين الْفَاجِرَة وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَفِي حَدِيث غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة فِي كتاب الشُّرُوط ويخلوا بيني وَبَين النَّاس فَإِن أظهر وَإِن شَاءُوا أَن يدخلُوا فِيمَا دخل فِيهِ النَّاس كَذَا لَهُم هُنَا وَفِيه نقص وَتَمَامه وَفِي كتاب الْحِيَل حَدِيث أَنكُمْ تختصمون إِلَى قَوْله فَإِنَّمَا لَهُ من النَّار كَذَا للمروزي وَلغيره فَإِنَّمَا اقْطَعْ لَهُ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي هَذِه الْأُصُول وَبِه يتم الْكَلَام ويستقل وَفِي كتاب الرُّؤْيَا ذكر الْقَيْد فِي الْمَنَام قَالَ مُحَمَّد وَهُوَ ابْن سِيرِين وَأَنا قَول هَذِه زَاد عِنْد الْأصيلِيّ مُلْحقًا الْأمة وَفِي قتل أبي رَافع فِي حَدِيث أَحْمد بن عُثْمَان فَإِنِّي لَا أنزع حَتَّى أسمع لم يزدْ عِنْد الْأصيلِيّ وَنقص مِنْهُ الناعية وَهِي ثَابِتَة لجميعهم وَفِي بَاب الدُّعَاء بِالْجِهَادِ وَالشَّهَادَة قَول عمر أرزقني شَهَادَة فِي بلد رَسُولك كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَكَمَال الرِّوَايَة وتمامها مَا وَقع فِي بَاب فضل الْمَدِينَة وارزقني شَهَادَة فِي سَبِيلك وَاجعَل موتِي فِي بلد رَسُولك وَإِن كَانَ الْمَعْنى يرجع إِلَى اتِّفَاق ومقصد وَاحِد وَفِي الْجِهَاد فِي بَاب فضل الصَّوْم فِي سَبِيل الله وَأَنه كل مَا ينْبت الرّبيع يقتل أَو يلم أكلت حَتَّى إِذا امتدت خاصرتاها كَذَا عِنْد أبي زيد وَبَعض الروَاة وَفِيه نقص وَتَمَامه عِنْد الْجِرْجَانِيّ يقتل أَو يلم حَبطًا يَعْنِي الْأكلَة الْخضر أكلت الحَدِيث وَكَذَا جَاءَ مُبينًا دون يَعْنِي فِي كتاب مُسلم وَفِي غير هَذَا الْموضع وَقَوله أَولا وَأَنه كل مَا ينْبت وَجهه وَصَوَابه وَأَنه مِمَّا ينْبت أَو أَن مِمَّا ينْبت وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي فضلا لخدمة فِي الْغَزْو قَول جرير رَأَيْت الْأَنْصَار يصنعون شَيْئا لَا أجد أحدا مِنْهُم إِلَّا أكرمته زَاد فِي رِوَايَة أبي أَحْمد يصنعون شَيْئا يَعْنِي بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِه يتم الْكَلَام ويستقل الْمَعْنى وَفِي بَاب مَا قيل فِي لِوَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن قيس بن سعد الْأنْصَارِيّ وَكَانَ صَاحب لِوَاء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَادَ الْحَج فَرجل وَتمّ الحَدِيث هُنَا وقطعه وَهُوَ طرف من حَدِيث ذكر البُخَارِيّ مِنْهُ مَا يُوَافق التَّرْجَمَة وَترك بَقِيَّته فأشكل على من لم يعرف الحَدِيث حَتَّى حَار بعض الشَّارِحين فِي تَفْسِيره حيرة وتكلف لَهُ شروحا غَرِيبَة وَنَصّ الحَدِيث وَتَمَامه فَرجل أحد شقي رَأسه فَقَامَ غُلَام لَهُ فقلد هَدْيه فَنظر قيس وَقد رجل أحد شقي رَأسه فَإِذا هُوَ قد قلد هَدْيه وَأهل بِالْحَجِّ وَلم يرجل شقّ رَأسه الآخر وَإِنَّمَا اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ إِذْ لَيْسَ ذَلِك مُسْندًا وَإِنَّمَا هُوَ من فعل قيس ورأيه وَلَيْسَ من شَرط كِتَابه فَذكر من الحَدِيث مَا هُوَ من شَرط كِتَابه من ذكر مَا أسْند إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من اتِّخَاذ اللِّوَاء وَاقْتصر عَلَيْهِ من الحَدِيث دون غَيره وَقد ذكره الْحميدِي بِكَمَالِهِ كَمَا ذَكرْنَاهُ وَفِي بَاب من قتل بِأحد مازالت الْمَلَائِكَة تظله بأجنحتها حَتَّى وَتمّ

الحَدِيث كَذَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات عَن الْفربرِي والنسفي مبتورا إِلَّا عِنْد الْجِرْجَانِيّ فَعنده حَتَّى رفعتموه وَعند أبي الْهَيْثَم حَتَّى رفع وَفِي بَاب الْقَلِيل من الْغلُول وَيذكر عَن عبد الله بن عمر وَعَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنه حرق مَتَاعه وَهَذَا أصح كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَعند سَائِرهمْ وَلم يذكر عَن عبد الله قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ الصَّحِيح لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الحَدِيث تحريق رَحل الَّذِي وجد عِنْده وَفِي بَاب إِذا غنم الْمُسلمُونَ مَال الْمُشرك أَن ابْن عمر كَانَ على فرس يَوْم لَقِي الْمُسلمُونَ وأمير الْمُسلمين يَوْمئِذٍ خَالِد كَذَا لَهُم وَلابْن السكن بوم لَقِي الْمُسلمُونَ الْمُشْركين وأمير الْمُشْركين وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَفِي حَدِيث أم خَالِد فَبَقيت تُرِيدُ الْقَمِيص حَتَّى ذكر كَذَا لَهُم زَاد ابْن السكن دهرا وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَعند أبي ذَر حَتَّى إِذا ذكر لم يزدْ وَرِوَايَة ابْن السكن أشبه بِالْمَعْنَى وأليق وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال الْمُهْملَة وَفِي كتاب الْقدر اكْتُبْ لي مَا سَمِعت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خلف الصَّلَاة كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ زِيَادَة فَاعِلا وَعند ابْن السكن مَا سَمِعت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول خلل الصَّلَاة وَبِه يتم الْكَلَام وَيتَّجه وَفِي بَاب الْغلُول وعَلى رقبته لَهُ حَمْحَمَة كَذَا لَهُم فِي حَدِيث يحيى وَفِي آخر الْبَاب وَقَالَ أَيُّوب فرس لَهُ حَمْحَمَة وَثَبت فرس عِنْد أبي ذَر فِي الْحَدِيثين لَكِن ذكر البُخَارِيّ قَول أَيُّوب يدل على سُقُوطه من رِوَايَة غَيره وَفِي بَاب مَا ذكر من درع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَوْله وَكتب لَهُ هَذَا الْكتاب وَكَانَ نقش الْخَاتم كَذَا لأكثرهم هُنَا وَعند بَعضهم وختمه وَكَانَ وَبِه يتم الْكَلَام ويستقل وَفِي بَاب الإقطاع من كَانَت لَهُ عِنْد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عدَّة فَليَأْتِنِي سقط عدَّة للقابسي وَثَبت لأبي ذَر وَأبي نعيم وَابْن السكن وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله حرم من عير إِلَى ثَوْر كَذَا فِي كتاب الْجِهَاد لِابْنِ السكن وَهُوَ تَمام الحَدِيث وَعند الْأصيلِيّ وبيض بعد عير وَعند سَائِر الروات إِلَى كَذَا قَالُوا وَذكر ثَوْر هُنَا وهم وَلذَلِك أسْقطه بَعضهم وكنى عَنهُ آخَرُونَ وَقد ذكرنَا بَيَان ذَلِك بأشبع مِمَّا هُنَا فِي بَاب الثَّاء فِي الْمَوَاضِع وَفِي بَاب أحل لي الْغَنَائِم أَو يرجعه إِلَى مَسْكَنه الَّذِي خرج مِنْهُ مَعَ أجر أَو غنيمَة كَذَا لجميعهم وَنقص مِنْهُ مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي الصَّحِيحَيْنِ مَعَ مَا نَالَ من أجرا وغنيمة وَفِي ذكر الْمَلَائِكَة ويتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة ثَبت كَذَا هُنَا لِابْنِ السكن وَسقط فِيكُم لغيره وَفِيه فَيَقُول كَيفَ تركْتُم فَقَالُوا كَذَا لَهُم وَعند الْفربرِي والنسفي عَن أبي الْهَيْثَم وَابْن السكن وعبدوس تركْتُم عبَادي وبثبات هَاتين الزيادتين تَمام الْكَلَام وَصَوَابه وَكَذَا جَاءَ فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث غير هَذَا الْموضع وَفِي صفة الْجنَّة والمنضود الموز والمخضوض المدخر حملا الَّذِي نضد بعضه على بعض يَعْنِي من كَثْرَة حمله وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الأوهام وَفِي سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا كَأَنَّهُ قلال هجر كَذَا لَهُم هُنَا وَصَوَابه وَإِذا نبقها وَكَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر والهروي وَفِي صفة إِبْلِيس قَول أبي الدَّرْدَاء فِيكُم كَذَا لَهُم وَهُوَ طرف وَتَمَامه الَّذِي أجاره الله من الشَّيْطَان كَذَا للأصيلي والْحَدِيث أكمل من هَذَا فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَرَوَاهُ بَعضهم أفيكم على الِاسْتِفْهَام وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا جَاءَ خَبرا وَقَول البُخَارِيّ الجذوة الْقطعَة من الْخشب لَيْسَ فِيهَا لَهب كَذَا لجَماعَة الروَاة وَسقط للأصيلي لَيْسَ وَهُوَ وهم وَزَاد النَّسَفِيّ والشهاب فِيهِ لَهب وَهُوَ صَحِيح أَيْضا وَفِي حَدِيث عبد الله بن عمر ألم أنبأ أَنَّك تقوم اللَّيْل وتصوم النَّهَار كَذَا للأصيلي وَابْن السكن وَأبي نعيم وَسقط لفظ النَّهَار عِنْد الْقَابِسِيّ وَالصَّحِيح ثباته كَمَا ثَبت فِي غير هَذَا الْموضع فِي سَائِر أَحَادِيث الصَّحِيحَيْنِ

بِغَيْر خلاف وَفِي قصَّة الْحَبَش وهم يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِد فزجرهم فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لم يذكر الزاجر هُنَا وَهُوَ مَنْقُوص وَصَوَابه فزجرهم عمر وَكَذَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب فِي الصَّلَاة وَالْجهَاد مُسَمّى وَقَوله وَرَأَيْت فِيهَا بقرًا وَالله خير كَذَا فِي مَوَاضِع وَتَمَامه تنحر وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَقد مضى الْكَلَام على أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث وَمَعْنَاهُ وَتَقْيِيد إعرابه فِي موَاضعه وَفِي حَدِيث المسرف على نَفسه من رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ مَا حملك على مَا صنعت قَالَ يارب فغفر لَهُ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَعند أبي الْهَيْثَم قَالَ مخافتك يَا رب وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَوَافَقَ مَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي هَذِه الْأُمَّهَات وَفِي أَخْبَار بني إِسْرَائِيل عَن عَائِشَة كَانَت تكره أَن يَجْعَل يَده على خاصرته فِي الصَّلَاة كَذَا لبَعْضهِم وَعند الْأصيلِيّ قَالَت كَانَ يكره على مَا لم يسم فَاعله وَبِهَذَا وَزِيَادَة قَالَت يلْحق بالمسند وعَلى الرِّوَايَة الأولى يكون مَوْقُوفا وَفِي فَضَائِل على رضى الله عَنهُ لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا يفتح الله على يَدَيْهِ كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ رجلا يفتح الله وَهُوَ تَمام الْكَلَام الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب لَكِن البُخَارِيّ قد ذكر بعده حَدِيث قُتَيْبَة وَلَيْسَ فِيهِ رجل للْجَمِيع وَفِي بَاب هَذَا فلَان يدعوا عليا عِنْد الْمِنْبَر كَذَا لجميعهم وَفِي أصل الْأصيلِيّ يَدْعُوك أَن تسب عليا عِنْد الْمِنْبَر ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَلم بِظَاهِر لَفظه على عَادَته سُقُوطه عِنْده للمروزي وَحده وَفِي مَنَاقِب عمار وَفِيكُمْ من آجره الله من الشَّيْطَان على لِسَان نبيه سقط لِسَان للقابسي وَهُوَ وهم ثمَّ صَححهُ وألحقه وَفِي مَنَاقِب سعد قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خَيركُمْ أَو سيدكم كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَأبي ذَر قومُوا لخيركم أَو سيدكم وَبِه يتم الْكَلَام وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَكَذَا ذكره مُسلم وَفِي فَضَائِل عبد الله بن سَلام أَلا تَجِيء فأطعمك سويقا وَتَمْرًا وَتدْخل فِي بَيت ثمَّ قَالَ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِي كتاب الْأصيلِيّ بَيَاض بعد بَيت يدل على نقص وَتَمَامه فِي بَيت دخله النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث اللَّيْث أَزْهَر اللَّوْن لَيْسَ بأبيض أمهق وَلَا بِآدَم كَذَا هُوَ صَوَاب اللَّفْظ وَهَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَعند الْمروزِي وَبَعْضهمْ أَزْهَر اللَّوْن أمهق وَهُوَ خطأ لِأَن أمهق خلاف أَزْهَر قَالَ الْأصيلِيّ لَيْسَ أمهق فِي عرضة مَكَّة أَولا وَلَا آخرا وَهَذَا يدل أَن الْمروزِي لم يقرأه لَهُم لأجل الْوَهم فِيهِ وَيبين مَا قُلْنَاهُ قَوْله فِي حَدِيث ملك فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث لَيْسَ بالأبيض الأمهق وَلَا بِالْأدمِ وَفِي بَاب إِسْلَام سعد بن زيد وَلَو أَن أحدا أرفض للَّذي صَنَعْتُم بعثمان لَكَانَ انْتهى الحَدِيث فِي أَكثر النّسخ وَعند ابْن السكن لَكَانَ محقوقا وَبِه يتم الْكَلَام وَالْأول على الإيجاز والاختصار وَفِي تَزْوِيج عَائِشَة توفيت خَدِيجَة قبل مخرج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى الْمَدِينَة بِثَلَاث سِنِين فَلبث سنتَيْن أَو قَرِيبا من ذَلِك ونكح عَائِشَة كَذَا للقابسي وَابْن السكن وَسقط فَلبث سنتَيْن للأصيلي وثباته الصَّوَاب وَفِي غَزْوَة الْفَتْح عَن أنس أَقَمْنَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عشرَة نقصر الصَّلَاة كَذَا الْعَامَّة الروَاة وَفِيه نقص وَعند النَّسَفِيّ بضع عشرَة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي كتاب عَبدُوس سبع عشرَة وَصَوَابه تسع عشرَة وَقد ذكرنَا اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِيهِ فِي غير حَدِيث أنس فِي حرف التَّاء وَفِي الْهِجْرَة ذكر بِنَاء الْمَسْجِد قَالُوا بل نهبه لَك يَا رَسُول الله ثمَّ بناه مَسْجِدا هُوَ كَلَام مبتور وَكَذَا لعامة الروَاة وَعند أبي الْهَيْثَم فَأبى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن يقبله هَيْبَة حَتَّى ابتاعه مِنْهُمَا ثمَّ بناه وَفِي بَاب يَوْم بدر

كَانَ فِي الزبير ثَلَاث ضربات إِحْدَاهُنَّ فِي وَذكر الحَدِيث كَذَا فِي كتاب أبي زيد وَعند الْأصيلِيّ فِي عَاتِقه قَالَ الْأصيلِيّ وَانْقطع على أبي زيد من كِتَابه طبق فَلم يقر لنا من هُنَا وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَغَيره بَقِيَّة الحَدِيث وَفِي فضل من شهد بَدْرًا فِي خبر حَاطِب وَلَا تَقولُوا لَهُ إِلَّا خيرا كَذَا لأبي الْهَيْثَم والجرجاني وَلَيْسَ للقابسي وَلَا للمروزي وَلَا لبَقيَّة شُيُوخ أبي ذَر وَفِي بَاب غَزْوَة بدر وَأخْبر أَصْحَابه يَوْم أصيبوا خبرهم كَذَا لَهُم يَعْنِي أَصْحَاب خبيب وَلابْن السكن وَأخْبر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِه يتم الْكَلَام إِذْ لم يجر للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قبل ذكر وَفِي الْبَاب أَن عليا كبر على سهل ابْن حنيف وَقَالَ أَنه شهد بَدْرًا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِي بَعْضهَا بعد كبر بَيَاض وَتَمَامه كبر خمْسا وَقَالَهُ أَبُو ذَر وَغَيره وَفِي كتاب البرقاني سِتا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير تَخْصِيصًا لسابقة أهل بدر وَذكر سعيد بن مَنْصُور الْوَجْهَيْنِ وَفِي بَاب أَن عمر اسْتعْمل قدامَة بن مَظْعُون على الْبَحْرين وَكَانَ شهد بَدْرًا وَهُوَ خَال عبد الله بن عمر وَحَفْصَة لم يزدْ وَهَذَا طرف من حَدِيث طَوِيل ذكره ابْن وهب فِي موطأه وَغَيره فِي شرب الْخمر بالتأويل وحد عمر لَهُ وَفِيه سنَن كَثِيرَة أَدخل مِنْهَا البُخَارِيّ مقْصده فِيمَن شهد بَدْرًا وَنبهَ بِطرف الحَدِيث على بَقِيَّته وَفِي حَدِيث الَّذِي أَمر أَهله بحرقه فِي بَاب بني إِسْرَائِيل فِي رِوَايَة عبد الله بن هِشَام مَا حملك على مَا صنعت قَالَ يارب فغفر لَهُ كَذَا للأصيلي والقابسي وعبدوس وَأبي ذَر لَا عِنْد أبي الْهَيْثَم فَعنده زِيَادَة مخافتك يارب وَبِه يتم الْكَلَام لَكِن قَول البُخَارِيّ بعده وَقَالَ غَيره خشيتك يحْتَمل أَن الرِّوَايَة بِسُقُوط الْحَرْف وَيحْتَمل أَنَّهَا باخْتلَاف اللَّفْظ وَفِي الْبَاب بعده لم يكن بطن من قُرَيْش إِلَّا وَله قرَابَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن إِلَّا لَهُ فِيهِ قرَابَة يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِزِيَادَة فِيهِ يسْتَقلّ الْكَلَام وَيتم وَقد تخرج رِوَايَة الْجَمَاعَة وَفِي بَاب حَدِيث بني الضير أَن الله خص رَسُوله مُحَمَّدًا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي هَذَا المَال فَانْتهى أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَذكر الحَدِيث بنصه وَعند الْأصيلِيّ أَن الله كَانَ وَذكر بَاقِي الحَدِيث وَتمّ عِنْده وَكَانَ سقط نَص الحَدِيث من تَمام كَلَام عمر إِلَى قَوْله فَانْتهى أَزوَاج النَّبِي على أبي زيد لسُقُوط ورقة من كِتَابه وَثَبت نَقصه عِنْد غَيره وَعند الْأصيلِيّ الحَدِيث مُعَلّق بنصه آخر الْجُزْء وَفِي قَتْلَى أحد مازالت الْمَلَائِكَة تظله بأجنحتها حَتَّى وَتمّ الحَدِيث عِنْد أبي زيد وَبعده بَيَاض وَعند الْجِرْجَانِيّ حَتَّى رفعتموه وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي الْمَغَازِي وَإِن كبر ذَلِك يُقَال لَهُ عبد الله بن أبي ابْن سلول كَذَا لجميعهم وَصَوَابه وَإِن مُتَوَلِّي كبر ذَلِك كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وكما نصته الْآيَة وَفِي غَزْوَة خَيْبَر مَا شبعنا حَتَّى فتحنا خَيْبَر زَاد فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ يَعْنِي من التَّمْر وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَقد يَصح على ظَاهر الحَدِيث أَي مَا شَبِعُوا شبعا متواليا حَتَّى فتحت خَيْبَر واقتطعوا مِنْهَا أقواتهم وَقيل كَانُوا يَوْمًا كَذَا وَيَوْما كَذَا بِقدر مَا يفتح الله ويضيق وَفِي الْبَاب أَنا لنأخذ الصَّاع من هَذَا بالصاعين بِالثَّلَاثَةِ كَذَا فِي جَمِيع رواياته إِلَّا عِنْد الْأصيلِيّ فَعنده بالصاعين والصاعين بِالثَّلَاثَةِ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَقد يخرج للرواية الْأُخْرَى وَجه صَحِيح أَي وَبِالثَّلَاثَةِ لَكِن الْمَعْرُوف مَا صوبناه وَفِي فتح مَكَّة أَخْبرنِي عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مسح وَجهه عَام الْفَتْح لم يزدْ وَلم يذكر مَا أخبرهُ بِهِ وَهُوَ طرف من حَدِيث أدخلهُ البُخَارِيّ وَتَمَامه أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لقتلى أحد زملوهم بجراحهم فَأدْخل البُخَارِيّ هُنَا مِنْهُ مَا احْتَاجَ إِلَيْهِ فِي التَّبْوِيب أَن هَذَا مِمَّن رآ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة عَام الْفَتْح وَقد ذكر حَدِيثه أَيْضا فِي بَاب الدُّعَاء للصبيان بِمثل هَذَا اللَّفْظ وأشكل مِنْهُ وأخصر فَقَالَ أَخْبرنِي عبد الله

ابْن ثَعْلَبَة بن صَغِير وَكَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مسح عَنهُ لم يزدْ وَتَفْسِيره مَا تقدم وَفِي غَزْوَة أَوْطَاس على سَرِير مرمل عَلَيْهِ فرَاش كَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه مَا فِي غير هَذَا الْموضع مَا عَلَيْهِ فرَاش أَو مَا بَينه وَبَينه فرَاش وَآخر الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَهُوَ قَوْله قد أثر رمال السرير بظهري وجنبي وَفِي غَزْوَة سيف الْبَحْر فِي ذكر الْحُوت أطعمونا إِن كَانَ مَعكُمْ فَأَتَاهُ بَعضهم فَأَكله كَذَا لَهُم وَلابْن السكن فَأَتَاهُ بَعضهم بعضو مِنْهُ وَبِه تتمّ الْفَائِدَة وَفِي بَاب وَفد بني حنيفَة فَجعل يَقُول يَعْنِي مُسَيْلمَة إِن جعل لي مُحَمَّد من بعده كَذَا لَهُم وَلابْن السكن الْأَمر من بعده وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَفِي الْوَفَاة قَول عمر حَتَّى أهويت إِلَى الأَرْض حِين سَمعه تَلَاهَا أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مَاتَ كَذَا لَهُم وَلابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي والحموي فَعلمت أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مَاتَ وَهُوَ أبين وَرِوَايَة الآخرين أَيْضا صَحِيحَة وَتَكون جملَة أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مَاتَ بَدَلا من الْهَاء فِي تَلَاهَا وَفِي تَفْسِير سَيَقُولُ السُّفَهَاء وَأَنه صلى أَو صلاهَا صَلَاة الْعَصْر كَذَا لَهُم وَلابْن السكن وَأَنه صلى أول صَلَاة صلاهَا صَلَاة الْعَصْر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب أَن الصَّفَا والمروة كُنَّا نرى من أَمر الْجَاهِلِيَّة وَعند ابْن السكن كُنَّا نرى أَنَّهُمَا وَبِه يَسْتَقِيم الْكَلَام فِي بَاب بعث على إِلَى الْيمن كنت أبْغض عليا وَقد اغْتسل فَقلت لخَالِد كَذَا هُنَا وَتَمَامه أَنه رَآهُ وَقد أَخذ جَارِيَة من الْمغنم فَوَطِئَهَا فَرَآهُ قد اغْتسل فَلَمَّا علم بذلك النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لَهُ أَن لَهُ فِي الْخمس أَكثر من ذَلِك وَفِي بَاب نَحن أَحَق من إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ رب أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى كَذَا لجميعهم هُنَا إِلَّا الْأصيلِيّ فَعنده أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم على مَا فِي سَائِر أَحَادِيث الصَّحِيحَيْنِ وَقد فسر مَعْنَاهُ فِي حرف الشين وَفِي بَاب اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ لأعلمنك سُورَة فِي الْقُرْآن قبل أَن تخرج كَذَا للأصيلي والقابسي وَعند الْمروزِي وَابْن السكن أعظم سُورَة وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الْأُمَّهَات وَفِي بَاب ثَانِي اثْنَيْنِ قَول ابْن عَبَّاس فِي ابْن الزبير قارئي الْقُرْآن أَن وصلوني وصلوني من قريب وَأَن ربوني ربوني أكفاء كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَسقط من ذَلِك وَتركت بني عمي أَن وصلوني الحَدِيث يُرِيد بني أُميَّة لكَوْنهم من بني عبد منَاف وَكَذَا جَاءَ مُبينًا عِنْد ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه وبهذه الزِّيَادَة يسْتَقلّ الْكَلَام ويستقيم ويبينه الحَدِيث الآخر بعد وَإِن كَانَ لابد لِأَن ير بني بنوا عمي وَفِي هَذَا الحَدِيث لَا حاسبن لَهُ نَفسِي مَا حاسبتها لأبي بكر وَعمر كَذَا لجميعهم وَلابْن السكن محاسبة مَا حاسبتها لأبي بكر وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي التَّوْبَة قَول عَائِشَة لحسان لَكِن أَنْت كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن زِيَادَة لَكِن أَنْت لست كَذَلِك وَكَذَا وَقع فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي تَفْسِير النُّور قَوْله) سُورَة أنزلناها (بيناها كَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه أنزلنها وفرضنها بيناها فبيناها تَفْسِير فرضنها لَا أنزلناها وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بعد وَيُقَال فرضنها أنزلنَا فِيهَا فَرَائض مُخْتَلفَة فَدلَّ على أَنه تَفْسِير آخر وَفِي تَفْسِير الْأَحْزَاب مَا عَلَيْك تعجلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك كَذَا جَاءَ هُنَا وَصَوَابه مَا ورد فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ مَا عَلَيْك أَلا تعجلِي وَفِي خبر الْيَهُودِيَّة الَّتِي رض رَأسهَا قَوْله فأومأت برأسها فَأمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فرض رَأسه بَين حجرين كَذَا فِي مَوَاضِع وَتَمَامه مَا فِي غير مَوضِع فجيء بِهِ فَلم يزل بِهِ حَتَّى اعْترف وَكَذَا ذكره فِي كتاب الْوَصَايَا وَفِي سُورَة الْمُؤمن مجازها مجازي السُّور بِهَذَا ابْتَدَأَ التَّفْسِير عِنْد جمهورهم وَعند أبي ذَر قَالَ حم مجازها وَهُوَ مُرَاده وَوجه الْكَلَام وَفِي تَفْسِير وتقطعوا أَرْحَامكُم قَامَت الرَّحِم فَأخذت

فَقَالَ مَه كَذَا للقابسي والنسفي وَأبي ذَر وَغَيرهم وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن فَأخذت بحقوي الرَّحْمَن قَالَ الْقَابِسِيّ أبي أَبُو زَيْدَانَ يقْرَأ لنا هَذَا الْحَرْف قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وَذَلِكَ لأشكاله وَمَعْنَاهُ صَحِيح مَعَ تَنْزِيه الله تَعَالَى عَن الْجَوَارِح والأشكال وأصل الحقو معقد الْإِزَار وَيسْتَعْمل فِي الْإِزَار أَيْضا وَهُوَ هُنَا على طَرِيق الِاسْتِعَارَة من الْملح فِي الطِّبّ الْمُتَعَلّق بمطلوبه من المخلوقين وَفِي سُورَة الْفَتْح سَمِعت عبد الله الْمُزنِيّ فِي الْبَوْل فِي المغتسل كَذَا لجميعهم وَعند الْأصيلِيّ فِي الْأُم زِيَادَة يَأْخُذ مِنْهُ الوسواس وَهُوَ تَمام الحَدِيث لكنه حوق عَلَيْهِ فِي كِتَابه فَكَأَنَّهُ لَا يثبت لأبي زيد وَلَا النَّسَفِيّ وَثَبت لغَيْرِهِمَا عِنْده وَفِي بَاب مَا جَاءَ فِي درع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن أَبُو بكر لما اسْتخْلف بَعثه إِلَى الْبَحْرين وَكتب لَهُ هَذَا الْكتاب وَكَانَ نقش الْخَاتم ثَلَاثَة أسطر فِي الحَدِيث بتر وسط وَفِي سُورَة ق فَيَضَع الرب عَلَيْهَا قدمه ثبتَتْ لَفْظَة الرب للرواة وموضعها فِي كتاب الْأصيلِيّ بَيَاض بشر وَكَذَا فِي الحَدِيث الآخر بعد حَتَّى يضع رجله سقط رجله لأكثرهم وَثَبت عِنْد الْحَمَوِيّ وَأبي إِسْحَاق واللفظان صَحِيحَانِ فِي الرِّوَايَة بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ فَكَانَ هَذَا الْإِسْقَاط من الْمروزِي لتَركه رِوَايَة مثل هَذِه الْأَلْفَاظ المشكلة الموهمة التجسيم وَقد رُوِيَ عَن ملك كَرَاهِيَة مثل ذَلِك وَقد رُوِيَ عَنهُ فِي الْمُوَطَّأ رِوَايَة مثله وَمعنى هَذِه اللَّفْظَة فِي الحَدِيث ثَابِتَة فِي غير مَوضِع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقد تقدم لكَلَام عَلَيْهَا فِي حرف الْجِيم وَفِي حرف الرَّاء وَفِي سُورَة التَّحْرِيم أَن ابْن عَبَّاس قَالَ فِي الْحَرَام يكفر كَذَا لجميعهم بِكَسْر الْفَاء وَعند ابْن السكن فِي الْحَرَام يَمِين تكفر وَفِي سُورَة النَّاس أَن أَخَاك ابْن مَسْعُود قَالَ كَذَا وَكَذَا يُرِيد مَا رُوِيَ عَنهُ فِي المعوذتين أَنَّهُمَا ليستا من الْقُرْآن فاستعظم ذَاكر ذَلِك اللَّفْظ بِهِ لعَظيم القَوْل بِهِ وكني عَنهُ بِكَذَا وَكَذَا وَفِي النِّكَاح فِي بَاب قَوْله وربائبكم اللَّاتِي فِي حجوركم قلت بَلغنِي أَنَّك تخْطب قَالَ ابْنة أبي سَلمَة قلت نعم كَذَا للأصيلي والقابسي وَغَيرهمَا وَعند ابْن أبي صفرَة عَن الْقَابِسِيّ بَلغنِي أَنَّك تخْطب بنت أبي سَلمَة قَالَ بنت أبي سَلمَة قلت نعم الحَدِيث وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَفِي الحَدِيث نَفسه إِذْ تكَرر بعد فِي بَاب وَإِن تجمعُوا بَين الْأُخْتَيْنِ وأوجه من شركني فِي خير فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تَمَامه فِي خير أُخْتِي كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب نِكَاح الْمُتْعَة فَإِن أحبا أَن يتزايدا أَو يتشاركا كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فَإِن أحبا أَن يتشاركا وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَفِي بَاب الصُّفْرَة للمتزوج فِي خبر وَلِيمَة زَيْنَب فرآ رجلَيْنِ لَا أَدْرِي أخْبرته كَذَا للأصيلي وَلغيره فرآ رجلَيْنِ فَرجع لَا أَدْرِي أخْبرته وَفِي موعظة الرجل ابْنَته فِي قَول عمر لَا يغرنك إِن كَانَت جارتك أوضأ مِنْك إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَأحب إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَكَانَ هَذَا الْحَرْف فِي أصل الْأصيلِيّ مَضْرُوبا عَلَيْهِ وَفِيه فوَاللَّه مَا رَأَيْت فِيهِ مَا يرد الْبَصَر كَذَا لَهُم وللأصيلي فِيهِ شَيْئا يرد الْبَصَر وَبِه يتم الْكَلَام كَمَا جَاءَ لفظا وَمعنى فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نِسَاءَهُ وَيذكر عَن مُعَاوِيَة بن حبرَة رَفعه غير أَلا تهجر وَلم يزدْ على هَذَا عِنْد بعض الروَاة وَأرَاهُ كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر وَهُوَ طرف من حَدِيث ذكره النَّسَائِيّ وَغَيره وَزَاد فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي غير أَلا تهجر

إِلَّا فِي الْبَيْت وَفِي بَاب من أجَاز طَلَاق الثَّلَاث وَقَالَ الشّعبِيّ تَرثه وَقَالَ ابْن شبْرمَة تتَزَوَّج إِذا انْقَضتْ الْعدة قَالَ نعم قَالَ أَرَأَيْت إِن مَاتَ الزَّوْج الآخر فَرجع فِيهِ اختلال وَالْكَلَام أَولا لإِبْرَاهِيم كَذَا حَكَاهُ عَنهُ سعيد بن مَنْصُور قَالَ فَقَالَ لَهُ ابْن شبْرمَة أَرَأَيْت إِن مَاتَ الآخر فَرجع وَفِي بَاب التَّعَرُّض بِنَفْي الْوَلَد قَالَ هَل من إبل كَذَا لَهُم وَفِي أصل الْأصيلِيّ هَل لَك من إبل وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَالْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب أولات الْأَحْمَال فِي حَدِيث سبيعة وَأَن أَبَا السنابل خطبهَا فَأَبت أَن تنكحه فَقَالَت وَالله مَا يصلح أَن تنكحيه حَتَّى تعتدي آخر الْأَجَليْنِ كَذَا لجميعهم إِلَّا ابْن السكن فَعنده قَالَ مَكَان فَقَالَت وَهُوَ الصَّوَاب والْحَدِيث مبتور نقص مِنْهُ قَوْلهَا فنفست بعد لَيَال فَخَطَبَهَا أَبَوا السنابل وَرجل شَاب فحطت إِلَى الشَّاب وأبت أَن تنْكح أَبَا السنابل فَقَالَ الحَدِيث وَفِي الضَّحَايَا فِي الذّبْح فِي الصَّلَاة فَلَا أَدْرِي بلغت الرُّخْصَة أم لَا كَذَا هُنَا لَهُم وَعند ابْن السكن زِيَادَة غَيره أم لَا وَهُوَ تَمام الحَدِيث وَوَجهه وَفِي بَاب مَا يُؤْكَل من الضَّحَايَا أَن أَبَا سعيد كَانَ غَائِبا فَقدم إِلَيْهِ لحم وَعند ابْن السكن فَقدم وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَصَوَابه وَفِي بَاب الدَّوَاء بالعسل أَن الرجل أَتَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ أَن أخي اشْتَكَى بَطْنه قَالَ اسْقِهِ عسلا ثمَّ أَتَى الثَّالِثَة كَذَا هُنَا وَسقط ذكر الثَّانِيَة وَهِي مَذْكُورَة فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي الشُّرُوط فِي الْمكَاتب وَقَالَ عمر أَو ابْن عمر كل شَرط خَالف كتاب الله فَهُوَ بَاطِل كَذَا لأبي ذَر والقابسي والمروزي وَعند النَّسَفِيّ وَقَالَ ابْن عمر لَا غير وَعند الْأصيلِيّ وَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعمر وَابْن عمر وَهُوَ الْأَشْبَه وَفِي التَّوْحِيد اختصمت الْجنَّة وَالنَّار فَقَالَت الْجنَّة يارب مَا لَهَا لَا يدخلهَا إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ وَقَالَت النَّار فَقَالَ للجنة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَتَمَامه قَالَت النَّار مَالهَا وَفِي مسح الراقي شِفَاء لَا يُغَادر كَذَا للأصيلي والقابسي لَا غير وَعند ابْن السكن سقما وَبِه يتم الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَفِي أصل الْأصيلِيّ يَعْنِي سقما ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَفِي كتاب المرضى كالخامة من الزَّرْع تفيئها مرّة وتعد لَهَا مرّة كَذَا هُنَا وَفِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ يفيئها الرّيح وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَصَوَابه وَذكره فِي بَاب كَفَّارَة الْمَرِيض فَقَالَ فَإِذا اعتدلت تكفا بالبلاء وَصَوَابه فَإِذا سكنت اعتدلت ثمَّ يكون قَوْله تكفار جوعا إِلَى وصف الْمُسلم وَكَذَا ذكره فِي التَّوْحِيد بِهَذَا اللَّفْظ وَقَالَ فِي الْمُؤمن يكفا بالبلاء وَقد فسرناه فِي الْكَاف وَفِي عِيَادَة الْمَرِيض أمرنَا بِسبع ونهانا عَن سبع نَهَانَا عَن خَاتم الذَّهَب وَلبس الْحَرِير والديباج والاستبرق وَعَن القسي والميثرة ذكر سِتا فَقَط وَالسَّابِع الشّرْب فِي آنِية الْفضة ذكره فِي غير مَوضِع فِي هَذَا الحَدِيث وَغَيره وَجَاء بِهِ كَامِل الْعدَد وَقد ذَكرْنَاهُ أَيْضا فِي الْجَنَائِز بعد سِتا وَلم يذكر الميترة وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَذكرهَا هُنَا من المأمورات السَّبع أَن يتبع الْجَنَائِز وَيعود المرضى ويفشي السَّلَام لم يزدْ على الثَّلَاث وَذكر فِي مَوضِع تشميت الْعَاطِس وَلم يذكر السَّلَام فِي مَوضِع آخر وَقد جَاءَت كَامِلَة الْعدَد عِنْده فِي الْجَنَائِز وَفِي كتاب السَّلَام وَفِي بَاب إِذا قتل بِحجر قَوْله فلَان قَتلك فخفضت رَأسهَا فَدَعَا بِهِ أَي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقتله بَين الحجرين تَمَامه فِي الْبَاب قبله فَلم يزل بِهِ حَتَّى أقرّ وَفِي العيادة فِي خبر ابْن أبي ابْن سلول فَلَمَّا رآ ذَلِك بِالْحَقِّ كَذَا هُنَا وَفِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ رد الله وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَبَيَانه وَقد يكون الأول بِضَم الرَّاء على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بَاب الردف على

الْحمار وَأمره أَن يَأْتِي بمفتاح الْبَيْت فَفتح وَدخل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأُسَامَة وبلال وَعُثْمَان كَذَا لكافتهم وَسقط عِنْد الْأصيلِيّ وَدخل وَالصَّوَاب إثْبَاته وَفِي بَاب الْخمس قَول عمر لعَلي وعباس أنشدكما أتعلمون أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحَدِيث كَذَا لأكثرهم وَعند الْأصيلِيّ يَعْنِي بِاللَّه الَّذِي بِإِذْنِهِ تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَكَذَا جَاءَ فِي أول الحَدِيث وَفِي مُسلم وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب الأثمد والكحل فَإِذا مر كلب رمت بَعرَة كَذَا هُنَا وَفِي غير هَذَا الْموضع تمسحت بِهِ ثمَّ رمت بَعرَة وَهُوَ الْمَعْرُوف وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي كتاب الْفِتَن فِي خبر الشَّمْس فَإِذا طلعت وَرَآهَا النَّاس أَجْمَعِينَ كَذَا للأصيلي والقابسي وعبدوس والنسفي وَعند أبي ذَر وَابْن السكن آمنُوا أَجْمَعِينَ وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَفِي بَاب من خرج من أَرض لَا تلايمه قلت أَنْت سمعته يحدث سَعْدا وَلَا يُنكره وَتمّ الحَدِيث عِنْد كافتهم إِلَّا ابْن السكن فَزَاد قَالَ نعم وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي بَاب لبس الْقَمِيص قَول عمر أَلَيْسَ قد نهاك الله أَن تصلي على الْمُنَافِقين فَقَالَ) اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم (الْآيَة فَنزلت وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ الْآيَة سقط مِنْهُ قَول النَّبِي لَهُ أَن الله خيرني فَقَالَ اسْتغْفر لَهُم أَولا تستغفر لَهُم الحَدِيث كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب البقيع هَاجر إِلَى الْحَبَشَة من الْمُسلمين الحَدِيث وَتَمَامه رجال من الْمُسلمين وَفِي بَاب مَا كَانَ يتَّخذ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من اللبَاس والبسط حَدِيث عمر وَقَول أم سَلمَة لَهُ دخلت بَين رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأزواجه فَردته وَكَانَ رجل من الْأَنْصَار كَذَا لَهُم وَفِي بَاب القرط للنِّسَاء وَقَول ابْن عَبَّاس أمرهن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فرأيتهن كَذَا للأصيلي وَغَيره يُرِيد أمرهن بِالصَّدَقَةِ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الْأَدَب فِي بَاب لَا يسخر قوم من قوم لم يضْرب أحدكُم امْرَأَته ضربا ثمَّ لَعَلَّه يعانقها كَذَا لَهُم وَلابْن السكن ضرب العَبْد وللأصيلي ضرب يَعْنِي الْفَحْل وَفِيه فِي قَول الْمُفطر فِي رَمَضَان فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ مَا بَين طنبي الْمَدِينَة وَتمّ الْكَلَام فِي الأَصْل وَخرج الْأصيلِيّ فِي حَاشِيَته يَعْنِي أفقر من أهل بَيْتِي وَذكر بَقِيَّة الحَدِيث ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَعند ابْن السكن يَعْنِي أحْوج مني وَذكر بَقِيَّة الحَدِيث بِلَفْظ آخر وَهَذِه الزِّيَادَات كلهَا صَحِيحَة جَاءَت بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ وَمَعْنَاهَا فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث وَفِي حَدِيث على وَفَاطِمَة إِلَّا أَن يُرِيد ابْن أبي طَالب وَتمّ الْكَلَام عِنْدهم زَاد ابْن السكن أَن يُطلق فَاطِمَة وَهُوَ تَمَامه كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة فِي كتاب الْحُدُود وَأَنْتُم معشر الْمُهَاجِرين رَهْط كَذَا لَهُم وَزَاد فِي رِوَايَة ابْن السكن منا وَفِي بَاب النّذر أَن أحدكُم يجمع فِي بطن أمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ علقَة مثل ذَلِك كَذَا هُنَا وَفِي بَاب وَكَانَ أَمر الله قدرا مَقْدُورًا إِن كنت لَا أرى الشَّيْء قد نَسِيته فاعرف مَا يعرف الرجل إِذا غَابَ عَنهُ فَرَآهُ فَعرفهُ كَذَا لَهُم وَلابْن السكن كَمَا يعرف الرجل الرجل إِذا غَابَ عَنهُ فَرَآهُ فَعرفهُ وَفِي بَاب لَا مَانع لما أعْطى الله اكْتُبْ إِلَى مَا سَمِعت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول خلف الصَّلَاة فأملي على كَذَا لَهُم وَسقط عِنْد الْأصيلِيّ يَقُول وَهُوَ وهم وَعِنْده خلف الصَّلَاة وَفِي بَاب بعثت أَنا والساعة فَإِذا طلعت يُرِيد الشَّمْس من مغزبها فرآها النَّاس أَجْمَعُونَ فَذَلِك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر فرآها النَّاس آمنُوا أَجْمَعُونَ وَكَذَا أَيْضا جَاءَ فِي بَاب طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا فَإِذا طلعت آمنُوا أَجْمَعُونَ وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَصَوَابه فِي الْمَوْضِعَيْنِ

وَفِي بَاب الْجنَّة وَالنَّار فِي حَدِيث قُتَيْبَة يدْخل من أمتِي سَبْعُونَ ألفا وَسَبْعمائة ألف كَذَا للأصيلي وللقابسي سَبْعُونَ ألفا ثمَّ قَالَ يدْخل أَوَّلهمْ حَتَّى يدْخل آخِرهم كَذَا للمروزي والجرجاني وَصَوَابه مَا لغيره لَا يدْخل اولهم حَتَّى يدْخل آخِرهم أَي أَنهم يدْخلُونَ صفا وَاحِدًا كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وكما قَالَ فِي الحَدِيث نَفسه متماسكون آخذ بَعضهم بِبَعْض وَجَاء فِي بَاب قبله فِي حَدِيث معَاذ حَتَّى يدْخل آخِرهم وأولهم وَفِي بَاب كَيفَ كَانَت يَمِين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَأَيْتُم إِن كَانَت أسلم وغفار خيرا من تَمِيم وعامر بن صعصعة وغَطَفَان وَأسد خابوا وخسروا قَالُوا فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ الحَدِيث كَذَا لَهُم وَفِيه وهم وَسقط أَو تَقْدِيم وَتَأْخِير فَأَما أَن يكون قَالُوا مقدما على خابوا وخسروا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث فِي غير موضه وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَجْه فَكتب فِي غير مَوْضِعه وَقيل بِإِسْقَاط بعد قَالُوا وَفِي آيَة الْحجاب فَأخذ كَأَنَّهُ يتهيأ للْقِيَام فَلم يقومُوا فَلَمَّا رآ قَامَ كَذَا للنسفي وَأبي ذَر والقابسي وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن فَلَمَّا رآ ذَلِك قَامَ وبثبوتها يَصح الْكَلَام ثمَّ قَالَ بعده فَلَمَّا قَامَ قَامَ من قَامَ من الْقَوْم كَذَا لَهُم بتكرير قَامَ ثَلَاث مرار الأول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الصَّوَاب وَعند النَّسَفِيّ فَلَمَّا قَامَ من قَامَ وَلَيْسَ بِشَيْء وَعند الْقَابِسِيّ فَلَمَّا قَامَ قَالَ من قَامَ وَهُوَ خطأ وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فَلَمَّا رآ ذَلِك قَامَ فَلَمَّا قَامَ من قَامَ وَبَقِي ثَلَاثَة وَذكره فِي سُورَة الْأَحْزَاب فَلَمَّا قَامَ من قَامَ مرَّتَيْنِ وَالْأول الصَّوَاب ثَلَاثًا وَفِي الاستيذان وَكَانَ ابْن عمر يكره أَن يقوم الرجل من مَجْلِسه ثمَّ يجلس مَكَانَهُ كَذَا لَهُم وَفِي أصل الْأصيلِيّ أَن يقوم الرجل للرجل ثمَّ خطّ على الكلخة الثَّانِيَة خطين وبثباتها تصح الْمَسْأَلَة إِلَّا أَن يضْبط يجلس بِضَم الْيَاء وَكسر اللَّام فَيخرج على الْمَعْنى الأول أَي يجلس فِيهِ غَيره وَقَوله فِي بَاب من ألْقى إِلَيْهِ وسَادَة أما يَكْفِيك من كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام قَالَ خمْسا كَذَا للأصيلي والنسفي وَتَمَامه مَا لغَيْرِهِمَا قلت يَا رَسُول الله قَالَ خمْسا وَبعده للْجَمِيع قلت يَا رَسُول الله قَالَ سبعا وَكَذَا بَقِيَّة الحَدِيث وَقَوله فِي كتاب الرَّقَائِق خطّ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خطا مربعًا وَخط خطا فِي الْوسط خَارِجا مِنْهُ وَخط خُطُوطًا صغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوسط من جَانِبه الَّذِي فِي الْوسط فَقَالَ هَذَا الْإِنْسَان وَهَذَا أَجله مُحِيط بِهِ وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارج مِنْهُ أمله وَهَذِه الصغار الْأَعْرَاض كَذَا عِنْدهم وفيهَا تلفيف وتكرار وَنقص واتفاقه مَا وَقع فِي كتاب التِّرْمِذِيّ قَالَ خطّ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خطأ مربعًا وَخط فِي وسط الْخط خطا وخارج الْخط خطا وحول الْخط الَّذِي فِي الْوسط خُطُوطًا وَذكر الحَدِيث وَبِهَذَا يَصح التَّمْثِيل ويرتفع الأشكال وَفِي بعث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَبَا عُبَيْدَة يَأْتِي بجزيتها كَذَا للأصيلي وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة إِلَى الْبَحْرين يَأْتِي وَفِي بَاب الْقَصْد والمداومة وَإِن أحب الْأَعْمَال إِلَى الله وَإِن قل كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن أدومها وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف المتكرر فِي غير هَذَا الْموضع من الْأُمَّهَات وَفِي بَاب الْبكاء من خشيَة عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يظلهم الله رجل ذكر الله كَذَا لَهُم هُنَا وَعند أبي نعيم سَبْعَة يظلهم الله مِنْهُم رجل الحَدِيث الْمَعْرُوف بثبات سَبْعَة وَفِي التَّوْحِيد فِي حَدِيث قبيصَة بعث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَسمهَا بَين أَرْبَعَة كَذَا فِي سَائِر النّسخ وَعند النَّسَفِيّ يَعْنِي عليا فَذهب فَقَسمهَا وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث بعده وَفِي كتاب الْفِتَن بعد بَاب خُرُوج النَّار فِي حَدِيث مُسَدّد فَسَيَأْتِي زمَان يمشي بِصَدَقَتِهِ فَلَا يجد من يقبلهَا كَذَا فِي النّسخ هُنَا وَتَمام الْكَلَام يمشي الرجل كَمَا فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب الشَّهَادَة عِنْد الْحَاكِم فِي حَدِيث أبي قَتَادَة فِي السَّلب

وَقَالَ لي عبد الله بن صَالح فَقَامَ إِلَى كَذَا للنسفي والهروي وَعند الْأصيلِيّ فَقَامَ إِلَى من لَهُ بَيِّنَة وَهُوَ الصَّوَاب وَله جلب البُخَارِيّ هَذِه الزِّيَادَة لمخالفتها الحَدِيث الأول قبله وَفِي بَاب التَّمَنِّي من هَذَا قيل سعد يَا رَسُول الله جِئْت لَا حرسك نقص مِنْهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله وَفِي بَاب رَحْمَتي سبقت غَضَبي اختصمت الْجنَّة وَالنَّار إِلَى ربهما فَقَالَت الْجنَّة وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ وَقَالَت النَّار للجنة وَذكر الحَدِيث وَنقص مِنْهُ قَول النَّار مَالِي لَا يدخلني وَفِي بَاب الْمَشِيئَة والإرادة كَانَ إِذا جَاءَهُ صَاحب الْحَاجة قَالَ اشفعوا توجروا سقط قَالَ للقابسي وللأصيلي وَهُوَ وهم وَثَبت للنسفي وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي بَاب أنزلهُ بِعِلْمِهِ لَا تجْهر بصلاتك حَتَّى يسمع الْمُشْركُونَ وَلَا تخَافت فَلَا تسمعهم كَذَا للأصيلي وَالصَّوَاب رِوَايَة غَيره وَلَا تخَافت عَن أَصْحَابك فَلَا تسمعهم وَفِي بَاب يُرِيدُونَ أَن يبدلوا كَلَام الله عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة فَقَالَ هَذِه خَدِيجَة كَذَا للكافة وَعند الْأصيلِيّ بعد أبي هُرَيْرَة وَقَالَ كَذَا فِي كتاب الْفربرِي وَعند ابْن السكن قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وكل ذَلِك نقص وَإِسْقَاط وَصَوَابه مَاله فِي كتاب الْفَضَائِل قَالَ أَتَى جِبْرِيل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ هَذِه خَدِيجَة وَفِي الْبَاب عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين تَمَامه قَالَ قَالَ الله تَعَالَى وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الصَّلَاة فِي بَاب فَخُذُوا بنصول النبل فِي الْمَسْجِد سُفْيَان قلت لعمر أسمعت جَابر بن عبد الله يَقُول مر رجل فِي الْمَسْجِد مَعَه سِهَام فَقَالَ لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) امسك بنصالها كَذَا لجميعهم هُنَا وَصَوَابه قَالَ نعم وَبِه يتم الْكَلَام وَيَأْتِي جَوَاب السُّؤَال وَإِلَّا لم يفد السُّؤَال شَيْئا بِغَيْر جَوَاب وعَلى الصَّوَاب ذكر فِي الْفِتَن وَفِي نوم الرجل فِي الْمَسْجِد رَأَيْت سبعين من أَصْحَاب الصّفة مَا مِنْهُم من عَلَيْهِ رِدَاء أما أزار وَإِمَّا كسَاء قد ربطوا فِي أَعْنَاقهم فَمِنْهَا مَا بلغ الثدي كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ وَمَعْنَاهُ رابطوا ذَلِك أَو رابطوها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر عاقدي أزرهم على أَعْنَاقهم وَفِي بَاب أَيَّام الْجَاهِلِيَّة فَقدم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَصْحَابه رَابِعَة مهلين بِالْحَجِّ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَمَعْنَاهُ صَبِيحَة رَابِعَة وَفِي أصل الْأصيلِيّ صبح رَابِعَة ثمَّ حوق على صبح تحويقة وَاحِدَة فَدلَّ على ثباته للجرجاني على عَادَته فِي الضَّبْط لكَاتبه عَن شَيْخه وثباته أبين وَفِي فضل السُّجُود كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل كَذَا للأصيلي لَا غير وَلغيره فِي حميل السَّيْل كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَفِي بَاب وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم لله مَا أَخذ وَله مَا أعْطى وكل شَيْء عِنْده مُسَمّى كَذَا لَهُم وَتَمَامه إِلَى أجل مُسَمّى وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي بَاب إِذا حنث نَاسِيا أَن أَبَيَا سمع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا توآخذني بِمَا نسيت كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ والهروي قَالَ لَا توآخذني وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي الْفَرَائِض فِي ابْني الْعم أَحدهمَا أَخ لأم قَالَ على للزَّوْج النّصْف وللأخ من الْأُم السُّدس وَمَا بَقِي بَينهمَا سقط بَقِي للأصيلي وسقوطه يخْتل بِهِ الْكَلَام وَفِي بَاب هَدِيَّة الْمُشْركين حَدِيث أَسمَاء قدمت على أُمِّي وَهِي مُشركَة فِي عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فاستفتيت رَسُول (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فاصل أُمِّي قَالَ نعم كَذَا للمروزي وَلغيره زِيَادَة فَقلت يَا رَسُول الله وَهِي راغبة قَالَ نعم وَقد فسرنا راغبة وَفِي غير هَذَا الْبَاب من الصَّحِيحَيْنِ قلت قدمت على أُمِّي وَهِي راغبة وَهَذَا أتم وأوجه فِي الْكَلَام وَفِي بَاب من ذهب بِالصَّبِيِّ ليدعى لَهُ فَنظر إِلَى خَاتم بَين كَتفيهِ كَذَا للأصيلي والقابسي ولغيرهما خَاتم النبوءة وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي حَدِيث أبي بكر وأضيافه وَالله لَا أطْعمهُ أبدا فوَاللَّه مَا كُنَّا نَأْخُذ من لقْمَة إِلَّا رَبًّا من أَسْفَلهَا أَكثر مِنْهَا كَذَا جَاءَ فِي كتاب الصَّلَاة فِي بَاب

السمر مَعَ الضَّيْف وَفِيه نقص فِيمَا بَين أبدا إِلَى الْقسم مَذْكُور مُكَرر فِي الْأَحَادِيث وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وتنفهم فَائِدَته وَفِي بَاب الْغسْل بعد الْحَرْب وَالْغُبَار لما رَجَعَ يَوْم الخَنْدَق وَوضع اغْتسل كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَوضع لأمته وَفِي بَاب القديد عَن عَائِشَة قَالَت مَا فعله إِلَّا فِي عَام وجاع النَّاس حذف مِنْهُ ذكر النَّهْي عَن ادخار لُحُوم الْأَضَاحِي وَفِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل عَن أبي عُثْمَان هُوَ النَّهْدِيّ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث عَمْرو بن العَاصِي على جَيش ذَات السلَاسِل قَالَ فَأَتَيْته قَائِل ذَلِك هُوَ عَمْرو بن العَاصِي وَفِي الْكفَالَة قَوْله فِي حَدِيث حَمْزَة الْأَسْلَمِيّ فِي الَّذِي وَقع على جَارِيَة امْرَأَة فَأخذ حَمْزَة من الرجل كفلاء حَتَّى قدم على عمر وَكَانَ عمر قد جلده مائَة فَصَدَّقَهُمْ وعذره بالجاهلية كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ مبتور وَتَمَامه أَن حَمْزَة أَرَادَ رجمه فَقَالَ لَهُ أهل المَاء أَن عمر جلده وَلم يَرْجُمهُ فَأخذ عَلَيْهِ حَمْزَة كفلاء وَذكر الحَدِيث وَهُوَ معنى قَوْله صدقهم أَي أهل المَاء فِيمَا قَالُوهُ لَهُ عَن عَمْرو فِي بَاب الأخاء وَالْحلف قدم علينا عبد الرَّحْمَن فئاخى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَينه وَبَين سعد بن الرّبيع فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أولم وَلَو بِشَاة بتر بَين اللَّفْظَيْنِ مَا كَانَ من زواجه وَظُهُور الصُّفْرَة عَلَيْهِ وسؤال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اياه كَمَا نَص فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب تعرج الْمَلَائِكَة وَالروح بعث على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ بعث إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَسمهَا كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ بعث على إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذَهَب وَهُوَ تَمام الْكَلَام قَوْله لما نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الأسقية قيل لَعَلَّه إِلَّا عَن الأسقية وَقد بَيناهُ فِي حرف السِّين وَفِي هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَزوَاجه فِي غير بُيُوتهنَّ قَوْله وَقد ذكر عَن مُعَاوِيَة بن عُبَيْدَة غير أَلا تهجر وَالْأول أصح كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وعبدوس وللباقين أَلا تهجر إِلَّا فِي الْبَيْت وَهُوَ الصَّحِيح الَّذِي بِهِ يتم الْكَلَام وَحَدِيثه ذكره النَّسَائِيّ يُنَبه البُخَارِيّ عَلَيْهِ وَإِن فعل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُخَالِفهُ وَهُوَ أصح وَأثبت وتخيير النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَزوَاجه فِي بعض موعظة الرجل أَهله إِن كَانَت جارتك أوضأ إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَالرِّوَايَات وَعند ابْن السكن وَأحب إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب وَالصَّوَاب مَا فِي آخر هَذَا الحَدِيث نَفسه كرر الْكَلَام وَفِي حسن التقاضي مَاتَ رجل فَقيل لَهُ فَقَالَ كنت أبايع كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي فَقيل مَا كنت وَبِه يتم الْكَلَام وَالْأول أَيْضا على الْحَذف والاكتفاء بقيل وَقد تقدم من هَذَا وَالْعرب تَفْعَلهُ كثيرا وَفِي بَاب دَعْوَى الْمُوصي للْمَيت فرآ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شبها بَينا فَقَالَ هُوَ لَك يَا عبد بن زَمعَة الَّذِي فِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم شبها بَينا بِعتبَة وَهُوَ صَوَابه وَصِحَّته وَفِي الأول إِيهَام وَفِي الشُّرُوط فِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة فَإِن أظهر إِن شَاءَ وَكَذَا لكافتهم وَنقص مِنْهُ قَوْله وَفِي كتاب الْحِيَل فَإِنَّمَا لَهُ قِطْعَة من النَّار كَذَا للأصيلي وَتَمَامه مَا للْجَمَاعَة وَمَا جَاءَ فِي غير مَوضِع فَإِنَّمَا أقطع لَهُ وَفِي بَاب كَرَاهِيَة أكل الثوم والبصل قَول أنس وَسُئِلَ عَن الثوم فَقَالَ من أكل فَلَا يقربن مَسْجِدنَا كَمَا فِي جَمِيع النّسخ وَتَمَامه فِي الحَدِيث بعده وَسَائِر الْأَبْوَاب من أكل ثوما أَو بصلا أَو من أكله وَفِي كتاب الغرفة والعلية فِي كتاب الْمَظَالِم قلت جَاءَت غَسَّان قَالَ بل أعظم مِنْهُ وأطول قلت قد خابت حَفْصَة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ مبتور وَصَوَابه مَا عِنْد ابْن السكن وَأبي الْهَيْثَم والنسفي وَفِي غير

هَذَا الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ وأطول طلق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نِسَاءَهُ قلت وَفِي بَاب كَرَاهِيَة هَدِيَّة الْمُشرك قَوْله عَن أنس أَن أكيدر دومة وَتمّ الحَدِيث وَهُوَ عطف على الحَدِيث قبله قَول أنس أهْدى للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) جُبَّة سندس فَبين أَن فِي هَذِه الرِّوَايَة الْأُخْرَى زِيَادَة اسْم الْمهْدي وَحذف بَقِيَّة الحَدِيث وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة ابْن السكن أبين أكيدر دومة الْمهْدي لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَبين اتِّصَال الِاسْم بأهدى قبله وَفِي بَاب الْإِشَارَة بِالطَّلَاق وَلَيْسَ أَن يَقُول كَانَت يَعْنِي الصُّبْح أَو الْفجْر وَأظْهر يُرِيد يَدَيْهِ ثمَّ مد إِحْدَاهمَا من الْأُخْرَى كَذَا قَالَ البُخَارِيّ هُنَا وَفِي كثير وَتَمَامه فِي كتاب وَفِي بَاب مَا قيل فِي لِوَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أهنا أَمرك أَن تركز الرَّايَة كَذَا لكافتهم لَا غير وَعند ابْن السكن قَالَ نعم وَفِي بَاب الْمُطلقَة إِذا خشِي عَلَيْهَا قَوْله وَزَاد ابْن أبي الزِّنَاد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ عابت عَائِشَة أَشد الْعَيْب وَقَالَت أَن فَاطِمَة كَانَت فِي مَكَان وَحش اختصر مِنْهُ قَوْله خُرُوج الْمُطلقَة من بَيتهَا كَمَا جَاءَ مَعْنَاهُ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي كتاب الرَّقَائِق أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى الْبَحْرين يَأْتِي بجزيتها كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وعبدوس وَسقط إِلَى الْبَحْرين عِنْد غَيرهمَا وبإثباته يَصح الْكَلَام وَفِي كتاب الْفِتَن قَول أبي بردة وَالله أَن ذَلِك الَّذِي بِالشَّام وبيض مَا بعده عِنْد الْقَابِسِيّ وَعند عَبدُوس الَّذِي بِالشَّام وَالدَّار وَاخْتصرَ مَا بعده وَعند النَّسَفِيّ أَن ذَلِك الَّذِي بِالشَّام وَبشر أَن يُقَاتل إِلَّا على الدُّنْيَا وَاخْتصرَ مَا بعده وَعند أبي ذَر والجرجاني وَالله أَن يُقَاتل إِلَّا على الدُّنْيَا وَإِن ذَاك الَّذِي بِمَكَّة وَالله أَن يُقَاتل إِلَّا على الدُّنْيَا وَإِن هَؤُلَاءِ الَّذين بَين أظْهركُم وَالله أَن يقاتلوا إِلَّا على الدُّنْيَا قَالَ الْأصيلِيّ لم يقرأه أَبُو زيد وَفِي بَاب قَول الرجل وَيلك حَدِيث المحترق قَالَ فوَاللَّه مَا بَين طنبي الْمَدِينَة لم يزدْ كَذَا وَعِنْدِي أحْوج مني وَذكر تَمام الحَدِيث وتكرر عِنْد ابْن السكن بَيت أحْوج مني وَذكر نَحوه عِنْد الْجِرْجَانِيّ وَبِه يتم الحَدِيث وَفِي بَاب الْقَصْد والمداومة أَن أحب الْأَعْمَال إِلَى الله أدومها وَإِن قل ثَبت هُنَا وَفِي سَائِر الْأَبْوَاب لكافتهم وَسقط أدومها للأصيلي وَفِي بَاب الْأَدَب كَيفَ يلعن الرجل وَالِديهِ قَالَ يسب أَبَاهُ فيسب أَبَاهُ ويسب أمه كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ وَتَمَامه مَا فِي غير هَذَا الْموضع ويسب أمه فيسب أمه وَكَذَا ذكره مُسلم وَفِي كتاب الْأَدَب لم يضْرب أحدكُم امْرَأَته ضرب ثمَّ لَعَلَّه يعانقها كَذَا لأبي ذَر والقابسي وَبَعْضهمْ وَعند الْأصيلِيّ والنسفي يَعْنِي الْفَحْل وَعند ابْن السكن العَبْد وَقد ذكر فِي الحَدِيث بعده العَبْد وَفِي بَاب لبس الْقَمِيص قَول عمر أَلَيْسَ نهاك أَن تصلي على الْمُنَافِقين فَقَالَ) اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم (الْآيَة فَنزلت) وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا (كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَفِيه نقص وَتَمَامه مَا فِي غير هَذَا الْبَاب فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي كتاب إلباس قَول أم سَلمَة لعمر لم يبْق إِلَّا أَن تدخل بَين رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأزواجه فَردَّتْ كَذَا لَهُم وللحموي فَرددت ثمَّ قَالَ وَكَانَ رجل من الْأَنْصَار وَفِي الْكَلَام نقص وَتَمَامه فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي بَاب عمْرَة الْقَضَاء فِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل تزوج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ محرم وَبني بهَا وَهُوَ حَلَال كَذَا لجميعهم لم تسم فاختل الْكَلَام وَفِي رِوَايَة ابْن السكن تزوج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَيْمُونَة وَكَذَا ذكر بعده فِي زِيَادَة ابْن إِسْحَاق وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف أَعنِي ذكر مَيْمُونَة وَإِلَّا فقد اخْتلف هَل تزَوجهَا وَهُوَ حَلَال أَو محرم وَاخْتلفت فِي ذَلِك الْآثَار وَفِي بَاب مَا تلبس الحادة وَلَا تمس طيبا إِلَّا أدنى

طهرهَا إِذا طهرت نبذة من قسط وإظفار كَذَا لجميعهم انْظُر فِي كتاب الْحيض وَقَوله فِي صَحِيح مُسلم فِي حَدِيث أبي غَسَّان لَيْسَ على رجل نذر فِيمَا لَا يملك وَجَاء بِالْحَدِيثِ وَفِي آخِره وَمن حلف على يَمِين صَبر فاجرة وَلم يَأْتِ بِخَبَر هَذِه الْجُمْلَة وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر بِمَعْنَاهُ من حلف على يَمِين صَبر يقتطع بهَا مَال مُسلم هُوَ فِيهَا فأجر لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان إِلَّا أَن يعْطف تِلْكَ الْجُمْلَة على قَوْله قبلهَا وَمن ادّعى دَعْوَى كَاذِبَة ليكْثر بهَا لم يزده الله إِلَّا قلَّة فَيكون هَذَا أَيْضا كَذَلِك كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر لم يَزْدَدْ بِمَا أَخذ من يَمِينه إِلَّا قلَّة وَفِي حَدِيث أبي البحتري عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة حُصَيْن فِي رُؤْيَة الْهلَال أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مده للرؤية فَهُوَ لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ كَذَا عِنْد أَكثر الروَاة والنسخ وَتَمَامه وَصَوَابه مَا عِنْد الطَّبَرِيّ وَابْن ماهان أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أَن الله مده وَكَذَا كَانَ فِي نُسْخَة شَيخنَا التَّمِيمِي على الصَّوَاب وَكَذَا جَاءَ بعد صَحِيحا من رِوَايَة شُعْبَة بِغَيْر خلاف وَفِي كتاب الْإِيمَان فِي حَدِيث مدعم خرجنَا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى خَيْبَر إِلَى قَوْله ثمَّ انطلقنا إِلَى الْوَادي وَمَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عبد لَهُ كَذَا ذكره مُسلم وَفِيه حذف وَتَمَامه إِلَى وَادي الْقرى وَهُوَ المُرَاد بالوادي هُنَا وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ مُبينًا وَفِي الْأَذَان فِي حَدِيث أبي مَحْذُورَة ذكر التَّكْبِير أَولا مرَّتَيْنِ عِنْد جَمِيعهم وَعند الْفَارِسِي من بعض طرقه أَرْبعا وَهُوَ أَكثر الرِّوَايَات عَن أبي مَحْذُورَة وَمُقْتَضى قَوْله عَلمنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْأَذَان تسع عشرَة كلمة وَفِي حَدِيث أبي جُحَيْفَة فِي الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي رَأَيْت بِلَالًا أخرج وضوء أَفَرَأَيْت النَّاس كَذَا فِي أصُول من مُسلم وَفِي البُخَارِيّ أَخذ وضوء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي التَّنَفُّل لغير الْقبْلَة فلقينا أنس بن مَالك حِين قدم الشَّام كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه حِين قدم من الشَّام وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَإِنَّمَا كَانُوا خَرجُوا للقائه وَفِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ فِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم فَتَوَضَّأ وَمسح على خفيه فَقَالَ لَهُ فَقَالَ إِنِّي أدخلتهما طاهرتين الْعَرَب عِنْد التَّعَجُّب والمعتب يسقطون مَا بعد القَوْل وَقَوله فِي حَدِيث حَرْمَلَة لَا صَلَاة لمن لم يقْرَأ بِأم الْقُرْآن كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب ومطابق لسَائِر الرِّوَايَات وَسقط عِنْد ابْن الْحذاء والقابسي قَوْله بِأم وَقَوله حَدِيث الْجِنّ قَوْله وسألوه الزَّاد إِلَى آخر الحَدِيث من قَول الشّعبِيّ وَجَاء مُبينًا فِي كتاب أبي دَاوُود قَالَ قَالَ الشّعبِيّ وسألوه الزَّاد فَهُوَ مُرْسل وَقَوله فِي الْجَنَائِز فَقَالَت يَا رَسُول الله لم أعرفك فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى كَذَا عِنْده وَفِيه حذف ذكره أَبُو دَاوُود قَالَت أَنا اصبر فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى وَقَوله فِي الْهلَال فَهُوَ لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ يُرِيد فِيهَا بِحَذْف الْعَائِد كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَاتَّقوا يَوْمًا لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا (وَفِي الْحَج فِي بَاب الخلوق والجبة للْمحرمِ وَحَدِيث شَيبَان ابْن فروخ وَكَانَ يعلي يَقُول وددت أَنِّي أرى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي قَالَ يَسُرك أَن تنظر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد أنزل عَلَيْهِ الْقَائِل هُنَا عمر سقط من هَذَا الحَدِيث فِي سَائِر نسخ مُسلم وَهُوَ ثَابت فِي حَدِيث غَيره فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَوله فِي فضل الْوضُوء فِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب من تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ لَا يحدث فيهمَا نَفسه كَذَا للكافة وَسقط فِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ وَبَعْضهمْ رَكْعَتَيْنِ وَلَا يتم الْكَلَام إِلَّا بإثباتهما كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث على الصَّوَاب وَفِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة للْحَدَث لقد ارتقيت على ظهر بَيت فَرَأَيْت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي عَامَّة نسخ مُسلم وَتَمَامه بَيت لنا وَكَذَا

ذكره البُخَارِيّ وَفِي بعض نسخ مُسلم ظهر بَيْتِي وَفِي حَدِيث السّحُور فِي صفة الْفجْر قَوْله فِي حَدِيث الزهر أَنِّي وَابْن فروخ حَتَّى يستطيرها كَذَا وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَفرج بَين اصبعيه وَقد فسره حَمَّاد وَحَكَاهُ بِيَدِهِ مُعْتَرضًا وَفِي حَدِيث النِّيَاحَة من رِوَايَة الزهْرَانِي فَمَا وفت مِنْهُنَّ امْرَأَة إِلَّا خمْسا أم سليم وَأم الْعَلَاء وابنت أبي سُبْرَة امْرَأَة معَاذ أَو ابنت أبي سُبْرَة وَامْرَأَة معَاذ ذكر خمْسا وَلم يعين إِلَّا ثَلَاثًا أَو أَرْبعا على الشَّك وَالصَّوَاب وَامْرَأَة معَاذ وَلم يذكر الْخَامِسَة وَقد ذكرهَا البُخَارِيّ وَهِي وَفِي ذكر الْخَوَارِج فِي كتاب الزَّكَاة فنزلني زيد ابْن وهب منزلا حَتَّى وَكَذَا ذكره الْحميدِي فِي اختصاره الصَّحِيحَيْنِ وَفِيه فِي صَوْم عَاشُورَاء فِي حَدِيث ابْن نَافِع ونجعل لَهُم اللعبة من العهن فَإِذا بَكَى أحدهم على الطَّعَام أعطيناها إِيَّاه عِنْد الْإِفْطَار تَمَامه حَتَّى يكون عِنْد الْإِفْطَار وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَذكر مُسلم معنى ذَلِك فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَبِذَلِك يَصح الْمَعْنى ويستقل الْكَلَام وَفِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل فِي الْحَج ثمَّ نزل الْمَرْوَة حَتَّى انصبت قدماه فِي بطن الْوَادي حَتَّى صعد مَشى كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه نقص وَتَمَامه حَتَّى إِذا انتصبت قدماه فِي بطن الْوَادي رمل حَتَّى إِذْ صعد مَشى وَكَذَا ذكره الْحميدِي فِي اختصاره وَفِي بيعَة عَليّ لأبي بكر تشهد عَليّ وَعظم حق أبي بكر وَأَنه لم يحملهُ على الَّذِي فعل نفاسة كَذَا فِي الْأُم وَفِيه حذف وثباته وَتَمَامه فِي رِوَايَة غَيره وَحدث أَنه لم يحملهُ وعَلى تَقْدِيره يحمل الْكَلَام الأول وَفِي الوسم فِي الْوَجْه عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) رآ حمارا موسوما فِي الْوَجْه فَأنْكر ذَلِك قَالَ فوَاللَّه لَا اسْمه إِلَّا أقْصَى شَيْء الحَدِيث الْمقسم الْقَائِل هَذَا الْكَلَام هُوَ الْعَبَّاس وَلم يجر لَهُ هُنَا ذكر وَسقط اسْمه عَن الرَّاوِي هُنَا وَجَاء مُبينًا مُفَسرًا فِي كتاب البُخَارِيّ وَأبي دَاوُود وَغَيرهمَا وَفِي حَدِيث أم عَطِيَّة فِي الإسعاد فِي النوح من رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة وَقَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) للْمَرْأَة الَّتِي قَالَت لَهُ أَلا آل فلَان فَقَالَ أَلا آل فلَان كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَحمله بَعضهم على ظَاهره وَادّعى فِيهِ التَّخْصِيص لَهُم والْحَدِيث هُنَا نَاقص مَحْذُوف وَتَمَامه فِي كتاب النَّسَائِيّ وَفِيه فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام فعلى هَذَا يكون قَوْله إِلَّا آل أبي فلَان تَكْرَارا لقولها وحكاية على طَرِيق الْإِنْكَار لَا على الْإِبَاحَة لعُمُوم قَوْله بعده لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر قَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان ادْع لمضر أَنَّك لجريء وَفِي كتاب التَّوْبَة عَن عبد الله بن مَسْعُود حَدثنَا حديثين حَدِيثا عَن نَفسه وحديثا عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده الحَدِيث وَلم يذكر مَا حدث بِهِ عَن نَفسه وَقد ذكره البُخَارِيّ وَهُوَ قَوْله الْمُؤمن يرى ذنُوبه كَأَنَّهُ قَاعد تَحت جبل يخَاف أَن يَقع عَلَيْهِ والفاجر يرى ذنُوبه كذباب مر على أَنفه فَقَالَ بِهِ هَكَذَا أَي أَن هَذَا الْكَلَام والتمثيل من قَول عبد الله نَفسه وَلم يروه وَالْأول أسْندهُ عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي إِسْلَام أبي ذَر رَأَيْته يَأْمر بمكارم الْأَخْلَاق وكلاما مَا هُوَ بالشعر كَذَا رِوَايَة الْجُمْهُور من شُيُوخنَا وَعند بَعضهم مُلْحقًا وَسمعت كلَاما وَهُوَ أبين وَفِي الْفَضَائِل فِي حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَالَ وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقيمَة على قِرَاءَة من تأمرونني أَن أَقرَأ فَلَقَد قَرَأت على رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بضعا وَسبعين سُورَة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه بتر واختصار لَا يفهم مِنْهُ مُرَاده إِلَّا بِذكرِهِ وثباته وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي كتاب ابْن أبي خَيْثَمَة يرفع الحَدِيث إِلَّا أبي وَائِل قَالَ لما أَمر فِي الْمَصَاحِف بِمَا أَمر أَي أَمر عُثْمَان بتحريق مَا عدا الْمجمع عَلَيْهِ الَّذِي وَجه نسخه إِلَى الْآفَاق وَذكر ابْن مَسْعُود الْغلُول وتلا الْآيَة ثمَّ قَالَ فغلوا الْمَصَاحِف أَي اخفوها وَلَا

تمكنوا من إحراقها وَفِي طَرِيق آخر أَنِّي غال مصحفي فَمن اسْتَطَاعَ أَن يغل مصحفه فَلْيفْعَل فَإِن الله يَقُول وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة على قِرَاءَة من تأمرونني أَن أَقرَأ على قِرَاءَة زيد بن ثَابت لَهُ دؤابة يلْعَب مَعَ الغلمان وَفِي طَرِيق آخر صبي من الصّبيان فَبِهَذَا التَّمام ينفهم مقْصده بِتِلَاوَة الْآيَة وبذكر زيد وتخصيصه مَا ذكر من السُّور وَفِي بَاب سنّ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ومقامه بِمَكَّة وَقَول ابْن عَبَّاس فِيهِ بضع عشرَة وَقَول عُرْوَة فِي ذَلِك إِنَّمَا أَخذه من قَول الشَّاعِر لم يزدْ يُرِيد قَوْله توى فِي قُرَيْش بضع عشرَة حجَّة يذكر أَن يلقى صديقا مواتيا والشاعر أَبُو قيس صرمة بن أنس وَقَول حُذَيْفَة فِي الْفِتَن وَأَنه ليَكُون مِنْهُ الشَّيْء قد نَسِيته فاذكره كَمَا يذكر الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه كَذَا ذكره مُسلم وَذكر البُخَارِيّ قد يشْتَبه فاعرف مَا يعرف الرجل إِذا غَابَ عَنهُ فَرَآهُ فَعرفهُ وَفِيه تلفيف أَيْضا وإشكال لَا يفهم الْمَقْصد وَنقص من أَلْفَاظه وَفِي رِوَايَة ابْن السكن كَمَا لَا يعرف الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه وَفِيه إِشْكَال أَيْضا لم يتم بِهِ التَّمْثِيل قيل وَصَوَابه كَمَا لَا يذكر الرجل وَجه الرجل أَو كَمَا ينسي الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه وَفِي بَاب لَا نذر فِي مَعْصِيّة حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى العضباء فَلم يمرغ قَالَ وناقة منوقة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه قَالَ وَهِي نَاقَة أَو إِذا هِيَ نَاقَة أَو وجدت نَاقَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَأَتَت على نَاقَة ذَلُول فحرسته وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَهِي نَاقَة مدربة وَهَذِه الْأَلْفَاظ بِمَعْنى مذللة وَفِي بَاب الرجل يعَض يَد الرجل ينتزع ثنيته فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار قَاتل يعلي بن مُنَبّه رجلا فعض أَحدهمَا صَاحبه الحَدِيث هَذَا وهم وَفِيه نقص وَصَوَابه مَا جَاءَ بعده فِي حَدِيث أبي غَسَّان أَن أجِير اليعلي بن مُنَبّه عض رجل ذراعه الحَدِيث وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف أَنه لَا جير يعلي لَا ليعلي وَقَوله فِي بَاب لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة قَالَ وَعَاشَتْ بعد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سِتَّة أشهر كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي مُسلم فِي هَذَا الحَدِيث وَهُوَ مبتور وَتَمَامه فِي حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع فَأبى أَبُو بكر أَن يرفع إِلَى فَاطِمَة شَيْئا فَوجدت فَاطِمَة على أبي بكر فِي ذَلِك شَيْئا فَهجرَته فَلم تكَلمه حَتَّى توفيت وَعَاشَتْ بعد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سِتَّة أشهر الحَدِيث وَفِي الْبعُوث أَنه بعث إِلَى بني لحيان ليخرج من كل رجلَيْنِ رجل الحَدِيث فِيهِ حذف وَتَقْدِيره بعث إِلَى بني لحيان بعثا ثمَّ قَالَ للْمُسلمين ليخرج فِي الْبَعْث من كل رجلَيْنِ رجل وَبَنُو الْحَيَّانِ هم الْكفَّار الْمَبْعُوث إِلَيْهِم وَلَيْسوا بالذين قيل لَهُم ليخرج من كل رجلَيْنِ رجل وَفِي تكنيه الصَّغِير يَا أَبَا عُمَيْر مَا فعل النغير فَكَانَ يلْعَب بِهِ كَذَا فِي كتاب مُسلم وَتَمَامه مَا جَاءَ لغيره كَانَ يلْعَب بِهِ وَهُوَ طَائِر صَغِير وَقد فسرناه وَهَذَا رَاجع إِلَى عُمَيْر وَالْهَاء فِيهِ عَائِدَة على الطير وَبِه احْتج الْعلمَاء فِي جَوَاز لعب الصّبيان بالعصافير على أَن بَعضهم قَالَ فِي حَدِيث مُسلم أَن الضَّمِير فِي قَوْله يلْعَب رَاجع إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بِهِ على الصَّبِي يمازحه وَهَذَا أحسن لَو لم يرد الحَدِيث إِلَّا بِهَذِهِ الرِّوَايَة وَإِلَّا فقد جَاءَ مُبينًا كَمَا ذَكرْنَاهُ وَقد يحْتَمل أَن الْوَجْهَيْنِ صَحِيحَانِ أخبر فِي أَحدهمَا عَن مزاح النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَط وَالْآخر فسر معنى كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالله أعلم وَقَوله مَا رَأَيْت رجلا أَشد عَلَيْهِ الوجع من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي رِوَايَة عُثْمَان مَكَان الوجع وجعا فِيهِ نقص وَتَمَامه مَا كَانَ عَلَيْهِ الوجع وجعا فتأتي رِوَايَة عُثْمَان أَشد وجعا وَكَذَلِكَ يَسْتَقِيم الْكَلَام وعَلى لفظ الْكتاب وَيكون وَيكون أَشد عَلَيْهِ وجعا وَلَيْسَ هُوَ وَجه الْكَلَام وَفِي كتاب الْقدر فِي حَدِيث عُثْمَان بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم قَوْله عَن شُعْبَة أَرْبَعِينَ لَيْلَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا كَذَا فِي أَكثر النّسخ وَعند الْهَوْزَنِي أَو أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام

وَتَمَامه وَفِي حَدِيث الَّذين خلفوا وَقَالَ رجل يُرِيد أَن يتغيب يظنّ أَن ذَلِك يستخفي لَهُ كَذَا فِي الْأُمَّهَات كلهَا قيل صَوَابه أَلا يظنّ وَكَذَا ذكره غَيره وَأما بسقوطها فيختل الْكَلَام وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس قَول الْأسود لِلشَّعْبِيِّ وَيلك تحدث بِمثل هَذَا لَا تتْرك كتاب الله كَذَا فِي الرِّوَايَة عِنْد ابْن ماهان وَالصَّوَاب مَا لغيره تحدث بِمثل هَذَا قَالَ عمر لَا نَتْرُك كتاب الله وَكَذَا كَانَ عِنْد شُيُوخنَا ثَابتا فِي أصولهم وَفِي حَدِيث مُنَازعَة الْعَبَّاس وَعلي مَعَ عمر قَول عمر فَإِن عجزتما عَنْهَا فرداها إِلَى لم يزدْ فِي حَدِيث عبد الله بن أَسمَاء الضبعِي فِي كتاب مُسلم وَفِي غير بَاب من البُخَارِيّ وَزَاد فِي حَدِيث زُهَيْر والحلواني فَأَما صدقته بِالْمَدِينَةِ فَدَفعهَا عمر إِلَى عَليّ وعباس فغلبه عَلَيْهَا عَليّ وَأما خَيْبَر وفدك فَأَمْسكهَا عمر قَالَ هِيَ صَدَقَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَت لحقوقه الَّتِي تعروه ونوائبه وَأَمرهمَا إِلَى من لَهُ الْأَمر فهما على ذَلِك إِلَى الْيَوْم وَقد ذكر البُخَارِيّ تَمام الحَدِيث بعد قَوْله فَإِن عجزتما عَنْهَا فرداها إِلَى قَالَ فغلب عَليّ عَلَيْهَا فَكَانَت بِيَدِهِ ثمَّ كَانَت بيد حُسَيْن بن عَليّ ثمَّ بيد عَليّ بن حُسَيْن وَحسن بن حسن كِلَاهُمَا كَانَا يتداولانها ثمَّ بيد زيد وَهِي صَدَقَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَقًا وَقَالَ أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني بعد قَوْله ثمَّ بيد عَليّ بن حُسَيْن ثمَّ بيد الْحسن ابْن الْحسن ثمَّ بيد زيد بن الْحسن قَالَ معمر ثمَّ بيد عبد الله بن الْحسن ثمَّ وَليهَا بَنو الْعَبَّاس وَفِي بَاب صفة الْجنَّة فِي حَدِيث هَارُون بن مَعْرُوف مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا على قلب بشر كَذَا للسجزي والسمرقندي وَصَوَابه وَلَا خطر على قلب بشر وَكَذَا للعذري وَابْن ماهان وَكَذَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي قَعْر جَهَنَّم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عباد قَالَ هَذَا وَقع فِي أَسْفَلهَا كَذَا عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَفِيه حذف وَتَمَامه هَذَا حجر وَقع وكما قَالَ فِي الحَدِيث قبله هَذَا حجر رمي بِهِ فِي النَّار وَفِي كتاب ابْن عِيسَى هَذَا الْآن وَوَقع لَهُ وَجه وَقَوله فِي الزَّكَاة فِي فضل المنحة عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ إِلَّا رجل يمنح أهل بَيت نَاقَة أَي يبلغ بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويسنده إِلَيْهِ أَي هَذَا الْكَلَام وَإِلَّا رجل اسْتثِْنَاء من كَلَام تقدمه قبل فِي حَدِيث شَيبَان ابْن فروخ فِي الْحَج جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بالجعرانة عَلَيْهِ جُبَّة عَلَيْهَا خلوق وَفِيه فَقَالَ أَيَسُرُّك أَن تنظر إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي قَائِل هَذَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ليعلى بن مُنَبّه كَمَا بَينه فِي الحَدِيث الآخر بعده وَسقط هُنَا اسْم عمر وَلم يجر لَهُ قبل ذكر فِي هَذِه الرِّوَايَة وَفِي بَاب جعلت لي الأَرْض مَسْجِدا وَطهُورًا فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فضلنَا على النَّاس بِثَلَاث جعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة وَجعلت لنا الأَرْض كلهَا مَسْجِدا وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا إِذا لم نجد المَاء وَذكر خصْلَة أُخْرَى وَتمّ الحَدِيث هَذِه الْخصْلَة مبينَة فِي كتاب النَّسَائِيّ فِي هَذَا الحَدِيث بِنَفسِهِ وَسَنَده وَأُوتِيت هَؤُلَاءِ الْآيَات آخر سُورَة الْبَقَرَة من كنز تَحت الْعَرْش لم يُعْطهنَّ أحد قبلي وَلَا يعطاهن أحد بعدِي وَقَوله وَجعلت لنا الأَرْض مَسْجِدا وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا وَفِي آخر كتاب الزَّكَاة فِي حَدِيث بَرِيرَة روى زُهَيْر بن حَرْب كَانَ فِي بَرِيرَة ثَلَاث قضيات كَانَ النَّاس يتصدقون عَلَيْهَا وتهدي لنا فَذكرت ذَلِك للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَة وَلكم هَدِيَّة فكلوه لم يزدْ على ذَلِك وَلم يذكر غير وَاحِدَة فِي هَذِه الرِّوَايَات والقضيتان الباقيتان مذكورتان مشهورتان فِي غَيرهَا من الْأَحَادِيث قَضِيَّة الْوَلَاء وَقَضِيَّة تخييرها فِي زَوجهَا وَفِي أكل الْمحرم الصَّيْد قَوْله وَجعل بَعضهم يضْحك إِلَى بعض كَذَا لَهُم وَعند العذري سقط بعض وَإِنَّمَا عِنْده يضْحك إِلَى مشدد الْيَاء وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول لأَنهم لَو

ضحكوا إِلَيْهِ لكَانَتْ أَكثر إِشَارَة وَقَالَ لَهُم (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَل أشرتم أَو أعنتم قَالُوا لَا وَقَوله إِذا أحدكُم أَعْجَبته الْمَرْأَة فليعمد إِلَى امْرَأَته فليواقعها فَإِن ذَلِك يرد نَفسه كَذَا لِابْنِ ماهان وَفِي حَدِيث مُسلم عَن سَلمَة بن شبيب وَتَمَامه مَا فِي نَفسه كَمَا فِي سَائِر الرِّوَايَات وَفِي معجزاته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فجرت الْعين بِمَاء منهمر أَو قَالَ غزير شكّ أَبُو عَليّ يَعْنِي الْحَنَفِيّ قَالَ قَالَ استقى النَّاس كَذَا عِنْدهم وَعند الجياني وَبَعْضهمْ قَالَ حَتَّى استقى وَهُوَ الصَّحِيح وَعند التَّمِيمِي فِي رِوَايَة بَعضهم حَتَّى أشفى أَي أبلغ الْمُسلمين أملهم من الرّيّ وَالْأول الْمَعْرُوف وَفِي الْأَشْرِبَة قَوْله نَهَيْتُكُمْ عَن الْأَشْرِبَة فِي ظرف الْأدم فَاشْرَبُوا فِي كل وعَاء كَذَا ذكره فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَصَوَابه إِلَّا فِي ظروف الْأدم يُصَحِّحهُ الحَدِيث الآخر نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء وَفِي الآخر وَلَا تشرب إِلَّا من موكي قد بَينا علته قبل فِي غير مَوضِع واختصاص السقاء بذلك وَإِن الأسقية وظروف الآدم مِمَّا لم يحرم الانتباذ فِيهَا أَولا وَلَا آخرا وَأما قَوْله نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء فَاشْرَبُوا فِي الأسقية كلهَا فَفِيهِ تَغْيِير أَيْضا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف السِّين وَصَوَابه فِي الأوعية كلهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فَاشْرَبُوا فِي الأوعية كلهَا لِأَنَّهَا الَّتِي وَقع عَنْهَا النهى قبل غير الأسقية وَقَوله مَا أنهر الدَّم وَذكر اسْم الله فَكل تَمَامه فِي رِوَايَة أبي دَاوُود وَغَيره وَذكر اسْم الله عَلَيْهِ وَقدر رَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا كَرِوَايَة مُسلم وَقَوله من عَال جاريتين جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَهُوَ وَضم أَصَابِعه كَذَا فِي كتاب مُسلم وَيحْتَمل أَن تَمَامه كهاتين أَو كهذه وَضم أَصَابِعه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث آخر كهاتين وَقرن أَصَابِعه وَفِي حَدِيث الثَّلَاثَة قَالَ رجل يُرِيد أَن يتغيب يظنّ أَن ذَلِك سيخفى لَهُ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَتَمَامه أَلا يظنّ وَفِي صفة جَهَنَّم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عباد وَقَالَ هَذَا وَقع فِي أَسْفَلهَا كَذَا فِي عَامَّة النّسخ قَالَ بَعضهم إِلَى حد هَذَا حجر وَفِي كتاب التَّمِيمِي الْآن وَقع فِي أَسْفَلهَا وَهُوَ وَجه الْكَلَام وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل انْتهى وَكفى وَسَلام على عباده الَّذين اصفطفى

§1/1