مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث
الحارث بن أبي أسامة
كتاب الإيمان
§كِتَابُ الْإِيمَانِ
باب فيمن شهد أن لا إله إلا الله وفيما يحرم دم العبد وماله
§بَابٌ فِيمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِيمَا يُحَرِّمُ دَمَ الْعَبْدِ وَمَالَهُ
1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنِّي " §لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا إِلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "
2 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا أَشْرَعَ أَحَدُكُمُ الرُّمْحَ إِلَى الرَّجُلِ فَإِنْ كَانَ عِنْدَ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرُّمْحَ " , قَالَ: فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَجَعَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ أَمَنَةَ الْمُسْلِمِ وَعِصْمَةَ دَمِهِ وَجَعَلَ الْجِزْيَةَ أَمَنَةَ الْكَافِرِ وَعِصْمَةَ دَمِهِ وَمَالِهِ
3 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فِي سَرِيَّةٍ فَمَرُّوا بِقَوْمٍ مُشْرِكِينَ فَفَرُّوا وَأَقَامَ رَجُلٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ , فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَتَلَهُ الْمِقْدَادُ , فَقِيلَ لَهُ: §أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ فَقَالَ: وَدَّ لَوْ أَنَّهُ فَرَّ بِمَالِهِ وَأَهْلِهِ , فَقَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْأَلُوهُ , فَأَتَوْهُ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَدَّ لَوْ أَنَّهُ فَرَّ بِمَالِهِ وَأَهْلِهِ , قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94] إِلَى قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} [النساء: 94] تُخْفُونَ إِيمَانَكُمْ، وَأَنْتُمْ مَعَ الْمُشْرِكِينَ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [النساء: 94] وَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ {فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] "
4 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا , فَفُتِحَ لَهُمْ , فَبَعَثُوا بَشِيرَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَبَيْنَا هُوَ يُخْبِرُهُ بِفَتْحِ اللَّهِ لَهُمْ وَبِعَدَدِ مَنْ قَتَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ قَالَ: فَتَفَرَّدْتُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَلَمَّا غَشِيتُهُ لِأَقْتُلَهُ قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ , قَالَ: «فَقَتَلْتُهُ وَقَدْ قَالَ إِنِّي مُسْلِمٌ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ مُتَعَوِّذًا قَالَ: «§فَهَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ؟» قَالَ: وَكَيْفَ أَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «فَلَا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ وَلَا قَلْبَهُ عَرَفْتَ إِنَّكَ لَقَاتِلُهُ , اخْرُجْ عَنِّي فَلَا تُصَاحِبْنِي» , قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ تُوُفِّيَ فَلَفَظَتْهُ الْأَرْضُ مَرَّتَيْنِ فَأُلْقِيَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إنَّ الْأَرْضَ لَتُوَارِي مَنْ هُوَ أَنْتَنُ مِنْهُ وَلَكِنَّهُ مَوْعِظَةٌ "
باب فيمن أسلم وهاجر
§بَابٌ فِيمَنْ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ
5 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ " §إِبْلِيسَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ وَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ: أَتُسْلِمُ وَتَتْرُكُ وَلَدَكَ وَمَوْلِدَكَ وَأَهْلَكَ؟ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ لَهُ أَتُهَاجِرُ وَإِنَّمَا الْمُهَاجِرُ كَالْفَرَسِ فِي طِوَلِهِ لَا تَرِمْ , فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ لَهُ: أَتُجَاهِدُ إِنَّمَا الْجِهَادُ كَاسْمِهِ يَجْهَدُ الْمَالَ وَالنَّفْسَ فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقَسَّمُ الْمَالُ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ " , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ فَهُوَ مَضْمُونٌ عَلَى اللَّهِ إِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ أَوْ غَرِقَ أَوِ احْتَرَقَ أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ»
باب فيمن مات لا يشرك بالله شيئا
§بَابٌ فِيمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا
6 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ أَبِي أَيُّوبَ أَرْضَ الرُّومِ فَمَرِضَ , فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ: احْمِلُونِي فَإِذَا صَادْفَتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ فَإِنِّي مُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا أَنِّي عَلَى حَالِي هَذِهِ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» , قُلْتُ: وَيَأْتِي حَدِيثٌ طَوِيلٌ فِي الْمَنَاقِبِ فِي وَفَاتِهِ وَدَفْنِهِ
باب في شرائع الإسلام
§بَابٌ فِي شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ
7 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَعِبَادَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ فَارَقَهَا وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ» قَالَ أَنَسٌ: " وَذَلِكَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَبَلَّغُوهُ عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرْجِ الْأَحَادِيثِ وَاخْتِلَافِ الْأَهْوَاءِ , يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ تَابُوا} [التوبة: 5] خَلَعُوا الْأَنْدَادَ وَعِبَادَتَهَا {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]
8 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ " §بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لَلَوْحًا فِيهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ شَرِيعَةً , يَقُولُ الرَّحْمَنُ: وَعِزَّتِي لَا يَأْتِينِي عَبْدٌ مِنِ عِبَادِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْكُنَّ إِلَّا أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ "
باب في خصال الإيمان والإسلام
§بَابٌ فِي خِصَالِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ
9 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا -[155]- سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي النَّاسِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى النَّاسَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الْإِسْلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «§الْإِسْلَامُ أَنْ تَشَهَّدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» , قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنَّ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» , قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: فَمَا الْإِحْسَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» , قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: فَمَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " هِيَ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ الْغَيْبَ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ - قَوْلَهُ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [لقمان: 34] الْآيَةَ , أَلَا أُخْبِرُكَ بِعَلَامَتِهِ أَوْ قَالَ: بِمَعَالِمَ ذَلِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ الْعُرَاةَ الْجِيَاعَ الْعَالَةَ رُءُوسَ النَّاسِ , وَرَأَيْتَ الْأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا وَرَأَيْتَ أَصْحَابَ الْبِدَا يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى تَوَارَى قَالَ: «عَلَيَّ بِالرَّجُلِ» , فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ» , قَالَ: «وَمَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ قَطُّ إِلَّا عَرَفْتُهُ فِيهَا غَيْرَ مَرَّتِهِ هَذِهِ»
10 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ يَقُولُ إِنَّ رَجُلًا، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حِينَ سَأَلَهُ مَا الْإِيمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «§الْإِيمَانُ أَنَّ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» , ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «أَتُحِبُّ أَنْ أُخْبِرَكَ مَا صَرِيحُ الْإِيمَانِ؟» قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ قَالَ: «إِنَّ صَرِيحَ الْإِيمَانِ إِذَا أَسَأْتَ أَوْ ظَلَمْتَ أَحَدًا عَبْدَكَ أَوْ أَمَتَكَ أَوْ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ تَصَدَّقْتَ وَصُمْتَ وَإِذَا أَحْسَنْتَ اسْتَبْشَرْتَ»
11 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «§إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ» , قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِثْمُ؟ قَالَ: «إِذَا حَكَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ»
12 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ النَّزَّالِ أَوِ النَّزَّالِ بْنِ عُرْوَةَ التَّمِيمِيِّ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ: «§بَخٍ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ , تَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ , وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ , أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الْأَمْرِ، وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ , أَمَّا رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ مَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ , وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلَاةُ , وَأَمَّا ذِرْوَةُ سَنَامِهِ فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّلَاةُ قُرْبَانٌ , وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ , وَالصَّدَقَةُ طَهُورٌ , وَقِيَامُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ» , قَالَ: وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] , أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ قَالَ: فَأَقْبَلَ رَكْبٌ أَوْ رَاكِبٌ فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اسْكُتْ , قَالَ: فَلَمَّا مَضَى الرَّكْبُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَتِنَا؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ , وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» قُلْتُ: عِنْدَ النَّسَائِيِّ طَرَفٌ مِنْهُ
13 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ , فَقَالَ لَهُ «§أَسْلِمْ تَسْلَمْ» , قَالَ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: تُسْلِمُ قَلْبَكَ لِلَّهِ وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ " , قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ» قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ» , قَالَ: فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْهِجْرَةُ» , قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: «أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ» , قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» , قَالَ: فَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: «أَنْ تُقَاتِلَ الْعَدُوَّ إِذَا لَقِيتَهُمْ وَلَا تَغُلَّ، وَلَا تَجْبُنَ»
14 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُزَحْزِحُنِي عَنِ النَّارِ , قَالَ: «§تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ , وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ , وَتَصِلُ الرَّحِمَ» , فَأَرْسَلَ الزِّمَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ وَفَّى بِمَا قُلْتُ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»
15 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ عَاصِمٌ , وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ لَا تُفْصِحُ فَقَالَ: إِنِّي جَعَلْتُ عَلِيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً أَفَأُعْتِقُ هَذِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ رَبُّكِ؟» فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «مَنْ أَنَا؟» فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ تَعْنِي إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»
16 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي عَلَيَّ نَسَمَةٌ أَنْ أُعْتِقَهَا وَإِنَّ هَذِهِ الْجَارِيَةَ أَعْجَمِيَّةٌ فَيَجُوزُ لِي أَنْ أُعْتِقَهَا؟ قَالَ: قَالَ لَهَا: «§أَيْنَ رَبُّكِ؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ قَالَ: «مَنْ أَنَا؟» قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»
باب فيمن قال إنه في الجنة من غير دليل
§بَابٌ فِيمَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي الْجَنَّةِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ
17 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَهُوَ كَافِرٌ , وَ§مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ , وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ , قَالَ: فَنَازَعَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنْ تَذْهَبُوا بِالسُّلْطَانِ فَإِنَّ لَنَا الْجَنَّةُ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ»
باب أفضل الأعمال: الإيمان
§بَابُ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ: الْإِيمَانُ
18 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ آلِ أَبِي حَثْمَةَ عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ قَالَ: «§إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ»
باب ما جاء في الوسوسة وتقلب القلب
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوَسْوَسَةِ وَتَقَلُّبِ الْقَلْبِ
19 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا صَالِحٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى أَنَّ رَجُلًا، قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فِيَ صَدْرِي شَيْئًا لَوْ أبْدَيْتُهُ هَلَكْتُ أَفَهَالِكٌ أَنَا قَالُ: لَا إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَكَلَّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ»
20 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ»
باب ما جاء في الإسراء
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْإِسْرَاءِ
21 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ فَظِعْتُ بِأَمْرِي وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ» , فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَزِلًا حَزِينًا , فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ» , قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: «إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» , قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: فَلَمْ يُرِهِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَ الْحَدِيثَ إِنْ دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ قَالَ: أَتُحَدِّثُ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي إِنْ دَعْوَتُهُمْ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ , قَالَ: فَنُقِضَتِ الْمَجَالِسُ حَتَّى جَاءُوا فَجَلَسُوا إِلَيْهِمَا , قَالَ لَهُ: حَدِّثْ قَوْمَكَ مَا حَدَّثْتَنِي , قَالُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ , قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: «إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» , قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَمِنْ بَيْنَ مُصَفِّقٍ وَمِنْ بَيْنَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُسْتَعْجِبًا لِلْكَذِبِ , زَعَمُوا وَقَالُوا: تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ مَنْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ لَهُمْ فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ لَهُمْ وَأَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ , فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ , حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عَقِيلٍ أَوْ دَارِ عِقَالٍ , فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ» , قَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَقَدْ وَاللَّهِ أَصَابَ "
22 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أُتِيَ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبَهُ خَلْفَ جِبْرِيلَ فَسَارَ بِهِمَا , فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ ارْتَفَعَتْ رِجْلَاهُ وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ , فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ , فَسَارَ بِنَا حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيْبَةٍ فَقُلْتُ: " يَا جِبْرِيلُ إِنَّا كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيْبَةٍ , فَقَالَ: تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ , وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي , فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ مَعَكَ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ قَالَ: فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةَ وَقَالَ سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ عِيسَى قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَسَمِعْنَا صَوْتًا وَتَذَمُّرًا قَالَ: فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ قَالَ: فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةَ وَقَالَ سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى قَالَ: قُلْتُ: عَلَى مَنْ كَانَ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ؟ قَالَ: عَلَى رَبِّهِ قُلْتُ: عَلَى رَبِّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ وحِدَّتَهُ قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ وَضَوْءًا فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ أَتَدْنُو مِنْهُ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهُ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةَ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى دَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ: فَنَشَرَتْ لِي الْأَنْبِيَاءُ مَنْ سَمَّى اللَّهُ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ فَصَلَّيْتُ بِهِمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ مُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ " -[167]- 23 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
24 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ، مِنْ -[168]- عَبْدِ الْقَيْسِ عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعِيرِهِمْ قَالَ نَاسٌ: نَحْنُ لَا نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا فَضَرَبَ اللَّهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا نَتَزَقَّمُهُ قَالَ: وَرَأَى الدَّجَّالَ فِي صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْنٍ لَيْسَ بِرُؤْيَا مَنَامٍ وَعِيسَى وَمُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ فَقَالَ: رَأَيْتُهُ أَقْمَرَ هِجَانًا إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَائِمَةٌ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ كَأَنَّ شَعَرَ رَأْسِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةٍ وَرَأَيْتُ عِيسَى شَابًّا أَبْيَضَ جَعْدَ الرَّأْسِ حَدِيدَ النَّظْرَةِ مُنْطَوِيَ الْخَلْقِ وَرَأَيْتُ مُوسَى أَسْحَمَ آدَمَ كَثِيرَ الشَّعْرِ شَدِيدَ الْخَلْقِ وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَلَا أَنْظُرُ إِلَى إِرْبٍ مِنْ آرَابِهِ إِلَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ صَاحِبُكُمْ قَالَ: وَقَالَ جِبْرِيلُ سَلِّمْ عَلَى مَالِكٍ قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ "
25 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي لَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ فَوْقِي فَإِذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَصَوَاعِقَ ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا، فَلَمَّا نَزَلْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا نَظَرْتُ أَسْفَلَ مِنِّي فَإِذَا أَنَا بِرِيحٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَذِهِ الشَّيَاطِينُ تُحْرِقُ عَلَى بَنِي آدَمَ لِئَلَّا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَوُا الْعَجَائِبَ "
26 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ "
27 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ مُضْطَرِبُ الْأُذُنَيْنِ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَمِينِي يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ -[171]- أَسْأَلْكَ حَتَّى نَادَانِي ثَلَاثًا فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ثُمَّ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَسَارِي يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ حَتَّى نَادَانِي ثَلَاثًا فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ حُلِيٍّ وَزِينَةٍ نَاشِرَةً يَدَيْهَا تَقُولُ يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ تَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى كَادَتْ تَغْشَانِي فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ فِيهِ خَمْرٌ وَإِنَّاءٍ فِيهِ لَبَنٌ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ قَالَ: مَا لَقِيتَ فِي وَجْهِكَ هَذَا قُلْتُ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَمِينِي يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ حَتَّى نَادَانِي يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى نَادَانِي بِذَلِكَ ثَلَاثًا قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ قُلْتُ: فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ قَالَ: ذَاكَ دَاعِي الْيَهُودِ لَوْ كُنْتَ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ قُلْتُ: ثُمَّ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَسَارِي يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ حَتَّى نَادَانِي بِذَلِكَ ثَلَاثًا قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ قُلْتُ: فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ قَالَ: ذَاكَ دَاعِي النَّصَارَى لَوْ كُنْتَ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ، قُلْتُ: ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ نَاشِرَةً يَدَيْهَا تَقُولُ يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ حَتَّى كَادَتْ تَغْشَانِي قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا قَالَ: تِلْكَ الدُّنْيَا لَوْ عَرَّجْتَ عَلَيْهَا لَاخْتَرْتَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ثُمَّ أُتِينَا بِالْمِعْرَاجِ فَإِذَا أَحْسَنُ مَا خَلَقَ اللَّهُ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَيِّتِ إِذَا شُقَّ بَصَرُهُ إِنَّمَا يَتْبَعُهُ الْمِعْرَاجُ عَجَبًا بِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {تَعْرُج الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] قَالَ: فَقَعَدْتُ فِي الْمِعْرَاجِ أَنَا وَجِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ الْحَفَظَةِ فَإِذَا عَلَيْهِ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَمَعَ كُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: 31] فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ قَالَ: مَنْ أَنْتَ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا -[172]- فَإِذَا أَنَا بِآدَمُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خُلِقَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ فَإِذَا الْأَرْوَاحُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ فَإِذَا مَرَّ بِهِ رُوحُ الْمُؤْمِنِ قَالَ: رُوحٌ طَيْبَةٌ وَرِيحٌ طَيْبَةٌ وَإِذَا مَرَّ عَلَيْهِ رُوحُ كَافِرٍ قَالَ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ وَرِيحٌ خَبِيثَةٌ، قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِأَخَاوِينِ عَلَيْهَا لُحُومٌ مُنْتِنَةٌ وَأَخَاوِينِ عَلَيْهَا لُحُومٌ طَيِّبَةٌ وَإِذَا رِجَالٌ يَنْتَهِبُونَ اللُّحُومَ الْمُنْتِنَةَ وَيَدَعُونَ اللُّحُومَ الطَّيِّبَةَ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَؤُلَاءِ الزُّنَاةُ يَدَعُونَ الْحَلَالَ وَيَتَّبِعُونَ الْحَرَامَ ثُمَّ مَضَيْتُ فَإِذَا أُنَاسٌ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لِحْيَهُمْ وَآخَرُونَ يَجِيئُونَ بِالصَّخْرِ مِنَ النَّارِ يَقْذِفُونَهَا فِي أَفْوَاهِهِمْ فَتَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ قُلْتُ: مِنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَؤُلَاءِ {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10] قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِرِجَالٍ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لِحْيَهُمْ وَآخَرُونَ يَقْطَعُونَ لُحُومَهُمْ فَيَضْفِزُوهُمْ إِيَّاهَا بِدِمَائِهَا فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْهَمَّازُونَ، اللَّمَّازُونَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12] قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِأُنَاسٍ مُعَلَّقَاتٍ بِثُدِيِّهِنَّ، فَقُلْتُ: «مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ» ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الظُّؤُرَاتُ يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى سَابِلَةِ آلِ فِرْعَوْنَ، فَإِذَا رِجَالٌ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ إِذَا عُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعَشِيًّا، فَيُوقَفُونَ لِآلِ فِرْعَوْنَ -[173]- مُسْتَلْقِينَ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَبُطُونِهِمْ فَيُثَرُّدُونَهُمْ آلُ فِرْعَوْنَ ثَرْدًا بِأَرْجُلِهِمْ، فَقُلْتُ: «مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ» ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا، ثُمَّ تَلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] فَإِذَا عُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ قَالُوا: رَبَّنَا لَا تُقَوِّمُ السَّاعَةَ، لِمَا يَرَوْنَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ. قَالَ: ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ، وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، قُلْتُ: «مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ» ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ يَحْيَى وَعِيسَى فَرَحَّبَا وَدَعَيَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57] . قَالَ: ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ، فَإِذَا أَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ تَبَعًا، وَإِذَا لِحْيَتُهُ شَطْرَانِ: شَطْرٌ سَوَادٌ وَشَطْرٌ بَيَاضٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْمُحَبَّبُ فِي قَوْمِهِ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ -[174]-. ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، فَقَالَ مُوسَى: تَزْعُمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنِّي أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ، وَهَذَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنِّي، فَلَوْ كَانَ إِلَيْهِ وَحْدَهُ لَهَانَ عَلَيَّ وَلَكِنَّ النَّبِيَّ مَعَهُ أَتْبَاعُهُ مِنْ أُمَّتِهِ. ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ مَنْزِلَتُكَ وَمَنْزِلَةُ أُمَّتِكَ ثُمَّ تَلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68] . فَدَخَلْتُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ فَصَلَّيْتُ فِيهِ، ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أُمَّتِي شَطْرَانِ: شَطْرٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ رُمْدٌ، وَشَطْرٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ، فَدَخَلَ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ وَاحْتُبِسَ الْآخَرُونَ. قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ جِبْرِيلُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا الْوَرَقَةُ مِنْ وَرَقِهَا لَوْ غُطِّيَتْ بِهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ لَغَطَّتْهُمْ، وَإِذَا السَّلْسَبِيلُ قَدِ انْفَج
باب ما جاء في الكبائر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكَبَائِرِ
28 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا مَنْصُورٌ، ثنا هِلَالُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: إِنَّمَا " §هُنَّ أَرْبَعٌ: لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا , وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ , وَلَا تَزْنُوا , وَلَا تَسْرِقُوا " , قَالَ: فَمَا أَنَا بِأَشَحَّ عَلَيْهِنَّ مِنِّي إِذْ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
29 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا رَأَيْتُمُ الزَّانِيَ وَالسَّارِقَ وَشَارِبَ الْخَمْرِ مَا تَقُولُونَ فِيهِمْ؟» قَالَ: قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «هُنَّ فَوَاحِشُ وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ أَوَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ» , ثُمَّ قَالَ: {وَمَنْ يُشْرِكُ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48] , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , ثُمَّ قَالَ: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14] قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئًا فَاحْتَفَزَ وَقَالَ: «أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ»
30 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَفَرَ بِاللَّهِ مَنِ ادَّعَى إِلَى نَسَبٍ لَا يُعْرَفُ , وَكَفَرَ بِاللَّهِ مَنْ تَبَرَّأَ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ»
31 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مَعْمَرٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَمْسَةٌ: مُدْمِنُ مُسْكِرٍ وَقَاطِعُ رَحِمٍ وَمُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ وَمَنَّانٌ وَكَاهِنٌ "
32 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ , وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ , وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ , وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ أَوْ قَالَ: ذَاتَ سَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ "
33 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَا يَزْنِي الْمُؤْمِنُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ؟» قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ وَأُخْبِرْتُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُهُ "
34 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ غَشَّ امْرَأً مُسْلِمًا فِي أَهْلِهِ أَوْ خَادِمِهِ فَلَيْسَ مِنَّا» قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
باب في أهل القبلة
§بَابٌ فِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ
35 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ، عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا نَافِعُ أَدْنِنِي مِنْ سَبِيلِ الْحَاجِّ قَالَ: وَذَلِكَ بَعْدَمَا ضَعُفَ بَصَرُهُ , فَفَعَلَ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَحَامِلِ فَقَالَ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا أَنْعَمَكُمْ , ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْجَوَالِيقِ السُّودِ عَلَيْهَا الرِّجَالُ فَقَالَ: أَنْتُمُ الْحَاجُّ لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا فَاسْمَعُوا مِنِّي حَدِيثًا أُحَدِّثَكُمُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَهْلُ قِبْلَتِنَا مُؤْمِنُونَ لَا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا الْبَابُ الَّذِي دَخَلُوا فِيهِ مِنْهُ»
36 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ يَعْنِي ابْنَ مُنَبِّهٍ، قَالَ: وَسَأَلْتُ جَابِرًا " §هَلْ فِي الْمُصَلِّينَ مِنْ طَوَاغِيتَ؟ قَالَ: لَا , وَسَأَلْتُهُ هَلْ مِنْهُمْ مُشْرِكٌ قَالَ: لَا "
باب من مات على شيء بعث عليه
§بَابُ مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بُعِثَ عَلَيْهِ
37 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
باب في أهل الجاهلية
§بَابٌ فِي أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ
38 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ -[183]- عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَوْ عَنِ ابْنِهِ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ» , قَالَ: فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «طُولُ الْقُنُوتِ» قِيلَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جَهْدُ الْمُقِلِّ» , قِيلَ: أَرَأَيْتَ قَوْمًا هَلَكُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ كَانُوا يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ وَيَفْعَلُونَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: «كَانُوا يَفْعَلُونَ وَلَا يَقُولُونَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا يَوْمَ الدِّينِ»
كتاب العلم
§كِتَابُ الْعِلْمِ
باب فضل العلماء
§بَابُ فَضْلِ الْعُلَمَاءِ
39 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أُمَّتِي» , قُلْتُ: رَوَاهُ غَيْرُ الْحَارِثِ فَقَالَ: «كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ»
40 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَرَأَى مَجْلِسَيْنِ , أَحَدُ الْمَجْلِسَيْنِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَرْغَبُونَ إِلَيْهِ , وَالْآخَرُونَ يَتَعَلَّمُونَ الْفِقْهَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كِلَا الْمَجْلِسَيْنِ عَلَى خَيْرٍ , أَحَدُهُمَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَرْغَبُونَ إِلَيْهِ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ , وَأَمَّا هَؤُلَاءِ يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ الْجَاهِلَ , وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا وَهَؤُلَاءِ أَفْضَلُ فَجَلَسَ مَعَهُمْ»
باب طلب العلم
§بَابُ طَلَبِ الْعِلْمِ
41 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الرُّدَيْنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيَتَعَاطُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا كَانُوا أَضْيَافًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَقُومُوا أَوْ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ فَيُؤَدِّي فِيهِ صَلَاةً مَفْرُوضَةً إِلَّا سَهَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ , وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَغْدُو فِي طَلَبِ عِلْمٍ مَخَافَةَ أَنْ يَمُوتَ أَوْ فِي إِحْيَاءِ سُنَّةٍ مَخَافَةَ أَنْ تَدْرُسَ إِلَّا كَانَ كَالْغَادِي الرَّائِحِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَمَنْ يُبْطِئُ بِهِ عَمَلُهُ لَا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ»
باب فيما يسأل عنه العالم يوم القيامة
§بَابٌ فِيمَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَالِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
42 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§الْعَبْدَ لِيُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ فَضْلِ عْلِمِهِ كَمَا يُسْأَلُ عَنْ فَضْلِ مَالِهِ»
باب حسن التعليم
§بَابُ حُسْنِ التَّعْلِيمِ
43 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عَلِّمُوا وَلَا تُعَنِّفُوا فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ الْمُعَنِّفِ»
باب الرحلة في طلب العلم
§بَابُ الرِّحْلَةِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ
44 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ -[189]- عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَعْتُ بَعِيرًا فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي ثُمَّ سِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ , فَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أَنَّ جَابِرًا عَلَى الْبَابِ فَرَجَعَ إِلَيَّ الرَّسُولُ فَقَالَ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ , فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَخَرَجَ فَاعْتَنَقْتُهُ وَاعْتَنَقَنِي , قَالَ: قُلْتُ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَظَالِمِ لَمْ أَسْمَعْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يَحْشُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعِبَادَ أَوْ قَالَ: النَّاسَ , شَكَّ هَمَّامٌ وَأَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا " , قَالَ: قُلْنَا مَا بُهْمًا؟ قَالَ: " لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعْهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ , أَنَا الدَّيَّانُ , لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ , وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ , حَتَّى اللَّطْمَةُ " , قَالَ: قُلْنَا كَيْفَ؟ وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حُفَاةً غُرْلًا قَالَ: «بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ» -[190]- 45 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَسْمَعْهُ قُلْتُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ
46 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا يَحْيَى أَبُو هِشَامٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مِصْرَ فَقَالَ لِحَاجِبِ أَمِيرِهَا: " §قُلْ لِلْأَمِيرِ يَخْرُجُ إِلَيَّ , فَقَالَ الْحَاجِبُ: مَا قَالَ لَنَا أَحَدٌ هَذَا مُنْذُ نَزَلْنَا هَذَا الْبَلَدَ غَيْرُكَ، إِنَّمَا كَانَ يُقَالُ: اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى الْأَمِيرِ , قَالَ: ائْتِهِ فَقُلْ لَهُ هَذَا فُلَانٌ بِالْبَابِ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ فَقَالَ: إِنَّمَا أَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِيمَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ "
باب الاستذكار للعلم
§بَابُ الِاسْتِذْكَارِ لِلْعِلْمِ
47 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثَنَا الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§إِذَا خَافَ أَنْ يَنْسَى شَيْئًا رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا لِيَذْكُرَ بِهِ»
48 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْسَى فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُذَكِّرِ النَّاسِي» قُلْتُ: ذَهَبَ مِنَ الْحَدِيثِ ثُلُثُ سَطْرٍ
49 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا، كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ أَكْتِبْنَا، فَقَالَ: " إِنِّي §لَنْ أُكْتِبَكُمْ، خُذُوا عَنَّا كَمَا كُنَّا نَأْخُذُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَقُولُ: تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُذَكِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا "
باب كتابة الحديث وعرضه على الشيخ
§بَابُ كِتَابَةِ الْحَدِيثِ وَعَرْضِهِ عَلَى الشَّيْخِ
50 - حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " فَكُنْتُ §أَكْتُبُ بَعْضَ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ جِئْتُ بِالْكُتُبِ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ فَقُلْتُ: هَذَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ قَالَ: نَعَمْ "
باب التبليغ
§بَابُ التَّبْلِيغِ
51 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ شَكَّ الْجُرَيْرِيُّ أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ §رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، لَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ» , قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: أَحْسِبُهُ قَالَ: إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: «فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» , ثُمَّ قَالَ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: أَحْسِبُهُ قَالَ: «وَأَعْرَاضَكْمُ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ»
باب سماع الحديث وإسماعه
§بَابُ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَإْسِمَاعِهِ
52 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ»
باب الاستكثار من العلم
§بَابٌ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الْعِلْمِ
53 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَعَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَعَدَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَصَلَّيْتَ الضُّحَى؟» قُلْتُ: لَا , قَالَ: «قُمْ فَأَذِّنْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» , قَالَ: فَقُمْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جِئْتُ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ: الْجِنِّ وَالْإِنْسِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ لِلْإِنْسِ مِنْ شَيَاطِينَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ثُمَّ قَالَ: أُخْبِرُكَ بِكَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا هُوَ قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ: «خَيْرٌ مَوْضُوعٌ مَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ» قُلْتُ: " فَمَا الصَّوْمُ؟ قَالَ: فَرْضٌ مُجْزِئٌ " قُلْتُ: فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ: «أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ اللَّهِ الْمَزِيدُ» قُلْتُ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جَهْدُ الْمُقِلِّ وَيُسْرٌ إِلَى فَقِيرٍ» قُلْتُ: فَأَيُّ آي أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ قَالَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] قُلْتُ: كَمِ الْمُرْسَلوُنَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا» قُلْتُ: أَرَأَيْتَ آدَمَ كَانَ نَبِيًّا مُكَلَّمًا قَالَ: «نَعَمْ كَانَ نَبِيًّا مُكَلَّمًا» قَالَ: ثُمَّ قَالَ: إنَّ §أَبْخَلَ النَّاسِ لَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ "
باب التحري في الصدق
§بَابُ التَّحَرِّي فِي الصِّدْقِ
54 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو مُوسَى: " §جَهِّزْنِي فَإِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَجَاءَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَقَدْ بَقِيَ بَعْضُ جِهَازِهِ، فَقَالَ: أَفَرَغْتَ؟ قُلْتُ: بَقِيَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، قَالَ: فَإِنِّي خَارِجٌ، قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، لَوْ أَقَمْتَ حَتَّى نَفْرَغَ مِنْ بَقِيَّةِ جِهَازِكَ، قَالَ: لَا، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَكْذِبَ أَهْلِي فَيَكْذِبُونِي وَأَنْ أُخْلِفَهُمْ فَيُخْلِفُونِي وَأَنْ أَخُونَهُمْ فَيَخُونُونِي
باب اتباع سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء المهديين
§بَابُ اتِّبَاعِ سُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ
55 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمَّاهُ أَحْسِبُهُ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ وَقَعُوا إِلَى الشَّامِ قَالَ: " وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً مَضَتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ أَوْ قَالَ: الصُّدُورُ، فَقُلْنَا أَوْ قَالَ قَائِلُنَا: كَأَنَّ هَذِهِ مِنْكَ وَدَاعٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا قَالَ: «أَنْ §تَتَّقُوا اللَّهَ وَتَتَّبِعُوا سُنَّتِي وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِي الْهَادِيَةَ الْمَهْدِيَّةَ وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَاسْمَعُوا لَهُمْ وَأَطِيعُوا وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»
56 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ حَدَّثَهُ قَالَ: " خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً مَضَتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ قَالَ: فَقُلْنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَأَنَّ هَذَا مِنْكَ وَدَاعٌ فَلَوْ عَهِدْتَ إِلَيْنَا قَالَ: «§اتَّقُوا اللَّهَ وَالزَّمُوا سُنَّتِي وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِي الْهَادِيَةَ الْمَهْدِيَّةَ فَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ , وَإِنِ اسْتَعْمَلُوا عَلَيْكُمْ حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»
57 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ، مِنَ الْعِلْمِ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: مِنْ أَيِّ أَهْلِ الشَّامِ؟ قُلْتُ: مِنْ حِمْصٍ قَالَ: مِنْ حِمْصٍ " §جِئْتَ تَطْلُبُ الْعِلْمَ مِنْ هَاهُنَا؟ قُلْتُ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ مِثْلِكَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «فَإِنِّي أُخْبِرُكَ أَنَّ الْعُصَابَةَ الْأُولَى سَارُوا تِلْوَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا الشَّامَ ثُمَّ جُنْدُكَ خَاصَّةً فَانْظُرْ مَا كَانُوا عَلَيْهِ فَانْتَهِ إِلَيْهِ»
باب العلم ثلاثة
§بَابُ الْعِلْمِ ثَلَاثَةٌ
58 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ، فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَضْلٌ: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَفَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ، وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ "
باب الإجماع
§بَابُ الْإِجْمَاعِ
59 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ اللَّهَ أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلَاثَةٍ: أَنْ تَسْتَجْمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ كُلُّكُمْ , وَأَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ , وَأَنْ أَدْعُوَ عَلَيْكُمْ بِدَعْوَةٍ فَتَهْلَكُوا وَأَبْدَلَكُمْ بِهَذَا: الدَّابَّةَ وَالدَّجَّالَ وَالدُّخَانَ "
باب في البر والإثم
§بَابٌ فِي الْبِرِّ وَالْإِثْمِ
60 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا أَدَعَ شَيْئًا مِنَ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ , فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّى النَّاسَ فَقَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: دَعُونِي أَدْنُو مِنْهُ فَقَالَ: «ادْنُ يَا وَابِصَةُ» , فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ فَقَالَ: «يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ مَا جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْهُ أَوْ تَسْأَلُنِي؟» فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ» , قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهَا فِي صَدْرِي وَيَقُولُ: «يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ اسْتَفْتِ نَفْسَكَ , §الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ»
باب النهي عن تكلف العالم
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَكَلُّفِ الْعَالِمِ
61 - حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ «§إِلَيْكُمْ عَنِّي إِنِّي كُنْتُ مَعَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي , وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّي أَبْقَى حَتَّى تَفْتَقِرُوا إِلَيَّ لَتَعَلَّمْتُ لَكُمْ , إِلَيْكُمْ عَنِّي»
باب النهي عن صعاب المسائل
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ صِعَابِ الْمَسَائِلِ
62 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْغُلُوطَاتِ» قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: الْغُلُوطَاتُ: شِدَادُ الْمَسَائِلِ وَصِعَابُهَا
باب ذهاب العلم
§بَابُ ذَهَابِ الْعِلْمِ
63 - حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرَجُ» قُلْنَا وَمَا الْهَرَجُ؟ قَالَ: الْقَتْلُ الْقَتْلُ وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ " قَالَ: فَسَمِعَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَأْثِرُهَا عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ قَبْضَ الْعِلْمِ لَيْسَ بِشَيْءٍ يُنْتَزَعُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ وَلَكِنَّهُ فَنَاءُ الْعُلَمَاءِ» قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُ قِصَّةِ الْعِلْمِ
كتاب الطهارة
§كِتَابُ الطَّهَارَةِ
باب التبوء للبول
§بَابُ التَّبَوُّءِ لِلْبَوْلِ
64 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ , ثنا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ»
65 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي قَنَانٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ فَوَافَى عَزَازًا مِنَ الْأَرْضِ أَخَذَ عُودًا فَنَكَتَ بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُثِيرَ مِنَ التُّرَابِ ثُمَّ يَبُولُ فِيهِ»
باب النهي عن استقبال القبلة، والاستنجاء بالبعر والعظم وغير ذلك
§بَابُ النَّهْيِ عَنِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ، وَالِاسْتِنْجَاءِ بِالْبَعْرِ وَالْعَظْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
66 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مَالِكٍ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ أَخْبَرَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَهْلًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فَقَالَ: " أَنْتَ رَسُولِي إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَيَأْمُرُكُمْ بِثَلَاثٍ: «§لَا تَحْلِفُوا بِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى , وَإِذَا تَخَلَّيْتُمْ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا , وَلَا تَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ وَلَا بِبَعْرٍ»
باب البول قائما
§بَابُ الْبَوْلِ قَائِمًا
67 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: بَيْنَمَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ " §قَائِمًا يَبُولُ اتَّكَأَ فَمَاتَ، قَتَلَتْهُ الْجِنُّ فَقَالُوا: [البحر السريع] نَحْنُ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِئْ فُؤَادَهُ "
باب ما جاء في جلود الميتة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ
68 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كُنَّا §نُصِيبُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَغَانِمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْأَسْقِيَةَ وَالْأَوْعِيَةَ فَنَقْسِمُهَا كُلَّهَا مَيْتَةً»
باب ما يكفي الغسل والوضوء من الماء
§بَابُ مَا يَكْفِي الْغُسْلَ وَالْوضُوءَ مِنَ الْمَاءِ
69 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنْ قَوْمِهِ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْتُ: " §أَرِينِي إِنَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ يَغْتَسِلُ فِيهِ فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ إِنَاءً فَقُلْتُ: هَذَا مَخْتُومٌ يَعْنِي الصَّاعَ فَقُلْتُ لَهَا: فَأَخْرِجِي مُدَّهُ أَوْ إِنَاءَهُ الَّذِي كَانَ يَتَوَضَّأُ بِهِ فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ إِنَاءً فَقُلْتُ: هَذَا رُبْعُ الْمُفَتِّي "
باب فرض الوضوء
§بَابُ فَرْضِ الْوضُوءِ
70 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَحُمَيْدٍ أَوْ أَحَدِهِمَا عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ» -[210]- 71 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُ، عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَهُ
باب ما جاء في الوضوء وفضله
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوضُوءِ وَفَضْلِهِ
72 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، ثنا عَقِيلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§أَوَّلَ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَلَّمَهُ الْوضُوءَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْوضُوءِ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ»
73 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ حُمْرَانَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ تَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ الطُّهُورَ ثُمَّ صَلَّى فَأَحْسَنَ الصَّلَاةَ كُفِّرَ عَنْهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» , ثُمَّ التَّفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا فُلَانُ أَسَمِعْتَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِهِ , يَقُولُ: فَكُلُّهُمْ يَقُولُ: سَمِعْنَاهُ أَوْ بِمَعْنَاهُ قُلْتُ: حَدِيثُ عُثْمَانَ نَفْسُهُ فِي الصَّحِيحِ بِمَعْنَاهُ
74 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، أَنَّ عُثْمَانَ، دَعَا بِوَضُوءٍ وَعِنْدَهُ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَلِيٌّ وَسَعْدٌ ثُمَّ " §تَوَضَّأَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى يَمِينِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى يَسَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ , ثُمَّ رَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى , ثُمَّ غَسَلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى ثُمَّ غَسَلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ قَالَ لِلَّذِينَ حَضَرُوا: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ كَمَا تَوَضَّأْتُ الْآنَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَذَلِكَ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْ وُضُوءِ رِجَالٍ " قُلْتُ: حَدِيثُ عُثْمَانَ بِعَيْنِهِ فِي الصَّحِيحِ
75 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «§غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا»
76 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: «§جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ إِنَّ الصَّلَاةَ مَكْتُوبَةٌ حَتَّى تُصَلَّى الْفَجْرُ , ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ , ثُمَّ الصَّلَاةُ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَنْتَصِفَ النَّهَارُ , ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ , ثُمَّ الصَّلَاةُ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تُصَلَّى الْعَصْرُ , ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ , وَإِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ كَفَّيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ كَفَّيْكَ وَإِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ وَجْهِكَ» , قَالَ مَنْصُورٌ: وَمَا أَدْرِي قَالَ: ذِرَاعَيْكَ أَوْ أَيَّتَهَا. . . . . . . إِلَى الْكَفَّيْنِ , وَإِذَا مَسَحْتَ رَأْسَكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ رَأْسِكَ , وَإِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ رِجْلَيْكَ " , قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قُلْتُ: وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي الصَّلَاةِ وَفِيهِ: وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ "
77 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَا تَعْرِفُ أُمَّتَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «§غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ»
باب ما يقول بعد الوضوء
§بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ الْوضُوءِ
78 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ " §إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ , اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ الْوُضُوءِ، وَتَمَامَ الصَّلَاةِ، وَتَمَامَ رِضْوَانِكَ، وَتَمَامَ مَغْفِرَتِكَ، فَهَذَا زَكَاةُ الْوُضُوءِ " , قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ بِتَمَامِهِ فِي الْوَصَايَا
باب فيمن لم يتم وضوءه
§بَابٌ فِيمَنْ لَمْ يُتِمَّ وضُوءَهُ
79 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ»
باب المسح على الخفين
§بَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ
80 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ»
81 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ، كَانَ " §يَأْمُرُ بِالْمَسْحِ , وَكَانَ يَتَوَضَّأُ فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ تَأْمُرُنَا بِالْمَسْحِ وَأَنْتَ تَتَوَضَّأُ قَالَ: لَمْ أَكُنْ لِآمُرَكُمْ بِالْمَرْفَقِ وَأُصِيبُ أَنَا الْمَأْثَمَ لَكِنِّي رَجُلٌ حُبِّبَ إِلَيَّ الطُّهُورُ "
82 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ سَأَلَ أَبَاهُ أَبَا أُمَامَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ: «§نَعَمِ امْسَحْ عَلَيْهِمَا» قَالَ الشَّامِيُّ: فَأَيْنَ قَوْلُ عَلِيٍّ؟ فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، ائْتِ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا قُلْتَ: قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَسْأَلُكَ عَنْ مَسَحِ الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: إِذَا أَدْخَلْتَهُمَا فَامْسَحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى تَنْزِعَهُمَا، قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى فِيمَنْ قَتَلَ بِالْخَلَاءِ هُوَ وَالْمِعْرَاضُ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ ثُمَّ قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ تَرْمُونَ الصَّيْدَ فِيمَا حَوْلَ الْمَدِينَةِ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا "
83 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ §صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ الْبِيضِ فَقَالَ: كَانَ عُمَرُ يَصُومُهُنَّ , وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ: ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ "
باب فيمن كان على طهارة وشك في الحدث
§بَابٌ فِيمَنْ كَانَ عَلَى طَهَارَةٍ وَشَكَّ فِي الْحَدَثِ
84 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَأْخُذُ بِشَعْرَةٍ مِنْ دُبُرِهِ فَيَمُدُّهَا فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ فَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» , رَوَى ابْنُ مَاجَهْ طَرَفًا مِنْ آخِرِهِ
باب ما ينقض الوضوء
§بَابُ مَا يَنْقُضُ الْوضُوءَ
85 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بُنْ أَبَانَ , ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيُعِدِ الْوضُوءَ»
86 - حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: رَأَيْتُ السَّائِبَ بْنَ خَبَّابٍ يَشُمُّ ثِيَابَهُ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَّ ذَاكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَا وضُوءَ إِلَّا مِنْ رِيحٍ أَوْ سَمَاعٍ»
87 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ " §الْمَرْأَةِ تَمَسُّ فَرْجَهَا قَالَ: «تَوَضَّأُ» , قُلْتُ: لِبُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ غَيْرُ هَذَا
باب ما جاء في النوم
§بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّوْمِ
88 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَا: «§مَنْ نَامَ عَلَى كُلِّ حَالٍ لَا يَعْقِلُ فَعَلَيْهِ الْوضُوءُ»
89 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§إِذَا وَضَعَ جَنْبَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ»
90 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ حَرْمَلَةَ، مَوْلَى زَيْدٍ قَالَ: اسْتَفْتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي النَّوْمِ قَاعِدًا فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا قُلْتُ: " §أَرَأَيْتَ إِنْ وَضَعْتُ جَنْبِي قَالَ: تَوَضَّأْ " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ
91 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ «§يَنَامُ قَاعِدًا حَتَّى أَسْمَعَ غَطِيطَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ»
باب ما جاء في الضحك
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الضَّحِكِ
92 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§يُصَلِّي وَخَلْفَهُ أَصْحَابُهُ فَجَاءَ رَجُلٌ أَعْمَى فَوَطِئَ عَلَى خَصَفَةٍ عَلَى رَأْسِ بِئْرٍ فَتَرَدَّى فِي الْبِئْرِ , فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ»
93 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ، أَخْبَرَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ فَلَيْسَ عَلَيْهِ وضُوءٌ»
باب فيمن أكل لحما أو شرب لبنا
§بَابٌ فِيمَنْ أَكَلَ لَحْمًا أَوْ شَرِبَ لَبَنًا
94 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ «§قَرَّبَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتِفًا فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»
95 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§فَأَكَلَ كَتِفًا فَأَتَاهُ بِلَالٌ بِالْأَذَانِ فَذَهَبَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»
96 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَكَلَ فِي بَيْتِهَا عَرْقًا فَجَاءَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ فَقَامَ يُصَلِّي فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، أَلَا تَتَوَضَّأُ، قَالَ: «مِمَّا أَتَوَضَّأُ يَا بُنَيَّةُ؟» فَقُلْتُ: مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ , فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ أَطْهَرُ طَعَامِكُمْ مَا غَيَرَتْهُ النَّارُ»
97 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا الْحَكَمُ، ثنا شَيْبَةُ بْنُ الْمُسَاوِرِ، قَالَ: " §دَعَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ , ثُمَّ دَعَا بِنَثِيلٍ فَاعْتَرَقَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ , ثُمَّ رَجَعَ فَجَلَسَ فَضَحِكَ , ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّا أَضْحَكُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَاذَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ "
98 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§تَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ وَلَا تَتَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ , وَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلَا تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ» , قُلْتُ لَهُ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ التَّوَضُّؤُ مِنْ لَبَنِهَا وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِلْوُضُوءِ مِنْ لَحْمِهَا
99 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ " §فَذَبَحَتْ لَهُ شَاةً فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ , وَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيْنَ شَاتُكُمُ الْوَالِدُ فَطَبَخَ لَنَا فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ , وَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ فَأَكَلَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " , قُلْتُ: هُوَ فِي السُّنَنِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ فِعْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
باب التيمم
§بَابُ التَّيَمُّمِ
100 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَهْرَاقَ الْمَاءَ فَتَمَسَّحَ بِالتُّرَابِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ فَقَالَ: وَمَا يُدْرِينِي لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ "
باب الغسل من الجنابة
§بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةَ
101 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَجَعَلَ يَغْتَسِلُ عِنْدَ هَذِهِ وَعِنْدَ هَذِهِ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ جَعَلْتَهُ غُسْلًا وَاحِدًا قَالَ: هَذَا أَزْكَى وَأَطْيَبُ وَأَطْهَرُ "
102 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا زَائِدَةُ، ثنا عَمَّارُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّهَا «§كَانَتْ تَغْتَسِلُ وَرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجَنَابَةَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ»
باب فيمن أتى حائضا
§بَابٌ فِيمَنْ أَتَى حَائِضًا
103 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى جَارِيَةً لَهُ فَقَالَتْ إِنِّي حَائِضٌ فَكَذَّبَها فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا حَائِضًا فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «§يَغْفِرَ اللَّهُ لَكَ أَبَا حَفْصٍ تَصَدَّقْ بِنِصْفِ دِينَارٍ»
باب في المستحاضة
§بَابٌ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ
104 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ -[236]- ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَنْتَظِرُ الْمُسْتَحَاضَةُ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ وَتُصَلِّي»
كتاب الصلاة
§كِتَابُ الصَّلَاةِ
باب الحساب على الصلاة
§بَابُ الْحِسَابِ عَلَى الصَّلَاةِ
105 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الْكَلَامَ أَوْ نَحْوَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ , يَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي فَإِنْ وَجَدُوهَا كَامِلَةً كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً وَإِنْ وَجَدُوهَا انْتُقِصَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي تَطَوُّعًا فَتُكَمَّلُ صَلَاتُهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ " , قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ فِي بَابِ الْإِسْرَاءِ فِيمَا فُرِضَ مِنَ الصَّلَاةِ
باب متى يؤمر الصبي بالصلاة
§بَابُ مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ
106 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِثَلَاثَ عَشْرَةَ»
باب أداء الفرائض
§بَابُ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ
107 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَدُّوا الْفَرَائِضَ، وَاقْبَلُوا الرُّخَصَ، وَدَعُوا النَّاسَ فَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ»
باب فضل الصلاة
§بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ
108 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا , وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ»
109 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الصَّلَوَاتُ الْخُمُسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» , قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَيَأْتِي فِي الْجُمُعَةِ بَيَانُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
110 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»
باب أوقات الصلوات
§بَابُ أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ
111 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنَّ " §جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: «قُمْ فَصَلِّ الظُّهْرَ» , فَلَمَّا كَانَ الظِّلُّ بِطُولِهِ قَالَ: «صَلِّ الْعَصْرَ» , فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ قَالَ: «صَلِّ الْمَغْرِبَ» , فَصَلَّى فَلَمَّا غَابَ الشَّفَقُ قَالَ: «صَلِّ الْعِشَاءَ» , فَلَمَّا بَزَقَ الْفَجْرُ قَالَ: «صَلِّ الْفَجْرَ» , فَصَلَّى فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ وَكَانَ الظِّلُّ بِطُولِهِ قَالَ: «صَلِّ الظُّهْرَ» , فَصَلَّى فَلَمَّا كَانَ الظِّلُّ بِطُولِهِ مَرَّتَيْنِ قَالَ: «صَلِّ الْعَصْرَ» , فَصَلَّى فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ قَالَ: «صَلِّ الْمَغْرِبَ» , فَصَلَّى فَلَمَّا أَظْلَمَ قَالَ: «صَلِّ الْعِشَاءَ» , فَصَلَّى فَلَمَّا بَزَقَ الْفَجْرُ قَالَ: «صَلِّ الْفَجْرَ» فَصَلَّى , قُلْتُ: بَيْنَ هَذَيْنِ وَقْتٌ "
112 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ، كَانَ يُؤَخِّرُ الْعَصْرَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَيْحَكَ يَا مُغِيرَةُ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لِي صَلِّ صَلَاةَ كَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا وَصَلَاةَ كَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا» حَتَّى عَدَّ الصَّلَوَاتِ , فَقَالَ: «بَلَى اشْهَدُوا أَنَّا كُنَّا §نُصَلِّي الْعَصْرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ثُمَّ نَأْتِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ عَلَى مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَإِنَّ الشَّمْسَ لَمُرْتَفِعَةٌ»
113 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنْ «§صَلَّ الظُّهْرَ حِينَ تَزُولَ الشَّمْسُ , وَصَلِّ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ , وَصَلِّ الْمَغْرِبَ حِينَ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَوْ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ , وَصَلِّ الْعِشَاءَ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ , وَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ وَأَقِمِ الْفَجْرَ بِسَوَادٍ أَوْ بِغَلَسٍ أَوْ بِالسَّوَادِ وَأَطِلِ الْقِرَاءَةَ»
114 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُوسَى أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§يُصَلِّي الظُّهْرَ فِي أَيَّامِ الشِّتَاءِ وَمَا نَدْرِي مَا مَضَى مِنَ النَّهَارِ أَكْثَرُ أَوْ مَا بَقِيَ»
115 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَقَالَ: " §صَلِّ مَعَنَا غَدًا فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَلَسٍ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَسْفَرَ ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ هَذِهِ الصَّلَاةِ؟» فَقَالَ الرَّجُلُ هَأَنَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَيْسَ قَدْ شَهِدْتَ مَعَنَا أَمْسِ وَالْيَوْمَ؟» قَالَ: بَلَى قَالَ: فَمَا بَيْنَهُمَا وَقْتٌ "
116 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَمْرٌو الْجُعْفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يُسْفِرُ بِالْفَجْرِ»
117 - حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ الْحُدَيْرِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّلَوَاتِ قَالَ: " §فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْفَجْرِ بِغَلَسٍ ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ الْعَصْرِ بِنَهَارٍ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ انْتَظَرَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى قِيلَ مَا يَحْبِسُهُ قَالَ: ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ انْتَظَرَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى قِيلَ مَا يَحْبِسُهُ قَالَ: ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الصَّلَاةِ قَالَ: هَا أَنَا ذَا قَالَ: «أَشَهِدْتَنَا أَمْسِ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «وَشَهِدْتَنَا الْيَوْمَ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَيَّ ذَلِكَ أَدْرَكْتَ فَهُوَ وَقْتٌ وَمَا بَيْنَهُمَا وَقْتٌ "
باب الأذان
§بَابُ الْأَذَانِ
118 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ فِي السَّمَاءِ جِبْرِيلُ» , فَسَمِعَهُ عُمَرُ وَبِلَالٌ فَأَقْبَلَ عُمَرُ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا سَمِعَ , ثُمَّ أَقْبَلَ بِلَالٌ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا سَمِعَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَبَقَكَ عُمَرُ يَا بِلَالُ، أَذِّنْ كَمَا سَمِعْتَ» , قَالَ: ثُمَّ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ اسْتِعَانَةً بِهِمَا عَلَى الصَّوْتِ "
119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ §يُؤَذِّنُ مَثْنَى مَثْنَى وَيُوتِرُ الْإِقَامَةَ
120 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَحْوَهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ الَّذِي قَبْلَهُ وَهَذَا لَفْظُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " §يُغَيِّرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَكَانَ يَتَسَمَّعُ الْأَذَانَ فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلَّا أَغَارَ فَاسْتَمَعَ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى الْفِطْرَةِ , فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ» , وَزَادَ فِيهِ: وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَجِدُونَهُ صَاحِبَ أَعْنُزٍ مُعَزَّبَةٍ أَوْ أَكْلُبٍ مُكَلَّبَةٍ فَوَجَدُوهُ رَاعِيَ مِعْزًى» -[247]- 121 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ وَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ وَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "
122 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
باب الأذان قبل الوقت
§بَابُ الْأَذَانِ قَبْلَ الْوَقْتِ
123 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تَغْتَرُّوا بِأَذَانِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ وَلَكِنْ أَذَانِ بِلَالٍ» , وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَعْمَى "
باب فضل المساجد
§بَابُ فَضْلِ الْمَسَاجِدِ
124 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ " §أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «لَا أَدْرِي» أَوْ سَكَتَ فَقَالَ لَهُ: أَيُّ الْبِقَاعِ شَرٌّ؟ قَالَ: «لَا أَدْرِي» أَوْ سَكَتَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «لَا أَدْرِي» فَقَالَ: سَلْ رَبَّكَ قَالَ: " مَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ وَانْتَفَضَ انْتِفَاضَةً كَادَ يُصْعَقُ مِنْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا صَعَدَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَأَلَكَ مُحَمَّدٌ أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ، فَقُلْتَ: لَا أَدْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَحَدِّثْهُ أَنَّ خَيْرَ الْبِقَاعِ الْمَسَاجِدُ، وَأَنَّ شَرَّ الْبِقَاعِ الْأَسْوَاقُ " قُلْتُ: وَحَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ فِي الْبُيُوعِ
باب في بناء المساجد
§بَابٌ فِي بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ
125 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ بَنَى لِلَّهِ تَعَالَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ»
باب في عمار المساجد
§بَابٌ فِي عُمَّارِ الْمَسَاجِدِ
126 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ فَيَّاضِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ " §اللَّهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ جِيرَانِي؟ أَيْنَ جِيرَانِي؟ قَالَ: فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ رَبَّنَا وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ فَيَقُولُ أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ "
باب فيمن أسرج في المسجد
§بَابٌ فِيمَنْ أَسْرَجَ فِي الْمَسْجِدِ
127 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْأَسَدِيُّ مُهَاجِرُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَصْقَلَةَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أَسْرَجَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ سِرَاجًا لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ ضَوْءٌ مِنْ ذَلِكَ السِّرَاجِ»
باب فيمن توضأ ثم أتى المسجد
§بَابٌ فِيمَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ
128 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَتَوَضَّأُ أَحَدٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ بِهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ» , قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ غَيْرُ هَذَا
129 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي يَتَوَكَّأُ عَلَيَّ، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَخْطُو خَطْوَ الشَّبَابِ، فَقَالَ لِي زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ ثَابِتٍ: قَارِبْ بَيْنَ خَطْوِكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ»
باب ما يقول إذا دخل المسجد وإذا خرج منه
§بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَإِذَا خَرَجَ مِنْهُ
130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ إِنَّهُ كَانَ " §إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعَوَّذَ مِنَ الشَّيْطَانِ "
باب فيمن ينتظر الصلاة
§بَابٌ فِيمَنْ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ
131 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ وَهُوَ يَقْضِي فِي مَسْجِدِهِ فَقُلْنَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ لَوْ تَحَوَّلْتَ إِلَى فِرَاشِكَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ» قَالَ: فَأُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا فِي مَسْجِدِي
132 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فَقَالَ: «§أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْأَدْيَانِ أَحَدٌ يَذْكُرُ اللَّهَ» يَعْنِي عِنْدَ هَذِهِ السَّاعَةِ غَيْرُكُمْ " , قَالَ: فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [آل عمران: 113] حَتَّى بَلَغَ {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 115] "
باب فيمن أكل شيئا قبيح الرائحة ثم أتى المسجد
§بَابٌ فِيمَنْ أَكَلَ شَيْئًا قَبِيحَ الرَّائِحَةِ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ
133 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَكَلَ مِنْ خِضِرِكُمْ هَذِهِ ذَوَاتِ الرِّيحِ فَلَا يَقْرَبْنَا فِي مَسَاجِدِنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ ابْنُ آدَمَ»
باب لا تقام الحدود في المسجد
§بَابٌ لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسْجِدِ
134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ»
باب فيمن وجد قملة وهو في الصلاة
§بَابٌ فِيمَنْ وَجَدَ قَمْلَةً وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ
135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الْقَمْلَةَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَا يَقْتُلْهَا وَلَا يَدْفِنْهَا فِي التُّرَابِ وَلَكِنْ يَصُرُّهَا فِي ثَوْبِهِ»
باب الاجتهاد في القبلة.
§بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْقِبْلَةِ.
136 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ أَوْ سَرِيَّةٍ " §فَأَصَابَنَا غَيْمٌ فَتَحَرَّيْنَا فَاخْتَلَفْنَا فِي الْقِبْلَةِ , فَصَلَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لِخَطٍّ بَيْنَ يَدَيْهِ لَتُعْلَمَ أَمْكِنَتُنَا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا نَظَرْنَا فَإِذَا نَحْنُ قَدْ صَلَّيْنَا لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ , فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَأْمُرْنَا بِإِعَادَةٍ وَقَالَ: «قَدْ أَجْزَأَتْ صَلَاتُكُمْ»
باب فيما يصلى فيه من الثياب والنعال
§بَابٌ فِيمَا يُصَلَّى فِيهِ مِنَ الثِّيَابِ وَالنِّعَالِ
137 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§خَرَجَ مُتَوَكِّئًا عَلَى أُسَامَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَطَرِيٌّ مُتَوَشِّحًا فَصَلَّى بِهِمْ فِيهِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ»
138 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلٌ يُصَلِّي مُسْبِلًا إِزَارَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَوَضَّأْ أَوْ أَحْسِنْ صَلَاتَكَ» فَرَفَعَ الرَّجُلُ إِزَارَهُ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ أَوْ يُحْسِنَ صَلَاتَهُ ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ فَقَالَ: «إِنَّهُ كَانَ مُسْبِلًا فَلَمَّا رَفَعَهُ سَكَتُّ عَنْهُ» قُلْتُ: عَزَاهُ الْمِزِّيُّ إِلَى النَّسَائِيِّ وَلَمْ أَجِدْهُ فِي الصُّغْرَى
139 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ رَبِيبِ مَيْمُونَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§تُصَلِّي فِي دِرْعٍ سَابِغٍ ضَيِّقٍ وَخِمَارٍ لَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارٌ»
140 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَوْبَرِ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَنْهَى النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا فِي نِعَالِهِمْ فَقَالَ: لَا وَلَكِنْ وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ , رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ وَانْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ وَنَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَيَّامٍ»
141 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يُصَلِّي وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ جَلْدِ بَقَرٍ قَالَ: فَتَفَلَ عَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ حَكَّ حَيْثُ تَفَلَ بِنَعْلِهِ "
142 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَعْلَيْهِ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ فَقَالَ: «§لِمَ خَلَعْتُمْ نِعَالَكُمْ؟» قَالُوا: خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا قَالَ: «إنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهَا أَذًى فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَقْلِبْ نَعْلَيْهِ فَإِنْ كَانَ فِيهِمَا أَذًى فَلْيُمِطْهُ وَإِلَّا فَلْيُصَلِّ فِيهِمَا»
باب ما جاء في العورة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَوْرَةِ
143 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§عَوْرَةُ الرَّجُلِ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتِهِ»
باب الإمامة
§بَابُ الْإِمَامَةِ
144 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلَّاقِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِمَامُ الْقَوْمِ وَافِدُهُمْ إِلَى اللَّهِ فَقَدِّمُوا أَفْضَلَكُمْ»
باب فيمن يؤم بعدما صلى
§بَابٌ فِيمَنْ يَؤُمُّ بَعْدَمَا صَلَّى
145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ «§يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمْ»
باب في الرجل يؤم النساء
§بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَؤُمُّ النِّسَاءَ
146 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ كَانَ مِنِّي الْبَارِحَةَ شَيْءٌ، قَالَ: «وَمَا هُوَ يَا أُبَيُّ؟» قَالَ: §نِسْوَةٌ مَعِي فِي الدَّارِ قُلْنَ لِي نُصَلِّي اللَّيْلَةَ بِصَلَاتِكَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ شِبْهَ الرِّضَا، قَالَ: وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ "
باب
§بَابٌ
147 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ وَضَمْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ «§لَا يَؤُمَّنَّ أَحَدٌ بَعْدِي» , قُلْتُ: لَعَلَّهُ جَالِسًا
باب الفتح على الإمام
§بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الْإِمَامِ
148 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَرَدَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آيَةٍ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَقَالَ: «§أَمَا صَلَّى مَعَكُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: فَرَأَى الْقَوْمُ أَنَّهُ إِنَّمَا تَفَقَّدَهُ لِيَفْتَحَ عَلَيْهِ "
باب ما جاء في الصفوف
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الصُّفُوفِ
149 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُفْيَانُ، أَوِ الْأَشْجَعِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: إنَّ «§اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُقِيمِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ»
150 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرِهَا , وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا»
151 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ «§يُسَوِّي بَيْنَ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي الْقِرَاءَةِ وَالْقِيَامِ , وَيَجْعَلُ الرَّكْعَةَ الْأُولَى هِيَ أَطْوَلُهُنَّ لِكَيْ يَثُوبَ إِلَيْهِ النَّاسُ , وَيَجْعَلُ الرِّجَالَ قُدَّامَ الْغِلْمَانِ , وَالْغِلْمَانَ خَلْفَهُمْ , وَالنِّسَاءَ خَلْفَ الْغِلْمَانِ , وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ وَكُلَّمَا رَفَعَ , وَيُكَبِّرُ إِذَا نَهَضَ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ إِذَا كَانَ جَالِسًا» قُلْتُ: عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْهُ وَصَفَّ الرِّجَالَ وَصَفَّ الْغِلْمَانَ خَلْفَهُمْ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ عَلَى ذَلِكَ
152 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا زَرْبِيٌّ مَوْلَى خَالِدٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُعْطِيتُ ثَلَاثَ خِصَالٍ: صَلَاةً فِي الصُّفُوفِ. . . " , قُلْتُ: وَيَأْتِي الْحَدِيثُ بِتَمَامِهِ فِي التَّأْمِينِ فِي الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ
153 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَزِيدُ بِهِ فِي الْحَسَنَاتِ؟» قَالُوا: بَلَى -[272]-، قَالَ: " إِسْبَاغُ الْوضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ , وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ , وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ , مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا يُصَلِّي مَعَ الْمُسْلِمِينَ صَلَاةَ الْجَمَاعَةٍ ثُمَّ يَقْعُدُ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى إِلَّا الْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ , فَإِذَا مَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ، وَأَقِيمُوهَا، وَسُدُّوا الْفُرَجَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي , فَإِذَا قَالَ إِمَامُكُمُ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَقُولُوا: اللَّهُ أَكْبَرُ وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ , إِنَّ خَيْرَ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ , يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاغْضُضْنَ أَبْصَارَكُنَّ لَا تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الْأُزُرِ " , قُلْتُ: عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ مِنْهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ فَقَطْ
باب الالتفات في الصلاة
§بَابُ الِالتِّفَاتِ فِي الصَّلَاةِ
154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا نَافِعُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِ فَلْيُقْبِلْ عَلَيْهَا حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا , وَإِيَّاكُمْ وَالِالْتِفَاتَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا أَحَدُكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ مَا دَامَ فِي الصَّلَاةِ»
155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ رَجُلًا، حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَزَالُ اللَّهُ مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ» , قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ كَأَنَّهُ وَتَدٌ
باب صلاة الحاقن
§بَابُ صَلَاةِ الْحَاقِنِ
156 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «§لَا تُدَافِعُوا الْأَذَى مِنَ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ فِي الصَّلَاةِ»
باب فيمن بزق في صلاته
§بَابٌ فِيمَنْ بَزَقَ فِي صَلَاتِهِ
157 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى»
باب الصلاة في الجماعة
§بَابُ الصَّلَاةِ فِي الْجَمَاعَةِ
158 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَضْلُ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ جُزْءًا»
باب الصلاة إذا حضر الطعام
§بَابُ الصَّلَاةِ إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ
159 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَالصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ»
باب السواك
§بَابُ السِّوَاكِ
160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§رَكْعَتَانِ بَعْدَ السِّوَاكِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةٍ قَبْلَ السِّوَاكِ»
161 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَوْ خَشِيتُ أَنْ سَيَدْرَدَ عَلَيَّ فَمِي»
باب ما ينهى عن التسوك به.
§بَابُ مَا يُنْهَى عَنِ التَّسَوُّكِ بِهِ.
162 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانَيُّ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: " §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السِّوَاكِ بِعُودِ الرَّيْحَانِ وَبِالرُّمَّانِ وَقَالَ: «إِنَّهُ يُحَرِّكُ عِرْقَ الْجُذَامِ»
باب ما يقطع الصلاة
§بَابُ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ
163 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ»
باب من قال: لا تقطع المرأة الصلاة.
§بَابُ مَنْ قَالَ: لَا تَقْطَعُ الْمَرْأَةُ الصَّلَاةَ.
164 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا عَمِّي: إِيَاسُ بْنُ عَامِرٍ الْغَافِقِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يُسَبِّحُ مِنَ اللَّيْلِ وَعَائِشَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ»
باب السترة للمصلي
§بَابُ السُّتْرَةِ لِلْمُصَلِّي
165 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ» فَقُلْتُ: فَمَا يَسْتُرُنِي؟ قَالَ: «السَّهْمُ وَالرَّحْلُ وَالْحَجَرُ»
166 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ وَلَوْ بِسَهْمٍ»
167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُجْزِئُ السَّهْمُ مِنَ السُّتْرَةِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ
168 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَبْصَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بَعِيدًا مِنَ الْقِبْلَةِ فَقَالَ: «§تَقَدَّمْ لَا تُفْسِدْ عَلَيْكَ صَلَاتَكَ , وَمَا قُلْتُ لَكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ»
باب في تحريم الصلاة وتحليلها
§بَابٌ فِي تَحْرِيمِ الصَّلَاةِ وَتَحْلِيلِهَا
169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§افْتِتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ»
باب ما يفتتح به الصلاة
§بَابُ مَا يُفْتَتَحُ بِهِ الصَّلَاةُ
170 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَا يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِدُعَاءٍ إِلَّا قَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى الْوَهَّابِ»
171 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، ثنا إِيَادٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَنَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ فِي الصَّفِّ فَقَالَ: اللَّهِ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا , فَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ رُءُوسَهُمْ وَاسْتَنْكَرُوا الرَّجُلَ وَقَالُوا: مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ هَذَا الْعَالِي الصَّوْتِ؟» قِيلَ هُوَ هَذَا , قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ كَلَامَكَ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْهَا فَدَخَلَ فِيهِ "
باب التأمين
§بَابُ التَّأْمِينِ
172 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا زَرْبِيٌّ مَوْلَى خَالِدٍ , ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُعْطِيتُ ثَلَاثَ خِصَالٍ: صَلَاةً فِي الصُّفُوفِ وَأُعْطِيتُ السَّلَامَ وَهُوَ تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَأُعْطِيتُ آمِينَ , وَلَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَعْطَاهَا هَارُونَ فَإِنَّ مُوسَى كَانَ يَدْعُو وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ "
باب القراءة في الصلاة
§بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ
173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§قَرَأَ فِي الصُّبْحِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ»
174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ فِي الصُّبْحِ بِوَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا»
175 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا حَنْظَلَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ: إِنِّي " §رُبَّمَا قَرَأْتُ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَيَعِيبُونَ ذَلِكَ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ فَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ , اقْرَأْ بِهِمَا فَإِنَّهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ "
وَقَالَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَقْرَأْ فِيهِمَا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا»
باب التكبير في الصلاة
§بَابُ التَّكْبِيرِ فِي الصَّلَاةِ
176 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ وَكُلَّمَا رَفَعَ , وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ وَكُلَّمَا رَفَعَ , وَرَأَيْتُ عُمَرَ وَعُثْمَانَ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ» , قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ الصُّفُوفِ أَحَادِيثُ فِيهَا التَّكْبِيرُ
باب رفع اليدين بعد الرفع من الركوع
§بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بَعْدَ الرَّفْعِ مِنَ الرُّكُوعِ
177 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي قَالَ: §فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعَ كَفَّيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أَوْ بَلَغَتَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ كَأَنَّهُمَا مِرْوَحَتَانِ "
باب القنوت
§بَابُ الْقُنُوتِ
178 - حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ قَالَ: ذُكِرَ لِأَبِي مِجْلَزٍ الْقُنُوتُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا إِلَى بَنِي فُلَانٍ فَقَالَ: «§انْظُرْ فَإِنْ كَانُوا أَسْلَمُوا فَجَاوِزْهُمْ إِلَى بَنِي فُلَانٍ» فَلَمَّا أَتَاهُمْ فَسَأَلَهُمْ قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ يَعْنِي سِلَاحَهُ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَعَنَهُ، فَصَرَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِكَ، فَكُنْ أَنْتَ رَسُولِي إِلَى رَسُولِكَ , اقْرَأْ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ» , فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا مِنْ أَحَدٍ، فَقَالَ: «إنَّ فُلَانًا قُتِلَ فَأَرْسَلَ هَذَا السَّلَامَ» قَالَ: فَقَامَ بِهِمْ شَهْرًا فِي آخِرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِبَنِي عُصَيَّةَ عَصَوْا رَبَّهُمْ، وَعَلَيْكَ بِبَنِي ذَكْوَانَ» قَالَ: ثُمَّ تَرَكَهُ لَمْ يَكُنْ غَيْرَهُ "
179 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ قَبْلَ الرَّكْعَةِ وَقَالَ: «إِنَّمَا أَقْنُتُ بِكُمُ لِتَدْعُوا رَبَّكُمْ وَتَسْأَلُوهُ حَاجَتَكُمْ»
180 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً " §قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يُحَادُّونَ رِسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَأَلْقِ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ»
باب الانصراف من الصلاة
§بَابُ الِانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاةِ
181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي سُعَادٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "
182 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً»
183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ جَمِيعًا، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ «§سَلَّمَ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ»
184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمَيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ وَخَلَفَ عَلِيٍّ وَخَلَفَ أَبِي ذَرٍّ فَكُلُّهُمْ رَأَيْتُهُ §يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ»
185 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ «§إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: سَأَلْتُ قَبِيصَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يُسَلِّمُ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ "
باب السهو في الصلاة
§بَابُ السَّهْوِ فِي الصَّلَاةِ
186 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَسَلِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ الْمَغْرِبَ فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَامَ إِلَى الْحَجَرِ لِيَسْتَلِمَهُ فَسَبَّحْنَا فَالتَّفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: " §أَتْمَمْنَا الصَّلَاةَ؟ فَقُلْنَا بِرُءُوسِنَا سُبْحَانَ اللَّهِ، أَيْ لَا، فَرَجَعَ فَصَلَّى الرَّكْعَةَ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ. قَالَ عَطَاءٌ: فَلَمْ أَدْرِ مَا ذَاكَ فَخَرَجْتُ مِنْ فَوْرِي فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ بِصَنِيعِهِ فَقَالَ: مَا أَمَاطَ عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
187 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ " §قَامَ فِي صَلَاتِهِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ، فَعَرَفَ الَّذِي يُرِيدُونَ فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ، وَهَذِهِ السُّنَّةُ "
188 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَهُمَا قَاعِدَانِ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ: «§صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ فَلَمْ يَقْرَأْ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى شَيْئًا فَسَهَا , فَلَمَّا قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ ثُمَّ عَادَ فَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ ثُمَّ مَضَى فَصَلَّى حِينَ قَضَى صَلَاتَهُ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ»
باب فيمن صلى صلاة لا يذكر فيها أمر الدنيا
§بَابٌ فِيمَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَذْكُرُ فِيهَا أَمْرَ الدُّنْيَا
189 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَنْبَأَ ثَابِتٌ، عَنْ صِلَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَذْكُرُ فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»
باب ما يقول في دبر الصلاة
§بَابُ مَا يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ
190 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُفْيَانُ أَوِ الْأَشْجَعِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " §إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: مَا أَدْرِي أَقَبْلَ التَّسْلِيمِ أَمْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 181] "
191 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَوْسَجَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِذَا سَلَّمَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " قُلْتُ: وَيَأْتِي فِي الْأَذْكَارِ مِنَ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
باب صلاة المسافر وصيامه
§بَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ وَصِيَامِهِ
192 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§كُلٌّ قَدْ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَدْ صَامَ وَأَفْطَرَ وَأَتَمَّ وَقَصَرَ فِي السَّفَرِ»
193 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§جَمَعَ الصَّلَاتَيْنِ بِجَمْعِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ»
باب ما جاء في فضل يوم الجمعة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
194 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ " §لِمَ سُمَيَّ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَالَ: «لِأَنَّ فِيهَا جُمِعَتْ طِينَةُ أَبِيكَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَفِيهَا الصَّعْقَةُ وَالْبَعْثَةُ , وَفِي آخِرِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ فِيهَا سَاعَةٌ مَنْ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا بِدَعْوَةٍ اسْتُجِيبَ لَهُ»
195 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» , فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ الْجُمُعَةَ لَتُكَفِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ , وَتَزِيدُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»
قَالَ: " §وَعُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَيَّامُ فَرَأَيْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَأَنَّهُ فِي مِرْآتِهِ بَهَاءٌ وَنُورٌ , وَفُضِّلَتْ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ فَسَرَّنِي , ثُمَّ رَأَيْتُ فِيهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ كَالشَّامَةِ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ النُّكْتَةُ السَّوْدَاءُ فِي هَذَا الْبَهَاءِ وَالنُّورِ؟ قَالَ: هِيَ السَّاعَةُ تَقُومُ فِيهَا الْقِيَامَةُ "
196 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ , فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ، قُلْتُ: وَمَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ، قُلْتُ: وَمَا لَنَا فِيهَا قَالَ: لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا هُوَ لَهُ قَسَمٌ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا قَسَمٌ دُخِرَ لَهُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ , وَلَا يَتَعَوَّذُ مِنْ شَيْءٍ هُوَ لَهُ إِلَّا صَرَفَهُ عَنْهُ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَكْتُوبٌ صُرِفَ عَنْهُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ , قُلْتُ: وَمَا هَذِهِ النُّكْتَةُ السَّوْدَاءُ الَّتِي فِيهَا قَالَ: السَّاعَةُ تَقُومُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ قَالَ: وَهُوَ عِنْدَنَا سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَنَدْعُوهُ يَوْمَ الْمَزِيدِ قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ قَالَ: إنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ وَادِيًا أَفْيَحًا فِيهِ كَثِيبٌ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ , فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَحْدَقَ الْكُرْسِيَّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوْهَرِ فَجَاءَ النَّبِيُّونَ فَجَلَسُوا عَلَى تِلْكَ الْمَنَابِرِ , وَحَفَّ الْمَنَابِرَ بِكَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ فَجَاءَ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ فَجَلَسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ , وَجَاءَ أَهْلُ الْغُرَفِ فَجَلَسُوا عَلَى ذَلِكَ الْكَثِيبِ , فَيَتَجَلَّى لَهُمْ وَيَقُولُ: أَنَا اللَّهُ صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي , وَهَذَا مُحِلُّ كَرَامَتِي فَسَلُونِي فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا، فَيَقُولُ: رِضَائِي أُحِلُّكُمْ دَارِي وَأُنِلْكُمْ كَرَامَتِي فَسَلُونِي، فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا، فَيَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ وَيُعْطِيهِمْ مَا سَأَلُوا وَفَوْقَ رَغْبَتِهِمْ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ , وَيَرْتَفِعَ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ وَذَلِكَ مِقْدَارُ مُنْصَرَفِهِمْ مِنَ الْجُمُعَةِ وَيَرْتَفِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ لَا فَصْمٌ فِيهَا وَلَا وَصْمٌ وَيَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَزَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا ثِمَارُهَا فِيهَا أَزْوَاجُهَا وَخَدَمُهَا , فَلَيْسُوا إِلَى شَيْءٍ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرًا وَلِيَزْدَادُوا مِنْهُ كَرَامَةً "
باب اللبس للجمعة
§بَابُ اللِّبْسِ لِلْجُمُعَةِ
197 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَانِ §يَلْبَسُهُمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْجُمُعَةِ طَوَاهُمَا وَرَفَعَهُمَا»
باب التبكير إلى الجمعة
§بَابُ التَّبْكِيرِ إِلَى الْجُمُعَةِ
198 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَخْطُبُ وَقَدْ أَحْدَقَتْ بِهِ الْمَوَالِي فَأَقْبَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى دَنَا مِنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ غَلَبَتْنَا عَلَيْكَ هَذِهِ الْحُمَيْرَاءُ عَلَى وَجْهِكَ قَالَ: فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ عَبَّادٌ: وَكَانَ خَلْفَهُ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ كَتِفِي أَوْ مَنْكِبِي فَقَالَ: شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهَ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَيَذْكُرَنَّ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الْعَرَبِ شَيْئًا كَانَ يَكْتُمْهُ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ هَذِهِ الضَّيَارِطَةِ , يَتَمَرَّغُ أَحَدُهُمْ عَلَى حَشَايَاهُ، وَيُهَجِّرُ قَوْمٌ لِذِكْرِ اللَّهِ فَيَأْمُرُنِي أَنْ أَطْرُدَهُمْ فَأَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ، أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَيَضْرِبُنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا»
199 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §الْمَلَائِكَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ , جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا , جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا , جَاءَ فُلَانٌ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ , جَاءَ فُلَانٌ وَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يُدْرِكِ الْجُمُعَةَ إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الْخُطْبَةَ» , قُلْتُ: لِأَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُ هَذَا
باب الخطبة إلى الجذع
§بَابُ الْخُطْبَةِ إِلَى الْجِذْعِ
200 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَحَنَّ الْجِذْعُ فَاحْتَضَنَهُ وَقَالَ: «لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» , قُلْتُ: هَكَذَا هُوَ فِي الْأَصْلِ
باب الغسل يوم الجمعة والتبكير
§بَابُ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالتَّبْكِيرِ
201 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ -[306]- عُثْمَانَ الشَّامِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيَّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ غَسَلَ وَاغْتَسَلَ وَغَدَا، وَابْتَكَرَ، وَدَنَا فَاقْتَرَبَ وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ قِيَامِ سَنَةٍ وَصِيَامِهَا»
202 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «§مِنَ السُّنَّةِ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»
باب الصلاة يوم الجمعة عند الزوال
§بَابُ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عِنْدَ الزَّوَالِ
203 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، سَمِعَ الْمَقْبُرِيَّ، يُخْبِرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ»
باب الخطبة
§بَابُ الْخُطْبَةِ
204 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «كَانَ §يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ وَيَجْلِسُ جِلْسَتَيْنِ، يَجْلِسُ أَوَّلَ مَا يَصْعَدُ» -[309]- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَهُ
باب في خطبة قد كذبها داود بن المحبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم
§بَابٌ فِي خُطْبَةٍ قَدْ كَذَبَهَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
205 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا: " §خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ وَهِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَاقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ , أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ , فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَارْتَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْنُوَا، وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ» , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , فَدَنَا النَّاسُ -[310]- وَاضْطَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَالتَّفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا , ثُمَّ قَالَ: «ادْنُوَا، وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ» , فَدَنَا النَّاسُ وَاضْطَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَالتَّفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا , ثُمَّ قَالَ: «ادْنُوَا، وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ» , فَدَنَوْا، وَاضْطَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَالتَّفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا , فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: لِمَنْ نُوَسِّعُ , لِلْمَلَائِكَةِ؟ قَالَ: «لَا إِنَّهُمُ إِذَا كَانُوا مَعَكُمْ لَمْ يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَلَا خَلْفَكُمْ وَلَكِنْ عَنْ يِمَينِكُمْ وَعَنْ شَمَائِلِكُمْ» , فَقَالَ: وَلِمَا لَا يَكُونُونَ بَيْنَ أَيْدِينَا وَلَا خَلْفَنَا , أَهُمْ أَفْضَلُ مِنَّا؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ اجْلِسْ» , فَجَلَسَ ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ , أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَائِنٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ وَصَاحِبُ صَنْعَاءَ , أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» , فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَخْلُصُ بِهَا لَا يَخْلُطُ مَعَهَا غَيْرَهَا بَيِّنْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ فَقَالَ: «حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا وَجَمْعًا لَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا , وَرِضًا بِهَا وَأَقْوَامٌ يَقُولُونَ أَقَاوِيلَ الْأَخْيَارِ وَيَعْمَلُونَ عَمَلَ الْفُجَّارِ , فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ فَلَهُ النَّارُ وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةَ قَوْمٍ ظُلْمَةً أَوْ أَعَانَهُمْ عَلَيْهَا نَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ يُبَشِّرُهُ بِلَعْنَةٍ وَنَارٍ خَالِدًا فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ , وَمَنْ خَفَّ لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ فِي حَاجَةٍ فَهُوَ قَرِينُهُ فِي النَّارِ وَمَنْ دَلَّ سُلْطَانًا عَلَى جَوْرٍ قُرِنَ مَعَ هَامَانَ فِي النَّارِ , وَكَانَ هُوَ وَذَلِكَ السُّلْطَانُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا , وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ الدُّنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي -[311]- دُنْيَاهُ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ , وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً حَمَلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ سَبْعِ أَرَضِينَ يُطَوَّقُهُ نَارًا تُوقَدُ فِي عُنُقِهِ ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ» , فَقِيلَ: كَيْفَ يَبْنِي بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً؟ فَقَالَ: " يَبْنِي فَضْلًا عَمَّا يَكْفِيهِ وَيَبْنِيهِ مُبَاهَاةً , وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَجْرَهُ حَبِطَ عَمَلُهُ وَحُرِّمَ عَلَيْهِ رِيحُ الْجَنَّةِ , وَرِيحُهَا يُؤْخَذُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَمَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ نَارًا حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ , وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ مُتَعَمِّدًا لَقِيَ اللَّهَ مَجْذُومًا مَغْلُولًا وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً تَنْهَشُهُ فِي النَّارِ , وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا , وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ رَجُلًا أَوْ صَبِيًّا حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ يَتَأَذَّى بِهِ النَّاسُ حَتَّى يَدْخُلَ جَهَنَّمَ وَأَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَهُ وَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا وَيُدْخَلُ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ وَسُدَّ عَلَيْهِ بِمَسَامِيرَ مِنْ حَدِيدٍ حَتَّى تَشْتَبِكَ تِلْكَ الْمَسَامِيرُ فِي جَوْفِهِ , فَلَوْ وُضِعَ عِرْقٌ مِنْ عُرُوقِهِ عَلَى أَرْبَعمِائَةِ أُمَّةٍ لَمَاتُوا جَمِيعًا وَهُوَ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ زَنَى بِامْرَأَةٍ مَسْلَمَةٍ أَوْ غَيْرِ مَسْلَمَةٍ حُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ فُتِحَ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ بَابٍ مِنَ النَّارِ يَخْرُجُ عَلَيْهِ مِنْهَا حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ وَشُهُبٌ مِنَ النَّارِ فَهُوَ يُعَذَّبُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِتِلْكَ النَّارِ مَعَ مَا يَلْقَى مِنْ تِلْكَ الْعَقَارِبِ وَالْحَيَّاتِ وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَتَأَذَّى النَّاسُ بِنَتَنِ فَرْجِهِ وَيُعْرَفُ بِذَلِكَ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ فَيَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ النَّارِ مَعَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ لِأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْمَحَارِمَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ غَيْرَتِهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ وَحَدَّ الْحُدُودَ وَمَنِ اطَّلَعَ إِلَى بَيْتِ جَارِهِ فَرَأَى عَوْرَةَ رَجُلٍ أَوْ شَعْرَ امْرَأَةٍ أَوْ شَيْئًا مِنْ جَسَدِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَحَيَّنُونَ عَوْرَاتِ -[312]- النِّسَاءِ وَلَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَفْضَحَهُ اللَّهُ وَيُبْدِي لِلنَّاظِرِينَ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَبَثَّ شَكْوَاهُ لَمْ يُرْفَعْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَسَنَةٌ وَلَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ , وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَاخْتَالَ فِيهِ خُسِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ لِأَنَّ قَارُونَ لَبِسَ حُلَّةً فَاخْتَالَ فِيهَا فَخُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَلَالًا بِمَالٍ حَلَالٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفَخْرَ وَالرِّيَاءَ لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ بِذَلِكَ إِلَّا ذُلًّا، وَهَوَانًا، وَأَقَامَهُ اللَّهُ بِقَدْرِ مَا اسْتَمْتَعَ مِنْهَا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ثُمَّ يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا , وَمَنْ ظَلَمَ امْرَأَةً مَهْرَهَا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ زَانٍ وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدِي زَوَّجْتُكَ عَلَى عَهْدِي فَلَمْ تُوفِّ بِعَهْدِي فَيَتَوَلَّى اللَّهُ طَلَبَ حَقِّهَا فَيَسْتَوْعِبُ حَسَنَاتِهِ كُلَّهَا فَمَا تَفِي مِنْهُ فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ , وَمَنْ رَجَعَ عَنْ شَهَادَةٍ أَوْ كَتَمَهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ وَيُدْخِلُهُ النَّارَ وَهُوَ يَلُوكُ لِسَانَهُ , وَمَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا فِي الْقَسَمِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا مَائِلًا شِقُّهُ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ , وَمَنْ آذَى جَارَهُ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ يَسْأَلُ الرَّجُلَ عَنْ جَارِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ حَقِّ أَهْلِ بَيْتِهِ فَمَنْ ضَيَّعَ حَقَّ جَارِهِ فَلَيْسَ مِنَّا , وَمَنْ أَهَانَ فَقِيرًا مُسْلِمًا مِنْ أَجْلِ فَقْرِهِ فَاسْتَخَفَّ بِهِ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللَّهِ وَلَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ , وَمَنْ أَكْرَمَ فَقِيرًا مُسْلِمًا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ , وَمَنْ عُرِضَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ فَاخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ لَقِيَ اللَّهَ وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ , وَإِنِ اخْتَارَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ , وَمَنْ قَدِرَ عَلَى امْرَأَةٍ أَوْ جَارِيَةٍ حَرَامًا فَتَرَكَهَا لِلَّهِ مَخَافَةً مِنْهُ آمَنَهُ اللَّهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَحَرَّمَهُ عَلَى النَّارِ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ , وَإِنْ وَاقَعَهَا حَرَامًا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَأَدْخَلَهُ النَّارَ , وَمَنْ كَسَبَ مَالًا حَرَامًا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَدَقَةٌ وَلَا عِتْقٌ وَلَا حَجٌّ وَلَا عَمْرَةٌ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِقَدْرِ ذَلِكَ أَوْزَارًا , وَمَا بَقِيَ عِنْدَ مَوْتِهِ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ , وَمَنْ أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ نَظْرَةً حَرَامًا مَلَأَ اللَّهُ عَيْنَيْهِ نَارًا ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ فَإِنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا أَدْخَلَ اللَّهُ -[313]- قَلْبَهُ مَحَبَّتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ , وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ , وَإِنْ فَاكَهَهَا حُبِسَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كَلَّمَهَا فِي الدُّنْيَا أَلْفَ عَامٍ , وَالْمَرْأَةُ إِذ
باب وقت الجمعة
§بَابُ وَقْتِ الْجُمُعَةِ
206 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَزِيغُ الشَّمْسُ»
باب ما جاء في العيد
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعِيدِ
207 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: كَيْفَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَصْنَعُ يَوْمَ الْعِيدِ؟ قَالَ: كَانَ «§يَشْهَدُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ الْإِمَامِ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ فَيَغْتَسِلُ غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَيَلْبَسُ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ وَيَتَطَيَّبُ بِأَطْيَبِ مَا عِنْدَهُ ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَجْلِسُ فِيهِ حَتَّى يَجِيءُ الْإِمَامُ , فَإِذَا جَاءَ الْإِمَامُ صَلَّى مَعَهُ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَدْخُلُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَأْتِي بَيْتَهُ»
208 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّهُ حَضَرَهُ فِي يَوْمِ فِطْرٍ قَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْعِيدِ فَقَالَ: كُلُوا قَبْلَ أَنْ تَغْدُو إِلَى الْعِيدِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِعُمَرَ فِي هَذَا شَيْءٌ تُؤْثِرُهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ §يَأْكُلُ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ أَوْ قَالَ: أَمَرَ الْإِنْسَانَ أَنْ يَأْكُلَ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ "
209 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§يُكَبِّرُ فِي الْعِيدِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ فِي الْأُولَى وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ»
210 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَحَدُهُمَا: كَانَ " §يُكَبِّرُ فِي الْعِيدِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً: سَبْعًا فِي الْأُولَى وَسِتًا فِي الْآخِرَةِ , وَقَالَ الْآخَرُ: كَانَ يُكَبِّرُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً: سَبْعًا فِي الْأُولَى وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ "
باب ما جاء في ركعتي الفجر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ
211 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: «§صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ , وَرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ» قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ
212 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنِي شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْحَكَمِ , ثنا أَنَسٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبُ»
213 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ» قُلْتُ: عِنْدَ ابْنِ مَاجَةَ طَرَفٌ مِنْهُ
باب الصلاة بعد العصر
§بَابُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ
214 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ تَمِيمٌ: يَا عُمَرُ §لِمَ تَضْرِبُنِي فِي صَلَاةٍ صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ: يَا تَمِيمُ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَعْلَمُ مَا تَعْلَمُ "
باب الأوقات التي يكره فيها الصلاة
§بَابُ الْأَوْقَاتِ الَّتِي يُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ
215 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: «§لَمْ يَنْهَ عَنِ الصَّلَاةِ، فِي سَاعَةٍ إِلَّا بَعْدَ الصُّبْحِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ أَوْ عَلَى قَرْنَيْ شَيْطَانٍ»
216 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَوْ أَخِي أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تُصَلُّوا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَيَسْجُدُ لَهَا كُلُّ كَافِرٍ وَلَا وَسَطَ النَّهَارِ فَإِنَّهَا تُسْجَرُ جَهَنَّمُ عِنْدَ ذَلِكَ»
217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذٍ التَّمِيمِيِّ الْمَكِّيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§صَلَاتَانِ لَا صَلَاةَ بَعْدَهُمَا الْعَصْرُ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ وَالصُّبْحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَرَأَيْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَضْلِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَطُوفُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ يَجْلِسُونَ ثُمَّ يَرْكَعُونَ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ
218 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ أَحْسِبُهُ قَالَ: ابْنُ سَابِطٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَقَالَ: " §مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «نَبِيٌّ» قَالَ: إِلَى مَنْ أُرْسِلْتَ؟ قَالَ: «إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ» , قَالَ: فَأَيُّ وَقْتٍ تَكْرَهُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: " حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ قَالَ: قَدْرَ رُمْحٍ "
219 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعَ؟ قَالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ , إِنَّ الصَّلَاةَ مَكْتُوبَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ , ثُمَّ الصَّلَاةُ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَنْتَصِفَ النَّهَارُ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ , ثُمَّ الصَّلَاةُ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ» , قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ فِي فَضْلِ الْوُضُوءِ بِتَمَامِهِ
باب الصلاة بعد المغرب
§بَابُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ
220 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ، وَقَدْ غَزَا مَعَنَا بِلَادَ الرُّومِ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا عَابِدًا فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ , عَنْ عَلِيٍّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْمَغْرِبِ قَرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشَرَةَ مَرَّةً جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيلَ: هَذَا مِنَ الصِّدِّيقِينَ، فَيَجُوزُهُمْ , فَيُقَالَ: هَذَا مِنَ الشُّهَدَاءِ فَيَجُوزُهُمْ , فَيُقَالَ: هَذَا مِنَ النَّبِيِّينَ، فَيَجُوزُهُمْ , فَيُقَالَ: هَذَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَجُوزُهُمْ، وَلَا يُحْجَبُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى عَرْشِ الرَّحْمَنِ " , قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ فِيهِ الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَهُوَ مَتْرُوكٌ وَفِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ
باب صلاة الضحى
§بَابُ صَلَاةِ الضُّحَى
221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى قَطُّ» , قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فَيَعْمَلُ بِهِ خَالِيًا وَإِنِّي لَأُصَلِّيهَا " سَعْدٌ يَقُولُ ذَلِكَ
222 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ الْغَطَفَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «§ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي رَكْعَتَيْنِ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ» , قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ
223 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَعَدَ إِلَى النَّبِيِّ أَوْ قَعَدَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§أَصَلَّيْتَ الضُّحَى؟» قُلْتُ: لَا , قَالَ: «قُمْ فَأَذِّنْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» , قَالَ: فَقُمْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ " قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ فِي الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الْعِلْمِ
224 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§قَامَ إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرَتْهُ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالتَّحَفَ بِهِ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى» قُلْتُ: رَوَاهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ، وَغَيْرُهُ غَيَّرَ قَوْلَهَا سُبْحَةَ الضُّحَى
باب منه في صلاة الضحى وصلاة القاعد
§بَابٌ مِنْهُ فِي صَلَاةِ الضُّحَى وَصَلَاةِ الْقَاعِدِ
225 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ قَاعِدَةً قَالَ: فَقِيلَ لَهَا: إِنَّ عَائِشَةَ تُصَلِّيهَا أَرْبَعًا , فَقَالَتْ: إِنَّ عَائِشَةَ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى نِصْفِ أَجْرِ صَلَاةِ الْقَائِمِ»
باب ما جاء في الوتر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ
226 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَادَكُمْ صَلَاةً وَهِيَ الْوِتْرُ فَحَافِظُوا عَلَيْهَا»
227 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَادَكُمْ صَلَاةً فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ , الْوِتْرُ» , أَلَا وَإِنَّهُ أَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ , قَالَ أَبُو تَمِيمٍ: فَكُنْتُ قَاعِدًا فَأَخَذَ أَبُو ذَرٍّ بِيَدِي فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي بَصْرَةَ فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ الْبَابِ الَّذِي عِنْدَ دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: يَا أَبَا بَصْرَةَ أَنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَادَكُمْ صَلَاةً فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، الْوِتْرُ الْوِتْرُ» ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ
228 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§يُوتِرُ بِثَلَاثٍ، كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ , وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» قُلْتُ لَهُ: عِنْدَ النَّسَائِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ عَلَى ذَلِكَ
229 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قُلْتُ لِمِقْسَمٍ إِنِّي §أُوتِرُ بِثَلَاثٍ ثُمَّ يُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُ ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ , فَقَالَ: لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ قَالَ الْحَكَمُ: فَأَخْبَرْتُ مُجَاهِدًا وَيَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ , فَقَالَا لِي: سَلْهُ عَمَّنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عَنِ الثِّقَةِ عَنْ عَائِشَةَ وَمَيْمُونَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
230 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§أَوْتَرَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَوَسَطَ اللَّيْلِ وَآخَرَ اللَّيْلِ»
باب النهي عن الجهر بالقرآن مخافة أن يغلط غيره
§بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجَهْرِ بِالْقُرْآنِ مَخَافَةَ أَنْ يُغَلِّطَ غَيْرَهُ
231 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ فَقَالَ: «§لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي الْمُصَلِّيَ»
232 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ أَنَّ امْرَأَةَ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَفْوَانَ يَنْهَانِي أَنْ أَصُومَ وَإِذَا أَرَدْتُ أَنَّ أُصَلِّيَ يَنْهَانِي وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَلَا يُصَلِّيهَا حَتَّى تَفُوتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لِمَ تَنْهَاهَا عَنِ الصَّوْمِ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ شَبِقٌ هَلْ لَهَا أَنْ تَصُومَ إِلَّا بِإِذْنِي؟ فَقَالَ: «لَا تَصُومِي إِلَّا بِإِذْنِهِ» , أَمَّا الصَّلَاةُ فَإِنَّ مَعِي سُورَةٌ وَمَعَهَا سُورَةٌ غَيْرَهَا فَإِذَا قُمْتُ أُصَلِّي قَامَتْ تُصَلِّي فَتَقْرَأُ سُورَتِي فَتُغَلِّطُنِي فَقَالَ لَهَا: اقْرَئِي بِغَيْرِ تِلْكَ السُّورَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكَ تَنَامُ عَنِ الْمَكْتُوبَةِ؟» قَالَ: إِنِّي رَجُلٌ ثَقِيلُ الرَّأْسِ تَغْلِبُنِي عَيْنِي فَإِذَا قُمْتُ صَلَّيْتُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ؟» قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بِاخْتِصَارٍ وَهَذَا مُرْسَلٌ هُنَا
233 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ , أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زِيَادٌ إِلَى أَنَسٍ فَقَالَ لَهُ: اقْرَأْ , فَقَرَأَ §فَرَفَعَ صَوْتَهُ فَرَفَعَ أَنَسٌ الْخِرْقَةَ عَنْ وَجْهِهِ وَكَانَتْ عَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَ أَنَسٌ: مَا هَكَذَا يَصْنَعُونَ " فَقَالَ حَمَّادٌ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ الْحَسَنَ قَالَ: رَفَعَ إِنْسَانٌ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْحَسَنِ فَرَفَعَ كَفًّا مِنْ حَصْبَاءَ فَضَرَبَ وَجْهَهُ وَقَالَ مَا هَذَا
باب النهي عن أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَنْ يَتَكَلَّفَ مِنَ الْعِبَادَةِ مَا يَثْقُلُ عَلَيْهِ
234 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا وهَيْبٌ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ جَبَلَةُ أَنَّ شَابًّا تَعَبَّدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ أَبُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِيَ قَدِ أَجْهَدَ نَفْسَهُ فِي الْعِبَادَةِ قَالَ: «§مُرْهُ فَلْيَرْبَعْ عَلَى نَفْسِهِ فَإِنَّ تِلْكَ شِرَّةُ الْعِبَادَةِ وَلِكُلِّ عَابِدٍ فَتْرَةٌ وَلِكُلِّ فَتْرَةٍ شِرَّةٌ»
235 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ ثُمَّ تَعُودُ الشِّرَّةُ إِلَى فَتْرَةٍ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ»
236 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ»
237 - حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ سَعِيدُ بْنُ يُونُسَ , ثنا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ فَأَتَاهُ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ: إنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَضِيَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْيُسْرَ وَكَرِهَ لَهَا الْعُسْرَ» , قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَإِنَّ هَذَا أَخَذَ بِالْعُسْرِ وَتَرَكَ الْيُسْرَ وَنَشَلَهُ نَشْلًا «, فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ»
باب فيمن يخفف لأجل غيره ويطيل لنفسه
§بَابٌ فِيمَنْ يُخَفِّفُ لِأَجْلِ غَيْرِهِ وَيُطِيلُ لِنَفْسِهِ
238 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §خَرَجَ فِي رَمَضَانَ فَخَفَّفَ ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ , ثُمَّ خَرَجَ فَخَفَّفَ , ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جِئْنَا اللَّيْلَةَ فَخَرَجْتَ إِلَيْنَا فَخَفَّفْتَ , ثُمَّ دَخَلْتَ فَأَطَلْتَ؟ قَالَ: «مِنْ أَجْلِكُمْ فَعَلْتُ»
باب أي الأعمال أحب إلى الله
§بَابُ أَيِّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ
239 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ «§أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَامَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ وَإِنْ قَلَّ»
باب قيام الليل
§بَابُ قِيَامِ اللَّيْلِ
240 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُفْيَانُ أَوِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «§إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ»
241 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدِ الْفِهْرِيُّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَتَمَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَعَبَّدَ بِعِبَادَتِكَ , " فَذَهَبَ وَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى الْبِئْرِ أَوْ إِلَى الْبَيْتِ فَأَخَذْتُ ثَوْبَهُ فَسَتَرْتُ عَلَيْهِ وَوَلَّيْتُهُ ظَهْرِي حَتَّى اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبِي فَسَتَرَ عَلَيَّ حَتَّى اغْتَسَلْتُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ §فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا سَأَلَ، وَلَا آيَةِ خَوْفٍ إِلَّا اسْتَعَاذَ، وَلَا مَثَلٍ إِلَّا فَكَّرَ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمُ» , وَيُرَدِّدُ فِيهِ شَفَتَيْهِ حَتَّى أَظُنَّ أَنَّهُ يَقُولُ: «وَبِحَمْدِهِ» , فَمَكَثَ فِي رُكُوعِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى» , وَيُرَدِّدُ شَفَتَيْهِ فَأَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ: «وَبِحَمْدِهِ» , فَمَكَثَ فِي سُجُودِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ نَهَضَ حِينَ فَرَغَ مِنْ سَجْدَتَيْهِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آلَ عِمْرَانَ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا سَأَلَ، وَلَا آيَةِ خَوْفٍ إِلَّا اسْتَعَاذَ، وَلَا مَثَلٍ إِلَّا فَكَّرَ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ كَفِعْلِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَمِعْتُ النِّدَاءَ بِالْفَجْرِ , قَالَ حُذَيْفَةُ فَمَا تَعَبَّدْتُ عِبَادَةً كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْهَا " قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ
باب سجود التلاوة
§بَابُ سُجُودِ التِّلَاوَةِ
242 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «§لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي اكْتُتِبْتُ سُورَةَ ص فَأَتَيْتُ عَلَى السَّجْدَةِ فَسَجَدَ كُلُّ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ اللَّوْحُ وَالدَّوَاةُ وَالْقَلَمُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِالسُّجُودِ فِيهَا»
باب في السجدة الواحدة
§بَابٌ فِي السَّجْدَةِ الْوَاحِدَةِ
243 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ -[348]- خُزَيْمَةَ , عَنْ عَمِّهِ أَنَّ خُزَيْمَةَ، رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّهُ سَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§فَاضْطَجَعَ لَهُ وَقَالَ» صَدِّقْ رُؤْيَاكَ " فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ
كتاب الجنائز
§كِتَابُ الْجَنَائِزِ
باب كفارات الذنوب بالمرض ونحوه
§بَابُ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ بِالْمَرَضِ وَنَحْوِهِ
244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «§لَا يَمْرَضُ مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ وَلَا مُسْلِمٌ وَلَا مَسْلَمَةٌ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَطَايَاهُ»
245 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَهْلٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §الصُّدَاعَ وَالْمَلِيلَةَ لَا تَزَالُ بِالْمَرْءِ وَإِنَّ ذُنُوبَهُ مِثْلُ أُحُدٍ فَلَا تَزَالُ الْمَلِيلَةُ وَالصُّدَاعُ عَلَيْهِ حَتَّى مَا يَبْقَى عَلَيْهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ»
باب أجر عمل المريض الذي كان يعمله من الخير في صحته
§بَابُ أَجْرِ عَمَلِ الْمَرِيضِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ مِنَ الْخَيْرِ فِي صِحَّتِهِ
246 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا ابْتَلَى اللَّهُ الْمُسْلِمَ فِي جَسَدِهِ قَالَ لِلْمَلَكِ اكْتُبْ أَحْسَنَ عَمَلِهِ فَإِنْ شَفَاهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ»
باب فيمن ابتلي ببصره
§بَابٌ فِيمَنِ ابْتُلِيَ بِبَصَرِهِ
247 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبَى إِسْحَاقَ , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ: اشْتَكَيْتُ عَيْنِي فَعَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا عُوفِيتُ قَالَ: «يَا زَيْدُ» §أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا كُنْتَ صَابِرًا؟ " قَالَ: كُنْتُ أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ قَالَ: «لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا فَصَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ لَلَقِيتَ اللَّهَ وَلَا ذَنْبَ لَكَ» قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ الْعِيَادَةَ مِنْ وَجَعِ الْعَيْنِ فَقَطْ
باب فيمن لم يمرض ولم تصبه مصيبة
§بَابٌ فِيمَنْ لَمْ يَمْرَضْ وَلَمْ تُصِبْهُ مُصِيبَةٌ
248 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ جَسِيمٌ أَوْ جَسْمَانٌ عَظِيمٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَتَى عَهْدُكَ بِالْحُمَّى؟» قَالَ: لَا أَعْرِفُهَا قَالَ: «فَالصُّدَاعُ؟» قَالَ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ، قَالَ: «فَأُصِبْتَ بِمَالِكَ؟» قَالَ: لَا , قَالَ: «فَرُزِيتَ بِوَلَدِكَ؟» قَالَ: لَا , فَقَالُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْعِفْرِيتَ النِّفْرِيتَ الَّذِي لَا يُرْزَأُ فِي وَلَدِهِ وَلَا يُصَابُ فِي مَالِهِ»
باب في عيادة المريض
§بَابٌ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ
249 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا -[353]- يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، عَادَ حَسَنًا وَعِنْدَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عَمْرُو تَعُودُ حَسَنًا وَفِي النَّفْسِ مَا فِيهَا؟ قَالَ: نَعَمْ يَا عَلِيُّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبِّ قَلْبِي تَصْرِفَهُ حَيْثُ شِئْتَ , فَقَالَ عَلِيٌّ أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا إِلَّا ابْتَعَثَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ أَيَّةَ سَاعَةِ النَّهَارِ كَانَتْ حَتَّى يُمْسِيَ وَأَيَّةَ سَاعَةِ اللَّيْلِ كَانَتْ حَتَّى يُصْبِحَ» , قَالَ عَمْرٌو: مَا تَقُولُ فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: خَلْفَهَا أَفْضَلُ مِنَ الْمَشْيِ أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ , فَقَالَ عَمْرٌو قَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا فَقَالَ: إنَّهُمَا كَانَا يَكْرَهَانِ أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ
250 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ عَادَ مَرِيضًا خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى إِذَا قَعَدَ اسْتَبْقَعَ فِيهَا أَوِ اسْتَقَرَّ فِيهَا»
251 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عِيسَى الْإِسْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عُودُوا الْمَرْضَى وَاتْبَعُوا الْجَنَائِزَ تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ»
252 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ حُمْرَانَ، حَدَّثَتْنِي مِنَّةٌ الزَّرْقَاءُ قَالَتْ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا، لَمْ يُدَاوَلْهُ الرِّجَالُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§عَائِدُ الْمَرِيضِ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ غَمَرَتْهُ»
باب ما يقول إذا دخل على المريض
§بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا دَخَلَ عَلَى الْمَرِيضِ
253 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ وَهُوَ مَحْمُومٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» , فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: هِيَ حُمَّى تَفُورُ فِي جَوْفِ شَيْخٍ كَبِيرٍ حَتَّى تُزِيرَهُ الْقُبُورَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَعَمْ إِذًا»
باب فيمن مات مريضا
§بَابٌ فِيمَنْ مَاتَ مَرِيضًا
254 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَغَدَى وَرِيحٌ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ»
باب ما جاء في الطاعون
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الطَّاعُونِ
255 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو نُصَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَتَانِي جِبْرِيلُ بِالْحُمَّى وَالطَّاعُونِ، فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ , وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِأُمَّتِي وَرَحْمَةٌ لَهُمْ وَرِجْسٌ عَلَى الْكَافِرِينَ» , قُلْتُ: وَتَأْتِي أَحَادِيثُ الشَّهَادَةِ وَجَامِعُهَا فِي الْجِهَادِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
باب ما جاء في الموت وما يكون عنده
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَوْتِ وَمَا يَكُونُ عِنْدَهُ
256 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ إِلَّا وَكُلُّ عِرْقٍ مِنْهُ يَأْلَمُ عَلَى حِدَةٍ» , قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَارِثُ: أَحْسِبُهُ قَالَ: وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَإِنَّ الْكَرْبَ عَظِيمٌ وَالْهَوْلَ شَدِيدٌ وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ عَدُوُّ اللَّهِ مِنْهُ تِلْكَ السَّاعَةِ "
باب فيمن يستريح بالموت
§بَابٌ فِيمَنْ يَسْتَرِيحُ بِالْمَوْتِ
257 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَنْبَأَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُونَ مِنْهَا فَقَالَ بِلَالٌ وَيْحَهَا قَدِ اسْتَرَاحَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا §يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ»
باب فيمن ختم له بخير
§بَابٌ فِيمَنْ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ
258 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، وَقَدْ أَدْرَكَهُ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: «§أَجْلِسْنِي» فَأَجْلَسَهُ عَلِيٌّ إِلَى صَدْرِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، قَدْ سَهِرْتُ مِثْلَهُ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلِيٌّ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا حُذَيْفَةُ، ادْنُ مِنِّي , مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَبْلَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَوْ غُفِرَ لَهُ , يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِصِيَامِ يَوْمٍ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ قَبْلَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَوْ غُفِرَ لَهُ , يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِطَعَامِ مِسْكِينٍ قَبْلَ مَوْتِهِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ» , قَالَ حُذَيْفَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُخْفِي هَذَا أَمْ أُعْلِنُهُ؟ قَالَ: «بَلْ أَعْلِنْهُ»
باب فيمن يحمد ربه عند النزع
§بَابٌ فِيمَنْ يَحْمَدُ رَبَّهُ عِنْدَ النَّزْعِ
259 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «§الْمُؤْمِنُ عِنْدِي بِمَنْزِلَةٍ بِكُلِّ خَيْرٍ يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنَ جَنْبَيْهِ»
باب الاسترجاع
§بَابُ الِاسْتِرْجَاعِ
260 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَبِيهَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا مَسْلَمَةٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ وَإِنْ قَدِمَ عَهْدُهَا فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا إِلَّا أُعْطِي عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ الَّذِي أُعْطِي يَوْمَ أُصِيبَ»
261 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا مُسْلِمَةٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ وَإِنْ قَدُمَ عَهْدُهَا فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا إِلَّا أُعْطِي مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ الَّذِي يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا» حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعُهُ
262 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ مُسْلِمِ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ مِثْلَ مَا أُعْطِيَ يَوْمَ أُصِيبَ»
باب في موت الأولاد
§بَابٌ فِي مَوْتِ الْأَوْلَادِ
263 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاثْنَانِ قَالَ: «وَاثْنَانِ» قَالُوا: أَوْ وَاحِدٌ قَالَ: «أَوْ وَاحِدٌ» ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ» قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ قِصَّةَ السِّقْطِ فَقَطْ
باب البكاء على الميت
§بَابُ الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ
264 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيُّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ فَقَالَتْ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللَّهِ " §أَجْلِسْنِي فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ فَقَالَ: إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَنْدُبِينِي بَعْدَ مَجْلِسِكِ هَذَا فَأَمَا عَيْنُكِ فَلَنْ أَمْلِكَهَا , إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَيِّتِ يُنْدَبُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمَلَكُ يَمْقُتُهُ "
265 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، ثنا الْحَجَّاجُ الْأَعْوَرُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَصْنَعْنَ مَا يُصْنَعُ الْيَوْمَ؟ قَالَ: " §لَا، هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ، صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ: عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَعِنْدَ هَذَا الْبَلَاءِ، ذَكَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 25] وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا لِلْمُغَنِّيَةِ عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ , يَمُوتُ الْمَيِّتُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَعِنْدَهُ الْأَمَانَةُ وَيُوصِي بِالْوَصِيَّةِ فَيَأْتِي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَا تُنَفِّذُونَ لَهُ تَرِكَةً، وَلَا تُؤَدُّونَ لَهُ أَمَانَةً، وَلَا تَقْضُونَ دَيْنَهُ، وَلَا تُمْضُونَ وَصِيَّتَهُ حَتَّى تَبْدَأُونَ بِحَقِّي، فَتَشْتَرُونَ ثِيَابًا جُدُدًا، ثُمَّ تُشَقُّ عَمْدًا، وَتَجِيئُونَ بِهَا بَيْضَاءَ ثُمَّ تُصْبَغُ، ثُمَّ تُخَلَّى لَهَا سُرَادِقُ فِي دَارِهِ، فَتَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ، تَبْكِي بِعَيْنِ شَجْوِهَا، وَتَبِيعُ عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ، وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ، تُغْنِي أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ، وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ، تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ؟ تَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ , أَلَا إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا , وَإِنَّ اللَّهَ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تَجْزَعُوا، فَيُقَالَ: اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا، فَيُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ، وَتُكْسَى الثِّيَابَ، وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , مَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أُعَمَّرَ فِي أُمَّةٍ يَكُونُ هَذَا فِيهِمْ " قُلْتُ: وَيَأْتِي بَقِيَّتُهُ فِي الْأَدَبِ فِي بَابٍ فِي الْمُخَنَّثِينَ -[366]- 266 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا أَبُو الْجُلَاسِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ شَمَّاخٍ، وَكَانَ ابْنَ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَدْ سَعَى قَالَ: فَسَمِعَ بُكَاءً فَقَالَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ قَالُوا عَلَى فُلَانٍ , فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَيَأْتِي تَمَامُهُ فِي بَابِ مَا يَقُولُ إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ
باب غسل الميت
§بَابُ غُسْلِ الْمَيِّتِ
267 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، ثنا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يُغَسِّلُ الْمَيِّتَ أَدْنَى أَهْلِهِ إِلَيْهِ إِنْ عُلِمَ فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ فَأَهْلُ الْأَمَانَةِ وَأَهْلُ الْوَرَعِ»
باب ما جاء في الكفن
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكَفَنِ
268 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ قَيْسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَنَا بَقَرَةٌ صَعْبَةٌ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهَا قَالَ: فَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§فَمَسَحَ ضِرْعَهَا فَحَفَلَ , فَاحْتَلَبَ فَشَرِبَ» فَلَمَّا مَاتَ أَبِي جَاءَ وَقَدْ شَدَدْتُهُ فِي كَفَنِهِ وَأَخَذْتُ سُلَّاءَةً فَشَدَدْتُ بِهَا فِي الْكَفَنِ فَقَالَ: لَا تُعَذِّبْ أَبَاكَ بِالسُّلَّاءِ قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ: وَكَشَفَ عَنْ صَدْرِهِ أَلْقَى السُّلَّاءَ ثُمَّ بَزَقَ عَلَى صَدْرِهِ حَتَّى رَأَيْنَا رُضَاضَ بُزَاقِهِ عَلَى صَدْرِهِ "
269 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَتْ: جِئْتُ حِينَ حَضَرَ أَبِي الْوَفَاةُ قَالَ: " §لَا تُكَفِّنُونِي فِي قَمِيصٍ مَخِيطٍ فَحَيْثُ قُبِضَ وَغُسِّلَ دَعُوا بِالْكَفَنِ فَقَالُوا: قَمِيصٌ , قُلْتُ: إِنَّ أَبِي قَدْ نَهَانِي أَنْ أُكَفِّنَهُ فِي قَمِيصٍ مَخِيطٍ قَالَ: لَا بُدَّ فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْقِصَارِ وَلِأَبِي قَمِيصٌ فِي الْقِصَارَةِ فَأُتِيَ بِهِ فَأُلْبِسَ وَذَهَبَ بِهِ فَأْغَلَقْتُ بَابِي وَتَبِعْتُهُ وَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَالْقَمِيصُ فِي الْبَيْتِ فَأَرْسَلْتُ إِلَى الَّذِينَ غَسَّلُوا أَبِي فَقُلْتُ: كَفَّنْتُمُوهُ فِي قَمِيصِهِ؟ قَالُوا نَعَمْ قُلْتُ: هَذَا هُوَ؟ قَالُوا: نَعَمْ "
باب حمل الميت
§بَابُ حَمْلِ الْمَيِّتِ
270 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عُمَارَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَأَخَذَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعُونَ ذَنْبًا كُلُّهَا كَبِيرَةٌ»
باب القيام للجنازة
§بَابُ الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ
271 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَمُرُّ بِنَا جِنَازَةُ الْكَافِرِ فَنَقُومُ لَهَا قَالَ: «§نَعَمْ قُومُوا لَهَا، فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقُومُونَ لَهَا، إِنَّمَا تَقُومُونَ إِعْظَامًا لِلَّذِي يَقْبِضُ النُّفُوسَ»
باب الصلاة على الميت والصلاة على القبر
§بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ وَالصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ
272 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، ثنا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: «§آخِرُ مَا كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا , وَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى فَاطِمَةَ أَرْبَعًا , وَكَبَّرَ الْحَسَنُ عَلَى عَلِيٍّ أَرْبَعًا , وَكَبَّرَ الْحُسَيْنُ عَلَى الْحَسَنِ أَرْبَعًا , وَكَبَّرَ عَلِيٌّ عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُكَفَّفِ أَرْبَعًا , وَكَبَّرَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى أَبِيهِ عُمَرَ أَرْبَعًا , وَكَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى آدَمَ أَرْبَعًا , وَكَبَّرَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ أَرْبَعًا»
273 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§صَلَّى عَلَى قَبْرِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ»
274 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَخْبَرَنِي رِجَالٌ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " §يَزُورُ صَحْبَهُ الْمُسْلِمِينَ وَمَسَاكِنَهُمْ فَيُصَلِّي عَلَيْهِمْ، وَلَا يُصَلِّي عَلَيْهِمْ أَحَدٌ غَيْرُهُ، وَأَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي طَالَ سَقَمُهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ عَنْهَا مَنْ حَضَرَهُ مِنْ جِيرَانِهَا، وَأَمَرَهُمْ إِنْ حَدَثَ لَهَا حَدَثٌ أَنْ يُؤْذِنُوهُ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، وَأَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ -[373]- تُوفِّيَتْ لَيْلًا، فَاحْتَمَلُوهَا فَأَتَوْا بِهَا صَوَامِعَ الْجَنَائِزِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَمَرَهُمْ، فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمًا، فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ , فَصَلُّوا عَلَيْهَا ثُمَّ احْتَمَلُوهَا فَدَفَنُوهَا , فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ عَنْهَا مَنْ حَضَرَ مِنْ جِيرَانِهَا فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ لَيْلًا وَأَنَّهُمُ احْتَمَلُوهَا فَوَضَعُوهَا مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَمَرَهُمْ فَوَجَدُوهُ نَائِمًا فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ: «وَلِمَ فَعَلْتُمْ؟ قُومُوا» فَقَامُوا فَصَفَّ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يَصُفُّ عَلَى الْجَنَائِزِ وَصَفُّوا خَلْفَهُ ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا "
باب الصلاة على من أثني عليه خيرا
§بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى مَنْ أُثْنِيَ عَلَيْهِ خَيْرًا
275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِذَا دُعِيَ إِلَى جَنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا فَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا صَلَّى عَلَيْهَا، وَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ: «شَأْنُكُمْ بِهَا» , وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا " , قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِيمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَطْ
باب الصلاة على أهل المعاصي
§بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى أَهْلِ الْمَعَاصِي
276 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ: «§مَنْ كَانَ مُضَعِفًا أَوْ مُصْعِبًا فَلْيَرْجِعْ» , وَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى بِذَلِكَ فَرَجَعَ نَاسٌ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ فَمَرَّ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى سَوَادٍ فَنَفَرَ بِهِ فَصَرَعَهُ فَوَقَصَهُ فَلَمَّا جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ؟» قَالُوا: كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا قَالَ: «يَا بِلَالُ مَا كُنْتَ أَذَّنْتَ فِي النَّاسِ مَنْ كَانَ مُضْعِفًا أَوْ مُصْعِبًا فَلْيَرْجِعْ؟» قَالَ: بَلَى قَالَ: فَأَبَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ "
باب ما يقال إذا أدخل الميت القبر
§بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ
277 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا أَبُو الْجُلَاسِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ شِمَاسٍ، وَكَانَ ابْنَ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَدْ سَعَى قَالَ: فَسَمِعَ بُكَاءً فَقَالَ: " §مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ قَالُوا: عَلَى وَلَدِكَ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَدَعَا بِطَسْتٍ أَوْ بِشَنٍّ لِي فَغُسِّلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ كُفِّنَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِمَوْلًى لَهُ يَا فُلَانُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى حُفْرَتِهِ فَإِذَا وَضَعْتَهُ فِي حُفْرَتِهِ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَطْلِقْ عَقْدَ رَأْسِهِ وَعَقْدَ رِجْلَيْهِ، وَقُلِ: اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ "
278 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، قَالَ: وَكَانَ أَنَسٌ " §إِذَا وَضَعَ الْمَيِّتَ فِي الْقَبْرِ قَالَ: «اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِ حُفْرَتَهُ»
باب ما جاء في ضغطة القبر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي ضَغْطَةِ الْقَبْرِ
279 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا شَبِيبٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ امْرَأَةِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً لَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا لَنَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ»
باب السؤال في القبر
§بَابُ السُّؤَالِ فِي الْقَبْرِ
280 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ -[378]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا قُبِرَ أَحَدُكُمْ أَوْ قُبِرَ الْإِنْسَانُ أَتَاهُ مَلَكَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَلِلْآخَرِ النَّكِيرُ فَيُجْلِسَانِهِ ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ يَعْنِيَانِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَهُوَ قَائِلٌ لَهُمَا مَا كَانَ يَقُولُ فِي الدُّنْيَا , فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ , فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ قَالَ: ثُمَّ يَأَمُرَانِ الْأَرْضَ فَتَنْفَسِحُ لَهُ سَبْعِينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَيَقُولَانِ لَهُ: نَمْ، فَيَقُولُ: دَعُونِي أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأَخْبِرَهُمْ، فَيَقُولَانِ لَهُ: نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ , وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَكُنْتُ أَقُولُهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ثُمَّ يَأْمُرَانِ الْأَرْضَ فَتْنَضَمُّ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ فَلَا يَزَالُ مَرْعُوبًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "
281 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا عُمَرُ «§كَيْفَ بِكَ إِذَا أَنْتَ مُتَّ فَانْطَلَقَ أَهْلُكَ فَقَاسُوا لَكَ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا فِي ذِرَاعٍ وَشِبْرٍ , ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ وَحَنَّطُوكَ ثُمَّ احْتَمَلُوكَ حَتَّى يَضَعُوكَ فِيهِ ثُمَّ يُهِيلُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْكَ أَتَاكَ فَتَّانَا الْقَبْرِ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ وَأْبَصَارُهُمَا مِثْلَ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ فَتَلْتَلَاكَ وَثَرْثَرَاكَ وَهَوَّلَاكَ فَكَيْفَ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَعِي عَقْلِي؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: إِذًا أَكْفِيكَهُمَا "
باب زيارة القبور
§بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ
282 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: أَخْبَرَنِيهِ ابْنُ -[380]- أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي «§نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ وَقَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فِيهِنَّ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَنْتَبِذُوا فَانْتَبِذُوا وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَدَّخِرُوا لُحُومَ الْأَضَاحِي بَعْدَ ثَلَاثٍ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَزُورُوا الْقُبُورَ فَزُورُوهَا وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا»
كتاب الزكاة
§كِتَابُ الزَّكَاةِ
باب فيما تجب فيه الزكاة
§بَابٌ فِيمَا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ
283 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «§فَرَضَ الزَّكَاةَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالسُّلْتِ وَالزَّبِيبِ»
284 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يَقُولُ: «§أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ أَنْ» يَأْخُذَ الصَّدَقَةَ مِنَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ أَوْ قَالَ: الْعِنَبِ "
باب خرص الثمرة
§بَابُ خَرْصِ الثَّمَرَةِ
285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §بَعَثَ رَجُلًا إِلَى قَوْمٍ يَطْمِسُ عَلَيْهِمْ نَخْلَهُمْ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَتَانَا فُلَانٌ يَطْمِسُ عَلَيْنَا نَخْلَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ بَعَثْتُهُ وَإِنَّهُ فِي نَفْسِي لَأَمِينٌ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمْ مَا طَمَسَ عَلَيْكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْنَاهُ وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: هَذَا الْحَقُّ، وَبِالْحَقِّ قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ "
باب النهي عن جداد الليل وحصاده
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ جِدَادِ اللَّيْلِ وَحَصَادِهِ
286 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جَدَادِ اللَّيْلِ وَحَصَادِهِ» قَالَ يَزِيدُ: يَعْنِي بِجَذِّ النَّخْلِ وَبِحَصْدِ الزَّرْعِ
باب فيمن يعطي الزكاة ومن يمنعها
§بَابٌ فِيمَنْ يُعْطِي الزَّكَاةَ وَمَنْ يَمْنَعُهَا
287 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَ أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: «§مَا جَزِعَ عَبْدٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا ازْدَادَ الْبَلَاءُ عَلَيْهِ شِدَّةً وَلَا أَعْطَى عَبْدٌ صَدَقَةَ مَالِهِ فَنَقَصَتْ مِنْ مَالِهِ وَلَا أَمْسَكَهَا فَزَادَتْ فِي مَالِهِ وَلَا سَرَقَ سَارِقٌ إِلَّا حُسِبَ مِنْ رِزْقِهِ»
باب في حق المال من الزكاة وغيرها
§بَابٌ فِي حَقِّ الْمَالِ مِنَ الزَّكَاةِ وَغَيْرِهَا
288 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ذُو مَالٍ كَثِيرٍ، وَذُو أَهْلٍ، وَحَاضِرَةٍ فَأَخْبِرْنِي كَيْفُ أُنْفِقُ وَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ، وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ، وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ وَالْمِسْكِينِ {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ} [الإسراء: 26] السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا قَالَ: حَسْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكَ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا، فَلَكَ أَجْرُهَا، وَإِثْمُهَا عَلَى مِنْ بَدَّلَهَا»
باب فيمن يعد الزكاة مغرما
§بَابٌ فِيمَنْ يُعِدُّ الزَّكَاةَ مَغْرَمًا
289 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «§يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ مَغْرَمًا وَالْجِهَادَ ضِرَارًا»
باب لا تؤخذ كرائم الأموال في الزكاة
§بَابُ لَا تُؤْخَذُ كَرَائِمُ الْأَمْوَالِ فِي الزَّكَاةِ
290 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ مَجْلِسِ أَيُّوبَ أَعْرَابِيًّا عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمَ يَتَحَدَّثُونَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ فَأَرَدْتُ أَنَّ أَدْنُوَ مِنْهُ فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَدْنُوَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِلْغُلَامِ النُّمَيْرِيِّ فَقَالَ: «§غَفَرَ اللَّهُ لَكَ» قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضَّحَّاكَ سَاعِيًا فَجَاءَ بِإِبِلٍ جُلَّةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَيْتَ هِلَالَ بْنَ عَامِرٍ وَنُمَيْرَ بْنَ عَامِرٍ وَعَامِرَ بْنَ رَبِيعَةٍ فَأَخَذْتَ جُلَّةَ أَمْوَالِهِمْ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ الْغَزْوَ فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ بِإِبِلٍ تَرْكَبُهَا وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا أَصْحَابَكَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَلَّذِي تَرَكْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ اذْهَبْ فَارْدُدْهَا عَلَيْهِمْ وَخُذْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ»
291 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ، اسْتَعْمَلَ أَبَاهُ عَلَى عِرَافَةٍ، قَالَ مُسْلِمٌ: فَبَعَثَنِي أَبِي إِلَيْهِ بِصَدَقَةِ طَائِفَةٍ مِنْ قَوْمِي قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى آتِيَ شَيْخًا يُقَالُ لَهُ أَبُو شَعَرٍ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ فَقُلْتُ: إنَّ أَبِي بَعَثَنِي إِلَيْكَ لَتُعْطِيَنِي صَدَقَةَ غَنَمِكَ، فَقَالَ: أَيِ ابْنَ أَخِي، فَأَيَّ نَحْوٍ تَأْخُذُونَ؟ فَقُلْتُ: نَأْخُذُ أَفْضَلَ مَا نَجْدُ، فَقَالَ الشَّيْخُ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي شِعْبٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ فِي غَنَمٍ لِي إِذْ جَاءَنِي رَجُلَانِ مُرْتَدِفَانِ بَعِيرًا فَقَالَا: إِنَّا رَسُولَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكَ لِتُوَفِّيَنَا صَدَقَةَ غَنَمِكَ قُلْتُ: وَمَا هِيَ قَالَا: شَاةٌ , فَعَمَدْتُ إِلَى شَاةٍ قَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا مُمْتَلِئَةً مَخَاضًا وَشَحْمًا فَأَخْرَجْتُهَا فَقَالَا هَذِهِ شَافِعًا وَقَدْ " §نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَأْخُذَ شَافِعًا , وَالشَّافِعُ الَّتِي فِي بَطْنِهَا وَلَدُهَا قُلْتُ: أَيَّ شَيْءٍ تَأْخُذَانِ؟ قَالَا: عَنَاقًا جَذَعَةً أَوْ ثَنِيَّةً قَالَ: فَأَخْرَجَ عَلَيْهِمَا عَنَاقًا قَالَا: ارْفَعْهَا إِلَيْنَا فَتَنَاوَلَاهَا فَجَعَلَاهَا مَعَهُمَا عَلَى بَعِيرِهِمَا "
باب لا جلب ولا جنب
§بَابُ لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ
292 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ كِتَابًا فِيهِ: «§لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا وِرَاطَ وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ أَجْبَى فَقَدْ أَرْبَا»
باب صدقة الفطر
§بَابُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ
293 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ أَنَّ أَسْمَاءَ، كَانَتْ تَقُولُ: «كُنَّا §نُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُدِّ الَّذِي كَانُوا يَتَبَايَعُونَ فِيهِ»
باب ما جاء في الصدقة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّدَقَةِ
294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرَبِّي لِأَحَدِكُمُ اللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَصِيلَهُ حَتَّى يَجْعَلَهَا مِثْلَ أُحُدٍ»
باب صرف الصدقة
§بَابُ صَرْفِ الصَّدَقَةِ
295 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غُزَيٍّ، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَبِي عِلْبَاءَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّتْ عَلَيْهِ إِبِلٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَتَنَاوَلَ وَبَرَةً مِنْ بَعِيرٍ ثُمَّ قَالَ: «§مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهَذِهِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»
باب الحث على الصدقة
§بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ
296 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ» §أَنْفِقِي وَلَا تُوكِي فَيُوكَى عَلَيْكِ "
297 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا شُعْبَةُ، وَالْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِلنِّسَاءِ: «§تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ» , فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ أَوْ لَيْسَتْ بِأَعْقَلِهِنَّ فَقَالَتْ بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ لِمَ أَوْ فِيمَ؟ قَالَ: «إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ» , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا رَأَيْتُ مِنَ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِلرِّجَالِ ذَوِي الْعُقُولِ مِنْهُنَّ , قِيلَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِهَا؟ قَالَ: تَمْكُثُ كَذَا وَكَذَا يَوْمًا لَا تُصَلِّي , قِيلَ: وَمَا نُقْصَانُ عَقْلِهَا قَالَ: جُعِلَتْ شَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ
باب إنفاق المال
§بَابُ إِنْفَاقِ الْمَالِ
298 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّفَتَ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ «§مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا تَحَوَّلَ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَانِ إِلَّا دِينَارَيْنِ أَرْصُدُهُمَا لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ» قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
باب بذل ما ينتفع به وإن قل
§بَابُ بَذْلِ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ وَإِنْ قَلَّ
299 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ §لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ "
باب فيمن تصدق بعشر ماله من قليل أو كثير
§بَابٌ فِيمَنْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ
300 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَتْ لِي مِائَةُ أُوقِيَّةٍ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشْرِ أَوَاقٍ , ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَتْ لِي مِائَةُ دِينَارٍ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَتْ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كُلُّكُمْ قَدْ أَحْسَنَ، وَأَنْتُمْ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، قَدْ تَصَدَّقَ كُلٌّ مِنْكُمْ بِعُشْرِ مَالِهِ» -[396]- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
باب الصدقة على ذي الرحم
§بَابُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ
301 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ»
باب صدقة السر وفعل الخير
§بَابُ صَدَقَةِ السِّرِّ وَفِعْلِ الْخَيْرِ
302 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ وَفِعْلُ الْخَيْرَاتِ يَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ»
باب القيام على العيال
§بَابُ الْقِيَامِ عَلَى الْعِيَالِ
303 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَاسْتَأْذَنَهُ شَابٌّ أَنْ يَخْرُجَ فِيهَا فَقَالَ: «§هَلْ تَرَكْتَ فِي أَهْلِكَ مِنْ كَاهِلٍ؟» قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ. . . . . وَهُمْ صِبْيَانٌ صِغَارٌ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنَّ فِيهِمْ مُجَاهَدًا حَسَنًا "
باب ما جاء في المسألة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْأَلَةِ
304 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ جُنَادَةَ وَقَدْ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ فَإِنَّمَا يَقْضِمُ الْجَمْرَ»
305 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , يَا أَبَا بَكْرٍ " §ثَلَاثٌ تَعْلَمُ أَنَّهُنَّ حَقٌّ: مَا عَفَى امْرُؤٌ عَنْ مَظْلِمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا , وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ يَبْتَغِي بِهَا غَنَاءً إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا فَقْرًا , وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ صَدَقَةٍ يَلْتَمِسُ بِهَا كَثْرَةً إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ قِلَّةً "
306 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ نُوحٍ، ثنا حَمَّادٌ، أَنْبَأَ هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، حَدَّثَنِي كِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيُّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ فِيهَا فَقَالَ: " §أَقِمْ يَا قَبِيصَةُ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا , ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ لَا تَحِلُّ الْمَسْأَلَةُ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ثُمَّ يُمْسِكُ , وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُولَ ثَلَاثَةً مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ لَقَدْ أَصَابَتْ فُلَانَ فَاقَةٌ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ , وَمَا سِوَى هَذَا فَهُوَ سُحْتٌ وَمَا سِوَاهُنَّ يَا قَبِيصَةُ سُحْتٌ يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا "
307 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا الْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ شَيْخًا مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ أَبُو بَكْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَصَابَهُ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ جَهْدٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَوَجَدَهُمْ مُصْرَعِينَ مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: الْجُوعُ , أَغِثْنَا بِشَيْءٍ فَانْطَلَقَ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَيْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِ بَيْتٍ مَا أُرَانِي أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَهْلَكُوا أَوْ يَهْلِكَ بَعْضُهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا عِنْدَكَ شَيْءٌ؟» قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ: «فَاذْهَبْ فَائْتِ بِمَا كَانَ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ» فَرَجَعَ الْأَنْصَارِيُّ فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا حِلْسًا وَقَدَحًا فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا الْحِلْسُ وَالْقَدَحُ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَنَا , أَمَّا الْحِلْسُ فَكَانُوا يَفْرِشُونَ طَائِفَةً مِنْهُ وَيُلْبِسُونَ طَائِفَةً , وَأَمَّا الْقَدَحُ فَكَانُوا يَشْرَبُونَ فِيهِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْحِلْسَ وَالْقَدَحَ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا آخُذُهُمَا -[402]- بِدِرْهَمٍ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟» قَالَ أَنَسٌ: فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ: «مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِاثْنَيْنِ، قَالَ: «هُمَا لَكَ» فَأَعْطَاهُ بِدِرْهَمَيْنِ , وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ وَقَالَ اذْهَبْ فَاشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَيْهِمْ , وَاشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا فَأْسًا ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ قَالَ: فَأَتَاهُ بِفَأْسٍ فَأَخَذَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَقَالَ: «هَلْ عِنْدَكَ عَصًا أَسْنِدُهَا لَكَ فِيهِ؟» فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ عِنْدِي فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ عِنْدِي نِصَابٌ عَسَى أَنْ يُوَافِقَهُ، قَالَ: «فَائْتِ بِهَا إِنْ شِئْتَ» قَالَ: فَأَتَى بِهَا، فَأَخَذَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَأْسَ فَأَثْبَتَهَا فِي النِّصَابِ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الْأَنْصَارِيِّ وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبْ بِهَذِهِ الْفَأْسِ فَاحْطِبْ مَا وَجَدْتَ مِنْ حَلْجٍ أَوْ شَوْكٍ أَوْ حَطَبٍ، ثُمَّ احْزِمْ حِزْمَتَكَ فَائْتِ بِهَا السُّوقَ فَبِعْهَا بِمَا قَضَى اللَّهُ لَكَ، ثُمَّ لَا تَأْتِنِي وَلَا أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ لَيْلَةً» , فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَغْدُو كُلَّ يَوْمٍ يَحْطِبُ ثُمَّ يَجِيءُ بِحَطَبِهِ إِلَى السُّوقِ فَيَبِيعُهُ بِثُلُثَيْ دِرْهَمٍ حَتَّى أَتَتْ لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ لَيْلَةً فَأَصَابَ فِيهَا عَشْرَةَ دَرَاهِمَ ثُمَّ أَتَى نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِي فِي الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ بَرَكَةً، قَدْ أَصَبْتُ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ لَيْلَةً عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، فَابْتَعْتُ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ لِلْعِيَالِ طَعَامًا، وَابْتَعْتُ لَهُمْ كِسْوَةً بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنِّ تَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وَجْهِكَ نُكْتَةُ الْمَسْأَلَةِ , إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ , أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ , أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ " -[403]- 308 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا الْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ، قُلْتُ: فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ أَخْصَرَ مِنْهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: انْطَلَقَ إِلَى هَذَا الْوَادِي فَلَا تَدَعْ فِيهِ شَوْكًا وَلَا غَابًا وَلَا حَطَبًا
باب فيمن جاءه معروف من غير سؤال
§بَابٌ فِيمَنْ جَاءَهُ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ سُؤَالٍ
309 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ»
310 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ أَبُو يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيُهِ وَسَلَّمَ قَالَ «§مَنْ جَاءَهُ مِنْ أَخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ سُؤَالٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ»
311 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَبُو الْأَشْهَبِ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الرِّزْقِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافٍ فَلْيُوَسِّعْ بِهِ فِي رِزْقِهِ فَإِنْ كَانَ بِهِ عَنْهُ غِنًى فَلْيُوَجِّهْهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْهُ»
باب فيمن لا يسأل الناس ولا يفطن له فيعطى
§بَابٌ فِيمَنْ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُعْطَى
312 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: قَالَ الْأَعْمَشُ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ: «§لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَا يُفْطَنُ بِمَكَانِهِ فَيُعْطَى»
باب الغنى غنى النفس
§بَابُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ
313 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ» وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَ عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ هَذَا
كتاب الصيام
§كِتَابُ الصِّيَامِ
باب رؤية الهلال
§بَابُ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ
314 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا حَيْوَةُ، ثنا عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «§السُّنَّةُ لَيْلَةَ يُنْظَرُ إِلَى هِلَالِ رَمَضَانَ لِلصِّيَامِ وَالْفِطْرِ يُؤَذَّنُ لِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ لِوَقْتِهَا ثُمَّ تُؤَخَّرُ الْإِقَامَةُ حَتَّى يُرَى الْهِلَالُ أَوْ يُؤْيَسُ مِنْهُ وَيَبْدُوَ بَعْضُ النُّجُومِ»
315 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّ «§أَعْرَابِيَّيْنِ، شَهِدَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمَا رَأَيَا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ لِفِطْرٍ أَوْ أَضْحًى فَأَجَازَ شَهَادَتَهُمَا»
باب صوموا لرؤيته
§بَابُ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ
316 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَوْسِمِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا قَدْ شَهِدْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْنَا مِنْهُمْ وَحَدَّثُونَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§صُومُوا الْهِلَالَ لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَإِنْ شَهِدَ ذَوَا عَدْلٍ فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِمَا وَأَفْطِرُوا لَهُمَا وَانْسُكُوا لَهُمَا»
317 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ» , فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَقَدَّمَ فَنَزِيدُ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ؟ فَغَضِبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قُلْتُ: لِابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُ هَذَا خَالِيًا عَنِ السُّؤَالِ عَنْ تَقَدُّمِ الشَّهْرِ
باب الشهر تسع وعشرون
§بَابُ الشَّهْرِ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ
318 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكًا، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وَعِكْرِمَةَ، يُحَدِّثَانِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ»
باب في فضل شهر رمضان
§بَابٌ فِي فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ
319 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ يُعْطَهُنَّ أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ , وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا , وَيُزَيِّنُ اللَّهُ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ثُمَّ يَقُولُ يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمُؤْنَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ , وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ فَلَا يَخْلُصُونَ فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ , وَيْغُفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ " , قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ: «لَا وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»
320 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمْسَكَ عُتْبَةُ عَنِ الْحَدِيثِ حِينَ رَآهُ هَيْبَةً لَهُ فَقَالَ عُتْبَةُ: يَا فُلَانُ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ فِي رَمَضَانَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ»
321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي بَعْضُ، أَصْحَابِنَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ إِيَاسُ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ «§قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا , فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخِصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ , وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً , وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ , وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ , وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ , وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ , مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ قَالَ: «يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ وَسَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا , وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ , وَمَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ فِيهِ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ» , قُلْتُ: وَيَأْتِي أَحَادِيثُ فِي فَضْلِ الصَّوْمِ فِي صَوْمِ التَّطَوُّعِ
باب النية للصيام
§بَابُ النِّيَّةِ لِلصِّيَامِ
322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ أَجْمَعَ الصَّوْمَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَصُمْ وَمَنْ أَصْبَحَ وَلَمْ يُجْمِعْهُ فَلَا يَصُمْ»
باب في السحور
§بَابٌ فِي السَّحُورِ
323 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ السَّقَّا، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ، وَالثَّرِيدُ بَرَكَةٌ، وَالسَّحُورُ بَرَكَةٌ، تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي الْقُوَّةِ، وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ، تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ أَوْ عَلَى جَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ، تَسَحَّرُوا، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»
324 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟» قَالَ: قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِزَيْدِ بْنِ ثَابِتِ فَدَعَوْتُهُ فَأَكَلَا تَمْرًا وَشَرِبَا مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلَاةِ "
باب ما جاء في الإفطار
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْإِفْطَارِ
325 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§لَا يُصَلِّي فِي الصَّيْفِ الْمَغْرِبَ إِذَا كَانَ صَائِمًا حَتَّى آتِيَهُ بِرُطَبٍ فَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ ثُمَّ يَقُومَ فَيُصَلِّي وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ فَتَمْرٌ فَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي»
باب ما جاء في الوصال
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِصَالِ
326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُوَاصِلُ»
باب الحجامة للصائم
§بَابُ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ
327 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ»
باب الكحل للصائم
§بَابُ الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ
328 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ §نَكْتَحِلَ بِالْكُحْلِ الْمُرَوَّحِ , وَقَالَ: «وَلْيَجْتَنِبْهُ الصَّائِمُ»
باب الفطر في السفر
§بَابُ الْفِطْرِ فِي السَّفَرِ
329 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§سَافَرَ فِي رَمَضَانَ فَأُتِيَ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ نَهَارًا فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ»
باب ما يحل للرجل من امرأته وهو صائم
§بَابُ مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ وَهُوَ صَائِمٌ
330 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طُوَيْبِعٍ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كُلُّ شَيْءٍ مِنَ امْرَأَتِكَ حَلَالٌ إِذَا كُنْتَ صَائِمًا إِلَّا مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ»
باب فيمن صام كما أفطر
§بَابٌ فِيمَنْ صَامَ كَمَا أَفْطَرَ
331 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «§صُمْتُ كَمَا أَفْطَرْتُ» قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا مَعْنَاهُ
باب في ليلة القدر
§بَابٌ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
332 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ قُرَيْشٍ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: " §هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِهَا أَهْلَ بَدْرٍ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ التَّقَى الْجَمْعَانِ} [الأنفال: 41] قَالَ جَعْفَرٌ: بَلَغَنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سِتَّ عَشْرَةَ أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ
باب الاعتكاف
§بَابُ الِاعْتِكَافِ
333 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ شُرَيْحًا عَنِ امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَعْتَكِفَ، رَجَبَ ذَلِكَ الْعَامِ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: وَكَانَ زِيَادٌ أَوِ ابْنُ زِيَادٍ نَهَى النِّسَاءَ أَنَّ يَعْتَكِفْنَ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: فَقَالَ شُرَيْحٌ: إِنِّي " §لَا أَقُولُ إِنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَنَزَّلٌ وَلَا فِي سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ إِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ: تَصُومُ رَجَبَ هَذَا الْعَامَ فَإِذَا أَفْطَرَتْ أَفْطَرَ مَعَهَا كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينٌ أَوْ أَطْعَمَتْ كُلَّ لَيْلَةٍ مِسْكِينًا نُسُكَانِ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ "
باب صيام ستة أيام من شوال
§بَابُ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ
334 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا»
باب صيام شوال والأربعاء والخميس
§بَابُ صِيَامِ شَوَّالٍ وَالْأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ
335 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا هِلَالٌ يَعْنِي ابْنَ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَرِيفٍ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فِلْقِ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَشَوَّالَ وَالْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ دَخَلَ الْجَنَّةَ»
336 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هَارُونُ أَبُو مُوسَى مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ , ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ فَسَكَتَ , فَأَعَدْتُ , عَلَيْهِ فَسَكَتَ , فَسَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «إنَّ §لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , صُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِي يَلِيهِ وَكُلَّ أَرْبِعَاءٍ وَخَمِيسٍ , فَإِذًا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ وَأَفْطَرْتَ»
باب صيام عاشوراء
§بَابُ صِيَامِ عَاشُورَاءَ
337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عَلِيلَةَ بِنْتِ الْكُمَيْتِ الْأَزْدِيَّةِ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَمَةِ اللَّهِ، عَنْ رَزِينَةَ خَادِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يَدْعُو بِمَرَاضِعِهِ وَمَرَاضِعِ فَاطِمَةَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَيَنْفُثُ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَيَقُولُ: «لَا تَسْقُوهُمْ إِلَى اللَّيْلِ»
باب صيام شعبان
§بَابُ صِيَامِ شَعْبَانَ
338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §رَبَّكُمْ يَطَّلِعُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى خَلْقِهِ فَيَغْفِرُ لَهُمْ كُلِّهِمْ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُشْرِكًا أَوْ مُصَارِمًا قَالُوا: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ فَيَدْخُلُ رَمَضَانُ وَهُوَ صَائِمٌ تَعْظِيمًا لِرَمَضَانَ "
باب صيام ثلاثة أيام من كل شهر
§بَابُ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ
339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَوْتَكِيَّةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سُئِلَ عَنِ الْأَرْنَبِ فَقَالَ: مَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَتَاهُ الْأَعْرَابِيُّ؟ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا، جَاءَ بِهَا الْأَعْرَابِيُّ وَقَدْ نَظَّفَهَا وَصَنَعَهَا وَأَهْدَاهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رَأَيْتُهَا تَدْمِي» أَيْ تَحِيضُ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ: «كُلُوا» , فَأَكَلَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَأْكُلِ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْكُلَ؟» قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: «فَهَلَّا الْبِيضُ»
340 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: وَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ صِيَامِ، ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ الْبِيضِ فَقَالَ: «كَانَ §عُمَرُ يَصُومُهُنَّ» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
341 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: كُنَّا مَعَ مُطَرِّفٍ نَسُوقُ الْإِبِلَ بِأَعْلَى الْمِرْبَدِ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَسَأَلْتُهُ: هَلْ سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا تُحَدِّثُنَاهُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ وَحَرِ صَدْرِهِ فَلْيَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ رَمَضَانَ وَثَلَاثَةً مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَلَا أَرَاكُمْ تَخَافُونَ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَخَذَ الصَّحِيفَةَ وَذَهَبَ. 342 - حَدَّثَنَاهُ هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ السَّلَمِ أَوْ مِنْ عُكْلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
343 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ، ثنا صَفْوَانُ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ السَّكُونِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ لِشَيْءٍ: «§أَوْصَانِي بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَأَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ وَسُبْحَةِ الضُّحَى فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ»
باب فيمن صام يوما في سبيل الله
§بَابٌ فِيمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
344 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا عَرْضُهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»
باب فضل الصوم
§بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ
345 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ -[429]-، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ , قَالَ مِثْلَ حَدِيثِ هِشَامٍ سَوَاءً غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الرَّابِعَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ أَجِدُهُ عَنْكَ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: «§عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ» فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ لَا يُلْقَوْنَ إِلَّا صِيَامًا فَإِذَا رُئِيَ نَارٌ وَدُخَانٌ فِي نَهَارٍ فِي مَنْزِلِهِمْ عَرَفُوا أَنَّهُمْ قَدِ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِأَمْرٍ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ نَفَعَنِي بِهِ، فَمُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: «اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً» , قُلْتُ: فِي النَّسَائِيِّ مِنْهُ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ فَقَطْ
346 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ، وَغَنِّمْهُمْ» قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا , ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ، وَغَنِّمْهُمْ» قَالَ: فَسَلِمْنَا، وَغَنِمْنَا , ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوَةً ثَالِثَةً فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ يُسَلِّمَنَا، وَيُغَنِّمَنَا، فَسَلِمْنَا، وَغَنِمْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَادْعُ اللَّهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ، وَغَنِّمْهُمْ» قَالَ: فَسَلِمْنَا، وَغَنِمْنَا قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ لِعَلِيِّ أَنْتَفِعُ بِهِ فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ» , قَالَ: فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صِيَامًا قَالَ: فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ قِيلَ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ قَالَ: فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ بَارِكَ لَنَا فِيهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ، فَقَالَ: «اعْلَمْ أَنَّكَ §لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً»
347 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ , أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا حَيَّانُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ -[431]- عَلِيٍّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ: «يَا أُسَامَةُ، §عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهَا» , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا أَسْرَعُ مَا يُقْطَعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ؟ قَالَ: «الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ، وَحَبْسُ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ النِّسَاءِ، يَا أُسَامَةُ وَعَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ، تَرَكَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ لِلَّهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنُ فَافْعَلْ، فَإِنَّكَ تُدْرِكُ بِذَلِكَ شَرَفَ الْمَنَازِلِ فِي الْآخِرَةِ، وَتَحُلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ، يَفْرَحُ بِقُدُومِ رُوحُكِ عَلَيْهِمْ، وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ , وَإِيَّاكَ يَا أُسَامَةُ وَكُلَّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَإِيَّاكَ يَا أُسَامَةُ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ وَأَحْرَقُوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ وَأَظْمَأُوا الْأَكْبَادَ حَتَّى غَشِيَتْ أَبْصَارُهُمْ , فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ سُرَّ بِهِمْ الْمَلَائِكَةُ , وَبِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ» , ثُمَّ بَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ وَهَابَ النَّاسُ أَنْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّ أَمْرًا قَدْ حَدَثَ بِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ: «وَيْحٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، مَا يَلْقَى مِنْهُمْ مَنْ أَطَاعَ رَبَّهُ مِنْهُمْ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَطَاعُوا اللَّهَ» , فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَفِيمَ إِذًا يَقْتُلُونَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ؟ فَقَالَ: " يَا عُمَرُ تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ، وَلَبِسُوا أَلْيَنَ الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ، يَتَزَيَّنُ مِنْهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا، وَتَبَرُّجَ النِّسَاءِ , زِيُّهُمْ زِيُّ الْمُلُوكِ، وَدِينُهُمْ دِينُ كِسْرَى وَهُرْمُزَ، يُسَمِّنُونَ مَا يَعُودُ بِالْجَشَا وَاللِّبَاسِ -[432]-، فَإِذَا تَكَلَّمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَلَيْهِمُ الْعِبَا مَحْنِيَّةٌ أَصْلَابُهُمْ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ , فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ وَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلَالَةِ، تُحَرِّمُ زِينَةَ اللَّهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، يَتَأَوَّلُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ دِينٍ، اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ , وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا , الْأَخْفِيَاءُ الْأَبْرَارُ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقَرَّبُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الْأَرْضِ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَيَخْفُونَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَتَحُفُّ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، تَنْعَمُ النَّاسُ وَيَنْعَمُونَ هُمْ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ , لَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثِّيَابِ وَلَبِسُوا هُمْ خَشِنَ الثِّيَابِ , افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ وَافْتَرَشُوا الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا , يَا أُسَامَةُ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لَهُمُ الْجَنَّةُ، وَيَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ، يَا أُسَامَةُ لَهُمُ الشُّرَفُ فِي الْآخِرَةِ، وَيَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمُ , الْأَرْضُ بِهِمْ رَحِيمَةٌ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلَاقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمُ , الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى اللَّهِ فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ , وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ، تَبْكِي الْأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ، وَيَسْخَطُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ بَلَدٍ لَيْسَ فِيهَا مَثَلُهُمْ , يَا أُسَامَةُ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ قَوْمًا هُمْ فِيهِمُ , اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ , وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوِيَ فِي النَّارِ، حَرَّمُوا حَلَالًا أُحِلَّ لَهُمْ طَلَبَ الْفَضْلِ فِي الْآخِرَةِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ، لَمْ يَتَكَالَبُوا عَلَى الدُّنْيَا تَكَالُبَ الْكِلَابِ عَلَى الْجِيَفِ , شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ , لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفَلَقَ , تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ , وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَمَا ذَهَبَتْ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مَنْ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا , فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلَا عُقُولٍ , يَا أُسَامَةُ عَقَلُوا حِينَ ذَهَبَ عُقُولُ النَّاسِ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ "
باب فيما نهي عن صومه
§بَابٌ فِيمَا نُهِيَ عَنْ صَوْمِهِ
348 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ خَمْسَةِ أَيَّامٍ: يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ "
349 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، وَمَرْزُوقٌ الشَّامِيُّ قَالَا: ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَةِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ»
350 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «§أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُنَادِيَ أَيَّامَ مِنًى، إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَلَا صَوْمَ، يَعْنِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ»
كتاب الحج
§كِتَابُ الْحَجِّ
باب الحث على الحج
§بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْحَجِّ
351 - حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ , ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " §حُجُّوا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى حَبَشِيٍّ أَصْمَعَ بِيَدِهِ مِعْوَلٌ يَنْقُضُهَا حَجَرًا حَجَرًا قُلْنَا لِعَلِيٍّ أَبِرَأْيِكَ؟ قَالَ: لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ وَلَكِنْ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
باب فضل الحج
§بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ
352 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§هَذَا الْبَيْتُ دِعَامَةُ الْإِسْلَامِ، مَنْ خَرَجَ يَؤُمُّ هَذَا الْبَيْتِ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ أَوْ زَائِرٍ كَانَ مَضْمُونًا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ قَبَضَهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ رَدَّهُ رَدَّهُ بِغَنِيمَةٍ وَأَجْرٍ»
353 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لَمْ يَعْرِضْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يُحَاسِبْهُ»
باب الحج عن العاجز والميت
§بَابُ الْحَجِّ عَنِ الْعَاجِزِ وَالْمَيِّتِ
354 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ " §أُمَّ سَعْدٍ دَخَلَتْ فِي الْإِسْلَامِ وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ وَإِنِّي كُنْتُ أَحُجُّ عَنْهَا وَأَتَصَدَّقُ وَأُعْتِقُ عَنْهَا وَإِنَّهَا قَدْ مَاتَتْ فَهَلْ يَنْفَعُهَا أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ عَنْهَا قَالَ: «نَعَمْ»
355 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَدْخُلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: الْمَيِّتُ وَالْحَاجُّ عَنْهُ وَالْمُنَفِّذُ ذَلِكَ "
356 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ الْمَدَنِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: الْحَاجَّ عَنِ الْمَيِّتِ، وَالْمَيِّتَ , وَالْمُنَفِّذَ ذَلِكَ عَنِ الْمَيِّتِ "
باب حج الصبي والمملوك
§بَابُ حَجِّ الصَّبِيِّ وَالْمَمْلُوكِ
357 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يُتْمَ بَعْدَ الْحُلُمِ , وَلَا عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ , وَلَا رَضَاعَ بَعْدَ فِطَامٍ , وَلَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ , وَلَا صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ , وَلَا وِصَالَ فِي الصِّيَامِ , وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ , وَلَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ , وَلَا تَغَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ , وَلَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ , وَلَا يَمِينَ لِلْمَمْلُوكِ مَعَ سَيِّدِهِ , وَلَا يَمِينَ لِزَوْجَةٍ مَعَ زَوْجِهَا , وَلَا يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ , وَلَوْ أَنَّ صَغِيرًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ إِذَا عَقِلَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا , وَلَوْ أَنَّ مَمْلُوكًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا , وَلَوْ أَنَّ أَعْرَابِيًّا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةٌ إِذَا هَاجَرَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»
باب في المرأة تقضي فرض الحج
§بَابٌ فِي الْمَرْأَةِ تَقْضِي فَرَضَ الْحَجِّ
358 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ: «§هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصْرِ» قَالَ: فَكُنَّ نِسَاؤُهُ كُلُّهُنَّ يَحْجُجْنَ إِلَّا سَوْدَةُ وَمَيْمُونَةُ قَالَتَا: لَا وَاللَّهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ أَنَّ سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَقُولُ
باب ركوب البحر للحاج ونحوه
§بَابُ رُكُوبِ الْبَحْرِ لِلْحَاجِّ وَنَحْوِهِ
359 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَرْكَبُ الْبَحْرَ إِلَّا غَازٍ أَوْ حَاجٌّ أَوْ مُعْتَمِرٌ»
باب المواقيت
§بَابُ الْمَوَاقِيتِ
360 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§أَهَلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ»
باب الحج من عمان
§بَابُ الْحَجِّ مِنْ عُمَانَ
361 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَادِيَةَ قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ قَالَ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: أَفَلَا أُخْبِرُكَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنِّي «§لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ فِي جَانِبَيْهَا الْبَحْرُ الْحَجَّةُ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْ حَجَّتَيْنِ مِنْ غَيْرِهَا» , قُلْتُ: سَنَدُ هَذَا الْحَدِيثِ وَأَكْثَرُ مَتْنِهِ مِنْ أَصْلِهِ وَنَفْسِهِ ذَهَبَ فَأَكْمَلْتُهُ مِنْ مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ
باب التلبية
§بَابُ التَّلْبِيَةِ
362 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ " §إِذَا لَبَّى قَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكُ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: انْتَهِ إِلَيْهَا فَإِنَّهَا تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
باب التلبيد
§بَابُ التَّلْبِيدِ
363 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ الْحَرَّانِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَقَدْ لَبَّدَ رَأْسَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: " مَا تَقُولُ فِي هَذَا؟ قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مَوْلَاكَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ إِنَّ عُمَرَ مَوْلَاكَ كَانَ يَقُولُ فِي أَقَارِبِهِ أَوْ إِمَارَتِهِ كُلِّهَا وَمَا قَالَ فِي خِلَافَتِهِ " §مَنْ لَبَّدَ رَأْسَهُ وَضَفَّرَ بِهِ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْحَلْقُ , فَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّمَا صَنَعْتُ كَذَا وَكَذَا كَأَنَّهُ يُهَوِّنُ , قَالَ ابْنُ عُمَرَ تَيْسٌ، وَعَنْزٌ، وَعَنْزٌ، وَتَيْسٌ "
باب ما جاء في القران
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَانِ
364 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ أَنَّهُ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ مَوْلَايَ فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَعْتَمِرُ قَبْلَ أَنْ أَحُجَّ؟ قَالَتْ: إنْ شِئْتَ فَاعْتَمِرْ قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ وَإِنْ شِئْتَ فَبَعْدَ أَنْ تَحُجَّ , قُلْتُ: فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ مَنْ كَانَ صَرُورَةً فَلَا يَصْلُحُ أَنْ يَعْتَمِرَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ قَالَ: فَسَأَلْتُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِهِنَّ فَقَالَتْ: نَعَمْ وَأُشْفِيكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§أَهِلُّوا يَا آلَ مُحَمَّدٍ بِعُمْرَةٍ فِي حَجٍّ» ، تَعْنِي الْقِرَانَ " 365 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
باب المتابعة بين الحج والعمرة
§بَابُ الْمُتَابَعَةِ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
366 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمَا لَيَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ»
367 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ مُتَابَعَةَ مَا بَيْنِهِمَا تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ وَالرِّزْقِ وَتَنْفِيَانِ الذُّنُوبَ»
368 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ»
باب ما يجتنبه المحرم
§بَابُ مَا يَجْتَنِبُهُ الْمُحْرِمُ
369 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْخَلُوقِ أَوْ صُفْرَةٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَفْعَلُ فِي عُمْرَتِي فَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ فَسُتِرَ بِثَوْبٍ قَالَ: وَكَانَ أُمَيَّةُ يُحِبُّ أَنْ يَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ قَالَ عُمَرُ: أَيَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَرَفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَلَهُ غَطِيطٌ قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ قَالَ: كَغَطِيطِ الْبَكَرِ قَالَ: وَسُرِّيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْعُمْرَةِ؟» قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «اغْسِلْ عَنْكَ أَثَرَ الْخَلُوقِ أَوْ أَثَرَ الصُّفْرَةِ وَاخْلَعِ الْجُبَّةَ وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ مَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ» قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَنَفْسَهُ فِي الدِّيَاتِ وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ وَقَالَ: هُنَا عَنْ أَبِيهِ
باب لبس القفازين للمحرمة
§بَابُ لِبْسِ الْقُفَّازَيْنِ لِلْمُحْرِمَةِ
370 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ «§تُرَخِّصُ لِلْمُحْرِمَةِ فِي لِبْسِ الْقُفَّازَيْنِ»
باب في لحم الصيد للمحرم
§بَابٌ فِي لَحْمِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ
371 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ الْخَطْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: صَحِبْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَكَانَ " §يَأْكُلُ لَحْمَ صَيْدِ الْبَرِّ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: صَادَهُ حَلَالٌ وَقَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا "
باب ما يقتل المحرم
§بَابُ مَا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ
372 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «§الْحَيَّةُ أَفْسَقُ الْفَسَقَةِ اقْتُلُوهَا»
باب ما جاء في الهدي
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْهَدْيِ
373 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيٍّ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§سَاقَ مِائَةَ بَدَنَةٍ فِي حَجَّتِهِ»
باب في المحرم يدخل رأسه بين الستر والجدار
§بَابٌ فِي الْمُحْرِمِ يُدْخِلُ رَأْسَهُ بَيْنَ السِّتْرِ وَالْجِدَارِ
374 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَرَأَى رَجُلًا يُدْخِلُ رَأْسَهُ بَيْنَ السِّتْرِ وَالْبَيْتِ فَنَهَاهُ وَقَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلَ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ بَيْنَ السِّتْرِ وَالْبَيْتِ»
باب فسخ الحج إلى العمرة
§بَابُ فَسْخِ الْحَجِّ إِلَى الْعُمْرَةِ
375 - حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، ثنا جَعْفَرٌ، ثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ حَفْصَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: «§أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُحِلَّ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ»
باب النزول بالأبطح
§بَابُ النُّزُولِ بِالْأَبْطَحِ
376 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَنْزِلَ بِالْأَبْطَحِ وَيَقُولُ: إِنَّمَا «§أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ»
باب الطواف وركعتيه في غير المسجد
§بَابُ الطَّوَافِ وَرَكْعَتَيْهِ فِي غَيْرِ الْمَسْجِدِ
377 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ قَالَ: «§طُفْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَرَكِبَ وَلَمْ يَسْعَ حَتَّى أَتَى طُوًى فَرَكَعَ َرَكْعَتَيْنِ»
378 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَيْفَ صَنَعْتَ فِي اسْتِلَامِ الْحَجَرِ؟» قُلْتُ: اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ قَالَ: «أَصَبْتَ»
باب في السعي
§بَابٌ فِي السَّعْيِ
379 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُوسَى بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§انْتَهَى إِلَى الصَّفَا فَبَدَأَ بِهِ نَهَارًا فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَزَلَ فَمَشَى حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَطْنِ الْوَادِي فَرَمَلَ وَرَمَلَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى جَاوَزَ الْوَادِيَ ثُمَّ مَشَى»
باب ما جاء في الرمي والحلق والتقصير
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّمْيِ وَالْحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ
380 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا رَمَيْتُمْ، وَحَلَقْتُمْ فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءُ»
381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ قَالَتْ: أَنَا أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَنْحَرُ بُدْنَهُ قِيَامًا، وَسَمِعْتُهُ يَوْمَئِذٍ وَقَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ، ثُمَّ دَخَلَ قُبَّةً لَهُ حَمْرَاءَ، فَرَأَيْتُهُ أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْ قُبَّتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «§يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ» , ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: وَالْمُقَصِّرِينَ "
باب في يوم عرفة
§بَابٌ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ
382 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي السَّفَّاحُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عَرَفَةُ يَوْمٌ يَعْرِفُ النَّاسَ»
باب في عرفة والمزدلفة
§بَابٌ فِي عَرَفَةَ وَالْمُزْدَلِفَةِ
383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ مَوْلَى آلِ مَخْرَمَةَ , ثنا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ وَكُلُّ جَمْعٍ مَوْقِفٌ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ»
384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ خُمَاشَةَ الْخَطْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِعَرَفَةَ: «§عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنُ عُرَنَةَ , وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلَّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنُ مُحَسِّرٍ»
باب الدفع من عرفة
§بَابُ الدَّفْعِ مِنْ عَرَفَةَ
385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ بَعْدَ أَنْ غَابَتِ الشَّمْسُ فَصَارَ يَؤُمُّ النَّارَ الَّتِي بِالْمُزْدَلِفَةِ حَتَّى نَزَلَ عَنْ يَسَارِهَا»
باب الخطبة في الحج
§بَابُ الْخُطْبَةِ فِي الْحَجِّ
386 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ، ثنا عُبَادَةُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: عِكْرِمَةُ، وَحَدَّثَنِي مَخْشِيُّ بْنُ حُجَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §خَطَبَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ قَالَ: «أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»
باب فضل مكة
§بَابُ فَضْلِ مَكَّةَ
387 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ: «§إِنِّي لَأَخْرُجُ مِنْكِ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ , وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ , وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ مِنْكِ , يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ كُنْتُمْ ولَاةَ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِي فَلَا تَمْنَعُوا طَائِفًا أَنْ يَطُوفَ بِبَيْتِ اللَّهِ سَاعَةً مَا شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ , وَلَوْلَا أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عِنْدَ اللَّهِ اللَّهُمَّ أَنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهُمْ نَكَالًا فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا»
باب في أمر الكعبة
§بَابٌ فِي أَمْرِ الْكَعْبَةِ
388 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَبْدِيُّ الْأَزْرَقُ بِبَغْدَادَ إِمْلَاءً , وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , ثنا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: " §لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذُعِرْتُ ذُعْرًا شَدِيدًا، وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا , فَخَرَجْنَا إِلَى السُّوقِ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ , فَمَرَرْتُ بِبَابِ دَارٍ فَإِذَا سِلْسِلَةٌ مُعَرَّضَةٌ مَثْنِيَّةٌ عَلَى الْبَابِ , وَإِذَا جَمَاعَةٌ , فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَمَنَعَنِي رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، قَالَ الْقَوْمُ: دَعْهُ , فَدَخَلْتُ فَإِذَا -[462]- وِسَادَةٌ مَثْنِيَّةٌ , وَإِذَا جَمَاعَةٌ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَظِيمٌ الْبَطْنِ أَصْلَعُ فِي حُلَّةٍ لَهُ فَجَلَسَ فَقَالَ: سَلُونِي وَلَا تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: 1] ؟ قَالَ: وَيْحَكَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ؟ تِلْكَ الرِّيَاحُ , قَالَ: فَمَا {فَالْحَامِلَاتِ وَقْرًا} [الذاريات: 2] ؟ قَالَ: وَيْحَكَ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ؟ هِيَ السَّحَابُ، قَالَ: فَمَا {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} [الذاريات: 3] قَالَ: وَيْحَكَ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ؟ تِلْكَ السُّفُنُ، قَالَ: فَمَا {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات: 4] قَالَ: وَيْحَكَ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ؟ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ , قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الْبَيْتِ هُوَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ , قَالَ: كَانَتِ الْبُيُوتُ قَبْلَهُ وَقَدْ كَانَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَكَنَ الْبُيُوتَ، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبَارَكًا وَهَدَى لِلْعَالَمِينَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ بِنَائِهِ، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا، فَضِيقَ إِبْرَاهِيمُ ذَرْعًا، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا يُقَالُ لَهَا السَّكِينَةُ وَيُقَالُ لَهَا الْخَجُوجُ لَهَا عَيْنَانِ وَرَأْسٌ، وَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَسِيرَ إِذَا سَارَتْ وَيَقِيلَ إِذَا قَالَتْ، فَسَارَتْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ فَتَطَوَّقَتْ عَلَيْهِ مِثْلَ الْحَجَفَةِ وَهِيَ بِإِزَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ، وَإِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَبْنِيَانِ كُلَّ يَوْمٍ مَسَاقًا فَإِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْحَرُّ اسْتَظَلَّا فِي ظِلِّ الْجَبَلِ , فَلَمَّا بَلَغَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِإِسْمَاعَيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتِنِي بِحَجَرٍ أَضَعُهُ يَكُونَ عَلَمًا لِلنَّاسِ فَاسْتَقْبَلَ إِسْمَاعِيلُ الْوَادِيَ وَجَاءَهُ بِحَجَرٍ فَاسْتَصْغَرَهُ إِبْرَاهِيمُ وَرَمَى بِهِ وَقَالَ: جِئْنِي بِغَيْرِهِ , فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهَبَطَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْحَجَرِ فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ جَاءَنِي مَنْ لَمْ يَكِلْنِي فِيهِ إِلَى حَجَرِكَ قَالَ: فَبَنَى الْبَيْتَ وَجَعَلُوا يَطُوفُونَ حَوْلَهُ وَيُصَلُّونَ حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا وَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ , فَكَانُوا يَطُوفُونَ بِهِ حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا , فَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ , فَلَمَّا بَلَغُوا مَوْضِعَ الْحَجَرِ اخْتَلَفُوا فِي وَضْعِهِ فَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَطْلُعُ مِنَ الْبَابِ , فَطَلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: قَدْ طَلَعَ الْأَمِينُ فَبَسَطَ ثَوْبًا وَوَضَعَ الْحَجَرَ وَسَطَهُ , وَأَمَرَ بُطُونَ قُرَيْشٍ فَأَخَذَ كُلُّ بَطْنٍ مِنْهُمْ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ وَوَضَعَهُ بِيَدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
باب في الحجر الأسود
§بَابٌ فِي الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ
389 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§نَزَلَ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ مَلَكٌ»
باب كسوة الكعبة
§بَابُ كِسْوَةِ الْكَعْبَةِ
390 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ أَسْعَدَ الْحِمْيَرِيِّ وَقَالَ: «هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ»
391 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنِ ابْنِ مِينَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ: «§كَسَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فِي حَجَّتِهِ الْحُبُرَاتِ»
باب فيما ينزل على البيت من الرحمة
§بَابٌ فِيمَا يَنْزِلُ عَلَى الْبَيْتِ مِنْ الرَّحْمَةِ
392 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ مِنْ أَهْلِ كَرْمَانَ , ثنا سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُنَزِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ رَحْمَةٍ: سِتُّونَ مِنْهَا لِلطَّائِفِينَ , وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ , وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِسَائِرِ النَّاسِ "
باب في فضل مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
§بَابٌ فِي فَضْلِ مَدِينَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أعلام حمى المدينة
§أَعْلَامُ حِمَى الْمَدِينَةِ
393 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «§بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعَلِّمُ حِمَى الْمَدِينَةِ أُعَلِّمُ عَلَى أَشْرَافِ ذَاتِ الْجَيْشِ وَعَلَى أَعْلَامِ الصُّبُوغَةِ وَعَلَى أَشْرَافِ مَخِيضٍ وَعَلَى أَشْرَافِ قَنَاةٍ»
باب فيمن أخاف أهل المدينة
§بَابٌ فِيمَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ
394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا , مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ» يَعْنِي قَلْبَهُ
395 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظُلْمًا أَخَافَهُ اللَّهُ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا»
باب أن الله سبحانه اختار لنبيه صلى الله عليه وسلم المدينة ولا يدخلها الطاعون ولا الدجال
§بَابُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَارَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ
396 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، أَنَّ نَاسًا كَانُوا بِالْكُوفَةِ مَعَ أَبِي الْمُخْتَارِ فَقُتِلُوا إِلَّا رَجُلَيْنِ حَمَلَا عَلَى الْعَدُوِّ تَأَسِّيًا بِهِمْ , فَأُفْرِجَ لَهُمَا فَنَجَيَا أَوْ ثَلَاثَةٌ , فَأَتَوُا الْمَدِينَةَ فَخَرَجَ عُمَرُ وَهُمْ قُعُودٌ يَذْكُرُونَهُمْ، قَالَ عُمَرُ: " §مَا قُلْتُمْ لَهُمْ؟ قَالُوا: اسْتَغْفَرْنَا لَهُمْ وَدَعَوْنَا لَهُمْ، قَالَ: لَتُحَدِّثُنِّي مَا قُلْتُمْ لَهُمْ , قَالُوا: اسْتَغْفَرْنَا لَهُمْ وَدَعَوْنَا لَهُمْ، قَالَ: لَتُحَدِّثُنِّي مَا قُلْتُمْ لَهُمْ أَوْ لَتَلْقَوُنَّ مِنِّي قُنُوطًا , قَالُوا: إِنَّا قُلْنَا إِنَّهُمْ شُهَدَاءُ، قَالَ عُمَرُ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ , وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ , وَالَّذِي لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا بِإِذْنِهِ , مَا تَعْلَمُ نَفْسٌ حَيَّةٌ مَاذَا عِنْدَ اللَّهِ لِنَفْسٍ مَيْتَةٍ إِلَّا نَبِيُّ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ , وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ , وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ , وَالَّذِي لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا بِإِذْنِهِ , إِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ رِيَاءً , وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً , وَيُقَاتِلُ يُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا , وَيُقَاتِلُ يُرِيدُ بِهِ الْمَالَ , وَمَا لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا مَا فِي أَنْفُسِهِمْ , إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِنَبِيِّهِ الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَقَلُّ الْأَرْضِ طَعَامًا، وَأَمْلَحُهُ مَاءً، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَا التَّمْرِ، وَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ "
باب الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
§بَابُ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ الْمُعَلَّى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامِ»
398 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامِ , وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةٍ فِي مَسْجِدِي هَذَا بِمِائَةِ صَلَاةٍ»
باب فيما بين القبر والمنبر
§بَابٌ فِيمَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ
399 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنِي قُنْفُذٌ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّبَيْرَ كَثِيرًا يُصَلِّي بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» قُلْتُ: وَأَعَادَهُ فَقَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي»
400 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ , وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» , قُلْتُ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
باب في مسجد قباء
§بَابٌ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ
401 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا»
كتاب الأضاحي والعقيقة والوليمة
§كِتَابُ الْأَضَاحِي وَالْعَقِيقَةِ وَالْوَلِيمَةِ
402 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§دَمُ عَفْرَاءَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ»
باب فيمن ذبح قبل الصلاة
§بَابٌ فِيمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ
403 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، حَدَّثَهُ، أَنَّ نَاسًا سَمِعُوا رَجَّةً بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ الْأَضْحَى فَظُنُّوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّى فَذَبَحُوا فَأَرْسَلُوا رَجُلًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَضْجَعَ أُضْحِيَّتَهُ يَذْبَحُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَعِنِّي عَلَى أُضْحِيَّتِي» , فَأَعَانَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ إِنَّ نَاسًا ظَنُّوا أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ فَذَبَحُوا ضَحَايَاهُمْ فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ قَالَ: «فَلْيَشْتَرُوا غَيْرَهَا ثُمَّ لِيَذْبَحُوهَا»
باب في العقيقة
§بَابٌ فِي الْعَقِيقَةِ
404 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي فُلَانٍ أُرَاهُ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ , عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَنِ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ: «§مَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ، وَمَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَنْسُكْ»
باب في الوليمة
§بَابٌ فِي الْوَلِيمَةِ
405 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا دَخَلَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُسْطَاطَهُ حَضَرَ نَاسٌ فَحَضَرْتُ مَعَهُمْ لِيَكُونَ لِي فِيهَا قِسْمٌ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا فَقَالَ: «§كُلُّوا مِنْ وَلِيمَةِ أُمِّكُمْ» ، فَلَمَّا كَانَ آخِرَ الْعَشَاءِ حَضَرْنَا فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا فِي طَرْفِ رِدَائِهِ نَحْوٌ مِنْ مُدٍّ وَنِصْفٍ مِنْ تَمْرِ عَجْوَةٍ، فَقَالَ: «كُلُوا مِنْ وَلِيمَةِ أُمِّكُمْ»
406 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنِ ابْنِ رُومَانَ قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ طَعَامِ الْعُرْسِ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا بَالُ رِيحِ طَعَامِ الْعُرْسِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ طَعَامِنَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي طَعَامِ الْعُرْسِ: «§فِيهِ مِثْقَالٌ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ» , وَقَالَ عُمَرُ: دَعَا لَهُ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَارِكَ لَهُ فِيهِ وَيُطَيِّبَهُ "
باب في إجابة الدعوة
§بَابٌ فِي إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ
407 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ» 408 - حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «وَلَا تَصْرِفُوا النَّاسَ»
كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله
§كِتَابُ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ وَمَا أُمِرَ بِقَتْلِهِ
باب الليل أمان للصيد
§بَابُ اللَّيْلِ أَمَانٌ لِلصَّيْدِ
409 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَطْرُقُوا الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا فَإِنَّ اللَّيْلَ أَمَانٌ لَهَا»
باب التسمية على الذبح
§بَابُ التَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبْحِ
410 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ وَإِنْ لَمْ يُسَمِّ مَا لَمْ يَتَعَمَّدْ , وَالصَّيْدُ كَذَلِكَ»
باب الذبح بالحجر
§بَابُ الذَّبْحِ بِالْحَجَرِ
411 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ جَارِيَةً، لِآلِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ «§تَسِمُ بِسَلْعٍ فَخَافَتْ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا فَأَخَذَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا بِهِ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا»
باب ما جاء في الأرنب والجراد والضب
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَرْنَبِ وَالْجَرَادِ وَالضَّبِّ
412 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَحَدُ بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ " §إِنِّي اصْطَدْتُ أَرْنَبًا بِالْحَرَّةِ فَلَمْ أَجِدْ مَا أُذَكِّيهَا بِهِ فَذَكَّيْتُهَا بِمَرْوَةٍ يَعْنِي حَجَرًا أَفَآكُلُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»
413 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَتَفَوَّهُ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «§أَشْتَهِي جَرَادًا مَقْلُوًّا» حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
414 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ فَقَالَ: «§أُمَّةٌ مُسِخَتْ فَاللَّهُ أَعْلَمُ»
415 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَ الْجُرَيْرِيُّ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ , عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: «§أُكِلَ الضَّبُّ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَأْكُلْهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ تَأْكُلْهُ وَلَمْ تَنْهَ عَنْهُ»
باب في قتل الكلاب
§بَابٌ فِي قَتْلِ الْكِلَابِ
416 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ بِنْتِ أَبِي رَافِعٍ قَالَتْ: «§أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَنَزَةَ أَبَا رَافِعٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْتُلَ كِلَابَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو رَافِعٍ قَدْ قَتَلْتُهَا كُلَّهَا إِلَّا كَلْبًا فَأَمَرَهُ بِقَتْلِ ذَلِكَ الْكَلْبِ»
417 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ «§اقْتُلْ كُلَّ كَلْبٍ بِالْمَدِينَةِ» , قَالَ: فَوَجَدْتُ نِسْوَةً بِالْمَدِينَةِ بِالصَّوْرَيْنِ مِنَ الْبَقِيعِ لَهُنَّ كَلْبٌ فَقُلْنَ يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَغْزَى رِجَالَنَا , وَإِنْ هَذَا الْكَلْبَ يَمْنَعُنَا بَعْدَ اللَّهِ , وَاللَّهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَنَا حَتَّى تَقُومَ امْرَأَةٌ مِنَّا فَتَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ , فَاذْكُرْهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو رَافِعٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أَبَا رَافِعٍ اقْتُلْهُ , فَإِنَّمَا يَمْنَعُهُنَّ اللَّهُ»
باب قتل الحيات
§بَابُ قَتْلِ الْحَيَّاتِ
418 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهِنَّ إِلَّا الْجِنَّانَ، الْأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ عَلَى ظَهْرِهِ فَإِنَّهُمَا يَقْتُلَانِ الصَّبِيَّ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَيُغَشِّيَانِ الْأَبْصَارَ وَمَنْ تَرَكَهُمَا فَلَيْسَ مِنَّا» قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ مِنْهُ قَتْلُ الْأَبْتَرِ وَذِي الطُّفْيَتَيْنِ
باب في جنان البيوت
§بَابٌ فِي جِنَّانِ الْبُيُوتِ
419 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ، حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ " §قَتَلَتْ جِنَّانًا فَأُرِيَتْ فِيمَا يُرَى النَّائِمُ فَقِيلَ لَهَا: وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتِ مُسْلِمًا , فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا مَا دَخَلَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقِيلَ لَهَا: وَهَلْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْكِ إِلَّا وَأَنْتِ مُتَجَلْبِبَةٌ أَوْ مُخَمَّرَةٌ , فَأَصْبَحَتْ وَهِيَ فَزِعَةٌ , فَأَمَرَتْ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا , فَجَعَلَتْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
كتاب البيوع
§كِتَابُ الْبُيُوعِ
باب ما جاء في الأسواق
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَسْوَاقِ
420 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟ قَالَ: «لَا أَدْرِي» , فَلَمَّا أَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا جِبْرِيلُ أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟» قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي , فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ سَأَلْتَنِي: أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقُلْتُ: أَيُّ الْبِلَادِ شَرٌّ؟ قَالَ: أَسْوَاقُهَا " قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي الصَّلَاةِ فِي فَضْلِ الْمَسَاجِدِ أَتَمُّ مِنْ هَذَا
باب فيما يقتنى من المال
§بَابٌ فِيمَا يُقْتَنَى مِنَ الْمَالِ
421 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْغَنَمُ بَرَكَةٌ وَالْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا» قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
422 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ بُدَيْلٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ»
باب نزول الرزق على قدر المؤنة
§بَابُ نُزُولِ الرِّزْقِ عَلَى قَدْرِ الْمُؤْنَةِ
423 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَزِّلُ الرِّزْقَ عَلَى قَدْرِ الْمُؤْنَةِ وَيُنَزِّلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلَاءِ»
باب التدبير
§بَابُ التَّدْبِيرِ
424 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَصْلِحُوا مَثَاوِيكُمْ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ» قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَمَثَاوِيكُمْ قَالَ: بُيُوتُكُمْ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ قَالَ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ مَمْلُوكًا بِعَشَرَةِ آلَافٍ فَاشْتَرَى مَمْلُوكِينَ , وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ: يَعْنِي الْحَيَّاتِ
باب ما جاء في الغاش
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغَاشِّ
425 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْسِبُ حَمَّادٌ أَنَّ «§رَجُلًا كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ وَمَعَهُ فِي السَّفِينَةِ قِرْدٌ , وَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ , فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ فَصَعِدَ بِهِ فَوْقَ الدَّقَلِ وَفَتَحَ الْكِيسَ فَجَعَلَ يَأْخُذُ دِينَارًا فَيُلْقِيَهُ فِي السَّفِينَةِ وَدِينَارًا فِي الْبَحْرِ حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ»
باب ما جاء في الاحتكار وغير ذلك
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاحْتِكَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
426 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ جَمَعَ طَعَامًا وَتَرَبَّصَ بِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ , وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ ظَلَّ فِي نَادِيهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَائِعًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ»
427 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحُكْرَةِ بِالْبَلَدِ» , قُلْتُ: رَوَاهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ
باب النهي عن التلقي، وبيع الحاضر للباد
§بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّلَقِّي، وَبَيْعِ الْحَاضِرِ لِلْبَادِ
428 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «§نَهَى أَنْ تُتَلَقَّى الْأَجْلَابَ، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، فَمَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، فَإِنْ حَلَبَهَا وَرَضِيَهَا فَهِيَ لَهُ، وَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ» حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شُعْبَةُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
باب في المصراة
§بَابٌ فِي الْمُصَرَّاةِ
429 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§وَمَنِ اشْتَرَى شَاةً مُحَفَّلَةً فَلَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا ثَلَاثًا , فَإِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ»
باب بيع الثمرة
§بَابُ بَيْعِ الثَّمَرَةِ
430 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا وَتَنْجُوَ مِنَ الْعَاهَةِ»
باب بيع الجزاف
§بَابُ بَيْعِ الْجِزَافِ
431 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: فِي هَذَا الْوِعَاءِ كَذَا وَكَذَا وَلَا أَبْتَعُكَ إِلَّا مُجَازَفَةً , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا سَمَّيْتَ كَيْلًا فَكِلْ»
باب النهي عن بيع الخمر
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ
432 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْخَمْرُ حَرَامٌ وَبَيْعُهَا حَرَامٌ وَثَمَنُهَا حَرَامٌ»
433 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعٍ، عَنْ كُلْثُومٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ فَوَجَدْنَاهُ نَائِمًا قَدْ غَطَّى وَجْهَهُ بِبُرْدٍ عَدَنِيٍّ وَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ: «§لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا»
باب في كسب الحجام وثمن الكلب وغير ذلك
§بَابٌ فِي كَسْبِ الْحَجَّامِ وَثَمَنِ الْكَلْبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
434 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَرْبَعٌ كُلُّهُنَّ مِنَ السُّحْتِ: مَهْرُ الْبَغِيِّ وَثَمَنُ الْكَلْبِ وَكَسْبُ الْحَجَّامِ وَضِرَابُ الْفَحْلِ "
باب في بيع أرض العجم
§بَابٌ فِي بَيْعِ أَرْضِ الْعَجَمِ
435 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَرْسَلَ إِلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَرْضِ الْأَعَاجِمِ أَوْ قَالَ: الْعَجَمِ فَقَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ أَرْضِ الْعَجَمِ وَشِرَائِهَا وَكِرَائِهَا»
باب بيع الحنطة بالثياب
§بَابُ بَيْعِ الْحِنْطَةِ بِالثِّيَابِ
436 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: «§بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ وَكَانَ يَأْخُذُ الثِّيَابَ بِصَدَقَةِ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ»
باب في القرض يجر المنفعة
§بَابٌ فِي الْقَرْضِ يَجُرُّ الْمَنْفَعَةَ
437 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ، أَنْبَأَ سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عُمَارَةَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً فَهُوَ رِبًا»
باب ما جاء في الربا
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الرِّبَا
438 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَنْبَأَ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «§لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَلَعَنَ الْمُصَوِّرَ»
439 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: «§الدِّرْهَمُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ خَطِيئَةً مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً»
باب في أنواع الربا ووقته
§بَابٌ فِي أَنْوَاعِ الرِّبَا وَوَقْتِهِ
440 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ , فَمَنْ زَادَ فَقَدْ أَرْبَى , وَإِنِ اسْتَنْظَرَكَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَلَا تَدَعْهُ» قُلْتُ: لِابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ بِاخْتِصَارٍ
441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجْتُ إِلَى نَفَقَةٍ فَأَخَذْتُ خُلْخَالَيِ الْمَرْأَةِ لِآخُذَ بِهِ وَرِقًا , فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ زَمَنَ اسْتُخْلِفَ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي احْتَجْتُ إِلَى نَفَقَةٍ فَأَخَذْتُ خُلْخَالَيِ الْمَرْأَةِ لِآخُذَ بِهِ وَرِقًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ مَعِيَ وَرِقًا أُرِيدُ بِهَا فِضَّةً أَجْوَدَ مِنْهَا قَالَ: فَدَعَا بِالْمِيَزَانِ فَوَضَعَ الْفِضَّةَ وَالْوَرِقَ فِي كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ قَالَ: فَرَجَحَتِ الْفِضَّةُ , فَدَعَا بِالْمِقْرَاضِ لِيَقْطَعَ فَضْلَهَا قَالَ: فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ لَكَ حَلَالًا فَقَالَ: إنْ أَحْلَلْتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُحِلَّهُ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ وَالزَّائِدُ وَالْمَزِيدُ فِي النَّارِ»
442 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عِنْدَ بِلَالٍ تَمْرٌ قَدْ سَوَّسَ فَبَاعَ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا هَذَا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِعْتُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ فَقَالَ: يَا بِلَالُ «§هَذَا لَا يَصْلُحُ التَّمْرُ بِالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ فَمَنْ زَادَ فَقَدْ أَرْبَى»
باب ما جاء في الدين
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الدَّيْنِ
443 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §أَرَأَيْتَ إِنْ جَاهَدْتُ بِنَفْسِي وَمَالِي صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: «نَعَمْ , إِنْ لَمْ تَمُتْ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ لَيْسَ عِنْدَكَ وَفَاؤُهُ»
444 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ , ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " §مَنْ دَايَنَ النَّاسَ بِدَيْنٍ يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُ يُرِيدُ قَضَاءَهُ فَأَتَى دُونَ ذَلِكَ أَرْضَى اللَّهُ هَذَا مِنْ حَقِّهِ وَتَجَاوَزَ عَنْهُ , وَمَنْ دَايَنَ النَّاسَ بِدَيْنٍ يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ قَضَاءَهُ قَضَى اللَّهُ لَهُ مِنْهُ، وَقَالَ: حَسِبْتُ أَنِّي لَمْ أَقْتَضِ لَهُ مِنْكَ "
445 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا الْقَاسِمُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَدَّانُ فَقِيلَ لَهَا مَا لَكِ وَلِلدَّيْنِ؟ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَا مِنْ عَبْدٍ كَانَتْ لَهُ نِيَّةٌ فِي أَدَاءِ دَيْنِهِ إِلَّا كَانَ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَوْنٌ» فَأَنَا أَلْتَمِسُ ذَلِكَ الْعَوْنَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
باب في مطل الغني
§بَابٌ فِي مَطْلِ الْغَنِيِّ
446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ وَمَنْ أُحِيلَ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَحْتَلْ»
باب ما جاء في المفلس
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُفْلِسِ
447 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ شَابًّا سَمْحًا، أَفْضَلَ فَتَيَانِ قَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ فِي الدَّيْنِ، فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُرَمَاؤُهُ، فَلَوْ تُرِكَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتُرِكَ مُعَاذٌ مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «§فَبَاعَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ مَالَهُ، فَبَقِيَ مُعَاذٌ لَا مَالَ لَهُ»
448 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ نَجِيحٍ الطَّبَّاعُ، ثنا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمً , عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِغَرِيمٍ لَهُ فَقَالَ: " أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنَّ §لِي عَلَى غَرِيمِي هَذَا حَقًّا، قَالَ: فَقَالَ لِلْآخَرِ مَا تَقُولُ قَالَ: صَدَقَ قَالَ: فَاقْضِهِ إِيَّاهُ قَالَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنِّي رَجُلٌ مُعْسِرٌ قَالَ: فَقَالَ لِغَرِيمِهِ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: صَدَقَ قَالَ: فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: احْبِسْهُ لِي قَالَ: أَتَعْلَمُ لَهُ مَالًا تَأْخُذُهُ فَيَكْسِبُهُ فَيَقْضِيكَ؟ قَالَ: لَا , قَالَ: فَمَا تُرِيدُ قَالَ: احْبِسْهُ قَالَ: لَا أَحْبِسُهُ لَكَ أَنْ يَبْتَغِيَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ فَيَقْضِيَكَ وَفِي أَنْ يَبْتَغِيَ لِعِيَالِهِ " قَالَ: غَالِبٌ , وَشَهِدْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ قَضَى بِمِثْلِهَا
باب: الناس شركاء في ثلاث
§بَابُ: النَّاسِ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ
449 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَنَزَلَ النَّاسُ مَنْزِلًا فَقَطَعُوا الطَّرِيقَ وَمَدُّوا الْحِبَالَ عَلَى الْكَلَأِ , فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعُوا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ لَقَدْ غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْمَاءِ وَالْكَلَأِ وَالنَّارِ»
باب في الشروط
§بَابٌ فِي الشُّرُوطِ
450 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْتَرَى حُذَيْفَةُ مِنْ رَجُلٍ نَاقَةً بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَشَرَطَ لَهُ رِضَاهُ مِنَ النَّقْدِ , فَأَتَاهُ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْبَهَانَ كَانَ أَبْصَرَ بِالْوَرِقِ مِنْهُ , فَأَخْرَجَ لَهُ حُذَيْفَةُ كِيسًا فَغَلَّ عَامَّتَهُ , ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْهِ كِيسًا فَغَلَّ عَامَّتَهُ , ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْهِ كِيسًا فَغَلَّ عَامَّتَهُ فَقَالَ: إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكُمْ ثَلَاثًا , يَقُولُهَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مِنْ شَرَطَ لِأَخِيهِ شَرْطًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَفِيَ لَهُ بِهِ فَهُوَ كَالْمُدْلِي جَارَهُ إِلَى غَيْرِ مَنْفَعَةٍ»
باب ما جاء في الهدية
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْهَدِيَّةِ
451 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُخَالِطُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ عِيَاضٌ فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَسْلَمْتَ , أَوْ كُنْتَ أَسْلَمْتَ؟» قَالَ: لَا قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَنَا زَبَدُ الْمُشْرِكِينَ» قُلْتُ لِلْحَسَنِ: مَا الزَّبَدُ؟ قَالَ: الرِّفَدُ
452 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §أَهْدَى أَمِيرُ الْقِبْطِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَارِيَتَيْنِ أُخْتَيْنِ وَبَغْلَةً وَكَانَ يَرْكَبُ الْبَغْلَةَ بِالْمَدِينَةِ وَاتَّخَذَ إِحْدَى الْجَارِيَتَيْنِ لِنَفْسِهِ فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ وَوَهَبَ الْأُخْرَى لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ " -[512]- 453 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْبَجَلِيُّ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْوَلِيمَةِ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: «أَجِيبُوا الدَّاعِيَ وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ»
باب التسوية بين الأولاد في العطية
§بَابُ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ فِي الْعَطِيَّةِ
454 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَرْحُبِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سَوُّوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ , فَلَوْ كُنْتُ مُفَضِّلًا لَفَضَّلْتُ النِّسَاءَ»
باب: لا يحل مال مسلم
§بَابُ: لَا يَحِلُّ مَالُ مُسْلِمٍ
455 - حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ الْأَصَمِّ قَالَ: تَلَقَّيْتُ عَائِشَةَ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ وَطَلْحَةُ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا وَقَدْ كُنَّا وَقَعْنَا فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَأَصَبْنَا مِنْهُ فَبَلَغَهَا ذَلِكَ فَأَقْبَلَتْ عَلَى ابْنِ أُخْتِهَا تَلُومُهُ وَتَعْذِلُهُ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَوَعَظَتْنِي مَوْعِظَةً بَلِيغَةً , ثُمَّ قَالَتْ: «§أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ سَاقَكَ حَتَّى جَعَلَكَ فِي بَيْتِ نَبِيِّهِ، ذَهَبَتْ وَاللَّهِ مَيْمُونَةُ وَرُمِيَ بِرَسَنِكَ عَلَى غَارِبِكَ , أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا لِلَّهِ، وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ»
باب في اللقطة
§بَابٌ فِي اللُّقَطَةِ
456 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي -[514]- مُسْلِمٍ الْجَذْمِيِّ , عَنِ الْجَارُودِ قَالَ: قُلْتُ: أَوْ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اللُّقَطَةُ نَجِدُهَا؟ قَالَ: «§أَنْشِدْهَا وَلَا تَكْتُمْ وَلَا تُغَيِّبْ فَإِنْ وَجَدْتَ صَاحِبَهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ , وَإِلَّا فَمَالُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» , قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ النَّسَائِيِّ: ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرْقُ النَّارِ
كتاب الأيمان والنذور
§كِتَابُ الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ
باب في اليمين الفاجرة
§بَابٌ فِي الْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ
457 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَدْ شَهِدْتُ أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَاكَ، يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ سَمِعَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قُلْتُ: لَا أَدْرِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ كَاذِبَةٍ كَانَتْ نُكْتَةً سَوْدَاءَ فِي قَلْبِهِ لَا يُغَيِّرُهَا شَيْءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
باب كفارة اليمين
§بَابُ كَفَّارَةِ الْيَمِينِ
458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، كَانَ يَقُولُ: «§يُجْزِئُ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ»
باب فيمن نذر أن يحمد الله حق حمده
§بَابٌ فِيمَنْ نَذَرَ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ حَقَّ حَمْدِهِ
459 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ -[517]- الشَّعْبِيِّ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا فَقَالَ: «§لَئِنْ أَتَانِي مِنْهُمْ خَبَرٌ صَالِحٌ لَأَحْمَدَنَّ اللَّهَ حَقَّ حَمْدِهِ» , فَلَمَّا أَتَاهُ مِنْهُمْ خَبَرٌ صَالِحٌ، قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ شُكْرًا , وَلَكَ الْمَنُّ فَضْلًا» , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ: لَئِنْ أَتَانِي مِنْهُمْ خَبَرٌ صَالِحٌ لَأَحْمَدَنَّ اللَّهَ حَقَّ حَمْدِهِ، قَالَ: قَدْ قُلْتُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ شُكْرًا وَلَكَ الْمَنُّ فَضْلًا»
كتاب الأحكام
§كِتَابُ الْأَحْكَامِ
باب التسوية بين الخصمين
§بَابُ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْخَصْمَيْنِ
460 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقْضِي فَجَاءَ الْحَارِثُ بْنُ الْحَكَمِ فَجَلَسَ عَلَى وِسَادَتِهِ الَّتِي يَتَّكِئُ عَلَيْهَا , فَظَنَّ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ جَاءَ لِحَاجَةٍ غَيْرِ الْحُكْمِ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: اسْتَأْدَى عَلَيَّ الْحَارِثُ , فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ «§قُمْ فَاجَلَسَ مَعَ خَصْمِكَ؛ فَإِنَّهَا سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
باب: لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان
§بَابُ: لَا يَقْضِي الْقَاضِي إِلَّا وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ
461 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَقْضِي الْقَاضِي إِلَّا وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ»
باب حكم الحاكم لا يحل الحرام ولا يحرم الحلال
§بَابُ حُكْمِ الْحَاكِمِ لَا يُحِلُّ الْحَرَامَ وَلَا يُحَرِّمُ الْحَلَالَ
462 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّكُمْ «§تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضُكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَقْضِيَ لَهُ بِنَحْوٍ مِمَّا أَسْمَعُ مِنْهُ , فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا , فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ»
باب أخذ حق الضعيف
§بَابُ أَخْذِ حَقِّ الضَّعِيفِ
463 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا وهَيْبٌ، أَنْبَأَ أَيُّوبُ، عَنْ -[521]- عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ أَنَّ رَجُلًا، جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ تَمْرًا , فَاسْتَنْظَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى أَنْ يَنْتَظِرَهُ , فَانْتَهَرَهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَطْلُبُكَ مِنْهُ بِشَيْءٍ , فَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَى أَرْضِي حَتَّى يَذْهَبَ مِنْهَا أَكْثَرُ مِمَّا أَطْلُبُكَ بِهِ , فَأَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهَا خَوْلَةُ يَسْتَسْلِفُهَا تَمْرًا , فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِتَمْرٍ فَقَالَتْ: إِنْ أَرَدْتَ مِنْ هَذَا فَعِنْدَنَا مِنْهُ مَا أَرَدْتُمْ , قَالَ: «§تُرِيدُ مِنْ هَذَا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اذْهَبْ فَاكْتَلْ وَاسْتَوْفِهِ» , ثُمَّ قَالَ: «هُوَ كَانَ إِلَى نُصْرَتِكُمْ أَحْوَجُ , وَأَنَا إِلَى أَنْ تَأْمُرُونِيَ بِأَدَاءِ أَمَانَتِي أَحْوَجُ» , وَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُقَدِّسُ عَلَى أُمَّةٍ لَا تَنْصُرُ ضَعِيفَهَا» , أَوْ قَالَ: «لَا تُقَوِّي ضَعِيفَهَا»
باب عظة الشاهد
§بَابُ عِظَةِ الشَّاهِدِ
464 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§وَمَنْ شَرِبَ شَرَابًا حَتَّى يَذْهَبَ بِعَقْلِهِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ , وَمَنْ شَهِدَ شَهَادَةً اجْتَاحَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَوْ سَفْكَ بِهَا دَمَهُ فَقَدْ أَوْجَبَ النَّارَ» أَوْ كَمَا قَالَ
465 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ التَّمِيمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§شَاهِدُ الزُّورِ لَا تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتَّى تُوجَبَ لَهُ النَّارُ» , قَالَ: «وَالطَّيْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ تَرْتَفِعُ مَنَاقِيرُهَا وَتَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا وَتَطْرَحُ مَا فِي بُطُونِهَا , وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ» , قَالَ مُحَارِبٌ يَوْمَئِذٍ يَعِظُ رَجُلًا يَقُولُ لَهُ: اتَّقِ ذَلِكَ الْيَوْمَ قُلْتُ: قِصَّةُ شَاهِدِ الزُّورِ رَوَاهَا ابْنُ مَاجَةَ
باب اختبار الحاكم لرعيته
§بَابُ اخْتِبَارِ الْحَاكِمِ لِرَعِيَّتِهِ
466 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[524]- بُرَيْدَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَمَعَ النَّاسَ لِقُدُومِ الْوَفْدِ فَقَالَ لِابْنِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ: انْظُرْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأْذَنْ لَهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ ثُمَّ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَصُفُّوا قُدَّامَهُ فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ عَلَيْهِ مُقَطَّعَةٌ بُرُودٌ , فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: إِيهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ فَقَالَ الرَّجُلُ إِيهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: قُمْ , فَقَامَ إِلَى مَجْلِسِهِ قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ فَإِذَا الْأَشْعَرِيُّ خَفِيفُ الْجِسْمِ، قَصِيرٌ، سِبْطٌ، قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إِيهِ , فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَرِيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَلْنَا أَوِ افْتَحْ , حَدِّثْنَا فَنُحَدِّثُكَ , قَالَ عُمَرُ: أُفٍّ , قَالَ: فَنَظَرَ , فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ الْجِسْمِ , فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ , فَأَتَاهُ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِيهِ قَالَ: فَوَثَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَا عَلَيْهِ وَوَعَظَ بِاللَّهِ , ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ وُلِّيتَ هَذِهِ الْأُمَّةَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَرَعِيَّتِكَ وَفِي نَفْسِكَ خَاصَّةً , فَإِنَّكَ مُحَاسَبٌ وَمَسْئُولٌ عَمَّا اسْتُرْعِيتَ , وَإِنَّمَا أَنْتَ أَمِينٌ وَإِنَّمَا عَلَيْكَ أَنَّ تُؤَدِّيَ مَا عَلَيْكَ مِنَ الْأَمَانَةِ , وَتُعْطَى أَجْرَكَ عَلَى قَدْرِ عَمَلِكَ , قَالَ: مَا صَدَقَنِي رَجُلٌ مُنْذُ اسْتُخْلِفْتُ غَيْرُكَ , مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَبِيعُ بْنُ زِيَادٍ , قَالَ: أَخُو الْمُهَاجِرِ بْنِ زِيَادٍ؟ قَالَ: فَجَهَّزَ عُمَرُ جَيْشًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمُ الْأَشْعَرِيَّ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ رَبِيعَ بْنَ زِيَادٍ فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا فِيمَا يَقُولُ فَإِنَّ عِنْدَهُ عَوْنٌ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ , فَاسْتَعْمِلْهُ ثُمَّ لَا يَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ عَشْرٌ إِلَّا تَعَاهَدْتَ فِيهِنَّ عَمَلَهُ , وَاكْتُبْ إِلَيَّ سِيرَتَهُ فِي عَمَلِهِ حَتَّى كَأَنِّي أَنَا الَّذِي اسْتَعْمَلْتُهُ , ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مُنَافِقٌ عَلِيمُ اللِّسَانِ»
كتاب الوصايا
§كِتَابُ الْوَصَايَا
وصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
§وَصِيَّةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
467 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: " §أَوْصَانِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ: أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنِّي , وَلَا أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي , وَأَنْ أُحِبَّ الْمَسَاكِينَ , وَأَنْ أَدْنُوَا مِنْهُمْ , وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ , وَإِنْ كَانَ مُرَّا , وَأَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا , وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ , وَأَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "
468 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ الْمَدَنِيُّ، ثنا عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ , عَنِ ابْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَوْصَانِي حِبِّي عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخَمْسٍ: أَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ , وَأُجَالِسُهُمْ , وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي , وَلَا أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي , وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ , وَأَنْ أَقُولَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "
469 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ §إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ الْوُضُوءِ، وَتَمَامَ الصَّلَاةِ، وَتَمَامَ رِضْوَانِكَ، وَتَمَامَ مَغْفِرَتِكَ , فَهَذِهِ زَكَاةُ الْوُضُوءِ , وَإِذَا أَكَلْتَ فَابْدَأْ بِالْمِلْحِ , وَاخْتِمْ بِالْمِلْحِ؛ فَإِنَّ فِي الْمِلْحِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَوَّلُهَا الْجُذَامُ وَالْجُنُونُ وَالْبَرَصُ وَوَجَعُ الْأَضْرَاسِ وَوَجَعُ الْحَلْقِ وَوَجَعُ الْبَصَرِ , وَيَا عَلِيُّ كُلِ الزَّيْتَ وَادَّهْنِ بِالزَّيْتِ , فَإِنَّهُ مَنِ ادَّهَنَ بِالزَّيْتِ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , وَيَا عَلِيُّ لَا تَسْتَقْبَلِ الشَّمْسَ؛ فَإِنَّ اسْتِقْبَالَهَا دَاءٌ وَاسْتِدْبَارَهَا دَوَاءٌ، وَلَا تُجَامِعِ امْرَأَتَكَ فِي نِصْفِ الشَّهْرِ وَلَا عِنْدَ غُرَّةِ الْهِلَالِ , أَمَا رَأَيْتَ الْمَجَانِينَ يُصْرَعُونَ فِيهَا كَثِيرًا , يَا عَلِيُّ إِذَا رَأَيْتَ الْأَسَدَ فَكَبِّرْ ثَلَاثًا تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَكْبَرُ , أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأُحَاذِرُ، فَإِنَّكَ تُكْفَى شَرَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَإِذَا هَرَّ الْكَلْبُ عَلَيْكَ فَقُلْ: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} , يَا عَلِيُّ إِذَا كُنْتَ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ بَعْدَ إِفْطَارِكَ: اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ , يُكْتَبُ لَكَ مِثْلَ مَنْ كَانَ صَائِمًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا , يَا عَلِيُّ وَاقْرَأْ سُورَةَ يس فَإِنَّ فِي يس عَشْرَ بَرَكَاتٍ , مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إِلَّا شَبِعَ , وَلَا ظَمْآنُ إِلَّا رُوِيَ , وَلَا عَارٍ إِلَّا كُسِيَ , وَلَا عَزَبٌ إِلَّا تَزَوَّجَ , وَلَا خَائِفٌ إِلَّا أَمِنَ , وَلَا مَسْجُونٌ إِلَّا خَرَجَ , وَلَا مُسَافِرٌ إِلَّا أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ , وَلَا مَنْ ضَلَّتْ لَهُ ضَالَّةٌ إِلَّا وَجَدَهَا , وَلَا مَرِيضٌ إِلَّا بَرِئَ , وَلَا قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إِلَّا خُفِّفَ عَنْهُ "
وصية حذيفة رضي الله عنه
§وَصِيَّةُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
470 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ أَبُو مَسْعُودٍ: أَوْصِنَا قَالَ: إنَّ «§الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ وَتُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللَّهِ»
وصية قيس بن عاصم
§وَصِيَّةُ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ
471 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «§هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» , قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَالُ الَّذِي لَا تَبَعَةَ عَلَيَّ فِيهِ فِي ضَيْفٍ أَضَافَ أَوْ عِيَالٍ وَإِنْ كَثُرُوا , قَالَ: «نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ، وَإِنْ كَثُرَ فَسِتُّونَ , وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ , وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ , إِلَّا مَنْ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ فِي رِسْلِهَا وَنجْدَتِهَا , وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا , وَأَقْفَرَ ظَهْرَهَا , أَوْ حَمَلَ عَلَى ظَهْرِهَا , وَمَنَحَ عَزِيزَتَهَا , وَنَحَرَ سَمِينَهَا , وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقُ وَأَحْسَنَهَا , أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يَحِلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا بِهِ أَحَدٌ مِنْ كَثْرَةِ إِبِلِي , قَالَ: «كَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمِنْحَةِ؟» قُلْتُ: تَغْدُو الْإِبِلُ وَيَغْدُو النَّاسُ , فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرِهِ فَذَهَبَ بِهِ فَقَالَ: «يَا قَيْسُ -[529]- أَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالُ مَوْلَاكَ؟» قُلْتُ: لَا، بَلْ مَالِي , قَالَ: «فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ , أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ , أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ , وَمَا بَقِيَ فَلِوَرَثَتِكَ» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَئِنْ بَقِيَتْ لَأَدَعَنَّ عِدَّتَهَا قَلِيلًا " , قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَى بَنِيهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ خُذُوا عَنِّي , فَإِنَّهُ لَا أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي , إِذَا أَنَا مُتُّ فَسَوِّدُوا كَبِيرَكُمْ، وَلَا تُسَوِّدُوا صَغِيرَكُمْ فَتَسْتَسْفِهَ النَّاسُ كِبَارَكُمْ , وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلَاحِ الْمَالِ؛ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ , وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ , فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ , وَلَمْ يَسْأَلْ أَحَدٌ إِلَّا وَتَرَكَ كَسْبَهُ , وَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا وَأَصُومُ , وَإِيَّاكُمْ وَالنِّيَاحَةَ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهَا , وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لَا يَعْلَمُ بِي أَحَدٌ , فَإِنَّهُ كَانَتْ تَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ خَمَاشَاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَأَخَافُ أَنْ يُدْخِلُوهَا عَلَيْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ فَيُفْسِدُوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ , قَالَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ: نَصَحَهُمْ فِي الْحَيَاةِ وَالْمَمَاتِ , قُلْتُ: رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ النَّهْيَ عَنِ النِّيَاحَةِ فَقَطْ
كتاب العتق
§كِتَابُ الْعِتْقِ
باب الوصية بملك اليمين
§بَابُ الْوَصِيَّةِ بِمِلْكِ الْيَمِينِ
472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ فَإِنْ جَاءُوا بِذَنْبٍ فَلَمْ تُرِيدُوا أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوا عِبَادَ اللَّهِ وَلَا تُعَذِّبُوهُمْ»
باب فيمن أعتق نصيبا من مملوك
§بَابٌ فِيمَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا مِنْ مَمْلُوكٍ
473 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ «§أَعْتَقَ شَقِيصًا لَهُ مِنْ مَمْلُوكٍ فَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَجَعَلَ خَلَاصَهُ فِي مَالِهِ وَقَالَ» لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ "
باب عتق ولد الزنا
§بَابُ عِتْقِ وَلَدِ الزِّنَا
474 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ قَالَ: ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ سُئِلَتْ فَقِيلَ لَهَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِشِسْعِ نَعْلِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ زِنًا» فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَسَاءَ سَمْعَهُ فَأَسَاءَ إِجَابَةً، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِشِسْعٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آمُرَ جَارِيَتِي بِزِنًا وَأُعْتِقَ وَلَدَهَا» , قُلْتُ: وَحَدِيثُ وَلَدِ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ يَأْتِي فِي الْحُدُودِ
باب ميراث الجد والخال
§بَابُ مِيرَاثِ الْجَدِّ وَالْخَالِ
475 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ وَيَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «§أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَدَّ سُدُسَ الْمَالِ مَعَ الْوَلَدِ الذَّكَرِ , وَمَعَ الْأَخِ الْوَاحِدِ النِّصْفَ , وَمَعَ الِاثْنَيْنِ فَصَاعِدًا الثُّلُثَ , وَإِذَا لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ غَيْرُهُ فَأَعْطَاهُ الْمَالَ كُلَّهُ»
476 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ وَتُوُفِّيَ: §هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ نَسَبًا فِيكُمْ؟ قَالَ: لَا , إِنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا , «فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِيرَاثِهِ لِابْنِ أُخْتِهِ»
كتاب النكاح
§كِتَابُ النِّكَاحِ
باب تخيير من أسلم على أكثر من أربعة نسوة
§بَابُ تَخْيِيرِ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ نِسْوَةٍ
477 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §أَسْلَمَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَيُفَارِقَ سَائِرَهُنَّ قَالَ: وَأَسْلَمَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَعِنْدَهُ ثَمَانِ نِسْوَةٍ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمْسِكَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَيُفَارِقَ سَائِرَهُنَّ "
باب النهي عن نكاح المتعة
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ
478 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَهْدِمُ الْمُتْعَةَ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالْعِدَّةُ والْمِيرَاثُ»
479 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ إِذَا سُئِلَتْ عَنِ الْمُتْعَةِ قَالَتْ: " §بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللَّهِ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 6] فَمَنِ ابْتَغَى غَيْرَ مَا زَوَّجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ مَا مَلَكَهُ فَقَدْ عَدَا "
باب ما جاء في الرضاع
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّضَاعِ
480 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا يَذْهَبُ مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْغُرَّةُ يَعْنِي الْعَبْدَ وَالْأَمَةَ»
481 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اسْتَرْضِعُوا فِي مُزَيْنَةَ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ أَمَانَةٍ»
باب الترغيب في النكاح
§بَابُ التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ
482 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغَلِّسِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَجِيحٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ قَدِرَ عَلَى أَنْ يَنْكِحَ فَلَمْ يَنْكِحْ فَلَيْسَ مِنَّا»
483 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنَ قَالَ: اجْتَمَعَ نَفَرٌ فَقَالُوا: لَوْ بَعَثْنَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُنَّ عَنْ أَخْلَاقِهِ , فَبَعَثُوا إِلَيْهِنَّ فَقُلْنَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَيَنَامُ وَيُفْطِرُ وَيَصُومُ وَيَنْكِحُ النِّسَاءَ، فَقَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَقُومُ اللَّيْلَ فَلَا أَنَامُ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصُومُ النَّهَارَ فَلَا أُفْطِرُ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَدَعُ النِّسَاءَ فَلَا آتِيهُنَّ فَإِنَّ فِيهِنَّ شُغْلًا , فَاطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ , فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " §مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَحَسَّسُوا عَنْ شَأْنِ نَبِيِّهِمْ , فَلَمَّا أُخْبِرُوا بِهِ رَغِبُوا عَنْهُ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَقُومُ اللَّيْلَ فَلَا أَنَامُ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصُومُ النَّهَارَ فَلَا أُفْطِرُ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَدَعُ النِّسَاءَ فَلَا آتِيهُنَّ " , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَكِنِّي أَنَامُ وَأَقُومُ وَأَفْطِرُ وَأَصُومُ وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ , فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»
باب الاستئمار
§بَابُ الِاسْتِئْمَارِ
484 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ وَاسْمُهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ نُعَيْمٌ النَّحَّامُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ صَالِحًا , أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -[542]-: اخْطُبْ عَلَيَّ ابْنَةَ صَالِحٍ , فَقَالَ: لَهُ يَتَامَى وَلَمْ يَكُنْ لِيُؤْثِرَنَا عَلَيْهِمْ , فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى عَمِّهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ لِيَخْطُبَ عَلَيْهِ , فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى صَالِحٍ فَقَالَ: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَرْسَلَنِي يَخْطُبُ ابْنَتَكَ , فَقَالَ: لِي يَتَامَى وَلَمْ أَكُنْ لِأُتْرِبَ لَحْمِي وَأَرْفَعَ لَحْمَكُمْ , إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَنْكَحْتُهَا فُلَانًا , وَكَانَ هَوَى أُمِّهَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , فَأَتَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَطَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ابْنَتِي فَأَنْكَحَهَا أَبُوهَا يَتَامَى فِي حِجْرِهِ وَلَمْ يُؤَامِرْهَا , فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَالِحٍ فَقَالَ: «§أَنْكَحْتَ ابْنَتَكَ وَلَمْ تُؤَامِرْهَا؟» قَالَ: نَعَمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشِيرُوا عَلَى النِّسَاءِ فِي أَنْفُسِهِنَّ مَرَّتَيْنِ وَهِيَ بِكْرٌ» فَقَالَ صَالِحٌ: إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لَمَّا يُصْدِقْهَا ابْنُ عُمَرَ فَإِنَّ لَهَا فِي مَالِي مِثْلُ مَا أَعْطَاهَا "
باب ما جاء في الصداق
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّدَاقِ
485 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ فِي مَهْرِ امْرَأَةٍ فَقَالَ: «§كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟» قُلْتُ: مِائَتَيْ دِرْهَمٍ قَالَ: «لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ مِنْ بُطْحَانَ مَا زِدْتُمْ»
486 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا جُنَاحَ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِمَا شَاءَ مِنْ مَالِهِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ إِذَا أَشْهَدَ» 487 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
باب التيسير
§بَابُ التَّيْسِيرِ
488 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا اجْتَمَعَ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أُحِبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَيْسَرَهُمَا»
باب إعلان النكاح
§بَابُ إِعْلَانِ النِّكَاحِ
489 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " §يُحِبُّ إِبَانَةَ النِّكَاحِ , قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يَعْنِي إِظْهَارَهُ "
باب في المرأة الصالحة وغيرها
§بَابٌ فِي الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ وَغَيْرِهَا
490 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §ثَلَاثٌ قَاصِمَاتٌ الظَّهْرَ: فَقْرٌ دَاخِلٌ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ مَتْلَدًا , وَزَوْجَةٌ يَأْمَنُهَا صَاحِبُهَا وَتَخُونُهُ , وَإِمَامٌ أَسْخَطَ اللَّهَ وَأَرْضَى النَّاسَ , وَإِنَّ بِرَّ الْمُؤْمِنَةِ كَمَثَلِ سَبْعِينَ صِدِّيقَةً , وَإِنَّ فُجُورَ الْفَاجِرَةِ كَفُجُورِ أَلْفِ فَاجِرَةٍ "
باب في الزوجة الحسناء
§بَابٌ فِي الزَّوْجَةِ الْحَسْنَاءِ
491 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا §النِّسَاءُ لَعِبٌ، فَمَنِ اتَّخَذَ لُعْبَةً فَلْيُحْسِنْهَا أَوْ فَلْيَسْتَحْسِنْهَا»
باب الاستمتاع بالزوجة
§بَابُ الِاسْتِمْتَاعِ بِالزَّوْجَةِ
492 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْكِنْدِيِّ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى عَوْرَةِ امْرَأَتِي وَلَا تَرَى ذَلِكَ مِنِّي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلِمَ ذَلِكَ؟ إِنَّ §اللَّهَ جَعَلَكَ لِبَاسًا لَهَا وَجَعَلَهَا لِبَاسًا لَكَ , وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ مِنْ أَهْلِي وَيَرَوْنَهُ مِنِّي» , قَالَ: فَمَنْ يَعْدِلُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ وَلَّى , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ ابْنَ مَظْعُونٍ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ»
باب النهي عن إتيان المرأة في دبرها
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِتْيَانِ الْمَرْأَةِ فِي دُبُرِهَا
493 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَحَاشِ النِّسَاءِ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ»
494 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تُؤْتَى النِّسَاءُ فِي أَعْجَازِهِنَّ» قَالَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ: وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا كُلُّ أَحْمَقَ فَاجِرٍ
باب في حق المرأة
§بَابٌ فِي حَقِّ الْمَرْأَةِ
495 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «§إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، وَبَنَاتِكُمْ، وَأَخَوَاتِكُمْ، وَعَمَّاتِكُمْ، وَخَالَاتِكُمْ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْكَنَائِسِ لَيَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَمَا يَعْلَمُ مَا لَهُ بِهَا مِنَ الْخَيْرِ , فَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا» , قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْعَلَاءَ بْنَ سُفْيَانَ الْغَسَّانِيَّ فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ مِنَ الْفَوَاحِشِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ مِمَّا بَطُنَ مِمَّا لَمْ يُبَيَّنْ ذِكْرُهَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ فَإِذَا قَدِمْتَ صُحْبَتُهَا وَطَالَ عَهْدُهَا وَنَفَضَتْ مَا فِي بَطْنِهَا طَلَّقَهَا مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ , قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمُ بِأُمَّهَاتِكُمْ فَقَطْ
496 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ أَعْوَجَ , وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعَ تَكْسِرْهَا، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا , فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا»
باب في حق الزوج على المرأة
§بَابٌ فِي حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ
497 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُنَّ يَا كَوَافِرَ الْمُنْعِمِينَ» , قَالَ: قُلْتُ: نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَكْفُرَ نِعَمَ اللَّهِ , قَالَ: " تَقُولُ إِحْدَاكُنَّ إِذَا غَضِبَتْ عَلَى زَوْجِهَا: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ "
498 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمًا يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ , أَفَلَا نَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ: «§لَوْ أَمَرْتُ شَيْئًا يَسْجُدُ لِشَيْءٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ» -[552]- قَالَ الْأَعْمَشُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: كَانَ يُقَالُ: لَوْ أَنَّ امْرَأَةً لَحَسَتْ أَنْفَ زَوْجِهَا مِنَ الْجُذَامِ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ
499 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَنْبَأَ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، أَنْبَأَ ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا غَزَا وَامْرَأَتُهُ فِي عُلُوٍّ وَأَبُوهَا فِي السَّفَلِ وَأَمَرَهَا أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا فَاشْتَكَى أَبُوهَا , فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُ وَاسْتَأْذَنَتْهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا: أَنِ «§اتَّقِي اللَّهَ وَأَطِيعِي زَوْجَكِ» , ثُمَّ إِنَّ أَبَاهَا مَاتَ , فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَأْذِنُهُ وَأَخْبَرَتْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا: «أَنِ اتَّقِي اللَّهَ وَأَطِيعِي زَوْجَكِ» فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَصَلَّى عَلَى أَبِيهَا , فَقَالَ لَهَا: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِأَبِيكِ بِطَوَاعِيَتِكِ لِزَوْجِكِ»
باب في قوله: " لولا بنو إسرائيل ولولا حواء
§بَابٌ فِي قَوْلِهِ: " لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ وَلَوْلَا حَوَّاءُ
500 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ وَلَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ , وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا»
باب ما جاء في الغيرة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغَيْرَةِ
501 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ تِلْكَ الْفُرُوجِ عَلَى عُمَرَ فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ فَسَقَطَتْ صَحِيفَةٌ فَإِذَا فِيهَا: " [البحر الوافر] §أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولًا ... فِدًى لِكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي قَلَائِصُنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكَ فِي زَمَنِ الْحِصَارِ قَلَائِصُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ... وَأَسْلَمَ أَوْ جُهَيْنَةَ أَوْ غِفَارِ فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقِّلَاتٍ ... قَفَا سَلْعٍ بِمُخْتَلَفِ الشِّجَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ ... مَعَدًّا يَبْتَغِي سَقْطَ الْعِثَارِ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا أَدْعُو جَعْدَةَ بْنَ سُلَيْمٍ قَالَ: فَدَعَاهُ فَكَلَّمَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ مِائَةَ مَعْقُولًا , وَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى امْرَأَةٍ مُغِيبَةٍ "
باب الاستبراء
§بَابُ الِاسْتِبْرَاءِ
502 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §اسْتَبْرَأَ صَفِيَّةَ بِحَيْضَةٍ فَقِيلَ لَهُ: أَوَمِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْ مِنْ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؟ قَالَ: «مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ» قُلْتُ: لِأَنَسٍ فِي الصَّحِيحِ «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا»
باب ثلاث لعبهن جد
§بَابُ ثَلَاثٍ لَعِبُهُنَّ جِدٌّ
503 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي ثَلَاثٍ: الطَّلَاقِ وَالنِّكَاحِ وَالْعِتَاقِ , فَمَنْ قَالَهُنَّ فَقَدْ وَجَبْنَ "
باب في الطلاق
§بَابٌ فِي الطَّلَاقِ
504 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: " {§الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} [البقرة: 229] قَالَ: فَأَيْنَ الثَّالِثَةُ؟ قَالَ: " {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ} [البقرة: 229] بِإِحْسَانٍ "
باب كفارة الظهار
§بَابُ كَفَّارَةِ الظِّهَارِ
505 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا وهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ أَنَّ امْرَأَةً، مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ أَوْ قَالَ: نِصْفِ وَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ شَكَّ أَيُّوبُ فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ فَقَالَ: «§تَصَدَّقْ بِهَذَا , فَإِنَّهُ يُجْزِئُ مَكَانَ كُلِّ نِصْفِ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ»
باب اللعان
§بَابُ اللِّعَانِ
506 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: «§لَاعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْعَجْلَانِيِّ وَامْرَأَتِهِ , وَهُوَ عُوَيْمِرُ بْنُ الْحَارِثِ , فَلَاعَنَ بَيْنَهُمَا عَلَى خَمْلٍ»
كتاب الحدود والديات
§كِتَابُ الْحُدُودِ وَالدِّيَاتِ
باب فيمن أصاب حدا ثم تاب
§بَابٌ فِيمَنْ أَصَابَ حَدًّا ثُمَّ تَابَ
507 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , أَنَّ رَجُلًا , أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّ ابْنَةً لِي وُئِدَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَإِنِّي اسْتَخْرَجْتُهَا فَأَسْلَمَتْ , فَأَصَابَتْ حَدًّا , فَعَمَدَتْ إِلَى الشَّفْرَةِ فَذَبَحَتْ نَفْسَهَا , فَأَدْرَكْتُهَا وَقَدْ قَطَعَتْ بَعْضَ أَوْدَاجِهَا فَدَاوَيْتُهَا فَبَرَأَتْ , ثُمَّ إِنَّهَا نَسَكَتْ فَأَقْبَلَتْ عَلَى الْقُرْآنِ فَهِيَ تُخْطَبُ إِلَيَّ فَأُخْبِرُ مِنْ شَأْنِهَا بِالَّذِي كَانَ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «§تَعْمَدُ إِلَى سَتْرٍ سَتَرَهُ اللَّهُ فَتَكْشِفَهُ؟ لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ ذَكَرْتَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهَا لَأَجْعَلَنَّكَ نَكَالًا لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ بَلْ أَنْكِحْهَا نِكَاحَ الْعَفِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ»
باب حد السرقة وبلوغه الإمام
§بَابُ حَدِّ السَّرِقَةِ وَبُلُوغِهِ الْإِمَامَ
508 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ , ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ , عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ رَجُلًا , أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَقُودُهُ وَقَدْ سَرَقَ بُرْدَةً فَأَمَرَ بِهِ أَنْ تُقْطَعَ يَدُهُ , فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ يَبْلُغَ بُرْدِي مَا يُقْطَعُ فِيهِ يَدُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ قَالَ: «§فَلَوْلَا كَانَ هَذَا قَبْلُ»
باب فيمن بدل دينه.
§بَابٌ فِيمَنْ بَدَّلَ دِينَهُ.
509 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ , أَنْبَأَ سَعِيدٌ , عَنْ مَطَرٍ , عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ»
باب فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم
§بَابٌ فِيمَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
510 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى , ثنا هُشَيْمٌ , عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَنَّ ابْنَ عُمَرَ , مَرَّ بِرَاهِبٍ , فَقِيلَ: إِنَّ هَذَا سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§لَوْ سَمِعْتُهُ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ , إِنَّا لَمْ نُعْطِهِمُ الْعَهْدَ عَلَى أَنْ يَسُبُّوا نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
511 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ , ثنا أَبُو نَوْفَلٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لَهَبُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ يَسُبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ §سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ» , قَالَ: فَخَرَجَ يُرِيدُ الشَّامَ فِي قَافِلَةٍ مَعَ أَصْحَابِهِ , قَالَ: فَنَزَلَ مَنْزِلًا قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخَافُ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: قَالُوا لَهُ: كَلَّا , قَالَ: فَحَوَّطُوا الْمَتَاعَ حَوْلَهُ وَقَعَدُوا يَحْرُسُونَهُ قَالَ: فَجَاءَ السَّبُعُ فَانْتَزَعَهُ فَذَهَبَ بِهِ "
باب حد الزنا
§بَابُ حَدِّ الزِّنَا
512 - حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ , ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عَامِرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى , عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ " §فَاعْتَرَفَ بِالزِّنَا , فَرَدَّهُ , ثُمَّ اعْتَرَفَ فَرَدَّهُ , ثُمَّ جَاءَ فَاعْتَرَفَ فَرَدَّهُ , فَقُلْتُ لَهُ إِنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ الرَّابِعَةَ رَجَمَكَ , فَجَاءَ فَاعْتَرَفَ الرَّابِعَةَ , فَأَرْسَلَ فَسَأَلَ عَنْهُ , فَقِيلَ: إِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا , فَرَجَمَهُ "
513 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ مُسَاوِرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: «§رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَّا يُقَالُ لَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ بِالْحَرَّةِ»
باب في ولد الزنا
§بَابٌ فِي وَلَدِ الزِّنَا
514 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ , ثنا الزُّهْرِيُّ , أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ , أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ , قِيلَ لَهَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَيْسَ كَذَا , إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَابِلُ رَجُلًا شَدِيدَ الْبَأْسِ شَدِيدَ الْعَدَاوَةِ , فَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ وَلَدُ زِنًا , فَقَالَ: «وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ» يَعْنِي ذَلِكَ الرَّجُلَ
باب ما جاء في اللواط
§بَابُ مَا جَاءَ فِي اللِّوَاطِ
515 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ «§نِعْمَ الْقَوْمُ أُمَّتُكَ لَوْلَا أَنَّ فِيهِمْ بَقَايَا مِنْ عَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ»
516 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: «§مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ»
517 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «§مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوهُ»
باب ما جاء في التعزير
§بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّعْزِيرِ
518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا هِشَامٌ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَحِلُّ لِمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَجْلِدَ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حَدٍّ»
519 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ , ثنا هَمَّامٌ , ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ , عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , حَدَّثَهُ , وَكَانَ , لَهُ غِلْمَانُ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الرُّومِ فَاقْتَتَلُوا فَضَرَبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ أَسْوَاطٍ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَحِلُّ لَأَحَدٍ أَنْ يَضْرِبَ عَشَرَةَ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حَدٍّ»
باب فيمن فعل ما ينقض العهد
§بَابٌ فِيمَنْ فَعَلَ مَا يَنْقُضُ الْعَهْدَ
520 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى , ثنا عَمَّارُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ , أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ نَخَسَ بِامْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خِمَارَهَا ثُمَّ جَابَذَهَا , فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ وَضَرَبَهُ , فَأَتَى عُمَرَ , فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَدَعَا بِالْمَرْأَةِ فَسَأَلَهَا فَصَدَّقَتْ عَوْفًا , فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ فَصُلِبَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَيُّهَا النَّاسُ «§اتَّقُوا اللَّهَ فِي ذِمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَظْلِمُوهُمْ فَمَنْ فَعَلَ مِنْهُمْ مِثْلَ هَذَا فَلَا ذِمَّةَ لَهُ»
باب قتل الخطأ
§بَابُ قَتْلِ الْخَطَأِ
521 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " §أَخْطَأَ الْمُسْلِمُونَ بِأَبِي حُذَيْفَةَ يَوْمَ أُحُدٍ , فَجَعَلَ يَقُولُ: أَبِي أَبِي , فَلَمْ يَفْهَمُوا عَنْهُ حَتَّى قَتَلُوهُ , فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ , وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ , فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَزَادَهُ عِنْدَهُ خَيْرًا وَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ -[569]- 522 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , ثنا ابْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ قَالَ نَحْوَهُ , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوُدِيَ
باب
§بَابٌ
523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ , ثنا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ , رَفَعَهُ أَنَّ حَمَلَ بْنَ النَّابِغَةِ , كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ: مُلَيْكَةُ وَأُمُّ عَفِيفٍ , فَقَذَفْتُ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ فَأَصَابَتْ قُبُلَهَا فَمَاتَتْ وَأَلْقَتْ جَنِينًا مَيِّتًا , فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , " §فَقَضَى أَنَّ الدِّيَةَ عَلَى قَوْمِ الْعَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ وَفِي الْجَنِينِ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ أَوْ عِشْرُونَ مِنَ الْإِبِلِ أَوْ مِائَةُ شَاةٍ , قَالَ وَلِيُّهَا أَوْ أَبُوهَا - شَكَّ سَعِيدٌ -: أَيَا رَسُولَ اللَّهِ , وَاللَّهِ مَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ وَلَا صَاحَ فَاسْتَهَلَّ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَسْنَا مِنْ أَسَاجِيعِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي شَيْءٍ»
باب فيمن قتل عبده
§بَابٌ فِيمَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ
524 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§أُتِيَ بِرَجُلٍ قَتَلَ عَبْدَهُ مُتَعَمِّدًا , فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةً وَنَفَاهُ سَنَةً وَمَحَا سَهْمَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , وَلَمْ يُقِدْهُ بِهِ»
باب الديات
§بَابُ الدِّيَاتِ
525 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , ثنا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " §فِي شِبْهِ الْعَمْدِ الضَّرْبَةِ بِالْعَصَا وَالْحَجَرِ الثَّقِيلِ أَثْلَاثٌ: ثُلُثُ جُذَاعٍ , وَثُلُثُ حِقَاقٍ , وَثُلُثُ ثَنِيَّةٍ إِلَى بَازِلِ عَامِهَا , قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: خِلْفَةً "
0 526 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ , ثنا أَبُو مَعْشَرٍ , ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَتِ " §الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ أَسْنَانٍ: خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حِقَّةً , وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ جَذَعَةً , وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ , وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمَصَّرَ الْأَمْصَارَ فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُونَ الْإِبِلَ , قَالَ: فَقَوِّمُوا الْإِبِلَ أُوقِيَّةً أُوقِيَّةً , فَكَانَتْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ , قَالَ: ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: قَوِّمُوا الْإِبِلَ أُوقِيَّةً وَنِصْفًا , أُوقِيَّةً وَنِصْفًا , قَالَ: فَكَانَتْ سِتَّةَ آلَافٍ , قَالَ: ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ فَقَالَ عُمَرُ: قَوِّمُوا الْإِبِلَ قَالَ: فَقُوِّمَتْ أُوقِيَّتَيْنِ وَنِصْفًا , فَكَانَتْ عَشْرَةَ آلَافٍ , ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ فَقَالَ عُمَرُ: قَوِّمُوا الْإِبِلَ فَقُوِّمَتِ الْإِبِلُ بِثَلَاثَةِ أَوَاقٍ , فَكَانَتِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا , قَالَ: فَجَعَلَ عُمَرُ عَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا , وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ , وَعَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ , قِيمَةُ كُلِّ حُلَّةٍ خَمْسَةُ دَنَانِيرَ خَمْسَةُ دَنَانِيرَ , وَعَلَى أَهْلِ الضَّأْنِ أَلْفُ ضَائِنَةٍ , وَعَلَى أَهْلِ الْمَعِزِ أَلْفَيْ مَاعِزَةٍ , وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ "
باب ما جاء في العقل
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَقْلِ
527 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ , ثنا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ: كُنَّا فِي جَاهِلِيَّتِنَا وَإِنَّمَا نَحْمِلُ مِنَ الْعَقْلِ مَا بَلَغَ ثُلُثَ الدِّيَةِ وَيُؤْخَذُ بِهِ حَالًا , فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ عِنْدَنَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الدَّيْنِ نَتَجَارَى , فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ كَانَ «§فِيمَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَعَاقِلِ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ ثُلُثُ الدِّيَةِ»
باب فيمن عض يد إنسان
§بَابٌ فِيمَنْ عَضَّ يَدَ إِنْسَانٍ
528 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا هَمَّامٌ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ، قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَجَاءَهُ رَجُلٌ قَدْ عَضَّ يَدَ آخَرَ فَسَقَطَتْ ثَنِيَّةُ الَّذِي عَضَّ فَأَبْطَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «§أَرَدْتَ أَنْ تَقْضِمَهَا كَمَا يَقْضِمُ الْفَحْلُ» قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ فِي الْحَجِّ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ يَعْلَى نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ أَبِيهِ
باب فيما هو جبار
§بَابٌ فِيمَا هُوَ جُبَارٌ
529 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ الْعَبْدِيُّ , ثنا عَوْفٌ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ وَالْمَعْدَنُ جُبَارٌ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ» قَالَ عَوْفٌ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَهُ
كتاب الأطعمة
§كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ
باب الأكل على غير وضوء
§بَابُ الْأَكْلِ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ
530 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا حَمَّادٌ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ , فَأَكَلَ , فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: «أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأُ»
باب في الأكل متكئا
§بَابٌ فِي الْأَكْلِ مُتَّكِئًا
531 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا هَاشِمُ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمَيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: كُنْتُ دَلِيلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَرْجِ إِلَى الْمَدِينَةِ «§فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا»
باب الأكل قائما وقاعدا
§بَابُ الْأَكْلِ قَائِمًا وَقَاعِدًا
532 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يَأْكُلُ قَائِمًا وَقَاعِدًا , وَيَنْتَعِلُ قَائِمًا وَقَاعِدًا , وَيَتْفُلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ»
باب ما جاء في الزيت
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الزَّيْتِ
533 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ وَذُكِرَ عِنْدَهَا الزَّيْتُ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِهِ أَنْ يُؤْكَلَ وَيُدَّهَنَ بِهِ وَيَقُولُ: «§إِنَّهَا مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ»
باب ما جاء في الهندباء
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْهِنْدِبَاءِ
534 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكَرِيَّا الْهَاشِمِيُّ قَالَ: أَنْبَأَ أَبَانُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كُلُوا مِنَ الْهِنْدِبَاءِ وَلَا تَنْفُضُوهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَوْمٌ مِنَ الْأَيَّامِ إِلَّا وَقَطْرَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ تَقْطُرُ عَلَيْهِ»
باب ما جاء في الرجلة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّجْلَةِ
535 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ , عَنْ ثَوْرٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّجْلَةِ وَفِي رِجْلِهِ قُرْحَةٌ فَدَاوَاهَا بِهَا فَبَرَأَتْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ، أَنْبِتِي حَيْثُ شِئْتِ، فَأَنْتِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَدْنَاهُ الصُّدَاعُ»
باب في القثاء وغيره
§بَابٌ فِي الْقِثَّاءِ وَغَيْرِهِ
536 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى , حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُقَشَّرَ الرُّطَبَةُ» , قَالَ الْحَارِثُ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدٍ قُلْتُ: كَيْفَ هَذَا الْحَدِيثُ؟ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَقْشِيرِ الرُّطَبَةِ , قَالَ: هُوَ طَعَامٌ , قُلْتُ لَهُ: هَذَا الْبَاقِلَّاءُ وَالْقِثَّاءُ تُقَشَّرُ قَالَ: الْحَدِيثُ فِي ذَاكَ , قُلْتُ: وَيَأْتِي بَابٌ فِي لَبَنِ الْإِبِلِ فِي الطِّبِّ
باب إطعام من ولي مشقة الطعام
§بَابُ إِطْعَامِ مَنْ وَلِيَ مَشَقَّةَ الطَّعَامِ
537 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ , أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , يَسْأَلُ عَنْ " §خَادِمِ الرَّجُلِ , لَوْ أَكْفَاهُ الْمَشَقَّةَ وَالْحَرَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْعُوَهُ قَالَ: «نَعَمْ , فَإِنْ كَرِهَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْعَمَ مَعَهُ فَلْيُعْطِهِ أَكْلَهُ فِي يَدِهِ أَوْ فِيهِ»
باب لعق الأصابع
§بَابُ لَعْقِ الْأَصَابِعِ
538 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , ثنا طَلْحَةُ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي يَلْعَقُ مِنْهُ الْأَصَابِعَ , فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا»
باب ما جاء في الحلوى
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَلْوَى
539 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَنَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ خَبِيصًا بِالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ وَالْبُرِّ , فَأَتَى بِهِ فِي قَصْعَةٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» §مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ شَيْءٌ تَصْنَعُهُ الْأَعَاجِمُ مِنَ الْبُرِّ وَالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ تُسَمِّيهِ الْخَبِيصَ قَالَ: فَأَكَلَ "
باب تحريم الحمر الأهلية
§بَابُ تَحْرِيمِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ
540 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ , ثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ , عَنِ النَّحَّازِ بْنِ جُرَيٍّ الْحَنَفِيِّ , عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: «مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ §وَأَمَرَ بِالْقُدُورِ أَنْ تُكَفَّأَ مِنْ لُحُومِ الْحَمِيرِ الْأَهْلِيَّةِ»
541 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ نُوحٍ , ثنا حَمَّادٌ , ثنا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ , يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَقَعَ النَّاسُ فِي لُحُومِ الْحُمُرِ , وَنَصَبْتُ -[584]- قِدْرِي فِيمَنْ نَصَبَ , قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَذَكَرُوا لَهُ الْحُمُرَ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: «§أَنْهَاكُمْ عَنْهَا , أَنْهَاكُمْ عَنْهَا» فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ , فَأَكْفَأْتُ قِدْرِي "
كتاب الأشربة
§كِتَابُ الْأَشْرِبَةِ
باب في الشرب قائما
§بَابٌ فِي الشُّرْبِ قَائِمًا
542 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا زُهَيْرٌ , ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ , عَنِ الْبَرَاءِ ابْنِ بِنْتِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْتِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ , «§فَفَتَحَ فَاهَا , فَشَرِبَ قَائِمًا , فَقَطَعْنَا فَاهَا فَهُوَ عِنْدَنَا»
543 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ , أَنَّ الْبَرَاءَ ابْنَ بِنْتِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , أَخْبَرَهُ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , يُحَدِّثُ قَالَ: «§دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقُرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِي السِّقَاءِ , فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى فَمِ الْقِرْبَةِ فَقَطَعَتْهُ»
باب الشرب من في السقاء
§بَابُ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ
544 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ فِي السِّقَاءِ
باب تغطية الإناء
§بَابُ تَغْطِيَةِ الْإِنَاءِ
545 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ آلِ وَدَاعَةَ قَالَ: " §اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَلَا آتِيَكَ بِشَرَابٍ نَصْنَعُهُ؟ قَالَ: «بِلَى» قَالَ: فَأَتَى بِإِنَاءٍ فِيهِ نَبِيذٌ قَالَ: فَهَلَّا أَكْبَبْتَ عَلَيْهِ إِنَاءً أَوْ عَرَضْتَ عَلَيْهِ عُودًا " قَالَ: فَشَرِبَ مِنْهُ فَقَطَّبَ فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ , ثُمَّ شَرِبَ وَسَقَى "
باب ما جاء في نبيذ الجر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ
546 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ الَّتِي بَايَعْنَا تَحْتَهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَبَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ , فَسَمِعْتُهُ «§نَهَى عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ , وَسَمِعْتُهُ حِينَ أَمَرَ بِشُرْبِ نَبِيذِ الْجَرِّ»
باب في الخمر وشاربها
§بَابٌ فِي الْخَمْرِ وَشَارِبِهَا
547 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ كِتَابًا فِيهِ: «§لَا جَلَبَ , وَلَا جَنَبَ , وَلَا وِرَاطَ , وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ , وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»
548 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَشْرَبُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ بِاسْمٍ يُسَمُّونَهَا إِيَّاهُ»
549 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْعَدَنِيُّ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ الْوَثَنِ وَشَارِبِ الْخَمْرِ كَعَابِدِ اللَّاتِ , وَالْعُزَّى»
كتاب الطب
§كِتَابُ الطِّبِّ
باب ما جاء في الحجامة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحِجَامَةِ
550 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا ابْنُ أَبِي طُوَالَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ لَمْ أَمُرَّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحِجَامَةِ "
551 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ , ثنا عَوْفٌ , ثنا شَيْخٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فِي مَجْلِسِ قَسَامَةٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَهُوَ يَحْتَجِمُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مِنْ خَيْرِ دَوَائِكُمُ الْحِجَامَةُ»
552 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا هِشَامٌ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ " §الِاسْتِحْجَامِ فَقَالَ: «هُوَ صَالِحٌ»
553 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ النَّوْفَلِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ , أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§احْتَجَمَ تَحْتَ كَتِفِهِ الْيُسْرَى مِنَ الشَّاةِ الَّتِي أَكَلَ بِخَيْبَرَ»
باب: الشفاء في ثلاث
§بَابٌ: الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثٍ
554 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ , عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ §شِفَاءٌ فَفِي ثَلَاثٍ: فِي شَرْبَةِ عَسَلٍ , أَوْ شَرْطَةٍ مِنْ مِحْجَمٍ , أَوْ كَيَّةٍ مِنْ نَارٍ يُصِيبُ أَلَمًا , وَأَنَا أَكْرَهُ الْكَيَّ وَلَا أُحِبُّهُ "
باب النهي عن الكي , لمن به استسقاء
§بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَيِّ , لِمَنْ بِهِ اسْتِسْقَاءٌ
555 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ , ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ , أَنَّ امْرَأَةً , أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا قَدْ سُقِيَ بَطْنُهُ , فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنِي قَدْ أَصَابَهُ مَا تَرَى أَمَا أَكْوِيهُ؟ فَقَالَ: " §لَا تَكْوِي ابْنَكِ , فَأَجْمَعَتْ أَنْ لَا تَكْوِيَهُ , فَضَرَبَهُ بَعِيرٌ فَخَبَطَهُ أَوْ لَبَطَهُ , فَفَقَأَ بَطْنَهُ وَبَرَأَ , فَرَجَعْتَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ , اسْتَأْذَنْتُكَ فِي ابْنِي أَنْ أَكْوِيَهُ , فَنَهَيْتَنِي , فَمَرَّ بِهِ بَعِيرٌ فَخَبَطَهُ أَوْ لَبَطَهُ , فَفَقَأَ بَطْنَهُ وَبَرَأَ , فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي لَوْ أَذِنْتُ لَكِ لَزَعَمْتِ أَنَّ النَّارَ هِيَ الَّتِي شَفَتْهُ»
باب ذي الخاصرة
§بَابُ ذِي الْخَاصِرَةِ
556 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْخَاصِرَةُ عِرْقُ الْكُلْيَةِ إِذَا تَحَرَّكَتْ آذَتْ صَاحِبَهَا فَدَاوُوهَا بِالْمَاءِ الْمُحَرَّقِ وَالْعَسَلِ»
باب في ألبان الإبل وأبوالها
§بَابٌ فِي أَلْبَانِ الْإِبِلِ وَأَبْوَالِهَا
557 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ , عَنْ حَنَشٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §فِي أَلْبَانِ الْإِبِلِ وَأَبْوَالِهَا شِفَاءً لِلذَّرِبَةِ بُطُونُهُمْ»
باب ما جاء في الرجلة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّجْلَةِ
558 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ , عَنْ ثَوْرٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّجْلَةِ وَفِي رِجْلِهِ قُرْحَةٌ فَدَاوَاهَا بِهَا فَبَرَأَتْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ أَنْبِتِي حَيْثُ شِئْتِ فَأَنْتِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَدْنَاهُ الصُّدَاعُ»
باب في التلبينة
§بَابٌ فِي التَّلْبِينَةِ
559 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيِّ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§فِي التَّلْبِينِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ»
باب صب الماء البارد على المحموم
§بَابُ صَبِّ الْمَاءِ الْبَارِدِ عَلَى الْمَحْمُومِ
560 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا جَرِيرُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ رَافِعٍ , حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ عَمْرٍو النَّاجِيُّ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَيُّمَا أَحَدٌ مِنْكُمْ أَخَذَهُ الْوَرْدُ فَلْيَصُبَّ عَلَيْهِ جَرَّةَ مَاءٍ بَارِدٍ» , قَالَ الْحَضْرَمِيُّ: الْوَرْدُ الْحُمَّى
باب ما جاء في العدوى
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَدْوَى
561 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ , وَلَا صَفَرَ , وَلَا هَامَةَ» , قُلْتُ: عَمَّنْ قَالَ حَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الصَّفَرُ؟ قَالَ: يَقُولُ النَّاسُ وَجَعٌ يَأْخُذُ فِي الْبَطْنِ
562 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ , ثنا نَافِعٌ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَرَّ بِعُسْفَانَ وَإِذَا الْمُجَذَّمِينَ فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، قَالَ: «إِنْ كَانَ شَيْءٌ مِنَ الدَّاءِ يُعْدِي فَهُوَ هَذَا»
باب فيمن علق تميمة
§بَابٌ فِيمَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً
563 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ , عَنْ دُخَيْنٍ الْحَجْرِيِّ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةُ رَهْطٍ لِيُبَايِعُوهُ , فَبَايَعَ تِسْعَةً وَلَمْ يُبَايِعِ الْآخَرَ , فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَكَ لَمْ تُبَايِعْ هَذَا؟ فَقَالَ: «إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً» , فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا , فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «§مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ»
باب ما جاء في النظر في النجوم
§بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّظَرِ فِي النُّجُومِ
564 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ , ثنا الْمُحَارِبِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عُمَرُ بْنُ حَسَّانَ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْمَرِ , أَنَّ مُسَافِرَ بْنَ عَوْفِ بْنِ الْأَحْمَرِ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الْأَنْبَارِ إِلَى أَهْلِ النَّهْرَوَانِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَا تَسِرْ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ , وَسِرْ فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مَضَيْنَ مِنَ النَّهَارِ , قَالَ عَلِيٌّ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ إِنْ سِرْتَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ أَصَابَكَ أَنْتَ وَأَصْحَابَكَ بَلَاءٌ وَضُرٌّ شَدِيدٌ , فَإِنْ سِرْتَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي آمُرُكَ بِهَا ظَفُرْتَ وَظَهَرْتَ وَأَصَبْتَ مَا طَلَبْتَ , فَقَالَ عَلِيٌّ: " §مَا كَانَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَجِّمٌ وَلَا لِنَاسٍ بَعْدَهُ , هَلْ تَعْلَمُ مَا فِي بَطْنِ فَرَسِي هَذِهِ؟ قَالَ: إِنْ حَسَبْتُ عَلِمْتُ , قَالَ: مَنْ صَدَّقَكَ بِهَذَا الْقَوْلِ كَذَّبَ الْقُرْآنَ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ , وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ , إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] مَا كَانَ مُحَمَّدٌ يَدَّعِي عِلْمَ مَا ادَّعَيْتَ عِلْمَهُ , تَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدِي إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي يُصِيبُ السُّوءُ مَنْ سَارَ فِيهَا؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: مَنْ صَدَّقَكَ بِهَذَا الْقَوْلِ اسْتَغْنَى عَنِ اللَّهِ فِي صَرْفِ الْمَكْرُوهِ عَنْهُ , وَيَنْبَغِي لِلْمُقِيمِ بِأَمْرِكَ أَنْ يُوَلِّيَكَ الْأَمْرَ دُونَ اللَّهِ رَبِّهِ؛ لِأَنَّكَ أَنْتَ تَزْعُمُ هِدَايَتَهُ إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي هُوَ أَمِنَ السُّوءَ مَنْ سَارَ فِيهَا , فَمَنْ آمَنَ بِهَذَا الْقَوْلِ لَمْ آمَنْ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ كَمَنِ اتَّخَذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا وَضِدًّا , اللَّهُمَّ لَا طَائِرَ إِلَّا طَائِرُكَ , وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ , وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ. نُكَذِّبُكَ وَنُخَالِفُكَ وَنَسِيرُ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ الَّتِي تَنْهَانَا عَنْهَا , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَتَعَلُّمَ هَذِهِ النُّجُومِ إِلَّا مَا يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ , إِنَّمَا الْمُنَجِّمُ كَالْكَافِرِ , وَالْكَافِرُ فِي النَّارِ , وَاللَّهِ لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنْظُرُ فِي النُّجُومِ , وَتَعْمَلُ بِهَا لَأُخَلِّدَنَّكَ الْحَبْسَ مَا بَقِيَتُ وَبَقِيَتَ , وَلَأَحْرِمَنَّكَ الْعَطَاءَ مَا كَانَ لِي سُلْطَانٌ , ثُمَّ سَارَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي نَهَاهُ عَنْهَا فَأَتَى أَهْلَ النَّهْرَوَانِ , فَقَتَلَهُمْ , ثُمَّ قَالَ: لَوْ سِرْنَا فِي السَّاعَةِ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا فَظَفِرْنَا أَوْ ظَهَرْنَا لَقَالَ قَائِلٌ: سَارَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا الْمُنَجِّمُ , مَا كَانَ لِمُحَمَّدٍ مُنَجِّمٌ وَلَا لَنَا مِنْ بَعْدِهِ , فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا بِلَادَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَسَائِرَ الْبُلْدَانِ , أَيُّهَا النَّاسُ تَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ وَثِقُوا بِهِ فَإِنَّهُ يَكْفِي مِمَّا سِوَاهُ "
باب ما جاء في السحر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي السِّحْرِ
565 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا أَبُو حَيْوَةَ , ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ أَبِي خِدَاشٍ أَنَّ امْرَأَةً , أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ إِنَّ لِصَاحِبِيَ عَلَيَّ غِلْظَةً فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُ شَيْئًا أَعْطِفْهُ عَلَيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أُفٍّ أُفٍّ» ثَلَاثًا «لَقَدْ آذَيْتِ أَهْلَ السَّمَوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ وَكَدَّرْتِ الطِّينَ» , قَالَ: فَانْطَلَقَتْ فَحَلَقَتْ رَأْسَهَا , وَلَبِسَتِ السَّوَادَ , وَلَحِقَتْ بِالْجِبَالِ , قَالَ: فَذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا أَدْرِي هَلْ تُقْبَلُ لَهَا تَوْبَةٌ»
باب ما جاء في العين
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَيْنِ
566 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثنا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ , ثنا وَهْبُ بْنُ أَبِي ذُبَيٍّ , عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ مِحْجَنٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§الْعَيْنَ لَتُولَعُ بِالرَّجُلِ بِإِذْنِ اللَّهِ حَتَّى يَصْعَدُ حَالِقًا ثُمَّ يَتَرَدَّى مِنْهُ»
كتاب اللباس والزينة
§كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ
باب فيمن ترك اللباس تواضعا
§بَابٌ فِيمَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا
567 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا سَعِيدٌ , عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ حُلَلِ الْإِيمَانِ يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ»
568 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , §أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ قَالَ: قَدْ شَهِدْتُ أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَاكَ , يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ سَمِعَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قُلْتُ: لَا أَدْرِي قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ حَدِيثًا لَهُ قَدْ حَدَّثَنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَاكَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ» - يَعْنِي التَّقَشُّفَ - قُلْتُ: ذَكَرَ هَذَا بَعْدَ حَدِيثٍ مَذْكُورٍ فِي الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ
569 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ , ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنِ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§نَهَى عَنِ الْإِرْفَاهِ» , قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: وَهُوَ كَثْرَةُ التَّدَهُّنِ
باب فيمن كان له مال ويظهر الفقر
§بَابٌ فِيمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ وَيُظْهِرُ الْفَقْرَ
570 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ , عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّئَ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: " §أَلَكَ مَالٌ؟ قَالَ: نَعَمْ , مِنْ كُلِّ أَنْوَاعِ الْمَالِ , قَالَ: «فَلْيُرَ أَثَرُهُ عَلَيْكَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ وَيَكْرَهُ الْبُؤْسَ , وَالتَّبَاؤُسَ»
باب استحباب إظهار النعم في غير مخيلة ولا سرف
§بَابُ اسْتِحْبَابِ إِظْهَارِ النِّعَمِ فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ
571 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , وَالْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كُلُوا وَاشْرَبُوا، وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ حَتَّى تُرَى نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ , فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى نِعْمَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ»
باب ما جاء في الإزار
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْإِزَارِ
572 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ عَمَّتِهِ , عَنْ عَمِّهَا , قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي , فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذْ نَادَى إِنْسَانٌ مِنْ خَلْفِي " §ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى وَأَتْقَى , قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ قَالَ: «أَوَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟» قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ "
573 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أَنْبَأَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلٌ يُصَلِّي مُسْبِلًا إِزَارَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَوَضَّأْ أَوْ أَحْسِنْ صَلَاتَكَ , فَرَفَعَ الرَّجُلُ إِزَارَهُ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ أَوْ يُحْسِنَ صَلَاتَهُ , ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ , فَقَالَ: «إِنَّهُ كَانَ مُسْبِلًا , فَلَمَّا رَفَعَهُ سَكَتُّ عَنْهُ» , قُلْتُ: عَزَاهُ الْمِزِّيُّ إِلَى النَّسَائِيِّ , وَلَمْ أَجِدْهُ فِي الصُّغْرَى
باب فيمن أسبل إزاره فخسف به
§بَابٌ فِيمَنْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ فَخُسِفَ بِهِ
574 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا أَبِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§أَنَّ رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَرَّ يَتَبَخْتَرُ عَلَيْهِ حُلَّةٌ لَهُ , مْسُبِلَهَا فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ، فَهُوَ يَتَرَجْرَجُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
باب لبس الأصفر
§بَابُ لِبْسِ الْأَصْفَرِ
575 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: «§رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ أَوْ رِدَاءٌ أَصْفَرُ»
باب ما جاء في النعل
§بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّعْلِ
576 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ , ثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ حَذَّاءً بِالْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: §احْذُ نَعْلِي، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا هَكَذَا , وَإِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا كَمَا رَأَيْتُ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُلْتُ: وَأَيْنَ رَأَيْتَ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: رَأَيْتُهَا فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ , قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: احْذُهَا كَمَا رَأَيْتَ نَعْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: فَحَذَاهَا لَهَا قِبَالَانِ , قَالَ: فَقَدِمْتُ وَقَدْ أَخَذَهَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ
577 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ , ثنا زِيَادٌ أَبُو عَمْرٍو , قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ مُهَاجِرٌ، قَالَ: وَعَلَيَّ نَعْلٌ لَهُ قِبَالَانِ، قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ تَرَكْتُهُ لِشُهْرَتِهِ , فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ تَرْكَهُ لِشُهْرَتِهِ، فَقَالَ: «§لَا تَتْرُكْهُ، فَإِنَّ نَعْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ هَكَذَا»
باب النهي عن افتراش جلود السباع
§بَابُ النَّهْيِ عَنِ افْتِرَاشِ جُلُودِ السِّبَاعِ
578 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الشَّيْبَانِيُّ , ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ , عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§نَهَى أَنْ تُفْتَرَشَ مُسُوكُ السِّبَاعِ»
باب ما جاء في الجرس
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجَرَسِ
579 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ , أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ مَوْلًى لِعَائِشَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ يَقُودُ بِهَا أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا سَمِعَتْ صَوْتَ الْجَرَسِ أَمَامَهَا قَالَتْ: قِفْ بِي، فَيَقِفُ حَتَّى لَا تَسْمَعَهُ , وَإِذَا سَمِعَتْهُ وَرَاءَهَا قَالَتْ: أَسْرِعْ بِهِ حَتَّى لَا أَسْمَعَهُ , وَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ لَهُ تَابِعًا مِنَ الْجِنِّ»
باب ما جاء في الخضاب
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخِضَابِ
580 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مُؤَدِّبُ الْمَهْدِيِّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ غَيَّرَ الْبَيَاضَ سَوَادًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
581 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ , ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , رَفَعَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِيهِ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ كَأَنَّ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ ثَغَامَةٌ بَيْضَاءُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَلَا تَرَكْتَ الشَّيْخَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ» , ثُمَّ قَالَ: «أَخَضِبُوهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ»
باب الكحل للصائم
§بَابُ الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ
582 - حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السُّلَيْحِينِيُّ , ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: انْتَظَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فِي رَمَضَانَ «§فَخَرَجَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ وَقَدْ كَحَّلَتْهُ وَمَلَأَتْ عَيْنَيْهِ كُحْلًا»
باب في الخاتم
§بَابٌ فِي الْخَاتَمِ
583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ , عَنْ أَبِي عَتِيقٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يَلْبَسُ خَاتَمَهُ فِي كَفِّهِ الْيُمْنَى»
باب ما جاء في الذهب والحرير
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ
584 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَلْبَسْ حَرِيرًا وَلَا ذَهَبًا»
585 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَذَهَبٌ بِيَمِينِهِ وَحَرِيرٌ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ §هَذَيْنِ مُحَرَّمٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، وَحِلٌّ لِإِنَاثِهِمْ»
586 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا زَائِدَةُ , ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا إِذْ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فِيهِ جَفَاءٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§غَيْرُ ذَلِكَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ حِينَ تُصَبُّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا , فَيَالَيْتَ أُمَّتِي لَا يَتَحَلَّوْنَ الذَّهَبَ» قَالَ مُعَاوِيَةُ: الضَّبُعُ السَّنَةُ
باب منه فيما نهي عنه من الذهب والحرير والتصاوير وغير ذلك
§بَابٌ مِنْهُ فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ وَالتَّصَاوِيرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
587 - حَدَّثَنَا زْنَجَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: " §سِتٌّ نَهَاكُمْ عَنْهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُبْلِغُكُمْ ذَلِكَ عَنْهُ: «التَّبَرُّجُ وَالتَّصَاوِيرُ وَالذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ وَالنِّيَاحَةُ وَالْمُتْعَةُ» , قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ خَرَجَ جَوَارِي مُعَاوِيَةَ مُلَطَّخَاتٌ بِالذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا مُعَاوِيَةُ تَنْهَانَا عَنِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ قَالَ: إِنَّهَا وَاللَّهِ مَالَتْ بِنَا فَمِلْنَا "
باب تحلية السيف
§بَابُ تَحْلِيَةِ السَّيْفِ
588 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا هِشَامٌ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ خَالِدٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُحَلَّى السَّيْفُ بِالْفِضَّةِ» قَالَ خَالِدٌ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَمْ يَكْذِبْ أَوْ يُكَذَّبْ أَوْ يَكْذِبْنِي
باب في وصل الشعر
§بَابٌ فِي وَصْلِ الشَّعْرِ
589 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مُنَبِّهٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: أَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوَاصِلَةِ وَالْمَوْصُولَةِ شَيْئًا؟ قَالَ: «§زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَصِلَ الْمَرْأَةُ بِشَعْرِهَا شَيْئًا»
باب ما جاء في الخلوق للرجال
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخَلُوقِ لِلرِّجَالِ
590 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ , أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ حُرَيْثِ بْنِ أَبِي مَطَرٍ , عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَايِعَهُ " §فَقَبَضَ يَدَهُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنَّمَا يَمْنَعُهُ هَذَا الْخَلُوقُ الَّذِي فِي يَدِكَ , قَالَ: فَذَهَبَ فَغَسَلَهُ ثُمَّ جَاءَ فَبَايَعَهُ "
باب في الريحان
§بَابٌ فِي الرَّيْحَانِ
591 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ , ثنا حَنَانُ الْأَسَدِيُّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا نَاوَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ رَيْحَانًا فَلَا يَرُدَّهُ؛ فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ»
باب ما جاء في الأخذ من الشعر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَخْذِ مِنَ الشَّعْرِ
592 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا هِشَامٌ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ الْمَسْجِدَ وَقَدْ وَفَّرَ شَارِبَهُ وَجَزِّ لِحْيَتَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنَا بِهَذَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُوَفِّرَ لِحْيَتِي وَأُحْفِيَ شَارِبِي»
كتاب الإمارة
§كِتَابُ الْإِمَارَةِ
باب ما جاء في الخلفاء
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُلَفَاءِ
593 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ , ثنا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ , حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ , عَنْ سَفِينَةَ: مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَضَعَ حَجَرًا، ثُمَّ قَالَ: «§لَيَضَعْ أَبُو بَكْرٍ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِي» , ثُمَّ قَالَ: «لَيَضَعْ عُمَرُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ» , ثُمَّ قَالَ: «لَيَضَعُ عُثْمَانُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ» , ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي " حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ , ثنا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَوَّامَ بْنَ حَوْشَبٍ قَالَ: فَذَكَرَهُ أَيْضًا
594 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ , ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ غَدَاةَ طُعِنَ فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي , وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ إِلَا هَيْبَتُهُ , كَانَ يَسْتَقْبِلُ الصَّفَّ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ , فَإِذَا رَأَى إِنْسَانًا مُتَقَدِّمًا أَوْ مُتَأَخِّرًا أَصَابَهُ بِالدِّرَّةِ , فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ , فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي , " §فَجَاءَ عُمَرُ يُرِيدُ الصَّلَاةَ , فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَنَاجَاهُ عُمَرُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ تَرَكَهُ , ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ , ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ , ثُمَّ طَعَنَهُ , قَالَ: فَرَأَيْتُ عُمَرَ قَائِلًا بِيَدِهِ هَكَذَا: دُونَكُمُ الْكَلْبُ قَدْ قَتَلَنِي , وَمَاجَ النَّاسُ قَالَ: فَخَرَجَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا , فَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَاحْتَضَنَهُ , قَالَ قَائِلٌ: الصَّلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَتَدَافَعَ النَّاسُ فَدَفَعُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَصَلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرَ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ وَاحْتُمِلَ , -[623]- فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَعَنْ مَلَأٍ مِنْكُمْ كَانَ هَذَا؟ قَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ وَلَا عَلِمْنَا وَلَا اطَّلَعْنَا فَقَالَ: ادْعُوا لِي بِالطَّبِيبِ , فَدُعِيَ فَقَالَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيذُ , فَشَرَبَ نَبِيذًا فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ , فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا صَدِيدٌ , فَقَالَ: اسْقُوهُ لَبَنًا , فَشَرِبَ لَبَنًا فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ قَالَ: مَا أَرَى تُمْسِي , فَمَا كُنْتَ فَاعِلًا فَافْعَلْ , فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ نَاوِلْنِي الْكِتَابَ , فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَنَا أَكْفِيكَ مَحْوَهَا فَقَالَ: لَا , لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي , قَالَ: فَمَحَاهَا عُمَرُ بِيَدِهِ , وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَلْدِ فَقَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا قَالَ: فَدُعُوا، قَالَ: فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا عَلِيًّا وَعُثْمَانَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ فَإِنْ وَلَّوْكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا عُثْمَانُ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَفَكَ , فَإِنْ وَلَّوْكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ , يَا صُهَيْبُ صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا , وَأَدْخِلْ هَؤُلَاءِ فِي بَيْتٍ , فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَلْيَضْرِبُوا رَأْسَهُ , قَالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ: إِنْ وَلَّوْهَا الْأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ , قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَا مَنَعَكَ؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا , قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ طَرَفٌ مِنْهُ
595 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , أَنْبَأَ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ , حَدَّثَهُ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي فِي صَبِيحَتِهَا يَفْرُغُ النَّفَرُ الَّذِينَ اسْتَخْلَفَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْخِلَافَةِ صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى سِتْرٍ لِي فَنِمْتُ عَلَيْهِ , فَأَيْقَظَنِي مِنَ النَّوْمِ صَوْتُ خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَيَا مِسْوَرُ قَالَ: فَخَرَجْتُ مُشْتَمِلًا بِثَوْبِي فَقَالَ: أَنِمْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَدْ نِمْتُ , قَالَ: خُذْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ ثُمَّ الْحَقْنِي إِلَى الْمَسْجِدِ فَفَعَلْتُ قَالَ: " §اذْهَبْ فَادْعُ لِي الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا أَوْ أَحَدَهُمَا قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ قَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا قَالَ: فَفَعَلْتُ شَيْئًا يَسِيرًا , ثُمَّ قَالَ: ادْعُ الْآخَرَ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ قَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا قَالَ: فَتَنَاجَيَا شَيْئًا يَسِيرًا , ثُمَّ نَادَى: يَا مِسْوَرُ اذْهَبْ فَادْعُ لِي عَلِيًّا فَذَلِكَ حِينَ ذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ قَالَ: فَجِئْتُ بِعَلِيٍّ قَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا قَالَ: فَلَمْ يَزَالَا يَتَكَلَّمَانِ مِنَ الْعِشَاءِ حَتَّى كَانَ السَّحَرُ إِلَّا أَنِّي أَسْمَعُ مِنْ نَجِيِّهِمَا مَا أَظُنِّي أَنَّهُمَا قَدِ اقْتَتَلَا , فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ نَادَانِي وَعَلِيٌّ عِنْدَهُ فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي عُثْمَانَ قَالَ: فَفَعَلْتُ فَتَنَاجَيَا وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ قَالَ: فَتَفَرَّقُوا لِلْوُضُوءِ وَقَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهَا صَبِيحَةُ الْخِلَافَةِ , فَاجْتَمَعُوا لِلصُّبْحِ كَمَا يَجْتَمِعُونَ لِلْجُمُعَةِ فَأَمَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّفَرَ أَنْ يَجْلِسُوا بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ , فَلَمَّا أَبْصَرَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ وَفَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَاسْتِخْلَافِهِ إِيَّانَا , أَيُّهَا النَّفَرُ وَرَضِيَ أَصْحَابِي أَنْ أَلِيَ ذَلِكَ لَهُمْ فَأَخْتَارُ رَجُلًا مِنْهُمْ وَهَؤُلَاءِ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ , ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُمْ رَجُلًا رَجُلًا , ثُمَّ قَالَ: أَيْ فُلَانُ عَلَيْكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ لِمَنْ وَلَّيْتُ وَلَتَرْضَيَنَّ وَلَتُسَلِّمَنَّ فَيَقُولُ: نَعَمْ , رَافِعًا صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ , حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ رَجُلًا رَجُلًا مِنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ قَالَ: أَمَّا طَلْحَةُ فَأَنَا حَمِيلٌ بِرِضَاهُ , ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَزَلْ دَائِبًا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَسْأَلُكُمْ عَنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ , ثُمَّ سَأَلْتَهُمْ عَنْ أَنْفُسِهِمْ , فَوَجَدْتُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَإِيَّاهُمُ اجْتَمَعْتُمْ عَلَى عُثْمَانَ , قُمْ يَا عُثْمَانُ , فَلَمْ يَقُلْ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَلَا وفُودِ الْعَرَبِ وَلَا صَالِحِي التَّابِعِينَ إِنَّكَ لَمْ تَسْتَشِرْنَا وَلَمْ تَسْتَأْمِرْنَا , فَرَضُوا وَسَلَّمُوا فَلَبِثُوا سِتَّ سِنِينَ لَا يَعِيبُونَ شَيْئًا , قَالَ: كَانَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يُفَضِّلُونَهُ عَلَى عُمَرَ , يَقُولُ: الْعَدْلُ مِثْلُ عُمَرَ وَاللِّينُ أَلْيَنُ مِنْ عُمَرَ "
596 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا اللَّيْثُ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْهُمْ أَنَّهُ كَانَ " كُلَّمَا دَعَا رَجُلًا مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ذَكَرَ مَنَاقِبَهُمْ قَالَ: إِنَّكَ §لَهَا لَأَهْلٌ فَإِنْ أَخْطَأَتْكَ فَمَنْ؟ قَالَ: فَيَقُولُ إِنْ أَخْطَأَتْنِي فَعُثْمَانُ "
باب ما جاء في العدل
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَدْلِ
597 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ , ثنا هُشَيْمٌ , عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَعَمَلُ الْعَادِلِ فِي رَعِيَّتِهِ يَوْمًا وَاحِدًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ فِي أَهْلِهِ مِائَةَ عَامٍ - أَوْ خَمْسِينَ عَامًا» - الشَّاكُّ هُشَيْمُ
باب فيمن كره الإمارة
§بَابٌ فِيمَنْ كَرِهَ الْإِمَارَةَ
598 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الْحَضْرَمِيُّ , مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ , صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْدُدِ الْجَيْشَ وَأَنَا لَكَ بِإِسْلَامِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ فَقَالَ: لِي " اذْهَبْ فَارْدُدْهُمْ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رَاحِلَتِيَ قَدْ كَلَّتْ , فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَرَدَّهُمْ , قَالَ الصُّدَائِيُّ: وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ كِتَابًا فَقَدِمَ وَفْدُهُمْ بِإِسْلَامِهِمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَخَا صُدَاءٍ إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ» , فَقُلْتُ: بَلِ اللَّهُ هَدَاهُمْ بِكَ لِلْإِسْلَامِ , وَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفَلَا أُؤَمِّرُكَ عَلَيْهِمْ , فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَكَتَبَ لِي كِتَابًا , فَأَمَّرَنِي , فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْ لِي بِشَيْءٍ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ , -[627]- فَكَتَبَ لِي كِتَابًا آخَرَ , قَالَ الصُّدَائِيُّ: وَكَانَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا فَأَتَاهُ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ وَيَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَنَا بِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَفَعَلَ ذَلِكَ؟» قَالُوا: نَعَمْ , فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا فِيهِمْ فَقَالَ: «§لَا خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ» , قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَدَخَلَ قَوْلُهُ فِي نَفْسِي , ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ , فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ حَتَّى حَكَمَ فِيهَا فَجَزَّأَهَا سِتَّةَ أَجْزَاءٍ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ أَوْ أَعْطَيْنَاكَ حَقَّكَ , قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غَنِيٌّ , ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَشَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ فَلَزِمْتُهُ وَكُنْتُ قَوِيًّا وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي , فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي فَأَذَّنْتُ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَيَنْظَرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ , فَيَقُولُ: «لَا» , حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَرَّزَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: «هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟» قُلْتُ: لَا , إِلَّا شَيْءٌ قَلِيلٌ لَا يَكْفِيكَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ» , فَفَعَلْتُ فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْإِنَاءِ قَالَ: فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَخَا صُدَاءٍ لَوْلَا أَنِّي أَسْتَحِي مِنْ رَبِّي سُقِينَا وَاسْتَقَيْنَا , فَنَادِ فِي أَصْحَابِي مَنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْمَاءِ؟» فَنَادَيْتُ فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ وَهُوَ يُقِيمُ» , قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَأَقَمْتُ الصَّلَاةَ , فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْفِنِي مِنْ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا بَدَا لَكَ؟» فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ: " لَا خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ , وَأَنَا أُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ , وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ -[628]- لِلسَّائِلِ: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ , وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غَنِيٌّ , فَقَالَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ ذَاكَ فَإِنٌ شِئْتُ فَاقْبَلْ وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ» , فَقُلْتُ: أَدَعُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ فَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا , ثُمَّ قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ لَنَا بِئْرًا إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا , وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قَلَّ مَاؤُهَا وَتَفَرَّقْنَا عَلَى مِيَاهٍ حَوْلَنَا , وَقَدْ أَسْقَمَتْنَا , وَكُلُّ مَنْ حَوْلَنَا عَدُوٌّ لَنَا , فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا فَنَجْتَمِعَ عَلَيْهَا وَلَا نَتَفَرَّقَ , فَدَعَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَفَرَكَهُنَّ فِي يَدِهِ وَدَعَا فِيهِنَّ ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ فَأَلْقُوهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً , وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ» , قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَفَعَلْنَا مَا قَالَ لَنَا , فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدَ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا يَعْنِي الْبِئْرَ "
باب فيمن ولي أمر عشرة من المسلمين
§بَابٌ فِيمَنْ وَلِيَ أَمْرَ عَشَرَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
599 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ الْكُلَاعِيُّ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشَرَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَصَاعِدًا إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَى عُنُقِهِ , فَكَّهُ بِرُّهُ أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ , أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا عَذَابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
600 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ عِيسَى بْنِ لَقِيطٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§وَمَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا أَتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا لَا يُطْلِقُهُ إِلَّا الْعَدْلُ»
باب في البيعة
§بَابٌ فِي الْبَيْعَةِ
601 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ , ثنا جَعْفَرٌ , نا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ , عَنْ أَبِي الْعَفِيفِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَهُوَ يُبَايَعُ النَّاسَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الْعِصَابَةُ فَيَقُولُ لَهُمْ " §بَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ ثُمَّ لِلْأَمِيرِ , فَتَعَلَّقْتُ بِسَوْطِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ مُحْتَلِمٌ أَوْ نَحْوُهُ , فَلَمَّا خَلَا مِنْ عِنْدِهِ أَتَيْتُ فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ ثُمَّ لِلْأَمِيرِ قَالَ: فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ وَصَوَّبَ أُرِيتُ أَنِّي أَعْجَبْتُهُ "
باب فيما تجب الطاعة فيه
§بَابٌ فِيمَا تَجِبُ الطَّاعَةُ فِيهِ
602 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أَنْبَأَ شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي مِرَايَةَ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
603 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ نا سُلَيْمَانُ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَرَادَ زِيَادٌ أَنْ يَبْعَثَ , عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَلَى خُرَاسَانَ فَأَبَى عَلَيْهِ , فَبَعَثَ الْحَكَمَ عَلَيْهَا , فَانْقَادَ لِأَمْرِهِ فَقَالَ عِمْرَانُ: أَلَا أَحَدٌ يَدْعُو لِي الْحَكَمَ؟ فَانْطَلَقَ الرَّسُولُ , فَاسْتَقْبَلَهُ الْحَكَمُ , فَجَاءَ إِلَى عِمْرَانَ فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَا طَاعَةَ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ» , قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، أَوِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَوِ اللَّهُ أَكْبَرُ
باب: لا يبايع لأحد حتى يجتمع الناس على أمير واحد
§بَابٌ: لَا يُبَايَعُ لِأَحَدٍ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى أَمِيرٍ وَاحِدٍ
604 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ نُوحٍ , ثنا حَمَّادٌ , ثنا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَوْمًا , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ مَا شَعَرْتُ إِذْ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْغُبَارِ , فَدَعَا لَهُ أَبُو سَعِيدٍ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَتَذْكُرُ يَوْمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَنَامَ يَوْمًا وَلَا يُصْبِحَ صَبِيحًا إِلَّا وَعَلَيْهِ إِمَامٌ فَلْيَفْعَلْ» , قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَعَلَّكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ بَايَعْتَ أَمِيرَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى وَاحِدٍ، قَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ، قَدْ بَايَعْتُ لِهَذَا - يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ - وَقَدْ جَاءَنِي أَهْلُ الشَّامِ يَقُودُونِي بِأَسْيَافِهِمْ , فَبَايَعْتُ حُبَيْشَ بْنَ دُلْجَةَ , قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مِنْ هَذَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ يُبَايَعَ لِأَمِيرٍ وَلَمْ يَجْتَمِعِ النَّاسُ عَلَى وَاحِدٍ
باب فيمن خرج من الطاعة وقاتل إمامه
§بَابٌ فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَقَاتَلَ إِمَامَهُ
605 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا هُشَيْمٌ , عَنِ الْعَوَّامِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الصَّلَاةُ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لَمَّا بَيْنَهُمَا , وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا كَفَّارَةٌ لَمَّا بَيْنَهُمَا , وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ كَفَّارَةٌ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: الْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَتَرْكِ السُّنَّةِ , وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ " , قَالُوا: عَرَفْنَا الْإِشْرَاكَ فَمَا تَرْكُ السُّنَّةِ وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ قَالَ: «تَرْكُ السُّنَّةِ الْخُرُوجُ مِنَ الطَّاعَةِ , وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ أَنْ تُبَايِعَ رَجُلًا ثُمَّ تَخْرُجَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ تُقَاتِلَهُ» , قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ مِنْهُ إِلَى قَوْلِ: إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ
باب لزوم الطاعة
§بَابُ لُزُومِ الطَّاعَةِ
606 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ، يَأْخُذُ الشَّاةَ الشَّاذَّةَ وَالْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ , وَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ»
607 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ , يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي فِيكُمُ الْيَوْمَ فَقَالَ: «§أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُوا الْكَذِبُ حَتَّى يَشْهَدَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّهَادَةِ لَا يُسْأَلُهَا , وَحَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِينِ لَا يُسْأَلُهَا , فَمَنْ أَرَادَ بَحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ , وَلَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا , وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ» , قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ طَرَفًا مِنْ أَوَّلِهِ فِي الْأَحْكَامِ , وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى
باب في أمراء العدل ومواساتهم لرعيتهم في العيش
§بَابٌ فِي أُمَرَاءِ الْعَدْلِ وَمُوَاسَاتِهِمْ لِرَعِيَّتِهِمْ فِي الْعَيْشِ
608 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثنا عَاصِمٌ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ -[637]-: كُنْتُ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ بِأَذْرِبَيْجَانَ فَبَعَثَ سُحَيْمًا وَرَجُلًا آخَرَ إِلَى عُمَرَ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ وَبَعَثَ سِفْطَيْنِ وَجَعَلَ فِيهِمَا خَبِيصًا , وَجَعَلَ عَلَيْهِمَا أَدَمًا وَجَعَلَ فَوْقَ الْأَدَمِ لَبُودًا , فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قِيلَ جَاءَ سُحَيْمٌ مَوْلَى عُتْبَةَ وَآخَرُ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ فَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا فَسَأَلَهُمَا عُمَرُ: " أَذَهَبًا أَوْ وَرِقًا؟ قَالَا: لَا , قَالَ: فَمَا جِئْتُمَا بِهِ؟ قَالَا: طَعَامٌ، قَالَ: طَعَامُ رَجُلَيْنِ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ هَاتُوا مَا جِئْتُمْ بِهِ , فَجِيءَ بِهِمَا لِكَشْفِ اللَّبُودِ وَالْأَدَمِ فَجَاءَ , فَقَالَ بِيَدِهِ فِيهِ فَوَجَدَهُ لَيِّنًا فَقَالَ: أَكُلُّ الْمُهَاجِرِينَ يَشْبَعُ مِنْ هَذَا؟ قَالَا: لَا وَلَكِنَّ هَذَا شَيْءٌ اخْتُصَّ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: يَا فُلَانُ هَاتِ الدَّوَاةَ , اكْتُبْ: " §مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَسْبِكَ وَلَا كَسْبِ أَبِيكَ وَلَا كَسْبِ أُمِّكَ يَا عُتْبَةٌ بْنَ فَرْقَدٍ , فَأَعَادَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَأَشْبِعِ الْمُسْلِمِينَ الْمُهَاجِرِينَ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي بَيْتِكَ , فَأَعَادَهَا ثَلَاثًا , وَكَتَبَ أَنِ انْتَزُوا وَارْتَدُّوا وَانْتَعِلُوا وَارْمُوا الْأَغْرَاضَ وَأَلْقُوا الْخِفَافَ وَالسَّرَاوِيلَاتِ , وَعَلَيْكُمْ بِالْمَعَدِّيَّةِ وَنَهَى عَنْ لِبْسِ الْحَرِيرِ , وَكَتَبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُصْبُعَيْهِ , وَجَمَعَ السَّبَّابَةَ وَالْوسْطَى , وَفِي كِتَابِ عُمَرَ وَاقْطَعُوا الرُّكَبَ وَانْزُوا عَلَى الْخَيْلِ نَزْوًا , فَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ الشَّيْخَ يَنْزُو فَيَقَعَ عَلَى بَطْنِهِ وَيَنْزُو فَيَقَعَ عَلَى بَطْنِهِ , ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَنْزُو كَمَا يَنْزُو الْغُلَامُ " قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ طَرَفٌ مِنْهُ
باب فيمن يحتجب عن حاجة الرعية
§بَابٌ فِيمَنْ يَحْتَجِبَ عَنْ حَاجَةِ الرَّعِيَّةِ
609 - حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ , ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ , ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ يَقُولُ: ثنا أَبُو مَرْيَمَ , صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَهُ قَالَ: «§مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَفَاقَتِهِمْ وَفَقْرِهِمُ احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَفَقْرِهِ»
باب فيمن أكره أحدا على معصية
§بَابٌ فِيمَنْ أَكْرَهَ أَحَدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ
610 - حَدَّثَنَا يَعْلَى , ثنا مُبَشِّرٌ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ §مَنْ أَمَرَ أُمَّتِي بِمَا لَمْ تَأْمُرْهَا بِهِ وَأَمَرَهُمْ بِهِ فَهُمْ مِنْهُ فِي حِلٍّ»
باب ما جاء في الظلم
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الظُّلْمِ
611 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا الْمَسْعُودِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اتَّقُوا اللَّهَ، وَإِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» -[640]- 612 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «فَإِنَّ الظُّلْمَ هُوَ الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
باب في إمارة السفهاء وبيع الحكم وكثرة الشرط وغير ذلك
§بَابٌ فِي إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ وَبَيْعِ الْحُكْمِ وَكَثْرَةِ الشُّرَطِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
613 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ زَاذَانَ أَبِي عَمْرٍو , عَنْ عَلِيمٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَلَى سَطْحٍ مَعَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: وَلَا أَعْلَمُهُ , إِلَّا قَالَ: عَبْسٌ الْغِفَارِيُّ وَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ فِي الطَّاعُونَ فَقَالَ عَبْسٌ: يَا طَاعُونُ خُذْنِي , يَقُولُهَا ثَلَاثًا , فَقَالَ لَهُ عَلِيمٌ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، فَإِنَّهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِ وَلَا يُرَدُّ فَيُسْتَعْتَبُ» , فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا: إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافًا بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَنَشْئًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ، يُقَدِّمُونَهُ لِيُغَنِّيَهُمْ وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فِقْهًا "
باب في ولاة السوء
§بَابٌ فِي ولَاةِ السُّوءِ
614 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , ثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ السُّلَمِيُّ , عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةً تُفْسِدُهُ، وَإِنَّ آفَةَ هَذَا الدِّينِ وُلَاةَ السُّوءِ»
615 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا الْوَلِيدُ , عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ , مِنْ أَهْلِ قَرْقِيسِيَا , ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلَانِ: رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ , وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ غَيْلَانُ هُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ "
616 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَثْلَمُهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ»
617 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ , سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيَرْعَفَنَّ جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا» قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ يَرْعُفُ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى الدَّرَجِ دَرَجِ الْمِنْبَرِ
باب في الأمراء السفهاء ومن يعينهم على ظلمهم
§بَابٌ فِي الْأُمَرَاءِ السُّفَهَاءِ وَمَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ
618 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا حَمَّادٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: " §أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ , إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ , وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضِ , وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ مِنِّي , وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ يَا كَعْبُ وَالصَّلَاةُ قُرْبَانُ، أَوْ قَالَ: بُرْهَانُ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ , وَالنَّاسُ غَادِيَانِ فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقٌ رَقَبَتَهُ وَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقٌ رَقَبَتَهُ , يَا كَعْبُ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ , وَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ "
كتاب الجهاد
§كِتَابُ الْجِهَادِ
باب في فضل الجهاد في سبيل الله عز وجل
§بَابٌ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
619 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , ثنا حَبِيبُ بْنُ شِهَابٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ -[646]- أَبِي يَقُولُ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَا وَصَاحِبٌ , لِي , فَلَقِينَا أَبَا هُرَيْرَةَ عِنْدَ بَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمَا؟ فَأَخْبَرْنَاهُ فَقَالُ: انْطَلِقَا إِلَى نَاسٍ عَلَى تَمْرٍ وَمَاءٍ قَالَ: قُلْنَا أَكْثَرَ اللَّهُ خَيْرَكَ , قُلْنَا اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ لَنَا فَسَمِعْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ تَبُوكٍ فَقَالَ: «§مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ أَخَذَ عَنَانَ فَرَسِهِ فَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ , وَمِثْلُ رَجُلٍ بَادٍ فِي غَنَمِهِ وَيَقْرِي ضَيْفَهُ وَيُؤَدِّي حَقَّهُ» , قَالَ: فَقَالَهَا؟ قَالَ: قَالَهَا , قُلْتُ: أَقَالَهَا؟ قَالَ: قَالَهَا , فَكَبَّرْتُ وَحَمِدْتُ اللَّهَ وَشَكَرْتُ
620 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَزْرَقَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَسْعَسَ بْنَ سَلَامَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ , فَفَقَدَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ , فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى الْجَبَلِ فَرَأَيْتُ عَيْنًا فَأَرَدْتُ أَنْ أَخْلُوَ بِهَا وَأَعْتَزِلَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَلَا تَفْعَلْ وَلَا يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ لَصَبْرُ سَاعَةٍ فِي بَعْضِ مَوَاطِنِ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا خَالِيًا»
621 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنِ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: حثَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِهَادِ فَقَالَ: إِنَّمَا «§مَثَلُ مُجَاهِدِي أُمَّتِي كَمَثَلِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَهُمَا عَلَى رَسَائِلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَخَزَائِنِهِ»
622 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , وَعَنْ رَجُلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِهَا صَخْرَةٌ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَثْقَلُ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَهُنَّ , وَمَنْ قَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا إِلَهُ إِلَّا اللَّهُ , وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ , وَمَنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ جَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ فِي دَارِ الْجَلَالِ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا دَارُ الْجَلَالِ؟ قَالَ: " دَارُ اللَّهِ الَّتِي سَمَّى بِهَا نَفْسَهُ فَيَنْظُرْ إِلَى ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ بُكْرَةً وَمَسَاءً كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ لَا تَشُكُّونَ فِي رُؤْيَتِهَا وَلَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ كَمَا قَالَ اللَّهُ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} [الزمر: 10] الَّذِينَ قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ {الْحُسْنَى} [الليل: 9] : الْجَنَّةُ , وَالْزِيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَقَدْ حُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى قَاتَلِ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ وَعَاقِّ الْوَالِدَيْنِ , وَهُمْ مِنِّي بَرَاءٌ وَأَنَا مِنْهُمْ بَرِيءٌ "
باب فيمن جهز غازيا أو خلفه في أهله بخير
§بَابٌ فِيمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ
623 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا , وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا»
باب فيمن شيع غازيا
§بَابٌ فِيمَنْ شَيَّعَ غَازِيًا
624 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ , رَفَعَهُ , عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ شَيَّعَ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِلُوا أَوَّلَ مَنْزِلٍ فَيَبِيتَ مَعَهُمْ حَتَّى يَرْتَحِلُوا مُتَوَجِّهِينَ فِي الْجِهَادِ , وَيُقْبِلُ هُوَ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ سَبْعِينَ حَجَّةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِوَى مَا يُشْرِكُهُمْ فِيمَا كَانُوا فِيهِ مِنْ خَيْرٍ» -[650]- 625 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ , عَنِ الْحَسَنِ , رَفَعَهُ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «كَأَنَّمَا حَجَّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
باب أي الجهاد أفضل
§بَابُ أَيِّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ
626 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» , قُلْتُ لَهُ: عِنْدَ مُسْلِمٍ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»
باب الخدمة في سبيل الله
§بَابُ الْخِدْمَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
627 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيِّ , عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ خَدَمَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ , وَمَنْ سَقَى رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَدَ حَوْضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَبْعُونَ فِي شَفَاعَتِهِ» , قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرُوا اشْتَرَطَ أَفْضَلُهُمُ الْخِدْمَةَ وَمَنْ أَخْطَأَهُ ذَلِكَ اشْتَرَطَ الْأَذَانَ قَالَ: وَقَدِمَ قَوْمٌ مِنْ غَزْوَةٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى مِنْهُمْ قَوْمًا قَدْ أَجْهَدَتْهُمُ الْعِبَادَةُ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ يَخْدُمُهُمْ؟» فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْهُمْ»
باب فضل الرباط في سبيل الله
§بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
628 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُجْرَى لَهُ عَمَلُهُ حَتَّى يُبْعَثَ»
629 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَعْدِلُ عِبَادَةَ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَقِيَامَهَا , وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَأَجْرَى لَهُ أَجْرَ رِبَاطٍ مَا دَامَتِ الدُّنْيَا»
باب فيمن أضر بالناس في الغزو
§بَابٌ فِيمَنْ أَضَرَّ بِالنَّاسِ فِي الْغَزْوِ
630 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ جُهَيْنَةَ , عَنْ رَجُلٍ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فِيهِ ضِيقٌ فَضَيَّقَ النَّاسُ فَقَطَعُوا الطَّرِيقَ فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا فَلَا جِهَادَ لَهُ»
631 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ أَبِي خِدَاشٍ قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَنَزَلَ النَّاسُ مَنْزِلًا فَقَطَعُوا الطَّرِيقَ وَمَدُّوا الْحِبَالَ عَلَى الْكَلَإِ , فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعُوا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ لَقَدْ غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ وَالْكَلَأِ وَالنَّارِ "
باب الشهداء ومراتبهم
§بَابُ الشُّهَدَاءِ وَمَرَاتِبِهِمْ
632 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمِ الْبَصْرِيُّ , ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الشُّهَدَاءُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، وَنَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيَحِلُّ عَلَيْهِ حُلَّةُ الْكَرَامَةِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْخُلْدِ , وَالثَّانِي رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ , وَالثَّالِثُ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ -[655]- جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يَقُولُ: أَفْرِجُوا لَنَا فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَتَنَحَّى لَهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ حَقِّهُمْ فَلَا يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ وَلَا يَشْفَعُ فِي أَحَدٍ إِلَّا شُفِّعَ فِيهِ , وَيُعْطَى فِي الْجَنَّةِ مَا أَحَبَّ , وَلَا تَفْضُلُهُ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةُ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ , وَلَهُ فِي جُنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ , وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ , وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ , وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ , وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ , وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ نُورٍ , يَتَلَأْلَأُ نُورًا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَدَائِنِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ بَيْتٍ , فِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ أَلْفِ سَرِيرٍ مِنْ جَوْهَرٍ , الْبَيْتُ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ , وَعِرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ , وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ , عَلَيْهِ زَوْجَةٌ قَدْ بَرَزَ كُمُّهَا مِنْ جَانِبَيِ السَّرِيرِ عِشْرِينَ مِيلًا مِنْ كُلِّ زَاوِيَةٍ وَهِيَ أَرْبَعُ زَوَايَا , وَأَشْفَارُ عَيْنَيْهَا كَجَنَاحِ النِّسْرِ أَوْ كَقَوَادِمِ النُّسُورِ , وَحَاجِبَاهَا كَالْهِلَالِ , عَلَيْهَا ثِيَابٌ نَبَتَتْ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ سُقْيَاهَا مِنْ تَسْنِيمٍ , وَزَهْرَتُهَا تَخْطَفُ الْأَبْصَارَ مِنْ دُونِهَا» قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: لَوْ بَرَزَتْ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لَمْ يَرَهَا مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ وَلَا مَلَكٍ مُقَرَّبٍ إِلَّا فُتِنَ بِحُبِّهَا , بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ مِائَةُ أَلْفِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ خَدَمٌ سِوَى خَدَمِ زَوْجِهَا , وَبَيْنَ كُلِّ سَرِيرٍ كُرْسِيُّ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ السَّرِيرِ طُولُهُ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ , عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِائَةُ أَلْفِ فِرَاشٍ غُلْظُ كُلِّ فِرَاشٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ , وَمَا بَيْنَهُنَّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الصِّدِّيقِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَفْتَضُّونَ الْعَذَارَى , وَإِذَا دَنَا مِنَ السَّرِيرِ تَطَامَتْ لَهُ الْفُرُشُ حَتَّى يَرْكَبَهَا فَيَعْلُوَ مِنْهَا -[656]- حَيْثُ شَاءَ فَيَتَّكِئَ تَكْأَةً وَاحِدَةً مَعَ الْحُورِ الْعِينِ سَبْعِينَ سَنَةً فَتُنَادِيهِ أَبْهَى مِنْهَا وَأَجْمَلَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ فَيَلْتَفِتَ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ أَنَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] فَيُنَادِيهِ أَبْهَى مِنْهَا وَأَجْمَلُ مِنْ غَرْفَةٍ أُخْرَى: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا لَكَ فِينَا مِنْ حَاجَةٍ؟ فَيَقُولُ: مَا عَلِمْتُ مَكَانَكِ , فَتَقُولُ: أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] فَيَقُولُ: بَلَى وَرَبِّي قَالَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ عَامًا مَا يَشْغَلُهُ عَنْهَا إِلَّا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ وَاللَّذَّةِ , فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ رَكِبَ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ قَرَاقِيرَ مِنْ دُرٍّ فِي نَهْرٍ مِنْ نُورٍ مَجَادِيفُهُمْ قُضْبَانُ اللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ تَرْفَعُهُمْ رِيحٌ تُسَمَّى الزَّهْرَاءُ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ , إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ مِثْلَ الْأَمْوَاجِ أَهْوَنُ فِي أَعْيُنِهُمْ وَأَحْلَى عِنْدَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ الْبَارِدِ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءَ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ , وَأَيَّامُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي نَحْرِ أَصْحَابِهِمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الدُّنْيَا , يُقَدَّمُ قَرَاقِيرُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِمْ أَلْفَ أَلْفِ سَنَةٍ وَخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ سَنَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ , وَمَيْمَنَتُهُمْ خَلْفَهُمْ عَلَى النِّصْفِ مِنْ قُرْبِ أُولَئِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ , وَمَيْسَرَتُهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ , وَسَاقَتُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا خَلْفَهُمْ فِي تِلْكَ الْقَرَاقِيرِ مِنْ دُرٍّ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسِيرُونَ فِي ذَلِكَ النَّهْرِ إِذْ رَفَعَتْهُمْ تِلْكَ الْأَمْوَاجُ إِلَى كَرَاسِيَّ بَيْنَ يَدَيِ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ -[657]- قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ يُصَفِّفُونَ عَلَى خَدَمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حُسْنًا وَجَمَالًا وَبَهَاءً وَنُورًا كَمَا يُصَفَّوْنَ هُمْ عَلَى سَائِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِمَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , قَالَ: فَيَهِمُّ أَحَدُهُمْ أَنْ يَخِرَّ لِبَعْضِ خُدَّامِهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَاجِدًا , فَيَقُولُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ إِنَّمَا أَنَا خَادِمٌ لَكَ وَنَحْنُ مِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جِنَانِ عَدْنٍ , وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ , وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ , وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْمَأْوَى , وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْخُلْدِ , وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْجَلَالِ , وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ السَّلَامِ , كُلُّ قَهْرَمَانٍ مِنْهُمْ عَلَى مِائَةِ مَدِينَةٍ , فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِائَةُ أَلْفِ قَصْرٍ , فِي كُلِّ قَصْرٍ مِائَةُ أَلْفِ بَيْتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدَرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلْؤُلُؤٍ وَنُورٍ , فِيهَا أَزْوَاجُهُ وَسُرُرُهُ وَخُدَّامُهُ , لَوْ أَنَّ أَدْنَاهُمُ نَزَلَ بِهِ الثَّقَلَانِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَمَثَلُهُمْ مَعَهُمْ أَلْفَ أَلْفَ مَرَّةٍ لَوْسِعَهُمْ أَدْنَى قَصْرٍ مِنْ قُصُورِهِ مَا شَاءُوا مِنَ النُّزُلِ وَاللِّبَاسِ وَالْخَدَمِ وَالْفاكِهَةِ وَالثِّمَارِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ , كُلُّ قَصْرٍ مِنْهَا مُسْتَغْنًى بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَلَى قَدْرِ سَعَتِهِمْ جَمِيعًا , لَا يَحْتَاجُ إِلَى الْقَصْرِ الْآخَرِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ , وَإِنَّ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا فَيَأْمُرُ لَهُ بِالْكَرَامَةِ كُلِّهَا لَمْ يَسْتَقِلَّ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ الْجَمِيلِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " , قَالَ: وَزَعَمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ قَيْسٍ أَنَّ قَتَادَةَ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ وَأَبَا الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْعَزْرَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُمْ حَدَّثُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: هَذَا الْحَدِيثُ وَضَعَهُ دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ كَذَّابٌ
633 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّهَدَاءُ قَالَ: «§الَّذِينَ إِذَا لَقَوُا الْعَدُوَّ لَمْ يَلْفِتُوا وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقَتَّلُوا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرُفَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ , وَيَضْحَكُ رَبُّكَ إِلَيْهِمْ , فَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ»
634 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبِضُ أَرْوَاحَ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ بِيَدِهِ , وَلَا يَكِلُهُمْ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ , وَمَثَلُ رُوحِهِ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ صَدْرِهِ كَمَثَلِ اللَّبَنِ حِينَ يَدْخُلُ صَدْرَهُ»
باب جامع فيمن هو شهيد
§بَابٌ جَامِعٌ فِيمَنْ هُوَ شَهِيدٌ
635 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ أَخْبَرَنِي قَالُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصَبَّحٍ , أَوِ ابْنَ مُصَبَّحٍ - شَكَّ أَبُو بَكْرٍ عَنِ ابْنِ السِّمْطِ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ قَالَ: فَمَا تَجَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ قَالَ: فَقَالَ: «§هَلْ تَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟» قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ , قَالَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ , قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ , وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ , وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ , وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ , وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعًا شَهَادَةٌ»
636 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , أَنْبَأَ جُوَيْبِرٌ , عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ , وَمَنْ قُتِلَ دُونَ نَفْسِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ , وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ , وَمَنْ قُتِلَ دُونَ جَارِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ , وَكُلُّ قَتِيلٍ فِي جَنْبِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»
باب منه في الدعاء إلى الإسلام
§بَابٌ مِنْهُ فِي الدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ
637 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ أَوْ سَرَايَاهُ قَالَ لَهُمْ: «§تَأَلَّفُوا النَّاسَ وَلَا تُغِيرُوا عَلَى حَيٍّ حَتَّى تَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ وَبَرٍ وَلَا مَدَرٍ تَأْتُونِي بِهِمْ مُسْلِمِينَ إِلَّا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَأْتُونِي بِنِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَتَقْتُلُونَ رِجَالَهُمْ»
638 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اللَّاتِ , وَالْعُزَّى بَعْثًا فَأَغَارُوا عَلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ فَسَبَوْا مُقَاتِلَتَهُمْ وَذُرِّيَتَهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغَارُوا عَلَيْنَا بِغَيْرِ دُعَاءٍ , فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ السَّرِيَّةِ فَصَدَّقُوهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رُدُّوهُمْ إِلَى مَأْمَنِهِمْ ثُمَّ ادْعُوهُمْ»
639 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ , ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ , عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ: " §مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ إِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَإِنْ أَسْلَمْتَ فَلَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ , فَإِنْ لَمْ تَدْخُلْ فِي الْإِسْلَامِ فَأَعْطِ الْجِزْيَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] وَإِلَّا فَلَا تَحُلْ بَيْنَ الْفَلَّاحِينَ وَبَيْنَ الْإِسْلَامِ أَنْ يَدْخُلُوا فِيهِ أَوْ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ "
640 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ يَذْهَبُ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى قَيْصَرَ وَلَهُ الْجَنَّةُ؟» , فَقَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ لَمْ أُقْتَلْ؟ قَالَ: «وَإِنْ لَمْ تُقْتَلْ» , فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ , فَأَتَاهُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى نَبِيِّكُمْ فَأَخْبِرْهُ أَنِّي مَعَهُ وَلَكِنْ لَا أُرِيدُ أَنَّ أَدَعَ مُلْكِي , وَبَعَثَ مَعَهُ بِدَنَانِيرَ هَدِيَّةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَرَجَعَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبَ» وَقَسَّمَ الدَّنَانِيرَ "
641 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ بِذِي الْمَجَازِ وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ وَهُوَ يَقُولُ: لَا يَفْتِنَنَّكُمْ عَنْ دِينِكُمْ وَدِينِ آبَائِكُمْ , قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي وَأَنَا غُلَامٌ: مَنْ هَذَا الْأَحْوَلُ الَّذِي يَمْشِي خَلْفَهُ؟ قَالَ: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ "
باب عرض الإسلام والدعاء إليه
§بَابُ عَرْضِ الْإِسْلَامِ وَالدُّعَاءِ إِلَيْهِ
642 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ , ثنا حُمَيْدٌ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: «§أَسْلِمْ» قَالَ: أَجِدُنِي كَارِهًا قَالَ: «أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْتُ كَارِهًا»
643 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا أَبِي الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ , عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاهِلِيِّ , عَنْ بَعْضِ , وَلَدِ الْجَارُودِ , عَنِ الْجَارُودِ , أَنَّهُ أَخَذَ هَذِهِ النُّسْخَةَ مِنْ نُسْخَةِ عَهْدِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ الَّذِي كَتَبَهُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ: " §بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ رَسُولِ اللَّهِ وَنَبِيِّهِ إِلَى خَلْقِهِ كَافَّةً , لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، عَهْدًا عَهِدَهُ إِلَيْهِمُ , اتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ , فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنْ يُلِينَ لَكُمُ الْجَنَاحَ وَيُحْسِنَ فِيكُمُ السِّيرَةَ بِالْحَقِّ , وَيَحْكُمَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَنْ لَقِيَ مِنَ النَّاسِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْعَدْلِ وَأَمَرْتُكُمْ بِطَاعَتِهِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ , وَقَسَمَ فَأَقْسَطَ وَاسْتُرْحِمَ فَرَحِمَ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وَمُعَاوَنَتَهُ فَإِنَّ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ طَاعَةً وَحَقًا عَظِيمًا لَا تَقْدُرُونَ كُلَّ قَدْرِهِ , وَلَا يَبْلُغُ الْقَوْلُ كُنْهَ حَقِّ عَظَمَةِ اللَّهِ وَحَقِّ رَسُولِهِ , وَكَمَا أَنَّ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ عَامَّةً وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً حَقًّا وَاجِبًا بِطَاعَتِهِ وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ , وَرَضِيَ اللَّهُ عَمَّنِ اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ , وَعَظَّمَ حَقَّ أَهْلِهَا وَحَقَّ وُلَاتِهَا , كَذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى وُلَاتِهِمْ حَقًّا وَاجِبًا وَطَاعَةً فَإِنَّ فِي الطَّاعَةِ دَرْكًا لِكُلِّ خَيْرٍ يُبْتَغَى بِهِ , وَنَجَاةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتَّقَى , وَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَنْ وَلَّيْتُهُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا لَمْ يَعْدِلْ فِيهِمْ فَلَا طَاعَةَ لَهُ وَهُوَ خَلِيعٌ مِمَّا وَلِيَهُ وَقَدْ بَرِئَتْ لِلَّذِينَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَيْمَانُهُمْ وَعَهْدُهُمْ وَذِمَّتُهُمْ فَلْيَسْتَخِيرُوا اللَّهَ عِنْدَ ذَلِكَ , ثُمَّ لِيَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ فِي -[666]- أَنْفُسِهِمْ , أَلَا وَإِنْ أَصَابَتِ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ مُصِيبَةٌ فَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفُ اللَّهِ خَلَفٌ فِيكُمْ لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ , فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا عَرَفْتُمْ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يُخَالِفَ الْحَقَّ إِلَى غَيْرِهِ , فَسِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ وَنَصْرِهِ وَعَافِيَتِهِ وَرُشْدِهِ وَتَوْفِيقِهِ , فَمَنْ لَقِيتُمْ مِنَ النَّاسِ فَادْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ وَسُنَنِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَإِحْلَالِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ، وَتَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ , وَأَنْ يَخْلَعُوا الْأَنْدَادَ , وَيَتَبَرَّأُوا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ , وَأَنْ يَكْفُرُوا بِعِبَادَةِ الطَّاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى , وَأَنْ يَتْرُكُوا عِبَادَةَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَعُزَيْرِ بْنِ حَرْوَةَ وَالْمَلَائِكَةِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنِّيرَانِ وَكُلِّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ ضِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ , وَأَنْ يَتَوَلُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ , وَأَنْ يَتَبَرَّأُوا مِمَّنْ بَرِئَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ وَدَخَلُوا فِي الْوَلَايَةِ فَبَيِّنُوا لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ وَأَنَّهُ كِتَابُ اللَّهِ الْمُنَزَّلُ مَعَ الرُّوحِ الْأَمِينِ عَلَى صَفِيَّهِ مِنَ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِ اللَّهِ وَنَبِيِّهِ , أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَامَّةً الْأَبْيَضِ مِنْهُمْ وَالْأَسْوَدِ وَالْإِنْسِ وَالْجِنِّ , كِتَابٌ فِيهِ نَبَأُ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ , وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ لِيَكُونَ حَاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ يَحْجُزُ اللَّهُ بِهِ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَأَعْرَاضَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ , وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ مُهَيْمِنًّا عَلَى الْكُتُبِ مُصَدِّقًا لَمَّا فِيهَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ , يُخْبِرُكُمُ اللَّهُ فِيهِ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ مِمَّا قَدْ فَاتَكُمْ دَرْكُهُ فِي آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رُسُلُ اللَّهِ وَأَنْبِيَاؤُهُ , كَيْفَ كَانَ جَوَابُهُمْ لِرُسُلِهِمْ , وَكَيْفَ كَانَ تَصْدِيقُهُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ , وَكَيْفَ كَانَ تَكْذِيبُهُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ , فَأَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ هَذَا أَنْسَابَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ وَأَعْمَالَ مَنْ مَلَكَ مِنْهُمْ بِدِينِهِ لِيَجْتَنِبُوا ذَلِكَ أَنْ يَعْمَلُوا بِمِثْلِهِ كَيْ لَا يَحِقَّ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ وَنِقْمَتِهِ مِثْلُ الَّذِي حَلَّ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ وَتَهَاوُنِهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ , وَأَخْبَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا بِأَعْمَالِ مَنْ نَجَا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لِكَيْ تَعْمَلُوا بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ , فَكَتَبَ لَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا نَبَأَ ذَلِكَ كُلِّهِ -[667]- رَحْمَةً مِنْهُ لَكُمْ وَشَفَقًا مِنْ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ , وَهُوَ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ وَتِبْيَانٌ مِنَ الْعَمَى وَإِقَالَةٌ مِنَ الْعَثَرَةِ وَنَجَاةٌ مِنَ الْفِتْنَةِ وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ وَشِفَاءٌ عِنْدَ الْأَحْدَاثِ وَعِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَةِ وَرُشْدٌ مِنَ الْغِوَايَةِ وَبَيَانٌ مِنَ اللِّبْسِ وَبَيَانٌ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ , فَإِذَا عَرَضْتُمْ هَذَا عَلَيْهِمْ فَأَقَرُّوا لَكُمْ بِهِ اسْتَكْمَلُوا الْوَلَايَةَ فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ , وَالْإِسْلَامُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَحَجُّ الْبَيْتِ وَصِيَامُ رَمَضَانَ وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَالطُّهُورُ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ الْمُسْلِمَةِ وَحُسْنُ صُحْبَةِ الْوَالِدَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمُوا , فَادْعُوهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ إِلَى الْإِيمَانِ , وَانْصِبُوا لَهُمْ شَرَائِعَهُ وَمَعَالِمَهُ وَمَعَالِمُ الْإِيمَانِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ الْحَقُّ , وَأَنَّ مَا سِوَاهُ الْبَاطِلُ وَالْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ , وَالْإِيمَانُ بِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَا خَلْفَهُ وَبِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ , وَالْإِيمَانُ بِالسَّيِّئَاتِ وَالْحَسَنَاتِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ , وَالْإِيمَانُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَأَقَرُّوا بِهِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ ثُمَّ تَدُلُّوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْإِحْسَانِ , وَعَلِّمُوهُمُ الْإِحْسَانَ أَنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ فِي أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَ إِلَى رُسُلِهِ وَعَهْدِ رُسُلِهِ إِلَى خَلْقِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ , وَالتَّسْلِيمُ: وَسَلَامَةُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ غَائِلَةِ لِسَانٍ أَوْ يَدٍ وَأَنْ تَبْتَغُوا لِبَقِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يَبْتَغِي الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ وَالتَّصْدِيقُ بِمَوَاعِيدِ الرَّبِّ وَلِقَائِهِ وَمُعَاتَبَتِهِ وَالْوَدَاعُ مِنَ الدُّنْيَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ وَالْمُحَاسَبَةُ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِئْنَافِ كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَتَزَوُّدًا مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالتَّعَاهُدُ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ يُؤَدُّونَهُ إِلَيْهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ ثُمَّ انْصِبُوا أَوِ انْعَتُوا لَهُمُ الْكَبَائِرَ -[668]- وَدُلُّوهُمْ عَلَيْهَا وَخَوِّفُوهُمْ مِنَ الْهَلَكَةِ فِي الْكَبَائِرِ , وَأَنَّ الْكَبَائِرَ هِيَ الْمُوبِقَاتُ وَأُولَاهُنَّ الشِّرْكُ بِاللَّهِ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48] وَالسِّحْرَ وَمَا لِلسَّاحِرِ مِنْ خُلُقٍ , وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ فَقَدْ بَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَالْغُلُولُ {يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161] لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ , وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] , وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 23] , وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10] وَأَكْلُ الرِّبَا {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279] فَإِذَا انْتَهَوْا عَنِ الْكَبَائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا التَّقْوَى فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْعِبَادَةِ , وَالْعِبَادَةُ الصِّيَامُ وَالْقِيَامُ وَالْخُشُوعُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ وَالْيَقِينُ وَالْإِنَابَةُ وَالْإِحْسَانُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَالصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ وَالتَّوَاضُعُ وَالتَّسْكِينُ وَالسُّكُونُ وَالْمُوَاسَاةُ وَالدُّعَاءُ وَالتَّضَرُّعُ وَالْإِقْرَارُ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْعُبُودِيَّةُ وَالِاسْتِقْلَالُ لِمَا كَثُرَ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الْعِبَادَةَ فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْجِهَ
باب فيمن هو بعيد من الإسلام
§بَابٌ فِيمَنْ هُوَ بَعِيدٌ مِنَ الْإِسْلَامِ
644 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ الْإِسْلَامِ الْعُبَّادُ الرُّومُ»
باب الغزو في الشهر الحرام
§بَابُ الْغَزْوِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ
645 - حَدَّثَنَا يُونُسُ , ثنا لَيْثٌ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ , أَنَّهُ قَالَ: «§لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ إِلَّا أَنْ يُغْزَى أَوْ يُغْزَوْا، فَإِذَا حَضَرَ ذَلِكَ أَقَامَ بِنَا حَتَّى يَنْسَلِخَ»
باب فيما نهي عن قتله
§بَابٌ فِيمَا نُهِيَ عَنْ قَتْلِهِ
646 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ أَبَانَ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» , قَالَ: وَأَسْرَعَ النَّاسُ فِي قَتْلِ الْوِلْدَانِ يَوْمَ حُنَيْنٍ , فَغَضِبَ وَقَالَ: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَالْكَبِيرِ» , فَقَالَ رَجُلٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَا عَلَيْنَا مِنْ قَتْلِ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: «وَمَا تَدْرُونَ مَا كَانُوا عَامِلِينَ؟» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ , قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ مِنْهُ: «كُلُّ مَوْلُودٍ» مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِقَتْلِ الْأَوْلَادِ وَالْكَبِيرِ
647 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْبَجَلِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ وَاسْتَعْمَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ , فَرَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً فَقَالَ: «§مَنْ قَتَلَ هَذِهِ؟» قَالُوا: قَتَلَهَا خَالِدٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: الْحَقْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَقُلْ لَهُ: «لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا وَلَا عَسِيفًا» , وَالْعَسِيفُ: الْأَجِيرُ التَّابِعُ
648 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي فَزَارَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَالَ: «§مَنْ قَتَلَ هَذِهِ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرْدَفْتُهَا خَلْفِي فَأَرَادَتْ قَتْلِي فَقَتَلْتُهَا , فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَفْنِهَا "
باب ما جاء في الخيل
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخَيْلِ
649 - حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ رَجُلٍ , مِنَ الْأَنْصَارِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَرَسٌ يَرْبِطُهُ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَثَمَنُهُ أَجْرٌ وَرُكُوبُهُ أَجْرٌ وَعَارِيَتُهُ أَجْرٌ وَعَلَفُهُ أَجْرٌ , وَفَرَسٌ يُغَالِقُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيُرَاهِنُ فَثَمَنُهُ وِزْرٌ وَعَلَفُهُ وِزْرٌ وَرُكُوبُهُ وِزْرٌ , وَفَرَسٌ لِلْبِطْنَةِ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ سِدَادًا مِنَ الْفَقْرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ "
650 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ , حَدَّثَنِي شَهْرٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ مَعْقُودًا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ رَبَطَهَا عِدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ شِبَعَهَا وَجُوعَهَا وَرِيَّهَا وَظَمَأَهَا وَأَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ رَبَطَهَا مَرَحًا وَفَرَحًا وَرِيَاءً وَسُمْعَةً فَإِنَّ شِبَعَهَا وَجُوعَهَا وَرِيَّهَا وَظَمَأَهَا وَأَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا خُسْرَانٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
651 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يَمْسَحُ وَجْهَ فَرَسِهِ بِكُمِّهِ»
652 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ , عَنِ ابْنِ الْمُلَيْكِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ} [الأنفال: 60] قَالَ: هُمُ الْجِنُّ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§الشَّيْطَانَ لَا يَخْبُلُ أَحَدًا فِي دَارٍ فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ»
653 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَضْلِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي غَطَفَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «§سَهْمُ الْفَرَسِ الْعَرَبِيِّ وَالْعَجَمِيِّ سَوَاءٌ» 654 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ فَقَالَ: هُمَا سَوَاءٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ , عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ مِثْلَهُ
655 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا مَالِكٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي لَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: أَفِي الْبَرَاذِينِ صَدَقَةٌ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: «§لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْخَيْلِ صَدَقَةٌ» , قَالَ مَالِكٌ: فَقَدْ جَعَلَ سَعِيدٌ الْبِرْذَوْنَ مِنَ الْخَيْلِ قَالَ مَالِكٌ , فَهُمَا عِنْدِي سَوَاءٌ فِي السُّهْمَانِ , قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَسَأَلْتُ الثَّوْرِيَّ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: هُمَا سَوَاءٌ
656 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ , أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ «§أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا» ، 657 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: «أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا»
658 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنْ أَبِي حَثْمَةَ , أَنَّهُ شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§فَأَسْهَمَ لِفَرَسِهِ سَهْمَيْنِ وَلَهُ سَهْمًا»
659 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ , عَنْ عَمَّتِهِ , عَنْ أُمِّهَا , عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ , عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو , أَنَّهُ " §ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ سَهْمَيْنِ: لِفَرَسِهِ سَهْمٌ وَلَهُ سَهْمٌ "
باب ما جاء في الرمي
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّمْيِ
660 - حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ثَقِيفٍ: «§قَاتِلُوا أَهْلَ الْمَنْعِ فَمَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ» , فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الدَّرَجَةُ؟ قَالَ: «الدَّرَجَةُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»
باب جهاد الأعمى
§بَابُ جِهَادِ الْأَعْمَى
661 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ «§وَعَلَيْهِ دِرْعٌ وَبِيَدِهِ رَايَةٌ»
باب جهاد العبد
§بَابُ جِهَادِ الْعَبْدِ
662 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَمَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ مُزَيْنَةَ , فَاتَّبَعَهُ عَبْدٌ لِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَفُلَانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «§مَا شَأْنُكَ؟» قَالَ: أُجَاهِدُ مَعَكَ، قَالَ: «أَذِنَتْ لَكَ سَيِّدَتُكَ؟» قَالَ: لَا , قَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَإِنَّ مَثَلَكَ مَثَلُ عَبْدٍ مَاتَ لَا يُصَلِّي إِنْ مُتَّ قَبْلَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهَا , وَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ» فَرَجَعَ عَلَيْهَا وَقَرَأَ عَلَيْهَا السَّلَامَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ قَالَتْ: وَاللَّهِ لَهُوَ أَمَرَكَ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيَّ السَّلَامَ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَتِ: ارْجِعْ فَجَاهِدْ مَعَهُ "
باب فيمن حبسهم العذر عن الجهاد
§بَابٌ فِيمَنْ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ عَنِ الْجِهَادِ
663 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ قَالَ حِينَ دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ: «§إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَأَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ» , قَالُوا: وَهُمُ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ , حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ»
باب الاستنصار بالضعفاء
§بَابُ الِاسْتِنْصَارِ بِالضُّعَفَاءِ
664 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَوْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: «§إِذَا بَعَثْتَ سَرِيَّةً فَلَا تَتَنَقَّاهُمْ وَاقْتَطِعْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْصُرُ الْقَوْمَ بِأَضْعَفِهِمْ»
باب ما يقول إذا لقي العدو
§بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ
665 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ الْبَصْرِيُّ إِمْلَاءً , ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ , عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ: «§اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَاصِرِي بِكَ أَجُولُ وَبِكَ أُصُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ»
باب نصب المنجنيق
§بَابُ نَصْبِ الْمَنْجَنِيقِ
666 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ , «لَمَّا صَدَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَهْلُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ §نَصَبَ عَلَيْهِمُ الْمَنْجَنِيقَ»
باب ما جاء في المثلة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُثْلَةِ
667 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ , ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§يَنْهَى جُيُوشَهُ أَنْ تُمَثِّلَ بِأَحَدٍ مِنَ الْكُفَّارِ»
باب فيمن أسلم من عبيد المشركين
§بَابٌ فِيمَنْ أَسْلَمَ مِنْ عَبِيدِ الْمُشْرِكِينَ
668 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أَنْبَأَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَعْشَى , «§قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا جَاءَ فَأَسْلَمَ ثُمَّ جَاءَ مَوْلَاهُ فَأَسْلَمَ فَمَوْلَاهُ أَحَقُّ بِهِ» قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ وَقَدْ أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنْ عَبِيدِ أَهْلِ الطَّائِفِ
باب ما جاء في السلب
§بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّلَبِ
669 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ , أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ كَانَا «§لَا يُخَمِّسَانِ السَّلَبَ»
670 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ , ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ , عَنِ ابْنٍ لِسَمُرَةَ , عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ قَتَلَ فَلَهُ السَّلَبُ»
باب ما جاء في الجوار والنهي عن الغدر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجِوَارِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْغَدْرِ
671 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي سَعْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ , عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ فَإِنْ أَجَارَتْ عَلَيْهِمْ جَارِيَةٌ فَلَا تَخْفِرُوهَا فَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ»
باب الطعام يوجد في أرض العدو
§بَابُ الطَّعَامِ يُوجَدُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ
672 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيِّ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمُ خَيْبَرَ: «§كُلُوا وَاعْلِفُوا وَلَا تَحْمِلُوا»
باب ما جاء في الغنيمة من الأموال وغيرها
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغَنِيمَةِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَغَيْرِهَا
673 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , أَنَّ زِيَادًا , اسْتَعْمَلَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ عَلَى خُرَاسَانَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَجَاءَ كِتَابُ زِيَادٍ: " §أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ أَنْ يُصْطَفَى لَهُ الصَّفْرَاءُ وَالْبَيْضَاءُ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: جَاءَنِي كِتَابُكَ يَذْكُرُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ أَنْ يُصْطَفَى لَهُ الصَّفْرَاءُ وَالْبَيْضَاءُ وَإِنِّي وَجَدْتُ كِتَابَ اللَّهِ قَبْلَ كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَوْ كَانَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ عَلَى عَبْدٍ ثُمَّ اتَّقَى اللَّهَ لَجَعَلَ لَهُ مِنْهُمَا مَخْرَجًا , وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ , ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: اغْدُوا عَلَى فَيْئِكُمْ فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ "
674 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقَلٍ الْمُزَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الْأَسَدِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالسَّوَادِ قَالَ: اسْتَقْضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حُذَيْفَةَ , فَكَتَبَ إِلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِعَشْرِ خِصَالٍ قَالَ: فَحَفِظْتُ مِنْهُ سِتًّا وَنَسِيتُ أَرْبَعًا: «§لَا تَقْطَعَنَّ إِلَّا مَا كَانَ لِكِسْرَى أَوْ لِأَهْلِ بَيْتِهِ أَوْ مَنْ قُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ أَوْ دَوْرَ الْبُرُدِ أَوْ مَوْضِعَ السُّجُونِ وَمَغِيضَ الْمَاءِ وَالْآجَامِ»
باب ما جاء في الجزية
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجِزْيَةِ
675 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا سُفْيَانُ , عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «§كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَجُوسِ هَجَرَ يَسْأَلُهُمُ الْإِسْلَامَ , فَمَنْ أَسْلَمَ قَبِلَ مِنْهُ إِسْلَامَهُ , وَمَنْ أَبَى أَخَذَ مِنْهُ الْجِزْيَةَ غَيْرَ نَاكِحِي نِسَائِهِمْ وَلَا آكِلِي ذَبَائِحِهِمْ»
باب استحباب الدخول مع الإمام
§بَابُ اسْتِحْبَابِ الدُّخُولِ مَعَ الْإِمَامِ
676 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ , وَالْأَوْزَاعِيُّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , أُرَاهُ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ , ثنا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ , عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ جَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْذَنَ لَهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَقَالَ خَيْرًا , قَالَ: «§مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَكُونُ شِقُّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْغَضُ إِلَيْهِمْ مِمَّا سِوَاهُ» , أَوْ كَمَا قَالَ: فَلَمْ يُرَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ الَّذِيَ يَسْتَأْذِنُكَ بَعْدَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَسَفِيهٌ "
كتاب المغازي
§كِتَابُ الْمَغَازِي
باب دعائه صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام
§بَابُ دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ
677 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ بِذِي الْمَجَازِ وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ وَهُوَ يَقُولُ: §لَا يَفْتِنَنَّكُمْ عَنْ دِينِكُمْ وَدِينِ آبَائِكُمْ قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي وَأَنَا غُلَامٌ: مَنْ هَذَا الْأَحْوَلُ الَّذِي يَمْشِي خَلْفَهُ؟ قَالَ: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ "
باب ما جاء في الهجرة إلى المدينة وغيرها
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا
678 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ , ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: ثَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: جَعَلَتْ قُرَيْشٌ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً , فَجَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ جَعَلَتْ قُرَيْشٌ فِيهِمَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا , فَأَتَيْتُ فَرَسِي وَهُوَ فِي الرَّعْيِ , فَنَفَرْتُ بِهَا , ثُمَّ أَخَذْتُ رُمْحِي فَجَعَلْتُ أَجْرُهُ خَشْيَةَ أَنْ يُشَارِكُنِيَ فِيهِ أَهْلُ الْمَاءِ فَأَدْرَكْتُهُمَا , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا طَالِبٌ يَطْلُبُنَا , فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ» , فَوَجِلَتْ فَرَسِي وَإِنِّي لَفِي جُدَدٍ مِنَ الْأَرْضِ , فَوَقَعْتُ عَلَى حَجَرٍ , فَوُجِعْتُ حَتَّى مَا أَعْبَأُ بِالشَّرِّ شَيْئًا , ثُمَّ قُمْتُ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُخَلِّصَنِي وَيُخَلِّصَ مَا عَلَى هَذِهِ أَنْ لَا تُهَيِّجَهُ , فَدَعَا اللَّهَ فَخَلَّصَ فَرَسَهُ , فَكُنْتُ أَوَّلَ النَّهَارِ لَهُ طَالِبًا , وَآخِرَهُ لَهُ مَسْلَحَةً , وَقَالَ لِي: «فَإِذَا اسْتَقَرَّيْنَا بِالْمَدِينَةِ فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْتِيَنَا فَأْتِنَا» , فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَكَانَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى قَوْمِي خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ النِّعْمَةَ قَالَ: «مَا ذَاكَ؟» قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَبْعَثَ إِلَى قَوْمِي جَيْشًا , قُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ تُوَادِعَهُمْ فَإِنْ أَسْلَمَ قَوْمُكَ دَخَلُوا مَعَهُمْ وَإِلَّا لَمْ تَخْشَ بِصُدُورِ قَوْمِهِمْ عَلَيْهِمْ , فَأَخَذَ بِيَدِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ: «اصْنَعْ مَا أَرَادَ» , فَذَهَبَ مَعَهُ خَالِدٌ فَوَادَعَهُمْ إِنْ أَسْلَمَ قَوْمُهُمْ دَخَلُوا مَعَهُمْ , وَمَنْ وَصَلَ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّاسِ كَانُوا عَلَى مِثْلِ عَهْدِهِمْ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [النساء: 90] فَكَانَ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِمْ كَانَ عَلَى مِثْلِ عَهْدِهِمْ " , قُلْتُ: عِنْدَ الْبُخَارِيِّ بَعْضُهُ
679 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ , وَنَزَلَ عَنْ -[694]- رَاحِلَتِهِ وَانْتَثَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا , وَايْمُ اللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي فِي كِنَانَتِي , ثُمَّ أَضْرِبَ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيْءٌ , ثُمَّ افْعَلُوا مَا شِئْتُمْ , وَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي وَقَيْنَتِي بِمَكَّةَ وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي " , قَالُوا: نَعَمْ , فَفَعَلَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ: " §رَبِحَ الْبَيْعَ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعَ أَبَا يَحْيَى , قَالَ: وَنَزَلَتْ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} "
باب دوام الهجرة
§بَابُ دَوَامِ الْهِجْرَةِ
680 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ , عَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ قَوْمِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا , فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَنَا فِي رِحَالِهِمْ أَوْ ظَهْرِهِمْ فَقَالَ: «§هَلْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟» قَالُوا: نَعَمْ , غُلَامٌ فِي ظَهْرِنَا أَوْ فِي رَحْلِنَا , فَقَالَ: " أَرْسِلُوا إِلَيْهِ أَمَا إِنَّ حَاجَتَهُ مِنْ خَيْرِ حَوَائِجِكُمْ فَأَرْسَلُوا إِلَيَّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «حَاجَتُكَ؟» فَقُلْتُ: حَاجَتِي أَنْ تُخْبِرَنِيَ هَلِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ؟ فَقَالَ: «لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ»
باب الإقامة بالأرض بعد فتحها
§بَابُ الْإِقَامَةِ بِالْأَرْضِ بَعْدَ فَتْحِهَا
681 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ , ثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ , عَنْ رَجُلٍ , حَدَّثَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنْ لَيْسَ لَنَا فِي مَقَامِنَا أَجْرٌ مِنْ أَجْلِ أَنَّا بِمَكَّةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَذَبُوا أَوْ لَمْ يَصْدُقُوا أَوْ لَيْسَ كَذَلِكَ لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كَانَ أَحَدُكُمْ فِي جُحْرِ ثَعْلَبٍ»
باب غزوة بدر
§بَابُ غَزْوَةِ بَدْرٍ
682 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ , عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ , فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو لُبَابَةَ زَمِيلَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَكَانَ إِذَا كَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْكَبْ , نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ فَقَالَ: «§مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي , وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا»
683 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ , ثنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ أَبَاهُ سَعْدًا خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ , فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ تُوُفِّيَ فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ فِي آخِرَةِ رَحْلِهِ «§وَأَوْصَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَحْلِهِ وَرَاحِلَتِهِ وَثَلَاثَةِ أَوْسُقٍ مِنْ شَعِيرٍ فَقَبِلَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى وَرَثَتِهِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ»
684 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§ضَرَبَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِسَهْمِهِ يَوْمَ بَدْرٍ»
685 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أُتِيَ بعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَسِيرًا قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَأَقْتُلَنَّكَ» , قَالَ: تَقْتُلُنِي مِنْ بَيْنِ قُرَيْشٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «إِنَّهُ أَتَانِي وَأَنَا سَاجِدٌ فَوَطِئَ عَلَى عُنُقِي , فَوَاللَّهِ مَا رَفَعَهَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ عَيْنَيَّ سَتَقَعَانِ , وَأَتَى بِسَلَا جَزُورٍ فَأَلْقَاهُ عَلَيَّ حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَمَاطَتْهُ عَنْ رَأْسِي» , قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ "
686 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , ثنا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ فَقُلْتُ: قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ , فَقَالَ: «§آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟» فَقُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , قَالَ: «آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟» فَقُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , قَالَ: «آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟» فَقُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ , الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» , ثُمَّ قَالَ: «انْطَلِقْ فَأَرِنِيهِ» , فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَاهُ فَقَالَ: «هَذَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ»
687 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَالِمٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: «يَا §مَنْصُورُ أَمِتْ»
باب ما جاء في غزوة أحد
§بَابُ مَا جَاءَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ
688 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ , ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ , أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى حَتَّى كَادَتْ تُشْرِفُ عَلَى الْقَتْلَى قَالَ: فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرَاهُمُ فَقَالَ: «§الْمَرْأَةَ الْمَرْأَةَ» قَالَ الزُّبَيْرُ: فَتَوَسَّمْتُ أَنَّهَا أُمِّي صَفِيَّةُ , فَخَرَجْتُ إِلَيْهَا قَالَ: فَلَدَمَتْ فِي صَدْرِي وَكَانَتِ امْرَأَةً جَلِدَةً , فَقَالَتْ: إِلَيْكَ لَا أَرْضَ لَكَ قَالَ: فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَمَ عَلَيْكِ قَالَ: فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَها فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لِأَخِي حَمْزَةَ فَقَدْ بَلَغَنِي مَقْتَلُهُ قَالَ: وَإِذَا إِلَى جَانِبِ حَمْزَةَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ فُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ , فَوَجَدْنَا غَضَاضَةً وَحَيَاءً أَنْ نُكَفِّنَ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ وَالْأَنْصَارِيُّ لَا كَفَنَ لَهُ , فَقَدَّرْنَاهُمَا فَوَجَدْنَا أَحَدَ الثَّوْبَيْنِ أَكْبَرَ مِنَ الْآخَرِ , فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا , فَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي طَارَ لَهُ "
689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , سَمِعَهُ يُخْبِرُ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَعَلَيْهِ دِرْعَانِ , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيْتَ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِي بِحِضْنَيِ الْجَبَلِ» يَعْنِي شُهَدَاءَ أُحُدٍ
باب غزوة الخندق وقريظة
§بَابُ غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ وَقُرَيْظَةَ
690 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَنْدَقِ ثُمَّ قَالَ: «§بِسْمِ اللَّهِ وَبِهِ بَدِينَا، وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهْ شَقِينَا، حَبَّذَا رَبًّا وَحِبَّذَا دِينَا»
691 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ «§اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةْ، فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةْ، وَالْعَنْ عَضَلًا وَالْقَارَةْ، هُمْ كَلَّفُونَا نَنْقُلُ الْحِجَارَةْ»
692 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَنْعَمَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَنْدَقِ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ وَجَدُوا صَفَاةً لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُنَقِّبُوهَا , فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْنَا مَعَهُ , فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ , فَلَمْ أَسْمَعْ ضَرْبَةً مِنْ رَجُلٍ كَانَتْ أَكْبَرَ صَوْتًا مِنْهَا , فَقَالَ: «§اللَّهُ أَكْبَرُ , فُتِحَتْ فَارِسُ» , ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ , فُتِحَتِ الرُّومُ» , ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ , وَجَاءَ اللَّهُ بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا»
693 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَوْمَئِذٍ أَنْ يُقْتَلَ , مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ §حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ»
باب ما جاء في شأن خيبر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي شَأْنِ خَيْبَرَ
694 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , ثَنَا أَبُو رَاشِدٍ الْمُثَنَّى بْنَ زُرْعَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ , أَخُو بَنِي حَارِثَةَ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَرَجَ مُرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ مِنْ حِصْنِهِمْ قَدْ جَمَعَ سِلَاحَهُ يَرْتَجِزُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] -[706]- قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مُرْحَبُ ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبٌ أَطْعَنُ أَحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ ... إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَحَزَّبُ كَانَ حِمَايَ الْحِمَى لَا يُقْرَبُ وَهُوَ يَقُولُ: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ لِهَذَا؟» فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَنَا وَاللَّهِ الثَّائِرُ الْمَثْئُورُ , قَتَلُوا أَخِي بِالْأَمْسِ قَالَ: قُمْ إِلَيْهِ , اللَّهُمَّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ , قَالَ: فَلَمَّا دَنَا إِلَيْهِ دَخَلْتَ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ عُمْرِيَّةٌ مِنْ شَجَرِ الْعَشْرِ , فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَلُوذُ بِهَا مِنْ صَاحِبِهِ , كُلَّمَا لَاذَ بِهَا مِنْهُ اقْتَطَعَ بِسَيْفِهِ مَا دُونَهُ مِنْهَا , حَتَّى بَرَزَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ , وَصَارَتْ بَيْنَهُمَا كَالرَّجُلِ الْقَائِمِ , ثُمَّ حَمَلَ مُرْحَبٌ عَلَى مُحَمَّدٍ فَضَرَبَهُ فَاتَّقَاهُ بِالدَّرَقَةِ فَوَقَعَ سَيْفُهُ فِيهَا , فَعَضَّتْ بِهِ , فَأَمْسَكَتْهُ وَضَرَبَهُ مُحَمَّدٌ حَتَّى قَتَلَهُ "
695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْمُطَاعِ الْأَسْلَمَيَّةَ , وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَسْلَمَ حِينَ شَكَوْا مَا شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ الْحَالِ , «§وَنَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَتَهَيَّئُوا فَنَهَضُوا فَرَأَيْتُ أَسْلَمَ أَوَّلَ مِنَ انْتَهَى إِلَى الْحِصْنِ , فَمَا غَابَتِ الشَّمْسُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى فَتَحَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا , وَهُوَ حِصْنُ الصَّعْبِ بْنِ مُعَاذٍ بِالنَّطَاةِ»
696 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , ثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أَبُو رَاشِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الْأَسْلَمِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ الصِّدِّيقَ بِرَايَتِهِ إِلَى بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ , فَقَاتَلَ , فَرَجَعَ وَلَمْ يَكُ فَتْحًا , وَقَدْ جُهِدَ , ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْغَدَ فَقَاتَلَ ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَكُ فَتْحًا وَقَدْ جُهِدَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ لَيْسَ بِفَرَّارٍ» , قَالَ سَلَمَةُ: فَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , وَهُوَ أَرْمَدُ , فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " خُذْ هَذِهِ الرَّايَةَ فَامْضِ بِهَا حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ قَالَ: يَقُولُ سَلَمَةُ: فَخَرَجَ بِهَا وَاللَّهِ يُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً وَأَنَا خَلْفَهُ أَتَتَبَّعُ أَثَرَهُ حَتَّى رَكَّزَ رَايَتَهُ فِي رَضْمٍ مِنْ حِجَارَةٍ تَحْتَ الْحِصْنِ , فَاطَّلَعَ إِلَيْهِ يَهُودِيُّ مِنْ رَأْسِ الْحِصْنِ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ " عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , قَالَ: يَقُولُ الْيَهُودِيُّ: عَلَيْتُمْ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى , أَوْ كَمَا قَالَ: فَمَا رَجَعَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى يَدَيْهِ "
باب غزوة الفتح
§بَابُ غَزْوَةِ الْفَتْحِ
697 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , أَنْبَأَ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: «§كُفُّوا السِّلَاحَ إِلَّا خُزَاعَةَ عَنْ بَكْرٍ» , فَقَتَلُوهُمْ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ , فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ بَكْرٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقَتَلَهُ , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: «إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ مَنْ عَدَا فِي الْحَرَمِ أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتَلِهِ أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ»
698 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , أَنْبَأَ مَالِكٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أَخْطَلَ مُعَلَّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ» , قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: ابْنُ أَخْطَلَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ كَانَتْ لَهُ جَارِيتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ كُلِّهِمُ الْأَمَانَ إِلَّا ابْنِ أَخْطَلَ وَقَيْنَتَيْهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ وَمَقِيسِ بْنِ صُبَابَةَ اللَّيْثِيِّ فَإِنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمُ الْأَمَانَ فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا إِحْدَى الْقَيْنَتَيْنِ؛ فَإِنَّهَا أَسْلَمَتْ "
699 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَأَذَّنَ عَلَى الْكَعْبَةِ»
700 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ , ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: جَاءَ يَعْلَى بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بِأَبِيهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لِأَبِي نَصِيبًا فِي الْهِجْرَةِ فَقَالَ: «§لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ» , فَأَتَى الْعَبَّاسَ فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ أَلَسْتَ قَدْ عَرَفْتَ بَلَائِي؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ فَأَبَى , فَقَامَ الْعَبَّاسُ مَعَهُ فِي قَمِيصٍ مَا عَلَيْهِ رِدَاءٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَاكَ يَعْلَى بِأَبِيهِ لِتُبَايِعَهُ فَلَمْ تَفْعَلْ؟ فَقَالَ: «إِنَّهُ لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ» , قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُبَايِعَنَّهُ , فَمَدَّ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهُ فَقَالَ: «قَدْ أَبْرَرْتُ عَمِّي وَلَا هِجْرَةَ»
باب غزوة حنين
§بَابُ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ
701 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ , ثَنَا حَمَّادٌ , ثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هَمَّامٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ حَارٍّ تَحْتَ شَجَرَةٍ , فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[712]- فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , حَانَ الرَّحِيلُ , قَالَ: فَوَثَبَ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ فَنَادَى بِلَالًا , فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ قَالَ: «§أَسْرِجْ لِيَ الْفَرَسَ» , فَأَخْرَجَ سَرْجًا دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ لَيْسَ فِيهِ أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ فَصَافَفْنَاهُمْ عَشِيَّتَنَا وَلَيْلَتَنَا فَتَشَامَّتِ الْخَيْلَانِ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَيَّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ , أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ» , وَأَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَ الْقَوْمِ فَأَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي قَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ فَانْهَزَمُوا قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبْنَاؤُهُمُ عَنْ آبَائِهِمْ قَالُوا: مَا بَقِيَ مِنَّا إِنْسَانٌ إِلَّا امْتَلَأَ فُوهُ وَوَجْهُهُ وَعَيْنَاهُ تُرَابًا , وَقَالُوا: سَمِعْنَا كَهَيْئَةِ الْمُدْيَةِ فِي الطَّسْتِ. " قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ إِلَى قَوْلِهِ لَيْسَ فِي أَشَرٍ وَلَا بَطَرٍ
باب قتال فارس والروم
§بَابُ قِتَالِ فَارِسَ وَالرُّومِ
702 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو , عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَارِسُ نَطْحَةٌ , أَوْ نَطْحَتَانِ ثُمَّ لَا فَارِسَ بَعْدَهَا أَبَدًا , وَالرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ كُلَّمَا هَلَكَ قَرْنٌ خَلَفَ مَكَانَهُ قَرْنٌ , أَهْلُ صَخْرٍ وَأَهْلُ بَحْرٍ هَيْهَاتَ لِآخِرِ الدَّهْرِ , هُمْ أَصْحَابُكُمْ مَا كَانَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ»
باب في الخوارج أهل البغي وقتالهم
§بَابٌ فِي الْخَوَارِجِ أَهْلِ الْبَغِيِّ وَقِتَالِهِمْ
703 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , ثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ , ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ سَاجِدٍ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ وَرَجَعَ وَهُوَ سَاجِدٌ , فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «§مَنْ يَقْتُلُ هَذَا؟» فَقَامَ رَجُلٌ فَحَسَرَ عَنْ يَدَيْهِ فَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَهَزَّهُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي كَيْفَ أَقْتُلُ رَجُلًا سَاجِدًا , يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ يَقْتُلُ هَذَا؟» فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا، فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ فَهَزَّهُ حَتَّى رَعَدَتْ يَدُهُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَقْتُلُ رَجُلًا سَاجِدًا، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَتَلْتُمُوهُ لَكَانَ أَوَّلَ فِتْنَةٍ وَآخِرَهَا»
704 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ , ثنا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ , وَسَأَلْتُهُ: هَلْ سَمِعْتَ فِيَ الْخَوَارِجِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ وَالِدِي أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ: عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ أَشِدَّاءُ أَحِدَّاءُ ذَلِقَةٌ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ لَا يُجَاوِزُ إِيْمَانُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ , فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَأَنِيمُوهُمُ , فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَأَنِيمُوهُمُ، الْمَأْجُورُ مَنْ قَتَلَهُمْ»
705 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ , ثنا كوثرُ بْنُ حَكِيمٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ: «§هَلْ تَعْلَمُ حُكْمَ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «فَإِنَّ حُكْمَ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَنْ لَا يُقْتَلَ أَسِيرُهُمْ، وَلَا يُجْهَزَ عَلَى جَرِيحِهِمْ، وَلَا يُتْبَعَ مُدْبِرُهُمْ وَلَا يُقْسَمَ فَيْئُهُمْ، هَكَذَا حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ» , وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ
706 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ فَجِيءَ بِسَبْعِينَ رَأْسًا مِنْ رُءُوسِ الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ الْمَسْجِدِ , فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يُهْرِيقُ عَبْرَتَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ الْإِسْلَامِ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ قَالَ: كِلَابُ جَهَنَّمَ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ: شَرُّ قَتْلَى قُتِلَتْ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا غَالِبٍ إِنَّكَ بِبَلَدٍ أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ , هَؤُلَاءِ بِهِ كَثِيرٌ قُلْتُ: أَجْلَ قَالَ: أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ قَالَ: وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , قَالَ: أَتَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٍ} [آل عمران: 7] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , قُلْتُ: هَؤُلَاءِ كَانَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَزِيغَ بِهِمْ , ثُمَّ قَرَأَ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [آل عمران: 106] قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ هَؤُلَاءِ , قَالَ: نَعَمْ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ , فَقَالَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي: يَا أَبَا أُمَامَةَ أَمَا تَرَى مَا يَصْنَعُ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ؟ قَالَ: عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ قَالَ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ , يَقْضُونَ لَنَا ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا , قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَقُولُهُ عَنْ رَأْيِكَ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى قَالَهَا سَبْعًا " قُلْتُ: رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ " -[717]- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , ثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ نَافِعٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ السُّلَيْكِ , عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَجِيءَ بِرُءُوسِ الْخَوَارِجِ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ
كتاب التفسير
§كِتَابُ التَّفْسِيرِ
سورة آل عمران
§سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ
707 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {§كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قَالَ: هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
سورة النساء
§سُورَةُ النِّسَاءِ
708 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا الثَّوْرِيُّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلَاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] أَلَسْنَا نُجَازَى بِمَا كَانَ مِنَّا مِنْ سُوءٍ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَهْتَمُّ؟ أَلَسْتَ يُصِيبُكَ الْآفَةُ؟» قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَذَاكَ مَا تُجَازَى بِهِ»
سورة المائدة
§سُورَةُ الْمَائِدَةِ
709 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ , ثنا عُثْمَانُ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدُ {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 49] قَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 49] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§نَحْنُ الْيَوْمَ نَحْكُمُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَعَلَى مَنْ سِوَاهُمْ مِنَ الْأَدْيَانِ»
710 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ , ثنا نُصَيْرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ , عَنْ صَلَّتٍ الدَّهَّانِ , عَنْ حَامِيَةَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ , وَسُئِلَ , عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} [المائدة: 82] قَالَ: هُمُ الرُّهْبَانُ الَّذِينَ فِي الصَّوَامِعِ وَالْخِرَبِ دَعُوهُمْ فِيهَا , قَالَ سَلْمَانُ: وَقَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {§ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} [المائدة: 82] فَأَقْرَأَنِي: «ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينَ وَرُهْبَانًا»
سورة الأعراف
§سُورَةُ الْأَعْرَافِ
711 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ تَبِيعَ بْنَ امْرَأَةِ كَعْبٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ " {§فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} [الأعراف: 25] قَالَ: يَعْنِي الْأَرْضَ مِنْهَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ , وَفِيهَا يُدْفَنُونَ إِذَا مَاتُوا , وَمِنْهَا يُخْرَجُونَ بِمَطَرِ السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَيُخْرَجُ الْمَوْتَى مِنَ الْأَرْضِ "
712 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ فَقَالَ: «§قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَهُمْ لِآبَائِهِمْ عَاصُونَ فَمُنِعُوا الْجَنَّةَ بِمَعْصِيَتِهِمْ لِآبَائِهِمْ , وَمُنِعُوا النَّارَ بِقَتْلِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» , وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: " قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ فَمُنِعُوا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَسَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ , قَالَ: وَلَا أَدْرِي ذَكَرَ قَتْلًا أَمْ لَا "
713 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْهِلَالِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ؟ قَالَ: «§قَوْمٌ خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِغَيْرِ إِذْنِ آبَائِهِمْ وَاسْتُشْهِدُوا فَمَنَعَتْهُمُ الشَّهَادَةُ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ وَمَنَعَتْهُمْ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ» -[723]- 714 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سورة هود
§سُورَةُ هُودٍ
715 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ يُوسُفَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَةً جَاءَتْنِي فَبَايَعَتْنِي فَأَدْخَلْتُهَا الدَّوْلَجَ فَأَصَبْتُ مِنْهَا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ , قَالَ لَهُ عُمَرُ: لَعَلَّهَا لِمُغَيَّبٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَائْتِ أَبَا بَكْرٍ فَسَلْهُ , فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: §لَعَلَّهَا لِمُغَيَّبٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , قَالَ: أَجَلْ , قَالَ: فَائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «لَعَلَّهَا لِمُغَيَّبٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» , قَالَ: أَجَلْ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنَزَلَ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] فَقَالَ الرَّجُلُ: أَلِي خَاصَّةً يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَضَرَبَ عُمَرُ صَدْرَهُ وَقَالَ: لَا , وَلَا نِعْمَةَ عَيْنٍ بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً , فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «صَدَقَ عُمَرُ»
سورة يوسف والحديث الوارد فيها ضعيف جدا
§سُورَةُ يُوسُفَ وَالْحَدِيثُ الْوَارِدُ فِيهَا ضَعِيفٌ جِدًّا
716 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ , ثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ خُصَيْفٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §عُيِّرَ يُوسُفُ بِثَلَاثٍ: قَوْلِهِ {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} [يوسف: 42] وَقَوْلِهِ لِإِخْوَتِهِ {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف: 70] , {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} [يوسف: 77] قَالَ أَبُو إِسْرَائِيلَ: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: 52] فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ فَقَالَ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف: 53] " قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ لَا يَصِحُّ , فَإِنَّ فِيهِ خُصَيْفًا وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا , وَهُوَ مَوْقُوفٌ أَيْضًا , وَلَا يُلْتَفَتُ إِلَى مَا رَوَاهُ خُصَيْفٌ , وَلَا سِيَّمَا فِيمَا رَوَاهُ فِي حَقِّ الْأَنْبِيَاءِ وَهُمْ مَعْصُومُونَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ وَبَعْدَهَا , هَذَا هُوَ الْحَقُّ
سورة الرعد
§سُورَةُ الرَّعْدِ
717 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا هَمَّامٌ , عَنِ الْكَلْبِيِّ , فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ " §يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ , قَالَ: يَمْحُو مَا يَشَاءُ مِنَ الْأَجَلِ وَيَزِيدُ فِيهِ مَا شَاءَ " قَالَ هَمَّامٌ: قُلْتُ لِلْكَلْبِيِّ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سورة طه
§سُورَةُ طه
718 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ , ثنا شَرِيكٌ , عَنْ سَالِمٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ " {§طه} [طه: 1] أَيْ طه يَا رَجُلُ وَهِيَ بِالنِّبْطِيَّةِ " , قَالَ شَاذَانُ: رُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: طه يَا رَجُلُ
سورة يس
§سُورَةُ يس
719 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ , ثنا هُشَيْمٌ , أنبأ حُصَيْنٌ , عَنْ أَبِي مَالِكٍ: أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ , جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ , قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَمَّ؟ قَالَ: نَعَمْ «§يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا ثُمَّ يُمِيتُكَ ثُمَّ يُحْيِيَكَ ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ» , قَالَ: فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ يس {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [يس: 77] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ "
سورة الزخرف
§سُورَةُ الزُّخْرُفِ
720 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ , -[728]- عَنْ أَبِي يَحْيَى: مَوْلَى ابْنِ عَفْرَاءَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَدْ عَلِمْتُ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا رَجُلٌ قَطُّ فَمَا أَدْرِي عَلِمَهَا النَّاسُ فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا أَوْ لَمْ يَفْطِنُوا لَهَا فَيَسْأَلُوا عَنْهَا , قَالَ: فَطَفِقَ يُحَدِّثُنَا , فَلَمَّا قَامَ تَلَاوَمْنَا أَنْ لَا نَكُونَ سَأَلْنَاهُ عَنْهَا , فَقُلْتُ: أَنَا لَهَا إِذَا رَاحَ غَدًا , فَلَمَّا رَاحَ الْغَدُ قُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ذَكَرْتَ أَمْسِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَسْأَلْكَ عَنْهَا رَجُلٌ قَطُّ , فَلَا تَدْرِي عَلِمَهَا النَّاسُ فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا , أَوْ لَمْ يَفْطِنُوا لَهَا , فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْهَا وَعَنِ الْآيِ قَرَأْتَ قَبْلَهَا قَالَ: نَعَمْ , إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقُرَيْشٍ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّهُ §لَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُ دُونَ اللَّهِ فِيهِ خَيْرٌ وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ النَّصَارَى يَعْبُدُونَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , وَمَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ , فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدٌ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى كَانَ نَبِيًّا وَعَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ صَالِحًا , فَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا أَنَّ آلِهَتَهُمْ كَمَا يَقُولُونَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57] قَالَ: قُلْتُ: مَا يَصِدُّونَ؟ قَالَ: يَضِجُّونَ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ , قَالَ: خُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ "
سورة الواقعة
§سُورَةُ الْوَاقِعَةِ
721 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى , ثنا شُجَاعٌ , عَنْ أَبِي طَيْبَةَ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا» , فَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَأْمُرُ بَنَاتَهُ بِقِرَاءَتِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ "
سورة الممتحنة
§سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةِ
722 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ , عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ , عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ , عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْأَسَدِيِّ , قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَحِنُ النِّسَاءَ قَالَ: كَانَ «§إِذَا أَتَتْهُ الْمَرْأَةُ لِتُسْلِمَ حَلَّفَهَا بِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ بُغْضَ زَوْجِكِ وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ الْتِمَاسَ دُنْيَا , وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ رَغْبَةً مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ إِلَّا حُبًّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ»
سورة المنافقين
§سُورَةُ الْمُنَافِقِينَ
723 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ قَالَ: بَلَغَنِي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1] حَتَّى بَلَغَ {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30] قَالَ: " §هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ , وَكَانَ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمُوقِنٍ , وَاتَّخَذَ أَيْمَانَهُ جُنَّةً دُونَ دَمِهِ , وَكَانَ أَتَمَّ النَّاسِ مِنْ لَدُنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ وَأَثْبَتَهُ لِسَانًا , وَهُوَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: {تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] , {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ} [المنافقون: 4] يَحْسِبُونَ أَنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ سَيَهْلِكُونَ بِهَا لَا يُوقِنُونَ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرُهُ وَأَصْحَابَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَأَنَّهُ مُمَكِّنٌ لَهُ فِي الْأَرْضِ "
- سورة الإخلاص , والمعوذتين
- §سُورَةُ الْإِخْلَاصِ , وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ
724 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ , قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: عَنْ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: «§قُلْ» فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فَقَرَأْتُهَا , ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» , فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] فَقَرَأْتُهَا , ثُمَّ قَالَ لِي: " قُلْ , قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] فَقَرَأْتُهَا ثُمَّ قَالَ: «مَا تَعَوَّذَ الْمُتَعَوِّذُونَ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْهَا»
باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف
§بَابُ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ
725 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ , أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَعِيدٍ: مَوْلَى أَبِي الْجَهْمِ , عَنْ أَبِي الْجَهْمِ الْأَنْصَارِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§هَذَا الْقُرْآنُ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَلَا تَمَارَوْا فِيهِ فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ»
726 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ , أنبأ يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ , عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ , مَوْلَى الْحَضْرَمِيِّينَ , عَنْ أَبِي جُهَيْمٍ الْأَنْصَارِيِّ , أَنَّ رَجُلَيْنِ , مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمَارَيَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ كِلَاهُمَا يَزْعُمُ أَنَّهُ تَلَقَّاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكِلَاهُمَا ذَكَرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْهُ , فَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَلَا تَمَارَوْا فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ مِرَاءً فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ»
727 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَذْكَرَ اللَّهُ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ «§الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍّ» إِلَّا قَامَ , فَقَامُوا حَتَّى لَمْ يُحْصَوْا , فَشَهِدُوا بِذَلِكَ , ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ , وَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكُمْ , لَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ "
باب تعلم القرآن وتعاهده
§بَابُ تَعَلُّمِ الْقُرْآنِ وَتَعَاهُدِهِ
728 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا قُبَاثُ بْنُ رَزِينٍ اللَّخْمِيُّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ نَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَسَلَّمَ عَلَيْنَا , فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَالَ: «§تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاقْتَنُوهُ» , قَالَ وَأَحْسِبُهُ أَنَّهُ قَالَ: «وَتَغَنَّوْا بِهِ , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْمَخَاضِ فِي عَقْلِهِ»
729 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ , أَنَّ رَجُلًا , أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ , فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْعُوَا لَهُ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ , ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ , ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ , وَقَالَ: «§مَا غَنِمَ فُلَانٌ أَفْضَلُ مِمَّا غَنِمْتَ , تَعَلَّمَ خَمْسَ آيَاتٍ»
باب فضل القرآن
§بَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ
730 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثَنَا دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ , عَنْ صِهْرٍ , لَهُ يُقَالُ لَهُ مُسْلِمُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: " §إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقُرْآنِهِ , فَإِنَّهُ يَطْرُدُ بِجَهْرِ قِرَاءَتِهِ الشَّيَاطِينَ وَفُسَّاقَ الْجِنِّ , وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ فِي الْهَوَاءِ وَسُكَّانَ الدَّارِ يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ وَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ , فَإِذَا مَضَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ وَأَقْبَلَتِ اللَّيْلَةُ الْمُسْتَأْنَفَةُ , فَتَقُولُ: نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً , فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَاءَهُ الْقُرْآنُ فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ , فَإِذَا فُرِغَ مِنْهُ دَخَلَ حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ , فَإِذَا وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ وَجَاءَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ خَرَجَ الْقُرْآنُ حَتَّى صَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا , فَيَقُولَانِ لَهُ: إِلَيْكَ عَنَّا فَإِنَّا نُرِيدُ أنْ نَسْأَلَهُ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُفَارِقِهِ , قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ: حَتَّى أَدْخَلَهُ إِلَى هَذَا الْحَرْفِ , فَإِنْ كُنْتُمَا أُمِرْتُمَا فِيهِ بِشَيْءٍ فَشَأْنُكُمَا , ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا , فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ وَأُظْمِئُ نَهَارَكَ وَأَمْنَعُكَ شَهْوَتَكَ وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ فَتَجِدُنِي مِنَ الْأَخِلَّاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ , وَمِنَ الْإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ فَأَبْشِرْ فَمَا عَلَيْكَ بَعْدَ مَسْأَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍ , وَلَا حُزْنٍ , ثُمَّ يَخْرُجَانِ عَنْهُ , فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى رَبِّهِ فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا قَالَ: فَيَقُومُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَقَنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينِ الْجَنَّةِ فَيَحْمِلَهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا , قَالَ: فَيَسْبِقُهُمُ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ فَيَقُولُ: هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي , فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِرَبِّي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ حَتَّى أَمَرَ لَكَ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ , فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَيَحْمِلُونَهُ وَيَفْرِشُونَ ذَلِكَ الْفِرَاشَ وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ تَحْتَ قَلْبِهِ وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ , ثُمَّ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى يَضَعُوهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ , ثُمَّ يَصْعَدُونَ عَنْهُ , فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ , فَلَا يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ حَتَّى يَلِجُوا فِي السَّمَاءِ , ثُمَّ يَرْفَعُ الْقُرْآنُ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ فَيُوسِعُ عَلَيْهِ مَا شَاءَ أَنْ يُوَسِّعَ مِنْ ذَلِكَ , قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ: فَيُوَسَّعُ مَسِيرَةَ أَرْبَعمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ يَحْمِلُ الْيَاسَمِينَ مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ فَيَجْعَلُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ فَيَشُمَّهُ غَضًّا إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ , ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ وَالْإِقْبَالِ , فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ , وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِبُ سُوءٍ أَتَى الدَّارَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَبَكَى عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ " أَوْ كَمَا قَالَ
731 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ شَارَةٍ وَأَحْسَنِ هَيْئَةٍ» , قَالَ: " فَيَقُولُ يَا رَبِّ قَدْ أَعْطَيْتَ كُلَّ عَامِلٍ أَجْرَ عَمَلِهِ فَأَيْنَ أَجْرُ عَمَلِي؟ قَالَ: فَيُكْسَى صَاحِبُ الْقُرْآنِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ وَيُتَوَّجُ تَاجَ الْمُلْكِ , فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا , قَالَ: فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ وَالنَّعِيمَ بِشِمَالِهِ " , قَالَ: " فَيُقَالُ لَهُ أَرَضِيتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ "
732 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَفْضَلُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ , وَأَعْظَمُ آيَةٍ فِيهِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُحَاجَّهُ الْقُرْآنُ , وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَتَيْنِ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ , وَمَنْ قَرَأَ مِنَ الْمِائَةِ إِلَى الْأَلْفِ أَصْبَحَ وَلَهُ قِنْطَارٌ , وَالْقِنْطَارُ دِيَةُ أَحَدِكُمُ اثَنَا عَشَرَ أَلْفًا , قَالَ: وَإِنَّ أَصْفَرَ الْبُيُوتِ مِنَ الْخَيْرِ الْبَيْتُ الَّذِي لَا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ "
باب في أهل القرآن
§بَابٌ فِي أَهْلِ الْقُرْآنِ
733 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» , قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ»
734 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مِنْ تَعْظِيمِ جَلَالِ اللَّهِ إِكْرَامِ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ وَإِمَامِ الْعَدْلِ»
- باب النهي عن الجدال بالقرآن
- §بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجِدَالِ بِالْقُرْآنِ
735 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ , عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , -[740]- عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ: جَلَسْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا مَا جَلَسْتُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَغْبَطَ عِنْدِي , قَالَ: فَخَرَجَ مِنْ وَرَاءِ حُجْرَاتِهِ قَوْمٌ يُجَادِلُونَ بِالْقُرْآنِ , قَالَ: فَخَرَجَ مُحْمَرَّةٌ وَجْنَتَاهُ كَأَنَّمَا يَقْطِرَانِ دَمًا فَقَالَ: «يَا قَوْمِ §لَا تُجَادِلُوا بِالْقُرْآنِ , فَإِنَّمَا ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِجِدَالِهِمْ إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ لَيُكَذِّبَ بَعْضُهُ بَعْضًا , وَلَكِنْ نَزَلَ لَيُصَدِّقَ بَعْضُهُ بَعْضًا , فَمَا كَانَ مِنْ مْحُكَمِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ , وَمَا كَانَ مِنْ مُتَشَابِهِهِ فَآمِنُوا بِهِ»
كتاب التعبير
§كِتَابُ التَّعْبِيرِ
باب فيما رآه النبي صلى الله عليه وسلم
§بَابٌ فِيمَا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
736 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ , ثنا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَقُولُهُ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ؟» قَالَ: فَنَقُصُّ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَقُصَّ , فَقَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ: إِنَّهُ - أَوْ إِنِّي - " §أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ أَوْ آتِيَانِ - شَكَّ هَوْذَةُ - فَابْتَعَثَانِي , فَقَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ , فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا , وَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ , وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ إِلَى رَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَاهُنَا فَيَتْبَعُهُ فَيَأْخُذُهُ , فَلَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ , ثُمَّ يَعُودُ إِلَيْهِ فَيَفْعَلُ كَمَا فَعَلَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى , قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْتُ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ عَلَى قَفَاهُ، وَآخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ، فَيَشُقُّ وَجْهَهُ -[742]- إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمِنْخَرَهُ إِلَى قَفَاه، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ فَمَا يَفْرَغُ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ، فَيَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِهِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَا؟ قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: فَسَمِعْنَا فِيهِ لَغَطًا وَأَصْوَاتًا فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ ونِسَاءٌ عُرَاةٌ , وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهُمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ , فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوُوا قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمَا مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَا: انْطَلِقِ انْطَلِقْ , قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهْرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ , وَإِذَا فِي النَّهْرِ رَجُلٌ يَسْبَحُ وَإِذَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ رَجُلٌ قَدْ جُمِعَ عَلَيْهِ حِجَارَةٌ كَثِيرَةٌ وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ , ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جُمِعَ لَهُ الْحِجَارَةُ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ , فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا , فَيَذْهَبُ فَيَسْبَحُ مَا سَبَحَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ , كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا , قَالَ: قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ , قَالَ: فَانْطَلَقْنَا , فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا , وَإِذَا هُوَ عِنْدَ نَارٍ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْشِبَةٍ، فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْعِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لَا أَكَادُ أَنْ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وُلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ وَأَحْسَنِهِمْ، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا، مَا هَذَا وَمَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَا لِي: انْطِلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى دَوْحَةٍ عَظِيمَةٍ، لَمْ أَرَ قَطُّ دَوْحَةً أَعْظَمَ مِنْهَا وَلَا أَحْسَنَ، قَالَا لِي: ارْقَ فِيهَا، فَارْتَقَيْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنٍ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنٍ مِنْ فِضَّةٍ، قَالَ: فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ، فَاسْتَفْتَحْنَاهَا فَفُتِحَ لَنَا فَدَخَلْنَاهَا، فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ , قَالَ: قَالَا لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ , قَالَ: وَإِذَا نَهْرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ -[743]- الْمَحْضُ بِالْبَيَاضِ , قَالَ: فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا وَقَدْ ذَهَبَ السُّوءُ عَنْهُمْ , وَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ , قَالَ: قَالَا: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَا هُوَ مَنْزِلُكَ , قَالَ: فَبَيْنَمَا بَصَرِي صُعُدًا , فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ قَالَ: قَالَا لِي: هَا هُوَ ذَا مَنْزِلُكَ , فَقُلْتُ لَهُمَا: بَارِكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَلَأَدْخُلَهُ , قَالَا لِي: أَمَّا الْآنَ فَلَا , وَأَنْتَ دَاخِلُهُ , قُلْتُ لَهُمَا: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذَ اللَّيْلَةَ عَجَبًا , فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟ قَالَ: قَالَا لِي: إِنَّا سَنُخْبِرُكَ أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ , فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْه يُشَرْشَرُ بِشِدْقِهِ وَعَيْنِهِ وَمِنْخَرِهِ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي , وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي يَسْبَحُ فِي النَّهْرِ وَيَلْقُمُ الْحِجَارَةَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي عِنْدَ النَّاِر كَرِيهُ الْمَرْآةِ، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ، فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ، وَأَمَّا الْوُلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَة " فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ , قَالَ: وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرًا حَسَنًا وَشَطْرًا قَبِيحًا , فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا , فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ "
باب فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم
§بَابٌ فِيمَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
737 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ , ثنا يُونُسُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ , عَنْ عَمِّهِ , أَنَّ خُزَيْمَةَ , رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّهُ " §سَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاضْطَجَعَ لَهُ وَقَالَ: «صَدِّقْ رُؤْيَاكَ» , فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ "
باب فيمن رأى أن رأسه قطع
§بَابٌ فِيمَنْ رَأَى أَنَّ رَأْسَهُ قُطِعَ
738 - حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ , ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ , عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ -[745]-: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ أَنَّ " §رَأْسِيَ قُطِعَ وَأَنِّي جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ , قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «بِأَيِّ عَيْنٍ كُنْتُ تَنْظُرُ إِلَى رَأْسِكَ إِذْ قُطِعَ؟» قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى تُوفِّيَ قَالَ: فَأَوَّلُوا قَطْعَ رَأْسِهِ مَوْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَظَرَهُ اتِّبَاعَهُ سُنَّتَهُ "
كتاب القدر
§كِتَابُ الْقَدَرِ
باب إثبات القدر
§بَابُ إِثْبَاتِ الْقَدَرِ
739 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا حَمَّادٌ , عَنْ أَبِي هَارُونَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَقِيَ آدَمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَفَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ , قَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا وآتاكَ التَّوْرَاةَ فَبِكَمْ تَجِدُ الذَّنْبَ الَّذِي عَمِلْتُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أَعْمَلَهُ؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ عَامًا قَالَ: فَلِمَ تَلُومُنِي؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا» وَقَالَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ الْحَسَنِ , وَقَالَ بِنَحْوِهِ وَهِيَ مُرْسَلَةٌ فَقَالَ: أَنَا أَقْدَمُ أَمُ الذِّكْرُ , ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَ هَذَا بِالسِّنْدِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " يَا مُوسَى أَرَأَيْتَ مَا عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ يَكُونُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَكُونَ , قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "
باب الإيمان بالقدر
§بَابُ الْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ
740 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , ثنا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
باب قد علم أهل الجنة من أهل النار
§بَابُ قَدْ عُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
741 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , ثَنَا هِشَامٌ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ «§الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْتُوبٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»
باب النهي عن الكلام في القدر
§بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْقَدَرِ
742 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا أَبُو قَحْذَمٍ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا , وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا» -[749]- 743 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ , عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَهُ , وَزَادَ فِيهِ: «وَإِذَا ذُكِرَتِ الْأَنْوَاءُ فَأَمْسِكُوا»
744 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ بِشَيْءٍ سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
745 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ , ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كَانَ بَدْءُ هَلَاكِ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلُ الْقَدَرُ وَإِنَّكُمْ تُبْتَلُونَ أَوْ سَتُبْتَلُونَ بِهِمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ أَوْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَسَلُوهُمْ أَوْ فَكُونُوا أَنْتُمُ السَّائِلِينَ وَلَا تُمَكِّنُوهُمْ مِنَ الْمَسْأَلَةِ»
746 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا حَمْزَةُ النَّصِيبِيُّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ الْقَدَرَ فَقَالَ: «§أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ , إِنَّكُمْ قَدْ أَخَذْتُمْ فِي وَادِيَيْنِ لَنْ تَبْلُغُوا غَوْرَهُمَا وَبِهَذَا أُهْلِكَ الْقُرُونُ قَبْلَكُمْ , إِيَّاكُمْ وَإِيَّاكُمْ»
747 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ , ثنا هَارُونُ أَبُو الْعَلَاءِ الْأَزْدِيُّ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §هَلَاكُ أُمَّتِي مِنْ ثَلَاثٍ: مِنَ الْقَدَرِيَّةِ وَالْعَصَبِيَّةِ وَالرِّوَايَةِ مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ "
باب الطير يجري بقدر
§بَابُ الطَّيْرِ يَجْرِي بِقَدَرِ
748 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثنا حَسَّانُ , ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّاهُ حَدِّثِينِي شَيْئًا سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الطَّيْرُ تَجْرِي بِقَدَرٍ» , وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ "
باب فيمن يكذب بالقدر
§بَابٌ فِيمَنْ يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ
749 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ , ثنا بَحْرٌ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا كَانَ أَصْلُ زَنْدَقَةٍ قَطُّ إِلَّا كَانَ بَدْؤُهَا تَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ»
750 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أُخْتِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ , عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ رِجَالًا يَقُولُونَ قَدَّرَ اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلَا الشَّرَّ , قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ غَضَبًا قَطُّ مِثْلَ غَضَبِ يَوْمَئِذٍ , حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ ثُمَّ قَالَ: فَعَلُوهَا وَيْحَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ , أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا , قَالَ: قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا -[754]- مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَدْ سَكَنَ غَضَبُهُ عَنْهُ وَقَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقَدَرِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ كَمَا كَفَرَتِ الْيَهُودُ , وَالنَّصَارَى» , قَالَ: فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُونَ مَاذَا؟ قَالَ: «يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْقَدَرِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضِ الْقَدَرِ» , قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُونَ كَيْفَ؟ قَالَ: «يَقُولُونَ الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ» , قَالَ: " هُمْ يَقْرَأُونَ عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقُرَآنِ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ , فَمَاذَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ , وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ السُّلْطَانِ فَيَالَهُ مِنْ ظُلْمٍ وَحَيْفٍ وَأَثَرَةٍ , فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ طَاعُونًا , فَيُفْنِي عَامَّتَهُمْ ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ وَالْخَسْفُ , وَقَلِيلٌ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ , الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ شَدِيدٌ غَمُّهُ , ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ يَمْسَخُ اللَّهُ عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ , ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ , فَقِيلَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «رَحْمَةً لَهُمُ الْأَشْقِيَاءِ؛ لِأَنَّ فِيهِمُ الْمُجْتَهِدُ وَفِيهِمُ الْمُتَعَبِّدُ مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا , إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ هَلَكَ» , فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ مَعَهُ أَحَدٌ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا , وَتُؤْمِنُوا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَتَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الْخَلْقِ ثُمَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ»
باب فيما يكذب به القدرية
§بَابٌ فِيمَا يُكَذِّبُ بِهِ الْقَدَرِيَّةُ
751 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى , ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ " §الرَّجْمَ حَقٌّ فَلَا تُخْدَعُنَّ عَنْهُ , وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ وَرَجَمَ أَبُو بَكْرٍ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُمَا , وَإِنَّهُ سَيَكُونُ أُنَاسٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ , وَيُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتُحِشُوا
باب خواتيم الأعمال
§بَابُ خَوَاتِيمِ الْأَعْمَالِ
752 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ , وَيُونُسَ , وَحُمَيْدٍ , فِي آخَرِينَ , عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا عَلَيْكُمُ أَنْ لَا تَعْجَلُوا بِأَحَدٍ مِنْكُمْ حَتَّى تَنْظُرُوا مَاذَا يُخْتَمُ بِهِ عَمَلُهُ» , وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ آخِرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا وَاجْعَلْ ثَوَابَهَا الْجَنَّةَ , قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَخْيَرَ أَعْمَالِنَا مَا يَليِ آجَالَنَا وَاجْعَلْ خِيَارَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ»
باب ما جاء في الأطفال
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَطْفَالِ
753 - حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ , ثنا أَبُو عَقِيلٍ الْمَدَنِيُّ , عَنْ مَاشِطَةِ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ: أَيْنَ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «§فِي الْجَنَّةِ يَا عَائِشَةُ» قَالَتْ: فَقُلْتُ: فَأَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ أَيْنَ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «فِي النَّارِ يَا عَائِشَةُ» قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ وَكَيْفَ وَلَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ , وَلَمْ تَجْرِ عَلَيْهِمُ الْأَقْلَامُ؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ خَلَقَ مَا هُمْ عَامِلُونَ لَئِنْ شِئْتِ لَأُسْمِعَنَّكِ تَضَاغِيَهُمْ فِي النَّارِ» , قُلْتُ: لِعَائِشَةَ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بِاخْتِصَارٍ فِيهِ: «لَئِنْ شِئْتِ لَأُسْمِعَنَّكِ تَضَاغِيَهُمْ فِي النَّارِ» , قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ يُبْعَثُ عَلَيْهِ , وَمَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ
كتاب الفتن نعوذ بالله منها
§كِتَابُ الْفِتَنِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا
باب اتباع سنن من خلا من الأمم
§بَابُ اتِّبَاعِ سُنَنِ مَنْ خَلَا مِنَ الْأُمَمِ
754 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سَتَتَّبِعُونَ سُنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ بَاعًا بِبَاعٍ , وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ وَشِبْرًا بِشِبْرٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ مَعَهُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟»
باب فيما كان بين الصحابة رضي الله عنهم
§بَابٌ فِيمَا كَانَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
755 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: اجْتَمَعَ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةُ وَسَعْدٌ وَابْنُ عُمَرَ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ قَالَ: فَذَكَرُوا فِتْنَةً , فَقَالَ حُذَيْفَةُ: " §أَمَّا أَنَا فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا عَلِمْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَأَنَا إِنْ أَدْرَكْتُهَا مَا عَلِمْتُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا , قَالَ: وَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا فَوَجَدْتُ سَيْفًا يَقُولُ هَذَا مُؤْمِنٌ فَدَعْهُ وَهَذَا كَافِرٌ فَاقْتُلْهُ قَاتَلْتُ وَإِلَّا لَمْ أُقَاتِلْ , قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَأَنَا مَعَكَ قَالَ عَمَّارٌ: أَمَّا أَنَا فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا أَخَذْتُ سَيْفِي فَوَضَعْتُهُ عَلَى عَاتِقِي ثُمَّ قَصَدْتُ نَحْوَ جُمْهُورِهَا الْأَعْظَمِ فَضَرَبْتُ حَتَّى يَتَفَرَّقَ "
756 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ , أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِالشَّامِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ: كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ تَلْطُفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: «§كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟» قَالَتْ: بِخَيْرٍ , فَكَيْفَ أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: «بِخَيْرٍ» , فَقَالَ: «فَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ؟» قَالَتْ: بِخَيْرٍ " , وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا , فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ اخْرُجْ فَقَاتِلْ فَقَالَ: يَا أَبَتِي كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ وَكَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ سَمِعْتَ قَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ مِنْ عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيَّ، فَقَالَ: «أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ» فَإِنِّي آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ , قَالَ: فَخَرَجَ فَقَاتَلَ , فَلَمَّا وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَنْشَأَ عَمْرٌو يَقُولُ [البحر الرمل] شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا ... مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍ وَإِذَا ... وَثَبَ الْخَيْلُ مِنَ الشَّدِّ مَعَجْ جَرْشَعُ أَعْظُمُهُ جَفْرَتُهُ ... فَإِذَا ابْتَلَّ مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ وَقَالَ عَمْرٌو أَيْضًا: [البحر الطويل] لَوْ شَهِدَتْ جُمْلٌ مَقَامِي وَمَشْهَدِي ... بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ فِيهَا الذَّوَائِبُ عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ ... سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ وَجِئْنَاهُمُ نَرْدَى كَأَنَّ صُفُوفَنَا ... مِنَ الْبَحْرِ مُدٌّ مُوَجُهُ مُتَوَاكِبُ إِذَا قُلْتُ: قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا ... كَتَائِبُ مِنْهُمْ وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمُ ... سُرَاةَ النَّهَارِ مَا تَوَلَّى الْمَنَاكِبُ فَقَالُوا لَنَا: إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايَعُوا ... عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ نَرَى أَنْ نُضَارِبُ "
757 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ , ثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ فَقُلْتُ: اعْذُرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حِينَ لَمْ أَحْضُرِ الْوَقْعَةَ , فَقَالَ الْحَسَنُ: " §مَا تَصْنَعُ بِهَذَا لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَهُوَ يَلُوذُ بِي وَيَقُولُ: يَا حَسَنُ لَيْتَنِي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً
758 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ , ثنا مُحَمَّدٌ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ يَوْمَ صِفِّينَ «§لَيْتَ أَنِّي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِثَلَاثِينَ سَنَةً»
759 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ , ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْخُرَشِيُّ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ «§يُؤْتَى بِي وَبِمُعَاوِيَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنَخْتَصِمُ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ , فَأَيُّنَا فَلَحَ أَفْلَحَ أَصْحَابُهُ»
760 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , أنبأ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ , عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§بِحَسْبِ أَصْحَابِي الْقَتْلُ»
باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
§بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ
761 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , ثنا سُفْيَانُ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِي لَا تَقُولُ لِلظَّالِمِ أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ»
762 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنبأ حُمَيْدٌ , عَنْ أَنَسٍ , وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ , عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا , فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: «تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ»
763 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ , ثَنَا أَبَانُ , عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنِ اُغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَنَصَرَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَإِنْ تَرَكَ نُصْرَتَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»
764 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مَنْ يَعْمَلُ الْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ مِنْهُ وَأَمْنَعُ لَا يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ إِلَّا أَصَابَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ بِعَذَابٍ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا شَرِيكٌ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «إِلَّا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ»
765 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ الْمُحَبَّرِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ شَيْخٍ , حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §ذَكَرَ خَسْفًا يَكُونُ بِالْمَشْرِقِ , فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُخْسَفُ بِأَرْضٍ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ , إِذَا كَانَ أَكْثَرُ عَمَلِهِمُ الْخَبَثُ»
766 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , أنبأ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ , مِنَ الْأَنْصَارِ هِيَ حَيَّةٌ الْيَوْمَ إِنْ شِئْتَ أَدْخَلْتُكَ عَلَيْهَا , قُلْتُ: لَا , حَدَّثَتْنِي قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ غَضْبَانُ فَاسْتَتَرْتُ بِكُمِّ دِرْعِي , فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ , فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ كَأَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غَضْبَانُ , فَقَالَتْ: نَعَمْ , أَوَمَا سَمِعْتِ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَتْ: قَالَ: إِنَّ «§السُّوءَ إِذَا فَشَا فِي الْأَرْضِ فَلَمْ يُتَنَاهَى عَنْهُ أَرْسَلَ اللَّهُ بَأْسَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ» , قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ , وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ثُمَّ يَقْبِضُهُمُ اللَّهُ إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرِضْوَانِهِ» , أَوْ قَالَ: «إِلَى رِضْوَانِهِ وَمَغْفِرَتِهِ»
767 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , أَنْبَأَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَمَّنْ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: «§لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ , أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارَكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ»
باب فيمن لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر
§بَابٌ فِيمَنْ لَا يَأْمُرُ بِمَعْرُوفٍ وَلَا يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ
768 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْجَلْدِ , عَنْ مَعْقَلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى يَخْلَقَ الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا تَخْلَقُ الثِّيَابُ , وَيَكُونُ غَيْرُهُ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ , وَيَكُونُ أَمْرُهُمْ طَمَعًا كُلُّهُ لَا يُخَالِطُهُ خَوْفٌ إِنْ , قَصَّرَ عَنْ حَقِّ اللَّهِ مَنَّتْهُ نَفْسُهُ الْأَمَانِيَّ , وَإِنْ تَجَاوَزَ إِلَى مَا نَهَى اللَّهُ قَالَ أَرْجُو أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنِّي , يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ , أَفَاضِلُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ الْمُدَاهِنُ. قِيلَ وَمَنِ الْمُدَاهِنُ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يَأْمُرُ وَلَا يَنْهَى
باب فيمن يأمر بالمعروف وينسى نفسه
§بَابٌ فِيمَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْسَى نَفْسَهُ
769 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ أَلْسِنَتُهُمْ وَشِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ - أَحْسِبُهُ قَالَ: - مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ: خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ "
باب فيمن يأمر بالمعروف فلا يتبع
§بَابٌ فِيمَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَلَا يُتَّبَعُ
770 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَدَنِيُّ: شَيْخٌ كَانَ بِوَاسِطٍ , ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ: اتَّخَذَ مَرْوَانُ مِنْبَرًا فَأَخْرَجَهُ يَوْمَ الْعِيدِ وَكَانَ الْإِمَامُ قَبْلَ ذَلِكَ إِنَّمَا يَخْطُبُ عَلَى دِكَّتَيْنِ , فَخَطَبَ النَّاسَ فَجَاءَ أَبُو سَعِيدٍ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْبِدْعَةُ يَا مَرْوَانُ؟ فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ إِنَّهَا لَيْسَتْ بِبِدْعَةٍ إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا فَأَرَدْتُ أَنْ أُسْمِعَهُمُ مَوْعِظَتِي , فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ رَأَى بِدْعَةً فَلْيُغَيِّرْهَا فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُغَيِّرَهَا فِي النَّاسِ فَلْيُغَيِّرْهَا فِي نَفْسِهِ» , وَإِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُغَيِّرَهَا عَلَيْكَ , وَلَا وَاللَّهِ لَا أُصَلِّي الْيَوْمَ خَلْفَكَ رَكْعَةً وَانْصَرَفَ "
باب فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في أيام الشدة
§بَابٌ فِيمَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فِي أَيَّامِ الشِّدَّةِ
771 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ , ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَزَامِيرَ وَالْمَعَازِفَ وَالْخُمُورَ وَالْأَوْثَانَ الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَقْسَمَ رَبِّي بِعِزَّتِهِ لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ , وَلَا يَدَعُهَا عَبْدٌ مِنِ عَبِيدِي تَحَرُّجًا عَنْهَا إِلَّا سَقَيْتُهُ إِيَّاهَا مِنْ حَظِيرَةِ الْقُدْسِ»
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ " §لِكُلَّ شَيْءٍ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا , وَإِنَّ إِقْبَالَ هَذَا الدِّينِ بِمَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ حَتَّى إِنَّ الْقَبِيلَةَ لَتَفْقَهُ مِنْ أَسْرِهَا أَوْ آخِرِهَا حَتَّى مَا يَكُونُ فِيهَا إِلَّا الْفَاسِقُ أَوِ الْفَاسِقَانِ مَقْهُورَانِ مَغْمُومَانِ ذَلِيلَانِ إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا وَقُهِرَا , وَاضْطُهِدَا , ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ كُلُّهَا مِنْ عِنْدِ أَسْرِهَا حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهَا إِلَّا الْفَقِيهُ أَوِ الْفَقِيهَانِ مَقْهُورَانِ مَغْمُومَانِ ذَلِيلَانِ إِنْ نَطَقَا أَوْ تَكَلَّمَا قُمِعَا وَقُهِرَا وَاضْطُهِدَا , وَقِيلَ: أَتَطْعَنَانِ عَلَيْنَا أَتَطْعَنَانِ عَلَيْنَا حَتَّى تُشْرَبَ الْخَمْرُ فِي نَادِيهِمْ وَمَجَالِسِهِمْ وَأَسْوَاقِهِمْ , وَتُنْحَلَ اسْمًا غَيْرَ اسْمِهَا حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا إِلَّا وَحَلَّتْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ , وَيَقُولُونَ يَأْمُرُ بِهَذَا الشَّرَابِ يَشْرَبُ الرَّجُلُ مَا بَدَا لَهُ , ثُمَّ يَكُفُّ عَنْهُ حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ فَيَقُومُ إِلَيْهَا بَعْضُهُمْ فَيَرْفَعُ ذَيْلَهَا فَيَنْكِحَهَا وَهُمْ يَنْظُرُونَ كَمَا يُرْفَعُ بِذَنْبِ النَّعْجَةِ وَكَمَا أَرْفَعُ ثَوْبِي هَذَا «, وَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبًا عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ السُّحُولِيَّةِ ,» فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ لَوْ غَيَّبْتُمُوهُمَا عَنِ الطَّرِيقِ فَذَاكَ فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيكُمُ الْيَوْمَ , فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَأَمَرَ فِيهِ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَآمَنَ بِي وَاتَّبَعَنِي وَصَدَّقَنِي "
باب فيمن يبقى في حثالة
§بَابٌ فِيمَنْ يَبْقَى فِي حُثَالَةٍ
772 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ , ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ , عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: " §كَيْفَ أَنْتَ إِذَا خُلِّفْتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ , قَالَ: وَيَصْنَعُونَ , أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَاذَا؟ قَالَ: «إِذَا مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَكَانُوا هَكَذَا» , وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ , قَالَ: فَأَصْنَعُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَاذَا؟ قَالَ: «خُذْ مَا عَرَفْتَ وَدَعْ مَا أَنْكَرْتَ وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ وَدَعْ عَوَامَّهُمْ» -[772]- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ , حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ قَالَ: إِذًا اخْتَلَفَتْ وَاللَّهِ أَعْنَاقُ الْقَوْمِ
باب ليس للمؤمن أن يذل نفسه
§بَابُ لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ
773 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ الْحَجَّاجُ قَدْ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْعَصْرِ , قَالَ: فَأَقْوِمْ إِلَيْهِ تَأْمُرْهُ بِتَقْوَى اللَّهِ , قَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ: إِنَّهُمْ إِذًا يَقْتُلُونِي قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 79] قَالَ الْحَسَنُ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» , قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «يَتَكَلَّفُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يُطِيقُ»
باب شدة الزمان
§بَابُ شِدَّةِ الزَّمَانِ
774 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ أَبُو الْحُسَيْنِ , ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَحِلُّ فِيهِ الْعَزَبَةُ , وَلَا يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلَّا مَنْ فَرَّ بِدِينِهِ مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ أَوْ مِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ كَالطَّائِرِ يَفِرُّ بِفِرَاخِهِ وَكَالثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ» , ثُمَّ قَالَ: «مَا أَتْقَاهُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ رَاعٍ أَقَامَ الصَّلَاةَ بِعِلْمٍ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ , وَلَمِائَةُ شَاةٍ عَفْرَاءُ أَرْعَاهَا بِسَلْعٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُلْكِ بَنِي النَّضِيرِ , وَذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا»
باب النهي عن إخافة المسلم
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِخَافَةِ الْمُسْلِمِ
775 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عُبَيْدٍ , وَبَكْرٍ الثَّقَفِيُّ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَصْلُحُ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يَسِيرَ إِلَى أَخِيهِ بِبَصَرِهِ يُؤْذِيهِ أَوْ بِنَظْرَةٍ تُؤْذِيهِ»
باب تعظيم دم المؤمن
§بَابُ تَعْظِيمِ دَمِ الْمُؤْمِنِ
776 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «§أَلَا أَيُّ شَهْرٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمَ حُرْمَةً؟» قَالُوا: شَهْرُنَا هَذَا , قَالَ: «أَلَا أَيُّ بَلَدٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمَ حُرْمَةً؟» قَالُوا: بَلَدُنَا هَذَا , قَالَ: «أَلَا أَيُّ يَوْمٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمَ حُرْمَةً؟» قَالُوا: يَوْمَنَا هَذَا , قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا , أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ ثَلَاثًا , كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُونَهُ: أَلَا نَعَمْ , قَالَ: «وَيْحَكُمْ أَوْ وَيْلَكُمْ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»
777 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §بَيْنَا النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ الْحِسَابَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عُنُقًا مِنَ النَّارِ يُكَلِّمُهُمْ يَقُولُ: أُمِرْتُ بِثَلَاثَةٍ: أُمِرْتُ بِمَنِ ادَّعَى مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ , وَأُمِرْتُ بِمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ , وَأُمِرْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ " , قَالَ: «فَيَلْقُطُهُمْ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ كَمَا يَلْقُطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ ثُمَّ يَسِيرُ بِهِمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»
778 - حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمَعَافِرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَضَنُّ بِدَمِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِكَرِيمَةِ مَالِهِ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَى فِرَاشِهِ»
باب فيمن نجا من ثلاث
§بَابٌ فِيمَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ
779 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا الْوَلِيدُ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَابْنِ لَهِيعَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ , عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ثَلَاثٌ مَنْ نَجَا مِنْهُنَّ فَقَدْ نَجَا: مَوْتِي وَالدَّجَّالُ وَقَتْلُ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ " , قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّيْثِ: مَنْ هَذَا الْخَلِيفَةُ؟ قَالَ: عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
باب ما جاء في الكذابين الذين بين يدي الساعة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكَذَّابِينَ الَّذِينَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ
780 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا أَبِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سَبْعُونَ كَذَّابًا»
781 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ , حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ وَهْبٍ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ مِنْهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ , وَمِنْهُمْ صَاحِبُ صَنْعَاءَ الْعَنْسِيُّ , وَمِنْهُمْ صَاحِبُ حِمْيَرَ , وَمِنْهُمُ الدَّجَّالُ وَهُوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً» , فَقَالَ: بَعْضُ أَصْحَابِي يَقُولُ هُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا "
وَبِسَنَدِهِ عَنْ وَهْبٍ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: أَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّجَّالِ شَيْئًا قَالَ: «§أَعْوَرُ وَهُوَ أَشَدُّ الْكَذَّابِينَ»
782 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ دَاوُدَ يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهُ «§لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ وَصَفَ الدَّجَّالَ لِأُمَّتِهِ وَلَأَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا نَبِيٌّ قَبْلِي , إِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى»
783 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ , عَنْ شَهْرٍ , قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ مَجْلِسًا مَرَّةً فَحَدَّثَهُمْ عَنِ الْأَعْوَرِ الدَّجَّالِ , قَالَ: «§فَمَنْ حَضَرَ مَجْلِسِي وَسَمِعَ قُولِيَ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ , وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ صَحِيحٌ لَيْسَ بِأَعْوَرَ , وَأَنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ , يَقْرَأْهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ أَوْ غَيْرُ كَاتِبٍ»
784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , ثنا مُجَاهِدٌ , قَالَ: سَمِعْتُ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِهِ وَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ أَمِينًا أَوْ ثَبْتًا , قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - وَإِنَّهُ يَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمُ فَمَا شُبِّهَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ "
785 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ ذَكْوَانَ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يَسْتَعِيذُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ: «§أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ وَسَأُحَذِّرُكُمُوهُ بِتَحْذِيرٍ لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ , إِنَّهُ أَعْوَرُ , وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ , وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ , يَقْرَأْهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ»
باب منه في الدجال
§بَابٌ مِنْهُ فِي الدَّجَّالِ
786 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنبأ الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ صَيَّادٍ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَقَالَ لَهُ: «§أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَقَالَ لَهُ ابْنُ الصَّيَّادِ: إِذَا شَهِدْتَ أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اخْسَأْ بَلْ أَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ , اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ» , قَالَ: إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خَبِيئًا قَالَ: «الدُّخُّ» , قُلْتُ لِجَابِرٍ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ أَخْصَرُ مِنْ هَذَا
787 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِ صَيَّادٍ قَامَ إِلَيْهِ فِي أَصْحَابِهِ وَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي «§أُخْبِئُ لَهُ خَبِيئًا وَإِنِّي أُخْبِئُ لَهُ سُورَةَ الدُّخَانِ» , قَالَ: فَسَأَلَ عَنَهُ أُمَّهُ فَقَالَتْ: هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ قَالَتْ: وَلَدْتُهُ أَعْوَرَ مَخْتُونًا , قَالَ: فَدُعِيَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» , فَقَالَ لَهُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ» , قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ , قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهِ , قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خَبِيئًا فَمَا هُوَ» , قَالَ: دُخٌّ , قَالَ: «اخْسَأْ» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرْ مَا تَرَى؟» قَالَ: أَرَى عُصَارًا وَعَرْشًا عَلَى الْمَاءِ , قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لُبِّسَ عَلَيْهِ» , قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا , إِنْ يَكُنِ الدَّجَّالَ فَلَا تُسَلَّطُ عَلَى قَتْلِهِ وَإِنْ لَا يَكُنِ الدَّجَّالَ فَلَا يَحِلُّ قَتْلُهُ»
باب ما جاء في المهدي
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَهْدِيِّ
788 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَتُمْلَأَنَّ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا , فَإِذَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلًا مِنِّي اسْمُهُ اسْمِي أَوِ اسْمُ نَبِيٍّ يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا , كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا فَلَا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا وَلَا الْأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا , فَيَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً فَإِنْ كَثُرَ فَتِسْعَةً» , يَعْنِي سِنِينَ
باب في الملحمة وفتح القسطنطينية
§بَابٌ فِي الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ
789 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ , قَالَ: فَانْطَلَقَ رَجُلٌ يَسْعَى إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ , مَا لَهُ هِجِّيرٌ إِلَّا ابْنُ مَسْعُودٍ , جَاءَتِ السَّاعَةُ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ " §السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ وَلَا يُقَسَّمَ مِيرَاثٌ , تَجْمَعُ الرُّومُ لَكُمْ وَتَجْمَعُونَ لَهُمْ , حَتَّى إِنَّ الرُّبُعَ مِنَ الْحَيِّ لَا يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ , ثُمَّ يَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الرُّومِ فَيَقْتُلُونَهُمْ , حَتَّى يَدْخُلُونَ جَوْفَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَيَمْلَئُونَ أَيْدِيَهِمْ مِنَ الْغَنَائِمِ , فَيَأْتِيهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ فَيَقُولُ لَهُمْ: خَلْفَكُمُ الدَّجَّالُ مِنْ بَعْدِكُمْ فَيُقْبِلُونَ رَاجِعِينَ عَوْدَهُمْ عَلَى بَدْئِهِمْ , حَتَّى إِذَا دَنَوْا بَعَثُوا اثْنَيْ عَشَرَ فَارِسًا طَلِيعَةً , حَتَّى إِذَا نَظَرُوا إِلَى الدَّجَّالِ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي إِلَى مَاذَا نَرْجِعُ أَوْ مَاذَا نُخْبِرُ , فَيُحْمَلُونَ جَمِيعًا , فَيُقْتَلُونَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ شُهَدَاءَ أُهْرِيقَتْ دِمَاهُمْ فِي الْأَرْضِ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُمُ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانِ خُيُولِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ فَعَلْتُ»
790 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا اللَّيْثُ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ , صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِالْفُسْطَاطِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ , وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَغْزَى النَّاسَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ: «وَاللَّهِ §لَا تَعْجَزُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ نِصْفِ يَوْمٍ , إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ» , قُلْتُ: عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْهُ: لَنْ يَعْجَزَ اللَّهُ أَنْ يُؤَخِّرَ هَذِهِ الْأُمَّةَ نِصْفَ يَوْمٍ فَقَطْ
باب فيما بين يدي الساعة من القتال وغير ذلك
§بَابٌ فِيمَا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مِنَ الْقِتَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
791 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , وَمُوسَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ» , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ الْقَتْلُ» , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْأَلْفَ وَالْأَلْفَيْنِ , قَالَ: «لَا أَعِنِّي ذَلِكَ , وَلَكِنْ قَتْلَ بَعْضِكُمْ بَعْضًا» , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضًا , وَنَحْنُ أَحْيَاءُ نَعْقِلُ , قَالَ: «يُمِيتُ اللَّهُ قُلُوبَ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ كَمَا يُمِيتُ أَبْدَانَهُمْ» , قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بَعْضُهُ
792 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْرُوقٍ , فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ , فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ , فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ السَّلَامَ بِالْمَعْرِفَةِ , وَأَنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ بِالْمَسْجِدِ لَا يُصَلِّي فِيهِ , وَأَنْ يَمُرَّ الشَّابُّ الشَّيْخَ لِفَقْرِهِ وَأَنْ يَتَطَاوَلَ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رِعَاءَ الشَّاءِ فِي الْبُنْيَانِ»
793 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ يَحْيَى , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتْبَعَ الرَّجُلَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ امْرَأَةٍ كُلٌّ تَقُولُ: انْكَحْنِي انْكَحْنِي "
794 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ «§لَيَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ يَوْمٌ يُمْسُونَ فِيهِ يَتَسَاءَلُونَ فِيهِ بِمَنْ خُسِفَ اللَّيْلَةَ كَمَا يَتَسَاءَلُ أَهْلُ الْمَوْتَى مَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلَانٍ , وَمَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلَانٍ»
795 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ , ثنا عُمَارَةُ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تَكْثُرُ الصَّوَاعِقُ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ حَتَّى يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَيَقُولُ: مَنْ صُعِقَ الْيَوْمَ الْغَدَاةَ؟ فَيَقُولُونَ: صُعِقَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ "
796 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنِ الْكَلْبِيِّ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَعْبُدَ الْعَرَبُ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ آبَاؤُهَا مِائَةً وَخَمْسِينَ عَامًا»
باب طلوع الشمس من المغرب
§بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنَ الْمَغْرِبِ
797 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنِ الْكَلْبِيِّ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْتَقِيَ الشَّيْخَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَتَى وُلِدْتَ فَيَقُولُ يَوْمَ طَلُعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ "
كتاب الأدب
§كِتَابُ الْأَدَبِ
باب توقير الكبير ورحمة الصغير
§بَابُ تَوْقِيرِ الْكَبِيرِ وَرَحْمَةِ الصَّغِيرِ
798 - حَدَّثَنَا يَعْلَى , حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكَمِ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا فَلَيْسَ مِنَّا»
799 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ عَوْفٍ , عَنْ قَسَامَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: «§لِكُلِّ شَيْءٍ سَادَةٌ حَتَّى إِنَّ لِلنَّحْلِ سَادَةٌ»
باب في مداراة الناس
§بَابٌ فِي مُدَارَاةِ النَّاسِ
800 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ , عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ , فَأَقْبَلَ رَجُلٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ الرَّجُلُ» , فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ أَدْنَى مَجْلِسَهُ , فَلَمَّا قَامَ وَذَهَبَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ أَبْصَرْتَهُ قُلْتَ: «بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ الرَّجُلُ» , ثُمَّ أَدْنَيْتَ مَجْلِسَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مُنَافِقٌ أُدَارِيهِ عَنْ نِفَاقِهِ وَأَخْشَى أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ غَيْرَهُ»
باب الاستئذان
§بَابُ الِاسْتِئْذَانِ
801 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَدْخُلُ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَجِئْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّهُ «§قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ فَلَا تَدْخُلْ عَلَيَّ إِلَّا بِإِذْنٍ»
باب في الأسماء
§بَابٌ فِي الْأَسْمَاءِ
802 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُفَيٍّ , يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدًا فَقَدْ جَهِلَ»
803 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ بَكْرٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§إِذَا تَوَجَّهَ لِحَاجَةٍ يُحِبُّ أَنْ يَسْمَعَ يَا رَاشِدُ يَا نَجِيحُ وَكُلَّ كَلِمَةٍ حَسَنَةٍ»
804 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[795]- بْنِ عَمْرٍو , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وُلِدَ لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ غُلَامٌ , فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدَ , فَدَخَلُوا بِهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§أَسَمَّيْتُمُوهُ؟» قَالُوا: نَعَمْ سَمُّوهُ الْوَلِيدَ , قَالَ: «مَهْ مَهِ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , سَمَّيْتُمُوهُ بِاسْمِ فَرَاعِنَتِكُمْ , لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ لَهُوَ أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ» , قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو: فَقُلْتُ لَهُ: أَيُّ الْوَلِيدِ هُوَ؟ قَالَ: «إِنِ اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَهُوَ هُوَ , وَإِلَّا فَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ»
باب السلام
§بَابُ السَّلَامِ
805 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ , أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «§يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي , وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ , وَالْمَاشِيَانِ جَمِيعًا , أَيُّهُمَا بَدَأَ بِالسَّلَامِ قَبْلُ فَهُوَ أَفْضَلُ»
سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ , وَجَاءَهُ أَبُو عِمْرَانَ , صَاحِبُ الْمُطَوَّعَةِ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ , فَصَافَحَهُ , فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عِمْرَانَ " §أَنْتَ أَمِينٌ , فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ: لَسْتُ بِأَمِينٍ , قَالَ: بَلَى الْمُحْسِنُ أَمِينٌ عَلَى الْمُسِيءِ "
باب الرد على أهل الكتاب
§بَابُ الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ
806 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ , ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زَاذَوَيْهِ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " §أُمِرْنَا أَوْ نُهِينَا أَنْ لَا نَزِيدَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى: وَعَلَيْكُمْ "
باب ما جاء في العطاس
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَطَاسِ
807 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , ثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمِدِيُّ , حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ , عَنْ نَافِعٍ , قَالَ: عَطَسَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَأَنَا أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَكِنْ لَيْسَ هَكَذَا , " §أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقُولَ إِذَا عَطَسْنَا أَمَرَنَا أَنْ نَقُولَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ " قُلْتُ: لِابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ غَيْرُ هَذَا
808 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَلَسَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أَشْرَفُ مِنَ الْآخَرِ , فَعَطَسَ الشَّرِيفُ فَلَمْ يُشَمِّتْهُ , وَعَطَسَ الْآخَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمَّتَهُ , فَقَالَ الشَّرِيفُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَطَسْتُ فَلَمْ تُشَمِّتْنِي , وَعَطَسَ هَذَا فَشَمَّتَّهُ فَقَالَ: «§هَذَا ذَكَرَ اللَّهَ فَذَكَرْتُهُ وَإِنَّكَ نَسِيتَ اللَّهَ فَنَسِيتُكَ»
باب فيمن يخالط الناس ويصبر
§بَابٌ فِيمَنْ يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ
809 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَ , ثنا زَائِدَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ , عَنْ بَعْضِ , أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ»
باب ما جاء في العقل
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَقْلِ
810 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §قَسَّمَ اللَّهُ الْعَقْلَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ فَمَنْ كُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ , وَمَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ فَلَا عَقْلَ لَهُ: حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ وَحُسْنُ الطَّاعَةِ لَهُ وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِهِ "
811 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا غِيَاثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ الْأَنْصَارِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَثُرَتِ الْمَسَائِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ «§لِكُلِّ سَبِيلٍ مَطِيَّةٌ وَتَبِعَةٌ وَحُجَّةً وَاضِحَةٌ , وَأَوْثَقُ النَّاسِ مَطِيَّةً وَأَحْسَنُهُمْ دَلَالَةً وَمَعْرِفَةً بِالصِّحَّةِ أَفْضَلُهُمْ عَقْلًا»
812 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كَمْ مِنْ عَاقِلٍ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ وَهُوَ حَقِيرٌ عِنْدَ النَّاسِ ذَمِيمُ الْمَنْظَرِ يَنْجُو غَدًا , وَكَمْ مِنْ طَرِيفِ اللِّسَانِ جَمِيلِ الْمَنْظَرِ عِنْدَ النَّاسِ يَهْلِكُ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ»
813 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا اكْتَسَبَ رَجُلٌ مَا اكْتَسَبَ مِثْلَ فَضْلِ عَقْلٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى , وَيَرُدُّهُ عَنْ رَدىً , وَمَا تَمَّ إِيمَانُ عَبْدٍ وَلَا اسْتَقَامَ دِينُهُ حَتَّى يَكْمُلَ عَقْلُهُ»
814 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ , ثنا مُوسَى بْنُ جَابَانَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَثْنَى قَوْمٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَبْلَغُوا فِي الثَنَاءِ فِي خِلَالِ الْخَيْرِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُخْبِرُكَ عَنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ وَأَصْنَافِ الْخَيْرِ وَتَسْأَلُنَا عَنْ عَقْلِهِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ , وَإِنَّمَا يُرْفَعُ الْعِبَادُ غَدًا فِي الدَّرَجَاتِ وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»
815 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ أُحُدٍ سَمِعَ النَّاسَ يَقُولُونَ: كَانَ فُلَانٌ أَشْجَعَ مِنْ فُلَانٍ , وَكَانَ فُلَانٌ أَجْرَأَ مِنْ فُلَانٍ , وَفُلَانٌ أَبْلَى مَا لَمْ يُبْلِ غَيْرُهُ , وَنَحْوَ هَذَا يُطْرُونَهُمْ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَمَّا هَذَا فَلَا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ» , قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «كُلُّهُمْ قَاتَلَ عَلَى قَدْرِ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْعَقْلِ , فَكَانَ نُصْرَتُهُمْ وَنِيَّتِهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ , فَأُصِيبَ مِنْهُمْ مِنْ أُصِيبَ عَلَى مَنَازِلَ شَتَّى , فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ اقْتَسَمُوا الْمَنَازِلَ عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ وَعُقُولِهِمْ»
816 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ»
817 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ , عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَعْمَلُونَ بِالْخَيْرِ وَإِنَّمَا يُعْطَوْنَ أُجُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»
818 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يَكُونُ حَسَنَ الْعَقْلِ كَثِيرَ الذُّنُوبِ , قَالَ: «§مَا مِنْ آدَمَيٍّ إِلَّا وَلَهُ خَطَايَا وَذُنُوبٌ يَقْتَرِفُهَا فَمَنْ كَانَتْ سَجِيَّتُهُ الْعَقْلَ وَغَرِيزَتُهُ الْيَقِينَ لَمْ تَضُرَّهُ ذُنُوبُهُ» , قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ كُلَّمَا أَخْطَأَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَتَدَارَكَ ذَلِكَ بِتَوْبَةٍ وَنَدَامَةٍ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فَيَمْحَقُ ذَلِكَ ذُنُوبَهُ وَيَبْقَى لَهُ فَضْلٌ يَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ»
819 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ الدُّؤَلِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§جَدَّ الْمَلَائِكَةُ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعَقْلِ , وَجَدَّ الْمُؤْمِنُونَ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ , فَأَعْلَمُهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ أَوْفَرُهُمْ عَقْلًا»
820 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7] مَا عَنَى بِهِ؟ قَالَ: «§أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلًا» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَمُّكُمْ عَقْلًا أَشَدُّكُمْ لِلَّهِ خَوْفًا وَأَحْسَنُكُمْ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ نَظَرًا , وَإِنْ كَانَ أَقَلَّكُمْ تَطَوُّعًا»
821 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§الرَّجُلَيْنِ لَيَتَوَجَّهَانِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّيَانِ , فَيَنْصَرِفُ أَحَدُهُمَا وَصَلَاتُهُ أَوْزَنُ مِنْ أُحُدٍ , وَيَنْصَرِفُ الْآخَرُ وَمَا تَعْدِلُ صَلَاتُهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ» , قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ أَحْسَنَهُمَا عَقْلًا» , قَالَ: فَكَيْفَ يَكُونُ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ أَوْرَعَهُمَا عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَأَحْرَصَهُمَا عَلَى الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي التَّطَوُّعِ»
822 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُحَاسَبُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»
823 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَمْرَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , " §بِأَيِّ شَيْءٍ يَتَفَاضَلُ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: «بِالْعَقْلِ» , قُلْتُ: فَفِي الْآخِرَةِ؟ قَالَ: «بِالْعَقْلِ» , فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّمَا يُجْزَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ , قَالَ: «وَهَلْ عَمِلُوا إِلَّا بِقَدْرِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ مِنَ الْعَقْلِ , فَبِقَدْرِ مَا أُعْطُوا مِنَ الْعَقْلِ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ بِقَدْرِ مَا عَمِلُوا يُجْزَوْنَ»
824 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ غَالِبٍ , عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةٌ وَعُدَّةٌ وَإِنَّ آلَةَ الْمُؤْمِنِ وَعُدَّتُهُ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ سَبَبٍ مَطِيَّةٌ وَمَطِيَّةُ الْبِرِّ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةٌ وَغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ، وَرَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ تَاجِرٍ بُضَاعَةٌ وَبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَيِّمٌ وَقَيِّمُ بُيُوتِ الصِّدِّيقِينَ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وَعِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ امْرِئٍ عَقِبٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَيُذْكَرُ بِهِ وَعَقِبُ الصِّدِّيقِينَ الَّذِينَ يُنْسَبُ إِلَيْهِمْ وَيُذْكَرُونَ بِهِ الْعَقْلُ , وَلِكُلِّ شَعْرٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَأُونَ إِلَيْهِ وَفُسْطَاطُ الْمُؤْمِنِينُ الْعَقْلُ»
825 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنِ الْأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ «§اعْقِلُوا عَنْ رَبِّكُمْ , وَتَوَاضَعُوا بِالْعَقْلِ تَعْرِفُونَ بِمَا أُمِرْتُمْ بِهِ وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ , وَاعْلَمُوا أَنَّهُ يُحَذِّرُكُمْ عِنْدُ رَبِّكُمْ , وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ , وَإِنْ كَانَ دَمِيمَ الْمَنْظَرِ حَقِيرَ الْخَطَرِ دَنِيَّ الْمَنْزِلَةِ رَثَّ الْهَيْئَةِ وَأَنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ وَإِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ عَظِيمَ الْخَطَرِ شَرِيفَ الْمَنْزِلَةِ حَسَنَ الْهَيْئَةِ فَصِيحًا نَطُوقًا , وَالْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ أَعْقَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنْ عَصَاهُ , وَلَا تَغْتَرُّوا بِتَعْظِيمِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِيَّاكُمْ , فَإِنَّهُمْ غَدًا مِنَ الْخَاسِرِينَ»
826 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , ثنا مُوسَى بْنُ جَابَانَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ ابْنُ سَلَامٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ خِصَالٍ لَمْ يُطْلِعِ اللَّهُ عَلَيْهَا أَحَدًا غَيْرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ , فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهَا فَهُوَ ذَاكَ , وَإِلَّا فَهُوَ شَيْءٌ خَصَّ اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا ابْنَ سَلَامٍ إِنْ شِئْتَ تَسْأَلُنِي وَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ» , فَقَالَ: أَخْبِرْنِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ " §الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَمْ يُحِيطُوا بِخَلْقِ الْعَرْشِ , وَلَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ وَلَا حَمَلَتُهُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَهُ , وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟ قَالَ: نَعَمِ , الْبِحَارُ , فَقَالُوا: هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْبِحَارِ؟ قَالَ: نَعَمِ , الْعَرْشُ , قَالَتْ: هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْعَرْشِ؟ قَالَ: نَعَمِ , الْعَقْلُ , قَالُوا: رَبَّنَا وَمَا بَلَغَ مِنْ قَدْرِ الْعَقْلِ وَخَلْقِهِ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ لَا يُحَاطُ بِعِلْمِهِ , قَالَ: هَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِعَدَدِ الرَّمَلِ؟ قَالُوا: لَا , قَالَ: فَإِنِّي خَلَقْتُ الْعَقْلَ أَصْنَافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمَلِ , فَمِنَ النَّاسِ مَنْ أُعْطِيَ مِنْ ذَلِكَ حَبَّةً وَاحِدَةً , وَبَعْضُهُمُ الْحَبَّتَيْنِ وَالثَّلَاثَ وَالْأَرْبَعَ , وَبَعْضُهُمْ مَنْ أُعْطِيَ فَرْقًا , وَبَعْضُهُمْ مِنْ أُعْطِيَ وَسْقًا , وَبَعْضُهُمْ وَسْقَيْنِ , وَبَعْضُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , كَذَلِكَ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ التَّضْعِيفِ " , قَالَ ابْنُ سَلَامٍ فَمَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْعُمَّالُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ وَجَدِّهِمْ وَيَقِينِهِمْ فَالنُّورُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قُلُوبِهِمْ وَفَهْمِهِمْ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى قَدْرِ الَّذِي آتَاهُمُ اللَّهُ فَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَعْمَلُ الْعَامِلُ مِنْهُمْ , وَيَرْتَفِعُ فِي الدَّرَجَاتِ» , فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ مَا خَرَمْتَ حَرْفًا وَاحِدًا مِمَّا وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ , وَإِنْ مُوسَى لَأَوَّلُ مَنْ وَصَفَ هَذِهِ الصِّفَةَ , وَأَنْتَ الثَّانِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقْتَ يَا ابْنَ سَلَامٍ»
827 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا جَسْرٌ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ وَيَتَصَدَّقُ وَيَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَتْبَعُ الْجَنَائِزَ وَيَقْرِي الضَّيْفَ حَتَّى عَدَّ هَذِهِ الْعَشْرَةَ خِصَالٍ , فَمَا مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: إِنَّمَا «§ثَوَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَا كَانَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ»
828 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَامَ يَنْتَهِي النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " §إِلَى أَعْمَالِهِمْ: مَنْ عَمِلَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " , قَالَ: فَقُلْتُ أَيُّهُمْ أَفْضَلُ أَعْمَالًا؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا» , قُلْتُ: هَذَا فِي الدُّنْيَا فَأَيُّهُمْ أَفْضَلُ فِي الْآخِرَةِ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا , إِنَّ الْعَقْلَ سَيِّدُ الْأَعْمَالِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا»
829 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنِ ابْنِ جَابَانَ , عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ يَا عُوَيْمِرُ " §ازْدَدْ عَقْلًا تَزْدَدْ مِنْ رَبِّكَ قُرْبًا , قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ قَالَ: «اجْتَنِبْ مَحَارِمَ اللَّهِ وَأَدِّ فَرَائِضَ اللَّهِ تَكُنْ عَاقِلًا , وَتَنَفَّلْ بِالصَّالِحَاتِ مِنَ الْأَعْمَالِ تَزْدَدْ بِهَا فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا رِفْعَةً وَكَرَامَةً وَتَنَالُ بِهَا مِنْ رَبِّكَ الْقُرْبَ وَالْعِزَّةَ»
830 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَيُّ حَاجِّ بَيْتِ اللَّهِ أَفْضَلُ وَأَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: مَنْ جَمَعَ ثَلَاثَ خِصَالٍ: نِيَّةً صَادِقَةً وَعَقْلًا وَافِرًا وَنَفَقَةً مِنْ حَلَالٍ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: صَدَقَ , قُلْتُ: إِذَا صَدَقَتْ نِيَّتُهُ وَكَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْ حَلَالٍ فَمَا يَضُرُّهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ , قَالَ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ سَأَلْتَنِي عَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ «§مَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِشَيْءٍ وَلَا جِهَادٍ وَلَا بِشَيْءٍ مِمَّا يَكُونُ مِنْهُ مِنْ أَنْوَاعِ أَعْمَالِ الْبِرِّ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعَقْلِهِ وَلَوْ أَنَّ جَاهِلًا فاقَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ»
831 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ , عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " §تَلَى تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ حَتَّى بَلَغَ {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7] قَالَ: «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلًا وَأَوْرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
832 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ , عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ , خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: " §مَا جِئْتَ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِالْعَقْلِ» , قَالَ: فَبِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: «بِالْعَقْلِ» قَالَ: فَبِمَ يُجَازَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «بِالْعَقْلِ» قَالَ: فَكَيْفَ لَنَا بِالْعَقْلِ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْعَقْلَ لَا غَايَةَ لَهُ وَلَكِنْ مَنْ أَحَلَّ حَلَالَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ سُمِّيَ عَاقِلًا , فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ بَعْدَ ذَلِكَ سُمِّيَ عَابِدًا , فَإِنِ اجْتَهَدَ بَعْدَ ذَلِكَ سُمِّيَ جَوَادًا , فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وَسَمَحَ أَوْ تَسَمَّحَ فِي مَرَاتِبِ الْمَعْرُوفِ وَلَا حَظَّ لَهُ مِنْ عَقْلٍ يَدُلُّهُ عَلَى اتِّبَاعِ أَمْرِ اللَّهِ وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ فَأُؤلَئِكَ هُمُ الْأَخْسَرُونَ أَعْمَالًا , الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "
833 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , أَنَّ عُمَرَ , وَأَبَا هُرَيْرَةَ , وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ " §مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: «الْعَاقِلُ» , قَالُوا: فَمَنْ أَعْبُدُ النَّاسِ؟ قَالَ: «الْعَاقِلُ» , قَالُوا: فَمَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ؟ قَالَ: «الْعَاقِلُ» , فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ الْعَاقِلُ مَنْ تَمَّتْ مُرُوءَتُهُ وَظَهَرَتْ فَصَاحَتُهُ وَجَادَتْ كَفُّهُ وَعَظُمَتْ مَنْزِلَتُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: 35] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , وَإِنَّ الْعَاقِلَ الْمُتَّقِي وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا خَسِيسًا قَصِيًّا دَنِيًّا "
834 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ لُقْمَانِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ «§مِنْ عَقْلِ الرَّجُلِ اسْتِصْلَاحُ مَعِيشَتِهِ»
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «§أَرَأَيْتَ الْمَعِيشَةَ صَلَاحَ الدِّينِ وَمِنْ صَلَاحِ الدِّينِ حُسْنُ الْعَقْلِ»
835 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§الرَّجُلَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خَلْقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَانِتِ وَلَا يَتِمُّ لِرَجُلٍ حُسْنُ خُلُقِهِ حَتَّى يَتِمَّ عَقْلُهُ , فَعِنْدَ ذَلِكَ تَتِمُّ أَمَانَتُهُ أَوْ إِيمَانُهُ , أَطَاعَ رَبَّهُ وَعَصَى عَدُوَّهُ» , يَعْنِي إِبْلِيسَ
836 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ جُرَشٍ تَاجِرًا , فَكَانَ لَهُ بَيَانٌ وَوَقَارٌ , فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْقَلَ هَذَا النَّصْرَانِيُّ , فَزَجَرَ الْقَائِلَ فَقَالَ: «§مَهْ إِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ»
837 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ , وَأَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: " {§وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43] قَالَ: «الْعَالِمُ الَّذِي عَقَلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ وَاجْتَنَبَ سَخَطَهُ»
قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَذَلِكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
838 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ: " §مَا السُّؤْدَدُ فِيكُمْ؟ قَالَ: الْعَقْلُ , قَالَ: صَدَقْتَ , سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتُكَ , فَقَالَ كَمَا قُلْتَ: ثُمَّ قَالَ: " سَأَلْتُ جِبْرِيلَ مَا السُّؤْدَدُ فِي النَّاسِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ "
839 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , عَنْ سُهَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§اسْتَشِيرُوا الْعَاقِلَ تَرْشُدُوا وَلَا تَعْصُونَهُ فَتَنْدَمُوا»
840 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنْ سُهَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ , وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ , فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عُبَادَةُ رَبِّهِ , أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْفَاجِرِ عِنْدَ نَدَامَتِهِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10] "
841 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَبَّادٌ , عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ» §اتَّقِ رَبَّكَ وَبِرَّ وَالِدَيْكَ وَصْلِ رَحِمَكَ يُزَدْ لَكَ فِي عُمُرِكَ وَيُيَسَّرْ لَكَ يُسْرُكَ وَيُجَنَّبْ عُسْرَكَ وَيُبْسَطْ لَكَ فِي رِزْقِكَ , يَا ابْنَ آدَمَ أَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّى عَاقِلًا , وَلَا تَعْصِ رَبَّكَ فَتَسَمَّى جَاهِلًا "
842 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ , ثَنَا سَلَّامٌ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ «§لَمَوْتُ أَلْفِ عَابِدٍ قَائِمٍ اللَّيْلَ صَائِمٍ النَّهَارَ أَهْوَنُ مِنْ مَوْتِ عَاقِلٍ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ , فَعَلِمَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ وَمَا حَرَّمَ عَلَيْهِ , فَانْتَفَعَ بِعِلْمِهِ وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ , وَإِنْ كَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْفَرَائِضِ الَّتِي فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ كَثِيرَ زِيَادَةٍ , وَكَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
843 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ , عَنْ لُقْمَانِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§الْجَاهِلَ لَا تَكْشِفُهُ إِلَّا عَنْ سَوْءَةٍ وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا طَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ , وَإِنَّ الْعَاقِلَ لَا يَكْشِفُ إِلَّا عَنْ فَضْلٍ وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ»
844 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَوَاصًّا يُسْكِنُهُمُ الرَّفِيعَ مِنَ الْجِنَانِ كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ» , قَالَ: «كَانَ تَهُمُّهُمُ الْمُسَابَقَةُ إِلَى رَبِّهِمْ وَالْمُسَارَعَةُ إِلَى مَا يُرْضِيهِ وَزَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَفُضُولِهَا وَرِيَاسَتِهَا , وَهَانَتْ عَلَيْهِمْ فَصَبَرُوا قَلِيلًا وَاسْتَرَاحُوا طَوِيلًا»
845 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَدِيٌّ , عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْبَرَ فَقَالَ: «§خَرِبَتْ خَيْبَرُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» , قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ أَحْبَارِهِمْ لَهُ فَصَاحَةٌ وَبَلَاغَةٌ وَجَمَالٌ وَهَيْئَةٌ , فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْلَقَ هَذَا أَنْ يَكُونَ عَاقِلًا , فَإِنِّي أَرَى لَهُ هَيْئَةً وَعَقْلًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْعَاقِلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَصَدَّقَ رُسُلَهُ وَعَمِلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ»
846 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , أَنَّ مُعَاوِيَةَ , خَطَبَهُمْ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§أَفْضَلُ أُمَّتِي أَصْحَابِي , وَخَيْرُهُمْ أَتْقَاهُمْ» , قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَتْقَاهُمْ أَعْقَلُهُمْ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
847 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ غَالِبٍ الْجَزَرِيِّ , عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§صِفَةُ الْعَاقِلِ أَنْ يَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْهِ , وَيَتَجَاوَزَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ , وَيَتَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ , وَيُسَابِقَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ , وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَكَّرَ , فَإِذَا كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ , وَإِنْ كَانَ شَرًّا سَكَتَ فَسَلِمَ , وَإِذَا عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اسْتَعْصَمَ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , وَأَمْسَكَ يَدَهُ وَلِسَانَهُ , وَإِذَا رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا , لَا يُفَارِقُهُ الْحَيَاءُ , وَلَا يَبْدُو مِنْهُ الْحِرْصُ , فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ يُعْرَفُ بِهَا الْعَاقِلُ , وَصِفَةُ الْجَاهِلِ أَنْ يَظْلِمَ مَنْ يُخَالِطُهُ , وَيَعْتَدِيَ عَلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ , وَيَتَطَاوَلَ عَلَى مَنْ فَوْقَهُ , كَلَامُهُ بِغَيْرِ تَدْبِيرٍ , فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ , وَإِنْ سَكَتَ سَهَا , وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ , وَإِنْ رَأَى فَضِيلَةً أَعْرَضَ عَنْهَا وَأَبْطَأَ عَنْهَا , لَا يَخَافُ ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ , وَلَا يَرْتَدِعُ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ عَنِ الذُّنُوبِ , يَتَوَانَى عَنِ الْبِرِّ , وَيُبْطِئُ عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ , فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلَ»
باب في حسن الخلق
§بَابٌ فِي حُسْنِ الْخُلُقِ
848 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا , وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ»
849 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , ثنا طَلْحَةُ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا»
850 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ وَإِنَّهُ لِيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ»
851 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ , عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: " §أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْخُلُقُ الْحَسَنُ» , فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «الْخُلُقُ الْحَسَنُ» , فَأَعَادَ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ أَوِ الرَّابِعَةَ فَإِمَّا أَقَامَهُ وَإِمَّا أَقْعَدَهُ قَالَ: «أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ طَلِيقٌ» , ثُمَّ مَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِّنُ الْخُلُقَ الْحَسَنَ وَيَقُولُ: هُوَ مِنَ اللَّهِ , وَيُقَبِّحُ الْخُلُقَ السُّوءَ وَيَقُولُ: هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ , ثُمَّ قَالَ: «أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ»
852 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا , وَإِنْ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَسَاوِئُكُمْ أَخْلَاقًا الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ»
باب في سوء الخلق
§بَابٌ فِي سُوءِ الْخُلُقِ
853 - حَدَّثَنَا الْحَلْبَسُ الْحَنْظَلِيُّ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ , ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ سَلَّامٍ أَوْ أَبِي سَلَّامٍ الْخُرَاسَانِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ وَأَكْثَرَ هَمَّهُ وَأَسْقَمَ بَدَنَهُ , وَمَنْ لَاحَى الرِّجَالَ ذَهَبَتْ كَرَامَتُهُ وَسَقَطَتْ مُرُوءَتُهُ»
باب ما جاء في التواضع ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى
§بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّوَاضُعِ وَلَا فَضْلَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا بِالتَّقْوَى
854 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , ثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: «§مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا رَفَعْتُهُ هَكَذَا , وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ جَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى السَّمَاءِ , وَرَفَعَهُمَا نَحْوَ السَّمَاءِ»
855 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ , أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ , سُبِقَ بِرَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ , فَقَامَ يَقْضِي , فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَدَ النَّاسُ حَوَالَيْهِ , فَلَمَّا قَضَى ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ الصَّلَاةَ جَاءَ إِلَى رَجُلٍ فَقَالَ: أَوْسِعْ , فَأَوْسَعَ لَهُ , وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا , وَكَانَ فِي أُذُنِهِ صَمَمٌ , ثُمَّ جَاءَ إِلَى ثَانٍ فَقَالَ: أَوْسِعْ لِي , فَأَوْسَعَ لَهُ , ثُمَّ جَاءَ إِلَى ثَالِثٍ فَقَالَ: أَوْسِعْ لِي , فَقَالَ: مِنْ وَرَاءِكَ سَعَةٌ أَيُّ شَيْءٍ تَخَطَّى النَّاسَ فَنَظَرَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ فُلَانَةَ , فَسَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَنْ ذَا الَّذِي عَيَّرَ الرَّجُلَ قُبَيْلُ بِأُمِّهِ؟» فَسَكَتُوا , ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ: «مَنْ ذَا الَّذِي عَيَّرَ الرَّجُلَ قُبَيْلُ بِأُمِّهِ؟» فَقَامَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سُبِقْتُ بِرَكْعَةٍ , وَأَنَا فِي أُذُنِي صَمَمٌ , فَاشْتَهَيْتُ أَنِ ادْنُوَ مِنْكَ , وَقَعَدَ النَّاسُ حَوَالَيْكَ , فَجِئْتُ إِلَى رَجُلٍ فَقُلْتُ: أَوْسِعْ لِي , فَأَوْسَعَ , وَجِئْتُ إِلَى آخَرَ فَقُلْتُ: أَوْسِعْ لِي فَأَوْسَعَ لِي , وَجِئْتُ إِلَى هَذَا الثَّالِثِ فَقُلْتُ: أَوْسِعْ لِي فَقَالَ: مِنْ وَرَائِكَ سَعَةٌ , أَيُّ شَيْءٍ تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ؟ فَعَيَّرْتُهُ بِأُمٍّ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ غَيْرُهَا مِنَ النِّسَاءِ خَيْرًا مِنْهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَوْقَ هَذَا الْمَلَاءِ فِيهِمُ الْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ مَا أَنْتَ بِخَيْرٍ مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ» , قَالَ: فَمَا عَيَّرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَحَدًا "
856 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , ثَنَا طَلْحَةُ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنِّي جَعَلْتُ نَسَبًا وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا , فَجَعَلْتُ أَكْرَمَكُمْ أَتْقَاكُمْ , وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ , وَأَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ , وَأَنَا الْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي , وَأَضَعُ نَسَبَكُمْ , أَيْنَ الْمُتَّقُونَ» , فَكَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ لَنَا: فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عُنِيَ
857 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ائْذَنْ لَرَدِيفِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَعُظَمَائُكُمْ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ الْخُرْءَ بِآنَافِهَا»
858 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ حَمْدِيَ زَيْنٌ وَإِنْ ذَمِّي شَيْنٌ , قَالَ: «§كَذَبْتَ ذَاكَ اللَّهُ»
باب الجلوس على الطريق
§بَابُ الْجُلُوسِ عَلَى الطَّرِيقِ
859 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا هِشَامٌ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ فِي طَرِيقٍ فَقَالَ: «§إِيَّاكُمْ وَالسَّبِيلَ فَإِنَّهَا سَبِيلُ النَّارِ» , أَوْ قَالَ: «سَبِيلٌ مِنَ الشَّيْطَانِ» , قَالَ: ثُمَّ مَضَى حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا عَزْمَةٌ , ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: «إِلَّا أَنْ تُؤَدُّوا حَقَّ الطَّرِيقِ» , قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ قَالَ: «أَنْ تَغُضُّوا الْبَصَرَ وَتَهْدُوا الضَّالَّ وَتَرُدُّوا السَّلَامَ»
باب الجلوس بين الظل والشمس
§بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ الظِّلِّ وَالشَّمْسِ
860 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْعَدَ بَيْنَ الظِّلِّ وَالشَّمْسِ»
باب فيمن يجعل إحدى رجليه على الأخرى
§بَابٌ فِيمَنْ يَجْعَلُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى
861 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا لَيْثٌ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ أَبِي النَّضْرِ , أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ كَانَ يَشْتَكِي رِجْلَهُ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَخُوهُ، وَقَدْ جَعَلَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ مُضْطَجِعٌ , فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً بِيَدِهِ عَلَى رِجْلِهِ الْوَجِعَةِ فَأَوْجَعَتْهُ فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي , أَوَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رِجْلِي وَجِعَةٌ؟ قَالَ: بَلَى , قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قَالَ: «§أَوَلَمْ تَسْمَعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذِهِ الْجِلْسَةِ؟»
باب عزل الأذى عن الطريق
§بَابُ عَزْلِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ
862 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو هِلَالٍ , ثنا قَتَادَةُ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ شَجَرَةً , كَانَتْ عَلَى طَرِيقِ النَّاسِ كَانَتْ تُؤْذِيهِمْ , فَعَزَلَهَا رَجُلٌ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَلَّبُ فِي ظِلِّهَا فِي الْجَنَّةِ»
باب فيمن نام على سطح بغير تحجير أو ركب البحر في ارتجاجه
§بَابٌ فِيمَنْ نَامَ عَلَى سَطْحٍ بِغَيْرِ تَحْجِيرٍ أَوْ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ارْتِجَاجِهِ
863 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ , عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ بَاتَ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ بِمَحْجُورٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ , وَمَنْ رَمَى بِلَيْلٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ , وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ارْتِجَاجِهِ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ»
باب السمر بعد العشاء
§بَابُ السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ
864 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ أَوْ لِرَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ "
باب لا يطرق الرجل أهله ليلا
§بَابُ لَا يَطْرُقُ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا
865 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ , عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجُرُفِ مَقْدِمَنَا مِنْ خَيْبَرَ وَهُوَ يَقُولُ: «§لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ»
باب ما جاء في (. . .) الرقص
§بَابُ مَا جَاءَ فِي (. . .) الرَّقْصِ
866 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ , ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى أَصْحَابِ الدِّرَكْلَةِ قَالَ: «§خُذُوا يَا بَنِي أَرْفِدَةَ حَتَّى يَعْلَمَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنَّ فِيَ دِينِنَا فُسْحَةً» , قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ عُمَرُ فَلَمَّا رَأَوْهُ انْذَعَرُوا "
باب في التأني في الأمور
§بَابٌ فِي التَّأَنِّي فِي الْأُمُورِ
867 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ , عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلِيٍّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي , فَنَاجَاهُ أَبِي , فَقُلْتٍ لِأَبِي: مَا قَالَ لَكَ؟ فَقَالَ: «§إِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا فَعَلَيْكَ فِيهِ بِالتُّؤَدَةِ حَتَّى يُرِيَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ الْمَخْرَجَ»
868 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا لَيْثٌ , حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ , وَمَا شَيْءٌ أَكْثَرُ مَعَاذِيرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْحَمْدِ»
باب ما جاء في العصبية
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَصَبِيَّةِ
869 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , ثنا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ يُقَالُ لَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَّا يُقَالُ لَهَا فُسَيْلَةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ " §أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ؟ قَالَ: «لَا , وَلَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ»
باب الهجر
§بَابُ الْهَجْرِ
870 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ , ثنا يَزِيدُ الرِّشْكُ , عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصَارِمَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ , فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنِ الْحَقِّ مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا لَمْ يَدْخُلَا الْجَنَّةَ جَمِيعًا أَبَدًا , وَإِنَّهُ إِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَقْبَلْ سِلْمَهُ وَسَلَامَهُ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَرَدَّتْ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ , فَأَيُّهُمَا سَبَقَ بِالْفَيْءِ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا صَنَعَ»
باب النهي عن سب الدهر
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الدَّهْرِ
871 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ , حَدَّثَنِيهِ ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ»
باب النهي عن تقبيح الوجه
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَقْبِيحِ الْوَجْهِ
872 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , ثنا جَرِيرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تُقَبِّحُوا الْوَجْهَ فَإِنَّ ابْنَ آدَمَ خُلِقَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ»
باب النهي عن سب الدواب
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الدَّوَابِّ
873 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا لَيْثٌ , حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَعَنَتْ بَعِيرًا لَهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§وَيْحَكُنَّ مَا أَقَلَّكُنَّ فِي الْجَنَّةِ , وَذَاكَ أَنَّ إِحْدَاكُنَّ تَلْعَنُ بَعِيرَهَا وَتُؤْذِي عَشِيرَهَا وَتَسْتَقِلُّ كَثِيرَهَا»
باب النهي عن سب الأموات
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ
874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ , ثنا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ بَعْضِ , أَصْحَابِهِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ إِذْ أَشْرَفَ لَهَ قَبْرُ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَعَنَ اللَّهُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ , فَإِنَّهُ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ , قَالَ: وَابْنُهُ يَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: بَلْ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا قُحَافَةَ , فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يُقْرِي الضَّيْفَ وَلَا يُقَابِلُ الْعَدُوَّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ»
باب ما جاء في الديك والنهي عن سبه
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الدِّيكِ وَالنَّهْيِ عَنْ سَبِّهِ
875 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ , عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: صَرَخَ دِيكٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَسُبَّهُ وَلَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ»
876 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ , ثنا أَبَانُ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§صَوْتُ الدِّيكِ وَضَرْبُهُ لِجَنَاحِهِ رُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ»
877 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا عَمْرُو بْنُ جَمِيعٍ , ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعَنْ أَبَانَ , عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§الدِّيكُ الْأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّي»
878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا وَهْبٌ , ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو , عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الدِّيكُ الْأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِهِ وَسَبْعَ دُورٍ حَوْلَهَا» , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي بَيْتِهِ "
باب فيمن ذم مسلما لينال بذلك دنيا
§بَابٌ فِيمَنْ ذَمَّ مُسْلِمًا لِيَنَالَ بِذَلِكَ دُنْيَا
879 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: ثنا وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ , أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ , حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أُكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ , وَمَنِ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ , وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
880 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا حَيْوَةُ , عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ , حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ رَاءَى اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَمَّعَ»
باب فيمن رد عن عرض
§بَابٌ فِيمَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضٍ
881 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , أنبأ ابْنُ أَبِي لَيْلَى , عَنِ حَكَمٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: نَالَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَرَدَّ عَنْهُ رَجُلٌ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ»
باب الاعتذار
§بَابُ الِاعْتِذَارِ
882 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ , ثنا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنِ اعْتَذَرَ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَلَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ مِثْلُ مَا عَلَى صَاحِبِ مَكْسٍ» , يَعْنِي الْعِشَارَ
باب البصاق عن اليمين وغيره
§بَابُ الْبُصَاقِ عَنِ الْيَمِينِ وَغَيْرِهِ
883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْحَاطِبِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ , عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ حَارِثَةَ , امْرَأَةِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§يَبْصُقُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ»
باب ما جاء في العراجين
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَرَاجِينِ
884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ نُعَيْمٍ , مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ «§يَتَخَصَّرُ بِعُرْجُونِ ابْنِ طَابٍ , وَكَانَ زَيْدٌ يَتَخَصَّرُ بِهِ فِي دَارِهِ وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أَمْوَالِهِ»
باب ما جاء في الدواب
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الدَّوَابِّ
885 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ , أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ , مَرَّ بِقَوْمٍ قَدْ أَنَاخُوا بَعِيرًا , فَحَمَلُوا غِرَارَتَيْنِ ثُمَّ عَلَوصًا , فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْبَعِيرُ أَنْ يَنْهَضَ، فَأَهَالَهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَنِ الْبَعِيرِ , ثُمَّ أَنْهَضَهُ فَانْتَهَضَ , ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لَئِنْ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ مِثْلَ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ لَيَغْفِرَنَّ لَكُمْ عَظِيمًا , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ «§اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِهَذِهِ الْعُجْمِ خَيْرًا أَنْ تَنْزِلُوا بِهَا مَنَازِلَهَا , فَإِذَا أَصَابَتْكُمْ سِنَةٌ أَنْ تَنْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا»
886 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا اللَّيْثُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً وَابْتَدِعُوهَا سَالِمَةً وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ»
باب صاحب الدابة أحق بصدرها
§بَابُ صَاحِبِ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا
887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ , ثنا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§قَضَى أَنَّ صَاحِبَ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا»
باب ما جاء في المخنثين
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُخَنَّثِينَ
888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , ثنا مَالِكٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ مُخَنَّثًا كَانَ يَكُونُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا فَأَنَا أَدُلُّكَ عَلَى ابْنَةِ غَيْلَانَ , فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَدْخُلَنَّ هَذَا عَلَيْكُمْ»
889 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ , ثنا الْحَجَّاجُ الْأَعْوَرُ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ , عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْبَصْرِيَّ - قَالَ: وَيَتَزَوَّجُ فِيكُمُ الْمُتَزَوِّجُ فَتَحْمِلُ نِسَاءُكُمْ مَعَهُنَّ هَذِهِ الصُّنُوجَ وَالْمَعَازِفَ , وَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ لِامْرَأَتِهِ تَجَمَّلِي تَجَمَّلِي , فَيَحْمِلُهَا عَلَى حِصَانٍ وَيَسِيرُ مَعَها عِلْجَانِ , مَعَهُمَا مَزَامِيرُ شَيْطَانٍ وَمَعَهُمَا مَنْ لَعَنَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَعَنَ اللَّهُ مُخَنَّثِي الرِّجَالِ وَمُذَكَّرَاتِ النِّسَاءِ , وَقَالَ: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ , وَلَا يَتَشَبَّهُ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ وَلَا الْمَرْأَةُ بِالرَّجُلِ , وَأَنْتُمْ تُخْرِجُونَ النِّسَاءَ فِي ثِيَابِ الرِّجَالِ , وَالرِّجَالَ فِي ثِيَابِ النِّسَاءِ , يُمَرُّ بِهَا عَلَى الْمَسَاجِدِ وَالْمَجَالِسِ , فَيُقَالُ: مَنْ هَذِهِ؟ فَيُقَالُ امْرَأَةُ فُلَانٍ تُنْسَبُ إِلَى زَوْجِهَا مَرَّةً وَالَى أَبِيهَا مَرَّةً أُخْرَى , لَا بِرَّ وَلَا تَقْوَى وَلَا غَيْرَةَ وَلَا حَيَاءَ مَا هَذِهِ الْجُمُوعُ؟ فَيُقَالُ رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَأَمَارَهُ اللَّهُ زَوْجَةً , فَاسْتَقْبَلَ نِعْمَةَ اللَّهِ بِمَا تَرَوْنَ مِنَ التَّنْكِيرِ " قُلْتُ: رَوَاهُ فِي حِكَايَةٍ طَوِيلَةٍ تَقَدَّمْتَ فِي الْجَنَائِزِ
باب ما جاء في الحمد
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَمْدِ
890 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ أَنْ أُحْمَدَ كَأَنَّهُ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§وَمَا يَغُمُّكَ أَنْ تُحِبَّ أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا وَتَمُوتَ شَهِيدًا , وَإِنَّمَا بُعِثْتُ عَلَى مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ» , قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ
باب ما جاء في الشعر
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الشِّعْرِ
891 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْمَكِّيُّ , ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَأَنْ يْمَتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يْمَتَلِئَ شِعْرًا»
892 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ الْكِنَانِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَحِلُّ تَعْلِيمُ الْمُغَنِّيَاتِ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا بَيْعُهُنَّ وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ , وَقَدْ نَزَلَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: 6] الْآيَةَ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَطُّ عَقِيرَتَهُ بِغِنَاءٍ إِلَّا ارْتَدَفَهُ شَيْطَانَانِ يَضْرِبَانِ بِأَرْجُلِهِمَا عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ حَتَّى يَسْكُتَ "
893 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا هُذَيْلُ بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَاهِلِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ دُخَانٍ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ هُذَيْلٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنَ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ هُذَيْلِ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§هَذَا الشِّعْرَ جَزِلٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُعْطَى بِهِ السَّائِلُ وَيُكْظَمُ بِهِ الْغَيْظُ وَبِهِ يَتَبَلَّغُ الْقَوْمُ فِي نَادِيهِمْ»
894 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ , سَمِعَ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ قُولِي: [البحر الطويل] وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّدُ خَيْلَنَا ... إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أَنْ تَحِيدَ وَتَنْفِرَا وَنُنْكِرُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا ... مِنَ الطَّعْنِ حَتَّى نَحْسَبَ الْجَوْنَ أَشْقَرَا وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا ... صِحَاحًا وَلَا مُسْتَنْكَرًا أَنْ تَعَقَّرَا بَلَغَنَا السَّمَاءَ مَجْدَنَا وَجُدُودَنَا ... وَإِنَّا لَنَبْغِي فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِلَى أَيْنَ؟» قَالَ: قُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ , قَالَ: «نَعَمْ , إِنْ شَاءَ اللَّهُ» , قَالَ: فَلَمَّا أَنْشَدْتُهُ: وَلَا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... أَرِيبٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الْأَمْرَ أَصْدَرَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَفْضُضُ اللَّهُ فَاكَ» , قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا , وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ "
895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " §رَحِمَ اللَّهُ لَبِيدًا قَالَ: [البحر الكامل] ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ قَالَ: فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَائِشَةَ , فَكَيْفَ لَوْ رَأَتْ زَمَانَنَا هَذَا "
باب عجائب المخلوقات
§بَابُ عَجَائِبِ الْمَخْلُوقَاتِ
896 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , قَالَ: قُلْتُ لِكَعْبٍ: " §مَا يُمْسِكُ هَذِهِ -[846]- الْأَرْضَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا؟ قَالَ: " أَمْرُ اللَّهِ , قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ الَّذِي يُمْسِكُهَا , فَمَا أَمْرُ اللَّهِ ذَلِكَ؟ قَالَ: شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ فِي كَفِّ مَلَكٍ , الْمَلَكُ قَائِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْحُوتِ , الْحُوتُ مُنْطَوٍ وَالسَّمَاوَاتُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ , قَالَ: قُلْتُ: فَمَا سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّانِيَةِ؟ قَالَ: الرِّيحُ الْعَقِيمُ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُهْلِكَ عَادًا أَوْحَى إِلَى حَرَسِهَا أَنِ افْتَحُوا مِنْهَا بَابًا , قَالُوا: يَا رَبَّنَا مِثْلَ مِنْخَرِ الثَّوْرِ , قَالَ: إِذًا تُكْفَأُ الْأَرْضُ بِمَنْ عَلَيْهَا , قَالَ: فَجَعَلَ مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ , قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّالِثَةِ؟ قَالَ: حِجَارَةُ جَهَنَّمَ , قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الرَّابِعَةِ؟ قَالَ: كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ , قَالَ: قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَكِبْرِيتًا؟ قَالَ: إِيْ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَبِحَارٌ مُرَّةٌ لَوْ طُرِحَتْ فِيهَا الْجِبَالُ لَنُفِيَتْ مِنْ حَرِّهَا , قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الْخَامِسَةِ؟ قَالَ: حَيَّاتُ جَهَنَّمَ قَالَ: قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَحَيَّاتٍ؟ قَالَ: إِيْ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , أَمْثَالُ الْأَوْدِيَةِ , قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ السَّادِسَةِ؟ قَالَ: عَقَارِبُ جَهَنَّمَ , قَالَ: فَقُلْتُ وَإِنَّ لَهَا لَعَقَارِبُ؟ قَالَ: أَيْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , أَمْثَالُ الْفُلْكِ , قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَعْنِي الْحَمَّالَ وَإِنَّ لَهَا أَذْنَابًا مِثْلَ الرَّمَّاحِ , وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَلَقَّى الْكَافِرَ فَتَلْسَعُهُ اللَّسْعَةَ فَيَتَنَاثَرُ لَحْمُهُ عَلَى قَدَمِهِ , قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ؟ قَالَ: تِلْكَ سِجِّينٌ , فِيهَا إِبْلِيسٌ مُوثَقٌ , اسْتَعَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَحَبَسَهُ اللَّهُ فِيهَا يَدًا أَمَامَهُ وَيَدًا خَلْفَهُ , وَرِجْلًا أَمَامَهُ وَرِجْلًا خَلْفَهُ , وَتَأْتِيهِ جُنُودُهُ بِالْأَخْبَارِ مُكَلَّبَةً , وَلَهُ زَمَانٌ يُرْسَلُ فِيهِ "
كتاب البر والصلة
§كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ
باب بر الوالدين
§بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ
897 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ , ثنا هِشَامٌ , عَنِ الْحَسَنِ , رَفَعَهُ , أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ " §مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: «أُمَّكَ» , قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمَّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبَاكَ» , قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ»
898 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا الْوَلِيدُ , عَنْ مُنِيرِ بْنِ الزُّبَيْرِ , أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: «§بِرُّ الْوَالِدَيْنِ كَفَّارَةٌ لِلْكَبَائِرِ , وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ قَادِمًا عَلَى الْبِرِّ مَا دَامَ فِي فَصِيلَتِهِ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ»
899 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , قَالَ: كَانَ الْهُذَيْلُ بْنُ حَفْصَةَ " §يَجْمَعُ الْحَطَبَ فِي الصَّيْفِ , قَالَ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَيُقَشِّرُهُ , قَالَ: وَيَأْخُذُ الْقَصَبَ فَيَفْلَقُهُ , قَالَتْ حَفْصَةُ: فَكُنْتُ أَجِدُ قُرَّةً , قَالَ: فَيَجِيءُ بِالْكَانُونِ حَتَّى يَضَعَهُ خَلْفِي وَأَنَا أُصَلِّي , وَعِنْدَهُ مَنْ يَكْفِيهِ لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ , قَالَتْ حَفْصَةُ: فَيُوقِدُ لِي ذَلِكَ الْحَطَبَ الْمُقَشَّرَ وَالْقَصَبَ الْمُفَلَّقَ وَقُودًا يُدْفِئُنِي وَلَا يُؤْذِينِي رِيحُهُ , قَالَتْ: فَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ إِلَيْهِ فَأَقُولَ يَا بُنَيَّ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ ثُمَّ أَذْكُرُ مَا يُرِيدُ , فَأُخَلِّي عَنْهُ وَكَانَ يَغْزُو وَيَحُجُّ قَالَتْ: فَأَصَابَتْهُ حُمَّى وَقَدْ حَضَرَ الْحَجُّ , فَنَقِهَ فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى أَهَلَّ بِالْحَجِّ , قُلْتُ: يَا بُنَيَّ كَأَنَّكَ خِفْتَ أَنْ أَمْنَعَكَ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ , قَالَتْ: وَكَانَتْ لَهُ لِقْحَةٌ فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ حَلْبَةً بِالْغَدَاةِ , فَأَقُولُ يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّنِي لَا أَشْرَبُهُ وَأَنَا صَائِمَةٌ , فَيَقُولُ: يَا أُمَّ الْهُذَيْلِ إِنَّ أَطْيَبَ اللَّبَنِ مَا بَاتَ فِي ضُرُوعِ الْإِبِلِ اسْقِ مَنْ شِئْتِ , قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ رَزَقَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ أَنْ يَرْزُقَ غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَجِدُ غُصَّةً لَا تَذْهَبُ , فَبَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ النَّحْلِ أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 96] فَأَعَدْتُهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كُنْتُ أَجِدُ "
باب في صلة الرحم
§بَابٌ فِي صِلَةِ الرَّحِمِ
900 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ , ثنا الْحَكَمُ , ثنا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَيُوَسِّعَ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»
باب ما جاء في الأولاد
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَوْلَادِ
901 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ وَلَدِهِ وَعِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا قَبَّلْتُ وَلَدًا لِي قَطُّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَصْنَعُ بِكَ إِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْكَ»
باب ما جاء في البنات
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبَنَاتِ
902 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو , ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , ثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ , ثَنَا شَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ , عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ إِلَّا كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ» , فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوِ اثْنَتَيْنِ؟ قَالَ: «أَوِ اثْنَتَيْنِ»
903 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ حَنَشٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللَّهُ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ إِلَّا أَنْ يَعْمَلَ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ , وَمَنْ أُذْهِبَ كَرِيمَتَيْهِ فَإِنَّ ثَوَابَهُ عِنْدِي الْجَنَّةَ» , قِيلَ: وَمَا كَرِيمَتَاهُ؟ قَالَ: «عَيْنَاهُ , وَمَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ يَرْحَمُهُنَّ وَيُنْفِقُ عَلَيْهِنَّ وَيُحْسِنُ أَدَبَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ» , فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوِ اثْنَتَيْنِ؟ قَالَ: «أَوِ اثْنَتَيْنِ» قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا وَاللَّهِ مِنْ كَرَائِمِ الْحَدِيثِ وَغُرَرِهِ , قُلْتُ: رَوَى التَّرِمْذِيُّ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ: «إِلَّا أَنْ يَعْمَلَ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ»
باب ما جاء في الأيتام
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَيْتَامِ
904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ , ثنا سُفْيَانُ , ثنا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ , عَنْ أُنَيْسَةَ , عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مَرَّةَ الْفِهْرِيَّةِ , عَنْ أَبِيهَا , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ» , وَأَشَارَ الْحُمَيْدِيُّ بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ
905 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثنا فايدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ غُلَامٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَتِيمٌ وَلَهُ أُمٌّ أَرْمَلَةٌ وَأُخْتٌ يَتِيمَةٌ أَطْعِمِنَا أَطْعَمَكَ اللَّهُ , أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى تَرْضَى , قَالَ: " §مَا أَحْسَنَ مَا قُلْتَ يَا غُلَامُ , يَا بِلَالُ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِنَا فَأْتِنَا بِمَا وَجَدْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ طَعَامٍ , فَذَهَبَ فَجَاءَ بِوَاحِدَةٍ وَعِشْرِينَ تَمْرَةً فَوَضَعَهَا فِي كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَرَفَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فِيهِ , فَدَعَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ , ثُمَّ قَالَ: «يَا غُلَامُ سَبْعٌ لَكَ وَسَبْعٌ لِأُمِّكَ وَسَبْعٌ لِأُخْتِكَ , فَتَغَدَّ بِتَمْرَةٍ وَتَعَشَّ بِأُخْرَى» , فَانْصَرَفَ الْغُلَامُ فَقَامَ إِلَيْهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: يَا غُلَامُ جَبَرَ اللَّهُ يُتْمَكَ وَجَعَلَكَ خَلَفًا مِنْ أَبِيكَ , وَكَانَ مِنْ أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ رَأَيْتُ يَا مُعَاذُ مَا صَنَعْتَ» , فَقَالَ: رَحْمَةً لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَلِي مُسْلِمٌ يَتِيمًا فَيُحْسِنُ وِلَايَتَهُ فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةً وَمَحَا عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةً»
906 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ» , وَأَشَارَ بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ "
907 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , ثنا الْحَسَنُ , ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَدَوِيُّ , عَنْ هِصَّانِ بْنِ كَاهِنٍ , عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا قَعَدَ يَتِيمٌ مَعَ قَوْمٍ عَلَى قَصْعَتِهِمْ فَيَقْرَبُ قَصْعَتَهُمْ شَيْطَانٌ»
باب ما جاء في الجار
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجَارِ
908 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ , ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ , عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانًا جَارِي يُؤْذِينِي , فَقَالَ: «§كُفَّ أَذَاكَ عَنْهُ وَاصْبِرْ عَلَى أَذَاهُ» , فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانًا جَارِي الَّذِي كَانَ يُؤْذِينِي قَدْ مَاتَ , قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالدَّهْرِ وَاعِظًا وَكَفَى بِالْمَوْتِ مُفَرِّقًا»
باب في حق المسلم على أخيه
§بَابٌ فِي حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ
909 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا أَبُو عَوَانَةَ , ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَشُهُودُ الْجَنَازَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِينَ , أَرَادَ حَمْدَ اللَّهَ "
910 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ , حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ , جَمَعَهُمْ مَرْسًى لَهُمْ فِي مَغْزًى لَهُمْ مَرْكَبُهُمْ وَمَرْكَبُ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَإِلَى أَهْلِ مَرْكَبِهِ , فَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ فَقَالَ: دَعَوْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ وَكَانَ عَلَيَّ الْحَقُّ أَنْ أُجِيبَكُمْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتُّ خِصَالٍ وَاجِبَةٍ , فَمَنْ تَرَكَ خَصْلَةً مِنْهَا فَقَدْ تَرَكَ حَقًّا وَاجِبًا لِأَخِيهِ عَلَيْهِ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ , وَأَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ , وَأَنْ يُشَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ , وَأَنْ يَنْصَحَهُ إِذَا اسْتَنْصَحَهُ وَأَنْ يَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ , وَأَنْ يَتْبَعَ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ " , قَالَ: وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ مَزَّاحٌ وَكَانَ رَجُلٌ يَلِي نَفَقَاتِنَا فَجَعَلَ الْمَزَّاحُ يَقُولُ لِلَّذِي يَلِي نَفَقَاتِنَا جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَبِرًّا , فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ جَعَلَ يَغْضَبُ وَيَشْتُمُ , فَقَالَ الْمَزَّاحُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا أَيُّوبَ إِذَا أَنَا قُلْتُ لِرَجُلٍ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَشَتَمَنِي؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: اقْلِبْ لَهُ , ثُمَّ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: كُنَّا نَقُولُ: مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ أَصْلَحَهُ الشَّرُّ , فَقَالَ الْمَزَّاحُ لِلرَّجُلِ: جَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا وَعَرًّا فَضَحِكَ وَرَضِيَ , فَقَالَ: لَا تَدَعْ بَطَالَتَكَ عَلَى حَالٍ , فَقَالَ الْمَزَّاحُ: جَزَى اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ خَيْرًا وَبِرًّا قَدْ قَالَ لِي
باب في قضاء الحوائج
§بَابٌ فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ
911 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ , ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ , حَدَّثَنِيهِ عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ»
912 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§مِنَ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِدْخَالَكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ , إِشْبَاعَ جَوْعَتِهِ وَتَنْفِيسَ كُرْبَتِهِ»
باب المكافأة
§بَابُ الْمُكَافَأَةِ
913 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ , عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ , مَوْلَى الْأَنْصَارِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَقَدِرَ أَنْ يَجْزِيَ بِهِ فَلْيَجْزِ بِهِ , وَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ فَلْيُحْسِنِ الثَنَاءَ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَقَدْ كَفَرَ النِّعْمَةَ , وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَ فَهُوَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»
914 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ , أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَنَاءِ "
باب في المودة
§بَابٌ فِي الْمَوَدَّةِ
915 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ , عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ السَّاعِدِيِّ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§أَدِّ الْمَوَدَّةَ لِمَنْ وَادَّكَ فَإِنَّهَا أَثْبَتُ»
باب ما جاء في الحلف
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَلِفِ
916 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَوْفُوا الْخُلَفَاءَ عُهُودَهُمُ الَّذِي عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ» , قَالُوا: وَمَا عَقْدُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْعَقْلُ عَنْهُمْ وَالنَّصْرُ عَنْهُمْ»
917 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ , ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كُلُّ حَلِفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً أَوْ حِدَّةً أَوْ شِدَّةً وَحِدَّةً»
باب المؤاخاة
§بَابُ الْمُؤَاخَاةِ
918 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ , عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: " §آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَبَيْنَ الزُّبَيْرِ الْأُخُوَّةَ الَّتِي كَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِهَا قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ آيَةُ الْمَوَارِيثِ , قَالَ: وَأَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ إِلَى الزُّبَيْرِ "
باب ما جاء في الجلوس
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجُلُوسِ
919 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنِ ابْنِ شَيْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْقَوْمِ فَأُوسِعَ لَهُ فَلْيَجْلِسْ , فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمَهُ بِهَا أَخُوهُ الْمُسْلِمُ , فَإِنْ لَمْ يُوَسَّعْ لَهُ فَلْيَنْظُرْ أَوْسَعَهَا مَكَانًا فَلْيَجْلِسْ فِيهِ»
باب في الزيارة
§بَابٌ فِي الزِّيَارَةِ
920 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , ثنا طَلْحَةُ , فَذَكَرَهُ
921 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , ثنا حَمَّادٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَاءٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: «زُورُوا ابْنَ عَوْنٍ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ , وَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ»
باب في الضيافة
§بَابٌ فِي الضِّيَافَةِ
922 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , أنبأ الْجُرَيْرِيُّ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ , فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ»
باب رحمة البهائم
§بَابُ رَحْمَةِ الْبَهَائِمِ
923 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ , أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِفَرْخَيْ طَيْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُوهُمَا يَحُومُ عَلَيْهِمَا , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذْتُ هَذَيْنِ الْفَرْخَيْنِ وَأَبُوهُمَا يَحُومُ عَلَيْهِمَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَلَا تَرَكْتَ لَهُ أَحَدَهُمَا فَتَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ»
924 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ , ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ , عَنْ أَبِي عُمَرَ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ , فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ فَرْخَ عُصْفُورٍ فَجَعَلَ الْعُصْفُورُ يَقَعُ عَلَى رِحَالِهِمْ , فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِ فَرْخُهُ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذَا الْعُصْفُورِ بِفُرُوخِهِ»
925 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , ثنا -[865]- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§اللَّهَ لَيَرْحَمُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَحْمَتِهِ الْعُصْفُورَ»
كتاب علامات النبوة
§كِتَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ
باب ما جاء في اليسع والخضر صلى الله على نبينا وعليهما وسلم
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْيَسَعِ وَالْخَضِرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ
926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ , ثنا أَبَانُ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§الْخَضِرَ فِي الْبَحْرِ وَالْيَسَعَ فِي الْبَرِّ , يَجْتَمِعَانِ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ الرَّدْمِ الَّذِي بَنَاهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ , وَيَحُجَّانِ أَوْ يَجْتَمِعَانِ كُلَّ عَامٍ , وَيَشْرَبَانِ مِنْ زَمْزَمَ شَرْبَةً تَكْفِيهُمَا إِلَى قَابِلٍ» , قُلْتُ: قَدْ ذَهَبَ مِنَ الْأَصْلِ مِقْدَارُ ثُلُثِ سَطْرٍ
باب أول أمر نبينا صلى الله عليه وسلم
§بَابُ أَوَّلِ أَمْرِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
927 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكَ؟ قَالَ: «§دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبُشْرَى عِيسَى وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ»
928 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا حَمَّادٌ , عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ شَهْرًا هُوَ وَخَدِيجَةُ بِحِرَاءَ , فَوَافَقَ ذَلِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَسَمِعَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ قَالَ: " فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ , فَجِئْتُ مُسْرِعًا حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ فَسَجَّتْنِي ثَوْبًا وَقَالَتْ: مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ , فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ , فَقَالَتْ: أَبْشِرْ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ , فَإِنَّ السَّلَامَ خَيْرٌ " , قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ مَرَّةً أُخْرَى , فَإِذَا جِبْرِيلُ عَلَى الشَّمْسِ جُنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ " , قَالَ: " فَجَفُلْتُ مِنْهُ , فَجِئْتُ مُسْرِعًا , فَإِذَا هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْبَابِ , فَكَلَّمَنِي حَتَّى أَنِسْتُ بِهِ , ثُمَّ أَوْعَدَنِي مَوْعِدًا , فَجِئْتُ إِلَيْهِ فَأَبْطَأَ عَلَيَّ , فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ , فَإِذَا أَنَا بِهِ وَبِمِيكَائِيلَ قَدْ سَدًّا الْأُفُقَ , فَهَبَطَ جِبْرِيلُ , فَبَقِيَ جِبْرِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ , فَأَخَذَنِي جِبْرِيلُ فَسَلَقَنِي بِحَلَاوَةِ الْقَفَا , ثُمَّ شَقَّ عَنْ قَلْبِي فَاسْتَخْرَجَهُ , ثُمَّ اسْتَخْرَجَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْتَخْرِجَ , ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ , ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ , ثُمَّ لَأَمَهُ , ثُمَّ أَكْفَأَنِي كَمَا يُكْفَأُ الْأَدِيمُ أَوِ الْآنِيَةُ , ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي حَتَّى وَجَدْتُ مَسَّ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي , ثُمَّ قَالَ: اقْرَأْ , قُلْتُ: مَا قَرَأْتُ كِتَابًا قَطُّ , فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقْرَأُ , ثُمَّ قَالَ: اقْرَأْ , فَقُلْتُ مَا أَقْرَأُ؟ فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [العلق: 2] حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْهَا , فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ , ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ فَوَزَنْتُهُ , ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ فَوَزَنْتُهُ حَتَّى وُزِنَتْ بِمِائَةِ رَجُلٍ , فَقَالَ مِيكَائِيلُ مِنْ فَوْقِهِ: أُمَّةٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَجَعَلْتُ لَا يَلْقَانِي حَجَرٌ وَلَا شَجَرٌ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ , فَقَالَتِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ "
باب فيما كان عند أهل الكتاب من علامات نبوته
§بَابٌ فِيمَا كَانَ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ عَلَامَاتِ نُبُوَّتِهِ
929 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ , ثنا شَرِيكٌ , عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ , عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ , فَدُلِلْتُ عَلَى رَاهِبٍ فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيًّا قَدْ ظَهَرَ بِأَرْضِ تِهَامَةَ , فَإِنْ كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ , قَالَ: فَدَخَلْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ مِنْ تَمْرٍ , فَقَالَ: «§هَدِيَّةٌ هَذَا أَمْ صَدَقَةٌ؟» , قُلْتُ: بَلْ صَدَقَةٌ , فَقَبَضَ يَدَهُ , وَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ كُلُوا , قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِقِنَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: «هَدِيَّةٌ هَذَا أَمْ صَدَقَةٌ؟» قُلْتُ: بَلْ هَدِيَّةٌ , قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ فَأَكَلَ وَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ كُلُوا , قَالَ: فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ فَفَطِنَ لِمَا أُرِيدُ , قَالَ: فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ قَالَ: فَرَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةَ فِي ظَهْرِهِ قَالَ: فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ وَشَهِدْتُ , قَالَ: وَكَاتَبْتُ وَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُكَاتَبَتِي , فَنَاوَلَنِي هُنَيْهَةً مِنْ ذَهَبٍ فَلَوْ وُزِنَتْ بِأُحُدٍ لَكَانَتْ أَثْقَلَ مِنْهُ "
باب
§بَابٌ
930 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ , أَنَّ " §نَاسًا مِنْ قُرَيْشِ رَكِبُوا الْبَحْرَ عِنْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَلْقَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ قَالَ: مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: وَمَا قُرَيْشٌ؟ قَالُوا: أَهْلُ الْحَرَمِ وَأَهْلُ كَذَا , فَلَمَّا عَرَفَ قَالَ: نَحْنُ أَهْلُهَا لَا أَنْتُمُ , قَالَ: فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ جُرْهُمٍ , قَالَ: أَتَدْرُونَ لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ أَجْيَادًا إِنَّ خُيُولَنَا جِيَادٌ عَطَفَتْ عَلَيْهِ , قَالَ: قَالُوا لَهُ: إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ وَذَكَرُوا لَهُ أَمْرَهُ , فَقَالَ: اتَّبِعُوهُ , فَلَوْلَا حَالِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا لَلَحِقْتُ مَعَكُمْ إِلَيْهِ "
باب في فضله
§بَابٌ فِي فَضْلِهِ
931 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
932 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ , أنبأ سَلَّامٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
933 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ , عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ قَالَ: «§أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ وَآدَمُ تَحْتَ لِوَائِي وَلَا فَخْرَ»
934 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ النُّكْرِيِّ , عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §مَا خَلَقَ اللَّهُ وَمَا ذَرَأَ نَفْسًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلَّا بِحَيَاتِهِ فَقَالَ: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72] "
935 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ , عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ يَقُولُ: إِنَّ " §أَكْرَمَ خَلِيقَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ وَالنَّارَ فِي الْأَرْضِ , فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْخَلِيقَةَ أُمَّةً أُمَّةً وَنَبِيًّا نَبِيًّا , حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأَمَّتُهُ آخِرَ الْأُمَمِ مَرْكَزًا , ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ , فَيَقُومُ وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا "
936 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا شَيْخٌ , مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا سَابِقٌ الْعَرَبَ»
937 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: «§لَا أُفَضِّلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ رَبِّي أَحَدًا , وَلَا أُفَضِّلُ عَلَى نَبِيِّنَا أَحَدًا»
باب في شجاعته
§بَابٌ فِي شَجَاعَتِهِ
938 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «كُنَّا §إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ» , قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي السِّيَرِ وَلَمْ أَجِدْهُ فِي الصُّغْرَى
باب انتصاره بالله تعالى
§بَابُ انْتِصَارِهِ بِاللَّهِ تَعَالَى
939 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ , أنبأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ جَالِسًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ , فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ: لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَنِي قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: «§بِاللَّهِ غَلَبْتُكَ» , قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ "
باب في جوده
§بَابٌ فِي جُودِهِ
940 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَوْ كَانَ أُحُدٌ عِنْدِي ذَهَبًا لَسَرَّنِي أَنْ لَا تَمُرَّ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ»
941 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ , عَنْ أَبِي حَصِينٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبُرٌ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: «§مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟» قَالَ: أَعْدَدْتُ لَكَ وَلِضِيفَانِكَ , قَالَ: «أَمَا تَخْشَى يَا بِلَالُ أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ , أَنْفِقْ يَا بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا»
باب فيما فضله الله به وأجله صلى الله عليه وسلم
§بَابٌ فِيمَا فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ وَأَجَلَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عَمْرُو بْنُ ذَرٍّ , ثَنَا مُجَاهِدٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ: " §أُعْطِيتُ خَمْسَ خِصَالٍ لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي: أُرْسِلَ كُلُّ نَبِيٍّ إِلَى أُمَّتِهِ بِلِسَانِهَا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ مِنْ خَلْقِهِ , وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَلَمْ يَنْصُرْ بِهِ أَحَدٌ قَبْلِي , يَسْمَعُ بِي الْقَوْمُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فَيَهْرَبُونَ مِنِّي , وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي , وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا أَيْنَمَا كُنْتُ مِنْهَا , وَإِنْ لَمْ أَجِدِ الْمَاءَ تَيَمَّمْتُ بِالصَّعِيدِ وَصَلَّيْتُ , فَكَانَ لِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا , وَلَمْ يُفْعَلْ ذَلِكَ بِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي "
943 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا الثَّوْرِيُّ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: «§أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ»
944 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ ثُوَيْرٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§أُعْطِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُوَّةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا , كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
945 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ: «§مُرِي ابْنَكِ أَنْ يُزَوِّجَكِ» , أَوْ قَالَ: «يُزَوِّجُهَا ابْنُهَا» , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ لَمْ يَبْلُغْ "
باب مشي الملائكة خلفه صلى الله عليه وسلم
§بَابُ مَشْيِ الْمَلَائِكَةِ خَلْفَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
946 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ , ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعَبْدِيِّ , عَنْ نُبَيْحٍ أَبِي عَمْرٍو الْعَنَزِيِّ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «§امْشُوا أَمَامِي وَخَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلَائِكَةِ» , قُلْتُ: لِجَابِرٍ عِنْدَ ابْنِ مَاجَةَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَمْرٍ مِنْهُ
باب في معجزته صلى الله عليه وسلم
§بَابٌ فِي مُعْجِزَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
947 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ فَأَتَيْنَا عَلَى رَكِيَّةٍ دَمِنَةٍ - يَعْنِي قَلِيلَةَ الْمَاءِ - قَالَ: فَنَزَلَ فِيهَا خَمْسَةٌ أَنَا سَادِسُهُمُ قَالَ: فَأُدْلِيَتْ إِلَيْنَا دَلْوٌ قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفَةِ الرُّكْنِ , فَجَعَلْنَا فِيهَا نِصْفَهَا أَوْ قَرِيبَ ثُلُثَيْهَا , فَرُفِعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §فَغَمَسَ يَدَهُ فِيهَا قَالَ: فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ , قَالَ: فَأُعِيدَتْ إِلَيْنَا الدَّلْوُ بِمَا فِيهَا , قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَحَدَنَا أُخْرِجَ بِثَوْبٍ خَشْيَةَ الْغَرَقِ "
باب فيما أخبر به من المغيبات
§بَابٌ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ مِنَ الْمُغَيَّبَاتِ
948 - حَدَّثَنَا شَاذَانُ , أنبأ أَبُو هِلَالٍ , ثنا أَبُو الْوَازِعِ , مِنْ بَنِي رَاسِبٍ , عَنْ أَبِي أُمَيْنٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , وَسَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ , نَطْلُبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقِيلَ لَنَا: تَوَجَّهَ نَحْوَ مَسْجِدِ التَّقْوَى , قَالَ: فَانْطَلَقْنَا , فَإِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ , فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ جَلَسْنَا , فَلَمَّا دَنَا قُمْنَا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ , فَإِذَا يَدُهُ الْيُمْنَى عَلَى كَاهِلِ أَبِي بَكْرٍ وَيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى كَاهِلِ عُمَرَ قَالَ: فَقَالَ: «§مَنْ هَؤُلَاءِ يَا أَبَا بَكْرٍ؟» فَقَالَ: هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَسَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ , فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ آخِرَهُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» , قُلْتُ: سَقَطَ سَمُرَةُ فِي قِدْرٍ مُسَخَّنٍ بِالنَّارِ فَمَاتَ فِيهَا , قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمْتَ قِصَّتُهُ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ فِي بَابِ انْتِصَارِهِ بِاللَّهِ تَعَالَى
باب في حسن خلقه وتواضعه
§بَابٌ فِي حُسْنِ خُلُقِهِ وَتَوَاضُعِهِ
949 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ , ثَنَا أَبُو الْوَرْقَاءَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَدٌ , فَقَالَ لِأَهْلِهِ: ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَوَضَعُوهُ , " §فَجَعَلَ كُلَّمَا اخْتَلَفَ إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ وَأَرَادَ أَهْلُ الْمُقْعَدِ أَنْ يَرُدُّوهُ إِلَى أَهْلِهِ , فَقَالَ الْمُقْعَدُ: لَا وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ هَذَا الْمَكَانَ مَا عَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ابْنُوا لِي خُصًّا , فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا , فَكَانَ الْمُقْعَدُ فِي الْخُصِّ , كُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ وَلَاطَفَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصَابَ طَرْفَةً مِنَ الطَّعَامِ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْمُقْعَدِ , فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَنَعَى لَهُ الْمُقْعَدَ , فَاسْتَرْجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ وَنَهَضَ وَنَهَضْنَا مَعَهُ , فَكُلَّمَا دَنَا مِنَ الْخُصِّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «لَا يَقْرَبَنَّ الْخُصَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ» , فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُصَّ , فَإِذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا كَفَيْنَاكَ أَمْرَهُ فَأَمَّا إِذْ جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ , فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَّلَهُ بِيَدِهِ وَكَفَّنَهُ وَحَنَّطَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ "
950 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ , عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ , وَاللَّهِ مَا كَانَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ وَلَا صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ , وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أَذِنَهُ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ , وَلَا يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ , وَمَا تَنَاوَلُ أَحَدٌ بِيَدِهِ قَطُّ إِلَّا أَتَاهُ إِيَّاهَا , فَلَمْ يَنْزِعْهَا مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا مِنْهُ»
951 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ , أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ خَارِجَةَ , أَخْبَرَهُ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ , أَنَّ نَفَرًا , دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ بَعْضِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: كُنْتُ جَارَهُ , فَكَانَ «§إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ بَعَثَ إِلَيَّ فَأَكْتُبُ الْوَحْيَ , فَكُنَّا إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا , وَإِذَا ذَكَرْنَا الْآخِرَةَ ذَكَرَهَا مَعَنَا , وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا , فَكُلَّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ»
952 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثنا الْأَشْجَعِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَرْفَعُونِي فَوْقَ حَقِّي , إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَنِي نَبِيًّا»
قَالَ سُفْيَانُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , وَلَكِنْ قُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»
باب في حياته ووفاته
§بَابٌ فِي حَيَاتِهِ وَوَفَاتِهِ
953 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا جَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ , عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحَدِّثُونَ وَيُحَدَّثُ لَكُمْ , وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ , فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ , وَمَا كَانَ مِنْ سَيِّئٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ»
954 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , أنبأ ثَابِتٌ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ , " §بَكَتْ حِينَ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقِيلَ لَهَا: أَتَبْكِينَ , فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَمُوتُ , وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى الْوَحْيِ الَّذِي انْقَطَعَ عَنَّا مِنَ السَّمَاءِ "
955 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: ادْفِنُوهُ فِي الْبَقِيعِ , وَقَالَ بَعْضُهُمُ: ادْفِنُوهُ فِي مَقَابِرِ أَصْحَابِهِ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: أَخِّرُوا فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي رَفْعُ الصَّوْتِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيًّا أَوْ مَيِّتًا , فَقَالَ عَلِيٌّ: أَبُو بَكْرٍ مُؤَمَّنٌ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «§لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ»
كتاب المناقب
§كِتَابُ الْمَنَاقِبِ
باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
956 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , ثنا أَبُو الْحَارِثِ الْوَرَّاقُ , عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْأَرْضِ»
957 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ , ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ , ثنا مُخَارِقٌ , عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {§إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} [الحجرات: 3] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَقْسَمْتُ أَنْ لَا أُكَلِّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ "
958 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ , ثنا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزٍ الْجَمَّالُ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْغَزْوِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ , فَدَخَلَ فَسَلَّمَ فَقَالَ: " §مَرْحَبًا بِرَجُلٍ سَلِمَ وَغَنِمَ , قَالَ: هَاتِ حَاجَتَكَ , فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «هَذِهِ خَلْفِي» , وَهِيَ عَائِشَةُ , قَالَ: لَمْ أَعْنِكَ مِنَ النِّسَاءِ , أَعْنِكَ مِنَ الرِّجَالِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُوهَا»
باب فيما اشترك فيه أبو بكر وغيره من الفضل
§بَابٌ فِيمَا اشْتَرَكَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْفَضْلِ
959 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْخَزَّازُ , عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ نَقُولُ: «§أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ نَسْكُتُ»
960 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا اللَّيْثُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي خَبِيبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَالِمٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا " §نُفَاضِلُ بَيْنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَنَقُولُ: إِذَا ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ اسْتَوَى النَّاسُ , فَيَسْمَعُ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يُنْكِرُهُ عَلَيْنَا "
961 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ , أنبأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ , أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ امْرَأَةِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِالْعَوَالِي , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مَعَهُ قَالَتْ: مَرْحَبًا بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ , وَنَصَبَتْ تَحْتَ صُورٍ لَهَا قَالَ: وَالصُّورُ: النَّخْلُ الَّذِي قَدِ ارْتَفَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَبْلُغْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَطْلُعُ الْآنَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» , قَالَ: فَمَكَثْنَا شَيْئًا , فَطَلَعَ عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَطْلُعُ الْآنَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» , قَالَ: فَمَكَثْنَا شَيْئًا , ثُمَّ طَلَعَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَطْلُعُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , اللَّهُمَّ إِنَّ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا» , قَالَ: فَمَكَثْنَا شَيْئًا فَطَلَعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَاضًا وَحُمْرَةً , وَكَانَ إِذَا بَشِرَ لَقِيَ ذَلِكَ، وَهَنَّأَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ "
962 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ , ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي «§أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ» , قَالَ: «فَخَرَجْتُ مِنْ بَابٍ أَحَدِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ» , قَالَ: «فَأَتَيْتُ الْمِيزَانَ فَوُضِعْتُ فِيهَا وَجِيءَ بِأُمَّتِي فَوُضِعَتْ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى , فَرَجَحْتُ بِأُمَّتِي وَرُفِعْتُ , وَجِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُضِعَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ فَرَجَحَ بِأُمَّتِي ثُمَّ رُفِعَ أَبُو بَكْرٍ , وَجِيءَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوُضِعَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ فَرَجَحَ بِأُمَّتِي , ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَنَا أَنْظُرُ» , قُلْتُ: وَبَقِيَتْ مِنَ الْحَدِيثِ بَقِيَّةٌ ذَهَبَتْ بِحَذْفِ الْمُجَلَّدِ , وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مُطَوَّلًا
963 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , أنبأ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ , عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ " {§جَنَّاتِ عَدْنٍ} [الصف: 12] قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا جَنَّاتُ عَدْنٍ؟ قَصْرٌ مِنَ الْجَنَّةِ لَهُ خَمْسَةُ آلَافِ بَابٍ , عَلَى كُلِّ بَابٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ , لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ هَنِيئًا لَكَ يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ , وَأَشَارَ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ صِدِّيقٌ , هَنِيئًا لِأَبِي بَكْرٍ , أَوْ شَهِيدٌ , وَأَنَّى لِعُمَرَ بِالشَّهَادَةِ , وَإِنَّ الَّذِي أَخْرَجَنِي مِنْ مَنْزِلِي بِالْحَثْمَةِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَسُوقَهَا إِلَيَّ "
964 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ , ثنا الْأَعْمَشُ , عَنْ حَبِيبٍ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: ذَكَرْنَا عِنْدَهُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيًّا , فَقَالَ: «§نِعْمَ الْمَرْءَانِ وَإِنْ لَأَجِدُ لِعَلِيٍّ فِي قَلْبِي مِنَ اللَّيْطِ مَا لَا أَجِدُ لَهُمَا»
965 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ الْقُرَشِيُّ , ثنا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ , عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ , قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: سَمِعْتُهُ مِنْ بَشِيرِ بْنِ زَاذَانَ , عَنْ رُكَيْنٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ شَدَّادٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَبُو بَكْرٍ أَرَقُّ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا , وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخْيَرُ أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا , وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَحْيَى أُمَّتِي وَأَكْرَمُهَا , وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَلَبُّ أُمَّتِي وَأَشْجَعُهَا , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتِي وَأَيْمَنُهَا , وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَصْدَقُهَا , وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْدَلُ أُمَّتِي وَأَتْقَاهَا , وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا»
966 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ , ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ , عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «§تُوفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَوَاللَّهِ لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مَا نَزَلَ بِأَبِي لَهَاضَهَا، اشْرَأَبَّ النِّفَاقُ بِالْمَدِينَةِ , وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ , فَوَاللَّهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي نقطةٍ إِلَّا طَارَ أَبِي بِحَظِّهَا وَغِنَائِهَا فِي الْإِسْلَامِ» قَالَ: وَكَانَتْ تَقُولُ مَعَ هَذَا الْحَدِيثِ: «وَمَنْ رَأَى ابْنَ الْخَطَّابِ عَلِمَ أَنَّهُ خُلِقَ غِنًا لِلْإِسْلَامِ وَكَانَ أَحْوَذِيًا نَسِيجَ وَحْدِهِ , قَدْ أَعَدَّ لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا» -[894]- 967 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أنبأ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ 968 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ , ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ
مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
§مَنَاقِبُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
969 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ , ثنا جَعْفَرٌ , ثنا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ , عَنْ رَجُلٍ , أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ , جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى خَتْنَتِكَ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَبَتْهُ , فَقَالَ: «§مَا مَنَعَهَا مِنْ عُمَرَ , مَا بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ» , قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: أَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي
970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ , ثنا حُمَيْدٌ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ , فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ , قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "
971 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ , ثنا ابْنُ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ رَجُلًا عَنْ إِبِلِهِ , فَذَكَرَ عَجَفًا وَدَبَرًا فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي " §لَأَحْسِبُهَا ضِخَامًا سِمَانًا , قَالَ: فَأَتَى عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ فِي إِبِلِهِ يَحْدُوهَا وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ مَا إِنَّ بِهَا مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ فَاغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فَجَرْ قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَأَلَنِي عَنْ إِبِلِي فَأَخْبَرْتُهُ عَنْهَا , فَزَعَمَ أَنَّهُ يَحْسِبُهَا ضِخَامًا سِمَانَا وَهِيَ كَمَا تَرَى , قَالَ: فَإِنِّي أَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ , ائْتِنِي فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا , فَأَتَاهُ فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ وَأَعْطَاهُ مَكَانَهَا مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ "
باب فضل عثمان رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
972 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ وَضَعَ ثَوْبًا بَيْنَ فَخِذَيْهِ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ , ثُمَّ عُمَرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ , ثُمَّ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , ثُمَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ , ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ , فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ فَتَجَلَّلَهُ , فَتَحَدَّثُوا , ثُمَّ خَرَجُوا , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيُّ وَسَائِرُ أَصْحَابِكَ , فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ ثَوْبَكَ , فَقَالَ: «§أَلَا أَسْتَحِي مِمَّنْ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ»
973 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ عُثْمَانَ , اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهُ , فَدَخَلَ وَإِزَارُهُ مَحْلُولَةٌ , فَقَالَ: " §ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ , فَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: «ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ» فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى أَصَابَتْ رُكْبَتُهُ رُكْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَزَرَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: " يَا عُثْمَانُ إِنَّكَ تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُكَ تَشْخَبُ دَمًا , فَأَقُولُ: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا فَتُسَمِّي وَتَشْتَكِي بَيْنَ آمِرٍ , وَمَاكِرٍ , وَخَاذِلٍ , فَبَيْنَمَا أَنْتَ كَذَلِكَ إِذْ تَسْمَعُ هَاتِفًا يَهْتِفُ مِنَ السَّمَاءِ: أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَدْ حُكِّمَ فِي أَعْدَائِهِ أَوْ وُلِّيَ , فَكَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ؟ " , فَقَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ , ثَلَاثًا "
974 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَبِسَ ابْنُ عُمَرَ الدِّرْعَ يَوْمَ دَارِ عُثْمَانَ مَرَّتَيْنِ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: " §صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ النُّبُوَّةِ وَحَقَّ الْوَلَايَةِ , ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ الْوَلَايَةِ ثُمَّ صَحِبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ الْوَالِدِ وَحَقَّ الْوَلَايَةِ , فَأَنَا أَعْرِفُ لَكَ مِثْلَ ذَلِكَ , فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا آلَ عُمَرَ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى يَأْتِيكَ أَمْرِي "
975 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى الْبَزَّازُ , ثنا هِقْلٌ , حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , أَنَّ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ , دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ: " قَدْ نَزَلَ بِكَ مَا تَرَى وَأَنَا مُخَيِّرُكَ بَيْنَ خِصَالٍ ثَلَاثٍ إِنْ شِئْتَ خَرَقْنَا لَكَ بَابًا مِنَ الدَّارِ سِوَى الْبَابِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَتَقْعُدَ عَلَى رَوَاحِلِكَ فَتَلْحَقَ بِمَكَّةَ , فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّوكَ وَأَنْتَ بِهَا , أَوْ تَلْحَقَ بِالشَّامِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ , أَوْ تَخْرُجَ مَعَكَ عَدَدًا وَقُوَّةً , وَأَنْتَ عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ , فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَمَّا قَوْلُكَ أَنْ تَخْرِقَ لِي بَابًا مِنَ الدَّارِ سِوَى الْبَابِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَأَقْعَدَ عَلَى رَوَاحِلِي فَأَلْحَقَ بِمَكَّةَ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّونِي وَأَنَا بِهَا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§يَلْحَقُ رَجُلٌ بِمَكَّةَ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْعَالَمِ» , فَلَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ , وَأَمَّا قَوْلُكَ أَنْ أَلْحَقَ بِالشَّامِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ فَلَنْ أُفَارِقَ دَارَ هِجْرَتِي وَمُجَاوَرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا , وَأَمَّا قَوْلُكَ أَنْ أَخْرُجَ بِمَنْ مَعِي فَإِنَّ مَعِيَ عَدَدًا وَقُوَّةً , وَأَنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ فَلَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ خَلَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلَأُ مِحْجَمَةً مِنْ دَمِ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ " -[899]- 976 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو يُوسُفَ الطَّلْحِيُّ , ثنا الْوَلِيدُ , ثنا الْأَوْزَاعِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَانَ , قُلْتُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: يُلْحَدُ بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْعَالِمِ
977 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ , يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " §كُنْتُ مَحْصُورًا فِي الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ فَرَمَوْا رَجُلًا مِنَّا فَقَتَلُوهُ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طَابَ الضِّرَابُ , قَتَلُوا مِنَّا رَجُلًا , فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَا رَمَيْتَ سَيْفَكَ فَإِنَّمَا يُرَادُ نَفْسِي وَسَأَقِي الْمُؤْمِنِينَ بِنَفْسِي , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَرَمَيْتُ سَيْفِي فَمَا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ حَتَّى السَّاعَةَ "
978 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِتْنَةً فَحَذَّرَ مِنْهَا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا؟ قَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ» , يَعْنِي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ "
979 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْخُزَاعِيُّ , ثنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَصْقَلَةَ قَالَا: بَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: " §ارْفَعْ رَأْسَكَ تَرَى هَذِهِ الْكُوَّةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ مِنْهَا اللَّيْلَةَ فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ أَحَصَرُوكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ , فَأَدْلَى لِي دَلْوًا فَشَرِبْتُ مِنْهُ , فَإِنِّي لَأَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي , ثُمَّ قَالَ لِي: «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللَّهَ فَنَصَرَكَ عَلَيْهِمْ , وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا» , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا الَّذِي اخْتَرْتَ؟ قَالَ: الْفِطْرُ عِنْدَهُ , فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى مَنْزِلِهِ , فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ , قَالَ لِابْنِهِ: اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا صَنَعَ عُثْمَانُ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذِهِ السَّاعَةَ حَيًّا , فَانْصَرَفَ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ قُتِلَ الرَّجُلُ رَحِمَهُ اللَّهُ "
باب فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
980 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي صَادِقٍ , عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ , عَنْ عُلَيْمٍ الْكِنْدِيِّ , عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَوَّلُكُمْ وَارِدَةً عَلَى الْحَوْضِ أَوَّلُكُمْ إِسْلَامًا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ»
981 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ» قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اتَّبَعَهُمَا فَقَامَ عَلَى الْبَابِ , فَاسْتَأْذَنَ , فَدَخَلَ , فَإِذَا عَلِيٌّ مُعْتَزِلٌ عَنْهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَهَابُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ نَضَحَ بِهِ صَدْرَهَا وَصَدْرَهُ وَسَمَّتَ عَلَيْهِمَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمَا»
982 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ , ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ - الشَّكُّ مِنْ حَمَّادٍ - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ» §خُذِ الْبَابَ فَلَا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ فَإِنَّ عِنْدِي زَوْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُونِي فَأَخَذَ عَلِيٌّ الْبَابَ وَجَاءَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ إِذْنٌ فَقَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ زَوْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَهُ وَاسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُوهُ قَالَ: وَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ قَالَ: ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا , ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا بِفَتْحِ الْبَابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنُّ زَوْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَزُورُوكَ وَأَخْبَرَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ عَدَدَهُمُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتِّينَ مَلَكًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنْتَ أَخْبَرْتَ بِالزَّوْرِ؟» قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «وَأَخْبَرْتَهُ بِعِدَّتِهِمْ؟» , قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: «فَكَمْ يَا عَلِيُّ؟» قَالَ: ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا , قَالَ: «وَكَيْفَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟» قَالَ: سَمِعْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَقْلَةً فَعَلِمْتُ أَنَّهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا , فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: «زَادَكَ اللَّهُ إِيمَانًا وَعِلْمًا»
983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ , ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ , عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ , عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا لِي وَلَكُمْ , مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي»
984 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ , مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ , ثنا هُشَيْمٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ , عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ مِنْ بَعْدِي»
985 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ , عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَنْبُعَ عَائِدًا لِعَلِيٍّ وَكَانَ مَرِيضًا بِهَا حَتَّى ثَقُلَ , فَقَالَ لَهُ أَبِي: مَا يُقِيمُكَ بِهَذَا الْمَنْزِلِ لَوْ مِتَّ لَمْ يَلِكَ إِلَّا أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ , احْتَمِلْ حَتَّى تَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ وَصَلُّوا عَلَيْكَ , وَكَانَ أَبُو فَضَالَةَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنِّي لَسْتُ مَيِّتًا مِنْ وَجَعِي هَذَا , إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §عَهِدَ إِلَيَّ أَنِّي لَا أَمُوتُ حَتَّى أُؤَمَّرَ ثُمَّ تُخَضَّبَ هَذِهِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ - مِنْ دَمِ هَذِهِ - يَعْنِي هَامَتَهُ - قَالَ: فَقُتِلَ أَبُو فَضَالَةَ مَعَهُ بِصِفِّينَ "
مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
§مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
986 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا شَيْخٌ , عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اتَّقُوا دَعَوَاتِ سَعْدٍ»
مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
§مَنَاقِبُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُصَيْنٍ , عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ: إِنَّ " §الَّذِيَ يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي لَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ اللَّهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ , قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِنَا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ بَاعَ أَمْوَالَهُ بِكَيْدَمَةَ - وَهُوَ سَهْمُهُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ - بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ فَقَسَمَهُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
988 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ , ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , ثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ: ثَنَا نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَمْ يَمُتْ نَبِيُّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ»
باب في فضل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين
§بَابٌ فِي فَضْلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ
989 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§حَسَنًا وَحُسَيْنًا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَائِهِمْ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ»
990 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , أَنْبَأَ حَمَّادٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَرْيَمُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَفَاطِمَةُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا»
991 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ , فَقَالَ النَّاسُ: أَتَرَوْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِدُ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَ نَاسٌ: وَمَا ذَاكَ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ , وَقَالَ نَاسٌ: لَيَجِدَنَّ مِنْ هَذَا يَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «§أَمَّا بَعْدُ فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنِّي لَا أَجِدُ لِفَاطِمَةَ , وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي , إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
992 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: اصْطَرَعَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§هِي حَسَنٌ» , فَقَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُعِينُ الْحَسَنَ كَأَنَّهُ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْحُسَيْنِ , قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ يُعِينُ الْحُسَيْنَ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُعِينَ الْحَسَنَ»
993 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي , رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ , وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ حُسَيْنٌ وَوَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى قَدَمَيْهِ»
994 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثنا الْأَشْجَعِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ , جَاءَهُ قَوْمٌ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ: «§وَيْحَكُمْ مَا أَكْذَبَكُمْ وَأَجْرَأَكُمْ عَلَى اللَّهِ , نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا , حَسْبُنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا»
باب فضل مريم وخديجة رضي الله عنهما
§بَابُ فَضْلِ مَرْيَمَ وَخَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
995 - حَدَّثَنَا ابْنُ كُنَاسَةَ , ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ , وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ»
باب في فضل عائشة رضي الله عنها
§بَابٌ فِي فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
996 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ , أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذُكِرَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§دَعُوا عَائِشَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَزَوْجَتِي فِي الْآخِرَةِ»
997 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ»
998 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ بْنِ حُمْرَانَ , ثنا الزُّهْرِيُّ , حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: خَرَجْتُ أَنَا وَأُمِّ مِسْطَحٍ الْأَنْصَارِيَّةِ لِحَاجَةٍ لَنَا , فَعَثَرَتْ فِي مِرْطٍ لَهَا مِنْ صُوفٍ , فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ , فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ لِرَجُلٍ يُحِبُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ» §أَبْشِرِي فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَكِ مِنَ السَّمَاءِ , فَقَامَ إِلَيَّ أَبِي وَأُمِّي فَقَبَّلُونِي , فَدَفَعْتُ فِي صَدْرِهِمَا فَقُلْتُ بِغَيْرِ حَمْدِكُمَا وَلَا حَمْدِ صَاحِبِكُمَا , أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مَا عَذَرَنِي وَبَرَّأَنِي وَسَاءَ ظَنُّكُمَا إِذْ لَمْ تَظُنَّا بِأَنْفُسِكُمَا خَيْرًا , فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى مَجْلِسَ الْأَنْصَارِ وَالْأَنْصَارُ حَوْلَهُ , فَقَالَ: مَا يُرِيدُ مِسْطَحٌ وَدُونَهُ مِنِّي وَمِنْ أَهْلِي , وَقَدْ كَانَ صَفْوَانُ يَدْخُلُ عَلَيَّ قَبْلَ الْحِجَابِ فَمَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا قَطُّ أَكْرَهُهُ , فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: رَحَلَ عَنَّا فَلْنَقْتُلْهُ - يَعْنُونَ مِسْطَحًا - فَكَثُرَ اللَّغَطُ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فَأَسْكَتَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا , وَكَانَ مِسْكِينًا يُنْفِقُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَرَبِّي إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي , {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] فَأَحَلَّ يَمِينَهُ وَأَنْفَقَ عَلَيْهِ "
999 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَاتِقِهِ وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ الدَّرَكْلَةَ , فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ» §انْظُرِي هَؤُلَاءِ الْحَبَشَةَ كَيْفَ يَلْعَبُونَ " , قُلْتُ: ذَكَرْتُهُ لِذِكْرِ حَمْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
باب فضل حفصة رضي الله عنها
§بَابُ فَضْلِ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
1000 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , أَنْبَأَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ , عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §طَلَّقَ حَفْصَةَ فَجَاءَ خَالَاهَا قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ ابْنَا مَظْعُونٍ , فَبَكَتْ وَقَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شِبَعٍ , فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَجَلْبَبَتْ فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ " -[915]- 1001 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا حَمَّادٌ , عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ , عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ , أَوْ يَزِيدَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
1002 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثنا هُشَيْمٌ , عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§طَلَّقَ حَفْصَةَ وَأُمِرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا فَرَاجَعَهَا»
1003 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثنا هُشَيْمٌ , عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , عَنْ أَنَسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§طَلَّقَ حَفْصَةَ وَأُمِرَ أَنْ يُرَاجِعَهَا فَرَاجَعَهَا»
باب فضل أم سلمة رضي الله عنها
§بَابُ فَضْلِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
1004 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ , أَنَّ -[916]- عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو , وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا , سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , يُخْبِرُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ , أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ , زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا لَمَّا قَدِمْتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَكَذَّبُوهَا , وَيَقُولُونَ مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبُ حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُمْ إِلَى الْحَجِّ فَقَالُوا: أَتَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ، فَكَتَبَتْ مَعَهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَصَدَّقُوهَا وَازْدَادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً، قَالَتْ: فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ جَاءَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَنِي , فَقُلْتُ مَا مِثْلِي يُنْكَحُ , أَمَّا أَنَا فَلَا وَلَدَ فِيَّ وَأَنَا غَيُورٌ وَذَاتُ عِيَالٍ , قَالَ: «§أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَيُذْهِبُهَا اللَّهُ عَنْكِ , وَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَتَزَوَّجَهَا» , فَجَعَلَ يَأْتِيهَا فَيَقُولُ: «أَيْنَ زُنَابُ؟» حَتَّى جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمًا فَاخْتَلَجَهَا وَقَالَ: هَذِهِ تَمْنَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا , فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيْنَ زُنَابُ؟» فَقَالَتْ قَرِيبَةُ فَوَافَقَهَا عِنْدَهَا: أَخَذَهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي آتِيكُمُ اللَّيْلَةَ» فَقَالَتْ: فَوَضَعْتُ ثِفَالِي وَأَخْرَجَتْ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ فِي جُرْنٍ وَأَخَذْتُ شَحْمًا فَعَصَدْتُهُ بِهِ , فَبَاتَ لَهُ , ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ: «إِنَّ لَكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً , فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ أُسَبِّعْ لَكِ أُسَبِّعْ لِنِسَائِي» , قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ، إِلَى آخِرِهِ
باب فضل صفية رضي الله عنها
§بَابُ فَضْلِ صَفِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
1005 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ , وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §اسْتَبْرَأَ صَفِيَّةَ بِحَيْضَةٍ , فَقِيلَ لَهُ أَمِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْ مِنْ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؟ قَالَ: «مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ» , قُلْتُ: لِأَنَسٍ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا
باب فضل عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وغيرهما
§بَابُ فَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَغَيْرِهِمَا
1006 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَوَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَهُورًا فَقَالَ: «§مَنْ وَضَعَ هَذَا؟» فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: عَبْدُ اللَّهِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» , قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِنَحْوِهِ غَيْرَ قَوْلِهِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ
1007 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَارَةَ , أَنَّ أَبَاهُ , أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: لَوْ رَأَيْتُنِي وَقُثَمَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ ابْنَيْ عَبَّاسٍ وَنَحْنُ صِبْيَانُ نَلْعَبُ إِذْ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى دَابَّةٍ فَقَالَ: «§ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ» , فَحَمَلَنِي أَمَامَهُ وَقَالَ لِقُثَمٍ: «ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ» , فَجَعَلَهُ وَرَاءَهُ , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَى عَبَّاسٍ مِنْ قُثَمَ , فَلَمَّا اسْتَحَى مِنْ عَمِّهِ أَنْ حَمَلَ قُثَمَ وَتَرَكَهُ قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا كُلَّمَا مَسَحَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي وَلَدِهِ» , قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: مَا فَعَلَ قَثْمٌ؟ قَالَ: اسْتُشْهِدَ , قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ وَرَسُولُهُ بِالْخَيْرِ , قَالَ: أَجَلْ "
باب فضل أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم
§بَابُ فَضْلِ أَصْهَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1008 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ , ثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ الضَّبِّيُّ , وَصِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَوْ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي وَلَا أُزَوِّجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي إِلَّا كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ فَأَعْطَانِي ذَلِكَ»
1009 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا جَرْوَلُ بْنُ جَيْفَلٍ , ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ , أَوِ ابْنِ رِزْقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عَزِيمَةٌ مِنْ رَبِّي وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ وَلَا أُزَوِّجَ بِنْتًا مِنْ بَنَاتِي إِلَّا كَانُوا رُفَقَائِي فِي الْجَنَّةِ»
باب في المهاجرين
§بَابٌ فِي الْمُهَاجِرِينَ
1010 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ , ثنا قَيْسٌ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ , عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَبِي مُوسَى , عَنْ أَبِي مُوسَى , فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ §الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، قَالَ: مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
باب فضل ابن مسعود رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1011 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا حَبِيبٌ الْأَسَدِيُّ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ مَرْوَانَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ بِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ»
1012 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ يَسُرُّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ فَلْيَقْرَأِ الْقُرْآنَ مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»
1013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا الْمَسْعُودِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «كُنْتُ §أَسْتُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ، وَأُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وَأَمْشِي مَعَهُ فِي الْأَرْضِ الْوَحْشَاءِ»
1014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا الْمَسْعُودِيُّ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ «§يُلْبِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْلَيْهِ , ثُمَّ يَأْخُذُ الْعَصَاءَ فَيَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ , فَإِذَا بَلَغَ مَجْلِسَهُ خَلَعَ نَعْلَيْهِ مِنْ رِجْلَيْهِ , فَأَدْخَلَهُمَا فِي ذِرَاعَيْهِ , وَأَعْطَاهُ الْعَصَا , فَإِذَا قَامَ أَلْبَسَهُ نَعْلَيْهِ , ثُمَّ مَشَى أَمَامَهُ حَتَّى يَدْخُلَ الْحُجْرَةَ قَبْلَهُ»
1015 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ قَالَ: «§اجْلِسُوا» فَسَمِعَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَجَلَسَ بِبَابِ الْمَسْجِدِ فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ أَوِ الشَّمْسِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ»
باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ , ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ فَأَخَذَ بِيَدِي , فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَمَرَّ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَبِأُمِّ عَمَّارٍ وَهُمَا يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: «§اصْبِرُوا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ»
1017 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا حَمَّادٌ , عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ , عَنْ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»
1018 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ , ثنا أَبُو التَّيَّاحِ , عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ , أَنَّ عَمَّارًا , كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا كَانَ يَنْقُلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ , فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ وَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ صَدْرِهِ وَعَنْ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «§وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»
باب فضائل أبي ذر الغفاري وأبي الدرداء رضي الله عنهما
§بَابُ فَضَائِلِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
1019 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ صَفْوَانَ , عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ: «§عُوَيْمِرُ حَكِيمُ أُمَّتِي، وَجُنْدُبٌ طَرِيدُ أُمَّتِي، يَعِيشُ وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَاللَّهُ وَحْدَهُ يَكْفِيهِ»
1020 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ , ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عِكْرِمَةُ , ثنا أَبُو زُمَيْلٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ , أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلَاثَةٌ وَأَنَا الرَّابِعُ , فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَنْ أَنْتَ؟» قُلْتُ: أَنَا جُنْدُبٌ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ , فَرَأَيْتُهَا فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ارْتَدَعَ "
وَبِسَنَدِهِ إِلَى أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ» §أُرِيتُ أَنِّي وُزِنْتُ بِأَرْبَعِينَ أَنْتَ فِيهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ " , فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: كَأَنَّكَ قَدْ هُمَّ بِكَ , قَالَ: اسْكُتِي مَلَأَ اللَّهُ فَاكِ تُرَابًا "
باب فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1021 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»
باب فضل أبي طلحة رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1022 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ»
1023 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ , قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ " {§انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] فَقَالَ: مَا أَرَى رَبَّنَا تَعَالَى اسْمُهُ إِلَّا يَسْتَنْفِرُنَا شَبَابًا وَشُيُوخًا جَهِّزُونِي , فَقُلْنَا: غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ , فَقَالَ: جَهِّزُونِي فَجَهَّزْنَاهُ وَرَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ فِي غَزَاتِهِ تِلْكَ , فَمَا وَجَدْنَا لَهُ جَزِيرَةً نَدْفُنُهُ فِيهَا إِلَّا بَعْدَ سَابِعَةٍ أَوْ قَالَ: فَمَا وَجَدْنَا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفُنُونَهُ فِيهَا إِلَّا بَعْدَ سَابِعَةٍ وَلَمْ يَتَغَيَّرْ "
باب فضل حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه
§1024 - بَابُ فَضْلِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا الْمَسْعُودِيُّ , عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: جَاءَ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُنَاجِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَجَلَسَ وَلَمْ يُسَلِّمْ فَقَالَ جِبْرِيلُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْ سَلَّمَ هَذَا عَلَيْنَا رَدَدْنَا عَلَيْهِ» , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ هَذَا مِنَ الثَّمَانِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا مَعَكَ يَوْمَ حُنَيْنٍ أَرْزَاقُهُمْ وَأَرْزَاقُ أَوْلَادِهِمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ "
فضل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
§فَضْلُ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1025 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ غَزِيَّةَ يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو أَيُّوبَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَمَعَهُ رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَمَرَ لَهُمَا بِجَائِزَةٍ وَفَضَّلَ الْقُرَشِيِّيْنَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ فَلَمَّا خَرَجَتْ جَوَائِزُهُمْ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: أَخَوَاكَ الْقُرَشِيَّانِ فَضَّلَهُمَا فِي جَوَائِزِهِمَا، فَقَالَ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، إِنَّكُمْ» §سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً , فَعَلَيْكُمْ بِالصَّبِرِ " , فَبَلَغَتْ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ , قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ وَهَجَرْتُ مَجْلِسَهُ لَلَّهِ لَا أُكَلِّمُهُ أَبَدًا , وَلَا يَأْوِينِي وَإِيَّاهُ سَقْفُ بَيْتٍ , ثُمَّ خَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ إِلَى الصَّائِفَةِ , فَمَرِضَ فَأَتَاهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ يَعُودُهُ وَهُوَ عَلَى الْجَيْشِ , فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ حَاجَةٍ أَوْ تُوصِينِي بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: مَا ازْدَدْتُ عَنْكَ وَعَنْ أَبِيكَ إِلَّا غِنًى إِلَّا أَنَّكَ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْعَلَ قَبْرِي فِيمَا يَلِي الْعَدُوَّ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ , فَلَمَّا قُبِضَ كَانَ يَزِيدُ كَأَنَّهُ كَانَ عَلَى وَجَلٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ , فَنَادَاهُ أَهْلُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ أَنَّا قَدُ عَلِمْنَا أَنَّكُمْ أَنَّمَا صَنَعْتُمْ هَذَا لِقِسٍّ كَانَ فِيكُمْ أَرَادَ أَنْ يُجَاهِدَنَا حَيًّا وَمَيِّتًا , فَلَوْ قَدْ فَعَلْتُمْ نَبَشْنَاهُ ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ ثُمَّ ذَرَّيْنَاهُ فِي الرِّيحِ , فَقَالَ يَزِيدُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ لَا أَمُرُّ بِكَنِيسَةٍ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّامِ إِلَّا حَرَقْتُهَا , قَالُوا: فَالْمُتَارَكَةُ قَالَ: مَا شِئْتُمْ
باب فضل خزيمة بن ثابت رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1026 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَرَسًا فَجَحَدَهُ الْأَعْرَابِيُّ فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَتَجْحَدُهُ؟ أَنَا أَشْهَدُ عَلَيْكَ أَنَّكَ بِعْتَهُ , فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنْ يَشْهَدْ عَلَيَّ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَعْطِنِي الثَّمَنَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا خُزَيْمَةُ إِنَّا لَمُ نُشْهِدْكَ فَكَيْفَ تَشْهَدُ؟» قَالَ: أَنَا أُصَدِّقُكَ عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ أَلَا أُصَدِّقُكَ عَلَى الْأَعْرَابِيِّ , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ , فَلَمْ يَكُنْ فِي الْإِسْلَامِ رَجُلٌ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ غَيْرُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ "
باب فضل عبد الله بن سلام رضي الله عنه
§بَابُ فَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1027 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنِ الْحَسَنِ , رَفَعَهُ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ الْإِسْلَامَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَكَ اللَّهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ وَأَنَّ الْيَهُودَ يَجِدُونَكَ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ مَنْعُوتًا , ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ , فَسَمَّاهُمْ لَهُ وَأَخْبِئْنِي فِي بَيْتِكَ فَسَلْهُمْ عَنِّي وَعَنْ وَالِدِي , فَإِنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ وَبِأَنِّي سَأَخْرُجُ عَلَيْهِمْ , فَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ , فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فَخَبَّأَهُ فِي بَيْتِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى النَّفَرِ الَّذِينَ أَمَرَهُ بِهِمْ , فَدَعَاهُمْ , وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ عِنْدَكُمْ , وَمَا كَانَ وَالِدُهُ؟» قَالُوا: سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا وَعَالِمُنَا وَابْنُ عَالِمِنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ أَتُسْلِمُونَ؟» قَالُوا: إِنَّهُ لَا يُسْلِمُ , قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ تُسْلِمُونَ؟» قَالُوا: لَا يُسْلِمُ , قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟» قَالُوا: لَا يُسْلِمُ أَبَدًا قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ مِنْكَ مِثْلَ مَا أَعْلَمُ , فَقَالَتِ الْيَهُودُ لَعَنَكَ اللَّهُ مَا كُنَّا نَخْشَاكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ , قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10] "
مناقب عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه
§مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1028 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ , عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: كُنْتُ أَنْسَى الْقُرْآنَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَنْسَى الْقُرْآنَ , فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِي ثُمَّ قَالَ: «§اخْرُجْ يَا شَيْطَانُ مِنْ صَدْرِ عُثْمَانَ» , فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ أُرِيدُ حِفْظَهُ "
باب إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد رضي الله عنهما
§بَابُ إِسْلَامِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
1029 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو رَاشِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ رَاشِدٍ , مَوْلَى حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , مِنْ فِيهِ , قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الْأَحْزَابِ عَنِ الْخَنْدَقِ جَمَعْتُ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا يَرَوْنَ رَأْيِي وَيَسْمَعُونَ مِنِّي فَقُلْتُ لَهُمْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو الْأُمُورَ عُلُوًّا مُنْكَرًا , وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا فَمَا تَرَوْنَ فِيهِ؟ قَالُوا: وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟ قُلْتَ: رَأَيْتُ أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ , فَنَكُونَ مَعَهُ , فَإِنْ ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى قَوْمِنَا كُنَّا عِنْدَ النَّجَاشِيِّ فَإِنَّا أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ , وَإِنْ ظَهَرَ قَوْمُنَا فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عُرِفُوا فَلَمْ يَأْتِنَا مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرٌ , -[934]- قَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّأْيُ , قُلْتُ: فَاجْمَعُوا لَهُ مَا يُهْدَى لَهُ , وَكَانَ أَحَبُّ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الْأُدُمُ , فَجَمَعْنَا لَهُ أُدُمًا كَثِيرًا , ثُمَّ خَرَجْنَا نَمْشِي حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَعِنْدَهُ إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَيْهِ فِي شَأْنِ جَعْفَرَ وَأَصْحَابِهِ , قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ , قَالَ: فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: هَذَا هُوَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ , فَلَوْ قَدْ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ فَسَأَلْتُهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَانِيهِ فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ , فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي قَدْ أَجْزَأْتُ عَنْهَا حِينَ قَتَلْتُ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لَهُ كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ , فَقَالَ: مَرْحَبًا بِصَدِيقِي أَهْدَيْتَ إِلَيَّ مِنْ بِلَادِكَ شَيْئًا؟ , قُلْتُ: نَعَمْ , أَهْدَيْت لَكَ أُدُمًا كَثِيرًا , ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ فَأَعْجَبَهُ وَاشْتَهَاهُ , ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ وَهُوَ رَسُولُ عَدُوٍّ لَنَا فَأَعْطِنِيهِ لِأَقْتُلَهُ , فَإِنَّهُ قَدْ أَصَابَ مِنْ أَشْرَافِنَا وَأَعِزَّتِنَا، قَالَ: فَغَضِبَ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ كَسَرَهُ , فَلَوِ انْشَقَّتْ لِي الْأَرْضُ لَدَخَلْتُ فِيهَا خَوْفًا مِنْهُ , ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَاللَّهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا مَا سَأَلْتُكَهُ , قَالَ: تَسْأَلُنِي أُعْطِيكَ رَسُولَ رَجُلٍ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى فَتَقْتُلَهُ , قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَكَذَاكَ هُوَ؟ قَالَ: وَيْحَكَ يَا عَمْرُو أَطِعْنِي وَاتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ عَلَى حَقٍّ , وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ , قَالَ: قُلْتُ: أَتُبَايِعُنِي لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ , ثُمَّ خَرَجْتُ عَلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأْيِي عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ , فَكَتَمْتُ أَصْحَابِي إِسْلَامِي , ثُمَّ خَرَجْتُ عَامِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِي، فَلَقِيتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَذَلِكَ قُبَيْلُ الْفَتْحِ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ , فَقُلْتُ: أَيْنَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ اسْتَقَامَ الْمِيسَمُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ، اذْهَبْ وَاللَّهِ أَسْلِمْ، حَتَّى مَتَى؟ قَالَ: قُلْتُ: فَأَنَا وَاللَّهِ مَا جِئْتُ إِلَّا لِلْإِسْلَامِ , فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَقَدَّمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَسْلَمَ وَتَابَعَ وَبَايَعَ , ثُمَّ دَنَوْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَلَا أَذْكُرَ مَا تَأَخَّرَ , قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمْرُو» §بَايِعْ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ , وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا " , قَالَ: فَبَايَعْتُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ " قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ كَانَ أَسْلَمَ حِينَ أَسْلَمَا
مناقب جرير رضي الله عنه
§مَنَاقِبُ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1030 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ شِبْلٍ الْأَحْمَسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ قَالَ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي فَحَلَلْتُ عَيْبَتِي وَلَبِسْتُ حُلَّتِي وَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ ذَكَرَكَ بِأَحْسَنَ الذِّكْرِ , فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ: «§يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ خَيْرِ ذِي يُمْنٍ , عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ» , قَالَ: فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا أَبْلَانِي "
مناقب حممة رضي الله عنه
§مَنَاقِبُ حُمَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1031 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثنا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ , أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُقَالُ لَهُ حُمَمَةُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ غَازِيًا إِلَى أَصْبَهَانَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَفُتِحَتْ أَصْبَهَانُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ فَقَالَ: " §اللَّهُمَّ إِنَّ حُمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَكَ، فَإِنْ كَانَ حُمَمَةُ صَادِقًا فَاعْزِمْ لَهُ عَلَيْهِ بِصِدْقِهِ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْزِمْ لَهُ عَلَيْهِ وَإِنْ كَرِهَ، اللَّهُمَّ لَا تُرَدَّ حُمَمَةَ مِنْ سَفَرِهِ هَذَا , قَالَ: فَأَخَذَهُ الْمَوْتُ فَمَاتَ بأَصْبَهَانَ قَالَ: فَقَامَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّا وَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا فِيمَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنَّ حُمَمَةَ شَهِيدٌ "
باب مناقب عبد الله بن بسر رضي الله عنه
§بَابُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1032 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثنا أَبُو حَيْوَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: «§يَعِيشُ هَذَا الْغُلَامُ قَرْنًا» قَالَ: فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ , وَكَانَ فِي وَجْهِهِ ثُؤْلُولٌ , فَقَالَ: «لَا يَمُوتُ هَذَا حَتَّى يَذْهَبَ هَذَا الثُؤْلُولُ مِنْ وَجْهِهِ» , فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ الثُؤْلُولُ مِنْ وَجْهِهِ "
باب فضل الأنصار رضي الله عنهم
§بَابُ فَضْلِ الْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
1033 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ , وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهُمْ»
باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
§بَابُ فَضْلِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1034 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ , ثنا أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ حُمَيْدٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ بِالْمَدِينَةِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: «§كَيْفَ بِكُمْ إِذَا شَبِعْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ؟» , فَهَلَّلُوا وَكَبَّرُوا سَاعَةً , قَالُوا: مَتَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا فُتِحَتِ الْأَمْصَارُ» , ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ بِكُمْ إِذَا اخْتَلَفَتْ عَلَيْكُمُ الْأَلْوَانُ وَغَدَوْتُمْ بِثِيَابٍ وَرُحْتُمْ بِأُخْرَى؟» قَالُوا: مَتَى يَأْتِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا فُتِحَتِ الْأَمْصَارُ , وَفُتِحَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ» , قَالُوا: فَهُمْ خَيْرٌ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ يُدْرِكُونَ الْفُتُوحَ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَائِهِمْ , وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ , لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ»
باب ما جاء في النجاشي وأصحابه رضي الله عنهم
§بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّجَاشِيِّ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
1035 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ , ثنا مَرْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدًا مِنْ أَصْحَابِهِ " §فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَأَقَرُّوا وَأَسْلَمُوا , وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] , ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ وَأَسْلَمَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَتْهُ وَفَاتُهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ كَمَا يُصَلِّي عَلَى الْمَيِّتِ "
باب: أي القرون خير
§بَابُ: أَيُّ الْقُرُونِ خَيْرٌ
1036 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ خَيْثَمَةَ , وَالشَّعْبِيِّ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ وَشَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ»
باب فضل أهل اليمن
§بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ
1037 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ , أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: «§أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ كَأَنَّهُمُ السَّحَابُ، هُمْ خِيَارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ» , فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِلَّا نَحْنُ , فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: إِلَّا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَسَكَتَ , فَقَالَ: إِلَّا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ: «إِلَّا أَنْتُمْ» كَلِمَةٌ ضَعِيفَةٌ
باب في أهل عمان
§بَابٌ فِي أَهْلِ عُمَانَ
1038 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثَنَا جَرِيرٌ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ , عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ ضَاحِيَةٍ مُهَاجِرًا يُقَالُ لَهُ بَيْرَحُ بْنُ أَسَدٍ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَيَّامٍ قَالَ: فَرَآهُ عُمَرُ فَعَلِمَ أَنَّهُ غَرِيبٌ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ قَالَ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الَّتِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنِّي «§لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ بِجَانِبِهَا الْبَحْرُ، بِهَا حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا رَمَوْهُ بِسَهْمٍ وَلَا حَجَرٍ»
باب في قبائل العرب
§بَابٌ فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ
1039 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ , عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ قَالَ: فَشُغِلَ عَنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ , إِلَّا أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ ثَلَاثَةِ قَبَائِلَ: " §سَأَلُوا عَنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: «جَمَلٌ أَزْهَرُ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ» , وَسَأَلُوهُ عَنْ غَطَفَانَ فَقَالَ: «زَهْرَةٌ تَتْبَعُ مَاءً» , وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: «هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ عَادَاهُمْ» , فَقَالَ النَّاسُ: مَنْ بَنِي تَمِيمٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبَى اللَّهُ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا , هُمْ ضِخَامُ الْهَامِ , رُجْحُ الْأَحْلَامِ , ثُبْتُ الْأَقْدَامِ , أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا لِلدَّجَّالِ , وَأَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ»
باب في ناس من أبناء فارس
§بَابٌ فِي نَاسٍ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ
1040 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَوْ كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ» , قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ غَيْرَ قَوْلِهِ الْعِلْمَ
باب فضل الشام وأهله
§بَابُ فَضْلِ الشَّامِ وَأَهْلِهِ
1041 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ «§سَتُجَنِّدُونَ أَجْنَادًا جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ» , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْتَرْ لَنَا أَوْ خِرْنَا , قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غُدُرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ»
قَالَ: وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا ابْنُ حَلْبَسٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي §أُرِيتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ قَدْ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ»
باب فضل الأنهار
§بَابُ فَضْلِ الْأَنْهَارِ
1042 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: " §نَهَرُ النِّيلِ نَهَرُ الْعَسَلِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهَرُ دِجْلَةَ نَهَرُ اللَّبَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهَرُ الْفُرَاتِ نَهَرُ الْخَمْرِ فِي الْجَنَّةِ وَنَهَرُ سَيْحَانَ نَهَرُ الْمَاءِ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأَطْفَأَ اللَّهُ نُورَهُنَّ لِيُصَيِّرَهُنَّ إِلَى الْجَنَّةِ "
باب فيمن يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
§بَابٌ فِيمَنْ يَسُبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1043 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ , حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُنْبَزُونَ الرَّافِضَةَ، يَرْفُضُونَ الْإِسْلَامَ وَيَلْفُظُونَهُ، فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ»
كتاب الأذكار
§كِتَابُ الْأَذْكَارِ
باب ما جاء في التسبيح والتحميد والتهليل
§بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ
1044 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَبْدِيُّ , ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ , ثنا سِنَانُ أَبُو رَبِيعَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ غُصْنًا فَنَفَضَهُ ثُمَّ نَفَضَهُ ثُمَّ نَفَضَهُ فَلَمْ يَنْتَفِضْ ثُمَّ نَفَضَهُ فَانْتَفَضَ، ثُمَّ قَالَ: «§سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، تَنْفُضُ الذُّنُوبَ كَمَا يَنْفُضُ الشَّجَرُ الْوَرَقَ»
1045 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ , ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِيُّ , -[947]- ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَنْ {مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} , فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ , وَأَمَّا أَبُو جَادٍّ فَالْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ وَالْجِيمُ جَمَالُ اللَّهِ وَالدَّالُ دِينُ اللَّهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ وَلِمَلَائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَصَالِحِ خَلْقِهِ , وَأَمَّا هَوَّزَ فَالْهَاءُ هَوَانُ أَهْلِ النَّارِ , وَأَمَّا الزَّاي فَزَفِيرُ جَهَنَّمَ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْمَعَاصِي , وَأَمَّا حُطِّي فَحُطَّتْ عَنِ الْمُذْنِبِينَ خَطَايَاهُمْ بِالِاسْتِغْفَارِ , وَأَمَّا كَلِمُنْ فَالْكَافُ كَمَالُ أَهْلِ الْجَنَّةِ حِينَ قَالُوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 74] وَأَمَّا النُّونُ فَالسَّمَكَةُ الَّتِي يَأْكُلُونَ مِنْ كَبِدِهَا قَبْلَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ , وَأَمَّا صَعْفَصُ فَصَاعٌ بِصَاعٍ وَقَصٌّ بِقَصٍّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ , وَأَمَّا قُرِشَتْ فَعُرِضُوا لِلْحِسَابِ "
باب منه
§بَابٌ مِنْهُ
1046 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْأَيَامِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَهُوَ عَدْلُ نَسَمَةٍ " , قُلْتُ: رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ
باب في: لا حول ولا قوة إلا بالله
§بَابٌ فِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
1047 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا حَيْوَةُ , عَنْ أَبِي صَخْرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ " §مَرَّ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِجِبْرِيلَ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟ قَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا مُحَمَّدٌ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ , فَإِنَّ أَرْضَهَا وَاسِعَةٌ وَتُرْبَتُهَا طَيِّبَةٌ , فَقَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِبْرَاهِيمَ: «وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟» فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "
باب ما يقول بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر
§بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَبَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ
1048 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ , ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ , ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَأَنَّ أُصَلِّيَ الْفَجْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أُصَلِّيَ الْعَصْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ رَقَبَةٍ اثَنَا عَشَرَ أَلْفًا» حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ , عَنْ أَنَسٍ , فَذَكَرَ بَعْضَهُ
1049 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ كَانَ كَعَدْلُ أَرْبَعِ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " , قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِنَحْوِهِ غَيْرَ قَوْلِهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ
باب فيمن عمل حسنة أو هم بها
§بَابٌ فِيمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً أَوْ هَمَّ بِهَا
1050 - حَدَّثَنَا يَعْلَى , حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكَمِ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ , فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَاحِدَةً , وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ»
باب ما جاء في آية الكرسي
§بَابُ مَا جَاءَ فِي آيَةِ الْكُرْسِيِّ
1051 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا هِقْلٌ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ , عَنِ ابْنٍ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّهُ كَانَ لَهُ جُرْنٌ فِيهِ تَمْرٌ فَكَانَ أُبَيٌّ يَتَعَاهَدُهُ فَوَجَدَهُ يَنْقُصُ فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَإِذَا دَابَّةٌ شِبْهُ الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ قَالَ: فَسَلَّمْتُ , فَرَدَّ السَّلَامَ , فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ أَجِنٌّ أَمْ إِنْسٌ؟ قَالَ: لَا , بَلْ جِنٌّ , قُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ , قَالَ: فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ، قَالَ لَهُ أُبَيٌّ: أَهَكَذَا خَلْقُ الْجِنِّ؟ قَالَ: قَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ مَا فِيهِمْ أَشَدُّ مِنِّي , قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ , قَالَ: فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ: مَا الَّذِي يُحَرِّزُنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ , فَغَدَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «§صَدَقَ الْخَبِيثُ»
باب ما يقول إذا أصبح
§بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ
1052 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا مُعَاذٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ فَقَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ , فَقَالَ: مَا احْتَرَقَتْ دَارِي , فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ دَارَكَ فَقَدِ احْتَرَقَتْ , فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ دَارِي , فَقِيلَ لَهُ: يُقَالُ لَكَ قَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ، فَتَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ , فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: إِنَّ رَبِّيَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ , مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأُ لَا يَكُونُ , لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ , أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا , أَعُوذُ بِالَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ , لَمْ يَرَ يَوْمَئِذٍ فِي نَفْسِهِ وَلَا أَهْلِهِ وَلَا مَالِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ «, وَقَدْ قُلْتُهَا الْيَوْمَ»
باب ما يقول إذا أوى إلى فراشه
§بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ
1053 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ فَرْوَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي قَالَ: «§اقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ»
باب ما يقول إذا استيقظ
§بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ
1054 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ , عَنْ نَابِلٍ صَاحِبِ الْعَبَاءِ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ قَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ , بِيَدِهِ الْخَيْرُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»
باب ما يقول إذا نزل منزلا
§بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا
1055 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْ مُسْلِمٍ نَزَلَ مَنْزِلًا فَيَقُولُ حِينَ يَنْزِلُ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ , ثَلَاثًا , إِلَّا أُعِيذَ مِنْ شَرِّ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ حَتَّى يَظْعَنَ مِنْهُ " , قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ غَيْرَ قَوْلِهِ: ثَلَاثًا
باب ما يقول إذا رأى مبتلى
§بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى مُبْتَلًى
1056 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ , وَعَبَّادُ بْنُ دَاوُدَ , وَأَشْعَثُ السَّمَّانُ قَالُوا: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَكِيلُ آلِ الزُّبَيْرِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ وَمِنْ هَمْزِهِ أَبَدًا مَا عَاشَ " , قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ غَيْرَ قَوْلِهِ: «وَمِنْ هَمْزِهِ أَبَدًا مَا عَاشَ»
باب فيمن أصابه هم أو حزن
§بَابٌ فِيمَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنٌ
1057 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ , ثنا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حُزْنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ , فِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ , مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ , عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ , أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ , أَوْ أَنْزَلْتَهُ عَلَى أَحَدٍ فِي كِتَابِكَ , أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَنُورَ بَصَرِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا " , قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ قَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا»
باب الاستعاذة
§بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ
1058 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ , حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ»
1059 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: «§اللَّهُمَّ أَنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ , وَالْمَغْرَمِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْهَدْمِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْجُوعِ , فَإِنَّهُ بِئْسَ الْفَجِيعُ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ» , قُلْتُ: عِنْدَ النَّسَائِيِّ بَعْضُهُ
كتاب الأدعية
§كِتَابُ الْأَدْعِيَةِ
باب في أسماء الله تعالى والثناء عليه
§بَابٌ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَالثَنَاءِ عَلَيْهِ
1060 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , أَنَّ أَبَا عَيَّاشٍ الزُّرَقِيَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ §سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى»
1061 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ , ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ الْكِنَانِيِّ , عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ مَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَلَمَّا حَاذَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ دُعَاءَهُ وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سَلْ تُعْطَهْ» , فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَقَالَ: الدُّعَاءُ الَّذِي دَعَوْتَ بِهِ مَا هُوَ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَمِدْتُ اللَّهَ وَمَجَّدْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَعْدُكَ حَقٌّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ "
باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
§بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1062 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا أَبُو مُعَاوِيَةُ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ كَعْبٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَيَّ زَكَاةٌ لَكُمْ , وَسَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ» , فَإِمَّا سَأَلُوهُ فَأَخْبَرَهُمْ وَإِمَّا أَخْبَرَهُمْ فَقَالَ: «هِيَ أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ»
1063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , عَنْ نُعَيْمِ بْنِ ضَمْضَمٍ الْعَامِرِيِّ , ثنا عِمْرَانُ بْنُ حِمْيَرِيٍّ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ " §اللَّهَ أَعْطَانِي مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَقُومُ عَلَى قَبْرِي إِذَا أَنَا مُتُّ , فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ عَبْدٌ صَلَاةً إِلَّا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُصَلِّي عَلَيْكَ يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ فَيُصَلِّي اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَانَهَا عَشْرًا "
1064 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ عَائِشَةَ , ثنا حَمَّادٌ , عَنِ ابْنِ هِلَالٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ , فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَعَدَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ أَوْ قَعَدَ أَبُو ذَرٍّ إِلَيْهِ , قَالَ فِي حَدِيثٍ أَطَالَهُ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَرَّمَ "
باب كراهية الاستعجال في الدعاء
§بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاسْتِعْجَالِ فِي الدُّعَاءِ
1065 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , أَنْبَأَ الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَنْ يَزَالَ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا اسْتِعْجَالُهُ؟ قَالَ: «يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ كَثِيرًا فَلَا أُرَاهُ اسْتَجَابَ لِي»
قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ «§رُبَّمَا أَخَّرَ اللَّهُ لِلْعَبْدِ الدَّعْوَةَ وَيُؤْتِيهَا لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ أَصَابَهُ عَرَضٌ مِنَ الدُّنْيَا» -[965]- حَدَّثَنَا يَعْلَى , ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ , عَنْ أَنَسٍ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ غَيْرَ قَوْلِ الْحَسَنِ
1066 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , ثنا زِيَادٌ أَبُو الْمُغِيرَةِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ فَإِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ وَإِمَّا أَنْ يُكَفِّرَ عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ مِثْلَ مَا دَعَا بِهِ» , قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
1067 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ , ثنا الْحَكَمُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: إِنَّ «§مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ لَا يَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ أَتَدْرُونَ مَا هِيَ؟» قَالُوا: لَا , قَالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ لَا تَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ وَلَا يَسْقُطُ لِمُؤْمِنٍ دَعْوَةٌ»
باب في صوت المؤمن وغيره في الدعاء
§بَابٌ فِي صَوْتِ الْمُؤْمِنِ وَغَيْرِهِ فِي الدُّعَاءِ
1068 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ " §جِبْرِيلَ مُوَكَّلٌ بِحَاجَاتِ الْعِبَادِ , فَإِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ لَهُ: يَا جِبْرِيلُ احْبِسْ حَاجَةَ عَبْدِي هَذَا , فَإِنِّي أُحِبُّهُ , وَأُحِبُّ صَوْتَهُ , وَإِذَا دَعَاهُ الْكَافِرُ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اقْضِ حَاجَةَ عَبْدِي هَذَا , فَإِنِّي أُبْغِضُهُ وَأَبْغَضُ صَوْتَهُ "
باب ما يستحب من الدعاء
§بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الدُّعَاءِ
1069 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَمِّيُّ , ثنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ أَبُو سَهْلٍ , ثنا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْقَمُوصِ , عَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ , أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُنْتَجَبِينَ , الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ , الْوَفْدِ الْمُقْبِلِينَ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ تَبْيَضُّ مِنْهُمْ مَوَاضِعُ الطُّهُورِ» , قِيلَ: فَمَا الْوَفْدُ الْمُقْبِلُونَ؟ قَالَ: «وَفْدٌ يَفِدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَى رَبِّهِمْ»
باب في المواعظ
§بَابٌ فِي الْمَوَاعِظِ
1070 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ , ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ , ثنا أَبُو الْمِقْدَامِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ عَامِلٌ عَلَيْنَا بِالْمَدِينَةِ زَمَنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ الْبَضْعَةِ عَظِيمُ الْجِسْمِ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي خِلَافَتِهِ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا مَا أَكَادُ أَصْرِفُ بَصَرِي عَنْهُ , فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا مُنْكَرًا , مَا كُنْتَ تَنْظُرُهُ إِلَيَّ مِنْ قَبْلُ , فَمَا أَعْجَبَكَ؟ قُلْتُ: مَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ وَنَفَى مِنْ شَعْرِكَ؟ قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَالِثَةٍ فِي قَبْرِي وَقَدْ سَقَطَتْ حْدَقَتَايَ عَلَى وَجْنَتَيَّ وَسَالَ مِنْخَرَايَ وَفَمِي صَدِيدًا وَدُودًا كُنْتَ لِي أَشَدَّ نُكْرَةً , أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: قُلْتُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ , رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا , وَإِنْ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ , وَإِنَّمَا يُجَالَسُونَ بِالْأَمَانَةِ , وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ , وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ , وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ , إِلَّا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟» , قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ، وَجَلَدَ عَبْدَهُ، وَمَنَعَ رِفْدَهُ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشْرٍ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " مَنْ يُبْغِضُ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشْرٍ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: «الَّذِي لَا يَقِيلُ عَثْرَةً، وَلَا يَغْفِرُ ذَنْبًا» , قَالَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشْرٍ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: " مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ , وَإِنْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَا تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجُهَّالِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ , وَلَا تَظْلِمُوا وَلَا تُكاَفِئُوا ظَالِمًا فَيَبْطُلَ فَضْلُكُمْ , يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنَّمَا الْأَمْرُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ بَيِّنٌ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ , وَأَمْرٌ بَيِّنٌ زَيْغُهُ فَاجْتَنِبُوهُ , وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَرَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ "
1071 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ , ثنا سَعْدٌ الطَّائِيُّ , ثنا -[969]- أَبُو الْمُدِلَّةِ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ أَوْ إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنَ الْأَبْرَارِ , وَإِنَّا إِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ , فَقَالَ: «§لَوْ تَكُونُوا أَوْ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُوا عَلَى حَالٍ أَوْ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّكُمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ , وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» , قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: " لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ , بَلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ , وَحَصْبَاهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ , وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ , مَنْ يَدْخُلْهَا يَنْعَمْ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدْ لَا يَمُوتُ , لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ , ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ , وَيُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَوَاتِ، وَيَقُولُ لَهَا الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ "
باب فيما يحتقر من الذنوب
§بَابٌ فِيمَا يُحْتَقَرُ مِنَ الذُّنُوبِ
1072 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ , ثنا أَبُو قَتَادَةَ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْصٍ أَوْ قُرْطٍ قَالَ: «إِنَّكُمْ §لَتَعْمَلُونَ الْيَوْمَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ» 1073 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا سُلَيْمَانٌ , قُلْتُ: فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
1074 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَائِشَةُ «§إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ طَالِبًا» قُلْتُ: وَيَأْتِي حَدِيثٌ فِيمَا يُحْتَقَرُ مِنَ الْكَلَامِ فِي الزُّهْدِ
باب الخوف من الله تعالى
§بَابُ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى
1075 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عَمْرٌو , ثنا جَابِرٌ , عَنْ عَامِرٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ «§لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَتْبَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ ذُبَابًا يَمُرُّ عَلَى أَنْفِي إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ عَذَابٌ مِنَ اللَّهِ حَتَّى أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرَ»
كتاب التوبة والاستغفار
§كِتَابُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ
باب في التوابين
§بَابٌ فِي التَّوَّابِينَ
1076 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ «§اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ»
باب إلى متى تقبل التوبة
§بَابٌ إِلَى مَتَى تُقْبَلُ التَّوْبَةُ
1077 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ»
1078 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ»
باب الاستغفار
§بَابُ الِاسْتِغْفَارِ
1079 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , ثنا لَيْثٌ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ إِنِّي «§لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً»
باب الاستغفار لمن ظلمه
§بَابُ الِاسْتِغْفَارِ لِمَنْ ظَلَمَهُ
1080 - حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا مَالِكُ بْنُ يَزِيدَ الْيَمَامِيُّ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَفَّارَةُ الِاغْتِيَابِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ»
باب اسمح يسمح لك
§بَابُ اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ
1081 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى , ثنا الْوَلِيدُ , ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءً , يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ»
باب النهي عن تمني الموت
§بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَمَنِّي الْمَوْتِ
1082 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ , ثنا اللَّيْثُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ , عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ , عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَبَّاسِ وَهُوَ يَشْتَكِي فَتَمَنَّى الْمَوْتَ فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§لَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ مُحْسِنًا تَزْدَدْ إِحْسَانًا إِلَى إِحْسَانِكَ خَيْرٌ لَكَ , وَإِنْ كُنْتَ مُسِيئًا اسْتُعْتِبْتَ خَيْرٌ لَكَ فَلَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ» -[976]- 1083 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ , عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ , عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُسَمِّ مَنْ عَادَهُ وَقَالَ فِيهِ: إِنْ تَكُ مُحْسِنًا فَتُؤَخَّرْ تَزْدَدْ إِحْسَانًا
باب في طول عمر المسلم
§بَابٌ فِي طُولِ عُمُرِ الْمُسْلِمِ
1084 - وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْأُمَوِيُّ , حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ , عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ , عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ بْنِ ذَكْوَانَ , عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ وَأَمَتِهِ يَشِيبَانِ فِي الْإِسْلَامِ ثُمَّ يُعَذِّبُهُمَا»
1085 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , ثنا أَبُو ضَمْرَةَ , حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ السُّلَمِيُّ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْ عَبْدٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَّا صَرْفَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلَاءِ: الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ , فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ , فَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ فِيمَا يُحِبُّ , فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ , فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ قَبِلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ , فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَشَفَّعَهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ " -[978]- 1086 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ , حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ , حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَبِي ذَرَّةَ , أَوِ ابْنُ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو , فَذَكَرَ نَحْوَهُ
كتاب الزهد
§كِتَابُ الزُّهْدِ
باب في الاقتصاد
§بَابٌ فِي الِاقْتِصَادِ
1087 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ , ثنا هَمَّامٌ , ثنا قَتَادَةُ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ , أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ مَسْغَبَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَجَاسِدِ وَالْخَلُوقِ , قَالَ: فَقَالَ: " أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السَّوْدَاءُ , تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ , وَإِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ: «أَنَّ §دُونَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيقًا ذَا دَحْضٍ وَمَزَلَّةٍ» ، وَإِنَّا إِنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ أَوْ فِي أَحْمَالِنَا اضْطِهَارٌ أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ مِنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ "
باب فيما يرغب في الدنيا
§بَابٌ فِيمَا يُرَغِّبُ فِي الدُّنْيَا
1088 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا زَائِدَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ الطَّائِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا» , قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: بِرَاذَانَ مَا بِرَاذَانَ وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ
باب
§بَابٌ
1089 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَ , ثنا زَائِدَةُ , ثنا عَاصِمٌ , عَنْ زِرٍّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ أَسْوَدُ فَمَاتَ فَأُوذِنَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟» قَالُوا: دِينَارَيْنِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيَّتَانِ»
باب فيمن كره إقبال الدنيا
§بَابٌ فِيمَنْ كَرِهَ إِقْبَالَ الدُّنْيَا
1090 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ , وَكَانَ , يَغْشَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَسَمِعَ مِنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " §دَعَانِي عُمَرُ فَإِذَا حَصِيرٌ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ الذَّهَبُ مَنْثُورٌ نَثْرَ الْحَثَا , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَدْرِي مَا الْحَثَا؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ التِّبْنَ فَقَالَ: هَلُمَّ فَاقْسِمْ بَيْنَ قَوْمِكَ فَاللَّهُ أَعْلَمُ حِينَ حَبَسَ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ وَأَعْطَانِي , آلْخَيْرَ أَرَادَ ذَلِكَ بِي أَمِ الشَّرَّ , قَالَ: فَأَكْبَبْتُ أُقَسِّمُ فَسَمِعْتُ الْبُكَاءَ , فَإِذَا عُمَرُ يَبْكِي وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: كَلَّا وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا حَبَسَ عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ إِرَادَةَ الشَّرِّ لَهُمَا وَأَعْطَاهُ عَمْرًا إِرَادَةَ الْخَيْرِ لَهُ "
باب في صفو الدنيا
§بَابٌ فِي صَفْوِ الدُّنْيَا
1091 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا زَائِدَةُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: «§ذَهَبَ صَفْوُ الدُّنْيَا وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكَدَرُ وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»
باب فيمن كانت نيته طلب الدنيا أو الآخرة
§بَابٌ فِيمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا أَوِ الْآخِرَةِ
1092 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ , عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الْآخِرَةِ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ , وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ»
باب: كيف العمل للدنيا والآخرة
§بَابٌ: كَيْفَ الْعَمَلُ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
1093 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا أَبُو عَمْرٍو الصَّفَّارُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالرَّمْلِ مِنَ الْأَعْرَابِ كَبِيرًا فَقُلْتُ لَهُ: لَقِيتَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَقُلْتُ: مَنْ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§احْرِزْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا , وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا»
باب ما جاء في الشهرة
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الشُّهْرَةِ
1094 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ لَبِسَ ذَا شُهْرَةٍ أَوْ رَكِبَ ذَا شُهْرَةٍ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِنْ كَانَ لَهُ وَلِيًّا»
باب ما جاء في الرياء
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الرِّيَاءِ
1095 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا هِقْلٌ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ , عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الْإِمَامِ يَقْضِي بِالْقَضَاءِ نَرَاهُ جَوْرًا فَنَقُولُ: وَفَّقَكَ اللَّهُ، وَنَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ مِنَّا يُثْنِي عَلَيْهِ، قَالَ: «§أَمَّا نَحْنُ مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا نَعُدُّ هَذَا نِفَاقًا , فَمَا أَدْرِي مَا تَعُدُّونَهُ أَنْتُمْ»
1096 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا حَيْوَةُ , ثنا أَبُو صَخْرَة حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ , حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ قَامَ بِأَخِيهِ مَقَامَ رِيَاءٍ رَاءَى اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَمَّعَ»
باب: لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب
§بَابٌ: لَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ
1097 - حَدَّثَنَا يَعْلَى , حَدَّثَنِي الْحَكَمُ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ»
باب فيمن هو جماع مناع
§بَابٌ فِيمَنْ هُوَ جَمَّاعٌ مَنَّاعٌ
1098 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عِنْدَ ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ: «§كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ»
باب فيمن لا صبوة له
§بَابٌ فِيمَنْ لَا صَبْوَةَ لَهُ
1099 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْكُوفِيُّ , ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ»
باب النظر إلى من هو دونك في الدنيا
§بَابُ النَّظَرِ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَكَ فِي الدُّنْيَا
1100 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا زَائِدَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَلَّا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ»
باب فيمن ترك شيئا لله
§بَابٌ فِيمَنْ تَرَكَ شَيْئًا لِلَّهِ
1101 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: ثنا أَبُو قَتَادَةَ , وَأَبُو الدَّهْمَاءِ قَالَا وَكَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ نَحْو الْبَيْتِ قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ , فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَكَانَ مِمَّا حَفِظْتُ أَنْ قَالَ: «§لَا تَدَعُ شَيْئًا اتِّقَاءً لِلَّهِ إِلَّا أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ» , قُلْتُ: وَأَعَادَهُ بِسَنَدِهِ نَحْوَهُ
باب فيمن لا يؤبه له
§بَابٌ فِيمَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ
1102 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا زَائِدَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْهِرٍ , عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا مَعُ النَّبِيِّ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ قَالَ لِي: «§انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَيْنَيْكَ» , قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ جَالِسٌ يُحَدِّثُ أَقْوَامًا , قُلْتُ: هَذَا , قَالَ: «انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ» , فَنَظَرْتُ فَإِذَا رُوَيْجِلٌ فِي ثَوْبٍ خَلَقٍ قَالَ: قُلْتُ: هَذَا , قَالَ: فَقَالَ: «لَهَذَا خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُرَابِ الْأَرْضِ مِنْ هَذَا»
1103 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا زَائِدَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §لَمِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ قَامَ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا مَا أَعْطَاهُ أَوْ دِرْهَمًا مَا أَعْطَاهُ أَوْ فِلْسًا مَا أَعْطَاهُ , وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ الدُّنْيَا مَا أَعْطَاهُ وَمَا يَمْنَعُهُ إِلَّا لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ وَلَوْ سَأَلَ الْجَنَّةَ لَأَعْطَاهُ وَلَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ»
قَالَ سُلَيْمَانُ يَعْنِي الْأَعْمَشَ: سَمِعْتَهُمْ يَذْكُرُونَهُ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعَفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» , قُلْتُ: لِأَنَسٍ فِي الصَّحِيحِ «إِنَّ مِنَ عَبَّادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ»
باب الإيثار
§بَابُ الْإِيثَارِ
1104 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامِ بْنِ ظُهَيْرٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ: ثنا ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ كَانَ لَهُ قَمِيصَانِ فَلْيَكْسُ أَحَدَهُمَا أَوْ لَيَتَصَدَّقْ بِأَحَدِهِمَا»
باب في الثناء الحسن والسيئ
§بَابٌ فِي الثَنَاءِ الْحَسَنِ وَالسَّيِّئِ
1105 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا حَيْوَةُ , عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّمْحِ , يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ «§اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا رَضِيَ عَنِ الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَعْمَلْهُ , وَإِذَا سَخَطَ عَلَى الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ سَبْعَةَ أضْعَافٍ مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَعْمَلْهُ»
باب: المرء مع من أحب
§بَابٌ: الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ
1106 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ , ثنا عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ , ثنا عِكْرِمَةُ , حَدَّثَنِي سَعِيدٌ , حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ " §مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ؟ فَقَالَ: «وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَضَعِيفُ الْعَمَلِ وَإِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ: «فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»
1107 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كَعَمَلِهِمْ , قَالَ: «§أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»
باب المتحابين في الله
§بَابُ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ
1108 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ , ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ , ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي -[992]- مَرْزُوقٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ , عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ بَرَّاقُ الثَنَايَا سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ , فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ , فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ , فَوَقَعَ لَهُ فِي نَفْسِي حُبٌّ فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا ثُمَّ هَجَّرْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ وَاحْتَبَيْتُ بِرِدَائِي , فَسَكَتُّ لَا أُكَلِّمُهُ وَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي , ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ قَالَ: فِيمَ تُحِبُّنِي؟ قُلْتُ: فِي اللَّهِ قَالَ: فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي فَجَذَبَنِي إِلَيْهِ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَلَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ» , قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ أَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي الْمُتَحَابِّينَ؟ " قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُهُ إِلَى الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: «حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ» , قُلْتُ: حَدِيثُ مُعَاذٍ فِي التِّرْمِذِيِّ بَعْضُهُ
1109 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: كَانَ فِينَا مَعْشَرَ الْأَشْعَرِيِّينَ رَجُلٌ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ الْحَسَنَةَ الْجَمِيلَةَ قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: يُقَالُ لَهُ مَالِكٌ أَوِ ابْنُ مَالِكٍ وَأَتَانَا فَقَالَ: إِنِّي جِئْتُكُمْ لَأُعَلِّمَكُمْ وَأُصَلِّيَ بِكُمْ كَمَا كَانَ يُصَلِّي بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا لَهُ فَدَعَا بِجَفْنَةٍ عَظِيمَةٍ فَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الْمَاءِ , ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ صَغِيرٍ فَجَعَلَ يَأْخُذُ مِنَ الْمَاءِ , فَيُصَبُّ عَلَى أَيْدِينَا حَتَّى غَسَلْنَا ثُمَّ قَالَ: الْآنَ يَتَوَضَّأُ الْقَوْمُ , ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ صَلَاةً تَامَّةً وَجِيزَةً ثُمَّ انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ , فَقَالَ: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوَامًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ حُجْرَةِ الْقَوْمِ أَعْرَابِيٌّ، قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَكُونَ فِينَا الْأَعْرَابِيُّ إِذَا شَهِدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُمْ يَجْتَرِئُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ وَلَا نَجْتَرِئُ: بَيِّنْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ , قَالَ: فَرَأَيْنَا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ، فَقَالَ: «هُمْ أَقْوَامٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى يَتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى نُورٍ , وَلَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنُوا»
باب في عيش السلف
§بَابٌ فِي عَيْشِ السَّلَفِ
1110 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِرَاشٍ حَشْوُهُ لِيفٌ وَوَسَائِدَ حَشْوُهَا لِيفٌ فَقَامَ فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ «§مَا يُبْكِيكِ؟» فَقَالَتْ: مَا أَرَى مِنْ أَثَرِ هَذَا , قَالَ: «فَلَا تَبْكِ فَوَاللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِي الْجِبَالُ لَسَارَتْ»
1111 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ , يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ , مِنْ بَنِي عَبْسٍ أَنَّهُ قَالَ: صَحِبْتُ سَلْمَانَ فَأَتَى عَلَى دِجْلَةَ فَقَالَ: " يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ، §انْزِلْ فَاشْرَبْ , قَالَ: فَنَزَلَتْ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ انْزِلْ فَاشْرَبْ، قَالَ: فَنَزَلَتْ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ: مَا أَفْنَى شَرَابُكَ مِنْ هَذَا الْمَاءِ؟ قُلْتُ: وَمَا عَسَى أَنْ يَفْنَى؟ قَالَ: كَذَلِكَ الْعِلْمُ، فَعَلَيْكَ مِنْهُ بِمَا يَنْفَعُكَ , ثُمَّ ذَكَرَ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُنُوزِ كِسْرَى فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي أَعْطَاكُمُوهَا وَفَتَحَهَا لَكُمْ وَخَوَّلَكُمُوهُ لِمُمْسِكٌ خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ , لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَبِمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ؟ ثُمَّ مَرَّ بِبَيَادِرَ تُذْرَى فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ وَفَتَحَهُ لَكُمْ لَمُمْسِكٌ خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ؟ لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَبِمَ ذَاكَ؟ " قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ عُمَرَ فِي بَابِ مَنْ كَرِهَ الدُّنْيَا
1112 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ , ثنا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: جَعَلَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِعَائِشَةَ طَعَامًا , فَجَعَلْتَ تَرْفَعُ قَصْعَةً وَتَضَعُ قَصْعَةً قَالَ: فَحَوَّلَتْ وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي , فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ: كَدَّرْتِ عَلَيْنَا طَعَامَنَا , قَالَ: تَقُولُ لَنَا: مَا يُبْكِينِي وَمَضَى حَبِيبِي خَمِيصَ الْبَطْنِ مِنَ الدُّنْيَا , وَاللَّهِ إِنْ كَانَ " §لَيُهِلُّ أَهِلَّةٌ ثَلَاثَةٌ وَمَا أُوقِدَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ , قَالَ: مَا كَانَ مَعِيشَتُكُمْ؟ قَالَتْ: كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَنِعْمَ الْجِيرَانُ كَانُوا يْمَنَحُونَا بِشَيْءٍ مِنْ أَلْبَانِهِمْ وَشَيْءٍ مِنَ الشَّعِيرِ فَنَجُشُّهُ , قَالَتْ: تَعْجَبُ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا رَأَى الْمَنَاخِلَ بِعَيْنِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ مِنْهُ قِصَّةُ الْأَهِلَّةِ الثَّلَاثَةِ وَمِنْحَةِ اللَّبَنِ فَقَطْ
1113 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا زَائِدَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " §أَهْدَى لَنَا أَبُو بَكْرٍ رِجْلَ شَاةٍ فَقَعَدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَقُطِّعُهَا فِي ظُلْمَةِ الْبَيْتِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: أَمَا كَانَ عِنْدَكُمْ سِرَاجٌ؟ قَالَتْ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَا نَجْعَلُ فِيهِ لَأَكَلْنَاهُ "
1114 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , ثنا بِسْطَامٌ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: " §لَقَدْ عَمَّرْنَا مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَيْنِ ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا الْأَسْوَدَانِ؟ قُلْتُ: لَا , قَالَ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ "
1115 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ , ثنا أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: " §بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةِ نَخْلَةَ وَمَعَنَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ فَكَانَ رَجُلًا لَطِيفَ الْبَطْنِ طَوِيلًا فَجَاعَ فَانْثَنَى صُلْبُهُ فَكَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْشِيَ , فَسَقَطَ عَلَيْنَا فَأَخَذْنَا صَفِيحَةً مِنْ حِجَارَةٍ فَرَبَطْنَاهَا عَلَى بَطْنِهِ ثُمَّ شَدَّدْنَا إِلَى صُلْبِهِ فَمَشَى مَعَنَا فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ فَضَيَّفُونَا فَمَشَى مَعَنَا، قَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُ الرِّجْلَيْنِ يَحْمِلَانِ الْبَطْنَ، فَإِذَا الْبَطْنُ يَحْمِلُ الرِّجْلَيْنِ "
باب ذكر الموت
§بَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ
1116 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا , ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ: «أَكْيَسُ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا»
1117 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا أَبُو خَالِدٍ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ آبَائِهِ , رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَيُّ النَّاسِ أَكْيَسُ» , قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا»
باب اقتراب الساعة
§بَابُ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ
1118 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ , ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ , عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ» , قَالَ: أَبُو زَكَرِيَّا وَرَأَى فِطْرًا ضَمَّ أُصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ
كتاب البعث
§كِتَابُ الْبَعْثِ
باب: كيف البعث
§بَابٌ: كَيْفَ الْبَعْثُ
1119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§تُمْطِرُ السَّمَاءُ حَتَّى تَنْشَقَّ الْأَرْضُ عَنِ الْمَوْتَى فَيَخْرُجُونَ»
1120 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ , ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ , أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثُمَّ أَذْهَبُ إِلَى أَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَيُبْعَثُونَ مَعِي ثُمَّ أَنْظُرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتُونَ فَأُبْعَثُ بَيْنَ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ»
1121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَسْمَعُ الصَّيْحَةَ فَأَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ فَأُحْشَرُ مَعَهُمْ»
1122 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , ثنا عَوْفٌ , عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَفَعَهُ قَالَ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا , وَجُمِعَ الْخَلَائِقُ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ جِنُّهُمْ وَإِنْسُهُمْ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ قُيِّضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا فَيُنْثَرُونَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَجِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ -[1002]- فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ وَقَالُوا: أَفِيكُمْ رَبُّنَا فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا، لَيْسَ فِينَا وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ تُقَاضُ السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ السَّمَاءِ وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ وَقَالُوا: أَفِيكُمْ رَبُّنَا فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبَّنَا، لَيْسَ فِينَا وَهُوَ آتٍ , ثُمَّ تُقَاضُ أَهْلُ السَّمَوَاتِ كُلِّهَا فَيُضَعَّفُ كُلُّ سَمَاءٍ عَنْ أَهْلِهَا كَانَ أَكْثَرَ أَهْلًا مِنَ السَّمَوَاتِ الَّتِي تَحْتَهَا وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ كُلَّمَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ , وَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ تُقَاضُ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ أَهْلًا مِنَ السَّمَوَاتِ السِّتِّ وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ فَيَجِيءُ اللَّهُ فِيهِمْ وَالْأُمَمُ جُثًا صُفُوفًا , قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ , لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ , فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً: سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ , لِيَقُمِ الَّذِينَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيُسْرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ , قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي ثَالِثَةً سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ أَصْحَابَ الْكَرَمِ , لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37] , فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ , فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلَائِقِ لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَلِسَانٌ فَصِيحٌ فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جُبَارٍ عَنِيدٍ قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ , قَالَ: ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً فَيَقُولُ إِنِّي وُكِّلْتُ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ , ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً قَالَ: ثَالِثَةً فَقَالَ: أَبُو الْمِنْهَالِ أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ , فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ وَمِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ، نُشِرَتِ الصُّحُفُ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلَائِقُ لِلْحِسَابِ "
1123 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ , ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيَسْأَلُهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ لَيْسَ بَيْنَهُ يَعْنِي وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلَا تُرْجُمَانٌ»
1124 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , ثنا الْوَلِيدُ عَنْ شَيْخٍ مِنْ كَلْبٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي مُحَمَّدًا أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كَيْفَ أَنْتَ يَا عُوَيْمِرُ إِذَا قِيلَ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعَلِمْتَ أَمْ جَهِلْتَ؟ فَإِنْ قُلْتُ: عَلِمْتُ قِيلَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ وَإِنَّ قُلْتَ: جَهِلْتُ قِيلَ لَكَ: فَمَا كَانَ عُذْرُكَ فِيمَا جَهِلْتَ، أَلَا تَعَلَّمْتَ "
باب ما جاء في الميزان
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمِيزَانِ
1125 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ وَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: سَعِدَ فُلَانٌ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا , وَإِنْ خَفَّتْ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: شَقِيَ فُلَانٌ شَقَاوَةً لَا يَسْعَدُ بَعْدَهَا أَبَدًا "
باب ما جاء في الصراط
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الصِّرَاطِ
1126 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ اللَّيْثِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَقُولُونَ عَلَى الصِّرَاطِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ» , يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ
باب ما جاء في الورود
§بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُرُودِ
1127 - سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ الْبُرْسَانِيُّ , عَنْ أَبِي سُمَيَّةَ قَالَ: اخْتَلَفْنَا هَاهُنَا بِالْبَصْرَةِ فِي الْوُرُودِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: لَا يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ , وَقَالَ آخَرُونَ: يَرِدُونَهَا جَمِيعًا , قَالَ: فَلَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: يَدْخُلُونَهَا ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا، وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّا اخْتَلَفْنَا فِيهِ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ قَوْمٌ: لَا يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ وَقَالَ آخَرُونَ يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا , فَأَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §الْوُرُودُ الدُّخُولُ، لَا يَبْقَى بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ إِلَّا دَخَلَهَا , فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ حَتَّى إِنَّ لِلنَّارِ , أَوْ قَالَ: لِجَهَنَّمَ , ضَجِيجًا مِنْ بَرْدِهِمْ، ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا، وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا " , قُلْتُ: هَكَذَا وَجَدْتُهُ سَاقِطًا سَنَدُهُ وَلِجَابِرٍ فِي الصَّحِيحِ شَيْءٌ مَوْقُوفٌ عَلَيْهِ غَيْرُ هَذَا
باب في ذكر الحوض
§بَابٌ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ
1128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ , ثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ , عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا فَرَطُكُمُ عَلَى الْحَوْضِ»
باب في المقام المحمود
§بَابٌ فِي الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ
1129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " §يُجْمَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ، ثُمَّ يُنَادِي: مُحَمَّدُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، وَعَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَبِكَ وَإِلَيْكَ، وَلَا مَنْجَى وَلَا مَلْجَأَ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَ رَبِّ الْبَيْتِ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ "
باب: لن ينجي أحدا عمله
§بَابٌ: لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا عَمَلُهُ
1130 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ , ثنا ابْنُ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ , ذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ» , قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ رَبِّي بِمَغْفِرَةٍ مِنْهُ وَرَحْمَةٍ» , وَوَضَعَ ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ
باب في الشفاعة
§بَابٌ فِي الشَّفَاعَةِ
1131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ , أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ , مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَكُونُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِيهَا إِلَّا مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا , ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَخْبِرْنِي هَذَا، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَاللَّهِ مَا رَآهُ قَطُّ قَبْلَهَا , أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ، وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ , فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ "
1132 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ , ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ , ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي»
1133 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قَدْ رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فَأَخَّرْتُ لَهُمْ شَفَاعَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
1134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشُّبَامِيُّ , ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَعَلَقْنَا بِطَرِيقٍ مِنْ طُرُقُهَا حَتَّى دُفِعْنَا إِلَى بَابِ مُحَمَّدٍ فَاسْتَأْذَنَّا وَلَيْسَ فِي الدَّارِ رَجُلٌ وَاحِدٌ أَبْغَضَ مِنْ رَجُلٍ فِي الْبَيْتِ فَأَذِنَ لَنَا , فَوَلَجْنَا فَسَلَّمْنَا وَبَايَعْنَا فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى لَمْ يَكُنْ فِي الدَّارِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ فِي الْبَيْتِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا سَأَلْتَ اللَّهَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ؟ فَضَحِكَ عِنْدَ ذَاكَ وَقَالَ: «§لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ , إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً فَمِنْهُمْ مَنْ سَأَلَ اللَّهَ مُلْكًا فَأَعْطَاهُ وَمَنْ جَعَلَهَا لَعْنَةً عَلَى قَوْمِهِ فَأُهْلِكُوا بِهَا , وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي دَعْوَةً فَجَعَلْتُهَا شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
1135 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ طَالَ عَلَى النَّاسِ الْحِسَابُ فَقَالُوا: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَبَيْنَا آدَمَ فَلْيَشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيُحَاسِبْنَا , فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ أَبُونَا، وَأَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ , وَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيُحَاسِبْنَا , فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ , إِنِّي أُخْرِجْتُ مِنَ الْجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي , وَلَكِنِ ائْتُوا أَبَاكُمْ نُوحًا , فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيُحَاسِبْنَا فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ , فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكَ، إِنِّي دَعَوْتُ دَعْوَةً أَغْرَقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، وَلَكِنْ ائْتُوا أَبَاكُمْ إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذِي اتَّخَذَكَ اللَّهُ خَلِيلًا، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيُحَاسِبْنَا فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكَ إِنِّي كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللَّهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيُحَاسِبْنَا فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكَ إِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى، فَإِنَّهُ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيُحَاسِبْنَا فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكَ، إِنِّي عُبِدْتُ مِنْ دُونِ اللَّهِ , وَلَكِنْ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ عَلَيْهِ خَاتَمٌ ثُمَّ كَانَ يُوصَلُ إِلَى ذَلِكَ الْمَتَاعِ حَتَّى يُفَكَّ الْخَاتَمُ، فَأْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ قَالَ: " فَيَأْتُونِي فَآتِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ فَأَحْمَدُ اللَّهَ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ حَتَّى أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "
1136 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , حَدَّثَنِي اللَّيْثُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ «§لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ تَسْأَلُنِي عَنْهَا لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَا يُهِمُّنِي مِنَ انْقِصَافِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي , وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ» , قُلْتُ: فِي الْبُخَارِيِّ مِنْهُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ قَبْلَكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ»